إجازة الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ

عبد اللطيف آل الشيخ

إِجَازةُ الشَّيْخِ العَلَّامةِ عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن آل الشّيخ

جَمِيْعُ الحُقُوقِ مَحْفُوظَةٌ الطَّبْعةُ الأولى 1422 هـ - 2001 م دار البشائر الإسْلاميّة للطباعَة والنّشر والتوزيع هاتف:702857 - فاكس: 704963/ 009611 بيروت - لبنان ص ب: 5955/ 14 e-mail: [email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

قالوا في الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ

قالوا في الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ * " العَلَمُ المفرد، والألمعي الأوحد، جامع المعقول والمنقول، حاوي الفروع والأصول، عالم العلوم الربَّانية، عارف السُّنَّة النَّبوية، صاحب التَّحقيقات التي لم تزل تتجلَّى وتنجلي عبد اللطيف آل الشيخ النَّجدي الحَنْبلي ... ". محمود شكري الألوسي "فتح المنان" له (ص 2) • "الشيخ الإِمام، شيخ الإِسلام، وقُدوة العلماء الأعلام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن. كان إمامًا، عالمًا, فاضلًا، بارعًا، مُحدِّثًا، فقيهًا أصوليًّا. وكان في الحفظ آيةً باهرةً، مُتَوَقِّدَ الذَّكاءِ، كأن العلوم نصب عينيه، وكان كثير المُطالعة، مُلازمًا للتدريس، مُرغبًا في العلم مُعينًا عليه ... ". إبراهيم بن عيسى "عقد الدرر" له (ص 98 ,99)

مقدمة المعتني

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي منَّ على هذه الأُمَّة بصحَّة الرِّواية وعلوِّ الإِسناد، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه محمَّد خير العباد وعلى آله وصحبه إلى يوم الحشر والتَّناد. أما بعد: فإنَّ الإِمام العلَّامة، والفقيه الفهَّامة، مُفيد الطَّالبين، وبقية العلماء الزَّاهدين في عصره، ووارث العلم كابرًا عن كابر -آباؤه وجدوده وأعمامه وإخوانه- الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإِمام محمَّد بن عبد الوهاب، المتوفَّى سنة (1293 هـ)، من الأئمَّة الرَّاسخين والعلماء الربَّانيين. وقد كان برفقة والده الإِمام الشيخ عبد الرحمن لمَّا نقل إلى مصر سنة (1233 هـ)، وأقام بها إحدى وثلاثين سنة، فدرس العلم على والده وغيره ممَّن كانوا معه من علماء نجد. ثُمَّ أخذ عن علماء مصر كالشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الأزهر، والشيخ مصطفى الأزهري، والشيخ أحمد الصعيدي،

ومفتي الإِسكندرية الشيخ العلَّامة محمَّد بن محمود الجزائري الحنفي الأثري (¬1)، وغيرهم. وقد أخذ عن الأخير رواية "صحيح البخاري" وبقية الكتب الستة. ولما عاد الشيخ عبد اللطيف إلى بلده الرياض المعمورة، وأُنِيطَت به كثير من جلائل الأعمال العلمية والدعوية والجهادية لم يترك نصيب التدريس وبثّ العلم، فملأ البلاد علمًا، وأعاد سيرة السلف في إحيائه (¬2). وقد أخذ عنه خلائق لا يحصون وفضلاء كثيرون، فممَّن أخذ عنه واستجازه: العلَّامة الجليل الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى النَّجدي (¬3)، العالم المعروف، شارح نونية ابن قيِّم الجوزية، فإنه قد طلب من الشيخ الِإجازة فأعطاه الشيخ مراده وأجازه، كما طلب منه ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "الأعلام"، للزركلي (7/ 89). (¬2) انظر ترجمة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في: "عنوان المجد في تاريخ نجد"، لعثمان بن بشر (2/ 43، 47، 256، 277 - 280 من التعليق عليه)؛ و"عقد الدرر"، لِإبراهيم بن عيسى النجدي (ص 98، 99)، و"تراجم لمتأخِّري الحنابلة"، لسليمان بن حمدان (ص 15)؛ و"علماء نجد خلال ثمانية قرون"، لابن بسَّام (1/ 202 - 214). (¬3) وُلِد الشيخ أحمد بن عيسى سنة (1253 هـ)، وتوفِّي سنة (1329 هـ). انظر ترجمته في: "فهرس الفهارس"، للكتاني (1/ 125)؛ و"تراجم متأخِّري الحنابلة"، لابن حمدان (ص 120 - 123)؛ و"علماء نجد"، لابن بسَّام (1/ 436 - 452).

الشيخ راشد بن عيسى المالكي البحريني (¬1) الإجازة في "الكتب الستَّة" فأجازه بها كذلك. * * * أما إجازة الشيخ أحمد بن عيسى وطلبه لها فإنها تقع في ورقتين، وقد كتب الشيخ أحمد بخطّه الجميل طلب الاستدعاء (¬2) بالإِجازة ونص الإِجازة أملاه الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ على أحد طلَّابه، وكان ذلك سنة (1287 هـ)، وهذه الإِجازة في مكتبتي الخاصة. وأما إجازة الشيخ راشد بن عيسى المالكي فإنها تقع في ورقة واحدة، وهي من إملاء الشيخ عبد اللطيف وبنفس الخط السابق سنة (1283 هـ)، وهذه الإِجازة محفوظة عند أحد أحفاد الشيخ راشد بن ¬

_ (¬1) لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من مصادر، اللَّهُمَّ إلَّا ما ذكره الشيخ محمَّد بن خليفة النبهاني في: "التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية" (ص 112)، في ذكره لحكَّام البحرين، حيث ذكر الحاكم الرابع وهو الشيخ محمَّد بن خليفة، فقال: "واشتهر في زمانه من العلماء: ... ، والشيخ راشد بن عيسى المالكي"، وذكر أيضًا (ص 143) جماعة من العلماء في عهد الحاكم الشيخ عيسى بن علي، فقال: "والشيخ عيسى بن راشد بن عيسى المالكي، مفتي المحرق الحالي"، أي ابن هذا العالِم، ونظرة إلى ميسرة. (¬2) الاستدعاء: هو أن يطلب رجل من العالم الإِجازة سواء لوحده أو مع غيره من الناس. انظر: "معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي"، لمحمد أحمد دهمان (ص 15).

عيسى، وهو الأستاذ عبد العزيز بن الشيخ بن محمَّد بن عيسى من مدينة المحرق في البحرين، وقد أتحفني بصورة منها الشيخ المفضال نظام يعقوبي، فجزاه الله خيرًا. وإليك نصّ طلب الشيخ أحمد بن عيسى النجدي للإِجازة من الإِمام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ وإجازته له، ثُمَّ إجازته للشيخ راشد بن عيسى المالكي البحريني:

مخطوط ممم صورة إجازة بخط الشيخ محمَّد بن محمود الجزائري. مفتي الإِسكندرية، شيخ الشيخ عبد اللطيف، وقد ساق نفس السند السابق إلى البخاري. (إجازته لعبد القادر الطرابلسي، التيمورية رقم 167 مصطلح الحديث)

بسم الله الرحمن الرحيم صورة طلب الشيخ أحمد بن عيسى للإجازة من الشيخ عبد اللطيف

بسم الله الرحمن الرحيم صورة إجازة الشيخ عبد اللطيف للشيخ أحمد بن عيسى

بسم الله الرحمن الرحيم صورة إجازة الشيخ عبد اللطيف لراشد بن عيسى

إجازة الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ للشيخ أحمد بن عيسى النجدي

إِجَازةُ الشَّيْخِ العَلَّامةِ عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن آل الشّيخ لِلشَّيخ أحْمَد بن عيسى النَّجدِي

[طلب استدعاء الشيخ أحمد بن عيسى النجدي للإجازة من الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ]

[طلب استدعاء الشيخ أحمد بن عيسى النجدي للإِجازة من الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مُجِيب مَنْ سَأَلَهُ، ومُثِيب مَن عَلَّق به رجاه وأَمَلَه، الكريم الذي مَن أقبل عليه قَبِلَه، ومَن أعرض عنه أَرْدَاهُ وخذله، الذي جعل العلماء سادَةً وقادَة، وجلَّا دياجر الشُّبهات بأنوارِهم الوقَّادة، وأظهر ببيانهم الدِّين ورَفَعَ بهم عمادَه، وأعلى بإيضاحهم الحقَّ وأَسَّسَ أطواده، أحْمده على أن شاد بقدرته منار الدِّين، وخصَّ هذه الأُمَّة بأنْ جعل فيها مُجَدِّدِين، وأشكره على رفع التوحيد وعزّ بُنوده، وأسأله خفض الباطل، ومَحْقَ جنوده. اللَّهُمَّ صلِّ على أشرف ماشٍ وراكبٍ محمد الذي حاكى جوده الغمام السَّاكب، وزاحم شرفه الكواكب بالمناكب وعلى آله ذوي المكارِمِ والمناقب، وصحبه النَّائلين بصحبته أعلى المراتب وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

من الفقير إلى الله تعالى أحمد بن إبراهيم بن عيسى إلى جناب شيخنا الوالد حاوي طريفَ المجد والتَّالد، بحر العلم الزَّاخر، وبدر المجد الزَّاهر، الصادق عليه المثل السائر: (كم ترك الأول للآخر)، الشيخ المكرم عبد اللطيف بن عبد الرحمن، بلَّغه الله في الدَّارين أمله، وأصلح شأنه وتقبَّل عمله، ولا برحت تجارته غير خاسرة، وسعادة دنياه متَّصلة بسعادة الآخرة. آمين (¬1). سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفضله ونفحاته. وبعد: فالداعي للدَّاعي أن يكحل هذا الطرس بمسك المداد هو متواتر الشوق والوداد، والسؤال عن الأحوال العوال لا زالت في اعتدال، ولم يحدث ما يحسن رفعه إلَّا الخير والسّلامة ودائم العافية والكرامة، والحمد لله على إنعامه حمدًا يوجب المزيد من إكرامه. وبعد: فالمطلوب من إحسانك الطارف والتالد إجازتي، كما أجازني شيخنا الوالد قدَّس الله روحه ونوَّر برحمته ضريحه، إجازةً عامةً بجميع ما أخذته عن مشايخك النَّجديِّين، والمصريِّين من كتب الإِسلام من منقول ومعقول، وفروع وأصول، رزقك الله الجواز ¬

_ (¬1) يلاحظ في هذه الرسالة حسن الأدب في طلب الإِجازة من العلماء الكبار، ولا يعرف الفضل إلَّا ذووه.

على الصراط المستقيم وأجارك برحمته من عذاب الجحيم، إنه رؤوف رحيم. هذا، وبغير أمر، سلِّم لنا على الإِمام (¬1) والأولاد والأخ إسماعيل وجميع الطلبة. ومن لدينا جميع الإِخوان ينهون السَّلام. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كبيرًا. 1 محرم 1287 هـ (¬2) ¬

_ (¬1) يعني الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي. (¬2) يقول الشيخ أحمد بن عيسى في إجازته لقريبه المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى (ص 2 مخطوط)، في ذكره لشيوخه، ومنهم الشيخ عبد اللطيف: "وقد قرأت عليه -يعني على الشيخ عبد اللطيف- الحَمَوية لشيخ الإِسلام تقيّ الدِّين أحمد ابن تيمية، والأكثر من شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وجملة من الإِتقان للجلال السيوطي، وقرأت عليه طرفًا من أول البخاري وأجازني بسائره، وببقية الكتب الستة، وسائر كتب الحديث والفقه والتفسير والنحو، وغير ذلك ممَّا تجوز له وعنه روايته بالشرط المعتبر عند أهل الأثر، وكتب لي إجازة بذلك".

[نص إجازة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ للشيخ أحمد بن عيسى النجدي]

[نص إجازة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ للشيخ أحمد بن عيسى النجدي] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حقَّ حمده، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد نبيّه وعبده، وعلى آله وصحبه من بعده. أما بعد: فإني رُوِّيت "صحيح البخاري" عن شيخنا مفتي الجزائر محمَّد بن محمود بن محمَّد الجزائري، وأجازني به بداره بالإِسكندرية في ثاني عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، وهو يرويه عن والده أبي الثناء محمود بن محمَّد الجزائري، سماعًا وقراءةً، ووالده يرويه عن والده أبي عبد الله محمَّد بن حسين العنَّابي. وأنبأنا به شيخنا محمَّد بن محمود أيضًا عن جدّه محمَّد المذكور إجازة، وهو أخذه سماعًا وقراءة على والده حسين بن

محمَّد، وهو كذلك على أخيه لأمه مصطفى بن رمضان العنَّابي، وهو عن شيخه أبي عبد الله محمَّد بن شقرون المقريء، وهو عن شيخه أبي الحسن علي الأجهوري المالكي، وهو عن شيخه عمر بن الجائي الحنفي، وهو عن الشيخ زكريا الأنصاري، وهو عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بإسناده المقرر في شرحه على "الصحيح" المسمَّى بـ "فتح الباري". قال شيخنا: وقد شارك جدِّي والده في تلقِّيه عن الشيخ مصطفى المذكور. وبهذا الإِسناد أروي بقية الكتب الستَّة وسائر روايات الحافظ ابن حجر الذي تضمنها "معجمه"، ح. وأخبرني به إجازة شيخنا الشيخ محمَّد بن محمود الجزائري المذكور، عن شيخه أبي الحسن علي بن عبد القادر بن الأمين الجزائري المالكي سماعًا لبعضه وإجازة لباقيه عن شيخه أحمد الجوهري، عن أحمد بن محمَّد بن أحمد البنائي، عن أبي الحسن علي الأجهوري، عن عمر بن الجائي، عن زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر المذكور. وبهذا السند أيضًا أروي "مسند الإِمام أحمد" و"مسند الإِمام الشافعي" رحمهما اللَّه، وسائر روايات ابن حجر المذكورة في "معجمه"، ح.

ورواه لنا شيخنا المذكور بأعلا سند يوجد في الدنيا عن شيخه ابن الأمين المذكور، عن شيخه أبي الحسن علي بن مكرم الله العدوي الصعيدي، عن شيخه أبي عبد الله محمَّد عقيلة المالكي، عن الشيخ حسن بن علي العجيمي، عن الشيخ أحمد بن محمَّد العجيل اليمني، عن يحيى بن مكرم الطبري، عن إبراهيم بن محمَّد بن صدقة الدمشقي، عن عبد الرحمن بن عبد الأول الفرغاني، عن محمَّد بن شاذ بخت الفارسي، عن يحيى بن عمَّار بن مقبل بن شاهان الختلاني، عن الفِربري، عن الإِمام البخاري. فبيني وبين البخاري بهذا الإِسناد اثني عشر رجلًا، فتقع لي ثلاثيَّاته بستة عشر. وبهذا الإِسناد إليه قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: ثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوَّأ مقعده من النار". فهذا حديثٌ بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ستة عشر رجُلًا. وقد أجزت به وبتمام "الصحيح" وسائر ما تجوز روايته عني: الشاب النجيب، اللوذعي الأديب أحمد بن إبراهيم بن عيسى النَّجدي، إجازةً مطلقة عامَّة بشرطها المقرر في محلّه، وأجازني شيخنا المذكور بسائر كتب الشيخ جلال الدِّين السيوطي فإنه رواها

عن جدّه محمَّد بن حسين العنَّابي، عن والده حسين بن محمَّد، عن أخيه لأمه مصطفى بن رمضان، عن أبي عبد الله محمَّد بن شقرون المقريء، عن أبي الحسن علي الأجهوري، عن عمر بن الجائي الحنفي، عن الجلال السيوطي، وبه أروي سائر مرويَّات الجلال السيوطي. وقد أجزتُ بها الابن أحمد بن عيسى المذكور، وأجزته أيضًا بما سمعته وقرأته على المشايخ النجديِّين: شيخنا الوالد قدَّس الله روحه، وشيخنا الشيخ عبد الله بن الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب، والشيخ أحمد بن رشيد الحنبلي، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله (¬1) من كتب الفقه المستعملة المتداولة عند المتأخِّرين. وقد أجزتُ بها وبسائر ما تجوز لي روايته أحمدَ المذكور، وأجزته بما أجازنا به شيخ الجامع الأزهر الشيخ إبراهيم البيجوري من كتب المعقول المتداولة بالجامع الأزهر من مصنَّفات ابن مالك وشروحها، ومصنَّفات العلَّامة ابن هشام الحنبلي (¬2)، ومصنَّفات خالد الأزهري، وشرح لاميَّة الأفعال في الصرف للشيخ أحمد الصعيدي، أخذته عن مؤلّفه سماعًا في مجالس ¬

_ (¬1) هو خاله العلَّامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهاب. صار شيخًا لرواق الحنابلة في الأزهر لما كان يُدرس فيه. تُوُفِّي سنة (1274 هـ). (¬2) يعني صاحب "مغني اللبيب" في النحو.

متعددة، ورسالة العضد مع حاشية الصبَّان عليها سماعًا من الشيخ مصطفى البولاقي الأزهري. وقد أجزتُ بجميع ما ذُكر الابن أحمد المذكور إجازةً عامَّة بشرطها المقرر في محله. وأوصيه بتقوى اللَّه في السرِّ والعلن، وأن لا ينساني من صالح دعوته في أوقات توجُّهاته، وأوصيه بالإِخلاص في طلب العلم وتعليمه، وأن لا يتأكَّل به عافانا الله وإيَّاه من ذلك، وأصلح لنا العقبى بمنِّه وكرمه إنَّه جوَّاد كريم رؤوف رحيم. أملاه الفقير إلى رحمة ربه عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وصلَّى الله على محمد النبي الأُمِّيّ وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا حُرِّرَ ثاني شهر صفر سنة 1287 هـ (¬1) (الختم) ¬

_ (¬1) انتهيت من مقابلة هذه الإِجازة الطريفة في الحادي والعشرين من رمضان في المسجد الحرام تجاه الكعبة المشرَّفة، وقد قابلها معي والأصل بيده الأخ الشاب النبيه/ محمَّد بن صالح بن عبد العزيز بن محمَّد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، جعلنا اللَّه وإيَّاه من العلماء العاملين، والأئمَّة المهديين، والحمد لله رب العالمين.

إجازة الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ للشيخ راشد بن عيسى المالكي البحريني

إِجَازةُ الشَّيْخِ العَلَّامةِ عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن آل الشّيخ للشَّيخ راشد بن عيسى المالكي البحريني

[نص إجازة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ للشيخ راشد بن عيسى]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق حمده، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد نبيه وعبده، وآله وصحبه من بعده. أما بعد: فإني تلقَّيت "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم بن الحجاج" وسائر الكتب الستَّة إجازةً عن شيخنا محمَّد بن محمود بن محمَّد بن حسين الجزائري الحنفي بداره بالإِسكندرية سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، وهو رواها سماعًا لبعضها وإجازة لباقيها عن جدّه محمَّد بن الحسين الجزائري، عن والده حسين بن محمَّد الجزائري، عن أخيه لأمه مصطفى بن رمضان العِنَّابي، وهو عن شيخه أبي عبد الله محمَّد بن شقرون المقريء، عن أبي الحسن علي الأجهوري المالكي، عن شيخه عمر بن الجائي الحنفي، وهو عن شيخ الإِسلام زكريا الأنصاري، وهو عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بإسناده المقرر في شرحه على "الصحيح". وبهذا السند أروي جميع مروياته التي تضمَّنها "معجمه". ح.

وأخبرنا شيخنا المذكور بـ "صحيح البخاري" إجازةً، وهو تلقَّاه سماعًا لبعضه وإجازة لباقيه عن شيخه أبي الحسن علي بن عبد القادر بن الأمين الجزائري المالكي، عن شيخه أحمد الجوهري، عن أحمد بن محمَّد بن أحمد البناء، عن أبي الحسن علي الأجهوري، عن عمر بن الجائي، عن زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر. وبهذا السند نروي سائر مرويات الحافظ ابن حجر التي تضمَّنها "معجمه". ح. وأجازنا شيخنا بأعلا سند يوجد في الدنيا بـ "صحيح البخاري"، عن شيخه ابن الأمين المذكور، عن شيخه أبي الحسن علي بن مكرم الله العدوي الصعيدي، عن شيخه أبي عبد الله محمَّد عقيلة المكي، عن الشيخ حسن بن علي العجيمي، عن الشيخ أحمد بن محمَّد العجيل اليمني، عن يحيى بن مكرم الطبري، عن إبراهيم بن محمد بن صدقة الدِّمشقي، عن عبد الرحمن بن عبد الأوَّل الفرغاني، عن محمَّد بن شاذ بخت الفارسي، عن يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني، عن الفربري، عن الإِمام البخاري. فبيني وبين البخاري بهذا الإِسناد اثني عشر رجلًا فتقع لي ثلاثياته بستَّة عشر رجلًا.

وبهذا الإِسناد إليه قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوَّأ مقعده من النار". وقد أجزت بهذا الحديث وببقية "صحيح البخاري"، وسائر الكتب الستَّة الشيخ راشد بن عيسى إجازةً مطلقة عامَّةً بشرطها المقرّر في محلّه. وأوصيه بتقوى الله تعالى في السرِّ والعلن، والإِخلاص له فيما ظهر وبطن، وأن يتمسَّك بما كان عليه السلف الصالح وأئمَّة الهدى في باب معرفة الله بصفات كماله ونعوت جلاله، وفي معرفة حقّه ومراده من عباده وأن يجاهد في الله حقَّ جهده. قال ذلك وأملاه عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب، غفر الله له ولوالديه ووالديهم، وختم له بالصالحات إنه جواد كريم، رؤوف رحيم. وصلى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 17 ذا (¬1) سنة 1283 ¬

_ (¬1) أي في ذي القعدة أو في ذي الحجَّة.

§1/1