الاستيعاب في بيان الأسباب
سليم الهلالي
الاسْتيعَاب في بَيانِ الأَسبَاب «أوّل مَوسُوعَة عِلميَّة حدِيثيّة مُحقّقَة في أسبَاب نزوُل آي القُرآن الكَريم» تأليف سَليم بن عيد الهلالي - محمَّد بن مُوسَى آل نَصر المجَلّد الأوَّل دَار ابْن الْجَوْزِيّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الاسْتيعَاب في بَيانِ الأَسبَاب
جَميع الحُقُوق مَحفُوظة لدَار ابْن الجَوزي الطّبعَة الأولى شعْبَان 1425 هـ حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة © 1425 هـ لَا يسمح بِإِعَادَة نشر هَذَا الْكتاب أَو أَي جُزْء مِنْهُ بِأَيّ شكل من الأشكال أَو حفظه ونسخه فِي أَي نظام ميكانيكي أَو إلكتروني يُمكن من استرجاع الْكتاب أَو تَرْجَمته إِلَى أَي لُغَة أُخْرَى دون الْحُصُول على إِذن خطي مسبق من الناشر دَار ابْن الْجَوْزِيّ للنشر والتوزيع المملكة الْعَرَبيَّة السعودية: الدمام - شَارِع ابْن خلدون - ت: 8428146 - 8467589 - 8467593، ص ب: 2982 - الرَّمْز البريدي: 31461 - فاكس: 8412100 - الرياض - ت: 4266339 - الإحساء - الهفوف - شَارِع الجامعة - ت: 5883122 - جدة - ت: 6516549 - 6813706 - بيروت - هَاتِف: 869600/ 03 - فاكس: 641801/ 01 - الْقَاهِرَة - ج. م. ع - مَحْمُول: 01006823783 - تلفاكس: 022561473 الْبَرِيد الإلكتروني: [email protected] - www.jwzi.com
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [المقدمة] إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضلّ له، ومن يضلل؛ فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإن معرفة أسباب نزول آي القرآن من أجلِّ علومه وأشرف مقاصدها؛ لأنه يعين على فهم معناها، ولهذا فقد أشكلت آيات على بعض الصحابة فمن دونهم حتى استبان لهم سبب نزولها؛ كقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، فقد وضّح لهم أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- سبب نزولها؛ فعرفوا تفسيرها؛ فاستبان لهم معناها. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب" (¬1). ولا يعني هذا: أن يلتمس الإنسان لكل آية سبباً؛ فإن القرآن لم يكن نزوله وقفاً على الحوادث والوقائع أو على السؤال والاستفسار، بل كان القرآن يتنزل ابتداءً بعقائد الإيمان، وواجبات الإسلام، وشرائع الله -تعالى- في حياة الفرد وحياة الجماعة. قال الجعبري -رحمه الله-: "نزل القرآن على قسمين: قسم نزل ابتداء، وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال" (¬2). ¬
ما يعتمد عليه في معرفة سبب النزول
ولذا؛ فإن سبب النزول هو: ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو سؤال. قال السيوطي: "والذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه؛ ليخرج ما ذكره الواحدي في "تفسيره" في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة؛ فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية؛ كذكر قصة قوم نوح، وعاد، وثمود، وبناء البيت، ونحو ذلك، وكذلك ذكره في قوله: {وَاتَّخَذَ الله إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125] سبب اتخاذه خليلاً، فليس ذلك من أسباب نزول القرآن؛ كما لا يخفى" (¬1). * ما يعتمد عليه في معرفة سبب النزول: "والعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو عن الصحابة، فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا إذا كان صريحاً لا يكون بالرأي، بل يكون له حكم المرفوع؛ كما نبّه على ذلك الحاكم وابن الصلاح وغيرهما من أئمة الحديث -رحمهم الله-" (¬2). قال السيوطي: "قد تقرر في علوم الحديث: أن سبب النزول حكمه حكم الحديث المرفوع؛ لا يقبل منه إلا الصحيح المتصل المسند، لا ضعيف ولا مقطوع" (¬3). وقد كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يتورعون أن يقولوا في القرآن أو تفسيره أو أسباب نزوله دون علم أو تثبت خوفاً من الوقوع في وعيد قول ¬
فوائد معرفة أسباب النزول
الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليّ متعمّدًا؛ فليتبوأ مقعده من النار" (¬1). قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن؛ فقال: "اتق الله، وقل سداداً، ذهب الذين يعلمون فيمَ أنزل القرآن". قال الواحدي -رحمه الله-: "لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدّوا في الطلب" (¬2). * فوائد معرفة أسباب النزول (¬3): 1 - معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. 2 - تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب. 3 - أن اللفظ قد يكون عاماً، ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته، فإن دخول صورة السبب قطعي، وإخراجها بالاجتهاد ممنوع. 4 - الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال. 5 - دفع توهم الحصر. 6 - معرفة اسم من نزلت فيه الآية، وتعيين المبهم فيها. 7 - تثبيت الوحي وتيسير الحفظ والفهم، وتأكيد الحكم في ذهن من يسمع الآية إذا عرف سببها. * ومن أمثلة معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. وفي ذلك فائدة للمؤمن وغير المؤمن: ¬
أما المؤمن: فيزداد إيماناً وبصيرة بحكمة الله في تشريعه؛ فيدعوه ذلك إلى شدة التمسك بها. وأما غير المؤمن: فيعلم أن الشرع قام على رعاية المصلحة، وجلب المنفعة، ودفع المضرة، فيدعوه ذلك إن كان منصفاً إلى الدخول في الإسلام. وذلك مثل ما إذا عرفنا سبب تحريم الخمر؛ عرفنا الحكمة في التحريم؛ إذ أنها توقع العداوة والبغضاء بين الناس، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وتذهب العقل والوقار، وتضر بالصحة وتفني الأموال في غير طائل (¬1). * ومن أمثلة الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال: أنه أشكل على عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- أن يفهم فرضية السعي بين الصفا والمروة من قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، وذلك لأن الآية نفت (الجناح) ونفي (الجناح) لا يدل على الفرضية، حتى سأل خالته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك؛ فأفهمته أن نفي (الجناح) ليس نفياً للفرضية، وإنما هو نفي لما وقر في أذهان المسلمين يومئذ من التحرج والتأثم من السعي بين الصفا والمروة؛ لأنه من عمل الجاهلية وقد كان سبب هذا التحرج ما روي من أنه كان على الصفا صنم يقال له: (إساف) وعلى المروة صنم يقال له: (نائلة)، وكان المشركون إذا سعوا تمسحوا بهما، فلما ظهر الإسلام، وكسرت الأصنام تحرج المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلك؛ فنزلت الآية، لنفي هذا الحرج (¬2). ¬
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
* العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب: إذا اتفق ما نزل مع السبب في العموم، أو اتفق معه في الخصوص، حمل العام على عمومه، والخاص على خصوصه. ومثال الأول قوله -تعالى-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} [البقرة: 222]. عن أنس -رضي الله عنه- قال: "إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها، ولم يشاربوها، ولم يجامعوها في البيوت، فسُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة: 222]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جامعوهن في البيوت، واصنعوا كل شيء إلا النكاح" (¬1). قال السيوطي: "اختلف أهل الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب؟ والأصح عندنا الأول، وقد نزلت آيات في أسباب، واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها؛ كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر، وآية اللعان في شأن هلال بن أمية، وحد القذف في رماة عائشة، ثم تعدى إلى غيرهم، ومن يعتبر عموم اللفظ قال: خرجت هذه الآيات ونحوها لدليل آخر، كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقاً لدليل قام على ذلك. ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ، احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعاً ذائعاً بينهم. قال ابن جرير (¬2): حدثني محمد بن أبي معشر، أخبرنا -أبو معشر- نجيح قال: سمعت سعيد المقبري يذكر محمد بن كعب القرظي؛ فقال سعيد: ¬
إن في بعض كتب الله: "إن لله عباداً؛ ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصِبِر، لبسوا لباس منسوك الضأن من اللين، يجترُّون الدنيا بالدين. فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)} [البقرة: 204]. فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت؟ فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد. فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} [آل عمران: 188]، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب. قلت: أجيب عن ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعم من السبب؛ لكن بين أن المراد باللفظ خاص، ونظيره تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - الظلم في قوله تعالى: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، بالشرك؛ من قوله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم. وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم؛ فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت. عن نجدة الحنفي قال: سألت ابن عباس عن قوله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] أخاص أم عام؟ قال: عام" (¬1). قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد يجيء كثيراً من هذا الباب قولهم: إن هذه الآية نزلت في كذا، لا سيما إن كان المذكور شخصاً، كقولهم: إن آية الظهار نزلت في امرأة أوس بن الصامت، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله، وإن قوله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ} [المائدة: 49] نزلت في بني قريظة والنضير. . .، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في ¬
تعدد الأسباب والنازل واحد
قوم من المشركين بمكة، أو في قوم من اليهود والنصارى، أو في قوم من المؤمنين. فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم؛ فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنّة تختص بالشخص المعيّن، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص؛ فنعم ما يشبهه، ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ، والآية التي لها سبب معيّن إن كانت أمراً ونهياً؛ فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته، وإن كانت خبراً بمدح أو ذم؛ فهي متناوله لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته" (¬1). قلنا: وما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هو الراجح في هذه المسألة عند جمهور العلماء من الأصوليين والمفسرين. * تعدد الأسباب والنازل واحد: قال الزرقاني: "إذا جاءت روايتان في نازل واحد من القرآن وذكرت كل من الروايتين سبباً صريحاً غير ما تذكره الأخرى، نظر فيهما: فإما أن تكون إحداهما صحيحة والأخرى غير صحيحة. وإما أن تكون كلتاهما، ولا مرجح لأحدهما على الأخرى، ولكن يمكن الأخذ بهما معاً. وإما أن تكون كلتاهما صحيحة ولا مُرجِّح ولا يمكن الأخذ بهما معًا. فتلك صور أربع لكل منها حكم خاص نسوقه إليك: أما الصورة الأولى: وهي ما صحت فيه إحدى الروايتين دون ¬
الصورة الثانية
الأخرى؛ فحكمها الاعتماد على الصحيحة في بيان السبب، وردُّ الأخرى غير الصحيحة. أما الصورة الثانية: وهي صحة الروايتين كلتيهما، ولإحداهما مرجح؛ فحكمها أن نأخذ في بيان السبب بالراجحة دون المرجوحة، والمرجح أن تكون إحداهما أصح من الأخرى، أو أن يكون راوي إحداهما مشاهداً للقصة دون راوي الأخرى. وأما الصورة الثالثة: وهي ما استوت فيه الروايتان في الصحة، ولا مرجح لإحداهما، لكن يمكن الجمع بينهما، بأن كلّاً من السببين حصل، ونزلت الآية عقب حصولهما معاً؛ لتقارب زمنيهما، فحكم هذه الصورة أن نحمل الأمر على تعدد السبب؛ لأنه الظاهر، ولا مانع يمنعه. قال ابن حجر: "لا مانع من تعدد الأسباب". وأما الصورة الرابعة: وهي استواء الروايتين في الصحة دون مرجح لإحداهما ودون إمكان للأخذ بهما معاً لبعد الزمان بين الأسباب؛ فحكمها أن نحمل الأمر على تكرار نزول الآية بعدد أسباب النزول التي تحدثت عنها هاتان الروايتان أو تلك الروايات؛ لأنه إعمال لكل رواية ولا مانع منه. قال الزركشي في "البرهان": "وقد ينزل الشيء تعظيماً لشأنه، وتذكيراً عند حدوث سببه خوف نسيانه" (¬1). * المؤلفات في أسباب النزول: 1 - "تفصيل لأسباب النزول عن ميمون بن مهران"، المتوفى سنة (117 هـ). 2 - "أسباب النزول"، علي بن المديني، المتوفى سنة (234 هـ). 3 - "القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن"، عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس، المتوفى سنة (402 هـ). ¬
4 - "أسباب النزول"، علي بن أحمد الواحدي، المتوفى سنة (468 هـ). 5 - "أسباب النزول والقصص الفرقانية"، محمد بن أسعد العراقي الحكيمي، المتوفى سنة (567 هـ). 6 - "عجائب النقول في أسباب النزول"، إبراهيم بن عمر الجعبري، المتوفى سنة (732 هـ). 7 - "العجاب في بيان الأسباب"، ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة (852 هـ). 8 - "لباب النقول في أسباب النزول"، جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة (911 هـ). هذه المؤلفات عيون هذا الباب، وأوسعها كتاب أمير المؤمنين الحافظ ابن حجر العسقلاني: "العجاب في بيان الأسباب". وهو على سعته وشموله لم يتمه -رحمه الله-، وسكت عن أحاديث كثيرة؛ فلم يُبَيّن عللها، وأدخل في الأسباب ما ليس منها. ولذلك فقد استخرنا الله -عزّ وجلّ- في جمع مادة هذه المعلمة القرآنية الحديثة من بطون كتب التفسير المسندة والصحاح والسنن والمعاجم والأجزاء والمسانيد والفوائد والمشيخات وغيرها من كتب السنّة النبويّة المسندة. ولما كانت فائدة هذا العلم لا تتم إلا بعد بيان الصحيح من الضعيف، عكفنا على ما جمعنا دراسةً وتحقيقاً وتخريجاً في ضوء قواعد علم الحديث والمصطلح التي حبّرها أئمتنا الأقدمين تحبيراً؛ فأتت هذه المعلمة شاملة كاملة -بإذن الله- (¬1). ¬
نرجو الله -عزّ وجلّ- أن يتقبّلها منّا بقبول حسن خدمة لكتابه ونصرة لسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ونصحاً لأهل العلم وطلابه، وأن يدخر لنا ثواب ذلك ليوم لقائه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وكتب سليم بن عيد الهلالي السلفي - أبو أسامة ومحمد بن موسى آل نصر - أبو أنس
سورة الفاتحة
سورة الفاتحة * بيان سبب نزول {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وأنها للفصل بين السور. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف ختم السورة؛ حتى ينزل عليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
سورة البقرة
سورة البقرة * {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}. * قال الضحاك: نزلت في أبي جهل، وخمسة من أهل بيته. * وقال الكلبي: يعني: اليهود (¬1). ¬
* {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبَيّ وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم؛ فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله بن أُبَيّ: انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم؟ فأخذ بيد أبي بكر الصديق؛ فقال: مرحباً بالصديق سيد بني تيم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار، والباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد عمر؛ فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب، الفاروق، القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد علي؛ فقال: مرحباً بابن عم رسول الله، وختنه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا، فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم؛ فافعلوا كما فعلت؛ فأثنوا عليه خيراً، فرجع المسلمون ¬
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبروه بذلك؛ فأنزل الله هذه الآية (¬1). [موضوع] * {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19). . .}. * عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} إلى {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: أما الصيب والمطر؛ فكان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين، فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله، فيه رعد شديد وصواعق وبرق، فجعلا كلما أضاء لهما الصواعق؛ جعلا أصابعهما في آذانهما؛ ¬
من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما؛ فتقتلهما، وإذا لمع البرق؛ مشوا في ضوئه، وإذا لم يلمع؛ لم يبصرا؛ قاما مكانهما لا يمشيان، فجعلا يقولان: ليتنا قد أصبحنا؛ فنأتي محمداً؛ فنضع أيدينا في يده، فأصبحا؛ فأتياه؛ فأسلما ووضعا أيديهما في يده، وحسن إسلامهما؛ فضرب الله شأن هذين المنافقين الخارجين مثلاً للمنافقين الذين بالمدينة، وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ جعلوا أصابعهم في آذانهم؛ فرقاً من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل فيهم شيء أو يذكروا بشيء؛ فيقتلوا كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما في آذانهما، وإذا {أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ}؛ فإذا كثرت أموالهم وولد لهم الغلمان وأصابوا غنيمة أو فتحاً؛ مشوا فيه، وقالوا: إن دين محمد - صلى الله عليه وسلم - دين صدق، فاستقاموا عليه، كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء لهم البرق؛ مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم، قاموا، فكانوا إذا هلكت أموالهم وولد لهم الجواري وأصابهم البلاء؛ قالوا: هذا من أجل دين محمد؛ فارتدوا كفاراً كما قام ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما (¬1). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}. * عن عبد الله بين عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين؛ فقال: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا} [الحج: 73]، وذكر كيد الآلهة؛ فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيتم حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت، فيما أنزل من القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ أي شيء يصنع بهذا؟ فأنزل الله هذه الآية (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما ضرب الله -سبحانه- هذين المثلين للمنافقين؛ يعني: قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} [البقرة: 17] وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة: 19]؛ قالوا: الله أجلّ وأعلى من أن يضرب الأمثال؛ فأنزل الله هذه الآية (¬1). [موضوع] * عن قتادة؛ قال: لما ذكر الله -تبارك وتعالى- العنكبوت والذباب؛ قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنزل الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)} (¬2). [ضعيف] ¬
* وعن الحسن وإسماعيل بن أبي خالد مثل قول قتادة (¬1). * عن السدي؛ قال: فلما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين؛ قال المنافقون: الله أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال؛ فأنزل الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} (¬2). [ضعيف جداً] * {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}. * عن ابن عباس: نزلت في قريظة، وكانوا أول من كفر من اليهود بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتبعهم يهود فدك وخيبر" (¬3). * {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في يهود المدينة، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينهم وبينه رضاع من المسلمين: اثبت على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به، وهذا الرجل؛ يعنون: محمداً - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن أمره حق، وكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه (¬1). [موضوع] * {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}. * عن سلمان -رضي الله عنه-؛ قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أهل دين كنت معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم؛ فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى. . .} (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد: لما قص سلمان على النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة أصحاب ¬
الدير؛ قال: "هم في النار"، قال سلمان: فأظلمت عليّ الأرض؛ فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} إلى قوله: {يَحْزَنُونَ} قال: فكأنما كشف عني جبل (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي، فبينا هو يحدث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ ذكر أصحابه؛ فأخبره خبرهم فقال: كانوا يصومون، ويصلون، ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبياً، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم؛ قال له نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سلمان! هم من أهل النار"؛ فاشتد ذلك على سلمان؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (¬2). [ضعيف جدًا] ¬
* عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود: الآية في أصحاب سلمان نزلت، وكان من أهل جند سابور، وكان من أشرافهم، وكان ابنُ الملك صديقاً له ومواخياً، وكانا يركبان إلى الصيد، فبينما هما في الصيد إذ رفع لهما بيتٌ من عباء، فأتياه، فإذا هما برجل بين يديه مصحف يقرأ فيه، ويبكي، فسألاه: ما هذا؟ قال: الذي يريد أن يعلم هذا لا يقف موقفكما، فانزلا. فنزلا إليه، فقال: هذا كتاب جاء من عند الله أمر فيه بطاعته، ونهى عن معصيته، فيه: أن لا تزني ولا تسرق، ولا تأخذ أموال الناس بالباطل، فقصَّ عليهما ما فيه، وهو الإنجيل. فتابعاه فأسلما، وقال: إن ذبيحة قومكما عليكما حرام. ولم يزل معهما يتعلّمان منه حتى كان عيد للملك فجعل طعاماً، ثم جمع الناس والأشراف، وأرسل إلى ابن الملك، فدعاه ليأكل. فأبى، وقال: إني عنك مشغول. فلما أكثر عليه، أخبر أنه لا يأكل من طعامهم. فقال له الملك: من أخبرك بهذا؟ فذكر له الراهبَ. فطلب الراهب وسأله، فقال: صدق ابنك. فقال: لولا أن الدم عظيم لقتلتُك. اخرج من أرضنا، فأجّله أجلاً. فقمنا نبكي عليه، فقال: إن كنتما صادقين، فأنا في بيْعة في المَوْصِل مع ستين رجلاً نعبد الله، فائتونا. فخرج، وبقي سلمان وابن الملك. فجعل سلمان يقول لابن الملك: انطلق بنا، وابن الملك يقول: نعم. فجعل يبيعُ متاعه يريد ¬
الجهاز، وأبطأ، فخرج سلمان حتى أتاهم، فنزل على صاحبه وهو ربُّ البيعة. فكان سلمان معه يجتهد في العبادة، فقال له الشيخ: إنك غلام حدث، وأنا خائف أن تفتر، فارفق بنفسك، قال: خل عني. ثم إن صاحب البيعة دعاه، فقال: تعلم أن هذه البيعة لي، ولو شئت أن أخرج هؤلاء، لفعلت، ولكني رجل أضعف عن عبادة هؤلاء، وأنا أريد أن أتحول إلى بيعة أهلها أهون عبادة، فإن شئت أن تقيم ها هنا، فأقم. فأقام بها يتعبد معهم، ثم إن شيخه أراد أن يأتي بيت المقدس، فدعا سلمان، وأعلمه، فانطلق معه، فمروا بمقعد على الطريق، فنادى: يا سيد الرهبان، ارحمني. فلم يكلمه حتى أتى ببيت المقدس، فقال لسلمان: اخرج فاطلب العلم، فإنه يحضر المسجد علماء أهل الأرض. فخرج سلمان يسمع منهم، فخرج يوماً حزيناً، فقال له الشيخ: مَا لَكَ؟ قال: أرى الخير كله قد ذهب به من كان قبلنا من الأنبياء وأتباعهم. قال: أجل، لا تحزن فإنه قد بقي نبي ليس من نبي بأفضل تبعاً منه، وهذا زمانه، ولا أراني أُدركه، ولعلك تدركه. وهو يخرج في أرض العرب، فإن أدركته فآمِن به. قال: فأخبرني عن علامته. قال: مختوم في ظهره بخاتم النبوة، يأكل الهديّة، ولا يأكل الصدقة. ثم رجعا حتى بلغا مكان المقعد. فناداهما: يا سيد الرهبان، ارحمني يرحمك الله؛ فعطف إليه حماره، فأخذ بيده، ثم رفعه، فضرب به الأرض ودعا له، فقال: قم بإذن الله، فقام صحيحاً يشتد، وسار الرهبان، فتغيب عن سلمان وتطلّبه سلمان. فلقيه رجلان من كلب، فقال: هل رأيتما الراهب؟ فأناخ أحدهما راحلته وقال: نعم، راعي الصِّرمة هذا فانطلق به إلى المدينة. قال سلمان: فأصابني من الحزن شيء لم يصبني قط. فاشترته امرأة من جهينة، فكان يرعى عليها هو وغلام لها يتراوحان الغنم، وكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فبينما هو يرعى إذ أتاه صاحبه، فقال: أشعرت أنه قدم المدينة رجل يزعم أنه نبي؟ فقال: أقِم في الغنم حتى آتي، فهبط إلى المدينة، فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأى خاتم النبوة، ثم انطلق فاشترى بدينار بنصفه شاة فشواها، وبنصفه خبزاً وأتى به، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا؟ " قال: صدقة، قال: "لا حاجة لي بها" أخرجها يأكلها المسلمون. ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزاً ولحماً، فأتى به، فقال: هذا هدية، فأكلا جميعًا. وأخبره سلمان خبر أصحابه، فقال: كانوا يصومون ويُصلُّون، ويشهدون أنك ستبعث. فقال: "يا سلمان! هم من أهل النار"، فاشتد ذلك على سلمان. وقد كان قال: لو أدركوك صدّقوك واتّبعوك. فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} (¬1). [ضعيف] * {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}؛ أي: بصاحبكم رسول الله، ولكنه إليكم خاصة، وإذا خلا بعضهم إلى بعض؛ قالوا: لا تحدثوا العرب بهذا؛ فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم، فكان منهم؛ فأنزل الله: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}؛ أي: تقرون بأنه نبي، وقد علمتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم ¬
باتباعه، وهو يخبرهم أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كنا ننتظر، ونجده في كتابنا؛ اجحدوه ولا تقروا لهم به، يقول الله: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة: أن امرأة من اليهود أصابت فاحشة؛ فجاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبتغون منه الحكم؛ رجاء الرخصة؛ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عالمهم وهو ابن صوريا، فقال له: احكم، قال: فجبوه. قال عكرمة: التجبية: يحملونه على حمار، ويجعلون وجهه إلى ذنب الحمار، وذكر فيه كلاماً. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "أبحكم الله حكمت؟ [أو بما أنزل على موسى؟] "، قال: لا، ولكن نساءنا كن حساناً؛ فأسرع فيهن رجالنا؛ فغيرنا الحكم، وفيه أنزلت: {وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ}. قال عكرمة: إنهم غيروا الحكم منذ ستمائة سنة (¬2). [ضعيف جدًا] * {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ويهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوماً واحداً من النار من أيام الآخرة؛ فإنما هي سبعة أيام، ثم ينقطع العذاب؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك من قولهم: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: خاصم اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا إليها قوم آخرون؛ يعنون: محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده على رؤوسهم: "بل أنتم فيها خالدون مخلدون لا يخلفكم إليها أحد"؛ فأنزل الله: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن زيد بن أسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: "أنشدكم بالله، وبالتوراة التي أنزلها الله على موسى يوم طور سيناء: مَنْ أهل النار الذين أنزلهم الله في التوراة؟ "، قالوا: إن ربهم غضب عليهم غضبة فنمكث في النار أربعين ليلة، ثم نخرج فتخلفوننا فيها؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبتم، والله؛ لا نخلفكم فيها أبداً"؛ فنزل القرآن تصديقاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - وتكذيباً لهم: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا} إلى قوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (¬1). [ضعيف جداً] * {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ ¬
أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} إلى أهل الشرك؛ حتى تسفكوا دماءهم معهم، وتخرجوهم من ديارهم معهم، فقال: أنَّبهم الله من فعلهم، وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم، وافترض عليهم فيها فداء أسراهم؛ فكانوا فريقين: طائفة منهم من بني قينقاع حلفاء الخزرج والنضير، وقريظة حلفاء الأوس، فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب؛ خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس، يظاهر كل من الفريقين حلفاءه على إخوانه؛ حتى يتسافكوا دماءهم بينهم، وبأيديهم التوراة، يعرفون منها ما عليهم وما لهم، والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، لا يعرفون جنة ولا ناراً، ولا بعثاً ولا قيامة ولا كتاباً ولا حراماً ولا حلالاً، فإذا وضعت الحرب أوزارها؛ افتدوا أسراهم؛ تصديقاً لما في التوراة، وأخذاً به، بعضُهم من بعض؛ يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس، وتفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم، ويطلون ما أصابوا من الدماء وقتلوا من قتلوا منهم فيما بينهم مظاهرة لأهل الشرك عليهم. يقول الله -تعالى ذكره- حين أنبأهم بذلك: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}؛ أي: تفادونه بحكم التوراة وتقتلونه، وفي حكم التوراة أن لا يقتل ولا يخرج من داره ولا يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه ابتغاء عرض من عرض الدنيا؛ ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج فيما بلغني نزلت هذه القصة (¬1). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: نزلت هذه الآية في قيس بن خطيم {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ. . .} الآية (¬1). [ضعيف] * {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن يهوداً كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مبعثه، فلما بعثه الله في العرب؛ كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه؛ فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء، وداود بن سلمة: يا معشر يهود! اتقوا الله، وأسلموا؛ فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد -ونحن أهل شرك-، وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته، فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك من قولهم: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ أنه قال: نزلت في اليهود، عرفوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي، وكفروا به (¬1). [ضعيف جداً] * {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أهل الكتاب يقول أحدهم لصاحبه: عش ألف سنة، كل ألف سنة؛ فنزلت (¬2). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا أبا القاسم! نسألك عن أشياء؛ فإن أجبتنا فيها؛ اتبعناك، وصدقناك، وآمنا بك. قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل علي بنيه؛ إذ قالوا: {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [يوسف: 66]. قالوا: أخبرنا عن علامة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تنام عيناه، ولا ينام قلبه". قالوا: وأخبرنا كيف تؤنث المرأة، وكيف يذكر الرجل؟ قال: "يلتقي الماءان؛ فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت". قالوا: صدقت. قالوا: فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: "ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب، حيث شاء الله". قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: "زجره بالسحاب إذا زجره، حتى ينتهي إلى حيث أمر". قالوا: صدقت. قالوا: أخبرنا ما حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: "كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النَّسا، فلم يجد شيئًا يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها؛ فلذلك حرمها". قالوا: صدقت. قالوا: أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؛ فإنه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة، من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن
صاحبك؛ فإنما بقيت هذه حتى نتابعك؟ قال: "هو جبريل". قالوا: ذلك الذي ينزل بالحرب وبالقتل، ذاك عدونا من الملائكة، لو قلت: ميكائيل، الذي ينزل بالقطر، والرحمة؛ تابعناك؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} (¬1). [صحيح] ¬
* عن الشعبي؛ قال: انطلق عمر إلى اليهود، فقال: إني أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى؛ هل تجدون محمداً في كتبكم؟ قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم أن تتبعوه؟ قالوا: إن الله لم يبعث رسولاً إلا جعل له من الملائكة كفلاً، وإن جبريل كفل محمد، وهو الذي يأتيه، وهو عدونا من الملائكة، وميكائيل سلمنا، لو كان ميكائيل هو الذي يأتيه؛ أسلمنا. قال: فإني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى؛ ما منزلتهما من رب العالمين؟ قالوا: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله. فقال عمر: وإني أشهد ما ينزلان إلا بإذن الله، وما كان ميكائيل ليسالم عدو جبريل، وما كان جبريل ليسالم عدو ميكائيل، فبينما هو عندهم؛ إذ مر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذا صاحبك يا ابن الخطاب! فقام إليه ¬
عمر؛ فأتاه، وقد أنزل الله عليه: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}. وفي لفظ: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة؛ فأعجب من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن. فقالوا: يا عمر! ما أحد أحب إلينا منك. قلت: ولِمَ؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا. قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً، وموافقة التوراة القرآن وموافقة القرآن التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم؛ إذ مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف ظهري، فقالوا: إن هذا صاحبك؛ فقم إليه، فالتفت إليه؛ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل خوخة في المدينة، فأقبلت عليهم فقلت: أنشدكم بالله وما أنزل عليكم من كتاب؛ أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال سيدهم: قد نشدكم الله؛ فأخبروه. فقال سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله! قال: فقلت: فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لم تتبعوه. قالوا: إن لنا عدواً من الملائكة وسلماً من الملائكة. فقلت: من عدوكم، ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل، وهو ملك الفظاظة والغلظة والإصار والتشديد. قلت: ومن سلمكم؟ قالوا: ميكائيل وهو ملك الرأفة واللين والتيسير. قلت: فإني أشهدكم؛ ما يحل لجبريل أَن يعادي سلم ميكائيل، وما
يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، وإنهما جميعاً ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا. ثم قمت؛ فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقبلني فقال: "يا ابن الخطاب! ألا أقرؤك آيات نزلت عليَّ قبل؟ "، قلت: بلى. فقرأ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ}، حتى بلغ: {وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}. قلت: والذي بعثك بالحق؛ ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود؛ فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر. قال عمر: فلقد رأيتني أشد في دين الله من حجر (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن حبراً من أحبار اليهود من فدك يقال له: عبد الله بن صوريا حاجَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسأله عن أشياء، فلما اتجهت الحجة عليه؛ قال: أي ملك يأتيك من السماء؟ قال: "جبريل، ولم يبعث الله نبياً إلا وهو وليه". قال: ذاك عدونا من الملائكة، ولو كان ميكائيل؛ لآمنا بك؛ إن جبريل نزل بالعذاب، والقتال، والشدة، فإنه عادانا مراراً كثيرة، وكان أشد ذلك علينا: أن الله أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له: بختنصر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، فلما كان وقته؛ بعثنا رجلاً من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلاماً مسكيناً ليست له قوة، فأخذه صاحبنا ليقتله، فدفع عنه جبريل، وقال لصاحبنا: إن كان ربكم الذي أَذِنَ في إهلاككم؛ فلا تسلط عليه، وإن لم يكن هذا؛ فعلى أيِّ حق تقتله؟ فصدقه صاحبنا، ورجع إلينا، وكَبُر بختنصر، وقوي، وغزانا، وخرب بيت المقدس؛ فلهذا نتخذه عدواً؛ فأنزل الله هذه الآية (¬1). [موضوع] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}؛ قال: وذلك أن اليهود قالت حين سألت محمداً - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء كثيرة؛ فأخبرهم بها على ما هي عندهم إلا جبريل؛ فإن جبريل كان عند اليهود صاحب عذاب وسطوة، ولم يكن عندهم صاحب وحي؛ يعني: ¬
تنزيل من الله على رسله، ولا صاحب رحمة، فأخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما سألوه عنه: أن جبريل صاحب وحي الله، وصاحب نقمته، وصاحب رحمته، فقالوا: ليس بصاحب وحي ولا رحمة، هو لنا عدو؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- عذاباً لهم؛ قل يا محمد: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} يقول: فإن جبريل نزله، يقول: نزل القرآن بأمر الله يشد به فؤادك، ويربط به على قلبك؛ يعني: بوحينا الذي نزل به جبريل عليك من عند الله، وكذلك يُفعل بالمرسلين والأنبياء من قبلك (¬1). [ضعيف] * عن القاسم بن أبي بزة؛ قال: إن يهوداً سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي؟ فقال: "جبريل". قالوا: فإنه لنا عدو؛ ولا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال؛ فنزل: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا} (¬2). [ضعيف] * عن رجل من قريش قال: سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود، فقال: ¬
"أسألكم بكتابكم الذي تقرؤون به: هل تجدون به قد بشّر بي عيسى ابن مريم أن يأتيكم رسول اسمه أحمد؟ ". فقالوا: اللهم وجدناك في كتابنا، ولكنّا كرهناك؛ لأنك تستحل الأموال، وتهريق الدماء؛ فأنزل: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال ابن صوريا الفطيوني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك بها؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)} (¬1). [ضعيف] * {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال مالك بن الصيف -حين بُعِثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكرهم ما أخذ عليهم من الميثاق، وما عهد إليهم في محمد - صلى الله عليه وسلم --: والله ما عهد إلينا في محمد، ولا أخذ علينا ميثاقاً؛ فأنزل الله عليهم -عزّ وجلّ-: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} (¬1). [ضعيف] * {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان آصف كاتب سليمان بن داود -عليه السلام-، وكان تعلم الاسم الأعظم، كان يكتب كلَّ شيء يأمره به سليمان -عليه السلام-، ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان؛ أخرجته الشياطين، فكتبوا بين كل سطر من سحر وكذب وكفر؛ فقالوا: هذا الذي ¬
كان يعمل سليمان بها؛ فأكفره جهّال الناس وسفهاؤهم وسبوه، ووقف علماؤهم، فلم يزل جهّالهم يسبونه؛ حتى أنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود -عليه السلام- في سبب امرأة من أهله -يقال لها: جرادة- وكانت أحبّ نسائه إليه، وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء؛ أعطاها الخاتم، فجاء أناس من أهل الجرادة يخاصمون قوماً إلى سليمان بن داود -عليه السلام-، فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة، فيقضي لهم، فعوقب حين لم يكن هواه فيهم واحداً، فجاء حين أراد الله أن يبتليه فأعطاها الخاتم ودخل الخلاء، ومثل الشيطان في صورة سليمان، قال: هاتي خاتمي، فأعطته خاتمه، فلبسه، فلما لبسه؛ دانت له الشياطين، والإنس، والجنُّ، وكل شيء، فجاءها سليمان قال: هاتي خاتمي، قالت: اخرج، لست بسليمان، قال سليمان -عليه السلام-: إن ذاك من أمر الله؛ إنه بلاء ابتلى به، فخرج فجعل إذا قال: أنا سليمان؛ رجموه حتى يُدمون عقبه، فخرج يحمل على شاطئ البحر، ومكث هذا الشيطان فيهم مقيم ينكح نساءه ويقضي بينهم، فلما أراد الله -عزّ وجلّ- أن يرد على سليمان ملكه؛ انطلقت الشياطين، وكتبوا كُتُباً فيها سحر وفيها كفر، فدفنوها تحت كرسي سليمان -عليه السلام- ثم أثاروها، وقالوا: هذا كان يفتن الجن والإنس، ¬
قال: فأكفر الناس سليمان حتى بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} يقول: الذي صنعوا، فخرج سليمان يحمل على شاطئ البحر، قال: ولما أنكر الناس -لما أراد الله أن يرد على سليمان ملكه أنكروا-؛ انطلقت الشياطين، جاءوا إلى نسائه فسألوهن، فقلن: إنه ليأتينا ونحن حيض، وما كان يأتينا قبل ذلك، فلما رأى الشيطان أنه حضر هلاكه؛ هرب، وأرسل به فألقاه في البحر، وفي الحديث- فتلقاه سمكه فأخذه، وخرج الشيطان حتى لحق بجزيرة في البحر، وخرج سليمان -عليه السلام- يحمل لرجل سمكاً قال: بكم تحمل، قال: بسمكة من هذا السمك فحمل معه حتى بلغ به، أعطاه السمكة التي في بطنها الخاتم، فلما أعطاه السمكة، شق بطنها يريد يشويها، فإذا الخاتم؛ فلبسه؛ فأقبل إليه الإنس والشياطين، فأرسل في طلب الشيطان فجعلوا لا يطيقونه فقال: احتالوا له فذهبوا فوجدوه نائماً قد سكر، فبنوا عليه بيتاً من رصاص، ثم جاءوا ليأخذوه فوثب، فجعل لا يثب في ناحية إلا أماط الرصاص معه؛ فأخذوه، فجاءوا به إلى سليمان، فأمر بحنت من رخام، فنقر، ثم أدخله في جوفه، ثم سده بالنحاس، ثم أمر به فطرح في البحر (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} وكان حين ذهب ملك سليمان؛ ارتد فئام من الجن والإنس، واتبعوا الشهوات، فلما أرجع الله إلى سليمان ملكه؛ قام الناس على الدين كما كان، وإن سليمان ¬
ظهر على كتبهم؛ فدفنها تحت كرسيه، وتوفي سليمان حدثان ذلك، فظهر الجن والإنس على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منا، فأخذوه فجعلوه ديناً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)} [البقرة: 101] واتبعوا الشهوات التي كانت الشياطين تتلوا، وهي: المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله (¬1). [ضعيف جدًا] * عن أبي العالية؛ قال: إن اليهود سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن السحر وخاصموه به؛ فأنزل الله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} إلى آخر الآية، وإن الشياطين كتبوا السحر والكهانة؛ فدفنوه في مجلس سليمان، وكان سليمان لا يعلم الغيب، فلما مات سليمان؛ استخرجوا ذلك السحر، وخدعوا الناس به، وقالوا: هذا علم كان سليمان يكتمه الناس ويحسدهم عليه، فلما أخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآيات؛ رجعوا وقد خزوا، ودحض الله حجتهم (¬2). [ضعيف] ¬
* عن شهر بن حوشب؛ قال: لما سلب سليمان ملكه؛ كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان، فكتب: من أراد أن يأتي كذا وكذا؛ فليستقبل الشمس، وليقل: كذا وكذا، ومن أراد أن يفعل كذا وكذا؛ فليستدبر الشمس، وليقل: كذا وكذا، فكتبته وجعلت عنوانه: "هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم"، ثم دفنته تحت كرسيه، فلما مات سليمان؛ قام إبليس خطيباً، فقال: يا أيها الناس! إن سليمان لم يكن نبياً، وإنما كان ساحراً، فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلّهم على المكان الذي دفن فيه، فقالوا: والله لقد كان سليمان ساحراً؛ هذا سحره، بهذا تعبدنا، وبهذا قهرنا، فقال المؤمنون: بل كان نبياً مؤمناً، فلما بعث الله النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ جعل يذكر الأنبياء، حتى ذكر داود وسليمان، فقالت اليهود: انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الأنبياء! وإنما كان ساحراً يركب الريح؛ فأنزل الله عذر سليمان: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} الآية (¬1). [ضعيف] * عن خصيف الجزري؛ قال: كان سليمان إذا نبتت الشجرة؛ قال: لأي داء أنت؟ فتقول: لكذا وكذا، فلما نبتت شجرة الخروبة الشامي؛ قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لمسجدك أخربه، قال: تخربينه؟! قالت: نعم، قال: بئس الشجرة أنت، فلم يلبث أن توفي؛ فجعل الناس يقولون في مرضاهم: لو كان لنا مثل سليمان، فجاء الشياطين فأخذوا كتاباً؛ فجعلوه في مصلّى سليمان؛ فقالوا: نحن ندلكم على ما كان ¬
سليمان يداوي به، فانطلقوا فاستخرجوا ذلك الكتاب، فإذا فيه سحر ورقى؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ} هم الذي كفروا {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ (102)} سبع مرات. . . فإن أبى إلا أن يكفر علماه، فيخرج منه نار -أو نور- حتى يسطع في السماء، قال: المعرفة التي كان يعرف (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه أتاه رجل، فقال له: من أين أقبلت؟ فقال: من العراق، قال: كيف تركت الناس وراءك؟ قال: تركت الناس يتحدثون أن علياً سوف يخرج إليهم، فقال: لو شعرنا؛ ما زوّجنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه، وسأحدثك عن ذلك: إن الشياطين كانت تسترق السمع في السماء، فإذا سمع أحدهم كلمة حق؛ كذب معها ألف كذبة؛ فأشربتها قلوب الناس، واتخذوها دواوين، فاطلع عليها سليمان؛ فدفنها تحت كرسيه، فلما مات سليمان؛ قام شياطين بالطريق، فقالت: ألا أدلكم على كنز سليمان الممنع الذي لا كنز له مثله؟ فاستخرجوه، قالوا: سحر، وإن بقيتها هذا يتحدث به أهل العراق، وأنزل الله عذر سليمان ¬
فيما قالوا من السحر: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} إلى آخر الآية (¬1). [صحيح] * عن ابن إسحاق؛ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال -فيما بلغني-: "لما ذكر سليمان بن داود في المرسلين؛ قال بعض أحبار اليهود: ألا تعجبون من محمد يزعم أن ابن داود كان نبياً، والله ما كان إلا ساحراً؛ فأنزل الله في ذلك من قولهم: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}؛ أي: باتباعهم السحر وعلمهم به، {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر؛ فيأخذه، فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته، فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه، فدنت إلى الإنس فقالوا لهم: أتريدون العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم، قالوا: فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه، فاستثارته الإنس؛ فاستخرجوه، فعملوا به، فقال أهل الحجاز: كان سليمان يعمل بهذا وهذا سحر؛ فأنزل الله -جل ثناؤه- على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - براءة سليمان؛ فقال له: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: راعنا -بلسان اليهود-: السَّبُّ القبيح؛ فكان اليهود يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سِرّاً، فلما سمعوا أصحابه يقولون؛ أعلنوا بها، فكانوا يقولون ذلك، ويضحكون فيما بينهم؛ فأنزل الله الآية (¬1). [موضوع] * عن قتادة والكلبي؛ قالا: كانوا يقولون: راعنا سمعك، وكانت اليهود يأتون؛ فيقولون مثل ذلك يستهزؤون؛ فنزلت (¬2). [ضعيف] * {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان مما ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي بالليل، وينساه بالنهار؛ فأنزل الله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَة} الآية (¬3). [ضعيف] ¬
* {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه قال: قال رافع بن (حريملة) ووهب بن زيد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه، وفجر لنا أنهارًا؛ نتبعك ونصدقك؛ فأنزل الله في ذلك من قولهم: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)} (¬1). [ضعيف] • عن أبي العالية في قوله: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} قال: قال رجل: يا رسول الله! لو كانت كفاراتنا ككفارات ¬
بني إسرائيل؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم لا نبغيها -ثلاثاً- ما أعطاكم الله خير مما أعطى بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها، فإن كفرها؛ كانت له خزياً في الدنيا، وإن لم يكفرها؛ كانت له خزياً في الآخرة؛ فما أعطاكم الله خير مما أعطى بني إسرائيل"، قال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)} [النساء: 110] (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: سألت قريش محمداً أن يجعل لهم الصفا ذهباً، فقال: "نعم، وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم"؛ فأبوا، ورجعوا؛ فأنزل الله -تعالى-: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش، قالوا: يا محمد! اجعل لنا الصفا ذهباً، ووسع لنا أرض مكة، وفجر الأنهار خلالها تفجيراً؛ نؤمن بك؛ فأنزل الله هذه الآية (¬1). [موضوع] * {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان حيي بن أخطب، وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسداً؛ إذ خصهم الله برسوله، وكانا جاهدين في ردِّ الناس عن الإسلام بما استطاعا؛ فأنزل الله -تعالى- فيهما: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعراً، وكان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من المدينة حين قدمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤذون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أشد الأذى؛ فأمر الله -تعالى- نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم، وفيهم أنزلت: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} إلى قوله: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} (¬1). [صحيح] * {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال رافع بن حريملة: ما أنتم على شيء، وكفى بعيسى وبالإنجيل، فقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شيء، ومجّد بنبوة موسى وكفر بالتوراة؛ فأنزل الله -تعالى- في ذلك من قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} (¬1). [ضعيف] * {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إنَّ قريشاً منعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام؛ فأنزل الله؛ {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)} (¬2). [ضعيف] * عن كعب الأحبار؛ قال: إن النصارى لما ظهروا على بيت المقدس؛ حرقوه، فلما بعث الله محمداً؛ أنزل عليه: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ ¬
مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ}؛ فليس في الأرض نصراني يدخل بيت المقدس إلا خائفاً (¬1). [ضعيف جداً] * {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. * عن عامر بن ربيعة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة، فلم ندر أين القبلة؛ فصلى كل رجل منّا على حياله، فلما أصبحنا؛ ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزل: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬2). [حسن لغيره] ¬
* عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه، قال: وفيه نزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬1). [صحيح] * عن عطاء بن أبي رباح: أن قوماً عميت عليهم القبلة فصلى كل إنسان إلى ناحية، ثم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكروا ذلك؛ فأنزل الله على رسوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن قتادة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أخاكم النجاشي قد مات؛ فصلوا عليه"، قالوا: صلى على رجل ليس بمسلم! قال: فنزلت: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ} [آل عمران: 199]. قال قتادة: فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: لما نزلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]؛ قالوا: إلى أين؟ فنزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فأصابتهم ضبابة؛ فلم يهتدوا إلى القبلة؛ فصلوا لغير القبلة، ثم استبان لهم ¬
بعد ما طلعت الشمس أنهم صلوا لغير القبلة، فلما جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حدثوه؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} (¬1). [ضعيف] * وقال عبد الله بن عباس -في رواية عطاء-: إن النجاشي لما توفي؛ قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن النجاشي توفي، فصل عليه"؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يحضروا، وصفَّهم، ثم تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لهم: "إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي، وقد توفي فصلوا عليه". فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أنفسهم: كيف نصلي على رجل مات وهو يصل على غير قبلتنا؟ وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات، وقد صرفت القبلة إلى الكعبة؛ فأنزل الله -تعالى-: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬2). * وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة -وكان أكثر أهلها اليهود-؛ أمره الله -عزّ وجلّ- أن يستقبل بيت المقدس؛ ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهراً؛ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب قبلة إبراهيم -عليه السلام-، فكان يدعو وينظر إلى السماء؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} إلى قوله: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]؛ فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وقال: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬3). [ضعيف] ¬
* {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)}. * قال الواحدي في "أسباب النزول" (ص 24): "نزلت في اليهود حيث قالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30]، وفي نصارى نجران حيث قالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30]، وفي مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله". * وقال مقاتل: نزلت في نصارى نجران: السيد والعاقب ومن معهما من الوفد الذين قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: عيسى ابن الله؛ فأكذبهم الله -تعالى- (¬1). * {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رافع بن حريملة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! إن كنت رسولاً من الله كما تقول؛ فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه؛ فأنزل الله في ذلك من قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} (¬2). [ضعيف] ¬
* {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}. * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن أبيه؛ فأنزل الله: {وَلَا تُسْأَلُ}. وفي رواية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليت شعري! ما فعل أبواي؟ "؛ فنزل: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} فما ذكرهما حتى توفاه الله (¬1). [ضعيف] * عن داود بن أبي عاصم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم: "ليت شعري! أين أبواي؟ "؛ فنزلت: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} (¬2). [ضعيف] ¬
* قال مقاتل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنزل الله بأسه باليهود؛ لآمنوا"؛ فأنزل الله: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} (¬1). * {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة كانوا أربعين رجلاً من الحبشة وأهل الشام. * وقال الضحاك: نزلت فيمن آمن من أهل الكتاب. * وقال قتادة وعكرمة: نزلت في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬2). * {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قبلتهم، فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة؛ شقّ ذلك عليهم، وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم؛ فأنزل الله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى} (¬1). * قال المفسرون: إنهم كانوا يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - الهدنة، ويطمعون أنهم إذا هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬2). * {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)}. * عن أنس -رضي الله عنه-؛ قال: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: وافقت ربي في ثلاث؛ فقلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؛ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله! لو أمرت نساءك أن يحتجبن؛ فإنه يكلمهن البر والفاجر؛ فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في المغيرة عليه فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن؛ فنزلت هذه الآية (¬3). [صحيح] * عن جابر -رضي الله عنه- يحدث عن حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: لما طاف النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: "نعم"، قال: أفلا تتخذه مصلى؛ ¬
فأنزل الله -تعالى-: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: قال عمر: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬2). [ضعيف] * عن عمر -رضي الله عنه-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مقام إبراهيم"، قال عمر: أفلا نتخذه مصلى؟ فأنزل الله: ¬
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬1). * عن عمر -رضي الله عنه-: أنه مر بمقام إبراهيم، فقال: يا رسول الله! أليس نقوم بمقام خليل ربنا؟ قال: "بلى"، قال: أفلا نتخذه مصلى؟ فلم يلبث إلا يسيراً حتى نزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬2). [ضعيف] * عن ابن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؛ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬3). [ضعيف] * عن أبي ميسرة؛ قال: قال عمر: يا رسول الله! هذا مقام خليل ربنا؛ أفلا نتخذه مصلى؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬4). ¬
* {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}. * قال الحافظ في كتابه "العجاب في بيان الأسباب" (1/ 378): "ذكر الثعلبي وتبعه الزمخشري: أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه: سلمة ومهاجراً إلى الإسلام، وقال لهما: لقد علمتما أن الله قال في التوراة: إني باعث من ولد إسماعيل نبياً اسمه أحمد، فمن آمن به؛ فقد رشد واهتدى، ومن لم يؤمن به؛ فهو ملعون، فأسلم سلمة، وامتنع مهاجر؛ فنزلت: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} (¬1) ". * {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)}. * قال الواحدي في "أسباب النزول" (ص 25)، و"الوسيط" (1/ 216 - 217): "نزلت في اليهود حين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ- قوله: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ} (¬2). * {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: نزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف، وأبي ياسر بن أخطب، وفي ¬
نصارى أهل نجران، وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله -تعالى- من غيرها (¬1). * {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر من اليهود؛ فيهم: أبو ياسر بن أخطب، ورافع بن أبي رافع، وعازر وخالد وزيد وإزار بن أبي أزار، وأشيع؛ فسألوه عمّن يؤمن به من الرسل؟ فقال: أومن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، فلما ذكر عيسى؛ جحدوا نبوته، وقالوا: لا نؤمن بعيسى، ولا نؤمن بمن آمن به؛ فأنزل الله فيهم: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)} [المائدة: 59] (¬2). [ضعيف] * {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن بني إسرائيل قالوا: ¬
يا موسى! هل يصبغ ربك؟ قال: اتقوا الله؛ فناداه ربه: يا موسى! سألوك هل يصبغ ربك؟ فقل: نعم؛ أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود، والألوان كلها في صفتي؛ فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)} (¬1). [حسن] * {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الهدى إلا ما نحن عليه؛ فاتبعنا يا محمد تهتدي، وقالت النصارى مثل ذلك؛ فأنزل الله: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} (¬2). [ضعيف] ¬
* {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة وصرفت في رجب على رأس سبعة عشر شهراً من مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفاعة بن قيس، وقردم بن عمرو، وكعب بن الأشرف، ونافع بن أبي نافع -هكذا قال ابن حميد، وقال أبو كريب: ورافع بن أبي رافع- والحجاج بن عمرو؛ حليف كعب بن الأشرف، والربيع بن الربيع بن الحقيق، وكنانة بن أبي الحقيق؛ فقالوا: يا محمد! ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها، وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟! ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها؛ نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون فتنه عن دينه؛ فأنزل الله فيهم: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}. . . إلى قوله: {إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: لما وُجِّه النبي - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ المسجد الحرام؛ اختلف الناس فيها فكانوا أصنافاً، فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلة زماناً ثم تركوها وتوجهوا إلى غيرها؟ فأنزل الله في المنافقين: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)}. * عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده -أو قال: أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر شهراً -أو سبعة عشر شهراً-، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَلَ البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها: صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه؛ فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله؛ لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ مكة، فداروا -كما هم- قِبَلَ البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم؛ إذ كان يصلي قِبَلَ بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولّى وجهه قبل البيت؛ أنكروا ذلك (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما وُجِّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة؛ قالوا: يا رسول الله! كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة؛ قال: كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص، صلت الأنصار نحو الكعبة حولين قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصلى نبي الله بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم وجهه الله بعد ذلك إلى الكعبة: البيت الحرام، فقال في ذلك قائلون من الناس: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ لقد اشتاق الرجل إلى مولده! قال الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، وقال أناس من الناس: لقد صرفت القبلة إلى البيت الحرام؛ فكيف أعمالنا التي عملنا في القبلة الأولى؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: لما توجه رسول الله قِبَلَ المسجد الحرام؛ قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قِبَلَ بيت المقدس، هل تقبل الله منا ومنهم أم لا؟! فأنزل الله -جلّ ثناؤه- فيهم: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}؛ قال: صلاتكم قبل بيت المقدس، يقول: إن تلك طاعة، وهذه طاعة (¬1). [ضعيف جداً] * عن الربيع بن أنس؛ قال: قال ناس -لما صرفت القبلة إلى البيت الحرام-: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن داود بن أبي عاصم؛ قال: لما صُرِف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ¬
الكعبة؛ قال المسلمون: هلك أصحابنا الذين كانوا يصلون إلى بيت المقدس؛ فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -في رواية الكلبي؛ يعني: عن أبي صالح عنه-: كان رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ماتوا على القبلة الأولى: منهم أسعد بن زرارة، وأبو أمامة أحد بني النجار، والبراء بن معرور -أحد بني سلمة-، وأناس آخرون؛ جاءت عشائرهم، فقالوا: يا رسول الله! توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى، وقد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم؛ فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} ثم قال: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]؛ وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل -عليه السلام-: "وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها"، وكان يريد الكعبة؛ لأنها قبلة إبراهيم، فقال له جبريل: "إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً؛ فسل ربك"؛ أي: يحولك عنها إلى قبلة إبراهيم، ثم ارتفع جبريل، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُديم النظر إلى السماء؛ رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬2). [ضعيف جداً] * {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)}. * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى نحو بيت المقدس ستة عشر -أو سبعة عشر- شهراً، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
يحب أن يتوجه إلى الكعبة؛ فأنزل الله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس -وهم اليهود-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]؛ فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ثم خرج بعد ما صلى؛ فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة (¬1). [صحيح] * وعنه -أيضاً-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء؛ ينتظر أمر الله؛ فأنزل الله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} إلى قوله: {عَمَّا يَعْمَلُونَ} قال: فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منّا قبل أن تصرف القبلة، وكيف بصلاتنا إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]، قال: وقال السفهاء من الناس -وهم أهل الكتاب-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]؛ فأنزل الله: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} [البقرة: 142] (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سَلَّم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء؛ فأنزل الله: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} الآية (¬1). [ضعيف] * عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قدم المدينة إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم أنزل الله آية أمره بالتحول إلى الكعبة؛ فقال: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* وعنه -أيضاً-؛ قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصوم ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة؛ فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً، ثم أنزل الله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وكان أهلها اليهود؛ أمره الله أن يستقبل بيت المقدس؛ ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهراً، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب قبلة إبراهيم -عليه السلام-، وكان يدعو وينظر إلى السماء؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}؛ فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [البقرة: 142] (¬2). [حسن] * عن مجاهد؛ قال: قالت اليهود: يخالفنا محمد، ويتبع قبلتنا، ¬
فكان يدعو الله -جلّ ثناؤه-، ويستعرض للقبلة؛ فنزلت: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: كان الناس يصلون قِبَلَ بيت المقدس، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة على رأس ثمانية عشر شهراً من مهاجره؛ كان إذا صلى رفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر، وكان يصلى قِبَل بيت المقدس، فنسختها الكعبة، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يصلي قبل الكعبة؛ فأنزل الله -جل ثناؤه-: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} (¬2). [ضعيف جداً] * {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}. * عن السدي؛ قال: لما حول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة؛ قالت اليهود: إن محمداً اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قبلتنا؛ لكنّا نرجو أن يكون هو صاحبنا الذي ننتظر؛ فنزلت (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن سلام: قد أنزل الله على نبيّه: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} فكيف يا عبد الله! هذه المعرفة؟ فقال عبد الله بن سلام: يا عمر! لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني إذا رأيته مع الصبيان، وأنا أشد معرفة بمحمد مني بابني، فقال عمر: كيف ذلك؟ قال: إنه رسول الله حق من الله، وقد نعته الله في كتابنا ولا أدري ما تصنع النساء؟ فقال له عمر: وفقك الله يا ابن سلام (¬1). [موضوع] * {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)}. * عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وناس من الصحابة؛ قالوا: لما صُرف نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس؛ قال المشركون من أهل مكة: تحير على محمد دينه؛ فتوجه بقبلته إليكم، وعلم أنكم كنتم أهدى منه سبيلاً، ويوشك أن يدخل في دينكم؛ فأنزل الله ¬
-جل ثناؤه- فيهم: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}. * عن قتادة؛ قال: لما احتج مشركو قريش بانصراف النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة، فقالوا: سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا؛ أنزل الله -تعالى- في ذلك كله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)} (¬2). [ضعيف] * {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-؛ قال: قتل تميم -والصواب: عمير- بن الحمام ببدر، وفيه وفي غيره نزلت: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (¬3). [موضوع] ¬
* {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}. * عن عروة بن الزبير، سألت عائشة -رضي الله عنها-، فقلت لها: أرأيت قول الله -تعالى-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}؛ فوالله ما على أحدٍ جناحٌ أن لا يطوف بالصفا والمروة! قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي! إن هذه لو كانت كما أولتها عليه؛ كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يُهلُّون لمناةَ الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المُشَلَّل، فكان من أهلَّ يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية. قالت عائشة -رضي الله عنه-: وقد سنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بينهما؛ فليس لأحدٍ أن يترك الطواف بينهما. ثم أخبرتُ أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إن هذا لعلمٌ ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالاً من أهل العلم يذكرون أن الناس -إلا من ذكرت عائشة ممن كان يُهِلُّ بمناة- كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة؟ فلما ذكر الله -تعالى- الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في ¬
القرآن؛ قالوا: يا رسول الله! كنا نطوف بالصفا والمروة؛ وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا؛ فهل علينا من حرج أن نطوّف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية. قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما: في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة، والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام؛ من أجل أن الله -تعالى- أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، حتى ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت (¬1). [صحيح] * عن عاصم الأحول؛ قال: سألت أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن الصفا والمروة، فقال: كنّا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإِسلام؛ أمسكنا عنهما؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} -إلى قوله: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} " (¬2). [صحيح] * عن الشعبي؛ قال: كان على الصفا وثنٌ يقال له: إِسَاف، وعلى المروة وثن يقال له: نائلة؛ فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قالوا: يا رسول الله! إن أهل الجاهلية إنما كانوا يطوفون بين الصفا والمروة للوثنيين الذين عليهما، وإنهما ليس من شعائر الله؛ فنزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: قالت الأنصار: إن السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية؛ فنزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية (¬1). [ضعيف] * عن عمرو بن حبشي؛ قال: قلت لابن عمر -رضي الله عنهما-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ}، قال: انطلق إلى ابن عباس فاسأله؛ فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فأتيته، فسألته، فقال: إنه كان عندهما أصنام، فلما حرمت؛ أمسكوا عن الطواف بينهما حتى أنزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إنه كان في الجاهلية شياطين تعزف الليل أجمع بين الصفا والمروة، وكانت بينهما آلهة، فلما جاء الإِسلام وظهر؛ قال المسلمون: يا رسول الله! لا نطوف بين الصفا والمروة؛ فإنه شرك كنا نفعله في الجاهلية؛ فأنزل الله: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ ¬
أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالت الأنصار: إن السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية؛ فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} -مثقل- ¬
فمن تركه؛ فلا بأس عليه، فبلغ ذلك عائشة؛ فقالت: ليس كما قال، لو كانت كما قال؛ لكانت: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما، ثم قالت: إنه كان على الصفا والمروة صنمان في الجاهلية يطوفون بينهما، فلما هدمهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما هدم الأصنام؛ تحرج أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطوّفوا بين الصفا والمروة، وقالوا: إنا كنا نطوف من أجل الصنمين فقد هدمهما الله؛ فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}؛ أي: في مناسك الحج، فلا تحرّجوا أن يطوّف بينهما (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي مجلز؛ قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة، فقال المسلمون: إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك؛ فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية (¬2). [ضعيف] * {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: سأل معاذ بن جبل -أخو بني سلمة-، وسعد بن معاذ -أخو بني عبد الأشهل-، وخارجة بن زيد -أخو ¬
بني الحارث بن الخزرج -نفراً من أحبار يهود- قال أبو كريب: عمَّا في التوراة، وقال ابن حميد: عن بعض ما في التوراة -فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم عنهم؛ فأنزل الله -تعالى ذكره- فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)} [البقرة: 159] (¬1). [ضعيف] * {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالت كفار قريش: يا محمد! صف -أو انسب- لنا ربك؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية وسورة الإِخلاص (¬2). [موضوع] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان للمشركين ثلاثمائة وستون صنماً يعبدونها من دون الله؛ فبين الله -سبحانه- أنه إله واحد؛ فأنزل هذه الآية (¬3). [ضعيف جداً] * {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي ¬
تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}. * عن أبي الضحى؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163]؛ عجب المشركون، وقالوا: إن محمداً يقول: وإلهكم إله واحد؛ فليأتنا بآية إن كان من الصادقين؛ فأنزل الله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يقول: إن في هذه الآيات {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (¬1). [ضعيف] * عن عطاء بن أبي رباح؛ قال: أنزلت بالمدينة على النبي: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} [البقرة: 163]. فقالت كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: سألت قريش يهوداً، فقالوا: حدثونا عما جاءكم به موسى من الآيات، فأخبروهم أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله. فقالت قريش عند ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً؛ فنزداد به يقيناً، ونتقوى به على عدونا؛ فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه فأوحى الله إليه: "إني معطيكم ذلك، ولكن إن كذبوا بعد؛ عذبتهم عذاباً لم أعذبه أحداً من العالمين، فقال: ذرني وقومي فأدعوهم يوماً بيوم"؛ فأنزل الله عليه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية؛ فخلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار أعظم من أن أجعل الصفا ذهباً (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)}. * عن الكلبي؛ قال: نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة؛ حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (¬1). [ضعيف جداً] * {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود إلى الإِسلام، ورغبهم فيه، وحذرهم عذاب الله ونقمته؛ فقال له رافع بن خارجة، ومالك بن عوف: بل نتبع يا محمد! ما وجدنا عليه آباءنا؛ فهم كانوا أعلم وخيراً منا؛ فأنزل الله في ذلك: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} (¬2). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم، فلما بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - من غيرهم؛ خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم؛ فعمدوا إلى صفة محمد فغيروها، ثم أخرجوها إليهم وقالوا: هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي، فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير؛ وجدوه مخالف لصفة محمد؛ فلم يتبعوه؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ} (¬1). [موضوع] * عن عطاء بن أبي رباح؛ قال: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} والتي في آل عمران: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] نزلتا جميعاً في يهود (¬2). [ضعيف] * {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي ¬
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}. * قال قتادة: ذكر لنا أن رجلاً سأل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر؛ فأنزل الله هذه الآية. وذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - دعا الرجل؛ فتلاها عليه، وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ثمن مات على ذلك؛ يرجى له ويطمع له في خير؛ فأنزل الله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}، وكانت اليهود توجهت قِبَلَ المغرب، والنصارى قِبَلَ المشرق: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: كانت اليهود تصلي قبل المغرب، والنصارى قبل المشرق، فنزلت: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن أبي العالية؛ قال: كانت اليهود تصلي قِبَلَ المغرب، وكانت النصارى تقبل قِبَلَ المشرق؛ فنزلت: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان قبلكم يقتلون القاتل بالقتيل لا تقبل منه الدية؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} إلى آخر الآية: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} يقول: فخفف عنكم ما كان على من قبلكم؛ أي: الدية لم تكن تقبل، فالذي يقبل الدية؛ فذلك عفو؛ فاتباع بالمعروف، ويؤدي إليه الذي عفي من أخيه بإحسان (¬2). [حسن] * عن الشعبي في قوله: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} ¬
قال: نزلت في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلتا قتال عمية، فقالوا: نقتل بعبدنا فلان ابن فلان، وبفلانة فلان بن فلان؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} الآية (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: لم يكن لمن قبلنا دية؛ إنما هو القتل، أو العفو إلى أهله؛ فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم، فكانوا إذا قتل من الحي الكثير عبد؛ قالوا: لا نقتل به إلا حراً، وإذا قتلت منهم امرأة؛ قالوا: لا نقتل بها إلا رجلاً؛ فأنزل الله: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} (¬2). [ضعيف] * وعنه -أيضاً-؛ قال: كان أهل الجاهلية فيهم بغي وطاعة للشيطان؛ فكان الحي إذا كان فيهم عدّةٌ ومنعة، فقتل عبد قوم آخرين عبداً لهم؛ قالوا: لا نقتل به إلا حراً تعززاً؛ لفضلهم على غيرهم في أنفسهم، وإذا قُتلت لهم امرأة قتلتها امرأة قوم آخرين؛ قالوا: لا نقتل بها إلا رجلاً؛ فأنزل الله هذه الآية؛ يخبرهم أن العبد بالعبد، والأنثى بالأنثى؛ فنهاهم عن البغي، ثم أنزل الله -تعالى ذكره- في سورة المائدة بعد ذلك فقال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45] (¬3). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: اقتتل أهل ملتين من العرب أحدهما: مسلم، والآخر: معاهد في بعض ما يكون بين العرب من الأمر؛ فأصلح بينهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كانوا قتلوا الأحرار والعبيد والنساء؛ على أن يؤدي الحر دية الحر، والعبد دية العبد، والأنثى دية الأنثى، فقاصهم بعضهم من بعض (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي مالك الغفاري؛ قال: كان بين حيين من الأنصار قتال، كان لأحدهما على الآخر الطول؛ فكأنهم طلبوا الفضل، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلح بينهم فنزلت هذه الآية: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى}، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الحر بالحر، والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى (¬2). [ضعيف] * عن الشعبي؛ قال: نزلت في قتال عمية كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: وذلك أنهم كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة، ولكن يقتلون الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة؛ فأنزل الله -تعالى-: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}؛ فجعل الأحرار في القصاص سواء فيما بينهم في العمد؛ سواء رجالهم ونساءهم، في النفس وما دون النفس، وجعل العبيد مستويين فيما بينهم في العمد، في النفس وفيما دون النفس رجالهم ونساءهم (¬1). [حسن] * عن سعيد بن جبير: أنَّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإِسلام بقليل؛ فكان بينهم قتل وجراحات؛ حتى قتلوا العبيد والنساء، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا؛ فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدة والأموال، فحلفوا أن لا يرضوا؛ حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم، والمرأة منا الرجل منهم؛ فنزل فيهم: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} (¬2). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}. * عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ فصام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ثم أنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ¬
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} إلى قوله: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}؛ فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكيناً؛ فأجزأ ذلك عنه، ثم إن الله -عزّ وجلّ- أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ} إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}؛ فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي يطيق الصيام (¬1). * وقال مقاتل بن سليمان: كبُر لبيد الأنصاري من بني عبد الأشهل؛ فعجز عن الصوم، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما على من عجز عن الصوم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} إلى قوله: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} (¬2). * {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)}. * عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}؛ كان من أراد أن يفطر يفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها؛ فنسختها (¬3). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية؛ فنسخت الأولى إلا الكبير الفاني إن شاء أطعم عن كل يوم مسكيناً وأفطر (¬4). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم، ثم ضعف، فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكيناً (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} كان من شاء صام، ومن شاء أفطر، وأطعم مسكيناً، فكانوا كذلك حتى نسختها: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (¬2). [ضعيف] * {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}. * عن الشعبي؛ قال: لما نزلت {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}؛ أفطر الأغنياء وأطعموا، وحصل الصوم على الفقراء؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (¬3). [ضعيف] * عن خيثمة بن أبي خيثمة البصري عن أنس -أنه سأله عن الصوم في السفر-، فقال: قد أمرت غلامي أن يصوم فأبى، قلت: فأين هذه الآية: ¬
{وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ} قال: نزلت ونحن يومئذٍ نرتحل جياعاً، وننزل على غير شبع، وإنا اليوم نرتحل شباعاً وننزل على شبع" (¬1). [ضعيف] * {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}. * عن الصُلْب بن حكيم عن أبيه عن جده؛ قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أقريب ربنا؛ فنناجيه، أم بعيد؛ فنناديه؟! قال: فسكت عنه؛ فأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي} الآية، إني أمرتهم أن يدعوني؛ فليدعوني؛ إني أستجيب لهم (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن الحسن؛ قال: سأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أين ربُّنا؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} الآية (¬1). [ضعيف] * عن عطاء بن أبي رباح: أنه بلغه لما نزلت: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]؛ قال الناس: لو نعلم أي ساعة ندعو؟ فنزلت {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي} (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أنه لما أنزل الله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]؛ قال رجال: كيف ندعو يا نبي الله؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي} (¬3). [ضعيف] * عن الضحاك: سأل بعض الصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: أقريب ¬
ربنا؛ فنناجيه، أم بعيد؛ فنناديه؟! فأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي} (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال يهود أهل المدينة: يا محمد! كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام، وإن غلظ كل سماء مثل ذلك؟! فنزلت هذه الآية (¬2). [موضوع] * عن علي -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تعجزوا عن الدعاء؛ فإن الله أنزل عليَّ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] "؛ فقال رجل: يا رسول الله! ربنا يسمع الدعاء أم كيف ذلك؟ فأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} الآية (¬3). * عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه-؛ قال: قال المسلمون: يا رسول الله! أقريب ربنا؛ فنناجيه، أم بعيد؛ فنناديه؟! فأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} (¬4). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: قال المسلمون: أقريب ربنا؛ فنناجيه، أم بعيد؛ فنناديه؟! فنزلت: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}؛ ليطيعوني، والاستجابة: هي الطاعة، {وَلْيُؤْمِنُوا بِي}: ليعلموا {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (¬5). ¬
* عن عبد الله بن عبيدة؛ قال: لما نزلت هذه الآية {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]؛ قالوا: كيف لنا به أن نلقاه حتى ندعوه؟ فأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}، فقالوا: صدق ربنا، وهو بكل مكان (¬1). * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: سأل أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين ربنا؟ قال: في السماء على عرشه، ثم تلا {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5]، وأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي} الآية (¬2). * {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)}. * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائماً؛ فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر؛ لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً، فلما حضر الإفطار؛ أتى امرأته، فقال لها: أعندك طعامٌ؟ قالت: لا, ولكن انطلق فأطلبُ لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءَته امرأته، فلما رأته؛ قالت: خيبةً لك؛ فلما انتصف النهار؛ غشي عليه؛ فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}؛ ففرحوا ¬
بها فرحاً شديداً، ونزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} (¬1). [صحيح] * عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-؛ قال: أنزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل: {مِنَ الْفَجْرِ}؛ فكان رجال إذا أرادوا الصوم؛ ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى بتبين له رؤيتهما؛ فأنزل الله -تعالى- بعد {مِنَ الْفَجْرِ}؛ فعلموا أنه إنما يعني: الليل والنهار (¬2). [صحيح] * عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ قال: كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له: صرمة، كان يعمل صائماً حتى أمسى، فجاء إلى أهله، فصلى العشاء، ثم نام، فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح صائماً؛ فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جهد جهداً شديداً، فقال: ما لي أراك جهدت جهداً شديداً؟ قال: يا رسول الله! إني عملت أمس، فجئت حين جئت فألقيت نفسي؛ فنمت، فأصبحت حين أصبحت صائماً. قال: وكان عمر أصاب من النساء بعدما نام، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (¬3). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلوا العشاء الآخرة؛ حرم عليهم الطعام والشراب والنساء حتى يفطروا، وإن عمر بن الخطاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وإن صِرْمة بن قيس الأنصاري غلبته عينه بعد صلاة المغرب؛ فنام فلم يشبع من الطعام، ولم يستيقظ حتى صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء؛ فقام، فأكل وشرب، فلما أصبح؛ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك؛ فأنزل الله عند ذلك: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}؛ فكان ذلك عفواً من الله ورحمة (¬1). * عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه؛ قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل، فأمسى، فنام؛ حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر بن الخطاب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد امرأته قد نامت؛ فأرادها؛ فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ثم وقع بها، وصنع كعب بن مالك مثل ذلك، فغدا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره؛ فأنزل الله -تعالى-: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ ¬
تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس في قول الله -تعالى ذكره-: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء؛ حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة، ثم إن ناساً من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء؛ منهم: عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬2). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن الناس كانوا قبل أن ينزل في الصوم ما نزل يأكلون ويشربون، ويحل لهم شأن النساء، فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب، ولا يأتي أهله حتى يفطر من القابلة؛ فبلغنا أن عمر بن الخطاب بعدما نام ووجب عليه الصوم؛ وقع على أهله، ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أشكو إلى الله وإليك الذي صنعت، قال: "وماذا صنعت؟ "، قال: إني سوّلت لي نفسي؛ فوقعت على أهلي بعدما نمت وأنا أريد الصوم، فزعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما كنت خليقاً أن تفعل"؛ فنزل ¬
الكتاب: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (¬1). [صحيح] * عن عكرمة: أن رجلاً -قد سماه من الأنصار- جاء ليلة وهو صائم، فقالت امرأته: لا تنم حتى نضع لك طعاماً؛ فنام، فجاءت، فقالت: نمت والله، فقال: لا والله، قالت: بلى والله، فلم يأكل تلك الليلة، وأصبح صائماً؛ فغشى عليه، وأنزلت الرخصة فيه (¬2). [موضوع] * عن القاسم بن محمد؛ قال: إن بدء الصوم؛ كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء، فإذا نام؛ لم يصل إلى أهله بعد ذلك، ولم يأكل ولم يشرب، حتى جاء عمر إلى امرأته؛ فقالت: إني قد نمت، فوقع بها، وأمسى صرمة بن قيس صائماً؛ فنام قبل أن يفطر، وكانوا إذا ناموا؛ لم يأكلوا ولم يشربوا، فأصبح صائماً، وكاد الصوم يقتله؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- الرخصة قال: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم يصوم يومه، حتى إذا أمسى طعم من الطعام فيما بينه وبين العتمة، حتى إذا صليت؛ حرم عليهم الطعام حتى يمسي من الليلة القابلة، وإن عمر بن الخطاب بينما هو نائم؛ إذ سولت له نفسه، فأتى أهله لبعض حاجته، فلما اغتسل؛ أخذ يبكي ويلوم نفسه كأشد ما رأيت من الملامة، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي هذه الخاطئة؛ فإنها زيَّنت لي؛ فواقعت أهلي، هل تجد لي رخصه يا رسول الله؟! قال: "لم تكن حقيقاً بذلك يا عمر! "، فلما بلغ بيته، أرسل إليه؛ فأنبأه بعذره في آية من القرآن، وأمر الله رسوله أن يضعها في المائة الوسطى من سورة البقرة؛ فقال: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن ثابت البناني: أن عمر واقع أهله ليلة في رمضان؛ فاشتد ذلك عليه؛ فأنزل الله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ} الآية (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن صرمة بن أنس أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عشية من العشيات وقد جهده الصوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لك يا أبا قيس! أمسيت طليحاً؟! "، قال: ظللت أمس نهاري في النخل أجر ¬
الجريد، فأتيت أهلي، فنمت قبل أن أطعم، وأمسيت وقد جهدني الصوم؛ فنزلت فيه: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬1). [موضوع] * عن محمد بن يحيى بن حبان: أن صرمة بن أنس أتى أهله ذات ليلة وهو شيخ كبير وهو صائم؛ فلم يهيؤوا له طعاماً؛ فوضع رأسه فأغفى، وجاءته امرأته بطعامه، فقالت له: كل، فقال: إني قد نمت، قالت: إنك لم تنم؛ فأصبح جائعاً مجهوداً؛ فأنزل الله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} (¬2). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: كتب على النصارى رمضان، وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا ينكحوا النساء شهر رمضان؛ فكتب على المؤمنين كما كتب عليهم، فلم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى؛ حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له: أبو ¬
قيس بن صرمة، وكان يعمل في حيطان المدينة بالأجر؛ فأتى أهله بتمر، فقال لامرأته: استبدلي بهذا التمر طحيناً فاجعليه سخينة لعلّي أن آكله؛ فإن التمر قد أحرق جوفي، فانطلقت، فاستبدلت له، ثم صنعت، فأبطأت عليه؛ فنام؛ فأيقظته، فكره أن يعصي الله ورسوله، وأبى أن يأكل، وأصبح صائماً؛ فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما لك يا أبا قيس! أمسيت طليحاً؟! "؛ فقص عليه القصة، وكان عمر بن الخطاب وقع على جارية له -في ناس من المؤمنين لم يملكوا أنفسهم،- فلما سمع عمر كلام أبي قيس؛ رهب أن ينزل في أبي قيس شيء؛ فتذكر هو؛ فقام فاعتذر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: يا رسول الله! إني أعوذ بالله أني وقعت على جاريتي، ولم أملك نفسي البارحة، فلما تكلم عمر؛ تكلم أولئك الناس؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما كنت جديراً بذلك يا ابن الخطاب! "؛ فنسخ ذلك عنهم، فقال: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} يقول: أنكم تقعون عليهن خيانة. {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} يقول: جامعوهن، ورجع إلى أبي قيس، فقال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: وكان بدء الصيام أمروا بثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين غدوة وركعتين عشية؛ فأحل الله لهم في صيامهم في ثلاثة أيام، وفي أول ما افترض عليهم في رمضان إذا أفطروا وكان الطعام ¬
والشراب وغشيان النساء لهم حلالاً ما لم يرقدوا؛ فإذا رقدوا؛ حرم عليهم ذلك إلى مثلها من القابلة، وكانت خيانة القوم أنهم كانوا يصيبون أو ينالون من الطعام والشراب وغشيان النساء بعد الرقاد، وكانت تلك خيانة القوم أنفسهم. ثم أحل الله لهم بعد ذلك الطعام والشراب وغشيان النساء إلى طلوع الفجر (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ أنّه قال في هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} مثل قول مجاهد، وزاد فيه: إن عمر بن الخطاب قال لامرأته: لا ترقدي حتى أرجع من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فرقدت قبل أن يرجع، فقال لها: ما أنت براقدة، ثم أصابها حتى جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فذكر ذلك له؛ فنزلت هذه الآية، قال عكرمة: نزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} (¬2). [ضعيف] * (تكميل): كون الحرمة الواردة في الآية في أول الأمر مخصصة بالنوم؛ كما ورد في حديث البراء عند البخاري وغيره، وردت في حديث ابن عباس مخصصة بصلاة العتمة (¬3). ¬
* {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}. * عن سعيد بن جبير في قوله: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}؛ يعني: بالظلم، وذلك أن امرأ القيس بن عابس وعبد الله بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض، وأراد امرؤ القيس أن يحلف؛ ففيه نزلت: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (¬1). [ضعيف] * {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}. * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية فينا، فكانت الأنصار إذا حجوا، فجاؤوا؛ لم يدخلوا من قِبَلِ أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار، فدخل من قبل بابه، فكأنه عُيّر بذلك؛ فنزلت: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} (¬2). [صحيح] ¬
* عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإِحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب في الإِحرام، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بستان؛ إذ خرج من بابه، وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله! إن قطبة بن عامر رجل فاجر، وإنه خرج معك من الباب، فقال له: "ما حملك على ما صنعت؟ "، قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت، فقال: "إني أحمسي" قال: فإن ديني دينك؛ فأنزل الله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} (¬1). [صحيح] ¬
* عن الزهري؛ قال: كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة؛ لم يحل بينهم وبين السماء شيء؛ يتحرجون من ذلك، وكان الرجل يخرج مهلاً بالعمرة؛ فتبدو له الحاجةُ بعدما يخرج من بيته، فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة؛ من أجل سقف الباب أن يحول بينه وبين السماء؛ فيفتح الجدار من قدامه، ثم يقوم في حجرته؛ فيأمر بحاجته، فتخرج إليه من بيته، حتى بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل زمن الحديبية بالعمرة مدخل حجرة، فدخل رجل على أثره من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني أحمس"، قال الزهري: وكان الحمس لا يبالون ذلك، فقال الأنصاري: فأنا أحمس، يقول: أنا على دينك؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس قوله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ. . .}؛ قال: كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا؛ لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها، وذلك أن يتسوروها؛ فكان إذا أحرم أحدهم لا يدخل البيت إلا أن يتسور من قبل ظهره، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل ذات يوم بيتاً لبعض الأنصار، فدخل رجل على أثره ممن قد أحرم؛ فأنكروا ذلك عليه، ¬
وقالوا: هذا رجل فاجر، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لم دخلت من الباب وقد أحرمت؟ "، قال: رأيتك يا رسول الله! دخلت؛ فدخلت على أثرك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني أحمس" -وقريش يومئذ تدعى الحمس-، فلما أن قال ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال الأنصاري: إن ديني دينك؛ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} (¬1). [ضعيف جداً] * عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رجالاً من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئاً أحرم فأمن، فإذا أحرم؛ لم يلج من باب بيته، واتخذ نقباً من ظهر بيته، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ كان بها رجل محرم كذلك، وأن أهل المدينة كانوا يسمون البستان: الحش، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل بستاناً؛ فدخله من بابه، ودخل معه ذلك المحرم؛ فناداه رجل من ورائه: يا فلان! إنك محرم، وقد دخلت؛ فقال: "أنا أحمس"، فقال: يا رسول الله! إن كنت محرماً؛ فأنا محرم، وإن كنت أحمس؛ فأنا أحمس؛ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} إلى آخر الآية؛ فأحل الله للمؤمنين أن يدخلوا من أبوابها (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن قيس بن حبتر: أن ناساً كانوا إذا أحرموا؛ لم يدخلوا حائطاً من بابه، ولا داراً من بابها أو بيتاً، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه داراً، وكان رجل من الأنصار يقال له: رفاعة بن تابوت؛ فجاء، فتسوّر الحائط، ثم دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما خرج من باب الدار -أو قال: من باب البيت-؛ خرج معه رفاعة، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما حملك على ذلك؟ "، قال: يا رسول الله! رأيتك خرجت منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني رجل أحمس"؛ فقال: إن تكن رجلاً أحمس؛ فإن ديننا واحد؛ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم -وهو محرم- من باب بستان قد حرث، فأبصره رجل من غير الحمس يقال له: قطبة بن عامر بن حديدة أحد بني سلمة، فأتبع بصره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! رضيت بدينك وهديك وسنتك؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} الآية (¬2). [موضوع] * عن إبراهيم النخعي؛ قال: كان ناس من أهل الحجاز إذا أحرموا؛ لم يدخلوا من أبواب بيوتهم، بل دخلوا من ظهورها؛ فنزلت: ¬
{وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: إن ناساً من العرب كانوا إذا حجوا؛ لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها، كانوا ينقبون في أدبارها، فلما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع؛ أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك -وهو مسلم-، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب البيت؛ احتبس الرجل خلفه، وأبى أن يدخل، قال: يا رسول الله! إني أحمس، يقول: إني محرم، وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون: الحمس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا -أيضاً- أحمس؛ فادخل"، فدخل الرجل؛ فأنزل الله: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (¬2). [منكر] ¬
* عن قتادة؛ قال: كان هذا الحي من الأنصار في الجاهلية إذا أهل أحدهم بحج أو عمرة لا يدخل داراً من بابها؛ إلا أن يتسور حائطاً تسوراً، وأسلموا وهم كذلك؛ فأنزل الله -تعالى- ذكره في ذلك ما تسمعونه، ونهاهم عن صنيعهم ذلك، وأخبرهم أنه ليس من البر صنيعهم ذلك، وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: قلت لعطاء عن هذه الآية، فقال: كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من أبوابها ويرونه براً (¬2). * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية (¬3). [ضعيف] * عن عطاء؛ قال: كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها، ويرون أن ذلك أدنى إلى البر؛ فنزلت (¬4). [ضعيف] ¬
* عن قتادة؛ قال: سألوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله ما تسمعون: {هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ}؛ فجعلها لصوم المسلمين، ولإفطارهم، ولمناسكهم، وحجهم، ولعدة نسائهم، ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: ذكر لنا أنهم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لم خلقت الأهلة؟ فأنزل الله الآية (وذكر الحديث بنحو السابق) (¬2). [ضعيف جداً] * عن ابن جريج بنحوه (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأهلة؛ فنزلت هذه الآية. . . يعلمون بها حل دينهم، وعدة نسائهم، ووقت حجهم (¬4). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن غنمة، وهما رجلان من الأنصار قالا: يا رسول الله! ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقاً مثل الخيط، ثم يزيد؛ حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود؛ كما كان لا يكون على حال واحد؟! فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}؛ فجعلها لصوم المسلمين، ولإفطارهم، ولمناسكهم، وحجهم، ولعدة نسائهم، ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه (¬1). [موضوع] * عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ قال: يا رسول الله! إن اليهود تغشانا، ويكثرون مسألتنا عن الأهلة؛ فأنزل الله هذه الآية (¬2). [ضعيف] * {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)} ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما صُد عن البيت، هو وأصحابه؛ نحر الهدي بالحديبية، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه، ثم يأتي القابل على أن يخلوا له مكة ثلاثة أيام؛ فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء، وصالحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان العام المقبل؛ تجهز رسول الله وأصحابه لعمرة القضاء، وخافوا أن لا تقي لهم قريش بذلك، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام في الحرم؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}؛ يعني: قريشاً (¬1). [موضوع] * {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {فَمَنِ اعْتَدَى ¬
عَلَيْكُمْ. . .}؛ قال: هذا ونحوه نزل بمكة، والمسلمون يومئذ قليل، وليس لهم سلطان يقهر المشركين، وكان المشركون يتعاطونهم بالشتم والأذى؛ فأمر الله المسلمين من يجازي منهم أن يجازي بمثل ما أوتي إليه أو يصبر أو يعفو؛ فهو أمثل، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وأعز الله سلطانه؛ أمر المسلمين أن ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم، وأن لا يعدو بعضهم على بعض؛ كأهل الجاهلية (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما سار رسول الله معتمراً في سنة ست من الهجرة، وحبسه المشركون عن الدخول والوصول إلى البيت، وصدوه بمن معه من المسلمين في ذي القعدة -وهو شهر حرام حتى قاضاهم على الدخول من قابل، فدخلها في السنة الآتية هو ومن كان معه من المسلمين، وأقصه الله منهم-؛ نزلت هذه الآية: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} (¬2). [موضوع] * عن عطاء؛ قال: نزلت في الحديبية؛ منعوا في الشهر الحرام؛ ¬
فنزلت: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} (¬1) , عمرة في شهر حرام بعمرة في شهر حرام. [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: أقبل نبي الله وأصحابه، فاعتمروا في ذي القعدة ومعهم الهدي، حتى إذا كانوا بالحديبية؛ صدهم المشركون؛ فصالحهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يرجع من عامه ذلك حتى يرجع من العام المقبل؛ فيكون بمكة ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بسلاح راكب، ويخرج ولا يخرج بأحد من أهل مكة؛ فنحروا الهدي بالحديبية، وحلقوا وقصروا، حتى إذا كان من العام المقبل؛ أقبل نبي الله وأصحابه حتى دخلوا مكة، فاعتمروا في ذي القعدة، فأقاموا بها ثلاث ليال، فكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية؛ فأقصه الله منهم؛ فأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه في ذي القعدة، فقال الله: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} (¬2). [ضعيف] ¬
* {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}. * عن أسلم أبي عمران؛ قال: كنا بالقسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد؛ فخرج من المدينة صف عظيم من الروم، وصففنا لهم صفاً عظيماً من المسلمين؛ فحمل رجل من المسلمين على صفِّ الروم حتى دخل بهم، ثم خرج إلينا مقبلاً؛ فصاح الناسُ؛ فقالوا: سبحان الله! الفتى ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب -صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم --: يا أيها الناس! إنكم تتأولون هذه الآية على هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا -معشر الأنصار- لما أعزّ الله دينهُ، وكثَّر ناصريه؛ قلنا بيننا بعضاً لبعض سراً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أموالنا قد ضاعت؛ فلو أنا أقمنا فيها، وأصلحنا ما ضاع منها؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- في كتابه يردُّ علينا ما هممنا به، قال: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}؛ فكانت التهلكة: الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا فنصلحها؛ فأمرنا بالغزو، فما زال أبو أيوب غازياً في سبيل الله حتى قبض (¬1). [صحيح] ¬
* عن أبي جبيرة بن الضحاك -رضي الله عنه-؛ قال: كانت الأنصار يتصدقون، ويعطون ما شاء الله، حتى أصابتهم سنة؛ فأمسكوا؛ فأنزل الله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬1). [صحيح] ¬
* عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه-؛ قال: كان الرجل يذنب فيقول: لا يغفر الله لي؛ فأنزل الله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬1). [صحيح] ¬
* عن حذيفة -رضي الله عنه-؛ قال: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال: نزلت في النفقة (¬1). [صحيح] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في النفقات في سبيل الله؛ يعني: قوله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬2) [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان القوم في سبيل الله؛ فيتزود الرجل، فكان أفضل زاداً من الآخر، أنفق البائس من زاده حتى لا يبقى من زاده شيء أحب أن يواسي صاحبه؛ فأنزل الله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية (¬3). [ضعيف] * عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بالتجهيز إلى مكة؛ قال ناس من الأعراب: يا رسول الله! لماذا نتجهز؟ فوالله ما لنا زاد ولا مال؛ فنزلت الآية (¬4). * {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ ¬
لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)}. * عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه-؛ قال: وقف عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية، ورأسي يتهافت قملاً؛ فقال: "يؤذيك هوامك؟! "، قلت: نعم، قال: "فاحلق رأسك" -أو قال-: "احلق". قال: فيَّ نزلت هذه الآية: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ}؛ فقال النبي: "صم ثلاثة أيام، أو تصدق بفرق بين ستة، أو انسك بما تيسر" (¬1). [صحيح] * عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت آية المتعة؛ يعني: متعة الحج في كتاب الله، وأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم تنزل آية تنسخ آية متعة الحج، ولم ينه عنها رسول الله حتى مات (¬2). [صحيح] * عن صفوان بن أمية؛ أنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - متضمخ بالزعفران عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله! في عمرتي؟ قال: فأنزل الله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين السائل عن العمرة؟ "، فقال: ها أنا ذا، فقال له: "ألق عنك ثيابك، ثم اغتسل واستنشق ما استطعت، ثم ما كنت صانعاً في حجك؛ فاصنعه في عمرتك" (¬3). [ضعيف]. ¬
* {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (197)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: كان أهل اليمن يحجون، ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة؛ سألوا الناس؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬1). [صحيح] * عن الشعبي: كان ناس من أهل اليمن إذا حجوا لم يتزودوا حتى يبلغوا عقبة كذا وكذا؛ فنزلت: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن إبراهيم النخعي؛ قال: كان ناس يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نتوكل على الله وهو رازقنا؛ فنزلت: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد: كانوا لا يتزودون في حجهم حتى نزلت: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة؛ رموا بها، واستأنفوا زاداً آخر؛ فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}؛ فنهوا عن ذلك، وأمروا أن يتزودوا الكعك، والدقيق، والسويق (¬3). [ضعيف جداً] * {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا ¬
أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت عكاظ ومجنه وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية؛ فتأثموا أن يتجروا في المواسم؛ فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (¬1). [صحيح] * وعنه -أيضاً-؛ قال: كانوا لا يتجرون في أيام منى، ويوم عرفة؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}. وفي رواية: فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات (¬2). [ضعيف] * عن أبي أمامة التيمي؛ قال: كنت رجلاً أكرى في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي: إنه ليس لك حج!، فلقيت عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إني رجل أكرى في هذا الوجه، وإن ناساً يقولون لي: إنه ليس لك حج، فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسأله عن مثل ما سألتني عنه؛ فسكت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}؛ فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ عليه هذه الآية، وقال: "ذلك حج" (¬3). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج، فخافوا البيع وهم حرم؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} في مواسم الحج (¬1). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: كانوا لا يتجرون؛ حتى نزلت فيهم: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}. قال: كانوا لا يبيعون، ولا يشترون في أيام منى؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} التجارة في مواسم أحلت لهم، كانوا لا يتبايعون في الجاهلية بعرفة ولا في منى (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة؛ قال: كانت هذه الآية نزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} في مواسم الحج (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير: كان بعض الحاج؛ يسمون: الداج؛ فكانوا ينزلون في الشق الأيسر من منى، وكان الحاج ينزلون عند مسجد منى؛ فكانوا لا يتجرون حتى نزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}؛ فحجوا (¬2). [ضعيف] * {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كانت قريش تقف بالمزدلفة، ويسمون: الحمس، وسائر العرب تقف بعرفة؛ فأمر الله نبيه أن يقف بعرفة، ثم يدفع منها؛ فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)} (¬3). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت العرب تقف بعرفة، وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة؛ فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}؛ فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - الموقف إلى موقف العرب بعرفة (¬1). [ضعيف] * عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-؛ قالت: كانت قريش يقفون بالمزدلفة، ويقف الناس بعرفة؛ إلا شيبة بن ربيعة؛ فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)} (¬2). * {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} قال: كانوا يذكرون آباءهم في الحج؛ فيقول بعضهم: كان أبي يطعم الطعام، ويقول بعضهم: كان أبي يضرب بالسيف، ويقول بعضهم: كان أبي يجز نواصي بني فلان. ويقوم من كل قبيلة شاعرهم وخطيبهم فيقول: فينا فلان، وفينا فلان، ولنا يوم كذا، ووقعنا ببني فلان يوم كذا، ثم يقوم الشاعر؛ فينشد ما قيل فيهم من الشعر، ثم يقول: من ¬
يفاخرنا؛ فليأت بمثل فخرنا، فمن كان يريد المفاخرة من القبائل؛ قام، فذكر مثالب تلك القبيلة، وما فيها من المساوئ، وما ذكرت به، يرد عليه ما قال، ثم يفخر هو بما فيه وفي قومه؛ فكان ذلك من أمرهم، حتى جاء الله -عزّ وجلّ- بالإِسلام، وأنزل في كتابه على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، يقول الله -عزّ وجلّ-: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}؛ يعني: دعوا هذه المفاخرة والمكاثرة، واذكروا الله -عزّ وجلّ- (¬1). [ضعيف] * عن أبي وائل؛ قال: كان أهل الجاهلية يذكرون أفعال آبائهم في الناس؛ فنزلت: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا} هب لنا غنماً وهب لنا إبلاً: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}، فلما نزلت هذه الآية؛ كفتهم عن ذلك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خطبهم (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير وعكرمة؛ قالا: كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة؛ فنزلت هذه الآية {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم؛ وقفوا عند الجمرة، وذكروا أيامهم في الجاهلية، وفعال أبائهم؛ فنزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم، يقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحملات، ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم؛ فأنزل الله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (¬3). [صحيح] ¬
* وعنه -أيضاً-؛ قال: كان المشركون يجلسون في الحج، فيذكرون أيام آبائهم، وما يعبرون من أنسابهم يومهم أجمع؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على رسوله في الإِسلام: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (¬1). * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا إذا فرغوا من حجهم؛ تفاخروا بالآباء؛ فأنزل الله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف؛ فيقولون: اللهم! اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئاً؛ فأنزل الله فيهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (¬3). [حسن] ¬
* {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما أصيبت هذه السرية -أصحاب خبيب بالرجيع بين مكة والمدينة؛ قال رجال من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين! الذين هلكوا هكذا لا هُمْ قعدوا في بيوتهم، ولا هُمْ أدوا رسالة صاحبهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك من قول المنافقين وما أصاب أولئك النفر من الشهادة والخبر من الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؛ أي: ما يظهر بلسانه من الإِسلام، {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}؛ أي: من النفاق؛ {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}؛ أي: ذو جدال إذا كلمك وراجعك، {وَإِذَا تَوَلَّى} [البقرة: 205]؛ أي: خرج من عندك {سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}؛ أي: لا يحب عمله ولا يرضاه، {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 206، 207]، الذين شروا أنفسهم لله بالجهاد في سبيل الله والقيام بحقه حتى هلكوا على ذلك؛ يعني: هذه السرية (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت في الأخنس بن شُريق الثقفي، وهو حليف لبني زهرة، وأقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة؛ فأظهر له الإِسلام؛ ¬
فأعجب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك منه، وقال: إنما جئت أريد الإِسلام، والله يعلم أني صادق، وذلك قوله: {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}، ثم خرج من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر بزرع لقوم من المسلمين وحُمُر؛ فأحرق الزرع وعَقَر الحمر؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}، وأما ألَدُّ الخصام؛ فأعوج الخصام (¬1). [ضعيف جداً] * {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -عزّ وجلّ-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}؛ قال: نزلت في صهيب بن سنان ونفر من أصحابه، أخذهم أهل مكة فعذبوهم؛ ليردوهم إلى الشرك بالله؛ منهم: عمار، وأمه سمية، وأبوه ياسر، وبلال، وخباب، وعابس مولى حويطب بن عبد العزى، أخذهم المشركون فعذبوهم (¬2). [موضوع] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: أقبل صهيب مهاجراً نحو المدينة، وأتبعه نفر من قريش؛ فنزل عن راحلته، وانتثل ما في كنانته، ثم قال: يا معشر قريش! لقد علمتم أني أرماكم رجلاً بسهم، وأيم الله؛ لا تصلون إليّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في ¬
يدي منه شيء؛ فافعلوا ما شئتم، فإن شئتم؛ دللتكم على مالي وخليتم سبيلي، قالوا: نعم؛ ففعل، فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "ربح البيع أبا يحيى! ربح البيع أبا يحيى! "، قال: ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)} (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: نزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر، وأن الذي أدرك صهيباً بطريق المدينة قنفذ بن عمير بن جدعان (¬2). [ضعيف] ¬
* عن الحسن؛ قال: نزلت في أن المسلم لقي الكافر؛ فقال له: قل: لا إله إلا الله؛ فإذا قلتها؛ عصمت دمك ومالك إلا بحقها، فأبى أن يقولها؛ فقال المسلم: والله لأشترين نفسي لله؛ فتقدم؛ فقاتل حتى قتل (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: كان رجل من أهل مكة أسلم؛ فأراد أن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويهاجر إلى المدينة؛ فمنعوه، وحبسوه، فقال لهم: أعطيكم داري ومالي وما كان لي من شيء فخلوا عني؛ فألحق بهذا الرجل، فأبوا، ثم إن بعضهم قال لهم: خذوا منه ما كان له من شيء، وخلوا عنه؛ ففعلوا، فأعطاهم داره وماله، ثم خرج؛ فأنزل الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} (¬2)، فلما دنا ¬
من المدينة تلقاه عمر في رجال، فقال له عمر: ربح البيع، قال: وبيعك فلا يخسر، قال وما ذاك؟! قال أنزل فيك كذا وكذا. . [ضعيف جداً] * عن مصعب بن عبد الله؛ قال: هرب صهيب من الروم ومعه مال كثير؛ فنزل بمكة؛ فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه، وإنما أخذت الروم صهيباً، فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة؛ لحقه صهيب، فقالت له قريش: لا تلحقه بأهلك ومالك؛ فدفع إليهم ماله؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ربح البيع"، وأنزل الله في أمره: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}. * عن عكرمة؛ قال: نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب، وشعبة بن عمرو وقيس بن زيد كلهم من يهود، قالوا: يا رسول الله! يوم السبت يوم كنا نعظمه، فدعنا؛ فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله، فدعنا؛ فلنقم بها بالليل؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)} (¬2). [ضعيف] ¬
* {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)}. * عن قتادة؛ قال: نزلت في يوم الأحزاب، أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بلاء وحصر، فكانوا كما قال الله -عزّ وجلّ-: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: 10] (¬1). [ضعيف] * {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}. * عن ابن جريج؛ قال: سأل المؤمنون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أين يضعون أموالهم؟ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}؛ فذلك النفقة في التطوع ,والزكاة سوى ذلك كله (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال كثير، فقال: يا رسول الله! بماذا يتصدق؟ وعلى من ينفق؟ فنزلت هذه الآية (¬3). [موضوع] ¬
* وعن عطاء عن عبد الله بن عباس؛ قال: نزلت في رجل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: إن لي ديناراً، فقال: "أنفقه على نفسك"، فقال: إن لي دينارين، فقال: "أنفقها على أهلك"، فقال: إن لي ثلاثة، فقال: "أنفقها على خادمك"، فقال: إن لي أربعة، فقال: "أنفقها على والديك"، فقال: إن لي خمسة، قال: "أنفقها على أقاربك"، فقال: إن لي ستة، فقال: "أنفقها في سبيل الله، وهو أحسنها" (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: همتهم النفقة؛ فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ} (¬2). [ضعيف] * {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)}. * عن جندب بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -؛ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث رهطاً؛ فبعث عليهم أبا عبيدة، فلما أخذ لينطلق؛ بكى صبابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فبعث رجلاً مكانه، يقال له: عبد الله بن جحش، وكتب له كتاباً، وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ كذا وكذا, ولا تكرهن أحداً من أصحابك على السير معك، فلما قرأ الكتاب؛ استرجع، وقال: سمعاً وطاعة لأمر الله ورسوله؛ فخبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم؛ فلقوا ابن الحضرمي؛ فقتلوه، ولم يدروا ذلك اليوم من رجب أو من جمادى؟ ¬
فقال المشركون للمسلمين: فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام؛ فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحدثوه الحديث؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}، والفتنة، هي: الشرك. وقال بعض الذين -أظنه قال- كانوا في السرية: والله ما قتله إلا واحد؛ فقال: إنْ يكن خيراً؛ فقد وليت، وإن يكن ذنباً؛ فقد عملت (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عروة بن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية من المسلمين، وأمّر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في يوم بقي من الشهر الحرام، فاختصم المسلمون؛ فقال قائل منهم: هذه عزة من عدو، وغنم رزقتموه، ولا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا؟ وقال قائل منهم: لا نعلم اليوم إلا من الشهر الحرام، ولا نرى أن تستحلوه لطمع اشفيتم عليه، فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا، فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه، وغنموا عيره، فبلغ ذلك كفار قريش، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين والمشركين، فركب وفد كفار قريش حتى قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فقالوا: أتحل القتال في الشهر الحرام؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} (¬1). [ضعيف] * وعنه؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش إلى نخلة، فقال له: "كن بها؛ حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش" ولم يأمره بقتال، وذلك في الشهر الحرام، وكَتَبَ له كتاباً قبل أن يُعلمه أين يسير، فقال: "اخرج أنت وأصحابك، حتى إذا سرت يومين؛ فافتح كتابك وانظر فيه، فما أمرتك به؛ فامض له، ولا تستكرهَنَّ أحداً من أصحابك على الذهاب معك"، فلما سار يومين؛ فتح الكتاب؛ فإِذا فيه: "أن امْضِ حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فتأتينا من أخبار قريش بما اتصل إليك منهم"، فقال ¬
لأصحابه حين قرأ الكتاب: سمعاً وطاعة، من كان منكم له رغبة في الشهادة؛ فلينطلق معي؛ فإِني ماضٍ لأمرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن كره ذلك منكم؛ فليرجع؛ فإِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهاني أن أستكره منكم أحداً، فمضى معه القوم، حتى إذا كانوا ببحران؛ أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبانِهِ، فتخلفا عليه يطلبانه، ومضى القوم حتى نزلوا نخلة، فمر بهم عمرو بن الحضرمي، والحكم بن كيسان، وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله، معهم تجارة قدموا بها من الطائف: أَدَمٌ، وزبيب، فلما رآهم القوم؛ أشرف لهم واقد بن عبد الله، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه حليقاً؛ قالوا: عُمَّارٌ ليس عليكم منهم بأس، وائتمر القوم بهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو آخر يوم من رجب، فقالوا: لئن قتلتموهم؛ إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام، ولئن تركتموهم؛ ليدخلن في هذه الليلة مكة الحرم؛ فليَمْتَنِعُنَّ منكم، فأجمع القوم على قتلهم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان، وهرب المغيرة؛ فأعجزهم، واستاقوا العير، فقدموا بهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم: "والله ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام"، فأوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئاً، فلما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال؛ أسقط في أيديهم، وظنوا أن قد هلكوا، وعنَّفَهم إخوانهم من المسلمين، وقالت قريش حين بلغهم أمر هؤلاء: قد سفك محمدٌ الدَّمَ الحَرَام، وأخذ فيه المال، وأسر فيه الرجال واستحل الشهر الحرام؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217]. يقول: الكفر بالله أكبر من القتل، فلما نزل ذلك؛ أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير وَفَدى الأسيرين، فقال المسلمون: يا رسول الله! أتطمع لنا أن تكون
غزوة؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيها: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} إلى آخر الآية [البقرة: 218]. وكانوا ثمانية، وأميرهم التاسع عبد الله بن جحش (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش في سرية، فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة، فتناول عمرو بن الحضرمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي أصحاب عبد الله بن جحش رجل يقال له: واقد بن عبد الله، فوضع سهماً في كبد قوسه، فرمى عمراً؛ فقتله. فكتبوا إلى أهل مكة: أن محمداً وأصحابه ينهون عن القتال في الشهر الحرام وهم يقتلون فيه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} الآية، فأحل الله القتال فيه فقاتلوها (¬2). [ضعيف] * عن مقسم مولى عبد الله بن عباس؛ قال: لقي واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب، وهو يرى أنه من جمادى؛ فقتله -وهو أول قتيل من المشركين-؛ فعيَّر المشركون المسلمين، فقالوا: ¬
أتقتلون في الشهر الحرام؟! فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: إن رجلاً من بني تميم أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية؛ فمر بابن الحضرمي يحمل خمراً من الطائف إلى مكة؛ فرماه بسهم؛ فقتله، وكان بين قريش ومحمد عقد؛ فقتله في آخر يوم من جمادى الآخرة وأول يوم من رجب، فقالت قريش: في الشهر الحرام ولنا عهد؟! فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ} من قتل ابن الحضرمي، والفتنة: كفر بالله، وعبادة الأوثان: أكبر من هذا كله (¬2). [ضعيف] ¬
* عن أبي مالك الغفاري؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش في جيش؛ فلقي ناساً من المشركين ببطن نخلة، والمسلمون يحسبون أنه آخر يوم من جمادى، وهو أول يوم من رجب؛ فقتل المسلمون ابن الحضرمي؛ فقال المشركون: ألستم تزعموا أنكم تحرمون الشهر الحرام والبلد الحرام، وقد قتلتم في الشهر الحرام؟! فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} بنحو السابق (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية، وكانوا سبعة نفر، وأمّر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، وفيهم عمار بن ياسر، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وسعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل، وسهيل بن بيضاء، وعامر بن فهيرة، وواقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب، وكتب مع ابن جحش كتاباً، وأمره أنْ لا يقرأه حتى ينزل ملل، فلما نزل ببطن ملل؛ فتح الكتاب؛ فإذا فيه: أنْ سر حتى تنزل بطن نخلة، فقال لأصحابه: من كان يريد الموت؛ فليمض وليوص؛ فإني موص وماض لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسار وتخلف عنه سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان أضلا راحلة لهما، فأتيا بحران يطلبانها، وسار ابن جحش إلى بطن نخلة؛ فإذا هم بالحكم بن كيسان، وعبد الله بن المغيرة، ¬
والمغيرة بن عثمان، وعمرو بن الحضرمي؛ فاقتتلوا؛ فأسروا الحكم بن كيسان، وعبد الله بن المغيرة، وانفلت المغيرة، وقتل عمرو بن الحضرمي؛ قتله واقد بن عبد الله؛ فكانت أول غنيمة غنمها أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فلما رجعوا إلى المدينة بالأسيرين وما غنموا من الأموال؛ أراد أهل مكة أنْ يفادوا بالأسيرين؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حتى ننظر ما فعل صاحبانا"، فلما رجع سعد وصاحبه؛ فادى بالأسيرين، ففجر عليه المشركون، وقالوا: محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، وقتل صاحبنا في رجب! فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادى، وقيل: في أول ليلة من رجب وآخر ليلة من جمادى، وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل رجب؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- يعير أهل مكة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين! أكبر من القتل في الشهر الحرام؛ حين كفرتم بالله، وصددتم عنه محمداً وأصحابه، وإخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمداً أكبر من القتل عند الله، والفتنة: هي الشرك؛ أعظم عند الله من القتل في الشهر الحرام؛ فذلك قوله: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزل فيما كان من مصاب عمرو بن الحضرمي {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ ¬
اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)} (¬1). [موضوع] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء؛ فغنموا، وفيهم نزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} (¬2). [ضعيف] * {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)}. * عن الزهري؛ قال: وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش وكتب معه كتاباً، وأمره أن يسير ليلتين، ثم يقرأ الكتاب فيتبع ما فيه، ¬
وفي بعثه ذلك صفوان بن بيضاء، وأنزل الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)} (¬1). [ضعيف] * {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)}. * عن عمر -رضي الله عنه-؛ قال: اللهمَّ بَيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً؛ فإنها تذهب المال والعقل؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} التي في سورة البقرة؛ فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بَيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً؛ فنزلت الآية التي في سورة النساء: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء:43]؛ فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام إلى صلاة نادى: "أن لا يقربن الصلاة سكران"؛ فدعي عمر؛ فقرئت عليه، فقال: اللهمَ بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً؛ فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر؛ فقرئت عليه، فلما بلغ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]؛ قال عمر: انتهينا انتهينا (¬2). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: كنا نشرب الخمر؛ فأنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} الآية؛ فقلنا: نشرب منها ما ينفعنا؛ فأنزلت في المائدة: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] الآية؛ فقالوا: اللهم قد انتهينا (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن نفراً من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا بها في أموالنا، فما ننفق منها؟ فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}، وكان قبل ذلك ينفق ماله حتى ما يجد ما يتصدق به، ولا ما يأكل حتى يتصدق عليه (¬1). [ضعيف] * عن يحيى؛ أنه بلغه: أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالا: يا رسول الله! إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا؛ فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} (¬2). [ضيف] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: حرمت الخمر ثلاث مرات: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر؛ فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما؛ فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)}، فقال الناس: ما حُرّم علينا إنما قال: "فيها إثم كبير" وكانوا يشربون الخمر حتى إذا كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أمَّ أصحابه في المغرب؛ خلط في قراءته؛ فأنزل الله فيها آية أغلظ منها: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} الآية؛ وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق، ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ¬
{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} الآية، [المائدة: 90]. قالوا: انتهينا ربنا، فقال الناس: يا رسول الله! ناس قتلوا في سبيل الله أو ماتوا على فرشهم، كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر؛ وقد جعله الله رجساً من عمل الشيطان؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} الآية؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو حرّمت عليهم؛ لتركوها كما تركتم" (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: نزل في الخمر ثلاث آيات؛ فأول شيء نزل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}؛ فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول الله! دعنا ننتفع بها كما قال الله، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}؛ فقيل: حرمت ¬
الخمر، فقالوا: يا رسول الله! لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] الآية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حرمت الخمر"، قال: وقدمت لرجل راوية من الشام -أو رواياً- فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ولا أعلم عثمان إلا معهم، فانتهوا إلى الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خل عنا نشقها"، فقال: يا رسول الله! أفلا نبيعها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لعن الخمر، ولعن غارسها، ولعن شاربها, ولعن عاصرها, ولعن موكلها, ولعن مديرها, ولعن ساقيها, ولعن حاملها, ولعن آكل ثمنها, ولعن بائعها" (¬1). [منكر] * {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ الله لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما أنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10]؛ انطلق من كان عنده مال يتيم؛ ¬
فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، وجعل يفضل الشيء من طعامه؛ فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، واشتد ذلك عليهم؛ فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} الآية؛ فخلطوا طعامهم بطعامهم، وشرابهم بشرابهم (¬1). [حسن لغيره] * عن قتادة؛ قوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} قال: كان الله أنزل قبل ذلك في سورة بني إسرائيل: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}؛ فكبرت عليهم، فكانوا لا يخالطوهم في مأكل ولا في غيره؛ فاشتد ذلك عليهم؛ فأنزل الله الرخصه فقال: {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} (¬2). [حسن لغيره] ¬
* عن الشعبي؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10]؛ فاجتنب الناس الأيتام؛ فجعل الرجل يعزل طعامه من طعامه، وماله من ماله وشرابه من شرابه، قال: فاشتد ذلك على الناس؛ فنزلت: {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ} الآية (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10]؛ أمسك الناس ولم يخالطوهم في الطعام والأموال حتى نزلت: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} (¬2). * عن سعيد بن جبير؛ قال: كان أهل البيت يكون عندهم الأيتام في حجورهم؛ فيكون لليتيم الصرمة من الغنم، ويكون الخادم لأهل البيت؛ فيبعثون خادمهم؛ فيرعى غنم الأيتام، أو يكون لأهل اليتيم الصرمة من الغنم ويكون الخادم للأيتام، فيبعثون خادم الأيتام؛ فيرعى غنمهم، فإذا كان الرسل وضعوا أيديهم جميعاً، أو يكون الطعام للأيتام ويكون الخادم لأهل البيت، فيأمرون خادمهم؛ فيصنع الطعام، ويكون الطعام لأهل البيت أو يكون الخادم للأيتام فيأمرون خادم الأيتام؛ أن ¬
يصنع الطعام فيضعون أيديهم جميعاً؛ فلما نزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10]. قالوا: هذه موجبة؛ فاعتزلوهم، وفرقوا ما كان من خلطتهم؛ فشق ذلك عليهم؛ فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: إن الغنم قد بقيت ليس لها راع، والطعام ليس له من يصنعه، فقال: "قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم"؛ فنزلت هذه الآية: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى}؛ فخالطهم الناس في الطعام، وفيما سوى ذلك (¬1). * عن عطاء؛ قال: لما نزل في اليتيم ما نزل؛ اجتنبهم الناس؛ فلم يؤاكلوهم، ولم يشاربوهم، ولم يخالطوهم؛ فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى}؛ فخالطهم الناس في الطعام، وفيما سوى ذلك (¬2). * {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)} * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، وكانت له أمة سوداء، وأنه غضب عليها؛ فلطمها، ثم إنه فزع، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره خبرها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وما هي يا عبد الله؟! "، فقال: يا رسول الله! هي تصوم، وتصلي، وتحسن الوضوء، وتشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال: "يا عبد الله! هذه مؤمنة"، قال عبد الله: فوالذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل؛ فطعن عليه ¬
ناس من المسلمين، فقالوا: نكح أمة، وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين، وينكحوهم رغبة في أحسابهم؛ فأنزل الله: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: نزلت في أبي مرثد الغنوي؛ استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في عناق أن يتزوجها، وهي امرأة مسكينة من قريش، وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركه، وأبو مرثد مسلم، فقال: يا نبي الله! إنها لتعجبني؛ فأنزل الله: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)} (¬2). [ضعيف] * {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: إن اليهود كانت إذا حاضت منهم المرأة؛ أخرجوها من البيت، ولم يؤاكلوها, ولم يشاربوها, ولم يجامعوها في البيت؛ فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؛ فأنزل الله -تعالى ¬
ذكره-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جامعوهن في البيوت، واصنعوا كل شيء؛ غير النكاح". فقالت اليهود: ما يريد هذا الرجل ألَّا يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالا: يا رسول الله! إن اليهود تقول كذا وكذا، أفلا ننكحهن في المحيض؟ فتمعر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى ظننا أن وجد عليهما؛ فخرجا، فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله، فبعث في آثارهما؛ فسقاهما، فظننا أنه لم يجد عليهما (¬1). [صحيح] * عن مجاهد؛ قال: كانوا يجتنبون النساء في المحيض، ويأتونهن في أدبارهن، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك؟ فأنزل الله -تعالى-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}؛ في الفرج, ولا تعدوه (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: كان أهل الجاهلية يصنعون في الحائض نحواً من صنيع المجوس، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت. {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْن ¬
فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}؛ فلم يزد الأمر فيهن إلا شدة (¬1). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: إن اليهود قالوا: من أتى امرأته في دبرها؛ كان ولده أحول، وكن نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتوهن من أدبارهن؛ فجاؤا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض؛ فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن القرآن أنزل في شأن الحائض، والمسلمون يخرجونهن من بيوتهن؛ كفعل العجم، فاستفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}؛ فظن المؤمنون أن الاعتزال كما كانوا يفعلون يخرجونهم من بيوتهن، حتى قرأ آخر الآية؛ ففهم المؤمنون ما الاعتزال؛ إذ قال الله: {وَلَا ¬
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: أنزلت في ثابت بن الدحداح (¬2). [ضعيف] * {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها؛ كان الولد أحول؛ فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}. قال: [قائماً وقاعداً وباركاً بعد أن يكون في المأتى] (¬3). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! هلكت! قال: "وما الذي أهلكك"؟ قال: حولت رحلي الليلة؛ فلم يرد عليه، قال: فأوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} الآية، يقول: "أقبل وأدبر، ¬
واتق الدبر والحيضة" (¬1). [حسن] * عن أم سلمة -رضي الله عنها-؛ قالت: لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار؛ تزوجوا من نسائهم، وكان المهاجرون يجبون وكانت الأنصار ¬
لا تجبي، فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك، فأبت عليه؛ حتى تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فأتته فاستحيت أن تسأله, فسألته أم سلمة؛ فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} وقال: "لا؛ إلا في صمام واحد" (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان هذا الحي من الأنصار -وهم أهل وثن- مع هذا الحي من يهود -وهم أهل كتاب-، وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم؛ فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة؛ فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرقون النساء شرقاً منكراً، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة؛ تزوج رجل من امرأة من الأنصار؛ فذهب يصنع بها ذلك؛ فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف؛ فاصنع ذلك، وإلا؛ فاجتنبني، حتى شري أمرها، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}؛ أي: مقبلات، ومدبرات، ومستلقيات؛ يعني بذلك: ¬
موضع الولد (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن أناساً من حمير أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن أشياء؛ فقال رجل منهم: إني أجب النساء، وأحب أن آتي امرأتي مجبية؛ فكيف ترى في ذلك؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتها مقبلة ومدبرة؛ إذا كان في الفرج" (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أن رجلاً أتى امرأته في دبرها؛ فوجد في نفسه من ذلك وجداً شديداً؛ فأنزل الله -تعالى-: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} (¬1). [صحيح] * وفي رواية عن نافع؛ قال: إن ابن عمر عرض المصحف يوماً وأنا عنده، حتى بلغ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}؛ قال: يا نافع! هل تعلم ما أمر هذه الآية؟ إنا كنا -معشر قريش- نجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار؛ أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا؛ فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن؛ فأنزل الله -تعالى-: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا ¬
لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} (¬1). [حسن] * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن رجلاً أصاب امرأته في دبرها؛ فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: أثفرها (وفي روايه: أبعر فلان امرأته)؛ فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} (¬2). [ضعيف] * عن مرة الهمداني؛ قال: إن بعض اليهود أتى بعض المسلمين، قال: تأتون النساء وراءهن؟! قال: كأنه كره الإبراك، قال: فذكروا ذلك؛ فنزلت هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}؛ فرخص الله للمسلمين أن يأتوا النساء في الفروج كيف شاءوا من بين أيديهن، وإن ¬
شاءوا من خلفهن (¬1). [ضعيف] * عن مرة الهمداني قال: كانت اليهود يسخرون من المسلمين في إتيانهم النساء؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}؛ في الفروج أنى شئتم (¬2). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: كان المشركون لا يألون ما شددوا عن المسلمين، ويقولون: لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا من وجه واحد؛ فأنزل الله -تعالى-: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}؛ فخلى الله بين المؤمنين وبين حاجتهم (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن علي؛ قال: بلغه أن ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلسوا يوماً ورجل من اليهود قريب منهم؛ فجعل بعضهم يقول: إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة، ويقول الآخر: إني لآتيها وهي قائمة، ويقول الآخر: إني لآتيها على جنبها وباركة، فقال اليهود: ما أنتم إلا أمثال البهائم! ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة؛ فأنزل الله -تعالى ¬
ذكره-: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذلك أن اليهود عرَّضوا بالمؤمنين في نسائهم وعيروهم؛ فأنزل الله ذلك، وأكذب اليهود، وخلى بين المؤمنين وبين حوائجهم في نسائهم (¬2). [ضعيف] * عن الحسن: أن اليهود كانوا قوماً حسداً؛ فقالوا: يا أصحاب محمد! إنه والله مالكم أن تأتون النساء إلا من وجه واحد، فكذبهم الله؛ فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}؛ فخلى بين الرجال وبين نسائهم يتفكه الرجل من امرأته: يأتيها إن شاء من قِبَلِ قبلها، وإن شاء من قبل دبرها؛ غير أن المسلك واحد. [ضعيف] * وعنه -أيضاً- قالت اليهود للمسلمين: إنكم تأتون نساءكم كما تأتي البهائم بعضها بعضاً يبركوهن؛ فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}، ولا بأس أن يغشى الرجل المرأة كيف شاء؛ إذا أتاها في الفرج (¬3). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت الأنصار تأتي نساءها ¬
مضاجعة، وكانت قريش تشرح شرحاً كثيراً؛ فتزوج رجل من قريش امرأة من الأنصار؛ فأراد أن يأتيها، فقالت: لا؛ إلا كما يفعل، فأخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}؛ أي: قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً بعد أن يكون في صمام واحد (¬1). * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أن النساء كن يؤتين في أقبالهن وهن موليات، فقالت اليهود: من جاء امرأته وهي مولية جاء ولده أحول؛ فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)} (¬2). * {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)}. * عن ابن جريج: نزلت في أبي بكر حين حلف: لا ينفق على مسطح؛ حين خاض في حديث الإفك (¬3). * عن الكلبي: نزلت في عبد الله بن رواحة، كان بينه وبين ختنه على أخته بشير بن النعمان الأنصاري شيء؛ فحلف عبد الله أن لا يدخل عليه، ولا يكلمه، ولا يصلح بينه وبين خصمه، وإذا قيل له فيه، قال: قد حلفت بالله أن لا أفعل؛ فلا يحل لي؛ إلا أن تبرَّ يميني؛ فأنزل الله هذه الآية (¬4). ¬
* قال مقاتل بن حيان وابن سليمان: نزلت في أبي بكر حلف أن لا يصل ابنه عبد الرحمن حتى يسلم (¬1). * عن الربيع بن أنس: أن الرجل كان يحلف بالله أن لا يصل رحمه، ولا يصلح بين الناس؛ فنزلت هذه الآية (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: هو الرجل يحلف لا يصل رحمه، ولا يصلح بين الناس؛ فأنزل الله: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} (¬3). * عن قتادة؛ قال: هو الرجل يحلف في الأمر الذي لا يصلح له، فإذا كلم في ذلك؛ قال: إني حلفت؛ فيجعل يمينه عُرضة لذلك؛ فأنزل الله: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)} (¬4). [ضعيف] * {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: كان أهل الجاهلية إذا طلب الرجل من امرأته شيئاً؛ فأبت أن تعطيه، فحلف أن لا يقربها السنة، والسنتين، والثلاث؛ فيدعها لا أيماً، ولا ذات بعل، فلما كان الإِسلام؛ جعل الله ذلك أربعة أشهر؛ فأنزل الله هذه الآية (¬5). * عن سعيد بن المسيب: كان الإيلاء ضرار أهل الجاهلية، وكان ¬
الرجل لا يريد المرأة، ولا يحب أن يتزوجها غيره؛ فيحلف أن لا يقربها أبداً؛ فجعل الله -تعالى- الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر، وأنزل هذه الآية (¬1). * {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)}. * عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية -رضي الله عنهما-؛ قالت: طلقت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ولم يكن للمطلقة عدة؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- حين طلقت أسماء العدة للطلاق؛ فكانت أول من نزلت فيها العدة للطلاق؛ يعني: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (¬2). [حسن] * {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}. * عن عروة بن الزبير؛ قال: كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ¬
ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها؛ كان ذلك له -وإن طلقها ألف مرة-، فعمد رجل إلى امرأته؛ فطلقها، حتى إذا شارفت انقضاء عدتها؛ ارتجعها، ثم طلقها، ثم قال: والله؛ لا آويك إلي، ولا تحلين أبداً؛ فأنزل الله -تعالى-: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}؛ فاستقبل الناس الطلاق جديداً، من كان منهم طلق ومن لم يطلق (¬1). [ضعيف] ¬
* عن ابن جريج؛ قال: نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة، قال: وكانت اشتكته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تردين عليه حديقته"، فقالت: نعم، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: ويطيب لي ذلك، قال: "نعم"، قال ثابت: قد فعلت؛ فنزلت: {وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ} الآية (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عائشة: أنها أتتها امرأة، فسألتها عن شيء من الطلاق، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} الآية (¬1). * عن الثوري عن بعض الفقهاء؛ قال: كان الرجل في الجاهلية يطلق امرأته ما شاء، لا يكون عليها عدة؛ فتزوج من مكانها إن شاءت، فجاء رجل من أشجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أنا طلقت امرأتي، وأنا أخشى أن تزوج؛ فيكون الولد لغيري؛ فأنزل الله: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}؛ فنسخت هذه كل طلاق في القرآن (¬2). [ضعيف] * عن ثور بن زيد الديلي: أن الرجل كان يطلق امرأته، ثم يراجعها ولا حاجه له بها, ولا يريد إمساكها؛ إلا لكيما يطول عليها ذلك العدة؛ ليضارها؛ فأنؤل الله في ذلك {وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} الآية (¬3). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: نزلت في رجل من غفار، طلق امرأته ولم يشعر بحملها، فراجعها وردها إلى بيته، فولدت، وماتت ومات ولدها؛ فأنزل الله بعد ذلك بأيام يسيرة {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}؛ فنسخت الآية قبلها، وبين الله للرجال كيف يطلقون النساء، وكيف يتربصن (¬4)؟. [ضعيف] * {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ¬
وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: طلق رجل امرأته، وهو يلعب؛ لا يريد الطلاق؛ فأنزل الله: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}؛ فألزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطلاق (¬1). [ضعيف] * عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-؛ قال: كان الرجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول للرجل: زوجتك ابنتي، ثم يقول: كنت لاعباً. يقول: قد أعتقت، ويقول: كنت لاعباً؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من قالهن لاعباً؛ فهي جائزات عليه: الطلاق، والعتاق، والنكاح"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} (¬2). [ضعيف] * عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-؛ قال: كان الرجل في الجاهلية يطلق، ثم يقول. كنت لاعباً، ثم يعتق، ويقول: كنت لاعباً؛ فأنزل الله: {وَلَا (1) ¬
تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}؛ فقال النبي: "من طلق، أو حرّم، أو نكح؛ فقال: إني كنت لاعباً؛ فهو جدّ" (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن السدي؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار يدعى ثابت بن بشار، طلق امرأته، حتى إذا انقضت عدتها إلا يومين أو ثلاثة؛ راجعها، ثم طلقها، ففعل ذلك بها حتى مضت لها تسعة أشهر مضارة يضارها؛ فأنزل الله: {وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} (¬1). [ضعيف جداً] * {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)}. * عن معقل بن يسار -رضي الله عنه-؛ قال: زوجت أختاً لي من رجل؛ فطلقها، حتى إذا انقضت عدتها؛ جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأفرشتك وأكرمتك؛ فطلقتها، ثم جئت تخطبها! لا والله لا تعود إليك أبداً، وكان رجلاً لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه؛ فأنزل هذه الآية {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}؛ فقلت: الآن أفعل يا رسول الله! قال: "فزوجها إياه". وفي رواية: كانت لي أخت تخطب إلي؛ فأمنعها؛ فخطبها ابن عم لي؛ فزوجتها إياه؛ فاصطحبا ما شاء الله أن يصطحبا، ثم طلقها طلاقاً له عليها رجعة؛ فتركها حتى انقضت عدتها، وخطبها الخطاب؛ جاء ¬
فخطبها، فقلت: يالكع! خطبت أختي؛ فمنعتها الناس، وآثرتك بها، فطلقتها، فلما انقضت عدتها؛ جئت تخطبها! ولا والله الذي لا إله إلا هو لا أزوجكها؛ ففيه نزلت هذه الآية: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} الآية. فقلت: سمعاً وطاعة كفَّرت عن يميني وأنكحتها (¬1). [صحيح] * عن مجاهد؛ قال: نزلت في امرأة من مزينة طلقها زوجها؛ فعضلها أخوها أن ترجع إلى زوجها الأول، وهو معقل بن يسار أخوها (¬2). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري، وكانت له ابنة عم؛ فطلقها زوجها تطليقة؛ فانقضت عدتها، ثم رجع يريد رجعتها، فأما جابر؛ فقال: طلقت ابنة عمنا، ثم تريد أن تنكحها الثانية، وكانت المرأة تريد زوجها قد رأفته؛ فنزلت هذه الآية (¬3). [ضعيف جداً] * {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ¬
وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)}. * عن الضحاك؛ قال: كان الرجل إذا مات؛ أنفق على امرأته حولاً، ثم يقسم أهل الميراث ميراثهم؛ فنزلت: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)} الآية، ثم نسخ من الأربعة الأشهر والعشر {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]؛ إذا وضعن فيما دون ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)}. * قال مقاتل بن سليمان: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار تزوج امرأة من بني حنيفة، ولم بسم لها مهراً، فطلقها قبل أن يمسها؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل متعتها بشيء؟ "، قال: لا، قال: "متعها ولو بقلنسوتك" (¬2). [ضعيف جداً] * {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)}. * عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-؛ قال: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة؛ حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}؛ فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام (¬3). [صحيح] ¬
* عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها؛ فنزلت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}، وقال: "إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين" (¬1). [صحيح] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: كنت مع قوم اختلفوا في الصلاة الوسطى، وأنا أصغر القوم؛ فبعثوني إلى زيد بن ثابت؛ لأسأله عن صلاة الوسطى، قال: فأتيته؛ فسألته، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة، والناس في قائلتهم وأسواقهم، فلم يكن يصلي وراء رسول الله إلا الصف والصف؛ فأنزل الله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} الآية؛ فقال رسول الله: "لينتهين أقوام أو لأحرقن بيوتهم" (¬2). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: كانوا يتكلمون في الصلاة؛ حتى نزلت هذه الآية: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}؛ فالقنوت: السكوت، والقنوت: الطاعة. (وفي رواية: فقطعوا الكلام) (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن كعب؛ قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة والناس يتكلمون في الصلاة في حوائجهم؛ كما يتكلم أهل الكتاب في الصلاة في حوائجهم؛ حتى نزلت هذه الآية {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (¬2). [ضعيف] ¬
* {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241)}. * قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما نزل قوله: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} إلى قوله: {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}؛ قال رجل من المسلمين: إن أحسنت؛ فعلت، وإن لم أرد ذلك؛ لم أفعل؛ فأنزل الله: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} الآية (¬1). [ضعيف جداً] * {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)}. * عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف؛ قال: كانت أمة من بني إسرائيل إذا وقع فيهم الوجع؛ خرج أغنياؤهم، وأقام فقراؤهم؛ فمات الذين أقاموا، ونجا الذين خرجوا، فقال الأشراف: لو أقمنا كما أقام هؤلاء؛ لهلكنا، وقال الفقراء: لو ظعنا كما ظعن هؤلاء؛ سلمنا، فأجمع رأيهم في بعض السنين على أن يظعنوا جميعاً، فظعنوا فماتوا، وصاروا عظاماً تبرق، فكنسهم أهل البيوت والطرق عن بيوتهم وطرقهم، فمر بهم نبي من الأنبياء فقال: يا رب! لو شئت أحييتهم؛ فعبدوك وولدوا أولاداً يعبدونك، ويعمرون بلادك -قال: أو أحب إليك أن أفعل؟ قال: نعم- فقيل له: تكلم بكذا وكذا، فتكلم به، فنظر إلى العظام تخرج من عند العظام التي ليست منها إلى التي هي منها، ثم قيل له: تكلم بكذا وكذا؛ فتكلم به، فنظر إلى العظام تكسى لحماً وعصباً، ثم قيل له: تكلم بكذا وكذا؛ فنظر، فإذا هم قعود يسبحون الله، ويقدسونه، ¬
وأنزل الله فيهم هذه الآية (¬1). [ضعيف] * {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)}. * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت هذه الآية {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} [البقرة: 261]؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "رب زد أمتي"، قال: فأنزل الله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}؛ قال: "رب زد أمتي"، قال: فأنزل الله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] (¬2). [ضعيف] * {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية؛ إذ أقبل علي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاوية: "أتحب علياً؟! "، قال: نعم، قال: "إنها ستكون بينكم هنيهة"، قال معاوية: فما بعد ذلك يا رسول الله؟! قال: "عفو الله ورضوانه"، قال: رضينا بقضاء الله ¬
ورضوانه؛ فعند ذلك نزلت هذه الآية: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (¬1). [ضعيف جداً] * {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن بني إسرائيل سألوا موسى -عليه السلام-: هل ينام ربك؟! قال: اتقوا الله؛ فناداه ربه -عزّ وجلّ-: يا موسى! سألوك: هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين بيدك؛ فقم الليل، ففعل موسى، فلما ذهب من الليل ثلثاه؛ نعس؛ فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطها، حتى إذا جاء آخر الليل؛ نعس؛ فسقطت الزجاجتان، فانكسرتا؛ فقال: يا موسى! لو كنت أنام؛ لسقطت السماوات والأرض؛ فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك، وأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - آية الكرسي (¬2). [حسن] ¬
* {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت المرأة من الأنصار تكون مقلاة لا يكاد يعيش لها ولد؛ فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير؛ كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا؛ فأنزل الله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف، يقال له: الحصين، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلاً مسلماً، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا أستكرههما؛ فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؛ فأنزل الله فيه ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: كان له غلام -يعني: نصرانياً- يقال له: جرير، وكان يقول له: أسلم، فقال: كذا كان يقال لهم، وإن ناساً من الأنصار قد أرضعوا في بني قريظة، وكانوا يقولون لهم: أسلموا؛ فنزلت: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عامر الشعبي؛ قال: إن المرأة من الأنصار كانت تنذر إن عاش ولدها؛ لتجعلنه في أهل الكتاب، فلما جاء الإِسلام؛ قالت الأنصار: يا رسول الله! ألا نكره أولادنا الذين هم في يهود على الإِسلام؛ فإنا إنما جعلناهم فيها ونحن نرى أن اليهودية أفضل الأديان، فلما أن جاء الله بالإِسلام؛ أفلا نكرههم على الإِسلام؟ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (1). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار يقال له: أبو الحصين، كان له ابنان؛ فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما باعوا وأرادوا أن يرجعوا؛ أتاهم ابنا أبي الحصين؛ فدعوهما إلى النصرانية؛ فتنصرا؛ فرجعا إلى الشام معهم، فأتى أبوهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: إن ابنيَّ تنصرا وخرجا؛ أفأطلبهما؟ فقال: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}، ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب، وقال: "أبعدهما الله؛ هما أول من كفر"؛ فوجد أبو الحصين في نفسه على النبي حين لم يبعث في طلبهما؛ فنزلت: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]، ثم إنه نسخ: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؛ فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* قال مسروق: كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان؛ فتنصرا قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام؛ فلزمهما أبوهما، وقال: لا أدعكما حتى تسلمان؛ فتخاصما إلى، رسول الله؛ فقال: يا رسول الله! أيدخل بعضي النار وأنا انظر؟! فأنزل الله -تعالى-: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؛ فخلى سبيلهما (¬1). [ضعيف] * وقال قتادة وعطاء: نزلت في أهل الكتاب إذا قبلوا الجزية، وذلك أن العرب كانت أمة أمية لم يكن لهم كتاب؛ فلم يقبل منهم إلا الإِسلام، فلما أسلموا طوعاً أو كرهاً؛ أنزل الله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؛ فأمر بقتال أهل الكتاب إلى أن يسلموا أو يقروا بالجزية، فمن أعطى منهم الجزية؛ لم يكره على الإِسلام (¬2). * عن عبد الله بن عبيدة: أن رجلاً من الأنصار من بني سالم بن عوف كان له ابنان تنصرا قبل أن يبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقدما المدينة في نفر من أهل دينهم يحملون الطعام، فرآهما أبوهما؛ فانتزعهما، وقال: والله لا أدعهما حتى يسلما، فأبيا أن يسلما؛ فاختصموا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أيدخل بعضي النار وأنا انظر؟! فأنزل الله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؛ فخلى سبيلهما (¬3). * {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}. ¬
* قال الكلبي وغيره: نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف: أما عبد الرحمن بن عوف؛ فإنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأربعة آلاف درهم صدقة، فقال: كان عندي ثمانية آلاف درهم؛ فأمسكت منها لنفسي ولعيالي أربعة آلاف درهم، وأربعة آلاف أقرضتها ربي، فقال له رسول الله: "بارك الله لك فيما أمسكت، وفيما أعطيت"، وأما عثمان؛ فقال: عليَّ جهاز من لا جهاز له في غزوة تبوك؛ فجهز المسلمين بألف بعير بأقتابها، وأحلاسها، وتصدق برومة؛ ركية كانت له على المسلمين؛ فنزلت فيهما هذه الآية (¬1). [ضعيف] * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافعاً يده يدعو لعثمان، ويقول: "يا رب! إن عثمان بن عفان رضيت عنه"، فما زال رافعاً يده حتى طلع الفجر؛ فأنزل الله -تعالى- فيه: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية (¬2). [ضعيف] * وقال ابن السائب ومقاتل: نزلت في عثمان بن عفان في نفقته في غزوه تبوك، وشرائه بئر رومة بالمدينة تصدق بها على المسلمين، وفي عبد الرحمن بن عوف تصدق بأربعة آلاف درهم، وكانت نصف ماله (¬3). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)}. ¬
* عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل، كان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين؛ فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع جاء القنو؛ فضربه بعصاه؛ فيسقط البسر والتمر؛ فيأكل، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف، وبالقنو قد انكسر؛ فيعلقه؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)} الآية. قال: لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى؛ لم يأخذه إلا عن إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده (¬1). [صحيح] ¬
* عن سهل بن حنيف -رضي الله عنه-؛ قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة؛ فجاء بكبائس من هذا السجل -يعني الشيص- فوضعه، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من جاء بهذا؟ "، وكان كل من جاء بشيء نسب إليه؛ فنزلت: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} الآية، ونهى رسول الله عن لونين من التمر أن يؤخذا في الصدقة: الجعرور، ولون الحبيق (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن مجاهد؛ قال: كانوا يتصدقون من النخل بحشفه وشراره؛ فنهوا عن ذلك، وأمروا أن يتصدقوا بطيبه؛ وفي ذلك نزلت: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (¬1). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بزكاة الفطر بصاع من تمر؛ فجاء رجل بتمر رديء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن رواحة: "لا تخرص هذا التمر"؛ فنزل القرآن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)} (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشترون الطعام الرخيص ويتصدقون؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ¬
أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)} (¬1). [حسن] * عن عبيدة السلماني؛ قال: سألت علياً بن أبي طالب عن قول الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)} الآية؛ فقال: نزلت هذه الآية في الزكاة المفروضة، كان الرجل يعمد إلى التمر؛ فيصرمه، فيعزل الجيد ناحية، فإذا جاء صاحب الصدقة؛ أعطاه من الرديء؛ فقال الله: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} الآية. يقول: ولا يأخذ أحدكم هذا الرديء حتى يهضم له (¬2). [ضعيف جداً] * عن محمد بن يحيى بن حبان المازني: أن رجلاً من قومه أتى بصدقته يحملها إلى رسول الله بأصناف من التمر معروفة من الجعرور، واللينة، والأيارخ، والقضرة، وأمعاء فارة، وكل هذا لا خير فيه من تمر النخل؛ فردها الله ورسوله، وأنزل الله فيه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ¬
وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)} (¬1). [ضعيف] * عن عطاء؛ قال: علق إنسان حشفاً في الأقناء التي تعلق بالمدينة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا؟ بئسما علق هذا! "؛ فنزلت: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن الرجل كان يكون له الحائطان على عهد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يعمد إلى أردئهما تمراً؛ فيتصدق به، ويخلط فيه من الحشف؛ فأنزل الله: {وَلاتَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}؛ فعاب الله عليهم، ونهاهم عنه (¬3). [ضعيف] * عن الضحاك؛ قال: كانوا حين أمر الله أن يؤدوا الزكاة يجيء الرجل من المنافقين بأرداء طعام له من تمر وغيره؛ فكره الله ذلك، وقال: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (¬4) [ضعيف جداً] ¬
* {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)}. * عن الشعبي؛ قال: في قوله -تعالى-: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} قال: أنزلت في أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-: أما عمر، فجاء بنصف ماله حتى دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما خلفت وراءك لأهلك يا عمر؟! " قال: خلفت لهم نصف مالي، وأما أبو بكر؛ فجاء بماله كله يكاد أن يخفيه من نفسه، حتى دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي: "ما خلفت وراءك لأهلك يا أبا بكر؟! " فقال: عدة الله وعدة رسوله؛ فبكى عمر -رضي الله عنه-، وقال: بأبي أنت وأمي يا أبا بكر! والله ما استبقنا إلى باب خير قط؛ إلا كنت سابقنا إليه (¬1). [موضوع] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت لما سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: صدقة السر أفضل أم صدقه العلانية؟ (¬2). * {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا يكرهون أن يرضخوا ¬
لأنسابهم من المشركين؛ فسألوا، فرضخ لهم؛ فنزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم، ويريدونهم أن يسلموا؛ فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن رجالاً من الصحابة قالوا: أنتصدق على من ليس من أهل ديننا؟! فأنزل الله في ذلك القرآن: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} (¬1). [ضعيف] * عن الربيع؛ قال: كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج؛ فلا يتصدق عليه، يقول: ليس من أهل ديني؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن سعيد بن جبير: كانوا يعطون فقراء أهل الذمه صدقاتهم، فلما كثر فقراء المسلمين؛ قالوا: لا نتصدق إلا على فقراء المسلمين؛ فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} (¬1). [ضعيف] * عن عمرو الهلالي؛ قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنتصدق على فقراء أهل الكتاب؟ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} الآية، ثم دلوا على الذي هو خير وأفضل؛ فقيل: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا} [البقرة: 273] (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا أن لا نتصدق إلا على أهل الإِسلام؛ حتى نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)}؛ فأمر بالصدقة بعدها على كل من ¬
سألك من كل دين (¬1). [حسن] * عن ابن الحنفية؛ قال: كره الناس أن يتصدقوا على المشركين؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} قال: فتصدق الناس عليهم (¬2). [ضعيف] * عن ابن جريج: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}؛ قال: سأله رجل ليس على دينه، فأراد أن يعطيه، ثم قال: "ليس على ديني"؛ فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} الآية (¬3). [ضعيف جداً] * {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ ¬
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}. * عن أبي أمامة الباهلي؛ صدي بن عجلان -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت هذه الآية في أصحاب الخيل: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}؛ فيمن يربطها لا خيلاء، ولا لضمار (¬1). [ضعيف] * عن عريب المليكي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)} في أصحاب الخيل" (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}؛ قال: نزلت في علي بن أبي طالب، كانت له أربعة دراهم؛ فأنفق بالليل درهماً، وبالنهار درهماً، وسراً درهماً، وعلانية درهماً (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)}. * عن عبد الله بن عباس في قوله -عزّ وجلّ-: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}؛ قال: يُعرفون يوم القيامة بذلك، لا يستطيعون القيام إلا كما يقوم المجنون المُخنَّق: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} -وكذبوا على الله-: {وَأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى} إلى قوله: {وَمَنْ عَادَ}؛ فأكل الربا: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ} [البقرة: 278، 279] إلى آخر الآية. فبلغنا -والله أعلم- أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف من ثقيف، وفي بني المغيرة من بني مخزوم. كانت بنو المغيرة يربون لثقيف، فلما أظهر الله رسوله على مكة؛ وضع يومئذ الربا كله. وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم، وما كان عليهم من ربا؛ فهو موضوع، وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر صحيفتهم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين: أن لا يأكلوا الربا ولا يؤاكلوه؛ فأتاهم بنو عمرو بن عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسد -وهو على مكة- فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى الناس بالربا؟ وضع عن الناس غيرنا، فقال بنو عمرو بن عمير: صولحنا على أن لنا ربانا؛ فكتب عتاب بن أسيد في ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت هذه الآية: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:279]؛ فعرف بنو عمرو أن
الإيذان لهم بحرب من الله ورسوله بقوله: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279]. {لَا تَظْلِمُونَ}: فتأخذون أكثر، {وَلَا تُظْلَمُونَ}: فتبخسون منه. {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أن تذروه خير لكم إن كنتم تعلمون {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 280، 281]؛ فذكروا أن هذه الآية نزلت، وآخر آية من سورة النساء نزلتا آخر القرآن (¬1). [موضوع] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)}. * عن ابن جريج في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)}. قال: كانت ثقيف قد صالحت النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن ما لهم من ربا على الناس وما كان للناس عليهم من ربا؛ فهو موضوع، فلما كان الفتح؛ استعمل عتاب بن أسيد على مكة، وكانت بنو عمرو بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة، وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية، فجاء الإِسلام ولهم عليهم مال كثير، فأتاهم بنو عمرو يطلبون رباهم، فأبى بنو المغيرة أن يعطوهم في الإِسلام، فرفعوا ذلك إلى عتاب بن أسيد؛ فكتب ¬
عتاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)} إلى قوله: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279]؛ فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عتاب، وقال: "إن رضوا؛ وإلا فآذنهم بحرب" (¬1). [ضعيف جداً] * وقال السدي: نزلت في العباس وخالد بن الوليد وكانا شريكين في الجاهلية يسلفان في الربا إلى بني عمرو بن عمير -ناس من ثقيف-، فجاء الإِسلام ولهما أموال عظيمة في الربا؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬2). [ضعيف] * عن السدي في: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)}؛ قال: نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ورجل من بني المغيرة، كانا شريكين في الجاهلية يسلفان في الربا أناس من ثقيف من بني عمرو -وهم بنو عمر بن عمير-؛ فجاء الإِسلام ولهما أموال عظيمة في الربا؛ فأنزل الله ذروا ما بقي من فضل كان في الجاهليه (¬3) من الربا. [ضعيف جداً] ¬
* وقال عطاء وعكرمة: نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)} في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجداد؛ قال لهما صاحب التمر: إن أنتما أخذتما حقكما؛ لا يبقى لي ما يكفي عيالي؛ فهل لكما أن تأخذا النصف، وتؤخرا النصف وأضعف لكما؟ ففعلا، فلما حل الأجل؛ طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهما؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)}؛ فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما (¬1). [ضعيف] * قال مقاتل بن حيان: نزلت في أربعة أخوة من ثقيف: مسعود وعبد ياليل وحبيب وربيعة، وهم بنو عمرو بن عمير بن عوف الثقفي، كانوا يداينون بني المغيرة بن عبد الله بن عمير بن مخزوم وكانوا يربون، فلما ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الطائف: أسلم هؤلاء الأخوة، فطلبوا رباهم من بني المغيرة، فقال بنو المغيرة: والله ما نعطي الربا في الإِسلام وقد وضعه الله -تعالى- عن المؤمنين؛ فاختصموا إلى عتاب بن أسيد -وكان عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مكة-؛ فكتب عتاب بن أسيد إلى النبي بقصة الفريقين وكان ذلك مالاً عظيماً؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ¬
آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في نفر من ثقيف؛ منهم: مسعود وربيعة وحبيب وعبد ياليل، وهم بنو عمرو بن عمير بن عوف الثقفي، وفي بني المغيرة من قريش: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)} [البقرة: 278] (¬2). [موضوع] * وقال بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رؤوس أموالنا وندع لكم الربا، فشكا بنو المغيرة العسرة؛ فنزلت الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)} الآية (¬3). [ضعيف] * {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}؛ قال: نزلت في الربا (¬4). [ضعيف] ¬
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً}. * عن الربيع؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ الله}؛ كان أحدهم يجيء إلى الكاتب؛ فيقول: اكتب لي، فيقول: إني مشغول، أو لي حاجة؛ فانطلق إلى غيري، فيلزمه ويقول: إنك قد أمرت أن تكتب لي، فلا يدعه ويضاره بذلك وهو يجد غيره؛ فأنزل الله: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن قتادة؛ أنه قال: كان الرجل يطوف في الحواء العظيم فيه القوم فيدعوهم إلى الشهادة؛ فلا يتبعه منهم أحد؛ فنزلت هذه الآية: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} الآية (¬1). [ضعيف] * {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}. * عن ابن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في الشهادة (¬2). [ضعيف] * {لِلَّهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا ¬
كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: لما أنزل الله على رسول - صلى الله عليه وسلم -: {لِلَّهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} الآية؛ اشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتوا رسول الله، ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله! كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟! بل قولوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} "؛ فلما قرأها القوم؛ ذلت بها ألسنتهم؛ فأنزل الله في إثرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}، فلما فعلو ذلك؛ نسخها الله -تعالى-؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} الآية (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه ذكر له: أن ابن عمر تلا هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله}؛ فبكى، ثم قال: والله لئن آخذنا الله بها؛ لنهلكن، فقال ابن عباس: يرحم الله أبا عبد الرحمن! قد وجد المسلمون منها حين نزلت ما وجد؛ فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ ¬
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} من القول والعمل، وكان حديث النفس مما لا يملكه أحد ولا يقدر عليه أحد (¬1). [صحيح] * عن مجاهد بن جبر؛ أنه جاء، فقال: يا ابن عباس! كنت عند ابن عمر؛ فقرأ هذه الآية؛ فبكى، فقال: أية آية؟، قلت: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله}؛ فقال ابن عباس: إن هذه الآية حين أنزلت: غمت أصحاب رسول الله غماً شديداً، وغاظتهم غيظاً شديداً؛ وقالوا: يا رسول الله! هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل؛ فأما في قلوبنا؛ فليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله: "قولوا: سمعنا وأطعنا"، قال: فنسختها هذه الآية: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}؛ فتجوز لهم عن حديث النفس، وأخذوا بالأعمال (¬2). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: لما نزلت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله}؛ قال: دخل قلوبهم: منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا"، قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}؛ قال: قد فعلت: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}؛ قال: قد فعلت {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا}؛ قال: قد فعلت (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس في قوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}؛ قال: لما ¬
نزلت؛ اشتد ذلك على المسلمين وشق عليهم؛ فنسخها الله -عزّ وجلّ-: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: في هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}؛ قال: نزلت في كتمان الشهادة وإقامتها (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: لما نزلت هذه الآية؛ يعني: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}؛ جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وناس من الأنصار، فقالوا: يا رسول الله! والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه؛ وإن أحدنا ليحدث نفسه بأشياء ما يحب أن تثبت في قلبه وأن له الدنيا وما عليها؛ قال: فنسخ الله الآية وأنزل: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ أنه قرأ هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا ¬
طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}؛ فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباس؛ فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن! لقد صنع أصحاب رسول الله حين أنزلت: فنسختها الآية التي بعدها: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (¬1). [صحيح] * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}؛ أحزنتنا، قال: قلنا: يحدث أحدنا نفسه؛ فيحاسب به، لا ندري ما يغفر منه ولا ما لا يغفر؛ فنزلت هذه الآية بعدها فنسختها: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)} (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ ¬
تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}؛ قالوا: فشق ذلك عليهم، قالوا: يا رسول الله! إنا لنحدث أنفسنا بشيء ما يسرنا أن يطلع عليه أحد من الخلائق، وأنا لنا كذا وكذا؟ قال: "أو قد لقيتم هذا؟! ذلك صريح الإيمان"؛ فأنزل الله: {آمَنَ الرَّسُولُ} (¬1). [ضعيف] * عن ابن زيد؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}؛ اشتدت على المسلمين وشقت مشقة شديدة؛ فقالوا: يا رسول الله! لو وقع في أنفسنا شيء لم نعمل به؛ وآخذنا الله به؟ قال: "فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل: سمعنا وعصينا؟! "، قالوا: بل سمعنا وأطعنا يا رسول الله! قال: فنزل القرآن يفرجها عنهم: {ءَامَنَ اَلرسُولُ. . .}؛ قال: فصيره إلى الأعمال وترك ما ¬
يقع في القلوب (¬1) [ضعيف جداً] * عن السدي -إسماعيل بن عبد الرحمن- في قوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ}؛ قال: يوم نزلت هذه الآية: كانوا يؤاخذون بما وسوست به أنفسهم وما عملوا؛ فشكوا ذلك إلى النبي، فقالوا: إن عمل أحدنا وإن لم يعمل؛ أخذنا الله به، والله ما نملك الوسوسة؛ فنسخها الله بهذه الآية التي بعدها: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا. . .}؛ فكان حديث النفس مما تطيقوا (¬2) [ضعيف] * عن الشعبي؛ قال: لما نزلت: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}؛ فكانت فيها شدة؛ فنزلت هذه الآية التي بعدها؛ فنسختها: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (¬3) [ضعيف] * عن عكرمة في قوله -تعالى-: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ ¬
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}؛ قال: نزلت في الشهادة (¬1). [ضعيف] ¬
سورة آل عمران
سورة آل عمران * {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)}. * عن الربيع بن أنس: قوله: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} وذلك أنهم؛ يعني: النصارى، قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألست تزعم أنه كلمة الله وروح منه؟! قال: "بلى". قالوا: فحسبنا؛ فأنزل الله: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، عن جابر بن عبد الله بن رباب؛ قال: مر أبو يوسف بن أخطب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتلو فاتحة سورة ¬
البقرة: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 1، 2]؛ فأتى أخاه حُيي بن أخطب في رجال من يهود، فقال: تعلمون؛ والله لقد سمعت محمداً يتلو فيما أنزل الله -عزّ وجلّ- عليه: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ}؛ فقالوا: وأنت سمعته؟ قال: نعم، قال: فمشى حُيي بن أخطب في أولئك النفر من يهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمد! ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما نزل عليك: {ذَلِكَ الْكِتَابُ}؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بلى"، فقالوا: أجاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال: "نعم"، قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه؟ وما أجدل أمته غيرك؟ فقال حُيي بن أخطب -وأقبل على من كان معه-، فقال لهم: الأَلِفُ: واحدة، واللام: ثلاثون، والميم: أربعون؛ فهذه إحدى وسبعون سنة. قال: فقال لهم: أتدخلون في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟! قال: ثم أقبل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد! هل مع هذا غيره؟ قال: "نعم"، قال: ماذا؟ قال: {المص (1)} [الأعراف: 1] "، قال: هذا أثقل وأطول؛ الألِفُ: واحدة، واللام: ثلاثون، والميم: أربعون، والصاد: تسعون؛ فهذه مائة وإحدى وستون سنة، هل مع هذا يا محمد غيره؟! قال: "نعم"، قال: ماذا؟ قال: " {الر} [يونس: 1] "، قال: هذه أثقل وأطول؛ الألف: واحدة، واللام: ثلاثون، والراء: مائتان؛ فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة، فقال: هل مع هذا غيره يا محمد؟! قال: "نعم؛ {المر} [الرعد: 1] "، قال: فهذه أثقل وأطول؛ الألفُ: واحدة، واللام: ثلاثون، والميم: أربعون، والراء: مئتان؛ فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنة، ثم قال: لقد لبس علينا أمرك يا محمد؛ حتى ما ندري أقليلاً أعطيت أم كثيراً؟! ثم قاموا عنه، فقال أبو ياسر لأخيه حيي بن أخطب ولمن معه من الأحبار: ما يدريكم لعله قد جمع هذه كله لمحمد؟! إحدى وسبعون، وإحدى وستون ومائة، ومائتان وإحدى وثلاثون، ومائتان وإحدى وسبعون؛ فذلكم سبعمائة سنة وأربع وثلاثون،
فقالوا: لقد تشابه علينا أمره (¬1). [ضعيف] * {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة؛ جمع اليهود في سوق بني قينقاع، فقال: "يا معشر اليهود! أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً"، قالوا: يا محمد! لا يغرنك في نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا؛ لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)} (¬2). [حسن] ¬
* عن عكرمة؛ في قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)} قال: فِخْاص اليهودي في يوم بدر: لا يغرنَّ محمداً إنْ غلب قريشاً وقتلهم أَنَّ قريشاً لا تحسن القتال؛ فنزلت هذه الآية: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة ومجاهد؛ قالا: أنزلت في محمد وأصحابه ومشركي قريش يوم بدر: أن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم بدر: هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى، ونجده ¬
في كتابنا بنعته وصفته، وأنه لا ترد له راية، وأرادوا اتباعه؛ فقال بعضهم: لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى، فلما كان يوم أحد ونكب أصحابه؛ شكّوا، وقالوا: ما هو به، فغلب عليهم الشقاء؛ فلم يسلموا، وكان بينهم وبينه عهد؛ فنقضوه، وانطلق كعب بن الأشرف إلى أبي سفيان بمكة، فوافقهم أن يكونوا كلمة واحدة، ثم رجعوا إلى المدينة؛ فنزلت (¬1). [ضعيف] * {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}. * عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد؛ قال: لما نزلت: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)} [آل عمران: 14]؛ قال عمر: الآن يا رب! حين زينتها لنا؛ فنزلت: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} (¬2). [ضعيف] ¬
* {شَهِدَ الله أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}. * قال الكلبي: لما ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة؛ قدم عليه حبران من أحبار أهل الشام، فلما أبصرا المدينة؛ قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان! فلما دخلا على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ عرفاه بالصفة والنعت، فقالا له: أنت محمد؟ قال: "نعم"، قالا: وأنت أحمد؟ قال: "نعم"، قالا: إنا نسألك عن شهادة؛ فإن أنت أخبرتنا بها؛ آمنا بك وصدقناك، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سلاني"، فقالا: أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله (¬1). [موضوع] * {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}. * قال الكلبي: لما نزلت: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]؛ قالت اليهود والنصارى: لسنا على ما تسمينا به يا محمد! إنما اليهودية والنصرانية ليست لنا، والدين هو الإِسلام ونحن عليه؛ فأنزل الله -تعالى-: {فَإِنْ حَاجُّوكَ}؛ أي: خاصموك في الدين {فَقُلْ أَسْلَمْتُ ¬
وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ}؛ قال: فقالوا: أسلمنا، فقال لليهود: "أتشهدون أن عيسى عبد الله ورسوله؟ "، فقالوا: لا؛ فنزلت: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} (¬1). [موضوع] * {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}. * عن معقل بن أبي مسكين؛ قال: كان الوحي يأتي إلى بني إسرائيل؛ فيذكرون قومهم، ولم يكن يأتيهم كتاب فيقتلون؛ فيقوم رجال ممن اتبعهم وصدقهم فيذكرون قومهم فيقتلونهم؛ فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس فنزلت: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} (¬2). [ضعيف] * {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: دخل رسول الله بيت المدراس على جماعة من يهود؛ فدعاهم إلى الله، فقال النعمان بن عمرو، والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟! فقال: "على ملة إبراهيم ودينه"، فقالا: فإن إبراهيم كان يهودياً، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهلم إلى التوراة؛ فهي بيننا وبينكم"؛ فأبيا عليه؛ فأنزل الله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} [آل عمران: 24] إلى قوله: {وَغَرَّهُمْ في دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (¬3). [ضعيف] ¬
* وعنه -أيضاً-: أن رجلاً وامرأة من أهل خيبر زنيا -فذكر القصة الآتية في سورة المائدة وفيها-: فحكم عليهما بالرجم، فقال له نعمان بن أبي أوفى وبحري بن عمرو: جرت علينا يا محمد! فقال: "بيني وبينكم التوراة". . . القصة؛ وفيها ذكر ابن صوريا، وفي آخرها؛ فأنزل الله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} إلى قوله: {وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (¬1). [موضوع] * وعن السدي؛ قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود إلى الإسلام، فقال له نعمان بن أبي أوفى: يا محمد! نخاصمك إلى الأحبار؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬2). [ضعيف] * {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}. * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته؛ فأنزل الله: {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ¬
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} (¬1) [ضعيف] * عن عمرو بن عوف -رضي الله عنه-: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخندق يوم الأحزاب، ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، قال عمرو بن عوف: كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً، فحفرنا حتى إذا كنا تحت ذي ناب؛ أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة كسرت حديدنا، وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان! ارق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره خبر هذه الصخرة؛ فإما أن نعدل عنها، وإما أن يأمرنا فيها بأمره؛ فإنا لا نحب أن نجاوز خطه، قال: فرقى سلمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول الله! خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق، فكسرت حديدنا، وشقت علينا؛ حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير؛ فمرنا فيها بأمر؛ فإنا لا نحب أن نجاوز خطك، قال: فهبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع سلمان الخندق، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعول من سلمان؛ فضربها ضربة صدعها، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها؛ يعني: المدينة؛ حتى كأن مصباحاً في جوف بيت مظلم، وكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح، فكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها؛ حتى كأن مصباحاً في جوف بيت مظلم، وكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح، وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكسرها، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها، وأخذ يد سلمان ورقى، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لقد رأيت شيئاً ما رأيت مثله قط، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القوم، فقال: "رأيتم ما يقول ¬
سلمان؟ "، قالوا: نعم يا رسول الله! قال: "ضربت ضربتي الأولى؛ فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل -عليه السلام-: أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت ضربتي الثانية؛ فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور الحمر في أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبرايل -عليه السلام- أن أمتي ظاهرة عليها. ثم ضربت ضربتي الثالثة فبرق بنا الذي رأيتم. أضاءت منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل -عليه السلام-: أن أمتي ظاهرة عليها، فأبشروا"؛ يبلغهم النصر، وأبشروا يبلغهم النصر وأبشروا يبلغهم النصر. فاستبشر المسلمون، وقالوا: الحمد لله موعد صدق وعدنا النصر بعد الحصر، فقال المنافقون: ألا تعجبون؛ يمنيكم ويعدكم الباطل، ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق ولا تستطيعون أن تبرزوا؟! قال: فنزل القرآن: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)} [الأحزاب: 12]، وأنزل الله -تعالى- في هذه القصة قوله: {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ في شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (28)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الحجاج بن عمر حليف كعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد قد بطنوا بنفر من الأنصار؛ ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر بن زبير وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا هؤلاء اليهود واحذروا لزومهم ومباطنتهم؛ لا يفتنوكم عن دينكم، فأبى أولئك النفر إلا مباطنتهم ولزومهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284] (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه، كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار، ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله -تعالى- هذه الآية، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك (¬2). [موضوع] ¬
* وعنه -أيضاً-؛ قال: نزلت في عبادة بن الصامت الأنصاري -وكان بدرياً نقيباً، وكان له حلفاء من اليهود-، فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب؛ قال عبادة: يا نبي الله! إن معي خمسمائة رجل من اليهود، وقد رأيت أن يخرجوا معي؛ فأستظهر بهم على العدو؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} (¬1). [ضعيف جداً] * وقال مقاتل بن سليمان: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره، كانوا يظهرون المودة لكفار مكة؛ فنهاهم الله عن ذلك (¬2). [موضوع] * {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن اليهود لما قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه؛ أنزل الله -تعالى- هذه الآية، فلما نزلت؛ عرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اليهود، فأبوا أن يقبلوها (¬3). [موضوع] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على قريش وهم في المسجد الحرام، وقد نصبوا أصنامهم، وعلقوا عليها بيض النعام، وجعلوا في آذانها الشنوف وهم يسجدون لها، فقال: "لقد خالفتم ملّة أبيكم إبراهيم وإسماعيل"، فقالوا: يا محمد! إنا نعبد هذه حباً لله؛ ليقربونا إلى الله زلفى؛ فقال: "أنا رسول الله إليكم، وأنا أولى بالتعظيم من الأصنام" (¬1). [ضعيف جداً] * قال مقاتل بن سليمان: لما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإِسلام؛ قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، ولنحن أشد حباً لله مما تدعونا إليه؛ فنزلت: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ} (¬2). [موضوع] * عن ابن جريج؛ قال: زعم أقوام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهم يحبون الله، فقالوا: يا محمد! إنا نحب ربنا؛ فنزلت، وجعل اتباع نبيه علماً لحبه (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن الحسن؛ قال: قال أقوام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! إنا لنحب ربنا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- بذلك قرآناً: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}؛ فجعل الله اتباع نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - علماً لحبه، وعذاب من خالفه (¬1). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: قال قوم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! إنا نحب ربنا؛ فأنزل الله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} فجعل اتباع نبيه - صلى الله عليه وسلم - علماً لحبه وعذاب من خالفه (¬2). [ضعيف] ¬
* {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}. * ذكر الحافظ في "العجاب" (2/ 679): أن الثعلبي قال: إن عبد الله بن أُبي لما نزل قوله -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي} [آل عمران: 31]؛ قال لأصحابه: إن محمداً يجعل طاعته كطاعة الله، ويأمرنا أن نعبده كما تعبد النصارى عيسى بن مريم؛ فنزلت: {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ}. . الآية. * قال مقاتل بن سليمان: نزلت في اليهود (¬1). [موضوع] * {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)}. * عن الحسن؛ قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راهبا نجران، فقال أحدهما: من أبو عيسى؟ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعجل حتى يأمره ربُّه؛ فنزل عليه: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)} [آل عمران: 58 - 60] (¬2). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: جاء راهبا نجران إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهما: "أسلِما؛ تسلَما"، فقالا: قد أسلمنا قبلك، فقال: "كذبتما؛ يمنعكما من الإِسلام سجودكما للصليب، وقولكما: اتخذ الله ولداً، وشربكما الخمر"، فقالا: ما تقول في عيسى؟ قال: فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -. ونزل القرآن: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا ¬
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}؛ فدعاهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الملاعنة، قال: وجاء بالحسن والحسين، وفاطمة وأهله وولده -عليهم السلام-، قال: فلما خرجا من عنده؛ قال أحدهما لصاحبه: اقرر بالجزية ولا تلاعنه؛ فأقر بالجزيه، قال: فرجعا، فقالا: نقر بالجزيه ولا نلاعنك (¬1). [ضعيف] * {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}. * عن السدي؛ قال: لما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمع به أهل نجران؛ أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم؛ منهم: العاقب، والسيد ماسرجس ومارنجر فسألوه ما يقول في عيسى؟ فقال: "هو عبد الله، وروحه، وكلمته"، قالوا هم: لا؛ ولكنه هو الله؛ نزل من ملكه؛ فدخل في جوف مريم، ثم خرج منها، فأرانا قدرته وأمره، فهل رأيت قط إنساناً خلق من غير أب؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن الأزرق بن قيس؛ قال: جاء أسقف نجران والعاقب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فعرض عليهما الإِسلام، فقالا: قد كنا مسلمين قبلك، فقال: "كذبتما؛ منع الإِسلام منكما ثلاث: قولكما: اتخذ الله ولداً، وسجودكما للصليب، وأكلكما لحم الخنزير"، قالا: فمن أبو عيسى؟ فلم يرد عليهما؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذُكر لنا أن سيدي أهل نجران، وأسقفهم: السيد والعاقب، لقيا نبي الله؛ فسألاه عن عيسى، فقالا: لكل آدمي أب؛ فما بال عيسى لا أب له؟! فنزلت (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في العاقب والسيد من أهل نجران، وهما نصرانيان (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن ابن جريج؛ قال: بلغنا أن نصارى أهل نجران قدم وفدهم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيهم السيد والعاقب، وهما يومئذ سيدا أهل نجران، فقالوا: يا محمد! فيم تشتم صاحبنا؟! قال: "من صاحبكما؟ "، قالا: عيسى بن مريم؛ تزعم أنه عبد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجل؛ إِنه عبدُ الله، وكلمتهُ ألقاها إلى مريم، وروح منه"؛ فغضبوا، وقالوا: إن كنت صادقاً، فأرنا عبداً يحيي الموتى ويبرئ الأكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه! لكنه الله، فسكت حتى أتاه جبريل؛ فقال: يا محمد {لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا جبريل! إنهم سألوني أن أخبرهم بمَثَلِ عيسى؟ قال جبريل: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)} "؛ فلما أصبحوا؛ عادوا؛ فقرأ عليهم الآيات (¬1). [ضعيف جداً] * عن الشعبي؛ قال: قدم وفد نجران على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: حدثنا عن عيسى بن مريم؟ قال: "رسول الله، وكلمته ألقاها على مريم"، قالوا: ينبغي لعيسى أن يكون فوق هذا؛ فأنزل الله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ}؛ قال: ما ينبغي لعيسى أن يكون مثل آدم؛ فأنزل الله: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: 61] الآية (¬2). [ضعيف] * {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا ¬
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: إن وفد نجران أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: ما تقول في عيسى ابن مريم؟ فقال: "هو روح الله، وكلمته، وعبد الله ورسوله"، قالوا: هل لك أن نلاعنك أنه ليس كذلك؟ قال: "وذاك أحب إليكم؟ "، قالوا: نعم، قال: "فإذا شئتم"؛ فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وجمع ولده والحسن والحسين، فقال رئيسهم: لا تلاعنوا هذا الرجل؛ فوالله لئن لاعنتموه؛ ليخسفن أحد الفريقين، فجاءوا فقالوا: يا أبا القاسم! إنما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا وإنا نحب أن تعفينا، قال: "قد أعفيتكم"، ثم قال: "إن العذاب قد أظل نجران" (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده -قال يونس: وكان نصرانياً؛ فأسلم-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى أهل نجران قبل أن تنزل عليه {طس} - سليمان: "بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أسْقُف نجران وأهل نجران: إِنْ أسلمتم؛ فإني أحمَدُ إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بَعدْ: فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولايةِ الله من ولاية العباد، فإن أبيتم؛ فالجزية، فإن أبيتم؛ فقد آذنتكم بحرب، والسلام". فلما أتى الأسقف الكتاب وقرأه؛ فَظِعَ به، وذعره ذعراً شديداً، فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له: شُرَحْبيل بن وَدَاعَةَ، وكان من أهل هَمْدَان، ولم يكن أحدٌ يُدْعى إذا نزلت معضلة قَبْلَهُ؛ لا الأيهم، ولا السَّيِّد، ولا العاقب، فدفع الأسقف كتاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شُرَحْبِيل، فقرأه، فقال الأسقف: يا أبا مريم! ما رأيك؟ فقال شُرَحْبيلُ: قد علمتُ ما وَعَدَ الله إبراهيم في ذريَّة إسماعيل من النبوة، فما يُؤمِنُ أن يكون هذا هو ذلك الرجل، ليس لي في النبوّةِ رَأيٌ، لو كان أمرٌ من أمْر الدنيا؛ ¬
أشرتُ عليك فيه، وجهدت لك، فقال له الأسقف: تَنَحَّ فاجلس، فتنحَّى شرحبيل فجلس ناحية. فَبعثَ الأسقف إلى رجل من أَهْلِ نَجْران يقال له: عبد الله بن شُرَحْبيل، وهو من ذي أصبح من حِمْيَر، فأقرأَهُ الكتاب، وسأله عن الرأيِ فيه، فقال له مثل قول شُرَحبيلَ، فقال له الأسقف: فاجْلِس، فتنحى فجلس ناحيةً. فبعث الأسقف إلى رجلٍ من أَهْلِ نَجْران يقالُ له: جَبَّارُ بن فيضٍ من بني الحارث بن كعب -أحد بني الحَماسِ-، فأقرأه الكتاب، وسأله عن الرأي فيه، فقال له مثل قول شُرَحبيل وعبد الله، فأمره الأسقف؛ فتنحى فجَلس ناحية. فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جَمْعاً؛ أمرَ الأسقف بالناقوس فَضُرِبَ به، ورُفعتِ المُسُوحُ في الصوامع، وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا بالنهار وإذا كان فزعهم ليلاً ضربوا بالناقوسِ ورفعت النيرانُ في الصوامع، فاجتمع -حين ضُربَ الناقوس ورُفعت المسوح- أهل الوادي أعلاهُ وأسلفه، وطُول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع وفيه ثلاث وسبعون قرية، وعشرون ومائة ألف مقاتل، فقرأ عليهم كتابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وسألهم عن الرأي فيه؛ فاجتمع رأي أهل الوادي منهم على أن يبعثوا شُرَحْبيل بن وَدَاعة الهمداني وعبد الله بن شُرَحْبيل الأصبحي وجبار بن فيض الحارثي فيأتونهم بخبرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق الوفد، حتى إذا كانوا بالمدينة؛ وضعوا ثياب السفر عنهم ولبسوا حُلَلا لهم يجرُّونها من حَبَرةٍ، وخواتيم الذهب، ثم انطلقوا حتى أتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلَّموا عليه، فلم يَرُدَّ عليهم السلامَ، وتصدُّوا لكلامه نهاراً طويلاً فلم يكلمهم وعليهم تلك الحُللِ والخواتيم الذهب، فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وكانا معرفةً لهم؛ كانا يجْدَعان العتائر إلى نجران في الجاهلية
فيشتروا لهما من بَزِّها وثمرها وذُرَتها، فوجدوهما في ناسٍ من المهاجرين والأنصار في مجلسٍ، فقالوا: يا عثمان! ويا عبد الرحمن! إن نبيَّكُما كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له، فأتيناه فسلَّمنَا عليه فلم يَرُدَّ سَلَامَنَا، وتصدَّينا لكلامه نهاراً طويلاً فأعيانا أن يُكَلِّمَنَا؛ فما الرأي منكما: أنعودُ أم نرجع؟ فقالا لعليِّ بن أبي أبي طالبٍ -وهو في القوم-: ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟! فقال عليٌّ لعثمان ولعبد الرحمن -رضي الله عنهم-: أرى أن يضعوا حُلَلَهُمْ هذه وخواتيمهم ويلبسوا ثياب سفرهم، ثم يعودون إليه. ففعل وفد نجران ذلك، ووضعوا حللهم وخواتيمهم، ثم عادوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلموا؛ فردَّ بسلامهم، ثم قال: "والذي بعثني بالحق؛ لقد أتَوْني المرة الأولى وإنّ إبليس لمعهم". ثم ساءلهم وساءلوه، فلم تزل به وبهم المسألة؛ حتى قالوا له: ما تقول في عيسى بن مريم؛ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى يَسُرّنا إِنْ كنت نبيّا أن نعلم ما تقول فيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عندي فيه شيء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركما بما يقال في عيسى". فأصبح الغدُ وَقَدْ أَنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} إلى قوله: {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}. فأبَوا أنْ يُقروا بذلك، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغد بعْدَ ما أخبرهم الخَبَرَ؛ أقبل مشتملاً على الحسن والحسين في خميل لَهُ وفاطمة تمشي عند ظهرِهِ للملاعنة، وله يومئذ عِدَّة نسوةٍ، فقال شرحبيل لصاحبيه: يا عبد الله بن شُرحبيل! ويا جبار بن فيض! قد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسلفه لم يردوا ولم يصدروا إلا عن رأي، وإني والله أرى أمْراً مقبلاً: إن كان هذا الرجل ملكاً مبعوثاً فكنا أول العرب طعن في
عَيْنه وردَّ عليه أمرَهُ؛ لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حتى يصيبونا بجائحة، وإِنَّا لأدْنَى العرب منهم جواراً، وإن كان هذا الرجل نبياً مُرْسلاً فلاعَنَّاهُ؛ فلا يبقى على وجه الأرض مِنَّا شَعْرُ ولا ظُفرٌ إلا هَلَكَ، فقال له صاحباه: فما الرأي يا أبا مريم؛ فقد وضعَتْكَ الأمور على ذراع؟! فهات رأيك، فقال: رَأيي أنْ أُحَكِّمُهُ؛ فإني أَرى رجلاً لا يحكم شططاً أبداً، فقالا له: أنت وذاك. فتلقى شُرحبيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني قد رأيتُ خيراً من ملاعنتك، فقال: "وما هو؟ "، قال شرحبيل: حُكْمكَ اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصَّباحَ، فمهما حكمت فينا؛ فهو جائزٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعل وراءك أَحَدٌ يُثَرِّبُ عليك؟! "، فقال شرحبيل: سل صاحبيَّ فسألهما، فقالا له: ما ترِد الوادي ولا تصدُرُ إلا عن رأي شُرحبيل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كافرٌ -أو قال: جاحدٌ- موفقٌ"، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلاعنهم، حتى إذا كان الغدُ؛ أتوه، فكتب لهم هذا الكتاب: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هذا ما كتب محمدٌ النبيُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنجران؛ إذ كان عليهمُ حُكْمهُ في كل ثمرةٍ وكل صفراء وبيضاء وسوداء ورقيق، وأفضَلَ عليهم، وتُرِكَ ذلك كله على ألفيّ حلةٍ من حلل الأواقي؛ في كل رجب ألف حلة، وفي كل صفر ألف حلة، ومع كل حُلةٍ أوقيَّةٌ من الفضة، فما زادت على الخراج أو نقصت عن الأواقي؛ فبالحساب، وما قَضَوْا من دُرُوع أو خيل أو رِكاب أو عُروضٍ؛ أُخِذَ منهم بالحساب، وعلى نَجرانَ مؤنة رسلي، ومتعتهم ما بين عشرين يوماً فُدونَهُ، ولا تُحبس رسلي فوق شَهْرٍ، وعليهم عَارِيَّة ثلاثين دِرْعاً وثلاثين فرساً وثلاثين بعيراً؛ إذا كان كيد ومعرّة، وما هلك مما أعَارُوْا رسلي من دروع أو خيل أو ركاب؛ فهو ضمانٌ على رسلي حتى يؤدوه إليهم، ولنجران وحاشيتها جوَارُ الله وذمة محمد النبي على أنفسهم وملِّتهم وأرضيهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبِيَعهم، وأن لا يغيَّروا مما كانوا عليه، ولا يغيَّرُ حق من حقوقهم وَلَا ملِّتهِمْ، ولا
يغيَّروا أُسْقُفٌّ عن اسقفيته ولا واهب من رهبانيتِه، ولا واقهاً من وقيهاه، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، وليس عليهم دنيَّة ولا دَمَ جاهليةً ولا يُحْشُرُوْنَ ولا يُعْشرون ولا يَطأُ أرضهم جيشٌ، ومن سأل فيهم حَقًّا؛ فبينهم النَّصَفُ غير ظالمين ولا مظلومين بنجران، ومن أَكَلَ رِباً من ذي قَبَلٍ؛ فذمتي منهِ بريئة، ولا يؤخذ منهم رجلٌ بظلم آخر، وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله -عزّ وجلّ- وذمةُ محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبداً حتى يأتي الله بأمره، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلمٍ". شهد أبو سفيان بن حَرْبٍ، وغيلانُ بن عَمْرٍو، ومالك بن عوف من بني نصرٍ، والأقرع بن حابسٍ الحنظليُّ، والمغيَرةُ وكتب. حتى إذا قبضوا كتابَهُمْ؛ انصرفوا إلى نَجْرَانَ، فتلقاهم الأسقُفُ ووجوه نجرانَ على مسيرةِ ليلةٍ من نجران، ومع الأسقف أخ له من أمه -وهو وابن عمِّه من النسب- يقال له: بشرُ بن معاوية؛ وكنيته: أبو علقمة، فَدَفَعَ الوفدُ كتابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأسقُفِّ، فبينا هو يقرأهُ وأبو علقمة معه وهما يسيران؛ إذْ كبتَ ببشر ناقته، فتعس بشر، غير أنه لا يُكنِّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له الأسقف عند ذلك: قد والله تَعَّسْت نبياً مرسلاً، فقال بشر: لا جَرَمَ، والله لا أحلُّ عنها عَقْداً حتى آتيه، فضرب وجه ناقته نحو المدينة وثَنَى الأسقف ناقته عليه، فقال له: افهَمْ عني، إني إنما قلتُ هذا؛ لِيُبَلِّغَ عني العَرَبَ مخافة أن يرَوْا أنا أخذنا حقَّه أو رَضِينا نصرَتَهُ، أو بَخَعْنَا لهذا الرجل بما لم تبخع به العرب، ونحن أعَزُّهُمْ وأجمعهم داراً، فقال له بشرٌ: لا، والله لا أقبل ما خَرَجَ من رأسك أبداً، فضرب بشرٌ ناقته وهو مولي للأسقف ظهره، وهو يقول: إليك تَعْدُوُ قَلِقاً وَضِيَنُها ... معترضاً في بطنها جَنينُهَا مخالفاً دين النصارى دينُهَا حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم ولم يزل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استُشهد أبو علقمة بْعدَ ذلك.
وَدَخل وفد نجران، فأتى الرَّاهب ليثَ بن أبي شمرٍ الزَّبيْديَّ -وهو في رأس صومعةٍ- فقال له: إن نبيَّاً بُعِثَ بتهامة، وإنه كتب إلى الأسقف؛ فأجمع رأي أهل الوادي على أن يسير إليه شرحبيل بن وداعَةَ وعبد الله بن شرحبيل وجَبَّار بن فيض فتأتونهم بخبره، فساروا حتى أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فدَعاهم إلى الملاعنة، فكرهوا ملاعنَتَهُ وَحَكَّمَهُ شرحبيل، فحكم عليهم حُكْماً وكتبَ لهم به كتاباً، ثم أقبل الوَفْدُ بالكتاب حتى دُفعوا إلى الأسقف، فبينا الأسقف يقرأهُ وبشر مَعه؛ إذ كبت بشر ناقته فَتَعَّسَهُ، فشهد الأسقف أنه نبيٌّ مرسل، فانْصَرَفَ أبو علقمة نحْوه يريد الإِسلام، فقال الراهب: انزلوني؛ وإلَّا رميت نفسي من هذه الصومعة؛ فأنزلوه، فانطلق الراهب بهدية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها هذا البُرْدُ الذي يلبسه الخلفاءُ، والقَعْبُ والعصا، وأقام الراهبُ بعد ذلك سنين يسمع كيف ينزل الوحي والسُّنن والفرائض والحدود، وأبَى الله للراهب الإِسلام فلم يُسلم، واستأذَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرجعة إلى قومه، فأَذِنَ له، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لك حاجتك يا راهبُ؛ إذ أبيت الإِسلام؟! "، فقال له الراهب: إن لي حاجةً ومعَاذَ الله إن شاء الله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حاجتك واجبةٌ يا راهب! فاطلبها إذا كان أحبَّ إليك"، فرجع إلى قومه فلم يَعُد حتى قُبضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإنَّ الأسقُفَّ أبا الحارث أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيدُ والعاقب ووجوه قَوْمِهِ، وأقاموا عنده يسمعون ما يُنزِلُ الله -عزّ وجلّ- عليه، فكتبَ للأسقف هذا الكتاب ولأساقفُّةِ نجران: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. من محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - للأسقُفِّ أبي الحارث وكل أساقفةِ نَجْرَانَ وكهنتهم ورُهْبانهم وبيعهِمْ وأهل بيعهِمْ ورقيقهم وملَّتهِم ومتواطئهم، وعلى كل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير جوار الله ورسوله؛ لا يغيَّرُ أسقُفٌ من أسقفَّتَهِ، ولا راهبٌ من رهبانيته، ولا كاهنٌ من كهانته، ولا يغيَّرُ حقٌ من حقوقهم، ولا سلطانهم، ولا مما كانوا عليه، على ذلك جوارُ الله ورسوله
أبداً ما نَصَحُوا الله، وأصلحوا عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين". وكَتَب المغيرةُ بن شعبة. فلما قبضَ الأسقفُّ الكتاب استأْذَنَ في الانصراف إلى قومه ومن معه؛ فأذن لَهُمْ فانصرفوا حتى قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم-؛ منهم: السيد وهو الكبير، والعاقب وهو الذي يكون بعده، وصاحب رأيهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهما: "أسلما"، قالا: قد أسلمنا، قال: "ما أسلمتما"، قالا: بلى، قد أسلمنا قبلك، قال: "كذبتما؛ منعكما من الإِسلام ثلاث فيكما: عبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير، وزعمكما أن لله ولداً، ونزل {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)} "، فلما قرأها عليهم؛ قالوا: ما نعرف ما تقول! ونزل: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} من القرآن: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآية {ثُمَّ نَبْتَهِل}: يقول: يجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هو الحق وهو العدل، وأن الذي تقولون هو الباطل، وقال لهم: "إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا: أن أباهلكم"، قالوا: يا أبا القاسم! بل نرجع؛ فننظر في أمرنا ثم نأتيك، قال: فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم؛ فقال السيد للعاقب: قد والله علمتم أن الرجل لنبي مرسل، ولئن لاعنتموه؛ إنه لاستئصالكم. وما لاعن قوم نبياً قط؛ فبقي كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، فإن أنتم لم تتبعوه، أبيتم إلا إلف دينكم؛ فواعدوه ¬
وارجعوا إلى بلادكم، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بنفر من أهله؛ فجاء عبد المسيح بابنه وابن أخيه، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أنا دعوت؛ فأمّنوا أنتم"، فأبوا أن يلاعنوه، وصالحوه على الجزية، فقالوا: يا أبا القاسم! نرجع إلى ديننا وندعك ودينك، وابعث معنا رجلاً من أصحابك يقضي بيننا، ويكون عندنا عدلاً فيما بينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين"، فنظر حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح، فدعاه، فقال: "اذهب مع هؤلاء القوم فاقض بينهم بالحق" (¬1). [موضوع] * عن محمد بن جعفر بن الزبير: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} [آل عمران: 62] إلى قوله: {فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]؛ فدعاهم إلى النصف وقطع عنهم الحجة، فلما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر من الله عنه، والفصل من القضاء بينه وبينهم، وأمره بما أمره به من ملاعنتهم، إن ردّوا عليه؛ دعاهم إلى ذلك، فقالوا: يا أبا القاسم! دعنا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه، فانصرفوا عنه، ثم خلوا بالعاقب -وكان ذا رأيهم-، فقالوا: يا عبد المسيح! ما ترى؟ قال: والله يا معشر النصارى! لقد عرفتم أن محمداً نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم، ولقد علمتم ما لاعَنَ قوم نبياً قط؛ فبقي كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، وأنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إِلف دينكم والإِقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم؛ فوادعوا الرجل، ثم انصرفوا إلى بلادكم؛ حتى يريكم زمن رأيه، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم! قد رأينا أن لا نلاعنك، ¬
وأن نتركك على دينك، ونرجع على ديننا، ولكن ابعث معنا رجلاً من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء قد اختلفنا فيها من أموالنا؛ فإنكم عندنا رضا (¬1). [ضعيف] * عن ابن عباس: أن ثمانية من أساقف العرب من أهل نجران قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: العاقب والسيد؛ فأنزل الله: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} إلى قوله: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ}؛ يريد: ندع الله باللعنة على الكاذب، فقالوا: أخرّنا ثلاثة أيام، فذهبوا إلى بني قريظة والنضير وبني قينقاع، فاستشاروهم، فأشاروا عليهم أن يصالحوه، ولا يلاعنوه وهو النبي الذي نجده في التوراة؛ فصالحوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ألف حلة في صفر، وألف في رجب ودراهم (¬2). * {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}. * قال الثعلبيُّ: قال المفسرون: قدم وفدُ نجران، فالتقوا مع ¬
اليهود، فاختصموا في إبراهيم؛ فقالوا: يا محمد! إنّا اختلفنا في إبراهيم؛ فزعمت اليهود: أنه كان يهودياً، وهم على دينه، وهم أولى الناس به، وزعمت النصارى: أنه كان نصرانياً، وهم على دينه، وهم أولى الناس به؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كِلَا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه، بل كان حنيفاً ومسلماً"، فقالت اليهود: يا محمد! ما نريد أن نتخذك رباً؛ كما اتخذت النصارى عيسى رباً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (¬1). [منكر] * {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ في إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفُ امُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتنازعوا عنده؛ فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهودياً، وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانياً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ في إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} إلى قوله: {وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:68]؛ فقال أبو رافع القرظي -حين اجتمع عنده النصارى والأحبار، فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإِسلام-: أتريد منا يا محمد! أن نعبدك؛ كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟! فقال رجل من أهل نجران - ¬
نصراني ,يقال له: الرّبّيس-: وذلك تريد يا محمد! وإليه تدعو؟! -أو كما-، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمرَ بعبادة غيره؛ ما بذلك بعثني ولا أمرني"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك من قولهما: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)} [آل عمران: 79, 80]. ثم ذكر ما أخذ عليهم وعلى آبائهم من الميثاق بتصديقه؛ إذا هو جاءكم، وإقراره به على أنفسهم، فقال: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} [آل عمران: 81] إلى قوله: {مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81] (¬1). [ضعيف] * عن الشعبي؛ قال: قالت اليهود: إبراهيم على ديننا، وقالت النصارى: هو على ديننا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفُ امُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)}؛ فأكذبهم الله وأدحض حجتهم؛ يعني: اليهود الذي ادعوا أن إبراهيم مات يهودياً (¬2). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}. * عن عبد الرحمن بن غنم؛ قال: إنه لما خرج أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي؛ أدركهم عمرو بن العاص وعمارة بن أبي معيط؛ فأرادوا عنتهم والبغي عليهم، فقدموا على النجاشي، وأخبروه: أن هؤلاء الرهط الذين قدموا عليك من أهل مكة؛ إنما يريدون أن يخبلوا عليك ملكك، ويفسدوا عليك أرضك، ويشتموا ربك؛ فأرسل إليهم النجاشي، فلما أن أتوه؛ قال: ألا تسمعون ما يقول صاحباكم هذان؟ لعمرو بن العاص، وعمارة بن أبي معيط: يزعمان أنما جئتم لتخبلوا عليَّ ملكي، وتفسدوا عليَّ أرضي؛ فقال عثمان بن مظعون، وحمزة: إن شئتم فخلوا بين أحدنا وبين النجاشي فنكلمه، فأنا أَحْدثُكم سِّناً، فإن كان صواباً؛ فالله يأتي به، وإن كان أمراً غير ذلك؛ قلتم: رجل شاب لكم في ذلك عذر؛ فجمع النجاشي قسيسيه ورهبانه وتراجمته، ثم سألهم: أرأيتكم صاحبكم هذا الذي من عنده جئتم: ما يقول لكم، وما يأمركم به، وما ينهاكم عنه؟ هل له كتاب يقرأه؟ قالوا: نعم؛ هذا الرجل يقرأ ما أنزل الله عليه، وما قد سمع منه، وهو يأمر بالمعروف، ويأمر بحسن المجاورة، ويأمر باليتيم، ويأمر بأن يُعبد الله وحد ولا يُعبد معه إله آخر. فقرأ عليه سورة الروم وسورة العنكبوت، وأصحاب الكهف، ومريم. فلما أن ذكر عيسى في القرآن؛ أراد عمرو أن يغضبه عليهم، فقال: والله إنهم ليشتمون عيسى ويسبونه، قال النجاشي: ما يقول صاحبكم في عيسى؟ قال: يقول: إن عيسى عبدُ الله، ورسولهُ، وروحهُ، وكلمتُه ألقاها إلى مريم؛ فأخذ النجاشي نفثة من سواكه قدر ما يقذي العين، فحلف ما زاد المسيح على ما يقول صاحبكم ما يزن ذلك القذى في يده من نفثة سواكه؛ فأبشروا، ولا تخافوا؛ فلا دهونة -يعني: بلسان الحبشة- اليوم على حزب إبراهيم، قال عمرو بن العاص: ما حزب إبراهيم؟ قال: هؤلاء الرهط
وصاحبهم الذي جاؤوا من عنده ومن اتبعهم؛ فأنزلت ذلك اليوم خصومتهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد والحارث بن عوف بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة، ونكفر به عشية؛ حتى نلبس عليهم دينهم؛ لعلهم يصنعون كما نصنع، فيرجعوا عن دينهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} إلى قوله: {وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 73] (¬2). [ضعيف] * {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)} ¬
* عن أبي مالك؛ قال: قالت اليهود بعضهم لبعض: آمنوا معهم بما يقولون أول النهار، وارتدوا آخره؛ لعلهم يرجعون معكم، فاطلع الله على سرهم؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ} الآية (¬1). [ضعيف] * {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)}. * عن أبي مالك؛ قال: كان اليهود يقول أحبارهم للذين من دونهم: لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم؛ فأنزل الله: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ} (¬2). [ضعيف] * {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ في الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)}. ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "من حلف على يمين؛ يقتطع بها مال امرئ مسلم، وهو فيها فاجر؛ لقي الله وهو عليه غضبان"، ثم أنزل الله تصديق ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ في الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)} , ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا؛ فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قال: فحدثناه، قال: فقال: صدق، لفيَّ نزلت، كانت بيني وبين رجل خصومةٌ في بئر، فاختصمنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شاهداك أو يمينهُ"، قلت: إنه إذاً يحلف ولا يبالي؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين؛ يستحق بها مالاً، وهو فيها فاجر؛ لقي الله وهو عليه غضبان"، ثم أنزل الله تصديق ذلك، ثم اقترأ هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن أبي أوفى: أن رجلاً أقام سلعته؛ فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطها؛ فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}. قال ابن أبي أوفى: الناجش آكل ربا خائن (¬2). [صحيح] * عن عدي بن عميرة؛ قال: خاصم رجل من كندة -يقال له: ¬
امرؤ القيس بن عابس -رجلاً من حضرموت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أرض؛ فقضى على الحضرمي بالبيّنة؛ فلم تكن له بينة، وقضى على امرئ القيس باليمين؛ فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله! ذهبت والله -أو ورب الكعبة- أرضي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين كاذبة؛ ليقتطع بها مال أخيه؛ لقي الله وهو عليه غضبان"، قال رجاء: وتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}؛ فقال امرؤ القيس: ماذا لمن تركها يا رسول الله؟! قال: "الجنة"، قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها (¬1). [صحيح] * عن الشعبي؛ قال: إن رجلاً أقام سلعته أول النهار، فلما كان آخره؛ جاء رجل يساومه، فحلف لقد منعها أول النهار من كذا وكذا، ولولا المساء؛ ما باعها به؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ في الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)} (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت هذه الآية في أبي رافع وكنانة بن أبي ¬
الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب (¬1). [ضعيف جداً] * عن ابن جريج؛ قال: وقال آخرون: إن الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أرض كانت في يده لذلك الرجل؛ أخذها لتعززه في الجاهلية؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أقم بينتك"، قال الرجل: ليس يشهد لي أحد على الأشعث؛ قال: "فلك يمينه"، فقام الأشعث ليحلف؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية، فنكل الأشعث، وقال: إني أشهد الله وأشهدكم أن خصمي صادق؛ فرد إليه أرضه وزاده من أرض نفسه زيادة كثيرة؛ مخافة أن يبقى في يده شيء من حقه، فهي لعقب ذلك الرجل بعده (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن ناساً من علماء اليهود أُولي فاقة كانوا ذوي حظ من علم التوراة، فأصبتهم سَنَةٌ؛ فأتوا إلى كعب بن الأشرف يستميرونه، فسألهم كعب: هل تعلمون أن هذا الرجل -يعني رسول الله- في كتابكم؟ قالوا: نعم، وما تعلمه أنت؟ قال: لا، فقالوا: فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله، قال كعب: لقد قدمتم عليّ وأنا أريد أن أميركم وأكسوكم، فحرمكم الله خيراً كثيراً، قالوا: فإنه شبه لنا، ¬
فرويداً حتى نلقاه، فانطلقوا، فكتبوا صفة سوى صفته، ثم أتوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلموه، ثم رجعوا إلى كعب، فقالوا: قد كنا نرى أنه هو فأتيناه، فإذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا، وأخرجوا النعت الذي كتبوه فنظر إليه كعب؛ ففرح، ومارهم وأنفق عليهم؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬1). [موضوع] * وعنه -أيضاً- قال: نزلت في امرئ القيس بن عابس استعدى عليه عيدان بن أشوع في أرض ولم تكن لهم بينة؛ فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلف (¬2). [موضوع] * {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في اليهود والنصارى؛ حرفوا التوراة والإِنجيل، وضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وألحقوا به ما ليس منه، وأسقطوا منه الدين الحنيف (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال أبو رافع القرظي -حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم إلى الإِسلام-: أتريد يا محمد! أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران -نصراني يقال له: الرِّبِّيس-: أو ذاك تريد منا يا محمد! وإليه تدعونا -أو كما قال؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره؛ ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني" -أو كما قال-؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك من قولهم: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} الآية إلى قوله: {بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 80] (¬1). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: بلغني أن رجلاً قال: يا رسول الله! نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض؛ أفلا نسجد لك؟! قال: "لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله"؛ ¬
فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية إلى قوله: {بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: كان ناس من اليهود يتعبدون الناس من دون ربهم؛ بتحريفهم كتاب الله عن موضعه؛ فقال الله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)}، ثم يأمر الناس بغير ما أنزل الله في كتابه (¬2). [ضعيف] * {كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رجل من الأنصار أسلم، ثم ارتد ولحق بالشرك، ثم ندم؛ فأرسل إلى قومه: سلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن فلاناً قد ندم، وإنه قد أمرنا أن نسألك: هل له من توبة؟ فنزلت: {كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89]؛ فأرسل إليه قومه؛ فأسلم (¬3). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن السدي؛ قال: أنزلت في الحارث بن سويد الأنصاري، كفر بعد إيمانه؛ فأنزل الله هذه الآيات إلى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} [البقرة: 39]، ¬
ثم تاب وأسلم، ونسخها الله عنه؛ فقال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} [آل عمران: 89] (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلاً رجعوا عن الإِسلام ولحقوا بقريش، ثم كتبوا إلى أهلهم: هل لنا من توبة؟ فنزلت: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [آل عمران: 89] الآيات (¬2). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: لحق رجل بأرض الروم؛ فتنصر، ثم كتب إلى قومه: أرسلوا، هل لي من توبة (¬3)؟ قال: فحسبت أنه آمن ثم رجع. [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الحارث بن سويد بن الصامت رجع عن الإِسلام في عشرة رهط، فلحقوا بمكة، فندم الحارث بن سويد؛ فرجع، حتى إذا كان قريباً من المدينة؛ أرسل إلى أخيه الجلاس بن سويد: أني ندمت على ما صنعت؛ غسل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ فهل لي من توبة إن رجعت؟ وإلا؛ ذهبت في الأرض. فأتى الجلاس بن سويد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره بخبر الحارث بن سويد وندامته، وقد شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ فهل له من توبة؟ فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا}؛ فأرسل الجلاس إلى أخيه: أن الله قد عرض عليك التوبة. فأقبل إلى المدينة، واعتذر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتاب إلى الله من صنيعه، وقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - منه (¬1). [موضوع] * عن أبي صالح مولى أم هانئ -باذام-: أن الحارث بن سويد بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآمن به، ثم لحق بأهل مكة، وشهد أحداً، فقاتل المسلمين ثم سقط في يده فرجع إلى مكة؛ فكتب إلى أخيه جلاس بن سويد: يا أخي! إني قد ندمت على ما كان مني فأتوب إلى الله، وأرجع إلى الإِسلام؛ فاذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن طمعت لي في توبة؛ فاكتب إلي، فذكره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}، قال: فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه: يتمتع ثم يراجع إلى الإِسلام؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ ¬
وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90)} [آل عمران: 90] (¬1). [ضعيف جداً] * {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان إسرائيل أخذه عرق النساء، فكان يبيت له زقاء؛ فجعل لله عليه إن شفاه: ألا يأكل العروق؛ فأنزل الله -تعالى-: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} قال سفيان: له زقاء: صياح (¬2). [صحيح] * نقل الثعلبي عن الكلبي وأبي روق: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال: "أنا على ملة إبراهيم"؛ قالت اليهود: كيف: وأنت تأكل لحوم الإِبل وألبانها؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان ذلك حلاً لإبراهيم؛ فنحن نحله"، فقالت اليهود: كل شيء نحرمه؛ فإنه كان محرماً على نوح وإبراهيم وهلم جرا حتى انتهى إلينا؛ فأنزل الله -تعالى- تكذيباً لهم: {كُلّ ¬
الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا} (¬1). [موضوع] * {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)}. * عن ابن جريج؛ قال: بلغنا أن اليهود قالت: بيت المقدس أعظم من الكعبة؛ لأنه مهاجر الأنبياء، ولأنه في الأرض المقدسة، وقال المسلمون: الكعبة أعظم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزل: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} حتى بلغ: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 97]، وليس ذلك في بيت المقدس {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] وليس ذلك في بيت المقدس {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] وليس ذلك في بيت المقدس (¬2). [ضعيف جداً] * {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}. * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]؛ قالت اليهود: فنحن على الإِسلام، فماذا يبغي منا محمد؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ- حجاً مفروضاً: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ} الآية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كتب عليكم الحج". ¬
وفي رواية: لما نزلت هذه الآية -فذكر نحو الحديث السابق-، وزاد فيه: فقال الله -عزّ وجلّ- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: حجهم -يقول: اخصمهم-، فقل لهم: حجوا، فقالوا: لم يكتب علينا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}؛ فقال لهم: إن كنتم مسلمين؛ فإن الله -عزّ وجلّ- قد فرض على المسلمين حج البيت، فأبوا، وقالوا: ليس علينا حج، قال عكرمة: {وَمَنْ كَفَرَ} ومن أهل الملل: {فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (¬1). [ضعيف] * عن الحارث بن يزيد؛ أنه قال: يا رسول الله! الحج في كل عام؟ فنزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (¬2). [موضوع] * عن مجاهد؛ قال: آية فرقت بين المسلمين وأهل الكتاب لما نزلت: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، قالت اليهود: قد أسلمنا؛ فنزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} الآية، فقالوا: لا نحجه أبداً (¬3). ¬
* عن الضحاك؛ قال: في قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}؛ قال: لما نزلت آية الحج؛ جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الأديان كلهم، فقال: "يا أيها الناس! إن الله -عزّ وجلّ- كتب عليكم الحج؛ فحجوا"؛ فآمنت به ملة واحدة وهي من صدّق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به، وكفرت به خمس ملل، قالوا: لا نؤمن به، ولا نصلي إليه، ولا نستقبله؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: نزلت في اليهود حيث قالوا: الحج إلى مكة غير واجب؛ فأنزل الله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (¬2). [ضعيف جداً] * {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَاأَيُّهَا ¬
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}. * عن زيد بن أسلم؛ قال: مرَّ شاس بن قيس -وكان شيخاً قد عسا في الجاهلية، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم- على نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه؛ فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإِسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار؛ فأمر فتى شاباً من اليهود -وكان معه- قال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، وذكرهم يوم بعاث، وما كان قبله، وانشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار -وكان يوم بعاث يوماً اقتتلت فيه الأوس والخزرج، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج-؛ ففعل؛ فتكلم القوم عند ذلك؛ فتنازعوا، وتفاخروا؛ حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب: أوس بن قيظي أحد بني حارثه بن الحارث من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم والله رددناها الآن جذعه؛ وغضب الفريقان، وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح، موعدكم الظاهرة، والظاهرة: الحرة؛ فخرجوا إليها وتحاور الناس، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض، والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم، فقال: "يا معشر المسلمين! الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؛ بعد إذ هداكم الله إلى الإِسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً؟! "؛ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم، فالقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سامعين
مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس وما صنع؛ فأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا}. وأنزل الله -عزّ وجلّ- في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا مما أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: كان بين هذين الحيين من الأوس والخزرج قتال في الجاهلية، فلما جاء الإِسلام؛ اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج، فأنشد شعراً قاله أحد الحيين في حربهم فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا، فقال الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعاً كما كانت، فنادى هؤلاء: يا آل أوس! ونادى هؤلاء: يا آل خزرج! فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال؛ فنزلت هذه، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قام بين الصفين؛ فقرأها، ورفع صوته، فلما سمعوا صوته؛ أنصتوا وجعلوا ¬
يستمعون، فلما فرغ؛ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضاً وجعلوا يبكون (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: كان جماع قبائل الأنصار بطنين: الأوس والخزرج، وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن، حتى مَنَّ الله عليهما بالإِسلام وبالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم، وألف بينهم بالإِسلام، قال: فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج قاعدان يتحدثان ومعهما يهودي جالس فلم يزل يذكرهم أيامهما والعداوة التي بينهما؛ حتى استبا، ثم اقتتلا، قال: فنادى هذا قومه، وهذا قومه، فخرجوا بالسلاح، وصفّ بعضهم لبعض، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ شاهد بالمدينة، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل يمشي إلى هؤلاء وإلى هؤلاء يسكنهم حتى رجعوا ووضعوا السلاح، قال: فأنزل الله -تعالى- في القرآن في ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الأوس والخزرج يتحدثون، فغضبوا؛ حتى كان بينهم حرب، فأخذوا السلاح بعضهم إلى ¬
بعض؛ فنزلت: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ} إلى قوله -تعالى-: {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] (¬1). [صحيح] * عن السدي؛ قال: نزلت في ثعلبة بن غنمة الأنصاري، كان بينه وبين أناس من الأنصار كلام، فمشى بينهم يهودي من بني قينقاع؛ فحمل بعضهم على بعض؛ حتى همت الطائفتان من الأوس والخزرج أن يحملوا السلاح؛ فيقاتلوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، يقول: إن حملتم السلاح؛ فاقتتلتم؛ كفرتم (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن ابن جريج؛ قال: نزل قوله: {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103] فيما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة -رضي الله عنها- (¬1). [ضعيف جداً] * عن عطاء: أن رسول الله صعد المنبر؛ فقال: "يا معشر المسلمين! مالي أوذى في أهلي؟ "؛ يعني: عائشة في قصة الإِفك. . . فذكر الحديث ومراجعة السعدين: سعد بن معاذ وسعد بن عبادة؛ فثار الحيان؛ حتى هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سكنهم؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} إلى قوله: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103] (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر من الأنصار فآمنوا به وصدقوه، وأراد أن يذهب معهم، فقالوا: يا رسول الله! إن بين قومنا حرباً، وإنا نخاف إن جئت على حالك هذه أن لا يتهيأ الذي تريد، فواعدوه من العام المقبل، وقالوا: نذهب يا رسول الله؛ لعل الله يصلح تلك الحرب، قال: ففعلوا، فأصلح الله تلك الحرب وكانوا يرون أنها لا تصلح أبداً -وهو يوم بعاث- فلقوه من العام المقبل سبعين رجلاً قد آمنوا به، فأخذ منهم النقباء اثني عشر رجلاً؛ فذلك حين يقول الله -عزّ وجلّ- {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103] (¬3). [ضعيف] ¬
* عن مقاتل بن حيان؛ قال: بلغني أن هذه الآية أنزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في رجلين: أحدهما من الخزرج، والآخر من الأوس، اقتتلوا في الجاهلية زماناً طويلاً، فقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأصلح بينهم، فجرى الحديث بينهما في المجلس، فتفاخروا واستبوا؛ حتى أشرع بعضهم الرماح إلى بعض (¬1). [ضعيف] * {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)}. * عن عكرمة؛ قال: نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)}. * قال مقاتل بن سليمان: إن رؤوس اليهود: كعب وبحري والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنهم عبد الله بن سلام وأصحابه، فآذوهم؛ لإِسلامهم؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬1). [ضعيف جداً] * {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)}. * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: أخّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً صلاة العشاء، ثم خرج إلى المسجد؛ فإذا الناس ينتظرون الصلاة، فقال: "أما إنه ليس من هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم"، قال: وأنزلت هذه الآية: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)} (¬2). [حسن] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-؛ قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسيد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم؛ فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإِسلام؛ قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا، ولو كانوا خيارنا؛ ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن منصور بن المعتمر؛ قال: بلغني أنما نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب والعشاء (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رجال من المسلمين يواصلون رجالاً من اليهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم؛ فنهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم منهم؛ فأنزل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} إلى قوله: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} [آل عمران: 119] (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد: نزلت في المنافقين من أهل المدينة، نهى المؤمنين ¬
أن يتولوهم (¬1). [ضعيف] * قال مقاتل بن سليمان: دعا اليهود؛ منهم: أصبغ ورافع ابنا حرملة -وهما من رؤوسهم- عبد الله بن أُبي ومالك بن دخشم إلى اليهودية، وزينا لهم ترك الإِسلام؛ حتى أرادوا أن يظهروا الكفر؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية: يحذر من اتباع اليهود، ويبين عداوتهم لهم (¬2). * {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: فينا نزلت: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا}، فقال: نحن الطائفتان: بنو حارثة، وبنو سلمة، وما نحب -قال سفيان مرة: وما يسرني-: أنها لم تنزل؛ لقول الله: والله وليهما (¬3). [صحيح] * عن مجاهد؛ قال: هم بنو حارثه، وكانوا من نحو أحد، وبنو سلمة، وكانوا من نحو سلع، وذلك يوم الخندق؛ كذلك قال (¬4). [ضعيف] ¬
* عن قتادة: كان ذلك يوم أحد، والطائفتان هم بنو سلمة وبنو حارثة؛ حيان من الأنصار، همّوا بأمر؛ فعصمهم الله من ذلك (¬1). [ضعيف] * {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)}. * عن الشعبي: أن المسلمين بلغهم يوم بدر: أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين؛ فشق عليهم؛ فأنزل الله {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} , قال: فبلغت كرزاً الهزيمة، فلم يمد المشركين، ولم يمد المسلمون بالخمسة (¬2). [ضعيف] * {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه: "سمع الله لمن حَمدَهُ، ربنا ولك الحمد"، ثم يقول وهو قائم: "اللهم! انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم ¬
اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف، اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوانَ وعصيّة؛ عصت الله ورسوله"، ثم بلغنا أنه ترك ذلك؛ لما أنزل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} (¬1). [صحيح] * عن أنس -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في رأسه؛ فجعل يسلت الدم عنه، ويقول: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟! "؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: "اللهم! العن فلاناً وفلاناً وفلاناً، بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"؛ فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} (¬3). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن الحسن: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: "كيف يفلح قوم دَمَوْا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله -عزّ وجلّ-؟ "؛ فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. وفي رواية: بلغني: أن رسول الله لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد وكسرت رباعيته وجرح وجهه؛ قال -وهو يصعد على أحد-: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم؟ " (¬1). [صحيح] * عن قتادة: أن رباعية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصيبت يوم أحد، أصابها عتبة بن أبي وقاص وشجه في وجهه، فكان سالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم؟ "؛ فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. وفي رواية كسرت رباعيته وفرق حاجبه، وعليه درعان، والدم يسيل؛ فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح الدم، فأفاق وهو ¬
يقول: "كيف بقومٍ فعلوا هذا بنبيهم؟ "؛ فنزلت (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس: أنزلت هذه الآية على رسول الله يوم أحد وقد شج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، وأصيبت رباعيته؛ فهمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو عليهم، فقال: "كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم؛ وهو يدعوهم إلى الله وهم يدعونه إلى الشيطان، ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة، ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟! "؛ فَهَمَّ أن يدعو عليهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}؛ فكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدعاء عليهم (¬2). [ضعيف جداً] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافُ امُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن عمرو بن أقيش كان له رباً في ¬
الجاهلية؛ فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد، فلبس لَأْمَتَهُ وركب فرسه، ثم توجه قبلهم؛ فلما رآه المسلمون؛ قالوا: إليك عنا يا عمرو! قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح؛ فحمل إلى أهله جريحاً، فجاء سعد بن معاذ؛ فقال لأخته: سليه: حمية لقومك، أو غضباً لهم، أم غضباً لله؟! فقال: بل غضباً لله ولرسوله، فمات، فدخل الجنة وما صلى لله صلاة (¬1). [حسن] ¬
* عن مجاهد؛ قال: كانوا يتبايعون إلى أجل؛ فنزلت: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافُ امُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (¬1). [ضعيف] * عن عطاء؛ قال: كانت ثقيف تداين بني المغيرة في الجاهلية، فإذا حلّ الأجل؛ قالوا: نزيدكم وتؤخرون؛ فنزلت: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافُ امُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (¬2). [ضعيف] * {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ في السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)}. * عن عطاء: أن المسلمين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا؛ كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه في عتبة بابه مكتوبة: اجدع أذنك، افعل كذا، فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم؟ ألا ¬
أخبركم بخير من ذلكم؟ "؛ فقرأ هذه الآيات (¬1). [ضعيف] * {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}. * عن الزهري؛ قال: كَثُرَ في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - القتل والجراح؛ حتى خلص إلى كل امرئٍ منهم اليأس؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- القرآن، فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قوماً من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية، فقال: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} إلى قوله: {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران: 154] (¬2). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: انهزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشِّعْبِ يوم أحد، وعلا خيل المشركين فوقهم على الجبل، وكان المسلمون من أسفل الشعب، فندب نفر من المسلمين رماة، فرموا خيل المشركين؛ حتى هزم الله خيل المشركين، وعلا المسلمون الجبل؛ ¬
ونزلت: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم لا يعلون علينا"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)} (¬2). [ضعيف جداً] * {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}. * عن عكرمة؛ قال: وندم المسلمون كيف خلوا بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الجبل، وجمع أبو سفيان جمعه، وكان من أمرهم مما كان، فلما صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الجبل؛ جاء أبو سفيان، فقال: يا محمد! ألا تخرج؟ الحرب سجال: يوم لنا، ويوم لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجيبوا -لأصحابه- وقولوا: لا سواء، لا سواء؛ قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار". قال أبو سفيان: عزى لنا ولا عزى لكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". قال أبو سفيان: اعل هبل. ¬
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أعلى وأجل". فقال أبو سفيان: موعدنا وموعدكم بدر الصغرى. ونام المسلمون وبهم الكلوم. قال عكرمة: ففيهم نزلت: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر؛ خرجن يستخبرن، فإذا رجلان مقتولان على دابة، أو على بعير، فقالت امرأة من الأنصار: من هذان؟ قالوا: فلان وفلان؛ أخوها وزوجها أو زوجها وابنها، فقالت: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: حي، قالت: فلا أبالي؛ يتخذ الله من عباده الشهداء، ونزل القرآن على ما قالت: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} (¬2). [ضعيف] * عن أبي الضحى؛ قال: نزلت {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}؛ فقتل منهم يومئذ سبعون، منهم أربعة من المهاجرين: حمزه بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، والشمساس بن عثمان المخزومي، ¬
وعبد الله بن جحش، وسائرهم في الأنصار (¬1). [ضعيف] * عن راشد بن سعد: لما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد كئيباً حزيناً؛ جعلت المرأة تجيء بزوجها وأبيها وابنها وهي تلتدم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهكذا يفعل برسولك؟! "؛ فنزلت (¬2). [ضعيف] * {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)}. * قال مقاتل بن سليمان: سببها أن المنافقين قالوا للمؤمنين يوم أحد بعد الهزيمة: لم تقتلون أنفسكم وتهلكون أموالكم؛ فإن محمداً لو كان نبياً لم يسلطوا عليه؛ فنزلت (¬3). [ضعيف جداً] * {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رجالاً من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد -أو ليت لنا يوماً كيوم بدر نقاتل فيه المشركين، ونبلي فيه خيراً، ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق-؛ فأشهدهم الله أحداً، ولم يلبثوا إلا من شاء الله منهم؛ فقال الله: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ ¬
فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: غاب رجال عن بدر، فكانوا يتمنون مثل يوم بدر: أن يلقوه؛ فيصيبوا من الخير والأجر مثل ما أصاب أهل بدر، فلما كان يوم أحد؛ ولّى من ولّى منهم، فعاتبهم الله، أو فعتبهم على ذلك (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: أناس من المؤمنين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطى الله أهل بدر من الفضل والشرف والأجر؛ فكانوا يتمنون أن يرزقوا قتالاً؛ فيقاتلوا، فسيق إليهم القتال حتى كان في ناحية المدينة يوم أحد، فقال الله -عزّ وجلّ- كما تسمعون: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الحسن؛ قال: بلغني أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون: لئن لقينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لنفعلن ولنفعلن؛ فابتلوا بذلك، فلا والله ما كُلَّهم صدق الله؛ فأنزل الله: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} (¬1). [ضعيف] * عن الربيع؛ قال: إنَّ أناساً من المؤمنين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطاهم الله من الفضل؛ فكانوا يتمنون أن يروا قتالاً، فيقاتلوا؛ فسيق إليهم القتال حتى كان ناحية المدينة يوم أحد؛ فأنزل الله: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: كان ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشهدوا بدراً، فلما رأوْا فضيلة أهل بدر؛ قالوا: اللهم إنا نسألك أن ترينا يوماً كيوم بدر؛ نبليك فيه خيراً، فرأوْا أحداً؛ فقال لهم: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}. * عن الربيع بن أنس قوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} وذلك يوم أحد حين أصابهم ما أصابهم من القرح والقتل، وتداعوا نبي الله، قالوا: قد قتل، وقال أناس منهم: لو كان نبياً؛ ما قتل، وقال أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم؛ حتى يفتح الله عليكم، أو تلحقوا به؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ}. يقول: لئن مات نبيكم أو قتل؛ ارتددتم كفاراً بعد إيمانكم (¬1). [ضغيف جداً] * عن السدي؛ قال: لما برز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد إليهم -يعني: إلى المشركين-؛ أمر الرماة، فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين، وقال: "لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا قد هزمناهم؛ فإنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم"، وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير، ثم شد الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود على المشركين فهزماهم، وحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فهزموا أبا سفيان، فلما رأى ذلك ¬
خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين قدّم؛ فرمته الرماة؛ فانقمع، فلما نظر الرماة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه؛ بادروا الغنيمة. فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق عامتهم فلحقوا بالعسكر. فلما رأى خالد قلة الرماة؛ صاح في خيله، ثم حمل فقتل الرماة، وحمل على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى المشركون أن خيلهم تقاتل؛ تبادروا، فشدوا على المسلمين فهزموهم وقتلوهم، فأتى ابن قيئة الحارثي -أحد بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة- فرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجر؛ فكسر أنفه ورباعيته وشجه في وجهه؛ فأثقله، وتفرق عنه أصحابه، ودخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس: "إليّ عباد الله! إليّ عباد الله! "، فاجتمع إليه ثلاثون رجلًا، فجعلوا يسيرون بين يديه، فلم يقف أحد إلاَّ طلحة وسهل بن حنيف فحماه طلحة فرمى بسهم في يده فيبست يده، وأقبل أبي بن خلف الجمحي وقد حلف ليقتلن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بل أنا أقتلك"، فقال: يا كذاب! أين تفر فحمل عليه، فطعنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنب الدرع فجرح جرحًا خفيفًا فوقع يخور خوران الثور فاحتملوه، وقالوا: ليس بك جراحة، قال: أليس قال: "لأقتلنك؟ "، لو كانت لجميع ربيعة ومضر؛ لقتلتهم، ولم يلبث إلا يومًا أو بعض يوم؛ حتى مات من ذلك الجرح، وفشا في الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قتل! فقال بعض أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي فنأخذ لنا أمنة من أبي سفيان، يا قوم! إن محمداً قد قتل؛ فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم. قال أنس بن النضر: يا قوم! إن كان محمد قد قتل؛ فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد - صلى الله عليه وسلم -، اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، ثم شدّ بسيفه فقاتل حتى قتل. وانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب
الصخرة، فلما رأوه؛ وضع رجل سهماً في قوسه فأراد أن يرميه، فقال: "أنا رسول الله"؛ ففرحوا حين وجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياً، وفرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى في أصحابه من يمتنع, فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابه الذين قتلوا، فقال الله -عزّ وجلّ- للذين قالوا: إن محمداً قد قتل فارجعوا إلى قومكم: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: ذاكم يوم أحد حين أصابهم القرح والقتل، ثم تنازعوا في نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بقية ذلك، فقال أناس: لو كان نبياً؛ ما قتل، وقال أناس من عَليَّة أصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: قاتلوا على ما قاتل عليه محمد نبيكم؛ حتى يفتح الله لكم، أو تلحقوا به؛ فقال الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}؛ يقول: إن مات نبيكم أو قتل؛ ارتددتم كفاراً بعد إيمانكم (¬2)! [ضعيف] * عن الضحاك؛ قال: نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا إنّ محمداً قد قتل؛ فارجعوا إلى دينكم الأول؛ فأنزل الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} (¬3) [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة، والناس يفرون، ورجل قائم على الطريق يسألهم: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وجعل كلما مروا عليه يسألهم، فيقولون: والله ما ندري ما فعل، فقال: والذي نفسي بيده، لئن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل؛ لنعطينهم بأيدينا؛ إنهم لعشائرنا وإخواننا، وقالوا: إن محمداً إن كان حياً؛ لم يهزم، ولكنه قد قتل؛ فترخصوا في الفرار حينئذ؛ فأنزل الله - عزّ وجلّ- على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن ابن جريج: قال أهل المرض والارتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد قتل محمد؛ فالحقوا بدينكم الأول؛ فنزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف جداً] * عن الضحاك؛ قال: قال ناس من أهل الارتياب والمرض والنفاق -قالوا يوم فر الناس عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وشج فوق حاجبه، ¬
وكسرت رباعيته-: قتل محمد؛ فالحقوا بدينكم الأول؛ فذلك قوله: {انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: ألقي في أفواه المسلمين يوم أحد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قتل؛ فنزلت هذه الآية: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (114)} (¬2). [ضعيف جداً] * {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)}. * عن السدي؛ قال: لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة؛ انطلق أبو سفيان حتى بلغ بعض الطريق، ثم إنهم ندموا؛ فقالوا: بئس ما صنعتم أنكم قتلتموهم، حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم، ارجعوا فاستأصلوهم؛ فقذف الله -عزّ وجلّ- في ¬
قلوبهم الرعب فانهزموا، فلقوا أعرابياً فجعلوا له جعلاً، وقالوا له: إن لقيت محمداً؛ فأخبره بما قد جمعنا لهم، فأخبر الله -عزّ وجلّ- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك، فذكر أبا سفيان حيث أراد أن يرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وما قُذف في قلبه من الرعب؛ فقال: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} (¬1). [ضعيف جداً] {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)}. * عن الضحاك؛ قال: إن نبي الله أمر يوم أحد طائفة من المسلمين؛ فقال: كونوا مسلحة للناس بمنزلة أمرهم أن يثبتوا بها، وأمرهم أن لا يبرحوا مكانهم حتى يأذن لهم، فلما لقي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أبا سفيان ومن معه من المشركين؛ هزمهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى المسلحة أن الله -عزّ وجلّ- هزم المشركين؛ انطلق بعضهم وهم يتنادون: الغنيمة الغنيمة! لا تفتكم، وثبت بعضهم مكانهم، وقالوا: لا نريم موضعنا؛ حتى يأذن لنا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ففي ذلك نزل: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}، فكان ابن مسعود يقول: ما شعرت أن أحداً من أصحاب ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد (¬1). [ضعيف جداً] * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلاً- عبدَ الله بن جبير، فقال: "إن رأيتمونا تخطفنا الطير؛ فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أُرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم؛ فلا تبرحوا حتى أُرسل إليكم". فهزموهم، قال: فأنا والله رأيت النساء يشددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن، فقال أصحاب ابن جبير: الغنيمة أي قوم! الغنيمة! ظهر أصحابكم؛ فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قالوا: والله لنأتين الناس؛ فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم؛ صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين؛ فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلاً، فأصابوا منا سبعين. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه أصاب من المشركين يوم بدر: أربعين ومائة؛ سبعين أسيراً وسبعين قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد -ثلاث مرات-؟ فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبوا. ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة -ثلاث مرات-؟، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب -ثلاث مرات-؟ ثم رجع إلى أصحابه؛ فقال: أما هؤلاء؛ فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه؛ فقال: كذبت والله يا عدو الله! إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك. قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مَثُلَة: لم آمر بها, ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اعل هبل، اعل هبل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تجيبونه؟ "، قالوا: يا رسول الله! ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجلّ"، قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تجيبونه! " قال: قالوا: يا رسول الله! ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث ناساً من الناس؛ يعني: يوم أحد، فكانوا من ورائهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كونوا ههنا؛ فَرُدُّوا وَجْهَ مَنْ قَدِمَنا، وكونوا حَرسًا لنا من قِبَل ظهورنا"، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هزم القوم هو وأصحابه؛ اختلف الذين كانوا جعلوا من ورائهم؛ فقال بعضهم لبعض -لما رأوا النساء مصعدات في الجبل ورأوا الغنائم- قالوا: انطلقوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدركوا الغنيمة قبل أن تسبقوا إليها، وقالت طائفة أخرى: بل نطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنثبت مكاننا؛ فذلك قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} للذين أرادوا الغنيمة {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}، قالوا: نطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونثبت مكاننا؛ فأتوا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فكان فشلاً حين تنازعوا بينهم بقوله: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} كانوا قد رأوا الفتح والغنيمة (¬2). [ضعيف جداً] * وعنه -أيضاً-رضي الله عنه-؛ قال: ما نُصِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موطن كما نُصر يوم أحد! فأنكرنا ذلك عليه؛ فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله، إن الله يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ ¬
مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} وإنما عنى بهذا الرماة؛ وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع، ثم قال: "احموا ظهورنا، وإن رأيتمونا نقتل؛ فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا؛ فلا تشركونا"، فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأباحوا عسكر المشركين؛ انتفضت الرماة جميعاً، فدخلوا العسكر ينتهبون، وقد انتفضت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم كذا -وشبك أصابع يديه- والتبسوا، فلما أخلّ الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها؛ دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضاً والتبسوا، وقتل من المسلمين ناس كثير، وقد كان النصر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار؛ حتى قتل من أصحاب لواء المشركين تسعة أو سبعة، وجال المشركون (¬1) جولة نحو الجبل ولم يبلغوا، حيث يقول الناس: الغار إنما كانوا تحت المهراس، وصاح الشيطان: قتل محمد، فلم يشكوا به أنه حق، فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل؛ حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين نعرفه بكتفيه إذا مشى، قال: ففرحنا؛ حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا، فرقي نحونا، وهو يقول: "اشتد غضب الله على قوم رموا وجه رسول الله"، ويقول مرة أخرى: "اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا"، حتى انتهى إلينا، فمكث ساعة، فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: اعل هبل، اعل هبل -يعني: إلهه-، أين ابن أبي كبشة؟! أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: ألا أجيبه يا رسول الله؟! قال: "بلى"، قال: فلما قال: اعل هبل؛ قال عمر: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: يا ابن الخطاب! إنها قد أنعمت عينها، فعاد عنها -أو فعال عنها-، فقال: أين ابن أبي كبشة؟! أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أبو بكر، وها أنا ذا. فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، الأيام دول، وإن الحرب سجال. ¬
قال عمر: لا سواء؛ قتلانا في الجنة؛ وقتلاكم في النار، قال: إنكم تزعمون ذلك؛ لقد خبنا إذاً وخسرنا، ثم قال: أما إنكم ستجدون في قتلاكم مَثْلاً، ولم يكن ذلك عن رأي سراتنا، ثم أدركته حمية الجاهلية، قال: أما إنه إذا كان ذاك؛ لم نكرهه (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: أن النساء كنا يوم أحد خلف المسلمين، يُجْهِزْنَ على جرحى المشركين، فلو حلفتُ يومئذ رجوت أن أبرَّ: إنه ليس أحدٌ منَّا يريد الدنيا؛ حتى أنزل الله -عزّ وجلّ-: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ}، فلما خالف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصوا ما أمروا به؛ أُفْرِدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسعة: سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، وهو عاشرهم، فلما رهقوه؛ قال: "رحم الله رجلاً ردهم عنا"، قال: فقام رجل من الأنصار، فقاتل ساعة حتى قتل، فلما رهقوه -أيضاً-؛ قال: "يرحم الله رجلاً ردهم عنا"، فلم يزل يقل ذلك حتى قتل السبعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا"، فجاء أبو سفيان، فقال: اعْلُ هُبَل؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: الله أعلى وأجل، فقالوا: الله أعلى ¬
وأجل"، قال أبو سفيان: لنا عُزَّى ولا عُزَّى لكم! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: الله مولانا، والكافرون لا مولى لهم". ثم قال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدرٍ، يوم لنا ويوم علينا، ويوم نُساءُ ويوم نُسرُّ، حنظلة بحنظلة، وفلانٌ بفلان، وفلان بفلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا سَواءَ، أما قتلانا؛ فأحياءٌ يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون"، قال أبو سفيان: قد كانت في القوم مَثْلاً، وإن كانت لَعَنْ غير ملإ منا ما أمرت ولا نَهيت، ولا أحببت ولا كرهت، ولا ساءني ولا سرني، قال: فنظروا، فإذا حمزةُ قد بُقِرَ بطنه، وأخذت هند كبده؛ فلاكتها؛ فلم تستطيع أن تأكلها؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أأكلت منه شيئاً؟! "، قالوا: لا، قال: "ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة النار! "، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة؛ فصلى عليه، وجيء برجل من الأنصار فوُضع إلى جنبه، فصلى عليه، فرُفِع الأنصاري، وتُرك حمزة، ثم جيء بآخر؛ فوضعه إلى جنب حمزة، فصلى عليه، ثم رُفع وتُرك حمزة؛ حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: ما كنت أرى أن أحداً من أصحاب رسول الله يريد الدنيا؛ حتى نزل فينا ما نزل يوم أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (¬1). [حسن لغيره] * عن عبد الرحمن بن أبزى؛ قال: وضع رسول الله خمسين من الرماة يوم أحد وأمَّر عليهم عبد الله بن جبير -أخا خوات-، وأقعدهم ¬
إزاء خالد بن الوليد، وكان على خيل المشركين، فلما انهزم المشركون؛ قال طائفة منهم: نلحق بالناس؛ لا يسبقونا بالغنائم، وقالت طائقة: عهد إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا نزيغ من مكاننا؛ حتى يأتينا أمره، فمضى أولئك؛ فرأى خالد رقتهم؛ فحمل عليه؛ فقتلهم، ونزلت: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}؛ الآية وكانت معصيتهم توجههم عن مكانهم، وقوله: (من يريد الدنيا)، أي: الغنيمة {اَلأَخِرَةَ}: الشهادة (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة، فلما رأوه؛ وضع رجل سهماً في قوسه؛ فأراد أن يرميه، فقال: "أنا رسول الله"؛ ففرحوا في ذلك حيث وجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياً، وفرح رسول الله حين رأى أن في أصحابه من يمتنع، فلما اجتمعوا -وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذهب عنهم الحزن-؛ اقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا؛ فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم، فلما نظروا إليه؛ نسوا ذلك الذي كانوا عليه، وهمهم أبو سفيان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس لهم أن يعلونا، اللهم إن تُقْتَل هذه العِصابَةُ لا تُعبد"، ثم ندب أصحابه؛ فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم، فقال أبو سفيان يومئذ: اعل هبل، حنظلة بحنظلة، ويومٌ بيوم بدر، وقتلوا يومئذ حنظلة بن الراهب وكان جنباً فغسلته الملائكة، وكان حنظلة بن أبي سفيان قتل يوم بدر، قال أبو سفيان: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "قل: الله مولانا، ولا مولى لكم"، فقال أبو سفيان: فيكم محمد؟ قالوا: نعم، قال: أما إنها قد كانت فيكم مُثْلة؛ ما أمرت ولا نهيت عنها؛ ولا سرني ولا ساءتني، فذكر الله إشراف أبي سفيان عليهم؛ فقال: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا ¬
بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ}؛ الغم الأول: ما فاتهم من الغنيمة والفتح، والغم الثاني: إشراف العدو عليهم؛ {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من الغنيمة، {وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} من القتل حين تذكرون، فشغلهم أبو سفيان (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي: لما شدّ المشركون على المسلمين بأحد فهزموهم؛ دخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة، فقاموا عليها، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس: "إليّ عباد الله! إليّ عباد الله! "، فذكر الله صعودهم على الجبل، ثم ذكر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم؛ فقال: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} (¬2). [ضعيف جداً] * {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)}. * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: قال الزبير: لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اشتد الخوف علينا، فأرسل الله علينا النوم، فما منّا ¬
من رجل إلا ذقنه في صدره، قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا؛ فحفظها منه، وفي ذلك أنزل الله: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} لقول متعب (¬1). [حسن] * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه [وذلك قوله -عزّ وجلّ-: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}، والطائفة الأخرى: المنافقون، ليس لهم إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبه، وأخذله للحق] (¬2). [صحيح] ¬
* {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}. * عن كليب؛ قال: خطب عمر يوم الجمعة؛ فقرأ آل عمران، وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها، فلما انتهى إلى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}؛ قال: لما كان يوم أُحد؛ هزمناهم، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى، والناس يقولون: قتل محمد، فقلت: لا أجد أحداً يقول: قتل محمد؛ إلا قتلته، حتى اجتمعنا على الجبل؛ فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة -مولى ابن عباس-؛ قال: جاءت [فاختة] بنت غزوان امرأة عثمان بن عفان، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليٌّ يغسلان السلاح من الدماء، فقالت: ما فعل ابن عفان؟! أما والله لا تجدونه ألأم القوم، فقال لها علي: إن عثمان فضح الذمار اليوم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْ"، وكان ممن ولى دبره يومئذ: عثمان بن عفان، وسعد بن عثمان، وعقبة بن عثمان -إخوان من الأنصار من بني زريق- حتى بلغوا الجلعب، فرجعوا بعد، فقالت: فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد ذهبتهم بها عريضة"، قال الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ ¬
بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في رافع بن المعلى وغيره من الأنصار وفي أبي حذيفة بن عتبة ورجل آخر: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ}؛ إذ لم يعاقبهم (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة: وذلك يوم أحد، ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تولوا عن القتال وعن نبي الله يومئذ، وكان ذلك من أمر الشيطان وتخويفه؛ فأنزل الله ما تسمعون أنه قد تجاوز عن ذلك وعفا عنهم (¬3). [ضعيف] * عن السدي قال: لما انهزموا يومئذ؛ تفرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
أصحابه، فدخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة، فقاموا عليهم؛ فذكر الله -عزّ وجلّ- الذين انهزموا فدخلوا المدينة، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} (¬1). [ضعيف جداً] * {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر؛ فقال بعض الناس: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)} (¬2). [حسن لغيره] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن الضحاك بن مزاحم؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلائع، فغنم النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقسم للطلائع؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)} (¬1). [ضعيف] * عن الأعمش؛ قال: كان ابن مسعود يقرأ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}؛ فقال ابن عباس: بلى، ويقتل، قال: فذكر ابن عباس إنه إنما كانت في قطيفة، قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلها يوم بدر؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال نبيّ - صلى الله عليه وسلم - جيشاً؛ فردت رايته، ثم بعث فردت، ثم بعث فردت؛ فردت بغلول رأس غزال من ذهب؛ فنزلت: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬3). [صحيح] ¬
* عن قتادة؛ قال: ذُكر لنا أن هذه الآية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وقد غلَّ طوائف من أصحابه (¬1). [صحيح لغيره] * عن الربيع: أنزلت على نبي الله يوم بدر وقد غل طوائف من أصحابه (¬2). [ضعيف جداً] * {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}. * عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ قال: لما كان يوم بدر؛ قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين؛ فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ثم مد يده وعليه رداؤه وإزاره. ثم قال: "اللهم أين ما وعدتني؟ اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام؛ فلا تعبد في الأرض أبداً"، قال: فما زال يستغيث ربه -عزّ وجلّ- ويدعوه؛ حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرده، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك، وأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} [الأنفال: 9]، ¬
فلما كان يومئذ والتقوا؛ فهزم الله -عزّ وجلّ- المشركين، فقتل منهم سبعون رجلاً، وأسر منهم سبعون رجلاً، فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعليًا وعمر، فقال أبو بكر: يا نبي الله! هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان؛ فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم؛ فيكون لنا عضدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ترى يا ابن الخطاب؟! "، قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان -قريباً لعمر-؛ فأضرب عنقه؛ وتمكن علياً من عقيل؛ فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه، فيضرب عنقه؛ حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم، وقادتهم، فَهَوِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قلت؛ فأخذ منهم الفداء، فلما إن كان من الغد؛ قال عمر: غدوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا هو قاعد وأبو بكر، وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله! أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟! فإن وجدت بكاء؛ بكيت، وإن لم أجد بكاء؛ تباكيت لبكائكما، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الذي عرض علي أصحابك من الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة" -لشجرة قريبة-، وأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} [الأنفال: 67, 68] من الفداء، ثم أُحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أُحد من العام المقبل؛ عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكسرت رباعيته وهُشِمتِ البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، وأنزل الله -تعالى-: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)} بأخذكم من الفداء (¬1). [صحيح] ¬
* {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما أصيب إخوانكم بأُحد؛ جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة: تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقةٍ في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومَقِيلِهم؛ قالوا: من يُبَلِّغ إخواننا عنا أَنّا أحياء في الجنة نرزق؛ لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله -سبحانه-: أنا أبلغهم عنكم؛ قال: فأنزل الله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} إلى آخر الآية" (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال في قوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}: أما إنا قد سألنا عن ذلك؛ فقال: أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعةً؛ فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهي؟ ونحن نسرح في الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا! قالوا: يا ربّ! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا؛ حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا (¬1). [صحيح] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال لي: "يا جابر! ما لي أراك منكسراً؟! "، قلت: يا رسول الله! استشهد أبي، قتل يوم أحد، وترك عيالاً وديناً، قال: "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ "، قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: "ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً، فقال: يا عبدي! تمن عليّ؛ أعطك، قال: يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب -عزّ وجلّ-: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون"، قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} (¬2). [حسن] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن أنس -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لما قتل حمزةُ وأصحابهُ يوم أُحد؛ قالوا: يا ليت لنا من يخبر إخواننا بالذي صرنا إليه من كرامة الله، قال: فأوحى ربهم -جل ثناؤه- إليهم أني رسولكم إلى إخوانكم بما أحببتم، قال: فأنزل الله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن أنس -رضي الله عنه-: في أصحاب رسول الله الذين أرسلهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل بئر معونة، قال: لا أدري أربعين أو سبعين، قال: وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري، فخرج أولئك النفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتوا غاراً مشرفاً على الماء قعدوا فيه، ثم قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل هذه الماء، فقال -أراه أبو ملحان الأنصاري-: أنا أبلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج حتى أتى حياً منهم فاحتبى أمام البيوت، ثم قال: يا أهل بئر معونة! إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، فآمنوا بالله ورسوله، فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح، فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر؛ فقال: الله أكبر! فزت ورب الكعبة، فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه، فقتلهم أجمعين عامر بن الطفيل. قال: قال إسحاق: حدثني أنس بن مالك: أن الله -تعالى- أنزل فيهم قرآناً رفع بعد ما قرأناه زماناً، وأنزل الله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} (¬1). [صحيح] * عن الضحاك؛ قال: لما أصيب الذين أصيبوا يوم أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لقوا ربهم، فأكرمهم؛ فأصابوا الحياة والشهادة والرزق الطيب، قالوا: يا ليت بيننا وبين إخواننا من يبلغهم أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا، فقال الله -تبارك وتعالى-: أنا رسولكم إلى نبيكم وإخوانكم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} إلى قوله: {وَلَا هُمْ ¬
يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170] (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي الضحى -في هذه الآية- قال: نزلت في قتلى أحد: حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وشماس بن عثمان، وهؤلاء الأربعة من المهاجرين، ومن الأنصار ستة وستون رجلاً نزل فيهم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} (¬2). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير في قوله -تعالى-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}؛ قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وغيرهما في أحد، ورأوا ما رزقوا من الخير؛ قالوا: ليت إخواننا علموا ما أصبنا من الخير؛ كي يزدادوا رغبة في الجهاد؛ فقال الله -تعالى-: أنا أبلغهم عنكم؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬3). [ضعيف] ¬
* عن قتادة: ذكر لنا أن رجالاً من أصحاب رسول الله قالوا: يا ليتنا نعلم ما فعله إخواننا الذين قُتلوا يوم أُحد؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- في ذلك القرآن: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}. كنا نحدث: أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض؛ تأكل من ثمار الجنة، وأن مساكنهم السدرة (¬1). [ضعيف] * {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}. * عن عروة بن الزبير؛ قال: قالت لي عائشة: أبواك -والله- من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح (¬2). [صحيح] هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري: أن عائشة -رضي الله عنها- قالت لعروة: يا ابن أُختي! كان أبواك؛ منهم: الزبير وأبو بكر، لَمّا أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون؛ خاف أن يرجعوا، قال: "من يذهب في إِثْرِهمِ؟ "؛ فانْتُدِبَ منهم سبعون رجلاً. قال: كان فيهم أبو بكر والزبير. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنها-؛ قال: إن الله قذف في قلب أبي سفيان الرعب؛ يعني: يوم أحد، بعد ما كان منه ما كان، فرجع إلى مكة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفاً، وقد رجع ¬
وقذف الله في قلبه الرعب"، وكانت وقعة أُحد في شوال (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ معبداً الخزاعي مرّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بحمراء الأسد، وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتهامة صفقتهم معه، لا يخفون عليه شيئاً كان بها، فقال معبد -وهو يومئذ مشرك-: يا محمد! أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، ولَوَدِدْنا أن الله -عزّ وجلّ- عافاك فيهم، ثم خَرج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِحَمْراء الأسد، حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاءِ، وقد أجمعوا بالرجعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وقالوا: أصبنا في أُحد أَصحابه وقادتهم وأشرافهم، ثم نرجع قبل أن نستأصلهم؛ لَنكُرَّنَّ على بقيتهم فلنفرغنَّ منهم، فلما رأى أبو سفيان مَعْبداً؛ قال: ما وَرَاءَك يا معبد؟! قال: محمد قَدْ خَرَجَ في أصحابه يطلبكم في جَمْع لَمْ أرَ له مثله قط؛ يَتَحَرَّقُونَ عليكم تَحَرُّقاً، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط، فقال. ويلك ما تقول؟! فقال: والله ما أُرَى أن ترتحل؛ حتى ترى نَوَاصَي الخيل، قال: فوالله لقد أجمعنا على الكرَّة عليهم؛ لنستأصل بقيتهم، قال: فإني أنهاك عن ذلك، فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتاً من شعر، فقال أبو سفيان: وماذا قلت؟ قال معبدٌ: قلتُ: كادت تُهَدُّ من الأصوات راحلتي ... إذ سَالَتِ الأرض بالجرُد الأبابيل -ثم ذكر سائر الأبيات في جيش المسلمين- قال: فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه، ومرّ ركْبٌ مِنْ عبد القيس، فقال أبو سفيان: أين ¬
تريدون؟ قالوا: المدينة، قال: ولم؟ قالوا: نريد المِيرَةَ، فقال: فهل أنتم مُبلِّغونَ عني محمداً - صلى الله عليه وسلم - رسالة أرسلكم بها إليه، وأحمِّل على إبلكم هذه زبيباً بعُكاظ غداً إذا وافيتموها؟ قالوا: نعم، قال: فقال: فإذا جئتموه؛ فأخبروه إنَّا قَد أجْمَعنَا الرجعة إلى أصحابه؛ لنستأصلهم، فلما مرّ الركب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بحمراء الأسد؛ فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، وأمرهم به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه: "حسبنا الله ونعم الوكيل". فأنزل الله -عزّ وجلّ- في أولئك الرهط وقولهم وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} إلى قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: 173]؛ يعني: هؤلاء النفر من عبد القيس، إلى قوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] لما صرف الله عنهم من لقاء عدوهم، واتبعوا رضوان الله في استجابتهم: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ} [آل عمران: 175]؛ يعني: أبا سفيان وأصحابه إلى آخر الآية (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما انصرف المشركون عن أُحد، وبلغوا الروحاء؛ قالوا: لا محمداً قتلتموه، ولا الكواعب أردفتم، وبئس ما صنعتم؛ ارجعوا، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس، فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد، وبئر أبي عتيبة؛ فأنزل الله -تعالى-: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}. وقد كان أبو سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان؛ فرجع، وأما الشجاع؛ فأخذ أهبة القتال والتجارة ¬
فلم يجدوا به أحداً، وتسوقوا؛ فأنزل الله -تعالى-: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] (¬1). [ضعيف] * عن أنس -رضي الله عنه- قال: قيل له يوم أحد: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: 173]، فأنزل الله هذه الآية (¬2). [شاذ] ¬
* عن أبي رافع: أن النبي وجه علياً في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من خزاعة، فقال: إن القوم قد جمعوا لكم؛ قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ فنزلت فيهم هذه الآية (¬1). * عن أبي السائب -مولى عائشة بنت عثمان-: أن رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني عبد الأشهل كان شهد أُحداً، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً أنا وأخ لي، فخرجنا جريحين، فلما أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج في طلب العدو؛ قلت لأخي -أو قال لي-: تفوتنا غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ما لنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح ثقيل؛ فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت أيسر جرحاً منه، فكنت إذا غلب؛ حملته عقبة، ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى إلى حمراء الأسد -وهي من المدينة على ثمانية أميال- فأقام بها ثلاثاً؛ الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة؛ فنزل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن قتادة؛ قال: ذاك يوم أحد بعد القتل والجراحة، وبعد ما انصرف المشركون: أبو سفيان وأصحابه؛ قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "ألا عصابة تشدد لأمر الله فتطلب عدوها؛ فإنه أنكى للعدو وأبعد للسمع"، فانطلق عصابة على ما يعلم الله من الجهد، حتى إذا كانوا بذي الحليفة؛ جعل الأعراب والناس يأتون عليهم، فيقولون: هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ فأنزل الله -تعالى- فيهم: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} [آل عمران: 173, 174] (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: عمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لموعد أبي سفيان، فجعلوا يلقون المشركين ويسألونهم عن قريش، فيقولون: قد جمعوا لكم! يكيدونهم بذلك، يريدون أن يرعبوهم؛ فيقول الرسول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، حتى قدموا بدراً، فوجدوا أسواقها عافية؛ (أي: خالية من التجار) فلم ينازعهم فيها أحد، وقدم رجل من المشركين فسألوه عن المسلمين، فقال: قد نفرت من رفقتي محمد ... وعجوة من يثرب كالعنجد تهوي على دين أبيها الأتلد ... قد جعلت ماء قديد موعدي وماء ضجنان لها ضحى الغد (¬2) [ضعيف جداً] ¬
* عن السدي؛ قال: لما ندموا -يعني: أبا سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه-؛ وقالوا: ارجعوا فاستأصلوهم؛ فقذف الله في قلوبهم الرعب؛ فهزمُوا، فلقوا أعرابياً فجعلوا له جعلاً، فقالوا له: إن لقيت محمداً وأصحابه؛ فأخبرهم أنا قَد جمعنا لهم؛ فأخبر الله -جل ثناؤه- رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فلقوا الأعرابي في الطريق، فأخبرهم الخبر، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم رجعوا من حمراء الأسد؛ فأنزل الله -تعالى- فيهم وفي الأعرابي الذي لقيهم: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [آل عمران: 173] (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي قال: انطلق أبو سفيان منصرفاً من أحد حتى بلغ بعض الطريق، ثم إنهم ندموا وقالوا: بئسما صنعتم أنكم قتلتموهم، حتى إذا لم يبق إلا الشريد؛ تركتموهم، ارجعوا واستأصلوهم؛ فقذف الله في قلوبهم الرعب، فهزموا، فأخبر الله رسوله؛ فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، ثم رجعوا من حمراء الأسد؛ فأنزل الله -جل ثناؤه- فيهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن ابن جريج؛ قال: أخبرت أن أبا سفيان بن حرب لما راح ¬
هو وأصحابه يوم أحد؛ قال المسلمون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم عامدون إلى المدينة؛ فقال: "إن ركبوا الخيل وتركوا الأثقال؛ فإنهم عامدون إلى المدينة، وإن جلسوا على الأثقال وتركوا الخيل؛ فقد أرعبهم الله وليسوا بعامديها"؛ فركبوا الأثقال؛ فرعبهم الله، ثم ندب ناساً يتبعونهم؛ ليروا أن بهم قوة، فاتبعوهم ليلتين أو ثلاثاً؛ فنزلت: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الحسن؛ قال: إن أبا سفيان وأصحابه أصابوا من المسلمين ما أصابوا ورجعوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أبا سفيان قد رجع وقد قذف الله في قلبه الرعب؛ فمن ينتدب في طلبه؟ "؛ فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعوهم، فبلغ أبا سفيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلبه، فلقي عيراً من التجار، فقال: ردوا محمداً ولكم من الجمل كذا وكذا. . . وأخبروهم أني قد جمعت لهم جموعاً، وأني راجع إليهم. فجاء التجار فأخبروا بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حسبنا الله"؛ فأنزل الله: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: هذا أبو سفيان قال لمحمد: موعدك بدر حيث قتلتم أصحابنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عسى أن ننطلق"، قال: فذهب لموعده حتى نزلوا بدراً، فوافوا السوق فابتاعوا؛ فذلك قوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} (¬3). [ضعيف] ¬
* {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}. * عن السدي؛ قال: حدّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن أمته عرضت عليه كما عرضت على آدم، قال: "فأعلمتُ بمن يؤمن بي ومن يكفر بي"، فبلغ ذلك المنافقين؛ فقالوا: يزعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر به! ونحن معه ولا يعلم بنا؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬1). [ضعيف جداً] * {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: دخل أبو بكر بيت المدراس، فوجد من اليهود أناساً كثيراً قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فنحاص، وكان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حبر يقال له: أشيع، فقال ¬
له أبو بكر: ويحك يا فنحاص! اتق الله وأسلم؛ فوالله إنك لتعلم أن محمداً رسول الله، جاء من عند الله بالحق، تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل، فقال فنحاص: والله يا أبا بكر! ما لنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير؛ ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا!! وإنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنياً؛ ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطينا, ولو كان غنياً عنا؛ ما أعطانا الربا! فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضرباً شديداً، وقال: والذي نفسي بيده، لولا الذي بيننا وبينك؛ لضربت عنقك يا عدو الله! فاكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين. فذهب فنحاص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد! أبصر ما صنع بي صاحبك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "ما حملك على ما صنعت؟ "، فقال: يا رسول الله! إن عدو الله قال قولاً عظيماً: يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء؛ فغضبت لله مما قال، فضربت وجهه. فقال فنحاص: ما قلت ذلك؛ فأنزل الله -تعالى- فيما قال فنحاص رداً عليه، وتصديقاً لأبي بكر: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أتت اليهود محمداً - صلى الله عليه وسلم - حيث أنزل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]؛ فقالوا: يا محمد! افتقر ربك يسأل عباده القرض؛ فأنزل الله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ ¬
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (¬1). [حسن] * عن قتادة؛ قال: لما نزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [لبقرة: 245]؛ قالت اليهود: إنما يستقرض الفقير من الغني؛ فأنزل الله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}. (وفي رواية: ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب) (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: نزلت في اليهود؛ صك أبو بكر -رضي الله عنه- وجه رجل منهم، وهو الذي قال: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} وهو الذي قال: {يَدُ اَللهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64]. قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي. (¬3) [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: لما نزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]؛ قال: عجبت اليهود، فقالت: إن الله فقير يستقرض؛ ¬
فنزلت: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)} (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: قال مولى ابن عباس: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي (يستمده)، ونهى أبا بكر أن يفتات بشيء حتى يرجع، فلما قرأ فنحاص الكتاب؛ قال: قد احتاج ربكم؛ فسنفعل، سنمده. قال أبو بكر: فهممت أن أمده بالسيف وهو متوحشه، ثم ذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ} إلى قوله: {أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] في يهود بني قينقاع (¬2). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: في قوله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}؛ قال: فنحاص اليهودي من بني مرثد، لقيه أبو بكر فكلمه، فقال له: يا فنحاص! اتق الله، وآمن وصدق، وأقرض الله قرضاً حسناً؛ فقال فنحاص: يا أبا بكر! تزعم أن ربنا فقير يستقرضنا أموالنا، وما يستقرض إلا الفقير من الغني إن كان ما تقول حقاً؛ فإن الله إذاً لفقير؛ فأنزل الله هذا. فقال أبو بكر: فلولا كانت هدنة كانت بين النبي وبين بثي مرثد؛ لقتلته. (¬3) [ضعيف جداً] ¬
* {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}. * عن العلاء بن بدر؛ قال: كانت رسل تجيء بالبينات، ورسل علامة نبوتهم أن يضع أحدهم لحم البقر على يده فتجئ نار من السماء؛ فتأكله؛ فأنزل الله: {قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (¬1). [ضعيف] * عن الضحاك؛ قالوا: يا محمد! إن أتيتنا بقربان تأكله النار؛ صدقناك، وإلا؛ فلست بنبي؛ فنزلت (¬2). [ضعيف جداً] * عن الكلبي؛ قال: نزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهوذا وزيد بن التابوت وفنحاص بن عازورا وحيي بن أخطب، قالوا: يا محمد! إنك تزعم أن الله بعثك إلينا رسولاً، وأنزل عليك كتاباً، وإن الله أنزل علينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار، فإن جئتنا به؛ صدقناك؛ فنزلت. (¬3) [موضوع] ¬
* {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}. * عن أسامة بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمار على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه؛ يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، قال: حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غَشِيَتِ المجلسَ عجاجةُ الدابة؛ خمَّرَ عبدُ الله بن أُبيّ أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم، ثم وقف؛ فنزل، فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أُبي بن سلول: أيها المرء! إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقاً، فلا تؤذينا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك؛ فمن جاءك؛ فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله! فاغشنا في مجلسنا؛ فإنا نحب ذلك؛ فاستب المسلمون والمشركون واليهود؛ حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - دابته؛ فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا سعد! ألم تسمع ما قال أبو حباب -يريد: عبد الله بن أبي- قال: كذا وكذا"، قال سعد بن عبادة: يا رسول الله! اعف عنه واصفح عنه؛ فوالذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذى أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه، فيعصبونه بالعصابة، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله؛ شَرِقَ بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصطبرون على الأذى، قال الله -عزّ وجلّ-: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} , وقال الله:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109] إلى آخر الآية، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتأول العفو ما أمره الله به؛ حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدراً فقتل الله به صناديد كفار قريش؛ قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الإِسلام، فأسلموا (¬1). [صحيح] * عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه -وكان من أحد الثلاثة الذين تيب عليهم-: أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعراً وكان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وأهلها أخلاط؛ منهم المسلمون، ومنهم المشركون، ومنهم اليهود. فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستصلحهم، فكان المشركون واليهود يؤذونه ويؤذون أصحابه أشد الأذى؛ فأمر الله -تعالى- نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالصبر على ذلك وفيهم أنزلَ اللهُ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآية (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس؛ قال: نزل في أبي بكر وما بلغه من ذلك من الغضب: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ ¬
أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت هذه الآية في النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي أبي بكر -رضوان الله عليه- وفي فنحاص اليهودي سيد بني قينقاع (¬2). [ضعيف جداً] * {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}. * عن أبي سعيد الخدري: أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو؛ تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله، فإذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا؛ فنزلت: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} (¬3). [صحيح] * عن رافع بن خَدِيجٍ؛ أنه كان هو وزيد بن ثابت عند مروان -وهو أمير المدينة يومئذ-، فقال مروان لرافع: في أي شيء أنزلت هذه الآية: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}؟ فقال رافع: أُنزلت في أُناس من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في سفر؛ تخلفوا عنه، فأنكر مروان ذلك؛ وقال: ما هذا؟! فجزع رافع، وقال لزيد بن ثابت: ¬
أُنشدك باللهِ! هل تعلم ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال زيد: نعم فخرجا من عند مروان، فقال زيد لرافع -وهو يمزح معه-: أما تحمدني؛ لما شهدت لك؟! فقال رافع: وأي شيء هذا؟ أَحمدُكَ على أَن تشهد بالحق، قال زيد: نعم، قد حمد الله على الحق أهله (¬1). [ضعيف جداً] * عن علقمة بن وقاص الليثي: أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع! إلى ابن عباس، فقل: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يعمل معذباً؛ لنعذبن أجمعون! فقال ابن عباس: وما لكم ولهذه؟ إنما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود فسألهم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم. ثم قرأ ابن عباس: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [آل عمران: 187] كذلك حتى قوله: {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} (¬2). [صحيح] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن يهود خيبر أتوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فزعموا: أنهم رضوا بالذي جاء به، وأنهم متابعوه متمسكون بضلالتهم، وأرادوا أن يحمدهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بما لم يفعلوا؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَا ¬
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} (¬1). [ضعيف] * عن الحسن قال: هُمْ يهود خيبر قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالوا للناس حين خرجوا إليهم: إنا قد قبلنا الدين، فأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا (¬2). [ضعيف] * عن الضحاك: كتب يهود المدينة إلى يهود العراق ويهود اليمن ويهود الشام ومن بلغهم كتابهم من أهل الأرض: أن محمداً ليس بنبي، واثبتوا على دينكم، واجمعوا كلمتكم على ذلك، فاجتمعت كلمتهم على الكفر بمحمد والقرآن، وفرحوا بذلك وقالوا: الحمد لله الذي جمع كلمتنا, ولم نتفرق، ولم نترك ديننا، وقالوا: نحن أهل الصوم والصلاة ونحن أولياء الله. وذلك قوله -تعالى-: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} ¬
من العبادة كالصوم والصلاة وغير ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة أو سعيد بن جبير: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [آل عمران: 187]؛ يعني: فنحاصاً وأشيع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبون من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ويحبون أن يقول لهم الناس قد فعلوا (¬2). [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان في بني إسرائيل رجال عباد فقهاء، فأدخلتهم الملوك فرخصوا لهم وأعطوهم، فخرجوا وهم فرحون بما أخذت الملوك من قولهم وما أعطوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} (¬3). [ضعيف] * {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)}. * عن عطاء بن أبي رباح؛ قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على ¬
عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزور، فقال: أقول يا أمه! كما قال الأول: زرغباً تزدد حباً، قال: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فسكتت، ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي؛ قال: "يا عائشة! ذريني أتعبدُّ لربي"، قلت: والله؛ إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي؛ حتى بل حجره. قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى بل لحيته. قالت: ثم بكى؛ حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي؛ قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آيةٌ؛ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} " الآية كلها (¬1). [حسن] * عن سعيد بن جبير؛ قال: انطلقت قريش إلى اليهود فسألوهم ما أتى به موسى من الآيات؟ فذكروا عصاه ويده، وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ فقالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬1). [ضعيف] * {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}. * عن أُمِّ سَلَمةَ؛ قالت: يا رسول الله! لا أسمع الله -عزّ وجلّ- ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله هذه الآية، قال: قالت الأنصار: هي أول ظعينة قدمت علينا (¬2). [صحيح لغيره] ¬
* {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}. * عن أنس؛ قال: لما جاء نعي النجاشي؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا عليه"، قالوا: يا رسول الله! نصلي على عبد حبشي؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ} (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن أبي سعيد الخدري؛ قال: لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفاة النجاشي؛ قال: "اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط"، فخرجنا وتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفّنا خلفه، فصلَّى وصلينا، فلما انصرفنا؛ قال المنافقون: انظروا إلى هذا، خرج يصلي على علج نصراني لم يره قط؛ فأنزل الله: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: نزل بالنجاشي عدو من ¬
أرضهم، فجاءه المهاجرون؛ فقالوا: إنا نحب أن نخرج إليهم حتى نقاتل معك، وترى جرأتنا، ونجزيك بما صنعت معنا، فقال: لا؛ دواء بنصرة الله خير من دواء بنصرة الناس، قال: وفيه نزلت: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ} (¬1). [ضعيف] * عن وحشي بن حرب؛ قال: لما مات النجاشي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخاكم النجاشي؛ قد مات، قوموا فصلوا عليه"، فقال رجل: يا رسول الله! كيف نصلي عليه وقد مات في كفره؟ قال: "ألا تسمعون قول الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} إلى آخر الآية" (¬2). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اخرجوا فصلوا على أخ لكم"؛ فصلى بنا، فكبر أربع تكبيرات، فقال: "هذا النجاشي أصحمة"، فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط؛ فأنزل الله: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن قتادة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه"، قالوا: يصلى على رجل ليس بمسلم! قال: فنزلت: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ}. قال قتادة: فقالوا: فإنه كان لا يصلي إلى القبلة؛ فأنزل الله: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] (¬1). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد: نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: نزلت في عبد الله بن سلام ومن معه (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحوه (¬3). [ضعيف جداً] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}. * عن داود بن صالح؛ قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا ابن أخي! هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}؟ قال: قلت: يا ابن أخي! إنه لم يكن في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - غزو يرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة (¬4). [ضعيف] ¬
سورة النساء
سورة النساء * {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: إن رجلاً من غطفان كان معه مال ¬
كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم؛ طلب ماله، فمنعه عمه؛ فخاصمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}؛ يعني: الأوصياء، يقول: اعطوا اليتامى أموالهم: {وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} يقول: لا تتبدلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من أموالكم، يقول: لا تبذروا أموالكم: الحلال، وتأكلوا أموالهم: الحرام (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}؛ قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء، ولا يرثون الصغار، يأخذه الأكبر، وقرأ: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} قال: إذا لم يكن لهم شيء: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ} [النساء: 127] لا يورثوهم، قال: فنصيبه من الميراث طيب، وهذا الذي أخذه خبيث (¬2). [ضعيف جداً] * {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - والناس في أمر الجاهلية؛ إلا أن يؤمروا بشيء وينهوا عنه، فكانوا يسألون عن اليتامى، ولم يكن للنساء عدد ولا ذِكْر؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا ¬
تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}، وكان الرجل يتزوج ما يشاء، فقال: كما تخافون ألا تقسطوا في اليتامى، فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: كان الرجل من قريش يكون عنده النسوة ويكون عنده الأيتام، فيذهب ماله؛ فيميل على الأيتام؛ فنزلت هذه الآية: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن قتادة في قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} حتى بلغ {أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} يقول: كما خفتم الجور في اليتامى وهمّكم ذلك؛ فكذلك فخافوا في جمع النساء، وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العشر فما دون ذلك؛ فأحل الله -جل ثناؤه- أربعاً، ثم صيرهن إلى أربع (¬1). [ضعيف] * عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رجلاً كانت له يتيمة؛ فنكحها، وكان له عذق وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها من نفسه شيء؛ فنزلت فيه: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله (¬2). [صحيح] * عن عروة بن الزبير؛ أنه سأل عائشة عن قوله -تعالى-: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى}؛ فقالت: يا ابن أختي! هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها؛ فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن، ويبلغوا لهن أعلى سنتهن من الصداق (¬3). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى، ويترخصون في النساء؛ فيتزوجون ما شاؤا؛ فربما عدلوا، وربما ¬
لم يعدلوا، فلما سألوا عن اليتامى؛ نزلت: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 2] بدل {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى}؛ فكذلك خافوا في النساء أن لا تعولوهن فلا تزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن؛ لأن النساء كاليتامى في الصغر والعجز (¬1). [حسن] * {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)}. * عن أبي صالح؛ قال: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها؛ فنهاهم الله عن ذلك، ونزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف] ¬
* عن حضرمي: أن أُناساً كانوا يعطي هذا الرجل أخته ويأخذ أخت الرجل ولا يأخذون كثير مهر؛ فقال الله: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)} (¬1). [ضعيف] * {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)}. * عن حضرمي؛ قال: إن رجلاً عمد فدفع ماله إلى امرأته، فوضعته في غير الحق؛ فقال الله: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)} (¬2). [ضعيف] * {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: نزلت في مال (وفي رواية: والي مال) اليتيم إذا كان فقيراً أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف (¬3). [صحيح] * عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ليس لي مال، ولي يتيم؟ فقال: "كُلْ من مال يتيمك؛ غير مسرف، ولا مبذر، ولا متأثل مالاً من غير أن تقي أو تفدى ¬
مالك بماله" (¬1). [صحيح] * عن الحسن العُرني: أن رجلاً قال: يا رسول الله! مم أضرب يتيمي؟ قال: "مما كنت ضارباً منه ولدك"، قال: فأصيب ماله؟ قال: "غير متأثل مالاً، ولا واق مالك بماله" (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن عم ثابت بن رفاعة -وثابت يومئذٍ، يتيم في حجره- من الأنصار، أتى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله! إن ابن أخي يتيم في حجري، فما يحل لي من ماله؟ قال: "أن تأكل بالمعروف؛ من غير أن تقي مالك بماله، ولا تتخذِ من ماله وفراً"، وكان اليتيم يكون له الحائط من النخل؛ فيقوم وليه على صلاحه وسقيه؛ فيصيب من ثمرته، أو تكون له الماشية؛ فيقوم وليه على صلاحها، أو يلي علاجها ومؤنتها؛ فيصيب من جزازها وعوارضها ورسلها، فأما رقاب المال وأصول المال؛ فليس له أن يستهلكه (¬1). [ضعيف] * {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الولدان الصغار حتى يدركوا، فمات رجل من الأنصار يقال له: أوس بن ثابت، وترك بنتين وابناً صغيراً، فجاء ابنا عمه -وهما عصبته- ¬
فأخذا ميراثه، فقالت امرأته لهما: تزوجا ابنتيه -وكان بها دمامة-؛ فأبيا، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! توفي أوس وترك ابناً صغيراً وابنتين، فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فأخذا ميراثه، فقلت لهما: تزوجا ابنتيه؛ فأبيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أدري ما أقول؟ وما جاءني من الله -عزّ وجلّ- في هذا شيء"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ}؛ فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد وعرفطة، فقال: "لا تحركا من الميراث شيئاً؛ فإنه قد أنزل الله -عزّ وجلّ- عليَّ شيئاً، وأخبرت فيه أن للذكر والأنثى نصيباً"، ثم نزل بعد على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [النساء: 127] فدعاهما -أيضاً-، وقال: "لا تحركا في الميراث شيئاً"، ثم نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} [النساء: 11، 12]؛ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالميراث، فأعطى المرأة الثُمُنَ، وقسم ما بقي للذكر مثل حظ الأنثيين، فلما بلغ ذلك العرب؛ جاء عُيينة بن حصن في ناس من العرب، فقالوا: يا رسول الله! ماذا بلغنا عنك؟ قال: "وما بلغكم؟ "، قالوا: بلغنا أنك ورثت الصغار الذين لم يركبوا الخيل، ولم يحرزوا الغنيمة، وورثت البنات اللاتي يذهبن بالمال إلى الأباعد، قال: فقرأ عليهم القرآن، وأمرهم بما أمر الله -عزّ وجلّ- به. وفي غير هذه الرواية: أن الوارثين: قتادة وعرفطة، وأن المرأة يقال لها: أم كجة (¬1). [موضوع] ¬
* عن جابر؛ قال: جاءت أم كجة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! إن لي ابنتين قد مات أبوهما, وليس لهما شيء؛ فأنزل الله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: كانوا لا يورثون النساء؛ فنزلت: {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء: 32] (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في أم كجة وبنت كجة وثعلبة وأوس بن سويد -وهم من الأنصار-، كان أحدهم زوجها، والآخر عم ولدها، فقالت: يا رسول الله! توفي زوجي وتركني وابنته فلم نورث، فقال عم ¬
ولدها: يا رسول الله! لا تركب فرساً، ولا تحمل كلّاً، ولا تنكأ عدوًا يكسب عليها ولا تكتسب؛ فنزلت: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الضعفاء من الغلمان، وإنما يرث من الولد من أطاق القتال، فمات عبد الرحمن بن ثابت -أخو حسان الشاعر- وترك امرأة له يقال لها: أم كجة، وترك خمس جوار، فجاء الورثة، فأخذوا ماله؛ فشكت أم كجة ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله آية الميراث: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} [النساء: 11] (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا مريض لا أعقل؛ فتوضأ وصب عليَّ من وضوئه؛ فعقلت، فقلت: يا رسول الله! لمن الميراث، إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين؛ فنسخ الله من ذلك ما أحب؛ فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع (¬1). [صحيح] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا ¬
تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ}؛ قال: كانوا إذا مات الرجل؛ كان أولياؤه أحق بامرأته: إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوّجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها، وهم أحق بها من أهلها؛ فنزلت هذه الآية في ذلك (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الرجل إذا مات وترك زوجه؛ ألقى عليها حميمه ثوبه؛ فمنعها من الناس، فإن كانت جميلة؛ تزوجها، وإن كانت ذميمة؛ حبسها حتى تموت؛ فيرثها (¬2). [صحيح] * عن أبي مالك؛ قال: كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها؛ جاء وليه، فألقى عليها ثوباً، فإن كان له ابن صغير أو أخ؛ حبسها حتى تشيب أو تموت، فيرثها، وإن هي انفلتت فأتت أهلها من قبل أن يُلقي عليها ثوباً؛ نجت؛ فنزلت (¬3). [ضعيف] * عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف -رضي الله عنه-؛ قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت؛ أراد ابنه أن يتزوج امرأته، وكان ذلك لهم في ¬
الجاهلية؛ فأنزل الله: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بهان الرجل إذا مات أبوه أو حميمه؛ فهو أحق بامرأته: إن شاء أمسكها، أو يحبسها حتى تفتدي منه بصداقها، أو تموت؛ فيذهب بمالها. قال ابن جريج: فأخبرني عطاء بن أبي رباح: أن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل فترك امرأة؛ حبسها أهله على الصبي يكون فيهم؛ فنزلت: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* قال عكرمة: نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم من الأوس، توفي عنها أبو قيس بن الأسلت، فجنح عليها ابنه؛ فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله! لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تُركتُ فأنُكْحَ؛ فنزلت هذه الآية (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: أن رجالاً من أهل المدينة كان إذا مات حميم أحدهم؛ ألقى ثوبه على امرأته؛ فورث نكاحها، فلم ينكحها أحد غيره، وحبسها عنده حتى تفتدي منه بفديه؛ فأنزل الله هذه الآية (¬2). [صحيح] * عن الزهري؛ قال: نزلت في ناس من الأنصار، كانوا إذا مات الرجل منهم؛ فأملك الناس بامرأته وليه، فيمسكها حتى تموت فيرثها؛ فنزلت (¬3). [ضعيف] * عن ابن البيلماني؛ قال: نزلت هاتان الآيتان إحداهما: في أمر الجاهلية، والأخرى: في أمر الإِسلام (¬4). [ضعيف جداً] ¬
* {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)}. * عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار؛ قال: توفي أبو قيس بن الأسلت -وكان من صالحي الأنصار-، فخطب ابنه قيس امرأة أبيه، فقالت: إني أعدّك ولداً وأنت من صالحي قومك، ولكن آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أستأمره، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالت: إن أبا قيس توفي، فقال لها خيراً، قالت: وإن ابنه قيساً خطبني -وهو من صالحي قومه- وإنما كنت أعده ولداً؛ فقال لها: "ارجعي إلى بيتك"؛ فنزلت: هذه الآية: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن عكرمة؛ قال: نزلت في أبي قيس بن الأسلت -خلف على أم عبيد بنت ضمرة كانت تحت الأسلت أبيه- وفي الأسود بن خلف -وكان خلف علي بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكانت عند أبيه خلف -وفي فاختة بنت الأسود بن المطلب بن أسد -وكانت عند أمية بن خلف فخلف عليها صفوان بن أمية- وفي منظور بن رباب -وكان خلف على مليكة ابنة خارجة وكانت عند أبيه رباب بن سيار- (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله؛ إلا امرأة الأب والجمع بين الأختين؛ فأنزل الله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان الرجل إذا توفي عن امرأته؛ كان ابنه أحق بها أن ينكحها إن شاء إن لم تكن أمه، أو ينكحها من شاء، فلما مات أبو قيس بن الأسلت؛ قام ابنه محصن؛ فورث نكاح امرأته، ولم ينفق عليها, ولم يورثها من المال شيئاً؛ فنزلت: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} الآية، ونزلت: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19] (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: كان إذا توفي الرجل في الجاهلية؛ عمد حميم الميت إلى امرأته؛ فألقى عليها ثوباً؛ فيرث نكاحها، فيكون هو أحق بها، فلما توفي أبو قيس بن الأسلت؛ عمد ابنه قيس إلى امرأة أبيه؛ فتزوجها, ولم يدخل بها، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك؛ فأنزل الله في قيس: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} قبل التحريم، حتى ذكر تحريم الأمهات والبنات حتى ذكر قبل التحريم: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 23] فيما مضى قبل التحريم (¬2). . [ضعيف] * {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}. ¬
* عن ابن جريج؛ قال: سألت عطاء عن قوله: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ}، قال: كنا نتحدث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نكح امرأة زيد بن حارثة؛ قال المشركون في ذلك؛ فأنزل الله: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} (¬1). [ضعيف] * {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)}. * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين بحث جيشاً إلى أوطاس؛ فلقوا عدواً فقاتلوهم، فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحرجوا من غشيناهن من أجل أزواجهن من المشركين؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}؛ أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن (¬2). [صحيح] ¬
* عن رزين الجرجاني؛ قال: سألت سعيد بن جبير عن هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}؛ قال: لا علم لي بها. فسألت الضحاك بن مزاحم وذكرت له قول سعيد بن جبير، قال: أشهد لسمعته يسأل عنها ابن عباس؛ فقال ابن عباس: نزلت يوم خيبر، لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أصاب المسلمون من نساء أهل الكتاب لهن أزواج، فكان الرجل إذا أراد أن يأتي امرأة منهن؛ قالت: إن لي زوجاً، فَسْئلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} الآية؛ يعني: السبية من المشركين تصاب لا بأس بذلك، فذكرت ذلك لسعيد بن جبير فقال: صدق (¬1). [منكر] * عن سعيد بن جبير في قوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ ¬
أَيْمَانُكُمْ}؛ قال: نزلت في نساء أهل حنين، لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنيناً؛ أصاب المسلمون السبايا، فكان الرجل إذا أراد أن يأتي المرأة منهن؛ قالت: إن لي زوجاً؛ فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}. قال: السبايا من ذوات الأزواج (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: إن هذه الآية {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} نزلت في امرأة يُقال لها: معاذة، كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له: شجاع بن الحارث، وكان معها ضرة لها قد ولدت من شجاع أولاداً رجالاً، فانطلق شجاع يمير أهله من هجر، فمر بمعاذة ابنُ عمٍ لها، فقالت له: احملني إلى أهلي ليس عند هذا الشيخ خير. فحملها فوافق ذلك مجئ الشيخ فلم يجدها؛ فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أفضل العرب ... خرجت أبغيها الطعام في رجب فقد تولت وألطت بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب رأت غلاماً واركاً على القتب ... لها به وله بها أرب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عل عل، فإن كان الرجل كشف لها ثوباً؛ فارجموها، وإلا؛ ردوا على الشيخ امرأته"، فانطلق مالك بن شجاع -ابنُ ضرَّتها- فطلبها، فجاء بها، فقالت له أمه: يا ضار أمه! ونزلت معاذة بيتها، وولدت لشجاع، وجعل شجاع يشبب بها في أبيات: ¬
لعمري ما حبي معاذة بالذي ... يغيرهُ الواشي ولا قدم العهد (¬1) * {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}؛ قال: المسافحات: المعلنات بالزنا {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}؛ ذات الخليل الواحد، قال: كان أهل الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنا ويستحلون ما خفي، يقولون: أما ما ظهر؛ فهو لؤم، وأما ما خفي؛ فلا بأس بذلك؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151] (¬2). [ضعيف جداً] * {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}. * عن أم سلمة -رضي الله عنها-؛ أنها قالت: يغزو الرجال ولا يغزو النساء، ¬
وإنما لنا نصف الميراث؛ فأنزل الله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}، قال مجاهد: فأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35]، وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا نبي الله! للذكر مثل حظ الأنثيين، وشهادة امرأتين بشهادة رجل! أفنحن ¬
في العمل كذا إن عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة؟ فأنزل الله -تعالى-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ} الآية؛ فإنّه عدل مني، وأنا صنعته (¬1). [حسن] * عن عكرمة: أن النساء سألن الجهاد، فقلن: وددنا أن الله -عزّ وجلّ- جعل لنا غزو؛ فنصيب من الأجر نصيب الرجال؛ فأنزل الله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (¬2). [ضعيف] * عن قتادة في قوله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}؛ قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون المرأة شيئاً ولا الصبي شيئاً، وإنما يجعلون الميراث لمن يحترف وينفع ويدفع، فلما لحق للمرأة نصيبها وللصبي نصيبه وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين؛ قال النساء: لو كان جعل أنصباءنا في الميراث كأنصباء الرجل، وقال الرجال: إنا لنرجو أن نفضل على النساء بحسناتنا في الآخرة؛ كما فضلنا عليهن في الميراث؛ فأنزل الله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}، يقول: المرأة ¬
تجزى بحسناتها عشر أمثالها كما يجزى الرجل، قال الله -تعالى-: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (¬1). [ضعيف] * عن السدي قوله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}؛ فإن الرجال قالوا: نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء؛ كما لنا في السهام سهمان، فنريد أن يكون لنا في الأجر أجران، وقالت النساء: نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الرجال؛ فإنا لا نستطيع أن نقاتل، ولو كتب علينا القتال؛ لقاتلنا؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}؛ يرزقكم الأعمال وهو خير لكم (¬2). [ضعيف جداً] * عن مجاهد وعكرمة: نزلت في أم سلمة بنت أبي أمية (¬3). [ضعيف جداً] * عن أبي حريز؛ قال: لما نزلت: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11]؛ قالت النساء: كذلك عليهن نصيباً من الذنوب كما لهم نصيبان من الميراث؛ فأنزل الله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ ¬
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}؛ يعني: الذنوب، واسألوا الله يا معشر النساء! من فضله (¬1). [ضعيف] * {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}؛ قال: ورثة {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}؛ قال: كان المهاجرون لما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ ورث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه؛ للإخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}؛ نُسخت، ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إلا النصر والرفادة والنصيحة -وقد ذهب الميراث- ويوصي له (¬2). [صحيح] * عن داود بن الحصين؛ قال: كنتُ أقرأ على أم سعد بنت الربيع، وكانت يتيمة في حِجْرِ أبي بكر -رضي الله عنه-، فقرأت: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}؛ فقالت: لا تقرأ (والذين عاقدت أيمانكم) إنما نزلت في أبي بكر وابنه عبد الرحمن حين أَبى الإِسلام، فحلف أبو بكر ألا يورّثه، فلما أسلم؛ أمر الله -تعالى- نبيَّهُ -عليه السلام- أن يؤتيه نصيبه. زاد عبد العزيز بن يحيى شيخ أبي داود: فما أسلم حتى حمل على الإِسلام بالسيف (¬3). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن المسيب؛ قال: إنما نزلت هذه الآية في الذين يتبنون، رجالًا غير أبنائهم ويورثونهم؛ فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردّ الميراث إلى الموالي في ذوي الرحم والعصبة وأبى الله للمدعين ميراثاً ممن ادعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيباً في الوصية (¬1). [ضعيف] * عن أبي مالك؛ قال: كان الرجل في الجاهلية يأتي القوم، فيعقدون له أنه رجل منهم إن كان ضراً أو نفعاَ أو دماً؛ فإنه فيهم مثلهم، ويأخذون له من أنفسهم مثل الذي يأخذون منه، فكانوا إذا كان قتال؛ قالوا: يا فلان! أنت منا فانصرنا، وإن كانت منفعة؛ قالوا: أعطنا أنت منا؛ ولم ينصروه كنصرة بعضهم بعضاً إن استنصروه، وإن نزل به أمر؛ أعطوه، وربما منعه بعضهم، فتحرجوا من ذلك، فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -تعالى-: {فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}؛ قال: أعطوهم مثل الذي تأخذون منهم (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}؛ ¬
فإن الرجل في الجاهلية قد كان يلحق به الرجل فيكون تابعه، فإذا مات الرجل؛ صار لأهله وأقاربه الميراث، وبقي تابعه ليس له شيء؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} فكان يعطى من ميراثه؛ فأنزل الله بعد ذلك: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد: كان هذا حلفاً في الجاهلية، فلما كان الإِسلام؛ أمروا أن يؤتوهم نصيبهم من النصر والولاء والمشورة والميراث (¬2). [ضعيف] * {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)}. * عن الحسن؛ قال: لما نزلت آية القصاص بين المسلمين؛ لطم رجل امرأته؛ فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن زوجي لطمني فالقصاص، قال: "القصاص"، فبينما هو كذلك؛ إذ أنزل الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أردنا أمراً؛ فأبى الله -تعالى-، خذ أيها الرجل بيد امرأتك" (¬3). [ضعيف] ¬
* عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من الأنصار بامرأة له، فقال: يا رسول الله! إن زوجها فلان بن فلان الأنصاري، وإنه ضربها؛ فأثَّر في وجهها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس له ذلك"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}؛ أي: في الأدب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أردت أمراً، وأراد الله غيره" (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: صك رجل امرأته؛ فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد أن يقيدها منه؛ فأنزل الله {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان كردم بن زيد -حليف كعب بن الأشرف- وأسامة بن حبيب ورافع بن أبي رافع وبحري بن عمرو وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالًا من الأنصار، وكانوا يخالطونهم ينصحون لهم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم؛ فإنا نخشى عليكم في ذهابها, لا تسارعوا في النفقة؛ فإنكم لا تدرون ما يكون؛ فأنزل الله فيهم: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}؛ أي: من النبوة التي فيها تصديق ما جاء به محمد (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم، وينهون العلماء أن يعلموا الناس شيئاً؛ فعيَّرهم الله بذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} الآية (¬2). [ضعيف] * {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}. ¬
* عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في الأعراب: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، قال: فقال رجل: فما للمهاجرين؟ قال: ما هو أعظم من ذلك: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}، وإذا قال الله لشيء عظيم؛ فهو عظيم (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: دعانا رجل من الأنصار قبل أن تحرم الخمر، فتقدم عبد الرحمن بن عوف وصلى بهم المغرب، فقرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]؛ فالتُبس عليه فيها؛ فنزلت: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}. وفي رواية: أنه كان هو وعبد الرحمن بن عوف ورجل آخر يشربون الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف فقرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]؛ فخلط فيها؛ فنزلت: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} (¬2). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-: أنها استعارت من أسماء قلادة؛ فهلكت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً فوجدها، فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء، فصلوا، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله آية التيمم، فقالا أسيد بن حضير لعائشة: جزاك الله أخيراً، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه؛ إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيراً. وفي رواية: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، حتى إذا كان بالبيداء -أو بذات الجيش-؛ انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء؛ فأتى الناسُ إلى أبي بكر الصديق، فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء! فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حَبَسْتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس ¬
وليسوا على ماء وليس معهم ماء! فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكرٍ، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكانُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح على غير ماء؛ فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر! قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فأصبنا العقد تحته (¬1). [صحيح] * عن عمار بن ياسر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَرَّسَ بأولاتِ الجيش ومعه عائشة، فانقطع عقد لها من جزع ظفار، فحبس الناس؛ ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر، وليس مع الناس ماء، فتغيظ عليها أبو بكر، وقال: حبست الناس وليس معهم ماء؛ فأنزل الله -تعالى- على رسوله - صلى الله عليه وسلم - رخصة التطهر بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضربوا بأيديهم إلى الأرض، ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئاً؛ فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط (¬2). [ضعيف] ¬
* عن الأسلع بن شريك؛ قال: كنت أُرحِّل ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرحلة، فكرهت أن أُرحِّل ناقته وأنا جنب، وخشيت إن اغتسلت بالماء البارد فأموت أو أمرض؛ فأمرت رجلاً من الأنصار فرحَّلَها، ثم وضعت أحجاراً فأسخنت بها ماءً فاغتسلت، ثم لحقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أسلع! ما لي أرى راحلتك تغيرت؟ "، فقلت: يا رسول الله! لم أرحلها، رحلها رجل من الأنصار، قال: "ولم"؟ فقلت: أصابتني جنابة؛ فخشيت القرَّ على نفسي، فأمرته أن يرحلها، ووضعت أحجاراً فأسخنت ماء واغتسلت به؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن علي قال: نزلت في المسافر تصيبه الجنابة؛ فيتيمم ثم يصلي (¬1). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد قوله: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ}؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار كان مريضاً؛ فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فينا؛ فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية (¬1). [ضعيف] * عن إبراهيم النخعي؛ قال: في المريض لا يستطيع الغسل من الجنابة أو الحائض، قال: يجزيهم التيمم، ونال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جراحة، ففشت فيهم، ثم ابتلوا بالجنابة، فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن ابن أبي مليكة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر، ففقدت عائشة قلادة لها، فأمر الناس بالنزول، فنزلوا وليس معهم ماء، فأتى أبو بكر على عائشة فقال لها: شققت على الناس -وقال أيوب بيده، يصف أنه قرصها- قال: ونزلت آية التيمم ووجدت القلادة في مناخ البعير، فقال الناس: ما رأينا قط امرأة أعظم بركة منها (¬1). [حسن لغيره] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في أبي بكر وعمر وعلي وعبد الرحمن بن عوف وسعد، صنع علي لهم طعاماً وشراباً، فأكلوا وشربوا، ثم صلى عليٌّ لهم المغرب فقرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى خاتمتها، فقال: ليس لي دين وليس لكم دين؛ فنزلت: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} (¬2). [ضعيف] * عن عطاء بن أبي رباح؛ قال: أول ما نزل في الخمر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219]؛ فقال بعض المنافقين: نشربها لمنافعها، وقال آخرون: لا خير في شيء فيه إثم، ثم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}؛ فقال بعض الناس: لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90]؛ فنهاهم فانتهوا (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)}. * عن عكرمة؛ قال: نزلت في رفاعة بن زيد بن السائب اليهودي (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظمائهم -يعني: في اليهود- إذا كلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لوى لسانه، وقال: راعنا سمعك يا محمد! حتى نفهمك، ثم طعن في الإِسلام وعابه؛ فأنزل الله الآية (¬2). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ ¬
أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤساء من أحبار يهود؛ منهم: عبد الله بن صوريا، وكعب بن الأشرف، فقال لهم: "يا معشر يهود! اتقوا الله، وأسلموا؛ فوالله إنكم لتعلمون أن الذي جئتكم به لحق"، فقالوا: ما نعرف ذلك يا محمد! وجحدوا ما عرفوا وأصروا على الكفر؛ فأنزل الله فيهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت في مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد بن التابوت من بني قينقاع (¬2). [ضعيف جداً] * {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}. * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر؛ حتى سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}؛ ¬
قال: "إني ادخرت دعوتي؛ شفاعة لأهل الكبائر من أمتي"، قال: فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا بعد ورجونا (¬1). [حسن] * وعنه -أيضاً-رضي الله عنهما-؛ قال: كنا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نشك في قاتل النفس، وآكل مال اليتيم، وقاذف المحصنات، وشاهد الزور حتى نزلت: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}؛ فأمسك ¬
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشهادة (¬1). [ضعيف] ¬
* عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-؛ قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام، قال: "وما دينه؟ "، قال: يصلي ويوحد الله -تعالى-، قال: "استوهب منه دينه، فإن أبى؛ فابتعه منه"؛ فطلب الرجل ذاك منه؛ فأبى عليه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره؛ فقال: "وجدته شحيحاً على دينه"، قال: فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عمر؛ قال: لما نزلت {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر:53] الآية؛ قام رجل، فقال: والشرك يا نبي الله؟! فكره ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ ¬
يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإِسلام، فأرسل إليه: يا محمد! كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي رخصة؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)} [الفرقان: 70]؛ فقال وحشي: يا محمد! هذا شرط شديد: إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فلعلي لا أقدر على هذا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فقال وحشي: يا محمد! أرى بعد مشيئة، فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} [الزمر: 53]؛ قال وحشي: هذا؛ فجاء، فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله! إذا أصبنا ما أصاب وحشي؛ قال: "هي للمسلمين عامة" (¬2). [ضعيف] ¬
* {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم، ويقربون قربانهم؛ ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب، وكذبوا، قال الله: إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له، وأنزل الله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)} (¬1). [ضعيف] * عن الحسن البصري؛ قال: هم اليهود والنصارى، قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]، وقالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في اليهود؛ كانوا يقدمون صبيانهم في الصلاة فيؤمونهم، يزعمون أنهم لا ذنوب لهم؛ فتلك التزكية (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: هم أعداء الله اليهود، زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه؛ فقالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]، وقالوا: لا ذنوب لنا إلا كذنوب أبنائنا الأطفال (¬2). [ضعيف] * عن أبي مالك؛ قال: نزلت في اليهود، كانوا يقدمون صبيانهم؛ يقولون: ليست لهم ذنوب (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: وذلك أن اليهود قالوا: إن أبناءنا قد توفوا، وهم لنا قربة عند الله، وسيشفعون لنا ويزكوننا؛ فقال الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)} [النساء: 49] (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: كان أهل الكتاب يقدمون الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث يصلون بهم؛ يقولون: ليس لهم ذنوب؛ فأنزل الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} (¬2). [ضعيف] * عن الكلبي؛ قال: نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأطفالهم، فقالوا: يا محمد! هل على أولادنا هؤلاء من ذنب؟ قال: "لا"، قالوا: والذي يحلف به ما نحن إلا كهيئتهم؛ ما من ذنب نعمله بالليل إلا كفَّر عنا بالنهار، وما من ذنب نعمله بالنهار إلا كفر عنا بالليل (¬3). [موضوع] * {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}. * عن عكرمة؛ قال: قدم حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى مكة، فقالت قريش: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم؛ فنحن خير أم محمد؟ فقالوا: وما أنتم وما محمد؟ قالوا: صنبور قطع أرحامنا منا، واتبعه سراق ¬
الحجيج بنو غفار؛ فنحن أهدى سبيلاً أم هو؟ قالوا: أنتم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52} [النساء: 51، 52] (¬1). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في كعب بن الأشرف وكفار قريش؛ قال: كفار قريش أهدى من محمد عليه الصلاة والسلام، قال ابن جريج: قدم كعب بن الأشرف؛ فجاءته قريش، فسألته عن محمد؛ فصغر أمره ¬
ويسره، وأخبرهم أنه ضال، قال: ثم قالوا له: ننشدك الله: نحن أهدى أم هو؟ فإنك قد علمت أنا ننحر الكوم، ونسقي الحجيج، ونعمر البيت، ونطعم ما هبت الريح، قال: أنتم أهدى (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: لما كان من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واليهود بني النضير ما كان، حين أتاهم يستعينهم في دية العامريين فهموا به وأصحابه، فأطلع الله رسوله على ما هموا به من ذلك، ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فهرب كعب بن الأشرف حتى أتى مكة فعاهدهم على محمد، فقال أبو سفيان: يا أبا سعد! إنكم قوم تقرؤون ¬
الكتاب وتعلمون ونحن قوم لا نعلم؛ فأخبرنا: ديننا خير أم دين محمد؟ قال كعب: أعرضوا عليَّ دينكم، فقال أبو سفيان: نحن قوم ننحر الكوماء، ونسقي الحجيج الماء، ونقري الضيف، ونعمر بيت ربنا، ونعبد آلهتنا التي كان يعبد آباؤنا، ومحمد يأمرنا أن نترك هذا ونتبعه، قال: دينكم خير من دين محمد؛ فاثبتوا عليه، ألا ترون أن محمداً يزعم أنه بعث بالتواضع وهو ينكح من النساء ما شاء؟! وما نعلم ملكاً أعظم من ملك النساء؛ فذلك حين يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة: حيي بن أخطب، وسلام بن أبي الحقيق، وأبو رافع، والربيع بن أبي الحقيق، وأبو عامر، ووحوح بن عامر، وهوذة بن قيس: فأما وحوح وأبو عامر وهوذة؛ فمن بني وائل، وكان سائرهم من بني النضير، فلما قدموا على قريش؛ قالوا: هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتاب الأول فاسئلوهم: أدينكم خير أم دين محمد؟ فسألوهم؛ فقالوا: بل دينكم خير من دينهم، وأنتم أهدى منه وممن اتبعه، وأنزل الله فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى ¬
مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)} (¬1). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: لما كان من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان؛ اعتزل كعب بن الأشرف ولحق بمكة وكان بها، وقال: لا أعين عليه ولا أقاتله، فقيل له بمكة: يا كعب! أديننا خير أم دين محمد وأصحابه؟ قال: دينكم خير وأقدم؛ دين محمد حديث؛ فنزلت فيه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)}، ثم جاء كعب بن الأشرف المدينة معلناً بمعاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبهجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف] * {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)}. * عن مقاتل بن حيان؛ قال: أعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوة بضع وسبعين شاباً؛ فحسدته اليهود؛ فقال الله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: وذلك أن أهل الكتاب قالوا: ¬
زعم محمد أنه أوتي ما أوتي من تواضع، وله تسع نسوة، ليس همه إلا النكاح؛ فأي ملك أفضل من هذا؟! فقال الله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي حمزة الثمالي؛ قال: يعني بالناس في هذه الآية: نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - وحده، قالت اليهود: انظروا إلى هذا الذي ما شبع من الطعام، لا والله ماله هم إلا النساء، لو كان نبياً؛ لشغله هم النبوة عن النساء؛ حسدوه على كثرة نسائه، وعابوه بذلك؛ فأكذبهم الله -تعالى- فقال: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله: {مُلْكًا عَظِيمًا}. فأخبرهم بما كان لداود وسليمان؛ فأقرت اليهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أنه كان لسليمان ألف امرأة: ثلثمائة مهرية وسبعمائة سرية، وعند داود مئة امرأة، فقال لهم: "ألف امرأة عند رجل أكثر أم تسع نسوة؟! "، وكان عنده يومئذٍ تسع نسوة، فسكتوا، قال الله -تعالى-: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} [النساء: 55]؛ يعني: من آمن به عبد الله بن سلام (¬2). [ضعيف جداً] * عن عطية؛ قال: قالت اليهود للمسلمين: تزعمون أن محمداً أوتي الدين في تواضع وعنده تسع نسوة؛ أي ملك أعظم من هذا؟! فنزلت (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}؛ قال: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة؛ دعا عثمان بن أبي طلحة، فلما أتاه؛ قال: "أرني المفتاح"؛ فأتاه به، فلما بسط يده إليه؛ قدم العباس، فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي اجعله لي مع السقاية، فكف عثمان يده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرني المفتاح يا عثمان! "، فبسط يده إليه، فقال العباس مثل كلمته الأولى. فكف عثمان يده، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عثمان! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر؛ فهات المفتاح"؛ فقال: هاك بأمانة الله. فقام: ففتح باب الكعبة، فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم معه قداح يستقسم بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما للمشركين -قاتلهم الله- وما شأن إبراهيم وشأن القداح؟ "، ثم دعا بحفنة فيها ماء، فأخذ ماء فغمسه، ثم غمس بها تلك التماثيل، وأخرج مقام إبراهيم وكان في الكعبة، ثم قال: "يا أيها الناس! هذه القبلة"، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم نزل عليه جبريل فيما ذُكر لنا برَدِّ المفتاح، فدعا عثمان بن طلحة؛ فأعطاه المفتاح، ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} حتى فرغ من الآية (¬1). [موضوع] * عن صفيه بنت شيبة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل بمكة واطمأن الناس؛ خرج حتى جاء البيت؛ فطاف به سبعاً على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده، فلما فرغ من طوافه؛ دعا عثمان بن أبي طلحة، فأخذ ¬
منه مفتاح الكعبة؛ ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان وكسرها بيده، ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف الناس له في المسجد، ثم قال: ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله! اجمع لنا الحجابة مع السقاية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين عثمان بن أبي طلحة؟ "، فدعي له، فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان! اليوم يوم وفاء وبر" (¬1). [صحيح] * عن ابن جريج في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}؛ قال: نزلت في عثمان بن أبي طلحة، قبض منه النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاتيح الكعبة ودخل بها البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح، قهال: وقال عمر بن الخطاب -لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتلو هذه الآية-: فداؤه أبي وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في ابن طلحة، قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة، فدخل الكعبة يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان؛ فدفع إليه المفتاح وقال: "خذوها يا بني أبي طلحة! بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم" (¬1). [ضعيف] * عن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة؛ قال: دفع النبي - صلى الله عليه وسلم - المفتاح إليَّ وإلى عثمان، وقال: "خذوها يا بني أبي طلحة! خالدة تالدة، لا يأخذها منكم إلا ظالم"، فبنو أبي طلحة الذي يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار (¬2). [ضعيف] ¬
* قال الثعلبي: نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار -وكان سادن الكعبة-، فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح؛ أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح، فطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المفتاح، فقيل له: إنه مع عثمان، فطلب منه؛ فأبى، وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح، فلوى علي بن أبي طالب يده، وأخذ منه المفتاح وفتح الباب، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج؛ سأله العباس أن يعطيه المفتاح فيجمع له بين السقاية والسدانة؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً أن يردَّ المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه، ففعل ذلك، فقال عثمان: يا علي! أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق! فقال علي: لقد أنزل الله في شأنك، وقرأ عليه الآية، فقال عثمان: أشهد أن محمداً رسول الله، وجاء فأسلم، فجاء جبريل -عليه السلام- فقال: "ما دام هذا البيت أو لبنة من لبناته قائمة؛ فإن السدانة في أولاد عثمان"؛ فهو اليوم في أيديهم (¬1). ¬
* عن زيد بن أسلم: أنزلت في ولاة الأمر (¬1). [ضعيف] * عن شهر بن حوشب: نزلت في الأمراء خاصة (¬2). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي؛ إذ بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية (¬3). [صحيح] * عن السدي في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية عليها خالد بن الوليد وفيها عمار بن ياسر، فساروا قبل القوم الذين يريدون، فلما بلغوا قريباً ¬
منهم؛ عرسوا، وأتاهم ذو العيينتين فأخبرهم، فأصبحوا وقد هربوا؛ غير رجل أمر أهله فجمعوا متاعهم، ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل، حتى أتى عسكر خالد، فسأل عن عمار بن ياسر؟ فأتاه فقال: يا أبا اليقظان! إني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإن قومي لما سمعوا بكم؛ هربوا وإني بقيت، فهل إسلامي نافعي غداً، وإلا؛ هربت؟ قال عمار: بل هو ينفعك؛ فأقم؛ فأقام، فلما أصبحوا؛ أغار خالد، فلم يجد أحداً غير الرجل، فأخذه وأخذ ماله، فبلغ عمار الخبر؛ فأتى خالد؛ فقال: خل عن الرجل؛ فإنه قد أسلم، وهو في أمان مني، فقال خالد: وفيم أنت تجير؟ فاستبا وارتفعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجاز أمان عمار، ونهاه أن يجير الثانية على أمير، فاستبا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال خالد: يا رسول الله! أتترك هذا العبد الأجدع يسبني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد! لا تسب عماراً؛ فإنه من سب عماراً؛ سبه الله، ومن أبغض عماراً؛ أبغضه الله، ومن لعن عماراً؛ لعنه الله"؛ فغضب عمار فقام، فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه؛ فاعتذر إليه، فرضي عنه؛ فأنزل الله -تعالى- قوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أبو بردة الأسلمي كاهناً يقضي بين اليهود فيما يتنافرون إليه، فتنافر إليه أناس من أسلم؛ فأنزل الله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الجلاس بن الصامت قبل توبته -فيما بلغني- ومتعب بن قشير ورافع بن زيد وبشر كانوا يَدَّعُون الإِسلام، فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية؛ فأنزل الله فيهم هذه الآية (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: والطاغوت رجل من اليهود، كان يقال له: كعب بن الأشرف، وكانوا إذا ما دُعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول؛ ليحكم بينهم؛ قالوا: بل نحاكمكم إلى كعب؛ فذلك قول الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة؛ فدعا اليهودي المنافق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة، ودعا المنافق اليهودي إلى حاكمهم؛ لأنه علم أنهم يأخذون الرشوة في أحكامهم، فلما اختلفا؛ اجتمعا على أن يحكما كاهناً في جهينة؛ فأنزل الله -تعالى- في ذلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يعني: اليهود {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} إلى قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] (¬2). [ضعيف] ¬
* عن حضرمي: أن رجلاً من اليهود كان قد أسلم، فكانت بينه وبين رجل من اليهود مدارأة في حق، فقال اليهودي له: انطلق إلى نبي الله؛ فعرف أنه سيقضي عليه، قال: فأبى، فانطلقا إلى رجل من الكهان، فتحاكما إليه؛ قال الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} (¬1). [ضعيف] * عن السُّدّي: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}؛ قال: كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم، وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قُتل الرجل من بني النضير -قتلته بنو قريظة؛ قتلوا به منهم، فإذا قُتل الرجل من بني قريظة- قتلته النضير-؛ أعطوا ديته ستين وسقاً من تمر، فلما أسلم أناس من بني قريظة النضير؛ قتل رجل من بني النضير رجلاً من بني قريظة؛ فتحاكموا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النضيري: يا رسول الله! إنا كنا نعطيهم في الجاهلية الدية فنحن نعطيهم اليوم ذلك، فقالت قريظة: "لا؛ ولكنا إخوانكم في النسب والدين، ودماؤنا مثل دمائكم، ولكنكم كنتم تغلبوننا في الجاهلية، فقد جاء الله بالإِسلام؛ فأنزل الله يُعيّرهم بما فعلوا فقال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} [المائدة: 45]. فعيَّرهم ثم ذكر قول النضيري: كنا نعطيهم في الجاهلية ستين وسقاً، ونقتل منهم ولا يقتلونا، فقال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} ¬
[المائدة: 50]؛ فأخذ النضيري فقتله بصاحبه؛ فتفاخرت النضير وقريظة، فقالت النضير: نحن أكرم منكم! وقالت قريظة: نحن أكرم منكم! ودخلوا المدينة إلى أبي بُرْدة الكاهن الأسلمي، فقال المنافق في قريظة والنضير: انطلقوا إلى أبي بُرْدة ينفر بيننا، وقال المسلمون من قريظة والنضير: لا، بل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ينفر بيننا فتعالوا إليه، فأبى المنافقون، وانطلقوا إلى أبي بُرْدة فسألوه فقال: أعظموا اللقمة، يقول: أعظموا الخطر، فقالوا: لك عشر أوساق، قال لا، بل مائة وسق ديتي؛ فإني أخاف أن أنفرِّ النضير تقتلني قريظة، أو أنفرِّ قريظة تقتلني النضير، فأبوا أن يعطوه فوق عشرة أوساق، وأبى أن يحكم بينهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} وهو أبو بُرْدة: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} إلى قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية حتى بلغ: {ضَلَالًا بَعِيدًا}؛ قال: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجلين؛ رجل من الأنصار يقال له: بشر، وفي رجل من اليهود، في مدارأة كانت بينهما في حق، فتدارءا بينهما فيه؛ فتنافرا إلى كاهن بالمدينة يحكم بينهما، وتركا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فعاب الله -عزّ وجلّ- ذلك. وذكر لنا: أن اليهودي كان يدعوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحكم بينهما، وقد علم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يجور عليه، فجعل الأنصاري يأبى عليه، وهو يزعم أنه مسلم، ويدعوه إلى الكاهن؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- ما تسمعون؛ ¬
فعاب ذلك على الذي يزعم أنه مسلم، وعلى اليهودي الذي هو من أهل الكتاب؛ فقال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} إلى قوله: {صُدُودًا} [النساء:61] (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}؛ قال: تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود؛ فقال المنافق: اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف، وقال اليهودي: اذهب بنا إلى النبي؛ فقال الله -تبارك وتعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآيةِ والتي تليها فيهم -أيضاً- (¬2). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس: في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} إلى قوله: {ضَلَالًا بَعِيدًا}؛ قال: كان رجلان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما خصومة؛ أحدهما مؤمن، والآخر منافق، فدعاه المؤمن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف؛ فأنزل الله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ الله وَإِلَى الرَّسُولِ ¬
{رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)} [النساء: 61] (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}؛ قال: تنازع رجل من المؤمنين ورجل من اليهود؛ فقال اليهودي: اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف، وقال المؤمن: اذهب بنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} إلى قوله: {صُدُودًا} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في رجل من المنافقين، يقال له: بشر، كان بينه وبين يهودي خصومة؛ فقال اليهودي: انطلق بنا إلى محمد، وقال المنافق: بل نأتي كعب بن الأشرف -وهو الذي سماه الله -تعالى- الطاغوت-؛ فأبى اليهودي إلا أن يخاصمه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى المنافق ذلك؛ أتى معه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - واختصما إليه، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لليهودي، فلما خرجا من عنده؛ لزمه المنافق، ¬
وقال: ننطلق إلى عمر بن الخطاب؛ فأقبلا إلى عمر، قال اليهودي: اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه، فلم يرضَ بقضائه؛ وزعم أنه مخاصم إليك، وتعلق بي فجئت. معه، فقال عمر للمنافق: أكذلك؟! فقال: نعم، فقال لهما: رويدكما حتى أخرج إليكما، فدخل عمر البيت وأخذ السيف واشتمل عليه ثم خرج إليهما فضرب به المنافق حتى برد، وقال: هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهرب اليهودي. ونزلت هذه الآية (¬1). [موضوع] * {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}. * عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير؛ أنه حدثه: أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرّح الماء يمر، فأبى عليه. فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير: "اسق يا زُبير! ثم أرسل الماء إلى جارك"؛ فغضب الأنصاري، فقال: أن كان ابن عمتك؛ فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "اسق يا زبير! ثم احبس الماء حتى يرجع إلى ¬
الجدر". فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (¬1). [صحيح] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: أنزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة؛ اختصما في ماء؛ فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسقي الأعلى ثم الأسفل (¬2). [ضعيف] * عن سلمة من ولد أم سلمة؛ قال: خاصم رجل الزبير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - للزبير، فقال: إنما قضى له؛ لأنه ابن عمته؛ فنزلت: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} (¬3). [صحيح] ¬
* عن أبي الأسود؛ قال: اختصم رجلان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انطلقا إليه"، فلما أتاه؛ قال الرجل: يا ابن الخطاب! إن هذا قضى لي عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ردنا إلى عمر، فردنا إليك، فقال عمر: أكذلك؟! قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملاً بسيفه، فضرب عنق الذي قال ردنا إلى عمر، وأدبر الآخر فارًّا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! عمر قتل صاحبي، ولولا أني أعجزته؛ لقتلني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما كنت أظن أن يجترىء عمر على قتل مؤمن"؛ فأَنزل الله -تعالى-: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} فهدر دم ذلك الرجل وبريء عمر من قتله (¬1). [ضعيف] ¬
* عن ضمرة بن حبيب: أن رجلين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقضى للمحق على المبطل، فقال المقضي عليه: لا أرضى حتى ترضى، فقال صاحبه: فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق فذكروا ذلك له، فقال الذي قضى له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد اختصمنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقضى لي عليه؛ فقال أبو بكر: فأنتما على ما قضى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأبى صاحبه أن يرضى، وفيه: أنه ردَّ به إلى عمر ثم ذكر قصة عمر في قتله (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في اليهود (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: هذا الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذان تحاكما إلى كعب بن الأشرف (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الشعبي: هذا الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذان تحاكما إلى الكاهن (¬1). [ضعيف] * {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}. * عن السدي؛ قال: افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود، فقال اليهودي: والله لقد كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم؛ فقتلنا أنفسنا، فقال ثابت: والله لو كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم؛ لقتلنا أنفسنا؛ فأنزل الله في هذا: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن أبي إسحاق السبيعي؛ قال: لما نزلت: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}؛ قال رجل: لو أمرنا؛ لفعلنا، والحمد لله الذي عافنا، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن من أمتي لرجالاً: الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي" (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الثوري: نزلت في ثابت بن قيس (¬1). [ضعيف] * عن زيد بن الحسن؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}؛ قال ناس من الأنصار: والله لو كتبه علينا لقبلنا، والحمد لله الذي عافنا، ثم الحمد الله الذي عافنا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان أثبت في قلوب رجال من الأنصار من الجبال الرواسي" (¬2). [ضعيف] * {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من أهلي ومالي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت: فأذكرك فما أجد حتى آتيك؛ فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك؛ عرفت أنك إذا دخلت ¬
الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة؛ خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً حتى نزل جبريل -عليه السلام- بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (¬1). [حسن لغيره] * عن مسروق؛ قال: قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو من شاء الله منهم-: يا رسول الله! ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا؛ فإنك لو مت ¬
رُفِعْتَ فوقنا فلم نرك؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)} (¬1). [حسن لغيره] * عن سعيد بن جبير؛ قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محزون، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا فلان! مالي أراك محزوناً؟! "، قال: يا نبي الله! شيء فكرت فيه، فقال: "ما هو؟ "، قال: نحن نغدو عليك، ونروح ننظر في وجهك، ونجالسك، غداً ترفع مع النبيين؛ فلا نصل إليك، فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً؛ فأتاه جبريل -عليه السلام- بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}، قال: فبعث إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فبشره (¬2). [ضعيف جداً] * عن الشعبي؛ قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لأنت أحب إليَّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي، ولولا أني آتيك؛ فأراك؛ لظننت أني سأموت، وبكى الأنصاري، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما ¬
أبكاك؟! "، فقال: ذكرت أنك ستموت ونموت؛ فترفع مع النبيين، ونحن إذا دخلنا الجنة كنا دونك، فلم يخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على رسوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ} إلى قوله {عَلِيمًا} [النساء: 70]؛ فقال: "أبشر" (¬1). [ضعيف] * عن قتادة: ذكر لنا أن رجالاً قالوا: هذا نبي الله نراه في الدنيا؛ فأما في الآخرة؛ فيرفع؛ فلا نراه؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: قال ناس من الأنصار: يا رسول الله! إذا أدخلك الله الجنة فكنت في أعلاها ونحن نشتاق إليك؛ فكيف نصنع؟ فأنزل الله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الربيع بن أنس؛ قال: إن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: قد علمنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فُضِّل على من آمن به في درجات الجنة ممن اتبعه وصدقه؛ فكيف لهم إذا اجتمعوا في الجنة أن يرى بعضُهم بعضاً؟ فأنزل الله في ذلك، فقال: إن الأعلين ينحدرون إلى من هم أسفل منهم فيجتمعون في رياضها، فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه، وينزل لهم أهل الدرجات فيسعون عليهم بما يشتهون وما يدعون به، فهم في روضة يحبرون ويتنعمون فيه (¬2). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: أتى فتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله! إن لنا منك نظرة في الدنيا، وفي يوم القيامة لا نراك؛ فإنك في الدرجات ¬
العلى؛ فأنزل الله: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (¬1). [ضعيف] * وقال الثعلبي: نزلت في ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان شديد الحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه، ونحل جسمه؛ فعرف الحزن في وجهه، فقال له: "يا ثوبان! ما غير لونك؟ "، فقال: يا رسول الله! لا بيَ مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك؛ اشتقت إليك، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكَرْت الآخرة؛ فأخاف أن لا أراك هناك؛ لأني عرفت أنك تُرفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة؛ فذاك حين لا أراك أبداً؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله والناس أجمعين" (¬2). * عن مقاتل بن سليمان؛ قال: قال رجل من الأنصار -يسمى عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو الذي رأى الأذان مع عمر-: يا رسول الله! إذا خرجنا من عندك إلى أهلينا؛ اشتقنا إليك، فلم ينفعنا ¬
شيء حتى نرجع إليك، فذكرت درجتك في الجنة؛ فكيف لنا برؤيتك إن دخلنا الجنة؟ فنزلت هذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}، قال: فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في حديقة؛ أتاه ابنه؛ فأخبره، فقال عند ذلك: اللهم لا أرى شيئاً بعد حبيبي أبداً؛ فعمي مكانه؛ وذلك من شدة حبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف جداً] * {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فقالوا: يا رسول الله! إنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا؛ صرنا أذلة، فقال: "إني أُمرتُ بالعفو؛ فلا تقاتلوا"، فلما حوّله الله إلى المدينة؛ أمر بالقتال؛ فكفوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة؛ قال: كان أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذٍ بمكة قبل الهجرة تسرَّعوا إلى القتال، فقالوا لنبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ذرنا نتخذ معاول؛ فنقاتل المشركين بمكة، فنهاهم نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؛ وقال: "لم أُومر بذلك"، فلما كانت الهجرة وأمر بالقتال؛ كره القوم ذلك، فصنعوا فيه ما تسمعون؛ فقال الله -تعالى-: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} (¬1). [صحيح لغيره] * عن عكرمة: نزلت في أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف جداً] * عن السدي: هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم إلا الصلاة والزكاة، فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} الآية إلى: {أَجَلٍ قَرِيبٍ}؛ وهو الموت، قال الله: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في اليهود (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: نهى هذه الأمة أن يصنعوا صنيعهم؛ يعني: اليهود (¬2). * {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ في بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (78)}. * عن مجاهد؛ قال: كان فيمن كان قبلكم امرأة، وكان لها أجير، فولدت جارية، فقالت لأجيرها: انطلق فاقتبس لنا ناراً، فخرج فوجد بالباب رجلاً، فقال له الرجل: ما ولدت هذه المرأة؟ قال: جارية، قال: أما إن هذه الجارية لا تموت حتى تبغي بمائة، ويتزوجها أجيرها، ويكون موتها بالعنكبوت، قال: فقال الأجير في نفسه: فأنا أريد هذه بعد أن تفجر بمائة؛ فأخذ شفرة، فدخل، فشق بطن الصبية، وعولجت؛ فبرئت، فشبت، وكانت تبغي، فأتت ساحلاً من سواحل ¬
البحر، فأقامت عليه تبغي، ولبث الرجل ما شاء الله، ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير، فقال لامرأة من أهل الساحل: ابغيني امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها، فقالت: هناك امرأة من أجمل النساء؛ ولكنها تبغي، قال: ائتيني بها، فأتتها، فقالت، قد قدم رجل له مال كثير، وقد قال لي: كذا، فقلت له: كذا، فقالت: إني قد تركت البغاء، ولكن إن أراد تزوجته، قال: فتزوجها، فوقعت منه موقعاً، فبينما هو يوماً عندها؛ إذ أخبرها بأمره، فقالت: أنا تلك الجارية؛ وأرته الشقَّ في بطنها، وقد كنت أبغي فما أدرى بمائة أو أقل أو كثر، قال: فإنه قال لي: يكون موتها بالعنكبوت، قال: فبنى لها برجاً بالصحراء وشيده، فبينما هما يوماً في ذلك البرج؛ إذا عنكبوت في السقف، فقالت: هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري فحركته فسقط، فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه فشدخته، وساح سمه بين ظفرها واللحم؛ فاسودت رجلها؛ فماتت؛ فنزلت هذه الآية: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ في بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أُحُد؛ قال المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد: لو كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية (¬2). [موضوع] ¬
* {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)}. * عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ قال: لما اعتزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه؛ قال: دخلت المسجد؛ فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب. فقال عمر: فقلت: لأعلمن ذلك اليوم. قال: فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنت أبي بكر! أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: مالي ومالك يا ابن الخطاب؟! عليك بعيبتك، قال: فدخلت على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة! أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ والله لقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحبك، ولولا أنا؛ لطلقك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت؛ فإذا أنا برباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعداً على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينحدر، فناديت: يا رباح! استأذن لي عندك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إليّ فلم يقل شيئاً، ثم قلت: يا رباح! استأذن لي عندك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إليَّ فلم يقل شيئاً، ثم رفعت صوتي؛ فقلت: يا رباح! استأذن لي عندك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإني أظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظن أني جئت من أجل حفصة، والله! لئن أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضرب عنقها؛ لأضربن عنقها، ورفعت صوتي. فأومأ إليّ أن ارقه. فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على حصير. فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه. فنظرت ببصري في خزانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظاً في ناحية الغرفة،
وإذا أفيق معلق؛ قال: فابتدرت عيناي، قال: "ما يبكيك يا ابن الخطاب؟! "، قلت: يا نبي الله! ومالي لا أبكي؟ وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفوته، وهذه خزانتك! فقال: "يا ابن الخطاب! ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ "، قلت: بلى، قال: ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت: يا رسول الله! ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن؛ فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك. وقلما تكلمت -وأحمد الله- بكلام؛ إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، ونزلت هذه الآية: آية التخيير: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]. وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! أطلقتهن؟ قال: "لا"، قلت: يا رسول الله! إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى، يقولون: طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال: "نعم؛ إن شئت"، فلم أزل أحدثه؛ حتى تخسر الغضب عن وجهه، وحتى كشر فضحك. وكان من أحسن الناس ثغراً. ثم نزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلت، فنزلت أتشبت بالجذع ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله! إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين، قال: "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين"، فقمت على باب المسجد؛ فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق رسول الله نساءه، ونزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}؛ فكنت
أنا استنبطت ذاك الأمر، وأنزل الله -عزّ وجلّ- آية التخيير (¬1). * {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ الله وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا في سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)}. * عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-؛ قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد؛ رجع ناس من أصحابه، فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم؛ فنزلت: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد" (¬2). [صحيح] * عن ابن سعد بن معاذ؛ قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس، فقال: "مَنَ لي ممن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني؟ "، فقال سعد بن معاذ: إن كان من الأوس؛ قتلناه، وإن كان من إخواننا من الخزرج؛ أمرتنا فأطعناك؛ فقام سعد بن عبادة، فقال: ما بك يا ابن معاذ؟! طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد تكلمت ما هو منك؛ فقام أُسيد بن حُضير، فقال: إنك يا ابن عبادة! منافق تحب المنافقين؛ فقام محمد بن مسلمة، فقال: اسكتوا أيها الناس؛ فإن فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يأمرنا فننفِّذ أمره؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ}؛ وذلك أن قوماً كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام، وكانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام؛ فليس علينا منهم بأس، وأن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة؛ قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الخبثاء، فاقتلوهم؛ فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم، وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله -أو كما قالوا- أتقتلون قوماً قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به، أمن أجل أنهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم لذلك؟! فكانوا كذلك فئتين، والرسول عليه الصلاة والسلام عندهم لا ينهى واحداً من الفريقين عن شيء؛ فنزلت: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ الله} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: أن قوماً من العرب أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها؛ فأركسوا، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه؛ يعني: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصبنا وباء المدينة؛ فاجتوينا المدينة، فقالوا: أما لكم في رسول الله أُسوة، فقال بعضهم: ¬
نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا؛ هم المسلمون؛ فأَنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد: قوم خرجوا من مكة حتى أتوا المدينة، يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة؛ ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها؛ فاختلف فيهم المؤمنون، فقائل يقول: هم منافقون، وقائل يقول: هم مؤمنون؛ فبيّن الله نفاقهم؛ فأمر بقتالهم. فجاءوا ببضائعهم يريدون المدينة، فلقيهم هلال بن عويمر الأسلمي وبينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - حلف -وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين أو ¬
يقاتل قومه-؛ فدفع عنهم؛ بأنهم يؤمّنون هلالاً، وبينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد (¬1). [ضعيف] * عن قتادة قوله: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ} الآية: ذكر لنا أنهما كانا رجلين من قريش كانا مع المشركين بمكة، وكانا قد تكلما بالإِسلام، ولم يهاجروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلقيهما ناس من أصحاب نبي الله وهما مقبلان إلى مكة؛ فقال بعضهم: إن دماءهما وأموالهما حلال، وقال بعضهم: لا يحل لكم؛ فتشاجروا فيهما؛ فأنزل الله في ذلك: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} حتى بلغ: {وَلَوْ شَاءَ الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} (¬2). [ضعيف] * عن السدي في قوله: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}؛ قال: كان ناس من المنافقين أرادوا أن يخرجوا من المدينة، فقالوا للمؤمنين: إنا قد أصابنا أوجاع في المدينة وأتخمناها، فلعلنا إن نخرج إلى الظهر حتى نتماثل ثم نرجع؛ فإنا كنا أصحاب برية، فانطلقوا. واختلف فيهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالت طائفة: أعداء الله المنافقون، وددنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لنا فقتلناهم، وقالت طائفة: لا، بل إخواننا ¬
تخمتهم المدينة فأتخموها؛ فخرجوا إلى الظهر يتنزّهون، فإذا برؤوا رجعوا؛ فقال الله: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} يقول: ما لكم تكونون فيهم فئتين {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الضحاك يقول في قوله: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}: هم ناس تخلفوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقاموا بمكة، وأعلنوا الإيمان، ولم يهاجروا؛ فاختلف فيهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فتولاهم ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتبرأ من ولايتهم آخرون، وقالوا: تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يهاجروا؛ فسماهم الله: منافقين، وبرأ المؤمنين من ولايتهم، وأمرهم أن لا يتولوهم حتى يهاجروا (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} حتى بلغ: {فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا في سَبِيلِ اللهِ}؛ قال: هذا في شأن ابن أُبيِّ حين تكلم في عائشة بما تكلم، فقال سعد بن معاذ: فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله منه؛ يريد: عبد الله بن أبي ابن سلول (¬3). [ضعيف جداً] * عن عكرمة: أخذ ناس من المسلمين أموالاً من المشركين، ¬
فانطلقوا بها تجاراً إلى اليمامة؛ فاختلف المسلمون فيهم؛ فقالت طائفة: لو لقيناهم قتلناهم وأخذنا ما في أيديهم، وقال بعضهم: لا يصلح لكم ذلك؛ إخوانكم انطلقوا تجاراً؛ فنزلت هذه الآية: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: "كيف ترون في الرجل يخاذل بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويسيء القول لأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد برأها الله؟ "، ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة -رضي الله عنها-؛ فنزل القرآن في ذلك: {فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية، فلم يكن بعد هذه الآية ينطق ولا يتكلم فيه أحد (¬2). [ضعيف جداً] * عن الحسن، عن سُراقة بن مالك المدلجي حدثهم: أن قريشاً جعلت في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر أوقية، قال: فبينما أنا جالس؛ إذ جاءني رجل، فقال: إن الرجلين اللذين جعلت قريش فيهما ما جعلت قريب منك بمكان كذا وكذا، فأتيت فرسي وهو في الوعي، فنفرت به ثم أخذت رمحي، قال: فركبته، قال: فجعلت أجر الرمح مخافة أن يشركني فيهما أهل الماء، قال: فلما رأيتهما؛ قال أبو بكر: هذا باغ يبغينا؛ فالتفت إليّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اللهم! اكفناه بما شئت"، قال: فوجل فرسي وإني لفي جلد من الأرض، فوقعت على حجر فانقلب، فقلت: ادع ¬
الذي فعل بفرسي ما أرى أن يخلصه، وعاهده أن لا يعصيه، قال: فدعا له، فخلص الفرس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أواهبه أنت لي"، فقلت: نعم، فقال: فها هنا، قال: "فعمي عنا الناس"، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طريق الساحل مما يلي البحر، قال: فكنت أول النهار لهم طالباً، وآخر النهار لهم مسلحة، وقال لي: "إذا استقررنا بالمدينة؛ فإن رأيت أن تأتينا؛ فأتنا"، قال: فلما قدم المدينة وظهر على أهل بدر وأُحد وأسلم الناس من حولهم؛ قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى بني مدلج، قال: فأتيته، فقلت له: أنشدك النعمة، فقال القوم: مه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تريد؟ "، فقلت: بلغني أنك تريد أن تبعث خالد بن الوليد إلى قومي، فأنا أحب أن توادعهم، فإن أسلم قومهم؛ أسلموا معهم، وإن لم يسلموا؛ لم تخشن صدور قومهم عليهم، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد خالد بن الوليد، فقال له: "اذهب معه فاصنع ما أراد"، فذهب إلى بني مدلج، فأخذوا عليهم أن لا يعينوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن أسلمت قريش؛ أسلموا معهم؛ فأنزل الله: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} حتى بلغ: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ}، قال الحسن: فالذين حصرت صدُورُهم: بني مدلج، فمن وصل إلى بني مدلج من غيرهم؛ كان في مثل عهدهم (¬1). [ضعيف] ¬
* {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)}. * عن مجاهد؛ قال: ناس كانوا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسلمون رياء، ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الأوثان؛ يبتغون بذلك أن يأمنوا هنا وهنا؛ فأمر بقتالهم إن لم يعتزلوا ويصلحوا (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: حي كانوا بتهامة، قالوا: يا نبي الله! لا نقاتلك، ولا نقاتل قومنا، وأرادوا أن يأمنوا نبي الله ويأمنوا قومهم؛ فأبى الله ذلك عليهم، فقال: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} يقول: كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ ¬
يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} يقول: كلما أرادوا أن يخرجوا من فتنة أركسوا فيها، وذلك أن الرجل كان يوجد قد تكلم بالإِسلام، فيقرب إلى العود والحجر وإلى العقرب والخنفساء، فيقول المشركون لذلك المتكلم بالإِسلام: قل: هذا ربي -للخنفساء والعقرب (¬1)! [ضعيف جداً] * عن السدي، قال: ثم ذكر نعيم بن مسعود الأشجعي -وكان يأمن في المسلمين والمشركين، ينقل الحديث بين النبي - صلى الله عليه وسلم - والمشركين؛ فقال: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} يقول: إلى الشرك (¬2). [ضعيف جداً] * {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}. * عن عكرمة: كان الحارث بن يزيد بن نبيشة من بني عامر بن لؤي يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل، ثم خرج الحارث بن يزيد مهاجراً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فلقيه عياش بالحرة؛ فعلاه بالسيف حتى سكت، ¬
وهو يحسب أنه كافر ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره؛ ونزلت: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد قال: قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً}: عياش بن أبي ربيعة قتل رجلاً مؤمناً كان يعذبه هو وأبو جهل-وهو أخوه لأمه-؛ في اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعياش يحسب أن ذاك الرجل كافر كما هو، وكان عياش هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمناً. جاءه أخوه أبو جهل -وهو أخوه لأمه-، فقال: إن أمك تناشدك رحمها وحقها أن ترجع إليها -وهي أسماء بنت مخرمة-؛ فأقبل معه؛ فربطه أبو جهل حتى قدم به مكة، فلما رآه الكفار؛ زادهم كفراً وافتتاناً، فقالوا: إن أبا جهل ليقدر من محمد على ما يشاء، ويأخذ أصحابه (¬2). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي، فكان أخاً لأبي جهل بن هشام لأمه، وإنه أسلم وهاجر في المهاجرين الأولين قبل قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطلبه أبو جهل والحارث بن هشام ومعهما رجل من بني عامر بن لؤي؛ فأتوه بالمدينة، وكان عياش أحب ¬
إخوته إلى أمه، فكلموه، وقالوا: إن أمك قد حلفت أن لا يظلها بيت حتى تراك، وهي مضطجعة في الشمس؛ فأتها لتنظر إليك، ثم ارجع، وأعطوه موثقاً من الله لا يحجزونه حتى يرجع إلى المدينة، فأعطاه بعض أصحابه بعيراً له نجيباً، وقال: إن خفت منهم شيئاً فاقعد على النجيب، فلما أخرجوه من المدينة؛ أخذوه فأوثقوه، وجلده العامري؛ فحلف ليقتلن العامري، فلم يزل محبوساً بمكة حتى خرج يوم الفتح، فاستقبله العامري وقد أسلم -ولا يعلم عياش بإسلامه-؛ فضربه، فقتله؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} (¬1). [ضعيف جداً] * عن سعيد بن جبير في الآية؛ قال: إن عياش بن أبي ربيعة المخزومي كان حلف على الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤي ليقتلنه، وكان الحارث يومئذ مشركاً، وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش، فلقيه بالمدينة؛ فقتله، وكان قتله ذلك خطأ (¬2). [ضعيف] * عن القاسم بن محمد بن أبي بكر: أن الحارث بن زيد كان شديداً على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء إلى الإِسلام وعياش لا يشعر، فلقيه عياش بن أبي ربيعة فحمل عليه فقتله؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} الآية (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ قال: نزل هذا في رجل قتله أبو الدرداء كانوا في سرية، فعدل أبو الدرداء إلى شعب يريد حاجة له، فوجد رجلاً من القوم في غنم له، فحمل عليه بالسيف، فقال: لا إله إلا الله، قال: فضربه، ثم جاء بغنمه إلى القوم، ثم وجد في نفسه شيئاً، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا شققت عن قلبه؟ "، فقال: ما عسيت أجد؟ هل هو يا رسول الله! إلا دم أو ماء؟! قال: "فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه"، قال: كيف بي يا رسول الله؟! قال: "فكيف بلا إله إلا الله"، قال: فكيف بي يا رسول الله! قال: "فكيف بلا إله إلا الله؟ "؛ حتى تمنيت أن يكون ذلك مبتدأ إسلامي، قال: ونزل القرآن: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} حتى بلغ: {إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}؛ قال: إلا أن يضعوها (¬1). [ضعيف جداً] * عن بكر بن حارثة الجهني؛ قال: كنت في سرية بعثها ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فاقتتلنا نحن والمشركون، وحملت على رجل من المشركين؛ فتعوذ مني بالإِسلام؛ فقتلته، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فغضب وأقصاني؛ فأوحى الله إليه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً}. قال: فرضي عني، وأدناني (¬1). [ضعيف] * عن جزء بن الحدرجان بن مالك -وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم --؛ قال: وقد أخي قذاذ بن الحدرجان بن مالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن، من موضع يقال له: القتوتي، بسروات الأزد، بإيمانه وإيمان من أعطى الطاعة من أهل بيته -وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان، وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم --، فخرج قذاذ مهاجراً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برسالة أبيه الحدرجان، وإيمانهم، فلقيت في بعض الطريق سرية النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقتلت قذاذاً. فقال قذاذ: أنا مؤمن! فلم يقبلوا وقتلوه في جوف الليل، فبلغنا ذلك، فخرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، وطلبت ثأري؛ فنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} الآية، فأعطاني النبي - صلى الله عليه وسلم - ألف دينار دية أخي، وأمر لي بمائة ناقة حمراء - وقال النبي - صلى الله عليه وسلم --: "لا تمنعني أن أصير لك المائة الناقة دية أخرى؛ إلا أني لا أتعبأ سرية للمسلمين من بعد، فتكون دية المسلم ديتين"؛ فرضيت، وسلمت وعقد لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سرية من سرايا المسلمين، فخرجت إلى حي حاتم طيء، وغنمت مغنماً كثيراً وأسرت أربعين امرأة من حي حاتم، فأتيت بالنسوة، وهداهن الله للإِسلام ¬
وزوجهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه (¬1). [ضعيف] * {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما أنزلت التي في الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)} [الفرقان: 68]؛ قال مشركو أهل مكة: قد قتلنا النفس التي حرم الله، ودعونا مع الله إلهاً آخر، وقد آتينا الفواحش؛ فأنزل الله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ} [الفرقان: 70]؛ فهذه لأولئك، وأما التي في النساء: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}؛ فالرجل إذا عرف الإِسلام وشرائعه ثم قَتَلَ؛ فجزاؤه جهنم. فذكرته لمجاهد فقال: إلا من ندم (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لقد نزلت في آخر ما نزلت ما نسخها شيء (¬3). [صحيح] ¬
* عن سعيد بن جبير في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}؛ قال: نزلت في مقيس بن ضبابة الكناني، وذلك أنه أسلم وأخوه هشام بن ضبابة -وكان بالمدينة-، فوجد مقيس أخاه هشاماً ذات يوم قتيلاً في الأنصار في بني النجار، فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من قريش من بني فهر ومعه مقيس إلى بني النجار ومنازلهم يومئذ بقباء أن ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه إن علمتم ذلك؛ وإلا فادفعوا إليه الدية، فلما جاءهم الرسول؛ قالوا: السمع والطاعة لله وللرسول، والله ما نعلم له قاتلاً، ولكن نؤدي الدية، فدفعوا إلى مقيس مائة من الإبل دية أخيه، فلما انصرف مقيس والفهري راجعين من قباء إلى المدينة وبينهما ساعة؛ عمد مقيس إلى الفهري رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتله، وارتد عن الإِسلام، وركب جملاً منها وساق معه البقية، ولحق بمكة، وهو يقول في شعر له: قتلت به فهراً وحملت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع وأدركت ثأري واضطجعت موسداً ... وكنت إلى الأوثان أول راجع فنزلت فيه بعد قتل النفس، وأخذ الدية، وارتد عن الإِسلام، ولحق بمكة كافراً {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة: أن رجلاً من الأنصار قتل أخا مقيس بن ضبابة، فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - الدية؛ فقبلها، ثم وثب على قاتل أخيه، فقتله. قال ابن جريج وقال غيره: ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ديته على بني النجار، ¬
ثم بعث مقيساً وبعث معه رجلاً من بني فهر في حاجة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فاحتمل مقيس الفهري وكان رجلاً شديداً فضرب به الأرض، ورضخ رأسه بين حجرين، ثم ألقى يتغنى: قتلت به فهراً وحملت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع فأخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أظنه قد أحدث حدثاً، أما والله لئن كان فعل؛ لا أُومنه في حلّ ولا حرم، ولا سلم ولا حرب"، فقتل يوم الفتح. قال ابن جريج: وفيه نزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}. بعد قوله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} [الفرقان: 70] بسنة (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية بعد الآية ¬
التي في سورة الفرقان بثمان سنين، وهو قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)} [الفرقان: 68] (¬1). [ضعيف جداً] * عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت هذه الآية التي في الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}؛ [الفرقان: 68]؛ عجبنا للينها، فلبثنا ستة أشهر، ثم نزلت التي في النساء: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} حتى فرغ (¬2). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى ¬
إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}؛ قال: كان رجل في غنيمة، فلحقه المسلمون؛ فقال: السلام عليكم؛ فقتلوه، وأخذوا غنيمته؛ فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تلك الغنيمة (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن أبي حدرد -رضي الله عنه-؛ قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين؛ فيهم: الحارث بن ربعي أبو قتادة، ومحلّم بن جثامة بن قيس الليثي، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن إضَم؛ مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له، معه مُتّيع له ووطب من لبن، فلما مر بنا؛ سلّم علينا بتحية الإِسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة لشيء كان بينه وبينه؛ فقتله، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرنا الخبر؛ نزل فينا القرآن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)} (¬1). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القوم؛ وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فأهوى إليه المقداد، فقتله؛ فقال له رجل من أصحابه: أقتلت رجلاً يشهد أن لا إله إلا الله؟! لأذكرنَّ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قالوا: يا رسول الله! إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال: "ادع لي المقداد، يا مقداد! أقتلت رجلاً يقول: لا إله إلا الله؟ فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟ "؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا}؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمقداد: "كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانه فقتلته، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة من قبل" (¬1). [ضعيف] ¬
* عن جابر -رضي الله عنه-؛ قال: أنزلت هذه الآية: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} في مرداس (¬1). [حسن] ¬
* عن ابن عمر: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - محلّم بن جثامة مبعثاً؛ فلقيهم عامر بن الأضبط، فحياهم بتحية الإِسلام، وكانت بينهم إحنة في الجاهلية؛ فرماه محلم بسهم، فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فتكلم فيه عيينة والأقرع، فقال الأقرع: يا رسول الله! أسَنَّ اليوم وغيّر غداً، فقال عيينة: لا، والله حتى تذوق نساؤه من الشكل ما ذاق نسائي، فجاء محلم في بردين، فجلس بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - يستغفر له، فقال له ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا غفر الله لك"، فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه، فما مضت به سابعة؛ حتى مات ودفنوه؛ فلفظته الأرض، فجاؤا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له، فقال: "إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله -جل وعز- أراد أن يعظكم"، ثم طرحوه بين صدفي جبل وألقوا عليه من الحجارة؛ ونزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الرجل يتكلم بالإِسلام ويؤمن بالله والرسول، ويكون في قومه، فإذا جاءت سرية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بها حيَّهُ؛ -يعني: قومه- وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل أنه على دينهم حتى يلقاهم؛ فيلقي إليهم السلام، فيقولون: لست مؤمناً وقد ألقى السلام؛ فيقتلونه، فقال الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} إلى: {تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؛ يعني: تقتلونه؛ إرادة أن يحل لكم ماله الذي وجدتم معه، وذلك عرض الحياة الدنيا؛ فإن عندي مغانم كثيرة، والتمسوا من فضل الله. وهو رجل اسمه مرادس، خلى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عليها رجل من بني ليث اسمه: قليب، حتى إذا وصلت الخيل؛ سلم عليهم؛ فقتلوه؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهله بديته، ورد إليهم ¬
ماله، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * عن الحسن البصري: أن ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهبوا يتطرقون، فلقوا أناساً من العدو، فحملوا عليهم؛ فهزموهم، فشدّ منهم رجل فتبعه رجل يريد متاعه، فلما غشيه بالسنان؛ قال: إني مسلم، إني مسلم، فأوجزه بالسنان فقتله، وأخذ متبعيه، قال: فرفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقاتل: "أقتلته بعد ما قال: إني مسلم؟! "، قال: يا رسول الله! قالها متعوذاً، قال: "أشققت قلبه؟ "، قال: لم يا رسول الله؟! قال: "لتعلم أصادقاً هو أو كاذباً"، قال: وكنت عالماً ذلك يا رسول الله! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يعبر عنه لسانه، إنما كان يعبر عنه لسانه"، قال: فما لبث القاتل أن مات؛ فحفر له أصحابه، فأصبح وقد وضعته الأرض، ثم عادوا فحفروا له، فأصبح وقد وضعته الأرض إلى جنب قبره -قال الحسن: فلا أدري كم قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كم دفناه، مرتين، أو ثلاثة؟ - كل ذلك لا تقبله الأرض، فلما رأينا الأرض لا تقبله أخذنا؛ برجليه فألقيناه في بعض تلك الشعاب، فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}. أهل الإِسلام إلى آخر الآية. قال الحسن: أما والله ما ذاك إلا يكون الأرض تجن من هو شر منه، ولكن وعظ الله القوم ألا يعودوا (¬2). [ضعيف] ¬
* عن قتادة في قوله -تعالى-: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}؛ قال: بلغني أن رجلاً من المسلمين أغار على رجل من المشركين؛ فحمل عليه، فقال المشرك: إني مسلم، لا إله إلا الله، فقتله بعد أن قالها، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال للذي قتله: "وقد قال لا إله إلا الله!! "، قال -وهو يعتذر-: يا نبي الله! إنما قالها متعوذاً، وليس كذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فهلا شققت عن قلبه؟! "، ثم مات قاتل الرجل؛ فقبر؛ فلفظته الأرض، فذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأمرهم أن يعيدوه، ثم لفظته، ثم أمرهم أن يعيدوه، ثم لفظته الأرض، فعل ذلك ثلاث مرات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأرض قد أبت أن تقبله، فألقوه في غار من الغيران" (¬1). [ضعيف] * عن مسروق: أن قوماً من المسلمين لقوا رجلاً من المشركين في غنيمة له، فقال: السلام عليكم إني مؤمن، فظنوا أنه يتعوذ بذلك؛ فقتلوه، وأخذوا غنيمته، قال: فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ} تلك الغنيمة، {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا} (¬2). [صحيح لغيره] * عن مجاهد؛ قال: راعي غنم لقيه نفر من المؤمنين؛ فقتلوه، ¬
وأخذوا ما معه، ولم يقبلوا منه: السلام عليكم، فإني مؤمن (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد عن أسلم: نزلت في رجل قتله أبو الدرداء، فذكر من قصة أبي الدرداء نحو القصة التي ذكرت عن أسامة بن زيد (¬2). [ضعيف جداً] * {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)}. * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}؛ دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيداً؛ فجاءه بكتف، فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته؛ فنزلت: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬3). [صحيح] * عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-؛ أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالساً في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا: أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملى عليّ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، قال: فجاءه ابنُ أُمِّ مكتوم، وهو يُملها عليَّ؛ فقال: يا رسول الله! لو استطيع الجهاد؛ لجاهدتُ -وكان رجلاً ¬
أعمى-؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فخذه على فخذي، فثقلت عليَّ؛ حتى خفت أن تُرضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر، قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله؛ فهل لنا رخصة؟! فنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}؛ فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر، {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر (¬1). [صحيح] * عن الفَلَتان بن عاصم؛ قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُنزل عليه، -وكان إذا أنزل عليه؛ رام بصره، مفتوحة عيناه، وفرغ سمعه وقلبه لما ¬
يأتيه من الله-، قال: فكنا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب: "اكتب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. . . وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} "، قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله! ما ذنبنا؟ فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخاف أن يكون ينزل عليه شيء من أمره؛ فبقي قائماً يقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} " (¬1). [صحيح] * عن زيد بن أرقم؛ قال: لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. . . وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ ¬
أَجْرًا عَظِيمًا}؛ جاء ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله! أما لي رخصة؟ قال: "لا"، قال ابن أم مكتوم: اللهم إني ضرير؛ فرخص لي؛ فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتابتها (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن شداد؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}؛ قام ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله! إن فيَّ ما ترى؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬2). [صحيح] * عن أنس بن مالك؛ قال: نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، لقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء (¬3). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: هم قوم كانوا على عهد ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغزون معه؛ لأسقام وأمراض وأوجاع، وآخرون أصحاء لا يغزون معه، وكان المرضى في عذر من الأصحاء (¬1). [صحيح] * عن سعيد بن جبير؛ قال: نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ. . .}؛ فقال رجل أعمى: يا نبي الله! فأنا أحب الجهاد ولا أستطيع أن أجاهد؛ فنزلت: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. . . وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}؛ فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى؛ فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت، وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد؛ فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرت في شأنك بشيء، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة؟ "، فقال ابن أم مكتوم: ¬
اللهم إني أنشدك بصري؛ فأنزل الله بعد ذلك على رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى قوله: {عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: لما أُنزلت هذه الآية؛ قال ابن أم مكتوم: يا رسول الله! إني أعمى ولا أطيق الجهاد؛ فأنزل الله فيه: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: عذر الله أهل العذر من الناس فقال: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} وكان منهم ابن أم مكتوم، والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم (¬3). [ضعيف] * عن أبي عبد الرحمن؛ قال: لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}؛ فقال ابن أم مكتوم: يا رب! ابتليتني؛ فكيف أصنع؟ فنزلت: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬4). [ضعيف] ¬
* عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ قال: لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. . . وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}؛ قال ابن أم مكتوم: أي رب! أنزل عذري، أنزل عذري؛ فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}؛ فجعلت بينهما، وكان بعد ذلك يغزو فيقول: ادفعوا إليَّ اللواء؛ فإني أعمى لا أستطيع أن أغزو، أقيموني بين الصفين (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: نزلت في ابن أم مكتوم أربع آيات: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، ونزل فيه: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}، ونزل فيه: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ}، ونزل فيه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس: 1]؛ فدعا به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأدناه وقربه، وقال: "أنت الذي عاتبني فيك ربي" (¬2). [ضعيف] * {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)}. * عن أبي الأسود؛ قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكْتُتِبْتُ فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشدَّ النَّهي، ثم قال: أخبرني ابنُ عباس: أنا ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يأتي السهم يرمى به فيصيب ¬
أحدَهم فيقتله، أو يُضرَبُ فيُقتل؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} الآية (¬1). [صحيح] ¬
* عن عكرمة قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} إلى قوله: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا}؛ قال: نزلت في قيس بن الفاكه بن ¬
المغيرة والحارث بن زمعة بن الأسود وقيس بن الوليد بن المغيرة وأبي العاص بن منبه بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف، قال: لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع أبي سفيان بن حرب وعير قريش من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وأن يطلبوا ما نيل منهم يوم نخلة؛ خرجوا معهم بشبان كارهين كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد، فقتلوا ببدر كفاراً، ورجعوا عن الإِسلام، وهم هؤلاء الذين سميناهم (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان قوم بمكة قد أسلموا، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ كرهوا أن يهاجروا وخافوا؛ فأَنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن السدي في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا}؛ قال: لما أُسِرَ العباسُ وعقيل ونوفل؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: "افْدِ نفسك وابنَ أخيك"، قال: يا رسول الله! ألم نُصَلِّ قبلتك، ونشهد شهادتك؟ قال: "يا عباس! إنكم خاصمتم؛ فَخُصِمْتُم، ثم تلا هذه الآية: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ¬
وَسَاءَتْ مَصِيرًا} "، فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر؛ فهو كافر حتى يهاجر: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)}؛ حيلة في المال، والسبيل: الطريق (¬1). [ضعيف جداً] * عن ابن إسحاق في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} قال: هم خمسة فتية من قريش: علي بن أمية، وأبو قيس بن الفاكه، وزمعة بن الأسود، وأبو العاص بن منبه بن الحجاج. قال: ونسيت الخامس (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}، حدثنا: أن هذه الآية أنزلت في أناس تكلموا بالإِسلام من أهل مكة، فخرجوا مع عدو الله أبي جهل، فقُتِلُوا يوم بدر، فاعتذروا بغير عذر؛ فأبى الله أن يقبل منهم، وقوله: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)} [النساء: 98]: أناس من أهل مكة وعذرهم الله؛ فاستثناهم؛ فقال: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)} (¬3). [ضعيف] * عن الضحاك في الآية؛ قال: هم أناس من المنافقين، تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فلم يخرجوا معه إلى المدينة، وخرجوا مع ¬
مشركي قريش إلى بدر، فأُصيبوا يوم بدر فيمن أصيب؛ فأنزل الله فيهم هذه الآية (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} فقرأ حتى بلغ: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 98]؛ فقال: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهر ونبع الإيمان؛ نبع النفاق معه، فأتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالٌ، فقالوا: يا رسول الله! لولا أنا نخاف هؤلاء القوم يعذبوننا ويفعلون ويفعلون؛ لأسلمنا، ولكنا نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. فكانوا يقولون ذلك له، فلما كان يوم بدر؛ قام المشركون، فقالوا: لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره واستبحنا ماله، فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبي - صلى الله عليه وسلم - معهم؛ فَقُتِلَتْ طائفةٌ منهم، وأُسِرت طائفة. قال: فأما الذين قتلوا؛ فهم الذين قال الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} الآية كلها {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم، {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. قال: ثم عذر الله أهل الصدق؛ فقال: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)} [النساء: 98]، يتوجهون له لو خرجوا لهلكوا: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} [النساء: 99]: إقامتهم بين ظهري المشركين، وقال الذين أسروا: يا رسول الله! إنك تعلم أنا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأن هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفاً؛ فقال الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: 70]: صنيعكم الذي صنعتم بخروجكم مع المشركين ¬
على النبي - صلى الله عليه وسلم -، {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ} خرجوا مع المشركين، {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 71] (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: نزلت فيمن قتل يوم من الضعفاء من كفار قريش (¬2). [ضعيف] * {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجراً؛ فقال لأهله: احملوني؛ فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزل الوحي: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ} حتى بلغ: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (¬3). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* وعنه -أيضاً-رضي الله عنه-: أن عبد الرحمن بن عوف كتب إلى أهل مكة لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}؛ فلما قرأها المسلمون؛ قال ضمضم بن عمرو الخزاعي: والله لأخرجن، وكان مريضاً، وقال آخرون: تمارض عمداً؛ ليخرج، فقال: أخرجوني من مكة؛ فقد آذاني فيها الحر، فخرج حتى انتهوا به إلى التنعيم، فتوفي؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬1). [موضوع] * عن سعيد بن جبير: أن رجلاً من خزاعة كان بمكة؛ فمرض -وهو ضمرة بن العيص، أو العيص بن ضمرة بن زنباع- فأمر أهله، ففرشوا له على سرير، وحملوه وانطلقوا به متوجهاً إلى المدنية، فلما كان بالنتعيم؛ مات؛ فنزلت: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن الزبير بن العوام؛ قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة؛ فنهشته حية في الطريق؛ فمات؛ فنزلت فيه: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}. قال الزبير: فكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء حزن وفاته حين بلغتني؛ لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض أهله، أو ذوي رحمه، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن ¬
عبد العزي ولا أرجو غيره (¬1). [حسن] * عن عبد الرحمن الحزامي؛ قال: خرج خالد بن حزام مهاجراً إلى أرض الحبشة في المرة الثانية؛ فنهش بالطريق؛ فمات قبل أن يدخل أرض الحبشة؛ فنزلت فيه: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (¬2). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أكثم بن صيفي، قيل: فابن الليثي؟ قال: هذا قبل الليثي بزمان، وهي خاصة عامة (¬3). * عن عكرمة؛ قال: كان الناس من أهل مكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله، قال: فلما خرج المشركون إلى بدر؛ أخرجوهم معهم، فقتلوا؛ ¬
فنزلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] إلى: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)} [النساء: 99]، قال: فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، قال: فخرج ناس من المسلمين حتى إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون، فأدركوهم، فمنهم من أعطى الفتنة؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت: 10]؛ فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، فقال رجل من بني ضمرة -وكان مريضاً-: أخرجوني إلى الحر، حتى إذا كان بالحصحاص؛ مات؛ فأنزل الله فيه: {يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية، وأنزل الله في أولئك الذين كانوا أعطوا الفتنة: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} إلى {رَحِيمٌ} [النحل: 110] (¬1). [ضعيف] * عن قتادة: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}؛ قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات ورجل من المؤمنين يقال له: ضمرة بمكة؛ قال: والله إن لي من المال ما يبلغني المدينة وأبعد منها، وإني لأهتدي، أخرجوني، وهو مريض حينئذ؛ فلما جاوز الحرم؛ قبضه الله، فمات؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن يزيد بن عبد الله بن قسيط: أن ضمرة بن العاص الجندعي أسلم، فحسن إسلامه، فكان يخاف من قومه أن يهاجر، فمرض، فقال: أخرجوني، فأخرجوه -وهو يريد الهجرة-؛ فأدركه الموت؛ فنزلت فيه: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: لما سمع بهذه الآية؛ يعني: بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] إلى قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99] ضمرة بن جندب الضمري؛ قال لأهله -وكان وجعاً-: ارحلوا راحلتي؛ فإن الأخشبين قد غماني -يعني: جبلي مكة-؛ لعلي إن أخرج فيصيبني روح، فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات بالطريق؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، وأما حين تَوَجَّه إلى المدينة؛ فإنه قال: اللهم إني مهاجر إليك وإلى رسولك (¬2). [ضعيف جداً] * عن علباء بن أحمر اليشكري؛ قال: نزلت في رجل من خزاعة (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الضحاك في قول الله -عزّ وجلّ-: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} قال: لما سمع رجل من أهل مكة أن بني كنانة قد ضربت وجوههم وأدبارهم الملائكة؛ قال لأهله: أخرجوني وقد أدنف للموت، قال: فاحتمل حتى انتهى إلى عقبة قد سماها، فتوفي؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت هذه الآية؛ يعني: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [النساء: 97]؛ قال جندب بن ضمرة الجندعي: اللهم أبلغت في المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة، قال: ثم خرج وهو شيخ كبير؛ فمات ببعض الطريق، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مات قبل أن يهاجر، فلا ندري أعلى ولاية أم لا؟ فنزلت: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عكرمة؛ قال: نزلت في رجل من بني ليث أحد بني جندع (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الرحمن بن زيد؛ قال: هاجر رجل من بني كنانة يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فمات في الطريق؛ فسخر به قوم، واستهزؤوا به، وقالوا: لا هو بلغ الذي يريد، ولا هو أقام في أهله يقومون عليه ويدفن؛ فنزل القرآن: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن الحسن؛ قال: خرج رجل من مكة بعد ما أسلم وهو يريد النبي وأصحابه، فأدركه الموت في الطريق فمات، فقالوا: ما أدرك هذا من شيء؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬3). [ضعيف] * {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)}. * عن علي؛ قال: سأل قوم من التجار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله! إنا نضرب في الأرض؛ فكيف نصلي؟ فأنزل الله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} ثم انقطع الوحي، فلما كان بعد ذلك بحول؛ غزا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصلَّى الظهر، فقال المشركون: لقد ¬
أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم؛ هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهم أخرى مثلها في أثرها؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- بين الصلاتين: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ}؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بعسفان، والمشركون بضجنان، فتوافقوا. فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه صلاة الظهر ركعتين ركوعهم وسجودهم وقيامهم جميعاً؛ فَهَمَّ بهم المشركون أن يَغيرُوا على أمتعتهم وأثقالهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} [النساء: 102]، فصلى بهم صلاة العصر، وصف أصحابه صفين، ثم كبر بهم جميعاً، ثم سجد الأولون بسجود، والآخرون قيام، ثم سجد الآخرون حين قام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم كبر بهم وركعوا جميعاً، فتقدم الصف الآخر واستأخر الصف المقدم فتعاقبوا السجود كما دخلوا أول مرة، وقصرت صلاة العصر إلى ركعتين (¬2). [ضعيف] * {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ ¬
عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)}. * عن أبي عياش الزرقي؛ قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُعسْفان، قال: فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة. فقالوا: تأتي عليه الآن صلاة هي أحب إليهم من أبناءهم وأنفسهم، قال: فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} الآية، قال: فحضرت الصلاة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل القبلة والمشركون أمامه، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذوا السلاح، فصففنا خلفه صفين؛ صف خلف رسول الله جميعاً، ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصف الذي يليه، قال: والآخرون قيام يحرسونهم، فلما سجدوا وقاموا؛ جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فركعوا جميعاً، ثم رفع فرفعوا جميعاً، ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلسوا؛ جلس الآخرون، فسجدوا، ثم جلسوا جميعاً، ثم سلم عليهم جميعاً، قال: فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين: مرة بعُسفان، وصلاها يوم بني سُليم (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في عبد الرحمن بن عوف كان جريحاً (¬1). [صحيح] * وعنه -أيضاً-رضي الله عنهما-؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فلقي المشركين بعسفان، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر، فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه؛ قال بعضهم لبعض: كان هذا فرصة لكم لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم، فقال قائل منهم: فإن لهم صلاة أخرى هي أحبّ إليهم من أهليهم وأموالهم، فاستعدوا؛ حتى تغيروا عليهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- على نبيه: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} إلى آخر الآية، وذكر صلاة الخوف (¬2). [صحيح] ¬
{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}. * عن قتادة بن النعمان؛ قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أُبيرق: بشر، وبشير، ومبشر، وكان بشير رجلاً منافقاً يقول الشعر؛ يهجو به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ¬
الشعر؛ قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث أو كما قال الرجل، وقالوا: ابنُ الأُبيرق قالها، قال: وكان أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإِسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافِطَةٌ من الشام من الدَّرمك؛ ابتاع الرجل منها فخصَّ بها نفسه، وأما العيال؛ فإنما طعامهم التمر والشعير، فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك فجعله في مشربة له، وفي المشربة سلاح ودرع وسيف، فَعُدِي عليه من تحت البيت؛ فنقبت المشربة، وأُخِذَ الطعام والسلاح، فلما أصبح؛ أتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي! إنه قد عُدي علينا في ليلتنا هذه؛ فنُقِبَتْ مشربتُنا، فذُهب بطعامنا وسلاحنا، قال: فتحسسنا في الدار وسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوفدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم، قال: وكان بنو أُبيرق قالوا -ونحن نسأل في الدار-: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل؛ رجل منا له صلاح وإسلام، فلما سمع لبيد؛ اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق؟ فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السَّرقة، قالوا: إليك عنها أيها الرجل؛ فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي: يا ابن أخي! لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، قال قتادة: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه؛ فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام؛ فلا حاجة لنا فيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سآمر في ذلك"، فلما سمع بنو أُبيرق؛ أتوا رجلاً منهم يقال له: أسير بن عروة فكلموه في ذلك، فاجتمع في ذلك ناس من أهل الدار، فقالوا: يا رسول الله! إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت، قال قتادة: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمته، فقال: "عمدت إلى أهل بيت ذُكِر منهم إسلام
وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة! "، قال: فرجعت، ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فأتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي! ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الله المستعان، فلم يلبث أن نزل القرآن: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)} بني أُبيرق: {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ}؛ أي: مما قلت لقتادة: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ} إلى قوله: {غَفُورًا رَحِيمًا}؛ أي: لو استغفروا الله؛ لغفر لهم: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} -إلى قوله-: {وَإِثْمًا مُبِينًا} قوله للبيد: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} إلى قوله: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، فلما نزل القرآن؛ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح، فرده إلى رفاعة. فقال قتادة: لمّا أَتيتُ عمي بالسلاح، وكان شيخاً قد عسي أو عشي في الجاهلية، وكنت أُرى إسلامه مدخولاً، فلما أتيته بالسلاح؛ قال: يا ابن أخي! هو في سبيل الله، فعرفت أن إسلامه كان صحيحاً، فلما نزل القرآن؛ لَحِقَ بشيرٌ بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)} [النساء: 115، 116]، فلما نزل على سلافة؛ رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعره، فأخذت رحله فوضعته على رأسها، ثم خرجت به فرمت به في الإِبطح، ثم قالت: أهديت لي شعر حسان؟ ما كنت تأتيني بخير (¬1). [حسن لغيره] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)}: وذلك أن نفراً من الأنصار غزوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته؛ فسُرقت درع لأَحدهم، فأظنَّ بها رجلاً من الأنصار، فأتى صاحب الدرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن طعمة بن أبي أُبيرق سرق درعي، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به، فلما رأى السارق ذلك؛ عمد إليها فألقاها في بيت رجل بريء، وقال لنفر من عشيرته: إني قد غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان، وستوجد عنده. فانطلقوا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ليلاً، فقالوا: يا نبي الله! إن صاحبنا بريء، وإن سارق الدرع فلان، وقد أحطنا بذلك علماً، فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس وجادل عنه؛ فإنه إن لم يعصمه الله بك؛ يهلك، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبرأ وعذره على رؤوس الناس؛ فأنزل الله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الرحمن بن زيد؛ قال: كان رجل سرق درعاً من حديد في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وطرحه على يهودي، فقال اليهودي: والله ما سرقتها يا أبا القاسم! ولكن طرحت علي، وكان للرجل الذي سرق جيران يبرئونه ويطرحونه على اليهودي، ويقولون: يا رسول الله! هذا اليهودي الخبيث يكفر بالله وبما جئت به، قال: حتى مال عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض القول؛ فعاتبه الله -عزّ وجلّ-، في ذلك فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ} بما قلت لهذا اليهودي: {إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} ثم أقبل على جيرانه فقال: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ} فقرأ حتى بلغ: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}، قال: ثم عرض التوبة، فقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} فما أدخلكم أنتم أيها الناس على خطيئة هذا تكلمون دونه: {وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} إن كان مشركاً: {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}؛ فقرأ حتى بلغ إلى قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}. قال: أبي أنا يقبل التوبة التي عرض الله له، وخرج إلى المشركين بمكة، فنقب بيتاً ليسرقه، فهدمه الله عليه فقتله، فذلك قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} فقرأ حتى بلغ: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} ويقال: هو طعمة بن أُبيرق، وكان نازلاً في بني ظفر (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن السدي؛ قال: نزلت في طعمة بن أبيرق، واستودعه رجل من اليهود درعاً، فانطلق بها إلى داره فحفر لها اليهودي ثم دفنها، فخالف إليها طعمة فاحتفر عنها فأخذها، فلما جاء اليهودي يطلب درعه؛ كافره عنها، فانطلق إلى ناس من اليهود من عشيرته، فقال: انطلقوا معي؛ فإني أعرف موضع الدرع، فلما علم بهم طعمة؛ أخذ الدرع فألقاها في دار أبي مليل الأنصاري، فلما جاءت اليهود تطلب الدرع فلم تقدر عليها؛ وقع به طعمة وأناس من قومه فسبوه، وقال: أتخونونني؟! فانطلقوا يطلبونها في داره، فأشرفوا على بيت أبي مليل؛ فإذا هم بالدرع، وقال طعمة: أخذها أبو مليل، وجادلت الأنصار -دون طعمة-، وقال لهم: انطلقوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا له: ينضح عني، ويكذب حجة اليهودي؛ فإني إن أكذب؛ كذب على أهل المدينة اليهودي، فأتاه أناس من الأنصار؛ فقالوا: يا رسول الله! جادل عن طعمة وأكذب اليهودي؛ فهمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل؛ فأنزل الله عليه: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} مما أردت: {إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)} ثم ذكر الأنصار ومجادلتهم عنه، فقال: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} يقول: يقولون ما لا يرضى من القول: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ثم دعا إلى التوبة؛ فقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)} ثم ذكر قوله حين قال: أخذها أبو مليل؛ فقال: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)} ثم ذكر الأنصار وإتيانهم إياه أن ينضح عن صاحبهم ويجادل عنه؛ فقال: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ ¬
وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ الله عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}؛ يقول: النبوة، ثم ذكر مناجاتهم فيما يريدون أن يكذبوا عن طعمة؛ فقال: {لَا خَيْرَ في كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]، فلما فضح الله طعمة بالمدينة بالقرآن؛ هرب حتى أتى مكة، فكفر بعد إسلامه، ونزل على الحجاج بن علاط السلمي، فنقب بيت الحجاج فأراد أن يسرقه فسمع الحجاج خشخشة في بيته وقعقة جلود كانت عنده، فنظر؛ فإذا هو بطعمة، فقال: ضيفي وابن عمي وأردت أن تسرقني! فأخرجه، فمات بحرة بني سليم كافراً، وأنزل الله فيه: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} إلى: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: استودع رجل من الأنصار طعمة بن أبيرق مشربة له فيها درع وخرج، فغاب، فلما قدم الأنصاري؛ فتح مشربته؛ فلم يجد الدرع، فسأل عنها طعمة بن أبيرق فرمى بها رجلاً من اليهود يقال له: زيد بن السمين، فتعلق صاحب الدرع بطعمة في درعه، فلما رأى ذلك قومه؛ أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلموه؛ ليدرأ عنه، فهم بذلك؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ}؛ يعني: طعمة بن أبيرق وقومه: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)} محمد - صلى الله عليه وسلم - وقوم طعمة، ¬
قال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)} محمد وطعمة وقومه، قال: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} الآية طعمة: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}؛ يعني: زيد بن السمين: {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}: طعمة بن أبيرق {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ}: يا محمد {لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ}: قوم طعمة بن أبيرق {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} محمد - صلى الله عليه وسلم -: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} [النساء: 114]، حتى تنقضى الآية للناس عامة، {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] الآية، قال: لما نزل القرآن في طعمة بن أبيرق؛ لحق بقريش ورجع في دينه، ثم عدا على مشربة للحجاج بن علاط البهزي ثم السلمي حليف لبني عبد الدار، فنقبها فسقط عليه حجر فلحج، فلما أصبح؛ أخرجوه من مكة، فخرج فلقي ركباً من بهراء من قضاعة فعرض لهم؛ فقال: ابن سبيل منقطع به؛ فحملوه، حتى إذا جن عليه الليل؛ عدا عليهم، فسرقهم، ثم انطلق، فرجعوا في طلبه؛ فأدركوه؛ فقذفوه بالحجارة حتى مات، قال ابن جريج: فهذه الآيات كلها فيه نزلت إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]: أنزلت في طعمة بن أبيرق، يقولون: إنه رمى بالدرع في دار أبي مليل بن عبد الله الخزرجي، فلما نزل القرآن؛ لحق بقريش فكان من أمره ما كان (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن الضحاك يقول في قوله: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} يقول: بما أنزل عليك وأراكه في كتابه، ونزلت هذه الآية في رجل من الأنصار استودع درعاً؛ فجحد صاحبها، فخوّنه رجال من أصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فغضب له قومه وأتوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: خونوا صاحبنا، وهو أمين مسلم؛ فاعذره يا نبي الله! وازجر عنه، فقام نبي الله فعذره وكذب عنه، وهو يرى أنه بريء، وأنه مكذوب عليه؛ فأنزل الله بيان ذلك، فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} إلى قوله: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}؛ فبين الله خيانته، فلحق بالمشركين من أهل مكة وارتد عن الإِسلام؛ فنزلت: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} إلى قوله {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ}؛ قال: اختان رجل عن عمّ له درعاً ففقدت، فقذف بها يهودياً كان يغشاهم، فجادل عن الرجل قومُه؛ فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عذره، ثم لحق بأرض الشرك؛ فنزلت فيه: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء: 115] (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عطية العوفي: أن رجلًا يقال له: طعمة بن أبيرق سرق درعاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فألقاها في بيت رجل، ثم قال لأصحاب له: انطلقوا فاعذروني عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الدرع قد وجد في بيت فلان. فانطلقوا يعذرونه عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا}؛ قال: بهتان: قذفه الرجل (¬1). [ضعيف] * عن الحسن البصري؛ قال: إن رجلًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختان درعاً من حديد، فلما خشي أن توجد عنده؛ ألقاها في بيت جار له من اليهود، وقال: تزعمون أني اختنت الدرع؛ فوالله لقد أنبئت أنها عند اليهودي، فرُفِعَ ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاء أصحابُه يعذرونه، فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عذره حين لم يجد عليه بيّنة، ووجدوا الدرعِ في بيت اليهودي، وأبى الله إلا العدل؛ فأنزل الله على نبيه: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} إلى قوله: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}، فعرض اللهُ التوبة لو قبلها إلى قوله: {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}؛ اليهودي، ثم قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} إلى قوله: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}؛ فابرئ اليهودي، وأخبر بصاحب الدرع. قال: قد افتُضِحْتُ الآن في المسلمين، وعلموا أني صاحب الدرع، ما لي إقامة ببلد؛ فتراغم، فلحق بالمشركين؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء: 115] إلى قوله: {ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116] (¬2). [ضعيف] * {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)}. ¬
* عن الحسن؛ قال: لم يكن حي من أحياء العرب إلا ولهم صنم يعبدونه، يسمونه أنثى بني فلان؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)} (¬1). [ضعيف] * {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)}. * عن مجاهد؛ قال: قالت العرب: لا نبعث ولا نحاسب، وقالت النصارى: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة؛ فأنزل الله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق؛ قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزلت عليه هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا بكر! ألا أقرئك آية أُنزلت عليَّ؟ "، قلت: بلى يا رسول الله! قال: فأَقرأنيها، فلا أعلم إلا أني قد كنت وجدت انقصاماً في ظهري فتمطأت لها، فقال ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما شأنك يا أبا بكر؟! "، قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، وأينا لم يعمل سوءاً، وإنا لَمُجْزَوْنَ بما عملنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما أنت يا أبا بكر! والمؤمنون؛ فتجزون بذلك في الدنيا؛ حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون؛ فيجمع ذلك لهم؛ حتى يجزوا به يوم القيامة" (¬1). [ضعيف] * عن مسروق؛ قال: احتج المسلمون وأهل الكتاب، فقال المسلمون: نحن أهدى منكم؛ فأنزل الله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)} فأفلج عليهم المسلمون بهذه الآية: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا ¬
يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا؛ فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، ونبينا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} إلى قوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا} فأفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان (¬2). [ضعيف] ¬
* عن السدي: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}؛ قال: التقى ناس من اليهود والنصارى، فقالت اليهود للمسلمين: نحن خير منكم؛ ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن على دين إبراهيم، ولن يدخل الجنة إلا من كان هودًا. وقالت النصارى مثل ذلك. فقال المسلمون: كتابنا بعد كتابكم، ونبينا بعد نبيكم، وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم، فنحن خير منكم؛ نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحق، ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا؛ فرد الله عليهم قولهم فقال: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، ثم فضل الله المؤمنين عليهم فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الضحاك؛ قال: تخاصم أهل الأديان؛ فقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب وخيرها، ونبينا خير الأنبياء، وقال أهل الإنجيل نحو ذلك، وقال أهل الإِسلام: لا دين إلا دين الإِسلام، وكتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم؛ فقضى الله بينهم، فقال: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، ثم خيّر بين أهل الأديان؛ ففضل أهل الفضل؛ فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} إلى قوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} إلى {وَلَا نَصِيرًا}: تحاكم أهل الأديان؛ فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب؛ أنزل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء، وقال أهل الإنجيل مثل ذلك، وقال أهل الإِسلام: لا دين إلا الإِسلام؛ كتابنا نسخ كلّ كتاب، ونبينا خاتم كل الأنبياء، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا؛ فقضى الله بينهم؛ فقال: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، وخيّر بين أهل الأديان؛ فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ. . .} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الضحاك في قوله -تعالى-: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}؛ قال: افتخر أهل الأديان؛ فقالت اليهود: كتابنا خير الكتب، وأكرمها على الله، ونبينا أكرم الأنبياء على الله؛ موسى كلمة الله قيلًا، وخلا به نجياً، وديننا خير الأديان، وقالت النصارى: عيسى بن مريم خاتم الرسل، وآتاه الله التوراة والإنجيل، ولو أدركه موسى؛ لاتبعه، وديننا خير الأديان. وقال المجوس وكفار العرب: ديننا أقدم الأديان وخيرها. وقال المسلمون: محمد نبينا، وخاتم النبيين، وسيد الأنبياء، والفرقان آخر ما أنزل من الكتب من عند الله، وهو أمين على كلّ كتاب، والإِسلام خير الأديان؛ فخير الله بينهم، فقال: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن أبي صالح السمان؛ قال: جلس ناس من أهل التوراة وأهل ¬
الإنجيل وأهل الإيمان؛ فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم، وقال هؤلاء: نحن أفضل؛ فأنزل الله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} (¬1) ثم حصى الله أهل الإيمان فقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ}. [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالت اليهود والنصارى: لا يدخل الجنة غيرنا، وقالت قريش لا نُبْعَث؛ فأنزل الله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} والسوء: الشرك (¬2). [ضعيف] * {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}. * عن عروة بن الزبير: أنه سأل عائشة عن قول الله -تعالى-: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3]؛ فقالت: يا ابن أُختي! هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله، ويعجبه مالها وجمالها؛ فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها؛ فيعطيها مثل ما يعطيها غيره؛ فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يُقسِطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق، فأُمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. ¬
قال عروة: قالت عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية؛ فأنزل الله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ}. قالت عائشة: وقوله الله -تعالى- في آية أخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال. قالت: فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من يتامى النساء إلا بالقسط؛ من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}، قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون المولود حتى يكبر، ولا يورثون المرأة، فلما كان الإِسلام؛ قال: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} في أول السورة في الفرائض اللاتي لا تؤتوهن ما كتب الله لهن (¬2). [ضعيف] ¬
* عن إبراهيم النخعي؛ قال: كان الرجل منهم تكون له اليتيمة بها الدمامة، والأمر الذي يرغب عنها فيه ولها مال؛ فلا يتزوجها ولا يزوجها حتى تموت؛ فيرثها، قال: فنهاهم الله عن ذلك. وفي رواية: كانوا إذا كانت الجارية يتيمة دميمة؛ لم يعطوها ميراثها، وحبسوها من التزويج حتى تموت، فيرثوها؛ فأنزل الله هذا (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}؛ يعني: الفرائض التي افترض في أمر النساء اللاتي لا تؤتوهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن، قال: كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل؛ فيرغب أن ينكحها أو يجامعها، ولا يعطيها مالها؛ رجاء أن تموت، وإن مات لها حميم؛ لم تعط من الميراث شيئاً، وكان ذلك في الجاهلية؛ فبين الله لهم ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي قوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} إلى قوله: {بِالْقِسْطِ}؛ قال: كان جابر بن عبد الله الأنصاري ثم السلمي له ابنة عم عمياء، وكانت دميمة، وكانت قد ورثت عن أبيها مالاً، فكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها؛ رهبة أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وكان ناس في حجورهم جوارٍ -أيضاً- مثل ذلك، فجعل جابر يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أترث الجارية إن كانت قبيحة عمياء؟ فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نعم"؛ فأنزل الله فيهن هذا (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان شيئاً؛ كانوا يقولون: لا يغزون ولا يغنمون خيراً، ففرض الله لهن الميراث حقاً واجباً؛ ليتنافس أو لينفس الرجل في اليتيمة إن تكن حسنة (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيها دمامة؛ فيرغب عنها أن ينكحها، ولا يُنْكِحَها؛ رغبة في مالها (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}؛ فكان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة فيلقي عليها ثوبه، فإذا فعل بها ذلك؛ لم يقدر أحد أن يتزوجها أبداً، فإن كانت جميلة وهويها؛ تزوجها وأكل مالها، وإن كانت دميمة؛ منعها الرجل أبداً حتى تموت، فإذا ماتت؛ ورثها؛ فحرم الله ذلك، ونهى عنه (¬3). [حسن] ¬
* عن عبد الملك بن محمد بن حزم: أن عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الربيع؛ فقتل عنها بأُحد، وكان له منها ابنة، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تطلب ميراث ابنتها؛ ففيها نزلت: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} (¬1). [ضعيف] * {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}. * عن عائشة -رضي الله عنها- في قوله -تعالى-: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}: أُنزلت في المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها، فيريد أن يطلقها ويتزوج غيرها؛ فتقول: لا تطلقني وأمسكني، وأنت في حلٍّ من النفقة والقسمة لي؛ فأنزل الله -جل وعز-: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} (¬2). [صحيح] ¬
* عن رافع بن خديج -رضي الله عنه- قال: في قوله -تعالى-: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}؛ قال: كانت تحته امرأة قد خلا من سنها، فتزوج عليها شابة، فآثر الشابة عليها، فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك؛ فطلقها تطليقة، حتى إذا بقي من أجلها يسير؛ قال: إن شئت راجعتك وصبرت على الأثرة، وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك، قالت: بل ¬
راجعني وأصبر على الأثرة، فراجعها وآثر عليها الشابة، فلم تصبر على الأثرة؛ فطلقها وآثر عليها الشابة، حتى إذا بقي من أجلها يسير؛ قال لها مثل قوله الأول. فقالت: راجعني وأصبر، قال: فذلك (الصلح) الذي بلغنا أن الله -تعالى- أنزل فيه: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} (¬1). [صحيح] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)}. * عن السدي؛ قال: نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم -، اختصم إليه رجلان: غني وفقير، وكان ضلعه مع الفقير؛ يرى أن الفقير لا يظلم الغني؛ فأبى الله إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير (¬1). [ضعيف جداً] * عن مولى لابن عباس؛ قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ كانت البقرة أول سورة نزلت، ثم أردفها سورة النساء، قال: فكان الرجل يكون عنده الشهادة قبل ابنه أو عمه أو ذوي رحمه، فيلوي بها لسانه أو يكتمها؛ مما يرى من عسرته حتى يوسر فيقضي؛ فنزلت: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ}؛ يعني: إن يكن غنياً أو فقيراً (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن عبد الله بن سلام، وأسداً وأسيداً ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلاماً ابن أخت عبد الله بن سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بن يامين، أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله! إنا نؤمن بك وبكتابك وموسى والتوراة وعزيز، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل آمنوا بالله ورسوله محمد، وكتابه القرآن، وبكل كتاب كان قبله"، فقالوا: لا نفعل؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}. قال: فآمنوا كلهم (¬1). [موضوع] * {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)}. * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: جاء أناس من اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن موسى جاء بالألواح من عند الله؛ فأتنا بالألواح من عند الله؛ حتى نصدقك؛ فأنزل الله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ ¬
تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} إلى قوله: {وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء: 156] (¬1). [ضعيف جداً] * عن ابن جريج في قوله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ}؛ وذلك أن اليهود والنصارى أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لن نبايعك على ما تدعونا إليه؛ حتى تأتينا بكتاب من عند الله إلى فلان أنك رسول الله. قال الله -جل ثناؤه-: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} (¬2). [ضعيف جداً] * {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال عدي بن زيد: يا محمد! ما نعلم الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى؛ فأنزل الله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا ¬
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} الآيات كلها (¬1). [ضعيف] * {لَكِنِ الله يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا (166)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة من يهود، فقال لهم: "إني والله أعلم أنكم لتعلمون أني رسول الله"، فقالوا: ما نعلم ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)} (¬2). [ضعيف] * {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء رسولُ الله يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصبَّ عليَّ من وضوءه، فعقلت؛ فقلت: يا رسول الله! لمن الميراث؛ إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض (¬3). [صحيح] ¬
* عن طاوس؛ قال: أمر عمر حفصة أن تسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكلالة، فأمهلته حتى إذا لبس ثيابه؛ سألته عنها؛ فأملاها عليها، وقال: "ومن أمرك بهذا؟ أعمر؟ ما أظن أن يفهمها، أو لم تكفه آية الصيف؟ ". قال سفيان: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} [النساء: 12] فلم يفهمها، وقال: اللهم من فهمها؛ فإني لم أفهمها (¬1). [حسن لغيره] * عن حذيفة -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت آية الكلالة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له، فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا هو بحذيفة، وإذا رأس ناقة حذيفة عند مؤتزر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلقاها إياه، فنظر حذيفة؛ فإذا عمر -رضي الله عنه- فلقاها إياه، فلما كان في خلافة عمر -رضي الله عنه-؛ نظر عمر في الكلالة؛ فدعا حذيفة؛ فسأله عنها، فقال حذيفة: لقد لقّانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقيتك كما لقاني؛ والله إني لصادق، والله لا أزيدك على ذلك شيئاً أبداً (¬2). [حسن] ¬
* عن سعيد بن المسيب؛ قال: إن عمر -رضي الله عنه- سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف نورث الكلالة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أوَليس قد بيّن الله -تعالى- ذلك! ثم قرأ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} [النساء: 12] إلى آخرها"، فكأن عمر -رضي الله عنه- لم يفهمها؛ فأنزل الله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} إلى آخر الآية، فكأن عمر لم يفهم. فقال لحفصة -رضي الله عنها-: إذا رأيت ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيب نفس؛ فاسأليه عنها، فرأت منه طيب نفس؛ فسألته عنها؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أبوك كتب لك هذا؟ ما أرى أباك يعلمها أبداً"، فكان عمر -رضي الله عنه- يقول: ما أراني أعلمها أبداً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - ما قال (¬1). [ضعيف] * عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-؛ قال: آخر سورة نزلت براءة، وآخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ} (¬2). [صحيح] تم بحمد الله وفضله الجزء الأول من "الاستيعاب في بيان الأسباب" ويليه -إن شاء الله- الجزء الثاني ¬
الاسْتيعَاب في بَيانِ الأَسبَاب «أوّل مَوسُوعَة عِلميَّة حدِيثيّة مُحقّقَة في أسبَاب نزوُل آي القُرآن الكَريم» تأليف سَليم بن عيد الهلالي - محمَّد بن مُوسَى آل نَصر المجَلّد الثَّاني دَار ابْن الْجَوْزِيّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الاسْتيعَاب في بَيانِ الأَسبَاب
جَميع الحُقُوق مَحفُوظة لدَار ابْن الجَوزي الطّبعَة الأولى شعْبَان 1425 هـ حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة © 1425 هـ لَا يسمح بِإِعَادَة نشر هَذَا الْكتاب أَو أَي جُزْء مِنْهُ بِأَيّ شكل من الأشكال أَو حفظه ونسخه فِي أَي نظام ميكانيكي أَو إلكتروني يُمكن من استرجاع الْكتاب أَو تَرْجَمته إِلَى أَي لُغَة أُخْرَى دون الْحُصُول على إِذن خطي مسبق من الناشر دَار ابْن الْجَوْزِيّ للنشر والتوزيع المملكة الْعَرَبيَّة السعودية: الدمام - شَارِع ابْن خلدون - ت: 8428146 - 8467589 - 8467593، ص ب: 2982 - الرَّمْز البريدي: 31461 - فاكس: 8412100 - الرياض - ت: 4266339 - الإحساء - الهفوف - شَارِع الجامعة - ت: 5883122 - جدة - ت: 6516549 - 6813706 - بيروت - هَاتِف: 869600/ 03 - فاكس: 641801/ 01 - الْقَاهِرَة - ج. م. ع - مَحْمُول: 01006823783 - تلفاكس: 022561473 الْبَرِيد الإلكتروني: [email protected] - www.jwzi.com
سورة المائدة
سورة المائدة. * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ}؛ قال: كان المشركون يحجون البيت الحرام، ويهدون الهدايا، ويعظمون حرمة المشاعر، ويتجرون في حجهم. فأراد المسلمون أن يَغِيرُوا عليهم؛ فقال الله -عزّ وجلّ-: {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} (¬1). [حسن] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}؛ قال: ¬
منسوخ، كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلّد من السمر فلم يعرض له أحد، وإذا تقلد قلادة من شعر لم يعرض له أحد، وكان المشرك يومئذ لا يُصدّ عن البيت؛ فأمروا ألا يقاتلوا في الشهر الحرام ولا عند البيت؛ فنسخها قوله -تعالى-: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: 5] (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: أقبل الحطم بن هند البكري ثم أحد بني قيس بن ثعلبة، حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده، وخلّف خيله خارجة من المدينة فدعاه، فقال: إلام تدعو فأخبره، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: "يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان شيطان"، فلما أخبره النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: انظروا لعلِّي أُسلم ولي من أشاوره، فخرج من عنده؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقب غادر"، فمر بسرح من سرح المدينة فساقه فانطلق به وهو يرتجز: قد لفها الليل بسوّاق حطم ... ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزار على ظهر الوضم ... باتوا نياماً وابن هند لم ينم بات يقاسيها غلام كالزلم ... خدلج الساقين ممسوح القدم ثم أقبل من عام قابل حاجاً قد قلّد وأهدى، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبعث إليه؛ فنزلت هذه الآية حتى بلغ: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}، قال له ناس من أصحابه: يا رسول الله! خلّ بينا وبينه؛ فإنه صاحبنا، قال: "إنه قد قلد"، قالوا: إنما هو شيء كنا نصنعه في الجاهلية فأبى عليهم؛ ¬
فنزلت هذه الآية (¬1). [ضعيف جداً] * عن جُبير بن نُفير؛ قال: دخلت على عائشة، فقالت لي: هل تقرأ سورة المائدة؟ قلت: نعم، قالت: أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال؛ فاستحلوه، ومما وجدتم فيها من حرام؛ فحرموه، وسَألتها عن خُلُقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قالت: القرآن (¬2). [حسن] * عن عبد الله بن عمرو؛ قال: آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح (¬3). [حسن] ¬
* عن أسماء بنت يزيد قالت: إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أنزلت عليه المائدة كلها، فكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة (¬1). [ضعيف] * عن أم عمرو بنت عبس، عن عمها: أنه كان في مسير مع رسول الله، فنزلت عليه سورة المائدة؛ فاندق كتف راحلته العضباء من ثقل السورة (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن شهر بن حوشب؛ قال: نزلت سورة المائدة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بعرفة على راحلته؛ فتنوخت لأن يدق ذراعها (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته، فبركت به راحلته من ثقلها (¬2). [ضعيف جداً] * عن أبي ميسرة؛ قال: آخر سورة أنزلت سورة المائدة، وإن بها ¬
لسبع عشرة فريضة (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فانصدعت كتفها؛ فنزل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة: أن عمر بن الخطاب قال: نزلت سورة المائدة يوم عرفة، ووافق يوم الجمعة (¬3). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: قدم الحطم أخو بني ضبيعة بن ثعلبة البكري المدينة في عير له يحمل طعاماً فباعه، ثم دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعه وأسلم، فلما ولى خارجاً نظر إليه؛ فقال لمن عنده: "لقد دخل عليّ بوجه فاجر وولّى بقفا غادر"، فلما قدم اليمامة ارتد عن الإسلام، وخرج في عير له تحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة، فلما سمع به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والأنصار ليقتطعوه في عيره؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} الآية. فانتهى القوم (¬4). [ضعيف] ¬
* عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} الآية، فقال: هذا يوم الفتح جاء ناس يؤمُّون البيت من المشركين يهلّون بعمرة، فقال المسلمون: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما هؤلاء مشركون، فمثل هؤلاء فلن ندعهم إلا أن نغير عليهم؛ فنزل القرآن: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن زيد بن أسلم؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت، وقد اشتدّ ذلك عليهم، فمرّ بهم أناس من المشركين من أهل المشرق يريدون العمرة، فقال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: نصد هؤلاء كما صدنا أصحابنا؛ فأنزل الله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ} الآية (¬2). [ضعيف] * {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ¬
الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)}. * عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-؛ قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومي أدعوهم إلى الله -عزّ وجلّ-، وأعرض عليهم شرائع الإسلام، فأتيتهم وقد سقوا إبلهم واحتلبوها وشربوا، فلما رأوني؛ قالوا: مرحباً بالصدي بن عجلان، قالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل، قلت: لا، ولكن آمنت بالله وبرسوله، وبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه، فبينا نحن كذلك فجاءوا بقصعة دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها، قالوا: هلم يا صدي، قلت: ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه، قالوا: وما قال؟ قلت: نزلت هذه الآية: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} إلى قوله: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ}؛ فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون، فقلت لهم: ويحكم ائتوني بشيء من ماء؛ فإني شديد العطش، قال: وعليّ عمامتي، قالوا: لا، ولكن ندعك تموت عطشاً؛ قال: فاعتممت وضربت رأسي في العمامة ونمت في الرَمضاء في حر شديد، فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم يرَ الناس أحسن منه، وفيه شراب لم يرَ الناس ألذ منه، فأمكنني منها، فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت، ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشاً بعد تيك الشربة، فسمعتهم يقولون: أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تمجعوه بمذقة فأتوني بمذقتهم؛ فقلت: لا حاجة لي فيها، إن الله -تبارك وتعالى- أطعمني وسقاني فأريتهم بطني فاسلموا عن آخرهم (¬1). [حسن] ¬
* عن طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب: أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أيُّ آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}؛ قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهو قائم بعرفة يوم جمعة (¬1). [صحيح] ¬
* عن الشعبي؛ قال: نزلت هذه الآية بعرفات؛ حيث هدم منار الجاهلية، واضمحل الشرك، ولم يحج معهم في ذلك العام مشرك (¬1). [ضعيف] * عن قتادة: نزلت يوم عرفة ووافق يوم الجمعة. وفي رواية: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة يوم جمعة، حين نفى الله المشركين عن المسجد الحرام وأخلص للمسلمين حجهم (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه قرأ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وعنده يهودي، فقال: لو أنزلت هذه علينا لاتخذنا يومها عيداً، قال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيد في يوم جمعة ويوم عرفة (¬3). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: ولد نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وأنزلت سورة المائدة يوم الاثنين {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، ورفع الذكر يوم الاثنين (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سمرة بن جندب؛ قال: نزلت هذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفة يوم الجمعة (¬1). [ضعيف جداً] * عن عيسى بن جارية الأنصاري؛ قال: كنا جلوساً في الديوان، فقال لنا نصراني: يا أهل الإسلام! لقد نزلت عليكم آية لو نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم وتلك الساعة عيداً، ما بقي منا اثنان: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}؛ فلم يجبه أحد منا، فلقيت محمد بن كعب القرظي فسألته عن ذلك؛ فقال: ألا رددتم عليه؟ فقال: قال عمر بن الخطاب: أنزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف على الجبل يوم عرفة، فلا يزال ذلك اليوم عيد ¬
المسلمين ما بقي منهم أحد (¬1). [ضعيف جداً] * عن كعب الأحبار؛ قال: قلت لعمر بن الخطاب: إني لأعرف قوماً لو نزلت عليهم هذه الآية لنظروا إلى يوم نزلت فيه؛ فاتخذوه عيداً، فقال عمر: أية آيةٍ؟ فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} إلى آخر الآية. فقال عمر: إني لأعرف في أي يوم أنزلت {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}؟ يوم جمعةٍ يوم عرفة، وهما لنا عيدان (¬2). [حسن] * عن السدي قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}: هذا نزل يوم عرفة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمات، فقالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل - صلى الله عليه وسلم - على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن؛ فبركت، فأتيته فسجيت عليه برداء كان عليّ (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن أبي هريرة؛ قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة؛ كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب فقال: "ألست ولي المؤمنين"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "من كنت مولاه؛ فعليٌّ مولاه"، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب! أصبحت مولاي ومولى كل مسلم؛ فأنزل الله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن أبي سعيد الخدري؛ قال: لما نصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه بهذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن معاوية بن أبي سفيان؛ قال: نزلت في يوم عرفة في يوم جمعة (¬3). [ضعيف] ¬
* عن علي بن أبي طالب: نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم عشية عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ. . .} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في هذه الآية: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} يقول: يئس أهل مكة أن يرجعوا إلى دينهم عبادة الأوثان أبداً، {فَلَا تَخْشَوْهُمْ} في اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - {وَاخْشَوْنِ} في عبادة الأوثان وتكذيب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان واقفاً بعرفات نزل عليه جبريل -عيله السلام- وهو رافع يده والمسلمون يدعون الله -تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}؛ يقول: حلالكم وحرامكم فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}؛ قال: منّتي؛ فلم يحج معكم مشرك {وَرَضِيتُ}؛ يقول: واخترت {لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. ثم مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول هذه الآية إحدى وثمانين يوماً، ثم قبضه الله -تعالى- إليه وإلى رحمته (¬2). [موضوع] ¬
* عن الشعبي؛ قال: نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية وهو بعرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. كان إذا أعجبته آيات جعلن صدر السورة، قال: وكان جبريل يعلم كيف ينسك (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان في قوله: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ}: نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفات يوم عرفة، يقول: "قد يئسوا أن تعود الجاهلية؛ فلا تخشوهم؛ فإن الجاهلية لا تعود أبداً"، {وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وذلك حين نفى الله المشركين عن المسجد الحرام، وأتم الله الحج للمسلمين فلم يخالطهم مشرك، ودخل الناس في دين الله (¬2). [ضعيف] * عن إسحاق بن قبيصة؛ قال: تلا عمر بن الخطاب هذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}؛ فقال عمر: الحمد لله؛ نزلت عشية عرفة في يوم الجمعة (¬3). [ضعيف] ¬
* {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)}. * عن أبي رافع؛ قال: جاء جبريل يستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأذن له فأبطأ عليه وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رداءه فقام إليه وهو قائم بالباب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ أذنّا"، فقال: "أجل يا رسول الله، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة"، فوجدوا جرواً في بعض بيوتهم. قال أبو رافع: فأمرني حيث أصبحت فلم أدع بالمدينة كلباً إلا قتلته، فإذا بامرأة قاصية لها كلب ينبح عليها فرحمتها؛ فتركته وجئت، فأمرني فرجعت إلى الكلب فقتلته، فقال الناس: يا رسول الله! ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا رافع في قتل الكلاب، فقتل ¬
حتى بلغ العوالي، فدخل عاصم بن عدي وسعد بن خيثمة وعويم بن ساعدة؛ فقالوا: ماذا أحل لنا يا رسول الله؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتل الكلاب؛ قالوا: يا رسول الله! فماذا يحل لنا من هذه الأمة؟ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)} الآية (¬2). [ضعيف] * عن عدي بن حاتم وزيد بن مهلهل الطائيين سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول الله قد حرم الله الميتة، فماذا يحل لنا منها؟ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}؛ قال سعيد: يعني: الذبائح الحلال الطيبة لهم (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الشعبي؛ قال: إن عدي بن حاتم الطائي قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن صيد الكلاب، فلم يدر ما يقول له حتى نزلت هذه الآية: {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} (¬1). [ضعيف] * {وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. * عن قتادة في قوله: {وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ}؛ قال: ذو الخدن والخلية الواحدة؛ قال: ذكر لنا رجالًا قالوا: كيف نتزوج نساءهم وهم على دين ونحن على دين؟ فأنزل الله: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} قال: لا والله، لا يقبل الله عملًا إلا بالإيمان (¬2). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}. * عن علقمة بن وقاص الليثي؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراق البول نكلمه؛ فلا يكلمنا، ونسلم عليه؛ فلا يرد علينا، حتى يأتي منزله فيتوضأ كوضوئه للصلاة، فقلنا: يا رسول الله نكلمك فلا تكلمنا، ونسلم ¬
عليك فلا ترد علينا، قال: حتى نزلت آية الرخصة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} الآية (¬1). [ضعيف جداً] * عن عائشة: أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا فوجدها، فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء، فصلّوا، فشكوا ذلك إلى رسول الله؛ فأنزل الله -تعالى- آية التيمم، فقال أسيد بن حضير لعائشة: جزاك الله خيراً؛ فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله ذلك لك والمسلمين فيه خيراً (¬2). [صحيح] * عن عمار بن ياسر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرَّس بأولاتِ الجيش ومعه عائشة، فانقطع عقد لها من جَزْعِ ظِفَار؛ فحبس الناس ابتغاء عقدها ¬
ذلك، حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء؛ فتغيظ عليها أبو بكر، وقال: حبست الناس وليس معهم ماء؛ فأنزل الله -تعالى- على رسوله - صلى الله عليه وسلم - رخصة التطهر بالصعيد الطيب. فقام المسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضربوا بأيديهم إلى الأرض ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئاً فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الآباط (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)}. * عن عبد الله بن كثير؛ قال: نزلت في يهود خيبر، أرادوا قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - في دية، فهموا أن يقتلوه؛ فذلك قوله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (¬2). [ضيف جداً] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}. * عن عبد الله بن كثير: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ}؛ قال: يهود دخل عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - حائطاً فاستعانهم في مغرم غرمه، فائتمروا بينهم بقتله، فقام من عندهم فخرج معترضاً ينظر إليهم خيفتهم، ثم دعا أصحابه رجلًا رجلًا حتى تناموا إليه (¬1). [ضعيف جداً] * عن يزيد بن أبي زياد؛ قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير يستعينهم في عقل أصابه، ومعه أبو بكر وعمر وعليّ، فقال: "أعينوني في عقل أصابني"، فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة، اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ينتظرونه، وجاء حيي بن أخطب وهو رأس القوم وهو الذي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال، فقال حيي لأصحابه: لا ترونه أقرب منه الآن، اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه، ولا ترون شراً أبداً، فجاءوا إلى رحى لهم عظيمة ليطرحوها عليه فأمسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل - صلى الله عليه وسلم - فأقامه من ثَمّ؛ فأنزل الله -جلّ وعزّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}؛ فأخبر الله -عز ذكره- نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما أرادوا به (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عكرمة؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنذر بن عمرو الأنصاري أحد بني النجار، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، فبعثه في ثلاثين راكباً من المهاجرين والأنصار، فخرجوا فلقوا عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر على بئر معونة، وهي من مياه بني عامر، فاقتتلوا؛ فقُتل المنذر وأصحابه إلا ثلاثة نفر كانوا في طلب ضالَّة لهم، فلم يَرُعْهم إلا والطير تحوم في السماء يسقط من بين خراطيمها علق الدم، فقال أحد النفر: قتل أصحابنا -والرحمن-، ثم تولى يشتد حتى لقي رجلًا فاختلفا ضربتين فلما خالطته الضربة رفع رأسه إلى السماء؛ ففتح عينيه، ثم قال: الله أكبر، الجنة ورب العالمين، فكان يدعى أعنق ليموت، ورجع صاحباه فلقيا رجلين من بني سليم، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين قومهما موادعة، فانتسبا لهما إلى بني عامر فقتلاهما، وقدم قومهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلبون الدية، فخرج ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على كعب بن الأشرف ويهود النضير، فاستعانهم في عقلهم، قال: فاجتمعت اليهود لقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واعتلوا بصنيعة الطعام، فأتاه جبريل - صلى الله عليه وسلم - بالذي اجتمعت عليه يهود من الغدر، فخرج ثم دعا علياً، فقال: "لا تبرح مقامك، فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عني؛ فقل وجه إلى المدينة"، فأدركوه، قال: فجعلوا يقرون على عليّ فيأمرهم بالذي أمره، حتى أتى عليه آخرهم، ثم تبعهم؛ فذلك قوله: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن بكر؛ أبي قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني النضير ليستعينهم على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري، فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن، فمُروا رجلًا يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه، فقال عمرو بن جحاش بن كعب: أنا، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر وانصرف عنهم؛ فأنزل الله -عزّ ذكره- فيهم وفيما أراد هو وقومه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} يهود حين دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - حائطاً لهم، وأصحابه من وراء جدار لهم، فاستعانهم في مغرم في دية غرمها، ثم قام من عندهم، فائتمروا بينهم بقتله، فخرج يمشي معترضاً ينظر إليهم خيفتهم، ثم دعا أصحابه رجلًا رجلًا حتى تتاموا إليه؛ قال الله -جلّ وعزّ-: {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن قتادة قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ} الآية، ذكر لنا أنها نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ببطن نخل في الغزوة السابعة، فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا به؛ فأطلعه الله على ذلك. ذكر لنا أن رجلًا انتدب لقتله فأتى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وسيفه موضوع، فقال: آخذه يا نبي الله؟ قال: "خذه"، قال: أستله، قال: "نعم"، فسله، فقال: من يمنعك مني؟ قال: "الله يمنعني منك"، فهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأغلظوا له القول، فشام السيف وأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بالرحيل؛ فأنزلت عليه صلاة الخوف عند ذلك (¬1). [ضعيف] * عن أبي مالك في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ}؛ قال: نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا أن يغدروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} وذلك أن عمرو بن أمية الضمري حين انصرف من بئر معونة لقي رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقتلهما ولم يعلم أن معهما أمانًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ففداهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومضى إلى بني النضير ومعه أبو بكر وعمر وعليّ، فتلقوه بنو النضير، فقالوا: مرحباً يا أبا القاسم، ماذا جئت له؟ قال: "رجل من أصحابي قتل رجلين من كلاب معهما أمان مني، طلب مني ديتهما فأريد أن تعينوني"، قالوا: نعم، والحب لك والكرامة يا أبا القاسم! اقعد حتى نجمع لك! فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الحصن وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بين يديه، وقد توامر بنو النضير أن يطرحوا عليه حجراً، وقال بعض أهل العلم: بل ألقوه، فأخذه جبرئيل -عليه السلام-، وأخبر النبي -عليه السلام- بما توامر الفسقة وما هموا به، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتبعه أبو بكر وعُمر وعليّ -رضي الله عنهم-؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الآية (¬1). [باطل] ¬
* عن عروة بن الزبير؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين، وكانوا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة، فلما كلمهم في عقل الكلابيين؛ قالوا: اجلس يا أبا القاسم! حتى تطعم وترجع بحاجتك التي جئت لها ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئت له، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من أصحابه إلى ظل جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم، فلما دخلوا ومعهم الشيطان لا يفارقهم ائتمروا بقتله، وقالوا: لا تجدونه أقرب منه الساعة، استريحوا منه؛ تأمنوا في دياركم، ويرفع عنكم البلاء، قال رجل منهم: إن شئتم رقيت على الجدار الذي هو تحته فدليت عليه حجراً فقتلته، فأوحى الله -عزّ وجلّ- إليه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يريد أن يقضي حاجة وترك أصحابه مكانهم وأعداء الله في نجيهم، فلما فرغوا وقضوا حاجتهم وأمرهم في محمد أتوا فجلسوا مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظرونه، فأقبل رجل من المدينة بعد أن راث عليهم فسألوه عنه، فقال: لقيته عامداً المدينة قد دخل في أزقتها، فقالوا: عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته التي جاء لها، ثم قام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا، ونزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي أراد أعداء الله به فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ¬
فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ} الآية، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإجلائهم لما أرادوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أخذهم بأمر الله وأمرهم أن يخرجوا من ديارهم فيسيروا حيث شاءوا، قالوا: أين تخرجنا؟ قال: إلى الحشر (¬1). [ضعيف] * عن الحسن: أن رجلًا من محارب يقال له: غورث بن الحارث، قال لقومه: أقتل لكم محمداً؟ قالوا له: كيف تقتله؟! فقال: أفتك به، فأقبل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس وسيفه في جحره، فقال: يا محمد! انظر إلى سيفك هذا، قال: نعم، فأخذه فاستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله، فقال: يا محمد، ما تخافني وفي يدي السيف؟ ورده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} الآية (¬2). [ضعيف] ¬
* {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)}. * عن عكرمة في قوله: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ} إلى قوله: {صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}؛ قال: إن نبي الله أتاه اليهود يسألونه عن الرجم واجتمعوا في بيت، قال: "أيكم أعلم"، فأشاروا إلى ابن صوريا، فقال: "أنت أعلمهم"؟ قال: سل عما شئت، قال: "أنت أعلمهم"؟ قال: إنهم ليزعمون ذلك، قال: فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى والذي رفع الطور، وناشده بالمواثيق التي أخذت عليهم حتى أخذه أَفْكَلُ، فقال: إن نساءنا نساء حسان فكثر فينا القتل، فاختصرنا أخصورة فجلدنا مائة وحلقنا الرؤوس وخالفنا بين الرؤوس إلى الدواب أحسبه قال: الإبل، قال: فحكم عليهم بالرجم؛ فأنزل الله فيهم: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ} الآية، وهذه الآية: {وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ} [البقرة: 76]، وقوله: {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}؛ يعني بقوله: ويعفو ويترك، أخذكم بكثير مما كنتم تخفون من كتابكم الذي أنزله الله إليكم وهو التوراة، فلا تعملون به حتى يأمره الله بأخذكم به (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: لما أخبر الأعور سمويل بن صوريا الذي صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجم أنه في كتابهم، وقال: لكنا نخفيه؛ فنزلت: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا ¬
كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} وهو شاب أبيض طويل من أهل فدك (¬1). [ضعيف] * {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعمان بن أُحي وبحري بن عمرو وشاس بن عدي، فكلموه؛ فكلمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا يا محمد، نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى؛ فأنزل الله -جل وعزّ- فيهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} إلى آخر الآية (¬2). [ضعيف] * {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال معاذ بن جبل وسعد بن ¬
عبادة وعقبة بن وهب لليهود: يا معشر اليهود اتقوا الله؛ فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه، وتصفونه لنا بصفته، فقال رافع بن حرملة ووهب بن يهودا: ما قلنا هذا لكم، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى، ولا أرسل بشيراً ولا نذيراً بعده؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في قولهما: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)} (¬1). [ضعيف] * {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}؛ قال: هي مدينة الجبارين، لما نزل بها موسى وقومه بعث منهم اثني عشر رجلًا، وهم النقباء الذين ذكر نعتهم ليأتوه بخبرهم، فساروا فلقيهم رجل من الجبارين فجعلهم في كسائه فحملهم حتى أتى به المدينة، ونادى في قومه؛ فاجتمعوا إليه، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: نحن قوم موسى بعثنا إليكم لنأتيه بخبركم، فأعطوهم حبة من عنب بوقر الرجل، فقالوا لهم: اذهبوا إلى ¬
موسى وقومه فقولوا لهم: اقدروا قدر فاكهتهم، فلما أتوهم قالوا لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (¬1). [حسن] * {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)}. * عن السدي؛ قال: غضب موسى - صلى الله عليه وسلم - حين قال له القوم: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} فدعا عليهم؛ فقال: {رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} وكانت عجلة من موسى عجلها (¬2). [ضعيف جداً] * {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، فلما صَحّوا قتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستاقوا النعم، ¬
فجاء الخبر في أول النهار، فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم؛ فأمر؛ فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم، وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون. قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية؛ قال: نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم قبل أن يقدر عليه لم يكن عليه سبيل، وليست هذه الآية للرجل المسلم؛ فمن قتل وأفسد في الأرض، وحارب الله ورسوله ألحق بالكفار قبل أن يقدر عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصاب (¬2). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}؛ قال: كان قوم من أهل الكتاب بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد وميثاق، فنقضوا العهد وأفسدوا في الأرض؛ فخير الله رسوله إن شاء أن يقتل، وإن شاء أن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (¬1). [ضعيف] ¬
* عن جرير بن عبد الله البجلي؛ قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - قوم من عرينة حفاة مضرورين؛ فأمر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما صحّوا واشتدوا؛ قتلوا رعاء اللقاح، ثم خرجوا باللقاح عامدين بها إلى أرض قومهم، قال جرير: فبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من المسلمين حتى أدركناهم بعدما أشرفوا على بلاد قومهم، فقدمنا بهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وسمل أعينهم، وجعلوا يقولون: الماء، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "النار"، حتى هلكوا، قال: وكره الله سمل الأعين؛ فأنزل الله هذه الآية: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إلى آخر الآية (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: كان ناس أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: نبايعك على الإسلام؛ فبايعوه وهم كذبة، وليس الإسلام يريدون، ثم قالوا: إنا نجتوي المدينة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح؛ فاشربوا من أبوالها وألبانها"، قال: فبينا هم كذلك؛ إذ جاء الصريخ، فصرخ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قتلوا الراعي، وساقوا النعم؛ فأمر نبي الله فنودي في الناس: أن خيل الله اركبي، قال: فركبوا لا ينتظر فارس فارساً، قال: فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أثرهم، فلم يزالوا يطلبونهم حتى أدخلوهم مأمنهم، فرجع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أسروا ¬
منهم، فأتوا بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية، قال: فكان نفيهم أن نفوهم حتى أدخلوهم مأمنهم وأرضهم، ونفوهم من أرض المسلمين وقتل نبيّ الله منهم، وصلب وقطع وسمّل الأعين، قال: فما مثّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ولا بعد، قال: ونهى عن المثلة، وقال: لا تمثلوا بشيء"، قال: فكان أنس بن مالك يقول ذلك غير أنه قال: أحرقهم بالنار بعدما قتلهم (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة والحسن البصري؛ قالا: قال: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إلى {أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم من قبل أن تقدروا عليه؛ لم يكن عليه سبيل، وليست تحرز هذه الآية الرجل المسلم من الحد إن قتل أو أفسد في الأرض أو حارب الله ورسوله ثم لحق بالكفار قبل أن يقدر عليه، لم يمنعن ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصاب (¬2). [ضعيف جداً] * عن أبي الزناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قطع الذين سرقوا لقاحه وسمّل أعينهم بالنار؛ عاتبه الله -تعالى- في ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: ¬
{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} (¬1). [ضعيف] * عن الحسن البصري في قوله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}؛ قال: نزلت في أهل الشرك (¬2). [ضعيف جداً] * عن ابن عمر: أن ناساً أغاروا على إبل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستاقوها، وارتدوا عن الإسلام، وقتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤمناً، فبعث في آثارهم؛ فأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمّل أعينهم، قال: ونزلت فيهم آية المحاربة، وهم الذين أخبر عنهم أنسُ بن مالك الحجاجَ حين سأله (¬3). [حسن] ¬
* عن السدي: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}؛ قال: أنزلت في سودان عرينة، قال: أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبهم الماء الأصفر؛ فشكوا ذلك إليه فأمرهم فخرجوا إلى إبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصدقة، فقال: "اشربوا من ألبانها وأبوالها"، فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى إذا صحّوا وبرئوا؛ قتلوا الرعاة واستاقوا الإبل (¬1). [ضعيف جداً] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: قدم ناس من العرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا ثم مرضوا، فبعث بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى لقاح ليشربوا من ألبانها، فكانوا فيها، ثم عمدوا إلى الراعي غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقتلوه، واستاقوا اللقاح، فزعموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم عطش من عطش آل محمد الليلة"؛ فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طلبهم؛ فأخذوا؛ فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم (¬2). [ضعيف] * عن محمد بن عجلان؛ يقول: أنزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاتبة في ذلك، وعلّمه عقوبة مثلهم من القطع والقتل والنفي، ولم يسمل بعدهم غيرهم، قال: وكان هذا القول ذُكر لأبي عمرو فأنكر أن تكون نزلت معاتبة، وقال: بلى؛ كانت عقوبة أولئك النفر بأعيانهم، ثم نزلت هذه الآية في عقوبة غيرهم ممن حارب بعدهم فرفع عنهم السمل (¬3). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: فبعث رسول الله؛ فأتي بهم؛ يعني: العرنيين، فأراد أن يسمّل أعينهم، فنهاه الله عن ذلك وأمره أن يقيم فيهم الحدود كما أنزلها الله عليه (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن قوماً من عرينة جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلموا، وكان منهم مواربة قد شلت أعضاؤهم واصفرت وجوههم وعظمت بطونهم؛ فأمر بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى إبل الصدقة يشربون من ألبانها وأبوالها، فشربوا حتى صحوا وسمنوا؛ فعمدوا إلى راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقتلوه، واستاقوا الإبل، وارتدوا عن الإسلام، وجاء جبريل، فقال: "يا محمد أبعث في آثارهم"؛ فبعث، ثم قال: "ادع بهذا الدعاء: اللهم إن السماء سماؤك، والأرض أرضك، والمشرق مشرقك، والمغرب مغربك، اللهم ضيّق عليهم الأرض برحبها حتى تجعلها عليهم أضيق من مسك حمل، حتى تقدرني عليهم أو تعثرني عليهم"، قال: فجاءوا بهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ}؛ فأمره جبريل أن من أخذ المال وقتل أن يصلب، ومن قتل ولم يأخذ المال يقتل، ومن أخذ المال ولم يقتل تقطع يدُه ورجله من خلاف، وقال ابن عباس: هذا الدعاء لكل آبقٍ، وكل من ضلت له ضالة من إنسان وغيره، لا يدعو أحد بهذا الدعاء ويكتبه في شيء ويدفن في مكان نظيف؛ إلّا أقدره الله عليه (¬2). [منكر] ¬
* عن ابن سعد؛ قال: نزلت هذه الآية في الحرورية: {إِنَّمَا جَزَاءُ. . .} (¬1). * {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)}. * عن عبد الله بن عمرو: أن امرأة سرقت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بها الذين سرقتهم، فقالوا: يا رسول الله! إن هذه المرأة سرقتنا، قال قومها: فنحن نفديها؛ يعني: أهلها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقطعوا يدها"، فقالوا: نحن نفديها بخمسمائة دينار، قال: "اقطعوا يدها"، قال: فقطعت يدها اليمنى، فقالت المرأة: هل لي من توبة يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "نعم، أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في سورة المائدة: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)} (¬2). [ضعيف] * عن أبي هريرة؛ قال: زنى رجل من اليهود وامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي؛ فإنه نبي بعث بتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم؛ قبلناها، واحتججنا بها عند الله، وقلنا: فتيا نبي من ¬
أنبيائك، فقال: فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم: ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا، فلم يكلمهم كلمة حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب؛ فقال: "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى بن عمران: ما تجدون في التوراة على من زنا إذا أحصن؟ "، قالوا: يحمّم ويجبّه، قال: "والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما، ويطاف بهما"، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - سكت: ألظّ به النشيد، فقال: اللهم!! إذ نشدتنا؛ فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فما أول ما ارتخصتم أمر الله"، قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخّر عنه الرجم، ثم زنى رجل آخر في أسرة من الناس فأراد رجمه، فحال قومه دونه، وقالوا: لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإني أحكم بما في التوراة"، فأمر بهما فرجما. قال الزهري: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله: {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا}؛ هم اليهود، زنت منهم امرأة، وكان الله قد حكم في التوراة في الزنا بالرجم فنفسوا أن يرجموها، وقالوا: انطلقوا إلى محمد فعسى أن يكون عنده رخصة، فإن كانت عنده رخصة؛ فاقبلوها، فأتوه فقالوا: يا أبا القاسم إن امرأة منا زنت فما تقول فيها؟ فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كيف حكم الله في التوراة في الزاني"، فقالوا: دعنا من التوراة، ولكن ما عندك في ذلك؟ فقال: ائتوني بأعلمكم بالتوراة التي أنزلت على موسى، فقال لهم: "بالذي نجاكم من آل فرعون، وبالذي فلق لكم البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون، ألا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في الزنى؟ "، قالوا: حكمه الرجم؛ فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجمت (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ في الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ¬
لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}. * عن البراء بن عازب؛ قال: مُر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم"، قالوا: نعم، فدعا رجلًا من علمائهم، فقال: "أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى! أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ "، قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا؛ فكنّا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد. قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه". فأمر به؛ فرجم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ
الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الله -عزّ وجلّ- أنزل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. قال ابن عباس: أنزلها الله في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كلّ قتيل قتلته (العزيزةُ) من (الذليلة) فديّتُه خمسون وسقًا، وكل قتيل قتلته (الذليلة) من (العزيزة) فديّته مائة وسق، فكانوا على ذلك، حتى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فذلّت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويومئذ لم يظهر، ولم يوطئهما عليه، وهو في الصلح، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلًا، فأرسلت (العزيزة) إلى (الذليلة) أن ابعثوا إلينا بمائة وسْقٍ، فقالت (الذليلة): وهل كان هذا في حيّين قط دينهما واحد، ونسبهما واحد، وبلدهما واحد، دية بعضهم نصف دية بعض؟! إنا إنما أعطيناكم هذا ضيماً منكم لنا، وفرقاً منكم، فأما إذ قدم محمد؛ فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، ثم ذكرت (العزيزة) فقالت: والله ما محمدٌ بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم، ولقد صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضيماً منا، وقهراً لهم، فدسّوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه؛ إن أعطاكم ما تريدون حكّمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم فلم تحكّموه. فدسّوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناساً من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر الله رسوله بأمرهم كله وما أرادوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ ¬
الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} إلى قوله: {لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، ثم قال: فيهما والله نزلت، وإياهما عنى الله -عزّ وجلّ- (¬1). [حسن] * عن قتادة في قوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} الآية؛ قال: ذكر لنا أن هذا كان في قتيل بني قريظة والنضير، إذ قتل رجل من قريظة قتله النضير، وكانت النضير إذا قتلت من بني قريظة لم يقيدوهم، إنما يعطونهم الدية لفضلهم عليهم في أنفسهم تعوذاً، فقدم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فسألهم، فأرادوا أن يرفعوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحكم بينهم، فقال ¬
لهم رجل من المنافقين: إن قتيلكم هذا قتيل عمد، وإنكم متى ترفعون أمره إلى محمد أخشى عليكم القود، فإن قبل منكم الدية؛ فخذوه، وإلا؛ فكونوا منهم على حذر (¬1). [ضعيف] * عن البراء بن عازب؛ قال: مر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهودي محمد قد جلد، فسألهم ما شأن هذا؟ قالوا: زنى، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود: "ما تجدون حد الزاني في كتابكم؟ "، قالوا: نجد حده التحميم والجلد. فسألهم: "أيكم أعلم؟ "، فوركوا ذلك إلى رجل منهم، قالوا: فلان، فأرسل إليه فسأله، قال: نجد التحميم والجلد، فناشده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تجدون حد الزاني في كتابكم؟ "، قال: نجد الرجم، ولكنه كثر في عظمائنا، فامتنعوا منهم بقومهم ووقع الرجم على ضعفائنا، فقلنا: نضع شيئاً يصلح بينهم حتى يستووا فيه، فجعلنا التحميم والجلد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه"، فأمر به؛ فرجم، قال: ووقع اليهود بذلك الرجل الذي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وشتموه، وقالوا: لو كنا نعلم أنك تقول هذا ما قلنا إنك أعلمنا؟ قال: ثم جعلوا بعد ذلك يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما تجد فيما أنزل إليك حد الزاني؟ فأنزل الله -تعالى-: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ}؛ يعني: حدود الله، فأخبره الله بحكمه في التوراة، قال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (¬2). ¬
* عن عبد الله بن كثير؛ قوله: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ}؛ قال: كانوا يحُدّون في الزنى، إلى أن زنى شاب منهم ذو شرف، فقال بعضهم لبعض: لا يَدَعُوكم قومه ترجمونه، ولكن اجلدوه ومثلوا به؛ فجلدوه وحملوه على حمار أكاف وجعلوا وجهه مستقبل ذنب الحمار، إلى أن زنى آخر، وَضِيع له شرف، فقالوا: ارجموه، ثم قالوا: فكيف لم ترجموا الذي قبله؟ ولكن مثل ما صنعتم به فاصنعوا بهذا، فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قالوا: سلوه؛ لعلكم تجدون عنده رخصة؛ فنزلت: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي: كان بنو إسرائيل أنزل الله عليهم إذا زنى منكم أحد فارجموه، فلم يزالوا بذلك حتى زنى رجل من خيارهم، فلما اجتمعت بنو إسرائيل يرجمونه قام الخيار والأشراف فمنعوه، ثم زنى رجل من الضعفاء فاجتمعوا ليرجموه؛ فاجتمعت الضعفاء، فقالوا: لا ترجموه حتى تأتوا بصاحبكم فترجمونهما جميعاً، فقالت بنو إسرائيل: إن هذا الأمر قد اشتد علينا، فتعالوا فلنصلحه؛ فتركوا الرجم، وجعلوا مكانه أربعين جلدة بحبل مقير، ويحممونه، ويحملونه على حمار ووجهه إلى ذنبه، ويسودون وجهه ويطوفون به، فكانوا يفعلون ذلك حتى بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة، فزنت امرأة من أشراف اليهود، يقال لها: بسرة، فبعث أبوها ناساً من أصحابه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سلوه عن الزنا وما نزل إليه فيه؛ فإنا نخاف أن يفضحنا ويخبرنا بما صنعنا، فإن أعطاكم الجلد؛ فخذوه، وإن أمركم ¬
بالرجم؛ فاحذروه، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه، فقال: "الرجم"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: كان رجلان من اليهود أخوان، يقال لهما: ابنا صوريا، وقد اتبعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسلما وأعطياه عهداً أن لا يسألهما عن شيء في التوراة إلا أخبراه به، وكان أحدهما ربياً والآخرً حبراً، وإنما اتبعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعلمان منه فدعاهما فسألهما؛ فأخبراه الأمر كيف كان حين زنى الشريف وزنى المسكين، وكيف غيّروه؛ فأنزل الله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا}؛ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، والربانيون والأحبار: هما ابنا صوريا للذين هادوا، ثم ذكر ابني صوريا، فقال: {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن الشعبي؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} في أهل الإسلام {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}؛ قال: نزلت في اليهود، و {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}؛ قال: نزلت في النصارى (¬3). [ضعيف] ¬
* عن إبراهيم النخعي؛ قال: نزلت الآيات في بني إسرائيل ورضي لهذه الأمة بها (¬1). [ضعيف] * عن الشعبي؛ قال: {لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}؛ قال: كان رجل من اليهود قتله رجل من أهل دينه، فقال القاتل لحلفائهم من المسلمين: سلوا لي محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان يقضي بالدية؛ اختصمنا إليه، وإن كان يأمرنا بالقتل؛ لم نأته (¬2). [ضعيف] * عن الحسن البصري؛ قال: نزلت في أهل الكتاب؛ أنهم تركوا أحكام الله -عزّ وجلّ- كلها (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الضحاك؛ قال: نزلت هؤلاء الآيات في أهل الكتاب (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة: ذكر لنا أن هؤلاء الآيات أنزلت في قتل اليهودي الذي كان منهم (¬2). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: لما رأت قريظة النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حكم بالرجم وكانوا يخفونه في كتابهم؛ نهضت قريظة فقالوا: يا محمد! اقض بيننا وبين إخواننا بني النضير، وكان بينهم دم قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت النضير يتعززون على بني قريظة، ودياتهم على أنصاف ديات النضير، وكانت الدية من وسوق التمر أربعين ومائة وسق لبني النضير، وسبعين وسقاً لبني قريظة؛ فقال: "دم القرظي وفاء من دم النضري"؛ فغضب بنو النضير، وقالوا: لا نطيعك في الرجم، ولكن نأخذ بحدودنا التي كنا عليها؛ فنزلت: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}، ونزل: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)} الآية (¬3). [ضعيف جداً] * عن جابر بن عبد الله؛ قال: زنا رجل من أهل فدك؛ فكتب أهل فدك إلى أناس من اليهود بالمدينة أن سلوا محمداً عن ذلك، فإن أمركم ¬
بالجلد؛ فخذوه عنه، وإن أمركم بالرجم؛ فلا تأخذوه عنه، فسألوه عن ذلك، فقال: "أرسلوا إليَّ أعلم رجلين فيكم! "، فجاءوا برجل أعور يقال له: ابن صوريا، وآخر، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنتما أعلم من قبلكما؟ "، فقالا: قد نحانا قومنا لذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أليس عندكما في التوراة فيها حكم الله -تعالى-؟ "، قالا: بلى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأنشدكم بالذي فلق البحر لبني إسرائيل، وظلل عليكم الغمام، وأنجاكم من آل فرعون، وأنزل المن والسلوى على بني إسرائيل، ما تجدون في التوراة من شأن الرجم؟ "، فقال أحدهما للآخر: ما نُشدت بمثله قط، ثم قالا: نجد ترداد النظر زنية والاعتناق زنية والقُبل زنية، فإذا شهد أربعة أنهم رأوه يبدي ويعيد؛ كما يدخل الميل في المكحلة؛ فقد وجب الرجم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هو ذاك"؛ فأمر به فرجم؛ فنزلت: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت قريظة والنضير، وكان النضير أشرف من قريظة؛ فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلًا من النضير ¬
قتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلًا من قريظة أدى مائة وسق، فلما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قتل رجل من النضير رجلًا من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا، فقالوا: بيننا وبينكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن السدي: {لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار، زعموا أنه أبو لبابة، أشارت إليه بنو قريظة يوم الحصار: ما الأمر؟ وعلى ما ننزل؟ فأشار إليهم أنه الذبح (¬1). [ضعيف جداً] * {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال كعب بن أسد وابن صوريا وشاس بن قيس بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه، فأتوه فقالوا: يا محمد إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وساداتهم، وإنا إن اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا، وإن بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم إليك؛ فتقضي لنا عليهم؛ ونؤمن لك ونصدقك، فأبى رسول الله؛ فأنزل الله فيهم: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مخيراً: إن شاء حكم بينهم، وإن شاء أعرض عنهم؛ فردهم إلى أحكامهم؛ فنزلت: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحكم بينهم بما في كتابنا (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: نسخت من هذه السورة: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ}؛ قال: فكان مخيراً حتى أنزل الله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحكم بينهم بما في كتاب الله (¬2). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}. * عن عبادة بن الوليد أن عبادة بن الصامت؛ قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تشبث بأمرهم عبد الله بن أبيّ، وقام دونهم، ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أحد بني عوف بن الخزرج له من حلفهم مثل الذي لهم من عبد الله بن أبيّ، فخلعهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وقال: يا رسول الله! أتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من الكفار ¬
وولايتهم؛ ففيه وفي عبد الله بن أبيّ نزلت الآيات في المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} الآية (¬1). [ضعيف] * عن عطية بن سعد؛ قال: جاء عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن لي موالي من يهود كثير عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله، فقال عبد الله بن أبيّ: إني رجل أخاف الدوائر، لا أبرأ من ولاية مواليّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن أبيّ: "يا أبا الحباب! ما بخلت به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت؛ فهو إليك دونه"، قال: قد قبلت؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} إلى قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (¬2). [ضعيف] * عن السدي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ قال: لما كانت وقعة أُحُدٍ اشتد على طائفة من الناس وتخوّفوا أن يدال عليهم الكفار، فقال رجل لصاحبه: أما ¬
أنا؛ فألحق بذلك اليهودي فآخذ منه أماناً وأتهوّد معه؛ فإني أخاف أن تدال علينا اليهود، وقال الآخر: أما أنا؛ فألْحق بفلان النصراني ببعض أرض الشام فآخذ منه أماناً وأتنصّر معه؛ فأنزل الله -تعالى- ينهاهما: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إنّ عبد الله بن أبيّ بن سلول قال: إن بيني وبين قريظة والنضير حلف، وإني أخاف الدوائر؛ فارتد كافراً، وقال عبادة بن الصامت: أبرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} إلى قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}؛ يعني: عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)} (¬2). * عن عبادة بن الصامت؛ قال: فيّ نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبرأت إليه من حلف يهود، وظاهرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين عليهم (¬3). ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}. * عن عياض الأشعري؛ قال: لما نزلت: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هم قوم هذا"، وأشار إلى أبي موسى الأشعري (¬1). [صحيح] ¬
* عن جابر؛ قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، قال: "هؤلاء قوم من اليمن ثم من كندة ثم من السكون ثم من تجيب" (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: ناس من أهل اليمن، ثم من كندة ثم من السكون (¬2). [حسن] ¬
* عن قتادة: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؛ أنزل الله هذه الآية وقد علم أن سيرتد مرتدون من الناس، فلما قبض الله نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - ارتدّ عامة العرب عن الإِسلام إلَّا ثلاثة مساجد: أهل المدينة وأهل مكة وأهل البحرين من عبد القيس قالوا: نصلي ولا نزكي، والله لا تغصب أموالنا، فكلم أبو بكر في ذلك، فقيل له: إنهم لو قد فقهوا لهذا أعطوها وزادوها، فقال: لا والله لا أفرق بين شيء جمع الله بينه، ولو منعوا عقالاً مما فرض الله ورسوله لقاتلناهم عليه، فبعث الله عصابة مع أبي بكر فقاتل على ما قاتل عليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى سبى وقتل وحرق بالنيران أناساً ارتدوا عن الإِسلام، ومنعوا الزكاة، فقاتلهم حتى أقروا بالماعون، وهي الزكاة، صَغَرةً أقمياء، فأتته وفود العرب فخيّرهم بين خطة مخزية أو حرب مجلية، فاختاروا الخطة المخزية وكانت أهون عليهم أن يقرُّوا أن قتلاهم في النار، وأن قتلى المؤمنين في الجنة، وأن ما أصابوا من المسلمين من مال ردّوه عليهم، وما أصاب المسلمون لهم من مال فهو لهم حلال (¬1). [منكر] * عن الحسن؛ قال: نزلت في أبي بكر وأصحابه (¬2). [ضعيف] ¬
* عن شريح بن عبيد؛ قال: لما أنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} إلى آخر الآية؛ قال عمر: أنا وقومي هم يا رسول الله، قال: "لا، بل هذا وقومه"؛ يعني: أبا موسى الأشعري (¬1). [ضعيف] * عن الضحاك؛ قال: هو أبو بكر وأصحابه لما ارتد من ارتد من العرب عن الإِسلام، جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردهم إلى الإِسلام (¬2). [ضعيف جداً] * {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}. * عن عطية بن سعد؛ قال: نزلت في عبادة بن الصامت: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}. وفي رواية: جاء رجل يقال له: عبادة بن الصامت، ¬
فقال: يا رسول الله! إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاصر بصرهم، وأنا أبرأُ إلى الله ورسوله من ولاية يهود؛ فأنزل الله في عبادة: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في علي بن أبي طالب (¬2). [ضعيف جداً] * عن عتبة بن أبي حكيم؛ قال: علي بن أبي طالب (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب، تصدق وهو راكع (¬1). [ضعيف جداً] * عن سلمة بن كهيل؛ قال: تصدق عليّ بخاتمه وهو راكع؛ فنزلت (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي، فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمة؛ فنزلت: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أتى عبد الله بن سلام ورهط ¬
معه من أهل الكتاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عند الظهر، فقالوا: يا رسول الله! إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم؛ أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا؛ فشق ذلك علينا، فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}، ونودي بالصلاة: صلاة الظهر، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أعطاك أحد شيئاً؟ "، قال: نعم، قال: "من؟ "، قال: ذاك الرجل القائم، قال: "على أي حال أعطاكه؟ "، قال: وهو راكع، قال: "وذلك علي بن أبي طالب"؛ فكبَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك وهو يقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)} (¬1). [موضوع] * عن عمار بن ياسر يقول: وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع، فنزع خاتَمَهُ فأعطاه للسائل، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعلمه ذلك؛ فنزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "من كنت مولاه؛ فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه" (¬2). [موضوع] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم (¬1). [ضعيف] * عن علي بن أبي طالب؛ قال: نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم، فصلى؛ فإذا سائل، قال: "يا سائل أعطاك أحد شيئًا؟ "، فقال: لا؛ إلا هذا الراكع -لعليٍّ- أعطاني خاتماً (¬2). [لا أصل له] ¬
* عن علي بن أبي طالب؛ قال: نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} إلى آخر الآية. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل المسجد، جاء والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل، فقال: "يا سائل! هل أعطاك أحد شيئاً؟ "، قال: لا؛ إلا ذاك الراكع؛ يعني: عليّ بن أبي طالب، أعطاني خاتمه (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: تصدق عليٌّ بخاتمه وهو راكع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للسائل: "من أعطاك هذا الخاتم؟ "، قال: ذاك الراكع؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} (¬2). * عن أبي جعفر الباقر؛ قال: نزلت في علي بن أبي طالب، قال: علي من الذين آمنوا (¬3). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم؛ فقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه (¬4). [ضعيف جداً] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإِسلام ثم نافقا، وكان رجال من المسلمين يوادّونهما؛ فأنزل الله فيهما: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} إلى قوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (¬1). [ضعيف] * {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر من اليهود، فيهم: أبو ياسر بن أخطب، ورافع بن أبي رافع، وعازر، وزيد، وخالد، وأزار بن أبي أزار، وأشيع، فسألوه عمن يؤمن به من الرسل، قال: "أؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: لا نؤمن بمن آمن به؛ فأنزل الله فيهم: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ ¬
آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)} (¬1). [ضعيف] * {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رجل من اليهود -يقال له: النباش بن قيس-: إن ربك بخيل لا ينفق؛ فأنزل الله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في فنحاص اليهودي (¬3). [ضعيف] ¬
* {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحرس؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)}؛ فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من القبة، فقال: "أيها الناس انصرفوا؛ فقد عصمني الله من الناس" (¬1). [حسن لغيره] ¬
* عن أبي هريرة؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلاً نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فينزل تحتها، وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجرة. فبينما هو نازل تحت شجرة -وقد علق السيف عليها- إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دناه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم فأيقظه، فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الله"؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} (¬1). [حسن] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن أبي سعيد الخدري؛ قال: كان العباس عم رسول الله فيمن يحرسه، فلما نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحرس (¬1). [موضوع] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرس، فكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه، حتى نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} إلى قوله: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}؛ فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه؛ فقال: "يا عم! إن الله -عزّ وجلّ- قد عصمني من الجن والإنس" (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن أبي ذر؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل، حتى نزلت آية العصمة: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عصمة بن مالك الخطمي؛ قال: كنا نحرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل، حتى نزلت: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}؛ فترك الحرس (¬2). [ضعيف جداً] * عن جابر؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج بعث معه أبو طالب من يلكؤه، حتى نزلت: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}؛ فذهب ليبعث معه؛ فقال: "يا عم! إن الله قد عصمني، لا حاجة لي إلى من تبعث" (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قال: لما نزلت {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}؛ قال: "يا رب إنما أنا واحد، كيف أصنع ليجتمع عليّ من الناس؟ "؛ فنزلت: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (¬1). [ضعيف] * عن الحسن: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً، وعرفت أن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغن أو ليعذبني"؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن أبي سعيد الخدري؛ قال: نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي آية أنزلت من السماء أشد عليك؟ قال: فقال: "كنت بمنى أيام موسم، واجتمع مشركوا العرب وأفناء الناس في الموسم، فأنزل عليَّ جبريل؛ فقال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} قال: فقمت عند العقبة، فناديت: يا أيها الناس من ينصرني على أن أبلغ رسالة ربي ولكم الجنة، أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله، وأنا رسول الله إليكم؛ تفلحوا أو تنجحوا ولكم الجنة، قال: فما بقي رجل ولا امرأة ولا صبي إلا يرمون عليّ بالتراب والحجارة، ويبصقون في وجهي، ويقولون: كذاب صابئ، فعرض عليّ عارض فقال: يا محمد! إن كنت رسول الله؛ فقد آن لك أن تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه بالهلاك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اهدِ قومي؛ فإنهم لا يعلمون، وانصرني عليهم أن يجيبوني إلى طاعتك"، فجاء العباس عمه فأنقذه منهم وطردهم عنه، قال الأعمش: فبذلك تفتخر بنو العباس، ويقولون: فيهم نزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] هوى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا طالب، وشاء الله عباس بن عبد المطلب (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرسه أصحابه حتى ¬
نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} فخرج إليهم فقال: "لا تحرسوني؛ فإن الله قد عصمني من الناس" (¬1). * عن ابن جريج؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهاب قريشاً؛ فأنزل الله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}؛ فاستلقى، ثم قال: "من شاءَ فليخذلني مرتين أو ثلاثاً" (¬2). [ضعيف جداً] * {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافع بن حارثة وسلام بن مشكم ومالك بن الصيف ورافع بن حرملة، فقالوا: يا محمد! ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بلى؛ ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها، مما أخذ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبينوه للناس، وأنا برئ من أحداثكم"، قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا؛ فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك ولا نتبعك؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)} (¬3). [ضعيف] ¬
* {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)}. * عن سعيد بن المسيب وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي وعروة بن الزبير؛ قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري، وكتب معه كتاباً إلى النجاشي، فقدم على النجاشي، فقرأ كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه، وأرسل النجاشي إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم، ثم أمر جعفر بن أبي طالب أن يقرأ عليهم القرآن، فقرأ عليهم سورة مريم، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع، وهم الذين أنزل فيهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عروة بن الزبير؛ قال: في قوله: {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} نزل ذلك في النجاشي (¬1). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا}؛ قال: هم رسل النجاشي الذين أرسل بإسلامه وإسلام قومه، كانوا سبعين رجلًا اختارهم الخيّر فالخيّر، فدخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ عليهم: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)}؛ فبكوا وعرفوا الحق؛ فأنزل الله فيهم: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}، وأنزل فيهم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)} إلى قوله: {يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} [القصص: 52 - 54] (¬1). [ضعيف] * عن سلمان؛ قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة صنعت طعاماً، فجئت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما هذا يا سلمان؟ "، قلت: صدقة، فقال لأصحابه: "كلوا" ولم يأكل، ثم إني رجعت حتى جمعت طعاماً، فأتيته به، فقال: "ما هذا يا سلمان؟ "، قلت: هدية فضرب بيده فأكل، وقال لأصحابه: "كلوا"، قلت: يا رسول الله! أخبرني عن النصارى؟ قال: "لا خير فيهم ولا فيمن أحبهم"، فقمت وأنا مثقل؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} حتى بلغ: {تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}؛ فأرسل إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا سلمان! إن أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله" (¬2). [صحيح] ¬
* عن زيد بن صوحان: أن رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد بن صوحان، أتياه ليكلم لهما سلمان أن يحدثهما حديثه كيف كان إسلامه، فأقبلا معه حتى لقوا سلمان وهو بالمدائن أميراً عليها، وإذا هو على كرسي قاعد وإذا خوص بين يديه وهو يسفه، قالا: فسلمنا وقعدنا، فقال له زيد: يا أبا عبد الله إن هذين لي صديقان ولهما أخ، وقد أحبا أن يسمعا ¬
حديثك كيف كان بدء إسلامك؟ قال: فقال سلمان: كنت يتيماً من رام هرمز، وكان ابن دهقان رام هرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في كنفه، وكان لي أخ أكبر مني وكان مستغنياً بنفسه وكنت غلاماً قصيراً، وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظهم، فإذا تفرقوا خرج فيضع بثوبه ثم صعد الجبل، وكان يفعل ذلك غير مرة متنكراً. قال: فقلت له: إنك تفعل كذا وكذا فلِمَ لا تذهب بي معك؟ قال: أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شيء، قال: قلت: لا تخف، قال: فإن في هذا الجبل قوماً في برطيلهم لهم عبادة ولهم صلاح، يذكرون الله -تعالي- ويذكرون الآخرة ويزعمون أنّا عبدة النيران، وعبدة الأوثان وأنا على دينهم، قال: قلت: فاذهب بي معك إليهم، قال: لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم وأنا أخاف أن يظهر منك شيء، فيعلم أبي؛ فيقتل القوم؛ فيكون هلاكهم على يدي، قال: قلت: لن يظهر مني ذلك فاستأمرهم فأتاهم، فقال: غلام عندي يتيم فأحب أن يأتيكم ويسمع كلامكم، قالوا: إن كنت تثق به، قال: أرجو أن لا يجيئ منه إلا ما أحب، قالوا: فجئ به، فقال لي: قد استأذنت في أن تجيئ معي فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فأتني، ولا يعلم بك أحد فإن أبي إن علم بهم؛ قتلهم. قال: فلما كانت الساعة التي يخرج؛ تبعته، فصعدنا الجبل فانتهينا إليهم؛ فإذا هم في برطيلهم، قال: علي وأراه قال: وهم ستة أو سبعة، قال: وكأن الروح قد خرج منهم من العبادة؛ يصومون النهار، ويقومون الليل، ويأكلون عند السحر ما وجدوا، فقعدنا إليهم، فأثنى الدهقان على خيراً. فتكلموا؛ فحمدوا الله، وأثنوا عليه، وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء، حتى خلصوا إلى ذكر عيسى ابن مريم -عليه السلام-، فقالوا: بعث الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- رسولاً، وسخّر له ما كان يفعل؛ من إحياء الموتى، وخلق الطير، وإبراء الأكمه والأبرص والأعمى، فكفر به قوم وتبعه قوم، وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه، قال: وقالوا قبل ذلك: يا غلام! إن لك لرباً، وإن لك معادًا، وإن بين يديك جنة وناراً إليها تصيرون، وإن هؤلاء القوم الذين
يعبدون النيران أهل كفر وضلالة، لا يرضي الله ما يصنعون وليسوا على دين. فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام؛ انصرف وانصرفت معه، ثم غدونا إليهم، فقالوا مثل ذلك وأحسن ولزمتهم، فقالوا لي: يا سلمان! إنك غلام، وإنك لا تستطيع أن تصنع كما نصنع؛ فصلّ، ونم، وكل واشرب، قال: فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى أتاهم في برطيلهم، فقال: يا هؤلاء! قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا مني سوءاً، فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه علي؛ قد أجلتكم ثلاثاً، فإن قدرت عليكم بعد ثلاث؛ أحرقت عليكم برطيلكم هذا، فالحقوا ببلادكم؛ فإني أكره أن يكون مني إليكم سوء، قالوا: نعم، ما تعمدنا مساءتك ولا أردنا إلا الخير، فكفّ ابنه عن إتيانهم، فقلت له: اتق الله؛ فإنك تعرف أن هذا الدين دين الله، وأن أباك ونحن على غير دين؛ إنما هم عبدة النار لا يعبدون الله، فلا تبع آخرتك بدين غيرك. قال يا سلمان: هو كما تقول، وإنما أتخلف عن القوم بُقياً عليهم، إن تبعت القوم؛ طلبني أبي في الجبل، وقد خرج في إتياني إياهم حتى طردهم، وقد أعرف أن الحق في أيديهم، فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه، فقالوا: يا سلمان! قد كنا نحذر مكان ما رأيت؛ فاتق الله -تعالى- واعلم أن الدين ما أوصيناك به، وأن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله -تعالى- ولا يذكرونه، فلا يخدعنك أحد عن دينك، قلت: ما أنا بمفارقكم، قالوا: أنت لا تقدر أن تكون معنا؛ نحن نصوم النهار، ونقوم الليل، ونأكل عند السحر ما أصبنا، وأنت لا تستطيع ذلك، قال: فقلت: لا أفارقكم، قالوا: أنت أعلم، وقد أعلمناك حالنا، فإذا أتيت؛ فاطلب أحداً يكون معك، واحمل معك شيئاً تأكله؛ لا تستطيع ما نستطيع نحن، قال: ففعلت، فلقيت أخي فعرضت عليه، فأبى ثم أتيتهم يمشون وأمشي معهم، فرزق الله السلامة حتى قدمنا الموصل، فأتينا بيعة بالموصل، فلما دخلوا؛ احتفوا بهم، وقالوا: أين كنتم؟ قالوا: كنا في
بلاد لا يذكرون الله -تعالى- فيها، عبدة النيران، وكنا نعبد الله؛ فطردونا، فقدمنا عليكم، فلما كان بعد قالوا: يا سلمان! إن ها هنا قوماً في هذه الجبال هم أهل دين، وإنا نريد لقاءهم، فكن أنت ها هنا مع هؤلاء؛ فإنهم أهل دين، وسترى منهم ما تحب، قلت: ما أنا بمفارقكم، قال: وأو صوابي أهل البيعة: أقم معنا يا غلام؛ فإنه لا يعجزك شيء يسعنا، قال: قلت: ما أنا بمفارقكم، فخرجوا وأنا معهم، فأصبحنا بين جبال، فإذا صخرة وماء كثير في جرار، وخبز كثير، فقعدنا عند الصخرة، فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال، يخرج رجل رجل من مكانه، كأن الأرواح انتزعت منهم، حتى كثروا، فرحبوا بهم وحفوا، وقالوا: أين كنتم؛ لم نرَكم؟ قالوا: كنا في بلاد لا يذكرون اسم الله -تعالى-، فيها عبدة النيران، كنا نعبد الله -تعالى-، فطردونا، فقالوا: ما هذا الغلام؟ فطفقوا يثنون علي، وقالوا: صحبنا من تلك البلاد فلم نرَ منه إلا خيراً. قال سلمان: فوالله؛ إنهم لكذلك؛ إذ طلع عليهم رجل من كهف جبل، قال: فجاء حتى سلم وجلس، فحفوا به وعظّموه أصحابي الذين كنت معهم وأحدقوا به، فقال: أين كنتم؟ فأخبروه، فقال: ما هذا الغلام معكم؟ فأثنوا عليّ خيراً، وأخبروه باتباعي إياهم، ولم أرَ مثل إعظامهم إياه، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع به، وذكر مولد عيسى ابن مريم -عليه السلام- وأنه ولد بغير ذكر، فبعثه الله -عزّ وجلّ- رسولاً، وأحيا على يديه الموتى، وإنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه؛ فيكون طيراً بإذن الله، وأنزل عليه الإنجيل، وعلّمه التوراة، وبعثه رسولاً إلى بني إسرائيل؛ فكفر به قوم، وآمن به قوم، وذكر بعض ما لقي عيسى ابن مريم وإنه كان عبد الله أنعم الله عليه، فشكر ذلك له ورضي الله عنه؛ حتى قبضه الله -عزّ وجلّ- وهو يعظهم، ويقول: اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى -عليه الصلاة والسلام- ولا تخالفوا؛ فيخالف بكم، ثم قال: من أراد أن يأخذ من هذا شيئاً؛ فليأخذ، فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من
الماء والطعام، فقام أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظّموه، وقال لهم: الزموا هذا الدين وإياكم أن تفرقوا، واستوصوا بهذا الغلام خيراً، وقال لي: يا غلام! هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما سواه الكفر، قال: قلت: ما أنا بمفارقك، قال: إنك لا تستطيع أن تكون معي؛ إني لا أخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد، ولا تقدر على الكينونة معي، قال: وأقبل عليّ أصحابه، فقالوا: يا غلام! إنك لا تستطيع أن تكون معه، قلت: ما أنا بمفارقك، قال له أصحابه: يا فلان! إن هذا غلام ويخاف عليه، فقال لي: أنت أعلم، قلت: فإني لا أفارقكم، فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي، فقال: يا غلام! خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الآخر، وخذ من هذا الماء ما تكتفي به، ففعلت، وتفرقوا، وذهب كل إنسان إلى مكانه الذي يكون فيه، وتبعته حتى دخل الكهف في الجبل، فقال: ضع ما معك، وكُلْ واشرب، وقام يصلي، فقمت معه أصلي، قال: فانقتل إلي، وقال: إنك لا تستطيع هذا، ولكن صل ونم، وكُلْ واشرب، ففعلت، فما رأيته نائماً ولا طاعماً، إلا راكعاً وساجداً إلى الأحد الآخر، فلما أصبحنا؛ قال لي: خذ جرتك هذه وانطلق، فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة، وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال ينتظرون خروجه، فقعدوا وعاد في حديثه نحو المرة الأولى، فقال: الزموا هذا الدين، ولا تفرقوا، واذكروا الله، واعلموا أن عيسى ابن مريم -عليهما الصلاة والسلام- كان عبد الله -تعالى- أنعم الله عليه، ثم ذكرني. فقالوا له: يا فلان! كيف وجدت هذا الغلام؟ فأثنى علي وقال خيراً، فحمدوا الله -تعالى-، وإذا خبز كثير وماء كثير فأخذوا، وجعل الرجل يأخذ ما يكتفي به، وفعلت، فتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه، فلبثنا ما شاء الله؛ يخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه، ويحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد، فلما اجتمعوا؛ حمد الله -تعالى- ووعظهم، وقال مثل ما كان يقول لهم، ثم قال لهم
آخر: ذلك يا هؤلاء! إنه قد كبر سني، ورق عظمي، وقرب أجلي، وإنه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا، ولا بد من إتيانه، فاستوصوا بهذا الغلام خيراً؛ فإني رأيته لا بأس به، قال: فجزع القوم، فما رأيت مثل جزعهم، وقالوا: يا فلان! أنت كبير فأنت وحدك ولا نأمن أن يصيبك شيء يساعدك أحوج ما كنا إليك، قال: لا تراجعوني؛ لا بد من اتباعه، ولكن استوصوا بهذا الغلام خيراً وافعلوا وافعلوا، قال: فقلت: ما أنا بمفارقك. قال: يا سلمان! قد رأيت حالي وما كنت عليه وليس هذا كذلك، أنا أمشي، وأصوم النهار وأقوم الليل، ولا أستطيع أن أحمل معي زاداً ولا غيره، وأنت لا تقدر على هذا، قلت: ما أنا بمفارقك، قال: أنت أعلم، قال: فقالوا: يا فلان! فإنا نخاف على هذا الغلام، قال: فهو أعلم، قد أعلمته الحال وقد رأى ما كان قبل هذا، قلت: لا أفارقك، قال: فبكوا وودعوه، وقال لهم: اتقوا الله وكونوا على ما أوصيتكم به؛ فإن أعش فعليّ أرجع إليكم، وإن مت؛ فإن الله حي لا يموت، فسلم عليهم وخرج وخرجت معه، وقال لي: احمل معك من هذا الخبر. شيئاً تأكله، فخرج وخرجت معه يمشي، واتبعته يذكر الله -تعالى- ولا يلتفت ولا يقف على شيء، حتى إذا أمسينا؛ قال: يا سلمان! صلّ أنت ونم وكل واشرب، ثم قام وهو يصلي حتى انتيهنا إلى بيت المقدس، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء حتى أتينا إلى باب المسجد، وإذا على الباب مقعد، فقال: يا عبد الله! قد ترى حالي فتصدق عليّ بشيء؛ فلم يلتفت إليه، ودخل المسجد ودخلت معه، فجعل يتبع أمكنة من المسجد فصلى فيها، فقال: يا سلمان! إني لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم النوم، فإن فعلت أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا؛ نمت؛ فإني أحب أن أنام في هذا المسجد؛ وإلا لم أنم، قال: قلت: فإني أفعل، [قال]: فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا؛ فأيقظني إذا غلبتني عيني، فنام، فقلت في نفسي: هذا لم ينم مد كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك؛ لأدعنّه ينام حتى يشتفي من النوم، قال: وكان فيها يمشي وأنا معه يقبل عليّ فيعظني ويخبرني
أن لي رباً وأن بين يدي جنة وناراً وحساباً، ويعلمني ويذكّرني نحو ما يذكر القوم يوم الأحد؛ حتى قال فيما يقول: يا سلمان! إن الله -عزّ وجلّ- سوف يبعث رسولاً اسمه أحمد، يخرج بتهامة -وكان رجلًا، عجمياً لا يحسن أن يقول: تهامة، ولا: محمد-، علامته: أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم، وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب، فأما أنا؛ فإني شيخ كبير، ولا أحسبني أدركه، فإن أدركته أنت؛ فصدقه واتبعه. قال: قلت: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه؟! قال: وإن أمرك؛ فإن الحق فيما يأمر به، ورضى الرحمن فيما قال، فلم يمض إلا يسيراً؛ حتى استيقظ فزعاً يذكر الله -تعالى-، فقال لي: يا سلمان! مضى الفيء من هذا المكان ولم أذكر الله، أين ما كنت جعلت على نفسك؟ قال: أخبرتني إنك لم تنم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك؛ فأحببت أن تشتفي من النوم، فحمد الله -تعالى- وقام فخرج، وتبعته، فمر بالمقعد، فقال المقعد: يا عبد الله! دخلت فسألتك؛ فلم تعطني، وخرجت فسألتك؛ فلم تعطني، فقام ينظر هل يرى أحداً فلم يره، فدنا منه، فقال له: ناولني يدك، فناوله فقال: بسم الله، فقام كأنه أنشط من عقال صحيحاً لا عيب به، فخلى عن يده، فانطلق ذاهباً فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه، فقال لي: المقعد يا غلام! احمل علي ثيابي؛ حتى أنطلق فأسير إلى أهلي، فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي، فخرجت في أثره أطلبه، فكلما سألت عنه؛ قالوا: أمامك حتى لقيني ركب من كلب فسألتهم، فلما سمعوا الفتى؛ أناخ رجل منهم لي بعيره، فحملني خلفه حتى أتوا بلادهم، فباعوني، فاشترتني امرأة من الأنصار، فجعلتني في حائط بها، وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرت به فأخذت شيئاً من تمر حائطي فجعلته على شيء، ثم أتيته، فوجدت عنده ناساً، وإذا أبو بكر أقرب الناس إليه، فوضعته بين يديه، وقال: "ما هذا"؟ قلت: صدقة، قال للقوم: "كلوا"، ولم يأكل، ثم لبثت ما شاء الله، ثم أخذت مثل ذلك، فجعلت على شيء، ثم أتيته، فوجدت عنده ناساً، وإذا
أبو بكر أقرب القوم منه، فوضعته بين يديه، فقال لي: "ما هذا"؟ قلت: هدية، قال: "بسم الله" وأكل وأكل القوم، قلت في نفسي: هذه من آياته، كان صاحبي رجلًا أعجمياً لم يحسن أن يقول: تهامة، فقال: تهمة، وقال: [اسمه] أحمد، فدرت خلفه ففطن بي، فأرخى ثوبه؛ فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته، ثم درت حتى جلست بين يديه، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال: "من أنت؟ "، قلت: مملوك، قال: فحدثته حديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما أمرني به، قال: "لمن أنت؟ "، قلت: لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها، قال: "يا أبا بكر! "، قال: لبيك، قال: "اشتره"، فاشتراني أبو بكر -رضي الله عنه- فأعتقني، فلبثت ما شاء الله أن ألبث، ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله! ما تقول في دين النصارى؟ قال: "لا خير فيهم ولا في دينهم"، فدخلني أمر عظيم، فقلت في نفسي: هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيته، ثم رأيته أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه، وقال: "لا خير في هؤلاء ولا في دينهم"؛ فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} إلى آخر الآية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليّ بسلمان"، فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف، فجئت حتى قعدت بين يديه، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} إلى آخر الآية، فقال: "يا سلمان! إن أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى، إنما كانوا مسلمين"، فقلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لهو الذي أمرني باتباعك؛ فقلت له: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه، فأتركه؟! قال: فاتركه؛ فإن الحق وما يحب الله فيما يأمرك به (¬1). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: بعث النجاشي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - اثني عشر رجلًا يسألونه ويأتونه بخبره، فقرأ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبكوا، وكان منهم رهبان وخمسة قسيسين، أو خمسة رهبان وسبعة قسيسين؛ فأنزل الله فيهم: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)} (¬1). [ضعيف جداً] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي؛ فحرمت عليّ اللحم؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬2). [صحيح لغيره] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}؛ قال: هم رهط من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: نقطع مذاكيرنا، ونترك شهوات الدنيا، ونسبح في الأرض كما يفعل ¬
الرهبان، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليهم فذكر لهم، فقالوا: نعم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لكنى أصوم وافطر، وأصلي وانام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي؛ فهو مني، ومن لم يأخذ بسنتي؛ فليس مني" (¬1). [حسن] * عن أبي مالك؛ قال: نزلت في عثمان بن مظعون وأصحابه حرموا عليهم كثيراً من الطيبات والنساء، فهَمَّ بعضهم أن يقطع ذكره؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬2). [صحيح] * عن أبي قلابة؛ قال: أراد أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ¬
يرفضوا الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا؛ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فغلظ فيهم المقالة، ثم قال: "إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، وشددوا على أنفسهم؛ فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم لكم"، ونزلت فيهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن قتادة؛ قال: نزلت في أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرادوا أن يتخلوا من الدنيا ويتركوا النساء، منهم علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون (1). [ضعيف] * عن إبراهيم النخعي؛ قال: كانوا حرموا الطيب واللحم؛ فأنزل الله هذا فيهم (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
رفضوا النساء واللحم، وأرادوا أن يتخذوا الصوامع، فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "ليس في ديني ترك النساء واللحم، ولا اتخاذ الصوامع". وأخبرنا أن ثلاثة نفر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتفقوا، فقال أحدهم: أما أنا؛ فأقوم الليل لا أنام، وقال أحدهم: أما أنا؛ فأصوم النهار؛ فلا أفطر، وقال الآخر: أما أنا؛ فلا آتي النساء، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم؛ فقال: "ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا"، قالوا: بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير، قال: "لكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآتي النساء؛ فمن رغب عن سنتي؛ فليس مني"، وكان في بعض القراءة: "من رغب عن سنتك من أمتك؛ فقد ضلّ عن سواء السبيل" (¬1). [ضعيف] * عن السدي في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس يوماً فذكّر الناس ثم قام ولم يزدهم على التخويف، فقال أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كانوا عشرة منهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون-: ما حقنا أن لم نُحْدِث عملًا؛ فإن النصارى قد حرموا على أنفسهم؛ فنحن نحرم؛ فحرم بعضهم أكل اللحم والودك (¬2)، وأن يأكل بالنهار، وحرم بعضهم النوم، وحرم بعضهم النساء، فكان عثمان بن مظعون ممن حرم النساء، وكان لا يدنو من أهله ولا يدنون منه؛ فأتت ¬
امرأته عائشة، وكان يقال لها: الحولاء، فقالت لها عائشة ومن عندها من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما بالك يا حولاء! متغيرة اللون، لا تمتشطين ولا تطيبين، فقالت: وكيف أتطيب وأمتشط وما وقع عليّ زوجي ولا رفع عني ثوباً منذ كذا وكذا، فجعلن يضحكن من كلامها، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهن يضحكن، فقال: "ما يضحكن"، قالت: يا رسول الله! الحولاء سألتها عن أمرها؛ فقالت: ما رفع عني زوجي ثوباً منذ كذا وكذا، فأرسل إليه فدعاه، فقال: "ما بالك يا عثمان؟ "، قال: إني تركته لله؛ لكي أتخلى للعبادة، وقص عليه أمره، وكان عثمان قد أراد أن يجب نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقسمت عليك إلا رجعت فواقعت أهلك"، فقال: يا رسول الله! إني صائم، قال: "أفطر"؛ فأفطر وأتى أهله، فرجعت الحولاء إلى عائشة قد اكتحلت وامتشطت وتطيبت، فضحكت عائشة، فقالت: ما بالك يا حولاء؟ فقالت: إنه أتاها أمس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم؟! ألا إني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء؛ فمن رغب عن سنّتي؛ فليس مني"؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} ¬
وذلك أن رجالاً من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - منهم: عثمان بن مظعون، حرموا النساء واللحم على أنفسهم، وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم؛ لكي تنقطع الشهوة، ويتفرغوا لعبادة ربهم، فأُخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "ما أردتم"؛ فقالوا: أردنا أن نقطع الشهوة عنا، ونتفرغ لعبادة ربنا، ونلهو عن النساء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم أؤمر بذلك، ولكني أمرت في ديني أن أتزوج النساء"، فقالوا: نطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا ويُخْصوا أنفسهم، ويلبسوا المسوح؛ فنزلت هذه الآية إلى قوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}؛ ¬
قال: قال أبي: ضاف عبد الله بن رواحة ضيف، فانقلب ابن رواحة ولم يتعش، فقال لأهله: ما عشيته؟ فقالت: كان الطعام قليلاً فانتظرت أن تأتي، قال: فحبست ضيفي من أجلي؛ فطعامك عليّ حرام إن ذقته، فقالت: هي وهو عليّ حرام إن ذقته إن لم تذقه، وقال الضيف: هو عليّ حرام إن ذقته إن لم تذوقوه، فلما رأى ذلك، قال ابن رواحة: قربي طعامك، كلوا بسم الله، وغدا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أحسنت"؛ فنزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} وقرأ حتى بلغ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} وإذا قلت: والله لا أذوقه؛ فذلك العقد (¬1). [ضعيف جداً] * عن المغيرة بن عثمان؛ قال: كان عثمان بن مظعون وعلي وابن مسعود والمقداد وعمار أرادوا الاختصاء، وتحريم اللحم، ولبس المسوح في أصحاب لهم، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون، فسأله عن ذلك؛ فقال: قد كان بعض ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنكح النساء وآكل اللحم، وأصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وألبس الثياب، لم آت بالتبتل ولا بالرهبانية، ولكن جئت بالحنيفية السمحة، ومن رغب عن سنتي؛ فليس مني"، قال ابن جريج: فنزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬2). [ضعيف] * عن الحسن العرني؛ قال: كان علي في أناس ممن أرادوا أن ¬
يحرموا الشهوات؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة: أن عثمان بن مظعون وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالماً مولى أبي حذيفة وقدامة، تبتلوا فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس؛ إلا ما يأكل ويلبس السياحة من بني إسرائيل، وهمُّوا بالاختصاء وأجمعوا لقيام الليل، وصيام النهار، فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} (¬2) فلما نزلت بعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن لأنفسكم حقاً، ولأعينكم حقاً، وإن لأهلكم حقاً، فصلوا وناموا وصوموا وأفطروا، فليس منا من ترك سنتنا"، فقالوا: اللهم صدقنا واتبعنا ما أنزلت على الرسول. [ضعيف] * {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)}. ¬
* عن عائشة؛ قالت في قوله: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)}؛ نزلت في قوله: لا والله، بلى والله (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)} في القوم الذين كانوا حرموا النساء واللحم على أنفسهم؛ قالوا: يا رسول الله! كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} قال: كان الرجل يقوت أهله قوتاً فيه سعة (وفي رواية: فضل)، وكان الرجل يقوت أهله قوتاً فيه شدة؛ فأنزل الله -تعالى-: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} قال: ليس بأرفعه ولا بأدناه (¬3). [صحيح] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: كان أهل المدينة يفضلون الحر على العبد، والكبير على الصغير، ويقولون: الصغير على قدره، والكبير على قدره؛ فنزلت: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}؛ فأمروا بأوسط من ذلك ليس بأرفعه (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}. * عن أبي هريرة؛ قال: حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما؛ فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] إلى آخر الآية. فقال الناس: ما حرم علينا إنما قال: فيهما إثم كبير، وكانوا يشربون الخمر حتى إذا كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أمَّ أصحابه في المغرب خلط في قراءته؛ فأنزل الله فيها آية أغلظ منها: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق؛ ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)}؛ فقالوا: انتهينا ربنا. فقال الناس: يا رسول الله! ناس قتلوا في سبيل الله أو ماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رجساً ومن عمل الشيطان؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ} إلى آخر الآية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو حرمت عليهم لتركوها كما تركتم" (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار، شربوا حتى إذا ثملوا عبث بَعضُهُم ببعض، فلما صَحَوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته، فيقول: قد فعل بي هذا أخي، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، والله لو كان بي رؤوفاً رحيماً ما فعل بي هذا، فوقعت في قلوبهم الضغائن؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}؛ فقال ناس: هي رجس، وهي في بطن فلان قتل يوم بدر، وفلان قتل يوم أُحد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} (¬1). [حسن] ¬
* عن سعد بن أبي وقاص: أنه نزلت فيه آيات من القرآن؛ قال: حَلَفَت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زَعَمْت أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجَهْد، فقام ابن لها يقال له: عُمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي} [العنكبوت: 8]، ¬
وفيها: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}، قال: وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف فأخذته، فأتيت به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: نفلني هذا السيف؛ فأنا من قد علمت حاله، فقال: "رده من حيث أخذته"، فانطلقت، حتى إذا أردت أن ألقيه في القَبَض لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال: فشد لي صوته: "رده من حيث أخذته"، قال: فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1]، قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال: فأبى، قلت: فالنصف؟ قال: فأبى، قلت: فالثلث؟ قال: فسكت، فكان بعد الثلث جائزاً، قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمراً، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال: فأتيتهم في حش -والحش: البستان- فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزقّ من خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ رجل أحد لحيى الرأس فضربني به فجرح بأنفي، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيّ -يعني: نفسه- شأن الخمر: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عمر؛ قال: نزل في الخمر ثلاث آيات (¬2). . . * عن سالم بن عبد الله؛ قال: إن أول ما حرمت الخمر أن سعد بن أبي وقاص وأصحاباً له شربوا؛ فاقتتلوا، فكسروا أنف سعد؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ ¬
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} (¬1). [ضعيف] * عن ابن بريدة عن أبيه؛ قال: بينما نحن قعود على شراب لنا ونحن نشرب الخمر حلالًا؛ إذ قمت حتى آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلّم عليه وقد نزل تحريم الخمر: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، قال: وبعض القوم شربته في يده، قد شرب بعضاً وبقي بعض في الإناء، فقال: بالإناء تحت شفته العليا كما فعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم، فقالوا: انتهينا ربنا، انتهينا ربنا (¬2). [ضعيف] * عن أبي هريرة؛ قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أهل المدينة إن الله يعرض عليَّ الخمر تعريضاً لا أدري لعله سينزل فيها أمر"، ثم قام فقال: "يا أهل المدينة! إن الله قد أنزل إليّ تحريم الخمر، فمن كتب منكم هذه الآية وعنده منها شيء؛ فلا يشربها" (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الرحمن بن سابط؛ قال: زعموا أن عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية، وقال في الجاهلية: إني لا أشرب شيئاً يذهب عقلي وُيضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد؛ فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر، فمر عليه رجل فقال: حرمت الخمر، وتلا عليه الآية فقال: تباً لها قد كان بصري فيها ثابتاً (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: لما نزلت في البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219]؛ شربها قوم لقوله: {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}، وتركها قوم لقوله: {إِثْمٌ كَبِيرٌ} منهم عثمان بن مظعون، حتى نزلت الآية التي في النساء: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}، فتركها قوم وشربها قوم، يتركونها بالنهار حين الصلاة ويشربونها بالليل، حتى نزلت الآية التي في المائدة: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ}، قال عمر: أقرنت بالميسر والأنصاب والأزلام بعداً لك وسحقاً، فتركها الناس ووقع في صدور أُناس من الناس منها، فجعل قوم يمر بالراوية من الخمر فتخرق، فيمر بها أصحابها فيقولون: قد كنا نكرمك عن هذا المصرع، وقالوا: ما حرم علينا شيء أشد من الخمر، حتى جعل الرجل يلقى صاحبه فيقول: إن في نفسي شيئاً، فيقول له صاحبه: لعلك تذكر الخمر، فيقول: نعم، فيقول: إن في نفسي مثل ما في نفسك، حتى ذكر ذلك قوم واجتمعوا فيه، فقالوا: كيف نتكلم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهد، وخافوا أن ينزل فيهم، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أعدوا له حجة، فقالوا: أرأيت حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش ¬
أليسوا في الجنة؟ قال: "بلى"، قالوا: أليسوا قد مضوا وهم يشربون الخمر؟ فحرم علينا شيء دخلوا الجنة وهم يشربونه، فقال: "قد سمع الله ما قلتم، فإن شاء أجابكم"؛ فأنزل الله: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)، قالوا: انتهينا، ونزل في الذين ذكروا حمزة وأصحابه: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ} [البقرة: 219]؛ قال: الميسر، هو القمار كله {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}؛ قال: فذمهما ولم يحرمهما وهي لهم حلال يومئذ، ثم أنزل هذه الآية في شأن الخمر وهي أشد منها؛ فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فكان السكر منها حراماً، ثم أنزل الآية التي في المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ} إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فجاء تحريمها في هذه الآية، قليلها وكثيرها، ما أسكر منها وما لم يسكر (¬2). [ضعيف] * عن عطاء؛ قال: أول ما نزل تحريم الخمر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)} [البقرة: 219] الآية. فقال بعض الناس: نشربها لمنافعها التي فيها، وقال آخرون: لا خير في شيء فيه إثم، ثم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا ¬
تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن قيس؛ قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أتاه الناس وقد كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوه عن ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} فقالوا: هذا شيء قد جاء به رخصة نأكل الميسر ونشرب الخمر ونستغفر من ذلك، حتى أتى رجل صلاة المغرب فجعل يقرأ: قُلْ يَا أَيُّها الكَافِرُونَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، فجعل لا يجوَّد ذلك ولا يدري ما يقرأ؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]؛ فكان الناس يشربون الخمر حتى يجيء وقت الصلاة، فيدعون شربها فيأتون الصلاة وهم يعلمون ما يقولون، فلم يزالوا كذلك حتى أنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ} إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فقالوا: انتهينا يا رب (¬2). [ضعيف] * عن قتادة في قوله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]؛ قال: ذمها الله في هذه الآية، ولم يحرمها وهي يومئذ حلال، ثم أنزل الله فيه بعد ذلك آية في شأن الخمر هي أشد من هذه الآية، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ¬
آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43]؛ فكان السكر فيها (حراماً) ثم أنزل الله -تعالى- الآية التي في سورة المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ} إلى قوله -عزّ وجلّ-: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال قتادة: فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها، ما أسكر منها وما لم يسكر (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالوا: يا رسول الله! أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر لما نزل تحريم الخمر؛ فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} (¬2). [حسن غيره] ¬
* عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لما نزل تحريم الخمر، قالت اليهود: أليس إخوانكم الذين ماتوا كانوا يشربونها؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فقيل لي: إنك منهم" (¬1). [ضعيف] ¬
* عن البراء بن عازب؛ قال: مات ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يشربون الخمر، فلما نزل تحريمها؛ قال ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} (¬1). [صحح لغيره] * عن أنس بن مالك؛ قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منادياً ينادي: "ألا إن الخمر قد حرمت"، قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها، فخرجت فهرقتها، فجرت في سكك المدينة، فقال بعض القوم: قد قتل قومٌ وهي في بطونهم؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}. [صحيح] ¬
وفي رواية: قال: كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبيّ بن كعب من فضيخ زَهو وتمر، فجاءهم آت فقال: إن الخمر قد حرمت، فقال أبو طلحة: قم يا أنس فأهرقها؛ فهرقتها. وفي رواية: إني لأسقي أبا طلحة وأبا دجانة وسهيل ابن بيضاء. وفي رواية لمسلم: سمى منهم معاذ بن جبل وأبا أيوب الأنصاري (¬1). * عن جابر بن عبد الله: اصطبح ناس الخمر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قتلوا شهداء يوم أُحد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم؛ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة قوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} إلى قوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} لما أنزل الله -تعالى ذكره- تحريم الخمر في سورة المائدة بعد سورة الأحزاب؛ قال في ذلك رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أصيب فلان يوم بدر، وفلان يوم أُحد وهم يشربونها، فنحن نشهد أنهم من أهل الجنة؛ فأنزل الله -تعالى ذكره-: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} يقول: شربها القوم على تقوى من الله وإحسان، وهأنهم يومئذ حلال، ثم حرمت بعدهم فلا جناح عليهم في ذلك (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}؛ يعني بذلك: رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ماتوا وهم يشربون الخمر قبل أن تحرم الخمر، فلم يكن عليهم فيها جناح قبل أن تحرم، فلما حرمت قالوا: كيف تكون علينا حراماً وقد مات إخواننا وهم يشربونها؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} يقول: ليس عليهم حرج فيما كانوا يشربون قبل أن أحرّمها إذ كانوا محسنين متقين، والله يحب المحسنين (¬2). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} فيمن قتل ببدر وأحد مع محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزل تحريم الخمر؛ قالوا: يا رسول الله! كيف بمن شربها من إخواننا الذين ماتوا وهي في بطونهم؟ فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)} (¬2). * {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}. * عن جابر؛ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -عزّ وجلّ- حرم عليكم عبادة الأوثان وشرب الخمر والطعن في الأنساب، ألا أن الخمر لُعن شاربها وعاصرها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها"، فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول الله! إني كنت رجلًا كانت هذه تجارتي، فاقتنيت مع بيع الخمر مالًا فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة؛ إن الله لا يقبل إلا الطيب"؛ فأنزل الله -تعالى- تصديقاً لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ¬
{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان قوم يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استهزاءً، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل -تضل ناقته-: أين ناقتي؟ فأنزل الله -تعالى- فيهم هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حتى فرغ من الآية كلها (¬2). [صحيح] * عن أنس بن مالك؛ قال: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصحابه شيء، فخطب فقال: "عُرضت عليَّ الجنة والنار، فلم أرَ كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً"، قال: فما أتى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أشد منهُ، قال: غطوا رؤوسهم ولهم خنين، قال: فقام عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمد نبياً، قال: فقام ذاك الرجل فقال: من أبي؟ قال: "أبوك فلان"؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (¬3). [صحيح] ¬
* عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: إن رسول - صلى الله عليه وسلم - خطب ,فقال "يا أيها الناس! إن الله قد افترض عليكم الحج"، فقام رجل فقال: أكل عامٍ يا رسول الله؟ قال: فسكت عنه حتى أعادها ثلاث مرات، قال: "لو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء؛ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء؛ فأتوا منه ما استطعتم"، وذكر أن هذه الآية التي في المائدة نزلت في ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (¬1). [صحيح] ¬
* عن علي بن أبي طالب؛ قال: لما نزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]؛ قالوا: يا رسول الله! أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله! في كل عام؟ قال: "لا, ولو ¬
قلت: نعم؛ لوجبت"؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن أبي أمامة الباهلي؛ قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس، فقال: "كتب عليكم الحج"، فقام رجل من الأعراب، فقال: أفي كل عام، قال: فعلا كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسكت وأغضب واستغضب، فمكث طويلاً ثم تكلم، فقال: "من السائل؟ "، فقال الأعرابي: أنا ذا، فقال: "ويحك، ماذا يؤمنك أن أقول: نعم، ولو قلت: نعم؛ لوجبت، ولو وجبت؛ لكفرتم، ألا إنه إنما أهلك الذين قبلكم أئمة الحرج، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض، وحرمت عليكم منها موضع خف؛ لوقعتم فيه"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- عند ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ¬
عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذّن في الناس، فقال: "يا قوم! كتب عليكم الحج"، فقام رجل من بني أسد، فقال: يا رسول الله! أني كل عام؟ فأغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضباً شديداً، فقال: "والذي نفس محمد بيده لو قلت: نعم؛ لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، وإذاً لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم؛ فإذا أمرتكم بشيء؛ فافعلوا، وإذا نهيتكم عن شيء؛ فانتهوا عنه"؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}: نهاهم أن يسألوا عن مثل الذي سألت النصارى من المائدة فأصبحوا بها كافرين؛ ¬
فنهى الله -تعالى- عن ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-أيضاً-؛ قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ}؛ قال: لما أنزلت آية الحج نادى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الناس، فقال: "يا أيها الناس! إن الله قد كتب عليكم الحج؛ فحجوا"، فقالوا: يا رسول الله! أعاماً واحداً أم كل عام؟ فقال: "لا، بل عاماً واحداً، ولو قلت: كل عام؛ لوجبت، ولو وجبت؛ لكفرتم"، قال الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا}؛ قال: سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء فوعظهم فانتهوا (¬2). [ضعيف] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: خرج رسول الله وهو غضبان محمارّ وجهه، حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟، قال: "في النار"، فقام آخر فقال: من أبي؟، قال: "أبوك حذافة"، فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله رباً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً، وبالقرآن إماماً، إنا يا رسول الله حديثوا عهد بجاهلية وشرك، والله يعلم من آباؤنا، وقال: فسكن غضبه ونزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ ¬
أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن طاوس؛ قال: نزلت: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ. . .} في رجل، قال: يا رسول الله! من أبي؟ قال: "أبوك فلان" (¬2). [حسن لغيره] * عن عكرمة في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}؛ قال: ذاك يوم قام فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به"، قال: فقام رجل فكره المسلمون مقامه يومئذ، فقال: يا رسول الله! من أبي؟ قال: "أبوك حذافة"؛ قال: فنزلت هذه الآية (¬3). [حسن لغيره] ¬
* عن السدي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}؛ قال: غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً من الأيام، فقام خطيباً فقال: "سلوني؛ فإنكم لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به"، فقام إليه رجل من قريش من بني سهم، يقال له: عبد الله بن حذافة، وكان يُطعن فيه، قال: فقال: يا رسول الله! من أبي؟ قال: "أبوك فلان"، فدعاه لأبيه، فقام إليه عمر فقبّل رجله، وقال: يا رسول الله! رضينا بالله رباً، وبك نبياً، وبالإِسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، فاعف عنا عفا الله عنك، فلم يزل به حتى رضي؛ فيومئذ قال: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "كتب الله عليكم الحج". فقال رجل: يا رسول الله! كل عام؟ فأعرض عنه، ثم قال: "والذي نفسي بيده لو قلت: نعم؛ لوجبت، ولو وجبت ما أطقتموها، ولو تركتموها؛ لكفرتم"؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين أبي؟ قال: "في النار"، ثم جاء آخر فقال: يا رسول الله! الحج كل عام؟ فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحول وركه فدخل البيت، ثم خرج فقال: "لِمَ تسألوني عما لا أسألكم عنه؟! "، ثم قال: "والذي نفسي بيده لو قلت: نعم؛ لوجبت عليكم كل عام، ثم لكفرتم"؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا ¬
حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} (¬1). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بدّاء، فمات السّهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاماً من فضة مخوّصاً من ذهب، فأحلفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وجد الجام بمكة فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا: لشهادتنا أحق من شهادتهما، وإن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ الْمَوْتِ} (¬2). [صحيح] ¬
* عن عكرمة وقتادة وابن سيرين -دخل حديث بعضهم في بعض-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} الآية، قال: كان عدي وتميم الداري وهما من لخم، نصرانيان يتجران إلى مكة في الجاهلية، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حوّلا متجرهما إلى المدينة، فقدم ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص المدينة وهو يريد الشام تاجراً، فخرجوا جميعاً حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصيته بيده ثم دسها في متاعه، ثم أوصى إليهما، فلما مات فتحا متاعه فأخذا ما أراد ثم قدما على أهله، فدفعا ما أرادا ففتح أهله متاعه؛ فوجدوا كتابه وعهده، وما خرج به، وفقدوا شيئاً، فسألوهما عنه؛ فقالوا: هذا ¬
الذي قبضنا له ودفع إلينا، قال لهما أهله: فباع شيئاً أو ابتاعه؟ قالا: لا, قالوا: فهل استهلك من متاعه شيئاً؟ قالا: لا، قالوا: فهل تجر تجارة؟ قالا: لا، قالوا: فإنا قد فقدنا بعضه، فاتهما؛ فرفعوهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ في الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106)}، قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستحلفوهما في دبر صلاة العصر بالله الذي لا إله إلا هو ما قبضنا له غير هذا ولا كتمنا، قال: فمكثنا ما شاء الله أن نمكث ثم عثر معهما على إناء من فضة منقوش مموه بذهب، فقال أهله: هذا من متاعه, قالا: نعم, ولكنا اشتريناه منه ونسينا أن نذكره حين حلفنا، فكرهنا أن نكذب أنفسنا، فترافعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم؛ فنزلت الآية الأخرى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ}؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -رجلين من أهل الميت أن يحلفا على ما كتما وغيبا، ويستحقانه، ثم إن تميماً الداري أسلم وبايع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يقول: صدق الله ورسوله أنا أخذت الإناء (¬1). [ضعيف] * عن تميم الداري في هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا ¬
حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}، قال: برئ الناس منها غيري وغير عديّ بن بداء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإِسلام، فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني هاشم، يقال له: بديل بن أبي مريم بتجارة، ومعه جام من فضة يريد به المَلِكَ وهو عُظم تجارته، فمرض فأوصى إليهما، وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله، قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء، فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام، فسألونا عنه، فقلنا: ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره، قال تميم: فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة تأثمت من ذلك، فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر، وأديت إليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألهم البينة فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يقطع به على أهل دينه؛ فحلف؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ في الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللهِ إِنَّا {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ في الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ} فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا؛ فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء (¬1). [موضوع] ¬
سورة الأنعام
سورة الأنعام * {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا في قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)}. * عن ابن إسحاق؛ قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه إلى الإِسلام وكلمهم، فأبلغ إليهم فيما بلغني، فقال له زمعة بن الأسود بن المطلب، والنضر بن الحارث بن كلدة، وعبدة بن عبد يغوث، وأبيّ بن خلف بن وهب، والعاص بن وائل بن هشام الذي يقول له: لو جعل معك يا محمد ¬
ملك يحدث عنك الناس ويرى معك؛ فأنزل الله في ذلك من قولهم {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)} (¬1). [ضعيف] * قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية ونوفل بن خويلد، قالوا: يا محمد! لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله، ومعه أربعة من الملائكة يشهدون عليه أنه من عند الله وأنك رسوله؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا في قِرْطَاسٍ} (¬2). [موضوع] * {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ الله شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء النحام بن زيد وقردم بن كعب وبحري بن عمير، فقالوا: يا محمد! ما تعلم مع الله إلهاً غيره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا إله إلا الله، بذلك بُعثت وإلى ذلك أدعو"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم وفي قولهم: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ الله شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)} (¬3). [ضعيف] ¬
* {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أبي طالب، كان نهى المشركين أن يؤذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتباعد عما جاء به (¬1). [حسن لغيره] ¬
* عن القاسم بن مخيمرة؛ قال: نزلت في أبي طالب كان ينهى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤذي ولا يصدق به (¬1). [حسن لغيره] * عن عطاء بن دينار؛ قال: نزلت في أبي طالب كان ينهى الناس عن إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وينأى عما جاء به من الهدى (¬2). [ضعيف] * عن سعيد بن أبي هلال؛ قال نزلت في عمومة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا عشرة، فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه في السر (¬3). [ضعيف] ¬
* {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: قال أبو جهل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئت به؛ فأنزل الله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ. . .} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن أبي صالح في قوله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ}؛ قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو جالس حزين، فقال له: "ما يحزنك؟ "، فقال: "كذبني هؤلاء"، قال: فقال له جبريل: " {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} هم يعلمون أنك صادق ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون" (¬1). [ضعيف] * عن أبي ميسرة؛ قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي جهل، فقال: والله يا محمد ما نكذبك؛ إنك عندنا لمصدق، ولكنا نكذب بالذي جئت به؛ فأنزل الله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (¬2). [ضعيف] * عن أبي صالح؛ قال: كان المشركون إذا رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة؛ قال بعضهم لبعض فيما بينهم: إنه لنبي؛ فنزلت هذه الآية: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)} (¬3). [ضعيف] * {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ ¬
وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}. * عن عبد الله بن مسعود؛ قال: مر الملأ من قريش على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده صهيب وبلال وعمار وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد! اطردهم، أرضيت هؤلاء من قومك؟ أفنحن نكون تبعاً لهؤلاء؟ أهؤلاء مَنَّ الله عليهمِ من بيننا؟ فلعل إن طردتهم أن نأتيك، قال: فنزلت: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن سعد بن أبي وقاص؛ قال: فيّ نزلت: {وَلَا تَطْرُدِ. . .}؛ قال: نزلت في ستة: أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تدني هؤلاء. وفي رواية: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ستة نفر، فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اطرد هؤلاء؛ لا يجترؤون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله ما شاء أن يقع، فحدث نفسه؛ فأنزل الله: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬1). [صحيح] * عن خباب بن الأرت؛ قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعداً في ناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حول النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حقروهم، فأتوه فخلوا به، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلساً، تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك؛ فأقمهم عنك، فإذا نحن فرغنا؛ فاقعد معهم إن شئت، قال: "نعم"، قالوا: فاكتب لنا عليك كتاباً، قال: فدعا بصحيفة ودعا علياً ليكتب ونحن قعود في ناحية؛ فنزل جبريل -عليه السلام- فقال: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} ثم ذكر الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، فقال: ¬
{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)} ثم قال: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}؛ قال: فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا؛ فأنزل الله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} ولا تجالس الأشراف {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}؛ يعني: عيينة والأقرع، {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] , قال: هلاكاً، قال: أمر عيينة والأقرع، ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا. قال خباب: فكنا نقعد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم (¬1). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ} في بلال، وصهيب، وعمار، ومهجع، وعامر بن فهيرة، وخباب، وسالم (¬1). [موضوع] * وعنه -أيضاً-رضي الله عنهما-؛ أنه قال: نزلت هذه الآية: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} في بلال، وصهيب، وعمار، وخباب، وسعد بن خولة، ومالك بن خولي وأصحابهم (¬2). [موضوع] ¬
* عن عكرمة؛ قال: جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، ومطعم بن عدي، والحارث بن نوفل، وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل، في أشراف من بني عبد مناف من الكفار إلى أبي طالب، فقالوا: لو أن ابن أخيك يطرد عنه موالينا وحلفاءنا؛ فإنما هم عبيدنا وعسفاؤنا؛ كان أعظم في صدورنا، وأطوع له عندنا، وأدنى لأتباعنا إياه، وتصديقاً له، قال: فأتى أبو طالب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثه بالذي كلموه به، فقال عمر بن الخطاب: لو فعلت ذلك حتى تنظر ما الذي يريدون وإلام يصيرون من قولهم؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)} (¬1). [ضعيف] * عن عمر بن عبد الله بن المهاجر مولى غفرة؛ أنه قال في أسطوان التوبة: كان أكثر نافلة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها، وكان إذا صلى الصبح انصرف إليها وقد سبق إليها الضعفاء، والمساكين، وأهل الضر، وضيفان النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤلفة قلوبهم، ومن لا مبيت له إلا المسجد، قال: وقد تحلقوا حولها ¬
حلقاً بعضها دون بعض، فينصرف إليهم من مصلاه من الصبح، فيتلو عليهم ما أنزل الله عليه من ليلته، ويحدثهم ويحدثونه، حتى إذا طلعت الشمس جاء أهل الطول والشرف والغنى فلم يجدوا إليه مخلصاً؛ فتاقت أنفسهم إليه وتاقت نفسه إليهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى منتهى الآيتين، فلما نزل ذلك فيهم؛ قالوا: يا رسول الله! لو طردتهم عنا ونكون نحن جلساءك وإخوانك لا نفارقك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: كان رجال يستبقون إلى مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: بلال، وصهيب، وسلمان، فيجيء أشراف قومه وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون ناحية، فقالوا: صهيب: رومي، وسلمان: فارسي، وبلال: حبشي، يجلسون عنده ونحن نجيء فنجلس ناحية، حتى ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا سادة قومك وأشرافهم، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا؟ قال: فَهَمَّ أن يفعل؛ فأنزل الله: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: كان أشراف قريش يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده بلال وسلمان وصهيب وغيرهم؛ مثل: ابن أم عبد وعمار وخباب، فإذا أحاطوا به؛ قال أشراف قريش: بلال: حبشي، وسلمان: فارسي، وصهيب: رومي، فلو نحاهم لأتيناه؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: إن ناساً من كفار قريش قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن سرك أن نتبعك! فاطرد عنك فلانًا وفلاناً ناساً من ضعفاء المسلمين، فقال الله: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬2). [ضعيف] * عن الكلبي في قوله -تعالى-: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}؛ قال عيينة بن حصن للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن سرّك أن نتبعك؛ فاطرد عنك فلانًا وفلاناً؛ فإنه قد آذاني ريحهم؛ يعني: بلالاً، وسلمانَ، وصهيباً، وناساً من ضعفاء المسلمين؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)} (¬3). [موضوع] ¬
* {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}. * عن ماهان؛ قال: جاء قوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أصابوا ذنوباً عظاماً، فما أخاله رد عليهم شيئاً، قال: فأنزل: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)} (¬1). [ضعيف] * {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}. * عن زيد بن أسلم؛ قال: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ}؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف"، فقالوا: ونحن يا رسول الله؟ نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: "نعم"، فقال بعض الناس: لا يكون هذا أبداً؛ ¬
فأنزل الله -تعالى-: {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)} (¬1). [ضعيف] * {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}. * عن علي؛ قال: نزلت هذه الآية في إبراهيم وأصحابه خاصة ليس في هذه الأمة (¬2). [ضعيف] * عن بكر بن سوادة؛ قال: حمل رجل من العدو على المسلمين فقتل رجلًا، ثم حمل فقتل آخر، ثم حمل فقتل آخر، ثم قال: أينفعني الإِسلام بعد هذا؟ قالوا: ما ندري حتى نذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "نعم"، فضرب فرسه فدخل فيهم، ثم ¬
حمل على أصحابه فقتل رجلًا، ثم آخر، ثم آخر؛ ثم قُتِل، قال: فيرون أن هذه الآية نزلت فيه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (¬1). [ضعيف] * {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}؛ يعني: من بني إسرائيل، قالت اليهود: يا محمد! أنزل الله عليك كتاباً؟ قال: "نعم"، قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتاباً؟ قال: فأنزل الله: قل يا محمد: {مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} , قال: "الله أنزله" (¬2). [حسن] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: جاء رجل من اليهود يقال له: مالك بن الصيف يخاصم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى: أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين"، وكان حبراً سميناً؛ فغضب، وقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء، فقال له أصحابه الذين معه: ويحك! ولا موسى؟! فقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء؛ فأنزل الله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)} (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: جاء ناس من يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محتب، فقالوا: يا أبا القاسم! ألا تأتينا بكتاب من السماء؛ كما جاء به موسى ألواحاً يحملها من عند الله؟ فأنزل الله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء: 153]؛ فجثا رجل من يهود، فقال: ما أنزل الله عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحد شيئاً؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة؛ قال: نزلت في مالك بن الصيف كان من قريظة من أحبار يهود (¬1). [ضعيف جداً] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: أمر الله محمداً أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه في كتبهم، فحملهم حسدهم أن يكفروا بكتاب الله ورسله، فقالوا: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}؛ فأنزل الله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ. . .}، ثم قال: يا محمد! هلم لك إلى الخبير، ثم أنزل: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14] (¬2). [ضعيف] * {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ} ¬
تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}. * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة، ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت فيما يرى النائم كأن في يدي سوارين من ذهب، فكبرا عليّ وأهماني، فأوحي إليّ أن أنفخهما؛ فنفختهما، فطارا، فأولتهما في منامي الكذابين اللذين أنا بينهما: كذاب اليمامة: مسيلمة، وكذاب صنعاء: العنسي، وكان يقال له: الأسود (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}؛ نزلت في مسيلمة أخي بني عدي بن حنيفة فيما كان يسجع ويتكهن، {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}؛ نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخي بني عامر بن لؤي كان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان فيما يملي: {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فيكتب: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} فيغيره، ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حوّل، فيقول: نعم سواء، فرجع عن الإِسلام ولحق بقريش، وقال لهم: لقد كان ينزل عليه {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فأحوّله، ثم أقول لما أكتب فيقول: "نعم سواء"، ثم رجع إلى الإِسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بمر (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن السدي: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}؛ قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم وكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا أملى عليه: {سَمِيعًا عَلِيمًا} كتب هو: {عَلِيمًا حَكِيمًا} وإذا قال: {عَلِيمًا حَكِيمًا} كتب: {سَمِيعًا عَلِيمًا}؛ فشك وكفر، وقال: إن كان محمد يوحى إليه؛ فقد أوحي إليّ، وإن كان ينزله؛ فقد أنزلت مثل ما أنزل الله، قال محمد: {سَمِيعًا عَلِيمًا}؛ فقلت أنا: {عَلِيمًا حَكِيمًا}، فلحق بالمشركين، ووشي بعمار وجبير عند ابن الحضرمي -أو لبني عبد الدار-؛ فأخذوهم، فعُذّبوا؛ حتى كفروا، وجدع أذن عمار يومئذ، فانطلق عمار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما لقي والذي أعطاهم من الكفر، فأبى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتولاه؛ فأنزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه من كفر بالله من بعد إيمانه: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} فالذي أكره؛ عمار وأصحابه، والذي شرح بالكفر صدراً؛ ابن أبي سرح (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2)} [المرسلات: 1، 2]؛ قال النضر -وهو من بني عبد الدار-: والطاحنات طحناً والعاجنات عجناً وقولاً كثيراً؛ فأنزل الله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ¬
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)} (¬1). [ضعيف] * عن أبي خلف الأعمى؛ قال: كان ابن أبي سرح يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي، فأتى أهل مكة فقالوا: يا ابن أبي سرح! كيف كتبت لابن أبي كبشة القرآن؟ قال: كنت أكتب كيف شئت؛ فأنزل الله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن ابن جريج في قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}؛ قال: نزلت في مسيلمة الكذاب ونحوه ممن دعا إلى مثل ما دعا إليه، {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}؛ قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله -تعالى-: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}؛ نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، كان قد تكلم بالإِسلام، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم يكتب له شيئاً، فلما نزلت الآية التي في المؤمنين: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ} أملاها عليه، فلما انتهى إلى قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42)} [المؤمنون: 12 - 42]؛ ¬
عجيب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان، فقال: تبارك الله أحسن الخالقين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا أنزلت عليّ"، فشك عبد الله حينئذ، وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليّ كما أوحي إليه، ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال، وذلك قوله: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ} وارتد عن الإسلام (¬1). [موضوع] * عن شرحبيل بن سعد؛ قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، قال: سأنزل مثل ما أنزل الله، وارتد عن الإِسلام، فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة؛ أتى به عثمان رسول الله فاستأمن له (¬2). [ضعيف] * {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)}. * عن عكرمة؛ قال: قال النضر بن الحارث: سوف تشفع لي اللات والعزى؛ فنزلت هذه الآية. (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)}. * عن قتادة؛ قال: كان المسلمون يسبون أصنام الكفار؛ فيسب الكفارُ الله عدواً بغير علم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)} (¬1). [ضعيف] * عن السدي: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}؛ قال: لما حضر أبا طالب الموت؛ قالت قريش: انطلقوا بنا فلندخل على هذا الرجل، فلنأمره أن ينهى عنا ابن أخيه؛ فإنا نستحي أن نقتله بعد موته، فتقول العرب: كان يمنعه، فلما مات قتلوه، فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحارث وأمية وأبيّ ابنا خلف وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص والأسود بن البختري، وبعثوا رجلًا منهم يقال له: المطلب، قالوا: استأذن على أبي طالب، فأتى أبا طالب، فقال: هؤلاء مشيخة قومك يريدون الدخول عليك، فأذن لهم فدخلوا عليه، فقالوا: يا أبا طالب! أنت كبيرنا وسيدنا، وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا؛ فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا، ولندعه وإلهه، فدعاه فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له أبو طالب: هؤلاء قومك وبنو عمك، قال ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تريدون"؟ قالوا: نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك، قال له أبو طالب: قد أنصفك قومك فاقبل منهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطيّ كلمة إن تكلمتم بها؛ ملكتم العرب، ودانت لكم بها المعجم بالخراج"؟ قال أبو جهل: نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها، فما هي؟ قال: "قولوا: لا إله إلا الله"، فأبوا واشمأزوا، قال أبو طالب: يا ابن أخي! قل غيرها؛ فإن قومك قد فزعوا منها، قال: "يا عم! ما أنا بالذي أقول غيرها حتى يأتوا بالشمس فيضعوها يزيدي ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها؛ إرادة أن يؤيسهم"، فغضبوا وقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا؛ أو لنشتمنك ولنشتمن من يأمرك؛ فذلك قوله: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (¬1). [ضعيف] * {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}. * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريش، فقالوا: يا محمد! تخبرنا أن موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى، وتخبرنا أن ثمود كانت لهم ناقة؛ فأتنا بشيء من الآيات حتى نصدقك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أيّ شيء تحبون أن آتيكم به"، قالوا: تجعل لنا الصفا ذهباً، فقال لهم: "فإن فعلت؛ تصدقوني؟ "، قالوا: نعم، والله لئن فعلت ¬
لنتبعنك أجمعين، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو، فجاءه جبريل -عليه السلام-، فقال له: "لك ما شئت: إن شئت أصبح ذهبًا، ولئن أرسل آية فلم يصدقوا عند ذلك؛ لنعذبنهم، وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم"، فقال: "بل يتوب تائبهم"؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ} في المستهزئين، هم الذين سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآية، فنزل فيهم: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} (¬2). [ضعيف] * {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ ¬
بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: نأكل مما قتلنا، ولا نأكل مما قتل الله؛ فأنزل الله: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} (¬1). [صحيح لغيره] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عكرمة؛ قال: إن مشركي قريش كاتبوا فارس على الروم، وكاتبتهم فارس، وكتبت فارس إلى مشركي قريش: أن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله فما ذبح الله بسكين من ذهب؛ فلا يأكله محمد وأصحابه للميتة، وأما ما ذبحوا هم؛ يأكلون، وكتب بذلك المشركون إلى أصحاب محمد -عليه السلام-، فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء؛ فنزلت: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (¬1) [ضعيف] * عن عكرمة: أن المشركين دخلوا على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ قال: الله قتلها، قالوا: فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال، وما قتله الله حرام؟ فأنزل الله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن قتادة؛ قال: في قوله -تعالى-: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}: جادلهم المشركون في الذبيحة، فقالوا: أما ما قتلتم بأيديكم؛ فتأكلونه، وأما ما قتل الله؛ فلا تأكلونه؛ يعنون: الميتة، فكانت هذه مجادلتهم إياهم (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما حرم الله الميتة أمر الشيطان أولياءه، فقال لهم: ما قتل الله لكم خير مما تذبحون أنتم بسكاكينكم؛ فقال الله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} (¬2). [ضعيف] * عن الضحاك في قوله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ¬
لِيُجَادِلُوكُمْ}: هذا شأن الذبيحة، قال المشركون للمسلمين: تزعمون أن الله حرم عليكم الميتة، وأحل لكم ما تذبحون أنتم بأيديكم، وحرم عليكم ما ذبح هو لكم، وكيف هذا وأنتم تعبدونه؟ فأنزل الله هذه الآية: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} إلي قوله: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: إن المشركين قالوا للمسلمين: كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضاة الله وما ذبح الله فلا تأكلونه وما ذبحتم أنتم أكلتموه؟! فقال الله: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} فأكلتم الميتة {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن الشعبي أنه سئل عن قوله: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}؛ فقيل: تزعم الخوارج أنها في الأمراء؟ قال: كذبوا؛ إنما أنزلت هذه الآية في المشركين، كانوا يخاصمون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولون: أما ما قتل الله؛ فلا تأكلوا منه؛ يعني: الميتة، وأما ما قتلتم أنتم؛ فتأكلون منه؛ فأنزل الله: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} إلي قوله {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}، قال: لئن أكلتم الميتة وأطعتموهم إنكم لمشركون (¬1). [ضعيف] * {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}. * عن عكرمة؛ قال: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}: عمار بن ياسر، {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ}: أبو جهل بن هشام (¬2). [ضعيف] ¬
* عن زيد بن أسلم في قوله: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} الآية. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب". قال: وكانا ميتين في ضلالتهما، فأحيا الله عمر بالإسلام، وأعزه، وأقرّ أبا جهل في ضلالته وموته، قال: ففيهما أنزلت هذه الآية (¬1). [ضعيف جداً] * عن الضحاك؛ قال في قوله -تعالى-: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}: عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}؛ قال: أبو جهل (¬2). [ضعيف] * {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)}. * عن عكرمة: نزلت في المستهزئين (¬3). [ضعيف] ¬
* {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}. * عن ابن جريج: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ} وذلك أنهم قالوا لمحمد - صلى الله عليه وسلم -حيث دعاهم إلى ما دعاهم إليه من الحق-: لو كان هذا حقاً لكان فينا من هو أحق -أن يأتي- به من محمد {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)} [الزخرف: 31] (¬1). [ضعيف جداً] * {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}. * عن عكرمة في قوله: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}؛ قال: نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة، كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحبين أخرى، فإذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال: أنت علي كأمي إن رجعت إليك ولم تئديها، فترسل إلى نسوتها فيحفرون لها حفرة فيتداولنها بينهن، فإذا بصرن به مقبلاً دسسنها في حفرتها وسوّين عليها التراب (¬2). [ضعيف] * عن أبي العالية؛ قال: كانوا يعطون شيئاً سوى الزكاة، ثم إنهم ¬
تباذروا وأسرفوا؛ فأنزل الله: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وجد نخلاً فقال: لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة؛ فأنزل الله: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (¬2). [ضعيف جداً] * {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)}. * عن طاوس؛ قال: إن أهل الجاهلية كانوا يحرمون أشياء ويستحلون أشياء؛ فنزلت: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)} (¬3). [ضعيف] * {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: وذلك أن اليهود والنصارى اختلفوا قبل أن يبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - فتفرقوا، فلما بعث محمد أنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} (¬1). [ضعيف جداً] * {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)}. * عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر؛ فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} فاليوم بعشرة أيام (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عمر؛ قال: نزلت هذه الآية في الأعراب: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}؛ قال رجل: فما للمهاجرين؟ قال: ما هو أعظم من ذلك: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)} [النساء: 40] وإذا قال الله لشيء: عظيم؛ فهو عظيم (¬1). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس؛ قال: نزلت هذه الآية: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)} وهم يصومون ثلاثة أيام من الشهر ويؤدون عشر أموالهم، ثم نزلت الفرائض بعد ذلك صوم رمضان والزكاة (¬2). [ضعيف جداً] ¬
سورة الأعراف
سورة الأعراف * {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول: من يعيرُني تطوافاً؟ تجعله على فرجها وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله، فما بدا منه؛ فلا أحله؛ فنزلت هذه الآية: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (¬1). [صحيح] * {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}. * عن أبي بكر الهذلي؛ قال: لما نزلت: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؛ قال إبليس: يا رب، وأنا من الشيء؛ فنزلت: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} فنزعها الله من إبليس (¬2). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: لما نزلت: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؛ قال إبليس: وأنا من الشيء؛ فنسخها الله، فأنزل: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ¬
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} (¬1). [ضعيف] * {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}. * عن قتادة؛ قال: قوله: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؛ فقال إبليس: أنا من ذلك الشيء! فأنزل الله -تعالى-: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ -معاصي الله- وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} فتمنتها اليهود والنصارى؛ فأنزل الله -تعالي- شرطاً وثيقاً بيّناً، فقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ}؛ فهو نبيكم كان أمياً لا يكتب - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: لما نزلت: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؛ قال إبليس: أنا من كل شيء، قال الله -تعالى-: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}؛ فقالت اليهود: ونحن نتقي ونؤتي الزكاة؛ فأنزل الله -تعالي-: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ}؛ قال: نزعها الله عن إبليس وعن اليهود، وجعلها لأمة محمد {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} من قومك (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}. * عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن مسعود؛ قال: هو بلعم بن أبر رجل من اليمن (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الملك بن عمير؛ قال: تذاكروا في جامع دمشق هذه الآية: {فَانْسَلَخَ مِنْهَا}، فقال بعضهم: نزلت في بلعم بن باعوراء، وقال بعضهم: نزلت في الراهب، فخرج عليهم عبد الله بن عمرو بن العاص، فقالوا: فيمن نزلت هذه؟ قال: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي (¬1). [ضعيف جداً] * عن سالم أبي النضر؛ أنه حدث: أن موسى لما نزل في أرض بني كنعان من أرض الشام؛ أتى قوم بلعم إلى بلعم، فقالوا له: يا بلعم! إن هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل ويسكنها؛ وإنا قومك، وليس لنا منزل، وأنت رجل مجاب الدعوة؛ فأخرج وادع الله عليهم، فقال: ويلكم! نبي الله معه الملائكة والمؤمنون، كيف أذهب أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم؟! قالوا: ما لنا من منزل، فلم يزالوا به يرفعونه ويتضرعون إليه حتى فتنوه؛ فافتتن، فركب حمارةً له متوجّهاً إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل، وهو جبل حُسبان، فلما سار عليها غير كثير؛ ربضت به فنزل عنها، فضربها، حتى إذا أذلقها قامت فركبها؛ فلم تسر به كثيراً حتى ربضت به، ففعل بها مثل ذلك، فقامت فركبها؛ فلم تسر به كثيراً حتى ربضت به؛ فضربها، حتى إذا أذلقها؛ أذن الله لها فكلمته حجة عليه، فقالت: ويحك يا بلعم! أين تذهب؟ أما ترى الملائكة تردّني عن وجهي هذا؟ أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم فلم ينزع عنها، فضربها؛ فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك، قال: فانطلقت به، حتى إذا أشرفت ¬
على رأس جبل حسبان على عسكر موسى وبني إسرائيل؛ جعل يدعو عليهم، ولا يدعو عليهم بشر إلا صرف به لسانه إلى قومه، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل، قال: فقال له قومه: أتدري يا بلعم ما تصنع؟! نما تدعو لهم وتدعو علينا، قال: فهذا ما لا أملك، هذا شيء قد غلب الله عليه، قال: واندلع لسانه فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة؛ فلم يبق إلا المكر والحيلة؛ فسأمكر لكم وأحتال؛ جملوا النساء، وأعطوهن السلع، ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها، ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها؛ فإنهم إن زنى منهم واحد كفيتموهم، ففعلوا، فلما دخل النساء العسكر؛ مرت امرأة من الكنعانيين اسمها كستى ابنة صور -رأس أمته- برجل من عظماء بني إسرائيل، وهو زمري بن شلوم رأس سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فقام إليها فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها، ثم أقبل بها حتى وقف بها على موسى -عليه السلام-، فقال: إني أظنك ستقول هذه حرام عليك، فقال: أجل؛ هي حرام عليك لا تقربها، قال: فوالله لا أطيعك في هذا، فدخل بها قبته فوقع عليها، وأرسل الله الطاعون في بني إسرائيل، وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى، وكان رجلاً قد أعطي بسطة في الخلق وقوة في البطش، وكان غائباً حين صنع زمري بن شلوم ما صنع، فجاء والطاعون يجوس في بني إسرائيل، فأخبر الخبر فأخذ حربته وكانت من حديد كلها، ثم دخل عليه القبة وهما متضاجعان، فانتظمهما بحربته، ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء، والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته، وأسند الحربة إلى لحييه، وكان بكر العيزار، وجعل يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك؛ ورفع الطاعون، فحسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون -فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص-؛ فوجدوا قد هلك منهم سبعون ألفاً، والمقلل يقول: عشرون ألفاً، في ساعة من النهار، فمن هنالك يعطي بنو
إسرائيل ولد فنحاص بن العيزار بن هارون من كل ذبيحة ذبحوها الفشة والذراع واللحى؛ لاعتماده بالحربة على خاصرته، وأخذه إياها بذراعه، وإسناده إياها إلى لحييه، والبكر من كل أموالهم وأنفسهم؛ لأنه كان بكر العيزار؛ ففي بلعم بن باعوراء أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا}؛ يعني: بلعم، {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}، إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الزهري؛ قال: قال أمية بن أبي الصلت: ألا رسول لنا منا يخبرنا ... ما بعد غايتنا من رأس نجرانا قال: ثم خرج أمية إلى البحرين، وتنبأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقام أمية بالبحرين ثماني سنين، ثم قدم فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جماعة من أصحابه، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، وقرأ عليه: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)} [يس: 1، 2] "، حتى إذا فرغ منها؛ وثب أمية يجر رجليه، فتبعته قريش تقول: ما تقول يا أمية؟ قال: أشهد أنه على الحق، قالوا: فهل تتبعه؟ قال: حتى أنظر في أمره، ثم خرج أمية إلى الشام وقدم بعد وقعة بدر يريد أن يسلم، فلما أخبر بقتلى بدر؛ ترك الإسلام ورجع إلى الطائف فمات بها، قال: ففيه أنزل الله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} (¬2). [ضعيف] ¬
* {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}. * عن السدي: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}؛ يقول: كف عنهم وأخرهم على رسلهم إن مكري شديد، ثم نسخها الله؛ فأنزل: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: 5] الآية (¬1). [ضعيف] * {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}. * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان على الصفا، فدعا قريشاً؛ فجعل يفخذهم فخذاً فخذاً: يا بني فلان، يا بني فلان فحذرهم بأس الله ووقائع الله، فقال قائلهم: إن صاحبكم هذا لمجنون؛ بات يصوت إلى الصباح أو حتى أصبح؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)} (¬2). [ضعيف] * {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال حمل بن أبي قشير وسمول بن زيد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً كما تقول، فإنا نعلم متى هي؟! فأنزل الله -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ¬
لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)} (¬1). [ضعيف] * عن مخارق بن شهاب؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى نزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: قالت قريش لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: إن بيننا وبينك قرابة؛ فأسر إلينا متى الساعة، فقال الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)} (¬3). [ضعيف] * {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت حواء تلد لآدم، فتعبدهم لله وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك، فيصيبهم الموت، فأتاها إبليس وآدم فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش، فولدت له رجلًا فسماه عبد الحارث؛ ففيه أنزل الله -تبارك وتعالى-: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)} (¬1). [منكر] ¬
* {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}. * عن عبد الله بن الزبير؛ قال: ما أنزلها الله إلا في أخلاق الناس (¬1). [صحيح] * عن السدي؛ قال: نزلت هذه الآية: {خُذِ الْعَفْوَ}؛ فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه ويتصدق بالفضل، فنسخها الله بالزكاة: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}؛ قال: بالمعروف، {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}؛ قال: نزلت هذه الآية قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والقتال، أمره الله بالكف ثم نسخها القتال؛ فأنزل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [الحج: 39] الآية (¬2). [ضعيف] * {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}. * عن عبد الرحمن بن زيد؛ قال: في قوله: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فكيف بالغضب ¬
يا رب؟ "، قال: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)} (¬1). [ضعيف جداً] * {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: كانوا يتكلمون في الصلاة؛ فنزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ. . .} (¬2). [صحيح لغيره] ¬
* عن قتادة؛ قال: كانوا يتكلمون في صلاتهم بحوائجهم أول ما فرضت عليهم؛ فأنزل الله ما تسمعون: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه كان يقول -في هذه {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} -: هذا في المكتوبة، وأما ما كان من قصص أو قراءة بعد ذلك؛ فإنما هي نافلة، إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة مكتوبة وقرأ أصحابه وراءه فخلطوا عليه، قال: فنزل القرآن: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}؛ فهذا في المكتوبة (¬2). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن مغفل؛ قال: في الصلاة (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في الصلاة والخطبة يوم الجمعة (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ في الصلاة أجابه من وراءه، إذا قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ قالوا: مثل ما يقول، حتى تنقضي فاتحة الكتاب والسورة، فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم نزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن إبراهيم؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ورجل يقرأ؛ فنزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬1). [ضعيف] * عن الزهري؛ قال: نزلت هذه الآية في فتى من الأنصار، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما قرأ شيئاً قرأه؛ فنزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬2). [ضعيف] * عن أبي العالية؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى فقرأ أصحابه؛ فنزلت: {فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}؛ فسكت القوم وقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن مسعود؛ أنه سلَّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فلم يرد عليه -وكان الرجل قبل ذلك يتكلم في صلاته ويأمر بحاجته- فلما فرغ ردّ عليه، وقال: "إن الله يفعل ما يشاء، وإنها نزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} " (¬4). [حسن] ¬
* عن عطاء بن أبي رباح؛ قال: بلغني أن المسلمين كانوا يتكلمون في الصلاة كما يتكلم اليهود والنصارى، حتى نزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬1). [ضعيف] * عن الكلبي: كانوا يرفعون أصواتهم في الصلاة حين يسمعون ذكر الجنة والنار؛ فأنزل الله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬2). [موضوع] * عن الضحاك؛ قال: كانوا يتكلمون في الصلاة؛ فأنزل الله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
سورة الأنفال
سورة الأنفال * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في بدر (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس؛ قال: نزلت سورة الأنفال بالمدينة (¬2). * عن عبد الله بن الزبير؛ قال: نزلت بالمدينة سورة الأنفال (¬3). * {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}. * عن سعد بن أبي وقاص؛ أنه قال: أنه نزلت فيه آيات من القرآن، قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زَعَمْتَ أن الله وصاك بوالديك، وأنا أُمك، وأنا آمرك بهذا. قال: مَكَثَتْ ثلاثاً حتى غشي عليها من الجَهْدِ، فقام ابن لها يقال له: عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي} وفيها: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]. قال: وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف فأخذته، ¬
فأتيت به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله، فقال: "رده من حيث أخذته" فانطلقت، حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال: فشد لي صوته: "رده من حيث أخذته"، قال: فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}. قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال: فأبى، قلت: فالنصف، قال: فأبى، قلت: فالثلث، قال: فسكت، فكان -بعد- الثلث جائزاً. قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمراً -وذلك قبل أن تحرم الخمر- قال: فأتيتهم في حشٍّ -والحشّ: البستان- فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزق من خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ رجل أحد لحيي الرأس فضربني به فجرح بأنفي، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيّ -يعني: نفسه- شأن الخمر: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90] (¬1). [صحيح] * عن سعد بن أبي وقاص؛ قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير، وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكتيفة، فأتيت به نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "اذهب فاطرحه في القبض"، فطرحته قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي، قال: فما جاوزت إلا يسيراً حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب فخذ سيفك" (¬2). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى مكان كذا وكذا أو فعل كذا وكذا؛ فله كذا وكذا" فسارع إليه الشبان، وثبت الشيوخ تحت الرايات، فلما فتح الله لهم، جاء الشباب يطلبون ما ¬
جعل لهم، فقال الأشياخ: لا تذهبوا به دوننا، فإنما كنا ردءاً لكم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (¬1). [صحيح]. * عن عبادة بن الصامت؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستولت طائفة على العسكر والنهبة، فلما كفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم؛ قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو بنا نقّاهم الله وهزمهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أنتم أحق به منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لئلا ينال العدو منه غرة، قال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق به منا هو لنا؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ ¬
وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؛ فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفلهم إذا خرجوا بادئين الربع، وينفلهم إذا قفلوا الثلث، وقال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وبرة من جنب بعير قال: "يا أيها الناس! إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمخيط، وإياكم والغلول؛ فإنه عار على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأنفال ويقول: "ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم" (¬1). [حسن] * عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ قال: إن الناس سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنائم يوم بدر؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ ¬
وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل قتيلاً؛ فله كذا وكذا"، فقتلوا سبعين وأسروا سبعين، فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين فقال: يا رسول الله! إنك وعدتنا: "من قتل قتيلاً؛ فله كذا، ومن أسر أسيراً؛ فله كذا"؛ فقد جئت بأسيرين، فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله! إنه لم تمنعنا زهادة في الآخرة، ولا جبن عن العدو، ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون، وإنك إن تعط هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء، قال: فجعل هؤلاء يقولون، وهؤلاء يقولون؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، قال: فسلموا الغنيمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ثم نزلت: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} (¬2). [موضوع] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، قال: الأنفال: المغانم كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصة ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سلكاً؛ فهو غلول، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيهم منها؛ قال الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ}: لي، جعلتها لرسولي، ليس لكم فيها شيء {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، ثم أنزل الله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}، ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولمن سمى في الآية (¬1). [حسن] * عن ابن جريج؛ قال: نزلت في المهاجرين والأنصار ممن شهد بدراً، واختلفوا؛ فكانوا أثلاثاً؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ ¬
وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}؛ قال: أصاب سعد بن أبي وقاص يوم بدر سيفاً، فاختصم فيه وناس معه؛ فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم؛ فقال الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، فكانت الغنائم يومئذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، فنسخها الله بالخمس (¬2). [ضعيف جداً] * عن سعيد بن جبير: أن سعداً ورجلاً من الأنصار خرجا يتبقلان فوجدا سيفاً ملقى فخرّا عليه جميعاً. فقال سعد: هو لي، وقال الأنصاري: هو لي، قال: لا أسلمه، حتى أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقصا عليه القصة. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس هو لك يا سعد ولا للأنصاري، ولكنه لي"؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يقول: سلما السيف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم نسخت هذه الآية. فقال -تعالى-: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} إلى آخر الآية (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله بعث سرية، فمكث ضعفاء الناس في العسكر، فأصاب أهل السرية غنائم، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم كلهم، فقال أهل السرية: يقاسمنا هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل تنصرون إلا بضعفائكم؟ "؛ فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} (¬1). * عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما انصرف من بدر وقدم المدينة، أنزل الله عليه سورة الأنفال، فعاتبه في إحلال غنيمة بدر، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمها بين أصحابه لما كان بهم من الحاجة إليها واختلافهم في النفل؛ يقول الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؛ فردها الله على رسوله، فقسمها بينهم على السواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته، وطاعة رسوله وصلاح ذات البين (¬2). * عن مجاهد: أنهم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمس بعد الأربعة الأخماس؛ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬3). [ضعيف] * عن الحجاج بن سهيل النصري -وقيل: إن له صحبة-؛ قال: لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت الطائفة التي قاتلت بالأسلاب وأشياء أصابوها، فقسمت الغنيمة بينهم ولم يقسم للطائفة التي لم تقاتل. فقالت الطائفة التي لم تقاتل: اقسموا لنا؛ فأبت وكان بينهم في ذلك الكلام؛ فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؛ فكان صلاح ذات بينهم أن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا (¬1). * عن أبي أيوب الأنصاري؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فنصرها الله وفتح عليها، وكان من أتاه بشيء نفله من الخمس، فرجع رجال كانوا يستقدمون ويقتلون ويأسرون ويقتلون، وتركوا الغنائم خلفهم، فلم ينالوا من الغنائم شيئاً، فقالوا: يا رسول الله! ما بال رجال منا يستقدمون ويأسرون، وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال فنفلتهم من الغنيمة؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية. فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ردوا ما أخذتم واقتسموه بالعدل والسوية؛ فإن الله يأمركم بذلك"، قالوا: قد احتسبنا وأكلنا؟ قال: "احتسبوا ذلك" (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت هذه الآية يوم بدر (¬3). [ضعيف] ¬
* {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}. * عن أبي أيوب الأنصاري؛ يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قِبَلَ هذا العير؟ لعل الله يغنمناها"، فقلنا: نعم، فخرج وخرجنا، فلما سرنا يوماً أو يومين قال لنا: "ما ترون في القوم، فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟ "، فقلنا: لا، والله ما لنا طاقة بقتال العدو، ولكن أردنا العير، ثم قال: "ما ترون في قتال القوم؟ "، فقلنا مثل ذلك، فقال المقداد بن عمرو: إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد أحبّ إلينا من أن يكون لنا مال عظيم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على رسوله: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}؛ ثم أنزل الله-عزّ وجلّ-: {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}، وقال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}، والشوكة: القوم وغير ذات الشوكة: العير، فلما وعدنا إحدى الطائفتين: إما القوم، وإما العير طابت أنفسنا، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلاً لينظر ما قبل القوم؟ فقال: رأيت سواداً ولا أدري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هم هم هلموا أن نتعاد"؛ ففعلنا، فإذا نحن ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً، ¬
فأخبرنا رسول الله بعدتنا، فسره ذلك؛ فحمد الله، وقال: "عدة أصحاب طالوت"، ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا، فبدرت منا بادرة أمام الصف، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: "معي معي"، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم إني أنشدك وعدك"، فقال ابن رواحة: يا رسول الله! إني أريد أن أشير عليك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من يشير عليه، إن الله -عزّ وجلّ- أعظم من أن تنشده وعده، فقال: "يا ابن رواحة! لأنشدن الله وعده؛ فإن الله لا يخلف الميعاد"، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوه القوم، فانهزموا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} فقتلنا وأسرنا، فقال عمر -رضي الله عنه-: يا رسول الله! ما أرى أن يكون لك أسرى، فإنما نحن داعون مولفون، فقلنا: معشر الأنصار! إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ، ثم قال: "ادعوا لي عمر" فدعي له، فقال: "إن الله -عزّ وجلّ- قد أنزل علي: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)} " (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما شاور النبي - صلى الله عليه وسلم - في لقاء القوم، وقال له سعد بن عبادة ما قال -وذلك يوم بدر-؛ أمر الناس فتعبّوا للقتال، وأمرهم بالشوكة، وكره ذلك أهل الإيمان؛ فأنزل الله: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن محمد بن عمرو بن علقمة عن [أبيه] عن جده؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس، فقال: "كيف ترون؟ "، قال أبو بكر: يا رسول الله! بلغنا أنهم بكذا وكذا، قال: ثم خطب الناس، فقال: "كيف ترون؟ "، فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم ¬
خطب فقال: "ما ترون؟ " فقال سعد بن معاذ: إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضي له؛ فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعاد من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت؛ فنزل القرآن على قول سعد: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} وإنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غنيمة ما مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال (¬1). [ضعيف] * {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}؛ قال: أرادوا العير، قال: ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة في شهر ربيع الأول، فأغار كرز بن جابر الفهري يريد سرح المدينة حتى بلغ الصفراء، فبلغ ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم - فركب في أثره، فسبقه كرز بن جابر، فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقام سنته، ثم إن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش، حتى إذا كان قريباً من بدر نزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأوحى إليه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}؛ فنفر النبي - صلى الله عليه وسلم - بجميع المسلمين وهم يومئذ ثلثمائة عشر رجلاً؛ منهم: سبعون ومائتان من الأنصار، وسائرهم من المهاجرين، وبلغ أبا سفيان الخبر وهو بالبطم، فبعث إلى جميع قريش وهم بمكة فنفرت قريش وغضبت (¬1). [ضعيف جداً] * {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}. * عن عمر بن الخطاب؛ قال: لما كان يوم بدر؛ نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي الله القبلة، ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم! أنجز لي ما وعدتني، اللهم! آت ما وعدتني، اللهم! إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"، فما زال يهتف بربه، مادّاً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه؛ فأتاه أبو بكر؛ فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}؛ فأمده الله بالملائكة. قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، ¬
وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه فخرّ مستلقياً، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "صدقت؛ وذلك من مدد السماء الثالثة"؛ فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين. قال أبو زميل: قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر: "ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ "، فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية؛ فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ترى يا ابن الخطاب؟! "، قلت: لا والله! يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان (نسيباً لعمر) فأضرب عنقه؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء؛ لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة" (شجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم -) وأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} فأحل الله الغنيمة لهم (¬1). [صحيح] * {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}. * عن ابن شهاب -وهو الزهري-؛ قال: بلغنا أن هذه الآية أنزلت ¬
في المؤمنين يوم بدر فيما أغشاهم الله من النعاس أمنة منه (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)} ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن المشركين من قريش لما خرجوا لينصروا العير ويقاتلوا عليها نزلوا على الماء يوم بدر، فغلبوا المؤمنين عليه؛ فأصاب المؤمنين الظمأ؛ فجعلوا يصلون مجنبين ومحدثين، فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن، فقال لهم: أتزعمون أن فيكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكم أولياء الله وقد غلبتم على الماء، وأنتم تصلون مجنبين ومحدثين؟ حتى تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله من السماء ماء حتى سأل الوادي، فشرب المؤمنون، وملأوا الأسقية، وسقوا الركاب، واغتسلوا من الجنابة، فجعل الله في ذلك طهوراً وثبت أقدامهم، وذلك أنه كانت بينهم وبين القوم رملة، فبعث الله المطر عليها؛ فلبدها حتى اشتدت وثبت عليها الأقدام، ونفر النبي - صلى الله عليه وسلم - بجميع المسلمين وهم يومئذ ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً: منهم سبعون ومائتان من الأنصار، وسائرهم من المهاجرين، وسيد المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة؛ لكبر سنه. فقال عتبة: يا معشر قريش! إني لكم ناصح، وعليكم مشفق، لا أدخر النصيحة لكم بعد اليوم، وقد بلغتم الذي تريدون، وقد نجا أبو سفيان؛ فارجعوا وأنتم سالمون؛ فإن يكن محمد صادقاً؛ فأنتم أسعد الناس بصدقه، وإن يك كاذباً؛ فأنتم أحق من حقن دمه، فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وفجّ وجهه، وقال له: قد امتلأت أحشاؤك رعباً، فقال له عتبة: سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه. فنزل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، حتى إذا كانوا أقرب أسنة المسلمين قالوا: ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم، فقام غلمة من بني الخزرج، فأجلسهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "يا بني هاشم! أتبعثون إلى أخويكم -والنبي منكم- غلمة بني الخزرج؟ "، فقام حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، فمشوا إليهم في الحديد، فقال عتبة: تكلموا نعرفكم، فإن تكونوا أكفاءنا نقاتلهم، فقال حمزة -رضي الله عنه-: أنا أسد الله وأسد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له عتبة: كفء كريم، فوثب إليه شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله، ثم قام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى الوليد بن عتبة فاختلفا ضربتين، فضربه علي -رضي الله عنه- فقتله، ثم قام عبيدة فخرج إليه عتبة فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد منهما صاحبه، وكر حمزة على عتبة فقتله، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم ربنا أنزلت عليّ الكتاب، وأمرتني بالقتال، ووعدتني النصر ولا تخلف الميعاد"، فأتاه جبريل -عليه السلام-؛ فأنزل عليه: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ} [آل عمران: 124]، فأوحى الله إلى الملائكة: {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}؛ فقتل أبو جهل في تسعة وستين رجلًا، وأسر عقبة بن أبي معيط فقتل صبراً، فوفى ذلك سبعين وأسر سبعون (¬1). * {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}. * عن نافع أنه سأل عبد الله بن عمر، قال: قلت: إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا، ولا ندري من الفئة؟ قال لي: الفئة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن الله يقول في كتابه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15)}؛ قال: إنما أُنزلت هذه لأهل بدر، لا لِقَبْلها ولا لِبَعدها (¬2). [حسن] ¬
* عن أبي سعيد الخدري؛ قال: نزلت في أهل بدر (¬1). [صحيح] * عن الحسن؛ قال: كان هذا يوم بدر خاصة، ليس الفرار من الزحف من الكبائر (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذلكم يوم بدر (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الضحاك؛ قال: إنما كان يوم بدر، ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها. وفي رواية: "هذا يوم بدر خاصة" (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أهل بدر خاصة، ما كان لهم أن يهزموا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتركوه (¬2). * عن عكرمة؛ قال: ذلك في يوم بدر (¬3). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير في قوله: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}؛ قال: يعني: يوم بدر خاصة منهزماً: {إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ}؛ يعني: مستطرداً يريد الكرة على المشركين {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}؛ يعني: أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة: {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}، يقول: استوجب ¬
سخطاً من الله {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}؛ فهذا يوم بدر خاصة، كأن الله شدد على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين، وهو أول قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة (¬1). [ضعيف] * {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}. * عن حكيم بن حزام؛ قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتاً وقع من السماء كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الرمية فانهزمنا (¬2). [ضعيف] ¬
* عن المسيب بن حزن؛ قال: أقبل أَبيّ بن خلف يوم أُحد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يريده، فاعترض رجال من المؤمنين؛ فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخلوا سبيله، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترقوة أَبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه بحربته فسقط أَبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فكسر ضلعاً من أضلاعه، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش، فذكر لهم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل أنا أقتل أبياً"، ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين، فمات أبي -إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير- قبل أن يقدم مكة؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (¬1). [حسن] ¬
* عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه سلم -يوم ابن أبي الحقيق بخيبر- دعا بقوس: فأتي بقوس طويلة، فقال: "جيئوني بقوس غيرها"؛ فجاءوه بقوس كبداء، فرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحصن، فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق في فراشه؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي؛ قالا: لما دنا القوم بعضهم من بعض؛ أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم، وقال: "شاهت الوجوه"، فدخلت في أعينهم كلهم، وأقبل ¬
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقتلونهم ويأسرونهم، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وأنزل الله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (¬1). [موضوع] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ قال: هذا يوم بدر، أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث حصيات فرمى بحصاة في ميمنة القوم وحصاة في ميسرة القوم وحصاة بين أظهرهم، وقال: "شاهت الوجوه"؛ فانهزموا (¬2). [ضعيف جداً] * عن مكحول؛ قال: لما كرَّ عليّ وحمزة على شيبة بن ربيعة غضب المشركون، وقالوا: اثنان بواحد؟! فاشتعل القتال، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إنك أمرتني بالقتال، ووعدتني النصر، ولا خلف لوعدك"، وأخذ قبضة من حصى فرمى بها في وجوههم؛ فانهزموا بإذن الله -تعالى-؛ فذلك قوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن جابر -رضي الله عنه-؛ قال: سمعت صوت حصيات وقعن من السماء يوم بدر كأنهن وقعن في طست، فلما اصطف الناس أخذهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرمى بهن في وجوه المشركين؛ فانهزموا؛ فذلك قوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ}، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي -رضي الله عنه-: "ناولني قبضة من حصباء"؛ فنزلت هذه الآية: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} (¬1). * {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}. * عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير؛ قال: كان المستفتح يوم بدر أبو جهل، وإنه قال حين التقى القوم: اللهم! أينا كان أقطع للرحم، وآتى لما لا نعرف؛ فافتح الغد، وكان ذلك استفتاحه؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} (¬2). [صحيح] ¬
* عن عطية؛ قال: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أهدى الفئتين وأفضل الفئتين وخير الفئتين؛ فنزلت: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)} (¬1). [ضعيف] * {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: هم نفر من بني عبد الدار (¬2). [صحيح] * عن قتادة؛ قال: أنزلت في حي من أحياء العرب من بني عبد الدار (¬3). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث وقومه (¬4). [ضعيف جداً] * {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}. ¬
* عن الحسن؛ قال: نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير -رضي الله عنهم- (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت في أهل بدر خاصة، وأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا (¬2). [ضعيف جداً] * عن الضحاك؛ قال: نزلت في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصة (¬3). [ضعيف جداً] * {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}. * عن عكرمة؛ قال: نزلت في يوم بدر (¬4). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)}. * عن جابر: أن أبا سفيان خرج من مكة، فأتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "إن ¬
أبا سفيان في مكان كذا وكذا؛ فاخرجوا إليه واكتموا"، قال: فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان: أن محمداً يريدكم؛ فخذوا حذركم؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن لبابة بنت أبي لبابة؛ قالت: كنت أنا صاحبته فكان يقول: شدي وثاق عدو الله الذي خان الله ورسوله، فمر به أبو رفاعة بن عبد المنذر فناداه: يا أخي، هلم أكلمك؟ فقال: لا، والله لا أكلمك أبداً، حتى يرضي الله عنك ورسوله، فسأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: هو في المسجد وأخبروه بخبره، فقال: "لو جاءني؛ لكان لي فيه أمر"؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} الآية، ونزلت الآية الأخرى فيه: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: 106] (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن أبي قتادة، يقول: نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)} في أبي لبابة (¬3). [ضعيف] ¬
* عن المغيرة بن شعبة؛ قال: نزلت هذه الآية في قتل عثمان (¬1). [ضعيف جداً] * عن الزهري؛ قوله: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}؛ قال: نزلت في أبي لبابة بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إلى حلقه أنه الذبح، قال الزهري: فقال أبو لبابة: والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله عليّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خرّ مغشياً عليه، ثم تاب الله عليه، فقيل: يا أبا لبابة قد تيب عليك، قال: والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يحلني، فجاءه فحله بيده، ثم قال أبو لبابة: إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت بها الذنب وأن أنخلع من مالي، قال: يجزئك الثلث أن تصدق به (¬2). [ضعيف] ¬
* عن الكلبي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا لبابة -رضي الله عنه- إلى قريظة وكان حليفاً لهم، فأومأ بيده؛ أي: الذبح؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأة أبي لبابة: "أيصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة؟ "، فقالت: إنه ليصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة ويحب الله ورسوله، فبعث إليه؛ فأتاه فقال: يا رسول الله! والله إني لأصلي وأصوم وأغتسل من الجنابة، وإنما نهست إلى النساء والصبيان فوقعت لهم، فما زالت في قلبي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله (¬1). [موضوع] * عن عكرمة؛ قال: لما كان شأن بني قريظة، بعث إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - علياً -رضي الله عنه- فيمن كان عنده من الناس انتهى إليهم؛ وقعوا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء جبريل -عليه السلام- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس أبلق، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: فلكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح الغبار عن وجه جبريل -عليه السلام-، فقلت: هذا دحية يا رسول الله؟ قال: "هذا جبريل"، فقال: يا رسول الله! ما يمنعك من بني قريظة أن تأتيهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فكيف لي بحصنهم؟ "، فقال جبريل -عليه السلام-: "إني أدخل فرشي هذا عليهم"، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرساً معروراً، فلما رآه علي -رضي الله عنه-، قال: يا رسول الله! لا عليك أن لا تأتيهم؛ فإنهم يشتمونك، فقال: "كلا إنها ستكون تحية"، فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا إخوة القردة والخنازير!! "؛ فقالوا: يا أبا القاسم ما كنت فحاشاً. . .؟! فقالوا: لا ننزل على حكم محمد - صلى الله عليه وسلم - ولكننا ننزل على حكم سعد بن معاذ، فنزلوا؛ فحكم فيهم: أن تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بذلك طرقني الملك سحراً"؛ فنزل فيهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ¬
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}؛ نزلت في أبي لبابة -رضي الله عنه-، أشار إلى بني قريظة حين قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، لا تفعلوا؛ فإنه الذبح، وأشار بيده إلى حلقه (¬1). [ضعيف] * {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن نفراً من قريش من أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه؛ قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من نجد، سمعت أنكم اجتمعتم؛ فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح، قالوا: أجل أدخل، فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل، والله ليوشكن أن يؤاتيكم في أموركم بأمره، قال: فقال قائل: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء؛ زهير، والنابغة، إنما هو كأحدهم، قال: فصرخ عدو الله الشيخ النجدي، فقال: والله ما هذا لكم رأي، والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم فيمنعوه منكم، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، قالوا: فانظروا في غير هذا، قال: فقال قائل: أخرجوه من بين أظهركم تستريحوا منه؛ فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع، وأين وقع إذا غاب عنكم أذاه واسترحتم، وكان أمره في غيركم، فقال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي؛ ألم تروا حلاوة قوله، ¬
وطلاقة لسانه، وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه، والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن عليكم ثم ليأتين إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق، والله فانظروا رأياً غير هذا، قال: فقال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعدما أرى غيره، قالوا: وما هو؟ قال: نأخذ من كل قبيلة غلاماً وسطاً شاباً نهداً، ثم يعطى كل غلام منهم سيفاً صارماً، ثم يضربوه ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلها؛ فإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، فقال الشيخ النجدي: هذا والله الرأي، القول ما قال الفتى، لا أرى غيره، قال: فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له، قال: فأتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك بالخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة الأنفال، يذكره نعمه عليه وبلاءه عنده: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} وأنزل في قولهم: تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)} [الطور: 30]، وكان يسمى ذلك اليوم: يوم الزحمة، للذي اجتمعوا عليه من الرأي (¬1). [ضعيف] ¬
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه، بالوثاق؛ يريدون: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فبات علي -رضي الله عنه- على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً -رضي الله عنه- يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوه علياً -رضي الله عنه- رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري؛ فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال (¬1). [ضعيف] * عن المطلب بن أبي وداعة: أن أبا طالب قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬
ما يأتمر به قومك، قال: "يريدون أن يسحروني ويقتلوني ويخرجوني"، فقال: من أخبرك بهذا؟ قال: "ربي"، قال: نعم، الرب ربك فاستوص به خيراً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أستوصي به، بل هو يستوصي بي خيراً"؛ فنزلت: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} (¬1). [حسن] * عن أنس؛ قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأيام، سئل عن يوم السبت فقال: "هو مكر وخديعة"، قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: "فيه مكرت قريش في دار الندوة؛ إذ قال الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} (¬2). ¬
* عن عثمان الجزري: أن مقسماً مولى ابن عباس أخبره في قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ}، قال: تشاورت قريش بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق؛ يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: أن أخرجوه، فأطلع الله نبيه على ذلك، فبات [علي] على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً، يحسبون أنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبحوا؛ ثاروا إليه، فلما رأوا عليّاً ردّ الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبكم هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر، فصعدوا الجبل، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاثاً. قال معمر: قال قتادة: دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لا يدخل معكم أحد ليس منكم، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد، فقال بعضهم: ليس عليكم من هذا عينٌ، هذا رجل من أهل نجد، قال: فتشاوروا، فقال رجل منهم: أَرى أَن تُركبوه بعيراً ثم تُخرجوه، فقال الشيطان: بئس ما رأى هذا، هو هذا قد كان يُفسد ما بينكم وهو بين أظهركم، فكيف إذا أخرجتموه فأَفسد الناس، ثم حملهم عليكم، يقاتلوكم، فقالوا: نعم ما رأى هذا الشيخ، فقال قائل آخر: فإني أرى أن تجعلوه في بيت وتطينوا عليه بابه، وتدعوه فيه حتى يموت، فقال الشيطان: بئس ما رأى هذا، أفترى قومه يتركونه فيه أبداً؟ لا بُدّ أن يغضبوا له فيخرجوه، فقال أبو جهل: أرى أن تخرجوا من كل قبيلة رجلاً ثم يأخذوا أسيافهم، فيضربونه ضربة واحدة، فلا يدري من قتله فتدونه، فقال الشيطان: نعم ما رأى هذا، فأطلع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل، يقال له: ثور، ونام [عليُّ] على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم -، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبحوا قام عليُّ
لصلاة الصبح، بادروا إليه فإذا هم بعلي، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري؛ فاقتصوا أثره، حتى بلغوا الغار، ثم رجعوا، فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال. قال معمر: قال الزهري في حديثه عن عروة: فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب لقن، ثقف، فيخرج من عندهما سحراً، فيصبح عند قريش بمكة (¬1). [ضعيف] * عن معاوية بن قرة: أن قريشاً اجتمعت في بيت، وقالوا: لا يدخل معكم اليوم إلا من هو منكم، فجاء إبليس فقال له: من أنت؟ قال: شيخ من أهل نجد، وأنا ابن أختكم، فقالوا: ابن أخت القوم منهم، فقال بعضهم: أوثقوه، فقال: أيرضى بنو هاشم بذلك؟ فقال بعضهم: أخرجوه، فقال: يؤويه غيركم، فقال أبو جهل: ليجتمع من كل بني أبي رجل فيقتلوه، فقال إبليس: هذا الأمر الذي قال الفتى؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} (¬2). * {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر صبراً عقبة بن أبي معيط وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث، وكان المقداد أسر النضر، فلما أمر بقتله؛ قال المقداد: يا رسول الله! أسيري، فقال ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه كان يقول في كتاب الله ما يقول"، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتله، فقال المقداد: أسيري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أغن المقداد من فضلك"، فقال المقداد: هذا الذي أردت، وفيه أنزلت هذه الآية: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)} (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا}؛ قال: كان النضر بن الحارث يختلف تاجراً إلى فارس، فيمر بالعباد وهم يقرؤون الإنجيل، ويركعون ويسجدون، فجاء مكة؛ فوجد محمداً - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه وهو يركع ويسجد، فقال النضر: قد سمعنا، لو نشاء لقلنا مثل هذا للذي سمع من العباد؛ فنزلت: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا}، قال: فقص ربنا ما كانوا قالوا بمكة، وقص قولهم إذ قالوا: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الآية (¬2). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: كان النضر بن الحارث بن علقمة أخو بني عبد الدار يختلف إلى الحيرة، فيسمع سجع أهلها وكلامهم، فلما قدم مكة سمع كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن، فقال: {قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ ¬
هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} يقول: أساجيع أهل الحيرة (¬1). [ضعيف جداً] * {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)}. * عن أنس؛ قال أبو جهل: {للَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}؛ فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)} (¬2). [صحيح] * عن سعيد بن جبير؛ قال: نزلت في النضر بن الحارث (¬3). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد في قوله: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ}؛ قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة (¬1). [ضعيف] * عن عطاء؛ قال: قال رجل من بني عبد الدار -يقال له: النضر بن كلدة-: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}؛ فقال الله: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)} [ص: 16]، وقال: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 94]، وقال: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ} [المعارج: 1، 2]؛ قال عطاء: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله (¬2). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أنها نزلت في أبي جهل بن هشام (¬3). * عن السدي؛ قال: قال: يعني: النضر بن الحارث: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ} ما يقول محمد {هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، قال الله: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ} [المعارج: 1، 2] (¬4). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت، يقولون: لبيك لا شريك لك لبيك، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد، قد"، فيقولون: لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، ويقولون: غفرانك، غفرانك؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ ¬
فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}؛ فقال ابن عباس: فيهم أمانان: نبي الله، والاستغفار؛ فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبقي الاستغفار: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)}، قال: فهذا عذاب الآخرة، قال: وذاك عذاب الدنيا (¬1). [ضعيف] * عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس؛ قالا: قالت قريش -بعضها لبعض-: محمد أكرمه الله من بيننا، {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا} الآية، فلما أمسوا؛ ندموا على ما قالوا، فقالوا: غفرانك اللهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} إلى قولهم: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن ابن أبزى؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة؛ فأنزل الله عليه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}؛ قال: فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}؛ قال: فكان أولئك البقية من المسلمين الذين بقوا فيها يستغفرون؛ يعني: بمكة، فلما خرجوا أنزل الله عليه: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)} (¬1). [ضعيف] * {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: كانت قريش يعارضون النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطواف، يستهزئون به، ويصفرون ويصفقون؛ فنزلت: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا يطوفون بالبيب عراة؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}؛ قال: والمكاء: الصفير، وإنما شبهوا بصفير الطير، والتصدية: التصفيق، وأنزل فيهم: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ} [الأعراف: 32] (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون، ووصف الصفق بيده، ويصفرون، ووصف صفرهم، ويضعون خدودهم بالأرض؛ فنزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}. * عن الزهري ومحمد بن يحيى وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن وعمرو بن سعد بن معاذ؛ قالوا: لما أصاب المسلمون يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب ورجع كلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره؛ مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش! إن محمداً قد وتركم، وقتل خياركم؛ فأعينونا بهذا المال على حربه؛ لعلنا أن ندرك منه ثأراً بمن أصيب منا؛ ففعلوا، قال: فيهم -كما ذكر عن ابن عباس- أنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)} (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}؛ قال: نزلت في أبي سفيان بن حرب، استأجر يوم أُحد ألفين من الأحابيش من بني كنانة، فقاتل بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم الذين يقول فيهم كعب بن مالك: ¬
وجئنا إلى موج من البحر وسطه ... أحابيش منهم حاسر ومقنع ثلاثة آلاف ونحن نظنه ... ثلاث مئين إن كثرن فأربع (¬1). [ضعيف] * عن الحكم بن عتيبة؛ قال: نزلت في أبي سفيان، أنفق على المشركين يوم أُحد أربعين أوقية من ذهب، وكانت الأوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالاً من ذهب (¬2). [ضعيف] * عن ابن أبزى؛ قال: نزلت في أبي سفيان، استأجر يوم أُحد ألفين؛ ليقاتل بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوى من استجاش من العرب (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أبي سفيان بن حرب (¬4). ¬
* عن مجاهد؛ قال: نزلت في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أُحد (¬1). [ضعيف] * {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)}. * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: لما خرجت قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقيان والدفوف؛ فأنزل الله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)} (¬2). [ضعيف جداً] * {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)}. ¬
الاسْتيعَاب في بَيانِ الأَسبَاب «أوّل مَوسُوعَة عِلميَّة حدِيثيّة مُحقّقَة في أسبَاب نزوُل آي القُرآن الكَريم» تأليف سَليم بن عيد الهلالي - محمَّد بن مُوسَى آل نَصر المجَلّد الثَّالث دَار ابْن الْجَوْزِيّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الاسْتيعَاب في بَيانِ الأَسبَاب
جَميع الحُقُوق مَحفُوظة لدَار ابْن الجَوزي الطّبعَة الأولى شعْبَان 1425 هـ حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة © 1425 هـ لَا يسمح بِإِعَادَة نشر هَذَا الْكتاب أَو أَي جُزْء مِنْهُ بِأَيّ شكل من الأشكال أَو حفظه ونسخه فِي أَي نظام ميكانيكي أَو إلكتروني يُمكن من استرجاع الْكتاب أَو تَرْجَمته إِلَى أَي لُغَة أُخْرَى دون الْحُصُول على إِذن خطي مسبق من الناشر دَار ابْن الْجَوْزِيّ للنشر والتوزيع المملكة الْعَرَبيَّة السعودية: الدمام - شَارِع ابْن خلدون - ت: 8428146 - 8467589 - 8467593، ص ب: 2982 - الرَّمْز البريدي: 31461 - فاكس: 8412100 - الرياض - ت: 4266339 - الإحساء - الهفوف - شَارِع الجامعة - ت: 5883122 - جدة - ت: 6516549 - 6813706 - بيروت - هَاتِف: 869600/ 03 - فاكس: 641801/ 01 - الْقَاهِرَة - ج. م. ع - مَحْمُول: 01006823783 - تلفاكس: 022561473 الْبَرِيد الإلكتروني: [email protected] - www.jwzi.com
سورة الفرقان
سورة الفرقان * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الفرقان بمكة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت بمكة سورة الفرقان (¬2). * {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما عيَّر المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفاقة؛ قالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟! حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزل جبريل -عليه السلام- من عند ربِّه معزياً له؛ فقال: "السلام عليك يا رسول الله! ربُّ العزَّة يُقرئك السلام، ويقول لك: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}؛ أي: "يبتغون المعاش في الدنيا"، قال: فبينا جبريل -عليه السلام- والنبي - صلى الله عليه وسلم - يتحدثان؛ إذ ذاب جبريل -عليه السلام- حتى صار مثل الهدرة، قيل: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما الهدرة؟ قال: "العدسة"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لك ذبت حتى صرت مثل الهدرة؟ قال: يا محمد! فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم، وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة"، وأقبل النبي وجبريل -عليه السلام- يبكيان!!، إذ عاد جبريل -عليه السلام- ¬
إلى حاله، فقال: "أبشر يا محمد! هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك"، فأقبل رضوان حتى سلم، ثم قال: "يا محمد! ربُّ العزَّة يقرئك السلام، ومعه سقط من نور يتلألأ، ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عنده في الآخرة مثل جناح بعوضة"، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريل -عليه السلام- كالمستشير به، فضرب جبريل بيده إلى الأرض فقال: "تواضع لله، فقال: يا رضوان! لا حاجة لي فيها؛ الفقر أحبّ إليَّ، وأن أكون عبداً صابراً شكوراً"، فقال رضوان -عليه السلام-: "أصبت أصاب الله بك"، وجاء نداء من السماء فرفع جبريل -عليه السلام- رأسه، فإذا السماوات قد فتحت أبوابها إلى العرش، وأوحى الله -تعالى- إلى جنةِ عدن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عذق عليه غرفة من زبرجدة خضراء، لها سبعون ألف باب من ياقوتة حمراء، فقال جبريل -عليه السلام-: "يا محمد! ارفع بصرك"، فرفع فرأى منازل الأنبياء وغرفهم، فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة، ومناد ينادي: "أرضيت يا محمد؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: رضيت، فاجعل ما أردت أن تعطيني في الدنيا ذخيرة عندك في الشفاعة يوم القيامة". ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن خيثمة؛ قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك، ولا يعطاه أحد بعدك، ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئاً، وإن شئت جمعتها لك في الآخرة؟ قال: اجمعها لي في الآخرة"؛ فأنزل الله -تعالى-: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بينما جبريل عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ قال: "هذا ملك تدلى من السماء إلى الأرض، ما نزل إلى الأرض قط قبلها، استأذن ربه في زيارتك فأذن له"، فلم يلبث أن جاء، فقال: "السلام عليك يا رسول الله! قال: وعليك السلام، قال: إن الله يخيرك إن شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء لم يعط أحداً قبلك، ولا يعطيه أحداً بعدك، ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئاً، فقال: لا، بل يجمعها لي في الآخرة جميعاً"؛ فنزلت: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ} (¬2). * {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث، وأبا البختري، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أمية، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، ونبيه بن الحجاج اجتمعوا؛ فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه، فبعثوا إليه: أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، قال: فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا له: يا محمد! إنا بعثنا إليك لنعذر منك؛ فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً؛ جمعنا لك من أموالنا، وإن كنت تطلب الشرف؛ فنحن نسوّدك، وإن كنت تريد ملكاً؛ ملكناك؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مالي مما تقولون؟! ما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم؛ ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالة ربي، ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به؛ فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ؛ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم"، قالوا: يا محمد! فإن كنت غير قابل منا شيئاً مما عرضنا عليك؛ فسل لنفسك وسل ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك بما تقول، ويراجعنا عنك، وسله أن يجعل لك جناناً وقصوراً من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغي؛ فإنك تقوم بالأسواق، وتلتمس المعاش كما نلتمسه؛ حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم؛ فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنا بفاعل؛ ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا؛ ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً"؛ فأنزل الله في قولهم ذلك: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} إلى قوله: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}؛ أي: جعلت بعضكم لبعض بلاءً لتصبروا، ولو شئت أن أجعل الدنيا مع رسولي
فلا تخالفوه؛ لفعلت (¬1). [ضعيف] * {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً؛ فدعا عليه الناس: جيرانه، وأهل مكة كلهم، وكان يكثر مجالسة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعجبه حديثه ويغلب عليه الشقاء، فقدم ذات يوم من سفره فصنع طعاماً، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طعامه، فقال: "ما أنا بالذي آكل من طعامك؛ حتى تشهد أن لا إله إلا الله، وإني رسول الله"، فقال: أطعم يا ابن أخي! قال: "ما أنا بالذي أفعل؛ حتى تقول"؛ فشهد بذلك، فطعم من طعامه، فبلغ ذلك أُبيّ بن خلف، فأتاه، فقال: صبوت يا عقبة! وكان خليله، فقال: لا، والله ما صبوت، ولكن دخل عليَّ رجل فأبى أن يطعم من طعام إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم؛ فشهدت له، فطعم؛ فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً حتى تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ على عنقه، قال: ففعل به ذلك وأخذ رحم دابة فألقاه بين كتفيه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف"، فأُسر عقبة يوم بدر؛ فقتل صبراً، ولم يقتل من الأسارى غيره، قتله ثابت بن الأفلح (¬2). [موضوع] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن ابن أبي مُعَيط وأُبيّ بن خلف الجمحي التقيا، فقال عقبة بن أبي مُعَيط لأُبَيّ بن خلف، وكانا خليلين في الجاهلية، وكان أُبَيّ بن خلف أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعرض عليه الإسلام، فلما سمع ذلك عقبة؛ قال: لا أرضى عنك حتى تأتي محمداً فتتفُلُ في وجهه، وتشتمه وتُكَذِّبه، قال: فلم يُسَلِّط الله على ذلك، فلما كان يوم بدر؛ أُسِرَ عقبة بن أبي معيط في الأُسارى، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بن أبي طالب أن يقتله، فقال عقبة: يا محمد! مِنْ بين هؤلاء أُقتل؟ قال: "نعم"، قال: لِمَ؟ قال: "بكفرك، وفجورك، وعُتُوّك على الله ورسوله"، قال معمر: وقال مقسم: فبلغنا -والله أعلم- أنه قال: فمَن للصبية؟ قال: النار، قال: فقام إليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه. وأمَّا أُبَيَّ بن خلف؛ فقال: والله لأقتلنَّ محمداً، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "بل أنا أقتله إن شاء الله"، قال: فانطلق رجل ممن سمع ذلك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أُبَيّ بن خلف، فقيل: إنَّه لَمّا قيل لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ما قلتَ؛ قال: "بل أنا أقتله إن شاء الله"، فأفزعه ذلك، وقال: أنْشُدُك بالله أسمعته يقول ذلك؟ قال: نعم، فوقعت في نفسه؛ لأنهم لم يسمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قولاً إلا كان حقاً. فلما كان يوم أُحد؛ خرج أُبَيّ بن خلف مع المشركين، فجعل يلتمس غفلة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحمل عليه، فيحُول رجل من المسلمين بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال لأصحابه: "خَلُّوا عنه"، فأخذ الحربة فجزله بها (¬1) -يقول: رماه بها- فيقع في ترقوته، تحت تسبغة البيضة، وفوق الدرع، فلم يخرج منه كبير دم، واحتقن الدم في جوفه، فجعل يخور كما يخور الثور، فأقبل أصحابه، حتى احتملوه وهو يخور، وقالوا: ما هذا؟ فوالله ما بك إلا خدش، فقال: والله؛ لو لم ¬
يصيبني إلا بريقه لقتلني، أليس قد قال: "أنا أقتله إن شاء الله"، والله؛ لو كان ما بي بأهل [ذي] المجاز لقتلهم، قال: فما لبث إلا يوماً أو نحو ذلك حتى مات إلى النار؛ فأنزل الله فيه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} إلى قوله: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: نزلت في أُمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط، {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}؛ قال: هذا عقبة، {لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}؛ قال: أمية، وكان عقبة خدناً لأمية، فبلغ أمية أن عقبة يريد الإِسلام، فأتاه، وقال: وجهي من وجهك حرام إن أسلمت أن أكلمك أبداً، ففعل؛ فنزلت هذه الآية فيهما (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عمرو بن ميمون في قوله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}؛ قال: نزلت في عقبة بن أبي معيط، وأُبيّ بن خلف، دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على عقبة في حاجة وقد صنع طعاماً للناس، قال: فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طعامه، فقال: "قد علمت أني لا أكل طعامك، ولسْتَ على ديني"، قال: "لا، حتى تسلم"؛ فأسلم وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكل وبلغ الخبر أبيّ بن خلف، فأتى عقبة فذكر له ما صنع، فقال له عقبة: أترى مثل محمد يدخل منزلي وفيه طعام، ثم يخرج ولا يأكل! قال أبي: فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع إليه وتتفل في وجهه وترجع عما دخلت فيه، قال: فجاء ففعل ذلك ونزل القرآن: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} قال: عقبه (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن رجلاً من قريش (وفي رواية: عقبة بن أبي معيط) كان يغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقيه رجل آخر من قريش (وفي رواية: أمية بن خلف) -وكان له صديقاً- فلم يزل به حتى صرفه وصدّه عن غشيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله فيهما ما تسمعون (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: هو أُبيّ بن خلف كان يحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - فزجره عقبة بن أبي معيط (¬1). [ضعيف جداً] * وعنه؛ قال: كان أُبيّ بن خلف يحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - فزجره عقبة بن أبي معيط؛ فنزل: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ. . .}، قال: الظالم: عقبة، وفلاناً خليلاً: أُبيّ بن خلف (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن أبا معيط كان يجلس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة لا يؤذيه، وكان رجلاً حليماً، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه، وكان لأبي معيط خليل غائب عنه بالشام، فقالت قريش: صبا أبو معيط، وقدم خليله من الشام ليلاً، فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه؟ فقالت: أشد مما كان أمراً، فقال: ما فعل خليلي أبو معيط؟ فقال: صبأ، فبات بليلة سوء، فلما أصبح؛ أتاه أبو معيط فحياه، فلم يرد عليه التحية، فقال: ما لك لا ترد عليَّ تحيتي؟ فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت؟ قال: أو قد فعلتها قريش؟! قال: نعم، قال: فما يُبرئ صدورهم إن أنا معك؟ قال: نأتيه في مجلسه، وتبصق في وجهه، ¬
وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم؛ ففعل؛ فلم يزد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مسح وجهه من البصاق، ثم التفت إليه فقال: إن وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبراً". فلما كان يوم بدر، وخرج أصحابه؛ أبى أن يخرج، فقال له أصحابه: أخرج معنا، قال: قد وعدني هذا الرجل إن وجدني خارجاً في جبال مكة أن يضرب عنقي صبراً، فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك، فلو كانت الهزيمة طرف عليه، فخرج معهم، فلما هزم الله المشركين، وحلَّ به جمله في جدد من الأرض؛ أخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسيراً في سبعين من قريش، وقدم إليه أبو معيط فقال: تقتلني من بين هؤلاء؟ قال: "نعم؛ بما بصقت في وجهي"؛ فأنزل الله في أبي معيط: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} إلى قوله: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (¬1). * عن السدي: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)}؛ قال: نزلت في عقبة بن أبي معيط، كان قد غشي مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهَمّ أن يسلم، فلقيه أمية بن خلف؛ فقال: يا عقبة! بلغني أنك قد صبوت فتبعت محمداً، فقال: فعلت، قال: فوجهي من وجهك حرام حتى تأتيه فتتفل في وجهه وتتبرأ منه؛ فيعلم قومك أنك عدو لمن عاداهم، وفرق عليهم جماعتهم، فأطاعه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فتفل في وجهه، وتبرأ منه، فاشتد ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيه، يخبر بما هو صائر إليه من الندامة وتبرؤه من خليله أمية بن خلف؛ فقال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد؛ قوله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}: عقبة بن أبي معيط دعا مجلساً فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لطعام، فأبى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأكل، وقال: "لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، فقال: ما أنت بآكل حتى أشهد؟ قال: "نعم" قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فلقيه أمية بن خلف، فقال: أقد صبوت؟ قال: إني أخالك على ما تعلم، ولكن صنعت طعاماً فأبى أن يأكل حتى أقول ذلك؛ فقلته وليس من نفسي (¬1). [ضعيف] * {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال المشركون: إن كان محمد كما يزعم نبياً فلم يعذبه ربه؛ ألا ينزل عليه القرآن جملة واحدة؟ ينزل عليه الآية والآيتين والسورة؟!؛ فأنزل الله على نبيه جواب ما قالوا: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} إلى {وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (¬2). [حسن] * {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}؛ قال: كان الرجل يعبد الحجر الأبيض زماناً من الدهر في ¬
الجاهلية، فإذا وجد حجراً أحسن منه؛ رمى به، وعبد الآخر؛ فأنزل الله الآية (¬1). [حسن] * عن أبي رجاء العطاردي؛ قال: كانوا في الجاهلية يأكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه؛ رموا به وعبدوا الآخر، فإذا فقدوا الآخر؛ أمروا منادياً فنادى: أيها الناس! إن إلهكم قد ضل فالتمسوه؛ فأنزل الله هذه الآية: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (¬2). * {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)}. * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: سألت -أو سئل- رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب عند الله أكبر؟ قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"، قلت: ثم أي؟ قال: "ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني بحليلة جارك"، قال: ونزلت هذه الآية تصديقاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (¬3). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو لحسن، ولو تخبرنا أنَّ لِمَا عملنا كفارة؛ فنزل: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)}، ونزل: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ} [الزمر: 53] (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلوات لمواقيتهن"، قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين"، قلت: ثم أي؟ قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، ولو استزدته لزادني، وسألته: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "الشرك بالله"، قلت: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك". فما لبثنا إلا يسيراً حتى أنزل الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (¬2). ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: نزلت {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} إلى آخر الآية في وحشي وأصحابه، قالوا: كيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان، وقتلنا المؤمنين، ونكحنا المشركات؟ فأنزل الله فيهم: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}؛ فأبدلهم الله بعبادة الأوثان عبادة الله، وأبدلهم بقتالهم مع المشركين قتالاً مع المسلمين للمشركين، وأبدلهم بنكاح المشركات نكاح المؤمنات (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} إلى قوله: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}، فقال المشركون: ولا والله ما كان هؤلاء الذين مع محمد إلا معنا، قال: فأنزل الله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}، قال: تاب من الشرك وآمن، قال: بعقاب الله ورسوله {وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}، قال: صدق، {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} قال: يبدل الله أعمالهم السيئة التي كانت في الشرك بالأعمال الصالحة حين دخلوا في الإيمان (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قرأناها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنين: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} الآية، ثم نزلت: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}؛ فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فرحاً قط أشد فرحاً منه بها، وبـ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] (¬1). [ضعيف] * عن الضحاك يقول في قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} وهذه الآية مكية نزلت بمكة، {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}؛ يعني: الشرك والقتل والزنا جميعاً، لما أنزل الله الآية؛ قال المشركون من أهل مكة: يزعم محمد أن من أشرك وقتل وزنى؛ فله النار، وليس له عند الله خير؛ فأنزل: {إِلَّا مَنْ تَابَ} من المشركين من أهل مكة {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}، يقول: يبدل الله مكان الشرك والقتل والزنا؛ الإيمان بالله والدخول في الإِسلام، وهو التبديل في الدنيا؛ وأنزل الله في ذلك: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر: 53]؛ يعنيهم بذلك: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}؛ يعني: ما كان في الشرك، يقول الله لهم: أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له، يدعوهم إلى الإِسلام. فهاتان الآيتان مكيتان، والتي في [النساء: 93]: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} الآية، هذه مدنية نزلت بالمدينة، وبينها وبين التي ¬
نزلت في الفرقان ثمان سنين وهي مبهمة ليس منها مخرج (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد! كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)}، فقال وحشي: يا محمد! هذا شرط شديد {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}، فلعلي لا أقدر على هذا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، فقال وحشي: يا محمد! أرى بعد مشيئة، فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}، قال وحشي: هذا، فجاء فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله! إذا أصبنا ما أصاب وحشي؟ قال: "هي للمسلمين عامة" (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}؛ اشتد ذلك على المسلمين، فقالوا: ما منا أحد إلا أشرك وقتل وزنى؛ فأنزل الله: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا. . .} [الزمر: 53]، يقول: ¬
لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك، ثم نزلت بعده: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}؛ فأبدلهم الله بالكفر الإِسلام، وبالمعصية الطاعة، وبالإنكار المعرفة، وبالجهاله العلم (¬1). * عن عامر الشعبي: أنه سئل عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}؛ قال: هؤلاء كانوا في الجاهلية فأشركوا، وقتلوا، وزنوا، فقالوا: لن يغفر الله لنا؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِلَّا مَنْ تَابَ}، قال: كانت التوبة والإيمان والعمل الصالح، وكان الشرك والقتل والزنا، كانت ثلاث مكان ثلاث (¬2). [ضعيف] * عن أبي مالك؛ قال: لما نزلت: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}؛ قال بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: كنا أشركنا في الجاهلية، وقتلنا؛ فنزلت: {إِلَّا مَنْ تَابَ} (¬3). [ضعيف] ¬
سورة الشعراء
سورة الشعراء. * {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}. * عن أبي جهضم؛ قال: رؤي النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه متحير؛ فسألوه عن ذلك، فقال: "ولم. .! ورأيت عدوي يلون أمر أمتي من بعدي"؛ فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)} (¬1). [ضعيف] * {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)}. * عن ابن جريج: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}؛ بدأ بأهل بيته وفصيلته، فشق ذلك على المسلمين؛ فأنزل الله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)} (¬2). [ضعيف] ¬
* {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: تهاجى رجلان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أحدهما من الأنصار، والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء؛ فأنزل الله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: تهاجى شاعران في الجاهلية، وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس؛ فأنزل الله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)} (¬2). [ضعيف] * عن عروة؛ قال: لما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}؛ ¬
قال عبد الله بن رواحة: قد علم الله أني منهم؛ فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} حتى ختم الآية (¬1). [ضعيف] * عن أبي الحسن سالم البراد؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}؛ جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يبكون، فقالوا: يا رسول الله! أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، فقال: "اقرءوا ما بعدها: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (¬2). [ضعيف] * عن أبي الحسن مولى بني نوفل: أن حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت هذه الآية: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} يبكيان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرؤها عليهما: ¬
{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}، قال: "أنتم" (¬1). [ضعيف] ¬
سورة النمل
سورة النمل. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أنزلت سورة النمل بمكة. * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- مثله (¬1). ¬
سورة القصص
سورة القصص. * {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}. * عن رفاعة القرظي -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت هذه الآية في عشرة، أنا أحدهم: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)} (¬1). [صحيح] ¬
* عن علي بن رفاعة؛ قال: خرج عشرة رهط من أهل الكتاب، منهم: رفاعة -يعني: أباه- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا؛ فأوذوا؛ فنزلت: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}. وفي رواية: كان أبي من الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب، وكانوا عشرة، فلما جاءوا؛ جعل الناس يستهزئون بهم ويضحكون منهم؛ فأنزل الله: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)}؛ قال: كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق يأخذون بها وينتهون إليها، حتى بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا به وصدقوا به، فأعطاهم الله أجرهم مرتين؛ بصبرهم على الكتاب الأول، واتباعهم محمداً - صلى الله عليه وسلم -، وصبرهم على ذلك، وذكر أن منهم سلمان وعبد الله بن سلام (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سلامة العجلي؛ قال: جاء ابن أخت لي من البادية، يقال له: قدامة، فقال لي ابن أختي: أحب أن ألقى سلمان الفارسي؛ فأسلم عليه، فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفاً، ووجدناه على سرير يسف (¬1) خوصاً فسلمنا عليه، قلت: يا أبا عبد الله! هذا ابن أخت لي قدم عليّ من البادية، فأَحبَّ أن يسلم عليك، قال: وعليه السلام ورحمة الله، قلت: يزعم أنه يحبك، قال: أحبه الله، قال: فتحدثنا، وقلنا له: يا أبا عبد الله! ألا تحدثنا عن أصلك، وممن أنت؟ قال: أما أصلي وممن أنا؛ فأنا رجل من أهل رامهرمز كنا قوماً مجوساً، فأتانا رجل نصراني من أهل الجزيرة كانت أمه منا، فنزل فينا واتخذ فينا ديراً، قال: وكنت في كُتَّاب الفارسية، وكان لا يزال غلام معي في الكُتَّاب يجيء مضروباً يبكي قد ضربه أبواه، فقلت له يوماً: ما يبكيك؟ قال: يضربني أبواي، قلت: ولِمَ يضربانك؟ قال: آتي صاحب هذا الدير، فإذا علما ذلك ضرباني، وأنت لو أتيته سمعت منه حديثاً عجيباً، قلت: فاذهب بي معك، فأتيناه فحدثنا عن بدء الخلق، وعن بدء خلق السماء والأرض، وعن الجنة والنار، فحدثنا بأحاديث عجيب، قال: وكنت اختلف إليه معه، قال: ففطن لنا غلمان من الكُتَّاب، فجعلوا يجيئون معنا، فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه، فقالوا له: يا هذا إنك قد جاورتنا، فلم تر من جوارنا إلا الحسن، وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك، ونحن نخاف أن تفسدهم علينا، اخرج عنا، قال: نعم. فقال لذلك الغلام الذي كان يأتيه: اخرج معي، قال: لا أستطيع ذاك؛ وقد علمت شدة أبويَّ عليَّ، قلت: لكني أنا أخرج معك، وكنت ¬
يتيماً لا أب لي، فخرجت معه، فأخذنا جبل رامهرمز فجعلنا نمشي ونتوكل، ونأكل من ثمر الشجر، حتى قدمنا الجزيرة، فقدمنا نصيبين، فقال لي صاحبي: يا سلمان! إن ههنا قوماً هم عباد أهل الأرض، وأنا أحب أن ألقاهم، قال: فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا، فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا به، وقالوا: أين كانت غيبتك؟ قال: كنت في إخوان لي من قبل فارس، فتحدثنا ما تحدثنا، ثم قال لي صاحبي: قم يا سلمان! انطلق، فقلت: لا، دعني مع هؤلاء، قال: إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء، يصومون الأحد إلى الأحد، ولا ينامون هذا الليل، وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة، فكنت فيهم حتى أمسينا، فجعلوا يذهبون واحداً واحداً إلى غاره الذي يكون فيه، قال: فلما أمسينا قال ذلك الرجل الذي من أبناء الملوك: هذا الغلام ما يصنع؟ ليأخذه رجل منكم، فقالوا: خذه أنت، فقال لي: هلم يا سلمان! فذهب بي معه حتى أتى غاره الذي يكون فيه، فقال: يا سلمان! هذا خبز وهذا أدم، فكل إذا غرثت، وصم إذا نشطت، وصل ما بدا لك، ونم إذا كسلت، ثم قام في صلاته فلم يكلمني إلا ذلك، ولم ينظر إلى فأخذني الغم تلك السبعة أيام لا يكلمني أحد، حتى كان الأحد، فانصرف إليَّ، فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون، قال: وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه، فيلقى بعضهم بعضاً، فيسلم بعضهم على بعض، ثم لا يلتقون إلى مثله، قال: فرجعنا إلى منزلنا، فقال لي مثل ما قال لي أول مرة: هذا خبز وأدم، فكل منه إذا غرثت، وصم إذا نشطت، وصل ما بدا لك، ونم إذا كسلت، ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إليَّ ولم يكلمني إلى الأحد الآخر، وأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار، فقلت: أصبر أحدين أو ثلاثة، فلما كان يوم الأحد رجعنا إليهم، فأفطروا واجتمعوا، فقال لهم: إني أريد بيت المقدس، فقالوا له: وما تريد إلى ذلك؟ قال: لا عهد لي به، قالوا: إنا نخاف أن يحدث بك حدث؛ فيليك غيرك، وكنا
نحب أن نليك، قال: لا عهد لي به، فلما سمعته يذكر ذلك فرحت، قلت: نسافر ونلقى الناس، فيذهب عني الغم الذي كنت أجد، فخرجت أنا وهو، وكان يصوم من الأحد إلى الأحد، ويصلي الليل كله، ويمشي النهار، فإذا نزلنا قام يصلي، فلم يزل ذلك حتى انتهينا إلى بيت المقدس، وعلى الباب رجل مقعد يسأل الناس، فقال: أعطني، فقال: ما معي شيء، فدخلنا بيت المقدس، فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به، فقال لهم: غلامي هذا فاستوصوا به، فانطلقوا بي، فأطعموني خبزاً ولحماً، ودخل في الصلاة فلم ينصرف إليَّ حتى كان يوم الأحد الآخر، ثم انصرف فقال لي: يا سلمان! إني أريد أن أضع رأسي، فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني، فوضع رأسه فنام، فبلغ الظل الذي قال، فلم أوقظه مأواة مما رأيت من اجتهاده ونصبه، فاستيقظ مذعوراً، فقال: يا سلمان! ألم أكن قلت لك: إذا بلغ الظل كذا وكذا فأيقظني؟ قلت: بلى، ولكن إنما منعني مأواة لك لما رأيت من دأبك، قال: ويحك يا سلمان! إني أكره أن يفوتني شيء من الدهر لم أعمل فيه لله خيراً، ثم قال لي: يا سلمان! اعلم أن أفضل ديننا اليوم النصرانية، قلت: ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية؟ كلمة ألقيت على لساني، قال: نعم، يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإذا أدركته فأتبعه وصدقه، قلت: وإن أمرني أن أدع النصرانية؟ قال: نعم؛ فانه نبي لا يأمر إلا بحق، ولا يقول إلا حقاً، والله؛ لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها، ثم خرجنا من بيت القدس، فمررنا على ذلك المقعد، فقال له: دخلت فلم تعطني، وهذا الخروج فأعطني، فالتفت فلم يَرَ حوله أحداً، قال: فأعطني يدك، فأخذه بيده، فقال: قم بإذن الله، قال: فقام صحيحاً سوياً فتوجه نحو أهله، فأتبعته بصري تعجباً مما رأيت وخرج صاحبي، فأسرع المشي وتبعته، فتلقاني رفقة كلب أعراب، فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقاً،
فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الأنصار، فجعلني في حائط له من نخل فكنت فيه، قال: ومن ثم تعلمت عمل الخوص أشتري خوصاً بدرهم، فأعمله فأبيعه بدرهمين، فأرد درهماً في الخوص واستنفق درهماً، أحب أن آكل من عمل يدي، وهو يومئذ أمير على عشرين ألفاً. فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أن الله -عزّ وجلّ- أرسله، فمكثنا ما شاء الله أن نمكث، فهاجر إلينا، وقدم علينا، فقلت: والله لأجربنه، فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم، ثم طبخته، فجعلت قصعة من ثريد، فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه، فقال: "ما هذه أصدقة أم هدية؟ "، قلت: بل صدقة، فقال لأصحابه: "كلوا، بسم الله"، وأمسك ولم يأكل، فمكثت أياماً، ثم اشتريب لحماً أيضاً بدرهم، فأصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها، فوضعتها بين يديه، فقال: "ما هذه؟ هدية أم صدقة؟ "، قلت: لا، بل هدية، فقال لأصحابه: "كلوا، بسم الله"، وأكل معهم، قلت: هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فنظرت؛ فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة؛ فأسلمت، ثم قلت له ذات يوم: يا رسول الله! أي قوم النصارى؟ قال: "لا خير فيهم"، وكنت أحبهم حباً شديداً؛ لما رأيت من اجتهادهم، ثم إني سألته بعد أيام: يا رسول الله! أي قوم النصارى؟ قال: "لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم"، قلت في نفسي: فأنا والله أحبهم، قال: وذاك والله حين بعث السرايا وجرد السيف، فسرية تدخل وسرية تخرج، والسيف يقطر، قلت: يحدث بي الآن أني أحبهم، فيبعث إليَّ فيضرب عنقي، فقعدت في البيت، فجاءني الرسول ذات يوم فقال: "يا سلمان! أجب"، قلت: من؟ قال: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، قلت: هذا والله الذي كنت أحذر، قلت: نعم حتى ألحقك، قال: "لا والله، حتى تجيء"، وأنا أحدث نفسي أن لو ذهب أن أفر، فانطلق بي فانتهيت إليه،
فلما رآني تبسم وقال لي: "يا سلمان! أبشر فقد فرج الله عنك"، ثم تلا عليَّ هؤلاء الآيات: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}، قلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لقد سمعته يقول: لو أدركته فأمرني أن أقع في النار لوقعتها، إنه نبي لا يقول إلا حقاً ولا يأمر إلا بالحق (¬1). [ضعيف] * وعنه -أيضاً-؛ قال: تداولتني الموالي حتى وقعت بيثرب، فلما يكن في الأرض قوم أحب إليَّ من النصارى، ولا دين أحب إليَّ من النصرانية؛ لما رأيت من اجتهادهم، فبينا أنا كذلك؛ إذ قالوا: قد بُعث في العرب نبيٌّ، ثم قالوا: قدم المدينة فأتيته فجعلت أسأله عن النصارى، قال: "لا خير في النصارى، ولا أحب النصارى"، قال: فأخبرته أن صاحبي قال: لو أدركته فأمرني أن أقع النار لوقعها، قال: وكنت قد استهترت بحب النصارى، فحدثت نفسي بالهرب، وقد جرّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
السيف، فأتاني آت فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك، فقلت: اذهب حتى أجيء، وأنا أحدث نفسي بالهرب، قال لي: لن أفارقك حتى أذهب بك إليه، فانطلقت به، فلما رآني، قال: "قد أنزل الله عذرك: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)} (¬1). * عن مجاهد: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ. . .}؛ قال: أناس من أهل الكتاب أسلموا، فكان أناس من اليهود إذا مروا عليهم سبوهم؛ فأنزل الله هذه الآية فيهم (¬2). [ضعيف] * وعنه في قوله: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، قال: نزلت في قوم كانوا مشركين فأسلموا، فكان قومهم يؤذونهم (¬3). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: لما أتى جعفر وأصحابه النجاشي أنزلهم وأحسن إليهم، فلما أرادوا أن يرجعوا؛ قال: من آمن من أهل مملكته: ائذن لنا فلنصحب هؤلاء في البحر، ونأتي هذا النبي فنحدث به عهداً، فانطلقوا فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشهدوا معه أُحداً وخيبر ولم ¬
يصب أحد منهم، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ائذن لنا فلنأت أرضنا؛ فإن لنا أموالاً فنجيء بها فننفقها على المهاجرين؛ فإنا نرى بهم جهداً، فأذن لهم فانطلقوا؛ فجاؤوا بأموالهم، فأنفقوها على المهاجرين؛ فأنزلت فيهم الآية: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)} (¬1). [ضعيف] * {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه عند الموت: "قل: لا إله إلا الله؛ أشهد لك بها يوم القيامة"، فأبى؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (¬2). [صحيح] * عن المسيب بن حزن -رضي الله عنه-؛ قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة؛ جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: "أي عم! قل: لا إله إلا الله؛ كلمة أحاج لك بها عند الله"، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة ¬
عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة؛ حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأستغفرن لك ما لم انهَ عنك"؛ فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)} [التوبة: 113]؛ وأنزل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (¬1). [صحيح] * عن أبي سعيد بن رافع؛ أنه قال لابن عمر -رضي الله عنهما-: أفي أبي طالب نزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}؟ قال: نعم (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في أبي طالب (¬3). * عن السدي مثله (¬4). [ضعيف جداً] ¬
* عن قتادة في قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}: ذُكر لنا أنها نزلت في أبي طالب (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}؛ قال: نزلت في أبي طالب، ألح عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسلم فأبى؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}؛ أي: لا تقدر تلزمه الهدى وهو كاره له؛ إنما أنت نذير: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} للإيمان. * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}؛ قال: نزلت في أبي طالب عند موته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - عند رأسه وهو يقول: "يا عمِّ! قل: لا إله إلا الله؛ أشفع لك بها يوم القيامة"، قال أبو طالب: لا؛ يعيرني نساء قريش بعدي أني جزعت عند موتي؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}؛ يعني: لا تقدر أن تلزمه الهدى وهو يهوى الشرك، ولا تقدر تدخله الإِسلام كرهاً حتى يهواه {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} أن يقهره على الهدى كرهاً لفعل وليس بفاعل حتى يكون ذلك منه، فأخبر الله بقدرته، وهو كقوله: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} ¬
[الشعراء: 3، 4]؛ فأخبر بقدرته أنه لا يعجزه شيء (¬1). * {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}؛ قال: هم أناس من قريش قالوا لمحمد: إن نتبعك يتخطفنا الناس؛ فقال الله -تعالى-: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الحارث بن عامر بن نوفل هو الذي قال: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} (¬3). [ضعيف] ¬
* {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}. * عن مجاهد؛ قال: نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي أبي جهل بن هشام (¬1). [ضعيف] * {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال؛ يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبقال والبيع فيفتح عليه القرآن، ويقرأ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا ¬
فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}، ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع، في الولاة وأهل القدرة من سائر الناس (¬1). * {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}. * عن الضحاك؛ قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة فبلغ الجحفة؛ اشتاق إلى مكة؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)} إلى مكة (¬2). [ضعيف جداً] * {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185]؛ قال: لما نزلت؛ قيل: يا رسول الله! فما بال الملائكة؟ فنزلت: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (¬3). ¬
سورة العنكبوت
سورة العنكبوت. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة العنكبوت بمكة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير نحوه (¬2). * {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}. * عن الشعبي؛ قال: إنها نزلت؛ يعني: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} الآيتين في أناس كانوا بمكة أقروا بالإِسلام، فكتب إليهم أصحاب محمد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة: أنه لا يقبل منكم إقرار بالإِسلام حتى تهاجروا، فخرجوا عامدين إلى المدينة؛ فاتبعهم المشركون، فردوهم؛ فنزلت فيهم هذه الآية، فكتبوا إليهم أنه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا، فقالوا: نخرج فإن اتبعنا أحد؛ قاتلناه، قال: فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم، ثم منهم من قتل ومنهم من نجا؛ فأنزل الله فيهم: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)} [النحل:110] (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عبيد بن عمير؛ قال: نزلت في عمار بن ياسر؛ إذ كان يعذب في الله (¬1). * عن قتادة؛ قال: أنزلت: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ} في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعرض لهم المشركون فرجعوا، فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم؛ فخرجوا، فقتل من قتل وخلص من خلص؛ فنزل القرآن: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (¬2). [ضعيف] * عن ابن عمير وغيره يقولون: كان أبو جهل -لعنه الله- يعذب ¬
عمار بن ياسر وأمَّه، ويجعل على عمار درعاً من حديد في اليوم الصائف، وطعن في حيا أُمه برمح؛ ففي ذلك نزلت: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)} (¬1). [ضعيف] * {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}. * عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت فيَّ أربعُ آيات: أصبت سيفاً فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! إني أصبت سيفاً؛ فنزلت هذه الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال:1]. وصنع رجل طعاماً فدعانا، فشربنا الخمر حتى انتشينا، فتفاخرت الأنصار وقريش؛ فقالت الأنصار: نحن خير، وقالت قريش: نحن خير، فقام رجل منهم ففزر أنفه، فكان أنف سعد مفزوراً؛ ونزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90] الآية. قال: وقالت أمي: أليس تزعم أن الله يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين، فوالله لا آكل طعاماً ولا أشرب شراباً حتى تكفر، ولم تأكل طعاماً ولم تشرب شراباً، وكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فمها بعصا فيصبون فيه الطعام والشراب؛ فنزلت هذه الآية؛ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا}. ودخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وأنا مريض، فقلت: أوصي بمالي كله، قال: "لا"، قلت: النصف، فنهاني، قلت: الثلث، فسكت وأخذ الناس به (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} إلى قوله: {فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}؛ قال: نزلت في سعد بن أبي وقاص، لما هاجر؛ قالت أمه: والله لا يظلني بيت حتى يرجع؛ فأنزل الله في ذلك أن يحسن إليها ولا يطعها في الشرك (¬1). [ضعيف] * {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان قوم من أهل مكة ¬
أسلموا، وكانوا يستخفون بإسلامهم، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم قبل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين، وأكرهوا؛ فاستغفروا لهم؛ فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} [النساء: 97] إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية أن لا عذر لهم، فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة؛ فنزلت فيهم هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} إلي آخر الآية؛ فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كل خير؛ ثم نزلت فيهم: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)} [النحل: 110]؛ فكتبوا إليهم بذلك أن الله قد جعل لكم مخرجاً، فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل (¬1). * عن قتادة في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ} إلى قوله: {وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}؛ قال: هذه الآيات أُنزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة، وهذه الآيات العشر مدنية إلى ههنا وسائرها مكي (¬2). [ضعيف] * عن الضحاك؛ قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} الآية؛ نزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين؛ رجعوا إلى الكفر مخافة من يؤذيهم، وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله (¬3). [ضعيف] ¬
* عن السدي؛ قال: كان أناس من المؤمنين آمنوا وهاجروا؛ فلحقهم أبو سفيان، فرد بعضهم إلى مكة فعذبهم، فافتتنوا؛ فأنزل الله فيهم هذا (¬1). [ضعيف جداً] * {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)}. * عن محمد بن الحنفية؛ قال: كان أبو جهل وصناديد قريش يتلقون الناس إذا جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلمون، فيقولون: إنه يحرم الخمر، ويحرم الزنا، ويحرم ما كانت تصنع العرب؛ فارجعوا فنحن نحمل أوزاركم؛ فنزلت هذه: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)} (¬2). [ضعيف] * {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)}. * عن مجاهد: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}؛ قال: كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ¬
يخط بيمينه ولا يقرأ كتاباً؛ فنزلت هذه الآية (¬1). [ضعيف] * {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)}. * عن يحيى بن جعدة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بكتاب في كتف، فقال: "كفى بقومٍ ضلالة أن يبتغوا كتاباً غير كتابهم إلى نبي غير نبيهم"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (¬2). [ضعيف] * {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)}. * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل في بعض حيطان الأنصار، فجعل يلتقط التمر ويأكل، فقال لي: "يا ¬
ابن عمر! ما لك لا تأكل؟ "، قال: قلت: يا رسول الله! لا أشتهيه، قال: "لكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة لم أذق طعاماً ولم أجده، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبؤون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟ "، فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)}، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -عزّ وجلّ- لم يأمرني بكنز الدنيا ولا اتباع الشهوات، فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية؛ فإن الحياة بيد الله، ألا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً، ولا أخبأ رزقاً لغد" (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه قال: قالوا: يا محمد! ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لقتلنا، والعرب أكثر منا، فمتى بلغهم أنا قد دخلنا في دينك؛ اختطفنا، فكنا أكلة رأس؛ فأنزل الله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
سورة الروم
سورة الروم. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الروم بمكة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير مثله (¬2). * {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قول الله -تعالى-: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}؛ قال: غُلِبَتْ وغَلَبَتْ، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم؛ لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أما إنهم سيغلبون"، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا؛ كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم؛ كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ألا جعلته إلى دون؟ "، قال: أراه العشر، قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر، قال: ثم ظهرت الروم ¬
بعد، قال: فذلك قوله -تعالى-: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى قوله: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ}، قال سفيان: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: كانت فارس ظاهرة على الروم، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، وهم أقرب إلى دينهم، فلما نزلت: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى {فِي بِضْعِ سِنِينَ}؛ قالوا: يا أبا بكر! إن صاحبك يقول: "إن الروم تظهر على ¬
فارس في بضع سنين"، قال: صدق، قالوا: هل لك أن نقامرك؟ فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين، فمضت السبع ولم يكن شيء، ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما بضع سنين عندكم؟ "، قالوا: دون العشر، قال: "اذهب"، فزايدهم وازْدَدْ سنتين، قال: فما مضت السنتان؛ حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس؛ ففرح المسلمون بذلك؛ فأنزل الله: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى قوله: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} (¬1). [ضعيف] * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)}؛ قال: لقي ناس أبا بكر -رضي الله عنه-، فقالوا: ألا ترى إلى صاحبك يزعم أن الروم ستغلب فارس، قال: صدق، قال: فهل نبايعك على ذلك؟ قال: نعم، قال أبو بكر: فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما أردت إلى هذا؟ "، فقال: يا رسول الله! ما فعلته إلا تصديقاً لله ورسوله، قال: "فتعرض لهم وأعظم لهم الخطر، واجعله إلى بضع سنين؛ فإنه لن تمضي السنون حتى تظهر الروم على فارس". ¬
قال: فمر بهم أبو بكر، فقال: هل لكم في العوْد؛ فإن العوْدَ أحمدُ، قالوا: نعم، فبايعوه وأعظموا الخطر، فلم تمض السنون حتى ظهرت الروم على فارس؛ فأخذ الخطر وأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا للنجائب" (¬1). [ضعيف] * عن نيار بن مكرم الأسلمي -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ} فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك قول الله -تعالى-: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)} فكانت قريش تحب ظهور فارس؛ لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله -تعالى- هذه الآية؛ خرج أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يصيح في نواحي مكة: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ}، قال ناس من قريش لأبي بكر: فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارساً في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟ قال: بلى، ¬
وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل؟ البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين، قسم بيننا وبينك وسطاً تنتهي إليه، قال: فقسموا بينهم ست سنين، قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين؛ لأن الله -تعالى- قال في بضع سنين، قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير (¬1). [حسن] * عن ابن شهاب؛ قال: كان المشركون يجادلون المسلمين وهم ¬
بمكة، يقولون: الروم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل على نبيكم، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ}، قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أنه لما نزلت هاتان الآيتان؛ ناحب أبو بكر بعض المشركين قبل أن يُحَرَّمَ القمار على شيء، إن لم تغلب فارس في سبع سنين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِمَ فعلت؟ فكل ما دون العشر بضع"، وكان ظهور فارس على الروم في تسع سنين، ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية؛ ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب (¬1). [ضعيف] * عن قتادة: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)}؛ قال: غلبهم أهل فارس على أدنى الشام {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ} الآية، قال: لما أنزل الله -عزّ وجلّ- هؤلاء الآيات، صدق المسلمون ربهم وعرفوا أن الروم ستظهر على أهل فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص، وأجلوا بينهم خمس سنين، قال: فولي قمار المسلمين أبو بكر -رضي الله عنه-، وولي قمار المشركين أُبيّ بن خلف، وذلك قبل أن ينهى عن القمار (في الأجل)، ولم يظهر الروم على فارس، فسأل المشركون قمارهم، فذكر ذلك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لم يكونوا أحقاء أن يؤجلوا أجلاً دون العشر؛ فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر، فزايدوهم ومادّوهم في ¬
الأجل"؛ ففعلوا؛ فأظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الأول، فكان ذلك مرجعهم من الحديبية، ففرح المسلمون بصلحهم الذي كان من ظهور أهل الكتاب على المجوس، وكان ذلك مما شد الله به الإِسلام؛ فهو قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف] * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: لما كان يوم بدر؛ ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين؛ فنزلت: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى قوله: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ}، قال: ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ}؛ قال: قد مضى، كان ذلك في أهل فارس والروم، وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلبت الروم بعد ذلك، ولقي نبي الله مشركي العرب يوم التقت الروم وفارس، فنصر الله النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من المسلمين على مشركي العرب، ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم؛ ففرح المؤمنون بنصر الله إياهم ونصر أهل الكتاب على العجم، قال عطية: فسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك؛ فقال: التقينا مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومشركي العرب والتقت الروم وفارس؛ فنصرنا الله على مشركي العرب، ونصر الله أهل الكتاب على المجوس؛ ففرحنا بنصر الله إيانا على المشركين، وفرحنا بنصر الله أهل الكتاب على المجوس؛ فذلك قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف جداً] * {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}. * عن عكرمة؛ قال: تعجب الكفار من إحياء الله الموتى؛ فنزلت: {وهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، قال: إعادة الخلق أهون عليه من إبداء الخلق (¬2). [ضعيف] ¬
* {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان يلبي أهل الشرك: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (¬1). [ضعيف] ¬
سورة لقمان
سورة لقمان. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت سورة لقمان بمكة (¬1). * {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: هو النضر بن الحارث بن علقمة، يشتري أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم (¬2). [موضوع] * وعنه -رضي الله عنه- في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}؛ قال: باطل الحديث هو الغناء ونحوه (¬3). [ضيف جداً] * وعنه -أيضاً-رضي الله عنه- في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}؛ قال: أنزلت في النضر بن الحارث، اشترى قينة فكان لا يسمع بأحد يريد الإِسلام إلا انطلق به إلى قينة، فيقول: أطعميه واسقيه ¬
وغنيه، هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام، وأن تقاتل بين يديه؛ فنزلت (¬1). [ضعيف جداً] * قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث، وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشاً، ويقول لهم: إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستمعون حديثه ويتركون استماع القرآن؛ فنزلت فيه هذه الآية (¬2). [موضوع] * عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن، ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام؛ وفي مثل ذلك أنزلت هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} إلى آخر الآية" (¬3). [ضعيف جداً] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: هو الغناء والذي لا إله إلا هو -يرددها ثلاث مرات- (¬1). [حسن] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: هو الغناء وأشباهه (¬2). [حسن لغيره] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية (¬1). [ضعيف جداً] * عن الحسن؛ قال: نزلت في الغناء والمزامير (¬2). [ضعيف] * عن عطاء الخراساني؛ قال: نزلت في الغناء والباطل والمزامير (¬3). [ضعيف] * {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. ¬
* عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لما نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]؛ قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينا لم يظلم؟ فأنزل الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (¬1). [صحيح] * {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}. * عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-؛ قال: إنه نزلت فيه آيات من القرآن؛ قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زَعَمْتَ أن الله وصَّاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، قال: مَكَثَتْ ثلاثاً حتى غُشي عليها من الجهد، فقام ابنُ لها يقال له: عُمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)} الحديث (¬2). [صحيح] * عن أبي هبيرة؛ قال: نزلت هذه الآية في سعد بن أبي وقاص (¬3). [صحيح لغيره] ¬
* عن سعد بن أبي وقاص؛ قال: جئت من الرمي، فإذا الناس مجتمعون على أمي؛ حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وعلى أخي عامر حين أسلم، فقلت: ما شأن الناس! فقالوا: هذه أمك قد أخذت أخاك عامراً تعطي الله عهداً: أن لا يظلها ظل، ولا تأكل طعاماً، ولا تشرب شراباً، حتى يدع الصباوة، فأقبل سعد -رضي الله عنه- حتى تخلص إليها، فقال: علي يا أمه، فاحلفي، قالت: لِمَ؟ قال: أن لا تستظلي في ظل، ولا تأكلي طعاماً، ولا تشربي شراباً، حتى تري مقعدك من النار، فقالت: إنما أحلف على ابني البر. فأنزل الله -تعالى-: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} إلى آخر الآية (¬1). * {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن أحبار يهود قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة: يا محمد! أرأيت قولك: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] إيانا تريد أم قومك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلاً"، فقالوا: ألست فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان كل شيء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها في علم الله قليل وعندكم من ذلك ما يكفيكم"؛ فأنزل الله عليه فيما سألوه عنه من ذلك: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}؛ أي: أن التوراة في هذه من علم الله قليل (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة؛ قال: سأل أهل الكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الروح؛ فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85]، فقالوا: تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلاً، وقد أوتينا التوراة؛ وهي الحكمة، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]؛ قال: فنزلت: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}؛ قال: ما أوتيتم من علم فنجاكم الله به من النار وأدخلكم الجنة؛ فهو كثير طيب، وهو في علم الله قليل (¬1). [ضعيف] * عن عطاء بن يسار؛ قال: لما نزلت بمكة: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]؛ يعني: اليهود، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة؛ أتاه أحبار يهود، فقالوا: يا محمد! ألم يبلغنا أنك تقول: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}؟ أفتعنينا أم قومك؟ قال: "كُلاً قد عنيت"، قالوا: فإنك تتلو: أنا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي في علم الله قليل، وقد آتاكم الله ما إن عملتم به انتفعتم"؛ فأنزل الله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} (¬2). [ضعف جداً] ¬
* عن قتادة؛ قال: قال المشركون: إنما هذا كلام يوشك أن ينفذ؛ فنزلت: {وَلَوْ أَنَّمَا في الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ}، يقول: لو كان شجر الأرض أقلاماً، ومع البحر سبعة أبحر مداد لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحر قبل أن تنفذ عجائب ربي، وحكمته وعلمه (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: قال حُيي بن أخطب: يا محمد! تزعم أنك أوتيت الحكمة {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]، وتزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلاً، فكيف يجتمع هاتان؟ فنزلت هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّمَا في الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ}؛ ونزلت التي في الكهف: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ. . .} [الكهف: 110] (¬2). [ضعيف جداً] * {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا في الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}. * عن مجاهد: {إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}؛ قال: جاء رجل إلى ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ماذا تلد؟ وبلادنا محل جدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت؟ فأنزل الله: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} إلى آخر السورة، قال: فكان مجاهد يقول: هن مفاتح الغيب التي قال الله: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59] (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة: أن رجلاً يقال له: الوارث من بني مازن بن حفصة بن قيس بن غيلان جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! متى قيام الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا، فمتى تخصب؟ وقد تركت امرأتي حُبلى، فمتى تلد؟ وقد علمت ما كسبت اليوم، فماذا أكسب غداً؟ وقد علمت بأي أرض ولدت، فبأي أرض أموت؟ فنزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف] ¬
سورة السجدة
سورة السجدة * {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفُ اوَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن بلال -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية؛ كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلون بعد المغرب إلى العشاء؛ فنزلت: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أُنزلت في صلاة العشاء ¬
الآخرة كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينامون حتى يصلوها (¬1). * عن عبد الله بن عيسى؛ قال: كان ناس من الأنصار يصلون ما بين المغرب والعشاء؛ فنزلت فيهم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (¬2). [ضعيف] * {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أنا أحد منك سناناً، وأبسط منك لساناً، وأملاء للكتيبة منك، فقال له علي: اسكت؛ فإنما أنت فاسق؛ فنزل: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)}؛ قال: يعني بالمؤمن: علياً، وبالفاسق: الوليد بن عقبة (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عطاء بن يسر؛ قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين الوليد وبين علي كلام؛ فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحدُّ منك سناناً، وأرد منك للكتيبة؛ فقال علي: اسكت؛ فإنك فاسق؛ فأنزل الله فيهما: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)} إلى قوله: {بِهِ تُكَذِّبُونَ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ قال: نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أما المؤمن؛ فعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وأما الفاسق؛ فعقبة بن أبي معيط، وذلك لسباب كان بينهما؛ فأنزل الله ذلك (¬3). [ضعيف] ¬
* {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28)}. * عن قتادة في قوله: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28)}؛ قال: قال أصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: إن لنا يوماً أَوْشَك أن نستريح فيه وننعم فيه، فقال المشركون: {مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الأحزاب
سورة الأحزاب * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الأحزاب بالمدينة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير مثله (¬2). * {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن أهل مكة -منهم: الوليد وشيبة بن ربيعة-، دعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يرجع عن قوله؛ على أن يعطوه شطر أموالهم، وَخَوَّفَهُ المنافقون واليهود بالمدينة: إن لم يرجع؛ قتلوه؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} (¬3). [ضعيف جداً] * {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي ¬
تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً يصلي فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترى أن له قلبين: قلباً معكم، وقلباً معهم؟! فأنزل الله -تعالى-: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ} (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة؛ قالوا: كان رجل يدعى ذا القلبين؛ فأنزل الله: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رجل من قريش يُسمى من دهيه: ذا القلبين؛ فأنزل الله هذا في شأنه (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن بريدة؛ قال: كان في الجاهلية رجل يقال له: ذو القلبين؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ. . .} (¬2). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: كان الرجلُ يقول: أَمَرَتْني نفسي بكذا، وأمرتني بكذا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ} (¬3). [ضعيف] * عن مجاهد: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ}؛ قال: إن رجلاً من بني فِهر قال: إن في جوفي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد! وكذب (¬4). [ضعيف] ¬
* عن قتادة؛ قال: كان رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمى ذا القلبين؛ فأنزل الله فيه ما تسمعون (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: إنها نزلت في رجل من قريش من بني جمح، يقال له: جميل بن معمر (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة فسها فيها؛ فخطرت منه كلمة، فسمعها المنافقون، فأكثروا؛ فقالوا: إن له قلبين، أم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة؟ إن له قلباً معكم، وقلباً مع أصحابه؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} إلى قوله: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ} (¬3). ¬
* عن الزهري؛ قال: بلغنا أن ذلك كان في زيد بن حارثة، فضرب له مثلاً، يقول: ليس ابن رجل آخر ابنك (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: نزلت في زيد بن حارثة -رضي الله عنه- (¬2). [ضعيف] * {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ في الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا (5)}. * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أن زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كُنا ندعوه إلا زيد بن محمد؛ حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} (¬3). [صحيح] * عن عائشة -رضي الله عنها--: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس -وكان ممن شهد بدراً- تبنى سالماً، وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى امرأة من الأنصار، كما تبنى النبي - صلى الله عليه وسلم - زيداً، وكان من تبني رجلاً في الجاهلية؛ دعاه الناس ابنه، وورث من ميراثه، حتى أنزل -عزّ وجلّ-: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}، ومن لم يعرف له أب؛ فمولى وأخ في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو، فقالت: يا رسول الله! إنا كنا نرى سالماً ولداً يأوي معي ومع أبي حذيفة، ويراني فضلاً، وقد أنزل الله -عزّ وجلّ- فيه ما علمت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ¬
"أرضعيه خمس رضعات"، وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة (¬1). [صحيح] * عن مجاهد؛ قال: نزلت هذه الآية في زيد بن حارثة (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان من أَمر زيد بن حارثة -رضي الله عنه- أنه كان في أخواله بني معن من بني ثعلب من طيء، فأصيب غلمة من طيء، فقدم به سوق عكاظ، وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها، فأوصته عمته خديجة -رضي الله عنها- أن يبتاع لها غلاماً ظريفاً عربياً إن قدر عليه، فلما جاء؛ وجد زيداً يباع فيها، فأعجبه ظرفه، فابتاعه، فقدم به عليها، وقال لها: إني قد اتبعت لك غلاماً ظريفاً عربياً، فإن أعجبك؛ فخذيه وإلا؛ فدعيه؛ فإنه قد أعجبني، فلما رأته خديجة؛ أعجبها؛ فأخذته، فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عندها، فأعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - ظرفه، فاستوهبه، فقالت: هو لك، فإن أردت عتقه؛ فالولاء لي، فأبى عليها، فوهبته له: إن شاء أعتق، وإن شاء أمسك، قال: فشب عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم إنه خرج في إبل أبي طالب إلى الشام، فمر بأرض قومه، فعرفه عمه، فقام إليه فقام: من أنت يا غلام؟! قال: غلام من أهل مكة، قال: من أنفسهم؟ قال: لا، قال: فحر أنت أم مملوك؟ قال: بل مملوك، قال: لمن؟ قال: لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال له: أعربي ¬
أنت أم عجمي؟ قال: بل عربي، قال: ممن أهلك؟ قال: كلب، قال: من أي كلب؟ قال: من بني عبد ود، قال: ويحك. .! ابن مَنْ أنت؟ قال: ابن حارثة بن شراحيل، قال: وأين أصبت؟ قال: في أخوالي، قال: ومن أخوالك؟ قال: طي، قال: ما اسم أمك؟ قال: سعدى، فالتزمه، وقال ابن حارثة: ودعا أباه، وقال: يا حارثة! هذا ابنك، فأتاه حارثة، فلما نظر إليه؛ عرفه، قال: كيف صنع مولاك إليك؟ قال: يؤثرني على أهله وولده، ورزقت منه حباً، فلا أصنع إلا ما شئت. فركب معه أبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة، فلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له حارثة: يا محمد! أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، ابني عبدك؛ فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه؛ فإنك ابن سيد قومه، فإنا سنرفع لك في الفداء ما أحببت، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيكم خيراً من ذلك"، قالوا: وما هو؟ قال: أخيّره؛ فإن اختاركم؛ فخذوه بغير فداء، وإن اختارني؛ فكفوا عنه، قالوا: جزاك الله خيراً فقد أحسنت، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا زيد! أتعرف هؤلاء؟ "، قال: نعم، هذا أبي وعمي وأخي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فأنا من قد عرفته، فإن اخترتهم؛ فاذهب معهم، وإن اخترتني؛ فأنا من تعلم"، فقال زيد: ما أنا بمختار عليك أحداً أبداً، أنت مني بمكان الوالد والعم، قال له أبوه وعمه: يا زيد! تختار العبودية على الربوبية؟ قال: ما أنا بمفارق هذا الرجل. فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرصه عليه؛ قال: اشهدوا أنه حر، وأنه ابني يرثني وأرثه، فطابت نفس أبيه وعمه؛ لما رأوا كرامته عليه، فلم يزل زيد في الجاهلية يدعى: زيد بن محمد؛ حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}؛ فدعي زيد بن حارثة (¬1). ¬
* عن الحسن بن عثمان؛ قال: حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا: كان عامر بن ربيعة يقال له: عامر بن الخطاب، وإليه كان ينسب؛ فأنزل الله فيه، وفي زيد بن حارثة، وسالم مولى أبي حذيفة، والمقداد بن عمرو: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (¬1). [ضعيف] * {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كِتَابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفُ اكَانَ ذَلِكَ في الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}. * عن قتادة؛ قال: لبث المسلمون زماناً يتوارثون بالهجرة، والأعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيئاً؛ فأنزل الله هذه الآية، فخلط المؤمنون بعضهم ببعض، فصارت المواريث بالملل (¬2). [ضعيف] * عن محمد بن الحنفية؛ قال: نزلت هذه الآية في جواز وصية المسلم لليهودي والنصراني (¬3). [ضعيف] * عن الكلبي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين المهاجرين، فكانوا يتوارثون بالهجرة حتى نزلت: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كِتَابِ اللهِ} ¬
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}؛ فجمع الله المؤمنين والمهاجرين، قال: {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفُاً}؛ إلا أن توصوا لأوليائكم؛ يعني: الذين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بينهم (¬1). [موضوع] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)}. * عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة؛ قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال جلساؤه: أما والله لو كنا شهدنا ذلك لفعلنا وفعلنا، فقال حذيفة: لا تمنوا ذلك، فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافون قعود: أبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة من اليهود أسفل منا، نخافهم على ذرارينا، وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد ريحاً في أصوات ريحها أمثال الصواعق، وهي ظلمة، ما يرى أحد منا أصبعه، فجعل المنافقون يستأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقولون: إن بيوتنا عورة وما هي بعورة، فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له؛ فيأذن لهم، فيتسللون ونحن ثلثمائة أو نحو ذلك، إذ استقبلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً رجلاً حتى مر عليَّ، وما عَليَّ جُنة من العدو، ولا من البرد إلا مرط لامرأتي ما يجاوز ركبتي، قال: فأتاني وأنا جاث على ركبتي، فقال: "من هذا؟ "، فقلت: حذيفة، فقال: "حذيفة! "، قال: فتقاصرت بالأرض، فقلت: بلى يا رسول الله؛ كراهية أن أقوم، قال: "قم"، فقمت، فقال: "إنه كان في القوم خبر؛ فأْتني بخبر القوم"، قال: وأنا من أشد الناس فزعاً، وأشدهم قراً، فخرجت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم احفظه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه، ومن تحته"، قال: فوالله؛ ما خلق الله ¬
فزعاً، ولا قراً في جوفي إلا خرج من جوفي فما أجد منه شيئاً، قال: فلما وليت؛ قال: "يا حذيفة! لا تحدثن في القوم شيئاً حتى تأتيني"، فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم؛ نظرت في ضوء نار لهم توقد، وإذا رجل أدهم ضخم، يقول بيده على النار، ويمسح خاصرته ويقول: الرحيل، الرحيل، ولم أكن أعرف أبا سفيان قبل ذلك، فانتزعت سهماً من كنانتي أبيض الريش فأضعه على كبد قوسي؛ لأرميه في ضوء النار، فذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُحْدِثَنَّ شيئاً حتى تأتيني"، فأمسكت ورددت سهمي في كنانتي، ثم إني شجعت نفسي حتى دخلت المعسكر، فإذا أدنى الناس مني بنو عامر، يقولون: يا آل عامر! الرحيل، الرحيل، لا مقام لكم، وإذا الريح في عسكرهم، ما تجاوز عسكرهم شبراً، فوالله إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفَرَسَتْهُم، والريح تضربهم، ثم خرجت نحو النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما انتصف بي الطريق، أو نحو ذلك؛ إذا أنا بنحو من عشرين فارساً، أو نحو ذلك معتمين، فقالوا: أخبر صاحبك: أن الله كفاه القوم، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مشتمل في شملة يصلي، فوالله ما عدا أن رجعت راجعني القر، وجعلت أقرقف، فأومأ إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، وهو يصلي فدنوت منه، فأسبل عليَّ شملته، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر؛ صلى، فأخبرته خبر القوم، وأخبرته أني تركتهم يترحلون؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا. . .} الآية (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن قتادة في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}؛ قال: يعني: الملائكة، قال: نزلت هذه الآية يوم الأحزاب وقد حصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً، فخندق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل أبو سفيان بقريش ومن تبعه من الناس حتى نزلوا بعقوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل عُيينة بن حصن، أحد بني بدر ومن تبعه من الناس حتى نزلوا بقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكاتبت اليهود أبا سفيان وظاهروه، فقال حيث يقول الله -تعالى-: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}؛ فبعث الله عليهم الرعب والريح، فذُكِرَ لنا أنهم كانوا كلما أوقدوا ناراً أطفأها الله، حتى لقد ذكر لنا أن سيد كلّ حيّ يقول: يا بني فلان! هلمّ إليَّ، حتى إذا اجتمعوا عنده؛ فقال: النجاء النجاء! أتيتم لما بعث عليهم من الرعب (¬1). [ضعيف] * {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}. * عن عمرو بن عوف المزني؛ قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق عام ذُكرت الأحزاب، من أجم السمر طرف بني حارثة حتى بلغ المداد، ثم جعل أربعين ذراعاً بين كل عشرة، فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال الأنصار: سلمان منا، وقال المهاجرون: سلمان منا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سلمان منا أهل البيت"، قال ¬
عمرو بن عوف: فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً فحفرنا حتى إذا بلغنا الثدي، أخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مروة، فكسرت حديدنا وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان! ارْقَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبر هذه الصخرة؛ فإما أن نعدل عنها؛ فإن المعدل قريب، وإما أن يأمرنا فيها بأمره؛ فإنا لا نحب أن نجاوز خطه، فرَقَى سلمان حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول الله! بأبينا أنت وأمنا خرجت صخرة بيضاء من بطن الخندق مروة، فكسرت حديدنا، وشقت علينا، حتى ما يجيء منها قليل ولا كثير، فمُرْنا فيها بأمرك؛ فإنا لا نحب أن نجاوز خطّك، فهبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع سلمان في الخندق، ورقينا نحن التسعة على شفة الخندق، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها؛ يعني: لابتي المدينة، حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم؛ فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح، وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثانية فصدعها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها؛ حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم؛ فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح، وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثالثة فكسرها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها؛ حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم؛ فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح، ثم أخذ بيد سلمان فرقي، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لقد رأيت شيئاً ما رأيته قط، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القوم، فقال: "هل رأيتم ما يقول سلمان؟ "، قالوا: نعم يا رسول الله! بأبينا أنت وأمنا، قد رأيناك تضرب فيخرج برق كالموج، فرأيناك تكبر فنكبر، ولا نرى شيئاً غير ذلك، قال: "صدقتم؛ ضربت ضربتي الأولى؛ فبرق الذي رأيتم؛ أضاء لي منه قصور الحيرة ومدائن كسرى، كأنها أنياب الكلاب، فأخبرني جبرائيل -عليه السلام-: أن أمتي ظاهرة، ثم ضربت ضربتي
الثانية، فبرق الذي رأيتم؛ أضاء لي منه قصور الحُمْرِ من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيل -عليه السلام-: أن أُمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت ضربتي الثالثة الذي رأيتم؛ أضاءت لي منها قصور صنعاء، كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيل -عليه السلام-: أن أمتي ظاهرة عليها، فأبشروا -يبلغهم النصر-، وأبشروا -يبلغهم النصر-، وأبشروا -يبلغهم النصر-"؛ فاستبشر المسلمون، وقالوا: الحمد لله موعود صدق؛ بأن وعدنا النصر بعد الحصر، فطلعت الأحزاب؛ فقال المسلمون: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الآية، وقال المنافقون: ألا تعجبون؟! يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل؛ يخبركم بأنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الفَرَق، ولا تستطيعون أن تبرزوا!! وأنزل القرآن: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)} (¬1). [موضوع] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزل الله في شأن الخندق، وذكر نعمه عليهم، وكفايته إياهم عدوهم بعد سوء الظن، ومقالة من تكلم من أهل النفاق: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}، وكانت الجنود التي أتت المسلمين: أسد، وغطفان، وسُليم. وكانت الجنود التي بعث الله عليهم من الريح الملائكة، فقال: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}، فكان الذين جاؤوهم من فوقهم: بنو قريظة، والذين جاؤوهم من أسفل منهم: قريش، وأسد، وغطفان، فقال: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}، يقول: معتب بن قشير ومن كان معه على رأيه: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ}، يقول: أوس بن قيظي ومن كان معه على مثل رأيه: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} إلى {وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}، ثم ذكر يقين أهل الإيمان حتى أتاهم الأحزاب فحصروهم وظاهرهم بنو قريظة؛ فاشتد عليهم البلاء، فقال: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} إلى {اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}، قال: وذكر الله هزيمة المشركين، وكفايته المؤمنون فقال: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عروة بن الزبير، ومحمد بن كعب القرظي، وعثمان بن كعب بن يهوذا -أحد بني قريظة- عن رجال من قومه؛ قال: قال معتب بن ¬
قشير -أخو بني عمرو بن عوف-: وكأن محمداً يرى أن نأكل من كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى الغائط، وقال أوس بن قيظي على ملأ من قومه، من بني حارثة: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}، وهي خارجة من المدينة، ائذن لنا؛ فنرجع إلى نسائنا، وأبنائنا، وذرارينا؛ فلما قالوا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنزل الله -عزّ وجلّ- على رسوله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ عنهم ما كانوا فيه من البلاء -يذكر نعمة الله عليهم، وكفايته إياهم بعد سوء الظن منهم، ومقالة من قال من أهل النفاق-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ}؛ أي: من فوقكم، فأرسل الله عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها؛ فكانت الجنود قريشاً وغطفان وبني قريظة، وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح الملائكة: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} إلى قوله: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، فالذين جاؤوكم من فوقكم بنو قريظة، والذين جاؤوا أسفل منهم قريش، وغطفان. {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)} إلى قوله: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} لقول معتب بن قريش، وأصحابه: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} إلى قوله: {إِلَّا فِرَارًا} لقول أوس بن قيظي ومن كان معه -على ذلك- من قومه (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قوله: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}؛ قال: قال ذلك أُناس من المنافقين: قد كان محمد يعدنا فتح فارس والروم، وقد حصرنا ههنا حتى ما يستطيع ¬
أحدنا أن يبرز لحاجته؛ ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً (¬1). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: حفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق، واجتمعت قريش، وكنانة، وغطفان، فاستأجرهم أبو سفيان بلطيمة قريش، فأقبلوا حتى نزلوا بفنائه، فنزلت قريش أسفل الوادي، ونزلت غطفان عن يمين ذلك، وطليحة الأسدي في بني أسد يسار ذلك، وظاهرهم قريظة من اليهود على قتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما نزلوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تحصن بالمدينة، وحفر النبي - صلى الله عليه وسلم - الخندق، فبينما هو يضرب فيه بمعوله؛ إذ وقع المعول في صفا، فطارت منه كهيئة الشهاب من النار في السماء، وضرب الثاني فخرج مثل ذلك، فرأى ذلك سلمان -رضي الله عنه-، فقال: يا رسول الله! قد رأيت خرج من كل ضربة كهيئة الشهاب، فسطع إلى السماء، فقال: "لقد رأيت ذلك"، فقال: نعم يا رسول الله! قال: "تفتح لكم أبواب المدائن، وقصور الروم، ومدائن اليمن"؛ ففشا ذلك في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتحدثوا به، فقال رجل من الأنصار -يدعى قشير بن معتب-: أيعدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يفتح لنا مدائن اليمن، وبيض المدائن، وقصور الروم، وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجه إلا قُتل؟! هذا والله الغرور؛ فأنزل الله -تعالى- في هذا: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت هذه الآية قبل تحول: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ. . .} [البقرة: 214] وصدق الله ورسوله فيما أخبرا به من الوحي قبل أن يكون (¬1). [ضعيف جداً] * {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر؛ فقال: يا رسول الله! غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن اللهُ أشهدني قتال المشركين؛ ليرين اللهُ ما أصنع، فلما كان يوم أُحُدٍ وانكشف المسلمون؛ قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء؛ يعني: أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء؛ يعني: المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ! الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله! ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى -أو نظن- أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى آخر الآية (¬2). [صحيح] ¬
* عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: قالوا: أخبرنا عن طلحة؛ قال: ذلك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله -تعالى-: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} طلحة ممن قضى نحبه، لا حساب عليه فيما يستقبل (¬1). [موضوع] * {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}. * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: حُبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء، حتى كفينا ذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}؛ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بلالاً فأقام، ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239] (¬2). [صحيح] ¬
* {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: كان يوم الخندق بالمدينة، قال: فجاء أبو سفيان بن حرب ومن معه من قريش ومن تبعه من كنانة، وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان، وطليحة ومن تبعه من بني أسد، وأبو الأعور ومن تبعه من بني سليم، وقريظة؛ كان بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد، فنقضوا ذلك وظاهروا المشركين؛ فأنزل الله -تعالى- فيهم: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ}، فأتى جبريل -عليه السلام- ومعه الريح، فقال حين رأى جبريل: "ألا أبشرو" -ثلاثاً- فأرسل الله عليهم الريح؛ فهتكت القباب، وكفأت القدور، ودفنت الرجال، وقطعت الأوتاد، فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو بشر: وبلغني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع إلى منزله؛ غسل جانب رأسه الأيمن وبقي الأيسر، قال: فقال له؛ يعني: جبريل - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أراك تغسل رأسك؟ فوالله ما نزلنا بعد، انهض"؛ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن ينهضوا إلى بني قريظة حتى غابت الشمس (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لم أزل حريصاً على (وفي رواية: لبثت سنة وأنا أريد) أن أسأل عمر -رضي الله عنه- عن المرأتين من أزواج ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}، [فما أستطيع أن أسأله؛ هيبة له (وفي رواية: فلم أجد له موضعاً)، حتى خرج حاجّاً] فحججت معه، [فلما رجعت وكنا ببعض الطريق] (وفي رواية: بظهران)، فعدل [إلى الأراك لحاجة له]، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز [فوقفت له] حتى جاء، [فقال: أدركني بالوضوء]، فسكبت على يديه من الإداوة، فتوضأ [ورأيت موضعاً]، فقلت: يا أمير المؤمنين! من المرأتان من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتان قال لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ}، فقال [ابن عباس: فما أتممت كلامي؛ حتى قال]: واعجبي لك يا ابن عباس! [تلك] عائشة وحفصة. [قال: فقلت: والله؛ إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع؛ هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم؛ خبَّرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم]، (وفي رواية: فلما جاء الإِسلام، وذكرهن الله؛ رأينا لهن بذلك علينا حقاً من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا)، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، فقال: إن كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد -وهي من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فينزل هو يوماً، وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر (وفي رواية: الوحي) وغيره، وإذا نزل فعل مثله، وكنا -معشر قريش- نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، [قال: فبينا أنا في أمر أتأمره؛ إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال:] فصحت على امرأتي، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، [فقلت لها: ما لكِ ولما هاهنا، فيما تكلفك في أمر أريده؟!]، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك؟! فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل (وفي رواية: فقالت لي: عجباً لك يا ابن
الخطاب! ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يظل يومه غضبان؟!)؛ فأفزعني، فقلت [لها: قد] خابت من فعل منهن بعظيم، ثم جمعت علي ثيابي، فدخلت على حفصة، فقلت: أتغاضب إحداكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم حتى الليل؟ فقالت: نعم، فقلت: خابت وخسرت، أفتأمن (وفي رواية: خبت وخسرت، أفتأمنين) أن يغضب الله لغضب رسوله - صلى الله عليه وسلم - فتهلكين؟! لا تستكثري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تراجعيه في شيء، ولا تهجريه، واسأليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (وفي رواية: هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) -يريد: عائشة-[ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها، فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجباً لك يا ابن الخطاب! دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه؟! فأخذتني والله أخذاً؛ كسرتني عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها]. [وكان من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشام، كنا نخاف أن يأتينا]، وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا [فقد امتلأت صدورنا منه] فنزل صاحبي [الأنصاري] يوم نوبته، فرجع عشاء، فضرب بابي ضرباً شديداً، وقال: أنائم (وفي رواية: أثَمَّ) هو؟ ففزعت، فخرجت إليه، وقال: حدث أمر عظيم! قلت: ما هو؟ أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم منه، وأطول (وفي رواية: أهول)؛ طلق (وفي رواية: اعتزل) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، قال: (وفي رواية: فقلت:) قد خابت حفصة وخسرت، [قد] كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون، فجمعت عليّ ثيابي، فصليت صلاة الفجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخل مشربة له [يرقى عليها بعجلة]، فاعتزل فيها، فدخلت على حفصة؛ فإذا هي تبكي، قلت: ما يبكيك؟! أوَلم أكن حذرتك؟! أطلقكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: لا أدري، هو ذا في المشربة، فخرجت، فجئت المنبر، فإذا حوله وهي يبكي بعضهم، فجلست
معهم قليلاً، ثم غلبني ما أجد، فجئت المشربة التي هو فيها، فقلت لغلام له أسود [على رأس الدرجة]: استأذن لعمر، فدخل، فكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج، فقال: ذكرتك له فصمت، فانصرفت؛ حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت، فذكر مثله، فجلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فذكر مثله، فلما ولَّيت منصرفاً؛ فإذا الغلام يدعوني، قال: أذن لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت عليه، فإذا هو مضطجع على رمال حصير، ليس بينه وبينه فراش، قد أثَّر الرمال بجنبه، متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف، فسلمت عليه، ثم قلت -وأنا قائم-: [يا رسول الله! أ] طلقت نساءك؟ فرفع بصره إلى، فقال: "لا"، [فقلت: الله أكبر]، ثم قلت -وأنا قائم أستأنس-: يا رسول الله! لو رأيتني وكنا -معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا [المدينة] على قوم (وفي رواية: إذا قوم) تغلبهم نسائهم، فذكره، فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قلت: لو رأيتني ودخلت على حفصة، فقلت [لها]: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك، وأحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -يريد: عائشة- (وفي رواية: فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة، والذي ردت عليّ أم سلمة)، فتبسم [تبسمة] أخرى، فجلست حين رأيته تبسم، ثم رفعت بصري في بيته، فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر، غير أهبة ثلاثة [وإن عند رجليه قرظاً مصبوباً] فقلت: ادع الله فليوسع على أمتك؛ فإن فارس والروم وُسِّعَ عليهم، وأُعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله، [فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -]، وكان متكئاً، فقال: "أوَفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! [إنَّ] أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا"، (وفي رواية: فبكيت، فقال: "ما يبكيك؟! "، فقلت: يا رسول الله! إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقال: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟! ")، فقلت: يا رسول الله! استغفر لي.
فاعتزل النبي - صلى الله عليه وسلم -[نساءه] من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة [تسعاً وعشرين ليلة]، وكان قد قال: "ما أنا بداخل عليهن شهراً"، من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله، فلما مضت تسع وعشرون؛ دخل على عائشة، فبدأ بها، فقالت له عائشة: [يا رسول الله!] إنك [كنت] أقسمت أن لا تدخل علينا شهراً، وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة؛ أعدها عداً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الشهر تسع وعشرون"، وكان ذلك الشهر تسع وعشرون. قالت عائشة: فأُنزلت آية التخيير، فبدأ بي أول امرأة [من نسائه]، فقال: "إني ذاكر لك أمراً، ولا عليك أن لا تعجلي؛ حتى تستأمري أبويك"، قالت: قد أعلم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه، ثم قال: "إنَّ الله [جلّ ثناؤه]، قال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ}. . . إلى قوله: {عَظِيمًا} "، قلت: في هذا أستأمر أبويَّ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، [فاخترته]، ثم خيَّر نساءه [كلهنَّ]، فقلن مثل ما قالت عائشة (¬1). [صحيح] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله، فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم، قال: فَأُذِنَ لأبي بكر؛ فدخل. ثم أقبل عمر فاستأذن؛ فَأُذِنَ له، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً، حوله نساؤه، واجماً ساكتاً، قال: فقال: لأقولن شيئاً أُضْحِكُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! لو رأيت بنت خارجة! سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "هن حولي كما ترى؛ يسألنني النفقة"، فقام أبو بكر إلى عائشة يَجَأُ عنقها، فقام عمر إلى حفصة يَجَأُ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ليس عنده، فقلن: ¬
والله! لا نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً أبداً ليس عنده، ثم اعتزلهن شهراً أو تسعاً وعشرين، ثم نزلت عليه هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}، قال: فبدأ بعائشة فقال: "يا عائشة! إني أريد أن أعرض عليك أمراً أُحب أن لا تعجلي فيه؛ حتى تستشري أبويك"، قالت: وما هو يا رسول الله؟! فتلا عليها الآية، قالت: أفيك يا رسول الله! أستشير أبوي؟! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: "لا تسألني امرأة إلا أخبرتها؛ إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً" (¬1). [صحيح] * عن أبي سلمة الحضرمي؛ قال: جلست مع أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وهما يتحدثان، وقد ذهب بصر جابر، فجاء رجل فسلّم ثمّ جلس، فقال: يا أبا عبد الله! أرسلني إليك عروة بن الزبير أسألك فيم هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسائه؟ فقال جابر: تركنا رسول الله يوماً وليلة لم يخرج إلى الصلاة؛ فأخذنا ما تقدم وما تأخر، فاجتمعنا ببابه نتكلم؛ ليسمع كلامنا ويعلم مكاننا، فأطلنا الوقوف فلم يأذن لنا ولم يخرج إلينا، قال: فقلنا: قد علم رسول الله مكانكم، ولو أراد أن يأذن لكم لأذن، فتفرقوا لا تؤذوه، فتفرق الناس غير عمر بن الخطاب يتنحنح ويتكلم ويستأذن، حتى أذن له رسول الله، قال عمر: فدخلت عليه وهو واضع يده على خده أعرف به الكآبة، فقلت: أي نبي الله! بأبي أنت وأمي ما الذي رابك وما لقي الناس بعدك من فقدهم لرؤيتك؟! فقال: "يا عمر! يسألني أولاء ما ليس عندي"؛ يعني: نساءه، فذاك الذي بلغ مني ما ترى"، فقلت: يا نبي الله! قد صككت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدها منها ¬
بالأرض؛ لأنها سألتني ما لا أقدر عليه، وأنت يا رسول الله! على موعد من ربك وهو جاعل بعد العسر يسراً، قال: فلم أزل أكلمه حتى رأيت رسول الله قد تحلل عنه بعض ذلك، قال: فخرجت، فلقيت أبا بكر الصديق فحدثته الحديث، فدخل أبو بكر على عائشة فقال: قد علمت أن رسول الله لا يدخر عنكن شيئاً؛ فلا تسألنه ما لا يجد، انظري حاجتك فاطلبيها إلي، وانطلق عمر إلى حفصة فذكر لها مثل ذلك، ثم اتبعا أمهات المؤمنين فجعلا يذكران لهن مثل ذلك، حتى دخلا على أم سلمة فذكرا لها مثل ذلك، فقالت لهما أم سلمة: ما لكما ولما هاهنا؟ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم بأمرنا عيناً، ولو أراد أن ينهانا لنهانا، فمن نسأل إذا لم نسأل رسول الله؟ هل يدخل بينكما وبين أهليكما أحد؟ فما نكلفكما هذا، فخرجا من عندها، فقال أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة: جزاك الله خيراً حين فعلت ما فعلت؛ ما قدرنا أن نرد عليهما شيئاً، ثم قال جابر لأبي سعيد: ألم يكن الحديث هكذا؟ قال: بلى، وقد بقيت منه بقية، قال جابر: فأنا آتي على ذلك إن شاء الله، ثم قال: فأنزل الله في ذلك: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}؛ يعني: متعة الطلاق، ويعني بتسريحهن: تطليقهن طلاقاً جميلاً، {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ}: تخترن الله ورسوله؛ فلا تنكحن بعده أحداً. فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بعائشة، فقال: "إن الله قد أمرني أن أخيّركن بين أن تخترن الله ورسوله والدار الآخرة وبين أن تخترن الدنيا وزينتها، وقد بدأت بك، فأنا أخيّرك"، قالت: أي نبي الله! وهل بدأت بأحد منهن قبلي؟ قال: "لا"، قالت: فإني أختار الله ورسوله والدار الآخرة، فاكتم علي ولا تخبر بذاك نساءك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل أخبرهن"، فأخبرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميعاً؛ فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، وكان خياره بين الدنيا والآخرة أن يخترن الآخرة أو الدنيا، قال: {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ
الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}، فاخترن أن لا يتزوجن بعده، ثم قال: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}؛ يعني: الزنا، {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}؛ يعني: في الآخرة، {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}؛ يعني: تطع الله ورسوله، {وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} مضاعفاً لها في الآخرة، وكذلك العذاب: {وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، يقول: فجور، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، يقول: لا تخرجن من بيوتكن ولا تبرجن؛ يعني: إلقاء القناع، فعل أهل الجاهلية الأولى، فقال أبو سعيد: هذا الحديث على وجهه (¬1). [ضعيف جداً] * {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}. * عن عبد الله بن جعفر؛ قال: لما نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرحمة هابطة؛ قال: "من يدعو لي؟ "؛ فقالت ابنته: أنا يا رسول الله! فقال: "ادعي علياً -رضي الله عنه-"، فدُعي وفاطمة والحسن والحسين -رضي الله عنهم-، فجعل الحسن عن يمينه والحسين عن يساره وفاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء، ثم قال: "هؤلاء أهلي"؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ ¬
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أنه تلا هذه الآية: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}؛ قال: كانت فيما بين نوح وإدريس ألف سنة، وأن بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل، وكان رجال الجبل صباحاً وفي النساء دمامة، وكانت نساء السهل صباحاً وفي الرجال دمامة، وإن إبليس أتى رجلاً من أهل السهل في صورة غلام، فأجر نفسه منه، وكان يخدمه، واتخذ إبليس شيئاً مثل ذلك الذي يزمر فيه الرعاة، فجاء فيه بصوت لم يسمع الناس مثله، فبلغ ذلك مَنْ حولهم، فانتابوهم يسمعون إليه، فاتخذوا عيداً يجتمعون إليه في السنة، فتتبرج الرجال للنساء، قال: ويتزين النساء للرجال، وإن رجلاً من أهل الجبل هجم عليهم وهم في عيدهم ذلك، فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك، فتحولوا إليهن ونزلوا معهن؛ فظهرت الفاحشة فيهن؛ فذلك قول الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (¬2). [حسن] ¬
* عن الحكم بن عتيبة؛ قال: كان بين آدم ونوح ثمان مائة سنة، فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء، ورجالهم حسان، فكانت المرأة تريد الرجل على نفسه؛ فأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}؛ قال: نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة (¬2). [حسن] ¬
* عن عروة بن الزبير؛ قال: يعني: أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ نزلت في بيت عائشة (¬1). [ضعيف جداً] * عن أم سلمة -رضي الله عنها-؛ قالت: إنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة (¬2)، فدخلت بها عليه، فقال لها: "ادعي زوجك وابنيك"، قالت: فجاء عليٌّ، والحسين، والحسن، فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة له على دكان، تحته كساء له خيبري، قالت: وأنا أُصلي في الحجرة؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، قالت: نأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء، ثم قال: "اللهم! هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذْهِبْ عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، اللهم! هؤلاء أهل بيتي وخاصتي؛ فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً"، قالت: فأدخلت رأسي البيت، فقلت: وأنا معكم يا رسول الله! قال: "إنك إلى خير، إنك إلى خير". وفي رواية للطبراني، قالت: جاءت فاطمة عُدَّيةً بثريد لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: "وأين ابن عمك؟ "، قالت: هو في البيت، قال: "اذهبي فادعيه، وائتيني بابني"؛ فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد، وَعَلَيٌّ يمشي في إثرهما، حتى دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجلسهما في حجره، وجلس عليٌّ عن يمينه، وجلست فاطمة -رضي الله عنها- في يساره، قالت أم سلمة: فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة، وفي البيت برمة فيها خزيرة، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ¬
"ادعي لي بعلك وابنيك: الحسن والحسين"، فدعتهم، فجلسوا جميعاً يأكلون من تلك البرمة، قالت: وأنا أصلي في تلك الحجرة؛ فنزلت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، فأخذ فضل الكساء فغشاهم، ثم أخرج يده اليمنى من الكساء وألوى بها إلى السماء، ثم قال: "اللهم! هؤلاء أهل بيتي وحامتي؛ فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً"، قالت أم سلمة: فأدخلت رأسي البيت، فقلت: يا رسول الله! وأنا معكم؟ قال: "أنت على خير" -مرتين- (¬1). [حسن] ¬
* عن عكرمة؛ قال: ليس الذي يذهبون إليه، إنما هي أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان عكرمة ينادي هذا في السوق، وفي رواية: نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلت هذه الآية في خمسة: فيَّ وفي علي -رضي الله عنه- وحسن -رضي الله عنه- وحسين -رضي الله عنه- وفاطمة -رضي الله عنها-: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة؛ قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وكان في البيت عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، قالت: وكنت على باب البيت، فقلت: أين أنا يا رسول الله؟! قال: "أنت خير، وإلى خير" (¬1). [ضعيف جداً] * {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}. * عن أم سلمة -رضي الله عنها-؛ قالت: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟! قالت: فلم يَرُعْنِي ذات يومٍ ظهراً إلا نداؤه على المنبر، قالت: وأنا أُسرح رأسي، فَلَففت شعري ثم خرجت إلى حجرة بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فهذا هو يقول على المنبر: "يا أيها الناس! إن الله يقول في كتابه: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى آخر ¬
الآية: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن قتادة؛ قال: لما ذكر الله أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهن؛ قال النساء: فما لنا؟ فنزلت: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة؛ قال: الجاهلية الأولى التي ولد فيها إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وكن النساء يتزين ويلبسن ما لا يواريهن، وأما الآخرة؛ فالتي ولد فيها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا أهل ضيق في معايشهم في مطعمهم ولباسهم؛ فوعد الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يفتح عليه الأرض، فقال: قل لنسائك: إن أردنك ألا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}، يقول: {مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}: القرآن، فقال النساء للرجال: أسلمنا كما أسلمتم، وفعلنا كما فعلتم؛ فتذكرون في القرآن ولا نذكر؟! وكان الناس يسمون المسلمين، فلما هاجروا؛ سموا المؤمنين؛ فأنزل الله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}؛ يعني: المطيعين والمطيعات، {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} شهر رمضان، {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}؛ يعني: من النساء، {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، فلما خيرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ اخترن الله ورسوله؛ فأنزل الله: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ}، قال: مِن بعد هؤلاء التسع اللاتي اخترنك فقد حرم عليك تزوج غيرهن، {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} إلا التسع اللاتي كن عندك (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} إلى آخر الآية، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انطلق يخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فانكحيه"، فقالت: يا رسول الله! أؤامر نفسي، فبينما هما يتحدثان؛ إذ أنزل الله هذه الآية على رسوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَة} إلى قوله: {ضَلَالًا مُبِينًا}، قالت: قد رضيته لي يا رسول! منكحاً، قال: "نعم"، قالت: إذاً لا أعصي رسول الله، قد أنكحته نفسي (¬1). [ضعيف جداً] * وعنه -أيضاً-؛ قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه؛ وقالت: أنا خير منه حَسَباً، وكانت امرأة فيها حدة؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} (¬2). [ضعيف] * عن ابن زيد في قوله -تعالى-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} إلى آخر الآية؛ قال: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وكانت من أول من هاجر من النساء، فوهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فزوجها زيد بن حارثة، فسخطت هي وأخوها، وقالا: إنما أردنا ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوجنا عبده، قال: فنزل القرآن: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} إلى آخر الآية، قال: وجاء أمر أجمع من هذا {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، قال: فذاك خاص، وهذا إجماع (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا}؛ قال: نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش، وكانت بنت عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرضيت ورأت أنه يخطبها على نفسه، فلما علمت أنه يخطبها على زيد بن حارثة؛ أبت وأنكرت؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، قال: فتابعته بعد ذلك ورضيت (¬2). [ضعيف] * عن زينب بنت جحش؛ قالت: خطبني عدة من قريش، فأرسلت أُختي حَمَنة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أستشيره، فقال لها رسول الله: "أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسُنة نبيها؟ "، قالت: ومن هو يا رسول الله؟! ¬
قال: "زيد بن حارثة"، قال: فغضبت حمنة غضباً شديداً، وقالت: يا رسول الله! أَتُزَوِّجُ بنت عمتك لمولاك؟ قالت: وجاءتني، فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها، وقلتُ أَشدَّ من قولها؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، قالت: فأَرْسَلْتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقلت: إني أَسْتَغْفِرُ الله، وأطيعُ اللهَ ورسولَه، أفعل ما رأيت، فزوجني زيداً، وكنت أرثى عليه؛ فشكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعاتبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عدت فأخذته بلساني؛ فشكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك عليك زوجك واتق الله"، فقال: يا رسول الله! أنا أُطلقها، قالت: فَطَلَّقَني، فلما انقضت عدتي؛ لم أعلم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل عليَّ ببيتي وأنا مكشوفة الشعر، فقلت: إنه أمر من السماء، فقلت: يا رسول الله! بلا خطبة ولا إشهاد؟! فقال: "الله المزوج، وجبريل الشاهد" (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد قوله: {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}؛ قال: في زينب بنت جحش وكراهتها نكاح زيد بن حارثة حين أمرها به ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزينب -رضي الله عنها-: "إني أريد أن أزوجك زيد بن حارثة؛ فإني قد رضيته لك"، قالت: يا رسول الله! لكني لا أرضاه لنفسي؛ وأنا أيم قومي، وبنت عمتك، فلم أكن لأفعل؛ فنزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ}؛ يعني: زيداً {وَلَا مُؤْمِنَةٍ}؛ يعني: زينب {إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا}؛ يعني: النكاح في هذا الموضع {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، يقول: ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف ما أمر الله به {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}؛ قالت: قد أطعتك فاصنع ما شئت، فزوجها زيداً ودخل عليها (¬2). * عن عكرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلي امرأته خديجة فاتخذه ولداً، فلما بعث الله نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم أراد أن يزوجه زينب بنت جحش؛ فكرهت ذلك؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ. . .}، فقيل لها: إن شئت الله ورسوله، وإن شئت ضلالاً مبيناً، فقالت: بل الله ورسوله، فزوجه رسول الله إياها، فمكثت ما شاء الله أن تمكث، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل يوماً بيت زيد فرآها وهي بنت عمته، فكأنها وقعت في نفسه، قال عكرمة؛ فأنزل الله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ}؛ يعني: زيداً بالإِسلام {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}: يا محمد بالعتق {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ ¬
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}، قال عكرمة: فكان الناس يقولون -من شدة ما يرون من حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد -رضي الله عنه-: إنه ابنه، فأراد الله أمراً، قال الله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} يا محمد، {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ}؛ وأنزل الله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} فلما طلقها زيد؛ تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم- فعذرها، قالوا: لو كان زيد ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؛ ما تزوج امرأة ابنه (¬1). [ضعيف] * {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن هذه الآية نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة (¬2). [صحيح] ¬
* عن أنس -رضي الله عنه-؛ قال: لما انقضت عدة زينب؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد: "فاذكرها عليّ"، قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها؛ عظمت في صدري حتى ما أستطع أن انظر إليها؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب! أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُوَامر ربّي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن، قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعته، فجعل يتتبع حُجَر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله! كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني، قال: فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب، قال: ووعظ القوم بما وُعِظوا به (¬1). [صحيح] * عن قتادة في قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}؛ قال: أَنعم الله عليه بالإِسلام، وأنعم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتق {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}، قال قتادة: جاء زيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن زينب اشتد عليَّ لسانها، وإني أريد أن أطلقها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اتق الله وأمسك عليك زوجك"، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ¬
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}، قال قتادة: لما طلقها زيد؛ {زَوَّجْنَاكَهَا} (¬1). [ضعيف] * عن السدي في قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}؛ قال: بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه، ثم أعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بَعْدُ أنها من أزواجه، فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس، فيأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه أن يقولوا: تزوج امرأة ابنه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تبنى زيداً (¬2). [ضعيف جداً] * {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}. ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتماً شيئاً من الوحي؛ لكتم هذه الآية: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} بالعتق فأعتقته، {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} إلى قوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تزوجها قالوا: تزوج حليلة ابنه؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبناه وهو صغير، فلبث حتى صار رجلاً يقال له: زيد بن محمد؛ فأنزل الله: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} فلان مولى فلان أخو فلان {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}؛ يعني: اعدل (¬1). [ضعيف جداً] * عن علي بن الحسين؛ قال: نزلت في زيد بن حارثة (¬2). * عن قتادة؛ قال: نزلت في زيد -رضي الله عنه-؛ أي: أنه لم يكن بابنه، ولعمري لقد ولد له ذكور، وأنه لأبو القاسم وإبراهيم والطيب والمطهر (¬3). ¬
* {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}. * عن مجاهد؛ قال: لما نزلت: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}؛ قال أبو بكر -رضي الله عنه-: يا رسول الله! ما أنزل الله عليك خيراً إلا أشركنا فيه؛ فنزلت: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} (¬1). [ضعيف] * {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}. * عن الربيع بن أنس؛ قال: لما نزلت: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9]؛ نزل بعدها: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2]، فقالوا: يا رسول الله! قد علمنا ما يفعل بك، فما يفعل بنا؟ فأنزل الله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}، قال: الفضل الكبير: الجنة (¬2). [ضعيف] ¬
* {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)}. * عن أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنها-؛ قالت: خطبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فاعتذرت إليه، فعذرني، ثم أنزل: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}، قالت: فلم أكن أحل له؛ لأني لم أهاجر، كنت من الطلقاء (¬1). [ضعيف جداً] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عكرمة؛ قال -في قول الله -تعالى-: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} -: هي أم شريك الدوسية (¬1). [ضعيف جداً] * عن منير بن عبد الله الدوسي؛ قال: أسلم زوج أم شريك، وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، وهو أبو العكر، فهاجر إلى رسول الله مع أبي هريرة مع دوس حين هاجروا، قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر، فقالوا: لعلك على دينه؟ قلت: أي والله، إني لعلى دينه، قالوا: لا جرم والله لنعذبنك عذاباً شديداً، فارتحلوا بنا من دارنا -ونحن كنا بذي الخلصة وهو موضعنا-، فساروا يريدون منزلاً، وحملوني على جمل ثفال شر ركابهم وأغلظه، يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون؛ نزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركوني في الشمس؛ حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري؛ ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه، قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت: فوالله إني لعلى ذلك وقد بلغني الجهد؛ إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته، فشربت منه نفساً واحداً ثم انتزع مني، فذهبت أنظر؛ فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر ¬
عليه، ثم دلّي إليّ ثانية؛ فشربت منه نفساً ثمّ رفع، فذهبتُ أنظر؛ فإذا هو بين السماء والأرض، ثمّ دلّي إليّ الثالثة؛ فشربت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي، قالت: فخرجوا فنظروا، فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة الله؟! قالت: فقلت لهم: إنّ عدوة الله غيري من خالف دينه، وأمّا قولكم من أين هذا؛ فمن عند الله، رزقاً رزقنيه الله، قالت: فانطلقوا سراعاً إلى قربهم وأداواهم فوجدوها موكأة لم تحلّ، فقالوا: نشهد أن ربّك هو ربّنا، وأنّ الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإِسلام، فأسلموا وهاجروا جميعاً إلى رسول الله، وكانوا يعرفون فَضْلِي عليهم وما صنع الله إلي، وهي التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي من الأزد، فعرضت نفسها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت جميلة وقد أسنت، فقالت: إني أهب نفسي لك وأتصدّق بها عليك، فقبلها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك: فأنا تلك، فسمّاها الله مؤمنة، فقال: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ}، فلما نزلت هذه الآية؛ قالت عائشة: إنّ الله ليسرع لك في هواك. قال محمد بن عمر: رأيت من عندنا يقولون: إنّ هذه الآية نزلت في أمّ شريك، وإنّ الثبت عندنا أنّها امرأة من دوس من الأزد؛ إلا في رواية موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟! فلما نزلت: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}؛ قلت: يا رسول الله! ما أرى ربك إلا يسارعُ في هواك (¬1). [صحيح] * عن أبي رزين؛ قال: هَمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطلق من نسائه، فلما رأين ذلك؛ جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء؛ فأنزل الله: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} حتى بلغ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ}، يقول: تعزل من تشاء، فعزل زينب وأم حبيبة وصفية وجويرية وميمونة، وجعل يأتي حفصة وعائشة وأم سلمة، قال: ترجئ من تشاء، قال: تعزل من تشاء {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ. . .}، ثم ذكر: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ}؛ يعني: المشركات (¬2). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد؛ قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - تسع نسوة، فخشين أن يطلقن؛ فقلن: يا رسول الله! اقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت؛ فنزلت: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)} (¬1). * عن ثعلبة بن أبي مالك؛ قال: إنما هَمَّ رسول الله أن يطلق بعضهن؛ فجعلنه في حلّ، فكان يأتي زينب بنت جحش وعائشة وأم سلمة، وعزل سائر نسائه، قال: {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ}؛ يعني: نساءه اللاتي عزل لا تستكثر منهن، ثم قال: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ}؛ يعني: بعد هؤلاء التسع، وأنكر أن يكن المشركات (¬2). [ضعيف جداً] * {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)}. ¬
* عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: بادلني امرأتك وأبادلك امرأتي؛ أي: تنزل عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} قال: فدخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده عائشة -رضي الله عنها-، فدخل بغير إذن، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فأين الاستئذان؟ "، فقال: يا رسول الله! والله ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت، ثم قال: مَنْ هذه الحميراء إلى جنبك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذه عائشة أم المؤمنين"، فقال: أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق؟ فقال: "يا عيينة! إن الله -تبارك وتعالى- قد حرم ذلك"، قال: فلما أن خرج؛ قالت عائشة رحمة الله عليها: مَنْ هذا؟ قال: "أحمق مطاع، وإنه على ما ترين لسيد قومه! " (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: الجاهلية الأولى التي ولد فيها إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وكن النساء يتزين ويلبسن ما لا يواريهن، وأما الآخرة؛ فالتي ولد فيها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا أهل ضيق في معايشهم في مطعمهم ولباسهم، فوعد الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يفتح عليه الأرض؛ فقال: قل لنساءك: إن أردنك ألا يتبرجن ¬
تبرج الجاهلية الأولى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}، يقول: ما يتلى في بيوتكن القرآن، فقال النساء للرجال: أسلمنا كما أسلمتم، وفعلنا كما فعلتم؛ فتذكرون في القرآن ولا نذكر! وكان الناس يسمون المسلمين، فلما هاجروا؛ سموا المؤمنين؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}؛ يعني: المطيعين والمطيعات، {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} شهر رمضان، {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}؛ يعني: من النساء، {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}؛ يعني: ذكر آلاء الله وذكر نعمه، {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، فلما خيّرهن رسول الله؛ اخترن الله ورسوله؛ فأنزل الله: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)}، قال: من بعد هؤلاء التسع اللاتي اخترنك فقد حرم عليك تزوج غيرهن ولا أن تبدل بهن من أزواج -ولو أعجبك حسنهن-؛ إلا ما ملكت يمينك؛ إلا التسع اللاتي كن عندك (¬1). [ضعيف جداً] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}. ¬
* عن أنس بن مالك؛ قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؛ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله! لو أمرت نساءك أن يحتجبن؛ فإنه يكلمهن البر والفاجر؛ فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في المغيرة عليه فقلت لهن: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]؛ فنزلت هذه الآية (¬1). [صحيح] * وعنه -أيضاً- قال: لما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش؛ دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، وإذا هو يتأهب للقيام؛ فلم يقوموا، فلما رأى ذلك؛ قام، فلما قام؛ قام من قام وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدخل؛ فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا، فانطلقت؛ فجئت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية (¬2). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كنت آكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيساً في قعب، فمرَّ عمر -رضي الله عنه- فدعاه فأكل، فأصابت أصبعه أصبعي، فقال: حَسِّ -أو أَوْهِ- لو أطاع فيكن؛ ما رأتكن عين؛ فنزل الحجاب (¬1). [صحيح] ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احجب نساءك، قالت: فلم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل، وكان أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرجن ليلاً إذا تبرزن إلى المناصع -وهو صعيد أفيح-، فخرجت سودة بنت زمعة -زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -- ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: ألا قد عرفناك يا سودة! -حرصاً على أن ينزل الحجاب-، قالت عائشة: فأنزل الله -عزّ وجلّ- آية الحجاج (¬1). [صحيح] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مضى إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس، فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله، ولا يبسط يده إلى الطعام؛ استحياء منهم؛ فعوتبوا في ذلك؛ فأنزل الله - ¬
تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}، قوله: ناظرين إناه؛ يعني: إناة الطعام (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزل حجاب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمر؛ أكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - طعاماً فأصابت يده بعض أيدي نساء النبي؛ فأمر بالحجاب (¬2). [صحيح] * عن أنس -رضي الله عنه-؛ قال: نزل الحجاب مبنى رسول الله بزينب بنت جحش، قال: أهدت له أم سليم حيساً في تور من حجارة، فقال: "اذهب فادع لي من لقيت من المسلمين"، قال: فخرجت فدعوت من لقيت من ¬
المسلمين، فجعلوا يدخلون فيأكلون ويخرجون، ووضع رسول الله يده على الطعام فدعا فيه، وبقي طائفة منهم فجعلوا يتحدثون، فاستحيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهم شيئاً، فخرج وتركهم في البيت؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن أنس -رضي الله عنه-؛ قال: كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ رجاء أن يجيء شيء؛ فنزلت: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} (¬2). [حسن] * عن الربيع بن أنس؛ قال: كانوا يجيئون فيدخلون بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيجلسون فيتحدثون؛ ليدركوا الطعام؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ ¬
كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)} ليدرك الطعام {وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ}: ولا تجلسوا فتحدثوا (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في رجل هَمَّ أن يتزوج ببعض نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده، قال رجل لسفيان: أهي عائشة؟ قال: هكذا ذكروا (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: أمر عمر نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجاب، فقالت زينب: يا ابن الخطاب إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}؛ قال: ربما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرجل يقول: لو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توفي؛ تزوجت فلانة من بعده، قال: فكان ذلك يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزل القرآن: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي؛ قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا من بعدنا، لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده؛ فنزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف] * عن قتادة: أن رجلاً قال: لو قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لتزوجت فلانة؛ يعني: عائشة؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا}؛ قال: نزلت في طلحة بن عبد الله؛ لأنه قال: إذا توفي رسول الله؛ تزوجت عائشة (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنها-؛ قال: قال رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لتزوجت عائشة أو أم سلمة؛ فأنزل الله -: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رجلاً أتى بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكلمها وهو ابن عمها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا"، فقال: يا رسول الله! إنها ابنة عمي، والله ما قلت لها ¬
منكراً، ولا قالت لي، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله، وأنه ليس أحد أغير مني"، فمضى، ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي لأتزوجها من بعده؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية؛ فأعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله، وحج ماشياً من كلمته (¬1). [ضعيف جداً] * {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ} حتى بلغ {وَلَا نِسَائِهِنَّ}؛ قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، وقوله: {نِسَائِهِنَّ}؛ يعني: نساء المسلمات {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} من المماليك والإماء، ورخص لهن أن يرونهن بعدما ضرب عليهن الحجاب (¬2). * {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن بني إسرائيل قالوا: يا موسى! هل يصلي ربك؟ قال: اتقوا الله، قالوا: فهل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله، ¬
قالوا: فهل يصبغ ربك؟ قال: اتقوا الله؛ فناداه ربه -عزّ وجلّ-: يا موسى! سألوك: هل يصلي ربك؟ فقال: نعم؛ أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على نبيه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} إلى آخرها، وسألوك: هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين بيديك، فقم الليل، ففعل موسى - صلى الله عليه وسلم - فلما ذهب من الليل ثلث نعس؛ فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس؛ فسقطت الزجاجتان؛ فانكسرتا، فقال: يا موسى! لو كنت أنام لسقطت السماوات على الأرضين؛ فهلكت، كما هلكت الزجاجتان بيديك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- على نبيه - صلى الله عليه وسلم - آية الكرسي، وسألوك: هل يصبغ ربك؟ فقل: نعم، أنا أصبغ الألوان الأحمر الأبيض والأسود والألوان كلها في صبغي؛ فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138] إلى آخرها (¬1). [ضعيف] * عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه-؛ قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: قد عرفنا السلام عليك، وكيف الصلاة عليك؟ فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} (¬2). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في الذين طعنوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - حين اتخذ صفية بنت حيي بن أخطب (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت في عبد الله بن أُبيّ وناس معه قذفوا عائشة - رضي الله عنها -؛ فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "من يعذرني في رجل يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني"؛ فنزلت (¬2). * {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}. * عن أبي مالك؛ قال: كان نساء نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يخرجن بالليل لحاجتهن، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين؛ فشكوا ذلك، فقيل ذلك للمنافقين، فقالوا: إنما نفعله بالإماء؛ فنزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن الحسن في قوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}؛ قال: إماء كن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء؛ فيؤذين، فكانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى؛ فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلالبيبهن. [ضعيف جداً] * وعن محمد بن كعب؛ قال: كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن، فإذا قيل له؛ قال: كنت أحسبها أمة، فأمرهن الله أن يخالفن زي الإماء ويدنين عليهن من جلابيبهن، تخمر وجهها إلا إحدى عينيها، يقول: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}، يقول: ذلك أحرى أن يعرفن (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي صالح؛ قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة على غير منزل، فكان نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن، وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} يقنعن بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة (¬2). [ضعيف جداً] * عن معاوية بن قرة: أن ذعاراً من ذعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل، فينظرون النساء ويغمزونهن، وكانوا لا يفعلون ذلك ¬
بالحرائر، إنما يفعلون ذلك بالإماء؛ فأنزل الله هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} (¬1). * {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)}. * عن قتادة: أن ناساً من المنافقين أرادوا أن يظهروا نفاقهم؛ فنزلت: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)} يقول: لنحرشنك بهم (¬2). [ضعيف] * عن طاووس: نزلت في بعض أمور النساء (¬3). [ضعيف] ¬
سورة سبأ
سورة سبأ * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ أنه قال: نزلت سورة سبأ بمكة (¬1). * {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}. * عن علي بن رباح؛ قال: حدثني فلان: أن فروة بن سليك الغطفاني قدم على رسول الله، فقال: يا نبي الله! إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عز، وإني أخشى أن يرتدوا عن الإِسلام، أفأقاتلهم؟ فقال: "ما أمرت فيهم بشيء بعد"؛ فأنزل هذه الآية: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)} (¬2). [ضعيف] * عن أبي رزين: كان رجلان شريكان، خرج أحدهما إلى الشام، وبقي الآخر، فلما بُعِثَ النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم، فترك تجارته، ثم أتى صاحبه، فقال له: دلني عليه. وكان يقرأ الكتب، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إلام تدعو؟ قال: "إلى كذا كذا"، فقال: أشهد أنك ¬
رسول الله، قال: "وما علمك بذلك؟ "، قال: إنه لا يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم؛ فنزلت هذه الآية: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34)}؛ فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد أنزل تصديق ما قلت" (¬1). [ضعيف] ¬
سورة فاطر
سورة فاطر * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت سورة فاطر بمكة (¬1). * {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت هذه الآية: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} الآية، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"؛ فهدى الله عمر وأضل أبا جهل؛ ففيهما أنزلت (¬2). [ضعيف جداً] * {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [الروم: 52]، {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)}، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقف على القتلى يوم بدر؛ ويقول: "هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟! يا فلان بن فلان! ألم تكفر بربك؟ ألم تكذب نبيك؟ ألم تقطع رحمك؟ "، فقالوا: يا رسول الله! أيسمعون ما تقول؟ قال: "ما أنتم بأسمع منهم لما أقول"؛ فأنزل الله: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}. مثل ضربه الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله (¬1). [ضعيف جداً] * {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي نزلت فيه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} (¬2). [ضعيف جداً] * {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}. ¬
* عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه-؛ قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الموت شريك النوم، وليس في الجنة موت"، قالوا: يا رسول الله! فما راحتهم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنه ليس فيها لغوب، كل أمرهم راحة"؛ فأنزل الله -تعالى- فيه: {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} (¬1). [ضعيف جداً] * {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42)}. * عن ابن أبي هلال: أنه بلغه: أن قريشاً كانت تقول: لو أن الله بعث نبياً ما كانت أمة من الأمم أطوع لخالقها، ولا أسمع ولا أشد تمسكاً بكتابها منا؛ فأنزل الله: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168)} [الصافات: 167، 168]، {لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ} [الأنعام: 157]، {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} وكانت اليهود تستفتح به على النصارى، فيقولون: إنا نجد نبياً يخرج (¬2). [ضعيف] ¬
سورة يس
سورة يس * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة يس بمكة (¬1). * عن عائشة: قالت: (مثله) (¬2). * {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش؛ حتى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم قرابة، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ذهب ذلك عنهم؛ فنزلت: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ ¬
غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10)}، قال: فلم يؤمن من ذلك النفر أحد" (¬1). * عن عكرمة؛ قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً؛ لأفعلن ولأفعلن؛ فأنزلت: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} إلى قوله: {فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}، قال: فكانوا يقولون هذا محمد، فيقول: أين هو أين هو؟ لا يبصره (¬2). [ضعيف] * {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)}. * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد؛ فنزلت هذه الآية: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن آثاركم تكتب"، فلم ينتقلوا (¬3). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47)}. * عن الكلبي؛ قال: نزلت في الزنادقة (¬1). * {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} إلى قوله: {وَهِيَ رَمِيمٌ}؛ قال: جاء عبد الله بن أُبيّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعظم حائل فكسره بيده، ثم قال: يا محمد! كيف يبعث الله هذا وهو رميم؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يبعث الله هذا ويميتك، ثم ¬
يدخلك جهنم"؛ فقال الله -تعالى-: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ}؛ قال: نزلت في أُبيّ بن خلف جاء بعظم نخر؛ فجعل يذروه في الريح، فقال: أيحيي الله هذا يا محمد؟! قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نعم؛ يحيي الله هذا ويميتك ويدخلك النار" (¬2). [ضعيف] ¬
* عن أبي مالك؛ قال: جاء أُبيّ بن خلف بعظم نخرة، فجعل يفته بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: من يحيي العظام وهي رميم؟ فأنزل الله -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)} إلى قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضى الله عنهما-؛ قال: جاء أُبيّ بن خلف الجمحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعظم نخر؛ فقال: أتعدنا يا محمد! إذا بليت عظامنا فكانت رميماً أن الله باعثنا خلقاً جديداً، ثم جعل يفت العظم ويذره في الريح، فيقول: يا محمد! من يحيي هذا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم؛ يميتك الله، ثم يحييك ويجعلك في جهنم"، ونزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ} (¬2). * عن السدي في قوله: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا}؛ قال: نزلت في أُبيّ بن خلف، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه عظم قد دثر، فجعل يفته بين أصابعه، ويقول: يا محمد! أنت الذي تحدث أن هذا سيحيا بعدما قد بلى؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "نعم؛ ليميتن الآخر، ثم ليحيينّه، ثم ليدخلنه النار" (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة؛ قال: جاء أُبيّ بن خلف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي يده عظم حائل، فقال: يا محمد! أنّى يحيي الله هذا؟ فأنزل الله -تعالى-: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ}، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَلْقُها قبل أن تكون أعجب من إحيائها وقد كانت" (¬1). [ضعيف] * عن عروة بن الزبير؛ قال: لما أنزل الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن الناس يحاسبون بأعمالهم، ومبعوثون يوم القيامة؛ أنكروا ذلك إنكاراً شديداً؛ فعمد أُبيّ بن خلف إلى عظم حائل قد نخر، ففتَّه، ثم ذراه في الريح، ثم قال: يا محمد! إذا بليت عظامنا إنا لمبعوثون خلقاً جديداً؟ فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من استقباله إياه بالتكذيب والأذى في وجهه وجْداً شديداً؛ فأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. . .} (¬2). [ضعيف] ¬
سورة الصافات
سورة الصافات * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الصافات بمكة (¬1). * {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53)}. * عن عطاء؛ قال: كان رجلان شريكين، وكان لهما ثمانية آلاف دينار، فاقتسماها، فعمد أحدهما فاشترى بألف دينار أرضاً، فقال صاحبه: اللهم إن فلاناً اشترى بألف دينار أرضاً، وإني أشتري منك بألف دينار أرضاً في الجنة؛ فتصدق بألف دينار، ثم ابتنى صاحبه داراً بألف دينار، فقال هذا: اللهم إن فلاناً ابتنى داراً بألف دينار وإني أشتري منك داراً في الجنة بألف دينار؛ فتصدق بألف دينار، ثم تزوج صاحبه امرأة فأنفق عليها ألف دينار، فقال: اللهم إن فلاناً تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار، وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار؛ فتصدق بألف دينار، ثم اشترى خدماً ومتاعاً بألف دينار، وإني أشتري منك خدماً ومتاعاً في الجنة بألف دينار؛ فتصدق بألف دينار، ثم أصابته حاجة شديدة، فقال: لو أتيت صاحبي هذا لعله ينالني معروف، فجلس على طريقه، فمر به في حشمه ¬
وأهله، فقام إليه الآخر، فنظر فعرفه، فقال: فلان. . .؟! فقال: نعم، فقال: ما شأنك؟ فقال: أصابتني بعدك حاجة، فأتيتك لتصيبني بخير، قال: فما فعل المال؛ فقد اقتسمناه مالاً واحداً، فأخذت شطره وأنا شطره؟! فقال: اشتريتُ داراً بألف دينار، ففعلت: أنا كذلك، وفعلت أنا كذلك، فقص عليه القصة، فقال: إنك لمن المصدقين بهذا، اذهب فوالله لا أعطيك شيئاً، فرده فقضي لهما أن توفيا؛ فنزل فيهما: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ} حتى بلغ: {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ}، قال: لمحاسبون (¬1). [ضعيف] * {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)}. * عن قتادة في قوله: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)} حتى بلغ: {فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}؛ قال: لما ذكر شجرة الزقوم؛ افتتن الظلمة، فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجرة؛ فأنزل الله ما تسمعون: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)} غذيت بالنار ومنها خلقت (¬2). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: قال أبو جهل لما نزلت: {أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)} قال: تعرفونها في كلام العرب، أنا آتيكم بها، فدعا جارية ¬
فقال: ايئتني بتمر وزبد، فقال: دونكم تزقموا، فهذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد؛ فأنزل الله تفسيرها: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63)}، قال: لأبي جهل وأصحابه (¬1). [ضعيف جداً] * {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش: سليم، خزاعة، وجهينة {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (¬2). [ضعيف جداً] * عن مجاهد في قوله: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا}؛ قال: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله -تعالى-، فقال لهم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: فمن أمهاتهم؟ فقالوا: بنات سَرَوَات الجن، فقال الله -عزّ وجلّ-: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}، يقول: إنما ستحضر للحساب، قال: والجِنة هي الملائكة (¬3). [ضعيف] ¬
* {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}. * عن يزيد بن أبي مالك؛ قال: كان الناس يصلون متبددين؛ فأنزل الله: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}؛ فأمرهم أن يصفوا (¬1). [ضعيف] * {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالوا: يا محمد! أرنا العذاب الذي تخوفنا به، عجله لنا؛ فنزلت الآية (¬2). ¬
سورة ص
سورة ص * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة ص بمكة (¬1). * {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما مرض أبو طالب؛ دخل عليه رهط من قريش؛ منهم: أبو جهل، قال: فقالوا: إن ابن أخيك يشتم آلهتنا، ويفعل ويفعل، ويقول ويقول، فلو بعثت إليه فنهيته، فبعث إليه أو قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل البيت، وبينهم وبين أبي طالب مجلس رجل، قال: فخشي أبو جهل إن جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه؛ فوثب فجلس في ذلك المجلس، ولم يجد النبي - صلى الله عليه وسلم - مجلساً قرب عمه، فجلس عند الباب، قال أبو طالب: أي ابن أخي! ما بال قومك يشكونك؟ يزعمون أنك تشتم آلهتهم، وتقول وتقول، وتفعل وتفعل، قال: فأكثروا عليه من اللحو، قال: فتكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا ¬
عم! إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها؛ تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية"، قال: ففزعوا لكلمته ولقوله، قال: فقال القوم: كلمة واحدة! نعم وأبيك وعشراً، قالوا: وما هي؟ قال أبو طالب: وأي كلمة هي يا ابن أخي؟ قال: "لا إله إلا الله"، قال: فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)}، قال: وقرأ من هذا الموضع إلى قوله: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}. وفي رواية: قال: مرض أبو طالب فجاءته قريش وجاءه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعند أبي طالب مجلس رجل؛ فقام أبو جهل كي يمنعه، وشكوه إلى أبي طالب، فقال: يا ابن أخي! ما تريد من قومك؟ قال: "إني أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب، وتؤدي لهم العجم الجزية"، قال: كلمة واحدة؟ قال: كلمة واحدة، قال: "يا عم! يقولوا: لا إله إلا الله"، فقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)}، قال: فنزل فيهم القرآن: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزل {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} فيهم وفي مجلسهم ذلك؛ يعني: مجلس أبي طالب وأبي جهل واجتماع قريش إليهم حين نازعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [حسن] * عن السدي: أن أناساً من قريش اجتمعوا؛ فيهم: أبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث في نفر من مشيخة قريش، فقال بعضهم: انطلقوا بنا إلى أبي طالب؛ ¬
فلنكلمه فيه، فلينصفنا منه؛ فيأمره، فليكف عن شتم آلهتنا وندعه والذي يعبد؛ فإنا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون منا شيء؛ فتعيرنا العرب، فيقولون: تركوه، حتى إذا مات عمه؛ تناولوه، قال: فبعثوا رجلاً منهم يدعى: المطلب فاستأذن لهم على أبي طالب، فقال: هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم يستأذنون عليك، قال: أدخلهم، فلما دخلوا عليه؛ قالوا: يا أبا طالب! أنت كبيرنا وسيدنا؛ فأنصفنا من ابن أخيك؛ فمره فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه، قال: فبعث إليه أبو طالب، فلما دخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: يا ابن أخي! هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم وقد سألوك النصف؛ أن تكف عن شتم آلهتهم ويدعوك وإلهك، قال: فقال: "أي عم! أوَ لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟ "، فقال: وإلامَ تدعوهم؟ قال: "أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون العجم"، قال: فقال أبو جهل -من بين القوم-: ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها، قال: "تقولون: لا إله إلا الله"، قال: فنفروا، وقالوا: سلنا غير هذه، قال: "لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها"، قال: فغضبوا وقاموا من عنده غضاباً، وقالوا: والله لنشتمنك والذي يأمرك بهذا و {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)} إلى قوله: {إِلَّا اخْتِلَاقٌ} وأقبل على عمه، فقال له عمه: يا ابن أخي! ما شططت عليهم، فأقبل على عمه فدعاه، فقال: "قل كلمة أشهد لك بها يوم القيامة، تقول: لا إله إلا الله"، فقال: لولا أن تعيبكم بها العرب يقولون جزع من الموت؛ لأعطيتكها؛ ولكن على ملة الأشياخ، قال: نزلت هذه الآية: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبي طالب يكلموه في النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف جداً] ¬
سورة الزمر
سورة الزمر * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت سورة الزمر بمكة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت بمكة سورة الزمر سوى ثلاث آيات نزلت بالمدينة في وحشي قاتل حمزة: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا. . .} إلى ثلاث آيات (¬1). * {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في هذه الآية؛ قال: أنزلت في ثلاثة أحياء: عامر، وكنانة، وبني سلمة كانوا يعبدون الأوثان، ويقولون: الملائكة بناته، فقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (¬2). [ضعيف جداً] * {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}. ¬
* عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في عمار بن ياسر (¬2). [موضوع] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في ابن مسعود وعمار وسالم مولى أبي حذيفة (¬3). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في عمار بن ياسر (¬4). [ضعيف جداً] ¬
* {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}. * عن زيد بن أسلم: أن هاتين الآيتين نزلتا في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: (لا إله إلا الله): زيد بن عمرو، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي؛ نزل فيهم: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)} [الحجر: 44]؛ أتى رجل من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن لي سبعة مماليك، وإني أعتقت لكل باب منها مملوكاً؛ فنزلت هذه الآية: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عمر؛ قال: كان سعيد بن زيد، وأبو ذر، وسلمان، يتبعون في الجاهلية أحسن القول، وأحسن القول والكلام: لا ¬
إله إلا الله، قالوا بها؛ فأنزل الله -تعالى- على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (¬1). * {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالوا: يا رسول الله! لو حدثتنا؛ فنزل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)} (¬2). [ضعيف] * عن عون بن عبد الله: أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ملّوا ملّة؛ فقالوا: يا رسول الله! حدثنا؛ فأنزل الله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. . .} إلى آخر الآية، قال: ثم ملوا ملّة أخرى؛ فقالوا: يا رسول الله! حدثنا شيئاً فوق الحديث ودون القرآن؛ يعنون: القصص؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)} إلى قوله -تعالى-: ¬
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)} [يوسف: 3]؛ قال: فإن أرادوا الحديث؛ دلهم على أحسن الحديث، وإن أرادوا القصص؛ دلهم على أحسن القصص: القرآن (¬1). [ضعيف] * {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}. * عن قتادة؛ قال: قال لي رجل: قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لتكفن عن شتم آلهتنا أو لتأمرنها فلنغالبك؛ فنزلت: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} (¬2). [ضعيف] * {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}. * عن مجاهد: أنها نزلت في قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - النجم عند الكعبة ¬
وفرحهم عند ذكر الآلهة (¬1). [ضعيف] * {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت هذه الآية في مشركي أهل مكة (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}، وذلك أن أهل مكة قالوا: يزعم محمد أن من عبد الأوثان، ودعا مع الله إلهاً آخر، وقتل النفس التي حرم الله؛ لم يغفر له، فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا الآلهة، وقتلنا النفس التي حرم الله، ونحن أهل الشرك؟! فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}، يقول: لا تيأسوا من رحمتي {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وقال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} وإنما يعاتب الله أولي الألباب، وإنما الحلال والحرام لأهل الإيمان، فإياهم عاتب، وإياهم أمر إن أسرف أحدهم على نفسه أن لا يقنط من رحمة الله، وأن ينيب ولا يبطئ بالتوبة؛ من ذلك الإسراف والذنب الذي عمل (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ قال: لما اجتمعنا للهجرة اتّعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل الميضأة، ميضأة بني غفار فوق سرف، وقلنا: أيكم لم يصبح عندها فقد احتبس، فليمض صاحباه، فحبس عنا هشام بن العاص، فلما قدمنا المدينة؛ نزلنا في بني عمرو بن عوف، وخرج أبو جهل بن هشام، والحارث بن هشام إلى عياش بن ربيعة وكان ابن عمهما، وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة فكلماه، فقالا له: إن أمك نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك، فرق لها، فقلت له: يا عياش! والله إن يريدك القوم إلا عن دينك؛ فاحذرهم، فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكة -أحسبه قال:- لاستظلت، قال: أبر قسم أمي، ولي هناك مالاً فآخذه، قال: قلت: والله إنك لتعلم أني من أكثر قريش مالاً، ذلك نصف مالي، ولا تذهب معهما، فأبى إلا أن يخرج معهما، فقلت له لما أبى علي: أما إذ فعلت ما فعلت؛ فخذ ناقتي هذه؛ فإنها ناقة ذلول فالزم ظهرها، فإن رابك من القوم ريب؛ فانج عليها، فخرج معهما عليها، حتى إذا كانوا ببعض الطريق؛ قال أبو جهل بن هشام: والله لقد استبطأت بعيري هذا، أفلا تحملني على ناقتك هذه؟ قال: بلى، فأناخ، وأناخا ليتحول عليها، فلما استووا بالأرض؛ عديا عليه وأوثقاه، ثم دخلاه مكة، وفتناه فافتتن، قال: فكنا نقول: والله لا يقبل الله ممن افتتن صرفاً ولا عدلاً، ولا يقبل توبة قوم عرفوا الله، ثم رجعوا إلى الكفر؛ لبلاء أصابهم، قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ أنزل فيهم وفي قولنا لهم، وقولهم لأنفسهم: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، قال عمر: فكتبتها في صحيفة وبعثت بها إلى ¬
هشام بن العاص، قال هشام: فلم أزل أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه حتى فهمتها، قال: فألقي في نفسي أنما نزلت فينا، وفيما كنا نقول في أنفسنا، ويقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإِسلام، فأرسل إليه: يا محمد! كيف ¬
تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي رخصة؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)} [الفرقان: 70]، فقال وحشي: يا محمد! أرى بعد مشيئة، فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}؛ قال وحشي: هذا، فجاء فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله! إذا أصبنا ما أصاب وحشي، قال: "هي للمسلمين عامة" (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: كنا نقول: ليس لمن افتتن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته؛ فأنزل الله -تعالى- فيهم: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}؛ فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص بن وائل، قال هشام: فلما جاءتني؛ صعدت بها وأقول: فلا أفهمها، فوقعت في نفسي أنها نزلت فينا وما كنا نقول، فجلست على بعيري ثم لحقت بالمدينة، وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظر أن يؤذن له بالهجرة، وأصحابه من المهاجرين قدموا أرسالاً، وقد كان أبو بكر استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة، فقال: "لا تعجل؛ لعل الله أن يجعل لك صاحباً"؛ فطمع أبو ¬
بكر أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يعني: نفسه، وكان أبو بكر قد أعد لذلك راحلتين يعلفهما في داره (¬1). * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: إنما أنزلت هذه الآيات في عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين، كانوا أسلموا ثم فتنوا وعذبوا؛ فافتتنوا. كنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء صرفاً ولا عدلاً أبداً؛ قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوه؛ فنزلت هؤلاء الآيات. وكان عمر بن الخطاب كاتباً، قال: فكتبها بيده ثم بعث بها إلى عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وإلى أولئك النفر فأسلموا وهاجروا (¬2). [ضعيف جداً] * عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: لما أسلم وحشي؛ أنزل الله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: 68]، قال وحشي وأصحابه: فنحن قد ارتكبنا هذا كله؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} (¬3). * عن عطاء بن يسار؛ قال: نزلت هذه الآيات الثلاث بالمدينة في حشي وأصحابه: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ¬
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي في قوله: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}؛ قال: هؤلاء المشركون من أهل مكة، قالوا: كيف نجيبك وأنت تزعم أنه من زنا أو قتل أو أشرك بالرحمن كان هالكاً من أهل النار، فكل هذه الأعمال قد عملناها؟! فأنزل فيهم هذه الآية: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} (¬2). [ضعيف] * عن قتادة قوله -تعالى-: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}؛ قال: ذكر لنا أن ناساً أصابوا ذنوباً عظاماً في الجاهلية، فلما جاء الإِسلام؛ أشفقوا أن لا يتاب عليهم؛ فدعاهم الله بهذه الآية: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ¬
ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} (¬1). [ضعيف] * {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)}. * عن الحسن البصري؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بعض شعاب مكة، وقد دخله من الغم ما شاء الله من تكذيب قومه إياه، فقال: "رب أرني ما أطمئن إليه، ويذهب عني هذا الغم"؛ فأوحى الله إليه: "ادع أي أغصان هذه الشجرة شئت"، فدعا غصناً فانتزع من مكانه ثم خد في الأرض حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع إلى مكانك"؛ فرجع الغصن فخد في الأرض حتى استوى كما كان، فحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طابت نفسه ورجع، وقد كان قال المشركون: أفضلت أباك وأجدادك يا محمد؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن قريشاً دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطأون عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد! وتكف عن شتم آلهتنا، ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل؛ فإنا نعرض عليك خصلة واحدة وهي لنا ولك، فدلوه، قال: "حتى أنظر ما يأتيني من ربي"؛ فجاء الوحي: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)} (¬1). * {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مر يهودي بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا يهودي! حدثنا"؛ فقال: كيف تقول يا أبا القاسم! إذا وضع الله السماوات على ذه، والأرض على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه؟ -وأشار أبو جعفر محمد بن الصلت بخنصره أولاً، ثم تابع حتى بلغ الإبهام- فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجل من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! أبلغك أن الله -عزّ وجلّ- يحمل الخلائق على أصبع، والسماوات على أصبع، والأرض على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى كذا على أصبع، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا ¬
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} (¬1). [صحيح] * عن الحسن؛ قال: اليهود نظروا في خلق السماوات والأرض والملائكة، فلما زاغوا؛ أخذوا يقدرونه؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} (¬2). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: تكلمت اليهود في صفة الرب، فقالوا بما لم يعلموا ولم يروا؛ فأنزل الله هذه الآية (¬3). [ضعيف] * عن الربيع بن أنس: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255]؛ ¬
قال: لما نزلت: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}؛ قال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله! هذا الكرسي وسع السماوات والأرض، فكيف العرش؟! فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
سورة غافر
سورة غافر * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت الحواميم السبع بمكة (¬1). * عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت الحواميم جميعاً بمكة (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت حم المؤمن بمكة (¬3). * عن الشعبي؛ قال: أخبرني مسروق: أنها نزلت بمكة (¬4). * {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}. * عن أبي مالك؛ قال: نزلت في الحارث بن قيس السهمي (¬5). [ضعيف] * {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي ¬
صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)}. * عن أبي العالية؛ قال: إن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن الدجال يكون منا في آخر الزمان، ويكون من أمره؛ فعظموا أمره، وقالوا: يصنع كذا. . .؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} قال: لا يبلغ الذي يقول: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}؛ فأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذ من فتنة الدجال، {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} الدجال (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج في قوله: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)}؛ قال: زعموا أن اليهود قالوا: يكون منا ملك في آخر الزمان البحر إلى ركبتيه، والسحاب دون رأسه، يأخذ الطير بين السماء والأرض، معه جبل خبز ونهر؛ فنزلت: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)} (¬2). [ضعيف] * {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة ¬
قا لا: يا محمد! ارجع عما تقول، وعليك بدين آبائك وأجدادك؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
سورة فصلت
سورة فصلت * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة حمَ السجدة بمكة. * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: (مثله) (¬1). * {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)}. * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ}؛ قال: كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف -أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش- في بيت، كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم، فقال بعضهم لبعض: أترون أن الله يسمع حديثنا؟ قال بعضهم: يسمع بعضه (وفي رواية: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا)، وقال بعضهم: لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كله (وفي رواية: إن كان يسمع إذا جهرنا؛ فإنه يسمع إذا أخفينا)؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)} (¬2). [صحيح] * {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)}. ¬
* عن بشير بن تميم؛ قال: نزلت هذه الآية في أبي جهل وعمار بن ياسر: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ}: أبو جهل، {خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: عمار بن ياسر (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: نزلت في عمار بن ياسر وفي أبي جهل (¬2). * {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: قالت قريش: لولا أنزل هذا القرآن أعجمياً وعربياً؛ فأنزل الله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
سورة الشورى
سورة الشورى * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت حم عسق بمكة. * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- مثله (¬1). * {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)}. * عن قتادة في قوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)}، قال: هم اليهود والنصارى حاجوا أصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن أولى بالله منكم (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)}؛ قال: هم أهل الكتاب، كانوا يجادلون المسلمين، ويصدونهم عن الهدى من بعد ما استجابوا لله، وقال: هم أهل الضلالة، كان استجيب ¬
لهم على ضلالتهم، وهم يتربصون بأن تأتيهم الجاهلية (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]؛ قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين: قد دخل الناس في دين الله أفواجاً؛ فأخرجوا من بين أظهرنا، فعلام تقيمون بين أظهرنا؟ فنزلت: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ} (¬2). [ضعيف] * عن الحسن في قوله: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ}؛ قال: قال أهل الكتاب لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: نحن أولى بالله منكم؛ فأنزل الله: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}؛ يعني: أهل الكتاب (¬3). [ضعيف] * {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أتاه رجل فسأله المعنى عن قوله -عزّ وجلّ-: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؛ فقال سعيد بن جبير: قرابة محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عباس: عجلت؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم قرابة؛ قال: فنزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم (¬4). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية بمكة، وكان المشركون يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ} لهم يا محمد، {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ}؛ يعني: على ما أدعوكم إليه: {أَجْرًا} عوضاً من الدنيا {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} إلا الحفظ في قرابتي فيكم، قال: المودة: إنما هي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قرابته، فلما هاجر إلى المدينة؛ ¬
أحب أن يلحقه بإخوته من الأنبياء -عليهم السلام- فقال: {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا}؛ فهو لكم {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي} [هود: 51]؛ يعني: ثو ابه وكرامته في الآخرة؛ كما قال: نوح -عليه السلام-: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)} [الشعراء: 109]، وكما قال هود وصالح وشعيب لم يستثنوا أجراً، كما استثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - فرده عليهم، وهي منسوخة (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، فكأنهم فخروا، فقال ابن عباس أو العباس -شك عبد السلام-: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأتاهم في مجالسهم، فقال: "يا معشر الأنصار! ألم تكونوا أذلة؛ فأعزكم الله بي"، قالوا: بلى يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! قال: "ألم تكونوا ضلّالاً؛ فهداكم الله بي"، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "أفلا تجيبوني؟ "، قالوا: ما نقول يا رسول الله؟! قال: "ألا أتقولون: ألم يخرجك قومك؛ فآويناك؟ أَوَلم يكذبوك؛ فصدقناك؟ أوَلم يخذلوك؛ فنصرناك؟ "، قال: فما زال يقول؛ حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله، قال: فنزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالت الأنصار فيما بينهم: لو جمعنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مالاً فبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله! إنا أردنا أن نجمع لك من أمولنا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؛ فخرجوا مختلفين، فقال بعضهم: ألم تروا إلى ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وقال بعضهم: إنما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} إلى قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} فعرض لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتوبة إلى قوله: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} هم الذين قالوا هذا، أن تتوبوا إلى الله وتستغفرونه (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)}. * عن أبي هانئ الخولاني؛ قال: سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولون: إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصُّفّة: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} وذلك بأنهم قالوا: لو أن لنا؛ فتمنوا الدنيا (¬1). [ضعيف] * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعم؛ إن أدناهم منزلة يشرب من ماء الفرات، ويجلس في الظل، ويأكل من البر، وإنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ ¬
لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}؛ وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا، فتمنوا الدنيا (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: يقال: خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك، قال: ذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها"، فقال له قائل: يا نبي الله! هل يأتي الخير بالشر؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل يأتي الخير بالشر؟ فأنزل الله عليه عند ذلك: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}، وكان إذا نزل عليه؛ كرب لذلك وتربّد وجهه، حتى إذا سُرّي عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "هل يأتي الخير بالشر -يقولها ثلاثاً-؟ إن الخير لا يأتي إلا بالخير يقولها ثلاثاً وكان - صلى الله عليه وسلم - وتر الكلام، ولكنه والله ما كان ربيع قط إلا أحبط أو ألمّ. فأما عبد أعطاه الله مالاً فوضعه في سبيل الله التي افترض وارتضى؛ فذلك عبد ¬
أريد به خير، وعزم له على الخير. وأما عبد أعطاه الله مالاً فوضعه في شهواته ولذاته، وعدل عن حق الله عليه؛ فذلك عبد أريد به شر، وعزم له على شر" (¬1). [ضعيف] * {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل عبدت وثناً قط؟ قال: "لا"، قالوا: فهل شربت خمراً قط؟ قال: "لا، وما زلت أعرف الذي هم عليه كفر، وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان"، وبذلك نزل القرآن: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} (¬2). ¬
سورة الزخرف
سورة الزخرف * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت بمكة سورة (حم) الزخرف (¬1). * {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)}. * عن قتادة؛ قال: قال ناس من المنافقين: إن الله صاهر الجن؛ فخرجت من بينهم الملائكة؛ فنزل فيهم: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)} (¬2). [ضعيف] * {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)}. * عن قتادة في قوله -تعالى-: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}؛ قال: الرجل: الوليد بن المغيرة؛ قال: لو كان ما يقول محمد حقاً أنزل علي هذا القرآن أو على أبي مسعود الثقفي، والقريتان الطائف ومكة، وأبو مسعود الثقفي من الطائف واسمه عروة بن مسعود (¬3). [ضعيف] ¬
* عن مجاهد في قوله -تعالى-: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}؛ قال: نزلت في عتبة بن ربيعة وابن عبد ياليل الثقفي (¬1). [ضعيف] * {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}. * عن محمد بن عثمان المخزومي: أن قريشاً قالت: قيضوا لكل رجل رجلاً من أصحاب محمد يأخذه؛ فقيضوا لأبي بكر -رضي الله عنه- طلحة بن عبيد الله، فأتاه وهو في القوم، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: إلامَ تدعوني؟ قال: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى! قال أبو بكر -رضي الله عنه-: وما اللات؟ قال: ربنا، قال: وما العزى؟ قال: بنات الله، قال أبو بكر: فمن أمهم؟ فسكت طلحة، فلم يجبه، فقال طلحة لأصحابه: أجيبوا الرجل، فسكت القوم، فقال طلحة: قم يا أبا بكر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} (¬2). [ضعيف] * {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41)}. ¬
* عن جابر -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41)}: نزلت في علي بن أبي طالب، أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي (¬1). [موضوع] * {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)}. * عن أبي يحيى الأعرج عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لقد علمتُ آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري أعلمها الناس؛ فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها؛ فيسألوا عنها؟! ثم طفق يحدثنا، فلما قام؛ تلاومنا أن لا نكون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غداً، فلما راح الغد؛ قلت: يا ابن عباس! ذكرت أمس: أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس؛ فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها؟ فقلت: أخبرني عنها وعن اللاتي قرأت قبلها، قال: نعم؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش: "يا معشر قريش! إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير"، وقد علمتْ قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وتقول في محمد، فقالوا: يا محمد! ألست تزعم أن عيسى كان نبياً وعبداً من عباد الله صالحاً، فلئن كنت صادقاً؛ فإن آلهتهم لكما تقولون، قال: فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)}، قال: قلت: ما يصدون؟ قال: يضجّون، {وَإِنَّهُ ¬
لَعِلْمٌ (¬1) لِلسَّاعَةِ}؛ قال: هو خروج عيسى ابن مريم -عليه السلام- قبل يوم القيامة (¬2). [حسن] ¬
سورة الدخان
سورة الدخان * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت بمكة سورة (حم) الدخان. * وعن ابن الزبير مثله (¬1). * {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)}. * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-؛ قال: إنما كان هذا لأن قريشاً لما استعصوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد؛ حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}، قال: فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: يا رسول الله! استسق لمضر؛ فإنها قد هلكت، قال: "لمضر؟ إنك لجريء"؛ فاستسقى، فسقوا؛ فنزلت: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} فلما أصابتهم الرفاهية؛ عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}؛ قال: يعني: يوم بدر (¬2). [صحيح] ¬
* {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}. ¬
* عن أبي مالك؛ قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد، فيقول: تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد؛ فنزلت: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، فقال أبو جهل: لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء، وأنا العزيز الكريم، فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته؛ ونزل فيه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة في قوله: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)}؛ قال: نزلت في عدو الله أبي جهل، لقى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخذه، فهزه، ثم قال: "أولى لك يا أبا جهل فأولى، ثم أولى لك فأولى، ذق إنك أنت العزيز الكريم"، وذلك أنه قال: أوعدني محمد، والله لأنا أعز من مشى بين جبليها، وفيه نزلت: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24]، وفيه نزلت: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)} [العلق: 19]، وقال قتادة: نزلت في أبي جهل وأصحابه الذين قتلهم الله -تبارك وتعالى- يوم بدر: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا ¬
قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)} (¬1). [ضعيف] * أخرج ابن المنذر عن -هكذا في المطبوع-؛ أنه قال: أخبرت أن أبا جهل قال: يا معشر قريش! أخبروني ما اسمي؟ فذكرت له ثلاثة أسماء: عمرو، والجلاس، وأبو الحكم، قال: ما أصبتم اسمي، ألا أخبركم؟ قالوا: بلى، قال: اسمي العزيز الكريم؛ فنزلت: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43)} (¬2). ¬
سورة الجاثية
سورة الجاثية * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت بمكة سورة (حم) الجاثية. * عن عبد الله بن الزبير مثله (¬1). * {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أحدهم يعبد الحجر، فإذا رأى ما هو أحسن منه؛ رمى به، وعبد الآخر (¬2). [حسن] ¬
سورة الأحقاف
سورة الأحقاف * نزلت بمكة سورة (حم) الأحقاف (¬1). * {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}. * عن عوف بن مالك الأشجعي؛ قال: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم، وكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر اليهود! أروني اثني عشر رجلاً يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؛ يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه"، قال: فأمسكوا، وما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم؛ فلم يجبه أحد، ثم ثلث؛ فلم يجبه أحد، فقال: "أبيتم، فوالله إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا المقفى، آمنتم أو كذبتم"، ثم انصرف وأنا معه، حتى دنا أن يخرج؛ فإذا رجل من خلفنا يقول: كما أنت يا محمد! قال: فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟! قالوا: ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ¬
ولا أفقه منك ولا من أبيك من قبلك ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه وقالوا له شراً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبتم، لن يقبل قولكم، أما آنفاً؛ فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذا آمن؛ كذبتموه، وقلتم ما قلتم؛ فلن يقبل قولكم"، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا، وعبد الله بن سلام؛ فأنزل الله فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)} (¬1). [صحيح] * عن سعد بن أبي وقاص؛ قال: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأحد يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة؛ إلا لعبد الله بن سلام، قال: وفيه نزلت هذه الآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ¬
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (¬1). [صحيح] * عن ابن أخي عبد الله بن سلام؛ قال: لما أُريد (¬2) عثمان؛ جاء عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-؛ فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرك، قال: اخرج إلى الناس فاطردهم عني؛ فإنك خارج خير لي منك داخل، فخرج عبد الله إلى الناس، فقال: أيها الناس! إنه كان اسمي في الجاهلية فلان؛ فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، ونزل فيَّ آيات من كتاب الله، نزلت فيَّ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، ونزل فيّ: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} [الرعد: 43]، إن لله سيفاً مغموداً عنكم، وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا الذي نزل فيه نبيكم، فالله الله في هذا الرجل أن تقتلوه، فوالله إن قتلتموه؛ لَتَطرُدُنّ جيرانكم الملائكة، ولتسلن سيف الله المغمود عنكم، فلا يغمد إلى يوم القيامة، قال: فقالوا: اقتلوا اليهودي واقتلوا عثمان (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؛ قال: عبد الله بن سلام (¬1). [صحيح] * عن مجاهد؛ قال: نزلت في عبد الله بن سلام (¬2). [صحيح] * عن قتادة مثله (¬3). [صحيح] * عن الشعبي؛ قال: أناس يزعمون أن شاهداً من بني إسرائيل على مثله: عبد الله بن سلام!! وإنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة، ¬
وقد أخبرني مسروق: أن آل (حم) إنما نزلت بمكة، وإنما كانت محاجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه؛ فقال: {أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}؛ يعني: القرآن {وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ}: موسى ومحمد -عليهم السلام- على الفرقان. وفي رواية: فمثل التوراة الفرقان؛ التوراة شهد عليها موسى، ومحمد على الفرقان (¬1). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: بلغني: أنه لما أراد عبد الله بن سلام أن يسلم؛ قال: يا رسول الله! قد علمت اليهود أني من علمائهم، وأن أبي كان من علمائهم، وأني أشهد أنك رسول الله، وأنهم يجدونك مكتوباً عندهم في التوراة؛ فأرسل إلى فلان وفلان ومن سماه من اليهود وأخبئني في بيتك، وسلهم عني وعن أبي؛ فإنهم سيحدثونك أني أعلمهم، وأن أبي من أعلمهم، وإني سأخرج إليهم؛ فأشهد أنك رسول الله، وأنهم يجدونك مكتوباً عندهم في التوراة، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق، قال: ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فخبأه في بيته، وأرسل إلى اليهود، فدخلوا عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عبد الله بن سلام فيكم؟ "، قالوا: أعلمنا نفساً، وأعلمنا أباً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم إن أسلم تسلمون؟! "، قالوا: لا يسلم ثلاث مرار، فدعاه؛ فخرج، ثم قال: أشهد أنك رسول الله، وأنهم يجدونك مكتوباً عندهم في التوراة، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق، فقالت اليهود: ما كنا نخشاك على هذا يا عبد الله بن سلام! قال: فخرجوا كفاراً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- من ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ¬
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)} (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن سيرين؛ قال: كانوا يرون أن هذه الآية نزلت في عبد الله بن سلام: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (¬2). [صحيح] * عن جندب -رضي الله عنه-؛ قال: جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي الباب، ثم قال: أنشدكم بالله أي قوم! تعلمون أني الذي أنزلت فيه: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؟ قالوا: اللهم نعم (¬3). * عن سعيد بن جبير؛ قال: جاء ميمون بن يامين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رأس اليهود بالمدينة قد أسلم، وقال: يا رسول الله! أبعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكماً من أنفسهم؛ فإنهم سيرضوني، فبعث إليهم، وأدخله الداخل، فأتوه، فخاطبوه ملياً، فقال لهم: "اختاروا رجلاً من أنفسكم يكون حكماً بيني وبينكم"، قالوا: فإنا قد رضينا بميمون بن يامين؛ فأخرجه إليهم، فقال لهم ميمون: أشهد أنه رسول الله، وأنه على الحق؛ فأبوا أن يصدقوه؛ ¬
فأنزل الله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)} (¬1). [ضعيف] * {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}. * عن أبي الزناد؛ قال: كانت زنيرة امرأة ضعيفة البصر، فلما أسلمت؛ كان الأشراف من مشركي قريش يستهزئون بها، ويقولون: والله؛ لو كان ما جاء به محمد خيراً ما سبقتنا إليه زنيرة؛ فأنزل الله فيها وفي أمثالها هذه الآية (¬2). [ضعيف] * عن عون بن أبي شداد؛ قال: كانت لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أَمة أسلمت قبله يقال لها: زنيرة، فكان عمر -رضي الله عنه- يضربها على إسلامها، وكان كفار قريش يقولون: لو كان خيراً؛ ما سبقتنا إليه زنيرة؛ فأنزل الله في شأنها: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)} (¬3). [ضعيف] * عن قتادة في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}؛ قال: قد قال ذلك قائلون من الناس كانوا أعز منهم في الجاهلية، قالوا: والله لو كان ¬
هذا خيراً؛ ما سبقنا إليه بنو فلان وبنو فلان؛ فإن الله يختص برحمته من يشاء ويكرم برحمته من يشاء (¬1). [ضعيف] * {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)} (¬2). [موضوع] * {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)}. ¬
* عن يوسف بن ماهك؛ قال: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب؛ فجعل يذكر يزيد بن معاوية؛ لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً، فقال: خذوه؛ فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)}؛ فقالت عائشة -رضي الله عنها- من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن؛ إلا أن الله أنزل عذري (¬1). [صحيح] * عن محمد بن زياد؛ قال: لما بايع معاوية لابنه؛ قال مروان: سنة أبي بكر وعمر؛ فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر، فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)}؛ فبلغ ذلك عائشة، فقالت: كذب والله؛ ما هو به، ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه؛ لسميته، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان من لعنة الله (¬2). [حسن] ¬
* عن السدي؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)} في عبد الرحمن بن أبي بكر، قال لوالديه -وهما أبو بكر وأم رومان- وكانا قد أسلما، وأبى هو أن يسلم؛ فكانا يأمرانه بالإِسلام، ويرد عليهما ويكذبهما، فيقول: فأين فلان؟ وأين فلان؟ يعني: مشايخ قريش ممن قد مات، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه؛ فنزلت توبته في هذه الآية: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} (¬1). [منكر] ¬
* عن ميناء: أنه سمع عائشة تنكر أن تكون الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه-، وقالت: إنما نزلت في فلان بن فلان، سمعت رجلاً (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)}؛ قال: الذي قال هذا ابن لأبي بكر -رضي الله عنه-، قال: أتعدانني أن أخرج؟ أتعدانني أن أبعث بعد الموت؟ (¬2). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: نزلت في عبد الله بن أبي بكر الصديق (¬3). [منكر] ¬
* {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)}. * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: هبطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه؛ قالوا: أنصتوا، قال: صه، وكانوا تسعة أحدهم زوبعة؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- تبارك وتعالى-: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)} (¬1). [حسن] ¬
سورة محمد
سورة محمد * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت سورة القتال بالمدينة (¬1). * وعنه -أيضاً-؛ قال: نزلت سورة محمد بالمدينة (¬2). * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت بالمدينة سورة {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)} (¬3). * {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في أهل مكة: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ}؛ قال: الأنصار، {وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} قال: أمرهم (¬4). [ضعيف] ¬
* {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)} * عن قتادة: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}؛ قال: الذين قتلوا يوم أُحد (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج في قوله: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ}؛ قال: لأرسل عليهم ملكاً فدمر عليهم، وفي قوله: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}؛ قال: نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد (¬2). [ضعيف] * {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج من مكة إلى الغار -أراه قال-: التفت إلى مكة، وقال: "أنت أحب بلاد الله إلى الله، وأنت أحب بلاد الله إليّ، ولو أن المشركين لم يخرجوني؛ لم أخرج منك، فأعتى الأعداء: من عتا على الله في حَرَمِه، أو قَتَلَ غير قاتله، أو قتل بذُحُول الجاهلية"؛ فأنزل الله -تعالى- على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)}. * عن ابن جريج؛ قال: كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فيستمع المؤمنون منه ما يقول ويعونه، ويسمعه المنافقون فلا يعونه، فإذا خرجوا؛ سألوا المؤمنين ماذا قال آنفاً؟ فنزلت: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)}. * عن أبي العالية؛ قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل؛ فنزلت: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}؛ فخافوا أن يبطل الذنب العمل (¬2). [ضعيف] ¬
سورة الفتح
سورة الفتح * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الفتح بالمدينة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- مثله (¬2). * عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم؛ قالا: نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها (¬3). [ضعيف] ¬
* {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ الله نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)}. * عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلاً، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء؛ فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مسألة؛ فلم يجبه، ثم سألة فلم يجبه فقال عمر بن الخطاب: ثَكِلَتْ أم عمر، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس، وخشيت أن ينزل فيّ القرآن، فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآن، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، فقال: "لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس"، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} (¬1). [صحيح] ¬
* عن حبيب بن أبي ثابت؛ قال: أتيت أبا وائل أسأله، فقال: كنا بصفين، فقال رجل: ألم تر إلى الذين يُدْعَون إلى كتاب الله؟ فقال علي: نعم، فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم؛ فلقد رأيتُنا يوم الحديبية؛ يعني: الصلح الذي كان بين النبي - صلى الله عليه وسلم - والمشركين -ولو نرى قتالاً لقاتلنا- فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: "بلى"، فقال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا؟ فقال: "يا ابن الخطاب! إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدًا"؛ فرجع متغيظاً فلم يصبر، حتى جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر! ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولن يضيّعه الله أبداً؛ فنزلت سورة الفتح (¬1). [صحيح] * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنها نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - مرجعه من الحديبية، وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة، وقد حيل بينهم وبين مساكنهم ونحروا الهدي بالحديبية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} إلى قوله: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}، قال: "لقد أنزلت عليّ آيتان هما أحب إليّ من الدنيا جميعاً"، قال: فلما تلاهما؛ قال رجل: هنياً مرئياً يا نبي الله! قد بيّن الله لك ما يفعل بك، فما يفعل بنا؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ- الآية التي بعدها: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} حتى ختم الآية (¬2). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن مجمع بن جارية؛ قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرفنا عنها؛ إذا الناس يهزون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فخرجنا مع الناس نوجف، فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفاً على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع عليه الناس؛ قرأ عليهم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)}؛ فقال رجل: يا رسول الله! أفتح هو؟ قال: "نعم، والذي نفس محمد بيده إنه لفتح"؛ فقسمت خيبر على أهل الحديبية، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ثمانية عشر سهماً، وكان الجيش ألفاً وخمسمائة، فيهم ثلثمائة فارس؛ فأعطى الفارس سهمين، وأعطى الراجل سهماً (¬1). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دهاساً من الأرض؛ يعني بالدهاس: الرمل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يكلؤنا؟ "؛ فقال بلال: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذاً تنام"، قال: فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ الناس فيهم فلان وفلان وفيهم عمر، قال: فقلنا: اهضبوا؛ يعني: تكلموا، قال: فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "افعلوا كما كنتم تفعلون"، قال: ففعلنا، قال: فقال: "كذلك فافعلوا لمن نام أو نسي"، قال: وضلت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فطلبتها، فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة، فجئت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فركب فسرنا، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه؛ وعرفنا ذلك فيه، قال: فتنحى منبذاً خلفنا، قال: فجعل يغطي رأسه بثوبه واشتد ذلك عليه حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه؛ فأتانا، فأخبرنا أنه قد أنزل عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عُروة؛ قال: وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية راجعاً، فقال رجالٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا بفتح؛ لقد صُددنا عن البيت وصُدَّ هديُنا. وعكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية، ورَدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين من المسلمين خَرجَا، فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول رجال من أصحابه: إِن هذا ليس بفتح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بئس الكلام! هذا أعظم الفتح؛ لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم، ويسألونكم القضية، ويرغبون إليكم في الأمان، وقد رأوا منكم ما كرهوا وقد أظفركم الله -عزّ وجلّ- عليهم، وردكم سالمين غانمين مأجورين؛ فهذا أعظم الفتوح، أنسيتم يوم أحد: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} [آل عمران: 153]، وأنا أدعوكم في أُخراكم، أنسيتم يوم الأحزاب {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (10)} [الأحزاب: 10]؟ "، قال المسلمون: صدق الله ورسوله، هو أعظمُ الفتوح، والله يا نبي الله! ما فكرنا فيما فكرت فيه، ولأنت أعلم بالله -عزّ وجلّ- وبالأمور منا، وأنزل الله -عزّ وجلّ- سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} إلى قوله: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}؛ فبشَّر الله -عزّ وجلّ- نبيه - صلى الله عليه وسلم - بمغفرته، وتمام نعمته، وفي طاعة من أطاع، ونفاق من نافق، ثم ذكر ما المنافقون معتلون به إذا أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرهم أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وإنما منعهم من الخروج معه أنَّهم ظنوا أن لَنْ يرجع الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً، وظنوا السوء، ثم ذكر أنهم إذا انطلقوا إلى مغانم ليأخذوها؛ التمسوا الخروج معهم لعرض الدنيا، ثم ذكر أن المنافقين سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد، يقاتلونهم أو يسلمون ما يبتليهم، فإن أطاعوا؛ أثابوا على الطاعة، وإن تولوا كفعلهم أول مرة؛ عذبهم عذاباً أليماً، ثم ذكر من بايع تحت الشجرة، ثم ذكر ما أثابهم على ذلك من الفتح، والمغانم الكثيرة، وعجّل لهم مغانم كثيرة، ثم ذكر نعمته عليهم بكف أيدي العدو عنهم، ثم بشَّره - صلى الله عليه وسلم - بمكة أنه قد أحاط بها، ثم
ذكر أن لو قاتلهم الذين كفروا؛ لولّوا الأدبار، ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً، ولأعطينكم النصر والظفر عليهم. ثم ذكر المشركين وصدهم المسلمين عن البيت الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله، وأخبر أن: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} لو كان قتال، ثم قال: {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}. ثم ذكر الحمية التي جعلها الله في قلوبهم حين أبَوْا أن يقروا لله -تبارك وتعالى- باسمه، وللرسول باسمه، وذكر الذي أنزل الله -تعالى- على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المؤمنين من السكينة؛ حتى لا يحموا كما حمى المشركون لوقع القتال، فيكون فيه معرّة، ثم ذكر أنه قد صدق رسوله الرؤية بالحق: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} إلى {فَتْحًا مُبِينًا} (¬1). [ضعيف] * عن الشعبي؛ قال: نزلت {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} بالحديبية، وأصاب في تلك الغزوة ما لم يصبه في غزوة؛ أصاب أن بويع بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس، وبلغ الهدي محله، وأطعموا نخل خيبر، وفرح المؤمنون بتصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - وبظهور الروم على فارس، وقوله -تعالى-: {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ}: بإظهاره إياك على عدوك، ورفعه ذكرك في الدنيا، وغفرانك ذنوبك في الآخرة {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} يقول: ويرشدك طريقاً من الدين لا اعوجاج فيه؛ يستقيم بك إلى رضا ربك {وَيَنْصُرَكَ الله نَصْرًا عَزِيزًا (3)} ¬
يقول: وينصرك على سائر أعدائك ومن ناوأك نصراً لا يغلبه غالب ولا يدفعه دافع للبأس الذي يؤيدك الله به والظفر الذي يمدك به (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}؛ قال: إنا قضينا لك قضاءً بيناً، نزلت عام الحديبية؛ للنحر الذي بالحديبية، وحلقه رأسه (¬2). [ضعيف] * عن الشعبي: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية: أفتح هذا؟ قال: وأنزلت عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نعم، عظيم"، قال: وكان فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية، قال: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد:10] الآية (¬3). [ضعيف] ¬
* عن علي -رضي الله عنه-؛ قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر ذات يوم بغلس، وكان يغلس ويسفر ويقول: "ما بين هذين وقت؛ لكيلا يختلف المؤمنون"، فصلّى بنا ذات يوم بغلس، فلما قضى الصلاة؛ التفت إلينا كأن وجهه ورقة مصحف، فقال: "أفيكم من رأى الليلة شيئاً؟ "، قلنا: لا يا رسول الله! قال: "لكني رأيت ملكين أتياني الليلة؛ فأخذا بضبعي، فانطلقا بي إلى السماء الدنيا، فمررت بَمَلك وأمامه آدمي وبيده صخرة فيضرب بهامة الآدمي؛ فيقع دماغه جانباً، وتقع الصخرة جانباً، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امض؛ فمضيت، فإذا أنا بملك وأمامه آدمي وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهي إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن، قلت: ما هذا؟ قالا: امض؛ فمضيت، فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل، على فيه قوم عراة على حافة النهر ملائكة بأيديهم مدرتان، كما طلع طالع قذفوه بمدرة؛ فيقع في فيه ويسيل إلى أسفل ذلك النهر، قلت: ما هذا؟ قالا: امض؛ فمضيت، فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار، أمسكت على أنفي من نتن ما أجد من ريحهم، قلت: من هؤلاء؟ قالا: امض؛ فمضيت، فإذا أنا بتل أسود عليه قوم مخبلون تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم، قلت: ما هذا؟ قالا: امض؛ فمضيت، فإذا أنا بنار مطبقة موكل بها ملك لا يخرج منها شيء إلا أتبعه حتى يعيده فيها، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امض؛ فمضيت، فإذا أنا بروضة وإذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه، وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها كآذان الفيلة، فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء، قلت: ما هذا؟ قالا: امض؛ فمضيت، فإذا أنا بنهر عليه جسران من ذهب وفضة، على حافتي النهر منازل لا منازل أحسن منها من درة جوفاء وياقوتة حمراء، وفيه قدحان وأباريق تطرد، قلت: ما هذا؟
قالا لي: أنزل؛ فنزلت، فضربت بيدي إلى إناء منها، فغرفت ثم شربت؛ فإذا هو أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وألين من الزبد، فقالا لي: أما صاحب الصخرة التي رأيت يضرب بها هامته فيقع دماغه جانباً وتقع الصخرة جانباً؛ فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة، يصلون الصلاة لغير مواقيتها، يضربون بها حتى يصيروا إلى النار، وأما صاحب الكلوب الذي رأيت ملكاً موكلاً بيده كلوب من حديد يشق شدقه الأيمن حتى ينتهي إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن؛ فأولئك الذين كانوا يمشون بين المؤمنين بالنميمة، فيفسدون بينهم؛ فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار، وأما ملائكة بأيديهم مدرتان من النار كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه فينفتل إلى أسفل ذلك النهر؛ فأولئك أكلة الربا يعذبون حتى يصيروا إلى النار، وأما البيت الذي رأيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة تتوقد من تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن ما وجدت من ريحهم؛ فأولئك الزناة، وذلك نتن فروجهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار، وأما التل الأسود الذي رأيت عليه قوماً مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم؛ فأولئك الذين يعملون عمل قوم لوط الفاعل والمفعول به، فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار، وأما النار المطبقة التي رأيت ملكاً موكلاً بها كلما خرج منها شيء أتبعه حتى يعيده فيها؛ فتلك جهنم تفرق بين أهل الجنة وأهل النار، وأما الروضة التي رأيت؛ فتلك جنة المأوى، وأما الشيخ الذي رأيت ومن حوله من الولدان؛ فهو إبراهيم وهم بنوه، وأما الشجرة التي رأيت فطلعت إليها؛ فيها منازل لا منازل أحسن منها من زمردة وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء؛ فتلك منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وأما النهر؛ فهو نهرك الذي أعطاك الله: الكوثر، وهذه منازلك وأهل بيتك، قال: فنوديت من فوقي: يا محمد! سل تعطه؛ فارتعدت فرائصي، ورجف فؤادي،
واضطرب كل عضو مني، ولم أستطع أن أجيب شيئاً، فأخذ أحد الملكين بيده اليمنى فوضعها في يدي، والآخر يده اليمنى فوضعها بين كتفي فسكن ذلك مني، ثم نوديت من فوقي: يا محمد! سل تعط. قال: قلت: اللهم إني أسألك أن تثبت شفاعتي، وأن تلحق بي أهل بيتي، وأن ألقاك ولا ذنب لي، قال: ثم ولي بي"، ونزلت عليه هذه الآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فكما أعطيت هذه كذلك أعطانيها إن شاء الله -تعالى-" (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجمع بن جارية؛ قال: لما كنا بضجنان، رأيت الناس يركضون، وإذا هم يقولون: أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فركضت مع الناس حتى توافينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو يقرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)}، فلما نزل بها جبريل -عليه السلام-؛ قال: "ليهنك يا رسول الله! "، فلما هنأه جبريل -عليه السلام-؛ هنأه المسلمون (¬2). * عن قتادة؛ قال: نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} مرجعه من الحديبية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد نزلت عليَّ آية أحب إليَّ مما على الأرض"، ثم قرأها عليهم، فقالوا: هنيئاً مرئياً يا نبي الله! قد بيّن الله -تعالى ذكره- لك ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ ¬
فنزلت عليه: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إلى قوله: {فَوْزًا عَظِيمًا} (¬1). [ضعيف] * {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17)}. * عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-؛ قال: كنت أكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإني لواضع القلم على أذني إذ أمر بالقتال؛ إذ جاء أعمى، فقال: كيف بي وأنا ذاهب البصر؟! فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17)} (¬2). [ضعيف] * {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)}. * عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-؛ قال: بعثت قريش خارجة بن كرز يطلع عليهم طليعة، فرجع حامداً يحسن الثناء، فقالوا له: إنك أعرابي ¬
قعقعوا لك السلاح؛ فطار فؤادك؛ فما دريت ما قيل لك وما قلت، ثم أرسلوا عروة بن مسعود فجاءه، فقال: يا محمد! ما هذا الحديث؟ تدعو إلى ذات الله، ثم جئت قومك بأوباش الناس، من تعرف ومن لا تعرف؛ لتقطع أرحامهم، وتستحل حرمتهم ودماءهم وأموالهم، فقال: "إني لم آت قومي إلا لأصل أرحامهم، يبدلهم الله بدين خير من دينهم، ومعائش خير من معائشهم"؛ فرجع حامداً يحسن الثناء، قال: قال إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه: فاشتد البلاء على من كان في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر فقال: "يا عمر! هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسارى المسلمين؟ "، فقال: بلى يا نبي الله! والله ما لي بمكة من عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني، فدعا عثمان؛ فأرسله إليهم، فخرج عثمان على راحلته حتى جاء عسكر المشركين، فعتبوا به وأساؤوا له القول، ثم أجاره أبان بن سعيد بن العاص ابن عمه وحمله على السرج وردفه، فلما قدم؛ قال: يا ابن عم! ما لي أراك متخشعاً أسبل؟ قال: وكان إزاره إلى نصف ساقيه، فقال له عثمان: هكذا إزرة صاحبنا، فلم يدع أحداً بمكة من أسارى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال سلمة: فبينما نحن قائلون؛ نادى منادِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيها الناس! البيعة البيعة، نزل روح القدس، قال: فثرنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، وذلك قول الله: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}، قال: فبايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئاً لأبي عبد الله! يطوف بالبيت ونحن ههنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف" (¬1). [ضعيف] ¬
* {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)}. * عن أنس -رضي الله عنه-: أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جبل التنعيم متسلحين، يريدون غرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فأخذهم سلماً فاستحياهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)} (¬1). [صحيح] * عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق -كل واحد منهما حديث صاحبه-؛ قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية، حتى إذا كانوا ببعض الطريق؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين"، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيراً لقريش، وسار النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها؛ بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل. فألحت. فقالوا: خلأت القصواء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل"، ثم قال: "والذي نفسي بيده؛ لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"، ثم زجرها فوثبت، قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضاً، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش، فانتزع سهماً من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه. ¬
فبينما هم كذلك؛ إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة -وكانوا عيبة نصح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة- فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية، ومعهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لم نجئ لقتال أحد؛ ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم؛ فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر؛ فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا؛ فقد جموا، وإن هم أبوا؛ فوالذي نفسي بيده، لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، ولينفذن الله أمره"، فقال بديل: سأبلّغهم ما تقول، قال: فانطلق حتى أتى قريشاً، قال: إنّا جئناكم من عند هذا الرجل، وسمعناه يقول قولاً، فإن شئتم أن نعرضه عليكم؛ فعلنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرونا عنه بشيء، وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم! ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أوَلست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما بلحوا عليّ؛ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطبة رشد اقبلوها ودعوني آتِهِ، قالوا: ائته، فأتاه، فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - نحواً من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمد! أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى؛ فإني والله لا أرى وجوهاً، وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال أبو بكر: امصص بظر اللات، أنحن نفِرّ عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده؛ لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال: وجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -،
فكلما تكلم كلمة؛ أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخّر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع عروة رأسه؛ فقال: من هذا؟ قال: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غُدر! ألستُ أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمّا الإِسلام؛ فأقبل، وأما المال؛ فلست منه في شيء"، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعينيه. قال: فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم؛ فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم؛ ابتدروا أمره، وإذا توضأ؛ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا؛ خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم! والله؛ لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله؛ إن رأيت مليكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً، والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، وإنه قد عَرَضَ عليكم خطبة رشد فاقبلوها، فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه، فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا فلان! وهو من قوم يعظمون البُدن؛ فابعثوها له"؛ فبعثت له، واستقبله الناس يلبون، فلما رأى ذلك؛ قال: سبحان الله، ما ينبغي لهؤلاء أن يُصدوا عن البيت، فلما رجع إلى أصحابه؛ قال: رأيت البُدن قد قُلدت وأُشعرت، فما أَرى أن يُصدوا عن البيت، فقام رجل منهم يقال له: مِكرَزُ بن حفص فقال: دعوني آته؛ فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مِكْرَزٌ، وهو رجل فاجر"، فجعل
يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينما هو يكلمه؛ إذ جاء سهيل بن عمرو. قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد سهل لكم من أمركم"، قال معمر: قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فقال سهيل: أما الرحمن؛ فوالله ما أدري ما هي، ولكن اكتب: باسمك اللهم، كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب: باسمك اللهم"، ثم قال: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"؛ فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله! ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب: محمد بن عبد الله"، قال الزهري: وذلك بقوله: "لا يسألونني خطبة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به"، فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أُخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل -وإن كان على دينك- إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟ فبينما هم كذلك؛ إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يَرْسُفُ في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد! أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لم نقض الكتاب بعد"، قال: فوالله إذاً لم أصالحك على شيء أبداً، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأجزه لي"، قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: "بلى فافعل"، قال: ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبو جندل: أي معشر المسلمين! أُرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذاباً شديداً في الله، قال: فقال عمر بن الخطاب:
فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ألست نبي الله حقاً؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: "إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري"، قلت: أوَليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ "، قال: قلت: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به"، قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر! أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: أيها الرجل! إنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه؛ فوالله إنه على الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً، قال: فلما فرغ من قضية الكتاب؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "قوموا فانحروا ثم احلقوا"، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد؛ دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله! أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحو بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك؛ قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً، ثم جاءه نسوة مؤمنات؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} -حتى بلغ- {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة:10]؛ فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية، ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا
الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيداً، فاستلّه الآخر فقال: أجل، والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت به ثم جربت به، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآه: "لقد رأى هذا ذعراً"، فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير، فقال: يا نبي الله! قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم، ثم أنجاني الله منهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويل أمه! مسعر حرب لو كان له أحد"، فلما سمع ذلك؛ عرف أنه سيرده إليهم؛ فخرج حتى أتى سيف البحر، قال: وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم: لما أرسل فمن أتاه؛ فهو آمن، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} حتى بلغ {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وحالوا بينهم وبين البيت (¬1). [صحيح] * عن سلمة بن الأكوع؛ قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، قال: فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبا الركية؛ فإما دعا، وإما بصق فيها، قال: فجاشت؛ فسقينا واستقينا، قال: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانا للبيعة في أصل الشجرة، ¬
قال: فبايعته أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط من الناس؛ قال: "بايع يا سلمة! "، قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله! في أول الناس، قال: "وأيضاً"، قال: ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزلاً؛ (يعني: ليس معه سلاح)، قال: فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجفة أو درقة ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس؛ قال: "ألا تبايعني يا سلمة؟! ". قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله! في أول الناس، وفي أوسط الناس، قال: "وأيضاً"، قال: فبايعته الثالثة، ثم قال لي: "يا سلمة! أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ "، قال: قلت: يا رسول الله! لقيني عمي عامر عزلاً، فأعطيته إياها، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "إنك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيباً هو أحب إليّ من نفسي". ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا، قال: وكنت تبيعاً لطلحة بن عبيد الله: أسقى فرسه، وأحسه، وأخدمه، وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي مهاجراً إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض؛ أتيت شجرة فكسحت شوكها، فاضطجعت في أصلها، قال: فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأبغضتهم؛ فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين! قتل ابن زنيم، قال: فاخترطت سيفي، ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود، فأخذت سلاحهم، فجعلته ضغثاً في يدي، قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمد! لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له: مكرز يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس مجفف في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "دعوهم يكن لهم
بدء الفجور وثناه"، فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)}، قال: ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلاً، بيننا وبين بني لحيان جبل، وهم المشركون، فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن رقى هذا الجبل الليلة، كأنه طليعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثًا، ثم قدمنا المدينة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهره مع رباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة، أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا؛ إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فاستاقه أجمع، وقتل راعيه، قال: فقلت: يا رباح! خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه، قال: ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة؛ فناديت ثلاثاً: يا صباحاه! ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل، وأرتجز أقول: أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع فألحق رجلاً منهم، فأصك سهماً في رحله، حتى خلص نَصْلُ السهم إلى كتفه، قال: قلت: خذها. وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع قال: فوالله! ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إليَّ فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها، ثم رميته، فعقرت به، حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه، علوت الجبل، فجعلت أرديهم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحاً يستخفون ولا يطرحون شيئاً إلا جعلت عليه آراماً من الحجارة يعرفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأصحابه، حتى أتوا متضايقاً من ثنية فإذا اهم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحّون؛ (يعني: يتغدون)، وجلست على رأس قرن. قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، والله! ما فارقنا منذ غلس، يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا، قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة، قال: فصعد إليّ منهم أربعة في الجبل، قال: فلما أمكنوني من الكلام؛ قال: قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا، ومن أنت؟ قال: قلت: أنا سلمة بن الأكوع، والذي كرّم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - لا أطلب رجلاً منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني، قال أحدهم: أنا أظن، قال: فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر، قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي، قال: فأخذت بعنان الأخرم، قال: فولوا مدبرين، قلت: يا أخرم! احذرهم، لا يقتطعوهم حتى يلحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، قال: يا سلمة! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق والنار حق؛ فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: فخليته، فالتقى هو وعبد الرحمن، قال: فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول على فرسه. ولحق أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن؛ فطعنه، فقتله، فوالذي كرّم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا غبارهم شيئاً، حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء، يقال له: ذا قرد؛ ليشربوا منه وهم عطاش، قال: فنظروا إليّ أعدو وراءهم فحليتهم عنه؛ (يعني: أجليتهم عنه) فما ذاقوا منه قطرة، قال: ويخرجون فيشتدون في ثنية، قال: فأعدو فألحق رجلاً منهم، فأصكه بسهم في نُغض كتفه، قال: قلت: خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع، قال: يا ثكلته أمه! أكوعه بُكرة، قال: قلت: نعم، يا
عدو نفسه! أكوعك بكرة، قال: وأردوا فرسين على ثنية، قال: جئت بهما أسوقهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وشربت، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على الماء الذي حلأتهم عنه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ تلك الإبل، وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة، وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم، وإذا هو يشوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كبدها وسنامها. قال: قلت: يا رسول الله! خلني فأنتخب من القوم مائة رجل؛ فأتبع القوم؛ فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه في ضوء النار، فقال: "يا سلمة! أتراك كنت فاعلاً؟ "، قلت: نعم، والذي أكرمك! فقال: "إنهم الآن لَيُقْرَوْنَ في أرض غطفان"، قال: فجاء رجل من غطفان فقال: نحر لهم فلان جزوراً، فلما كشفوا جلدها؛ رأوا غباراً، فقالوا: أتاكم القوم فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجّالتنا سلمة"، قال: ثم أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل فجمعها لي جميعاً، ثم أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة، قال: فبينما نحن نسير؛ قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شداً، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك، قال: فلما سمعت كلامه؛ قلت: أما تكرم كريماً، ولا تهاب شريفاً؟ قال: لا؛ إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت: يا رسول الله! بأبي وأمي! ذرني فلأسابق الرجل، قال: "إن شئت"، قال: قلت: اذهب إليك، وثنيت رجلي فطفرت فعدوت، قال: فربطت عليه شرفاً أو شرفين أستبقي نفسي، ثم عدوت في إثره، فربطت عليه شرفاً أو شرفين، ثم إني رفعت حتى ألحقه، قال: فأصكه بين كتفيه، قال: قلت: قد سبقت والله! قال: أنا أظن، قال: فسبقته إلى المدينة،
قال: فوالله! ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجعل عمّي عامر يرتجز القوم: تالله! لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ "، قال: أنا عامر، قال: "غفر لك ربك"، قال: وما استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان يخصه إلا استشهد، قال: فنادى عمر بن الخطاب، وهو على جمل له: يا نبي الله! لولا ما متعتنا بعامر، قال: فلما قدمنا خيبر؛ قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال: وبرز له عمي عامر، فقال: قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له؛ فرجع سيفه على نفسه؛ فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه. قال سلمة: فخرجت؛ فإذا نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: بطل عَمَلُ عامر؛ قتل نفسه، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله! بطل عمل عامر؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال ذلك؟ "، قال: قلت: ناس من أصحابك، قال: "كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين"، ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد، فقال: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله"، قال: فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبصق في عينيه؛ فبرأ، وأعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كلَيْثِ غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع قيل السندره قال: فضرب رأس مرحب؛ فقتله، ثم كان الفتح على يديه (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه-؛ قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكأني بغصن من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفعته في ظهره، وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي -رضي الله عنه-: "اكتب: باسم الله الرحمن الرحيم"؛ فأخذ سهيل يده، فقال: ما نعرف الرحمن الرحيم، اكتب في قضيتنا ما نعرف؛ فقال: "اكتب: باسمك اللهم، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة"، فأمسك بيده، فقال: لقد ظلمناك إن كنت رسولاً، اكتب في قضيتنا ما نعرف، فقال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وأنا رسول الله"، قال: فكتب، فبينما نحن كذلك؛ إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخذ الله بأبصارهم؛ فقمنا إليهم، فأخذناهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل جئتم في عهد أحد، أو هل جعل لكم أحد أماناً"، فقالوا: لا، فخلى سبيلهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} إلى {بَصِيرًا} (¬2). [حسن] ¬
* عن ابن أبزى؛ قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالهدي وانتهى إلى ذي الحليفة؛ قال له عمر: يا نبي الله! تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع، قال: فبعث إلى المدينة فلم يدع بها كراعاً ولا سلاحاً إلا حمله، فلما دنا من مكة؛ منعوه أن يدخل، فسار حتى أتى منى، فنزل بمنى؛ فأتاه عينه: أن عكرمة بن أبي جهل قد خرج علينا في خمسمائة، فقال لخالد بن الوليد: "يا خالد! هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل"، فقال خالد: أنا سيف الله وسيف رسوله؛ فيومئذ سُمّي سيف الله، يا رسول الله! ارم بي حيث شئت، فبعثه على خيل؛ فلقي عكرمة في الشعب، فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم عاد في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم عاد في الثالثة حتى أدخله حيطان مكة؛ فأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} إلى قوله: ¬
{عَذَابًا أَلِيمًا}، قال: فكف الله النبيّ عنهم من بعد أن أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها من بعد أن أظفره عليهم؛ كراهية أن تطأهم الخيل بغير علم، وقوله: {وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}، يقول -تعالى ذكره -: وكان الله بأعمالكم وأعمالهم بصير لا يخفى عليه منها شيء (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قوله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآية؛ قال: بطن مكة: الحديبية، ذكر لنا: أن رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له: زنيم، اطلع الثنية من الحديبية، فرماه المشركون بسهم؛ فقتلوه؛ فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلاً، فأتوه باثني عشر فارساً من الكفار، فقال لهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل لكم عليّ عهد، هل لكم عليّ ذمة؟ "، قالوا: لا؛ فأرسلهم؛ فأنزل الله في ذلك القرآن: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} إلى قوله: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة؛ قال: إن قريشاً بعثوا أربعين رجلاً منهم أو خمسين، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليصيبوا من أصحابه أحداً، فأخذوا أخذاً؛ فأتي بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فعفا عنهم وخلى سبيلهم، وقد كانوا رموا إلى عسكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجارة والنبل (¬1). * {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ الله في رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}. * عن أبي جمعة -رضي الله عنه-؛ قال: قاتلت النبي - صلى الله عليه وسلم - أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً، وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة، وفينا أنزلت: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} (¬2). [حسن] ¬
* {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا في قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)}. * عن الأجلح؛ قال: كان حمزة بن عبد المطلب رجلاً حسن الشعر، حسن الهيئة، صاحب صيد، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على أبي جهل فولع به وآذاه، فرجع حمزة من الصيد وامرأتان تمشيان خلفه؛ فقالت إحداهما: لو علم ذا ما صنع بابن أخيه؛ أقصر عن مشيته؛ فالتفت إليهما، فقال: وما ذاك؟ قالت: أبو جهل فعل بمحمد كذا وكذا، فدخلته الحمية، فجاء حتى دخل المسجد وفيه أبو جهل فعلا رأسه بقوسه، ثم قال: ديني دين محمد إن كنتم صادقين، فامنعوني؛ فقامت إليه قريش، فقالوا: يا أبا يعلى؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا في قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ} إلى قوله: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى}؛ قال: حمزة بن عبد المطلب (¬1). [ضعيف] * {لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)}. * عن مجاهد؛ قال: أُري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالحديبية أنه ¬
يدخل مكة وهو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، فقال له أصحابه -حين نحر بالحديبية-: أين رؤياك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} إلى قوله: {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}؛ يعني: النحر بالحديبية، ثم رجعوا ففتحوا خيبر، ثم اعتمر بعد ذلك، فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة (¬1). * عن عطاء؛ خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معتمراً، حتى أتى الحديبية، فخرجت إليه قريش، فردوه عن البيت، حتى كان بينهم كلام وتنازع؛ حتى كاد يكون بينهم قتال، قال: فبايع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابُهُ، وعدتهم ألف وخمس مئة تحت الشجرة، وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت قريش: نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه، وتحلق وترجع، حتى إذا كان العام المقبل؛ نخلي لك مكة ثلاثة أيام، ففعل. قال: فخرجوا إلى عكاظ، فأقاموا فيها ثلاثًا، واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح إلا بالسيف، ولا تخرج بأحد من أهل مكة إن هرج معك، فنحر الهدي مكانه وحلق ورجع، حتى إذا كان في قابل تلك الأيام؛ دخل مكة، وجاء بالبدن معه، وجاء الناس معه، فدخل المسجد الحرام؛ فأنزل الله عليه: {لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آمِنِينَ}، قال: وأنزل عليه: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة:194]، فإن قاتلوكم في المسجد ¬
الحرام فقاتلوهم، فأحل لهم إن قاتلوهم في المسجد الحرام أن يقاتلوهم. فأتاه أبو جندل بن سهل بن عمرو، وكان موثقاً، أوثقه أبوه، فرده إلى أبيه (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الحجرات
سورة الحجرات * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الحجرات بالمدينة (¬1). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)}. * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أمّر القعقاع بن معبد بن زرارة، فقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس؛ قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا؛ حتى ارتفعت أصواتهما؛ فنزل في ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} حتى انقضت (¬2). [صحيح] * عن الحسن: هم قوم نحروا قبل أن يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعيدوا الذبح (¬3). [ضعيف] ¬
* عن مسروق: أنه دخل على عائشة -رضي الله عنها- في اليوم الذي يُشك فيه من رمضان؛ فقالت: يا جارية! خوّصي له سويقاً؛ فقال: إني صائم؛ فقالت: تقدمت الشهر؟ فقلت: لا, ولكني صمتُ شعبان كله فوافق ذلك هذا اليوم، فقالت: إن ناساً كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)} (¬1). [صحيح] ¬
* وعنها -أيضاً-رضي الله عنها-؛ قالت: كان أناس يتقدمون بين يدي رمضان بصيام؛ يعني: يوماً أو يومين؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)} (¬1). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)}. * عن ابن أبي مليكة؛ قال: كاد الخيران أن يهلكا: أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؛ رفعا أصواتهما عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم عليه ركب بني تميم؛ فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر -قال نافع: لا أحفظ اسمه- فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)}؛ فما كان عمر يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه؛ يعني: أبا بكر (¬2). [صحيح] ¬
* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)}؛ جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأل النبي سعد بن معاذ، فقال: "يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ آشتكى؟ "، قال سعد: إنه لجاري وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد ¬
للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل هو من أهل الجنة" (¬1). [صحيح] * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية؛ قال ثابت بن قيس: فأنا كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، أجهر له بالقول؛ فانا من أهل النار؛ فقعد في بيته، فتفقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأل عنه، فقال رجل: إنه لجاري ولئن شئت لأعلمن لك عليه، فقال: "نعم"، فأتاه؛ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفقدك وسأل عنك؛ فقال: نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية، وأنا كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجهر له بالقول؛ فأنا من أهل النار، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره؛ فقال: "بل هو من أهل الجنة"، فلما كان يوم اليمامة؛ انهزم الناس، فقال: أُفٍّ لهؤلاء وما يعبدون، أُفٍّ لهؤلاء وما يصنعون، يا معشر الأنصار! خلوا لي بشيء لعلي أصلى بحرها ساعة، قال: ورجل قائم على ثلمة، فقتَل وقُتل (¬2). [ضعيف] * عن قتادة: كانوا يرفعون ويجهرون عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوعظوا ونهوا عن ذلك (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت في قيس بن شماس (¬1). * عن عطاء الخراساني؛ قال: قدمت المدينة، فلقيت رجلاً من الأنصار، قلت: حدثني حديث ثابت بن قيس بن شماس؛ قال: قم معي، فانطلقت معه حتى دخلت على امرأة، فقال الرجل: هذه ابنة ثابت بن قيس بن شماس فاسألها عما بدا لك، فقلت: حدثيني، قالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية؛ دخل بيته، وأغلق عليه بابه، وطفق يبكي، ففقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "ما شأن ثابت؟ "، فقالوا: يا رسول الله! ما ندري ما شأنه؛ غير أنه قد أغلق عليه باب بيته فهو يبكي فيه، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله: "ما شأنك؟ "، قال: يا رسول الله! أنزل الله عليك هذه الآية، وأنا شديد الصوت؛ فأخاف أن أكون قد حبط عملي، فقال: "لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير"، قالت: ثم أنزل الله على نبيه: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان:18]؛ فأغلق عليه بابه، وطفق يبكي فيه، فافتقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "ثابت ما شأنه؟ "، قالوا: يا رسول الله! والله ما ندري ما شأنه؛ غير أنه قد أغلق عليه بابه وطفق يبكي، فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما شأنك؟ "، قال: يا رسول الله! أنزل الله عليك: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} والله إني لأحب الجمال وأحب أن أسود قومي، قال: "لست منهم، بل تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، ويدخلك الله الجنة بسلام"، قالت: فلما كان يوم اليمامة؛ خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب، فلما لقي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد انكشفوا؛ فقال ثابت لسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حفر كل منهما لنفسه حفرة، وحمل ¬
عليهم القوم، فثبتا حتى قتلا، وكانت على ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل من المسلمين نائم؛ إذ أتاه ثابت بن قيس في منامه، فقال له: إني أوصيك بوصية إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه: إني لما قتلت أمس؛ مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي ومنزله في أقصى العسكر، وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلاً، فائت خالد بن الوليد؛ فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها، وإذا قدمت على خليفة رسول الله؛ فأخبره أن عليّ من الدين كذا وكذا, ولي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق وفلان، فإياك أن تقول هذا حلم؛ فتضيعه، فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره، فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر؛ فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء؛ فإذا ليس فيه أحد، فدفعوا الرجل؛ فإذا تحته برمة، ثم رفعوا البرمة؛ فإذا الدرع تحتها، فأتوا به خالد بن الوليد، فلما قدموا المدينة؛ حدث الرجل أبا بكر برؤياه؛ فأجاز وصيته بعد موته، ولا يعلم أحد من المسلمين جوزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس (¬1). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)}. * عن محمد بن قيس بن شماس؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ}؛ قال: قعد ثابت في الطريق يبكي، قال: فمرّ به عاصم بن عدي من بني العجلان، فقال: ما يبكيك يا ثابت؟! قال: هذه الآية أتخوّف أن تكون نزلت فيّ وأنا صيّت رفيع الصوت، قال: فمضى عاصم بن عدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وغلبه البكاء، قال: فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أُبيّ بن سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي، فشدي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار، حتى إذا خرج عطفه؛ قال: لا أخرج حتى يتوفاني الله أو يرضى عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, قال: وأتى عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبره، فقال: "اذهب فادعه لي"؛ فجاء عاصم إلى المكان فلم يجده، فجاء إلى أهله فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك، فقال: اكسر الضبة، قال: فخرجا؛ فأتيا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬
"ما يبكيك يا ثابت؟! "، فقال: أنا صيّت، وأتخوّف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ}، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ترضى أن تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة؟ "؛ فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله، ولا أرفع صوتي أبداً على رسول الله؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} (¬1). [ضعيف] ¬
* {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)}. * عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الأقرع بن حابس: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد! اخرج إلينا، فلم يجبه؛ فقال: يا محمد! إن ¬
حمدي زين، وإن ذمي شين؛ فقال: "ذاك الله"؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)} (¬1). [صحيح] ¬
* عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-؛ قال: جاء أناس من العرب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل؛ فإن يكن نبياً؛ فنحن أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً؛ نعش في جناحه، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بذلك، قال: ثم جاؤوا إلى حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا ينادونه: يا محمد! فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)}، قال: فأخذ نبي الله بأذني فمدّها؛ فجعل يقول: "قد صدق الله قولك يا زيد! قد صدق الله قولك يا زيد! " (¬1). [ضعيف] ¬
* عن حبيب بن أبي عمرة؛ قال: كان بشر بن غالب ولبيد بن عطارد أو بشر بن عطارد ولبيد بن غالب وهما عند الحجاج جالسان، يقول بشر بن غالب للبيد بن عطارد: نزلت في قومك بني تميم: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)}؛ فذكرت ذلك لسعيد بن جبير؛ فقال: أما إنه لو علم بآخر الآية؛ أجابه: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا}، قالوا: أسلمنا ولم يقاتلك بنو أسد (¬1). [ضعيف جداً] * عن سعيد بن جبير: أن تميماً ورجلاً من بني أسد بن خزيمة استبا؛ فقال الأسدي: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا ¬
يَعْقِلُونَ (4)} أعراب بني تميم، فقال سعيد: لو كان التميمي فقيهاً؛ إن أولها في بني تميم، وآخرها في بني أسد (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: قال رجل من بني أسد لرجل من بني تميم -وتلا هذه الآية-: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)}: بني تميم {لَا يَعْقِلُونَ}، فلما قام التميمي وذهب؛ قال سعيد بن جبير: أما إن التميمي لو يعلم ما أنزل في بني أسد؛ لتكلم، قلنا: ما أنزل فيهم؟ قال: جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنا قد أسلمنا طائعين وإن لنا خلقاً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الآية (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: هم أعراب بني تميم (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قدم وقد بني تميم -وهم سبعون رجلاً، أو ثمانون رجلاً؛ منهم: الزبرقان بن بدر، وعطارد بن معبد وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث، وعمرو بن أهتم- المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق معهم عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وكان يكون في كل سدة، حتى أتوا منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنادوه من وراء الحجرات بصوت جاف: يا محمد! اخرج إلينا، يا محمد! اخرج إلينا، فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمد! إن مدحنا زين وإن شتمنا شين، نحن ¬
أكرم العرب؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبتم؛ بل مدحة الله الزين، وشتمه الشين، وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم"، فقالوا: إنا أتيناك لنفاخرك (فذكره بطوله)، وقال في آخره: فقام التميميون فقالوا: والله؛ إن هذا الرجل لمصنوع له، لقد قام خطيبه فكان أخطب من خطيبنا، وقال شاعره فكان أشعر من شاعرنا، قال: ففيهم أنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} من بني تميم {أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}، قال: هذا كان في القراءة الأولى، {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} (¬1). [موضوع] * عن جابر بن عبد الله؛ قال: جاء بنو تميم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنادوا على الباب: يا محمد! اخرج إلينا؛ فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فخرج عليهم وهو يقول: "إنما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمه شين"، فقالوا: نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بالشعر بعثت، ولا بالفخار أمرت، ولكن هاتوا"، فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم: قم فاذكر فضلك وفضل قومك، فقام فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير الأرض ومن أكثرهم عدة ومالاً وسلاحاً، فمن أنكر علينا قولنا؛ فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وفعال هي خير من فعالنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس بن شماس: "قم فأجب"، فقام فقال: الحمد لله؛ أحمده، وأستعينه، وأؤمن به، وأتوكل ¬
عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، دعا المهاجرين والأنصار من بني عمه -أحسن الناس وجوهاً وأعظمهم أحلاماً- فأجابوا، فالحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزاً لدينه، فنحن نقاتل الناس؛ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فمن قالها؛ منع نفسه وماله، ومن أباها؛ قتلناه، وكان رغمه من الله -تعالى- علينا هيناً، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم: قم يا فلان! فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك وفضل قومك، فقام الشاب فقال: نحن الكرام فلا حي يفاخرنا ... فينا الرؤوس وفينا يقسم الربع ونطعم الناس عند القحط كلهم ... من السديف إذا لم يؤنس القزع إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع قال: فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حسان بن ثابت، فانطلق إليه الرسول، فقال: وما يريد مني وقد كنت عنده؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثابت بن قيس فأجابهم وتكلم شاعرهم، فأرسل إليك تجيبه؛ فجاء حسان، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبه، فقال حسان: نصرنا رسول الله والدين عفوة ... على رغم سار من معد وحاضر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى ... إذا طاب ورد الموت بين العساكر ونضرب هام الدارعين وننتمي ... إلى حسب من جرم غسان قاهر فلولا حياء الله قلنا تكرماً ... على الناس بالحقين هل من منافر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى ... وأمواتنا من خير أهل المقابر قال: فقام الأقرع بن حابس؛ فقال: إني والله لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، وقد قلت شعراً فأسمعه، فقال: "هات"، فقال: أتيناك كما يعرف الناس فضلنا ... إذا فاخرونا عند ذكر المكارم
وإنا رؤوس الناس من كل معشر ... وأن ليس في أرض الحجاز كوارم وإن لنا المرباع في كل غارة ... تكون بنجد أو بأرض التهائم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا حسان! فأجب"؛ فقال: بني دارم لا تفخروا إن فخركم ... يعود وبالاً عند ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم وأفضل ما نلتم من المجد والعلى ... ردافتنا من بعد ذكر الأكارم فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلو الله نداً وأسلموا ... ولا تفخروا عند النبي بدارم وإلا ورب البيت مالت أكفنا ... على هامكم بالمرهفات الصوارم قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: إن محمداً المولى، إنه والله ما أدري ما هذا الأمر، تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولًا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر، ثم دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما نصرك ما كان قبل هذا"، ثم أعطاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكساهم وارتفعت الأصوات وكثر اللغط عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل الله هذه الآية: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إلى قوله: {وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (¬1). [ضعيف] * عن الزهري وسعيد بن عمرو؛ قالا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر بن سفيان -ويقال: النحام العدوي- على صدقات بني كعب من خزاعة، فجاء وقد حل بنواحيهم بنو عمرو بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، ¬
فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة؛ فاستنكر ذلك بنو تميم، وأبوْا، وابتدروا القسي، وشهروا السيوف، فقدم المصدق على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره؛ فقال: "من لهؤلاء القوم؟ "، فانتدب لهم عيينة بن بدر الفزاري، فبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في خمسين فارساً من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، فأغار عليهم منهم؛ فأخذ أحد عشر رجلًا، وإحدى عشرة امرأة، وثلاثين صبياً، فجلبهم إلى المدينة، فقدم فيهم عدة من رؤساء بني تميم: عطارد بن حاجب، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وقيس بن الحارث، ونعيم بن سعد، والأقرع بن حابس، ورياح بن الحارث، وعمرو بن الأهتم. ويقال: كانوا تسعين أو ثمانين رجلًا، فدخلوا المسجد وقد أذّن بلال بالظهر، والناس ينتظرون خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعجلوا واستبطؤوه فنادوه: يا محمد! اخرج إلينا، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقام بلال، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر ثم أتوه، فقال الأقرع: يا محمد! ائذن لي؛ فوالله إن مدحي لزين وإن ذمي لشين، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبت؛ ذلك الله -تبارك وتعالى-"، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس، وخطب خطيبهم وهو عطارد بن حاجب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس بن شماس: "أجبه"؛ فأجابه، ثم قالوا: يا محمد! ائذن لشاعرنا، فأذن له، فقام الزبرقان بن بدر فأنشد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت: "أجبه"؛ فأجابه بمثل شعره، فقالوا: والله؛ لخطيبه أبلغ من خطيبنا, ولشاعره أشعر من شاعرنا, ولهم أحلم منا، ونزل فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قيس بن عاصم: "هذا سيد أهل الوبر"، وردّ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسرى والسبي، وأمر لهم بالجوائز كما كان يجيز الوفد (¬1). [موضوع] ¬
* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)}. * عن الحارث بن ضرار الخزاعي -رضي الله عنه-؛ قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني إلى الإِسلام، فدخلت في الإِسلام وأقررت، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها، فقلت: يا رسول الله! أرجع إلى قومي، فأدعوهم إلى الإِسلام وأداء الزكاة، فمن استجاب لي؛ جمعت زكاته، فيرسل إليّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رسولاً لإبّانِ كذا وكذا لآتيك بما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث بن ضرار، وبلغ الأبّان الذي أراد أن يبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ احتبس عليه الرسول، فلم يأته؛ فظن الحارث أن قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله، فدعا بسروات (¬1) قومه، فقال لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان وقت لي وقتاً؛ ليرسل إليّ ليقبض ما كان عندي من الزكاة، وليس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطه، فانطلقوا فنأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق؛ فرق فرجع، فقال: يا رسول الله! إن الحارث منعني الزكاة، وأراد قتلي؛ فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعث إلى الحارث، وأقبل الحارث بأصحابه فاستقبل البعث وقد فصل من المدينة، فلقيهم الحارث فقالوا: هذا الحارث، فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولِمَ؟ قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
كان بعث إليك الوليد بن عقبة، فرجع إليه، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله، قال: والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته ولا أتاني، فلما أن دخل الحارث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ "، قال: لا، والذي بعثك ما رأيت رسولك ولا أتاني، ولا أقبلت إلا حين احتبس عليّ رسولك؛ خشية أن يكون سخط من الله ورسوله، قال: فنزلت فيّ الحجرات: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} إلى قوله -تعالى-: {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)} (¬1). [ضعيف] * عن أم سلمة -رضي الله عنها-؛ قالت: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا في صدقات بني المصطلق بعد الوقعة، فسمع بذلك القوم؛ فتلقوه يعظمون ¬
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, قال: فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله، قالت: فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، قال: فبلغ القوم رجوعه، قال: فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصفوا له حين صلى الظهر، فقالوا: نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله، بعثت إلينا رجلًا مصدقاً فسررنا بذلك وقرّت به أعيننا، ثم إنه رجع من بعض الطريق؛ فخشينا أن يكون ذلك غضباً من الله ومن رسوله، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال وأذن بصلاة العصر، قال: ونزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ} الآية؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط ثم أحد بني عمرو بن أمية ثم أحد بني أبي معيط إلى بني المصطلق؛ ليأخذ منهم الصدقات، وإنه لما أتاهم الخبر؛ فرحوا، وخرجوا ليتلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه؛ رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن بني المصطلق ¬
قد منعوا الصدقة؛ فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضباً شديداً، فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم؛ أتاه الوفد، فقالوا: يا رسول الله! إنا حُدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق، وإنا خشينا أن يكون رده كتاب جاءه منك؛ لغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ الله من غضبه وغضب رسوله؛ فأنزل الله عذرهم في الكتاب، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن علقمة بن ناجية؛ قال: بعث إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدق أموالنا، فسار حتى إذا كان قريباً منا -وذلك بعد وقعة المريسيع-؛ رجع؛ فركبنا في أثره، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أتيت قوماً في جاهليتهم أخذوا اللباس ومنعوا الصدقة، فلم يغير ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)}، وأتى المصطلقون النبي - صلى الله عليه وسلم - إثر الوليد بطائفة من صدقاتهم يسوقونها، ونفقات يحملونها، فذكروا ذلك له، وأنهم يطلبون الوليد بصدقاتهم فلم يجدوه، فدفعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان معهم، وقالوا: يا رسول الله! بلغنا مخرج رسولك فسررنا، وقلنا: نتلقاه، فبلغنا رجعته؛ فخفنا أن يكون ذلك من سخطه علينا، وعرضوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشتروا منه ما بقي، فقبل منهم الفرائض، وقال: "ارجعوا ¬
بنفقاتكم لا نبيع شيئاً من الصدقات حتى نقبضه"، فرجعوا إلى أهليهم، وبعث إليهم من يقبض بقية صدقاتهم (¬1). [حسن] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن عقبة إلى بني وليعة، وكانت بينهم شحناء في الجاهلية، فلما بلغ بني وليعة استقبلوه؛ لينظروا ما في نفسه، فخشي القوم، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة، فلما بلغ بني وليعة الذي قال الوليد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله! لقد كذب الوليد، ولكن كانت بيننا وبينه شحناء؛ فخشينا أن يعاقبنا بالذي كان بيننا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلًا عندي كنفسي، يقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم وهو هذا"، ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب، قال: وأنزل الله في الوليد: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا ¬
عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ في كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ في قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله -تعالى-: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ}؛ قال: الوليد بن عقبة بن أبي معيط، بعثه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني المصطلق؛ ليصدقهم؛ فتلقوه بالهدية، فرجع إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن بني المصطلق جمعت لتقاتلك (¬2). [ضعيف] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} وهو ابن أبي معيط الوليد بن عقبة، بعثه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقاً إلى بني المصطلق، ¬
فلما أبصروه؛ أقبلوا نحوه، فهابهم؛ فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإِسلام، فبعث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت ولا يعجل، فانطلق حتى أتاهم ليلاً، فبعث عيونه فلما جاؤوا؛ أخبروا خالداً أنهم مستمسكون بالإِسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم، فلما أصبحوا؛ أتاهم خالد فرأى الذي يعجبه، فرجع إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره الخبر؛ فأنزل الله - عزّ وجلّ- ما تسمعون، فكان نبي الله يقول: "التبين من الله والعجلة من الشيطان" (¬1). [ضعيف] * عن الحسن: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله! إن بني فلان -حياً من أحياء العرب، وكان في نفسه عليهم شيء، وكانوا حديثي عهد بالإِسلام- قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله، قال: فلم يعجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعا خالد بن الوليد، فبعثه إليهم، ثم قال: "ارمقهم عند الصلاة، فإن كان القوم قد تركوا الصلاة؛ فشأنك بهم، وإلا؛ فلا تعجل عليهم"، قال: فدنا منهم عند غروب الشمس، فكمن حيث سمع الصلاة، فرمقهم؛ فإذا هو بالمؤذن قد قام حين غربت الشمس، فأذن ثم أقام الصلاة، فصلوا المغرب؛ فقال خالد بن الوليد: ما أراهم إلا يصلون، فلعلهم تركوا غير هذه الصلاة، ثم كمن حتى إذا جن الليل وغاب الشفق أذن مؤذنهم فصلوا، قالوا: فلعلهم تركوا صلاة أخرى، فكمن، حتى إذا كان في جوف الليل فتقدم حتى أظل الخيل بدورهم؛ فإذا القوم تعلموا شيئاً من القرآن فهم يتهجدون به من الليل ويقرأونه، ثم أتاهم عند ¬
الصبح؛ فإذا المؤذن حين طلع الفجر قد أذن ثم أقام فقاموا فصلوا، فلما انصرفوا وأضاء لهم النهار؛ إذا هم بنواصي الخيل في ديارهم، فقالوا: ما هذا؟ قالوا: هذا خالد بن الوليد، وكان رجلاً مشنعاً، فقالوا: يا خالد! ما شأنك؟ قال: أنتم والله شأني، أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقيل له: إنكم كفرتم بالله وتركتم الصلاة؛ فجعلوا يبكون، فقالوا: نعوذ بالله أن نكفر بالله أبداً، قال: فصرف الخيل وردها عنهم حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا}؛ قال الحسن: فوالله؛ لئن كانت نزلت في هؤلاء القوم خاصة إنها المرسلة إلى يوم القيامة ما نسخها شيء (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق يصدقهم، فلم يبلغهم ورجع، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنهم عصوا، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجهز إليهم؛ إذ جاء رجل من بني المصطلق، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سمعنا أنك أرسلت إلينا؛ ففرحنا به واستبشرنا به، وإنه لم يبلغنا رسولك، وكذب؛ فأنزل الله فيه -وسماه فاسقاً-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ} (¬2). [ضعيف] * {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أتيت ¬
عبد الله بن أُبيّ؛ فانطلق إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وركب حماراً، فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: إليك عني، والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب ريحاً منك؛ فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتما، فغضب لكل واحد منهما أصحابه، فكان بينهما ضرب بالحديد والأيدي والنعال، فبلغنا أنها أنزلت: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} (¬1). [صحيح] * عن أبي مالك في قوله: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}؛ قال: رجلان اقتتلا؛ فغضب لذا قومه ولذا قومه، فاجتمعوا حتى أُضربوا بالنعال؛ حتى كاد يكون بينهم قتال؛ فأنزل الله هذه الآية (¬2). [ضعيف] * عن الحسن: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}؛ قال: كانت تكون الخصومة بين الحيين فيدعوهم إلى الحكم؛ فيأبون أن يجيبوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ ¬
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} يقول: ادفعوهم إلى الحكم فكان قتالهم الدفع (¬1). [ضعيف جداً] * عن السدي: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}؛ قال: كانت امرأة من الأنصار يقال لها: أم زيد تحت رجل، فكان بينها وبين زوجها شيء؛ فرقاها إلى عليه، فقال لهم: احفظوا، فبلغ ذلك قومها فجاؤوا وجاء قومه فاقتتلوا بالأيدي والنعال، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء؛ ليصلح بينهم؛ فنزل القرآن: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}، قال: {تَبْغِي} لا ترضى بصلح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن قتادة: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}: ذكر لنا أنها نزلت في رجلين من الأنصار، كانت بينهما مماراة في حق بينهما، فقال أحدهما للآخر: لآخذن عنوة؛ لكثرة عشيرته، وأن الآخر دعاه ليحاكمه إلى نبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأبى أن يتبعه، فلم يزل الأمر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعضاً بالأيدي والنعال، ولم يكن قتال بالسيوف (¬1). [ضعيف] * عن الحسن: أن قوماً من المسلمين كان بينهم تنازع؛ حتى اضطربوا بالنعال والأيدي؛ فأنزل الله -تعالى- فيهم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (¬2). [ضعيف] * عن سعيد بن جبير؛ قال: إن الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسيف والنعال؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ¬
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}. * عن مقاتل في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}؛ قال: نزلت في قوم من بني تميم استهزأوا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى أبي حذيفة (¬2). [ضعيف] * عن أبي جبيرة بن الضحاك -رضي الله عنه-؛ قال: فينا نزلت الآية؛ قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وما منا رجل إلا له اسمان أو ثلاثة، كان إذا دعا الرجل بالاسم؛ قلنا: يا رسول الله! إنه يغضب من هذا؛ فأنزلت: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (¬3). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}؛ قال: كان هذا الحي من الأنصار قَلَّ رجل منهم إلا وله اسمان أو ثلاثة، فربما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل منهم ببعض تلك الأسماء، ¬
فيقال: يا رسول الله! إنه يكره هذا الاسم؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} (¬1). [صحيح] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}. * عن السدي في قوله -تعالى-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}؛ قال: نزلت هذه الآية في رجل كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه إداماً فمنع، فقالوا له: إنه لبخيل وخيم؛ فنزلت في ذلك. [ضعيف] * عن مقاتل؛ قال: نزلت هذه الآية في رجل كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -, أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه إداماً فمنع، فقالوا له: إنه لبخيل وخيم؛ فنزلت في ذلك (¬2). [ضعيف] * عن ابن جريج في قوله -تعالى-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}؛ قال: زعموا أنها نزلت في سلمان الفارسي، أكل ثم رقد؛ فنفخ فذكر رجلان أكله ورقاده؛ فنزلت (¬3). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}. * عن ابن أبي مليكة؛ قال: لما كان يوم الفتح؛ رقى بلال فأذن على الكعبة، فقال بعض الناس: هذا العبد الأسود يؤذن على ظهر ¬
الكعبة، وقال بعضهم: إن يسخط الله هذا يغيره؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} (¬1). [ضعيف] * عن الزهري؛ قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم، فقالوا: يا رسول الله! أتزوج بناتنا موالينا؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}؛ قال الزهري: نزلت في أبي هند خاصة، قال: وكان أبو هند حجام النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف] * {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}. * عن قتادة؛ قال: قوله -تعالى-: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ ¬
تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)} ولعمري ما عمت هذه الآية الأعراب؛ إن من الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر، ولكن إنما أنزلت في حيّ من أحياء العرب امتنوا بإسلامهم على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان؛ فقال الله -تعالى-: لا تقولوا: آمنا {وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} حتى بلغ: {فِي قُلُوبِكُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: أعراب بني أسد من خزيمة (¬2). [ضعيف] * {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قدم وقد بني أسد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلموا؛ فقالوا: قاتلتك مضر ولسنا بأقلهم عدداً ولا أكلَّهم شوكة، وصلنا رحمك، فقال لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-: "تكلموا هكذا"، قالوا: لا، قال: "إن فقه هؤلاء قليل، وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم"، قال عطاء في حديثه؛ فأنزل الله -جلّ وعزّ-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)} (¬3). [حسن] ¬
* عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: قدم عشرة رهط من بني أسد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول سنة تسع وفيهم حضرمي بن عامر وضرار بن ¬
الأزور ووابصة بن معبد وقتادة بن القائف وسلمة بن جيش ونقادة بن عبد الله بن خلف وطلحة بن خويلد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد مع أصحابه؛ فسلموا، وقال متكلمهم: يا رسول الله! إنا شهدنا أن الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، وجئناك يا رسول الله! ولم تبعث إلينا بعثاً، ونحن لمن وراءنا سلم؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الحسن؛ قال: لما فتحت مكة؛ جاء ناس، فقالوا: يا رسول الله! إنا قد أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)} (¬2). [ضعيف] ¬
سورة ق
سورة ق * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة ق بمكة (¬1). * {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن اليهود أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته، عن خلق السماوات والأرض؛ فقال: "خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الله الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب؛ فهذه أربعة فقال -عزّ وجلّ-: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)} [فصلت:9, 10]، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه؛ فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث الساعات الآجال حين يموت من مات، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء فما ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم أسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة"، ثم قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟! قال: ثم استوى ¬
على العرش"، قالوا: قد أصبت لو أتممت، قالوا: ثم استراح، قال: فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - غضباً شديداً؛ فنزلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن أبي بكر؛ قال: جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا محمد! أخبرنا: ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة؟ فقال: "خلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق السماوات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاثة ساعات؛ يعني: من يوم الجمعة؛ وخلق في أول الثلاث الساعات: الآجال، وفي الثانية: الآفة، وفي الثالثة: آدم"، قالوا: صدقت إن أتممت، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يريدون؛ فغضب؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (¬1). [ضعيف جداً] • عن الضحاك؛ قال: قالت اليهود: ابتدأ الله الخلق يوم الأحد ¬
والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، واستراح يوم السبت؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة في قوله: {مِنْ لُغُوبٍ}؛ قال: قالت اليهود: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ففرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت؛ فأكذبهم الله -عزّ وجلّ-، وقال: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (¬2). [ضعيف] * عن العوام بن حوشب؛ قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الأخرى؛ فقال: لا بأس به، إنما كره ذلك اليهود؛ زعموا أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت؛ فجلس تلك الجلسة!! فأنزل الله -تعالى-: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} (¬3). [ضعيف] * {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالوا: يا رسول الله! لو خوفتنا؛ فنزلت: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)} (¬4). [ضعيف] ¬
سورة الذاريات
سورة الذاريات * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الذاريات بمكة (¬1). * {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)} * عن الحسن بن محمد بن الحنفية؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فأصابوا وغنموا، فجاء قوم بعدما فرغوا؛ فنزلت: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)} (¬2). [ضعيف] ¬
* {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}. * عن مجاهد؛ قال: خرجِ علينا عليٌّ معتجراً ببرد مشتملاً في خميصة، قال: لما نزلت: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}؛ اشتد على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة؛ إذ أمر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يتولى عنهم، حتى نزلت: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}؛ فطابت أنفسنا (¬1). [صحيح] * عن قتادة؛ قوله -تعالى-: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}: ذكر لنا أنها لما نزلت هذه الآية؛ اشتد على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ¬
ورأوا أن الوحي قد انقطع، وأن العذاب قد حضر؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- بعد ذلك: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)} (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الطور
سورة الطور * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الطور بمكة (¬1). * {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن قريشاً لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال قائل منهم: احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم؛ فأنزل الله -تعالى- في ذلك من قولهم: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى- لأهل الجنة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19)} [الطور: 19]، قوله: هنيئاً؛ أي: لا تموتون فيها؛ فعندها قالوا: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)} [الصافات: 58، 59] (¬3). [حسن] ¬
سورة النجم
سورة النجم * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة النجم بمكة. * وعن ابن الزبير مثله (¬1). * {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}. * عن ثابت بن الحارث الأنصاري -رضي الله عنه-؛ قال: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صدّيق، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "كذبت يهود؛ ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد"؛ فأنزل الله -تعالى- عند ذلك هذه الآية: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ ¬
مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (¬1). [حسن] * {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}. * عن عكرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في مغزاة، فجاء رجل فلم يجد ما يخرج عليه، فلقي صديقاً له فقال: أعطني شيئاً، قال: أعطيك بكري هذا على أن تتحمل بذنوبي؛ فقال له: نعم؛ فأنزل الله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)} (¬2). [ضعيف] * عن دراج أبي السمح؛ قال: خرجت سرية غازية، فسأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحمله، فقال: "لا أجد ما أحملك عليه"؛ فانصرف حزيناً، فمر برجل رحاله منيخة بين يديه فشكا إليه، فقال له الرجل: هل لك أن أحملك فتلحق الجيش؟ فقال: نعم؛ فنزلت: {أَفَرَءَتتَ اَلَّذِى ¬
تَوَلَّى (33)} إلى قوله: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله -تعالى-: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}؛ قال: هذا رجل أسلم، فلقيه بعض من يعيره فقال: أتركت دين الأشياخ وضللّتهم، وزعمت أنهم في النار؟! كان ينبغي لك أن تنصرهم، فكيف يفعل بآبائك؟ فقال: إني خشيت عذاب الله، فقال: أعطني شيئاً وأنا أحمل كل عذاب كان عليك عنك، فأعطاه شيئاً، فقال: زدني، فتعاسر حتى أعطاه شيئاً، وكتب له كتاباً، وأشهد له؛ فذلك قول الله -تعالى- {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)} نزلت فيه هذه الآية (¬2). [ضعيف جداً] * {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانوا يمرون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي شامخين؛ فنزلت: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)} (¬3). ¬
سورة القمر
سورة القمر * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة القمر بمكة (¬1). * وعنه -أيضاً-؛ قال: نزلت بمكة سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} (¬2). * وعن ابن الزبير مثله (¬3). * {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية؛ فانشق القمر بمكة مرتين؛ فنزلت: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)}، يقول: ذاهب (¬4). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كسف القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: سحر القمر؛ فنزلت: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} إلي قوله: {مُسْتَمِرٌّ} (¬1). [منكر] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أرنا آية حتى نؤمن؛ فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه أن يريه آية؛ فأراهم القمر قد انشق، فصار قمرين؛ أحدهما على الصفا، والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه، ثم غاب القمر؛ فقالوا: هذا سحر مستمر (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان ذلك يوم بدر، قال: قالوا: نحن جميع منتصر، قال: فنزلت هذه الآية (¬1). [حسن] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: أنزل الله -جل جلاله- على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بمكة: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}؛ فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! أي جمع -وذلك قبل بدر-؟، قال: فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش؛ نظرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آثارهم مصلتاً بالسيف يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} وكان ليوم بدر؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ} [المؤمنون: 64]، الآية، وأنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] الآية، ورماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فوسعتهم الرمية، وملأت أعينهم وأفواههم؛ حتى إن الرجل ليقتل وهو يقذي عينيه رماد؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، وأنزل الله في إبليس: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، [الأنفال: 48]، وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر: غر هؤلاء دينهم؛ فأنزل الله: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ ¬
مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} [الأنفال:49] (¬1). [ضعيف جداً] * {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}. * عن يوسف بن ماهك؛ قال؛ إني عند عائشة؛ إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك؟ قال: يا أم المؤمنين! أريني مصحفك، قالت: لِمَ، قال: لعلّي أؤلف القرآن عليه؛ فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيّهُ قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإِسلام؛ نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل: لا تزنوا؛ لقالوا: لا ندع الزنا أبداً، لقد نزل بمكة على محمد - صلى الله عليه وسلم - وإني لجارية ألعب: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف؛ فأملت عليه آي السور (¬2). [صحيح] ¬
* {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القدر؛ فنزلت: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ قال: ما نزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} إلا في أهل القدر (¬2). [ضعيف] * عن زرارة -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}؛ قال: "نزلت في أناس من أمتي يكونون في آخر الزمان يكذبون بقدر الله" (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عطاء بن أبي رباح؛ قال: أتيت ابن عباس وهو ينزع في ماء زمزم قد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تكلم في القدر؛ فقال: أو قد فعلوها؟ فقلت: نعم، قال: فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} أولئك شرار هذه الأمة؛ لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، إن أريتني أحداً منهم، فقأت عينيه بأصبعي هاتين (¬1). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء أهل نجران إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: الآجال والأرزاق بقدر الأعمال؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: ما نزلت هذه الآية إلا تعييراً لأهل القدر: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-؛ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن هذه الآية نزلت في القدرية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} " (¬1). [ضعيف جداً] * عن عطاء؛ قال: جاء أسقف نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد! تزعم أن المعاصي بقدر، والبحار بقدر، والسماء بقدر، وهذه الأمور تجري بقدر، فأما المعاصي؛ فلا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنتما خصماء الله"؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} إلى قوله {خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن سيار أبي الحكم؛ قال: بلغنا أن وقد نجران قالوا: أما الأرزاق والآجال؛ فبقدر، وأما الأعمال؛ فليست بقدر؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم هذه الآية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} إلى آخر الآيات (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء العاقب والسيد، وكانا رأسي النصارى بنجران، فتكلما بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام شديد في القدر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم: {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ}: في الكتاب الأول، إلى قوله: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} الذين كفروا وكذبوا بالقدر قبلكم {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)} في أم الكتاب {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}؛ يعني: مكتوب. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية، أنزلت فيهم آية من كتاب الله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} إلى آخر الآية". * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: المكذبون بالقدر مجرموا هذه ¬
الأمة، وفيهم أنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} إلى قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} (¬1). * عن مجاهد؛ قال: نزلت هذه الآية في أهل التكذيب، إلى آخر الآية. قال مجاهد: قلت لابن عباس: ما تقول فيمن يكذب بالقدر؟ قال: اجمع بيني وبينه، قلت: ما تصنع به؟ قال: أخنقه حتى أقتله (¬2). ¬
سورة الرحمن
سورة الرحمن * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الرحمن بمكة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزل بمكة سورة الرحمن. * وعن عائشة -رضي الله عنهما-؛ قالت: نزلت سورة الرحمن بمكة (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الرحمن بالمدينة (¬3). * {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}. * عن عطاء الخراساني: أن أبا بكر -رضي الله عنه- ذكر ذات يوم وفكر في يوم القيامة والموازين والجنة حيث أزلفت وفي النار حين أبرزت، وصفوف الملائكة وطي السماوات والأرض، ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار الكواكب، فقال: وددت أني كنت خضراً من هذه الخضراء تأتي عليّ بهمة فتأكلني وأني لم أخلق؛ فنزلت هذه الآية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} (¬4). [ضعيف جداً] ¬
* عن ابن شوذب؛ قال: نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- (¬1). [ضعيف] * عن عطية بن قيس في قوله -تعالى-: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}؛ نزلت في الذي قال: احرقوني بالنار لعلّي أضل الله، قال: تاب يوماً وليلة بعد أن تكلم بهذا؛ فقبل الله منه وأدخله الجنة (¬2). [ضعيف جداً] ¬
سورة الواقعة
سورة الواقعة * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الواقعة بمكة (¬1). * عن ابن الزبير مثله (¬2). * {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1)}؛ ذكر فيها: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)}، قال عمر: يا رسول الله! ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)}؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمر! تعال فاستمع ما قد أنزل الله؛ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)} ألا من آدم إليَّ ثُلَّة، وأُمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان، من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له" (¬3). [ضعيف] ¬
* عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)}؛ شق ذلك على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)}؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنة -أو: شطر أهل الجنة- وتقاسموهم النصف الثاني" (¬1). [ضعيف] ¬
* {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)}. * عن عطاء ومجاهد؛ قالا: لما سأل أهل الطائف الوادي يُحمى لهم وفيه عسل؛ ففعل، وهو واد معجب، فسمعوا الناس يقولون: في الجنة كذا وكذا، قالوا: يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)} (¬1). [ضعيف جداً] * {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) ¬
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مطر الناس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر؛ قالوا: هذا رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا"، قال: فنزلت هذه الآية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} حتى بلغ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} (¬1) [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}؛ قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سافر في حر شديد، فنزل الناس على غير ماء، فعطشوا؛ فاستسقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم: "فلعلي لو فعلت فسقيتم قلتم: هذا بنوء كذا وكذا"، قالوا: يا نبي الله! ما هذا بحين أنواء؛ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ، ثم قام فصلى، فدعا الله -تعالى-؛ فهاجت ريح، وثابت سحاب؛ فمطروا حتى سال كل واد، فزعموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر برجل يغرف بقدحه ويقول: هذا نوء فلان؛ فنزل: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} (¬2). * عن أبي حرزة؛ قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك، ونزلوا بالحجر، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يحملوا من ماءها شيئاً، ثم نزل منزلاً آخر وليس معهم ماء؛ فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقام يصلي ركعتين، ثم دعا؛ فأرسل سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق: ويحك أما ترى ما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمطر الله علينا السماء. فقال: إنما مطرنا بنوء كذا وكذا؛ ¬
فأنزل الله -تعالى-: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} (¬1). * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: مطر الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر؛ قالوا: هذه رحمة وضعها الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا"؛ فنزلت هذه الآية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} حتى بلغ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} (¬2). * عن قتادة في قوله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}؛ فقال: أما الحسن؛ فقال: بئس ما أخذ القوم لأنفسهم؛ لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب، قال: وذكر لنا أن الناس أمحلوا على عهد نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا نبي الله! لو استسقيت لنا؟ فقال: "عسى قوم إن سقوا أن يقولوا: سقينا بنوء كذا وكذا"، فاستسقى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فمطروا، فقال رجل: إنه قد كان بقي من الأنواء كذا وكذا؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} (¬3) [ضعيف] ¬
سورة الحديد
سورة الحديد * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الحديد بالمدينة (¬1). * وعن ابن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت سورة الحديد بالمدينة (¬2). * {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)}. * عن عبد العزيز بن أبي رواد: أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ظهر فيهم المزاح والضحك؛ فأنزل الله -تعالى-: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} (¬3). [ضعيف] * عن الأعمش؛ قال: لما قدم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأصابوا من العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد؛ فكأنهم فتروا ¬
عن بعض ما كانوا عليه؛ فنزلت: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} (¬1) [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخذوا في شيء من المزاح؛ فأنزل الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} (¬2) [ضعيف] * عن القاسم؛ قال: ملّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: حدثنا يا رسول الله! فأنزل الله -تعالى-: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، ثم ملوا ملة؛ فقالوا: حدثنا يا رسول الله! فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ -: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} (¬3) [ضعيف] * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أصحابه في المسجد وهم يضحكون، فسحب رداءه محمراً وجهه؛ فقال: ¬
"أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم بأنه قد غفر لكم؟ ولقد أنزل عليّ في ضحككم آية: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)}، قالوا: يا رسول الله! فما كفارة ذلك؟ قال: "تبكون قدر ما ضحكتم". * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- لا أعلمه إلا مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "استبطأ الله قلوب المهجرين بعد سبع عشرة من نزول القران؛ فأنزل الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية" (¬1). * {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كانت ملوك بعد عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة والإنجيل، فقيل لملوكهم: ما نجد شتماً أشد من شتم يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرؤون: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، وهؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم؛ فادعهم فليقرؤوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا؛ فدعاهم، فجمعهم، وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك؟ دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئاً نرفع به طعامنا وشرابنا فلا نرد عليكم، وقالت طائفة منهم: دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب ¬
كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم؛ فاقتلونا، وقالت طائفة منهم: ابنوا لنا دوراً في الفيافي ونحتفر الآبار ونحترث البقول؛ فلا نرد عليكم، ولا نمر بكم، وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم، قال: ففعلوا ذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}، والآخرون قالوا: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، ونتخذ دوراً كما اتخذ فلان، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا به، فلما بعث الله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق منهم إلا القليل؛ انحط رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وصاحب الدير من ديره، فآمنوا به وصدقوه؛ فقال الله -تبارك وتعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}: أجرين؛ بإيمانهم بعيسى ابن مريم، وتصديقهم بالتوراة والإنجيل، وبإيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقهم، قال: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}: القرآن واتباعهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} الذين يتشبهون بكم {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (¬1). [حسن] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)}. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشهدوا معه أُحُداً وكانت فيهم جراحات، ولم يقتل منهم أحد، فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة؛ قالوا: يا رسول الله! إنا أهل ميسرة فائذن لنا نجيء بأموالنا نواسي بها المسلمين؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)} [القصص: 52] {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} [القصص: 54]؛ فجعل لهم أجرين، قال: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد: 22]؛ قال: تلك النفقة التي واسوا بها المسلمين حتى نزلت هذه الآية، قال: ففخر أهل الكتاب على المسلمين حتى نزلت هذه الآية، فقالوا: يا معشر المسلمين! أما من آمن منا بكتابكم؛ فله أجران، ومن لم يؤمن بكتابكم؛ فله أجر كأجوركم؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)}؛ فزادهم النور والمغفرة، وقال: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن مقاتل بن حيان؛ قال: لما نزلت: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} [القصص: 54]؛ فَخَرَ مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لنا أجران ولكم أجر؛ فاشتد ذلك على الصحابة؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)}؛ فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب وسوّى بينهم في الأجر (¬1). [ضعيف] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)}؛ قال: لما نزلت هذه الآية؛ حسد أهل الكتاب المسلمين عليها؛ فأنزل الله -تعالى-: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ} (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: قالت اليهود: يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع ¬
الأيدي والأرجل، فلما خرج من العرب؛ كفروا؛ فأنزل الله -تعالى-: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}؛ يعني بالفضل: النبوة (¬1). * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قسم العمل وقسم الأجر، وفي لفظ: وقسم الأجل، فقيل لليهود: اعملوا؛ فعملوا إلى نصف النهار، فقيل: لكم قيراط، وقيل للنصارى: اعملوا؛ فعملوا من نصف النهار إلى العصر، فقيل: لكم قيراط، وقيل للمسلمين: اعملوا؛ فعملوا من العصر إلى غروب الشمس، فقيل: لكم قيراطان، فتكلمت اليهود والنصارى في ذلك، فقالت اليهود: أنعمل إلى نصف النهار فيكون لنا قيراط؟ وقالت النصارى: أنعمل من نصف النهار إلى العصر فيكون لنا قيراط؟ ويعمل هؤلاء من العصر إلى غروب الشمس فيكون لهم قيراطان؟ "؛ فأنزل الله -تعالى-: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} إلى آخر الآية، ثم قال: "إن مثلكم فيمن قبلكم من الأمم كما بين العصر إلى غروب الشمس" (¬2). ¬
سورة المجادلة
سورة المجادلة * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة المجادلة بالمدينة (¬1). * عن ابن الزبير مثله (¬2). * {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: تبارك الذي وسع سمعه كلَّ شيء، إني لأسمع كلام خولة ابنة ثعلبة ويخفى عليَّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي تقول: يا رسول الله! أكل شبابي، ونثرت له بطني حتى إذا كبر سنين وانقطع ولدي؛ ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قال: فما برحت حتى نزل جبريل -عليه السلام- بهؤلاء الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}؛ قال: زوجها: أوس بن الصامت. وفي رواية -رضي الله عنها-؛ قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، إن خولة تشتكي زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيخفى عليّ أحياناً بعض ما تقول، قالت: فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ ¬
الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (¬1). [صحيح] ¬
* عن خويلة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- وكانت عند أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت -رضي الله عنهم-؛ قالت: دخل عليّ ذات يوم فكلمني بشيء وهو فيه كالضجر، فرددته؛ فغضب، فقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج فجلس في نادي قومه، ثم رجع، فأرادني على نفسي؛ فامتنعت منه؛ فشادني فشاددته، فغلبته بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف، فقلت: كلا، والذي نفسُ خويلة بيده؛ لا تصل إليها حتى يحكم الله فيّ وفيك حكمه، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أشكو ما لقيت منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زوجك وابن عمك، فاتقي الله وأحسني صحبته". قالت: فما برحت حتى نزل القرآن: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} حتى انتهى إلى الكفارة، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مريه؛ فليعتق رقبة"، قلت: والله يا نبي الله! ما عنده من رقبة يعتقها، قال: "مريه؛ فليصم شهرين متتابعين"، فقلت: يا رسول الله! شيخ كبير ما به من صيام، قال: "فليطعم ستين مسكيناً"، قلت: يا نبي الله! ما عنده ما يُطعِم، قال: "سنعينه بعرق من تمر" -والعرق: مكتل يسع ثلاثين صاعاً-، قلت: وأنا أعينه بعرق آخر، قال: "قد أحسنت، فليتصدق به" (¬1). [حسن لغيره] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-: أن جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت، وكان أوس امرؤ به لمم، فإذا اشتد لممه؛ ظاهر من امرأته؛ فأنزل الله فيه كفارة الظهار (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن خولة أو خويلة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله! إن زوجي ظاهر مني؛ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أراك إلا قد حرمت عليه"، فقالت: أشكو إلى الله فاقتي؛ فأنزل الله -تعالى-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} (¬1). * عن محمد بن سيرين؛ قال: إن أول من ظاهر في الإسلام زوج خويلة، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن زوج ظاهر مني، وجعلت تشكو إلى الله؛ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما جاءني في هذا شيء"، قالت: فإلى من يا رسول الله؟! إن زوجي ظاهر مني، فبينما هي كذلك؛ إذ نزل الوحي: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} حتى بلغ: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}، ثم حبس الوحي، فانصرف إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاها عليها، فقالت: لا يجد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هو ذاك"، فبينما هو كذلك؛ إذ نزل الوحي: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}، ثم حبس الوحي فانصرف إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتلاها عليها فقالت: لا يستطيع أن يصوم يوماً واحداً، قال: "هو ذاك"، فبينما هو كذلك؛ إذ نزل الوحي: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} فانصرف إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاها عليها، فقالت: لا يجد يا رسول الله! قال: "إنا سنعينه" (¬2). [ضعيف] * عن الحسن -رضي الله عنه-: أن رجلاً ظاهر من امرأته على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -وكان الظهار أشد من الطلاق وأحرم الحرام؛ إذا ظاهر من امرأته لم ترجع إليه أبداً-، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا نبي الله! إن زوجي وأبا ¬
ولدي ظاهر مني، وما يطلع إلا الله على ما يدخل علي من فراقه، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد قال ما قال"، قالت: فكيف أصنع؟ ودعت الله واشتكت إليه؛ فأنزل الله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} إلى آخر الآيات، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجها، فقال: "تعتق رقبة"، قال: ما في الأرض رقبة أملكها، قال: "تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ "، قال: يا رسول الله! إني بلغت سناً وبي دوران، فإذا لم آكل في اليوم مراراً؛ أدير علي حتى أقع، قال: "تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ "، قال: والله ما أجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سنعينك" (¬1). [ضعيف] * عن يزيد بن زيد الهمداني في قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}؛ قال: هي خولة بنت الصامت، وكان زوجها مريضاً؛ فدعاها، فلم تجبه وأبطأت عليه؛ فقال: أنت عليّ كظهر أمي، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت هذه الآية: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعتق رقبة"، قال: لا أجد، قال: "فصم شهرين متتابعين"، قال: لا أستطيع، قال: "فأطعم ستين مسكيناً"، قال: لا، والله ما عندي إلا أن تعينني، فأعانه النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعاً، فقال: والله ما في المدينة أحوج إليها مني، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فكلها أنت وأهلك" (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة: أن الرجل قال: والله يا نبي الله! ما أجد رقبة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنا بزايدك"؛ فأنزل الله -تعالى- عليه: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}، فقال: والله يا نبي الله! ما أطيق الصوم؛ إني إذا لم آكل في اليوم كذا وكذا أكلة؛ لقيت ولقيت، فجعل يشكو إليه، فقال: ¬
"ما أنا بزايدك"؛ فنزلت: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن خويلة ابنة ثعلبة وكان زوجها أوس بن الصامت قد ظاهر منها، فجاءت تشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ظاهر مني زوجي حين كبر سني ورق عظمي؛ فأنزل الله فيها ما تسمعون: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} حتى بلغ: {لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} إلى قوله: {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا}: وذلك أن خولة بنت الصامت -امرأة من الأنصار- ظاهر منها زوجها، فقال: أنت عليّ مثلَ ظهر أمي، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن زوجي كان تزوجني وأنا أحب الناس إليه، حتى إذا كبرت ودخلت في السن؛ قال: أنت عليّ مثلَ ظهر أمي، فتركني إلى غير أحد، فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله! تنعشني وإياه بها؛ فحدثني بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن، ولكن ارجعي إلى بيتك؛ فإن أؤمر بشيء لا أغممه عليك إن شاء الله"، فرجعت إلى بيتها، وأنزل الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب رخصتها ورخصة زوجها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى زوجها، فلما أتاه؛ قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أردت إلى يمينك التي أقسمت عليها؟ "؛ فقال: وهل لها كفارة؟ فقال له ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ "، قال: إذاً يذهب مالي كله؛ الرقبة غالية وأنا قليل المال، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ "، قال: لا، والله لولا أني آكل في اليوم ثلاث مرات لَكَلَّ بصري، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ "، قال: لا والله؛ إلا أن تعينني على ذلك بعون وصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني معينك بخمسة عشر صاعاً، وأنا داع لك بالبركة"؛ فأصلح ذلك بينهما، قال: وجعل فيه تحرير رقبة لمن كان موسراً لا يكفر عنه إلا تحرير رقبة إذا كان موسراً من قبل أن يتماسا، فإن لم يكن موسراً؛ فصيام شهرين متتابعين لا يصلح له إلا الصوم إذا كان معسراً إلا أن لا يستطيع، فإن لم يستطع؛ فإطعام ستين مسكيناً، وذلك كله قبل الجماع (¬1). [ضعيف جداً] * عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: كانت خولة ابنة ثعلبة تحت أوس بن الصامت، وكان رجلاً به لمم، فقال في بعض هجراته: أنت عليّ كظهر أمي، ثم ندم على ما قال، فقال لها: ما أظنك إلا قد حرمت عليّ، قالت: لا تقل ذلك؛ فوالله ما أحب الله طلاقاً، قالت: ائت رسول الله فسله، فقال: إني أجدني أستحيي منه أن أسأله عن هذا، فقالت: فدعني أن أسأله، فقال لها: سليه، فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا نبي الله! إن أوس بن الصامت أبو ولدي وأحب الناس إليّ قد قال كلمة، والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقاً؛ قال: أنت عليّ كظهر أمي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إما أراك إلا قد حرمت عليه"، قالت: لا تقل ذلك يا نبي الله! والله ما ذكر طلاقًا، فرادّت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مراراً، ثم قالت: اللهم إني أشكو اليوم شدة حالي ووحدتي وما يشق عليَّ فراقه، ¬
اللهم فأنزل على لسان نبيك؛ فلم ترم مكانها حتى أنزل الله {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} إلى أن ذكر الكفارات؛ فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أعتق رقبة"، فقال: لا أجد، فقال: "صم شهرين متتابعين"، قال: لا أستطيع؛ إني لأصوم اليوم الواحد فيشق عليّ، قال: "أطعم ستين مسكيناً"، قال: أما هذا؛ فنعم (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي إسحاق: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}؛ قال: نزلت في امرأة اسمها خولة، وقال عكرمة: اسمها خويلة ابنة ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت، جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن زوجها جعلها عليه كظهر أمه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أراك إلا قد حرمت عليه"، وهو حينئذ يغسل رأسه، فقالت: انظر جعلت فداك يا نبي الله! فقال: "ما أراك إلا قد حرمت عليه"، فقالت: انظر في شأني يا رسول الله! فجعلت تجادله، ثم حوّل رأسه ليغسله؛ فتحولت من الجانب الآخر، فقالت: انظر جعلني الله فداك يا نبي الله! فقالت الغاسلة: اقصري حديثك ومخاطبتك يا خويلة! أما ترين وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متربداً ليوحى إليه؛ فأنزل الله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} حتى بلغ: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}، قال قتادة: فحرمها ثم يريد أن يعود لها فيطأها؛ فتحرير رقبة، حتى بلغ: {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، قال أيوب -أحسبه ذكره عن عكرمة-: إن الرجل قال: يا نبي الله! ما أجد رقبة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنا بزائدك"؛ فأنزل الله ¬
عليه: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}؛ فقال: "والله يا نبي الله! ما أطيق الصوم؛ إني إذا لم آكل في اليوم كذا وكذا أكلة لقيت ولقيت، فجعل يشكو إليه، فقال: "ما أنا بزائدك"؛ فنزلت: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} (¬1). [ضعيف] * عن عطاء بن يسار: أن خويلة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت، فتظاهر منها وكان به لمم، فجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن أوساً تظاهر مني، وذكرت أن به لمماً، فقالت: والذي بعثك بالحق؛ ما جئتك إلا رحمة له، إن له فيّ منافع؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيهما القرآن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مريه؛ فليعتق رقبة"، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عنده رقبة ولا يملكها، فقال: "مريه؛ فليصم شهرين متتابعين"، فقالت: والذي بعثك بالحق لو كلفته ثلاثة أيام ما استطاع وكان الحر، فقال: "مريه؛ فيطعم ستين مسكيناً"، فقالت: والذي بعثك بالحق ما يقدر عليه، قال: "مريه؛ فليذهب إلى فلان بن فلان؛ فقد أخبرني أن عنده شطر تمر صدقة فليأخذه صدقة عليه، ثم ليتصدق به على ستين مسكيناً" (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي ¬
تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} وذلك أن خولة امرأة من الأنصار ظاهر منها زوجها، فقال: أنت عليّ كظهر أمي، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن زوجي كان تزوجني وأنا أحب الناس إليه، حتى إذا كبرت ودخلت في السنن؛ قال: أنت عليّ كظهر أمي، وتركني إلى غير أحد، فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله! تنعشني وإياه بها؛ فحدثني بها، قال: "والله؛ ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن، ولكن ارجعي إلى بيتك؛ فأن أومر بشيء لا أعميه عليك إن شاء الله"، فرجعت إلى بيتها؛ فأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب رخصتها ورخصة زوجها؛ فقال: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إلى قوله: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}، فأرسل إلى زوجها، فقال: "هل تستطع أن تعتق رقبة؟ "، قال: إذن يذهب مالي كله؛ الرقبة غالية وأنا قليل المال، قال: "هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ "، قال: والله؛ لولا أني آكل كل يوم ثلاث مرات؛ لَكَلَّ بصري، قال: "هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ "، قال: لا والله؛ إلا أن تعينني، قال: "إني معينك بخمسة عشر صاعاً" (¬1). * عن أنس -رضي الله عنه-: أن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة، فشكت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ظاهر مني زوجي حين كبر سني ودق عظمي؛ فأنزل الله آية الظهار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعتق رقبة"، قال: مالي بذلك يدان، قال: "فصم شهرين متتابعين"، قال: إني إذا أخطأني أن آكل في اليوم ثلاث مرات لَكَلَّ بصري، قال: "فأطعم ستين مسكيناً"، قال: ما أجد؛ إلا أن تعينني؛ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر صاعاً حتى جمع الله له أهله (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عكرمة: أن امرأة أخي عبادة بن الصامت جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو زوجها؛ ظاهر منها، وامرأة تفلي رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال: تدهنه، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظره إلى السماء؛ فقالت التي تفلي لامرأة أخي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-واسمها خولة بنت ثعلبة-: يا خولة! ألا تسكتي؟ فقد ترينه ينظر إلى السماء؛ فأنزل الله فيها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}؛ فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتق رقبة، فقال: لا أجد، فعرض عليه صيام شهرين متتابعين، فقال: لا أطيق؛ إن لم آكل كل يوم ثلاث مرات؛ شق بي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأطعم ستين مسكيناً"، قال: لا أجد، فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء من تمر، فقال له: "خذ هذا فاقسمه"، فقال الرجل: ما بين لابتيها أفقر مني؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كله أنت وأهلك" (¬1). [ضعيف] * عن أبي العالية، قال: إن خويلة ابنة الدليج أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعائشة تغسل شق رأسه، فقالت: يا رسول الله! طالت صحبتي مع زوجي، ونفضت له بطني، وظاهر مني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حرمت عليه"، فقالت: أشكو إلى الله فاقتي، ثم قالت: يا رسول الله! طالت صحبتي، ونفضت له بطني؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حرمت عليه"، فجعل إذ قال لها: "حرمت عليه"؛ هتفت، وقالت: أشكو إلى الله فاقتي، قال: فنزل الوحي وقد قامت عائشة تغسل شق رأسه الآخر، فأومأت إليها عائشة أن أسكتي، قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه الوحي أخذه ¬
مثل السبات، فلما قضى الوحي؛ قال: "ادعي زوجك"؛ فتلاها عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} إلى قوله: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}؛ أي: يرجع فيه {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}؛ قال: "أتستطيع رقبة؟ "؛ قال: لا، قال: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ}، قال: يا رسول الله! إني إذا لم آكل في اليوم ثلاث مرات؛ خشيت أن يغشو بصري، قال: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} قال: أتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ "، قال: لا يا رسول الله! إلا أن تعينني، فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأطعم (¬1). * عن عمران بن أبي أنس؛ قال: كان أول من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت، وكان به لمم، وكان يفيق أحياناً، فلاحى امرأته خولة بنت ثعلبة في بعض صحواته، فقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم ندم، فقال: ما أراك إلا قد حرمت علي، قالت: ما ذكرت طلاقاً، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما قال، وجادلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مراراً، ثم قالت: اللهم إني أشكو إليك شدة وحدتي وما يشق عليّ من فراقه، قالت عائشة: فلقد بكيت وبكى من كان في البيت؛ رحمة لها ورقة عليها، ونزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحيُ فسري عنه وهو يتبسم، فقال: "يا خولة! قد أنزل الله فيك وفيه: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}، ثم قال: "مريه أن يعتق رقبة"، قالت: لا يجد، قال: "فمريه أن يصوم شهرين متتابعين"، ¬
قالت: لا يطيق ذلك، قال: "فمريه فليطعم ستين مسكيناً"، قالت: وأنّى له؟ قال: "فمريه فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق تمر فليتصدق به على ستين مسكيناً"، فرجعت إلى أوس؛ فقال: ما وراءك؟ قالت: خير وأنت ذميم، ثم أخبرته، فأتى أم المنذر؛ فأخذ ذلك منها، فجعل يطعم مدين من تمر كل مسكين (¬1). [ضعيف جداً] * {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان ناس يأتون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليهود، فيقولون: السام عليك، فيقول: "وعليكم"، ففطنت بهم عائشة؛ فسبتهم، وفي رواية: قالت عائشة: بل عليكم السام والذام؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مه يا عائشة! لا تكوني فاحشة؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش"، قالت: فقلت: يا رسول الله! إنهم يقولون كذا وكذا؛ فقال: "أليس قد رددت عليهم؟ "؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (¬2). ¬
* عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-؛ قال: إن اليهود سلموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا في أنفسهم: لولا يعذبنا الله، قال: فنزلت: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: كان بين يهود وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - موادعة، فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن، فإذا رأى المؤمن ذلك؛ خشيهم؛ فترك طريقه عليهم؛ فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النجوى فلم ينتهوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا ¬
لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}. * عن مقاتل بن حيان؛ قال: أنزلت هذه الآية يوم جمعة، وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ في الصفة، وفي المكان ضيق وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس، فقاموا حيال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؛ فردّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم سلموا على القوم بعد ذلك؛ فردوا عليهم، فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يحملهم على القيام فلم يفسح لهم؛ فشق ذلك عليه، فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر: "قم يا فلان! وأنت يا فلان! "؛ فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام أهل بدر، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه؛ فنزلت هذه الآية (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: كان المسلمون إذا رأوا المنافقين؛ خلوا متناجين؛ شق عليهم؛ فنزلت: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} (¬2). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ ¬
الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}. * عن قتادة في قوله -تعالى-: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}: كان المنافقون يتناجون بينهم، وكان ذلك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم؛ فأنزل الله في ذلك القرآن: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}: كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلاً ضنوا بمجلسهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأمرهم أن يفسح بعضهم لبعض (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سرية وأغزاها التقى المنافقون فانغضوا رؤوسهم إلى المسلمين، ويقولون: قتل ¬
القوم، وإذا رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ تناجوا وأظهروا الحزن، فبلغ ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن المسلمين؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)} (¬1). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}؛ قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما ترى ديناراً؟ "، قال: لا تطيقونه، قال: "فنصف دينار؟ "، قلت: لا يطيقونه، قال: "فكم؟ "، قلت: شعيرة، قال: "إنك لزهيد"، قال: فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}، قال: فبي خفف الله عن هذه الآية (¬2). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}؛ قال: إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فلما قال ذلك؛ امتنع كثير من الناس وكفوا عن المسألة؛ فأنزل الله بعد هذا: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}؛ فوسع الله عليهم ولم يضيق (¬1). [حسن] * عن مجاهد في قوله -تعالى-: {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}؛ قال: نهوا عن مناجاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، قدم ديناراً فتصدق به، ثم أنزلت الرخصة بعد ذلك (¬2). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: إن الأغنياء كانوا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
فيكثرون مناجاته، ويغلبون الفقراء على المجالس؛ حتى كره النبي - صلى الله عليه وسلم - طول جلوسهم ومناجاتهم، فأمر الله بالصدقة عند المناجاة، فأما أهل العسر؛ فلم يجدوا شيئاً، وكان ذلك عشر ليال، وأما أهل الميسر؛ فمنع بعضهم ماله وحبس نفسه إلا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدي النجوى، ويزعمون أنه لم يفعل ذلك غير رجل من المهاجرين من أهل بدر؛ فأنزل الله: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} (¬1). [ضعيف] * عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت فيَّ ثلاث آيات من كتاب الله -عزّ وجلّ-: نزل تحريم الخمر، نادمت رجلاً فعارضته وعارضني فعربدت عليه؛ فشججته؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} [المائدة: 90، 91]، ونزلت فيّ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا} [الأحقاف: 15] إلى آخر الآية، ونزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} فقدمت شعيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك لزهيد" فنزلت الأخرى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} (¬2). [ضعيف] ¬
* {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً في ظل حجرة قد كاد يقلص عليها الظل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم سيأتيكم رجل ينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاءكم؛ فلا تكلموه"، فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل، فدعاه فقال: "علام تشتمني أنت وأصحابك؟ "، قال: ادعوهم، فدعاهم فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا؛ حتى تجاوز عنهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)} (¬1). [صحيح] ¬
* عن السدي؛ قال: بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن نبتل، وكان رجلاً من المنافقين (¬1). [ضعيف] * {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}. * عن ابن شوذب؛ قال: جعل والد أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر؛ قصده أبو عبيدة فقتله؛ فنزلت: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن ابن جريج؛ قال: حدثت أن أبا قحافة سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصكه أبو بكر صكة؛ فسقط؛ فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أفعلت يا أبا بكر؟! "، فقال: والله لو كان السيف مني قريباً لضربته؛ فنزلت: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن ثابت بن قيس بن الشماس: أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزور خاله من المشركين؛ فأذن له، فلما قدم؛ قرأ ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأناس حوله: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} (¬1). ¬
سورة الحشر
سورة الحشر * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الحشر بالمدينة (¬1). * عن سعيد بن جبير؛ قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: التوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم؛ حتى ظنوا أنها لم تبق أحداً منهم إلا ذكر فيها، قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النضير (¬2). * {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}. ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كانت غزوة بني النضير -وهم طائفة من اليهود- على رأس ستة أشهر من وقعة بدر، وكان منزلهم ونخلهم بناحية المدينة؛ فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة؛ يعني: السلاح؛ فأنزل الله فيهم: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}؛ فقاتلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى صالحهم على الجلاء، فأجلاهم إلى الشام، وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا، وكان الله قد كتب عليهم ذلك، ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي. وأما قوله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}؛ فكان جلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام (¬1). [صحيح] ¬
* عن عروة بن الزبير وموسى بن عقبة؛ قالا: هذا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين، وكانوا زعموا قد دسّوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحضوهم على القتال، ودلوهم على العورة، فلما كلمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عقل الكلابيين؛ قالوا: اجلس يا أبا القاسم؛ حتى تُطعم، وترجع بحاجتك، ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئتنا له، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
ومن معه من أصحابه في ظل جدار ينتظرون أن يصلحوا أمرهم، فلما خلوا والشيطان معهم؛ ائتمروا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لن تجدوه أقرب منه الآن فاستريحوا منه؛ تأمنوا في دياركم ويرفع عنكم البلاء، فقال رجل منهم: إن شئتم ظهرت فوق البيت الذي هو تحته فدليت عليه حجراً فقتله، وأوحى الله -عزّ وجلّ- إليه فأخبره بما ائتمروا به من شأنهم؛ فعصمه الله -عزّ وجلّ-، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يريد أن يقضي حاجة، وترك أصحابه في مجلسهم، وانتظره أعداء الله فراث عليهم، فأقبل رجل من المدينة فسألوه عنه، فقال: لقيته قد دخل أزقة المدينة، فقالوا لأصحابه: عجل أبو القاسم أن يقيم أمرنا في حاجته التي جاء لها، ثم قام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجعوا، ونزل القرآن والله أعلم بالذي أراد أعداء الله، فقال -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} إلى قوله: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)} [المائدة: 11]. فلما أظهر الله -عزّ وجلّ- رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما أرادوا به وعلى خيانتهم؛ أمر الله -عزّ وجلّ- رسوله - صلى الله عليه وسلم - بإجلائهم وإخراجهم من ديارهم، وأمرهم أن يسيروا حيث شاءوا، وقد كان النفاق قد كثر في المدينة، فقالوا: أين تخرجنا؟ قال: "أخرجكم إلى الحبس"، فلما سمع المنافقون ما يراد بإخوانهم وأوليائهم من أهل الكتاب؛ أرسلوا إليهم فقالوا لهم: إنا معكم محيانا ومماتنا، إن قوتلتم؛ فلكم علينا النصر، كان أخرجتم؛ لم نتخلف عنكم، وسيد اليهود أبو صفية حُيَيّ بن أخطب، فلما وثقوا بأماني المنافقين؛ عظمت غِرّتهم، ومناهم الشيطان الظهور؛ فنادوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه: إنا والله لا نخرج ولئن قاتلتنا لنقاتلنك. فمضى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمر الله -تعالى-؛ فأمر أصحابه فأخذوا السلاح ثم مضى إليهم، وتحصنت اليهود في دورهم وحصونهم، فلما
انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أزقتهم وحصونهم؛ كره أن يمكنهم من القتال في دورهم وحصونهم، وحفظ الله -عزّ وجلّ- أمره وعزم على رشده؛ فأمر بالأدنى فالأدنى من دورهم أن تُهدم، وبالنخل أن تُحرق وتُقطع، وكف الله -تعالى- أيديهم وأيدي المنافقين فلم ينصروهم، وألقى الله -عزّ وجلّ- في قلوب الفريقين كلاهما الرعب، ثم جعلت اليهود كما خلص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هدم ما يلي مدينته ألقى الله -عزّ وجلّ- في قلوبهم الرعب، فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها ولم يستطيعوا أن يخرجوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه يهدمون ما أتوا عليه الأول فالأول، فلما كادت اليهود أن تبلغ آخر دورها وهم ينتظرون المنافقين وما كانوا منوهم، فلما يئسوا مما عندهم؛ سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان عرض عليهم قبل ذلك؛ فقاضاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يجليهم ولهم أن يتحملوا بما استقلت به الإبل من الذي كان لهم إلا ما كان من حلقة أو سلاح؛ فطاروا كل مطير، وذهبوا كل مذهب، ولحق بنو أبي الحقيق طير معهم آنية كثيرة من فضة قد رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والمسلمون حين خرجوا بها، وعمد حيي بن أخطب حين قدم مكة على قريش فاستغواهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستنصروهم، وبيّن الله -عزّ وجلّ- لرسوله - صلى الله عليه وسلم - حديث أهل النفاق وما بينهم وبين اليهود، وكانوا قد عيّروا المسلمين حين يهدمون الدور ويقطعون النخل، فقالوا: ما ذنب شجرة وأنتم تزعمون أنكم مصلحون؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ} إلى قوله: {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}. ثم جعلها نفلاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يجعل فيها سهماً لأحد غيره، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن أراه -عزّ وجلّ- من المهاجرين الأولين، وأعطى منها الأنصار رجلين سماك بن أوس بن خرشة، وهو أبو دجاجة، وسهل بن حنيف، وأعطى -زعموا- سعد بن معاذ سيف بن أبي الحقيق، وكان إجلاء بني النضير في المحرم سنة ثلاث، وأقامت قريظة في المدينة في مساكنهم لم يؤمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم بقتال ولا إخراج حتى فضحهم الله -عزّ وجلّ- بحيي بن أخطب، وبمجموع الأحزاب (¬1). [ضعيف] * {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}. * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرَّق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قول الله -عزّ وجلّ-: {مَا ¬
قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}؛ قال: اللينة: النخلة، {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}؛ قال: استنزلوهم من حصونهم، قال: وأمروا بقطع النخل؛ فحك في صدورهم، فقال المسلمون: قد قطعنا بعضاً وتركنا بعضاً، فلنسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله -تعالى-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} (¬1). [صحيح] * عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما-؛ قال: رخّص لهم في قطع النخل ثم شدد عليهم؛ فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله! علينا إثم فيما قطعنا أو علينا فيما تركنا؟ فأنزل الله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن سورة الحشر نزلت في النضير، وذكر الله فيها الذي أصابهم من النعمة وتسليط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم حتى عمل بهم الذي عمل بإذنه، وذكر المنافقين الذين كانوا يراسلونهم ويعدونهم النصر؛ فقال: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} إلى قوله: {وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} من هدمهم بيوتهم من تحت الأبواب، ثم ذكر قطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النخل وقول اليهود له: يا محمد! قد كنت تنهى عن الفساد؛ فما بال قطع النخل؟! فقال: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} يخبرهم أنها نعمة منه، ثم ذكر مغانم بني النضير؛ فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)} أعلمهم أَنها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضعها حيث يشاء، ثم مغانم المسلمين مما يوجف عليه الخيل والركاب ويفتح بالحرب؛ فقال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ¬
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}؛ فذا مما يوجف عليه الخيل والركاب، ثم ذكر المنافقين عبد الله بن أُبيّ بن سلول ومالكاً وداعساً ومن كان على مثل رأيهم؛ فقال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} إلى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا}؛ يعني: بني قينقاع الذين أجلاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [موضوع] * عن يزيد بن رومان؛ قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يعني: ببني النضير؛ تحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقطع النخل، والتحريق فيها، فنادوه: يا محمد! قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه؛ فما بال قطع النخل وتحريقها؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قوله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}؛ أي: ليعظهم، فقطع المسلمون يومئذ النخل، وأمسك آخرون؛ كراهية أن يكون إفساداً، فقالت اليهود: ¬
آلله أذن لكم في الفساد؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أبُيّ بن سلول ومن كان يعبد الأوثان من الأوس والخزرج -ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة، قبل وقعة بدر- يقولون: إنكم آويتم صاحبنا، وإنكم أكثر أهل المدينة عدداً، وإنا نقسم بالله؛ لتقتلنه أو لتُخرجُنّه، أو لنستعين عليكم العرب، ثم لنسيرنّ إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أُبيّ ومن كان معه من عبدة الأوثان؛ تراسلوا، فاجتمعوا، وأرسلوا، وأجمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقيهم في جماعة، فقال: "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت لتكيدكم بأكثر مما تريدون أن يكيدوا به أنفسكم، فأنتم هؤلاء تريدون أن تقتلوا أبناءكم وإخوانكم". فلما سمعوا ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تفرقوا، فبلغ ذلك كفار قريش، وكانت وقعة بدر، فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود: إنكم أهل الحلقة والحصون، وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهي الخلاخيل، فلما بلغ كتابهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أجمعت بنو النضير [على] الغدر، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخرج إلينا في ثلاثين رجلاً من أصحابك، ولنخرج في ثلاثين حبراً؛ حتى نلتقي في مكان كذا، نصف بيننا وبينكم، فيسمعوا منك، فإن صدقوك، وآمنوا بك؛ آمنا كلنا، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين من أصحابه، وخرج إليه ثلاثون ¬
حبراً من يهود، حتى إذا برزوا في براز من الأرض؛ قال بعض اليهود لبعض: كيف تخلصون إليه، ومعه ثلاثون رجلاً من أصحابه، كلهم يحب أن يموت قبله؟ فأرسلوا إليه: كيف تفهم ونفهم، ونحن ستون رجلاً؟ أخرج في ثلاثة من أصحابك، ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا فليسمعوا منك، فإن آمنوا بك؛ آمنا كلنا وصدقناك، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة نفر من أصحابه، واشتملوا على الخناجر، وأرادوا الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها، وهو رجل مسلم من الأنصار، فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير إلى بني أخيها، فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأقبل أخوها سريعاً، حتى أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فساره بخبرهم قبل أن يصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم؛ فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان من الغد؛ غدا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتائب، فحاصرهم وقال لهم: "إنكم لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه"؛ فأبوا أن يعطوه عهداً؛ فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون، ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه؛ فعاهدوه، فانصرف عنهم، وغدا إلى بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة، والحلقة: السلاح، فجاءت بنو النضير، واحتملوا ما أقلّت الإبل من أمتعهم وأبواب بيوتهم وخشبها، فكانوا يخربون بيوتهم، فيهدمونها فيحملون ما وافقهم من خشبها، وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام، وكان بنو النضر من سبط من أسباط بني إسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله على بني إسرائيل الجلاء؛ فلذلك أجلاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلولا ما كتب الله عليهم من الجلاء؛ لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة؛ فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)} حتى بلغ: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وكانت نخل بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، فأعطاه الله إياها وخصه بها، فقال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ} يقول: بغير قتال، قال: فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم، وقسم منها لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يد بني فاطمة (¬1). [صحيح] * عن الأوزاعي؛ قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يهوديٌّ فسأله عن المشيئة؛ فقال: "المشيئة لله -تعالى-"، قال: فإني أشاء أن أقوم، قال: "قد شاء الله أن تقوم"، قال: فإني أشاء أن أقعد، قال: "فقد شاء الله أن تعقد"، قال: فإني أشاء أن أقطع هذه النخلة، قال: "فقد شاء الله أن تقطعها"، قال: فإني أشاء أن أتركها، قال: "فقد شاء الله أن تتركها"، قال: فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال: "لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم -عليه السلام-"، قال: ونزل القرآن؛ فقال: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} (¬2). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسم بين قريش والمهاجرين، النضير؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَة}؛ قال: هي العجوة والفنيق والنخيل، وكانا مع نوح في السفينة، وهما أصل ¬
التمر، ولم يعط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار أحداً إلا رجلين: أبا دجانة، وسهل بن حنيف (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء يهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أنا أقوم فأصلي، قال: "قدر الله لك ذلك أن تصلي"، قال: أن أقعد، قال: "قدر الله لك أن تقعد"، قال: أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها، قال: "قدر الله لك أن تقطعها"، قال: فجاء جبريل -عليه السلام- فقال: "يا محمد! لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم على قومه"، وأنزل الله -تعالى-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}؛ يعني: اليهود (¬2). [ضعيف] * عن عكرمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غدا يوماً إلى النضير؛ ليسألهم كيف الدية فيهم؟ فلما لم يروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير أحد؛ أبرموا بينهم على أن يقتلوه ويأخذوا أصحابه أسارى؛ ليذهبوا بهم إلى مكة ويبيعوهم من قريش، فبينما هم على ذلك؛ إذ جاء من اليهود من المدينة، فلما رأى أصحابه يأتمرون بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن نقتل محمداً ونأخذ أصحابه، فقال لهم: وأين محمد؟ قالوا: هذا محمد قريب، فقال لهم صاحبهم: والله لقد تركت محمداً داخل المدينة؛ فأسقط بأيديهم، وقالوا: قد أخبر أنه انقطع ما بيننا وبينه من العهد، فانطلق منهم ستون حبراً ومنهم حيي بن أخطب والعاص بن وائل حتى دخلوا على كعب، وقالوا: يا كعب أنت سيد قومك -ومدحهم-، احكم بيننا وبين محمد، فقال لهم كعب: أخبروني ما عندكم؟ قالوا: نعتق الرقاب ونذبح الكوماء، وإن محمداً انبتر من الأهل والمال، فشرفهم كعب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فانقلبوا؛ فأنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ¬
الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 51، 52] ونزل عليه لما أرادوا أن يقتلوه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} [المائدة: 11]؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يكفني كعباً؟ "، فقال ناس من أصحابه فيهم ابن مسلمة: نحن نكفيك يا رسول الله! ونستحل منك شيئاً، فجاؤوه فقالوا: يا كعب إن محمداً كلفنا الصدقة فبعنا شيئاً. قال عكرمة: فهذا الذي استحلوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم كعب: أرهنوني أولادكم، فقالوا: إن ذاك عار فينا، غداً تبيح أن يقولوا: عبد وسق ووسقين وثلاثة، قال كعب: فاللامة، قال عكرمة: وهي السلاح، فأصلحوا أمرهم على ذلك فقالوا: موعد ما بيننا وبينك القابلة، حتى إذا كانت القابلة؛ راحوا إليه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المصلى يدعو لهم بالظفر، فلما جاؤوا؛ نادوه: يا كعب! -وكان عروساً- فأجابهم، فقالت امرأته -وهي بنت عمير-: أين تنزل؟ قد أشم الساعة ريح الدم، فهبط وعليه ملحفة مورسة وله ناصية، فلما نزل إليهم؛ قال القوم: ما أطيب ريحك؛ ففرح بذلك، فقام محمد بن مسلمة: فقال قائل المسلمين: أشمونا من ريحه، فوضع يده على ثوب كعب، وقال: شموا فشموا، وهو يظن أنهم يعجبون بريحه؛ ففرح بذلك، فقال محمد بن مسلمة: بقيت أنا -أيضاً-، فمضى إليه فأخذ بناصيته ثم قال: اجلدوا عنقه، فجلدوا عنقه، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غدا إلى النضير، فقالوا: ذرنا نبك سيدنا، قال: "لا"، قالوا: فحزة على حزة، قال: "نعم، حزة على حزة"، فلما رأوا ذلك؛ جعلوا يأخذون من بطون بيوتهم الشيء لينجوا به، والمؤمنون يخربون بيوتهم من خارج ليدخلوا عليهم، فلولا أن كتب الله عليهم الجلاء. قال عكرمة: والجلاء يجلون منهم ليقتلهم بأيديهم، وقال عكرمة: إنا ناساً من المسلمين لما دخلوا علي بني النضير؛ أخذوا يقطعون النخل، فقال بعضهم لبعض: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا} [البقرة:
205]، وقال قائل من المسلمين: {وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا} [التوبة:121]، {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [التوبة:120]؛ فأنزل الله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} وهي النخلة، {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} قال: ما قطعتم؛ فبإذني، وما تركتم؛ فبإذني (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان، قول الله -عزّ وجلّ-: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقاتلهم، فإذا ظهر على درب أو دار؛ هدم حيطانها؛ ليتسع المكان للقتال، وكانت اليهود إذا غلبوا على درب أو دار؛ نقبوها من أدبارها ثم حصنوها ودربوها، يقول الله -عزّ وجلّ-: {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ}، قوله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} إلى قوله: {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}؛ يعني: باللينة: النخلة، وهي أعجب إلى اليهود من الوصيف، يقال لثمرها: اللون، فقالت اليهود عند قطع النبي - صلى الله عليه وسلم - نخلهم وعقر شجرهم: يا محمد! زعمت أنك تريد الإصلاح، أفمن الإصلاح: عقر الشجر، وقطع النخل، والفساد؟! فشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - ووجد المسلمون من قولهم في أنفسهم من قطعهم النخل؛ خشية أن يكون فساداً، فقال بعضهم لبعض: لا تقطعوا؛ فإنه مما أفاء الله علينا، فقال الذين يقطعونها: نغيظهم بقطعها؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}؛ يعني: النخل، {فَبِإِذْنِ اللَّهِ} وما تركتم {قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}؛ فطابت نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنفس المؤمنين، {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}؛ يعني: أهل النضر، فكان قطع النخل وعقر الشجر خزياً لهم (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}؛ يعني: من نخلة، ¬
قال: نهى بعض المهاجرين بعضاً عن قطع النخل؛ وقالوا: إنما هي من مغانم المسلمين، وقال الذين قطعوا: بل هو غيظ للعدو؛ فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه، وتحليل من قطعه من الإثم، فقال: إنما قطعه وتركه بإذن الله -عزّ وجلّ- (¬1). [ضعيف] * {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا رسول الله! أصابني الجهد؛ فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئاً -وفي رواية: فأرسل إلى بعض نسائه؛ فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى الأخرى؛ فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا، والذي بعثك بالحق؛ ما عندنا إلا ماء-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يضيفه الليلة، يرحمه الله؟ "؛ فقام رجل من الأنصار (يقال له: أبو طلحة) فقال: أنا يا رسول الله، فذهب (به) إلى أهله (وفي رواية: رحله)، فقال لامرأته: (هل عندك شيء؟)، ضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تدخريه شيئاً، فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء؛ فنوميهم، وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت (وفي رواية: فعلّليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا؛ فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل؛ فقومي إلى السراج ¬
حتى تطفئيه، قال: فقعدوا وأكل الضيف)، وفي رواية أخرى: (فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء؛ فهيئت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومّت صبيانها، ثم قامت كأنها تفتح سراجها؛ فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين)، ثم (وفي رواية: فلما أصبح) غدا الرجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لقد عجب الله -عزّ وجلّ-، -أو ضحك- من فلان وفلانة"، (وفي رواية: ضحك الله الليل -أو عجب- من فعالكما)، (وفي رواية أخرى: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: أهدي لرجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأس شاة، فقال: إن أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا، قال: فبعث إليه، فلم يزل يبعث به واحداً إلى آخر؛ حتى تداولها سبعة أبيات، حتى رجعت إلى الأول؛ فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬2). [ضعيف] * عن أبي المتوكل الناجي: أن رجلاً من المسلمين عبر ثلاثة أيام ¬
صائماً لا يجد ما يفطر عليه، ويصبح صائماً، حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له: ثابت بن قيس -رضي الله تعالى عنه-، فقال لأهله: إني أجيء الليلة بضيف، فإذا وضعتم طعامكم؛ فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه؛ فليطفئه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون، فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا، فلما أمسى؛ ذهب فوضعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه؛ فأطفئته، ثم جعلوا يضربون بأيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون؛ حتى شبع ضيفهم، وإنما كان طعامهم ذلك خبزة وهي قوتهم، فلما أصبح ثابت بن قيس؛ غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا ثابت! لقد عجيب الله -عزّ وجلّ- البارحة منكم ومن صنيعكم"، وأنزلت هذه الآية: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬1). [ضعيف] * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار، أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - معه ضيفاً من أضيافه، فأتى به منزله، فقالت له امرأته: ما هذا؟ قال: هذا ضيف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: والذي بعث محمداً بالحق؛ ما أمسى عندنا إلا قرص، فذلك القرص لي أو لك، أو للضيف، أو للخادم؟! قال: اثردي هذا القرص، ¬
وآدميه بسمن ثم قرّبيه، وأمري الخادم يطفئ السراج،، وجعلت تتلمظ هي وهو؛ حتى رأى الضيف أنهم يأكلون، وأصبح فصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أين صاحب الضيف؟ " - ثلاث مرات- والرجل ساكت، قال: أنا صاحب الضيف، قال: "حدثني جبريل: أن الله -تعالى- ضحك حين قلت لخادمك أطفأ السراج"، ونزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬1). [منكر] * عن يزيد بن الأصم: أن الأنصار قالوا: يا رسول الله! اقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين، قال: "لا، ولكن يكفونكم المؤنة وتقاسمونهم الثمرة، والأرض أرضكم"، قالوا: رضينا؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} (¬2). [ضعيف] * {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)}. * عن السدي؛ قال: قد أسلم ناس من أهل قريظة والنضير وكان فيهم منافقون، وكانوا يقولون لأهل النضير: لئن أخرجتم؛ لنخرجن ¬
معكم؛ فنزلت فيهم هذه الآية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)} (¬1). [ضعيف] * {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: كان راهب يتعبّد في صومعة وإذ امرأة كان لها إخوة، فعرض لها شيءٌ فأتوه بها فزيّنت له نفسها؛ فوقع عليها؛ فحملت؛ فجاءه الشيطان فقال: اقتلها؛ فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت؛ فقتلها فدفنها، فجاؤوه فأخذوه فذهبوا به، فبينما هم يمشون به؛ إذ جاءه الشيطان فقال: أنا الذي زيّنت لك، فاسجد لي سجدة أنجيك؛ فسجد له؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} الآية (¬2). [حسن] ¬
* عن طاووس؛ قال: كان رجل من بني إسرائيل وكان عابداً، وكان ربما داوى المجانين، وكانت امرأة جميلة أخذها الجنون فجيء بها إليه فتركت عنده فأعجبته؛ فوقع عليها؛ فحملت؛ فجاءه الشيطان فقال: إن علم بهذا افتضحت؛ فاقتلها وادفنها في بيتك، فقتلها ودفنها، فجاء أهلها بعد ذلك بزمان يسألونه عنها، فقال: ماتت، فلم يتهموه لصلاحه فيهم ورضاه، فجاءهم الشيطان، فقال: إنها لم تمت ولكنه وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها وهي في بيته في مكان كذا وكذا، فجاء أهلها، فقالوا: ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها، ومن كان معك؟ ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها؛ فأخذ فسجن؛ فجاءه الشيطان فقال: إن كنت تريد أن أخلصك مما أنت فيه وتخرج منه؛ فاكفر بالله؛ فأطاع الشيطان وكفر؛ فأخذ فقتل؛ فتبرأ منه الشيطان حينئذ، قال طاووس: فما أعلم إلا أن هذه الآية أنزلت فيه: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}. (¬1) [ضعيف] ¬
سورة الممتحنة
سورة الممتحنة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الممتحنة بالمدينة (¬1). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)}. * عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد، قال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ؛ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها"، فذهبنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب؛ فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ¬
ممن بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا يا حاطب؟! "، قال: لا تعجل عليَّ يا رسول الله! إني كنت امرءاً من قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يداً يحمون قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنه قد صدقكم"؛ فقال عمر: دعني يا رسول الله! فأضرب عنقه؛ فقال: "إنه شهد بدراً، وما يدريك لعل الله -عزّ وجلّ- اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم"، قال عمرو: ونزلت فيه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} قال: لا أدري الآية في الحديث أو قول عمرو (¬1). [صحيح] * عن علي -رضي الله عنه-؛ قال: لما أراد رسول الله مكة؛ أرسل إلى أناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة، وفشا في الناس أنه يريد حنين، قال: فكتب حاطب إلى أهل مكة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريدكم، قال: فأخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأبا مرثد وليس معنا رجل إلا ومعه فرس، فقال: "ائتوا روضة خاخ؛ فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب فخذوه منها"، قال: فانطلقنا حتى رأيناها في المكان الذي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا لها: هات الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، قال: فوضعنا متاعها؛ ففتشناها، فلم نجده في ¬
متاعها، فقال أبو مرثد: فلعل أن لا يكون معها كتاب، فقلنا: ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا كذبنا، فقلنا لها: لتخرجنه أو لنعرينك، فقالت: أما تتقون الله؟ أما أنتم مسلمون؟ فقلنا: لتخرجنه أو لنعرينك، قال عمرو بن مرة: فأخرجته من حجزتها، فقال حبيب بن أبي ثابت: وأخرجته من قبلها، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة؛ فقام عمر فقال: يا رسول الله! خان الله، خان رسوله، ائذن لي فأضرب عنقه؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أليس قد شهد بدراً؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله! قال عمر: بلى، ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم"؛ ففاضت عينا عمر، فقال: الله ورسوله أعلم، وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حاطب فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ "، قال: يا رسول الله! كنت امرءاً ملصقاً في قريش فكان بها أهلي ومالي، ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله، فكتبت إليهم بذلك، والله يا رسول الله! إني لمؤمن بالله وبرسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق حاطب؛ فلا تقولوا لحاطب إلا خيراً"، قال حبيب: فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن مجاهد في قول الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه كفار قريش يحذرهم (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)}: نزلت في رجل كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة من قريش كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سائر إليهم؛ فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصحيفته، فبعث إليها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأتاه بها (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)}: ذكر لنا أن حاطباً كتب إلى أهل مكة يخبرهم سير النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم زمن الحديبية، فأطلع الله -عزّ وجلّ- نبيه -عليه السلام- على ذلك، وذكر لنا ¬
أنهم وجدوا الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها، فدعاه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "ما حملك على الذي صنعت؟ "، قال: والله ما شككت في أمر الله، ولا ارتددت فيه؛ ولكن لي هناك أهلاً ومالاً فأردت مصانعة قريش على أهلي ومالي، وذكر لنا أنه كان حليفاً لقريش لم يكن من أنفسهم، فأنزل الله - عزّ وجلّ- في ذلك القرآن فقال: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} (¬1). [ضعيف] * عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا، قالوا: لما أجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السير إلى مكة؛ كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم الذي أجمع عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأمر في السير إليهم، ثم أعطاه امرأة يزعم محمد بن جعفر أنها من مزينة، وزعم غيره: أنها سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت، وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر من السماء بما صنع حاطب؛ فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام -رضي الله عنهما-؛ فقال: "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد اجتمعنا له في أمرهم"؛ فخرجا حتى أدركاها بالحليفة حليفة بن أبي أحمد، فاستنزلاها؛ فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً، فقال لها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا كذبنا، ولتخرجن إليّ هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه؛ قالت: أعرض عني؛ فأعرض عنها، فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
حاطباً؛ فقال: "يا حاطب! ما حملك على هذا؟ "، فقال: يا رسول الله! أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله، ما غيرت ولا بدلت، ولكني كنت امرأً في القوم ليس لي أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم أهل وولد، فصانعتهم عليهم، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: دعني يا رسول الله! فلأضرب عنقه؛ فإن الرجل قد نافق؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يدريك يا عمر! لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم؟ "؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في حاطب: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: أمّن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة [الناس]؛ إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة امرأة، فأما عبد العزى؛ فإنه قتل، وهو آخذ بأستار الكعبة، قال: ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد بن أبي سرح إذا رآه، وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستشفع به، فلما بصر به الأنصاري؛ اشتمل على السيف، ثم خرج في طلبه، فوجده في حلقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهاب قتله، فجعل يتردد، ويكره أن يقدم عليه؛ لأنه في حلقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبسط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده فبايعه، ثم قال للأنصاري: "قد انتظرتك أن توفي بنذرك"، قال: يا رسول الله! هبتك، أفلا أومضت إلي؟ قال: "إنه ليس لنبي أن يومض"، وأما مقيس؛ فإنه كان ¬
له أخ [قتل خطأ] مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من بني فهر ليأخذ له من الأنصار العقل، فلما جمع له العقل ورجع؛ نام الفهري؛ فوثب مقيس فأخذ حجراً فجلد به رأسه؛ فقتله، ثم أقبل، وهو يقول: شفى النفس من قدبات بالقاع مسنداً ... يضرج ثوبيه دماء الأخادع وكانت هموم النفس من قبل قتله ... تهيج فتنسيني وطاء المضاجع حللت به ثأري وأدركت ثورتي ... وكنت إلى الأوثان أول راجع وأما أم سارة؛ فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئاً، ثم أتاها رجل، فدفع إليها كتاباً لأهل مكة يتقرب به إليهم؛ ليحفظ في عياله، وكان له بها عيال، فأخبر جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذاك، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، فلحقاها، ففتشاها، فلم يقدرا على شيء منها، فأقبلا راجعين، فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا، ارجع بنا إليها؛ فرجعا إليها، فسلا سيفهما، فقالا: والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب، فأنكرت، ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبلاه منها، فحلت عقال رأسها، فأخرجت كتاباً من قرونها فدفعته إليهما، فرجعا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفعاه إليه، فبعث إلى الرجل، فقال: "ما هذا الكتاب؟ "، قال: أخبرك يا رسول الله: ليس من أحد معك إلا وله بمكة من يحفظه في عياله غيري، فكتبت هذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي، فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً
وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفاً للزبير بن العوام من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شهد بدراً، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب حاطب وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً والزبير، فقال لهما: انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب، فخذا الكتاب، فائتياني به؛ فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد، هي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلاً، فقالا لها: أعطينا الكتاب الذي معك، قالت: ليس معي كتاب، قالا: كذبت؛ قد حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن معك كتاباً، والله لتعطين الكتاب الذي معك؛ أو لا نترك عليك ثوباً إلا التمسنا فيه، قالت: أو لستم بناس مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حدثنا أن معك كتاباً، حتى إذا ظنت أنهما ملتمسان كل ثوب معها؛ حلت عقاصها، فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها كانت قد اعتقصت عليه، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاطباً، قال: "أنت كتبت هذا الكتاب؟ "، قال: نعم، قال: "فما حملك على أن تكتب به؟ "، قال حاطب: أما والله ¬
ما ارتبت -منذ أسلمت- في الله -عزّ وجلّ-، ولكني كنت امرأً غريباً فيكم أيها الحي من قريش وكان لي بنون وإخوة بمكة فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب؛ لكي أدفع عنهم، فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله! أضرب عنقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعه؛ فإنه قد شهد بدراً، وإنك لا تدري لعل الله اطّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئت؛ فإني غافر لكم ما عملتم"؛ فأنزل الله في ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} (¬1). * {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)}. * عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-؛ قالت: أتتني أمي راغبة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أصِلها؟ قال: نعم، قال ابن عيينة: فأنزل الله -تعالى- فيها: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: أن قتيلة بنت عبد العزى أرسلت إلى ابنتها أسماء بنت أبي بكر، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- طلقها في الجاهلية، فأرسلت إليها بهدايا فيها إقط وسمن، فأبت أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها؛ فأرسلت إلى عائشة لتسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لتدخلها بيتها، ولتقبل هديتها"، وأنزل الله -تبارك وتعالى-: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} (¬1). [ضعيف] * عن الزهري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل أبا سفيان بن حرب على بعض اليمن، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أقبل فلقي ذا الخمار مرتداً ¬
فقاتله، فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين، قال ابن شهاب: وهو فيمن أنزل الله فيه: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} (¬1). [ضعيف] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: أول من قاتل أهل الردة على إقامة دين الله أبو سفيان بن حرب، وفيه نزلت هذه الآية: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}؛ قال: كانت المودة التي جعل الله بينهم تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خال المؤمنين (¬3). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)}. * عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه؛ قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية، حتى إذا كانوا ببعض الطريق؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين"، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم ¬
بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيراً لقريش، وسار النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها؛ بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل. فألحت. فقالوا: خلأت القصواء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل"، ثم قال: "والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطبة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"، ثم زجرها فوثبت، قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضاً، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش، فانتزع سهماً من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه. فبينما هم كذلك؛ إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة -وكانوا عيبة نصح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة- فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية، ومعهم العود المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لم نجئ لقتال أحد؛ ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم؛ فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر؛ فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا؛ فقد جموا، كان هم أبوا؛ فوالذي نفسيم بيده، لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، ولينفذن الله أمره"، فقال بديل: سأبلّغهم ما تقول، قال: فانطلق حتى أتى قريشاً قال: إنّا جئناكم من هذا الرجل، وسمعناه يقول قولاً، فإن شئتم أن نعرضه عليكم؛ فعلنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرونا عنه بشيء، وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم! ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أوَلست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما بلحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن
أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتِهِ، قالوا: ائته، فأتاه، فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - نحواً من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمد! أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى؛ فإني والله لا أرى وجوهاً، وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات، أنحن نفِرّ عنه وندعه؟ فقال: من هذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده؛ لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها؛ لأجبتك، قال: وجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكلما تكلم أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخّر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قال: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر! ألست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمّا الإسلام؛ فأقبل، وأما المال؛ فلست منه في شيء"، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعينيه. قال: فوالله؛ ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم؛ فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم؛ ابتدروا أمره، وإذا توضأ؛ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا؛ خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت مليكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - محمداً، والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم؛ فدلك بها
وجهه وجلده، وإذا أمرهم؛ ابتدروا أمره، وإذا توضأ؛ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا؛ خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر؛ تعظيماً له، وإنه قد عرض عليكم خطبة رشد فاقبلوها، فقال رجل من كنانة: دعوني آتيه، فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا فلان، وهو من قوم يعظمون البدن؛ فابعثوها له"؛ فبعثت له، واستقبله الناس يلبون، فلما رأى ذلك؛ قال: سبحان الله! ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت، فلما رجع إلى أصحابه؛ قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت، فما أرى أن يصدوا عن البيت، فقام رجل منهم يقال له: مكرز بن حفص فقال: دعوني آته؛ فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مكرز، وهو رجل فاجر"، فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينما هو يكلمه؛ إذ جاء سهيل بن عمرو. قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة: أنه لما جاء سهيل بن عمرو؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد سهل لكم من أمركم"، قال معمر: قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فقال سهيل: أما الرحمن؛ فوالله ما أدري ما هي، ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب: باسمك اللهم"، ثم قال: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"؛ فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله؛ ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب: محمد بن عبد الله"، قال الزهري: وذلك بقوله: "لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به"، فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أُخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب، فقال سهيل:
وعلى أنه لا يأتيك منا رجل -وإن كان على دينك- إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟ فبينما هم كذلك؛ إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد! أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لم نقض الكتاب بعد"، قال: فوالله إذاً لم أصالحك على شيء أبداً، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأجزه لي"، قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: "بلى فافعل"، قال: ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبو جندل: أي معشر المسلمين! أُرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذاباً شديداً في الله، قال: فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ألست نبي الله حقاً؟! قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟! قال: "إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري"، قلت: أوَليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ "، قال: قلت: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به"، قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر! أليس هذا نبي الله حقاً؟! قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟! قال: أيها الرجل! إنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه؛ فوالله إنه على الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً، قال: فلما فرغ من قضية الكتاب؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "قوموا فانحروا ثم احلقوا"، قال: فوالله؛ ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم
منهم أحد؛ دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله! أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك؛ قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً؛ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً، ثم جاءه نسوة مؤمنات؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)}؛ فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية، ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله؛ إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيداً، فاستلّه الآخر فقال: أجل والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين راه: "لقد رأى هذا ذعراً"، فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله! قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم، ثم أنجاني الله منهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويل أمه! مسعر حرب لو كان له أحد"، فلما سمع ذلك؛ عرف أنه سيرده إليهم؛ فخرج حتى أتى سيف البحر، قال: وينفلت
منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم: لما أرسل فمن أتاه؛ فهو آمن، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)} حتى بلغ {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 24 - 26]: وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وحالوا بينهم وبين البيت (¬1). [صحيح] * عن الواقدي؛ قال: فخرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بآيات نزلت فيها، قالت: فكنت أول من هاجر إلى المدينة، فلما قدمت قدم أخي الوليد علي، فنسخ الله العقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين في شأني، ونزلت: {فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ} ثم أنكحني النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة، فقلت: أتزوجني بمولاك؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] ثم قتل زيد، فأرسل إليّ الزبير: احبسي علي نفسك، قلت: نعم؛ فنزلت: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} [البقرة: 235] (¬2). [باطل] ¬
* عن عبد الله بن أبي أحمد -رضي الله عنه-؛ قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة في الهدنة، فخرج أخواها عمارة والوليد أبناء عقبة حتى قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكلماه في أمر أم كلثوم أن يردها إليهما؛ فنقض الله - تعالى- العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء ومنعه أن يردهن إلى المشركين، فأنزل الله -عزّ وجلّ- آية الامتحان (¬1). [ضعيف جداً] * عن ابن شهاب؛ قال: كان المشركون قد شرطوا على رسول الله يوم الحديبية: أنه من جاء من قبلنا وإن كان على دينك؛ رددته إلينا، ومن جاءنا من قبلك؛ رددناه إليك، فكان يرد إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه، فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة؛ جاء أخواها يريدان أن يخرجاها ويرداها إليهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ ¬
عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا}؛ قال: هو الصداق، {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا}؛ قال: هي المرأة تسلم فيرد المسلمون صداقها إلى الكفار، وما طلق المسلمون من نساء الكفار عندهم فعليهم أن يردوا صداقهن إلى المشركين، فإن أمسكوا صداقاً من صداق المسلمين مما فارقوا من نساء الكفار؛ أمسك المسلمون صداق المسلمات اللاتي جئن من قبلهم (¬1). [ضعيف] * عن الزهري؛ قال: نزلت هذه الآية وهم بالحديبية، لما جاء النساء؛ أمره أن يرد الصداق إلى أزواجهن، وحكم على المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين أن يردوا الصداق إلى زوجها، فأما المؤمنون؛ فأقروا بحكم الله، وأما المشركون؛ فأبوا أن يقروا؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} إلى قوله: {مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا}؛ فأمر المؤمنون إذا ذهبت امرأة من المسلمين ولها زوج من المسلمين أن يرد إليه المسلمون صداق امرأته مما أمروا أن يردوا على المشركين (¬2). [ضعيف] * عن يزيد بن الأخنس -رضي الله عنه-: أنه لما أسلم معه جميع أهله إلا ¬
امرأة واحدة أبت أن تسلم؛ فأنزل الله: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)}؛ فقيل له: قد أنزل الله أنه فرق بينها وبين زوجها إلا أن تسلم، فضرب لها أجل سنة، فلما مضت السنة إلا يوماً؛ جلست تنظر الشمس حتى إذا دنت للغروب أسلمت (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أسلم عمر بن الخطاب وتأخرت امرأته في المشركين؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} يقول: إن أسلم رجل وأبت امرأته؛ فليتزوج إن شاء أربعاً سواها (¬2). * عن عكرمة؛ قال: يقال لها: ما جاء بك؟ عشق رجل منها، ولا فرار من زوجك، ما خرجت؛ إلا حباً لله ورسوله (¬3). [ضعيف] * عن مقاتل؛ قال: كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أهل مكة عهد شرط في أن يرد النساء، فجاءت امرأة تسمى سعيدة، وكانت تحت صيفي بن الراهب، وهو مشرك من أهل مكة، وطلبوا ردها؛ فأنزل الله: ¬
{إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: خرجت امرأة مهاجرة إلى المدينة، فقيل لها: ما أخرجك: بغضك لزوجك، أم أردت الله ورسوله؟ قالت: بل الله ورسوله؛ فأنزل الله: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ}، فإن تزوجها رجل من المسلمين؛ فليرد إلى زوجها الأول ما أنفق عليها (¬2). [ضعيف] * عن ابن شهاب؛ قال: بلغنا أن الممتحنة أنزلت في المدة التي ماد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفار قريش من أجل العهد الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كفار قريش في المدة، فكان يرد على كفار قريش ما أنفقوا على نسائهم اللاتي يسلمن ويهاجرن وبعولتهن كفار، ولو كانوا حرباً ليست بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبينهم مدة عهد؛ لم يردوا إليهم شيئاً مما أنفقوا، وقد حكم الله للمؤمنين على أهل المدة من الكفار بمثل ذلك الحكم، قال الله: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}؛ فطلق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- امرأته بنت أبي أمية بن المغيرة من بني مخزوم؛ فتزوجها معاوية بن أبي سفيان، وبنت جرول من خزاعة فزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي جهم بن حذيفة العدوي وجعل ذلك حكماً يحكم به بين المؤمنين وبين المشركين في مدة العهد التي كانت بينهم، فأقر المؤمنون بحكم الله؛ فأدوا ما أمروا به من نفقات المشركين التي أنفقوا على نسائهم، وأبى المشركون أن يقروا بحكم الله فيما فرض عليهم من أداء نفقات المسلمين؛ فقال الله: ¬
{وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)}؛ فإذا ذهبت بعد هذه الآية امرأة من أزواج المؤمنين إلى المشركين؛ رد المؤمنون إلى زوجها النفقة التي أنفق عليها من العقب الذي بأيديهم الذي أمروا أن يردوه إلى المشركين من نفقاتهم التي أنفقوا على أزواجهن اللاتي آمنّ وهاجرن، ثم ردوا إلى المشركين فضلاً إن كان لهم (¬1). [ضعيف] * عن يزيد بن أبي حبيب؛ أنه بلغه: أنها نزلت في أميمة بنت بشر امرأة أبي حسان الدحداحة (¬2). [ضعيف] * عن الحسن في قوله -تعالى-: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ}؛ قال: نزلت في امرأة الحكم بنت أبي سفيان، ارتدت فتزوجها رجل ثقفي، ولم ترتد امرأة من قريش غيرها، فأسلمت مع ثقيف حين أسلموا (¬3). [ضعيف] * عن إبراهيم النخعي في قوله -تعالى-: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}؛ قال: نزلت في المرأة من المسلمين تلحق بالمشركين؛ فتكفر؛ فلا يمسك زوجها بعصمتها، قد برئ منها (¬4). [ضعيف] ¬
* {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ}؛ قال: كيف يمتحن؟ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان عبد الله بن عمر وزيد بن الحارث يوادون رجالاً من يهود؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}. (¬2) [ضعيف] ¬
سورة الصف
سورة الصف. * {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}. * عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-؛ قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتذاكرنا؛ فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله؛ لعملناه؛ فأنزل الله -تعالى-: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}؛ قال عبد الله بن سلام: فقرأها علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلام، قال يحيى بن أبي كثير: فقرأها علينا أبو سلمة، قال الأوزاعي: فقرأها علينا ابن كثير (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}؛ قال: كان قوم يقولون: والله لو أنا نعلم ما أحب الأعمال إلى الله؛ لعملناه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- علي نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}؛ فدلهم على أحب الأعمال إليه (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي صالح السمان؛ قال: قالوا: لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله وأفضل؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا ¬
تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: قالوا: لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)} (¬2). * عن مجاهد في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)} نزلت في نفر من الأنصار؛ فيهم: عبد الله بن رواحة، قالوا في مجلس: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله؛ لعملنا بها حتى نموت؛ فأنزل الله -تعالى- هذا فيهم، فقال عبد الله بن رواحة: لا أزال حبيساً في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيداً (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الضحاك في قوله -تعالى-: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}: أنزل الله هذا في الرجل يقول في القتال ما لم يفعله من الضرب والطعن والقتل، قال الله -عزّ وجلّ-: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن مقاتل؛ قال: قال المؤمنون: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله؛ لعملناه؛ فدلهم على أحب الأعمال إليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}؛ فبين لهم، فابتلوا يوم أُحد بذلك؛ فولوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مدبرين؛ فأنزل الله في ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث السرية، فهذا رجعوا؛ كانوا يزيدون في الفعل، ويقولون: قاتلنا كذا وكذا وفعلنا كذا؛ فأنزل الله -تعالى- الآية (¬3). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)}. ¬
* عن سعيد بن جبير في قوله -تعالى-: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)}؛ قال: لما نزلت؛ قال المسلمون: لو علمنا ما هذه التجارة؛ لأعطينا فيها الأموال والأهلين؛ فبيّن لهم التجارة، فقال: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬1). [ضعيف] * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ لما أراد الله -عزّ وجلّ- أن يرفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء خرج على أصحابه وهم في بيت، اثنا عشر رجلاً، ورأسه يقطر ماء، فقال: أيكم يلقى شبهي عليه، فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سناً؛ فقال: أنا، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام الشاب؛ فقال: أنا، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم الثالثة، فقال الشاب: أنا؛ فقال عيسى -عليه السلام-: نعم؛ أنت، فألقى عليه شبه عيسى -عليه السلام-، ثم رفع عيسى من روزنة كانت في البيت إلى السماء، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشاب؛ للشبه؛ فقتلوه ثم صلبوه، فتفرقوا ثلاث فرق؛ فقالت فرقة: كان فينا الله -عزّ وجلّ- ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية، وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء [الله] ثم رفعه الله وهؤلاء النسطورية، وقالت طائفة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء [لله] ثم رفعه الله؛ [فهؤلاء] المسلمون؛ فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامساً؛ حتى بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله - ¬
عزّ وجلّ-: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}؛ يعني: الطائفة التي كفرت في زمان عيسى -عليه السلام-، والطائفة التي آمنت في زمان عيسى: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ} بإظهار محمد - صلى الله عليه وسلم - دينهم على دين الكفار {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (¬1). [حسن] ¬
سورة الجمعة
سورة الجمعة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الجمعة بالمدينة (¬1). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}. * عن ابن سيرين؛ قال: جمع أهل المدينة قبل أن يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبل أن تنزل الجمعة وهم الذين سموها الجمعة، فقالت الأنصار: لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى مثل ذلك؛ فهلم! فليجعل يوماً نجتمع ونذكر الله ونصلي ونشكره فيه -أو كما قالوا-، فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العروبة، وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة، فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ وذكرهم فسموه الجمعة، حتى اجتمعوا إليه فذبح أسعد بن زرارة لهم شاة فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة؛ وذلك لقلتهم؛ فأنزل الله في ذلك بعد ذلك: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن محمد بن كعب: أن رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانا يختلفان في تجارتهما إلى الشام، فربما قدما يوم الجمعة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب فيدعونه ويقومون فيما هم إلا بيعاً حتى تقام الصلاة؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}؛ قال: فحرم عليهم ما كان قبل ذلك (¬1). [ضعيف] * {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: بينما نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ أقبلت عير تحمل طعاماً، فالتفتوا إليها؛ حتى ما بقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا اثنا عشر رجلاً؛ فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، فقدم دحية بن خليفة يبيع سلعة له، فما بقي في المسجد أحد إلا خرج؛ إلا نفر والنبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأنزل الله -تعالى-: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي مالك؛ قال: قدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، فلما رأوه؛ قاموا إليه بالبقيع، خشوْا أن يسبقوا إليه؛ قال: فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن الحسن في قوله -تعالى-: {انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}: أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلا سعرهم، فقدمت عير والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، فسمعوا بها؛ فخرجوا إليها والنبي - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو اتبع آخرهم أولهم؛ التهب عليهم الوادي ناراً" (¬1). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الجمعة قبل الخطبة، مثل العيدين، حتى كان يوم الجمعة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، وقد صلى الجمعة، فدخل رجل؛ فقال: إن دحية بن خليفة قد قدم بتجارة، وكان دحية إذا قدم؛ تلقاه أهله بالدفاف، فخرج الناس ولم يظنوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شيء، فأنزل الله -تعالى-: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}؛ فقدّم النبي - صلى الله عليه وسلم - الخطبة يوم الجمعة وأخّر الصلاة (¬2). [ضعيف] * عن مقاتل بن حيان؛ أنه قال في هذه الآية: كان يخطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقوم يوم الجمعة قائماً، كان دحية الكلبي كان رجلاً تاجراً، وكان قبل أن يسلم إذا أقبل بتجارته إلى المدينة؛ خرج الناس ينظرون إلى ما جاء به فيشترون منه، فقدم ذات يوم المدينة ووافق الجمعة والناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وهو قائم يخطب، فاستقبل أهل دحية العير: ¬
دخلوا المدينة بالطبل واللهو؛ فذلك اللهو الذي ذكر الله، فسمع الناس في المسجد أن دحية قد نزل بتجارة عند أحجار الزيت؛ وهو مكان في سوق المدينة، وسمعوا أصواتاً فخرج عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته وإلى اللهو، وتركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائماً ليس معه كثير أحد؛ فبلغني -والله أعلم- أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات في كل مرة بعير تقدم من الشام للتجارة، وكان ذلك يوافق الجمعة، وبلغنا أن العدة التي بقيت في المسجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة قليلة؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "لولا هؤلاء"؛ يعني: هؤلاء الذين بقوا في المسجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ "لقصدت إليهم الحجارة من السماء"، ونزل: {قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: ذكر لنا أن نبي الله قام الجمعة فخطبهم ووعظهم وذكرهم، فقيل: جاءت عير؛ فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم، فقال: "كم أنتم؟ فعدوا أنفسكم"؛ فإذا اثنا عشر رجلاً وامرأة، ثم قام الجمعة الثانية فخطبهم ووعظهم وذكرهم، فقيل: جاءت عير، فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم، فقال: "كم أنتم؟ فعدوا أنفسكم"؛ فإذا اثنا عشر رجلاً وامرأة، فقال: "والذي نفس محمد بيده؛ لو اتبع آخركم أولكم؛ لالتهب الوادي عليكم ناراً"، وأنزل الله فيها: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن السدي في قوله -تعالى-: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}؛ قال: جاء دحية الكلبي بتجارة والنبي - صلى الله عليه وسلم - قائم في الصلاة يوم الجمعة؛ فتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرجوا إليه؛ فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)} (¬1) [ضعيف] ¬
سورة المنافقون
سورة المنافقون. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة المنافقين بالمدينة (¬1). * {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}. * عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-؛ قال: كنت في غزاة، فسمعت عبد الله بن أُبيّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله؛ حتى ينفضوا من حوله، ¬
ولئن رجعنا من عنده؛ ليخرجن الأعز منها الأذل؛ فذكرت ذلك لعمي أو لعمر فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فدعاني؛ فحدثته، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد الله بن أُبيّ وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدقه؛ فأصابني هَمّ لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقتك؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}؛ فبعث إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ، فقال: "إن الله قد صدقك يا زيد! " (¬1). [صحيح] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}؛ قال: نزلت هذه الآية بعد الآية التي في سورة التوبة: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زيادة على سبعين مرة"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن قتادة في قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ} الآية كلها قرأها إلى {الْفَاسِقِينَ}: أنزلت في عبد الله بن أُبيّ، وذلك أن غلاماً من قرابته انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثه بحديث عنه وأمر شديد، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا هو يحلف ويتبرأ من ذلك، وأقبلت الأنصار على ذلك الغلام فلاموه وعذلوه، وقيل لعبد الله: لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يلوي رأسه؛ أي: لست فاعلاً، وكذب عليّ؛ فأنزل الله ما تسمعون (¬2). [ضعيف] ¬
* وعن قتادة؛ قال: قال له قومه: لو أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستغفر لك؛ فجعل يلوي رأسه؛ فنزلت فيه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ} (¬1). [ضعيف] * وعن قتادة؛ قال: اقتتل رجلان: أحدهما من جهينة، والآخر من غفار، وكانت جهينة حليف الأنصار فظهر عليه الغفاري، فقال رجل منهم عظيم النفاق: عليكم صاحبكم، عليكم صاحبكم؛ فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، أما والله؛ لئن رجعنا إلى المدينة؛ ليخرجن الأعز منها الأذل، وهم في سفر، فجاء رجل ممن سمعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ذلك، فقال عمر: مر معاذاً يضرب عنقه، فقال: "والله لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه"، فنزلت: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} وقوله: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (¬2). [ضعيف] * عن الحسن: أن غلاماً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إني سمعت عبد الله بن أُبيّ يقول كذا وكذا، قال: "فلعلك غضبت عليه؟ "، قال: لا، والله لقد سمعته يقول، قال: "فلعلك أخطأ سمعك؟ "، قال: لا، والله يا نبي الله! لقد سمعته يقوله، قال: "فلعله شبه عليك؟ "، قال: لا والله، قال: فأنزل الله تصديقاً للغلام: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ¬
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}؛ فأخذ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأذن الغلام، فقال: "وعت أذنك، وعت أذنك يا غلام! " (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأزيدن على السبعين"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)} الآية (¬2). [ضعيف] * عن عروة؛ قال: لما نزلت: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأزيدن على السبعين"؛ فأنزل الله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ} الآية (¬3). [ضعيف] * عن مجاهد في قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ}؛ قال: عبد الله بن أُبيّ قيل له: تعال ليستغفر لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فلوى رأسه، وقال: ماذا قلت؟ (¬4). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نزل منزلاً في السفر لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك؛ نزل منزلاً، فقال عبد الله بن أُبيّ: لئن رجعنا إلى المدينة؛ ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فارتحل ولم يصل، فذكروا ذلك له؛ فذكر قصة ابن أُبيّ، ونزل القرآن: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ}، وجاء عبد الله بن أُبيّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يلوي رأسه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} في عسيف لعمر بن الخطاب (¬2). ¬
سورة التغابن
سورة التغابن. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة التغابن بالمدينة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة التغابن بمكة إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي، شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جفاء أهله وولده؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} إلى آخر السورة (¬2). * {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وسأله رجل عن هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}؛ قال: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أزواجهم وأولادهم ¬
أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ رأوا الناس قد فقهوا في الدين؛ هموا أن يعاقبوهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)} (¬1). [ضعيف] * عن عكرمة في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}؛ قال: كان الرجل يريد أن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول له أهله: أين تذهب وتدعنا؟ قال: وإذا أسلم وفقه؛ قال: لأرجعن إلى الذين كانوا ينهون عن هذا الأمر فلأفعلن ولأفعلن؛ فأنزل الله -جلّ ثناؤه-: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}: كان الرجل إذا أراد أن يهاجر من مكة إلى المدينة تمنعه زوجته وولده ولم يألوا يثبطوه عن ذلك، فقال الله: إنهم عدو لكم فاحذروهم واسمعوا وأطيعوا وامضوا لشأنكم، فكان الرجل بعد ذلك إذا منع وثبط؛ مر بأهله وأقسم، والقسم يمين: ليفعلن وليعاقبن أهله في ذلك؛ فقال الله -جلّ ثناؤه-: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عطاء بن يسار؛ قال: نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}: نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد، فكان إذا أراد الغزو؛ بكوا إليه ورققوه، فقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق ويقيم؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} الآية كلها بالمدينة في عوف بن مالك وبقية الآيات (¬2). [ضعيف جداً] * عن إسماعيل بن أبي خالد في قوله: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ}؛ قال: كان الرجل يسلم؛ فيلومه أهله وبنوه؛ فنزلت {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} (¬3). ¬
* {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}. * عن سعيد بن جبير في قوله -تعالى-: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}؛ قال: لما نزلت هذه الآية؛ اشتد على القوم العمل؛ فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية تخفيفاً على المسلمين: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}؛ فنسخت الآية الأولى (¬1). [ضعيف] * عن قتادة: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}؛ قال: هي رخصة من الله، كان الله قد أنزل في سورة آل عمران: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]، وحق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، ثم خفف عن عباده؛ فأنزل الرخصة: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}؛ قال: والسمع ¬
والطاعة فيما استطعت يا ابن آدم عليها، بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على السمع والطاعة فيما استطاعوا (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الطلاق
سورة الطلاق. عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الطلاق بالمدينة (¬1). * {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة، فأتت أهلها؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}؛ فقيل له: راجعها؛ فإنها صوامة قوامة وهي من أزواجك ونسائك في الجنة (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة، ثم نكح امرأة من مزينة، فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! ما يغني عني إلا ما تغني هذه الشعرة -لشعرة أخذتها من رأسها- وأخذت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمية عند ذلك؛ فدعا ركانة وإخوته، ثم قال لجلسائه: "أترون كذا من كذا؟ "، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد يزيد: "طلقها"؛ ففعل، فقال لأبي ركانة: "ارتجعها"، فقال: يا رسول الله! إني طلقتها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد علمت ذلك، فارتجعها"؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق عمر فذكر ذلك له فقال: "مره؛ فليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم يطلقها إن بدا له"؛ فأنزل الله عند ذلك: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}، قال أبو الزبير: هكذا سمعت ابن عمر يقرأها (¬1). * عن مقاتل بن حيان؛ قال: بلغنا في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} أنها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص وطفيل بن الحارث وعمرو بن سعيد بن العاص (¬2). [ضعيف] عن ابن سيرين في قوله -تعالى-: {لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}؛ ¬
قال: في حفصة بنت عمر فطلقها النبي - صلى الله عليه وسلم - واحدة؛ فنزلت: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} إلى قوله: {يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}؛ قال: فراجعها (¬1). [ضعيف] * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} في رجل من أشجع كان فقيراً، خفيف ذات اليد، كثير العيال، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله؛ فقال له: "اتق الله واصبر"، فرجع إلى أصحابه، فقالوا: ما أعطاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما أعطاني شيئاً، وقال لي: "اتق الله واصبر"، فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء ابن له بغنم له كان العدو أصابوه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عنها وأخبره خبرها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلْها"؛ فنزلت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}؛ قال: نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الأشجعي، وكان المشركون أسروه وأوثقوه وأجاعوه، فكتب إلى أبيه: أن ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأعلمه ما أنا فيه من الضيق والشدة، فلما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب إليه وأخبره ومره بالتقوى والتوكل على الله، وأن يقول عند صباحه ومسائه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} [التوبة: 128] "، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)} [التوبة: 129] "، فلما ورد عليه الكتاب؛ قرأه؛ فأطلق الله وثاقه، فمر بواديهم التي ترعى فيه إبلهم وغنمهم فاستاقها فجاء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني اغتلتهم بعدما أطلق الله وثاقي، فحلال هي أم حرام؟ قال: "بل هي حلال، وإذا شئنا خمسنا"؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ} من الشدة والرخاء {قَدْرًا}؛ يعني: أجلاً، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه، أو عند موج يخاف الغرق، أو عند سبع؛ لم يضره شيء من ذلك (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء عوف بن مالك الأشجعي، فقال: يا رسول الله! إن ابني أسره العدو، وجزعت أمه؛ فما ¬
تأمرني؟ قال: "آمرك وإياها أن تستكثرا من: لا حول ولا قوة إلا بالله"، فقالت المرأة: نِعْمَ ما أمرك فجعلا يكثران منها، فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم، فجاء بها إلى أبيه؛ فنزلت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (¬1). * عن محمد بن إسحاق مولى أبي قيس بن مخرمة؛ قال: جاء مالك الأشجعي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: أسر ابن عوف، فقال له: "أرسل إليه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تستكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله"، وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه، فخرج؛ فإذا هو بناقة لهم، فركبها فأقبل، فإذا بسرح للقوم الذين كانوا أسروه، فصاح بها فأتبع آخرها أولها فلم يفجأ أبويه إلا هو ينادي بالباب، فأتى أبوه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره؛ فنزلت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن ابني أسره العدو وجزعت أمه؛ فما تأمرني؟ قال: "آمرك وإياها أن تستكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"؛ فانصرف إليها، فقالت: ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "أمرني وإياك أن نستكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، فجعلا يقولان ذلك، فأتى بها إلى أبيه؛ فنزلت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (¬3). [موضوع] ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ فقال: أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (¬1). * {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}. * عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-؛ أنه قال: يا رسول الله! إن عِدداً من عدد النساء لم تذكر في الكتاب: الصغار، والكبار، وأولات الأحمال؛ فأنزل الله: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن إسماعيل بن أبي خالد؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}؛ سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله! أرأيت التي لم تحض والتي قد يئست من المحيض، فاختلفوا فيها؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} يقول: إن شككتم فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائي لم يحضن بمنزلتهن، وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن (¬1). ¬
سورة التحريم
سورة التحريم. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة التحريم بالمدينة (¬1). * {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها، فواطأت أنا وحفصة عن أيّتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مَغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: "لا، ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب ابنةِ جحش فلن أعودَ له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً" (¬2). [صحيح] عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له أَمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)} (¬3). [صحيح] ¬
* عن عمر -رضي الله عنه-؛ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحفصة: "لا تخبري أحداً، وإن أم إبراهيم عليّ حرام"؛ فقالت: أتحرم ما أحل الله لك؟ قال: "فوالله لا أقربها"، قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، قال: فأنزل الله -تعالى-: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب عند سودة من العسل، فدخل على عائشة، فقالت: إني أجد منك ريحاً، ثم دخل على حفصة، فقالت: إني أجد منك ريحاً، فقال: "إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربُه"؛ فنزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ ¬
لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)} (¬1). * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمارية القبطية سريته بيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله! في بيتي من [بين] بيوت نسائك؟ قال: "فإنها عليّ حرام أن أمسها يا حفصة! واكتمي هذا عليّ"، فخرجت حتى أتت عائشة، فقالت: يا بنت أبي بكر! ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، فقلت: يا رسول الله! في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وبي تفعل هذا من بين نسائك؟ فكان أول السرور أن حرمها على نفسه، ثم قال لي: "يا حفصة! ألا أبشرك؟ "، فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله! فأعلمني أن أباك يلي الأمر من بعده، وأن أبي يليه بعد أبيك، وقد استكتمني ذلك؛ فاكتميه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} أي: من مارية {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}؛ أي: حفصة {وَأللهُ غَفُور رَّحِيم}؛ أي: لما كان منك {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً}؛ يعني: حفصة {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ}؛ يعني: عائشة {وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ}؛ أي: بالقرآن {عَرَّفَ بَعْضَهُ} ¬
عرف حفصة ما أظهرت من أمر مارية {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} عما أخبرت به من أمر أبي بكر، وعمر، فلم يثربه عليها {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} ثم أقبل عليها يعاتبها، فقال: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}؛ يعني: أبا بكر وعمر {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}؛ فوعده من الثيبات: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وأخت نوح، ومن الأبكار: مريم بنت عمران وأخت موسى -عليه السلام- (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في سُريّته (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في المرأة التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قول الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً}؛ قال: دخلت حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها وهو يطأ مارية، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة؛ فإن أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - يطأ مارية، وأخبرتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرها: "أن أبا بكر يلي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويلي عمر من بعده"، فقالت عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ¬
من أنبأك هذا؟ قال: "نبأني العلم الخبير"، فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية؛ فحرمها؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن رافع؛ قال: سألت أم سلمة عن هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}؛ قالت: كانت عندي عكة من عسل أبيض يجرس نحله الضرو، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلعق منها وكان يحبه، فقالت له عائشة: نحلها تجرس عرفطاً؛ فحرمها؛ فنزلت هذه الآية (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: خرجت حفصة من بيتها، وكان يوم عائشة، فدخل رسول الله بجاريته وهي مخمر وجهها، فقالت حفصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إني قد رأيت ما صنعت، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فاكتمي عني، وهي حرام"، فانطلقت حفصة إلى عائشة؛ فأخبرتها وبشرتها بتحريم القبطية فتسلم لهن أيامهن؛ فأنزل الله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ ¬
أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ}؛ يعني: حفصة وعائشة {فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} الآية، فتركهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعاً وعشرين ليلة، ثم نزل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}؛ فأمر؛ فكفر يمينه، وحبس نساءه عليه (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}؛ فكنت أهابه، حتى حججنا معه حجة، فقلت: لئن لم أسأله في هذه الحجة؛ لا أسأله، فلما قضينا حجنا؛ أدركناه وهو ببطن مرو قد تخلف لبعض حاجته، فقال: مرحباً يا ابن عم رسول الله، ما حاجتك؟ قلت: شيء كنت أريد أن أسألك عنه يا أمير المؤمنين؛ فكنت أهابك، فقال: سلني عم شئت؛ فإنا لم نكن نعلم شيئاً حتى تعلمنا؛ فقلت: أخبرني عن قول الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} من هما؟ فقال: لا تسأل أحداً أعلم بذلك مني. كنا بمكة لا تكلم أحدنا امرأته، إنما هن خادم البيت، فإذا كان له حاجة؛ سفع برجليها فقضى منها حاجته، فلما قدمنا المدينة؛ تعلمن من نساء الأنصار، فجعلن يكلمننا ويراجعننا، وإني أمرت غلماناً لي ببعض الحاجة، فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا، فقمت إليها بقضيب؛ فضربتها به، فقالت: يا عجباً لك يا ابن الخطاب! تريد ألا تكلم؛ فإن ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلمنه نساؤه، فخرجت فدخلت على حفصة، فقلت: يا بنية! انظري، لا تكلمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء، ولا تسأليه؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس عنده دنانير ولا دراهم يعطيكهن، فما كانت لك من حاجة -حتى دهن رأسك-؛ فسليني. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح جلس في مصلاه، وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس، ثم دخل على نسائه امرأة امرأة، يسلم عليهن، ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها، وإنها أهديت لحفصة بنت عمر عكة عسل من الطائف -أو من مكة- فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل عليها يسلم؛ حبسته حتى تلعقه منها -أو تسقيه منها-، وإن عائشة أنكرت احتباسه عندها، فقالت لجويرية عندها حبشية -يقال لها: خضراء-: إذا دخل على حفصة فادخلي عليها؛ فانظري ما يصنع فأخبرتها الجارية ما يصنع بشأن العسل، فأرسل عائشة إلى صواحبها فأخبرتهن، وقالت: إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير، ثم إنه دخل على عائشة، فقالت: يا رسول الله! أطعمت شيئاً منذ اليوم؟ فإني أجد منك ريح مغافير، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد شيء عليه أن يوجد منه ريح شيء، فقال: "هو عسل، والله لا أطعمه أبداً". حتى إذا كان يوم حفصة، قالت: يا رسول الله! إن لي حاجة إلى أبي، إن نفقة لي عنده، فائذن لي أن آتيه، فأذن لها، ثم إنه أرسل إلى مارية جاريته، فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها، فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقاً، فجلست عند الباب، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو فزع، ووجهه يقطر عرقاً، وحفصة تبكي، فقال: "ما يبكيك؟ "، فقالت: إنما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها على فراشي، ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن، أما والله؛ ما يحل لك هذا يا رسول الله! فقال: "والله ما صدقت، أليس هي جاريتي قد أحلها الله لي؟ أشهدك أنها عليّ حرام، ألتمس بذلك رضاك، انظري ألا تخبري بهذا امرأة منهن؛ فهي عندك أمانة"، فلما
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة، فقالت: إلا أبشري، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حرم أمته وقد أراحنا الله منها. فقالت عائشة: أما والله لقد كان يريبني أنه يقيل من أجلها؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}؛ فهي عائشة وحفصة، وزعموا أنهما كانتا لا تكتم إحداهما الأخرى شيئاً. وكان لي أخ من الأنصار إذا حضرت وغاب في بعض ضيعته حدثته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [و] إذا غبت في بعض ضيعتي حدثني، فأتاني يوماً وقد كنا نتخوف جبلة بن الأيهم الغساني فقال: ما دريت ما كان؟ فقلت: وما ذاك، لعل جبلة بن الأيهم الغساني يذكر؟ فقال: لا، ولكنه أشد من ذلك، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الصبح فلم يجلس كما كان يجلس، ولم يدخل على أزواجه كما كان يصنع، وقد اعتزل في مشربته، وقد تركت الناس يموجون، ولا يدرون ما شأنه؟ فأتيت والناس في المسجد يموجون ولا يدرون، فقلت: يا أيها الناس! كما أنتم. ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مشربته قد جعلت له عجلة فرقي عليها، فقلت لغلام [له] أسود -وكان يحجبه-: استأذن لعمر بن الخطاب، فاستأذن لي فدخلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مشربته، فيها حصير وأُهب معلقة، وقد أفضى بجنبه إلى الحصير، فأثر الحصير في جنبه، وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفاً، فلما رأيته؛ بكيت، فقال: "ما يبكيك؟ "، قلت: يا رسول الله! فارس والروم يضطجع أحدهم في الديباج والحرير، فقال: "إنهم عجلت لهم طيباتهم في الدنيا، والآخرة لنا"، ثم قلت: يا رسول الله! ما شأنك؟ فإني قد تركت الناس يموج بعضهم في بعض، فعن خبر أتاك اعتزلتهن؟ فقال: "لا؛ ولكن بيني وبين أزواجي شيء، فأقسمت ألا أدخل عليهن شهراً"، ثم خرجت على الناس، فقلت: يا أيها الناس! ارجعوا؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بينه وبين أزواجه شيء فأحب أن يعتزل. ثم دخلت على حفصة، فقلت: يا بنية! أتكلمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وتغيظين وتغارين عليه؟ فقالت: لا أكلمه بعد بشيء يكرهه، ثم دخلت على أم سلمة -وكانت خالتي-، فقلت لها كما قلت لحفصة، فقالت: عجباً لك يا عمر بن الخطاب! كل شيء تكلمت فيه حتى تريد أن تدخل بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وبين أزواجه! وما يمنعنا أن نغار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأزواجكم يغرن عليكم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)} [الأحزاب: 28] حتى فرغ من الآية (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} إلى قوله: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}؛ قال: كانت حفصة وعائشة متحابتين، وكانتا زوجتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذهبت حفصة إلى أبيها فتحدثت عنده، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة، فرجعت حفصة فوجدتهما في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة، فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاريته، ودخلت حفصة، فقالت: قد رأيت من كان عندك، والله لقد سئتني؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله لأرضينك؛ فإني مسرّ إليك سراً فاحفظيه"، قالت: ما ¬
هو؟ قال: "إني أشهدك أن سريتي هذه عليّ حرام؛ رضاً لك"، وكانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرت إليها أن أبشري: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم عليه فتاته، فلما أخبرت بسر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أظهر الله -عزّ وجلّ- النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله على رسوله لما تظاهرتا عليه: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} إلى قوله: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قلت لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: من المرأتان؟ قال: عائشة وحفصة، وكان بدء الحديث في شأن أم إبراهيم القبطية أصابها النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت حفصة في يومها، فوجدته حفصة؛ فقالت: يا نبي الله! لقد جئت إليَّ شيئاً ما جئت إلى أحد من أزواجك بمثله؛ في يومي وفي دوري وعلى فراشي! قال: "ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها"، قالت: بلى، فحرمها، وقال: "لا تذكري ذلك لأحد"، فذكرته لعائشة فأظهره الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} الآيات كلها، فبلغنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كفر يمينه وأصاب جاريته (¬2). [ضعيف] ¬
* عن زيد بن أسلم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرّم أم إبراهيم، فقال: "هي عليّ حرام"، قال: "والله لا أقربها"، قال: فنزل: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}. قال مالك بن أنس: فالحرام حلال في الإماء؛ إذا قال الرجل لجاريته: أنت عليّ حرام؛ فليس بشيء، وإذا قال: والله لا أقربك، فعليه كفارة (¬1). [ضعيف جداً] * عن مسروق؛ قال: آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أَمته وحرّمها؛ فأنزل الله في الإيلاء: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}؛ وأنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}؛ فالحرام ها هنا حلال (¬2). [ضعيف] ¬
* عن محمد بن جبير بن مطعم؛ قال: خرجت حفصة من بيتها؛ فبعث رسول الله إلى جاريته فجاءته في بيت حفصة، فدخلت عليه حفصة وهي معه في بيتها، فقالت: يا رسول الله! في بيتي وفي يومي وعلى فراشي؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسكتي، ذلك الله لا أقربها أبداً، ولا تذكريه"؛ فذهبت حفصة فأخبرت عائشة؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} فكان ذلك التحريم حلالاً، ثم قال: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}؛ فكفّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه حين آلى، ثم قال: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً}؛ يعني: حفصة، {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} حين أخبرت عائشة، {وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ}؛ يعني: حفصة لما أخبره الله؛ قالت حفصة: من أنبأك هذا؟ قال: نبأني العليم الخبير، {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}؛ يعني: حفصة وعائشة، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} لعائشة وحفصة، {فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ} الآية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنا بداخل عليكن شهرا" (¬1). [ضعيف جداً] ¬
* عن عروة بن الزبير؛ قال: انطلقت حفصة إلى أبيها تحدث عنده، وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مارية فظل معها في بيت حفصة وضاجعها، فرجعت حفصة من عند أبيها وأبصرتهما؛ فغارت غيرة شديدة، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرج سريته فدخلت حفصة، فقالت: قد رأيت ما كان عندك وقد سؤتني، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإني والله لأرضيك، إني مسر إليك سراً فأخفيه لي"، فقالت: ما هو؟ قال: "أشهدك أن سريتي عليّ حرام"؛ يريد بذلك: رضا حفصة، وكانت حفصة وعائشة قد تظاهرتا على نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فانطلقت حفصة فحدثت عائشة، فقالت لها: أبشري؛ فإن الله حرم على رسوله وليدته، فلما أخبرت بسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} إلى قوله: {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (¬1). [ضعيف جداً] * عن الضحاك يقول في قوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتاة فغشيها فبصرت به حفصة، وكان اليوم يوم عائشة، وكانتا متظاهرتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتمي عليّ ولا تذكري لعائشة ما رأيت"؛ فذكرت حفصة لعائشة؛ فغضبت عائشة، فلم تزل بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى حلف أن لا يقربها أبداً؛ فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يكفر يمينه ويأتي جاريته (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}؛ فأحل يمينه وأنفق عليه (¬1). [ضعيف جداً] * {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}. * عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم-؛ قالا: نزلت: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} في أبي بكر وعمر (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: نزلت في عمر بن الخطاب خاصة (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: وجدت حفصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أم إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي عليّ حرام إن قربتها"؛ فأخبرت عائشة بذلك، فأعلم الله رسوله ذلك، فعرّف حفصة بعض ما قالت، فقالت له: من أخبرك؟ قال: نبأني العلم الخبير، فآلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه شهراً؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)} الآية (¬2). [ضعيف جداً] * {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: حدثني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ قال: لما اعتزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه؛ قال: دخلت المسجد، فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون: طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأعلمن ذلك اليوم، قال: فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنت أبي بكر! أقد بلغ من شأنك أن تؤذي ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: ما لي وما لك يا ابن الخطاب؟! عليك بعيبتك، قال: فدخلت على حفصة بنت عمر؛ فقلت لها: يا حفصة! أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ والله؛ لقد علمت أن رسول الله لا يحبك، ولولا أنا؛ لطلقك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: هو في خزانته في المشربة؛ فدخلت، فإذا أنا برباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعداً على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينحدر، فناديت: يا رباح! استأذن لي عندك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إليّ فلم يقل شيئاً. ثم قلت: يا رباح! استأذن لي عندك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إليَّ فلم يقل شيئاً. ثم رفعت صوتي؛ فقلت: يا رباح! استأذن لي عندك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإني أظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظن أني جئت من أجل حفصة، والله؛ لئن أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضرب عنقها؛ لأضربن عنقها، ورفعت صوتي، فأومأ إليّ أن ارقه، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على حصير فجلست، فأدنى عليه إزاره، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظاً في ناحية الغرفة، وإذا أفيق معلق، قال: فابتدرت عيناي، قال: "ما يبكيك يا ابن الخطاب؟! "، قلت: يا نبي الله! ومالي لا أبكي؟ وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصفوته، وهذه خزانتك؛ فقال: "يا ابن الخطاب! ألا ترى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ "، قلت: بلى، قال: ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت: يا رسول الله! ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن؛ فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك، وقلما
تكلمت -وأحمد الله- بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، ونزلت هذه الآية: آية التخيير: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}. وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! أطلقتهن؟ قال: "لا"، قلت: يا رسول الله! إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون: طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، أفأنزل؛ فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال: "نعم إن شئت"، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه، وحتى كشر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغراً، ثم نزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلت، فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله! إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين، قال: "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين"، فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه؛ ونزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]؛ فكنت أنا استنبطت ذا الأمر وأنزل الله -عزّ وجلّ- آية التخيير (¬1). [صحيح] ¬
سورة تبارك
سورة تبارك. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت بمكة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (¬1). ¬
سورة القلم
سورة القلم. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {ن وَالْقَلَمِ} بمكة (¬1). * {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}. * عن ابن جريج؛ قال: كانوا يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه لمجنون به شيطان؛ فنزلت: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} (¬2). [ضعيف] * عن عائشة -رضي الله عنهما-؛ قالت: ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: "لبيك"؛ ولذلك أنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)}؛ قال: رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشاة (¬1). [صحيح] * عن السدي في قوله -تعالى-: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)}؛ قال: نزلت في الأخنس بن شريق (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: هو الأسود بن عبد يغوث (¬3). [ضعيف] * عن أبي عثمان النهدي؛ قال: قال مروان بن الحكم لما بايع الناس ليزيد: سنة أبي بكر وعمر؛ فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: إنها ليست بسنة أبي بكر وعمر، ولكنها سنة هرقل، فقال مروان: هذا الذي أنزلت فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17]، قال: فَسَمِعَتْ ذلك عائشة، فقالت: إنها لم تنزل في عبد الرحمن، ولكن نزلت في أبيك: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)} (¬4). ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ يعني: الأسود بن عبد يغوث (¬1). [ضعيف جداً] * عن الشعبي؛ قال: هو رجل من ثقيف يقال له: الأخنس بن شريق (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}؛ قال: نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)}، قال: فلم نعرفه حتى نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}، قال: فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة (¬3). [حسن] * {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}. * عن ابن جريج: أن أبا جهل قال يوم بدر: خذوهم أخذاً فاربطوهم في الحبال ولا تقتلوا منهم أحداً؛ فنزلت: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ}، يقول: في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة (¬4). [ضعيف] ¬
سورة الحاقة
سورة الحاقة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الحاقة بمكة (¬1). * {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}. * عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-؛ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي: "يا علي! إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وأن تعي، وحق على الله أن تعي"؛ قال: فنزلت: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن علي -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا علي! إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي"؛ وأنزل هذه الآية: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} (¬1). ¬
سورة المعارج
سورة المعارج. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {سَأَل} بمكة (¬1). * {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال فى قوله: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}: هو النضر بن الحارث بن كلدة (¬2). [حسن] * عن السدي في قوله -تعالى-: {سَأَلَ سَائِلٌ}؛ قال: نزلت بمكة في النضر بن الحارث، وقد قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، ¬
الآية، وكان عذابه يوم بدر (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج في قوله -تعالى-: {بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}؛ قال: يقع في الآخرة قولهم في الدنيا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، هو النضر بن الحارث (¬2). [ضعيف] * عن الحسن؛ قال: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}، فقال الناس: على من يقع العذاب؟ فأنزل الله -تعالى-: {لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)} (¬3). [ضعيف] * {وَالَّذِينَ في أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}. * عن الحسن بن محمد: أن قوماً في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابوا غنيمة، فجاء قوم لم يشهدوا الغنائم؛ فنزلت: {وَالَّذِينَ في أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} (¬4). [ضعيف] ¬
سورة نوح
سورة نوح. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة نوح بمكة (¬1). ¬
سورة الجن
سورة الجن. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الجن بمكة (¬1). * {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب؛ فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأُرسلت علينا الشهب، قال: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث؛ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها؛ ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء؟ قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما ¬
سمعوا القرآن؛ تسمّعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم؛ فقالو: يا قومنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2)}؛ وأنزل الله -عزّ وجلّ- على نبيه: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وإنما أوحى إليه قول الجن (¬1). [صحيح] * عن كردم بن أبي السائب؛ قال: خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة، وذلك أول ما ذكر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل؛ جاء الذئب فأخذ حَمَلاً من غنمه، فقال الراعي: يا عامر الوادي! أنا جارك، قال: فسمعنا قائلاً لا نراه، يقول: يا سرحان! أرسله، قال: فجاء الحمل يشتد حتى دخل الغنم، ولم يصبه كدمة، قال: وأنزل الله -عزّ وجلّ- على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
* عن أبي رجاء العطاردي؛ قال: بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رعيتُ على أهلي كفيت مهنتهم، فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ خرجنا هُراباً فأتينا على فلاة من الأرض، وكنا إذا أمسينا بمثلها، قال شيخنا: إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة، فقلنا ذاك، قال: فذكر حديثاً طويلاً، قال أبو رجاء: فقيل لنا: إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فمن أقرّ بها؛ أمِن على دمه وماله، فرجعنا فدخلنا في الإِسلام، قال: وربما قال أبو رجاء: إني لأرى هذه الآية نزلت فيّ وفي أصحابي: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} (¬1). [ضعيف] * عن سهل بن عبد الله؛ قال: كنت في ناحية ديار عاد؛ إذ رأيت مدينة من حجر منقورة في وسطها قصر من حجارة يأويه الجن فدخلت، فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة، فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته، فسلمت عليه؛ فرد عليّ السلام، وقال: ومطاعم السحت، وإن هذه الجبة عليَّ منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى ومحمد -عليهما السلام- فآمنت بهما، فقلت: ومن أنت؟ قال: أنا من الذين نزلت فيهم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}؛ قال: ¬
كانوا من حسن نصيبين (¬1). [منكر] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رجلاً من بني تميم كان جريئاً على الليل والرجال، وأنه سار ليلة فنزل في أرض مجنة، فاستوحش، فعقل راحلته، ثم توسد ذراعيها وقال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر أهله، فأجاره شيخ منهم، وكان منهم شاب وكان سيداً في الجن، فغضب الشاب لما أجاره الشيخ، فأخذ حربة له قد سقاها السم لينحر ناقة الرجل بها، فتلقاه الشيخ دون الناقة فقال: [] يا مالك بن مهلهل ... مهلاً فذلك محجري وإزاري عن ناقة الإنسان لا تعرض لها ... واختر إذا ورد المها أثواري إني ضمنت له سلامة رحله ... فاكفف يمينك راشداً عن جاري ولقد أتيت على ما لم أحتسب ... إلا رعيت قرابتي وجواري تسعى إليه بحربة مسمومة ... أفّ لقربك يا أبا اليقطاري لولا الحياء وأن أهلك جيرة ... لتمزقتك بقوة أظفاري فقال له الفتى: أتريد أن تعلو وتخفض ذكرنا ... في غير مزية أبا العزار متنحلاً أمراً لغيرك فضله ... فارحل فإن المجد للمرار من كان منكم سيداً فيما مضى ... إن الخيار هم بنو الأخيار فاقصد لقصدك يا معيكر إنما ... كان المجير مهلهل بن وبار فقال الشيخ: صدقت، كان أبوك سيدنا وأفضلنا، دع هذا الرجل لا أنازعك بعده أحداً، فتركه، فأتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقص عليه القصة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أصاب أحداً منكم وحشة، أو نزل بأرض ¬
مجنة؛ فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن فتن الليل، ومن طوارق النهار؛ إلا طارقاً يطرق بخير"؛ فأنزل الله في ذلك: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} (¬1). * عن سعيد بن جبير: أن رجلاً من بني تميم يقال له: رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه، قال: إني لأسير برمل عالج ذات ليلة؛ إذ غلبني النوم؛ فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي، فقلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن، فرأيت في منامي رجلاً بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعاً فنظرت يميناً وشمالاً فلم أر شيئاً، فقلت: هذا حلم، ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت؛ فرأيت ناقتي تضطرب والتفت، وإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفعه عنه، فبينما هما يتنازعان؛ إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى: قم فخذ أيتها شئت فداء لناقة جاري الإنسي، فقام الفتى، فأخذ منها ثوراً وانصرف ثم التفت إليّ الشيخ، وقال: يا هذا إذا نزلت وادياً من الأودية فخفت هوله؛ فقل: أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن؛ فقد بطل أمرها، قال: فقلت له: ومن محمد هذا؟ قال: نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين، قلت: فأين مسكنه؟ قال: يثرب ذات النخل، فركبت راحلتي حين ترقى لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة، فرآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فحدثني بحديثي ¬
قبل أن أذكر منه شيئاً، ودعاني إلى الإِسلام فأسلمت. قال سعيد بن جبير: وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} (¬1). [ضعيف] * {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا (18)}. * عن سعيد بن جبير: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}؛ قال: قالت الجن لنبي الله: كيف لنا نأتي المسجد ونحن باؤون عنك؟ وكيف نشهد معك الصلاة ونحن ناؤون عنك؟ فنزلت: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا (18)} (¬2). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالت الجن: يا رسول الله! ائذن لنا نشهد معك الصلوات في مسجدك؛ فأنزل الله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا (18)} (¬3). [موضوع] ¬
* عن الأعمش؛ قال: قالت الجن: يا رسول الله! ائذن لنا فنشهد معك الصلوات في مسجدك؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا (18)}؛ يقول: صلّوا لا تخالطوا الناس (¬1). [ضعيف] * {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)}. * عن حضرمي؛ أنه ذكر له: أن جنياً من الجن من أشرافهم ذا تبع قال: إنما يريد محمد أن يجيره وأنا أجيره؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} (¬2). [ضعيف] ¬
سورة المزمل
سورة المزمل. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} بمكة (¬1). * {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: اجتمعت قريش في دار الندوة، فقالت: سموا هذا الرجل اسماً؛ فصُدوا الناس عنه، قالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قال: ليس بساحر، فتفرق المشركون على ذلك؛ فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فتزمل في ثيابه وتدثر فيها؛ فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} (¬2). [موضوع] ¬
* {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}. * عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما أنزل عليه: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}؛ قاموا سنة حتى ورمت أقدامهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما نزلت أول المزمل؛ كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان، حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنة (¬1). [صحيح] * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كنت أجعل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيراً ليصلي عليه من الليل، فتسامع به الناس؛ فاجتمعوا؛ فخرج كالمغضب وكان بهم رحيماً، فخشي أن يكتب عليهم قيام الليل؛ فقال: "يا أيها الناس! اكلفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، وخير الأعمال ما دمتم عليه"، ونزل القرآن: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ}، حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر، فرأى الله ما يبتغون من رضوان؛ فرحمهم؛ فردهم إلى الفريضة، وترك قيام الليل (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: لما أنزل الله على نبيه: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}؛ قال: مكث النبي - صلى الله ليه وسلم - على هذا الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمر الله، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه؛ فأنزل الله عليه بعد عشر سنين: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} إلى قوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}؛ فخفف الله عنهم بعد عشر سنين (¬1). [ضعيف] * عن قتادة في قوله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}: قاموا حولاً أو حولين؛ حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم؛ فأنزل الله تخيفاً بعد في آخر السورة (¬2). [ضعيف] * عن أبي عبد الرحمن؛ قال: لما نزلت {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}؛ قاموا بها حولاً حتى ورمت أقدامهم وسوقهم، حتى نزلت: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}؛ فاستراح الناس (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن الحسن؛ قال: لما نزلت: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} الآية؛ قام المسلمون حولاً؛ فمنهم من أطاقه، ومنهم من لم يطقه، حتى نزلت الرخصة (¬1). [ضعيف] ¬
سورة المدثر
سورة المدثر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة المدثر بمكة (¬1). * {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}. * عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: أحدثكم ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال: "جاورت بحراء شهراً، فلما قضيت جواري؛ نزلت فاستبطنت بطن الوادي، فنوديت؛ فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أرَ أحداً، ثم نوديت؛ فنظرت فلم أر أحداً، ثم نوديت؛ فرفعت رأسي؛ فإذا هو على العرش في الهواء؛ يعني: جبريل -عليه السلام-؛ فأخذتني رجفة شديدة، فأتيت خديجة فقلت: دثروني دثروني"؛ فصبوا عليَّ ماء؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)} (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاماً، فلما أكلوا؛ قال: ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: ليس بساحر، وقال بعضهم: كاهن، وقال بعضهم: ليس بكاهن، وقال بعضهم: شاعر، وقال بعضهم: ليس بشاعر، وقال بعضهم: سحر يؤثر، وأجمع رأيهم على أنه سحر يؤثر، فبلغ ذلك ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فحزن، وقنع رأسه وتدثر؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قلنا: يا رسول الله! كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة؟ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}؛ فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نفتتح الصلاة بالتكبير (¬2). * عن الزهري؛ قال: فتر الوحي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترة؛ فحزن حزناً، فجعل يعدو إلى شواهق رؤوس الجبال؛ ليتردى منها، فكلما أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل -عليه السلام-، فيقول: "إنك نبيء الله"؛ فيسكن جأشه وتسكن نفسه، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن ذلك، قال: "بينما أنا أمشي يوماً؛ إذ رأيت الملك الذي كان يأتيني بحراء على كرسي بين السماء والأرض، فجثَثْت منه رُعباً؛ فرجعت إلى خديجة، فقلت: زملوني"؛ فزملناه؛ أي: فدثرناه؛ فأنزل الله- تعالي-: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}. قال الزهري: فكان أول شيء أنزل عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} حتى بلغ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5] (¬3). ¬
* {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل؛ فأتاه، فقال: يا عم! إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه؛ فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك منكر أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟ فوالله؛ ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله؛ إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر؛ قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره؛ فنزلت {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} (¬1). [ضعيف] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)}؛ قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة -رضي الله عنه- يسأله عن القرآن، فلما أخبره؛ خرج على قريش فقال: عجباً لما يقول ابن أبي كبشة؛ فوالله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله، فلما سمع بذلك النفر من قريش؛ ائتمروا وقالوا: والله لئن صبأ الوليد؛ لتصبأن قريش، فلما سمع بذلك أبو جهل؛ قال: أنا والله أكفيكم شأنه، فانطلق حتى دخل عليه بيته، فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة؟ قال: ألست أكثرهم مالاً وولداً؟ فقال أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة؛ لتصيب من طعامه، قال الوليد: أقد تحدثت به عشيرتي فلا يقصر عن سائر بني قصي؟ لا أقرب أبا بكر ولا عمر ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلا سحر يؤثر؛ فأنزل الله على نبيه: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن قتادة؛ قوله: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)} زعموا أنه قال: والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل؛ فإذا هو ليس بشعر، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه ليعلو وما يعلى، وما أشك أنه سحر؛ فأنزل الله فيه: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)} الآية {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22} قبض ما بين عينيه وكلح (¬1). [ضعيف] * وعنه -أيضاً- قال الله -تعالى ذكره-: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)}؛ فبين الله على من يقع {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}، وقوله -تعالى-: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)} يقول -تعالى ذكره- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: كِلْ يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيداً لا شيء له من مال ولا ولد إليّ، وذكر أنه عنى بذلك: الوليد بن المغيرة المخزومي (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، وكذلك في الخلق كلهم: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)} (¬3). [ضعيف] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: هذه الآية: {ذَرْنِي وَمَنْ ¬
خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)}؛ أنزلت في الوليد بن المغيرة (¬1). [ضعيف جداً] * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}؛ قال: إن رهطاً من اليهود سألوا رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خزنة جهنم، فقال: الله ورسوله أعلم، فجاء رجل فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله -تعالى- عليه ساعتئذ: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}؛ فأخبر أصحابه وقال: "ادعهم، أما إني سائلهم عن تربة الجنة إن أتوني، أما إنها درمكة بيضاء"؛ فجاؤوه فسألوه عن خزنة جهنم؛ فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية، ثم قال: "أخبروني عن تربة الجنة؟ "، فقالوا: أخبره يا ابن سلام! فقال: كأنها خبزة بيضاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "أما إن الخبز إنما يكون من الدرمك" (¬2). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: لما نزلت: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}؛ قال رجل من قريش يدعى أبا الأشدين: يا معشر قريش! لا يهولنكم التسعة عشر، أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}. * عن ابن إسحاق؛ أنه قال: قال أبو جهل يوماً: يا معشر قريش! يزعم محمد أن جنود الله الذين يعذبونكم في النار تسعة عشر، وأنتم أكثر الناس عدداً، أفيعجز مائة رجل منكم عن رجل منهم؟ فأنزل الله -تعالى-: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} الآية (¬1). [ضعيف] * {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)} * عن السدي؛ قال: قالوا: لئن كان محمد صادقاً؛ فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءة وأمنة من النار؛ فنزلت: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)} (¬2). [ضعيف] ¬
سورة القيامة
سورة القيامة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة القيامة بمكة (¬1). * {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -عزّ وجلّ-: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه؛ فأنزل الله -تعالى-: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} أخذه {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)}؛ قال: إن علينا أن نجمعه في صدرك، وقرآنه: فتقرأه، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)}؛ قال: فإذا أنزلناه؛ فاستمع له {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}: علينا أن نبينه بلسانك، قال: فكان إذا أتاه جبريل؛ أطرق، فإذا ذهب؛ قرأه كما وعده الله -تعالى- (¬2). [صحيح] * وعنه -أيضاً-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته؛ ليحفظه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ. . .} إلى ¬
قوله: {قُرْآنَهُ} (¬1). [صحيح] * عن الشعبي في هذه الآية: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}؛ قال: كان إذا نزل عليه الوحي عجل يتكلم به من حبه إياه؛ فنزل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} (¬2). [ضعيف] * {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}. * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}؛ قال: هذا في أبي جهل متبختراً (¬3). [ضعيف جداً] * {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}. * عن سعيد بن جبير؛ قال: قلت لابن عباس: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)} قَالَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزله الله -عزّ وجلّ-؟ قال: قاله ¬
رسول الله ثم أنزله الله (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)} [المدثر: 30] إلى قوله: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31]، فلما سمع أبو جهل بذلك؛ قال لقريش: ثكلتكم أمهاتكم، أسْمَعُ ابن أبي كبشة يخبركم: أن خزَنة النار تسعة عشر وأنتم الدّهم، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم؟ فأوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي أبا جهل فيأخذ بيده في بطحاء مكة، فيقول له: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}، فلما فعل ذلك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال أبو جهل: والله لا تفعل أنت وربك شيئاً، فأخزاه الله يوم بدر (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: في قوله: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ ¬
فَأَوْلَى (35)} وعيد على وعيد كما تسمعون، زعم أن هذا أنزل في عدو الله أبي جهل، ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بمجامع ثيابه، فقال: "أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى"، فقال عدو الله أبو جهل: أيوعدني محمد؟! والله ما تستطيع لي أنت ولا ربك شيئاً؛ والله لأنا أعز من مشى بين جبليها (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الإنسان
سورة الإنسان. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الإنسان بمكة (¬1). * {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}. ¬
* عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسأله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سَلْ واسْتَفْهِم"، فقال: يا رسول الله! فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت مثل ما عملت به؛ إني لكائن معك في الجنة؟ قال: "نعم". ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ إنه ليُرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام". ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: لا إله إلا الله؛ كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده؛ كتبت له مئة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة"، فقال رجل: كيف يهلك بعد هذا يا رسول الله؟! فقال: "إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل ولو وضع على جبل لا يقله، فتقوم النعمة من نعم الله فيكاد أن يستنفذ ذلك كله؛ إلا أن يتطاول الله برحمته"، ونزلت هذه السورة: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} إلى قوله: {وَمُلْكًا كَبِيرًا}، قال الحبشي: وإن عيني لتريان ما ترى عيناك في الجنة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"؛ فاستبكى حتى فاضت نفسه، قال ابن عمر: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدليه في حفرته بيده (¬1). [ضعيف] * عن محمد بن مطرف؛ قال: حدثني الثقة: أن رجلاً أسود كان يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التسبيح والتهليل، فقال له عمر بن الخطاب: مه؛ ¬
أكثرت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مه يا عمر! "، وأنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، حتى إذا أتى على ذكر الجنة؛ زفر الأسود زفرة خرجت نفسه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مات شوقاً إلى الجنة" (¬1). [ضعيف] * عن مجاهد؛ قال: لما صَدَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسارى عن بدر؛ أنفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر، منهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد، وأبو عبيدة بن الجراح؛ فأنزل الله فيهم تسع عشر آية {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)} إلى قوله: {تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)} (¬2). [ضعيف] * عن ابن جريج في الآية؛ قال: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأسر أهل الإِسلام، ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك، كانوا يأسرونهم في الفداء؛ فنزلت فيهم، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالإصلاح لهم (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}؛ ¬
قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). * عن عكرمة؛ قال: دخل عمر بن الخطاب على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راقد على حصير من جريد وقد أثر في جنبه؛ فبكى عمر، فقال له: "ما يبكيك؟ "، قال: ذكرت كسرى وملكه وهرمز وملكه وصاحب الحبشة وملكه، وأنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليك حصير من جريد؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ترضى أن لهم الدنيا ولنا الآخرة"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)} (¬2). [ضعيف] * {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)}. * عن قتادة: أنه بلغه: أن أبا جهل يقول: لئن رأيت محمداً يصلي؛ لأطأن على عنقه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} (¬3). [ضعيف] ¬
سورة المرسلات
سورة المرسلات. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة المرسلات بمكة (¬1). * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: بينما نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى؛ إذ نزل عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها؛ إذ وثبت علينا حية؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوها"؛ فابتدرناها، فذهبت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وقيت شركم كما وقيتم شرها" (¬2). [صحيح] * {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)}. * عن مجاهد؛ قال: نزلت في ثقيف (¬3). [ضعيف] ¬
سورة النبأ
سورة النبأ. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} بمكة (¬2). * {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)}. * عن الحسن؛ قال: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ جعلوا يتساءلون بينهم؛ فأنزل الله: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)}؛ يعني: الخبر العظيم (¬3). [ضعيف] ¬
سورة النازعات
سورة النازعات. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة النازعات بمكة (¬1). * {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)}. * عن محمد بن كعب في قوله -تعالى-: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)}؛ قال: لما نزلت هذه الآية؛ قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت؛ لنحشرن؛ فنزلت: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)} (¬2). [ضعيف] * {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}. * عن طارق بن شهاب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يزال يذكر من شأن الساعة؛ حتى نزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)} (¬3). [صحيح] ¬
* عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم- يسأل عن الساعة؛ حتى أنزل الله -عزّ وجلّ-: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)} (¬1). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: إن مشركي أهل مكة سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: متى تقوم الساعة -استهزاء منهم-؟ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}؛ يعني: متى مجيئها {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)} ما أنت من علمها يامحمد {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}؛ يعنى: منتهى علمها {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}؛ يعني: من يخشى القيامة {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا}؛ يعني: يرون القيامة {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا ولم ينعموا بشيء من نعيمها {إِلَّا عَشِيَّةً} ما بين الظهر إلى غروب الشمس {أَوْ ضُحَاهَا} ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار (¬1). [ضعيف جداً] ¬
سورة عبس
سورة عبس. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة عبس بمكة (¬1). * {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: أُنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا رسول الله! أرشدني، وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين؛ فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول: "أترى بما تقول بأساً؟ "، فيقول: لا؛ ففي هذا أنزل (¬2). [صحيح] ¬
* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} جاء ابن أم مكتوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يكلم أُبيّ بن خلف؛ فأعرض عنه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}؛ قال: فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يكرمه (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}؛ قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب -وكان يتصدى لهم كثيراً ويحرص عليهم أن يؤمنوا-؛ فأقبل إليه رجل أعمى يقال له: عبد الله بن أم مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرئ النبي - صلى الله عليه وسلم - آية من القرآن، وقال: يا ¬
رسول الله! علمني مما علمك الله؛ فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعبس في وجهه، وتولى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ ينقلب إلى أهله؛ أمسك الله بعض بصره ثم خفق برأسه ثم أنزل الله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}؛ فلما نزل فيه؛ أكرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلمه، وقال له: "ما حاجتك؟ هل من شيء؟ "، وإذا ذهب من عنده؛ قال له: "هل لك حاجة في شيء؟ "، وذلك لما أنزل الله: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مجلس من ناس من وجوه قريش؛ منهم: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، فيقول لهم: "أليس حسناً أن جئت بكذا وكذا؟ "، فيقولون: بلى والله، فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله؛ فأعرض عنه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}؛ يعني: ابن أم مكتوم (¬2). * عن قتادة في قوله -تعالى-: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}؛ قال: جاء ابن أم مكتوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يكلم أُبيّ بن خلف، فأعرض عنه؛ فأنزل الله -تعالى- عليه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}؛ قال: فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يكرمه (¬3). [صحيح] ¬
* عن أبي أمامة -رضي الله عنه-؛ قال: أقبل ابن أم مكتوم وهو أعمى -وهو الذي أنزلت فيه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} وكان رجلاً من قريش -إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! أنا كما تراني قد كبرت سنين ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلائمني قياده إياي؛ فهل تجد لي من رخصة أصلي في بيتي الصلوات؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تسمع المؤذن من البيت الذي أنت فيه؟ "، قال: نعم يا رسول الله! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أجد لك من رخصة، ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها؛ لأتاها ولو حبواً على يديه ورجليه" (¬1). [ضعيف جداً] * عن مجاهد؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مستخلياً بصنديد من صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله وهو يرجو أن يسلم؛ إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كره مجيئه، وقال فى نفسه: "يقول ¬
هذا القرشي إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد"؛ فعبس؛ فنزل الوحي: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} إلى آخر الآيات (¬1). [ضعيف] * {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)}. * عن عكرمة في قوله -تعالى-: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)}؛ قال: نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال: كفرت برب النجم إذا هوى، فدعا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخذه الأسد بطريق الشام (¬2). [ضعيف] * {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: قالت عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنحشر عراة؟! قال: "نعم"، قالت: واسوأتاه؛ فأنزل الله -تعالى-: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
سورة التكوير
سورة التكوير. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)} بمكة (¬1). * {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}. * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: لما أنزل الله -عزّ وجلّ- على رسوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}؛ قالوا: الأمر إلينا؛ إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن سليمان بن موسى؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}؛ قال أبو جهل: الأمر إلينا؛ إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} (¬1). [ضعيف] * عن القاسم بن مخيمرة؛ قال: لما نزلت: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}؛ قال أبو جهل: أرى الأمر إلينا، قال: فنزلت: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} (¬2). [ضعيف] ¬
سورة الانفطار
سورة الانفطار. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} بمكة (¬1). * {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)}. * عن عكرمة؛ قال: أنزلت في أُبيّ بن خلف (¬2). [ضعيف] ¬
سورة المطففين
سورة المطففين. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة المطففين بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أول ما نزلت بالمدينة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} (¬2). * {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما قدم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فكانوا من أخبث الناس كيلاً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}؛ فحسنوا الكيل بعد ذلك (¬3). [حسن] ¬
سورة الانشقاق
سورة الانشقاق. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} بمكة (¬1). ¬
سورة البروج
سورة البروج. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)} بمكة (¬1). * {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)}. * عن علي بن أبي طالب؛ قال: كان المجوس أهل كتاب، وكانوا مستمسكين بكتابهم، وكانت الخمر قد أحلت لهم، فتناول منها ملك من ملوكهم؛ فغلبته على عقله، فتناول أخته أو ابنته فوقع عليها، فلما ذهب عنه السكر؛ ندم، وقال لها: ويحك ما هذا الذي أتيت؟ وما المخرج منه؟ قالت: المخرج منه أن تخطب الناس فتقول: أيها الناس! إن الله قد أحل لكم نكاح الأخوات والبنات، فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه؛ خطبتهم فحرمته، فقام خطيباً فقال: يا أيها الناس! إن الله أحل لكم نكاح الأخوات أو البنات، فقال الناس جماعتهم: معاذ الله أن نؤمن بهذا أو نقرّ به، أو جاءنا به نبي، أو نزل علينا في كتاب، فرجع إلى صاحبته فقال: ويحك إن الناس قد أبوا عليّ ذلك، قالت: إذا أبوا عليك ذلك؛ فابسط فيهم السوط، فبسط فيهم السوط؛ فأبوا أن يقروا؛ فرجع إليها، فقال: قد بسطت فيهم السوط فأبوا أن يقروا، قالت: فجرّدْ فيهم السيف، فَجَرَّدَ فيهم السيف، فأبوا أن يقروا، قالت: خدّ لهم الأخدود، ¬
ثم أوقد فيه النيران؛ فمن تابعك؛ فخلّ عنه، فخدّ لهم أخدوداً وأوقد فيه النيران، وعرض أهل مملكته على ذلك، فمن أبى؛ قذفه في النار، ومن لم يأب؛ خلّى عنه؛ فأنزل الله فيهم: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)} إلى قوله: {وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} (¬1). ¬
سورة الطارق
سورة الطارق. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)} بمكة (¬1). * {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)}. * عن عكرمة في قوله: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)}؛ قال: نزلت في أبي الأشدين، كان يقوم على الأديم فيقول: يا معشر قريش! من أزالني عنه؛ فله كذا وكذا، ويقول: إن محمداً يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر؛ فأنا أكفيكم وحدي عشرة، واكفوني أنتم تسعة (¬2). [ضعيف] ¬
سورة الأعلى
سورة الأعلى. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} بمكة (¬1). * {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}. * عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، ثم قدم علينا عمار وسعد وبلال، ثم قدم عثمان في عشرين، ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما رأينا أهل المدينة فرحوا بشيء؛ فرحهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما قدم حتى نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} وسورة من المفصل (¬2). [صحيح] * عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قلنا: يا رسول الله! كيف نقول في سجودنا؛ فأنزل الله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}؛ فأمرنا أن نقول في سجودنا: "سبحان ربي الأعلى" (¬3). [موضوع] ¬
* {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه جبريل بالوحي؛ لم يفرغ جبريل من الوحي حتى يزمل من ثقل الوحي، حتى يتكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأوله؛ مخافة أن يغشى قلبه فينسى، فقال له جبريل: "لِمَ تفعل ذلك؟ قال: مخافة أن أنسى"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)} (¬1). [ضعيف جداً] ¬
سورة الغاشية
سورة الغاشية. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الغاشية بمكة (¬1). * {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}. * عن قتادة؛ قال: لما نعت الله ما في الجنة؛ عجب من ذلك أهل الضلالة؛ فأنزل الله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)} فكانت الإبل من عيش العرب ومن خولهم (¬2). [ضعيف] ¬
سورة الفجر
سورة الفجر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {وَالْفَجْرِ (1)} بمكة (¬1). * {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يشتري بئر رومة نستعذب بها؛ غفر الله له؟ "؛ فاشتراها عثمان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك أن تجعلها سقاية للناس؟ "، قال: نعم؛ فأنزل الله -تعالى- في عثمان: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)} الآية (¬2). [ضعيف جداً] * عن بريدة في قوله -تعالى-: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)}؛ قال: نزلت في حمزة (¬3). ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)}؛ قال: نزلت في عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (¬1). ¬
سورة البلد
سورة البلد. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)} بمكة (¬1). ¬
سورة الشمس
سورة الشمس. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} بمكة (¬1). ¬
سورة الليل
سورة الليل. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} وبمكة (¬1). * {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها الثمرة؛ فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل من نخلته، فيأخذ الثمرة؛ من أيديهم، وإن وجدها في فم أحدهم؛ أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فيه، فشكا ذلك الرجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اذهب"، ولقي النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحب النخلة، فقال له: "أعطني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان، ولك بها نخلة في الجنة"، فقال له الرجل: لقد أعطيت وإن لي لنخلاً كثيراً وما فيه نخل أعجب إليّ ثمرة منها، ثم ذهب الرجل ولقي رجلاً كان يسمع الكلام من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب النخلة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أعطني ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها، قال: "نعم"، فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل، فقال له صاحب النخلة: أشعر أن محمداً أعطاني بنخلتي المائلة إلى دار فلان نخلة في الجنة، فقلت: لقد أعطيت، ولكن يعجبني ثمرها، ولي نخل كثير ما فيه ¬
نخلة أعجب إليّ ثمرة منها، فقال له الآخر: أتريد بيعها؟ فقال: لا؛ إلا أن أعطى بها ما أريد، ولا أظن أعطى، قال: فكم تؤمل فيها؟ قال: أربعين نخلة، فقال له الرجل: لقد جئت بأمر عظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة. ثم سكت عنه فقال: أنا أعطيك أربعين نخلة، فقال له: أشهد إن كنت صادقاً، فأشهد له بأربعين نخلة بنخلته المائلة، فمكث ثَمَّ ساعة، قال: ليس بيني وبينك بيع لم نفترق، فقال له الرجل: ولست باحق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة، فقال له: أعطيك على أن تعطيتي كما أريد تعطينيها على ساق، فسكت عنه، ثم قال: هي لك على ساق، قال: ثم ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: يا رسول الله! إن النخلة قد صارت لي؛ فهي لك، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صاحب الدار فقال: "النخلة لك ولعيالك"؛ فأنزل الله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} إلى آخر السورة (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إني لأقول: هذه السورة نزلت في السماحة والبخل (¬2). * {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي ¬
مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}. * عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- (¬1). [حسن] ¬
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: إن أبا بكر -رضي الله عنه- اشترى بلالاً من أمية بن خلف ببُردة وعشر أواق، فأعتقه لله -عزّ وجلّ-؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)}؛ يعني: سعي أبي بكر -رضي الله عنه-، وأمية، وأُبيّ، {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} بلا إله إلا الله؛ يعني: أبا بكر {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}؛ قال: الجنة، {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)} بلا إله إلا الله؛ يعني: أمية وأُبياً {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}؛ قال: النار {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)}؛ قال: إذا مات {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)} يعني: أمية وأُبياً {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)}؛ يعني: أبا بكر {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)} قال: لم يصنع ذلك أبو بكر ليد كانت منه إليه، فيكافئه بها {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}؛ قال أبو بكر الصديق: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)}؛ قال: أبو سفيان بن حرب (¬1). [موضوع] * عن عروة: أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله: بلال، وعامر بن فهيرة، والنهدية وابنتها، وزنيرة وأم عيسى، وأمة بني المؤمل، وفيه نزلت: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)} إلى آخر السورة (¬2). [ضعيف] * عن قتادة في قوله -تعالى-: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)}؛ قال: نزلت في أبي بكر؛ أعتق ناساً لم يلتمس منهم جزاء ولا شكوراً ستة أو سبعة؛ منهم: بلال، وعامر بن فهيرة (¬3). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)}؛ قال: هو أبو بكر الصديق (¬4). ¬
سورة الضحى
سورة الضحى. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة الضحى بمكة (¬1). * {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}. * عن جندب البجلي -رضي الله عنه-؛ قال: احتبس جبريل -عليه السلام- على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالت امرأة من قريش: أبطأ عليه شيطانه؛ فنزلت: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: عرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو مفتوح على أمته من بعده كفراً كفراً، فسُرَّ بذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}؛ فأعطاه الله في الجنة ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الولدان والخدم (¬1). [صحيح] ¬
* عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} إلى {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)} [المسد: 4، 5]؛ قال: فقيل لامرأة أبي لهب: إن محمداً قد هجاك؛ فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في الملأ، فقالت: يا محمد! على ما تهجوني؟ قال: فقال: "والله ما هجوتك، ما هجاك إلا الله"، قال: فقالت: هل رأيتني أحمل حطباً أو رأيت في جيدي حبلاً من مسد، ثم انطلقت فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أياماً لا ينزل عليه؛ فأتته فقالت: يا محمد! ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}؛ قال: لما نزل عليه القرآن؛ أبطأ عنه جبريل أياماً؛ فعيّر بذلك، فقال المشركون: ودعه ربه وقلاه؛ فأنزل الله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن خولة خادم رسول الله: أن جرواً دخل البيت، ودخل تحت السرير ومات، فمكث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أياماً لا ينزل عليه الوحي، فقال: "يا خولة! ما حدث في بيت رسول الله؛ جبريل لا يأتيني؟ فهل حدث في بيت رسول الله حدث؟ "، فقلت: والله ما أتى علينا يوم خير من يومنا، فأخذ برده فلبسه وخرج، فقلت: لو هيأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السرير؛ فإذا شيء ثقيل فلم أزل حتى أخرجته، فإذا بجرو ميت فأخذته بيدي، فألقيته خلف الدار فجاء نبي الله ترعد لحيته وكان إذا أتاه الوحي؛ أخذته الرعدة، فقال: "يا خولة! دثريني"؛ فأنزل الله: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن شداد: أن خديجة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أرى ربك إلا قد قلاك؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬1). [منكر] * عن عروة؛ قال: أبطأ جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فجزع جزعاً شديداً، وقالت خديجة: أرى ربك قد قلاك مما نرى من جزعك، قال: فنزلت: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} إلى آخرها (¬2). [منكر] ¬
* عن خديجة -رضي الله عنها-؛ قالت: لما أبطأ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي؛ جزع من ذك جزعاً شديداً، فقلت -مما رأيت من جزعه-: لقد قلاك ربك؛ لما يُرى من جزعك؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬1). [منكر] * عن قتادة: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}؛ قال: إن جبريل -عليه السلام- أبطأ عليه بالوحي؛ فقال ناس من الناس وهم يومئذ بمكة: ما نرى صاحبك إلا قد قلاك فودعك؛ فأنزل الله -تعالى- ما تسمع: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬2). [ضعيف] * عن الضحاك في قوله -تعالى-: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}؛ قال: أبطأ عليه جبريل؛ فقال المشركون: قد قلاه ربه وودعه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلما نظر إليها؛ قال: "يا فاطمة! تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا؛ لنعيم الآخرة غداً"؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} (¬1). * عن عكرمة؛ قال: لما نزلت: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)}؛ قال العباس بن عبد المطلب: لا يدع الله نبيه فيكم إلا قليلاً لما هو خير له (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سألت ربي شيئاً وددت أني لم أكن سألته، قلت: يا رب! كل الأنبياء؛ فذكر سليمان بالريح، وذكر موسى؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6)} (¬3). ¬
سورة الشرح
سورة الشرح. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} بمكة (¬1). * {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً ينظر إلى جحر بحيال وجهه، فقال: "لو جاءت العسرة حتى تدخل هذا الجحر؛ لجاءت اليُسرة حتى تخرجه"؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-؛ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)} (¬2). [ضعيف جداً] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن ثلثمائة أو يزيدون، علينا أبو عبيدة بن الجراح، ليس معنا من الحمولة إلا ما نركب، فزوّدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرابين من تمر، فقال بعضنا لبعض: قد علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أين تريدون، وقد علمتم ما معكم من الزاد؛ فلو رجعتم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فسألتموه أن يزودكم، فرجعنا إليه، فقال: "إني قد عرفت الذي جئتم له، ولو كان عندي غير الذي زودتكم لزودتكموه"؛ فانصرفنا، ونزلت: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}؛ فأرسل نبي الله إلى بعضنا فدعاه، فقال: "أبشروا؛ فإن الله قد أوحى إليّ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} ولن يغلب عسر يسرين" (¬1). ¬
سورة التين
سورة التين. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت سورة {وَالتِّينِ} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {وَالتِّينِ}؛ قال: مسجد نوح الذي بني بأعلى الجودي، {وَالزَّيْتُونِ}؛ قال: بيت المقدس {وَطُورِ سِينِينَ (2)}؛ قال: مسجد الطور {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)}؛ قال: مكة {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)} يقول: يرد إلى أرذل العمر، كبر حتى ذهب عقله، هم نفر كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تسفهت عقولهم؛ فأنزل الله عذرهم: أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)} يقول: بحكم الله (¬2). [ضعيف جداً] ¬
سورة العلق
سورة العلق. * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ أنها قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه (وفي رواية: فجئه) الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه؛ فقال: "اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني؛ حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية؛ حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} الآيات"، فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فقال: "زملوني زملوني"؛ فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: ما لي؟ وأخبرها الخبر، وقال: "لقد خشيت على نفسي"، فقالت له خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبداً؛ فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي -وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما
شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي-، فقالت له خديجة: يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعاً، ليتني أكون حياً؛ إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوَ مخرجي هم؟ " قال: نعم؛ لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي -وفي رواية: أوذي- وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي (¬1). [صحيح] * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: إن أول ما نزل من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} (¬2). [صحيح] * عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي: أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنزل الله -عزّ وجلّ- في نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} إلى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}؛ فقالوا: هذا صدرها الذي أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حراء، ثم أنزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الزهري في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} [المدثر: 1]؛ قال: فتر الوحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فترة، قال: وكان أول شيء أنزل عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} حتى بلغ {مَا لَمْ يَعْلَمْ}، فلما فتر عنه الوحي؛ حزن حزناً شديداً؛ حتى جعل يغدو مراراً إلى رؤوس شواهق الجبال ليتردى منها، فكلما أوفى بذروة جبل؛ تبدّى له جبريل، فيقول: "إنك نبي الله حقاً"؛ فيسكن بذلك جأشه وترجع إليه نفسه (¬1). [ضعيف] * عن أبي رجاء العطاردي؛ قال: أخذت من أبي موسى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} وهي أول سورة أنزلت على محمد - صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية قال: كان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد مسجد البصرة يقعد حلقاً، فكأني أنظر إليه بين بردين أبيضين يقرئني القرآن ومنه أخذت هذه السورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}، قال أبو رجاء: فكانت أول سورة أنزلت على محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [صحيح] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أول ما نزل من القرآن بمكة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} (¬1). [صحيح لغيره] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أول شيء أنزل من القرآن خمس آيات: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} إلى قوله {مَا لَمْ يَعْلَمْ} (¬2). * عن مجاهد؛ قال: أول ما نزل من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} ثم: {ن} (¬3). [صحيح لغيره] * عن عبيد بن عمير؛ قال: أول سورة أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} (¬4). [صحيح لغيره] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أول سورة أنزلت على محمد: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} (¬1). * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان أول ما نزل عليه بعد {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} {ن وَالْقَلَمِ} و {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} و {وَالضُّحَى (1)} (¬2). * عن عطاء بن يسار؛ قال: أول سورة نزلت من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} (¬3). [ضعيف جداً] * {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}. * عن عبد الله بن عباس -رضى الله عنهما-؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فجاء أبو جهل؛ فقال: ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فزبره، فقال أبو جهل: إنك لتعلم ما بها نادٍ أكثر مني؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}؛ فقال ابن عباس: فوالله ¬
لو دعا ناديه؛ لأخذته زبانية الله (¬1). [صحيح] * وعنه -أيضاً-رضي الله عنهما-؛ قال: قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي إلى القبلة؛ لأقتلنَّه، فعاد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} إلى قوله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} فلما قيل لأبي جهل: إنه قد عاد؛ قال: لقد حيل ما بيني وبينه، قال ابن عباس: والله لو تحرك؛ لأخذته الملائكة والناس ينظرون (¬2). [صحيح] ¬
* عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: قال أبو جهل: هل يعفّر محمد وجهه بين أظهركم (¬1)؟، قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك؛ لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو دنا مني؛ لاختطفته الملائكة عضواً عضواً"، قال: فأنزل الله -عزّ وجلّ- لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه-: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) يعني: أبا جهل {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)}؛ يعني: قومه {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ} (¬2). [صحيح] ¬
* عن قتادة: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}: ذكر لنا أنها نزلت في أبي جهل، قال: لئن رأيت محمداً يصلي؛ لأطأن على عنقه؛ فأنزل الله: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}؛ قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حين بلغه الذي قال أبو جهل؛ قال؛ "لو فعل؛ لاختطفته الزبانية" (¬1). [صحيح] ¬
سورة القدر
سورة القدر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} بمكة (¬1). * {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}. * عن يوسف بن سعد الجمحي؛ قال: قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية، فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين! فقال: لا تؤنبني رحمك الله؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُريَ بني أمية على منبر فساءه ذلك؛ فنزلت: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1] يا محمد؛ يعني: نهراً في الجنة، ونزلت: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)} يملكها بنو أمية يا محمد! قال القاسم: فعددناها؛ فإذا هي ألف يوم لا يزيد يوم ولا ينقص (¬2). [منكر] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني أمية على منبره؛ فساءه ذلك! فأوحى الله إليه: "إنما هو ملك يصيبونه"، ونزلت: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)} (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن المسيب؛ قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُريت بني أمية يصعدون منبري؛ فشق عليّ"؛ فأنزلت: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} (¬2). [ضعيف] * عن مجاهد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس ¬
السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)} التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر (¬1). [ضعيف] * وعنه؛ قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، ففعل ذلك ألف شهر؛ فأنزل الله هذه الآية: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}: قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل (¬2). [ضعيف جداً] ¬
سورة البينة
سورة البينة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنها-؛ قال: نزلت سورة {لَمْ يَكُنِ} بالمدينة (¬1). ¬
سورة الزلزلة
سورة الزلزلة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ} بالمدينة (¬1). * {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}. * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: بينا أبو بكر الصديق يأكل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ نزلت عليه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}؛ فرفع أبو بكر يده من الطعام. وقال: يا رسول الله: إني أجزى بما عملته من مثقال ذرّة من شر. فقال: "يا أبا بكر! ما رأيت في الدنيا مما تكره فمثاقيل ذر الشر، ويُدخر لك الله مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة" (¬2). [ضعيف] ¬
* عن أبي أسماء الرحبي؛ قال: بينا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يتغدى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ نزلت هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}؛ فأمسك أبو بكر، وقال: يا رسول الله! أكل ما عملناه من سوء رأيناه؟ فقال: "ما ترون مما تكرهون فذلك ما تجزون، ويؤخر الخير لأهله في الآخرة" (¬1). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ أنه قال: أنزلت {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)} وأبو بكر الصديق قاعد، فبكى حين أنزلت، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يبكيك يا أبا بكر؟! "، قال: يبكيني هذه السورة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أنكم تخطئون وتذنبون، فيغفر الله لكم؛ لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون، فيغفر لهم" (¬1). [حسن] * عن أبي إدريس الخولاني: أن أبا بكر كان يأكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزلت هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}؛ فرفع أبو بكر يده من الطعام، وقال: إني لراء ما عملت، قال: لا أعلمه إلا قال: ما عملت من خير وشر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن ما ترى مما تكره فهو مثاقيل ذر شر كثير، ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى تعطاه يوم القيامة، وتصديق ذلك في كتاب الله: ¬
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30] " (¬1). [ضعيف] * عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-؛ قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق؛ إذ نزلت عليه هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}؛ فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده عن الطعام، ثم قال: "من عمل منكم خيراً؛ فجزاؤه في الآخرة، ومن عمل منكم شراً؛ يراه في الدنيا مصيبات وأمراضاً، ومن يكن فيه مثقال ذرة من خير؛ دخل الجنة" (¬2). * عن سعيد بن جبير؛ قال: لما نزلت: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} الآية [الإنسان: 8]؛ كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه، وكان آخرون يرون: أنهم لا يُلامون على الذنب اليسير: الكذبة، والنظرة، والغيبة، وأشباه ذلك، ويقولون: إنما وعد الله النار على الكبائر؛ فأنزل الله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} (¬3). [ضعيف] ¬
سورة العاديات
سورة العاديات. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبر؛ فنزلت: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}: ضبحت بأرجُلها، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}: صبحت القوم بغارة، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}: أثارت بحوافرها التراب، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}؛ قال: صبحت القوم جميعاً (¬2). [ضعيف] ¬
سورة القارعة
سورة القارعة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {الْقَارِعَةُ} بمكة (¬1). ¬
سورة التكاثر
سورة التكاثر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، قال: نزلت بمكة سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)} (¬1). * {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}. * عن علي -رضي الله عنه-؛ قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر؛ حتى نزلت: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)} (¬2). [ضعيف] ¬
* عن ابن بريدة في قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}؛ قال: نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار: في بني حارثة وبني الحارث، تفاخروا وتكاثروا، فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان بن فلان، وفلان؟ وقال الآخرون مثل ذلك، تفاخروا بالأحياء، ثم قالوا: انطلقوا بنا إلى القبور، فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان؟ يشيرون إلى القبر، ومثل فلان؟ وفعل الآخرون مثل ذلك؛ فأنزل الله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)} لقد كان لكم فيما رأيتم عبرة وشغل (¬1). [ضعيف] * عن قتادة؛ قال: في قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}: نزلت في اليهود (¬2). [ضعيف] ¬
سورة العصر
سورة العصر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {وَالْعَصْرِ} بمكة (¬1). ¬
سورة الهمزة
سورة الهمزة. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في أصحاب محمد: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}، قال ابن عمر: ما عنينا بها ولا عنينا بعشر القرآن (¬2). * عن ابن إسحاق عن عثمان بن عمر؛ قال: ما زلنا نسمع أن {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} ليست بحاجبة لأحد، نزلت في جميل بن عامر، زعم الرقاشي (¬3). [ضعيف] * عن السدي؛ قال: نزلت في الأخنس بن شريق (¬4). [ضعيف] * عن رجل من أهل الرقة؛ قال: نزلت في جميل بن عامر الجمحي (¬5). [ضعيف] ¬
* عن ابن إسحاق؛ قال: كان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همزه ولمزه؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)} السورة كلها (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الفيل
سورة الفيل. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)} بمكة (¬1). ¬
سورة قريش
سورة قريش. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)} بمكة (¬1). * عن أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فضّل الله قريشاً بسبع خلال: أني منهم، وأن النبوة فيهم، والحجابة والسقاية فيهم، وأن الله نصرهم على الفيل، وأنهم عبدوا الله -عزّ وجلّ- عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأن الله -عزّ وجلّ- أنزل فيهم سورة من القرآن"، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)} (¬2). [حسن لغيره] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن سعيد بن المسيب؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله فضل قريش بسبع خصال: أني منهم، وأن الله أنزل فيهم سورة كاملة من كتابه لم يذكر فيها أحد غيرهم، وأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده أحد غيرهم، وأن الله نصرهم يوم الفيل، وأن الخلافة والسقاية والسدانة فيهم ولله الحمد كثيراً" (¬1). [ضعيف] ¬
سورة الماعون
سورة الماعون. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)} بمكة (¬1). * {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}. * عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: كان المسلمون يستعيرون من المنافقين الدلو والقدر والفأس وشبهه؛ فيمنعونهم؛ فأنزل الله: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)} (¬2). ¬
سورة الكوثر
سورة الكوثر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله -تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)}؛ قال: نهر في بطنان الجنة، حافتاه قباب الدر والياقوت، فيه أزواجه وخدمه، قال: وبأي شيء ذكر ذلك؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل من باب الصفا وخرج من باب المروة، فاستقبله العاص بن وائل السهمي، فرجع العاص إلى قريش، فقالت له قريش: من استقبلك يا أبا عمرو آنفاً؟! قال: ذلك الأبتر؛ يريد: النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى أنزل الله هذه السورة: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}؛ يعني: عدوك العاص بن وائل هو الأبتر من الخير، لا أذكر في مكان إلا ذكرت معي يا محمد! فمن ذكرني ولم يذكرك؛ ليس له في الجنة نصيب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم؛ أما سمعت حسان بن ثابت يقول: وحَبَاه الإله بالكوثر ... الأكبر فيه النعيم والخيرات (¬2) * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا؛ إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا ¬
رسول الله؟! قال: "أنزلت عليّ آنفاً سورة"، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}، ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ "، فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي -عزّ وجلّ-، عليه خير كثير؛ هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب! إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك" (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة؛ قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم؟ قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا؟ ونحن؛ يعني: أهل الحجيج وأهل السدانة، قال: أنتم خير منه؛ فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}، ونزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء:51، 52] (¬2). [صحيح] ¬
* عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-؛ قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ مشى المشركون بعضهم إلى بعض، فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} إلى آخر السورة (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان أول من ولد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل النبوة القاسم، وبه كان يُكنى، ثم ولدت زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم، ثم ولد في الإسلام عبد الله؛ فسمي الطيب والطاهر وأمهم جميعاً خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، فكان أول من مات من ولده القاسم، ثم مات عبد الله بمكة؛ فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع ولده؛ فهو أبتر؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} (¬2). [موضوع] * عن عكرمة؛ قال: لما أوحى الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قالت قريش: ¬
بتر محمد بنا؛ فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: ولدت خديجة من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولهم عبد الله، ثمّ أبطأ عليه الولد من بعده، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلم رجلاً والعاص بن وائل ينظر إليه؛ إذ قال له رجل: من هذا؟ قال: هذا الأبتر؛ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت قريش إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده؛ قالوا: هذا الأبتر؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}؛ أي: مبغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير (¬2). * عن السدي؛ قال: كانت قريش تقول إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان، فلما مات ولد النبي - صلّى الله عليه وسلم -؛ قال العاص بن وائل: بتر محمد؛ فنزلت (¬3). [ضعيف] * عن محمد بن علي؛ قال: كان القاسم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيبة، فلما قبضه الله؛ قال عمرو بن العاص: لقد أصبح أبتر من ابنه؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} عوضاً يا محمد عن مصيبتك بالقاسم {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} (¬4). [ضعيف]. ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}؛ قال: هو العاص بن وائل (¬1). [ضعيف جداً] * عن سعيد بن جبير؛ أنه قال: كانت هذه الآية؛ يعني: قوله -تعالى-: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)} يوم الحديبية، أتاه جبريل -عليه السلام-، فقال: "انحروا وارجع"، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب خطبة الفطر والنحر، ثم ركع ركعتين، ثم انصرف إلى البدن فنحرها؛ فذلك حين يقول -تعالى-: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)} (¬2). [ضعيف] * عن شمر بن عطية؛ قال: كان عقبة بن أبي معيط يقول: إنه لا يبقى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولد وهو أبتر؛ فأنزل الله فيه هؤلاء الآيات: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} عقبة بن أبي معيط (¬3). [ضعيف جداً] ¬
* عن عطاء؛ قال في قوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}: أبو جهل (¬1). [ضعيف] * عن ابن جريج؛ قال: بلغني أن إبرهيم ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات؛ قالت قريش: أصبح محمد أبتر؛ فغاظه ذلك؛ فنزلت: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} تعزية له (¬2). [ضعيف] * عن جعفر بن محمد عن أبيه؛ قال: توفي القاسم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو، فقال حين رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأشنئوه، فقال العاص بن وائل: لا جرم لقد أصبح أبتر؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} (¬3). [ضعيف] * عن يزيد بن رومان؛ قال: كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: دعوه؛ فإنما هو رجل أبتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذكره واسترحم منه؛ فأنزل الله -تعالى- في ذلك: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} إلى آخر السورة (¬4). * عن عكرمة: في هذه الآية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ¬
آمَنُوا سَبِيلًا (51)} [النِّساء: 51]؛ قال: نزلت في كعب بن الأشرف، أن مكّة فقال له أهلها: نحن خير أم هذا الصنبور المنبتر من قومه، ونحن أهل الحجيج وعندنا منحر البدن؟! قال: أنتم خير؛ فأنزل الله فيه هذه الآية، وأنزل في الذين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما قالوا: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} (¬1). [ضعيف] * عن الكلبي في قوله -تعالى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}؛ قال: هو العاص بن وائل، قال: إني شانئ محمداً، وهو الأبتر ليس له عقب؛ فقال الله -تعالى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} (¬2). [موضوع] ¬
سورة الكافرون
سورة الكافرون. * عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن قريشاً وعدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء ويطأوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد! وكف عن شتم آلهتنا فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل؛ فإنا نعرض عليك خصلة واحدة فهي لك ولنا فيها صلاح، قال: "ما هي؟ "، قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة، قال: "حتى أنظر ما يأتي من عند ربي"، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} السورة، وأنزل الله: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)} إلى قوله -تعالى-: {فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)} [الزمر: 64 - 66] (¬2). [ضعيف] * عن وهب؛ قال: قالت كفار قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن سرّك أن نتبعك ¬
عاماً وترجع إلى ديننا عاماً؛ فأنزل الله -جلّ ثناؤه-: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)} (¬1). [ضعيف] * عن سعيد بن ميناء مولى البختري؛ قال: لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمد! هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد ونشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا؛ كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيراً مما في يديك؛ كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت منه بحظك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} حتى انقضت السورة (¬2). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن قريشاً قالت: لو استملت آلهتنا؛ لعبدنا إلهك؛ فأنزل الله: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} (¬3). ¬
سورة النصر
سورة النصر. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت بالمدينة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} (¬1). * عن عبد الله بن الزبير؛ قال: أنزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} بالمدينة (¬2). * عن عطاء بن يسار؛ قال: نزلت سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} كلها بالمدينة بعد فتح مكة ودخول الناس في الدين ينعى إليه نفسه (¬3). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وسط أيام التشريق، وعرف أنه الوداع، فأمر براحلته القصواء فرحلت له، فركب فوقف بالعقبة واجتمع الناس (فذكر الحديث في وضع الدم والربا واستدارة الزمان)، ثم ¬
قال: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} [التوبة: 37] وذلك أنهم كانوا يجعلون صفرَ عاماً حراماً وعاماً حلالًا، وعاماً حراماً، وذلك النسيء، أيها الناس! من كانت عنده وديعة؛ فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، أيها الناس! إنه لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا ما طابت به نفسه"، وذكر الحديث (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: تعلم أي آخر سورة نزلت جميعاً؟ قلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}؛ قال: صدقت (¬2). [صحصح] * عن الزهري؛ قال: فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد، فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع عنهم، فدخلوا في الدين؛ فأنزل الله: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} حتى ختمها، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من قريش وهي كنانة، ومن أسلم يوم الفتح قبل حنين، وحنين وادٍ في قُبُل الطائف ذو مياه، وبه من المشركين يومئذ عجز هوازن، ومعهم ثقيف، ورأس المشركين يومئذ مالك بن عوف النضري، فاقتتلوا بحنين، فنصر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، وكان يوماً شديداً على الناس؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} الآية [التوبة: 25] (¬3). [ضعيف] ¬
سورة المسد
سورة المسد. * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: أنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} بمكة (¬1). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: ما كان أبو لهب إلا من كفار قريش، ما هو حتى خرج من الشعب حين تمالأت قريش؛ حتى حصرونا في الشعب وظاهرهم، فلما خرج أبو لهب من الشعب؛ لقي هنداً بنت عتبة بن ربيعة حين فارق قومه، فقال: يا ابنة عتبة! هل نصرت اللات والعزى؟ قالت: نعم، فجزاك الله خيراً يا أبا عتبة! قال: إن محمداً يعدنا أشياء لا نراها كائنة، يزعم أنها كائنة بعد الموت، فما ذاك وصنع في يدي ثم نفخ في يديه، ثم قال: تباً لكما ما أرى فيكما شيئاً مما يقول محمد؛ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} قال ابن عباس: فحصرنا في الشعب ثلاث سنين وقطعوا عنا الميرة؛ حتى إن الرجل ليخرج منا بالنفقة فما يبايع حتى يرجع، حتى هلك فينا من هلك (¬2). * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى البطحاء، فصعد إلى الجبل؛ فنادى: "يا صباحاه! "؛ فاجتمعت إليه قريش، فقال: "أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم وممسّيكم أكنتم تصدقوني؟ "، قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"؛ فقال أبو لهب ¬
-عليه لعنة الله- للنبي - صلى الله عليه وسلم -: تباً لك سائر اليوم؛ ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} (¬1). [صحيح] * عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ قال: في قول الله -تعالى-: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}؛ قال: التب: الخسران، قال: قال أبو لهب للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ماذا أعطى يا محمد! إن آمنت بك؟ قال: "كما يُعطى المسلمون"، فقال: ما لي عليهم فضل، قال: "وأي شيء تبتغي؟ "، قال: تباً لهذا من دين، تباً أن أكون أنا وهؤلاء سواء؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} يقول بما عملت أيديهم (¬2). [ضعيف جداً] * عن رجل من همدان يقال له: يزيد بن زيد: أن امرأة أبي لهب كانت تلقى في طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - الشوك؛ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} إلى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)} (¬3). [ضعيف] ¬
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا آل غالب! يا آل لؤي! يا آل مرة! يا آل كلاب! يا آل عبد مناف! يا آل قصي! إني لا أملك لكم من الله منفعة ولا من الدنيا نصيباً إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله"، فقال أبو لهب: تباً لك؛ ألهذا دعوتنا؟! فأنزل الله -تعالى-: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} (¬1). [موضوع] ¬
سورة الإخلاص
سورة الإخلاص. * عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه-: أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}؛ فالصمد: الّذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، ولا شيء يموت إلا سيورث، وإن الله -عزّ وجلّ- لا يموت ولا يورث، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)}؛ قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء (¬1). [حسن] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
* عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-؛ أنه قال لأحبار اليهود: إني أريد أن أُحْدِثَ بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهداً، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة، فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى والناس حوله، فقمت مع الناس، قال: فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "أنت عبد الله بن سلام؟ "، قال: قلت: نعم، قال: قلت: فانعت لنا ربك؟ قال: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} "؛ قال: وقرأه علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف] ¬
* عن سعيد بن جبير؛ قال: إن اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما نسبة ربك؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} (¬1). [ضعيف] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن وفد نجران قدموا على ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعة أساقفة من بني الحارث بن كعب، منهم: العاقب والسيد من مذحج، فقالوا للنبي: صِفْ لنا ربك: أمن زبرجد، أم من ياقوت، أم من ذهب؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربي ليس من شيء كان، بان من الأشياء، ولم تكن الأشياء منه"؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} الذي ليس كمثله شيء، فقال: هذا أنت واحد، وهذا واحد! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] كل أحد يموت إلا هو"، قالوا: زدنا في الصفة؛ فأنزل: {اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}، فقالوا: وما الصمد؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج؛ كقوله: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] "؛ يريد: إليه تستغيثون، قالوا: زدنا في الصفة؛ فأنزل الله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} كما ولدت مريم، ولم يولد كما وُلد عيسى، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}؛ يريد: نظيراً من خلقه، فأنكروا ذلك وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلاعنهم؛ فأجابوه إلى ذلك، وقالوا: أخرنا ثلاثاً، يوم الرابع نلاعنك، فقالت اليهود والنصارى: لا تلاعنوه؛ فإنه نبي ويُستجاب له فيكم (¬1). [ضعيف جداً] * عن عكرمة؛ قال: إن المشركين قالوا: يا رسول الله! أخبرنا عن ربك، صف لنا ربك ما هو ومن أي شيء هو؟ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ ¬
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} (¬1). [ضعيف جداً] * عن أبي العالية: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}؛ قال: قال ذلك قادة الأحزاب: انسب لنا ربك؛ فأتاه جبريل بهذه (¬2). [ضعيف جداً] * عن قتادة؛ قال: جاء ناس من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: انسب لنا ربك؛ فنزلت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} (¬3). [ضعيف جداً] * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: أتت يهود خيبر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا أبا القاسم! خلق الله -عزّ وجلّ- الملائكة من نور الحجاب، ¬
وآدم من حمأ مسنون، وإبليس من لهب النار، والسماء من دخان، والأرض من زبد الماء، فأخبرنا عن ربك؟ فلم يجبهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال: "يا محمد! {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}: ليس له عروق تتشعب إليه، {اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}: ليس بالأجوف لا يأكل ولا يشرب، و {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)}: ليس من خلقه شيء يعدل مكانه، يمسك السماوات والأرض إن زالتا"، هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار، انتسب الله -عزّ وجلّ- إليها؛ فهي له خالصة (¬1). [ضعيف جداً] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: إن اليهود جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: كعب بن الأشرف، وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد! صف لنا ربك الذي بعثك؛ فأنزل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} إلى آخرها (¬2). * عن أبي سعيد الصنعاني؛ قال: قال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} لأنه ليس بشيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله - جلّ ثناؤه- لا يموت ولا يورث: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}: ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء (¬3). [ضعيف] ¬
* عن الضحاك؛ قال: قالت اليهود: يا محمد! صف لنا ربك؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} فقالوا: أما الأحد؛ فقد عرفناه، فما الصمد؟ قال: الذي لا جوف له (¬1). [معضل] ¬
سورة المعوذتين: الفلق والناس
سورة المعوذتين: الفلق والناس. * عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} "، وفي رواية: "أنزل أو أنزلت علي آيات لم ير مثلهن قط؟ المعوذتين" (¬1). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرضاً شديداً؛ فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: "ما ترى؟ قال: طب، قال: وما طبه؟ قال: سحر، قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركية"؛ فأتوا الركي، فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة، ثم خذوا الركية فاحرقوها، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركي؛ فإذا ماءها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الركية فاحرقوها، ¬
فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة؛ فأنزلت عليه هاتان السورتان، فجعل كلما قرأ آية؛ انحلت عقدة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} (¬1). [موضوع] * عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: صنعت اليهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً؛ فأصابه من ذلك وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لمّ به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما؛ فخرج إلى أصحابه صحيحاً (¬2). [ضعيف] * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: سحر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يهودي من يهود بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- وهو عندي؛ دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا ثم دعا، ثم قال: "يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيه فيه؟ أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي -أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي-: ما وجع الرجل؟ فقال مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطه، وجف طلع نخلةٍ ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان (وفي رواية: ذروان) "، قالت: فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أناس من أصحابه، فجاء فقال: "يا عائشة! والله لكأن ماؤها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين"، قالت: فقلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟ (وفي رواية: أفلا أحرقته؟)، قال: "لا، أما ¬
أنا؛ فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس فيه شراً؛ فأمرت بها فدفنت" (¬1). [صحيح] * عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-؛ قال: سحر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود، قال: فاشتكى؛ فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، وقال: "إن رجلًا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان"، قال: فأرسل عليًّا فجاء به، قال: فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنما أنشط من عقال، قال: فما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك اليهودي شيئاً وما صنع به، قال: ولا أراه وجهه (¬2). [صحيح] * عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: "ما شكواه؟ قال: طب؛ يعني: سحر، قال: ومن فعله؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي! قال: ففي أي شيء جعله؟ قال: في طلعة، قال: فأين وضعها؟ قال: في بئر ذروان تحت صخرة، قال: فما شفاؤه؟ قال: تنزح البئر وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة"، وارتفع الملكان فبعث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى علي -رضي الله عنه- وعمار فأمرهما أن يأتيا الركي فيفعلا الذي ¬
سمع، فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء؛ فنزحاها، ثم رفع فأخرجا طلعة؛ فإذا بها إحدى عشرة عقدة، ونزلت هاتان السورتان: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}؛ فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما قرأ آية؛ انحلت عقدة، حتى انحلت العقد، وانتشر نبي الله للنساء والطعام والشراب (¬1). [ضعيف جداً] * عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -غلام يهودي يخدمه، يقال له: لبيد بن أعصم، وكان تعجبه خدمته، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة نائم؛ إذ أتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: "ما وجعه؟ قال الذي عند رأسه: مطبوب، قال الذي عند رجليه: من طبه؟ قال الذي عند رأسه: لبيد بن أعصم، قال الذي عند رجليه: بِمَ طبه؟ قال الذي عند رأسه: بمشط ومشاطة، وجف طلعة ذكر بذي ذروان، وهي تحت راعوفة البئر"، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عائشة، فقال: "يا عائشة! أشعرت أن الله -عزّ وجلّ- قد أنبأني بوجعي؟ "، فلما أصبح؛ غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغدا معه أصحابه إلى البئر، فإذا ماؤها كأنه نقوع الحناء، وإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين. قال: فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها ¬
مشط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن مُراطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا فيها إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأتاه جبريل -عليه السلام- بالمعوذتين؛ فقال: "يا محمد {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)}، وحل عقدة، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)}، وحل عقدة، حتى فرغ منها، ثم قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} وحل عقدة، حتى فرغ منها، وحل العقد كلها. وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألماً، ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله! لو قتلت اليهودي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد عافاني الله -عزّ وجلّ- وما وراءه من عذاب الله أشد"، قال: فأخرجه (¬1). [ضعيف جداً] ¬