الإمام الشافعي وموقفه من الرافضة

أبو عبد البر محمد كاوا

مقدمة

مقدمة إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71]. أَمَّا بَعْدُ:

فَهَذِهِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ النُّصُوصِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ إمَامِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الشّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً فِي أَحَدِ الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ لِلْإِسْلَامِ وَهِيَ الرَّافِضَةُ، وَيَأْتِي هَذَا الْكُتَيِّبُ تَتْمِيمًا لِسِلْسلَةِ مَوَاقِفِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ مِنَ الرَّافِضَةِ وَقَدْ بَدَأْتُهَا بِ" الْإِمَامِ مَالَكٍ وَمَوْقِفِهِ مِنَ الرَّافِضَةِ "

الباب الأول: الرافضة أكذب الطوائف

الْبَابُ الْأَوَّلُ: الرَّافِضَةُ أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ

1 - قَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ. (1)

_ (1) -آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم الرازي ص 144 والكامل لابن عدي ج 3 ص 408 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1544 وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ج 9 ص 114 والسنن الكبرى للبيهقي ج 10 ص 352 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 468 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 126 ومنهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ج 1 ص 60 وميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 28 ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني ج 1 ص 10

2 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِي الْأَهْوَاءِ قَوْمًا أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ. (1)

_ (1) -آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم الرازي ص 145 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1544 ومنهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ج 1 ص 61 - 62 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج 10 ص 89

3 - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ: وَتُقْبَلُ شَهَادَةُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إِلَّا الْخَطَّابِيَّةَ مِنَ الرَّافِضَةِ , لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ الشَّهَادَةَ بِالزُّورِ لِمُوَافِقِيهِمْ. (1)

_ (1) -الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية لعبد القاهر البغدادي ص 351 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 120 والمستصفى في علم الأصول للغزالي ص 127 واختلاف الأئمة العلماء لابن هبيرة ج 2 ص 421 والمغني لابن قدامة المقدسي ج 10 ص 146 وعلوم الحديث لابن الصلاح ص 115 والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي ج 7 ص 160 ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج 1 ص 94 وبيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية ج 2 ص 488 والطرق الحكمية لابن القيم ص 146 والباعث الحثيث الى اختصار علوم الحديث لابن كثير 99 والمقنع في علوم الحديث لابن الملقن ج 1 ص 266

4 - قَالَ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ ": أُجِيزُ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ كُلِّهِمْ إِلَّا الرَّافِضَةَ , فَإِنَّهُ يَشْهَدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ." (1)

_ (1) -السنن الكبرى للبيهقي ج 10 ص 352 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 468 ومناقب الشافعي للرازي ص 142

5 - قَالَ حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ أَكْذَبَ فِي الدَّعْوَى , وَلَا أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ. (1)

_ (1) - الإبانة الكبرى لابن بطة ج 2 ص 545 والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر ص 79 واعتقاد الشافعي للهكاري ص 31 - 32

الباب الثاني: الصلاة خلف الرافضة

الْبَابُ الثَّانِي: الصَّلاَةُ خَلْفَ الرَّافِضَةِ

1 - قَالَ البُوَيْطِيُّ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ: أُصَلِّي خَلْفَ الرَّافِضِيِّ؟ قَالَ: لاَ تُصَلِّ خَلْفَ الرَّافِضِيِّ، وَلاَ القَدَرِيِّ، وَلاَ المُرْجِئِ. قُلْتُ: صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: مَنْ قَالَ: الإِيمَانُ قَوْلٌ، فَهُوَ مُرْجِئٌ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَيْسَا بِإِمَامَيْنِ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ، وَمَنْ جَعَلَ المَشِيئَةَ إِلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ قَدَرِيٌّ. (1)

_ (1) - ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 4 ص 307 - 308 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج 10 ص 31

الباب الثالث: وصف الرافضة وذم عقائدهم وأنهم شر عصابة

الْبَابُ الثَّالِثُ: وَصْفُ الرَّافِضَةِ وَذَمُّ عَقَائِدِهِمْ وَأَنَّهُمْ شَرُّ عِصَابَةٍ:

1 - قَالَ البُوَيْطِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَيْسَا بِإِمَامَيْنِ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ. (1)

_ (1) -ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 4 ص 308 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج 10 ص 31.

2 - قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا حَضَرَ الرَّافِضِيُّ الْوَقْعَةَ وَغَنِمُوا لَمْ يُعْطَ مِنَ الْفَيْءِ شَيْئَا لِأَنَّ اللهَ ذَكَرَ آيَةَ الْفَيْءِ ثَمَّ قَالَ فِيهَا: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، فَمَنْ لَمْ يُقَلْ بِهَذَا لَمْ يَسْتَحِقّ. (1)

_ (1) -تاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 317 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 21 ص 375 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج 2 ص 117

3 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا أَرَى النَّاسَ ابْتُلُوا بِشَتْمِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِيَزِيدَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ ثَوَابًا عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِمْ. (1)

_ (1) -شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1548 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 441 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 317 وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري لابن عساكر ص 424 ومناقب الشافعي للرازي ص 136

4 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُرَادِيِّ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ: «مَا سَاقَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَقَوَّلُونَ فِي عَلِيٍّ وَفِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِيُجْرِيَ اللَّهُ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ وَهُمْ أَمْوَاتٌ». (1)

_ (1) -حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 114 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 441

5 - قَالَ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ إِذَا ذُكِرَ الرَّافِضَةُ عَابَهُمْ أَشَدَّ الْعَيْبِ، فَيَقُولُ: شَرَّ عِصَابَةٍ. (1)

_ (1) -مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 468 وج 2 ص 71 ومناقب الشافعي للرازي ص 142 والصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة للهيتمي ج 1 ص 114

6 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَلالُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا كَلَّمْتُ رَجُلا فِي بِدْعَةٍ، إِلا رَجُلا كَانَ يَتَشَيَّعُ. (1)

_ (1) -آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم الرازي ص 143 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 467

7 - قَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَا كَلَّمْتُ رَجُلا فِي بِدْعَةٍ، إِلا رَجُلا مُتَشَيِّعًا، إِنَّ التَّشَيُّعَ أَضَلُّ الْبِدَعِ وَأَرْدَاهَا وَهُوَ الرَّفْضُ. (1)

_ (1) -اعتقاد الشافعي للهكاري ص 31

الباب الرابع: إجماع الصحابة على خلافة وأفضلية أبي بكر الصديق رضي الله عنه

الْبَابُ الرّابعُ: إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى خِلاَفَةِ وَأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

1 - قَالَ الشَّافِعِيُّ: خِلَافَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَقٌّ، قَضَاهَا اللَّهُ فِي سَمَائِهِ وَجَمَعَ عَلَيْهَا قُلُوبَ أَصْحَابِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1)

_ (1) - إثبات صفة العلو لابن قدامة المقدسي ص 125 والاقتصاد في الاعتقاد لعبد الغني المقدسي ص 95 وعقيدة عبد الغني المقدسي ص 47 ومجموع الفتاوى لابن تيمية ج 5 ص 53 والفتوى الحموية الكبرى لابن تيمية ص 343 وجامع المسائل لابن تيمية ج 3 ص 198 واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ج 2 ص 165 وصححه

2 - عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اضْطُرَّ النَّاسُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ اسْتَعْمَلُوهُ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ. (1)

_ (1) -مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 434 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج 1 ص 194

3 - قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ ثُمَّ جَعَلَ عُمَرُ الشُّورَى إِلَى سِتَّةٍ عَلَى أَنْ يُوَلُّوهَا وَاحِدًا، فَوَلَّوْهَا عُثْمَانَ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَذَلِكَ أَنَّهُ اضْطُرَّ النَّاسُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَوَلَّوْهُ رِقَابَهُمْ. (1)

_ (1) -شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1476 وحلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 115 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 434 - 435 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج 1 ص 193 واعتقاد الشافعي للهكاري ص 30 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 55 الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة للهيتمي ج 1 ص 40 ورسالة رد الروافض للسِّرْهِنْدِي ص 13

4 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْخَلِيفَةُ وَاحِدًا فَاسْتَخْلفُوا أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ ثُمَّ عُمَرُ أَهْلَ الشُّورَى لِيخْتَاروا وَاحِدًا فَاخْتَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ. (1)

_ (1) - الِاعْتِقَادُ لِلْبَيْهَقِيِّ ص 368 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 435

الباب الخامس: إجماع الصحابة على خلافة وأفضلية أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب

الْبَابُ الْخَامِسُ: إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى خِلاَفَةِ وَأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ وَمِنْ بَعْدِهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:

1 - عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا اخْتَلَفَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي تفْضِيلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَتَقْدِيمِهِمَا عَلَى جَمِيعِ الصَّحَابَةِ وَإِنَّمَا اخْتَلَفَ مَنِ اخْتَلَفَ مِنْهُمْ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَنَحْنُ لَا نُخَطِّئُ وَاحِدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلُوا. (1)

_ (1) -مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 434 والاعتقاد للبيهقي ص 369 ومنهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ج 2 ص 86 والصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة للهيتمي ج 1 ص 172

الباب السادس: عقيدة الشافعي في التفضيل بين الصحابة.

الْبَابُ السَّادِسُ: عَقِيدَةُ الشَّافِعِيِّ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ.

1 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. (1)

_ (1) - حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 114 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 433 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج 1 ص 193 والِاعْتِقَادُ لِلْبَيْهَقِيِّ ص 368 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 316 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 21 ص 375 والبداية والنهاية لابن كثير ج 14 ص 139 وطبقات الشافعيين لابن كثير ص 5

2 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. (1)

_ (1) -مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 433 والِاعْتِقَادُ لِلْبَيْهَقِيِّ ص 369

3 - قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عُمَرَ الْبَلَدِيُّ: هَذِهِ وَصِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوْصَى أنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ َعُثْمَانُ، ثُمَّ َعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. (1)

_ (1) -وصية الشافعي ص 45 - 46 وإثبات صفة العلو لابن قدامة المقدسي ص 122 والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

4 - قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَبِيُّ لِلشَّافِعِيِّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا يُفَضِّلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ غَيْرَكَ. فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي وَابْنُ خَالِي، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ مَكْرُمَةً لَكُنْتُ أَوْلَى بِهِمَا مِنْكَ، وَلَكِنْ لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا تَحْسَبُ. (1)

_ (1) -شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1453 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج 1 ص 193 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 438 - 439 واعتقاد الشافعي للهكاري ص 31 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 316 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج 1 ص 194 وطبقات الشافعيين لابن كثير ص 7

الباب السابع: عقيدة الشافعي في الخلافة والتفضيل

الْبَابُ السَّابعُ: عَقِيدَةُ الشّافِعِيِّ فِي الْخِلاَفَةِ وَالتَّفْضِيلِ

1 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ، نَبْدَأُ بأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. (1)

_ (1) - الشريعة للآجُرِّيُّ ج 4 ص 1767 والابانة لابن بطة - فضائل الصحابة - ج 1 ص 322 - 323 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1450 والِاعْتِقَادُ لِلْبَيْهَقِيِّ ص 336 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 2 ص 1174 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 316 وطبقات الشافعيين لابن كثير ص 5

2 - قَالَ أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: الْقَوْلُ فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا: وأَعْرِفُ حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ، وأقدم أبا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيّاً رضي الله عنهم، فَهُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ. (1)

_ (1) -اعتقاد الشافعي للهكاري ص 17 والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

الباب الثامن: من هم الخلفاء الراشدون المهديون؟

الْبَابُ الثَّامِنُ: مَنْ هُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ؟

1 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ. (1)

_ (1) - الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر ص 82

2 - قَالَ أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: الْقَوْلُ فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا: وأَعْرِفُ حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ، وأقدم أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيّاً رضي الله عنهم، فَهُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ. (1)

_ (1) -اعتقاد الشافعي للهكاري ص 17 والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

الباب التاسع: عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء

الْبَابُ التَّاسِعُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَامِسُ الْخُلَفَاءِ

1 - قَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعلِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ." (1)

_ (1) -آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم الرازي ص 145 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 448 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 316 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 21 ص 375 وتاريخ الإسلام للذهبي ج 7 ص 197 وطبقات الشافعيين لابن كثير ص 5 - 6

2 - قَالَ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَنِ الْخُلَفَاءُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. (1)

_ (1) -شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1474 والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر ص 83

3 - قَالَ غَيْلَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. (1)

_ (1) -شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1474

4 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعلِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. (1)

_ (1) -مناقب الشافعي للرازي ص 137 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج 4 ص 119 وتاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس للديار بكري ج 2 ص 316

الباب العاشر: نهيه عن تنقص الصحابة أو الخوض في أعراضهم

الْبَابُ الْعَاشِرُ: نَهْيُهُ عَنْ تَنَقُّصِ الصَّحَابَةِ أَوِ الْخَوْضِ فِي أَعْرَاضِهِمْ

1 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ عَانَدَ السُّنَّةَ قَصَدَ الصَّحَابَةَ وَمَنْ قَصَدَ الصَّحَابَةَ أَبَغَضَ النَّبِيَّ وَمَنْ أَبَغَضَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَرَ بِاللهِ الْعَظِيمِ. (1)

_ (1) - طبقات الحنابلة لأبي يعلى ج 1 ص 13

2 - قَالَ الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ لِلرَّبِيعِ: يَا رَبِيعُ , اِقْبَلْ مِنِّي ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ، لَا تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ خَصْمَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالْكَلامِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى التَّعْطِيلِ، وَلَا تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ، فَإِنَّهُ يَجُرُّ إِلَى التَّعْطِيلِ. (1)

_ (1) - ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 4 ص 287 - 289 وجَمْعُ الْجُيُوشِ وَالدَّسَاكِرِ عَلَى ابْنِ عَسَاكِرَ -مخطوط- رقم 60

3 - قَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: يَا رَبِيعُ! اقْبَلْ مِنِّي ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ: لَا تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ خَصْمَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالْكَلامِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ، فَإِنَّهُ يَجُرُّ إِلَى التَّعْطِيلِ. (1)

_ (1) -ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 4 ص 287 - 288 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج 10 ص 28 وتوالي التأسيس لمعالي محمد بن ادريس لابن حجر العسقلاني ص 138

4 - قَالَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْعَشَرَةُ أَشْكَالٌ لَهُمْ أَنْ يُغَيَّرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَالْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ وَالْأَنْصَارُ لَهُمْ أَنْ يُغَيَّرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمُسْلِمةُ الْفَتْحِ أَشْكَالٌ لَهُمْ أَنْ يُغَيَّرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَرَامٌ عَلَى تَابِعِيٍّ إِلَّا اتِّبَاعَ بِإِحْسَانٍ حذْوًا بِحَذْوٍ. (1)

_ (1) -أحاديث في ذم الكلام وأهله لأبي الفضل الرازي ج 3 ص 27 - 28 وذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 2 ص 309 ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 443 - 444 ومنازل الأئمة الأربعة للأزدي ص 218

5 - قَالَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَثْنَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجيلِ وَسِيقَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ مِنَ الْفَضْلِ مَا لَيْسَ لِأحَدٍ بَعْدَهُمْ فَرَحِمَهُمُ اللهُ وَهَنَّأَهُمْ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ بِبُلُوغِ أعْلَى مَنَازِلِ الصِّدِّيقِينَ وَالشّهداءِ وَالصَّالِحِينَ فَهُمْ أَدَّوْا إلْيَنَا سُنَنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَشَاهَدُوهُ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيه فَعَلِمُوا مَا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ عَامًّا وَخَاصًّا وَعَزْمًا وَإِرْشَادًا وَعَرَفُوا مِنْ سُنَّتِهِ مَا عَرَفْنَا وَجَهْلِنَا، وَهُمْ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ وَعَقْلٍ وَأَمْرٍ اُسْتُدْرِكَ بِهِ عِلْمٌ وَاسْتُنْبِطَ بِهِ، وآراؤهم لَنَا أَحْمَدُ وَأَوْلَى بِنَا مِنْ آرائنا عندَنَا لِأَنْفَسُنَا وَاللهُ أعْلَمُ. (1)

_ (1) -مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 442 ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج 5 ص 73 ومنهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ج 6 ص 81 ومجموع الفتاوى لابن تيمية ج 4 ص 158 واعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم ج 1 ص 63

6 - قَالَ أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: الْقَوْلُ فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا: وأَعْرِفُ حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ. (1)

_ (1) - اعتقاد الشافعي للهكاري ص 17 والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

7 - قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عُمَرَ الْبَلَدِيُّ: هَذِهِ وَصِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوْصَى أنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ َعُثْمَانُ، ثُمَّ َعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَأَتَوَلَّاهُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَلِأَهْلِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، الْقَاتِلِينَ وَالْمَقْتُولِينَ، وَجَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْمَعِينَ. (1)

_ (1) -وصية الشافعي ص 45 - 46 واعتقاد الشافعي للهكاري ص 15 وإثبات صفة العلو لابن قدامة المقدسي ص 122 والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

8 - قَالَ الْمُزَنِيُّ: أَنْشَدَنِي الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ قِيلِهِ: شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَشْهَدُ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ وَأَنَّ عُرَى الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُبَيَّنٌ ... وَفِعْلٌ زَكِّيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَبِّهِ ... وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى الْخَيْرِ يَحْرِصُ وَأُشْهِدُ رَبِّي أَنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ ... وَأَنَّ عَلِيًّا فَضْلُهُ متُخَصِّصُ أَئِمَّةُ قَوْمٍ مُقْتَدًى بِهُدَاهُمُ ... لَحَا اللَّهُ مَنْ إِيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ فَمَا لِعُتَاةٍ يَشْهَدُونَ سَفَاهَةً ... وَمَا لِسَفِيهٍ لَا يَحِيصُ وَيَخْرُصُ (1)

_ (1) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1474 واعتقاد الشافعي للهكاري ص 19 وسير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني ص 196 ومنازل الأئمة الأربعة للأزدي ص 143 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 312 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 21 ص 373 - 374 ومواهب الوفي في مناقب الشافعي للجعبري ص 147 وطبقات الشافعيين لابن كثير ص 7

9 - قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يُنْشِدُ: شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَشْهَدُ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ وَأَنَّ عُرَى الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُحسن ... وَفِعْلٌ زَكِّيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ أَحْمَدِ ... وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى الْخَيْرِ يَحْرِصُ وَأُشْهِدُ رَبِّي أَنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ ... وَأَنَّ عَلِيًّا فَضْلُهُ متُخَصِّصُ أَئِمَّةُ قَوْمٍ يُقْتدى بِفعالهمُ ... لَحَا اللَّهُ مَنْ إِيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ فَمَا لِغوَاةٍ يَشْتمونَ سَفَاهَةً ... وَمَا لِسَفِيهٍ لَا يجاب فيَحرصُ (1)

_ (1) - مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 440 - 441

وَفِي الْأَخِيرِ نَسْأَلُكُمْ دَعْوَةً خَالِصَةً بِالْغَيْبِ. سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، أَسَتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلْيَكَ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. كَتَبَهُ أَبُو عَبْدِ الْبَرِّ في 10 أُكْتُوبَر 2011 - الْمَغْرِبُ.

§1/1