الجدول في إعراب القرآن

محمود صافي

سورة الفاتحة

الجزء الأول سورة الفاتحة [سورة الفاتحة (1) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الإعراب: (بسم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والمبتدأ محذوف تقديره: ابتدائي» (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. (الرحمن) نعت للفظ الجلالة تبعه في الجر. (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة تبعه في الجر. الصرف: (اسم) فيه إبدال، أصله سمو، حذف حرف العلة وهو لام الكلمة وأبدل عنه همزة الوصل. ودليل الواو جمعه على أسماء وأسامي، وتصغيره سمىّ. والأصل أسماو وأسامو وسموي، فجرى فيها الإعلال بالقلب. (الله) .. أصله الإلاه، نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف ثم سكنت وحذفت الألف الأولى لالتقاء الساكنين وأدغمت اللام في اللام الثانية.. وحذفت الألف بعد اللام الثانية لكثرة الاستعمال. فالإله مصدر من أله يأله إذا عبد، والمصدر في موضع المفعول أي المعبود.

_ (1) يجوز أن يكون التعليق بفعل محذوف تقديره أبدأ على رأي الكوفيين.. وقد حذفت الألف في البسملة لكثرة الاستعمال، ولا تحذف في غيرها: باسمك اللهم أبدأ..

البلاغة

(الرحمن) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، وزنه فعلان من فعل رحم يرحم باب فرح. (الرحيم) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، أو صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل من فعل رحم يرحم. البلاغة 1- التكرير: لقد كرّر الله سبحانه وتعالى ذكر الرحمن الرحيم لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وقد ذكر المنعم دون المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال: «ربّ العالمين الرحمن» بهم أجمعين. 2- قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم، ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى الى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. وذلك لأنه اسم خاص بالله تعالى كلفظ «الله» ولأنه لما قال «الرحمن» تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها، وأردفه «الرحيم» كتتمة والرديف ليتناول ما دقّ منها ولطف. وما هو من جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها. وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة. فباسم الله تعالى تتم معاني الأشياء ومن مشكاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تشرق على صفحات الأكوان أنوار البهاء. الفوائد البسملة: عني العلماء ببحث البسملة من سائر وجوهها، نخص منها بالذكر: 1- اختلفوا حول كونها آية من كتاب الله أم لا، فابن مسعود ومالك والأحناف وقراء المدينة والبصرة والشام لا يرونها آية.

[سورة الفاتحة (1) : آية 2]

وابن عباس وابن عمر والشافعي وقراء مكة والكوفة يرون أنها آية من كل سورة. 2- نزلت البسملة مجزّأة: الجزء الأول في قوله تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها» الثاني: في قوله: «ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ» الثالث في قوله: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. [سورة الفاتحة (1) : آية 2] الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الإعراب: (الحمد) مبتدأ مرفوع. (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره ثابت أو واجب. (ربّ) نعت «1» للفظ الجلالة تبعه في الجر وعلامة الجر الكسرة. (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وجملة: «الحمد لله..» لا محل لها ابتدائية. الصرف: (الحمد) مصدر سماعي لفعل حمد يحمد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (ربّ) مصدر يرب باب نصر، ثم استعمل صفة كعدل وخصم، وزنه فعل بفتح فسكون. (العالمين) جمع العالم، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهو مشتق إما من العلم بكسر العين أو من العلامة، وزنه فاعل بفتح العين، وكذلك جمعه.

_ (1) أو بدل من لفظ الجلالة.

البلاغة

البلاغة 1- إن جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ خبر، لكنها استعملت لإنشاء الحمد وفائدة الجملة الاسمية ديمومة الحمد واستمراره وثباته. وفي قوله «لله» فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به سبحانه وتعالى. 2- لما افتتح سبحانه وتعالى كتابه بالبسملة وهي نوع من الحمد ناسب أن يردفها بالحمد الكلي الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال. 3- أما حمد الله تعالى نفسه فإنه إخبار باستحقاق الحمد وأمر به أو أنه مقول على ألسنة العباد، أو مجاز عن إظهار الصفات الكمالية الذي هو الغاية القصوى من الحمد. وقد قدم الحمد على الاسم الجليل لاقتضاء المقام فريد اهتمام به، وإن كان ذكر الله تعالى أهم في نفسه والأهمية تقتضي التقديم. الفوائد الفاتحة: لا تكاد تحصى فوائدها نختار منها: 1- نزل بها الوحي مرتين. الأولى في مكة عند ما فرضت الصلاة. الثانية في المدينة عند ما تحولت القبلة. 2- للفاتحة أسماء عدة: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، وأم الكتاب، وسورة الكنز، وسورة الحمد والشكر والدعاء، وسورة الصلاة وسورة الشفاء، والسبع المثاني. 3- وقع أسلوب الالتفات خلال هذه السورة فقد بدأت بالحديث عن الغائب ثم تحولت الى أسلوب الخطاب، وهذا ضرب من أضرب البلاغة الشائعة في كلام العرب.

[سورة الفاتحة (1) : آية 3]

4- تشتمل الفاتحة على الكليات الأساسية في التصور الإسلامي، ولذلك فرض الله تكرارها في كل صلاة بل في كل ركعة، وقد ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله «صلّى الله عليه وسلّم» قوله: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل: إذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قال الله: أثنى عليّ عبدي. فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ. قال الله مجدني عبدي. وإذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» . [سورة الفاتحة (1) : آية 3] الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) الإعراب: (الرحمن) نعت للفظ الجلالة «1» . (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة. [سورة الفاتحة (1) : آية 4] مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الإعراب: (مالك) نعت للفظ الجلالة «2» مجرور مثله. (يوم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. (الدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. الصرف: (مالك) اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك ومالكون. (يوم) اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو

_ (1) أو بدل من لفظ الجلالة ومثله الرحيم. (2) أو بدل من لفظ الجلالة.

[سورة الفاتحة (1) : آية 5]

غير المحدد. وهنا جاء بمعنى يوم القيامة. وجمعه أيّام، وجمع الجمع أياويم. (الدين) مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى وأطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. والدين معناه الجزاء أو الطاعة، وقد يكون بمعنى الملّة أو العادة. [سورة الفاتحة (1) : آية 5] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الإعراب: (إيّاك) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم، أو (إيّا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به، و (الكاف) حرف خطاب. (نعبد) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن و (الواو) عاطفة. (إياك نستعين) تعرب كالسابق. وجملة: «إياك نعبد..» لا محل لها استئنافية. وجملة: «إياك نستعين..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد. الصرف: (نستعين) ، فيه إعلال أصله نستعون من العون، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب-. البلاغة 1- كرّر الله سبحانه وتعالى «إيّاك» لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم وهي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ ونستعين» لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد وإيّاك نستعين أو إيّاك نعبد ونستعينك، وإنه لم يقل

[سورة الفاتحة (1) : آية 6]

نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين وذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين. وقدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين الله على العبادة ليعينه عليها، وذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، والاستعانة هي ثمرة العبادة، ولأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها. 2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب وتلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة الى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً» . 3- وإيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه وعدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا وعرض العبادة واستدعاء المعونة والهداية مستقلا وأن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم وجماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة الى ذلك. [سورة الفاتحة (1) : آية 6] اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) الإعراب: (اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، و (نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (الصراط) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة «1» .

_ (1) الفعل (هدى) يتعدى إلى المفعول الثاني من غير حرف جر أو بحرف الجر اللام أو بحرف الجر إلى. جاء في المحيط: هداه الله الطريق وله وإليه.

الصرف:

(المستقيم) نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة. والجملة: لا محل لها استئنافية. الصرف: (اهدنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا (الصراط) ، هو بالسين والصاد، وفي قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق. (المستقيم) ، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين. البلاغة 1- «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» والمستقيم المستوي والمراد به طريق الحق وهي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط والتفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم، ووجه الشبه بينهما أن الله سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ليكرم الوصول والموافاة وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية. 2- لقد كرّر سبحانه وتعالى ذكر «الصراط» لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» المصرح فيه ما يخرج اليهود وهم المغضوب عليهم والنصارى وهم الضالون. [سورة الفاتحة (1) : آية 7] صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) الإعراب: (صراط) بدل من صراط الأول تبعه في النصب، وعلامة

الصرف:

نصبه الفتحة. (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه. (أنعمت) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع، و (التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل. (عليهم) ، (على) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ب (على) متعلق ب (أنعمت) ، و (الميم) حرف لجمع الذكور (غير) بدل من اسم الموصول (الذين) تبعه في الجر «1» . (المغضوب) مضاف إليه مجرور (عليهم) كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الضالّين) معطوف على (غير) مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم. وجملة: أنعمت عليهم ... لا محل لها صلة الموصول. الصرف: (المغضوب) ، اسم مفعول من غضب باب فرح، وزنه مفعول. (الضالّين) ، جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته. (غير) اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء.. فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند

_ (1) أو بدل من الضمير في (عليهم) ، أو نعت لاسم الموصول. وهذا الأخير مردود عند المبرد لأن (غير) عنده لا يكون إلا نكرة وإن أضيفت، والاضافة فيه لفظية و (الذين) معرفة.. وقد أجيب عن هذا الاعتراض بجوابين: الأول: أن (غير) يكون نكرة إذا لم يقع بين ضدين، فاذا وقع- كما في الآية السابقة- فقد انحصرت الغيرية، فيتعرف حينئذ بالإضافة. الثاني: أن الموصول أشبه النكرات بالإبهام الذي فيه، فعومل معاملة النكرات.

البلاغة

وتعني بذلك امرأة.. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ. البلاغة 1- التفسير بعد الإبهام: في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره: صراط المسلمين، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك: هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل. 2- التسجيع: في الرحيم والمستقيم، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي. 3- ولو نلاحظ ما فائدة دخول «لا» في قوله تعالى «وَلَا الضَّالِّينَ» مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، وذلك لتأكيد النفي المفاد من «غير» . 4- الاستهلال: لقد استهل الله سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها، وحدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير الى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفه. 5- العدول عن اسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيليه في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ

سورة البقرة

سورة البقرة من الآية 1- إلى الآية 141 [سورة البقرة (2) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (1) الإعراب: حروف مقطّعة لا محل لها من الإعراب. وهذا اعتمادا على أصح الأقوال وأسهلها وأبعدها عن التأويل «1» . البلاغة - إن هذه الأحرف في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه وهي سرّ القرآن، وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها. وإن تسميتها حروفا مجاز، وإنما هي أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة.

_ (1) من أوجه إعراب أخر لهذه الحروف ضربنا صفحا عنها لأنها أقرب الى التعقيد والتكلف.

الفوائد

الفوائد - هذه السورة من أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة. وليس المقصود نزولها بتمامها، وإنما المقصود نزول أولها، إذ المعول في الترتيب الزمني لنزول السور بنزول أوائلها. - تفتتح السورة بتقرير مقومات الايمان الواردة في قوله تعالى: (من الآية 1 الى 5) «الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . - ثمة آراء متعددة حول المقصود بهذه الأحرف الواردة في أوائل السور. ونذكر على سبيل المثال الرأي القائل بأن ورود هذه الأحرف ضرب من الإعجاز يحمل في طياته نوعا من الجرس الموسيقي الذي يتناسق مع موسيقا آيات السورة بكاملها. ونضيف الى ذلك احتمال أن الله يذكرنا بهذه الأحرف الهجائية والتي تتكون منها الكلمات وهذه بدورها تحمل إلينا رسالة القرآن ورسالة الحرف والكلمة التي امتاز بها الإنسان عن سائر مخلوقات الله من الحيوان. قال الزمخشري الحروف في أوائل السور أربعة عشر حرفا نصف أحرف الهجاء وهي مشتملة على أصناف أجناس الحروف كالمهموسة والمجهورة إلخ فسبحان من دقّق حكمته. [سورة البقرة (2) : آية 2] ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الكتاب) بدل من (ذا) ، أو عطف بيان تبعه في الرفع «1» (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني في محل

_ (1) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ (ذا) ، وجملة: لا ريب فيه.. حال.

الصرف:

جر ب (في) متعلق بمحذوف خبر لا. (هدى) خبر ثان للمبتدأ (ذا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر «1» (للمتقين) جار ومجرور متعلّق ب (هدى) ، أو بمحذوف نعت له، وعلامة الجر الياء لأنّه جمع مذكّر سالم. وجملة: «ذلك الكتاب..» لا محل لها ابتدائية. وجملة: «لا ريب فيه..» في محل رفع خبر المبتدأ (ذا) . الصرف: (ذا) اسم للإشارة، والألف من أصل الاسم، وفيه حذف بعض حروفه لأن تصغيره ذيّا، فوزنه فع بفتح فسكون، وألفه منقلبة عن ياء- كما يقول ابن يعيش- قالوا: أصله ذيّ زنة حيّ، ثم حذفت لام الكلمة فبقي ذي، ساكن الياء، ثم قلبت الياء ألفا حتى لا يشابه الأدوات كي، أي. (الكتاب) ، اسم جامد يدل على القرآن الكريم، والأصل في اللفظ أخذه من المصدر الكتابة. (ريب) ، مصدر راب يريب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (هدى) ، مصدر سماعي لفعل (هدى) باب ضرب. وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله هدي بياء في آخره، لأنك تقول هديت، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأعلّت في المصدر كما أعلّت في الفعل. (المتقين) ، اسم فاعل مفرده المتّقى، من فعل اتّقى الخماسيّ، على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.

_ (1) يجوز أن يكون حالا من الضمير في (فيه) ، أي لا ريب فيه هاديا. والعامل فيه معنى الإشارة.

البلاغة

وفي (المتقين) إعلال بالحذف، حذفت الياء الأولى بعد الجمع بسبب التقاء الساكنين، وزنه مفتعين. وفي (المتقين) إبدال- كما في فعله- فالفعل (اتّقى) الذي مجرّده (وقى) قلبت فيه فاء الكلمة- وهي الواو- إلى تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا مطّرد في كل من الواو والياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال حيث تقلبان تاء في الأفعال ومشتقاتها. وما جرى من إبدال في الفعل جرى في اسم الفاعل (المتقين) . البلاغة 1- التقديم: فقد قدم (الريب) على الجار والمجرور لأنه أولى بالذكر ولم يقل سبحانه وتعالى (لا فيه ريب) على حد «لا فِيها غَوْلٌ» لأن تقديم الجار والمجرور يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابا غيره فيه الريب كما قصد في الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب. 2- وضع المصدر «هدى» موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره. 3- فإن قلت: كيف قال «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» وفيه تحصيل حاصل، لأن المتقين مهتدون؟ قلت: إنما صاروا متقين باستفادتهم الهدى من الكتاب، أو المراد بالهدى الثبات والدوام عليه. أو أراد الفريقين واقتصر على المتقين، لأنهم الفائزون بمنافع الكتاب، وللإيجاز كما في قوله تعالى سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ أي والبرد فحذف الثاني للإيجاز. الفوائد - فائدة إملائية: كثير من الكلمات في القرآن الكريم احتفظت برسمها كما رسمت من أيام عثمان مثل: «الكتب، الصلوة، رزقهم، الحيوة» على حين أنها تغيرت في الكتابة المدرسية ونحن نعلم أن أبا الأسود الدؤلي بدأ في وضع

[سورة البقرة (2) : آية 3]

علامات الإعراب، والحجاج بن يوسف الثقفي قام بتنقيط الأحرف الهجائية ولم نعلم من التاريخ متى حصل تطوير الكتابة العربية حيث أصبحت مغايرة لكتابة ورسم الكلمات في المصحف. - الاسم الثلاثي المعتل الآخر والفعل الثلاثي المعتل الآخر مثل «هدى وغزا» إذا كان أصل الألف ياء رسمت بالياء وإن كانت واوا كتبت ألفا وهذا يقودنا الى وجوب معرفة أصل حرف العلة واوا أو ياء. ولمعرفة ذلك ثلاث وسائل: الأولى: أن نحول الفعل الى مضارعه، الثانية: أن نسند ماضيه الى تاء الفاعل. الثالثة: أن نعيده الى مصدره. مثل رمى يرمي رميت رميا وغزا يغزو غزوت غزوا. [سورة البقرة (2) : آية 3] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر نعت ل (المتقين) «1» . (يؤمنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون فهو من الأفعال الخمسة و (الواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. (بالغيب) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) «2» . (الواو) عاطفة (يقيمون) مثل يؤمنون. (الصلاة) مفعول به منصوب. (الواو) عاطفة (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر ب (من) متعلّق ب (ينفقون) «3» . (رزقنا) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع

_ (1) ويجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم. أو مبتدأ خبره جملة أولئك على هدى. (2) هذا التعليق عائد إلى معنى الغيب على أنّه مصدر قصد به الوصف أي بما غاب عنهم من جنّة أو نار أو بعث.. إلخ. ويجوز أن يكون حالا من فاعل يؤمنون أي متلبّسين بالغيبة. (3) ويجوز أن تكون (ما) موصوفة في محلّ جرّ، والجملة بعدها نعت لها.

الصرف:

(نا) وهو ضمير متصل في محل رفع فاعل، و (الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به و (الميم) حرف دال على جمع الذكور. (ينفقون) مثل يؤمنون. جملة: «يؤمنون بالغيب..» لا محل لها صلة الموصول. وجملة: «يقيمون الصلاة..» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «رزقناهم..» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ينفقون..» لا محل لها معطوفة على جملة يؤمنون بالغيب. الصرف: (يؤمنون) ، فيه حذف همزة تخفيفا، وأصله يؤأمنون، وماضيه آمن، فالمدّة مكونة من همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على وزن أفعل، وفي المضارع تحذف إحدى الهمزتين لاجتماع ثلاث همزات في المتكلّم، وهذا يثقل في اللفظ ثم بقي الحذف في الغائب والمخاطب فقيل: يؤمنون زنة يفعلون بضم الياء. وهذا الحذف مطّرد في مثل هذه الأفعال وفي مشتقاتها: أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين. (الغيب) ، مصدر غاب يغيب باب ضرب، وهو بمعنى الغائب أي يؤمنون بالغائب عنهم، ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيّب، وزنه فعل بفتح فسكون. (يقيمون) ، جرى فيه حذف الهمزة تخفيفا مجرى يؤمنون لأن ماضيه أقام وزنه أفعل.. وفيه إعلال بقلب عين الكلمة الواو إلى ياء وأصله

البلاغة

يقومون بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فسكّنت- وهو إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى القاف، فلمّا سكّنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فقيل يقيمون وزنه يفعلون بضم الياء. (الصلاة) ، اسم مصدر لفعل صلّى الرباعيّ، أو هو مصدر له، والألف في الصلاة منقلبة عن واو لأن جمعه صلوات، وأصله صلوة، جاءت الواو متحرّكة مفتوح ما قبلها قلبت ألفا. وقد استعمل المصدر هنا استعمال الأسماء غير المصادر لأنه يدلّ على أقوال وأفعال مخصوصة. (ينفقون) ، ماضيه أنفق على وزن أفعل، فهناك حذف للهمزة جرى مجرى يؤمنون. البلاغة 1- التكرار: في قوله تعالى يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ويُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وفي تكرار اسم الموصول (الذين) وإن كان الموصوف واحدا، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة. - «وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ» إسناد الرزق الى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف الى الله، ويسمى رزقا منه. وأدخل «من» التبعيضيه صيانة لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه. وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به. الفوائد 1- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «البقرة آية 3» كان الإيمان بالغيب ولم يزل هو

[سورة البقرة (2) : آية 4]

الفارق الأول بين الإنسان والحيوان، خلافا للماديين في كل زمان الذين لا يؤمنون إلا بما يخضع للحواس. [سورة البقرة (2) : آية 4] وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الاسم الموصول في الآية السابقة. (يؤمنون) كالأول في الآية السابقة. (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بها (يؤمنون) . (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إليك) ، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق ب (أنزل) . (الواو) عاطفة (ما أنزل) يعرب كالأول معطوف عليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوقنون) ، (هم) ضمير بارز في محلّ رفع مبتدأ. (يوقنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون و (الواو) ، ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. جملة: «يؤمنون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أنزل إليك..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «أنزل من قبلك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «هم يوقنون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يؤمنون. وجملة: «يوقنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .

الصرف:

الصرف: (قبل) اسم، ظرف للزمان، معرب، يجوز بناؤه على الضمّ إذا قطع عن الاضافة لفظا، وزنه فعل بفتح فسكون. (الآخرة) ، مؤنّث الآخر على وزن اسم الفاعل ولكن استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه يدّل على دار البقاء. والمد فيه منقلب عن همزة وألف ساكنة، والأصل (أأخرة) . (يوقنون) ، جرى فيه حذف الهمزة كما جرى في (يؤمنون) .. وفي الفعل اعلال بالقلب فماضيه أيقن، وأصل مضارعه ييقن، جاءت الياء الثانية ساكنة بعد ضم قلبت واوا فصار يوقن، ووزن يوقنون يفعلون بضم الياء. [سورة البقرة (2) : آية 5] أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) الإعراب: (أولاء) ، اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، و (الكاف) حرف خطاب. (على هدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف للتّعذّر. (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (هدى) ، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (أولئك) يعرب كالأول (هم) ضمير فصل «1» لا محلّ له. (المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) مرفوع وعلامة الرفع الواو لأنه جمع مذكّر سالم.

_ (1) يجوز أن يعرب في محلّ رفع مبتدأ خبره المفلحون.. وجملة هم المفلحون خبر المبتدأ (أولئك) .

الصرف:

جملة: «أولئك على هدى ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «أولئك هم المفلحون..» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافية. الصرف: (أولى) ، اسم إشارة يأتي مقصورا وممدودا (أولاء) ، والواو في كليهما زائدة. (المفلحون) ، جمع المفلح، اسم فاعل من أفلح الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولهذا حذفت منه الهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه إذ أصله يؤفلحون. البلاغة 1- «عَلى هُدىً» إن ما في هذا القول من الإبهام المفهوم من التنكير لكمال تفخيمه كأنه قيل على أي هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره. وإيراد كلمة الاستعلاء بناء على تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشيء ويستولي عليه بحيث يتصرف فيه كيفما يريد أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة تبعية متفرعة على تشبيهه باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه أو على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه. 2- والذي هو أرسخ عرفا في البلاغة أن يقال إن قوله «الم» جملة برأسها، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها و «ذلِكَ الْكِتابُ» جملة ثانية و «لا ريب فيه» ثالثة. و «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» رابعة. وقد أصيب بترتيبها مفصل البلاغة وموجب حسن النظم، حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق، وذلك لمجيئها متآخية آخذا بعضها بعنق بعض. فالثانية متحدة بالأولى معتنقة لها، وهلم جرا، الى الثالثة والرابعة.

الفوائد

بيان ذلك أنه نبه أولا على أنه الكلام المتحدي به، ثم أشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال. فكان تقريرا لجهة التحدي، وشدّا من أعضائه. ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب. ثم أخبر عنه بأنه هدى للمتقين، فقرر بذلك كونه يقينا لا يحوم الشك حوله، ثم لم تخل كل واحدة من الأربع من نكتة ذات جزالة. ففي الأولى الحذف والرمز الى الغرض بألطف وجه وأرشقه، وفي الثانية ما في التعريف من الفخامة، وفي الثالثة ما في تقديم الريب على الظرف وفي الرابعة الحذف. ووضع المصدر الذي هو «هدى» موضع الوصف الذي هو «هاد» وإيراده منكرا. والإيجاز في ذكر المتقين. زادنا الله اطلاعا على أسرار كلامه، وتبيينا لنكت تنزيله، وتوفيقا للعمل بما فيه. الفوائد 1- قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ. في هذه الآية نقطة بلاغية كريمة فقد أشار سبحانه الى تمكنهم من الهداية بأن جعلهم يعتلونها كما يعتلى الراكب المطية وهي استعارة تبعية لأنها جرت بالحرف بدلا من الاسم وبالجزء بدلا من الكل. وفي هذا التعبير سمة من سمات الاعجاز القرآني فبدلا من الوصف المباشر بأن يقول: «أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» فقد أخبر بأنهم على هداية اشارة الى قوة الاهتداء وتمكن المؤمن من الهداية. 2- لا بد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي: «إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة» بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل «يخادعون» فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى: «فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً» فالضمير «هم» في محل نصب مفعول به.

[سورة البقرة (2) : آية 6]

ولاستيفاء الفائدة، لا بد من الاشارة الى أنه لدى اعراب الضمير لا بد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب. 3- اختلف سيبويه والكسائي حول مادة «الناس» فذهب سيبويه إلى أنه من مادة «أنس» من الأنس واتجه الكسائي الى أنه من مادة «نوس» من الحركة. وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب «سيبويه» ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي «النوسان» . [سورة البقرة (2) : آية 6] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ. (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ، و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (سواء) خبر مقدّم مرفوع «1» . (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ و (الميم) حرف لجمع الذكور، والجارّ والمجرور متعلقان ب (سواء) . (الهمزة) مصدريّة للتسوية (أنذر) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بضمير الرفع و (التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (الميم) حرف لجمع الذكور (أم) حرف عطف معادل لهمزة التسوية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تنذر) مضارع مجزوم و (هم) ضمير متّصل مفعول به. والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخّر أي سواء عليهم إنذارك لهم أم عدم إنذارك (لا) نافية (يؤمنون) مضارع

_ (1) أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر. [.....]

الصرف:

مرفوع و (الواو) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. وجملة: «إن الذين ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «سواء عليهم ... » لا محلّ لها اعتراضية «1» . وجملة: «أنذرتهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «لم تنذرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة: «لا يؤمنون ... » في محل رفع خبر (إنّ) . «2» الصرف: (الذين) اسم موصول، جمع الذي- على رأي ابن يعيش- و (ال) فيه زائدة لازمة (سواء) ، مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي مستو ... وفيه إبدال حرف العلّة بعد الألف همزة، وأصله سواي لأنه من باب طويت وشويت.. فلمّا جاءت الياء متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 7] خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7) الإعراب: (ختم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (على سمع)

_ (1) أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر. (2) يجوز أن تكون جملة «سواء عليهم» في محل رفع خبر (إنّ) أوّل، وجملة (لا يؤمنون) خبر ثان، أو لا محلّ لها استئنافية أو في محلّ نصب حال.

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) على حذف مضاف أي مواضع سمعهم، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (على أبصار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) في محلّ جرّ مضاف إليه (غشاوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الميم) لجمع الذكور (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (عظيم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. جملة: «ختم الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة: «على أبصارهم غشاوة ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية. الصرف: (قلوبهم) جمع قلب، اسم جامد للعضو المعروف. (سمعهم) مصدر سمع يسمع باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (أبصارهم) جمع بصر مصدر بصر يبصر باب كرم وزنه فعل بفتحتين. (غشاوة) اسم جامد لما يغطي العين وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها. (عذاب) اسم مصدر لفعل عذّب الرباعيّ، وزنه فعال بفتح الفاء. (عظيم) صفة مشبّهة من عظم يعظم باب كرم، وزنه فعيل. البلاغة 1- في الآية استعارة تصريحية أصلية أو تبعية إذا أوّلت الغشاوة بمشتق، أو جعلت اسم آلة على ما قيل، ويجوز أن يكون في الكلام استعارة تمثيلية بأن يقال شبهت حال قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم مع الهيئة الحادثة فيها المانعة من

[سورة البقرة (2) : آية 8]

الاستنفاع بها بحال أشياء معدة للانتفاع بها في مصالح مهمة مع المنع من ذلك الختم والتغطية ثم يستعار للمشبه اللفظ الدال على المشبه به فيكون كل واحد من طرفي المشبه مركبا والجامع عدم الانتفاع بما أعد له. 2- فإن قلت: فلم أسند الختم إلى الله تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطرقه وهو قبيح والله يتعالى عن فعل القبيح «1» ؟ قلت: القصد الى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها. وأما اسناد الختم الى الله عز وجل، فلينبه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشيء الخلقي غير العرضي. 3- وحد السمع لوحدة المسموع دون القلوب والأبصار لتنوع المدركات والمرئيات. 4- وصف العذاب بقوله «عظيم» لتأكيد ما يفيده التنكير من التفخيم والتهويل والمبالغة في ذلك أي لهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يبلغ كنهه ولا تدرك غايته. 5- التنكير: في قوله «غشاوة» وذلك للتفخيم والتهويل. [سورة البقرة (2) : آية 8] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) الإعراب: (الواو) عاطفة أو استئنافية (من) حرف جرّ (الناس) مجرور به وعلامة الجرّ الكسرة، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم «2» . (من) اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «3» (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.

_ (1) يشير بهذا إلى اعتقاد المعتزلة بأن الله تعالى يجب عليه فعل الأصلح لعبده وهذا باطل (2) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور نعتا لمنعوت محذوف هو مبتدأ أي: بعض الناس من يقول ... (3) ويجوز أن يكون (من) نكرة موصوفة في محلّ رفع مبتدأ أي: فريق يقول: والجملة بعده نعت له.

الصرف:

(بالله) جارّ ومجرور متعلّق (بآمنّا) . (الواو) عاطفة (باليوم) جارّ ومجرور معطوف على الأول متعلّق ب (آمنّا) . (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله. (الواو) حاليّة (ما) نافية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما. (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء لأنه جمع مذكّر سالم. جملة: من الناس من يقول ... لا محل لها معطوفة على استئنافية أو استئنافية. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «آمنّا بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما هم بمؤمنين ... » في محلّ نصب حال. الصرف: (الناس) أصله أناس حذفت فاؤه، وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام «1» .. وعلى هذا فالألف زائدة في الناس لأنه مشتقّ من الإنس. وقال بعضهم: ليس في الكلمة حذف وزيادة. والألف منقلبة عن واو وهي عين الكلمة من ناس ينوس إذا تحرّك. (يقول) فيه إعلال بالتسكين أصله يقول بتسكين القاف وضمّ الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى القاف قبلها لثقل الحركة على حرف العلّة فأصبح يقول. (آمنّا) ، المدّة فيه أصلها همزتان: الأولى متحرّكة والثانية ساكنة أي

_ (1) وفي لسان العرب: أنّ الناس مخفّف من أناس، ولم يجعلوا الألف واللام عوضا من الهمزة المحذوفة لأنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوّض في قول الشاعر إنّ المنايا يطّلعن على الأناس الآمنينا

الفوائد

(أأمنّا) لأن مضارعه يؤمن «1» . (الآخر) ، ذكر في الآية (4) . (مؤمنين) ، جمع مؤمن اسم فاعل من آمن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وجرى فيه حذف الهمزة- كما في المضارع- مجرى (المفلحون) ، انظر الآية (5) . الفوائد 1- للنحاة في «ما» رأيان: الأول: حجازية: استنادا الى طريقة الحجازيين الذين يعملونها عمل «ليس» فترفع المبتدأ وتنصب الخبر. والثاني: طريقة بني تميم وهم يهملونها فالمبتدأ والخبر بعدها مرفوعان. 2- «بمؤمنين» ذهب النحاة لتسمية هذه الباء التي يمكن حذفها مع بقاء المعنى صحيحا «حرف جر زائد» ولكننا نذهب هنا لتسميتها «حرف توكيد» أدبا مع القرآن الكريم ولكون فائدتها البلاغية هي توكيد الخبر. فالقول «وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ أبعد في التوكيد من قولنا: «وما هم مؤمنون» . [سورة البقرة (2) : آية 9] يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9) الإعراب: (يخادعون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على لفظ الجلالة. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) حاليّة (ما) نافية

_ (1) وقد ذكر في الآية (3) .

الصرف:

(يخدعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل. (إلا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور (الواو) حاليّة أو عاطفة (ما) نافية (يشعرون) مثل يخدعون. جملة: يخادعون ... في محلّ نصب حال من فاعل يقول أو من الضمير المستكنّ في (مؤمنين) «1» وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «ما يخدعون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخادعون «2» . وجملة: «ما يشعرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخدعون «3» الصرف: (أنفسهم) جمع نفس، وهو اسم جامد بمعنى الذات أو الروح أو الجسد، وزنه فعل بفتح فسكون. ووزن أنفس أفعل بضم العين وهو من جموع القلّة. البلاغة 1- المخادعة مفاعلة، والمعروف فيها أن يفعل كل أحد بالآخر مثل ما يفعله به فيقتضي هنا أن يصدر من كل واحد من الله ومن المؤمنين ومن المنافقين فعل يتعلق بالآخر وهذا ما يدعى بالمشاكلة لأن الله سبحانه لا يخدع ولا يخدع فهو غني عن كل نيل واصابة واستجرار منفعة لنفسه وأجلّ من أن تخفى عليه خافية.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافية لا محلّ لها هذا وقد رفض ابن حيان كونها حالا من ضمير مؤمنين 1/ 56. (2) أو معطوفة على الاستئنافية لا محلّ لها. (3) أو معطوفة على الاستئنافية لا محلّ لها.

الفوائد

2- إن قلت كيف قال «يُخادِعُونَ اللَّهَ» مع أن المخادعة إنما تتصور في حق من تخفى عليه الأمور، ليتم الخداع من حيث لا يعلم، ولا يخفى على الله شيء؟ قلت: المراد يخادعون رسول الله إذ معاملة الله معاملة رسوله كعكسه لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ أو سمّى نفاقهم خداعا لشبهه بفعل المخادع. وهذا من قبيل المجاز العقلي. الفوائد «يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا» البقرة آية 9. في هذه الآية نقطة كريمة، وحقيقة يؤكدها القرآن الكريم تلك الحقيقة هي الصلة بين الله والمؤمنين فهو يجعل صفهم صفه، وأمرهم أمره، وشأنهم شأنه يجعلهم سبحانه في كنفه، إذ يجعل عدوهم عدوه ونصيرهم نصيره. وهذا التفضل يرفع مقام المؤمنين الى مستوى سامق لأن حقيقة الإيمان هي أكبر الحقائق. فتأمل هذا المعنى اللطيف الذي يكثر وروده في القرآن الكريم. [سورة البقرة (2) : آية 10] فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10) الإعراب: (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الفاء) عاطفة (زاد) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مرضا) مفعول به ثان منصوب. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. (الباء) حرف جرّ سببيّ (ما) حرف

الصرف:

مصدري «1» . (كانوا) فعل ماض ناقص و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (يكذبون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) ضمير فاعل. والمصدر المؤول من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف نعت ثان ل (عذاب) أي: عذاب أليم مستحقّ بكونهم كاذبين. جملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها استئنافية بيانية مقرّرة لمعنى قولهم: «ما هم بمؤمنين..» أو تعليليّة. وجملة: «زادهم الله مرضا ... » لا محل لها معطوفة على جملة في قلوبهم مرض. وجملة: «لهم عذاب أليم ... » لا محل لها معطوفة على جملة زادهم الله مرضا. وجملة: «يكذبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا، وجملة (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. الصرف: (مرض) ، مصدر سماعيّ لفعل مرض بمرض باب فرح وزنه فعل بفتحتين. (زاد) ، فيه إعلال بالقلب أصله زيد مضارعه يزيد، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو إما فعل لازم مثل زاد المال أو فعل متعدّ لمفعولين مثل زادك الله جلالا. (أليم) ، صفة مشبّهة من ألم يألم باب فرح وزنه فعيل. (كانوا) ، فيه إعلال بالقلب أصله كون مضارعه يكون، جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.

البلاغة

البلاغة 1- الاستعارة التصريحية في قوله تعالى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فقد أستعير المرض هاهنا لما في قلوبهم من الجهل وسوء العقيدة وعداوة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وغير ذلك من فنون الكفر المؤدي إلى الهلاك الروحاني والتنكير للدلالة على كونه نوعا مبهما غير ما يتعارفه الناس من الأمراض. [سورة البقرة (2) : آية 11] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان يتضمّن معنى الشرط مبني على السكون متعلّق بالجواب قالوا. (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قيل) . (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا) . (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تفسدوا ... » في محل رفع نائب فاعل «1» .

_ (1) الجمهور يجعل هذه الجملة لا محلّ لها مفسّرة لنائب الفاعل المقدّر وهو القول الذي فسّرته الجملة، وذلك لأن الجملة لا يصحّ- على رأيهم- أن تكون نائب فاعل لأنها أصلا لا يصحّ أن تكون فاعلا.. ولكنّ الجملة من وجهة نظر أخرى هي مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم، فلمّا بني للمجهول أصبحت الجملة نائب فاعل. وهذا الرأي يميل إلى الأخذ به بعض علماء النحو القدامى كالزمخشري فيجعل الإسناد لفظيا لا معنويا والمحدثون، وسيمرّ نظير لهذه الآية في آيات كريمة كثيرة، وسنعربها كما أعربت هنا.

الصرف:

وجملة: «قالوا» لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط غير جازم. وجملة: «نحن مصلحون» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط، وقد يخلو من الشرط: والليل إذا يغشى. وقد يأتي للمفاجاة: خرجت فإذا رجل بالباب. (تفسدوا) فيه حذف للهمزة تخفيفا كما جرى في (يؤمنون، ويقيمون) . (قيل) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قول بضم أوّله وكسر ثانيه، ولكن الواو- وهو حرف علّة- لا يستطيع حمل الحركة فوجب تسكينه ونقلت حركته إلى القاف فأصبح قول بكسر فسكون، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح الفعل قيل. (الأرض) ، اسم جامد والهمزة فيه أصليّة، وزنه فعل بفتح فسكون. (مصلحون) ، جمع مصلح اسم فاعل من أصلح، وفيه إذا حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله مؤصلحون. [سورة البقرة (2) : آية 12] أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) الإعراب: (ألا) حرف تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ و (الميم) حرف لجمع الذكور (هم) ضمير منفصل «1» في محل رفع مبتدأ (المفسدون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة أو حاليّة (لكن) حرف استدراك

_ (1) أو ضمير فصل و (المفسدون) خبر إنّ، أو توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ فهو مستعار لمحلّ النصب.

الصرف:

(لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون (الواو) ضمير متّصل فاعل. جملة: إنّهم هم المفسدون لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم المفسدون» في محل رفع خبر إنّ. وجملة: «لا يشعرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في اسم الفاعل (المفسدون) . الصرف: (المفسدون) ، جمع المفسد وهو اسم فاعل من أفسد، وفيه حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنّه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله المؤفسدون. [سورة البقرة (2) : آية 13] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13) الإعراب: (وإذا قيل لهم) سبق إعرابها في الآية رقم (11) . (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل و (الكاف) حرف جر «1» (ما) مصدرية (آمن) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي آمنوا إيمانا كإيمان الناس. (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (نؤمن) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (كما آمن السفهاء) تعرب مثل: كما آمن الناس. (ألا إنّهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) تعرب كالآية (12) مفردات وجملا.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته- أو في محل نصب حال من المصدر على رأي سيبويه. [.....]

الصرف:

جملة «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع نائب فاعل «1» . وجملة: «قالوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (السفهاء) ، جمع سفيه، صفة مشبّهة من فعل سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سفهاء فعلاء بضمّ ففتح. البلاغة 1- ونلاحظ في الآية الكريمة فن التغاير.. وهو في قوله تعالى لا يَشْعُرُونَ وقوله تعالى لا يَعْلَمُونَ وتفصيل ذلك: أن أمر الديانة والوقوف على أن المؤمنين على الحق، والمنافقون على الباطل يحتاج الى نظر واستدلال حتى يكتسب الناظر المعرفة. وأما النفاق وما فيه من البغي المؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض فأمر دنيوي مبني على العادات معلوم عند الناس، خصوصا عند العرب في جاهليتهم وما كان قائما بينهم من التناصر والتحارب والتحازب، فهو كالمحسوس المشاهد ولذلك قال «لا يَشْعُرُونَ» ولأنه ذكر السفه وهو الجهل فكان ذكر العلم معه أحسن طباقا له ولذلك قال «لا يَعْلَمُونَ» . 2- الكناية: في قوله تعالى أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ. الشرع ينظر للظاهر والله عنده علم السرائر، ولهذا سكت المؤمنون وردّ الله سبحانه عليهم ما كانوا يسرون فالكلام كناية عن كمال إيمان المؤمنين ولكن في قلب تلك الكناية نكاية فهو على شاكلة قولهم «اسمع غير مسمع» في

_ (1) انظر إعراب الجمل في الآية (11) فثمّة تعليل لجعل الجملة نائب فاعل.

[سورة البقرة (2) : آية 14]

احتمال الخير والشر ولذلك نهى عنه. 3- في قوله تعالى أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ. خروج الاستفهام من معناه الأصلي وهو طلب العلم الى أغراض أخرى تفهم من مضمون الكلام. حيث أن معنى الاستفهام هنا الإنكار. [سورة البقرة (2) : آية 14] وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرفيّة شرطيّة غير جازمة متعلقة بالجواب قالوا. (لقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (قالوا) مثل آمنوا. (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) عاطفة (إذا) سبق إعرابه (خلوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (إلى شياطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه. (قالوا) مثل آمنوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. إنّما نحن مستهزءون سبق إعراب نظيرها في الآية (11) : إنما نحن مصلحون. جملة: قالوا ... في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أما» في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

وجملة: «خلوا ... » في محل جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّا معكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّما نحن مستهزءون» لا محلّ لها استئناف بياني. الصرف: (لقوا) فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، وأصله لقيوا بضمّ الياء، أسكنت الياء لثقل الحركة عليها- هو اعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، وتحرّكت القاف بالضمّ أي بحركة الياء بعد تسكينها. (قالوا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قولوا بفتح الواو الأولى، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (خلوا) فيه إعلال بالحذف، أصله خلاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح الفعل خلوا، وزنه فعوا بفتح العين. (شياطين) جمع شيطان، اسم جامد على وزن فيعال سمي بذلك لمخالفة أمر الله لأن الفعل شطن يشطن باب نظر بمعنى خالفه عن نيّته ووجهه. ووزن شياطين فياعيل. (مع) ، اسم له عدّة معان يستعمل مضافا ويكون ظرفا للمكان والمصاحبة: افعل هذا مع هذا، أو ظرفا للزمان: جئتك مع العصر.. ويأتي منوّنا من غير إضافة: جاؤوا معا. (مستهزءون) جمع مستهزئ، اسم فاعل من استهزأ السداسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره أي وزنه مستفعلون.

[سورة البقرة (2) : آية 15]

[سورة البقرة (2) : آية 15] اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يستهزئ) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يستهزئ) ، (الواو) عاطفة (يمدّ) فعل مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمدّ) أو ب (يعمهون) ، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (يعمهون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل. جملة: «الله يستهزئ بهم» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستهزئ بهم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يمدّهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يستهزئ. وجملة: «يعمهون» : في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يمدّهم. الصرف: (طغيان) ، مصدر سماعي لفعل طغى يطغى باب فتح، وزنه فعلان بضمّ الفاء. البلاغة 1- الاستهزاء ضرب من العبث واللهو وهما لا يليقان بالله تعالى وهو منزه عنهما ولكنه سمى جزاءه باسمه كما سمى جزاء السيئة سيئة إما للمشاكلة في اللفظ

[سورة البقرة (2) : آية 16]

أو المقارنة في الوجود أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم. 2- قوله تعالى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ استئناف في غاية الجزالة والفخامة. وفيه أن الله عز وجل هو الذي يستهزئ بهم الاستهزاء الأبلغ، الذي ليس استهزاؤهم إليه باستهزاء ولا يؤبه له في مقابلته. وفيه أن الله هو الذي يتولى الاستهزاء بهم انتقاما للمؤمنين. 3- المخالفة: بين جملة مستهزءون وجملة يستهزئ لأن هزء الله بهم متجدد وقتا بعد وقت، وحالا بعد حال، يوقعهم في متاهات الحيرة والارتباك زيادة في التنكيل بهم. [سورة البقرة (2) : آية 16] أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (16) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر. (اشتروا) فعل ماضي مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) ضمير متّصل فاعل في محل رفع. (الضلالة) مفعول به منصوب (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اشتروا بتضمينه معنى استبدلوا، وعلامة الجرّ والكسر المقدّرة على الألف للتعذّر. (الفاء) عاطفة وهي لربط السبب بالمسبّب (ما) نافية (ربح) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (تجارة) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص مع اسمه (مهتدين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما ربحت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ما كانوا مهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

الصرف:

الصرف: (اشتروا) فيه إعلال بالحذف، أصله اشتراوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه افتعوا بفتح العين. (الضلالة) ، مصدر سماعي لفعل ضلّ يضلّ باب ضرب وضلّ يضلّ باب فتح، وزنه فعالة بفتح الفاء. (تجارتهم) ، مصدر سماعي لفعل تجر يتجر باب نصر، وهذا المصدر يكاد يكون قياسيا لأن الفعل يدلّ على حرفة، وقد يدلّ على الاسم الذي يتّجر به وزنه فعالة بكسر الفاء. (مهتدين) ، فيه إعلال بالحذف، أصله مهتديين، بياءين، فلمّا جاءت الأولى ساكنة قبل ياء الجمع الساكنة حذفت، وزنه مفتعين. وهو اسم فاعل من اهتدى الخماسيّ مفرده المهتدي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخر. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية الترشيحية: في قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى. فاشتراء الضلالة بالهدى مستعار لأخذها بدلا منه أخذا منوطا بالرغبة فيها والإعراض عنه. فقد شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم، فاستعارة الشراء للاختيار رشحت بالربح والتجارة اللذين هما من دواعي الشراء. 2- الاسناد المجازي: حيث أسند الخسران الى التجارة وهو لأصحابها. والاسناد المجازي هو: أن يسند الفعل الى شيء يتلبس بالذي هو في الحقيقة له، كما تلبست التجارة بالمشترين.

[سورة البقرة (2) : آية 17]

3- فإن قلت: هب أنّ شراء الضلالة بالهدى وقع مجازا في معنى الاستبدال، فما معنى ذكر الربح والتجارة؟ كأن ثمّ مبايعة على الحقيقة. قلت: هذا من الصنعة البديعة التي تبلغ بالمجاز الذروة العليا، وهو أن تساق كلمة مساق المجاز، ثم تقفى بأشكال لها وأخوات، إذا تلاحقن لم تر كلاما أحسن منه ديباجة وأكثر ماء ورونقا، وهو المجاز المرشح، وذلك نحو قول العرب في البليد: كأن أذني قلبه خطلا، وإن جعلوه كالحمار، ثم رشحوا ذلك لتحقيق البلادة، فادعوا لقلبه أذنين، وادعوا لهما الخطل ليمثلوا البلادة تمثيلا يلحقها ببلادة الحمار مشاهدة معاينة. [سورة البقرة (2) : آية 17] مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر «1» . (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (استوقد) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نارا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرفية حينيّة تتضمن معنى الشرط متعلّقة بالجواب ذهب (أضاء) فعل ماض (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «2» . (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذهب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بنور) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. و (الواو) عاطفة (ترك) فعل ماض

_ (1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محل رفع خبر المبتدأ ومضافة إلى مثل بفتح الميم والثاء. (2) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة المقدّرة المتعلق بها (حول) صفة.

الصرف:

و (هم) مفعول به أوّل والفاعل هو أي الله (في ظلمات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (ترك) أي ضائعين أو تائهين (لا) نافية (يبصرون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. جملة: «مثلهم كمثل الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استوقد نارا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أضاءت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ذهب الله ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تركهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لا يبصرون» في محلّ نصب حال من ضمير النصب في تركهم «1» . الصرف: (مثلهم) ، اسم بمعنى الصفة والحال: مشتقّ من المماثلة وزنه فعل بفتحتين. (الذي) ، اسم موصول فيه (ال) زائدة لازمة: أصله (لذ) كعم وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين، وفيه حذف إحدى اللامين لام التعريف أو فاء الكلمة مثل التي والذين. (نارا) ، اسم والألف فيه منقلبة عن واو لأن تصغيره نويرة وجمعه أنور بضمّ الواو. أما الياء في نيران فهي منقلبة عن واو لانكسار ما قبلها. (أضاءت) ، الألف فيه منقلبه عن واو لأن مصدره الضوء، وأصله أضوأت بتسكين الواو وفتح الهمزة جاءت الواو ساكنة مفتوح ما قبلها قلبت

_ (1) يجوز أن تكون الجملة هي المفعول الثاني لفعل ترك، فيتعلق الجار حينئذ بفعل ترك.

البلاغة

ألفا ويجوز أن ترجع إلى الماضي المجرّد فيأخذ حكم (زاد) «1» . (نورهم) ، اسم جامد يدرك بالباصرة وزنه فعل بضمّ فسكون. (ظلمات) ، جمع ظلمة، اسم جامد خلاف النور وزنه فعلة بضمّ فسكون. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً حيث أشبهت حالهم حال مستوقد انطفأت ناره. 2- مراعاة النظير: وهو فن يعرف عند علماء البلاغة بالتناسب والائتلاف. وحدّه أن يجمع المتكلم بين أمر وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضادّ لتخرج المطابقة وهي هنا في ذكر الضوء والنور، والسرّ في ذكر النور مع أن السياق يقتضي أن يقول بضوئهم مقابل أضاءت هو أن الضوء في دلالة على الزيادة فلو قال: بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة وبقاء ما يسمى نورا والغرض هو إزالة النور عنهم رأسا وطمسه أصلا. الفوائد يمضي سياق القرآن في ضرب الأمثال لتصوير شأن المنافقين ليكشف عن طبيعتهم وتقلباتهم وليزيد صفتهم جلاء ووضوحا لقد استوقدوا النار فلما أضاءت نورها لم ينتفعوا بها، ولذلك عاقبهم الله فذهب بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. وأسلوب التمثيل وأحد الأساليب القرآنية الذي تجلت فيه بلاغة القرآن بأحسن صورها وأكثرها تأثيرا في النفوس واستقرارا في العقول والقلوب.

_ (1) انظر الآية (10) .

وكما نجد هذه الخاصة في القرآن الكريم نجدها في الحديث الشريف فهي من أشرف الوسائل في تقرير الحقائق وتجلية الصفات. أولا في الآية تشبيه تمثيلي لأن وجه الشبه والصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به فتنزعه من صفات أو أشياء متعددة. ثانيا: إن أسلوب التشبيه هو من الخصائص البلاغية في القرآن الكريم نقدم بعض الأمثلة ولعل الجزء يغني في إيضاح المقصود عن الكل كقوله تعالى: «رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» وقوله: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً وقوله أيضا «مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ. وقوله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ» . ثالثا- في الآيات التفات من المفرد الى الجمع في قوله: «فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ» . رابعا: عبر سبحانه وتعالى عن عمى البصيرة بعمى الأبصار وهو ضرب من أضرب المجاز اللغوي. يفسره قوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. هذا قليل من كثير ولو تتبعنا ما في هذه الآية من خصائص وفوائد لقادنا ذلك إلى كتابة سفر من الأسفار. فسبحان من هذا كلامه وهذا بيانه.. يقول صاحب الكشاف: ولأمر ما أكثر الله في كتابه المبين وفي سائر كتبه من أمثاله، وفشت في كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكلام الأنبياء والحكماء، ومن سور الإنجيل «سورة الأمثال» . وللعرب أمثال كثيرة جرت مجرى الحكم وحيل بين لفظها والتغيير يشبهون مضربها بموردها وقد ألّف فيها المجلدات.

[سورة البقرة (2) : آية 18]

[سورة البقرة (2) : آية 18] صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) الإعراب: (صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع (الفاء) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يرجعون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. جملة: «هم صمّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم لا يرجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية وترتبط معها برابط السببيّة. وجملة: «لا يرجعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثاني. الصرف: (صمّ) جمع أصمّ صفة مشبّهة من صمّ يصمّ باب فتح وزنه أفعل، وصمّ وزنه فعل بضمّ فسكون. وهكذا كلّ صفة على وزن أفعل جمعه القياسيّ على وزن فعل بضمّ الفاء. (بكم) ، جمع أبكم صفة مشبّهة من بكم يبكم باب فرح وزنه أفعل، وبكم وزنه فعل بضمّ فسكون. (عمي) ، صفة مشبّهة من عمي يعمى باب فرح وزنه أفعل، وعمي وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة 1- هل يسمى ما في الآية الكريمة استعارة؟ في الواقع مختلف فيه. والمحققون على تسميته تشبيها بليغا لا استعارة، لان المستعار له مذكور وهم المنافقون. والاستعارة إنما تطلق حيث يطوى ذكر المستعار له، ويجعل الكلام خلوا عنه صالحا لأن يراد به المنقول

[سورة البقرة (2) : آية 19]

إليه لولا دلالة الحال أو فحوى الكلام. [سورة البقرة (2) : آية 19] أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) الإعراب: (أو) حرف عطف «1» ، (كصيّب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم، وفي الكلام حذف مضاف أي مثلهم كأصحاب صيّب «2» . (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (صيّب) (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. (ظلمات) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (الواو) عاطفة في الموضعين المتتابعين (رعد، برق) اسمان معطوفان على ظلمات مرفوعان مثله. (يجعلون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. (أصابع) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (في آذان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) بتضمينه معنى يضعون و (هم) مضاف إليه (من الصواعق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) و (من) سببيّة «3» . (حذر) مفعول لأجله منصوب «4» (الموت) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (محيط) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيط)

_ (1) إما للشك وإمّا للتخيير وإمّا للاباحة وإمّا للإبهام. (2) ويجوز ان تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محلّ رفع إمّا معطوفة على الكاف في كمثل أو خبر لمبتدأ محذوف. (3) والجارّ والمجرور هنا في موضع المفعول لأجله. (4) أو مفعول مطلق محذوف أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت، والمصدر مضاف إلى المفعول.

الصرف:

وعلامة الجرّ الياء و (النون) عوض من التنوين في الاسم المفرد. جملة: « (مثلهم) كصيّب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية 17. وجملة: «فيه ظلمات» في محلّ جرّ نعت ثان ل (صيّب) «1» . وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانية. وجملة: «الله محيط بالكافرين» لا محلّ لها استئنافية أو اعتراضيّة «2» الصرف: (صيّب) ، صفة مشتقّة على وزن فيعل من صاب المطر يصوب أي انصبّ، وفي اللفظ إعلال بالقلب أصله صيوب بتسكين الياء وكسر الواو، التقى الياء والواو في الكلمة وكان الأول منهما ساكنا قلب الواو إلى ياء وأدغم مع الياء الثاني فأصبح صيّب. (السماء) اسم جامد قلب فيه الواو إلى همزة لأنه مشتقّ من السمو، وكل واو أو ياء يأتي متطرّفا بعد ألف ساكنة يقلب همزة. (رعد) اسم جامد بمعنى الراعد أو مصدر سماعي لفعل رعد يرعد باب نصر وباب فتح وزنه فعل بفتح فسكون. (برق) اسم جامد بمعنى البارق أو مصدر سماعي لفعل برق يبرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (أصابعهم) جمع إصبع اسم للعضو المعروف، ويصحّ في لفظه تسع لغات بفتح الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها، وضمّ الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها، وكسر الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها.

_ (1) ويجوز أن تكون في محل نصب حال لأن النكرة هنا وصفت، ولكنّ العامل في الحال هو الابتداء. (2) الاعتراض على رأي الزمخشري إذ جعل جملة يجعلون أصابعهم وجملة يكاد البرق شيئا واحدا لأنهما من قصّة واحدة.

البلاغة

(آذان) جمع أذن، اسم للعضو المعروف وزنه فعل بضمّ الهمزة وسكون الذال وضمّها. (الصواعق) ، جمع صاعقة اسم جامد من فعل صعق على وزن اسم الفاعل. (حذر) ، مصدر سماعيّ لفعل حذر يحذر باب فرح وزنه فعل بفتحتين. (الموت) ، مصدر سماعيّ لفعل مات يموت باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (محيط) ، اسم فاعل من أحاط الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وفي اللفظ إعلال بالتسكين والقلب، أصله محوط بكسر الواو، ثقلت الكسرة على الواو فسكنت ونقلت حركتها الى الحاء- اعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح محيط- وهو إعلال بالقلب- وفيه حذف الهمزة من أوله لأن فعله على وزن أفعل. (الكافرين) ، جمع الكافر، اسم فاعل من كفر يكفر باب نصر على وزن فاعل. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى أَوْ كَصَيِّبٍ فهو تمثيل لحالهم أثر تمثيل ليعم البيان منها كل دقيق وجليل ويوفى حقها من التفظيع والتهويل فإن تفننهم في فنون الكفر والضلال وتنقلهم فيها من حال الى حال حقيق بأن يضرب في شأنه الأمثال ويرضى في حلبته أعنة المقال ويمد لشرحه أطناب الإطناب ويعقد لأجله فصول وأبواب لما أن كل كلام له حظ من البلاغة وقسط من الجزالة والبراعة لا بد أن يوفى فيه حق كل من مقامي الإطناب والإيجاز.

[سورة البقرة (2) : آية 20]

2- المجاز المرسل: في قوله تعالى يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ. حيث عبّر بالأصابع عن أناملها والمراد بعضها لأنهم إنما جعلوا بعض أناملها. وهو من باب اطلاق الكل وإرادة الجزء. انه مشهد عجيب حافل بالحركة مشوب بالاضطراب فيه تيه وضلال وفيه هول ورعب، وفيه أضواء وأصداء هو مشهد حسي يرمز لحالة نفسية، ويجسم صورة شعورية كأنها مشهد محسوس. [سورة البقرة (2) : آية 20] يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) الإعراب: (يكاد) فعل مضارع ناقص مرفوع (البرق) اسم يكاد مرفوع (يخطف) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي البرق (أبصار) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف اليه. (كلّما) ظرفية زمانية متضمنة معنى الشرط «1» متعلّقة ب (مشوا) . (أضاء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جر و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّق ب (أضاء) ، (مشوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جر بحرف الجر متعلّق ب (مشوا) . (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قاموا. (أظلم) فعل ماض والفاعل

_ (1) يجوز إعراب (كلّ) ظرف زمان متعلق ب (مشوا) ، و (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بإضافة كلّ اليه، والتقدير: كلّ وقت اضاءة ... وهكذا يقدّر المصدر المؤوّل في مثل هذا اللفظ.

الصرف:

ضمير مستتر تقديره هو أي البرق. (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (أظلم) . (قاموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (لو) حرف امتناع لامتناع شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (ذهب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بسمع) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (الواو) عاطفة (أبصارهم) مضاف ومضاف اليه معطوف على سمعهم مجرور مثله. (إنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إن مرفوع. جملة: «يكاد البرق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخطف ... » في محلّ نصب خبر يكاد. وجملة: «أضاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «مشوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أظلم ... » في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها. وجملة: «قاموا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ الله..» قدير لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (يكاد) ، الألف منقلبة عن واو ففيه اعلال بالقلب، والأصل يكود بفتح الواو، نقلت حركة الواو الى الكاف قبلها- إعلال

الفوائد

بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لسكونها وفتح ما قبلها. (مشوا) ، فيه اعلال بالحذف، أصله مشاوا، جاءت الألف والواو ساكنتين فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة. (قاموا) ، الألف فيه أصلها واو لأن مضارعه يقوم، وجرى فيه القلب مجرى قالوا (انظر الآية 14) . (شاء) ، فيه الألف منقلبة عن ياء لأن مصدره شيء، وجرى فيه الإعلال مجرى زاد (انظر الآية 10) ، فأصله شيأ بفتح الياء. (شيء) ، مصدر سماعي لفعل شاء يشاء باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (قدير) ، صفة مشبّهة لفعل قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وقدر يقدر باب فرح وزنه فعيل. الفوائد من سمات اللغة العربية وخصائصها الرئيسية تسهيل اللفظ ولما كان نداء المعرف بأل يتسم بصعوبة النطق لذلك يتوسّل إليه بأن تتوسط (أي) بينه وبين أداة النداء وهكذا فقد أقحمت في قوله تعالى «يا أَيُّهَا النَّاسُ» فاستساغ بواسطتها نداء «الناس» وهو معرف بأل. [سورة البقرة (2) : آية 21] يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ

الصرف:

في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، أو عطف بيان له (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (ربّ) . (خلق) فعل ماض و (كم) ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة، (الذين) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير النصب في خلقكم (من قبل) جار ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الذين و (كم) مضاف اليه. (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ. (تتّقون) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل. جملة النداء: «يا أيها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء- استئنافيّة. وجملة: «خلقكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليلية «1» . وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (تتّقون) فيه إبدال وفيه إعلال، أمّا الإبدال فهو قلب الواو التي هي فاء الفعل تاء، ماضيه المجرّد وقى، وماضيه المزيد اتّقى، وأصله اوتقى، قلبت الواو تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا القلب

_ (1) موقع هذه الجملة مما قبلها موقع الجزاء من الشرط، ويجوز أن تكون حالية من فاعل اعبدوا أي حال كونكم مترجّين للتقوى طامعين بها. والمعنى الكلّي: اعبدوا ربّكم على رجائكم للتقوى أو لكي تتّقوا أو متعرّضين للتقوى.

[سورة البقرة (2) : آية 22]

مطرد في كلّ فعل فاؤه واو أو ياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال تقلبان تاء وتدغمان مع تاء الافتعال وفي اسمي الفاعل والمفعول منه، أمّا الإعلال فهو الإعلال بالحذف، أصله تتقيون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة الى القاف فالتقى ساكنان هما الياء والواو فحذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين فأصبح تتّقون وزنه تفتعون. 2- تأتي لعلّ في القرآن الكريم للترجّي وتأتي للتعليل، وتأتي للتعرض للشيء وكأنه يحضهم على مزاولة العبادة وبذلك يتعرضون للتقوى.. [سورة البقرة (2) : آية 22] الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) الإعراب: (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من (الذي) في الآية السابقة «1» . (جعل) فعل ماض «2» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) ، (الميم) حرف لجمع الذكور. (الأرض) مفعول به منصوب (فراشا) حال منصوبة «3» من الأرض (الواو) عاطفة (السماء) مفعول به لفعل محذوف أي جعل السماء «4» ، (بناء) حال منصوبة من السماء «5» . (الواو) عاطفة (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره

_ (1) أو مفعول به لفعل تتقون، أو في محلّ نصب نعت ثان ل (ربّ) ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. [.....] (2) جعل هنا بمعنى خلق فهو متعدّ لمفعول واحد. (3) الذي سوّغ جواز جعل الفراش حالا وهو اسم جامد أن الكلام يدلّ على تشبيه. هذا ويجوز أن يكون (جعل) بمعنى صيّر فيصبح (فراشا) مفعولا به ثانيا. (4) يجوز عطف (السماء والبناء) على (الأرض والفراش) عطف تركيب أي عطف مفردات. (5) الملاحظة ذاتها الواردة في الحاشية رقم (3) تصحّ بالنسبة ل (بناء) . والجملة المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الجملة المذكورة جعل لكم الأرض.

هو (من السماء) جار ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» . (ماء) مفعول به منصوب. (الفاء) عاطفة (أخرج) فعل ماض والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ بالباء متعلّق ب (أخرج) ، (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرج) «2» . (رزقا) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف نعت ل (رزقا) . (الفاء) واقعة في جواب شرط مقدّر أو لربط السبب بالمسبّب (لا) ناهية جازمة (تجعلوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان- أو هو المفعول الثاني، (أندادا) مفعول به أوّل منصوب. (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. جملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أخرج ... » لا محل لها معطوفة على جملة أنزل ... وجملة: «لا تجعلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كرّمكم الله بهذه الخيرات فلا تجعلوا لله أندادا، أو إن تعبدوه فلا تجعلوا له أندادا، أو تعليليّة. وجملة: «أنتم تعلمون» : في محلّ نصب حال. وجملة: «تعلمون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .

_ (1) أو بمحذوف حال من (ماء) - نعت تقدّم على المنعوت. (2) أو بمحذوف حال من (رزقا) .

الصرف:

الصرف: (الأرض) اسم جامد للكوكب السيّار الذي نحن عليه وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أرضون وأروض بضمّ الهمزة وأراض وآراض. وانظر الآية (11) من هذه السورة. (فراشا) اسم جامد لما يفرش، وهو أيضا مصدر سماعيّ لفعل فرش يفرش باب نصر وباب ضرب، وزنه فعال بكسر الفاء. (بناء) اسم جامد بمعنى البيت، وهو أيضا مصدر بنى يبني باب ضرب. والهمزة في بناء منقلبة عن ياء، أصله بناي، جاءت الياء متطرّفة بعد الألف الساكنة فقلبت همزة، وهذه القاعدة مطّردة. (ماء) ، أصله موه لقولهم ماهت الركية تموه، وفي الجمع أمواه، فلمّا تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ثمّ أبدلوا الهاء بهمزة وليس بقياس «1» . (رزقا) اسم جامد لما ينتفع به وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وهو في الآية بمعنى المرزوق به. (أندادا) جمع ندّا، صفة مشبّهة من ندّ يندّ باب ضرب وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد زعم بعض اللغويين أن كلمة الأرض هي صفة لكوكبنا لأنها تأرض ما في بطنها بمعنى أنها تأكل كل ما يلج إليها. 3- من المقرر أن صاحب الحال معرفة يستثني من ذلك عند ما يتقدم النعت على المنعوت فيعرب حالا وفي هذه الحالة يمكن أن يكون صاحب الحال نكرة.

_ (1) العكبري في (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات) .

[سورة البقرة (2) : آية 23]

[سورة البقرة (2) : آية 23] وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (23) الإعراب: (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و (التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان و (الميم) حرف لجمع الذكور (في ريب) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (ريب) «1» . (نزّلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (على عبد) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّلنا) ، و (نا) ضمير متّصل مضاف اليه في محلّ جرّ. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ائتوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (بسورة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) . (من مثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت من سورة «2» ، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه. (الواو) عاطفة (ادعوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) فاعل. (شهداء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف اليه (من دون) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شهداء (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (إن كنتم) تعرب كالسابق (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «كنتم في ريب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بمحذوف نعت ل (ريب) .. ويجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، فالجملة بعده نعت له في محلّ جرّ. (2) الضمير في قوله (مثله) قد يعود الى المنزّل من الله فيكون الجار والمجرور متعلّق بمحذوف صفة ل (سورة) ، و (من) قد تكون تبعيضيّة أو بيانية. وقد يعود الضمير على الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) في قوله (عبدنا) فيتعلق الجارّ والمجرور ب (ائتوا) ، و (من) لابتداء الغاية أي بسورة كائنة ممن هو على حاله من كونه بشرا أميّا.

الصرف:

وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ائتوا بسورة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ادعوا شهداءكم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة «1» ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى ما قبله أي: إن كنتم صادقين في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا هذا الذي طلب منكم. الصرف: (كنتم) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فحذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وهما سكون حرف العلّة وسكون النون. (فأتوا) أصله ائتيوا.. فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين إذ استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى التاء قبلها ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين وزنه افعوا. وفي الفعل حذف آخر هو حذف همزة الوصل بعد مجيء الفاء وعدّلت كتابة الهمزة الثانية حيث كتبت على ألف.. وهذا التبديل مطّرد في كلّ فعل إذا كان مبدوءا بهمزة وصل وتلتها همزة ثانية أن تحذف همزة الوصل إذا سبقت بفاء أو واو ثمّ تكتب الهمزة الثانية على ألف. (سورة) اسم جامد وزنه فعلة بضمّ فسكون، والواو إمّا أصليّة أو منقلبة عن همزة. (مثله) صفة مشبّهة من فعل مثل يمثل باب نصر وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) يجوز أن تكون بدلا من جملة كنتم في ريب ...

[سورة البقرة (2) : آية 24]

(شهداء) ، جمع شهيد، صفة مشبّهة من شهد يشهد باب فرح، وزنه فعيل. (ادعوا) ، فيه إعلال نقلا من المضارع، أصله تدعوون، حذفت الواو لالتقاء الساكنين ثم نقل إلى الأمر. (صادقين) ، جمع صادق، اسم فاعل من صدق يصدق باب نصر وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 24] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (24) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي وقلب وجزم، (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، و (الواو) فاعل. (الواو) اعتراضية (لن) حرف نفي ونصب (تفعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون و (الواو) فاعل. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل (النار) مفعول به منصوب، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (النار) ، (وقود) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (الناس) خبر مرفوع (الحجارة) معطوف بالواو على الناس مرفوع مثله. (أعد) فعل ماض مبني للمجهول و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي النار (للكافرين) جارّ ومجرور متعلق ب (أعدّت) .

_ (1) الجمهور يجعل الجازم (لم) لا (إن) ، لأن الأول أقوى في العمل، ولكن لا يمنع أن نجعل العامل (إن) حتى يخلص الفعل للاستقبال ويبقى كذلك، لأن الفعل إذا جزم ب (لم) قلب معناه إلى الماضي وهذا يخلّ بمفهوم الشرط.

الصرف:

جملة: «لم تفعلوا» لا محلّ لها معطوفة على استئنافية سابقة. وجملة: «لن تفعلوا» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «اتّقوا النار» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «وقودها النار» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «أعدت..» في محلّ نصب حال من النار «1» . الصرف: (اتّقوا) فيه إبدال كما في فعل (تتّقون) ، انظر الآية (21) . (وقود) ، اسم جامد لما يوقد، وزنه فعول بفتح الواو.. والمصدر منه وزنه فعول بضمّ الفاء. وبعضهم قال كلّ من الفتح والضمّ يصحّ في الاسم والمصدر، فما توقد به النار يقال له وقود بالفتح والضمّ وكذلك إيقادها، ومثل ذلك يقال في الوضوء والسحور.. ولكن ما جاء في الآية أفصح. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى فَاتَّقُوا النَّارَ.. فاتقاء النار كناية عن الاحتراز من العناد إذ بذلك يتحقق تسببه عنه وترتبه عليه كأنه قيل فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله كما هو المقرر فاحترزوا من إنكار كونه منزلا من عند الله سبحانه فإنه مستوجب للعقاب بالنار لكن أوثر عليه الكناية المذكورة المبنية على تصوير العناد بصورة النار وجعل الاتصاف به عين الملابسة بها للمبالغة في تهويل شأنه وتفظيع أمره وإظهار كمال العناية بتحذير المخاطبين منه وتنفيرهم عنه وحثهم على الجد في تحقيق المكنى عنه وفيه من الإيجاز البديع ما لا يخفى.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

الفوائد

2- الاعتراض: في قوله تعالى وَلَنْ تَفْعَلُوا.. الجملة اعتراض بين جزأي الشرطية مقرر لمضمون مقدمها ومؤكد لإيجاب العمل بتاليها وهذه معجزة باهرة حيث أخبر بالغيب الخاص علمه به عز وجل. الفوائد وردت آيات عدة في القرآن الكريم تحمل روح التحدي والتعجيز للمشركين بأن يحاكوا القرآن أو يقلدوه أو يأتوا بسورة واحدة مماثلة لسوره، ولقد وقفت قريش عاجزة ومستسلمة أمام هذا التحدّي. ويحدثنا التاريخ عن أناس معدودين حاولوا تقليد القرآن الكريم فأتوا بما كان شاهدا على عجزهم ووصمة عار وسخف على لسان أولئك المتنبئين والذين منهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ومنهم المتنبي في شبابه، وهناك من حكى ذلك بهتانا عن المعري في كتابه «الفصول والغايات» . وقد نفى ذلك عن المعري سائر المحققين والمنصفين. ومما حفظ لنا التاريخ من «قرآن» مسيلمة قوله: «يا ضفدع يا ضفدعين، نقّي كما تنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين» . وزعم قوم أن ابن المقفع حاول تقليد القرآن فلما شدهه أسلوب القرآن أحرق ما قد كان كتب. وبذلك يبقى التحدي قائما الى يوم القيامة. [سورة البقرة (2) : آية 25] وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر

تقديره أنت (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (عملوا) فعل وفاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة فهو جمع مؤنث سالم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. (جنات) اسم أنّ مؤخّر منصوب وعلامة نصبه الكسرة. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة، والجارّ والمجرور متعلّق ب (بشّر) «1» . (تجري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «2» و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع. (كلما) ظرفيّة شرطية غير جازمة «3» . (رزقوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقوا) ، (من ثمرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من رزقا «4» - نعت تقدّم على المنعوت- (رزقا) مفعول به ثان منصوب (قالوا) فعل وفاعل، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر وهو على

_ (1) هذا مذهب الخليل.. أو في محلّ نصب مفعول به على مذهب سيبويه، ولكن الأول أقيس. (2) وفيه حذف مضاف أي: تجري من تحت أشجارها الأنهار. [.....] (3) انظر وجها آخر لإعرابه في الآية (20) . (4) أو هو بدل من المجرور السابق (منها) بدل اشتمال فهو يتعلّق بما تعلّق به المبدل.

حذف مضاف أي مثل الذي رزقنا.. (رزقنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل- والمفعول الثاني محذوف أي رزقناه- (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقنا) . (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (أتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (الواو) نائب فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق ب (أتوا) ، (متشابها) حال منصوبة من الهاء في (به) . (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (في) حرف جرّ (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف الخبر (أزواج) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مطهّرة) نعت ل (أزواج) مرفوع مثله. (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فيها) متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة ولا يصحّ العطف على جملة اتّقوا في الآية السابقة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت ل (جنّات) . وجملة: «رزقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «1» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) والكلام المكوّن من أداة الشرط وشرطها وجوابها في محلّ نصب حال من فاعل آمنوا أي مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من جنّات- لأنها وصفت- وفي الجملة ضمير يعود إليها.

الصرف:

وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «رزقنا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة أو حاليّة بتقدير قد. وجملة: «لهم فيها أزواج» لا محلّ لها مقطوعة على الاستئناف «1» . وجملة: «هم فيها خالدون» في محل نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار. الصرف: (الصالحات) ، جمع صالحة مؤنث الصالح، اسم فاعل من صلح الثلاثي وزنه فاعل. (جنّات) ، جمع جنّة، اسم جامد مأخوذ من فعل جنّ بمعنى ستر، وسمّيت كذلك لأنها مكان مستور أو ساتر لكثرة الأشجار، وزنه فعلة بفتح الفاء وسكون العين. (الأنهار) ، جمع نهر اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين. (أتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا. (متشابها) ، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره. (أزواج) ، جمع زوج، وهو لفظ يستعمل للرجل والمرأة وكلّ منهما زوج الآخر، وفي الآية قصد به النساء وزوج وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) أو في محل نصب معطوفة على جملة تجري، وكذلك جملة: هم فيها خالدون.

البلاغة

(مطهّرة) ، والمذكّر منه مطهّر، وهو اسم مفعول من طهّر الرباعيّ، وهو على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة. (خالدون) ، جمع خالد، اسم فاعل من خلد يخلد باب نصر وزنه فاعل. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ والعلاقة المحلية هذا إذا كان النهر مجرى الماء أما إذا كان بمعنى الماء في المجرى فلا مجاز فيه. 2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ أي هذا مثل الذي رزقناه من قبل أي من قبل هذا في الدنيا ولكن لما استحكم الشبه بينهما جعل ذاته ذاته. وقد حذفت منه أداة التشبيه ولذلك سمي بليغا. الفوائد في قوله: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ. - يطّرد سقوط الجار قبل أن المصدرية وأن المؤكدة ذات الهمزة المفتوحة «وَبَشِّرِ ... أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ» كما يجوز حذف الجار سماعا فينتصب المجرور ويعرب منصوبا على سقوط حرف الجر، وفي تعبير القدامى «على نزع الخافض» كقول جرير: تمرّون الديار ولم تعوجوا ... فقد نصب «الديار» بعد سقوط حرف الجر. [سورة البقرة (2) : آية 26] إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ (26)

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يستحيي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يضرب) مضارع منصوب والفاعل هو (مثلا) مفعول به منصوب (ما) زائدة للتوكيد «1» ، (بعوضة) بدل أو صفة أو عطف بيان من (مثلا) منصوب مثله (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول في محل نصب معطوف على بعوضة «2» ، (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محل جر ب (من) محذوف متعلّق ب (يستحيي) ، أي: لا يستحيي من أن يضرب مثلا. (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) مبتدأ في محل رفع (آمنوا) فعل وفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يعلمون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (أنّ) كالسابق و (الهاء) ضمير في محل نصب اسم أنّ (الحقّ) خبر أنّ مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا فيقولون) تعرب كنظيرها.. (ما) اسم استفهام في محل

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به ثان أي: يضرب مثلا شيئا من الأشياء أو هي صفة ل (مثلا) أو بدل، و (بعوضة) بدل من (ما) . (2) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب معطوفة على بعوضة.

رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول في محل رفع خبر «1» - أي: فما الذي- (أراد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أراد) (مثلا) تمييز لاسم الإشارة منصوب أو حال أي ممثلا به. (يضلّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يضلّ) . (كثيرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يهدي به كثيرا) تعرب كنظيرها المتقدّمة. (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (ما) نافية (يضلّ) مثل الأول، وكذلك (به) ، (إلا) أداة حصر (الفاسقين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء. جملة: «إنّ الله لا يستحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يستحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعلمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «2» . وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

_ (1) يجوز إعراب (ماذا) كلمة واحدة: اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به مقدّم لفعل أراد، والتقدير: أي شيء أراد الله. (2) في هذا التعبير، وجوب اقتران جواب (أمّا) بالفاء.. وقد تدخل الفاء على خبر المبتدأ، وذلك لأن قوله: أما الذين آمنوا فيعلمون ... أصله: مهما يكن من أمر فالذين آمنوا يعلمون.. فحين استبدل (أمّا) ب (مهما) وفعلها انتقلت الفاء الرابطة إلى الخبر حكما. وهكذا في كلّ تعبير جاء المبتدأ تاليا (أمّا) تقترن الفاء بالخبر.

الصرف:

وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني «1» وجملة: «ماذا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أراد الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) . وجملة: «يضلّ به كثيرا» في محلّ نصب نعت ل (مثلا) «2» . وجملة: «يهدي به ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «ما يضلّ به ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال. الصرف: (بعوضة) ، اسم جامد مفرد للحشرة المعروفة، والجمع بعوض، وزنه فعولة بفتح الفاء. (فوق) اسم، ظرف للمكان نقيض تحت، وقد يستعمل للزمان: أقام في المدينة فوق شهر. ويدلّ على الزيادة: هذا فوق ذاك. وزنه فعل بفتح فسكون. (الحقّ) ، مصدر حقّ يحقّ بابا نصر وضرب.. وزنه فعل بفتح فسكون. (أراد) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أرود بفتح الواو وزنه أفعل لأن ماضيه المجرّد راد يرود بمعنى طلب، نقلت حركة الواو الى الراء قبلها، ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل فأصبح أراد. (يضل) ، فيه حذف همزته التي في الماضي أضل وأصله يؤضلل، وجرى فيه الحذف مجرى يؤمن ويقيم وينفق.

_ (1) انظر الملاحظة رقم (2) في الصفحة السابقة. (2) يجوز أن تكون في محل نصب حال من لفظ الجلالة. أو لا محلّ لها استئنافيّة لبيان ما سبق وهو رأي أبي حيّان وقد رفض كونها نعتا حتى لا تكون من كلام الكافرين.

البلاغة

(كثيرا) ، صفة مشبّهة من كثر يكثر باب كرم وزنه فعيل. (الفاسقين) ، جمع الفاسق، اسم فاعل من فسق يفسق باب نصر وزنه فاعل.. أو من باب ضرب لغة حكاها الأخفش. البلاغة 1- التمثيل: في هذه الآية الكريمة مثل ضرب للدنيا وأهلها فإن البعوضة تحيا ما جاعت وإذا شبعت ماتت، كذلك أهل الدنيا إذا امتلأوا منها هلكوا. وهذا اشارة الى حسن التمثيل في الآية. الفوائد - أمّا: تأتي لثلاث حالات: للشرط والتفصيل والتوكيد. وقد نجد الشرط والتفصيل واردا في الآية الكريمة: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا ... وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا.. وأما الشرط والتوكيد ففي قول سيدنا علي: أمّا بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة. وهذه سمة من سمات الخطابة وسنة متبعة لدى خطباء المنابر. وفي الرسائل التقليدية. [سورة البقرة (2) : آية 27] الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (27) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب نعت ل (الفاسقين) «1» . (ينقضون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل (عهد) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقضون) . (ميثاق) مضاف إليه مجرور و (الهاء) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو)

_ (1) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

عاطفة (يقطعون) مثل ينقضون (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به «1» ، (أمر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أمر) . (أن) حرف مصدريّ ونصب (يوصل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (ما) . والمصدر المؤوّل من (أن) والفاعل في محلّ نصب بدل من (ما) ، أي: يقطعون وصل ما أمر الله، أو بدل من الهاء في (به) أي يقطعون ما أمر الله بوصله. جملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقطعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أمر الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الواو) عاطفة (يفسدون) مثل ينقضون (في الأرض) جار ومجرور متعلّق ب (يفسدون) - (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب. (هم) ضمير فصل «2» الخاسرون خبر المبتدأ أولاء مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون. وجملة: أولئك هم الخاسرون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (عهد) مصدر سماعيّ لفعل عهد يعهد باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، وجملة أمر الله.. في محلّ نصب نعت ل (ما) . (2) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الخاسرون، وجملة: هم الخاسرون خبر المبتدأ أولئك

البلاغة

(بعد) اسم، ظرف للزمان ضد قبل يلزم الإضافة، فإن قطع عنها بني على الضمّ، أو نصب منوّنا وزنه فعل بفتح فسكون. (ميثاق) ، مصدر ميميّ على غير القياس من وثق يثق الباب السادس، وزنه مفعال بكسر الميم، وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله موثاق جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء فأصبح (ميثاق) . (الخاسرون) ، جمع الخاسر وهو اسم فاعل من خسر الثلاثيّ، على وزن فاعل. (يفسدون) ، فيه حذف الهمزة أصله يؤفسدون لأن ماضيه أفسد ... البلاغة 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ. استعمال النقض في إبطال العهد من حيث استعارة الحبل له لما فيه من ارتباط أحد كلامي المتعاهدين بالآخر. 2- المقابلة: وهي تعدّد الطباق في الكلام، فقد طابق بين يضل ويهدي وبين يقطعون ويوصل. الفوائد 1- كيف: من الأسماء المبنية وبناؤها على الفتح وأكثر ما تكون للاستفهام ولها أربعة أحوال من الاعراب: تأتي خبرا كما تأتي مفعولا ثانيا لأفعال «ظن وأخواتها» . وتأتي حالا لما بعدها وتأتي مفعولا مطلقا مثل «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ...

[سورة البقرة (2) : آية 28]

[سورة البقرة (2) : آية 28] كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) الإعراب: (كيف) اسم استفهام للتعجّب مبنيّ في محلّ نصب حال من الواو في (تكفرون) ، وهو العامل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (بالله) جار ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الواو) حاليّة (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (أمواتا) خبر كان منصوب (الفاء) عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثمّ) حرف عطف في المواضع الثلاثة (يميت) مضارع مرفوع (كم) مفعول به والفاعل هو (يحييكم) مثل يميتكم ... (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل. جملة: «تكفرون بالله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم أمواتا» في محلّ نصب حال مع تقدير (قد) . وجملة: «أحياكم» في محل نصب معطوفة على جملة كنتم أمواتا. وجملة: «يميتكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة أحياكم. وجملة: «يحييكم» في محل نصب معطوفة على جملة يميتكم. وجملة: «ترجعون» في محل نصب معطوفة على جملة يحييكم. الصرف: (كيف) اسم مبهم، مبنيّ على الفتح، قد يأتي للاستفهام وقد يأتي للشرط، وزنه فعل بفتح فسكون ثم البناء على الفتح. (أحياكم) ، الألف في (أحيا) تكتب طويلة ولو لم يتّصل به ضمير

[سورة البقرة (2) : آية 29]

النصب أو غيره، ذلك لأن الألف سبقت بياء، ولولا الياء لرسمت قصيرة برسم الياء غير المنقوطة لأنها رابعة. (أمواتا) ، جمع ميّت وزنه فيعل فيه إعلال بالقلب، أصله ميوت لأن ألفه واو، مصدره الموت. فلمّا اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فأصبح (ميّت) ، جمعه أموات وزنه أفعال. [سورة البقرة (2) : آية 29] هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) الإعراب: (هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محل رفع خبر (خلق) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعا (ثمّ) حرف عطف (استوى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى عمد أو قصد. (الفاء) عاطفة (سوّى) مثل استوى، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (النون) حرف لجمع الإناث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (سبع) مفعول به ثان منصوب (سموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة أو حاليّة (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (بكلّ) جارّ ومجرور متعلق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سوّاهن ... » لا محل لها معطوفة على جملة استوى. وجملة: «هو.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال والعامل فيها الأفعال المتقدّمة. الصرف: (جميعا) اسم بمعنى الجماعة وضدّ التفرّق وزنه فعيل، وقد يستعمل استعمال الصفة. (استوى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استوي- بياء مفتوحة في آخره- تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء لأنها خماسيّة. (سوّاهنّ) ، فيه إعلال مثل استوى. (عليم) ، صفة مشتقّة مبالغة اسم الفاعل من علم المتعدّي ومنه فعيل. [سورة البقرة (2) : آية 30] وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (30) الإعراب: (الواو) استئنافية (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بفعل قالوا الآتي «1» ، (قال) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير متّصل في محلّ

_ (1) أو هو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره قول ربّك ... [.....]

نصب اسم، (جاعل) خبر مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاعل) . (خليفة) مفعول به لاسم الفاعل جاعل، منصوب. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضم و (الواو) فاعل، (الهمزة) للاستفهام (تجعل) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تجعل) . (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يفسد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (فيها) مثل الأول متعلّق ب (يفسد) . (الواو) عاطفة (يسفك) مثل يفسد (الدماء) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نسبّح) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بحمد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نسبّح أي: مشتملين بحمدك و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (نقدّس) مثل نسبّح (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نقدّس) . (قال) مثل الأول (إنّي) سبق إعرابها (أعلم) مضارع مرفوع هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعا (ثمّ) حرف عطف (استوى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى عمد أو قصد. (الفاء) عاطفة (سوّى) مثل استوى، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (النون) حرف لجمع الإناث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (سبع) مفعول به ثان منصوب (سموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة أو حاليّة (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (بكلّ) جارّ ومجرور متعلق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ مرفوع.

الصرف:

وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سوّاهن ... » لا محل لها معطوفة على جملة استوى. وجملة: «هو.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال والعامل فيها الأفعال المتقدّمة. الصرف: (جميعا) اسم بمعنى الجماعة وضدّ التفرّق وزنه فعيل، وقد يستعمل استعمال الصفة. (استوى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استوي- بياء مفتوحة في آخره- تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء لأنها خماسيّة. (سوّاهنّ) ، فيه إعلال مثل استوى. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل. جملة: «قال ربّك ... » في محلّ جرّ بإضافة إذ إليها. وجملة: «إنّي جاعل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «تجعل فيها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يفسد فيها» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت لها.

الصرف:

وجملة: «يسفك الدماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «نحن نسبّح ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «نسبّح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ نحن. وجملة: «نقدّس ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نسبّح. وجملة: «قال الثانية» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «إني أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (إذ) ظرف للزمن الماضي لا يأتي بعده إلا جملة، وقد تحذف الجملة ويستعاض منها بالتنوين، وقد تكون للمفاجاة: بينما أنا جالس إذ جاء زيد. (ملائكة) ، قيل جمع مألك وزن مفعل مشتقّ من الألوكة وهي الرسالة، فالهمزة فاء الكلمة ثمّ أخّرت فجعلت بعد اللام فقالوا ملأك فأصبح وزنه معفل والجمع ملائكة على معافلة. وقيل أصل الكلمة لأك فعين الكلمة همزة، وأصل ملك ملأك من غير نقل، وألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت الهمزة، فلمّا جمع الاسم ردّت الهمزة فوزنه الآن مفاعلة. وقال قوم: عين الكلمة واو وهو من لاك يلوك أدار أراد الشيء في فيه، فكأن صاحب الرسالة يدير الرسالة في فيه، فيكون أصل ملك ملاك مثل معاذ، ثمّ حذفت عينه تخفيفا فيكون أصل ملائكة ملاوكة مثل مقاولة فأبدلت الواو همزة كما أبدلت واو مصائب. وقال آخرون ملك مثل من

البلاغة

الملك وهي القوّة، فالميم أصل ولا حذف فيه ولكنّه جمع على فعائلة شاذّا «1» . (جاعل) ، اسم فاعل من جعل الثلاثيّ، وزنه فاعل. (خليفة) ، فعيلة بمعنى فاعل وزيدت التاء للمبالغة، فهو صفة مشبّهة. (الدماء) ، جمع دم، ولامه محذوفة، أصله دمي بياء في آخره لأن المثنّى دميان «2» . وفي كلمة (الدماء) قلب الياء همزة لتطرّفها بعد ألف ساكنة وأصله الدماي. (حمد) ، مصدر سماعيّ لفعل حمد يحمد باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- الاستفهام: الوارد في قوله تعالى أَتَجْعَلُ خروج لمعناه الأصلي عن موضوعه. فهو استكشاف عن الحكمة الخفية وعما يزيل الشبهة وليس استفهاما عن الجعل نفسه والاستخلاف لأنهم قد علموه قبل، فالمسئول عنه هو الجعل ولكن لا باعتبار ذاته بل باعتبار حكمته ومزيل شبهته، أو تعجب من أن يستخلف لعمارة الأرض وإصلاحها من يفسد فيها.

_ (1) العكبري من كتاب (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن) . (2) كما جاء في القاموس المحيط.

الفوائد

الفوائد 1- إذ ظرف لما مضى من الزمن ويأتي بعدها جملة، وفي إعرابها خمسة أوجه: أ- ظرف.. ب- مفعول به.. ج- بدلا من مفعول به.. د- مضاف إليه على أن يكون المضاف اسم زمان. هـ- وتقع بعد بينا وبينما وحينئذ تكون للمفاجاة «فبينما العسر إذ دارت معاسير. [سورة البقرة (2) : آية 31] وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (علّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (آدم) مفعول به منصوب (الأسماء) مفعول به ثان منصوب (كلّ) توكيد معنوي منصوب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (عرض) مثل علّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (على الملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (عرضهم) (الفاء) عاطفة (قال) مثل علّم (أنبئوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به (بأسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبئوني) . (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و (تم) ضمير متّصل في

الصرف:

محلّ رفع اسم كان. (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «علّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «عرضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علّم. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عرضهم. وجملة: «أنبئوني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط، محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم صادقين فأنبئوني بأسمائهم. الصرف: (آدم) ، اسم علم، والمدّة فيه منقلبة عن همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة زنة أفعل وهو مشتق من أديم الأرض أو الأدمة. (الأسماء) ، جمع اسم ... انظر البسملة من سورة الفاتحة. [سورة البقرة (2) : آية 32] قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح (الكاف) مضاف اليه (لا) نافية للجنس (علم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّق بمحذوف خبر لا (إلا) أداة استثناء (ما) حرف مصدريّ «2» (علّمت) فعل ماض مبني على السكون و (التاء) فاعل

_ (1) يجوز أن تكون معطوفة بالواو على جملة: قال ربك للملائكة ... فتكون في محلّ جرّ. (2) أو اسم موصول في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير في خبر لا.

الصرف:

و (نا) مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) اسم إنّ (أنت) ضمير فصل «1» لا محلّ له (العليم) خبر إنّ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (نسبّح) سبحان» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية. وجملة: «لا علم لنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «علّمتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة: «إنّك أنت العليم» لا محلّ لها تعليلية. والمصدر المؤوّل (ما علّمتنا) في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير المستكنّ في خبر لا وهو كائن أو موجود. الصرف: (سبحانك) مصدر سماعيّ لفعل سبح يسبح باب فتح الثلاثي وزنه فعلان بضمّ الفاء. (علم) ، مصدر سماعيّ لفعل علم يعلم باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء. (الحكيم) ، صفة مشبّهة من حكم يحكم باب نصر، وزنه فعيل. [سورة البقرة (2) : آية 33] قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ياء)

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره العليم، والجملة خبر إنّ.

أداة نداء (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أنبئ) فعل أمر و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بأسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبئ) و (هم) مضاف اليه. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (أنبأ) فعل ماض و (هم) مفعول به والفاعل هو، (بأسمائهم) مثل الأول متعلّق ب (أنبأ) . (قال) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (لم) حرف نفي وقلب وجزم (أقل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أقل) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) اسم إنّ (أعلم) مضارع مرفوع والفاعل أنا (غيب) مفعول به منصوب (السموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (أعلم) مثل الأول (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (تبدون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على ما الأول «2» (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون (تم) ضمير متّصل في محل رفع اسم كان (تكتمون) مثل تبدون. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنبئهم ... » لا محلّ لها جواب النداء وهي من نوع الاستئناف.

_ (1) أو حرف مصدريّ.. والمصدر المسئول في محلّ نصب مفعول به. (2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محل نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.

الصرف:

وجملة: «أنبأهم ... » في محل جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال الثانية لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «لم أقل في محلّ نصب مقول القول لفعل قال. وجملة: «إنّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل أقل. وجملة: «أعلم في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أعلم الثانية في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلم الأولى. وجملة: «تبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كنتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «تكتمون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (أقل) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وأصله (أقول) ، وزنه أفل. (تبدون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله تبديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة الى الدال- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت، الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة وزنه تفعون. وفي الفعل تحذف الهمزة تخفيفا كما حذفت من يؤمنون ويقيمون (انظر الآية 3) . البلاغة - المقابلة: حيث طابق بين السموات وبين الأرض وبين تبدون وتكتمون. هذا وإن الطباق من الألفاظ التي خالفت مضمونها ولذلك سماه بعضهم التضاد والتكافؤ وهو الجمع بين معنيين متضادين.

[سورة البقرة (2) : آية 34]

[سورة البقرة (2) : آية 34] وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ قلنا للملائكة) سبق إعراب نظيرها «1» (اسجدوا) فعل أمر وفاعله. (لآدم) جار ومجرور متعلّق ب (اسجدوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (الفاء) استئنافيّة (سجدوا) فعل ماض وفاعله (إلا) أداة استثناء (إبليس) مستثنى ب (إلا) منصوب ممتنع من التنوين للعلمية والعجمة. (أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي إبليس (الواو) عاطفة (استكبر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سجدوا» لا محلّ لها استئنافية مرتبطة مع ما قبلها برابط السببيّة. وجملة: «أبى» في محلّ نصب حال بتقدير قد، أي ترك السجود آبيا له «2» . وجملة: «استكبر» في محلّ نصب معطوفة على جملة أبى.

_ (1) انظر الآية (20) . (2) يجوز إعرابها استئنافيّة جاءت لتأكيد الاستثناء في إبليس. أو هو استئناف بياني جاء جوابا عن سؤال مقدّر

الصرف:

وجملة: «كان من الكافرين» لا محلّ لها اعتراضيّة، أو في محلّ نصب حال بتقدير قد. الصرف: (قلنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وهذا يطّرد في كلّ فعل معتلّ أجوف، وزنه فلنا بحذف عينه. (إبليس) هو لفظ أعجمي وزنه إفعيل، وقيل هو عربيّ مشتقّ من الإبلاس وهو اليأس ومنع من الصرف للعلميّة فقط شذوذا. (أبى) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف أصلها ياء، والفعل أصله أبي يأبى باب فتح أو أبي يأبى باب ضرب، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (كان) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو، مضارعه يكون وأصله كون بفتح الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. [سورة البقرة (2) : آية 35] وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) الإعراب: (الواو) عاطفة (قلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل (يا) أداة نداء (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضم في محلّ نصب (اسكن) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للفاعل المستتر (الواو) عاطفة (زوج) معطوف على الضمير المستتر تبعه في الرفع «1» و (الكاف) مضاف إليه في محلّ

_ (1) هذا الإعراب يصحّ استنادا للقاعدة التي تقول: يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل.. لأن الأصل ألا يصحّ في النثر مثلا أن يقال: اسكن زوجك- بضمّ الجيم- على أنه فاعل، بل يقال: لتسكن زوجك. وعلى هذا فإن (زوجك) في الآية الكريمة

جرّ (الجنّة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (كلا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الألف) ضمير متّصل مبنيّ في رفع فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كلا) (رغدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي أكلا رغد «1» (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (كلا) ، (شئتما) فعل وفاعل.. (التاء) فاعل و (ما) حرف عماد دالّ على التثنية (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقرب) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب مفعول به (الشجرة) بدل من ذه «2» تبعه في الجرّ (الفاء) فاء السببيّة (تكونا) مضارع ناقص منصوب ب (أن) مضمرة بعد فاء السببيّة، و (الألف) ضمير متّصل في محل رفع اسم تكون (من الظالمين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا للملائكة في الآية السابقة. وجملة: «يا آدم اسكن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اسكن ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كلا منها» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «شئتما» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.

_ عند ابن مالك هو فاعل لفعل محذوف تقديره لتسكن زوجك، والعطف هو من عطف الجمل لا عطف المفردات. (1) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي كلا مستطيبين متهنّئين. (2) أو عطف بيان منه. [.....]

الصرف:

وجملة: «لا تقربا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء. الصرف: (كلا) ، فيه حذف فاء الكلمة وهي الهمزة، ماضيه أكل.. وزنه علا. (رغدا) مصدر سماعيّ لفعل رغد يرغد باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. (حيث) ، ظرف للمكان مبنيّ على الضمّ، وقد يأتي للزمان أيضا وزنه فعل بفتح فسكون ثمّ البناء على الضمّ. (شئتما) فيه إعلال بالحذف، حذفت عينه لالتحاق تاء الفاعل وبناء الفعل على السكون، وتمّ الحذف لالتقاء الساكنين وزنه فلتما بكسر الفاء. (الظالمين) جمع الظالم، اسم فاعل من الثلاثي ظلم وزنه فاعل والجميع فاعلين. [سورة البقرة (2) : آية 36] فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (36) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أزلّ) فعل ماض و (هما) ضمير متّصل في محل نصب مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أزلّهما) ، (الفاء) عاطفة (أخرجهما) مثل أزلّهما (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محل جرّ ب (من) «1» متعلّق ب (أخرجهما) . (كان) فعل ماض ناقص و (الألف) ضمير في محلّ رفع اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف

_ (1) أو هو نكرة موصوفة بمعنى نعيم أو عيش في محلّ جرّ، والجملة بعده نعت له.

الصرف:

خبر كان (الواو) عاطفة (قلنا) فعل ماض وفاعله (اهبطوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بعض) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (لبعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من عدوّ- نعت تقدّم على المنعوت- (عدوّ) خبر المبتدأ بعضكم (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الخبر (مستقرّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (متاع) معطوف بالواو على مستقرّ مرفوع مثله (الى حين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (متاع) «1» . جملة: «أزلّهما الشيطان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أخرجهما» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانا فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اهبطوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بعضكم لبعض عدو» في محلّ نصب حال أي اهبطوا متعادين «2» . وجملة: «لكم في الأرض مستقرّ» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال أو هي مستأنفة. الصرف: (بعض) اسم للجزء أو الطائفة أو الفرد من الشيء، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أبعاض.

_ (1) أو متعلّق ب (متاع) لأنه في حكم المصدر. (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

[سورة البقرة (2) : آية 37]

(عدوّ) ، اسم أشبه المصدر في وزنه، وعدّه بعضهم مصدرا وزنه فعول، وقد أدغمت الواو واللام معا لأنهما من ذات الحرف. (مستقرّ) ، اسم مكان من فعل استقرّ السداسيّ، فهو على وزن اسم المفعول. وقد يكون مصدرا ميميا بمعنى الاستقرار. (متاع) ، اسم لما ينتفع به، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد يكون اسم مصدر لفعل تمتّع واستمتع بكذا.. (حين) ، اسم بمعنى الوقت والمدّة، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، والجمع أحيان وجمع الجمع أحايين. [سورة البقرة (2) : آية 37] فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) الإعراب: (الفاء) عاطفة (تلقّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (آدم) فاعل مرفوع (من ربّ) جار ومجرور متعلّق ب (تلقّى) و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (كلمات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض والفاعل هو أي الله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) . (إنّ) حرف توكيد ونصب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل «1» (التوّاب) خبر إنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «تلقّى آدم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف في الآية السابقة. وجملة: «تاب عليه» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلقّى آدم. وجملة: «إنّه هو التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره التّواب، والجملة خبر إنّ.

الصرف:

الصرف: (تلقّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تلقّي بفتح الياء، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا فأصبح وزنه تفعّل. (كلمات) ، جمع كلمة اسم لما يتلفّظ به الإنسان مفردا كان أو مركّبا وزنه فعلة بفتح فكسر ففتح أو بكسر فسكون ففتح أو بفتح فسكون ففتح. (تاب) ، فيه إعلال بالقلب، أصله توب بفتح الواو لأن المضارع يتوب، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا قيل تاب. (التوّاب) ، مشتقّ من تاب يتوب باب نصر فهو مبالغة اسم الفاعل، وزنه فعّال بفتح الفاء. (الرحيم) ، انظر الفاتحة الآية (1) [سورة البقرة (2) : آية 38] قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) الإعراب: (قلنا) فعل وفاعل (اهبطوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (اهبطوا) . (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعين (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (يأتينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (النون) نون التوكيد الثقيلة و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من) حرف جرّ و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتينّ) ، (هدى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف، (الفاء) رابطة لجواب الشرط إن (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبع) فعل ماض والفاعل هو (هدى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف و (الياء)

مضاف اليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (لا) نافية مهملة «1» . (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اهبطوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يأتينّكم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «من تبع هداي» في محلّ جزم جواب الشرط إن مقترنة بالفاء. وجملة: «تبع هداي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء. وجملة: «هم يحزنون» في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) أو عاملة عمل ليس، وخوف اسمها وعليهم خبرها.. هذا وإذا تكرّرت (لا) بالعطف يصحّ في المعطوف والمعطوف عليه الحالات التالية: 1- إن رفع المعطوف عليه- بإهمال لا أو بإعمالها عمل ليس- جاز في المعطوف وجهان: آ- البناء على الفتح. ب- الرفع. 2- إن نصب المعطوف عليه، أو بني على الفتح جاز في المعطوف ثلاثة أوجه: آ- النصب. ب- البناء على الفتح- ج- الرفع. (2) يجوز أن تكون جواب شرط مقدّر، أي إن تهبطوا منها فإني أنعم عليكم بالهداية. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «يحزنون» في محل رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (خوف) مصدر سماعيّ لفعل خاف يخاف باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً.. 1- يكثر وقوع «ما» بعد «إن» الشرطية فتدغم فيها نطقا وكتابة كقوله تعالى «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما، أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» وقوله تعالى: «فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ» وتسمّى في هذه الصورة «إن المؤكدة بما» . وثمة أنواع أخرى ل «إن» منها «إن» المخفّفة من الثقيلة، و «إن» النافية الناسخة و «إن» النافية التي لا تعمل «وإن» الشرطية التي لا تجزم وهي أقلها ورودا في كلام العرب والأفضل إهمالها ... 2- إذا وقع اسم الشرط مبتدأ كقولهم «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» ففي الخبر ثلاثة أقوال: الأول جملة فعل الشرط. والثاني جملة جواب الشرط والثالث الجملتان معا وهذا ما نرتاح اليه. [سورة البقرة (2) : آية 39] وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (39) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (كذّبوا) مثل كفروا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب، (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف اليه مجرور (هم)

الصرف:

ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة رفعه الواو. جملة: «الذين كفروا» في محلّ جزم معطوفة على جملة من تبع هداي في الآية السابقة «1» . وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كذّبوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك أصحاب النار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب أو من النار. الصرف: (آيات) ، جمع آية، اسم بمعنى العلامة، وأصلها أيية، فاؤها همزة وعينها ولأمها ياءان لأنها من تأيّى القوم إذا اجتمعوا.. ثم أبدلوا الياء الأولى ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فاجتمعت الهمزة والألف الساكنة فأدغمتا ووضع فوقهما مدّة. ووزن آيات فعلات. (أصحاب) ، جمع صاحب، وهو اسم فاعل من صحب يصحب باب فرح، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 40] يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) الإعراب: (يا) أداة نداء (بني) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة المناسبة و (الياء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ل (نعمتي) ، (أنعمت) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنعمت) ، (الواو) عاطفة (أوفوا) مثل اذكروا (بعهد) جار ومجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء متعلّق ب (أوفوا) ، (الياء) مضاف إليه (أوف) فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بعهدكم) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (أوف) . (الواو) عاطفة (إيّاي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره ارهبوا (الفاء) زائدة «1» ، (ارهبوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية، وقت الفعل من الكسر باتّصاله بياء المتكلّم التي حذفت للتخفيف وهي مفعول به. جملة: «يا بني إسرائيل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .

_ (1) جاءت لتوكيد المعنى وتزيين اللفظ- عند الفارسيّ- وهي عاطفة عند غيره، عطفت الجملة المذكورة على الجملة المقدّرة ارهبوا أو على جملة مقدّرة جديدة، أي تنبّهوا فارهبوني وهو اختيار أبي حيّان.

الصرف:

وجملة: «أوفوا..» لا محل لها معطوفة على جملة النداء. وجملة: «أوف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن توفوا أوف. وجملة: « (ارهبوا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء. وجملة: «ارهبون» لا محلّ لها تفسير للجملة المقدّرة. الصرف: (بني) ، جمع ابن، والألف في ابن عوض من لام الكلمة المحذوفة فأصلها بنو. (إسرائيل) ، علم أعجمي، وقد يلفظ بتخفيف الهمزة إسراييل، وقد تبقى الهمزة وتحذف الياء أي إسرائل، وقد تحذف الهمزة والياء معا أي: إسرال. (نعمة) ، الاسم لما ينعم به لفعل نعم ينعم بابي نصر وفتح ونعم ينعم باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون. (أوفوا) ، فيه إعلال بالحذف مع الإعلال بالتسكين، أصله أوفيوا، بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها الى الفاء- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون واو الجماعة، فقيل أوفوا، وزنه أفعوا. (أوف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع. [سورة البقرة (2) : آية 41] وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) الإعراب: (الواو) عاطفة (آمنوا) فعل آمر.. والواو فاعل، (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (آمنوا) ،

والعائد محذوف (أنزلت) فعل ماض وفاعله (مصدّقا) حال من الضمير المفعول في أنزلت (اللام) لام التقوية زائدة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل «1» . (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم تكون (أول) خبر تكون منصوب (كافر) مضاف اليه مجرور (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (كافر) ، (الواو) عاطفة (لا تشتروا) مثل لا تكونوا ولكنّه تام بتضمينه معنى تستبدلوا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تشتروا) ، و (الياء) مضاف اليه (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (إياي فاتّقون) مثل اياي فارهبون في الآية السابقة. جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء في الآية السابقة. وجملة: «أنزلت» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «لا تكونوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «لا تشتروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: « (اتقوا) المقدّر» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «اتّقون» لا محلّ لها تفسيريّة للجملة المقدّرة.

_ (1) هذا المحلّ الأبعد، أما الأقرب ففي محلّ جرّ باللام، ويجوز تعليق اللام ب (مصدّقا) .

الصرف:

الصرف: (مصدّقا) ، اسم فاعل من صدّق الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر. (أوّل) ، وزنه أفعل وفاؤه وعينه واوان، ولم يتصرّف منه فعل لاعتلال الفاء والعين، وقال بعضهم أنه من آل يؤول، فأصل الكلمة أأول ثمّ أخّرت الهمزة الثانية فجعلت بعد الواو أوأل، ثمّ خفّفت الهمزة الثانية بإبدالها واوا، ثمّ أدغمت مع الواو الأولى.. وهذا رأي بعض الكوفيين. (تشتروا) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله تشتريوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها الى الراء وتسكينها، ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، فأصبح تشتروا وزنه تفتعوا. (اتّقون) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف جرى فيه مجرى تشتروا، كما أنّ فيه إبدال الواو- فاء الكلمة- تاء كما جرى في تتّقون.. انظر الآية (21) .. وحذف منه ياء المتكلّم تخفيفا ليناسب اللفظ فواصل الآيات. (قليلا) ، صفة مشبّهة من قلّ يقلّ باب ضرب، وزنه فعيل. الفوائد - «وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ. فضمير النصب «إيّا» منصوب على الاشتغال وبيان ذلك أن مفعول الفعل «اتقى» محذوف للتخفيف بدليل وجود نون الوقاية التي تفصل بين الفعل ومفعوله وتقديره «اتقوني» أما الضمير «إيّا» فهو منصوب بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور. [سورة البقرة (2) : آية 42] وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا تلبسوا) مثل لا تكونوا في الآية السابقة

الصرف:

ولكنّه تام (الحقّ) مفعول به منصوب (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلبسوا) ، (الواو) عاطفة أو واو المعيّة (تكتموا) مضارع مجزوم معطوف على تلبسوا- أو منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة- «1» .. والواو فاعل (الحق) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع.. الواو فاعل. جملة: «لا تلبسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النهي في السابقة. وجملة: «تكتموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلبسوا. وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (الباطل) ، اسم فاعل من بطل يبطل باب كرم، وهو ضدّ الحقّ، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 43] وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) الإعراب: (الواو) عاطفة، (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل أقيموا (الزكاة) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (اركعوا) مثل أقيموا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اركعوا) ، (الراكعين) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تلبسوا.. في الآية السابقة.

_ (1) والمصدر المؤوّل من (أنّ) والفعل معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم لبس للحقّ بالباطل وكتم للحقّ.

الصرف:

وجملة: «آتوا الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. وجملة: «اركعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. الصرف: (أقيموا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أقوموا، جرى فيه مجرى (يقيمون) في الآية (3) . (الصلاة) ، اسم مصدر من صلّى الرباعيّ، والألف فيه منقلبة عن واو لأنّ جمعها صلوات، جاءت الواو متحرّكة وفتح ما قبلها قلبت ألفا وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح.. انظر الآية (3) . (آتوا) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله آتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو الساكنة- وهو إعلال بالحذف- ثمّ حرّكت التاء بالضمّ بحركة الياء المحذوفة. (الزكاة) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لقولهم زكا يزكو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح. (الراكعين) ، جمع الراكع، وهو اسم فاعل من ركع يركع باب فتح، وزنه فاعل. البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ، وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أي صلوا مع المصلين، فعبّر بالجزء وهو الركوع وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة هذا المجاز جزئية.

[سورة البقرة (2) : آية 44]

[سورة البقرة (2) : آية 44] أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تأمرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (بالبرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمرون) ، (الواو) عاطفة (تنسون) مثل تأمرون (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تتلون) مثل تأمرون (الكتاب) مفعول به منصوب. (الهمزة) للاستفهام التوبيخي الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مثل تأمرون. جملة: «تأمرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. جملة: «تنسون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. جملة: «أنتم تتلون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تنسون. جملة: «تتلون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . جملة: «تعقلون» لا محلّ لها (معطوفة) على الاستئنافيّة» . الصرف: (البرّ) ، اسم لجميع أنواع الخير وفعله برّ يبرّ باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون. (تنسون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تنساون، التقى سكونان الألف والواو، فحذفت الألف تخلّصا من الساكنين وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها، وزنه تفعون.

_ (1) الزمخشري يعطفها على جملة مقدّرة بعد الهمزة أي: أتغفلون فلا تعقلون؟

البلاغة

(تتلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تتلوون، التقى ساكنان لام الكلمة وواو الجماعة، حذفت لام الكلمة تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه تفعون. البلاغة - قوله تعالى وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ حيث صدّر الكلام بالضمير للتبكيت وزيادة التقبيح. [سورة البقرة (2) : آية 45] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (45) الإعراب: (الواو) عاطفة (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالصبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا) ، (الصلاة) معطوف بالواو على الصبر مجرور مثله. (الواو) حاليّة (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) اسم إنّ و (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (كبيرة) خبر إنّ مرفوع (إلا) أداة حصر «1» . (على الخاشعين) جارّ ومجرور متعلّق ب (كبيرة) . جملة: «استعينوا..» لا محل لها معطوفة على جملة أقيموا الإنشائية الواردة في الآية (43) ، وما بين الجملتين من نوع الاعتراض. وجملة: «إنها لكبيرة..» في محلّ نصب حال. الصرف: (الصبر) ، مصدر سماعيّ لفعل صبر يصبر باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) النفي قبلها مقدّر، أي: إنّها لا تخفّ ولا تسهل إلا على الخاشعين.

[سورة البقرة (2) : آية 46]

(كبيرة) ، مؤنّث كبير وهو صفة مشبّهة من كبر الثلاثي باب فرح وزنه فعيل. (الخاشعين) ، جمع الخاشع اسم فاعل من خشع الثلاثي باب فتح، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 46] الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (46) الإعراب: (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ل (الخاشعين) «1» ، (يظنّون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون.. الواو فاعل (أنّ) حرف توكيد ونصب و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة رفعه الواو، وحذفت النون للإضافة. وأنّ واسمها وخبرها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي يظنّون. (الواو) عاطفة (أنّهم) مثل سابقه (الى) حرف جرّ (الهاء) مضاف إليه، متعلّق ب (راجعون) خبر أنّ، والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها معطوف على المصدر المؤوّل السابق. جملة: «يظنون..» لا محلّ لها صلة الموصول. الصرف: (ملاقو) ، جمع الملاقي، اسم فاعل من لاقى الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، و (ملاقو) فيه إعلال بالحذف، أصله ملاقيو بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها الى القاف- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئنافيّة. [.....]

الفوائد

(راجعون) ، جمع راجع اسم فاعل من رجع الثلاثي باب ضرب، على وزن فاعل. الفوائد اللام في قوله تعالى «وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ» تدعى اللام المزحلقة لأن الأصل أن تكون في أول المبتدأ ولكن عند ما اجتمع مؤكدان أقواهما «إنّ» فقد استقلّت «إنّ» في أول المبتدأ ودفعت ب «اللام» الى أول الخبر فقيل انها تزحلقت وسميت المزحلقة. [سورة البقرة (2) : آية 47] يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (47) الإعراب: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ مرّ إعرابها مفردات وجملا (الآية 40) . (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (فضّلت) فعل وفاعل و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلتكم) ، وعلامة الجرّ الياء لأنه ملحق بجمع المذّكر السالم. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ نصب معطوف على المصدر (نعمة) في قوله اذكروا نعمتي ... [سورة البقرة (2) : آية 48] وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) الإعراب: (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر وفاعله (يوما) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي أهوال يوم (لا) نافية (تجزي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (نفس) فاعل مرفوع (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجزي) «1» ، (شيئا) مفعول مطلق ناب عن

_ (1) أو بمحذوف حال من (شيئا) .

الصرف:

المصدر أي لا تجزي جزاء لا قليلا ولا كثيرا أو لا تجزي شيئا من الجزاء. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقبل) ، (شفاعة) نائب فاعل مرفوع. (الواو) عاطفة (لا يؤخذ منها عدل) تعرب كنظيرتها المتقدّمة. (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ... والواو نائب فاعل. جملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء في الآية (47) . وجملة: «لا تجزي نفس» في محلّ نصب نعت ل (يوما) ، والرابط محذوف تقديره فيه أي: لا تجزي فيه. وجملة: «لا يقبل منها شفاعة في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر. وجملة: «لا يؤخذ منها عدل» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر. وجملة: «لا هم ينصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر «1» . وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (نفس) ، اسم بمعنى الروح أو الجسد أو الشخص، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) عاد الضمير مذكّرا جمعا على النفس لأنها هنا بمعنى العباد أو الأناسيّ.

البلاغة

(شفاعة) ، مصدر شفع يشفع باب فتح وزنه فعالة بفتح الفاء. (عدل) ، مصدر عدل يعدل باب ضرب، بمعنى الفداء، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة - أتى بالجملة المعطوفة الأخيرة وهي «وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ» اسمية مع أن الجمل التي قبلها فعلية للمبالغة والدلالة على الثبات والدّيمومة أي أنهم غير منصورين دائما ولا عبرة بما يصادفونه من نجاح. [سورة البقرة (2) : آية 49] وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (نجينا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّينا) ، (فرعون) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (يسومون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) مفعول به (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف اليه مجرور (يذبّحون) مضارع مرفوع وفاعله (أبناء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف اليه (الواو) عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يذبّحون أبناءكم. (الواو) استئنافية (في) حرف جرّ (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (بلاء) و (كم) مضاف اليه (عظيم) نعت ثان ل (بلاء) مرفوع مثله. جملة: «نجّيناكم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.

الصرف:

وجملة: «يسومونكم» في محل نصب حال من (آل فرعون) . وجملة: «يذبّحون» في محلّ نصب بدل من جملة يسومونكم «1» . وجملة: «يستحيون» في محلّ نصب معطوفة على جملة يذبّحون. وجملة: «في ذلكم بلاء» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . الصرف: (آل) ، أصل الهمزة هاء أي أهل فأبدلت الهاء بالهمزة لقربها منها في المخرج ثمّ قلبت الهمزتان مدة لأن الأولى مفتوحة والثانية ساكنة، وقيل: أصل آل أول من آل يؤول لأن الإنسان يؤول إلى أهله. (فرعون) ، اسم أعجميّ معرفة، لقب لمن ملك مصر. قيل: ولا يعرف لفرعون تفسير بالعربيّة. وقد اشتقّ من هذا اللقب- لعتوّ صاحبه وجبروته- فعل تفرعن أي أصبح ذا دهاء ومكر. (سوء) ، اسم لما يزعج الإنسان من أمر دنيوي أو أخروي، وهو في الأصل مصدر ويؤنّث بالألف السوءى، وزنه فعل بضمّ فسكون. (العذاب) ، اسم مصدر لفعل عذّب لأن حروفه نقصت عن حروف المصدر وهو تعذيب. وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (7) من هذه السورة. (أبناء) ، جمع ابن- انظر الآية 40- (يستحيون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يستحييون بكسر الياء الأولى، وقد جرى فيه الحذف مجرى تشتروا (الآية 41) . (نساء) ، الهمزة فيه منقلبة عن واو لظهورها في مرادفه نسوة أو

_ (1) أو هي حال من فاعل يسومونكم. (2) أو معترضة بين جمل الحديث عن بني إسرائيل.

البلاغة

نسوان، أصله نساو، فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد الألف قلبت همزة وهذا القلب مطّرد. وهو جمع لا مفرد له من لفظه، مفرده امرأة. (بلاء) مصدر سماعيّ لفعل بلا يبلو باب نصر، والهمزة فيه منقلبة عن واو- كما ظهر في الفعل- وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ فقد ذبحوا بعض الأبناء فقط، لأنهم لم يذبحوا الأصاغر والأكابر فعلاقة هذا المجاز العموم. [سورة البقرة (2) : آية 50] وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ فرقنا) مثل إذ نجّينا في الآية السابقة (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (فرقنا) والباء للسببيّة، (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أنجينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل أنجينا (آل) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «فرقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أنجيناكم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فرقنا. وجملة: «أغرقنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فرقنا. وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال.

الصرف:

وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (البحر) ، اسم جامد للماء الكثير والمالح، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 51] وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (51) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ واعدنا) مثل إذ فرقنا ... أو نجّينا (موسى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف (أربعين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (ليلة) تمييز منصوب (ثمّ) حرف عطف (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله (العجل) مفعول به منصوب وهو المفعول الأول، أمّا الثاني فمحذوف تقديره (إلها) . (من بعد) جار ومجرور متعلّق ب (اتّخذتم) ، و (الهاء) ضمير متّصل مضاف اليه، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «واعدنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتخذتم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة واعدنا. وجملة: «أنتم ظالمون» في محلّ نصب حال. الصرف: (موسى) ، اسم أعجمي علم. وقيل هو من أوسيت رأسه إذا حلقته، فهو على وزن اسم المفعول وقيل هو فعلى بضمّ الفاء من ماس يميس إذا تبختر، فالواو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها، ولكنّ هذا الكلام لا ينطبق على اسم النبيّ، بل ينطبق على الموسى الذي يقطع.

[سورة البقرة (2) : آية 52]

(أربعين) ، اسم من أسماء ألفاظ العقود في الأعداد، وهو ملحق بجمع المذكر. (ليلة) ، مؤنث ليل من مغرب الشمس الى طلوع الفجر، وقيل الليلة واحدة الليل على أنّه اسم جمع، وقيل الليل والليلة بمعنى واحد، والجمع الليالي. (العجل) ، اسم جامد للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 52] ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف للتراخي (عفونا) فعل ماض وفاعله (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفونا) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عفونا) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) اسم لعلّ في محلّ نصب، (تشكرون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. جملة: عفونا في محلّ جرّ معطوفة على جملة اتخذتم العجل في الآية السابقة. وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة «1» . وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (عفونا) ، أعيدت الألف الى أصلها حين أسند الفعل الى ضمير جمع المتكلّم.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في عنكم أي: مرتجين تقديم الشكر.

[سورة البقرة (2) : آية 53]

[سورة البقرة (2) : آية 53] وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا آتينا) مثل إذ نجّيناكم «1» ، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الفرقان) معطوف بالواو على الكتاب منصوب مثله (لعلّكم تهتدون) مثل لعلّكم تشكرون في الآية السابقة. جملة: «آتينا ... » في محلّ جرّ بإضافة إذ إليها. وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (آتينا) ، المدّة منقلبة عن همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة لأن المضارع يؤتي، وقد عادت الألف لام الكلمة الى أصلها لاتّصالها بضمير المتكلّم الجمع، وزن آتينا أفعلنا. (الفرقان) ، هو في الأصل مصدر سماعيّ لفعل فرق يفرق من بابي نصر وضرب، ثمّ جعل اسما للقرآن الكريم، وزنه فعلان بضمّ فسكون. (تهتدون) ، فيه إعلال بالحذف، وأصله تهتديون بضمّ الياء، والحذف فيه جرى مجرى (تشتروا) ، في الآية (41) . وزنه تفتعون. [سورة البقرة (2) : آية 54] وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم دال على ما مضى من الزمن في

_ (1) في الآية (49) من هذه السورة.

محلّ نصب معطوف على إذ المفعول به في الآية السابقة (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه. (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (ظلمتم) فعل ماض وفاعله (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (باتّخاذ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ظلمتم) ، والباء للسببيّة و (كم) مضاف إليه (العجل) مفعول به للمصدر اتّخاذ، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ربط السبب بالمسبّب (توبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الى بارئ) جارّ ومجرور متعلّق ب (توبوا) و (كم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اقتلوا) مثل توبوا (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه. (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ والإشارة الى القتل و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (خير) ، (بارئ) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير في محلّ جرّ. (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ (وكم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) اسم إنّ (هو) ضمير فصل «1» ، (التوّاب) خبر انّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره التّواب، والجملة خبر إنّ.

الصرف:

وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّكم ظلمتم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ظلمتم ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة: «توبوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم عفو الله وغفرانه فتوبوا إليه «1» . وجملة: «اقتلوا» في محلّ جزم معطوفة على جملة توبوا. وجملة: «ذلكم خير لكم» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تاب عليكم» معطوفة على جملة مقدّرة أي فعلتم فتاب عليكم. وجملة: إنّه هو التوّاب لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (قوم) اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده رجل، اشتقاقه من فعل قام يقوم، ويطلق على الرجال ولا يطلق على النساء وحدهنّ البتة.. وانظر الآية (60) من هذه السورة. (اتّخاذكم) ، مصدر قياسيّ لفعل اتّخذ الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر الحرف الثالث وإضافة ألف قبل الآخر. (عند) ، اسم للمكان وللزمان، ولا يقع إلا ظرفا أو مجرورا ب (من) . (بارئ) ، اسم فاعل من برأ يبرأ باب فتح، وزنه فاعل. (خير) ، اسم تفضيل حذف منه الهمزة لكثرة الاستعمال وزنه فعل بفتح الفاء.

_ (1) يجوز أن تكون معطوفة على جملة جواب النداء ... وطلب التوبة مسبّب عن ظلم الأنفس.

البلاغة

البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ. روي أنه أمر من لم يعبد العجل أن يقتل من عبده، والمعنى عليه استسلموا أنفسكم للقتل، وسمى الاستسلام للقتل قتلا على سبيل المجاز. 2- الالتفات: في قوله تعالى فَتابَ عَلَيْكُمْ فهو خطاب منه سبحانه وتعالى على نهج الالتفات من التكلم الذي يقتضيه النظم الكريم وسياقه الى الغيبة إذ كان مقتضى المقام أن يقول: فوفقتكم فتبت عليكم. [سورة البقرة (2) : آية 55] وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) مثل إذ في الآية السابقة (قلتم) فعل وفاعل (يا) أداة نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤمن) بتضمينه معنى نقرّ أو اللام للتعليل (حتّى) حرف غاية وجرّ (نرى) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف والفاعل نحن (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب به منصوب (جهرة) مصدر في موضع الحال من لفظ الجلالة أي تراه ظاهرا «1» . (الفاء) عاطفة عطفت المسبّب

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي: جهرتم القول جهرة.. أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلاقي فعل الرؤية في المعنى. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل نرى في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن) .

الصرف:

على السبب (أخذ) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (كم) مفعول به (الصاعقة) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «قلتم ... » في محل جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وجوابها» في محل نصب مقول القول. وجملة: «لن نؤمن ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أخذتكم الصاعقة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (قلتم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت عين الفعل لمناسبة البناء على السكون، فلمّا التقى ساكنان حذفت الألف، وأصله (قالتم) ، ثمّ ضمّ الحرف الأول من الفعل دلالة على نوع الحرف المحذوف فأصل الألف واو. وزنه فلتم بضمّ الفاء. (نرى) ، فيه حذف الهمزة- وهي عين الكلمة- تخفيفا، وأصله نرأى وزنه نفل بفتحتين (جهرة) مصدر جهر مجهر باب فتح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر للفعل هو جهارا بكسر الجيم. (الصاعقة) ، اسم للشرارة الكهربائية الناتجة من احتكاك الغيوم المختلفة الشحنة. وهو على وزن اسم الفاعل وبمعناه. [سورة البقرة (2) : آية 56] ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف للتراخي (بعثنا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من بعد) جار ومجرور

[سورة البقرة (2) : آية 57]

متعلّق ب (بعثنا) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه في محلّ جرّ. (لعلّكم تشكرون) سبق إعرابها «1» . جملة: «بعثناكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتكم الصاعقة. وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة البقرة (2) : آية 57] وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) الإعراب: (الواو) ، عاطفة (ظلّلنا) مثل بعثنا في الآية السابقة (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلّلنا) ، (الغمام) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنزلنا) مثل بعثنا و (عليكم) سبق إعرابه متعلّق ب (أنزلنا) ، (المنّ) مفعول به منصوب (السلوى) معطوف بالواو على المنّ منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلق ب (كلوا) ، (ما) اسم موصول «2» ، في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) مثل بعثنا و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (ظلمونا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (أنفس) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) في الآية (52) . (2) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.

الصرف:

وجملة: ظلّلنا.. لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثناكم في الآية السابقة. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلّلنا. وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا. وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما ظلمونا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكن كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمونا. وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (المنّ) ، اسم جنس من النبات أو الحلوى، جاء في المعجم: هو الذي أنزله الله بأعجوبه في البرية على بني إسرائيل، وزنه فعل بفتح فسكون. (كلوا) ، فيه تغيير بالحذف، حذفت منه الهمزة على غير القياس، وزنه علوا. (طيّبات) ، جمع طيّب صفة مشبّهة من فعل طاب يطيب، وزنه فيعل، وقد أدغمت الياءان معا. (السلوى) ، اسم جنس لطير السماني، أو هو نوع منه، ووزن السلوى فعلى بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 58] وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر

(قلنا) فعل ماض وفاعله (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب مفعول به (القرية) بدل من ذه أو عطف بيان له منصوب (الفاء) عاطفة (كلوا) مثل ادخلوا.. (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ متعلّق ب (كلوا) ، (شئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) فاعل و (الميم) حرف لجمع الذكور (رغدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي أكلا رغدا «1» . (الواو) عاطفة (ادخلوا) سبق إعرابه (الباب) مفعول به منصوب، (سجّدا) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (الواو) عاطفة (قولوا) مثل ادخلوا (حطّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره سؤالنا أو مسألتنا. (نغفر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نغفر) . (خطايا) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (السين) للاستقبال (نزيد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا. وجملة: «شئتم» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.

_ (1) ويجوز أن يكون حالا بتقدير هانئين.

الصرف:

وجملة: «ادخلوا الثانية» في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا الأولى. وجملة: «قولوا ... » في محل نصب معطوفة على جملة ادخلوا الثانية. وجملة: « (مسألتنا) حطّة» في محل نصب مقول القول. وجملة: «نغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «سنزيد المحسنين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (القرية) ، اسم جامد.. وقد يكون مأخوذا من قريت أي جمعت، لجمعها لأهلها.. وهو في الأصل اسم للمكان، ولكن قد يطلق على من يسكن فيه مجازا. (شئتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة بناء الفعل على السكون، فالتقى سكونان فحذفت الألف المنقلبة عن ياء، وهذا مطّرد في كلّ فعل معتلّ أجوف، وكسرت فاء الفعل لدلالة الحرف المحذوف وهو الياء، وزنه فلتم. (سجّدا) ، جمع ساجد، اسم فاعل من سجد يسجد باب نصر، وزنه فاعل.. ووزن سجّد فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة. (حطّة) ، مصدر هيئة من فعل حطّ يحطّ باب نصر وزنه فعلة بكسر الفاء، وقيل هو لفظ أمروا به ولا يدرى معناه «1» . (خطايا) ، جمع خطيئة، اسم بمعنى الذنب وزنه فعيلة، قيل: إنّ خطايا وزنه فعائل أصله خطايئ بياء مكسورة قبل الهمزة، ثمّ قلبت الياء

_ (1) حاشية الجمل على الجلالين.. وقيل هي التوبة.

[سورة البقرة (2) : آية 59]

همزة مكسورة «1» ، فاجتمع همزتان فقلبت الثانية ياء «2» ، ثمّ تحرّكت الهمزة بالفتح للخفّة، وكذلك الياء الأخيرة، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ثمّ قلبت الهمزة ياء للهرب من الثقل فأصبح خطايا. وقيل- وهو قول سيبويه- إنّ خطايا أصله خطائئ، ثمّ أبدلت الهمزة الثانية ياء بحسب قواعد الإبدال. ثمّ أبدل من الكسرة في الهمزة فتحة فانقلبت الياء ألفا، ثمّ أبدلت الهمزة ياء «3» . (المحسنين) ، جمع المحسن وهو اسم فاعل من أحسن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره. [سورة البقرة (2) : آية 59] فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (59) الإعراب: (الفاء) عاطفة (بدّل) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (قولا) مفعول به منصوب (غير) نعت ل (قولا) منصوب مثله (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) . (الفاء) عاطفة (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (ظلموا) سبق إعرابه (رجزا) مفعول به منصوب (من

_ (1) تقلب الواو أو الياء همزة بعد ألف مفاعل أو فعائل. [.....] (2) تبدل الهمزة المتطرفة ياء إذا جاءت بعد همزة. (3) انظر النحو الوافي ج 4 ص 578.

الصرف:

السماء) جارّ ومجرور متعلق ب (أنزلنا) «1» ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدري (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ و (الواو) اسم كان (يفسقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «بدّل الذين ظلموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا في الآية السابقة. وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قيل لهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنزلنا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بدّل. وجملة: «ظلموا الثانية» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كانوا يفسقون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء ... متعلّق ب (أنزلنا) . الصرف: (قولا) مصدر سماعي لفعل قال يقول، وزنه فعل بفتح فسكون ولم تعلّ الواو لسكونها. (رجزا) ، اسم لكلّ قبيح أو مكروه، وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة - قوله تعالى فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا وضع الظاهر موضع المضمر للتعليل والمبالغة في الذم والتقريع وللتصريح بأنهم بما فعلوا قد ظلموا أنفسهم بتعريضها لسخط الله تعالى.

_ (1) أو بمحذوف نعت ل (رجزا) .

[سورة البقرة (2) : آية 60]

[سورة البقرة (2) : آية 60] وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ استسقى موسى لقومه) مثل إذ قال موسى لقومه «1» . (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (اضرب) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بعصا) جارّ ومجرور متعلّق ب (اضرب) ، والباء للاستعانة وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (الكاف) مضاف اليه (الحجر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (انفجر) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انفجرت) ، (اثنتا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف فهو ملحق بالمثنّى (عشرة) جزء عدديّ مبنيّ على الفتح لا محلّ له (عينا) تمييز منصوب (قد) حرف تحقيق (علم) فعل ماض (كلّ) فاعل مرفوع (أناس) مضاف إليه مجرور (مشرب) مفعول به منصوب (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه. (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (اشربوا) مثل كلوا (من رزق) جارّ ومجرور متعلّق بالفعلين المتقدّمين من باب التنازع في إعمال الثاني (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعثوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال مؤكّدة منصوبة وعلامة النصب الياء. جملة «استسقى موسى» في محلّ جرّ مضاف اليه.

_ (1) في الآية (54) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استسقى. وجملة: «اضرب ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انفجرت منه اثنتا عشرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي: فضرب فانفجرت. وجملة: «علم كلّ أناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «كلوا» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «اشربوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. الصرف: (استسقى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استسقي بفتح الياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (عصا) ، الألف فيه منقلبة عن واو لأن المثنّى عصوان، وتقول: عصوت بالعصا أي ضربت، ووزن عصا فعل بفتحتين. (الحجر) ، اسم جامد وزنه فعل لفتحتين. (اثنتان) ، مؤنّث اثنان، وهو اسم ضعف الواحد، وفيه حذف لام الكلمة، والألف والنون مزيدتان للتثنيه، فهو ملحق بالمثنّى لأنه لا واحد له من لفظه، وحذفت النون من اثنتا عشرة لأنه شبيه بالتركيب الإضافي. (عشرة) ، اسم لأول العقود مؤنّث العشر، وجاء مؤنّثا موافقا للمعدود لأنه مركب مع ما قبله.

_ (1، 2) أو في محلّ نصب حال من (اثنتا عشرة عينا) ، والرابط محذوف تقديره منها.

[سورة البقرة (2) : آية 61]

(عينا) ، اسم جامد بمعنى الينبوع جمعه أعين وعيون، وزنه فعل بفتح فسكون. (أناس) ، جمع انس، اسم جمع بمعنى البشر، واحده المنسوب إليه أي إنسيّ. وثمّة جمع آخر له هو أناسيّ بفتح الهمزة، ووزن أناس فعال بضمّ الفاء. (مشرب) ، اسم مكان من شرب يشرب باب فرح وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عين المضارع مفتوحة وهو فعل صحيح. (تعثوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تعثاوا، جاءت الألف ساكنة قبل الواو الساكنة فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوا. فعله عثا يعثو، وعثي يعثى من بابي نصر وفرح. [سورة البقرة (2) : آية 61] وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (61) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ قلتم يا موسى) سبق إعرابها في الآية (55) ، (لن) حرف ناصب وناف (نصبر) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (على طعام) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصبر) ، (واحد) نعت ل (طعام) مجرور مثله (الفاء) لربط المسبّب بالسبب، أو رابطة لجواب شرط مقدّر (ادع) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ، و (نا)

ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يخرج) . (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ ب (من) «1» متعلّق ب (يخرج) ، ومفعول يخرج محذوف تقديره شيئا (تنبت) فعل مضارع مرفوع (الأرض) فاعل مرفوع (من بقل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول تنبت المحذوف أي: ممّا تنبته الأرض من بقل «2» . و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها) أسماء مضافة معطوفة بحروف العطف على بقلها مجرورة مثله. جملة: «قلتم ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لن نصبر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ادع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء لأنها في حيّز النداء.. أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنّا بحاجة الى أكثر من نوع من الطعام فادع لنا ربّك.. وجملة: «يخرج..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تنبت الأرض» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تستبدلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ

_ (1) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها. (2) أو هو بدل من (ما) بإعادة الجارّ.

(أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الباء) حرف جرّ (الذي) موصول في محلّ جرّ متعلّق بفعل تستبدلون. (هو خير) مثل هو أدنى. (اهبطوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) فاعل (مصرا) مفعول به منصوب (الفاء) تعليلية.. أو رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللام) حرف جرّ (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر، (سألتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله. (الواو) استئنافيّة (ضرب) فعل ماض مبنيّ للمجهول بتضمينه معنى جعلت و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربت) ، (الذلّة) نائب فاعل مرفوع (المسكنة) معطوفة بالواو على الذلّة مرفوع مثله (الواو) عاطفة (باءوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بغضب) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الواو والباء للملابسة (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (غضب) . (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك، أي ذلك الغضب مستحقّ بكفرهم. (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من

فاعل يقتلون، أي يقتلونهم مبطلين «1» ، (الحق) مضاف إليه مجرور. (ذلك) سبق اعرابه (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل، والضمّ مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والمصدر المؤوّل (ما عصوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك. (الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (يعتدون) مثل يكفرون. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني لسؤال مقدّر. وجملة: «تستبدلون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو أدنى» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول. وجملة: «هو خير» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «اهبطوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «إنّ لكم ما سألتم» لا محلّ لها تعليليّة «3» . وجملة: «سألتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ضربت» عليهم الذلّة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «باءوا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ذلك بأنهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف من غير

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف نعت لمصدر محذوف- أي مفعول مطلق نائب عن المصدر- أي قتلا حاصلا بغير الحق. (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. (3) يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي: إن تهبطوا فإنّ لكم ما سألتم.

الصرف:

تعليل. وجملة: «كانوا يكفرون» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر (كانوا) وجملة: «يقتلون» في محل نصب معطوفة على جملة يكفرون. وجملة: «ذلك بما عصوا» لا محلّ لها بدل من جملة ذلك بأنهم كانوا ... وجملة: «عصوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «كانوا يعتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا. وجملة: «يعتدون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (طعام) ، اسم للمأكول من أي نوع، وزنه فعال بفتح الفاء. (واحد) ، اسم يدلّ على الفرد بالمذكّر، أو صفة مشتقّة على وزن فاعل. (ادع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين. (بقل) ، اسم لما تنبته الأرض من النجم ممّا لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه بقول بضمّ الباء. (قثّاء) ، اسم للنبات المعروف، وهو اسم جمع واحدته قثّاءة بكسر القاف وفتح الثاء المشدّدة، والهمزة أصليّة لقولهم: أقثأت الأرض أي كثر قثّاؤها. (فوم) ، اسم جامد للنبات المعروف وهو الثوم، وقيل هو الحنطة،

وزنه فعل بضمّ الفاء وسكون العين. (عدس) ، اسم جامد، اسم جمع واحدته عدسة زنة فعلة بفتحتين، وكذلك عدس وزنه فعل بفتحتين. (بصل) ، اسم جامد للنبات المعروف، وزنه فعل بفتحتين. (أدنى) ، ألفه منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو، وزنه أفعل صفة مشبّهة، وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ باب كرم فهو دنيء أي خسيس. (مصرا) ، اسم بمعنى بلد أو مصر بعينها، وزنه فعل بكسر فسكون. (الذلّة) ، مصدر سماعيّ لفعل ذلّ يذلّ باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: ذلّ بضم الذال، وذلالة بفتح الذال، ومصدر ميميّ هو مذلّة. (المسكنة) ، مصدر ميميّ من السكون لأن المسكين قليل الحركة، وزنه مفعلة، والتاء للمبالغة. (غضب) ، مصدر سماعيّ لفعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. (النبيين) ، جمع النبيّ وهو صفة مشبّهة على وزن فعيل، وأصله النبيء، لأنه من النبأ وهو الخبر لأنه يخبر عن الله، وخفّف بقلب الهمزة ياء، ثمّ أدغمت الياءان معا. أو هو مأخوذ من النبوة أي الارتفاع لأن رتبة النبيّ ارتفعت عن رتب سائر الخلق «1» .

_ (1) العكبري: كتاب (وجوه الإعراب والقراءات ... ) .

البلاغة

(عصوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تعثوا) في الآية السابقة. (يعتدون) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تهتدون) في الآية (53) . البلاغة - الكناية: في قوله تعالى وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي جعلتا محيطتين بهم إحاطة القبة بمن ضربت عليه أو الصقتا بهم وجعلتا ضربة لازب لا تنفكان عنهم مجازاة لهم على كفرانهم من ضرب الطين على الحائط بطريق الاستعارة بالكناية. [سورة البقرة (2) : آية 62] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماضي مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول معطوف على الاسم الأول في محلّ نصب (هادوا) مثل آمنوا (والنصارى والصابئين) اسمان معطوفان بحرفي العطف على الاسم الموصول الأول، منصوبان وعلامة النصب في الأول الفتحة المقدرة على الألف وعلامة نصب الثاني الياء. (من) اسم موصول في محلّ نصب بدل من الأسماء السابقة «1» ، (آمن)

_ (1) يجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ وهو امّا اسم شرط أو اسم موصول، خبر جملة لهم أجرهم.. والجملة الاسمية خبر إنّ

فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (اليوم) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله، (الواو) عاطفة (عمل) مثل آمن (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) زائدة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخر مرفوع و (هم) متّصل مضاف اليه، (عند) ظرف متعلّق بمحذوف حال من أجر (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «1» (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. جملة: «إنّ الذين آمنوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هادوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.

_ (1) أو تعمل عمل ليس، و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها.. وانظر الآية (38) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم. وجملة: «يحزنون» في محل رفع خبر (هم) . الصرف: (هادوا) ، فيه إعلال بالقلب إذ الألف منقلبة عن واو لأنه من هاد يهود إذا تاب. وبعضهم قال إن أصلها ياء من هاد يهيد إذا تحرّك. (النصارى) ، جمع نصرانيّ نسبة الى نصران أو ناصرة.. وهي من النسبة الشاذّة في اللغة. (الصابئين) ، جمع الصابئ، اسم فاعل من صبأ الثلاثي وزنه فاعل. (صالحا) ، اسم فاعل من صلح الثلاثي، وزنه فاعل. (أجر) ، في الأصل مصدر أجره الله يأجره من بابي نصر وضرب، وقد يعبّر به عن الشيء نفسه المجازي به، والآية الكريمة تحتمل المعنيين، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 63] وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أخذ) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و (كم) مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل

الصرف:

أخذنا و (كم) مفعول به، والمفعول الثاني محذوف أي آتيناكموه (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آتيناكم أي متمتعين بقوة (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل خذوا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير متّصل في محل نصب اسم لعل (تتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «رفعنا..» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «خذوا ... » في محل نصب مقول القول لقول محذوف «1» ، والجملة المقدّرة في موضع الحال. وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «اذكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا. وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الطور) ، اسم عام يطلق على كلّ جبل أو خاص يطلق على جبل بعينه، وزنه فعل بضمّ فسكون. (خذوا) ، فيه حذف الهمزة من أوّله تخفيفا، وزنه علوا بضمّ العين. (قوّة) ، مصدر سماعيّ لفعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وقد أدغمت عينه ولامه بعد القلب، وأصله قوية، اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو الى ياء فقيل قيّة بضمّ

_ (1) يجوز أن تكون الجملة جوابا للقسم لأن أخذ الميثاق قسم. [.....]

[سورة البقرة (2) : آية 64]

القاف ولمجيء الياء الأولى ساكنة وقبلها مضموم قلبت واوا ولحقت بها الياء الساكنة لمناسبة التضعيف، فقيل قوّة. [سورة البقرة (2) : آية 64] ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (64) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّيتم) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود، شرط غير جازم (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فضل) ، (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على فضل مرفوع مثله و (الهاء) مضاف إليه، (اللام) واقعة في جواب لولا (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير متّصل اسم كان (من الخاسرين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم وعلامة الجرّ الياء. جملة: تولّيتم في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا في الآية السابقة. وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم من الخاسرين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (فضل) مصدر سماعيّ لفعل فضل يفضل باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون. (رحمة) ، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.

[سورة البقرة (2) : آية 65]

[سورة البقرة (2) : آية 65] وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (65) الإعراب: (الواو) ، عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمتم) فعل وفاعل، وهو يقتضي مفعولا واحدا لأنه بمعنى عرف (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (اعتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل اعتدوا (في السبت) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتدوا) وفيه حذف مضاف أي في يوم السبت (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل وفاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قلنا) ، (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كان (قردة) خبر كان منصوب (خاسئين) نعت ل (قردة) منصوب مثله «1» . جملة: «علمتم..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «اعتدوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علمتم. وجملة: «كونوا قردة» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (اعتدوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله اعتداوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف، وزنه افتعوا. (السبت) ، في الأصل هو مصدر فعل سبت يسبت من بابي نصر وضرب بمعنى استراح أو بمعنى قطع، ثمّ سمّي اليوم سبتا «2» . وزنه فعل

_ (1) يجوز أن يكون حالا من اسم كان، وأن يكون خبرا ثانيا ل (كونوا) . (2) حاشية الجمل على الجلالين.. ومادة سبت موجودة في لسان العرب.

[سورة البقرة (2) : آية 66]

بفتح فسكون، فإذا قيل يوم السبت فقد استعمل مصدرا. (قردة) ، جمع قرد وهو اسم للحيوان المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قردة فعلة بكسر ففتح ثمّ فتح. (خاسئين) ، جمع خاسئ، اسم فاعل من خسئ يخسأ باب فرح، وهو من اللازم بمعنى بعد وانزجر وخسأ يخسأ الكلب أي طرده من باب فتح وقد يرد هذا الباب لازما أيضا. ووزن خاسئ فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 66] فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (جعلنا) فعل وفاعل و (ها) ضمير في محل نصب مفعول به أوّل ويعود إلى العقوبة (نكالا) مفعول به ثان منصوب (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نكالا) ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى و (ها) ضمير مضاف اليه (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على الأول (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (ها) ضمير مضاف إليه (موعظة) معطوف بالواو على (نكالا) منصوب مثله (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (موعظة) . جملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة. الصرف: (نكالا) ، اسم لما نكلت به غيرك أي عاقبته، أو اسم لما يجعل عبرة للآخرين أو منعا لهم، وزنه فعال بفتح الفاء. (بين) اسم بمعنى وسط، ظرف مكان وقد يدخله ما الحرف المصدريّ الظرفي: بينما، أو تدخله الألف عوض من ما: بينا. (يديها) ، مثنّى يد، وفيه حذف اللام، أصله يدو لأن الواو تعود حين

[سورة البقرة (2) : آية 67]

النسب يدوي. وانظر الآية (79) من هذه السورة. (موعظة) ، مصدر ميميّ من وعظ يعظ باب ضرب، وزنه مفعلة بكسر العين، والتاء للمبالغة. [سورة البقرة (2) : آية 67] وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67) الإعراب: (وإذ قال موسى لقومه) سبق إعرابها «1» . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به و (الميم) حرف لجمع الذكور، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (تذبحوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بقرة) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يأمركم) «2» أي يأمركم بذبح بقرة. (قالوا) فعل وفاعل (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير في محلّ نصب مفعول به (هزوا) مفعول به ثان منصوب (قال) فعل ماض والفاعل هو (أعوذ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعوذ) ، (أن) حرف ناصب (أكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون وعلامة الجرّ الياء.

_ (1) في الآية (54) من هذه السورة. (2) يجوز نصبه على أنّه مفعول به ثان عامله يأمركم، أي: يأمركم ذبح بقرة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن أكون..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أعوذ) أي من أن أكون من الجاهلين. وجملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «إنّ الله يأمركم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يأمركم..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «أتتّخذنا هزوا» في محل نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعوذ بالله» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (بقرة) ، اسم جامد لواحد البقر، وزنه فعلة بثلاث فتحات- وقد يقع على الذكر والأنثى- وسمي هذا الجنس بقرا لأنه يبقر الأرض أي يشقّها بالحرث، ومنه بقر بطنه. (هزوا) ، مخفّف من هزؤا وهو مصدر سماعيّ لفعل هزأ يهزأ باب فتح وهزئ يهزأ باب فرح.. وقد استعمل في الآية بمعنى المهزوء (الجاهلين) ، جمع الجاهل، اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 68] قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (68) الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا)

ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) مضاف اليه (يبيّن) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يبيّن) ، (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع خبر، (قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير اسم إنّ (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّها) مثل إنّه (بقرة) خبر إنّها مرفوع (لا) نافية مهملة (فارض) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية واجبة (بكر) معطوفة على فارض مرفوع مثله، (عوان) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (عوان) ، (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (افعلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تؤمرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل. جملة: «قالوا ... » لا محلّ استئناف بياني. وجملة: «ادع» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبيّن» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ما هي» في محلّ نصب مفعول به لفعل يبيّن «2» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز جعله خبرا لمبتدأ محذوف تقديره لا هي فارض ... ومثله (لا بكر) . (2) وقد علّق الفعل بالاستفهام (ما) .. ويجوز أن يكون المفعول محذوفا فالجملة استئناف بيانيّ لا محل لها.

الصرف:

وجملة: «إنّه يقول» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنها بقرة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «افعلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن عرفتم ذلك فافعلوا. وجملة: «تؤمرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (فارض) ، اسم فاعل من فرض سنّه أي قطعه، وزنه فاعل من بابي ضرب وكرم. (بكر) ، صفة مشبّهة من بكر يبكر باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون، وهو مستعمل للمذكّر والمؤنّث، جمعه أبكار. (عوان) ، في المصباح العوان النصف في السنّ من النساء والبهائم، والجمع عون بضمّ العين وسكون الواو، والأصل بضمّ الواو لكن سكّن تخفيفا. هو صفة مشبّهة، ووزن عوان فعال بفتح الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 69] قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) الإعراب: (قالوا ادع ... يقول إنّها بقرة) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملا.. (صفراء) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (فاقع) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع مثله «1» ، (لون) فاعل لاسم الفاعل فاقع مرفوع (ها) ضمير مضاف إليه (تسرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الناظرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا مقدّما و (لونها) مبتدأ مؤخّرا.. والجملة نعت ل (بقرة) .

الصرف:

وجملة: تسرّ الناظرين في محلّ رفع نعت ل (بقرة) . الصرف: (لون) اسم لحال الشيء في منظره وهيئته من حيث بياضه وسواده، وزنه فعل بفتح فسكون. (صفراء) ، صفة مشبّهة مؤنّث أصفر، والهمزة زائدة للتأنيث، وزنه فعلاء. (فاقع) ، اسم فاعل من فقع يفقع بابي نصر وفتح، وزنه فاعل. (الناظرين) ، جمع الناظر وهو اسم فاعل من نظر ينظر باب نصر، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 70] قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) الإعراب: (قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي) مرّ إعرابها «1» ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل (البقر) اسم إن منصوب (تشابه) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق به (تشابه) ، (الواو) عاطفة (إنّ) كالأول و (نا) اسم انّ، (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (مهتدون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «إن البقر تشابه» لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ. وجملة: «تشابه علينا» في محلّ رفع خبر (إنّ) . وجملة: «إنّا ... لمهتدون» لا محلّ لها معطوفة على التعليلية أو استئنافيّة.

_ (1) انظر الآية (68) مفردات وجملا.

[سورة البقرة (2) : آية 71]

وجملة: «إن شاء الله» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فهدايتنا حاصلة. [سورة البقرة (2) : آية 71] قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ (71) الإعراب: (قال إنّه يقول إنّها بقرة) مرّ إعرابها «1» . (لا) نافية (ذلول) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله «2» ، (تثير) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الأرض) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (تسقي) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الحرث) مفعول به منصوب (مسلّمة) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (لا) نافية للجنس (شية) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (جئت) وهو فعل وفاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئت) والباء للتعدية «3» . (الفاء) عاطفة (ذبحوا) مثل قالوا و (ها) مفعول به (الواو) حاليّة (ما) نافية (كادوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كاد (يفعلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه يقول» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) انظر الآية (68) . (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.. والجملة نعت ل (بقرة) . (3) يجوز تعليق الجار بمحذوف حال من التاء من جئت أي: جئت متلبسا بالحق.

الصرف:

وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّها بقرة» في محلّ نصب مقول القول لفعل يقول. وجملة: «تثير الأرض» في محلّ رفع نعت ل (بقرة) داخلة في حكم النفي قبلها أي لا ذلول ولا تثير الأرض. وجملة: «لا تسقي الحرث» في محلّ رفع معطوفة على جملة تثير الأرض. وجملة: «لا شية فيها» في محلّ رفع نعت ل (بقرة) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جئت بالحقّ» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ذبحوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي بحثوا عنها. فوجدوها فذبحوها. وجملة: «ما كادوا يفعلون» في محلّ نصب حال.. أي: ذبحوها في حال نصب انتفاء مقاربتهم لفعل الذبح، وكان زمن الانتفاء سابقا لزمن الذبح. وجملة: «يفعلون» في محلّ نصب خبر كادوا. الصرف: (ذلول) ، صفة مشبّهة من فعل ذلّ يذل باب ضرب وزنه فعول بفتح الفاء، وهي من الصفات التي يستوي فيها التذكير والتأنيث. (الحرث) ، اسم جامد للأرض أو المزروع، وزنه فعل بفتح فسكون، وفعله من باب نصر. واللفظ مصدر سماعيّ للفعل أيضا. (مسلّمة) مؤنّث مسلّم، اسم مفعول من سلّم الرباعيّ بمعنى سليم، وزنه على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول، بحذف حرف المضارعة وإبداله ميما مضمومة.

البلاغة

(شية) ، هو في الأصل مصدر فعل وشيء من باب وعد إذا خلط لونا بلون آخر. والمراد هنا اللون نفسه. وفي الكلمة إعلال بالحذف، حذفت فاؤه كما جرى ذلك في عدة وزنه علة. (الآن) ، الألف واللام فيه زائدة لازمة، وهو ظرف للزمان ملازم للبناء. (جئت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذفت عينه لمجيئها ساكنة بعد لامه المبنيّة على السكون، فحذفت العين لالتقاء الساكنين وزنه فلت بكسر الفاء لدلالة نوع حرف العلّة المحذوف وهو الياء. (كاد) فيه إعلال بالقلب، أصله كود بكسر الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح كاد. ألفه منقلبة عن واو لأن مصدره كود زنة فعل بفتح فسكون، وإنّما يكسر فاؤه مع إسناده لضمير الرفع بسبب حركة عينه المكسورة فهو من باب فرح. البلاغة 1- في هذه الآيات المتقدمة فن التكرير وهو داخل في باب الإطناب. 2- قوله تعالى وَما كادُوا صورة مجسدة لطبائع اليهود ولجوئهم الى اللجاج والمكابرة، فقد فعلوا الذبح بعد لجاج طويل. [سورة البقرة (2) : آية 72] وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا. (قتلتم) فعل وفاعل (نفسا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (ادّارأتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء)

الصرف:

فاعل و (الميم) لجمع الذكور (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ادّارأتم) ، (الواو) اعتراضيّة (الله) مبتدأ مرفوع (مخرج) خبر مرفوع (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل مخرج، والعائد محذوف (كنتم) فعل ماض ناقص.. و (تم) اسم كان (تكتمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قتلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ادّارأتم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قتلتم. وجملة: «الله مخرج» لا محلّ لها اعتراضيّة بين المعطوف والمعطوف عليه. وجملة: «كنتم تكتمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تكتمون: في» محلّ نصب خبر (كنتم) . الصرف: (ادّارأتم) ، أصله تدارأتم من الدرء وهو الدفع، اجتمعت التاء مع الدال وهما قريبتا المخرج فسهل الإدغام بينهما ولكن بقلب التاء دالا. فلمّا بدأ الفعل بالساكن بسبب الإدغام أضيفت همزة الوصل فقيل ادّارأتم وزنه أتفاعلتم المنقلب من تفاعلتم، ويجوز أن يكون افّاعلتم. (مخرج) ، اسم فاعل من أخرج الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره. البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ

_ (1) يجوز أن تكون (ما) مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به.

[سورة البقرة (2) : آية 73]

أي: ألقى كل منكم تهمة القتل على الآخر، والقتل لم يصدر عن الجميع وإنما صدر عن واحد منهم فعبّر بالعام وأراد الخاص. فعلاقة المجاز العموم. [سورة البقرة (2) : آية 73] فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) الإعراب: (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل وفاعل (اضربوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (اضربوه) ، و (الهاء) مضاف إليه. (الكاف) حرف جرّ «1» (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يري) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (آيات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه. (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قلنا..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ادّارأتم في الآية السابقة. وجملة: «اضربوه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يحيي..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي: إحياء مثل ذلك.

الصرف:

وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الموتى) ، جمع ميّت.. انظر الآية (28) من هذه الآية. [سورة البقرة (2) : آية 74] ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (قست) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) مضاف اليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (قست) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الفاء) تعليليّة (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كالحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أو) حرف عطف للإباحة (أشدّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «1» . (قسوة) تمييز منصوب. (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (من الحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم (اللام) للتوكيد (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يتفجّر) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتفجّر) (الأنهار) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إنّ منها) مرّ إعرابهما (لما يشّقق) مثل لما يتفجّر (الفاء) عاطفة (يخرج) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في

_ (1) يجوز عطفه على الخبر المتقدّم الذي تعلّق به الجار والمجرور (كالحجارة) . [.....]

محلّ جرّ متعلّق ب (يخرج) ، (الماء) فاعل مرفوع. (الواو) عاطفة (إنّ منها لما يهبط) سبق اعراب نظيرها (من خشية) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهبط) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل غافل والعائد محذوف أي تعملونه. جملة: «قست قلوبكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فضربوها فحييت.. وجملة: «هي كالحجارة» لا محلّ لها تعليلية. وجملة: « (هي) أشدّ قوّة» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «إن من الحجارة ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال. وجملة: «يتفجّر منه الأنهار» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «إنّ منها لما ... » معطوفة على جملة إنّ من الحجارة ... وجملة: «يشّقّق» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «يخرج منه الماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشّقّق. وجملة: «إنّ منها لما يهبط» معطوفة على جملة إنّ من الحجارة ... وجملة: «يهبط» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.

_ (1) أو حرف مصدري.. و (ما) والفعل في تأويل مصدر في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق باسم الفاعل غافل.

الصرف:

وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. الصرف: (قست) ، فيه اعلال بالحذف، أصله قسات، جاءت الألف ساكنة قبل تاء التأنيث الساكنة فحذفت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه فعت. (الحجارة) ، جمع الحجر (انظر الآية 60) من هذه السورة. (أشدّ) ، اسم تفضيل من فعل شدّ، وزنه أفعل، وقد أدغمت العين من اللام. (قسوة) ، مصدر سماعيّ لفعل قسا يقسو باب نصر، وثمة مصادر أخرى للفعل منها قسوا بفتح فسكون وقساوة بفتح القاف وقساءة بقلب الواو همزة. وزن قسوة فعلة بفتح فسكون. (يشقق) ، أصله يتشقق، قلبت التاء شينا وأدغمت مع الشين الثانية، وزنه يفّعّل وأصله يتفعّل. (خشية) ، مصدر سماعيّ لفعل خشي يخشى باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي خشي بفتح الخاء وكسرها وخشاة بفتح الخاء وخشيان بفتح الخاء والشين ومخشية بفتح الميم وكسر الشين ومخشاة بقلب الياء ألفا وفتح ما قبلها. (غافل) ، اسم فاعل من غفل يغفل باب فرح ومنه. فاعل. البلاغة 1- الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ حيث استعيرت القسوة لنبو قلوبهم عن التأثر بالعظات والقوارع التي تميع منها الجبال وتلين بها الصخور.

[سورة البقرة (2) : آية 75]

2- التشبيه المرسل: حيث شبه قلوبهم بالحجارة أو بما هو أقسى من الحجارة وقد ذكر أداة التشبيه فكان التشبيه مرسلا. 3- وإيراد الجملة أسميه مع كون ما سبق فعليه للدلالة على استمرار قساوة قلوبهم. 4- المجاز العقلي: في قوله تعالى وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فهو مجاز من الانقياد لأمره تعالى والمعنى أن الحجارة ليس منها فرد إلا وهو منقاد لأمره عز وعلا آت بما خلق له من غير استعصاء وقلوبهم ليست كذلك. [سورة البقرة (2) : آية 75] أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة «1» ،، (تطمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.. (أن) حرف مصدري ونصب (يؤمنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا) بتضمينه معنى ينقادوا. والمصدر المؤوّل من أن والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أن يؤمنوا متعلّق ب (تطمعون) .

_ (1) يرى بعض المحقّقين ومنهم عبّاس حسن صاحب كتاب (النحو الوافي) - أن الفاء يمكن أن تكون بحسب المعنى.... استئنافيّة أو عاطفة أو غير ذلك في مثل هذا التركيب خلافا لرأي المتقدّمين من أنها للعطف ليس غير ثمّ إنّ جمهور المحقّقين القدامى يذهبون الى أن الهمزة مقدّمة من تأخير لأن لها الصدر ولا حذف في الكلام والتقدير أفتطمعون.. وذهب الزمخشري الى أنها داخلة على محذوف دلّ عليه سياق الكلام، والتقدير هنا أتسمعون أخبارهم وتعلمون أحوالهم فتطمعون.. وقد أخذنا برأي الزمخشري في الإعراب أعلاه.

الصرف:

(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص (فريق) اسم كان مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) ، (يسمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (كلام) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (يحرّفون) مثل يسمعون، و (الهاء) ضمير مفعول به (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحرّفون) ، (ما) حرف مصدريّ (عقلوا) فعل وفاعل (الهاء) مفعول به. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: تطمعون لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر، أي: أتعلمون أخبارهم فتطمعون. وجملة: «قد كان فريق منهم ... » في محل نصب حال. وجملة: «يسمعون ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «يحرّفونه» في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعون. وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (فريق) ، اسم جمع بمعنى الطائفة والجماعة، لا مفرد له من لفظه، جمعه فرقاء وأفرقة وفروق بضم الفاء. (كلام) ، اسم بمعنى القول أو اسم مصدر للرباعيّ كلّم، وزنه فعال بفتح الفاء.

[سورة البقرة (2) : آية 76]

[سورة البقرة (2) : آية 76] وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا لقوا ... قالوا آمنّا) مرّ إعرابها في الآية (14) مفردات وجملا.. (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قالوا (خلا) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف (بعض) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الى بعض) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (خلا) ، (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. وفاعله (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (تحدّثون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هم) مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تحدّثون) . (فتح) ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فتح) ، (اللام) للتعليل «1» (يحاجّوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام و (الواو) ضمير فاعل و (كم) ضمير مفعول به، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يحاجّوكم) ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحاجّوكم) ، (رب) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل من (أن) المضمرة والفعل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تحدّثونهم) . (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مثل تحدّثون.

_ (1) أو هي للصيرورة والمآل.

الصرف:

جملة: «لقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنّا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلا بعضهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أتحدّثونهم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «فتح الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعقلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة تحدثونهم لأنها في حيّز قولهم أي قالوا أتحدثونهم.. وقالوا ألا تعقلون. الصرف: (خلا) ، فيه إعلال بالقلب أصله خلو بفتح الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. [سورة البقرة (2) : آية 77] أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (77) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريري أو التوبيخي (الواو) عاطفة «1» ، (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (يسرّون) مثل

_ (1) هذا على رأي الجمهور، ولكنّ الاستئناف فيها ليس ببعيد، والجملة بعدها استئنافيّة. (2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل بعدها في محلّ نصب مفعول به ل (يعلم) ، ومثلها (ما يعلنون) .

الصرف:

يعلمون (الواو) عاطفة (ما يعلنون) مثل ما يسرّون. وجملة: «يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف محذوف أي: أيلومونهم ولا يعلمون. جملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يسرّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون. الصرف: (يعلنون) ، فيه حذف للهمزة في أوّله جرى فيه مجرى ينفقون.. انظر الآية (3) . (يسرون) ، فيه حذف للهمزة في أوّله جرى فيه مجرى ينفقون ... [سورة البقرة (2) : آية 78] وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) الإعراب: (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أميّون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (لا) نافية (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداء استثناء (أمانيّ) منصوب على الاستثناء المنقطع (الواو) عاطفة (ان) نافية (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (يظنون) فعل مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة: «منهم أمّيون» في محلّ نصب معطوفة على جملة قد كان فريق منهم «1» . وجملة: «لا يعلمون الكتاب» في محلّ رفع نعت ل (أميّون) . وجملة: «إن هم إلّا يظنون» معطوفة على جملة منهم أميّون تأخذ

_ (1) في الآية (75) .. ويجوز قطعها عن العطف وجعلها استئنافيّة فلا محلّ لها.

الصرف:

محلّها من الإعراب. وجملة: «يظنّون» في محلّ رفع خبر (هم) ، ومفعولا يظنّون محذوفان اي يظنّون الأباطيل حقّا. الصرف: (أميّون) ، جمع أمّيّ نسبة إلى أم، وكأنّه باق على أصل الخلقة، ووزن أمّيّ فعليّ بضمّ الفاء وسكون العين. (أمانيّ) ، جمع أمنيّة بتشديد الياء في المفرد والجمع، وقد تخفّف فيهما، وهو اسم لما يقدّره الإنسان في نفسه. وزنه أفعيلة بضمّ الهمزة، ووزن أمانيّ بتشديد الياء أفاعيل، وبدون تشديد أفاعل. [سورة البقرة (2) : آية 79] فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ،، (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (يكتبون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكتبون) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (ثمّ) حرف عطف (يقولون) مثل يكتبون (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ذا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) للتعليل (يشتروا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد

_ (1) جاز البدء بالنكرة لأنها دعاء، وهو في مفهوم العموم الذي تصحّ به النكرة أن تكون مبتدأ.

اللام والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق به (يشتروا) بتضمينه معنى يستبدلوا. والمصدر المؤوّل من (أن) المضمرة والفعل في محلّ جرّ باللام ب (يقولون) . (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله. (الفاء) عاطفة (ويل) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بالخبر المحذوف (كتب) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (ويل لهم ممّا) مرّ إعرابها (يكسبون) مثل يكتبون. جملة: ويل للذين يكتبون.. لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما سبق. وجملة: «يكتبون.» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقولون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هذا من عند الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ويل لهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ويل للذين. وجملة: «كتبت أيديهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ.. والجملة بعدها نعت لها.. أو حرف مصدري والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.

الصرف:

وجملة: «ويل لهم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ويل لهم (الأولى) . وجملة: «يكسبون» لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني. الصرف: (ويل) ، مصدر لا فعل له لاعتلال فائه وعينه، وزنه فعل بفتح فسكون.. وفي التفسير اسم واد في جهنّم. (أيدي) ، جمع يد وفيه حذف لامه أصله بدو لأن الواو تعود في النسب فيقال يدوي.. وأصل أيدي أيدو بضمّ الدال زنة أفلس، ثمّ استثقلت الضمّة على الدال فكسرت، ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل أيدي، وزنه أفعل بضمّ العين أصلا. (ثمنا) ، اسم لما كان عوض المبيع، وزنه فعل لفتحتين. البلاغة - الاطناب: في قوله تعالى يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ فقد ذكر اليد مع أن الكتابة لا تكون إلا بها وذلك لتحقيق مباشرتهم ما حرّفوه بأنفسهم، زيادة في تقبيح فعلهم. [سورة البقرة (2) : آية 80] وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (80) الإعراب: (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (تمسّ) فعل مضارع منصوب و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (النار) فاعل مرفوع (إلا) أداة حصر والاستثناء مفرّغ (أياما) ظرف زمان منصوب (معدودة) نعت ل (أياما) منصوب مثله. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (عند)

[سورة البقرة (2) : آية 81]

ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اتّخذتم) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (عهدا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لن) كالأول (يخلف) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عهد) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه، (أم) حرف عطف وهي المتّصلة «2» ، (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله) جارّ الفعل.. فهمزة الوصل دخلت على الفعل للتخلص من البدء بالساكن، فلمّا جاءت همزة الاستفهام حلّت محلّ همزة الوصل. [سورة البقرة (2) : آية 81] بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (81) الإعراب: (بلى) حرف جواب إيجاب لنفي متقدّم لا محلّ له (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كسب) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سيّئة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أحاط) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحاطت) ، (خطيئة) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «من كسب.» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هذا إن كان الفعل بمعنى وجد المتعدّي لواحد.. ويجوز أن يتعلّق بالمفعول الثاني متقدّما لفعل اتّخذ المتعدّي لمفعولين. (2) أو هي المنقطعة بمعنى بل.

الصرف:

وجملة: «كسب سيّئة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «أحاطت به خطيئته» في محلّ رفع معطوفة على جملة كسب.. وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: هم فيها خالدون في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «2» . الصرف: (سيّئة) مؤنث سيئ، فيه إعلال بالقلب، أصله سيوئ زنة فيعل، عينه واو لأنه من ساء يسوء باب نصر.. التقت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فهو كصيّب وميّت، وسيئة صفة مشتقّة. (خطيئة) ، اسم بمعنى الذنب وزنه فعيلة، وفعله خطئ يخطأ باب فرح. البلاغة - الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ. شبه المبالغة في اقتراف الذنوب بالشيء يحيط بالشيء، والصفة المشتركة بينهما عدم التخلص في كل منهما وهذه أبلغ استعارة، وذلك أن الإنسان إذا ارتكب ذنبا واستمر عليه، دفعه الى إتيان ما هو أعظم منه فلا يزال يرتقي حتى يطبع على قلبه، فلا يمكنه أن يخرج عن تعاطيه.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيها الإشارة.

[سورة البقرة (2) : آية 82]

[سورة البقرة (2) : آية 82] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (82) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلام النصب الكسرة (أولئك أصحاب ... ) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة. جملة: الذين آمنوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في السابقة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك «1» . [سورة البقرة (2) : آية 83] وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب (بني) مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الياء ملحق بجمع المذكّر السالم

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من أصحاب.. والعامل فيها الإشارة.

(إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من التنوين (لا) نافية (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (الله) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة، (وبالوالدين) جار ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره استوصوا (إحسانا) مفعول به للفعل المحذوف. جاء في البحر المحيط لابن حيان ما يلي: اختلفوا فيما تتعلق به الباء في قوله (بالوالدين) ، وفي انتصاب (إحسانا) على وجوه: الأول: أن يكون (إحسانا) معطوفا على (لا تعبدون) أعني على المصدر المنسبك من الحرف المصدري والفعل إذ التقدير عند هذا القائل بافراد الله بالعبادة وبالوالدين أي وببر الوالدين أو بإحسان إلى الوالدين، ويكون انتصاب (إحسانا) على المصدر من ذلك المضاف المحذوف، فالعامل فيه الميثاق لأنه يتعلق به الجار والمجرور، وروائح الأفعال تعمل في الظروف والمجرورات. الثاني: أن يكون الجار متعلقا ب (إحسانا) ، ويكون (إحسانا) مصدرا موضوعا موضع فعل الأمر كأن قال وأحسنوا بالوالدين.. قالوا والباء ترادف إلى في هذا الفعل تقول أحسنت به وإليه بمعنى واحد، وقد تكون على هذا التقدير على حذف مضاف أي وأحسنوا ببر الوالدين والمعنى وأحسنوا إلى الوالدين ببرهما.. وعلى هذين الوجهين يكون العامل في الجار والمجرور ملفوظا به. [وقد ردّ ابن حيان قول ابن عطية بأن عامل المصدر لا يتقدم عليه، بأن ذلك في المصدر الذي يصح أن يؤول بحرف مصدري وفعل، لا المصدر النائب مناب الفعل كما جاء في الآية] .

الثالث: أن يكون العامل محذوفا ويقدّر وأحسنوا أو ويحسنون بالوالدين، وينتصب (إحسانا) على أنه مصدر مؤكد لذلك الفعل المحذوف. الرابع: أن يكون العامل محذوفا وتقديره واستوصوا بالوالدين، وينتصب (إحسانا) على أنه مفعول به لذلك الفعل المحذوف [وبهذا الوجه تمّ إعراب الآية الكريمة] . الخامس: أن يكون العامل محذوفا وتقديره ووصيناهم بالوالدين، وينتصب (إحسانا) على أنه مفعول لأجله أي وصيناهم بالوالدين إحسانا منا أي لأجل إحساننا.. وقد جاء الفعل مصرحا به في قوله تعالى: ووصّينا الإنسان بوالديه حسنا. قال ابن حيان: والمختار الوجه الثاني لعدم الإضمار فيه ولاطّراد مجيء المصدر في معنى فعل الأمر. (الواو) عاطفة (ذي) معطوفة على الوالدين مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اليتامى) معطوفة بالواو على الوالدين مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (المساكين) معطوفة بالواو على الوالدين مجرور مثله. (الواو) عاطفة (قولوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قولوا) ، (حسنا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا حسنا. (الواو) عاطفة (أقيموا) مثل قولوا (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل قولوا (الزكاة) مفعول به منصوب. (ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الميم) حرف لجمع الذكور (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب بالاستثناء من ضمير الرفع في

تولّيتم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (قليلا) ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: أخذنا في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: لا تعبدون إلا الله لا محلّ لها جواب قسم لأن أخذ الميثاق قسم «1» . والجملة المقدّرة: «استوصوا بالوالدين..» مقول القول لقول مقّدر أي قلنا استوصوا.. وجملة: «قولوا..» في محلّ نصب معطوفة على الجملة المقدّرة استوصوا. وجملة: «أقيموا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قولوا. وجملة: «آتوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قولوا. وجملة: «تولّيتم» لا محل لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فقبلتم ذلك ثمّ تولّيتم. وجملة: «أنتم معرضون» في محلّ نصب حال وهي حالّ مؤكّدة لأنها في معنى تولّيتم.

_ (1) الجملة في لفظها خبرية وفي معناها إنشائية لأنها في معنى النهي فهي مقول القول لقول محذوف أي قلنا: لا تعبدوا إلا الله. أو مقول القول لحال محذوفة أي قائلين: لا تعبدون إلا الله. وعلى رأي العكبري يجوز أن تكون الجملة حالا مصاحبة أو مقدّرة من ضمير الغائب أي أخذنا ميثاقهم موحّدين، كما يصحّ عنده ان تكون (أن) مقدّرة أمام الفعل فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جر: أي على ألّا تعبدوا.. أو بألا تعبدوا ولما حذفت أن رفع الفعل ولكن هذا الرأي غير قياسي. [.....]

الصرف:

الصرف: (إحسانا) ، مصدر قياسيّ لفعل أحسن الرباعيّ، وزنه إفعال أي على وزن الماضي بكسر الأول وزيادة ألف قبل الآخر. (القربى) ، مصدر قرب يقرب باب فرح وباب كرم، وزنه فعلى بضمّ الفاء. (اليتامى) ، جمع يتيم صفة مشبّهة من باب ضرب وباب فتح وباب كرم، وزنه فعيل.. وجمع فعيل على فعالى بفتح الميم قليل. (المساكين) ، جمع المسكين، صفة مشبّهة من سكن، فالميم زائدة وزنه مفعيل. (حسنا) ، مصدر حسن يحسن باب نصر وباب كرم، وجمعه محاسن على غير قياس، وزنه فعل بضمّ فسكون. وقال ابن حيّان: قيل يكون أيضا صفة كالحلو والمرّ فيكون الحسن بضم فسكون والحسن بفتحتين كالحزن والحزن والعرب والعرب. (معرضون) ، جمع معرض، اسم فاعل من أعرض الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرب المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وفيه حذف الهمزة من أوله كما حذفت من فعله في المضارع البلاغة 1- قوله تعالى لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ إخبار في معنى النهي كقوله تعالى وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وكما تقول تذهب الى فلان وتقول كيت وكيت وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أن المنهي حقه أن يسارع الى الانتهاء عما نهي عنه فكأنه انتهى عنه فيخبر به الناهي. 2- الالتفات: في قوله تعالى ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ فهذا التفات الى خطاب بني

[سورة البقرة (2) : آية 84]

إسرائيل جميعا بتغليب أخلافهم على أسلافهم لجريان ذكرهم كلهم حينئذ على نهج الغيبة. 3- الالتفات: من الغيبة الى الخطاب في قوله تعالى لا تَعْبُدُونَ [سورة البقرة (2) : آية 84] وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا أخذنا ميثاقكم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة (لا) نافية (تسفكون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (دماء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تخرجون أنفسكم) مثل لا تسفكون دماءكم (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرجون) ، و (كم) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أقررتم) فعل ماضي مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تشهدون) مثل تسفكون. جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تسفكون ... » لا محلّ لها جواب قسم فأخذ الميثاق قسم «1» . وجملة: «لا تخرجون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تسفكون. وجملة: «أقررتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة مستأنفة أي تفهّمتم ثمّ أقررتم.

_ (1) انظر الحاشية (1) في اعراب الجمل للآية الآية (83) . وجعلها الجلال مقول القول لقول مقدّر تقديره قلنا.

الصرف:

وجملة: «أنتم تشهدون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تشهدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. الصرف: (دياركم) ، جمع دار، والألف في دار منقلبة عن واو فجمعها أيضا دور، وعلى هذا فالياء في ديار منقلبة عن واو، أصلها دوار بكسر الدال، جاءت الواو عينا في جمع تكسير صحيح اللام، وقبلها كسرة وهي معلّة في المفرد. [سورة البقرة (2) : آية 85] ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير مبتدأ (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع خبر على حذف مضاف أي أنتم مثل هؤلاء «1» ، (تقتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل

_ (1) أو في محلّ نصب منادى لأداة نداء محذوفة!، وجملة تقتلون خبر (أنتم) ، وجملة النداء اعتراضيّة. جاء في كتاب البحر المحيط لابن حيان ما يلي: اختلف المعربون في إعراب هذه الجملة، فالمختار أن (أنتم) مبتدأ وهؤلاء خبر وتقتلون حال وقد قالت العرب: ها أنت ذا قائما.. وإنما أخبر عن الضمير باسم الإشارة في اللفظ وكأنه قال أنت حاضر، والمقصود من حيث المعنى الإخبار بالحال، ويدل على أن الجملة حال مجيئهم بالاسم المفرد منصوبا على الحال..

(أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تخرجون) مثل تقتلون (فريقا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (من ديار) جار ومجرور متعلّق ب (تخرجون) ، و (هم) مضاف إليه (تظاهرون) مضارع مرفوع محذوف منه التاء ... والواو فاعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تظاهرون) ، (بالإثم) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل في (تظاهرون) أي تتظاهرون عليهم بحلفائكم وأنتم متلبسون بالإثم والعدوان (العدوان) معطوف بالواو على الإثم مجرور مثله، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يأتوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (أسارى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (تفادوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف

_ (قال ابن عطية) هؤلاء مبتدأ خبره أنتم مقدّم عليه وجملة تقتلون حال بها تمّ المعنى وهي كانت المقصود فهي غير مستغنى عنها وإنما جاءت بعد أن تم الكلام في المسند والمسند إليه كما تقول هذا زيد منطلقا وأنت قصدت الإخبار بانطلاقه لا الإخبار بأنه زيد.. ثم يعلّق ابن حيان فيقول: لا أدري ما العلة في العدول عن جعل أنتم المبتدأ وهؤلاء الخبر إلى العكس. وذهب بعض المعربين إلى أن (هؤلاء) منادى محذوف من حرف النداء وهذا لا يجوز عند البصريين لأن اسم الإشارة لا يجوز أن يحذف منه حرف النداء.. وعلى هذا جملة تقتلون خبر المبتدأ أنتم. وذهب ابن كيسان وغيره إلى أن أنتم مبتدأ وجملة تقتلون خبر وهؤلاء تخصيص للمخاطبين فهو منصوب بأعني. وقد نص النحويون على أن التخصيص لا يكون بالنكرات ولا بأسماء الإشارة. وذهب بعضهم إلى أن هؤلاء موصول بمعنى الذي وهو خبر عن أنتم والجملة بعده صلة وهو غير جائز على مذهب البصريين.

النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به. (الواو) حاليّة (هو) ضمير الشأن في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (محرّم) خبر مقدّم مرفوع «2» ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (محرم) ، (إخراج) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. وجملة: «أنتم هؤلاء» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقررتم في الآية السابقة. وجملة: «تقتلون ... » في محلّ رفع خبر ثان «3» وجملة: «تخرجون ... » معطوفة على جملة تقتلون ... تتبعها في المحلّ. وجملة: «تظاهرون» في محلّ نصب حال من فاعل تخرجون. وجملة: «يأتوكم ... » في محلّ رفع- أو نصب- معطوفة على جملة تقتلون. وجملة: «تفادوهم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «هو محرّم ... » في محلّ نصب حال «4» .

_ (1) قد يكون الضمير عائدا على الإخراج المفهوم من قوله يخرجون، فهو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره محرّم و (إخراج) يصبح بدلا من الضمير في محرّم. (2) أو هو مبتدأ، وإخراج نائب فاعل سدّ مسدّ الخبر. (3) يجوز أن تكون حالا العامل فيها معنى التشبيه في قولنا: مثل هؤلاء. (4) أو هي معطوفة بالواو على الجملة الحاليّة تظاهرون عليهم، وتصبح جملة الشرط اعتراضيّة لأنها بين متعاطفين.

(الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخي و (الفاء) حرف عطف- أو استئنافيّة- (تؤمنون) مثل تقتلون، (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تؤمنون) ، (الكتاب) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة (تكفرون) مثل تقتلون (ببعض) مثل الأول متعلّق ب (تكفرون) ، (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية «1» ، (جزاء) مبتدأ مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محل نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل يفعل (إلّا) أداة حصر (خزي) خبر مرفوع للمبتدأ جزاء (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خزي) ، (الدنيا) نعت ل (الحياة) مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يردّون) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (يردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (الى أشدّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون) ، (العذاب) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) اسم مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» مبنىّ في محلّ جرّ متعلّق ب (غافل) ، (تعملون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل. جملة: «تؤمنون» لا محلّ لها معطوفة على مقدر تقديره أتفعلون ذلك.. أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكفرون معطوفة» على جملة تؤمنون.

_ (1) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جزاء، وخزي بدل من جزاء. (2) أو حرف مصدري، أو نكرة موصوفه.

الصرف:

وجملة: «ما جزاء ... » لا محل لها استئنافية. وجملة: «يفعل ذلك» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يردّون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (تظاهرون) ، حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفي أيّ منهما وقع ذلك خلاف. (الإثم) ، اسم لما يستحقّ به صاحبه الذمّ واللوم، أو لما تنفر منه النفس، وقد يكون الإثم مصدرا لفعل أثم يأثم باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون. (العدوان) مصدر سماعيّ لفعل عدا يعدو باب نصر، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وقد تكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي عدو بفتح العين وضمّها وسكون الدال، وعداء بفتح العين. (أسارى) ، جمع أسير- يحتمل أن يكون جمع أسرى الذي هو جمع أسير- وأسير فعيل بمعنى مفعول فعله أسر يأسر باب ضرب. (تفادوهم) ، فيه إعلال أصله تفاديوهم بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء ونقلت الى الدال، فلمّا اجتمع ساكنان الياء والواو حذفت الياء فهو إعلال بالتسكين واعلال بالحذف.. وزنه تفاعوهم. (محرّم) ، اسم مفعول لفعل حرّم الرباعيّ، على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة. (إخراج) ، مصدر قياسيّ لفعل أخرج الرباعي، وزنه إفعال. (الكتاب) ، اسم جامد وقصد به التوراة، وزنه فعال بكسر الفاء. انظر الآية (2) من هذه السورة.

[سورة البقرة (2) : آية 86]

(جزاء) ، مصدر سماعيّ لفعل جزى يجزي باب ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء، وفيه قلب حرف العلّة همزة، أصله جزاي، جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة. (خزي) مصدر سماعيّ لفعل خزي يخزي باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون، وثمّة مصدر آخر هو خزي وزنه فعل بفتحتين. (الحياة) ، مصدر سماعيّ لفعل حيي يحيى باب فرح وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، وفيه إعلال بالقلب أصله حيية، جاءت الياء الثانية متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (الدنيا) ، صفة مشتقّة وزنه فعلى بضمّ الفاء، مؤنّث اسم التفضيل أدنى، وقد جاءت لام الكلمة واوا في فعلى، وفعله دنا يدنو باب نصر «1» ، وقد رسمت الألف في دنيا برسم الطويلة لأن ما قبلها ياء، وهو هنا واجب التأنيث لأنه محلّى ب (ال) صفة ل (الحياة) . (القيامة) ، اسم يوم الانبعاث، وهو على وزن المصدر المنتهي بتاء مربوطة أي فعالة بكسر الفاء، وفيه إعلال بالقلب، أصله قوامة، قلبت الواو ياء لأن اللفظ مصدر استعمل اسما والواو معلّة في الفعل «2» . [سورة البقرة (2) : آية 86] أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (اشتروا) فعل ماضي مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة

_ (1) انظر النحو الوافي ج 4 ص 588. (2) انظر النحو الوافي ج 4 ص 586.

الصرف:

لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الحياة) مفعول به منصوب (الدنيا) نعت ل (الحياة) منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (الفاء) عاطفة للربط السببي (لا) نافية (يخفّف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يخفّف) ، (العذاب) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو نائب فاعل. جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يخفّف عنهم العذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لا هم ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخفّف. وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (الآخرة) ، مؤنّث الآخر، اسم ليوم القيامة. وانظر الآية (4) من هذه السورة. البلاغة - الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ أي آثروا الحياة الدنيا واستبدلوها بالآخرة. والشراء مستعار. [سورة البقرة (2) : آية 87] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (آتينا) فعل وفاعل (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (قفّينا) فعل وفاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (قفّينا) ، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (بالرسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قفّينا) . (الواو) عاطفة (آتينا) كالأول (عيسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (بن) بدل من عيسى أو نعت له منصوب مثله (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (البيّنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة فهو جمع مؤنّث سالم (الواو) عاطفة (أيّدنا) فعل وفاعل و (الهاء) ضمير متّصل مفعول به (بروح) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّدناه) ، (القدس) مضاف إليه مجرور. (الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخيّ (الفاء) استئنافيّة (كلّما) ظرفية حينيّة متضمّنة معنى الشرط «1» (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (جاءكم) ، (لا) نافية (تهوى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أنفس) فاعل مرفوع و (كم) مضاف إليه (استكبر) ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل، (الفاء) عاطفة (فريقا) مفعول به مقدّم منصوب (كذّبتم) مثل استكبرتم، (الواو) عاطفة (فريقا) مثل الأول (تقتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) قد تعرب (كل) ظرف زمان متعلّق ب (استكبرتم) ، و (ما) حرف مصدري، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ مضاف إليه.

الصرف:

جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «قفّينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا. وجملة: «آتينا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا (الأولى) . وجملة: «أيّدناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا (الثانية) . وجملة: «جاءكم رسول» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تهوى أنفسكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «استكبرتم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كذّبتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «تقتلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. الصرف: (قفّينا) ، الياء منقلبة عن واو لأن مجرّده الثلاثي قفوت إذا اتبعت قفاه، فالواو تقلب ألفا في الرباعي على وزن فعّل لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم قلبت الألف ياء- وهي رابعة- في حال بناء الفعل على السكون «1» . (الرسل) ، جمع الرسول بمعنى المرسل، ووزن الرسول فعول، ووزن الرسل فعل بضمّتين وهو جمع غير قياسي. (عيسى) ، قيل هو مأخوذ من العيس وهو بياض يخالطه شقرة، وقيل هو أعجميّ ليس مشتقّا من شيء. (مريم) ، قيل هو أعجمي وهو بالسريانيّة صفة بمعنى الخادم.. وفي لسان العرب هي المرأة التي تكره مخالطة الرجال. وزنه مفعل بفتح الميم والعين إذا كان مشتقّا من رام يريم.

_ (1) انظر النحو الوافي ج 4 ص 588.

[سورة البقرة (2) : آية 88]

(البيّنات) ، جمع البيّنة مؤنّث البيّن، وزنه فيعل بكسر العين من فعل بان يبين. (روح) ، في الأصل اسم لما به حياة الأنفس، ثمّ أستعير لجبريل عليه السلام. (القدس) ، مصدر قدس يقدس باب كرم، وهنا استعمل استعمال الصفة بمعنى المقدّس، وزنه فعل بضمّتين، وقد تأتي الدال ساكنة. [سورة البقرة (2) : آية 88] وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعل (قلوب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (غلف) خبر مرفوع. (بل) حرف إضراب وابتداء (لعن) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (لعن) والباء للسببيّة و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي يؤمنون إيمانا قليلا «1» ، (ما) زائدة لتأكيد المعنى «2» ، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قالوا ... » لا محل لها استئنافيّة. وجملة: «قلوبنا غلف» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لعنهم الله» لا محلّ لها استئنافيّة أو هي اعتراضيّة بين متعاطفين.

_ (1) يجوز أن يكون ظرفا نائبا عن زمان محذوف أي يؤمنون مدّة قليلة أو زمانا قليلا.. أو حال على رأي سيبويه. [.....] (2) لا يجوز أن تكون (ما) مصدريّة لأن (قليلا) لا يبقى له ناصب.. وقيل (ما) نافية، أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا، وهذا أقوى في المعنى وإنّما يضعف شيئا من جهة تقدّم معمول ما في حيّزها عليها.. (اه من العكبري) .

الصرف:

وجملة: «يؤمنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية- أو الأولى-. الصرف: (غلف) ، جمع أغلف صفة مشبّهة من فعل غلف يغلف باب فرح، وزنه أفعل والجمع فعل بضمّ فسكون. (كفر) ، مصدر سماعيّ لفعل كفر يكفر باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 89] وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (كتاب) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مصدّق) نعت ل (كتاب) مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مصدّق) ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) اعتراضيّة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يستفتحون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يستفتحون) بتضمينه معنى يستنصرون (كفروا) فعل ماض وفاعله (الفاء) عاطفة (لّما جاءهم) كالسابق (ما) اسم

_ (1) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (كتاب) . (2) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، فاسم الموصول مفعول اسم الفاعل مصدّق.

الصرف:

موصول في محلّ رفع فاعل (عرفوا) فعل ماض وفاعله (كفروا) مثل عرفوا (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لعنة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.. وعلامة الجرّ الياء. جملة: «جاءهم كتاب» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الثاني. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يستفتحون» في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءهم (الثانية) » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «عرفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كفروا به» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.. والجملة المكوّنة من الشرط وفعله وجوابه معطوفة على الجملة الأولى من الشرط وفعله وجوابه لأنها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: «لعنة الله على الكافرين» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي ان كانوا كذلك فلعنة الله على الكافرين. الصرف: (مصدّق) ، اسم فاعل من صدّق الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر. (لعنة) ، مصدر بمعنى اللعن لفعل لعن يلعن باب فتح، أو هو مصدر المرّة من لعن وزنه فعلة بفتح الفاء.

[سورة البقرة (2) : آية 90]

[سورة البقرة (2) : آية 90] بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (90) الإعراب: (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذّم (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر الذي هو فاعل بئس، أي بئس الشيء شيئا اشتروا ... (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (أنفس) مفعول به منصوب (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه، (أن) حرف مصدري ونصب (يكفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل من أن والفعل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة بئس.. وهو المخصوص بالذم «1» . (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفروا) (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بغيا) مفعول لأجله منصوب «2» ، (أن) كالأول (ينزّل) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينزل) ، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره على أن ينزّل.. متعلّق ب (بغيا) . (على) حرف جرّ (من) اسم موصول «3» في محلّ جرّ بحرف الجرّ

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو، وجملة بئس.. استئنافيّة لا محلّ لها. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف. (3) يجوز أن يكون اسما نكرة موصوفة أي: على رجل يشاء الله نزوله عليه.

الصرف:

متعلّق ب (ينزل) ، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المحذوف في (يشاء) أي على من يشاء نزوله عليه من عباده، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف اليه. (الفاء) عاطفة (باءوا) فعل وفاعل (بغضب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الواو في (باءوا) أي باءوا متلبسين بغضب أي مغضوبا عليهم (على غضب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (غضب) الأول. (الواو) استئنافيّة (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، وعلامة الجرّ الياء (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مهين) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. جملة: «بئسما ... » في محلّ رفع خبر مقدّم للمخصوص بالذم (أن يكفروا ... ) . وجملة: «اشتروا» في محلّ نصب نعت ل (ما) «1» وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «باءوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاسميّة أن يكفروا بما أنزل الله بئسما اشتروا به أنفسهم. وجملة: «للكافرين عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بغيا) ، مصدر سماعيّ لفعل بغى يبغي باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: بغاء بضمّ الباء وبغي بضمّ الباء وبغية بضمّ الباء وكسرها.

_ (1) يجوز في (ما) أن تكون اسما معرفة في محلّ رفع فاعل بئس، والجملة بعده لا محلّ لها صلة ما.. وثمّة أوجه أخرى في إعراب ما لا ضرورة لذكرها لأن فيها تكلّفا وتأويلا كثيرا.

[سورة البقرة (2) : آية 91]

(عباده) ، جمع عبد صفة مشبّهة للإنسان حرّا كان أم مملوكا من فعل عبد يعبد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (غضب) ، مصدر سماعيّ لفعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 61 من هذه السورة) . (مهين) ، اسم فاعل من أهان الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وفيه إعلال بالقلب أصله مهون لأنه مأخوذ من الهوان، استثقلت الكسرة على الواو فسكّنت، ونقلت الحركة الى الهاء- وهو الإعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل مهين. [سورة البقرة (2) : آية 91] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا) ، (أنزل) فعل ماض (الله) فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (نؤمن) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بما) مثل الأول متعلّق ب (نؤمن) ، (أنزل) ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) حاليّة (يكفرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (بما) مثل الأول متعلّق ب (يكفرون) ، (وراء) ظرف مكان منصوب

متعلّق بمحذوف صلة ما و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الحق) خبر مرفوع (مصدّقا) حال مؤكدة من ضمير الحقّ (اللام) حرف جر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّقا) «1» ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تقتلون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنبياء) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلق ب (تقتلون) لأنه بمعنى قتلتم (إن) حرف شرط جازم «2» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محل جزم.. و (تم) ضمير متّصل اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة: «آمنوا» في محلّ رفع نائب فاعل «3» . وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نؤمن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزل علينا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

_ (1) يجوز اعتبار اللام زائدة للتقوية، وحينئذ يكون (ما) في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل (مصدّقا) ، وانظر الآية (41) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون أداة نفي أي: ما كنتم مؤمنين.. (قاله الجمل في حاشية الجلالين) . (3) انظر الآية (11) من هذه السورة ففيها تعليق عن الأسباب الداعية الى اعتبار الجملة نائب فاعل خلافا لبعض علماء النحو.

الصرف:

وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب حال من فاعل قالوا وهو العامل أي قالوا ذلك وهم يكفرون. وجملة: «هو الحقّ» في محلّ نصب حال من (ما) . وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقتلون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي أن كنتم كذلك فلم تقتلون.. وجملة الشرط المقدّرة مع جوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله: لم تقتلون. الصرف: (وراء) ، الهمزة فيها قولان: الأول أنها أصل، والى هذا الرأي ذهب ابن جنّي مستدلّا ثبوتها في التصغير في قولهم وريئة. الثاني أنها منقلبة عن ياء لقولهم تواريت، ولا يجوز أن تكون منقلبة عن واو لأن ما فاؤه واو لا تكون لامه واوا إلا نادرا. (الحقّ) مصدر سماعي لفعل حقّ يحق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 26) . [سورة البقرة (2) : آية 92] وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (92) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (بالبيّنات)

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءكم) «1» ، (ثمّ) حرف عطف (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير متّصل فاعل (العجل) مفعول به منصوب. والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها.. (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّخذ) و (الهاء) مضاف إليه (الواو) حالّية (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.. جملة: «جاءكم موسى» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم معطوفة على استئناف سابق. وجملة: «اتّخذتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءكم. وجملة: «أنتم ظالمون» في محلّ نصب حال. الصرف: (جاءكم) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت فيه الياء ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح، وأصله جيأ بفتح الياء ومضارعه يجيء. (العجل) ، اسم جامد وزنه فعل بكسر فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 93] وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفي للماضي مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا، (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير متّصل فاعل في محلّ رفع (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من موسى.

ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و (كم) ضمير مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل أخذنا و (كم) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتينا) والباء سببية «1» ، (الواو) عاطفة (اسمعوا) مثل خذوا. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (سمعنا) مثل أخذنا، ومثله (عصينا) ، (الواو) حاليّة (أشربوا) فعل ماض مبني للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشربوا) و (هم) مضاف إليه (العجل) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي حبّ العجل (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشربوا) والباء سببيّة و (هم) مضاف إليه. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بئس) فعل ماض جامد الإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر «2» ، (يأمر) فعل مضارع مرفوع (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأمر) ، (إيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (إن كنتم مؤمنين) مرّ إعرابها في الآية (91) . جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رفعنا» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «خذوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي قلنا خذوا.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل خذوا.. أي: خذوا ما آتيناكم متلبّسين بقوّة أي متمكّنين. (2) ثمة أوجه أخرى لإعراب (ما) قد مرّت سابقا. انظر الحاشية (4) في إعراب جمل الآية (90) .

الصرف:

وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اسمعوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سمعنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عصينا» في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا. وجملة: «أشربوا» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بئسما ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يأمركم به إيمانكم» في محلّ نصب نعت ل (ما) ، والمخصوص بالذم محذوف تقديره عبادة العجل. وجملة: إن كنتم مؤمنين لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره بئس ما يأمركم.. أو فلا تقتلوا أنبياء الله ولا تكذّبوا الرسل ولا تكتموا الحقّ ... الصرف: (إيمان) ، مصدر قياسي لفعل آمن، وزنه إفعال، والياء منقلبة عن همزة أصله ائمان لأن المدّة في آمن أصلها همزتان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على زنة أفعل، فلمّا جاء ما قبل الهمزة الثانية مكسورا قلبت ياء للمناسبة والتخفيف. البلاغة التشبيه البليغ: في قوله تعالى وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ حيث جعلت قلوبهم لتمكّن حب العجل منها كأنها تشرب أي تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شغفهم به وحرصهم على عبادته كما يتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن.

[سورة البقرة (2) : آية 94]

[سورة البقرة (2) : آية 94] قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (94) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (الدار) اسم كانت مرفوع على حذف مضاف أي نعيم الدار (الآخرة) نعت ل (الدار) مرفوع مثله، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (خالصة) ، أو بمحذوف خبر كان (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه (خالصة) حال منصوبة من الدار (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (خالصة) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تمنّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الموت) مفعول به منصوب (إن كنتم صادقين) مثل إن كنتم مؤمنين «2» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانت لكم الدار» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تمنّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي قيد للشرط الأول، وجوابها محذوف دل عليه الجواب الأول. الصرف: (خالصة) ، إمّا مصدر خلص جاء على وزن فاعلة

_ (1) أو متعلّق ب (خالصة) وهو الخبر. [.....] (2) في الآية (91) من هذه السورة.

البلاغة

كالعافية، وإمّا اسم فاعل لحقته تاء التأنيث. (تمنّوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئه ساكنا قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفعّوا بفتح العين. البلاغة في قوله تعالى فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ خروج الأمر عن معناه الأصلي الى معنى التعجيز لأن ذلك ليس من سماتهم ولا من ظواهرهم المألوفة وتمني الموت من شأن المقربين الأبرار لأن من أيقن بالشهادة اشتاق إليها. [سورة البقرة (2) : آية 95] وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لن) حرف نصب ونفي (يتمنّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتمنّوه) ، (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتمنّوه) «1» ، (قدّم) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء. جملة: يتمنّوه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: قدّمت أيديهم لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، أو نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له.

الصرف:

وجملة: الله عليم لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يتمنّوه) ، فيه إعلال جرى فيه مجرى (تمنّوا) في الآية السابقة. الفوائد هاتان الآيتان تحملان الحجة الدامغة وروح التحدي لليهود لأن الله سبحانه قطع بأنهم لن يتمنوا الموت أبدا وما عهدنا عليهم في تاريخهم الطويل أنهم ألقوا بأنفسهم الى الموت طمعا بدخول الجنة. وقد انتصر المسلمون على دولتي كسرى وقيصر لأنهم تمنوا الموت وطلبوا الشهادة مؤمنين بأنهم سينتقلون من دار الفناء الى دار البقاء وهذه سمة المؤمنين حقا في كل عصر. ولعل في موقف خالد بن الوليد من الموت أحسن عبرة فقد بكى عند ما أدرك انه ملاق الموت فسئل ما يبكيك فقال: لقد حضرت كذا وكذا معركة، حتى لم يبق في جسمي موضع شبر إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء. [سورة البقرة (2) : آية 96] وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (96) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم محذوف (تجدنّ) فعل مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (النون) نون التوكيد الثقيلة و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، (أحرص) مفعول به ثان منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (حياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحرص) . (الواو) عاطفة (من) حرف

جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف دلّ عليه المذكور أي أحرص من الذين أشركوا، (أشركوا) فعل وفاعل. (يودّ) مضارع مرفوع (أحد) فاعل مرفوع و (هم) متّصل مضاف إليه (لو) حرف مصدريّ (يعمّر) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ألف) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعمّر) ، (سنة) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (لو يعمّر..) في محلّ نصب مفعول به لفعل يودّ. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية حجازيّة عاملة عمل ليس (هو) منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (مزحزح) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما و (الهاء) مضاف اليه، (من العذاب) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل مزحزح (أن) حرف مصدريّ (يعمّر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يعمّر ... ) في محلّ رفع فاعل اسم الفاعل مزحزح «1» . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) (بصير) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (بصير) «2» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: تجدنّهم لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: أشركوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: يودّ أحدهم لا محلّ لها استئناف بياني.. أو في محلّ نصب حال من الهاء في تجدنّهم.

_ (1) أي ما هو بمزحزحه تعميره.. ويجوز أن يكون المصدر المؤوّل بدلا من الضمير (هو) إذا كان دالا على التعمير (2) أو حرف مصدري والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.. أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ.

الصرف:

وجملة: يعمّر لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: ما هو بمزحزحه.. لا محلّ لها استئنافيّة.. أو في محلّ نصب حال من أحدهم. وجملة: يعمّر (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: الله بصير ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: يعملون لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) . الصرف: (أحرص) اسم تفضيل من فعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه أفعل. (ألف) ، اسم جامد للعدد وزنه فعل بفتح فسكون. (سنة) ، اسم للمدّة المعروفة من الأشهر والأيام، فيه حذف لامه وهو الواو أو الهاء لأن تصغيره سنيّة وسنيهة، والنسبة إليه سنوي وسنهي. جمعه سنون بضمّ السين وكسرها وسنوات وسنهات. (مزحزح) اسم فاعل من زحزح الرباعيّ المجرّد، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره. (بصير) ، وزنه فعيل وهو إمّا صفة مشبّهة باسم الفاعل من باب كرم أو مبالغة اسم الفاعل من باب فرح. البلاغة 1- الإيجاز: في الآية ففي تنكير «حياة» إبهام وفيه يعلم حرصهم على الحياة المتطاولة. 2- الكناية: في قوله تعالى: أَلْفَ سَنَةٍ فهي كناية عن الكثرة ليشمل من يود أن لا يموت أبدا.

[سورة البقرة (2) : آية 97]

[سورة البقرة (2) : آية 97] قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقدير، أنت (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عدوا) خبر كان منصوب (لجبريل) جارّ ومجرور متعلّق بعدو «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (نزّل) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على قلب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل) ، و (الكاف) ضمير مضاف اليه (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مصدّقا) حال منصوبة من الهاء في نزّله (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّقا) «2» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (هدى) معطوف على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (بشرى) وعلامة النصب في كليهما الفتحة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى وبشرى) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من كان عدوّا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كان عدوّا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .. وجواب

_ (1) أو بمحذوف نعت ل (عدوّا) . (2) أو اللام زائدة للتقوية و (ما) مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا) . (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الشرط محذوف تقديره فلا وجه لعداوته، أو فليمت غيظا ... إلخ. وجملة: «إنّه نزّله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نزّله على قلبك» في محلّ رفع خبر (إنّ) . الصرف: (جبريل) اسم أعجمي لا ينصرف، وقول من قال إنّه مشتقّ من الجبروت بعيد، وكذا بعيد كونه مركّبا تركيب إضافة، وأن جبر معناه عبد وايل اسم من أسماء الله تعالى.. وفي جبريل ثلاث عشرة لغة أفصحها جبريل زنة قنديل، ومنها فتح الجيم ومنها جبرئيل كسلسبيل ... إلخ. (إذن) ، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون. (بشرى) اسم بمعنى الخبر المفرح، وقد استعمل استعمال المصدر مؤوّلا بمشتقّ أي مبشّرا، وزنه فعلى بضمّ فسكون. الفوائد 1- يجزم فعل المضارع في ثلاث حالات. الأولى إذا سبق بإحدى الجوازم التي تجزم فعلا واحدا، الثانية أن يسبق بإحدى أدوات الشرط التي تجزم فعلين مضارعين: فعل الشرط وجوابه. الثالثة: أن يكون جوابا للطلب. ونجد ذلك مفصلا في كتب النحو المطولة. 2- جبريل: كلمتان مركبتان الأولى: جبر بمعنى عبد، وإيل بمعنى الإله، وبعد التركيب تصبح «جبرائيل» مع شيء من التصرف، وهي بمعنى «عبد الله» .

[سورة البقرة (2) : آية 98]

[سورة البقرة (2) : آية 98] مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (98) الإعراب: (من كان عدوّا لله) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة (وملائكته ورسله وجبريل وميكال) أسماء مجرورة معطوفة بحروف العطف على لفظ الجلالة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (عدو) خبر مرفوع (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (عدوّ) «1» . جملة: «من كان عدوّا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان عدوّا» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إن الله عدوّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (ميكال) ، اسم أعجمي والكلام فيه كالكلام في جبريل «3» من كونه مشتقّا من ملكوت الله أو أنّ ميك معناه عبد وايل اسم من أسماء الله، وأنّ تركيبه تركيب إضافة ... إلخ، وفيه سبع لغات أفصحها ميكال زنة مفعال وهي لغة الحجاز، أو بعد الألف همزة من غير ياء بعدها أو بياء بعدها ... إلخ. [سورة البقرة (2) : آية 99] وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (99) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد)

_ (1) أو متعلّق ب (عدوّ) . (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) في الآية (97) .

الفوائد

حرف تحقيق (أنزلنا) فعل وفاعل (الى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، (بيّنات) نعت لآيات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (ما) نافية (يكفر) مضارع مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفر) ، (إلّا) أداة حصر (الفاسقون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «أنزلنا» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «ما يكفر بها إلا الفاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. الفوائد 1- إلا: تكون أداة استثناء وتكون أداة حصر، ويشترط في كونها أداة حصر أن يكون الفعل منفيا وأن يكون أسلوب الاستثناء مفرغا بمعنى أن يكون المستثنى منه محذوفا وقد تحقق الشرطان في هذه الآية ولذلك حق لنا أن نقرر أنها أداة حصر. وأما كونها أداة استثناء فلها شروط وحالات يمكن مراجعتها في كتب النحو. [سورة البقرة (2) : آية 100] أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة (كلّما) ظرفيّة حينيّة شرطيّة متعلّقة بالجواب «1» ، (عاهدوا) فعل ماض وفاعله (عهدا)

_ (1) ويجوز إعرابها كما يلي (كل) ظرف (ما) حرف مصدريّ يؤوّل مع الفعل بعده بمصدر في محلّ جرّ مضاف إليه.

الصرف:

مفعول به ثان بتضمين عاهدوا معنى أعطوا، والمفعول الأول محذوف أي عاهدوا الله عهدا «1» ، (نبذ) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) ، (بل) حرف إضراب وابتداء (أكثر) مبتدأ و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. جملة: «عاهدوا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نبذه فريق» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أكثرهم» لا يؤمنون لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . الصرف: (عهدا) ، اسم مصدر لفعل عاهد الرباعيّ، لأن المصدر القياسي هو معاهدة، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 27) . (أكثر) ، صفة مشتقّة على وزن أفعل، والغالب أنّها مجرّدة من التفضيل فهي بمعنى كثير. الفوائد أو كلما: كلما من أدوات الشرط غير الجازمة. هي في محل نصب على الظرفية الزمانية أما الهمزة فهي للاستفهام الاستنكاري وقدمت على الفعل والواو. لأن أحرف الاستفهام لها الصدارة. وهي تدخل عليها ثلاثة من حروف العطف وهي «الواو والفاء وثم» .

_ (1) يجوز أن يكون (عهدا) مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه اسم مصدر.

[سورة البقرة (2) : آية 101]

[سورة البقرة (2) : آية 101] وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب نبذ (جاء) فعل ماض (وهم) ضمير متّصل مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (رسول) ، (الله) مضاف إليه مجرور (مصدّق) نعت ثان ل (رسول) مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّق) «1» ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) مضاف إليه (نبذ) فعل ماض (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب عامله أوتوا (كتاب) مفعول به منصوب عامله نبذ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نبذ) (ظهور) مضاف إليه مجرور و (هم) مضاف إليه (كأنّ) حرف مشبّه بالفعل للتشبيه و (هم) اسم كأن (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة: «جاءهم رسول» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نبذ فريق» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو اللام للتقوية زائدة و (ما) مفعول به ل (مصدّق) لأنه اسم فاعل.

الصرف:

وجملة: «كأنهم لا يعلمون» في محلّ نصب حال من فريق «1» وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر كأنّ. الصرف: (أوتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أوتيوا، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الى التاء وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وفيه أيضا تخفيف الهمزة الثانية وجعلها واو أوصله أؤتوا.. وزنه أفعوا. (ظهور) ، جمع ظهر اسم للعضو المعروف وهو جامد وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن ظهور فعول بضمّتين. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ. شبه ترك الالتفات الى كتاب الله وعدم الاهتمام به واتباعه بمن ألقى شيئا وراء ظهره، فهو لا يقبل عليه، ولا يكترث به، فالنبذ في حقيقته طرح الشيء، واستعمل هنا في عدم الاتباع ليبدو في صورة محسوسة تقع أمام البصر وتتمثل رؤيته في وضوح. [سورة البقرة (2) : آية 102] وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (102)

_ (1) النكرة هنا تخصّصت بالوصف. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الشياطين) فاعل مرفوع (على ملك) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتلو) بتضمينه معنى تتقوّل (سليمان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (كفر) فعل ماض (سليمان) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الشياطين) اسم لكنّ منصوب (كفروا) مثل اتّبعوا، (يعلّمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (السحر) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السحر (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الملكين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى (ببابل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملكين «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من التنوين للعلميّة والعجمة (هاروت) بدل من الملكين مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (ماروت) معطوف بالواو على هاروت مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف. جملة: «اتّبعوا..» لا محلّ لها معطوفة على مجموع جملة الشرط

_ (1) يصحّ التعليق ب (أنزل) .

والجواب في الآية السابقة (لمّا جاءهم رسول.. نبذ فريق..) . وجملة: «تتلو الشياطين» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما كفر سليمان» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لكنّ الشياطين كفروا» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة: «كفروا» في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «يعلّمون الناس» في محلّ نصب حال من فاعل اتّبعوا «1» . وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (يعلّمان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقولا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون. والمصدر المؤوّل من (أن يقولا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يعلّمان) . (إنّما) كافّة ومكفوفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فتنة) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكفر) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) استئنافيّة (يتعلّمون) مثل يعلّمون (من) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في محلّ

_ (1) يجوز اعتبارها استئنافيّة لا محلّ لها، هذا إذا كان الضمير في (يعلّمون) يعود إلى الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين، أما إذا كان يعود الى الشياطين فيجوز في الجملة أن تكون حالا من فاعل كفروا، أو في محلّ رفع خبر ثان ل (لكنّ) ، أو في محلّ رفع بدل من جملة كفروا.

جرّ متعلّق ب (يتعلّمون) ، (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب مفعول به (يفرّقون) مثل يعلّمون (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرّقون) (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يفرّقون) ، (المرء) مضاف إليه مجرور (زوج) معطوف بالواو على المرء مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (ما) نافية حجازية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (ضارّين) اسم مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما وعلامة الجرّ الياء (به) مثل السابق متعلّق بمحذوف حال من أحد أي: من أحد واقع به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ضارّين (الا) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الهاء في به، أي مقرونا بإذن الله، أو من الضمير في ضارّين، أو من أحد «2» ، (الله) مضاف اليه مجرور. وجملة: «يعلّمان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّما نحن فتنة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تكفر» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كنّا كذلك فلا تكفر. وجملة: «يتعلّمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلّمان. وجملة: «يفرّقون» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «ما هم بضارّين» لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة نعت. (2) صحّ مجيء الحال من النكرة هنا لأنها معتمدة على نفي.

(الواو) عاطفة (يتعلّمون) مثل السابق (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (يضرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) مفعول به. (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (اللام) لام الابتداء علّقت علم عن العمل (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (اشترى) فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نافية مهملة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، (من) حرف جرّ زائد (خلاق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «يتعلّمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتعلمون الأولى.. أو هي استئنافيّة. وجملة: «يضرّهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة. وجملة: «لا ينفعهم» معطوفة على جملة يضرّهم تأخذ إعرابها. وجملة: «علموا» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «من اشتراه» سدّت مسدّ مفعولي علموا. وجملة: «اشتراه» لا محلّ لها صلة الموصول.

_ (1) أو متعلّق بالخبر المحذوف.

الصرف:

وجملة: «ما له» في الآخرة من خلاق في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لانشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر «1» ، (شروا) فعل وفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شروا) بتضمينه معنى استبدلوا (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه، (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يعلمون) مثل يعلّمون. وجملة: بئس ما شروا ... لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، والقسم وجوابه معطوفة على القسم الاول. وجملة: «شروا ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) . وجملة: «كانوا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب لو محذوف تقديره: لما فعلوا ذلك من تعلّم السحر وإيذاء الناس.. أو لما باعوا أنفسهم. الصرف: (ملك) اسم لما يملكه الإنسان ويتصرّف به، وقد يكون مصدرا لفعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بضم فسكون. (سليمان) ، قيل هو علم أعجمي وهو سبب امتناعه من الصرف،

_ (1) يجوز أن تكون (ما) معرفة فاعل بئس، والجملة بعدها صلتها، أو أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل فاعل بئس، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره الكفر أو السحر.

الفوائد

وقيل الألف والنون فيه مزيدتان وأصله سليم تصغير سلم بفتح فسكون. (السحر) ، مصدر سماعي لفعل سحر يسحر باب فتح، وزنة فعل بكسر فسكون. (ببابل) ، اسم علم أعجمي.. وقيل سمّيت بذلك لتبلبل ألسنة الخلائق. (هاروت وماروت) ، علمان أعجميان سريانيّان، وليس صحيحا. (أحد) ، صفة مشتقّة وزنه فعل بفتحتين، والهمزة منقلبة عن واو أصله وحد، مؤنّثة احدى ولا تكون إلا مع غيرها. (فتنة) ، مصدر فتن يفتن، باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون. (المرء) ، مثلّثة الميم، اسم بمعنى الإنسان، جمعه رجال من غير لفظه، وسمع مرءون، مؤنّثة مرأة ومرة، وزنه فعل بفتح فسكون. (ضارّين) ، جمع ضارّ اسم فاعل من ضرّ الثلاثي، وزنه فاعل وقد أدغمت عينه مع لامه. (خلاق) ، اسم لما يناله المرء من خير، وزنه فعال بفتح الفاء. (شروا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه- حرف علّة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة، وزنه فعوا بفتح العين. الفوائد هاروت وماروت: اسمان لملكين من ملائكة السماء.. وقد نسجت حول هذين الملكين قصص طريفة أكثرها ضعيف التوثيق. وأسندت الى الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) أحاديث كثيرة في موضوع هذين الملكين، بعضها ضعيفة وأكثرها موضوعة، وقد أورد ابن كثير في تفسيره بعض هذه الروايات التي لا تخرج عن كونها من الخرافات وقد ضعّف بعضها وردّ البعض. يعلّق ابن كثير على

[سورة البقرة (2) : آية 103]

ما ورد في قصتهما من روايات بقوله: «حاصلها راجع في تفصيلها الى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الاسناد الى الصادق الصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى» . ومن شاء المزيد فليراجع تفسير ابن كثير الجزء الأول من ص 135 وحتى الصفحة 148 ففيها حديث طويل عن السحر والسحرة ورأي الفقهاء والمحدثين فيهما.. [سورة البقرة (2) : آية 103] وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (103) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل وفاعل. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (اللام) واقعة في جواب لو «1» ، (مثوبة) مبتدأ مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (مثوبة) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (لو) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) وهو اختيار الزمخشري وعند بعض المحقّقين هي لام القسم لقسم مقدّر- أشار الى ذلك ابن هشام في المغني- وعلى هذا فجواب (لو) محذوف تقديره لأثابهم عليه الله. وعند ابن حيان هي لام الابتداء وجواب لو محذوف والجملة الاسمية لا محل لها استئنافية.

الصرف:

جملة: «ثبت إيمانهم (المحذوفة) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «اتقوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «مثوبة.. خير» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كانوا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب (لو) الثانية محذوف تقديره: ما آثروا عليه. الصرف: (اتقوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الفعل لالتقاء الساكنين وزنه افتعوا، وفيه إبدال. (مثوبة) ، مصدر سماعي بمعنى الثواب، وقيل هو على وزن اسم المفعول من ثاب بحذف واو مفعول وأصله مثووبة بضمّ الواو الأولى، أو بحذف عين الكلمة وذلك بنقل ضمّة الواو الى الثاء لاستثقالها وتسكين الواو ثمّ حذف الواو الأولى لالتقاء الساكنين في الواوين. وقيل هو مصدر على وزن مفعلة بضمّ العين، وإنّما نقلت الضمّة الى الثاء. (خير) ، صفة مشتقّة خرجت عن معنى التفضيل بمعنى فاضلة، أو هو مصدر استعمل استعمال الصفات، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يراد به التفضيل، وأصله أخير وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال تخفيفا. الفوائد لو ولولا: ينظر إليهما من وجهين، الوجه الأول معناهما: فقد أطلق علماء اللغة على «لو» انها حرف امتناع لامتناع وعلى «لولا» أنها حرف امتناع للوجود أما الوجه الآخر فهو عملهما فكل منهما أداة شرط غير جازمة.

[سورة البقرة (2) : آية 104]

[سورة البقرة (2) : آية 104] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (104) الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ل (أيّ) أو بدل منه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (راع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الواو) عاطفة (قولوا) أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (انظر) أمر دعائي (ونا) مفعول به والفاعل أنت، (الواو) عاطفة (اسمعوا) مثل قولوا. (الواو) استئنافيّة (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. جملة النداء يأيّها ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تقولوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «راعنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء. وجملة: «انظرنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اسمعوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محل لها استئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (راعنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذف حرف العلّة في الأمر لكونه معتلّ الاخر في المضارع، وزنه فاعنا. الفوائد - كان المسلمون يستعملون كلمة «راعنا» بمعنى تمهّل وترفّق بنا وكان هذا اللفظ يوافق كلمة (راعينو) العبرية التي معناها (شرير) فراح اليهود يستعلمون هذه الكلمة في حديثهم مع الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وهم يميلون ألسنتهم لتكون قريبة من (راعينو) العبرية. وإن دلت هذه القصة على شيء فإنما تدل على مكر اليهود وخبثهم وسوء طينتهم حيال الرسول والمسلمين منذ أن كان اليهود وكان المسلمون ... [سورة البقرة (2) : آية 105] ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) الإعراب: (ما) نافية (يودّ) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول فاعل (كفروا) فعل وفاعل (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (المشركين) معطوفة على أهل مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (أن) حرف مصدري ونصب (ينزّل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) ، (من) حرف جرّ زائد (خير) مجرور لفظا مرفوع محلّا نائب فاعل (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (خير) «1» ، و (كم) مضاف إليه.

_ (1) أو متعلّق ب (ينزّل) .

الصرف:

والمصدر المؤوّل من (أن ينزّل) في محلّ نصب مفعول به ل (يودّ) . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يختصّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يختصّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (يشاء) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله، ومفعول يشاء محذوف أي يشاء اختصاصه (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور مثله. جملة: «ما يودّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الله يختصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يختص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «الله ذو الفضل» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يختصّ. الصرف: (أهل) ، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، جمعه أهلون وأهال وآهال وأهلات بسكون الهاء وفتحها مع فتح الهمزة، وزنه فعل بفتح فسكون. (المشركين) ، جمع المشرك وهو اسم فاعل من أشرك الرباعي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره. (خير) مصدر استعمل استعمال الاسم بمعنى وحي، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) قد يكون الموصول فاعلا لفعل يختصّ فيتضمّن حينئذ معنى يتميّز اللازم، أي يتميّز من يشاء الله تمييزه برحمة الله.

البلاغة

البلاغة الكناية: في قوله تعالى ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ فالنفي في هذه الآية كناية عن الكراهة. الفوائد «ذو» هي من الأسماء الخمسة تعرب بالأحرف بدلا من الحركات بشرط أن تكون بمعنى صاحب وبشرط أن تكون مفردة، فإذا ثنيت أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، وإذا جمعت فسوف تعرب إعراب جمع المذكر السالم وتلحق به وسوف نستوفي هذا البحث في إعراب الأسماء الخمسة. [سورة البقرة (2) : آية 106] ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) الإعراب: (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ننسخ) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من آية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من اسم الشرط «1» ، (أو) حرف عطف (ننس) مضارع مجزوم معطوف على ننسخ و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (نأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل نحن للتعظيم (بخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (نأت) ، (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (أو) مثل الأول (مثل) معطوف على خير

_ (1) ويجوز أن يكون الجار والمجرور تمييزا للشرط أي: أيّ شيء ننسخ من آية، وهذا إذا كانت (من) زائدة وأما إذا كانت تبعيضيّة فالجار والمجرور نعت ل (ما)

الصرف:

مجرور مثله و (ها) مضاف إليه. (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تعلم) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي تعلم. جملة: «ننسخ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ننسها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «نأت بخير منها» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ننسها) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله ننسيها، وزنه نفعها بضمّ النون الأولى. (نأت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نأتي، وزنه نفع. (شيء) ، اسم لما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه ... أو مصدر سماعيّ لفعل شاء (انظر الآية 20) . الفوائد 1- نلاحظ أن فعل «نسخ» يدل على التحوّل من حال الى حال أفضل وأحسن وقيل إن كل فعل أوله نون وثانيه سين يدل على التبدل من حسن الى أحسن وهذه النظرية طرقها علماء فقه اللغة واستدلوا بها على نشوء اللغة وتطورها ومن أمثلتهم أن كل فعل مبدوء بحرف النون يدل على النشوء والظهور مثل «نبغ ونبع، ونجم، ونفذ، ونبر، ونبش، ونبت» ..

[سورة البقرة (2) : آية 107]

فالنون تدل على المعنى الأولي أو الأصلي ثم يتطور المعنى الأصلي الى معان كثيرة بواسطة ما يضاف الى النون من أحرف الهجاء. ولا ندري هل هذه الخاصة وقف على اللغة العربية وحدها، أم تجر ذيلها على بعض اللغات أو سائرها. وعلى كل فإنها دليل قاطع على عبقرية لغتنا وأصالتها. 2- نأت: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب لأداة الشرط «ما» وقد جزم بحذف حرف العلة من آخره. وعلامات الجزم ثلاث السكون في الأفعال الصحيحة الآخر، وحذف النون في الأفعال الخمسة، وحذف حرف العلة في الفعل المعتل الآخر. [سورة البقرة (2) : آية 107] أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107) الإعراب: (ألم تعلم أنّ الله) مر إعرابها في الآية السابقة مفردات وجملا ومصدرا مؤوّلا (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (لكم) مثل له متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- «1» (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف بلفظه على وليّ تبعه في الجرّ. وجملة: له ملك السموات في محلّ رفع خبر أنّ.

_ (1) ويجوز تعليقه بالخبر المحذوف الذي تعلّق ب (لكم) .

الصرف:

وجملة: ما لكم من دون الله ... لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ملك) ، أتى بمعنى الشيء المملوك، فهو اسم، وانظر الآية (102) من هذه السورة. (وليّ) ، صفة مشبّهة من ولي يلي باب وثق، وزنه فعيل، وقد يكون من صيغ المبالغة لأن فعله متعدّ. (نصير) ، من صيغ المبالغة، على وزن فعيل من فعل نصر ينصر المتعدّى. [سورة البقرة (2) : آية 108] أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (108) الإعراب: (أم) حرف ابتداء وهو المنقطع بمعنى بل والهمزة والاستفهام على معنى الإنكار (تريدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تسألوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (رسول) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ نصب مفعول به عامله تريدون. (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) حرف مصدري (سئل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (موسى) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما سئل) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق، أي: تسألوا رسولكم سؤالا كسؤال قوم موسى نبيّهم موسى. (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (سئل) . (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتبدّل) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكفر) مفعول به منصوب (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبدّل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلّ) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سواء) مفعول به منصوب (السبيل) مضاف إليه مجرور، من إضافة الصفة الى الموصوف. جملة: «تريدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسألوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «سئل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «من يتبدّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتبدّل ... » في محلّ رفع خبر «1» . وجملة: «ضلّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط. الصرف: (تريدون) ، فيه إعلال بالقلب أصله ترودون لأنه من راد يرود، نقلت حركة الواو إلى الراء، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وهي ساكنة، وزنه تفعلون.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة البقرة (2) : آية 109]

(السبيل) ، اسم يذكّر ويؤنّث وزنه فعيل، جمعه سبل بضمّتين، وضمّة وسكون وأسبل بضمّ الباء وأسبله بكسر الباء وسبول بضمّ السين. [سورة البقرة (2) : آية 109] وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) الإعراب: (ودّ) فعل ماض (كثير) فاعل مرفوع (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكثير (الكتاب) مضاف اليه مجرور (لو) حرف مصدري (يردّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل من (لو) والفعل في محلّ نصب مفعول به عامله (يودّ) . (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون) ، (إيمان) مضاف اليه مجرور و (كم) مضاف إليه (كفارا) مفعول به ثان عامله يردّون بمعنى يصيّرون «1» ، (حسدا) مفعول لأجله منصوب عامله يردّون أو ودّ، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (حسدا) ، (أنفس) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ودّ) «2» ، (ما) مصدريّة (تبيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيّن) ، (الحقّ) فاعل مرفوع.

_ (1) أو حال من مفعول يردون، قال ذلك العكبري. [.....] (2) أو متعلّق ب (يردّون) .

الصرف:

والمصدر المؤول (ما تبيّن) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، (الواو) عاطفة (اصفحوا) مثل اعفوا (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد حتى (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، و (الهاء) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ ب (حتى) متعلّق ب (اعفوا واصفحوا) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف اليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع. جملة: «ودّ كثير.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يردّونكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) . وجملة: «تبيّن..» الحقّ لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اعفوا» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان أمرهم كذلك فاعفوا. وجملة: «اصفحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعفوا. وجملة: «إن الله ... » قدير لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف من غير تعليل. الصرف: (كفارا) ، جمع كافر اسم فاعل من كفر يكفر باب نصر وزنه فاعل. (انظر الآية 19)

[سورة البقرة (2) : آية 110]

(حسدا) ، مصدر حسد يحسد من بابي نصر وضرب وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصدر آخر هو حسادة بفتح الحاء. (اعفوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله اعفووا بضمّ الواو الأولى، فلمّا استثقلت الضمّة على الواو نقلت إلى الفاء قبلها، ثمّ حذفت الواو الأولى لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه افعوا. (أمره) ، مصدر سماعي من أمر يأمر باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 110] وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) الإعراب: (الواو) استئنافية (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل أقيموا (الزكاة) مفعول به منصوب. (الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم مبني في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تقدّموا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقدّموا) و (كم) ضمير مضاف إليه (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما «1» ، (تجدوا) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجدوا) «2» ، (الله) لفظ

_ (1) أو تمييز ل (ما) . (2) يجوز أن يكون حالا من المفعول به أي تجدوا ثوابه مدّخرا عند الله.

الفوائد

الجلالة مضاف إليه مجرور. (إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سبق إعراب نظيرها «1» .. و (ما) اسم موصول أو حرف مصدري أو نكرة موصوفة. جملة: «أقيموا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة: «آتوا ... » لا محل لها معطوفة على أقيموا ... وجملة: «تقدّموا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تجدوه» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن الله بصير..» لا محلّ لها تعليلية. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) . الفوائد 1- أقيموا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. وثمة قاعدة تقول: إن فعل الأمر يبنى على ما يجزم به مضارعه. وفحوى ذلك أن فعل الأمر يبنى على السكون إذا كان صحيح الآخر، ويبنى على حذف النون إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة ويبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر. [سورة البقرة (2) : آية 111] وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (111)

_ (1) في الآية (96) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (يدخل) مضارع منصوب (الجنّة) مفعول به «1» منصوب (إلا) أداة حصر (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (هودا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف للتفصيل (نصارى) معطوف على (هودا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أمانيّ) خبر مرفوع و (هم) ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هاتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل «2» ، (برهان) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «لن يدخل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كان هودا» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «تلك أمانيّهم» لا محلّ لها اعتراضيّة.

_ (1) هذا على السّعة، فأصله الى الجنّة.. وقد يكون مفعولا به في الأصل. (2) والفعل على رأي ابن هشام جامد لا ماضي ولا مضارع له.. وعلى رأي الزمخشريّ هو اسم فعل وقد ردّ ذلك ابن هشام. (3) يجوز أن تكون معطوفة بالواو على جملة ودّ كثير.. (الآية 109) وما بينهما اعتراض

الصرف:

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هاتوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم. الصرف: (هودا) ، جمع هائد وهو اسم فاعل من هاد بمعنى تاب، وهود وزنه فعل بضمّ فسكون. (نصارى) ، جمع نصران مؤنّثه نصرانه ولكنّه لا يستعمل إلا بياء النسب، وفي المصباح النصارى جمع نصارى. ووزن نصارى فعالى (انظر الآية 62 من هذه السورة) . (برهان) ، اسم بمعنى الحجّة، وزنه فعلال بضمّ الفاء، وقيل وزنه فعلان فالنون فيه زائدة. البلاغة قد يقال: لم قيل «تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ» وقولهم «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ» أمنية واحدة. فنقول: في ذلك سر عجيب في صناعة البيان وهو أنه لشدة تمنيهم لهذه الأمنية وتأصلها في نفوسهم جمعت وأنها بمثابة أماني توزعت في كل قلب فلم تترك فراغا لغيرها. الفوائد 1- تلك أمانيهم: مفردها أمنية على وزن «افعولة» وقد عبر عنها بالجمع لأنهم يتمنون أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم ويتمنون أن يردوهم كفارا، ويتمنون أن لا يدخل الجنة غيرهم. وكلها أمان باطلة. 2- في البرهان قولان: أحدهما أنه من البرة ونونه زائدة وهو بمعنى القطع ويفيد العلم القطعي، والثاني من «برهن» ومنه البرهنة والبرهان بمعنى البيان

[سورة البقرة (2) : آية 112]

وعلى هذا القول تكون نونه أصلية، وترتاح النفس لهذا القول والله أعلم.. [سورة البقرة (2) : آية 112] بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) الإعراب: (بلى) حرف جواب لإثبات ما نفوه (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (أسلم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (وجه) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلم) ، (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (محسن) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجر (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «1» ، (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «من أسلم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسلم وجهه» في محلّ رفع خبر (من) «2» . وجملة: «هو محسن» في محلّ نصب حال. وجملة: «له أجره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو تعمل عمل ليس و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها- (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «لا خوف عليهم» في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا خوف عليهم. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (وجهه) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون. (محسن) ، اسم فاعل من أحسن الرباعي وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة البقرة (2) : آية 113] وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (اليهود) فاعل مرفوع (ليس) فعل ماض ناقص.. و (التاء) للتأنيث (النصارى) اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس. (الواو) عاطفة (قالت النصارى ليست اليهود على شيء) مثل نظيرتها المتقدّمة. (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب. (الكاف) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي قال الذين لا يعلمون قولا كذلك، (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل

(لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (مثل) مفعول به عامله قال، منصوب «1» ، (قول) مضاف اليه مجرور و (هم) متّصل مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحكم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم) بتضمينه معنى يفصل، و (هم) متّصل مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (القيامة) مضاف اليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ «2» متعلّق ب (يحكم) ، (كانوا) ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قالت اليهود ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على جملة قالوا لن يدخل.. «3» . وجملة: «ليست النصارى على شيء» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالت النصارى» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت اليهود. وجملة: «ليست اليهود على شيء» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هم يتلون ... » في محلّ نصب حال من اليهود والنصارى. وجملة: «يتلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أجاز العكبري أن يكون مفعولا به لفعل يعلمون.. ويجوز أن يكون (مثل) مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر إذا جعلنا الكاف اسما في محلّ رفع مبتدأ، جملة قال خبره والمفعول مقدّر أي قاله الذين ... (2) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ. (3) في الآية (111) .

الصرف:

وجملة: «لا يعلمون لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الله يحكم بينهم» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانوا يختلفون فالله يحكم. وجملة: «يحكم بينهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي. وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (يتلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يتلوون بضمّ الواو الأولى ثمّ نقلت حركتها الى اللام قبلها، فالتقى سكونان، فحذفت الواو الأولى للتخلّص من السكونين فأصبح يتلون وزنه يفعون (انظر الآية 44 من هذه السورة. [سورة البقرة (2) : آية 114] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (114) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم) ، (منع) فعل ماض والفاعل هو وهو العائد (مساجد) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يذكر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (في)

_ (1) يجوز أن يكون (من) نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له.

حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يذكر) ، (اسم) نائب فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يذكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان ل (منع) «1» ، (الواو) عاطفة (سعى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في خراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (سعى) ، و (ها) ضمير مضاف إليه. (أولاء) اسم اشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أن) مثل الأول (يدخلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (إلا) أداة حصر (خائفين) حال منصوبة من فاعل يدخلوها، وعلامة نصبه الياء. والمصدر المؤوّل (أن يدخلوها) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. جملة «من أظلم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «منع مساجد» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «سعى..» لا محلّ لها معطوفة على جملة منع.. أو في محلّ جرّ. وجملة: «أولئك ما كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كان لهم أن يدخلوها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . (اللام) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله بحذف مضاف أي خشية أن يذكر.. أو بدل اشتمال من مساجد، أو مجرور بحرف جرّ محذوف تقديره من أن يذكر متعلّق ب (منع) . [.....]

الصرف:

خبر مقدّم (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خزي- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (خزي) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (الواو) عاطفة (لهم في الآخرة عذاب) تعرب كنظيرتها ... (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله. وجملة: «لهم في الدنيا خزي» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «لهم في الآخرة عذاب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب. الصرف: (أظلم) ، اسم تفضيل من ظلم، وزنه أفعل. (مساجد) ، جمع مسجد، اسم مكان من سجد باب نصر، وقد جاء على وزن مفعل بكسر العين على غير القياس إذا القياس أن تكون عينه مفتوحة لانضمام عينه في المضارع. (خراب) ، اسم مصدر للتخريب، نقص عن عدد حروف المصدر، وزنه فعال بفتح الفاء. (خائفي) ، جمع خائف اسم فاعل من خاف، قلب حرف العلّة إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل، وهو قلب مطّرد. الفوائد المسجد: اسم مكان على وزن مفعل وكان حقه أن يأتي على وزن مفعل قياسا على ما كانت عينه مضمومة وقد سمعت شذوذا على غرار مغرب ومشرق.

_ (1) يجوز تعليقه بالخبر المحذوف. (2) أو حال من الضمير في خائفين، فهي حال متداخلة، في محلّ نصب.

[سورة البقرة (2) : آية 115]

[سورة البقرة (2) : آية 115] وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (115) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المشرق) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (المغرب) معطوف على المشرق بالواو مرفوع مثله (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانية متعلّق بالجواب «1» (تولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ثمّ) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وجه) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لله المشرق» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ثمّ وجه الله» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله واسع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (المشرق) ، اسم مكان من شرق باب نصر، وزنه مفعل بكسر العين على غير القياس إذ قياسه فتح العين لأن عينه مضمومة في المضارع. (المغرب) ، اسم مكان من غرب باب نصر، وهو مثل المشرق بخروجه عن القياس.

_ (1) يجوز تعليقه بفعل الشرط.

[سورة البقرة (2) : آية 116]

(تولّوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تولاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف وبقيت الفتحة على اللام قبلها دلالة عليها فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا بفتح العين. (ثمّ) اسم يشار به إلى البعيد بمعنى هناك وزنه فعل بفتح فسكون وعينه ولامه من حرف واحد ومثله ثمّة. (وجه) ، اسم للعضو المعروف، واستعمل في الآية على سبيل الاستعارة، وزنه فعل بفتح فسكون. (واسع) ، اسم فاعل من وسع يسع باب فرح، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 116] وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (116) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعل (اتّخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ولدا) مفعول به منصوب- وهو المفعول الثاني، أمّا الأول فمحذوف تقديره بعض مخلوقاته- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب و (الهاء) مضاف إليه (بل) حرف إضراب وابتداء (اللام) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» (له) مثل الأول متعلّق ب (قانتون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو.

_ (1) الذي سوغ اعرابه مبتدأ وهو نكرة كونه دالا على عموم، وهو على حذف مضاف، أي: كلّ ما خلق الله.

الصرف:

وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «اتّخذ الله ولدا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «له ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلّ له قانتون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ولدا) ، الأصل فيه أنّه صفة مشتقّة من ولد يلد باب ضرب، ثمّ استعمل اسما لكلّ من ولد. ويطلق على الذكر والأنثى والمثنّى والجمع، وزنه فعل بفتحتين. (قانتون) ، جمع قانت، اسم فاعل من قنت، وزنه فاعل. الفوائد 1- لفظ «سبحانه وتعالى، وجل جلاله» وما على غرارها كلها جمل اعتراضية ويقصد بها تنزيه الله، وتعظيمه، و ... [سورة البقرة (2) : آية 117] بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) الإعراب: (بديع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله، (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أمرا)

_ (1) بعضهم يعطفها على جملة: قالوا لن يدخل. في الآية (111) .. وفيه بعد..

الصرف:

مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (يقول) مضارع مرفوع والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (يقول) ، (كن) فعل أمر تام والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) عاطفة «1» لربط المسبّب بالسبب (يكون) مضارع مرفوع تام، والفاعل هو. جملة: « (هو) بديع السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قضى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّما يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسمية معطوفة على جملة يقول أو هي استئنافيّة. الصرف: (بديع) صفة مشبّهة من بدع يبدع باب كرم، وزنه فعيل. (قضى) ، فيه إعلال بالقلب أصله قضي مضارعه يقضي، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (كن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وأصله كون بضمّ الكاف وسكون الواو. وزنه فل. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ حيث شبهت هيأة حصول المراد بعد تعلق الارادة بلا مهلة بطاعة المأمور المطيع عقيب أمر المطاع بلا توقف.

_ (1) أو هي استئنافيّة عند بعضهم.. وابن هشام رفض ذلك.

[سورة البقرة (2) : آية 118]

[سورة البقرة (2) : آية 118] وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) الإعراب: (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول فاعل (لا) نافية (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (لولا) حرف تحضيض (يكلّم) مضارع مرفوع و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أو) حرف عطف (تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (نا) مفعول به (آية) فاعل مرفوع (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (تشابه) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (بيّنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. ونا فاعل (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (بيّنا) ، (يوقنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا اتّخذ «2» . وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لولا يكلّمنا الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تأتينا آية» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) انظر الآية (113) . (2) في الآية (116) .

الصرف:

وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تشابهت قلوبهم» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة. وجملة: «قد بيّنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوقنون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (يوقنون) انظر مزيد شرح عن صرفها في الآية (4) من هذه السورة. الفوائد لولا: حرف امتناع للوجود ومعناها الحض مثل «هلّا» ويقال لها: حرف تحضيض.. [سورة البقرة (2) : آية 119] إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (119) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل أو المفعول (بشيرا) حال منصوبة من المفعول (نذيرا) معطوف بالواو على (بشيرا) منصوب مثله. (الواو) عاطفة (لا) نافية (تسأل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن أصحاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (تسأل) ، (الجحيم) مضاف إليه مجرور. وجملة: «إنّا أرسلناك» لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «أرسلناك» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا تسأل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك. الصرف: (بشيرا) ، صفة مشبّهة من فعل بشر يبشر باب ضرب وباب فرح، وزنه فعيل. (نذيرا) ، مصدر غير قياسي لفعل أنذر الرباعيّ، ويستعمل استعمال الصفات كصفة مشبّهة بمعنى المنذر- بكسر الذال- وزنه فعيل. (الجحيم) ، اسم للنار الشديدة التأجج، وهي في الأصل صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى الجاحم، فهي من أوزان المبالغة. [سورة البقرة (2) : آية 120] وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120) الإعراب: (الواو) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (ترضى) مضارع منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (عن) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترضى) ، (اليهود) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (النصارى) معطوف على اليهود بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (حتّى) حرف غاية وجرّ (تتّبع) فعل مضارع منصوب ب (أنّ) مضمرة بعد حتّى، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ملّة) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تتّبع) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ترضى) .

(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (انّ) حرف مشبّه بالفعل (هدى) اسم انّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هو) ضمير فصل «1» ، (الهدى) خبر انّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة. (الواو) استئنافيّة (اللام) موطئة للقسم (ان) حرف شرط جازم (اتّبع) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء فاعل (أهواء) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف اليه (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبعت) ، الذي اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاء (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- «2» (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على لفظ (وليّ) مجرور مثله. جملة: «لن ترضى عنك اليهود-» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الجملة السابقة. وجملة: «تتّبع..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنّ هدى الله هو الهدى» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعت..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءك من العلم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الهدى) ، وجملة هو الهدى خبر انّ. (2) يجوز تعليقه بالخبر المحذوف.

الصرف:

وجملة: «مالك من الله..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم المذكور. الصرف: (ترضى) ، فيه اعلال بالقلب، أصله ترضي بضمّ الياء، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (ملّة) ، اسم بمعنى الدين أو الطريقة أو الشريعة، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.. وقد أدغمت العين واللام معا. (أهواء) ، جمع هوى، مصدر هوي يهوى باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.. وفي أهواء قلب لام الكلمة وهي الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، وأصله أهواي. [سورة البقرة (2) : آية 121] الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (121) الإعراب: (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (هم) ضمير متصل مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (يتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفة المصدر في الأصل (تلاوة) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه في محلّ جرّ. (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يؤمنون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنون) . (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم

الصرف:

فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (به) مثل الأول متعلّق ب (يكفر) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) مثل الأول و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناهم الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتلونه» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في آتيناهم أو من الكتاب «2» . وجملة: «أولئك يؤمنون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يؤمنون به..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «من يكفر به..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم الكتاب. وجملة: «يكفر به..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «أولئك هم الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء- الصرف: (يتلونه) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يتلوونه بضمّ الواو الأولى، نقلت حركتها إلى اللام ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يتلونه، وزنه يفعلونه (انظر الآية 44 من هذه السورة) .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الخاسرون، والجملة خبر أولئك. (2) يجوز أن تكون في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وجملة أولئك يؤمنون.. استئنافيّة تعليليّة لا محلّ لها. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

(تلاوته) ، مصدر تلا يتلو، وزنه فعالة بكسر الفاء. الفوائد فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ، الفاء رابطة لجواب الشرط ولدي وجود الفاء تعرب الجملة في محل جزم جواب الشرط ويجب ربط الجواب بالفاء في المواضع التالية: إذا كانت الجملة اسمية أو طلبية أو فعلها جامد أو مسبوقة بما أو من أو قد أو السين أو سوف. [سورة البقرة (2) : آية 122] يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (122) الإعراب: هذه الآية الكريمة مرّت من قبل فارجع إلى إعرابها في الآية (47) . [سورة البقرة (2) : آية 123] وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (123) الإعراب: (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. الواو فاعل (يوما) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي: عذاب يوم (لا) نافية (تجزي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (نفس) فاعل مرفوع (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجزي) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق

[سورة البقرة (2) : آية 124]

ب (يقبل) ، (عدل) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (تنفع) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به (شفاعة) فاعل مرفوع (ولا) مثل السابق (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) نائب فاعل. جملة: «اتقوا يوما» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء في الآية السابقة وجملة: «لا تجزي نفس..» في محلّ نصب نعت ل (يوما) ، والرابط محذوف تقديره فيه. وجملة: «لا يقبل منها عدل» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزى. وجملة: «لا تنفعها شفاعة» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي. وجملة: «لا هم ينصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي. وجملة: «ينصرون» في محل رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة البقرة (2) : آية 124] وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ابتلى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (إبراهيم) مفعول به مقدّم منصوب (ربّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (بكلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ابتلى) ،

(الفاء) عاطفة (أتم) فعل ماض و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (قال) فعل ماض والفاعل هو (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) اسم إنّ (جاعل) خبر إنّ مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (إماما) «1» - نعت تقدّم على المنعوت- (إماما) مفعول به لاسم الفاعل جاعل (قال) مثل الأول (الواو) عاطفة (من ذرّيّة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره اجعل «2» ، والمفعول به محذوف تقديره إماما أي اجعل من ذرّيتي إماما (قال) مثل الأول (لا) نافية (ينال) مضارع مرفوع (عهد) فاعل مرفوع و (الياء) مضاف إليه (الظالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ابتلى إبراهيم ربّه» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أتمّهنّ» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلى. وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بياني أو تفسير للابتلاء. وجملة: «إنّي جاعلك» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال الثانية» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (اجعل) من ذرّيّتي..» في محلّ نصب مقول القول وهو معطوف بالنسق على مقول الله تعالى: إنّي جاعلك. وجملة: «قال الثالثة» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «لا ينال عهدي الظالمين» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز تعليقه باسم الفاعل جاعل أي: لأجل الناس. [.....] (2) يجوز تعليقه بنعت من مفعول اجعل الأول أي: اجعل فريقا من ذرّيّتي إماما.

الصرف:

الصرف: (ابتلى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ابتلي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (جاعل) ، اسم فاعل من جعل الثلاثي، وزنه فاعل (انظر الآية 30 من هذه السورة) . (إماما) ، اسم لما يؤتمّ به يستوي فيه التذكير والتأنيث، جمعه أيمّه وأئمة، ووزن إمام فعال بكسر الفاء. (ذرّية) ، اسم للولد والنسل، وهو في الأصل مثلّث الذال، وهنا بضمّ الذال، جمعه الذراري والذرّيات، ووزن ذرّية فعليّة بضمّ الفاء وتسكين العين وكسر اللام وتشديد الياء المفتوحة. (ينال) ، فيه إعلال بالقلب بدءا من الماضي، أصله ينيل قلبت الياء ألفا بعد نقل حركتها إلى النون.. البلاغة في هذه الآية فن طريف من فنون البيان يقال له: فنّ المراجعة وهو أن يحكي المتكلم مراجعة في القول جرت بينه وبين محاور في الحديث أو بين اثنين بأوجز عبارة، وأبلغ اشارة، وأرشق محاورة مع عذوبة اللفظ وجزالته، وسهولة السبك. وقد جمعت هذه الآية معاني الكلام من الخبر والاستخبار والأمر والنهي والوعد والوعيد. الفوائد 1- لا يجوز تقدم الفاعل على فعله فإذا تقدم يعرب مبتدءا ويقدر الفاعل ضميرا. بخلاف المفعول به فإنه يجوز تقديمه على الفعل في حالات خاصة مذكورة في المطولات من كتب النحو. كقوله تعالى «وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ» .

[سورة البقرة (2) : آية 125]

2- إبراهيم معناه في السريانية الأب الرحيم، ولفظها في العبرية «ابراهام» . 3- جاعل اسم فاعل عمل عمل فعله فأخذ مفعولين الأول الكاف من «جاعلك» فهو من اضافة اسم الفاعل إلى مفعوله والثاني «إماما» . 4- قيل الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم هي المناسك وقد قام بها إبراهيم ولذلك قال تعالى بحقه «وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى» وقيل الكلمات هي: «الشرائع والأوامر والنواهي» . 5- في هذه الآية يتجلّى بلاغة القرآن في هذا الفن من الحوار والذي يسمونه «المراجعة» . وتستطيع أن تتملّى هذا الأسلوب لما فيه من الحوار اللطيف. والإيجاز البليغ، وفي الآداب العربية أمثلة من هذا القبيل لا يتسع لها صدد هذا الكتاب. فليراجعها من شاء لدى البحتري وعمر بن أبي ربيعة وأضرابهما من الشعراء. [سورة البقرة (2) : آية 125] وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) مرّ إعرابه في الآية السابقة (جعلنا) فعل ماض وفاعله (البيت) مفعول به منصوب (مثابة) مفعول به ثان منصوب «1» (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمثابة «2» ، (أمنا) معطوفة على مثابة بالواو منصوب مثله. (الواو) استئنافيّة (اتّخذوا)

_ (1) يجوز أن يكون حالا إذا ضمّن (جعل) معنى خلق. (2) يجوز أن يتعلق بفعل جعل.

الصرف:

فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من مقام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان مقدّم (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (مصلّى) مفعول به أوّل منصوب. (الواو) استئنافيّة (عهدنا) مثل (جعلنا) (إلى إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (عهدنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (إسماعيل) معطوف على إبراهيم بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة (أن) حرف تفسير «1» ، (طهّرا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والألف فاعل (بيت) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه، (للطائفين) جارّ ومجرور متعلّق ب (طهّرا) وعلامة الجرّ الياء (العاكفين) معطوف على الطائفين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (الرّكّع) معطوف على الطائفين بالواو مجرور مثله (السجود) نعت للركّع مجرور مثله «2» . وجملة: «جعلنا ... » في محل جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتخذوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عهدنا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «طهّرا..» لا محلّ لها تفسيريّة. الصرف: (مثابة) ، اسم مكان من ثاب يثوب بمعنى رجع، وأصل مثابة مثوبة- بسكون الثاء وفتح الواو- ثمّ نقلت حركة الواو إلى الثاء وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها

_ (1) أجاز العكبري جعله حرفا مصدريّا، وجملة طهّرا صلة له، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عهد) . (2) هذا إذا كان جمع ساجد، ويجوز أن يكون مصدرا، وحينئذ فيه حذف مضاف أي ذوي السجود.

وتحركها في الأصل فأصبح مثابة والتاء زائدة للمبالغة وزنه مفعلة. (أمنا) ، مصدر سماعي لفعل أمن باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون. (مقام) ، اسم مكان من قام يقوم، والألف فيه منقلبة عن واو، أصله مقوم- بسكون القاف وفتح الواو- ثمّ سكّنت الواو وفتحت القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه مفعل بفتح العين. (مصلّى) ، اسم مكان من صلّى يصلّي الرباعيّ، وهو على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة والألف في مصلّى أصلها واو، فلمّا انفتح ما قبلها قلبت ألفا. (الطائفين) ، جمع الطائف، اسم فاعل من طاف يطوف، وزنه فاعل وقد قلبت الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل. (العاكفين) ، جمع العاكف، اسم فاعل من عكف الثلاثيّ، وزنه فاعل. (الركّع) ، جمع الراكع، اسم فاعل من ركع يركع باب فتح، وزنه فاعل، ووزن ركّع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة. (السجود) ، جمع الساجد، اسم فاعل من سجد وزنه فاعل، والسجود وزنه فعول بضمّ الفاء.. وقد يكون السجود مصدرا لفعل سجد الثلاثيّ.

[سورة البقرة (2) : آية 126]

[سورة البقرة (2) : آية 126] وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) مرّ إعرابه في الآية (124) ، (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مضاف إليه (اجعل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ نصب مفعول به (بلدا) مفعول به ثان منصوب (آمنا) نعت ل (بلدا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (ارزق) مثل اجعل (أهل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارزق) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أهل (آمن) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل آمن (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور مثله. (قال) مثل الأول والفاعل الله. (الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب «1» مفعول به لفعل محذوف تقديره

_ (1) أو في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أمتّعه.. هذا ويجوز أن يكون (من) اسم شرط جازم مبتدأ جوابه محذوف تقديره أرزقه، وجملة أمتّعه معطوفة على جملة الجواب بتقدير أنا أمتّعه، وخبر المبتدأ جملة كفر.. أرزقه من فعل الشرط وجوابه.

(أرزق) (كفر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) عاطفة (أمتّع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (الهاء) ضمير مفعول به (قليلا) ظرف زمان ناب عن ظرف محذوف أي زمنا قليلا، منصوب متعلّق ب (أمتّعه) «1» ، (ثمّ) حرف عطف (أضطرّ) مثل (أمتّع) و (الهاء) مفعول به (إلى عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أضطرّه) بتضمينه معنى ألجئه (النار) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل مرفوع- والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره عذاب النار- جملة: «قال إبراهيم..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ربّ اجعل..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اجعل..» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ارزق..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (أرزق) من كفر..» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول مقدّرا أي: أرزقه وأرزق من كفر. وجملة: «كفر..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أمتّعه..» في محلّ نصب معطوفة على جملة (أرزق) المحذوفة. وجملة: «أضطرّه..» في محلّ نصب معطوفة على جملة أمتّعه.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: تمتيعا قليلا.

الصرف:

وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (آمنا) ، اسم فاعل من أمن يأمن وزنه فاعل، وهو مستعمل بمعنى (ذا أمن) . (أضطرّه) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الضاد، وزنه أفتعله. (المصير) ، مصدر ميميّ لفعل صار يصير بمعنى رجع، وزنه مفعل بكسر العين، وفي الكلمة إعلال بالتسكين حيث نقلت حركة الياء إلى الصاد قبلها فسكّنت. الفوائد 1- «ربّ» منادى مضاف حذف منه شيئان ياء النداء من أوّله وياء المتكلم من آخره، ويحسن هنا ذكر أقسام المنادي وهي خمسة اثنان مبنيان على الضم في محل نصب وهما مفرد العلم، والنكرة المقصودة وثلاثة منصوبة وهي النكرة غير المقصودة، والمضاف، والشبيه بالمضاف. وجملة هذه الأقسام منصوبة بفعل محذوف تقديره: «ادعو أو أنادي» نابت عنه أداة النداء. [سورة البقرة (2) : آية 127] وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (يرفع) مضارع مرفوع (إبراهيم) فاعل مرفوع (القواعد) مفعول به

_ (1) أو في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المقدّر وهو المخصوص بالذمّ أي: عذاب النار بئس المصير.

الصرف:

منصوب (من البيت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من القواعد (الواو) عاطفة (إسماعيل) معطوف على إبراهيم مرفوع مثله (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (تقبّل) فعل أمر دعائيّ والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ و (نا) في محلّ جرّ متعلّق ب (تقبّل) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير اسم إنّ (أنت) ضمير فصل «1» (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «يرفع إبراهيم..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ربّنا تقبّل..» في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره. يقولان ربنا، وجملة يقولان في محلّ نصب حال من إبراهيم وإسماعيل. وجملة: «تقبّل منّا..» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّك أنت السميع» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (القواعد) ، جمع القاعدة، مؤنّث القاعد، وهو اسم للأساس الذي يقوم عليه البناء، ولفظه في الأصل مشتقّ على وزن فاعل ثمّ استعمل اسما. (إسماعيل) ، اسم علم أعجمي. (السميع) ، من مبالغات اسم الفاعل، صفة مشتقّة على وزن فعيل من سمع المتعدّي، وقد يكون صفة مشبّهة باسم الفاعل لدلالته على الدوام والاستمرار.

_ (1) أو مبتدأ خبره السميع.. وجملة أنت السميع خبر إنّ. ويجوز أن يكون مستعارا لمحلّ النصب توكيدا لاسم إنّ.

[سورة البقرة (2) : آية 128]

[سورة البقرة (2) : آية 128] رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) الإعراب: (ربّنا) سبق إعرابه في الآية السابقة (الواو) عاطفة (اجعل) فعل أمر دعائيّ والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (مسلمين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو مثنّى (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمين) أي منقادين (الواو) عاطفة (من ذرّيّة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره اجعل. و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أمّة) مفعول به منصوب للفعل المحذوف (مسلمة) نعت لأمة منصوب مثله (لك) مثل الأول متعلّق بمسلمة (الواو) عاطفة (أرنا) مثل اجعلنا (مناسك) مفعول به ثان منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تب) مثل اجعل (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تب) ، (إنّك أنت التّواب الرحيم) مثل نظيرها في الآية السابقة. جملة النداء «ربّنا..» لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «اجعلنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقبّل منا في الآية. السابقة. وجملة: « (اجعل) من ذرّيّتنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجعلنا. وجملة: «أرنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجعلنا. وجملة: «تب علينا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجعلنا. وجملة: «إنّك أنت التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (مسلمين) ، مثنّى مسلم، اسم فاعل من أسلم

[سورة البقرة (2) : آية 129]

الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (أمّة) ، اسم للجماعة وزنه فعلة بضمّ الفاء تماثل فيه عينه ولامه. (أرنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، فقد حذف منه لامه وهو حرف علّة، وكذلك فيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله أرئينا.. وزنه أفنا. (مناسك) ، جمع منسك اسم مكان من نسك ينسك باب نصر وزنه مفعل بفتح العين.. وقد تكسر العين على غير قياس. [سورة البقرة (2) : آية 129] رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) الإعراب: (ربّنا) سبق إعرابها- الآية 127- وكرّرت لتأكيد الاسترحام (وابعث) مثل واجعل- الآية 128- (في) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ابعث) ، (رسولا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا) ، (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليهم) مثل فيهم متعلّق ب (يتلو) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يعلّم) مضارع مرفوع.. والفاعل هو و (هم) متّصل مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الحكمة) معطوف على الكتاب بالواو منصوب مثله (الواو) عاطفة (يزكّيهم) مثل يعلّمهم (إنّك أنت العزيز الحكيم) مثل إنّك أنت السميع العليم «1» .

_ (1) في الآية (127) .

الصرف:

وجملة النداء «ربّنا..» لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة. وجملة: «ابعث فيهم..» لا محل لها معطوفة على جملة اجعلنا مسلمين «1» . وجملة: «يتلو عليهم» في محلّ نصب نعت ل (رسولا) «2» . وجملة: «يعلّمهم..» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «يزكّيهم..» في محل نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «إنّك أنت العزيز» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (الحكمة) ، مصدر سماعيّ لفعل حكم يحكم باب كرم أي صار حكيما، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. (العزيز) ، صفة مشبّهة من عزّ يعزّ باب ضرب، وزنه فعيل. [سورة البقرة (2) : آية 130] وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وقد تضمّن معنى النفي والإنكار (يرغب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن ملّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغب) ، (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (إلا) أداة استثناء (من) اسم موصول «3» في محلّ رفع بدل من فاعل يرغب «4» ، (سفه) فعل

_ (1) في الآية (128) . (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من (رسولا) لأنه موصوف. (3) أو نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له. (4) أو في محلّ نصب على الاستثناء. [.....]

الصرف:

ماض والفاعل هو (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (اصطفينا) فعل ماض مع فاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الهاء وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير اسم أنّ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالصالحين (اللام) لام القسم تفيد التوكيد «1» (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ. جملة: «من يرغب..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرغب عن ملّة..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «سفه..» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «اصطفيناه..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «إنّه في الآخرة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (اصطفيناه) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الصاد، وأصله اصتفيناه، وفيه إعلال بالقلب قلبت الألف ياء- لأنها رابعة- بإسناد الفعل إلى ضمير المتكلم. الفوائد 1- فعل «رغب» له معنيان متغايران الأول أراده وأحبه «رغب فيه ورغب به» والثاني: كره الشيء وزهد به ومثاله «رغب عنه، ورغب عن ملة إبراهيم» . [سورة البقرة (2) : آية 131] إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (131)

_ (1) أو هي المزحلقة.

الإعراب:

الإعراب: (إذ) ظرف للزمن الماضي قد يخلص للظرفية فيتعلّق ب (اصطفيناه) في الآية السابقة، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ متعلّق ب (قال) و (الهاء) في محلّ جرّ باللام (ربّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (أسلم) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قال) مثل الأول (أسلمت) فعل ماض مع فاعله (لربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلمت) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال له ربّه..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أسلم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسلمت..» في محلّ نصب مقول القول. الفوائد 1- إذ قال له ربه: «جملة قال في محل جر بالإضافة لأنها وقعت بعد الظرف «إذ» . 2- في هذه الآية نجد الأمر بالإسلام من قبل الله الى أبي الأنبياء إبراهيم، وقد استجاب لأمر ربه ثم نجد ذلك ينتقل في أنبياء بني إسرائيل فقد وصى بها إبراهيم بنيه كما وصى بها يعقوب بنيه. يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، ويقول سبحانه في هذا المقام: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. ونحن نجد هذا المعنى يتكرر على لسان عديد من الأنبياء مما يحملنا على القول بأن الدين الحق دين واحد وان الإسلام كان دين الأنبياء جميعا ولو تجرد

[سورة البقرة (2) : آية 132]

الناس من أهوائهم لالتقوا على صعيد واحد الحقيقة الواحدة والحق الذي لا يتعدّد. 3- نحن نعرف أن جمع المذكر السالم يعرب بالواو رفعا وبالياء نصبا وجرا وله شروط فإذا افتقد الاسم بعض شروطه وأعرب بنفس الاعراب، أسميناه ملحقا بجمع المذكر السالم. والملحقات به معدودة وهي عالمون، وعليون ووابلون وراضون وبنون وسنون وأهلون وذوو وعضون وعشرون الى تسعين. وتعريف الملحق هو كل اسم ثلاثي استبدلت لامه بهاء التأنيث، مثل عضة عضين وعزة عزين وثبة ثبين ومائة مائتين وظبة ظبين ونحو ذلك. 4- تجنح اللغة العربية نحو التخفيف وتسهيل النطق وقد وجد علماء النحو واللغة كثيرا من الأمثلة التي تحقق هذه الغاية وتؤيد هذا الاتجاه منها تكرار الحرف الواحد فقد ينشأ عنه عسر النطق نحو توالي التاءات في أول بعض أفعال المضارعة، وقبل التقاء الساكنين وتجاور الأحرف المتقاربة في مخارج النطق ففي هذه الحالات وما شابهها يعمد لتخفيف اللفظ عن طريق الحذف أو الإبدال أو الإدغام. وهذ البحث لا يتسع له صدر هذا الكتاب فليراجعه من شاء في كتب فقه اللغة وما شاكلها. [سورة البقرة (2) : آية 132] وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (وصّى) فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وصّى) ، (إبراهيم) فاعل مرفوع (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يعقوب) معطوف على إبراهيم مرفوع مثله (يا) أداة نداء (بنيّ)

الصرف:

منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء.. و (الياء) الثانية ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بفعل اصطفى (الدين) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «1» ، (لا) ناهية جازمة (تموتنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. و (النون) نون التوكيد الثقيلة (إلا) أداة حصر (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «وصّى بها إبراهيم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء «وجوابها..» في محلّ نصب مقول القول لفعل قال المحذوف «2» . وجملة: «إنّ الله اصطفى» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اصطفى لكم..» في محلّ رفع خبر (إنّ) . وجملة: «لا تموتنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أنتم مسلمون» في محلّ نصب حال. الصرف: (وصّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله وصّي لأن مصدر المجرّد منه وصاية، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل.

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر، والجملة هي جواب الشرط أي إذا كان الأمر كذلك فلا تموتنّ إلا.. (2) هي عند بعضهم تفسيريّة لفعل الوصاية.

البلاغة

(اصطفى) ، فيه إبدال وإعلال، كالآية السابقة- 130- (تموتنّ) ، حذف منه واو الجماعة لمجيئها ساكنة قبل نون التوكيد الثقيلة، أصله تموتونّ، والنون الأولى من نون التوكيد ساكنة لمناسبة التضعيف، ولهذا حذفت واو الجماعة. البلاغة في قوله تعالى فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ نكتة بلاغية رائعة. فالموت ليس في قدرة الإنسان حتّى ينهى عنه. ولكن في الحقيقة النهي إنما هو عن عدم إسلامهم حال موتهم، كقولك، لا تصلّ إلّا وأنت خاشع، إذ النهي فيه إنما هو عن ترك الخشوع حال صلاته، لا عن الصلاة. والنكتة في التعبير بذلك، إظهار أن موتهم لا على الإسلام موت لا خير فيه، وأن الصلاة التي لا خشوع فيها ك «لا صلاة» . [سورة البقرة (2) : آية 133] أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة وتفيد الابتداء «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص. و (تم) ضمير اسم كان (شهداء) خبر كنتم منصوب ومنع من التنوين لأنه على وزن فعلاء (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بشهداء (حضر) فعل ماض (يعقوب) مفعول

_ (1) أجاز الزمخشري أن تكون متّصلة، وأنّ ما عطفت عليه محذوف أي أتدّعون على الأنبياء اليهوديّة أم كنتم شهداء.

به مقدّم منصوب ومنع من التنوين للعلمية والعجمة (الموت) فاعل مرفوع (إذ) ظرف بدل من الظرف الأول في محلّ نصب (قال) فعل ماض والفاعل هو (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعبدون) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (نعبد) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (إله) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إله) معطوف على الأول بالواو منصوب مثله (آباء) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إبراهيم) بدل من آباء مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (إسماعيل وإسحاق) اسمان معطوفان على إبراهيم بحرفي العطف مجروران مثله (إلها) بدل من إله الأول منصوب مثله «1» (واحدا) نعت لإله منصوب مثله. (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «كنتم شهداء..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حضر.. الموت» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال لبنيه..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما تعبدون..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا.» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «نعبد..» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) : يجوز أن يكون منصوبا على الحال وإن كان جامدا لأنه وصف.

الصرف:

وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (شهداء) ، جمع شاهد، اسم فاعل من شهد يشهد باب فرح، وزنه فاعل، ووزن شهداء فعلاء (الآية 23) . (آباء) ، المدّة فيه مكوّنة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أصله أأباء، ثمّ أدغمت الألفان ووضع فوقها مدّة، والهمزة الأخيرة منقلبة عن واو- آباو- فلمّا جاءت متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة فأصبح آباء، وزنه أفعال. (يعقوب) ، قيل سمي بذلك لأنه كان توأما لشقيقه العيص، وقد تأخّر عنه في الولادة وعقبة في الخروج.. وقيل هو أعجمي ليس له اشتقاق. (إسماعيل) ، علم أعجمي، يجمع على سماعلة وسماعيل وأساميع. (إسحاق) ، علم أعجمي. [سورة البقرة (2) : آية 134] تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (134) الإعراب: (تي) اسم إشارة مبني على السكون على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أمّة) خبر مرفوع (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على، الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر على حذف مضاف أي جزاء

_ (1) يجوز أن تكون الواو عاطفة، والجملة معطوفة على جملة مقول القول نعبد.

ما كسبت «1» ، (كسبت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي والعائد محذوف أي كسبته. (الواو) عاطفة (لكم) مثل لها متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) مثل الأول «2» (كسبتم) فعل وفاعل والعائد محذوف أي كسبتموه (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (تسألون) مضارع مبني للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تسألون) «3» ، (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «تلك أمّة..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد خلت..» في محلّ رفع نعت لأمّة. وجملة: «لها ما كسبت» لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «لكم ما كسبتم» معطوفة على جملة لها ما كسبت تأخذ محلّها من الإعراب في الأوجه الثلاثة. وجملة: «كسبتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لا تسألون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر (كانوا) .

_ (1، 2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا يؤوّل مع ما بعده بمصدر في محلّ رفع مبتدأ. (3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا أو نكرة موصوفة. (4) يجوز أن تكون في محلّ رفع نعت ثان لأمة، أو في محلّ نصب حال من فاعل خلت.

الصرف:

الصرف: (خلت) ، فيه إعلال بالحذف، أصله خلات، جاءت الألف ساكنة قبل التاء الساكنة، فحذفت، وزنه فعت. [سورة البقرة (2) : آية 135] وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعله (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كان (هودا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (نصارى) معطوف على (هودا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (تهتدوا) مضارع مجزوم جواب الطلب.. والواو فاعل. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت) (بل) حرف إضراب وابتداء (ملّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره نتبع «1» ، (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (حنيفا) حال منصوبة من إبراهيم «2» ، (والواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كونوا هودا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تهتدوا..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تكونوا هودا تهتدوا.

_ (1) يجوز أن يكون منصوبا على الإغراء بفعل محذوف جوازا تقديره الزموا. (2) الذي سوّغ صحة مجيء الحال من المضاف إليه أن المضاف جزء من المضاف إليه، فالملّة وهي الدين جزء من إبراهيم.

الصرف:

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (نتبع) ملّة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما كان من المشركين..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (حنيفا) صفة مشبّهة من حنف يحنف باب فرح، وحنف يحنف باب كرم، وزنه فعيل. الفوائد حنيفا: الحنف هو الميل ويوجد في القدمين على كثرة وفي اليدين على قلّة، ومن أسرار فقه اللغة أن الحاء والنون في أول الفعل تدلان على الميل واللين والانعطاف، مثل حنف، وحنث، وحنق وحنو «حنا» فكلها تدل على اللين والانحناء بشكل أو بآخر فتأمّل ... [سورة البقرة (2) : آية 136] قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) الإعراب: (قولوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما أنزل) مثل الأول (إلى إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، (إسماعيل، إسحاق،

يعقوب، الأسباط) أسماء معطوفة على لفظ إبراهيم بحروف العطف مجرورة مثله، (الواو) عاطفة (ما أوتي) مثل ما أنزل (موسى) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (عيسى) معطوف على موسى بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (ما أوتي النبيّون) مثل ما أوتي موسى.. وعلامة الرفع في نائب الفاعل الواو (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتي) الأول أو الثاني.. و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (لا) نافية (نفرّق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نفرّق) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لأحد (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قولوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنّا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزل» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «أنزل (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «أوتي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «أوتي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وأملة: «لا نفرّق» في محلّ نصب حال من فاعل آمنّا. وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا نفرّق «1» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل نفرّق.

الصرف:

الصرف: (أحد) ، اسم في معنى الجماعة يستوي فيه المذكّر والمؤنّث والمثنّى والجمع، وهو غير أحد الذي أول العدد، وزنه فعل بفتحتين. الفوائد 1- السبط، ورد أن السبط ولد البنت وفي الكشاف للزمخشري أن السبط هو الحافد بمعنى الحفيد. وفي لسان العرب إن ولد كل ولد من ولد إسحاق سبط وقال أيضا إن السبط هو الفرقة وأن الأسباط من ولد إسحاق بمثابة القبائل من ولد إسماعيل. [سورة البقرة (2) : آية 137] فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط والواو فاعل (الباء) حرف جرّ «1» ، (مثل) اسم زائد لئلّا يلزم ثبوت المثل لله أو للقرآن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالباء على المحلّ البعيد متعلّق ب (آمنوا) . (آمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (اهتدوا) مثل آمنوا وحركة البناء مقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الواو) عاطفة (إن تولّوا)

_ (1) أو حرف جرّ زائد (مثل) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (ما) حرف مصدري والمصدر المؤوّل (ما آمنتم) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: آمنوا إيمانا مثل إيمانكم به.

الصرف:

مثل إن آمنوا وحركة البناء مقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في شقاق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (هم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدّر (السين) حرف استقبال (يكفي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (الكاف) ضمير مفعول به أوّل و (هم) ضمير متّصل مفعول به ثان (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (السميع) خبر مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة «1» . وجملة: «آمنتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قد اهتدوا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «هم في شقاق» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «سيكفيكهم الله» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرادوا الكيد لك فسيكفيكهم الله. وجملة: «هو السميع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (اهتدوا) فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة اللام لالتقائه ساكنا مع واو الجماعة الساكن، أصله اهتدوا. وزنه افتعوا بفتح العين للدلالة على الألف المحذوفة. (تولّوا) ، فيه إعلال جري مجرى اهتدوا (انظر الآية 115 من هذه السورة) .

_ (1) جملة قولوا في الآية السابقة. [.....]

[سورة البقرة (2) : آية 138]

(شقاق) ، مصدر سماعي لفعل شاقّ الرباعيّ الذي على وزن فاعل، وزنه فعال بكسر الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 138] صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (138) الإعراب: (صبغة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي صبغنا الله صبغة «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضية (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحسن) ، (صبغة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عابدون) وهو خبر نحن مرفوع وعلامة الرفع الواو. الصرف: (صبغة) مصدر هيئة من صبغ الثلاثي، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. (أحسن) ، اسم تفضيل من حسن الثلاثيّ وزنه أفعل. (عابدون) ، جمع عابد، اسم فاعل من عبد الثلاثيّ وزنه فاعل. البلاغة الاستعارة التحقيقية التصريحية: في قوله تعالى صِبْغَةَ اللَّهِ حيث عبر بها عن التطهير بالإيمان لأنه ظهر أثره عليهم ظهور- الصبغ- على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخله فيه وصار حلية لهم. والقرينة الاضافة. وقيل: للمشاكلة التقديرية فإن النصارى كانوا- يصبغون- أولادهم بماء أصفر يسمونه المعمودية يزعمون أنه الماء الذي ولد فيه عيسى عليه الصلاة

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف أي: نتبع صبغة الله أي دين الله، ويجوز أن يكون منصوبا على الإغراء أي الزموا صبغة الله.

[سورة البقرة (2) : آية 139]

والسلام ويعتقدون أنه تطهير للمولود كالختان لغيرهم. [سورة البقرة (2) : آية 139] قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تحاجّون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (نا) ضمير مفعول به (في الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحاجّون) على حذف مضاف أي في شأن الله (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ربّ) خبر مرفوع و (نا) مضاف إليه (ربّ) الثاني معطوف على الأول بحرف العطف مرفوع مثله و (كم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محل جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أعمال) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكم أعمالكم) مثل لنا أعمالنا، (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (له) مثل لنا.. متعلّق ب (مخلصون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتحاجّوننا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو ربّنا» في محلّ نصب حال من الواو في تحاجّوننا. وجملة: «لنا أعمالنا» في محل نصب معطوفة على جملة هو ربنا. وجملة: «لكم أعمالكم» في محل نصب معطوفة على جملة لنا أعمالنا.

الصرف:

وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة هو ربّنا. الصرف: (ربّنا) ، انظر الآية (2) من سورة الفاتحة. (أعمالنا) ، جمع عمل وهو مصدر سماعي لفعل عمل يعمل باب فرح. (مخلصون) ، جمع مخلص، اسم فاعل من الرباعيّ أخلص وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة البقرة (2) : آية 140] أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّهة بالفعل للتوكيد (إبراهيم) اسم إنّ منصوب وقد منع من التنوين للعلميّة والعجمة (إسماعيل ... ، الأسباط) أسماء معطوفة على إبراهيم بحروف العطف الواو منصوبة مثله (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (هودا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (نصارى) معطوف على (هودا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة علق الألف. (قل) فعل أمر والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أعلم) خبر مرفوع (أم) حرف عطف هي المتصّلة (الله) لفظ

الجلالة معطوف على الضمير المنفصل وهو مرفوع «1» . (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم) ، (كتم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (شهادة) مفعول به منصوب، وهو المفعول الثاني، والأول محذوف تقديره الناس (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت لشهادة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ثان لشهادة، أو متعلّق ب (كتم) على حذف مضاف أي من عباد الله. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» في محلّ جرّ متعلّق بغافل والعائد محذوف (تعملون) مضارع مرفوع. والواو فاعل. جملة: «تقولون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ إبراهيم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كانوا هودا» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أأنتم أعلم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من أظلم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كتم شهادة» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) يجوز أن يكون لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره أعلم، والجملة معطوفة على جملة أأنتم أعلم. (2) أو حرف مصدري أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت لها.

الصرف:

الصرف: (أعلم) ، اسم تفضيل من علم الثلاثيّ وزنه أفعل. (أظلم) ، اسم تفضيل من ظلم الثلاثيّ وزنه أفعل (انظر الآية 114 من هذه السورة) . (شهادة) ، مصدر سماعيّ لفعل شهد يشهد باب فرح، وباب كرم، وزنه فعالة بفتح الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 141] تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (141) الإعراب: مرّ اعراب هذه الآية آنفا «1» مفردات وجملا.. [تمّ الجزء الأول]-....-....-

_ (1) انظر الآية (134) من هذه السورة.

تمّ الجزء الأوّل ويليه الجزء الثّاني

[سورة البقرة (2) : آية 142]

الجزء الثاني بقية سورة البقرة من الآية 142- إلى الآية 249.. .. [سورة البقرة (2) : آية 142] سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) الإعراب: (السين) حرف استقبال (يقول) مضارع مرفوع (السفهاء) فاعل مرفوع (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من السفهاء (ما) اسم استفهام في رفع مبتدأ (ولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن قبلة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ولّاهم) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت لقبلة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف

الصرف:

خبر كانوا، على حذف مضاف أي على توجّهها. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المشرق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (المغرب) معطوف على المشرق بحرف العطف مرفوع مثله (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله، ومفعول يشاء محذوف تقديره «هدايته» (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله. جملة: «سيقول السفهاء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما ولّاهم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ولّاهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «كانوا عليها» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «لله المشرق» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يهدي» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (السفهاء) ، جمع السفيه، صفة مشبّهة من سفه يسفه باب فرح وزنه فعيل، وثمّة جمع آخر هو سفاه بكسر السين، وهذا الفعل بمعنى عدم خلقه أو جهل أو كان رديء الخلق.. ويكون السفيه من سفه يسفه باب كرم بمعنى جهل ليس غير (انظر الآية 13) . (ولّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ولّي بياء مفتوحة، تحرّكت الياء

[سورة البقرة (2) : آية 143]

وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت طويلة في (ولّاهم) لأنها أصبحت متوسطة. (قبلة) ، اسم الجهة التي يقبل عليها المصلّي وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة من قبل يقبل باب نصر. [سورة البقرة (2) : آية 143] وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (143) الإعراب: (الواو) عاطفة (كذا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل جعلنا «1» ،، و (اللام) للبعد، و (الكاف) حرف خطاب (جعلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (كم) ضمير مفعول به أوّل (أمّة) مفعول به ثان منصوب (وسطا) نعت لأمّة منصوب مثله (اللام) لام التعليل (تكونوا) مضارع ناقص منصوب ب (أن) مضمرة بعد لام التعليل.. والواو اسم تكون (شهداء) خبر تكونوا منصوب ومنع التنوين لأنه على وزن فعلاء. والمصدر المؤوّل (أن تكونوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) .

_ (1) وإذا أعربت (الكاف) اسما بمعنى مثل كانت في محلّ نصب مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته أي جعلناكم جعلا مثل هدايتنا من نشاء. والإشارة إلى الهداية المارّة في الآية السابقة وقد عبّر عنها بالجعل.

(على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بشهداء. (الواو) عاطفة (يكون) مضارع منصوب ب (أن) مقدّرة دل عليها المذكورة (الرسول) اسم يكون مرفوع (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) وهو خبر يكون منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يكون) معطوفة على المصدر المؤوّل الأول ويتعلّق بما تعلّق به الأول. (الواو) عاطفة (ما) نافية (جعلنا) مثل الأول (القبلة) مفعول به منصوب وهو المفعول الأول والمفعول الثاني محذوف تقديره قبلة أي قبلة لك الآن. (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لقبلة «1» ، (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم كان (عليها) مثل (عليكم) متعلّق بمحذوف خبر كنت (إلا) أداة حصر (اللام) للتعليل (نعلم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (يتّبع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الرسول) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نعلم) متضمّنا معنى نميّز (ينقلب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على عقبي) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقلب) وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن يكون الموصول مفعولا ثانيا أو نعتا للمفعول الثاني المحذوف أي جعلنا القبلة (الآن) وهي الكعبة القبلة التي كنت عليها أي الكعبة، وقبل أن يكون بيت المقدس قبلة المسلمين. ويجوز أن تكون القبلة المذكورة مفعولا ثانيا والاسم الموصول صفة للمفعول الأول المحذوف وهو الجهة أو القبلة أي صيّرنا الجهة التي كنت عليها أوّلا يعني قبل الهجرة، القبلة لك الآن.

والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ بلام التعليل متعلّق ب (جعلنا) . (الواو) حاليّة أو اعتراضيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (كانت) فعل ماض ناقص و (التاء) للتأنيث، واسم كان ضمير مستتر تقديره هي أي التولية الى الكعبة (اللام) هي الفارقة بين (إن) النافية و (إن) المخفّفة وهذه اللام لازمة (كبيرة) خبر كانت منصوب (إلا) أداة حصر (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كبيرة) ، وقد اعتمد الحصر على تقدير النفي المفهوم من السياق أي: لا تسهل إلا على الذين هدى الله «1» ، (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) فاعل مرفوع، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) مثل السابق (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (اللام) لام الجحود أو النكران (يضيع) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إيمان) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يضيع) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان أي: ما كان الله راضيا لضياع إيمانكم. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (بالناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (رؤف ورحيم) ، (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (رؤف) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «جعلناكم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يهدي من يشاء.

_ (1) إذا جعل المستثنى منه محذوفا كانت (إلا) أداة استثناء، والتقدير: كانت كبيرة على الناس إلا على الذين هدى الله، فالجار بعد إلا متعلّق بمحذوف أي إلا الكبر على الذين هدى الله. وقد رفض ابن حيان أن يكون الاستثناء مفرغا.

الصرف:

وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «يكون الرسول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناكم. وجملة: «كنت عليها» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «نعلم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «يتّبع الرسول» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ينقلب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «كانت لكبيرة» لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال. وجملة: «هدى الله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما كان الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناكم. وجملة: «يضيع» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (وسطا) ، وزنه فعل بفتحتين هو للمذكر والمؤنّث والواحد والجمع، وهو صفة مشتقّة لفعل وسط يسط باب ضرب. (عقبيه) ، مثنّى عقب وهو اسم لمؤخر القدم وزنه فعل بفتح فكسر والتركيب على المجاز. (كبيرة) ، مؤنّث كبير، صفة مشبّهة من كبر يكبر باب فرح، وزنه فعيل.. وانظر الآية (45) من هذه السورة (رؤف) ، صفة مشتقّة وزنها فعول، من أفعال هي من الباب الثالث

البلاغة

والرابع والخامس، صفة مشبّهة من صفات الله أو مبالغة اسم الفاعل للخالق والمخلوق. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «وسطا» وهو في الأصل اسم لما يستوي نسبة الجوانب إليه- كالمركز- ثم أستعير للخصال المحمودة البشرية لكونها أوساطا للخصال الذميمة المكتنفة بها في طرفي الإفراط والتفريط كالجود بين الإسراف، والبخل، والشجاعة بين الجبن والتهور. 2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ» بجامع أن المنقلب يترك ما في يديه ويدبر عنه على أسوأ أحوال الرجوع، وكذلك المرتد يرجع عن الإسلام ويترك ما في يديه من الدلائل على أسوأ حال. 3- التقديم والتأخير: فقد قدم «شهداء» على صلته وهي «عَلَى النَّاسِ» ، وأخر «شهيدا» عن صلته وهي «عليكم» لأن المنّة عليهم في الجانبين ففي الأول بثبوت كونهم شهداء، وفي الثاني بثبوت كونهم مشهودا لهم بالتزكية، والمقدم دائما هو الأهم. الفوائد 1- أُمَّةً وَسَطاً: قيل إنها وسط في المكان في أوسط بقاعها، وقيل إنها وسط في الزمان وسط في تطور البشرية بين طفولتها ورشدها.. وقيل: ان الوسط هم الخيار والعدول، ولعل أفضل الأقوال أن الأمة الوسط هي التي تأخذ بأوساط الأمور فلا افراط ولا تفريط، وهذا يتلاقى مع تعريف الفضيلة، بأنها وسط بين رذيلتين. 2- اللام في قوله: «لكبيرة» هي اللام الفارقة وهي تفرق بين إن المخففة من إنّ وبين إن النافية وأما اللام في قوله تعالى «ليضيع» فهي لام الجحود وشرطها أن تسبق بكون منفي.

[سورة البقرة (2) : آية 144]

[سورة البقرة (2) : آية 144] قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) الإعراب: (قد) حرف تكثير أي كثرة تقلّب وجه الرسول «1» ، (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (تقلّب) مفعول به منصوب (وجه) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقلّب) «2» . (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نولّينّ) مضار مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد و (الكاف) مفعول به أوّل والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (قبلة) مفعول به ثان منصوب (ترضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (ها) ضمير مفعول به. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ولّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (شطر) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (ولّ) «3» ، (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة (حيثما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان

_ (1) أو حرف تحقيق لأن الفعل لفظه مضارع ومعناه ماض أي قد رأينا. (2) أو بمحذوف حال من الكاف في وجهك أي ناظرا في السماء. (3) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا عامله ولّ منصوب وهو معرب.

متعلّق ب (ولّوا) أو ب (كنتم) «1» وهو فعل ماض تام في محل جزم.. و (تم) ضمير فاعل كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ولوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (شطر) مثل الأول متعلّق ب (ولّوا) «2» و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم أنّ (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون. (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بغافل والعائد محذوف «3» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «نرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نولّينّ» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «ترضاها» في محلّ نصب نعت لقبلة.

_ (1) أو بخبر كنتم إذا كان ناقصا، واسم كنتم الضمير المتّصل (تم) . (2) يصحّ أن يكون مفعولا ثانيا ويصبح حينئذ معربا. (3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا أو نكرة موصوفة.

الصرف:

وجملة: «ولّ وجهك» جواب شرط مقدّر. وجملة: «كنتم معطوف» على جملة الشرط المقدّرة. وجملة: «ولوا وجوهكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما الله» بغافل لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاخيرة. وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) . الصرف: (نرى) فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه رأى، والقياس أن يقال نرأى فحذفت الهمزة ثمّ نقلت حركتها إلى الراء، وزنه نفل.. وانظر الآية (55) من هذه السورة. (تقلّب) ، مصدر قياسي لفعل تقلّب الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين مع التشديد، وهو على وزن ماضيه بضمّ ما قبل آخره. (ترضاها) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ترضي بياء متحركة بالفتح، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. (انظر الآية 120 من هذه السورة) . (ولّ) ، فيه إعلال بالحذف، حذف لام الفعل للبناء، وزنه فعّ بتضعيف العين المكسورة. (شطر) ، لفظه لفظ المصدر من الثلاثيّ شطر يشطر باب نصر، ولكنّه

الفوائد

استعمل اسما دالا على الظرفية وزنه فعل بفتح فسكون. (الحرام) ، مصدر حرم يحرم باب فرح وباب كرم، واستعمل صفة بمعنى المحرم، وزنه فعال بفتح الفاء. الفوائد 1- فحوى تحول القبلة أن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) كان يتجه وهو بمكة الى بيت المقدس خلال صلاته وعند ما هاجر الى المدينة بقي على ذلك مدة ستة عشر شهرا. ثم تحول أثناء الصلاة الى الكعبة وفي ذلك يقول سبحانه «قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ الى آخر الآية» . [سورة البقرة (2) : آية 145] وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم، (أتى) فعل ماض مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط و (التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (أوتوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتيت) ، (آية) مضاف إليه مجرور (ما) نافية (تبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (قبلة) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جر زائد (تابع)

مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، (قبلة) مفعول به لاسم الفاعل تابع منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف اليه (الواو) عاطفة (ما بعضهم بتابع قبلة بعض) تعرف كنظيرتها المتقدمة (الواو) عاطفة (لئن اتّبعت) مثل لئن أتيت (أهواء) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتبعت) ، (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاء (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محل نصب اسم إنّ (إذا) بالتنوين أو بنون حرف جواب لا محلّ له من الإعراب (اللام) هي لام القسم الرابطة لجواب القسم مع القسم المقدر (من الظالمين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء، والنون عوض من التنوين. جملة: «إن أتيت» لا محلّ لها معطوفة على جملة قد نرى الاستئنافيّة في الجملة السابقة. وجملة: «أوتوا» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «ما تبعوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر في ولئن أتيت.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «ما أنت بتابع» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ما بعضهم بتابع» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة: «إن اتبعت» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أتيت. وجملة: «جاءك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

الصرف:

وجملة: «إنّك..» من الظالمين لا محلّ لها جواب القسم المقدّر في لئن اتبعت.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. الصرف: (كل) ، اسم موضوع لاستغراق أفراد المتعدّد أو لعموم أجزاء الواحد، ولا يستعمل إلا مضافا لفظا أو تقديرا، ومعناه بحسب ما يضاف إليه تذكيرا وتأنيثا وافرادا وتثنية وجمعا. (جاء) ، فيه إعلال بالقلب أصله جيأ، مضارعه يجيء، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا (الاية 92) . الفوائد وما أنت بتابع قبلتهم: الباء حرف جر زائد، لا يحتاج الى تعليق وتابع اسم فاعل قد عمل عمل فعله فنصب لفظ «القبلة» وقد اجتمع في الآية قسم وشرط وجواب القسم لا محل له من الاعراب وقد أغنى عن جواب الشرط لتقدمه عليه. [سورة البقرة (2) : آية 146] الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ (آتينا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير متصل مفعول به (الكاف) حرف تشبيه وجرّ «1» (ما) حرف مصدري (يعرفون) مثل الاول (أبناء) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل، في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي يعرفونه معرفة مثل معرفة أبنائهم. [.....]

الفوائد

والمصدر المؤوّل (ما يعرفون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق محذوف والتقدير: يعرفونه معرفة- أو عرفانا- كمعرفتهم أبناءهم. (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد (فريقا) اسم إنّ منصوب (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (يكتمون) مثل يعرفون (الحقّ) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يعلمون) مثل يعرفون. جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «أتيناهم الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعرفونه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يعرفون أبناءهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «إنّ فريقا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يكتمون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال من فاعل يكتمون. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الفوائد - كما يعرفون أبناءهم، كانت العرب تضرب بذلك مثلا لقوة المعرفة التي هي أعلى أنواع المعرفة، كذلك اليهود كانوا يعرفون ما يأتي به الرسول أنه الحق ولكنهم فطروا على المكابرة وطبعوا على إنكار ما جاء به الرسول. [سورة البقرة (2) : آية 147] الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)

الإعراب:

الإعراب: (الحقّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الممترين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر الناقص وعلامة الجرّ الياء. جملة: «الحقّ من ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تكوننّ من الممترين» جواب شرط مقدّر. الصرف: (الممترين) ، جمع الممتري، اسم فاعل من امترى الخماسيّ بمعنى شكّ وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. الفوائد 1- وأما حكمة اتجاه المسلمين الى قبلة واحدة فقد وحد الله هذه الأمة وحدها في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها. وحدها رغم اختلاف الأوطان والأجناس واللغات ثم جعل هذه الوحدة كلها تقوم على وحدة العقيدة ووحدة القبلة. 2- بما أن الامتراء هو الشك فلا يجرى ذلك بحق الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وإنما يخرج على أسلوب العرب في الخطاب عند ما يتوجه الكلام الى المخاطب والمراد به سواه. [سورة البقرة (2) : آية 148] وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لكلّ) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وجهة) مبتدأ مؤخّر (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره ما كتموه.. أو الحقّ الذي عليه الرسول.. وحينئذ يكون الجارّ والمجرور (من ربك) متعلّقا بمحذوف حال من الحقّ.

الصرف:

(مولّي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (ها) مضاف إليه (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (استبقوا) فعل أمر مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الخيرات) منصوب على نزع الخافض أي إلى الخيرات، وعلامة النصب الكسرة (أينما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تكونوا) التام «1» أو ب (يأت) ، (تكونوا) مضارع تامّ مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (يأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأت) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (جميعا) حال منصوبة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع. جملة: «لكلّ وجهة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو مولّيها» في محل رفع نعت لوجهة. وجملة: «استبقوا» الخيرات لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «تكونوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأت بكم الله» لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله ... » قدير لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (وجهة) إمّا اسم للمكان المتوجّه إليه كالكعبة، فإثبات

_ (1) أو متعلّق بخبر (تكونوا) محذوفا إذا كان ناقصا، والواو اسم تكونوا. (2) وهذا جائز عند من يجيز عطف الإنشاء على الخبر أو العكس.. وهي جواب شرط مقدر عند من لا يجيز ذلك.

الفوائد

الواو قياسيّ لأنه ليس مصدرا، وإمّا أن يكون مصدرا من وجه يجه باب ضرب، وفي هذا فإن ثبوت الواو شاذ لأن القياس في حذفها كعدة وصلة (الآية 112) . (مولّي) ، اسم فاعل من ولّى يولّي الرباعيّ، وهو على وزن مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. (الخيرات) ، جمع الخيرة زنة فعلة بفتح فسكون، اسم بمعنى الكثيرات الخير، وقد يكون مخفّفا من تشديد ووزنه فيعلة. (يأت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع (انظر الآية 106 من هذه السورة) . الفوائد - فاستبقوا الفاء هي الفاء الفصيحة لأنها تفصح عن شرط مقدر وقعت في جوابه. وقد نصبت الخيرات بعد سقوط حرف الجر وقد نصب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. [سورة البقرة (2) : آية 149] وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) الإعراب: (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ولّ) .. وإذا ضمّن معنى الشرط يجوز تعليقه ب (خرجت) ، (خرج) فعل ماض.. و (التاء) ضمير في محلّ رفع فاعل «1» (الفاء) زائدة لربط ما قبلها بما بعدها «2» ، (ول) فعل أمر مبنيّ

_ (1) وهو في محل جزم إذا كانت (حيث) شرطيّة. (2) أو هي رابطة لجواب الشرط إذا جعلت (حيث) شرطيّة. والجملة في محلّ جزم.

الصرف:

على حذف حرف العلّة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (شطر) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (ولّ) «1» ، (المسجد) مضاف اليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) حالية، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (ما الله بغافل عمّا تعملون) سبق إعراب نظيرها مفردات وجملا (الآية 144 من هذه السورة) . جملة: «خرجت» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ولّ» لا محلّ لها معطوفة بالواو على جملة استئنافيّة مقدّرة أو مذكورة «2» وجملة: «إنّه للحقّ من ربّك» في محلّ نصب حال. الصرف: (حيث) ، اسم ظرف للمكان، وهو ملازم للبناء على الضمّ على الأكثر، وقد يبنى على الكسر أو الفتح. الفوائد 1- «للحقّ» هذه اللام هي لام المزحلقة انتقلت من أول المبتدأ الى أول الخبر وقد مرّ معنا تعليل ذلك. 1- جملة «خرجت» في محل جر مضاف إليه وقد مر معنا أن كل جملة تقع بعد ظرف فهي في محل جر بالاضافة.

_ (1) أو هو مفعول به ثان منصوب خلافا للشنقيطي في الدرر اللوامع، ف (شطر) عنده من الظروف غير المتصرفة. (2) أي: فافعل ما أمرت به وولّ وجهك.. من حيث خرجت.

[سورة البقرة (2) : آية 150]

[سورة البقرة (2) : آية 150] وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) الإعراب: (الواو) عاطفة (من حيث خرجت ... المسجد الحرام) سبق إعرابها في الآية السابقة. (الواو) عاطفة (حيثما كنتم ... شطره) سبق إعرابها «1» مفردات وجملا (اللام) للتعليل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يكون) مضارع ناقص منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر يكون (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من حجّة- صفة تقدّمت على الموصوف- (حجّة) اسم يكون مرفوع مؤخّر. والمصدر المؤوّل (أن لا يكون..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ولّوا) «2» . (إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء «3» ، (ظلموا) ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل ظلموا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخشوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل

_ (1) في الآية (144) من هذه السورة. (2) يجوز تعليقه بمحذوف.. والتقدير: فعلنا ذلك لئلا ... (3) على حذف مضاف أي: إلّا كلام الذين ظلموا، ويجوز أن يكون بدلا من الناس في محلّ جرّ.. وابن هشام يجعل الاستثناء منقطعا ف (إلا) بمعنى لكن و (الذين) مبتدأ خبره محذوف أي لهم الحجّة الباطلة أو المجادلة الباطلة.

مفعول به (الواو) عاطفة (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية (الياء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (أتمّ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (نعمة) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أتمّ) - أو بحال من نعمتي-. والمصدر المؤوّل (أن أتمّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل ولّوا بالعطف على المصدر المؤوّل (لئلا يكون ... ) . (الواو) استئنافيّة (لعل) حرف مشبّه بالفعل للترجّي (وكم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم لعلّ (تهتدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل. جملة: «يكون للناس..» حجة لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تخشوهم» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانوا كذلك فلا تخشوهم. وجملة: «اخشوني» لا محل لها معطوفة على جملة تخشوهم. وجملة: «أتمّ..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: لعلّكم تهتدون لا محلّ لها استئنافيّة وهي مربوطة ربطا معنويا مع التعليل المتقدّم ... وجملة: تهتدون في محلّ رفع خبر لعلّ.

الصرف:

الصرف: (حجّة) ، الاسم من حجّه يحجّه باب نصر، وزنه فعلة بضمّ فسكون. (تخشوهم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف من آخر الفعل لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، ثمّ حرّك الشين بالفتح دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفعوهم. (اخشوني) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تخشوهم. [سورة البقرة (2) : آية 151] كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) الإعراب: (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» (ما) مصدريّة (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل. والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أتمّ. أي: أتمّ نعمتي إتماما كإرسالنا فيكم رسولا منكم. (في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا) ، (رسولا) مفعول به منصوب (منكم) مثل فيكم متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا) ، (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (يتلو) (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (نا) ضمير متصل مضاف إليه (الواو)

_ (1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق ناب عن المصدر لفعل أتمّ أي: أتمّ نعمتي إتماما مثل إرسالنا رسولا منكم.

[سورة البقرة (2) : آية 152]

عاطفة (يزكّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل هو و (كم) مفعول به (الواو) عاطفة (يعلّمكم) مثل يزكّيكم (الكتاب) مفعول ثان به منصوب (الحكمة) معطوف بالواو على الكتاب منصوب مثله (الواو) عاطفة (يعلّمكم) مثل يزكّيكم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكونوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «أرسلنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (رسولا) «1» . وجملة: «يزكّيكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «يعلّمكم الأولى» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «يعلّمكم الثانية» في محلّ نصب معطوفة على جملة يعلمكم الأولى. وجملة: تكونوا لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: تعلمون في محل نصب خبر تكونوا. [سورة البقرة (2) : آية 152] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) الإعراب: (الفاء) تعليلية أو رابطة لجواب شرط مقدر (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (اذكر) مضارع مجزوم جواب الطلب و (كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من (رسولا) لأنه وصف.

الفوائد

عاطفة (اشكروا) مثل اذكروا (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشكروا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (النون) المذكورة للوقاية (الياء) المحذوفة مفعول به.. وفي الكلام حذف مضاف أي لا تكفروا نعمتي. جملة: «اذكروني» لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة «1» . وجملة: «أذكركم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر من الطلب السابق غير مقترنة بالفاء أي: إن تذكروني أذكركم. وجملة: «اشكروا» لا محل لها معطوفة على جملة اذكروني. وجملة: «لا تكفرون» لا محل لها معطوفة على جملة اشكروا. الفوائد فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ: أكد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هذا المعنى بالحديث القدسي القائل يقول الله تعالى: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه» . [سورة البقرة (2) : آية 153] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أي أو عطف بيان (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالصبر)

_ (1) أو هي في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت أقدم لكم هذه النعم فاذكروني.

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا) ، (الصلاة) معطوفة على الصبر بالواو مجرور مثله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «النداء يأيّها الذين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «استعينوا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ الله مع الصابرين» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (الصابرين) ، جمع الصابر، اسم فاعل من صبر الثلاثيّ، وزنه فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 154] وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تقولوا) «1» ، (يقتل) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقتل) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أموات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بل) حرف إضراب للابتداء (أحياء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (الواو) حاليّة (لكن)

_ (1) ليس القول موجّها لمن يقتل، وإنما هو موجّه للأحياء عمن يقتل في سبيل الله. [.....]

الصرف:

حرف استدراك لا عمل له (لا) نافية (تشعرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «لا تقولوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة استعينوا في السابقة. وجملة: «يقتل» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: « (هم) أموات» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (هم) أحياء» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي بل قولوا هم أحياء «1» . وجملة: «لا تشعرون» في محلّ نصب حال من فاعل تقولوا. الصرف: (سبيل) ، اسم بمعنى الطريق يذكّر ويؤنّث، وزنه فعيل مشتقّ من سبّل الرباعيّ، جمعه سبل بضمتين أو ضمّ فسكون وأسبل بفتح الهمزة وضمّ الباء وأسبلة بفتح الهمزة وكسر الباء، وسبول بضمّ السين (الآية 108) (أحياء) ، جمع حيّ، صفة مشبّهة من حيي يحيا باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون وعينه ولامه من حرف واحد، وأحياء فيه إبدال حرف العلة- وهو لام الكلمة- همزة لمجيء الياء متطرفة بعد ألف ساكنة وأصله أحياي. البلاغة 1- الإيجاز: في قوله تعالى «بَلْ أَحْياءٌ» وهو إيجاز بالحذف فقد حذف المبتدأ وتقديره «هم» أي بل هم أحياء وذلك لأهمية ذكر الخبر لأنهم ما كانوا

_ (1) وجملة القول المقدّر لا محل لها استئنافية.

[سورة البقرة (2) : آية 155]

يتصورون أنهم أحياء ففند سبحانه هذه البدائية العجيبة تصويرا رشيقا. 2- الطباق: أموات وأحياء في الآية هو طباق رشيق لا تكلف فيه. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات إلى آخر الآية: هذا التوجيه الإلهي كان له الأثر الأكبر في اندفاع المسلمين الى الجهاد وطلب الشهادة حتى دانت لهم الدول وفتحت عليهم الأمصار ودخل الناس في دين الله أفواجا.. وكل أمة تحب الموت يكتب لها الحياة، وهذا ما نحتاجه اليوم حاجة ماسة لا غناء لنا عنها ... ولا بديل لها كائنا ما كان ... [سورة البقرة (2) : آية 155] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) رابطة لجواب قسم مقدّر (نبلونّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و (كم) ضمير مفعول به (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبلونّ) ، (من الخوف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشيء (الجوع) معطوف على الخوف بالواو مجرور مثله (نقص) معطوفة على شيء بالواو مجرور مثله (من الأموال) جارّ ومجرور متعلّق بنقص «1» ، (الأنفس، الثمرات) اسمان معطوفان على الأموال بحرفي العطف مجروران مثله (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء. جملة: «نبلونكم» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

_ (1) أو متعلق بمحذوف نعت لنقص.

الصرف:

وجملة: «بشّر الصابرين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الجوع) ، مصدر سماعيّ لفعل جاع الثلاثيّ وزنه فعل بضم فسكون. (نقص) ، مصدر سماعيّ لفعل نقص ينقص باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (الأموال) ، جمع المال، اسم لما يملك من كلّ شيء، وزنه فعل بفتح فسكون، والألف فيه منقلبة عن واو. [سورة البقرة (2) : آية 156] الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للصابرين «1» ، (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (أصاب) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (مصيبة) فعل مرفوع (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير اسم إنّ (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الواو) عاطفة (إنّا) مثل الأول (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (راجعون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة الشرط وفعل الشرط وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «أصابتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) أو في محل رفع إمّا خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم على نية القطع للمدح.. أو مبتدأ خبره جملة أولئك عليهم صلوات ... ويجوز أن يكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.

الصرف:

وجملة: «إنّا لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا إليه راجعون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (أصاب) ، فيه إعلال بالقلب أصله أصوبتهم بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها ثم قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحرّكها في الأصل. (مصيبة) ، اسم لكلّ مكروه على وزن اسم الفاعل من أصاب، وفيه إعلال بالقلب لأن أصله مصوبة بضمّ الميم وكسر الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، جمعه مصائب ومصاوب. (راجعون) ، جمع راجع، اسم فاعل من رجع الثلاثيّ على وزن فاعل. [سورة البقرة (2) : آية 157] أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (صلوات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لصلوات و (هم) مضاف إليه (رحمة) معطوف على صلوات بالواو مرفوع مثله (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ «1» (المهتدون) خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة

_ (1) أو ضمير فصل و (المهتدون) خبر المبتدأ (أولئك) .

الفوائد

الرفع الواو. جملة: «أولئك عليهم صلوات» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «عليهم صلوات» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أولئك هم المهتدون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» وجملة: «هم المهتدون» في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني. الفوائد 1- لا بد من وقفة أمام هذه التعبئة للنفوس، التعبئة في مواجهة المشقة والجهد والاستشهاد والقتل والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات فماذا وعدهم الله لقاء ذلك؟ وعدهم بقوله: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. عن خبّاب بن الأرت: قال: شكونا إلى رسول الله «صلّى الله عليه وسلّم» وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصدّه ذلك عن دينه. والله ليتمّنّ الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضر موت فلا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. 2- أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ: في إعراب «هم» وجهان: الأول انها مبتدأ والمهتدون خبر والجملة في محل رفع خبر ل «أولئك» الثاني انها ضمير فصل لا محل له من الاعراب وعليه يكون «المهتدون» خبرا ل «أولئك» . وعندي أن الوجه الأول أكثر استساغة من الثاني.

_ (1) أو هي في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين إذا ... ) في الآية السابقة كما جاء في أوجه الإعراب. (2) أو في محلّ رفع معطوفة على الاستئنافية إذا جعلت خبرا.

[سورة البقرة (2) : آية 158]

[سورة البقرة (2) : آية 158] إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (158) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الصفا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وفي الكلام حذف مضاف أي. إنّ سعي الصفا (المروة) معطوف على الصفا بالواو تبعه في النصب (من شعائر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الله) مضاف إليه مجرور (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حجّ) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (البيت) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف للإباحة (اعتمر) فعل ماض والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «1» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يطّوّف) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يطّوّف) . والمصدر المؤوّل (أن يطّوّف) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في التطوّف بهما، والجارّ والمجرور متعلّق بالخبر المحذوف «2» . (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ «3» ، (تطوّع)

_ (1) أجاز العكبري أن يكون الخبر محذوفا تقديره في الحج، و (عليه) متعلّق بخبر مقدّم والمصدر المؤوّل مبتدأ. (2) هذا عند الخليل، وأمّا سيبويه فالمصدر المؤوّل في محل نصب على نزع الخافض (3) يجوز اعتباره اسم موصول مبتدأ خبره (إنّ الله.) ، على زيادة الفاء على رأي العكبري

الصرف:

فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم إنّ منصوب (شاكر) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إنّ الصفا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من حجّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حجّ البيت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «اعتمر» في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّ. وجملة: «لا جناح عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من تطوّع» لا محلّ لها معطوفة على جملة من حجّ. وجملة: إنّ الله شاكر في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (الصفا) ، الألف منقلبة عن واو بإعلال القلب لأن المثنّى صفوان بفتح الصاد والفاء، جاءت الواو في الصفو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو مع واحده صفاة. (المروة) ، اسم للحجارة اللينة أو الصلبة، وزنه فعلة بفتح فسكون، وهنا اسم لمكان موجود في مكة.

_ (1) جاء في اللسان تطوّع للشيء وتطوّعه: كلاهما حاوله.. ويجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض أي تطوّع بخير في الأصل.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي تطوّعا خيرا. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

(شعائر) ، مفرده شعيرة وأصله شعائر، فيه قلب الياء همزة بعد الألف الساكنة. (يطّوّف) ، أصله يتطوّف، اقترب مخرج التاء من مخرج الطاء فقلبت التاء طاء لتخفيف ثقل اللفظ، وأدغمت الطاءان بعد تسكين الأولى للإدغام فقيل يطّوّف، وزنه يتفعّل. (جناح) ، مصدر سماعيّ من فعل جنّح الرباعيّ وزنه فعال بضمّ الفاء بمعنى الإثم.. أو هو اسم مصدر للفعل الرباعي. (شاكر) ، اسم فاعل من شكر الثلاثيّ، وزنه فاعل. الفوائد 1- الصفا والمروة جبلان بمكة يقعان على طرفي المسعى وفي قصص القرآن أن هاجر أمّ إسماعيل عند ما وضعت ولدها وأصابها وإياه الظمأ شرعت تعدو بين هذين الجبلين مستغيثة تبحث عن الماء وأخيرا عادت فوجدت الماء وقد تفجر بين قدمي طفلها إسماعيل. ومنذئذ أصبح السعي بين الصفا والمروة من شعائر الله ومن مناسك الحج.. 2- مِنْ شَعائِرِ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف وهذا رأي سيبويه وقد ذهب الكسائي الى أن الجار والمجرور هما الخبر وليس لنا حاجة للتقدير وهذا رأي وجيه لأنه سهل المتناول قليل التكلّف. [سورة البقرة (2) : آية 159] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159)

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يكتمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أنزلنا) فعل ماض وفاعل، ومفعوله محذوف أي أنزلناه (من البيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزلنا (الواو) عاطفة (الهدى) معطوف على البينات مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكتمون) ، (ما) حرف مصدري «1» (بيّنا) مثل أنزلنا و (الهاء) مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (بيّنا) . والمصدر المؤوّل (ما بيّناه) في محلّ جرّ مضاف إليه. (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول بيّناه.. أو ب (بيّنا) ، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يلعن) مضارع مرفوع و (هم) متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (يلعنهم) مثل الأول (اللاعنون) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو. جملة: «إنّ الذين يكتمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكتمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنزلنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «بيّنّاه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أو الاسمي. وجملة: «أولئك يلعنهم الله» في محل رفع خبر إنّ. وجملة: «يلعنهم الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جر مضاف إليه والجملة صلة.

الصرف:

وجملة: «يلعنهم اللاعنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يلعنهم الله. الصرف: (اللاعنون) ، جمع اللاعن اسم فاعل من لعن الثلاثيّ وزنه فاعل. البلاغة 1- «يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ» أي يطردهم ويبعدهم من رحمته والالتفات إلى الغيبة بإظهار اسم الذات الجامع للصفات لتربية المهابة وإدخال الروعة والإشعار بأن مبدأ صدور اللعن عنه سبحانه هو صفة الجلال المغايرة لمبدأ الانزال والتبيين من وصف الجمال والرحمة. 2- وقد كرر ذكر اللعن، والغاية منه التأكيد في الذم. [سورة البقرة (2) : آية 160] إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) الإعراب: (إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (أصلحوا) مثل تابوا (الواو) عاطفة (بيّنوا) مثل تابوا (الفاء) تعليليّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أتوب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أتوب) ، (الواو) حاليّة أو استئنافيّة (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (التوّاب) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «تابوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أصلحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

الصرف:

وجملة: «بينو» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك أتوب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة. وجملة: «أتوب عليهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «انا التوّاب» لا محل لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (تابوا) ، فيه أعلال بالقلب، الألف أصلها واو، مضارعه يتوب، وأصله توبوا بفتح الواو، تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا (انظر الآية 37 من هذه السورة) . [سورة البقرة (2) : آية 161] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) الإعراب: (إن) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل وفاعل ومثله (ماتوا) ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كفار) خبر مرفوع (أولئك) اسم إشارة مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (لعنة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الملائكة، الناس) اسمان معطوفان على لفظ الجلالة بحرفي العطف مجروران مثله (أجمعين) توكيد معنوي لما سبق مجرور مثلها وعلامة الجرّ الياء.. والنون عوض من التنوين. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) وهي اعتراض تذييليّ محقق لمضمون ما قبله، على رأي الجمل في حاشيته على الجلالين.

الصرف:

وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ماتوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم كفّار» في محلّ نصب حال. وجملة: «أولئك عليهم لعنة» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «عليهم لعنة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . الصرف: (ماتوا) ، في إعلال بالقلب مثل تابوا في الآية السابقة. (لعنة) ، مصدر مرّة من لعن يلعن باب فتح وزنه فعلة بفتح فسكون (انظر الآية 89 من هذه السورة) . (أجمعين) ، جمع أجمع صفة مشبّهة على وزن أفعل، من فعل جمع يجمع باب فتح. [سورة البقرة (2) : آية 162] خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) الإعراب: (خالدين) ، حال منصوبة من الضمير في (عليهم) - الآية السابقة- وعلامة نصبه الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين، والضمير يعود إلى اللعنة أو النار المدلول بها عليها (لا) نافية (يخفّف) فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (عنهم) مثل فيها متعلّق ب (يخفّف) ، (العذاب) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية مكرّرة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينظرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: يخفّف عنهم العذاب في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو لا محلّ لها استئنافية.

[سورة البقرة (2) : آية 163]

وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم العذاب.. أو لا محلّ لها. وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة البقرة (2) : آية 163] وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (163) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إله) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع مثله (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب والخبر محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر أو بدل من محلّ لا واسمها لأن محلّه الرفع (الرحمن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (الرحيم) خبر ثان للمبتدأ المحذوف. جملة: «إلهكم إله واحد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلا هو» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ إلهكم «2» . وجملة: « (هو) الرحمن» في محلّ نصب حال من الضمير البدل. الصرف: (واحد) اسم مشتق، على وزن فاعل ولكنّه بمعنى الأحد أي المنفرد، فعله وحد بحد باب ضرب، وقد يضمّ عينه في الماضي على غير القياس (انظر الآية 61 من هذه السورة) .

_ (1) أو هو خبر ثالث للمبتدأ (إلهكم) .. و (رحيم) خبر رابع.. وحينئذ فلا جملة. [.....] (2) يجوز ان تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

الفوائد

الفوائد 1- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: اتفق العلماء على أن خبر «لا» محذوف تقديره «حق» أو «موجود» واختلفوا في بقية أجزاء الجملة «يراجع في الصفحة السابقة» وتعرب «لا» بأنها نافية للجنس و «إله» اسمها مبني على الفتح في محل نصب وقد اطرد حذف خبرها لدى الحجازيين مثل: لا بأس، ولا حول ولا قوة ومثل لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار. [سورة البقرة (2) : آية 164] إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله (الواو) عطفه (اختلاف) معطوف على خلق مجرور مثله (الليل) مضاف إليه مجرور (النهار) معطوف على الليل بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (الفلك) معطوف على خلق مجرور مثله (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفلك (تجري) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ جرّ

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من فاعل تجري. (2) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت.

متعلّق بمحذوف حال من فاعل تجري أي متلبّسة بما ينفع الناس (ينفع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الناس) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول معطوف على خلق في محلّ جرّ (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، (من ماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل أي ما أنزله الله من السماء حال كونه ماء «1» ، (الفاء) عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي: الله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحيا) ، (الأرض) مفعول به (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحيا) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (ها) مضاف إليه (الواو) عاطفة (بث) فعل ماض والفاعل هو (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بث) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمفعول بث (دابّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (تصريف) معطوف على خلق مجرور مثله (الرياح) مضاف إليه مجرور (السحاب) معطوف على الرياح بالواو مجرور مثله (المسخّر) نعت للسحاب مجرور مثله (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (المسخّر) فهو اسم مفعول (السماء) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم انّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآيات أي: آيات بيّنات لقوم.. (يعقلون) مضارع مرفوع والواو فاعل.

_ (1) يجوز إعراب الجارّ والمجرور (من ماء) في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء على أن تكون (من) الأولى بيانية لا لابتداء الغاية، ويتعلّق المجرور الأول بحال من مفعول أنزل.

الصرف:

جملة: «إن في خلق.. لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تجري» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «ينفع..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «أحيا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل الله. وجملة: «بثّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحيا. وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (خلق) ، مصدر سماعي لفعل خلق يخلق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (اختلاف) ، مصدر قياسيّ لفعل اختلف الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وإضافة ألف قبل آخره. (الليل) ، اسم للزمن الممتد من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر، جمعه الليالي بزيادة الياء على غير القياس، ويجمع أيضا على ليائل.. وقيل هو اسم جمع واحدته ليلة، وقيل بل الليلة مثل الليل كما يقال العشيّ والعشيّة. (النهار) ، اسم لما بين طلوع الفجر إلى الغروب أو من شروق الشمس إلى غروبها، جمعه أنهر بضمّ الهاء ونهر بضمّ النون والهاء. (الفلك) ، اسم جامد بمعنى المركب يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد، أما الفلك الدالّ على الواحد ففي قوله تعالى: الفلك المشحون، والدالّ على الجمع ما جاء في هذه الآية، وزنه فعل بضمّ فسكون.

الفوائد

(دابّة) ، مؤنّث دابّ، اسم فاعل من دبّ الثلاثيّ وزنه فاعل، واستعمل اسما بمعنى الحيوان. (تصريف) ، مصدر قياسيّ من صرّف الرباعيّ وزنه تفعيل، وصياغته من ماضيه بزيادة تاء في أوّله وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل آخره. (الرياح) ، جمع ريح، وفيه إعلال بالقلب أصله روح- بكسر الراء وسكون الواو- لأنه من راح يروح جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء وبقيت في الجمع، وزنه في المفرد فعل بكسر الفاء وفي الجمع فعال بكسر الفاء أيضا. (السحاب) ، اسم جمع واحدته سحابة مشتقّ من السحب أي الجرّ، وزنه فعال وجمعه سحب بضمّتين وسحائب جمع سحابة. (المسخّر) ، اسم مفعول من سخّر الرباعيّ، وزنه مفعّل بفتح العين المشدّدة. الفوائد 1- الفلك: تأتي مفردة وتأتي جمعا وتذكّر في حالة الإفراد وتؤنّث في حالة جمع التكسير. 2- لآيات: اسم إن ولام المزحلقة تفيد التوكيد وقد وقعت في أول الاسم لأنه مؤخر وحقها أن تتزحلق الى أول الخبر. والجار والمجرور في أول الآية متعلقان بخبر إن المحذوف التقدير «إن آيات كائنة في خلق السماوات والأرض الى آخره ... » . 3- الريح تجمع على رياح وأرواح وأصلها واويّة وليست يائية ولذلك ورد في شعر ميسون بنت جندل. وبيت تخفق الأرواح فيه ... أحب إلي من قصر منيف

[سورة البقرة (2) : آية 165]

[سورة البقرة (2) : آية 165] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165) الإعراب: (الواو) عاطفة (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ مؤخّر «1» ، (يتّخذ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتّخذ) «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أندادا) مفعول به منصوب (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (كحبّ) جار ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق (الله) مثل الأول. (الواو) اعتراضيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (أشد) خبر مرفوع (حبّا) تمييز منصوب (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (حبّا) . (الواو) عاطفة (لو) شرط غير جازم (يرى) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (ظلموا) مثل آمنوا (إذ) ظرف لما يستقبل من الزمان أستعير من المضيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يرى) ، (يرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (القوّة) اسم أنّ منصوب (لله) مثل السابق متعلّق بمحذوف خبر أنّ (جميعا) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في الخبر.

_ (1) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة بعده في محلّ رفع نعت له. (2) يجوز تعليق الجارّ والمجرور بمحذوف نعت للمفعول الثاني أي يتّخذ أصناما آلهة معدودة من غير الله، وما أثبتناه أعلاه جاء على جعل فعل (يتّخذ) متعدّيا لواحد.

الصرف:

والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي علموا المحذوف.. وهو جواب لو. أي: لو يرى الذين ظلموا العذاب لعلموا أنّ القوّة لله جميعا (الواو) عاطفة (أنّ الله) مثل أنّ القوة (شديد) خبر مرفوع (العذاب) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل الثاني في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. جملة: «من الناس من يتّخذ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة: «يتّخذ» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يحبّونهم» في محلّ نصب نعت ل (أندادا) «1» . وجملة: «الذين آمنوا» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يرى الذين» لا محلّ لها معطوفة على جملة «من الناس من ... » وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يرون العذاب» في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (يتّخذ) ، ماضيه اتّخذ.. فيه إبدال الهمزة- وهي فاء الكلمة- ياء ثم قلبها تاء وإدغامها مع تاء الافتعال وأصله (ائتخذ) ، ومجرّده الثلاثيّ أخذ، وهذا قول الجوهري وهو خلاف قول ابن الأثير فالمجرد عنده تخذ فالتاء اصيلة أدغمت مع تاء الافتعال، وزنه افتعل على كل حال (الآية 80 من السورة) .

_ (1) أو في محل نصب حال من فاعل يتّخذ وذلك حملا على معنى من.

البلاغة

(أندادا) ، جمع ندّ، وزنه فعل بكسر الفاء، صفة مشتقّة من ندّ يندّ باب ضرب. (حبّ) مصدر حبّ السماعيّ وزنه فعل بضمّ فسكون. (يرون) ، فيه إعلال بالحذف، حذف منه لام الكلمة- الألف- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، ثمّ فتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وكانت الهمزة- عين الكلمة- قد حذفت تخفيفا قبل إسناده إلى واو الجماعة، وزنه يفون بفتح الفاء. (جميعا) ، اسم مأخوذ من الجمع، فهو فعيل، وكأنّه اسم جمع فهو تارة يعامل معاملة المفرد كقوله تعالى: نحن جميع منتصر، وتارة يعامل معاملة الجمع كقوله تعالى: جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ. وفي إعرابه يجوز نصبه على الحال ويجوز جعله تابعا لما قبله للتوكيد بمعنى كلّ. (انظر الآية 29) . (شديد) ، صفة مشبّهة من شدّ يشدّ باب نصر وباب ضرب ومن الثاني أظهر، وزنه فعيل. البلاغة 1- «وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» أي لو يعلم هؤلاء «الَّذِينَ ظَلَمُوا» بالاتخاذ المذكور، ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أن ذلك- الاتخاذ- «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ» - ظلم عظيم. 2- الإيجاز: في الآية وذلك بحذف جواب لو وهو كثير شائع في كلامهم وورد في القرآن كثيرا. الفوائد 1- أَشَدُّ حُبًّا، حبّا تعرب تمييزا إذ كل اسم منصوب بعد افعل التفضيل يعرب تمييزا.

[سورة البقرة (2) : آية 166]

2- لفظ «دون» ظرف بمعنى تحت ولكنها تأتي لمعان أخرى تعرف من سياق الكلام. تأتي بمعنى أمام وخلف ورديء، وغير وأكثر وروده مجرورا ب «من» . [سورة البقرة (2) : آية 166] إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (166) الإعراب: (إذ) ظرف للزمن المستقبل بدل من إذ الأول من الآية السابقة (تبرأ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تبرّأ) ، (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (الواو) حاليّة (رأوا) فعل ماض وفاعله (العذاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (تقطّع) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تقطّع) والباء للمجاوزة بمعنى عن أو للسببية أي بسبب (الأسباب) فاعل مرفوع. جملة: «تبرّأ الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «رأوا» في محلّ نصب حال من فاعل تبرأ بتقدير قد «1» . وجملة: «تقطّعت بهم الأسباب» في محلّ نصب معطوفة على جملة رأوا ... أو في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة (تبرّأ) في محلّ جرّ.

الصرف:

الصرف: (رأوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى يرون «1» . (الأسباب) ، جمع سبب، اسم لما يصل حقيقيا ومجازيا وزنه فعل بفتحتين. البلاغة - «وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ» وأصل السبب الحبل مطلقا، أو الحبل الذي يتوصل به، أو الحبل الذي أحد طرفيه متعلق بالسقف، أو الحبل الذي يرتقى به النخيل.. والمراد ب «الأسباب» هنا الصلة التي كانت بين الأتباع والمتبوعين في الدنيا من الأنساب والمحابّ، والاتفاق على الدين والاتباع والاستتباع. وهذا على سبيل المجاز المرسل. [سورة البقرة (2) : آية 167] وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) الإعراب: (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (لو) حرف تمنّ تضمّن معنى الشرط (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللام) حرف جرّ (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ مقدّم (كرة) اسم أنّ منصوب. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت حصول الكرّة لنا.. وجواب لو محذوف تقديره لتبرّأنا. (الفاء) فاء السببيّة (نتبرّأ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد الفاء، وقد اعتمد النصب على التمنّي المشربة به لو، والفاعل ضمير مستتر

_ (1) انظر الآية (165) من هذه السورة.

تقديره نحن. والمصدر المؤوّل (أن نتبرّأ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول المسبوك من الكلام السابق أي: لو ثبت حصول كرّة لنا فتبرئتنا منهم. (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نتبرّأ) ، (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (تبرّؤوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منا) مثل منهم متعلّق ب (تبرّؤوا) . والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل نتبرّأ. (الكاف) مثل الأول (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمحذوف مفعول مطلق و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب.. أي: يريهم رؤية أو يحشرهم حشرا أو يجزيهم جزاء كذلك. (يري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أعمال) مفعول به ثان منصوب و (هم) مضاف إليه (حسرات) مفعول به ثالث منصوب وعلامة النصب الكسرة «1» ، (عليهم) مثل منهم متعلّق بمحذوف نعت لحسرات «2» ، (الواو) عاطفة أو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محل رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (خارجين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الباء (من النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خارجين) . جملة قال الذين اتّبعوا في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ في

_ (1) أو هو حال إذا اعتبرت الرؤية بصريّة. (2) ويجوز تعليقه بحسرات لأنه اسم مصدر.

الصرف:

السابقة. وجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نتبرّأ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: «تبرّؤوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . ومقول القول هي جملة (ثبت) حصول الكرّة ... وجملة: «يريهم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما هم بخارجين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يريهم الله.. أو في محلّ نصب حال من ضمير يريهم المفعول. الصرف: (كرّة) مصدر مرّة لفعل كرّ يكرّ باب ضرب وزنه فعلة بفتح فسكون. (أعمال) ، جمع عمل وهو مصدر سماعيّ لفعل عمل يعمل الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل لفتحتين، ووزن أعمال أفعال (انظر الآية 139 من هذه السورة) . (حسرات) ، جمع حسرة وهو مصدر حسر يحسر باب فرح أو هو اسم مصدر لفعل تحسّر الخماسيّ وزنه فعلة بفتح فسكون. (خارجين) ، جمع خارج اسم فاعل من الثلاثيّ خرج وزنه فاعل. البلاغة - في الآية فن اللفّ والنشر المشوش، وهو ذكر متعدد على وجه التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل واحد، وردّه إلى ما هو له. فتبرءوا بعضهم من بعض راجع لقوله: إِذْ تَبَرَّأَ، وإراءتهم شدة العذاب راجع لقوله: وَرَأَوُا الْعَذابَ.

[سورة البقرة (2) : آية 168]

[سورة البقرة (2) : آية 168] يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب بالنداء (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) «1» ،، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (حلالا) في إعرابه أوجه: الأول: مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي أكلا حلالا. الثاني: حال من ما أي: كلوا الذي تنتجه الأرض حلالا. الثالث: مفعول به ل (كلوا) ، وهي صفة لموصوف محذوف أي كلوا إنتاجا حلالا. (طيبا) فيه وجهان: الأول: أن يكون نعتا ل (حلالا) إذا أعرب مفعولا به أو حالا. الثاني: أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر إذا أعرب حلالا مفعول به أي: كلوا الحلال ممّا في الأرض أكلا طيّبا. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعوا) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ... والواو فاعل (خطوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من عدو- نعت تقدّم على المنعوت- (عدوّ) خبر مرفوع (مبين) نعت لعدوّ مرفوع مثله. جملة: «النداء يأيّها الناس» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلو» لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (حلالا) إذا أعربت مفعولا به عامله كلوا.

الصرف:

وجملة: «لا تتّبعوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إنّه لكم عدوّ» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (حلالا) صفة مشتقّة وزنه فعال بفتح الفاء من حلّ يحلّ باب ضرب فهو صفة مشبّهة. (خطوات) ، جمع خطوة اسم لحركة الرجل في السير وزنه فعلة بضم فسكون. (مبين) صفة مشبهة على وزن اسم الفاعل من أبان الرباعي بمعنى بين العداوة لأنه دلّ على صفة ثابتة، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخر. وفي الكلمة إعلال بالتسكين أصله مبين- بسكون الباء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الباء. [سورة البقرة (2) : آية 169] إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (169) الإعراب: (إنما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (يأمر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير متّصل مفعول به (بالسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الفحشاء) معطوف على السوء بحرف العطف مجرور مثله (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تقولوا..) في محلّ جرّ معطوف على السوء والفحشاء أي بأن تقولوا على الله.

الصرف:

(على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولوا) بتضمينه معنى تتقوّلوا. (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة: «يأمركم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تقولوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (الفحشاء) ، اسم لما يشتدّ قبحه من الذنوب وزنه فعلاء بفتح الفاء، فعله فحش يفحش باب كرم، ولا مذكّر له من لفظه. البلاغة 1- قد يرد السؤال كيف كان الشيطان آمرا مع قوله تعالى: «لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ» ؟ قلت شبه تزيينه وبعثه على الشر بأمر الآمر، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية. كما تقول: أمرتني نفسي بكذا. وتحته رمز إلى أنكم منه بمنزلة المأمورين لطاعتكم له وقبولكم وساوسه، ولذلك قال: «وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ» وقال الله تعالى «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ» لما كان الإنسان يطيعها فيعطيها ما اشتهت. 2- المبالغة: في تعليق أمر الشيطان بتقولهم على الله ما لا يعلمون وقوعه منه تعالى، لا بتقولهم عليه ما يعلمون عدم وقوعه منه تعالى، مع أن حالهم ذلك، للمبالغة في الزجر، فإن التحذير من الأول مع كونه في القبح والشناعة دون الثاني تحذير عن الثاني على أبلغ وجه وآكده

_ (1) أو نكرة، موصوفة، والجملة بعدها في محلّ نصب نعت لها.

[سورة البقرة (2) : آية 170]

[سورة البقرة (2) : آية 170] وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) . (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (بل) حرف إضراب وابتداء (نتّبع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (ما) مثل الأول (ألفى) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آباء) مفعول به أول منصوب و (نا) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة تقدّمت عليها الهمزة للصدارة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (آباء) اسم كان مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يعقلون. جملة: «قيل لهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع نائب فاعل «1» . وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.. ومقول

_ (1) هذا الإعراب أبعد عن التأويل من كلّ إعراب آخر لأن الجملة هي في الأصل مقول القول- انظر الآية 11-[.....]

البلاغة

القول مقدّر أي: قالوا لا نتّبع ما أنزل الله. وجملة: «نتّبع» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ألفينا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «كان آباؤهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة حاليّة مقدّرة أي: وإنّهم ليتّبعون آباءهم في كلّ حال ولو كانوا لا يعقلون «2» . وجملة: «لا يعقلون» في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «لا يهتدون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يعقلون.. وجواب لو محذوف تقديره لاتّبعوهم. البلاغة - «وَإِذا قِيلَ لَهُمُ» التفات إلى الغيبة تسجيلا بكمال ضلالهم وإيذانا بإيجاب تعداد ما ذكر في جناياتهم لصرف الخطاب عنهم وتوجيهه إلى العقلاء وتفصيل مساوئ أحوالهم. الفوائد بل هي أداة عطف واضراب والإضراب هو الانتقال والتحول من حكم لي حكم وفي هذه الآية نوع من الالتفات الذي هو وسيلة من وسائل الحوار.

_ (1) وهي عند بعضهم معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة لأن (بل) عندهم حرف عطف.. ولكنّها على التحقيق لا تعطف الجمل. وهذا قول ابن حيّان اي: قالوا: لا نتبع ما أنزل الله بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا. (2) وقال الزمخشري: الواو حاليّة أصلا، وقال العكبري: إنها عاطفة تعطف ما بعدها على جملة حاليّة مقدّرة.

[سورة البقرة (2) : آية 171]

[سورة البقرة (2) : آية 171] وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (مثل) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض وفاعله (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ينعق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينعق) ، (لا) نافية (يسمع) مثل ينعق (إلا) أداة حصر (دعاء) مفعول به منصوب (نداء) معطوف على دعاء بالواو منصوب مثله (صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم مرفوع (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع. والواو فاعل. جملة: «مثل الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ينعق» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا يسمع» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: « (هم) صم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم لا يعقلون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الاخيرة. وجملة: «لا يعقلون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

الصرف:

الصرف: (دعاء) ، مصدر دعا يدعو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة، أصله دعاو، جاءت الواو متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها في كلّ لفظ كذلك. (نداء) ، مصدر نادى الرباعيّ وهو مصدر سماعيّ، وفيه إبدال الياء همزة، جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها أبدا في كلّ لفظ كذلك. (صمّ، بكم، عمي) ، انظر الآية (18) من هذه السورة. البلاغة 1- في الآية تشبيه تمثيلي: حيث مثل الذين كفروا فيما ذكر من انهماكهم فيما هم فيه وعدم التدبر فيما ألقي إليهم من الآيات كمثل بهائم الذي ينعق بها وهي لا تسمع منه إلا جرس النغمة ودوي الصوت. وقيل المراد تمثيلهم في اتباع آبائهم على ظاهر حالهم جاهلين بحقيقتها بالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفهم ما تحته. فهو تشبيه صورة بصورة. فقد شبه الكافرين لدى دعوة الرسول لهم بالغنم المنعوق بها. وقيل إنه شبه الداعي والكافر بالناعق والمنعوق. 2- الاستعارة التصريحية: في تشبيه الكافرين بالصم والبكم والعمي وحذف المشبه وإبقاء المشبه به. [سورة البقرة (2) : آية 172] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها) سبق إعرابها «1» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كلوا) «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل و (كم) مفعول به (الواو) عاطفة (اشكروا) مثل كلوا (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشكروا) ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (إياه) ضمير بارز منفصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة النداء «يأيّها الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اشكروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «كنتم.. تعبدون» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن كنتم إيّاه تعبدون فاشكروا له. البلاغة 1- «وَاشْكُرُوا لِلَّهِ» الالتفات في ضمير المتكلم إلى الغيبة لتربية المهابة. وسياق الكلام يقضي أن يقول «اشكرونا» .

_ (1) انظر الآية 168 من هذه السورة. (2) أو بمحذوف حال من مفعول كلوا أي: كلوا رزقكم حال كونه بعض طيّبات ما رزقناكم.

[سورة البقرة (2) : آية 173]

2- التقديم: في تقديم إياه لإفادة الاختصاص. أي واشكروا له لأنكم تخصونه بالعبادة، وتخصيصكم إياه بالعبادة يدل على أنكم تريدون عبادة كاملة تليق بكبريائه. 3- اشتملت الآية على إيجازين جميلين بالحذف، وهما حذف مفعول كلوا، وحذف جواب إن الشرطية أي فاشكروه، وحذف جواب الشرط شائع في كلام العرب. [سورة البقرة (2) : آية 173] إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (حرّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم) ، (الميتة) مفعول به منصوب (الدم، لحم) اسمان معطوفان على الميتة بحرفي العطف منصوبان مثله (الخنزير) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الميتة (أهلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الباء) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ والجارّ والمجرور ناب مناب الفاعل (لغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلّ) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اضطرّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) حال منصوبة من نائب الفاعل (باغ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد

_ (1) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها.

الصرف:

النفي (عاد) معطوفة على باغ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليه) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «حرّم عليكم الميتة» لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «أهلّ به» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «من اضطرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اضطرّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «لا إثم عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (الميتة) ، المخفّفة من الميّتة مؤنّث الميّت، صفة مشبّهة باسم الفاعل، والميتة- بالتخفيف- فيه إعلال بالقلب وإعلال بالحذف. أصله الميوتة زنة فيعلة، اجتمعت الياء والواو في كلمة وجاءت الأولى ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فأصبحت الميّتة بالتشديد، ثمّ خفّف اللفظ بحذف إحدى الياءين- عين الكلمة- لتدلّ على حصول الموت وتمامه فأصبحت الميتة وزن فيلة. (الدم) ، اسم جامد، حذفت لامه وهي الياء أو الواو لغير علّة، ففيه إعلال بالحذف مثنّاه دمان أو دميان، وبعضهم يقول دموان جمعه دماء ودميّ بكسر الميم وضمّ الدال.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

(الخنزير) ، النون فيه أصليّة على التحقيق، وبعضهم يراها زائدة أي مأخوذ من الخزر وهو ضيق العين، وخنزير وزنه فعليل بكسر الفاء وذلك على أنّ النون فيه أصليّة. (اضطرّ) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء بعد الضاد وأصله اضترّ، وانظر الآية (126) من هذه السورة. (باغ) ، اسم فاعل من بغى يبغي باب ضرب وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف حيث حذفت الياء لمناسبة التنوين لأنه منقوص، وأصله الباغي. (عاد) اسم فاعل من عدا يعدو، وفيه إعلال بالقلب ثمّ إعلال بالحذف. وأصله العادو بكسر الدال، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فقيل العادي، ثمّ جرى فيه الإعلال بالحذف مجرى باغ، وزنه فاع. (إثم) ، مصدر سماعيّ لفعل أثم يأثم باب فرح وزنه فعل بكسر. الفاء. (غفور) ، صفة مشتقّة وزنها فعول بفتح الفاء، هي مبالغة اسم الفاعل من غفر يغفر باب ضرب. الفوائد 1- قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ. قال الفقهاء إن من يضطر خوفا من الهلاك له أن يأكل من هذه المحرمات بمقدار ما يحول بينه وبين الهلاك وليس له أن يكثر منه بالأكل. 2- وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ: قال الفقهاء: إن الحرمة في تناول هذا الصنف من الطعام تنحصر في حال سماعنا أنه ذكر لدى ذبحه اسم غير اسم الله. وعليه فلا يحرم تناول الطعام إذا لم نعلم بماذا أهلّ لدى ذبحه مثلا لأن الأصل في الذبيحة أو أي طعام حلّه، ما لم نسمع أنه ذكر عليه غير اسم الله فيحرم.

[سورة البقرة (2) : آية 174]

[سورة البقرة (2) : آية 174] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (174) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يكتمون) مضارع مرفوع.. والفاعل هو الواو (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ،، (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل (الواو) عاطفة (يشترون) مثل يكتمون (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يشترون) بتضمينه معنى يستبدلون (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (ما) نافية (يأكلون) مثل يكتمون (في بطون) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأكلون) بتضمينه معنى يضعون (إلا) أداة حصر (النار) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يكلّم) مضارع مرفوع (وهم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكلّمهم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا يزكّيهم) مثل لا يكلّمهم (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله. جملة «إن الذين يكتمون..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة.. والجملة بعده نعت له.

الصرف:

وجملة: «يكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يشترون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يكتمون. وجملة: «أولئك ما يأكلون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما يأكلون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «لا يكلّمهم الله في» محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون. وجملة: «لا يزكّيهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون. وجملة: لهم عذاب في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون «1» . الصرف: (يشترون) ، في إعلال بالحذف، حذفت الياء لام الفعل بعد تسكينها لالتقاء الساكنين وزنه يفتعون. (بطون) ، جمع بطن وهو اسم جامد لجوف كل شيء، وزنه فعل بفتح فسكون.. والأصل في اللفظ أنه مصدر سماعيّ لفعل بطن يبطن باب نصر.. ثم استعمل اسما جامدا. البلاغة 1- «أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ» لأنهم أكلوا ما يتلبس بالنار وهو- الرشا- لكونها عقوبة لها فيكون في الآية استعارة تمثيلية بأن شبه الهيئة الحاصلة من أكلهم ما يتلبس بالنار بالهيئة المنتزعة من- أكلهم النار- من حيث ما يترتب على- أكل- كل منها من تقطع الأمعاء والألم وما يترتب على الآخر، فاستعمل لفظ المشبه به في المشبه. 2- «وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ» عبارة عن غضبه العظيم عليهم وتعريض بحرمانهم مما أتيح للمؤمنين من فنون الكرامات السنية والزلفى.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير الغائب في (يزكّيهم) .

الفوائد

الفوائد 1- ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ.. هذه الصورة لا تعدّ من الاستثناء لعدم وجود المستثنى منه، ولهذا تكون «إلا» ملغاة ويعرب ما بعدها حسب موقعها من الكلام «رفعا ونصبا وجرا» على اعتبار أن «إلّا» غير موجودة وهذا هو الاستثناء المفرغ لأن ما قبل إلّا يفرغ للعمل الاعرابي فيما بعد. ويجوز التفريغ لجميع المعمولات إلا «المفعول معه. والمصدر المؤكد العاملة. وكذا الحال المؤكد العاملة: فلا يقال: سرت إلا والأشجار إلخ.. [سورة البقرة (2) : آية 175] أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبتدأ (الذين) اسم موصول خبر (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الضلالة) مفعول به منصوب (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (العذاب) مفعول به لفعل محذوف تقديره اشتروا (بالمغفرة) مثل بالهدى ومتعلّق بالفعل المحذوف (الفاء) استئنافيّة (ما) تعجّبيّة نكرة تامّة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (أصبر) فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على ما (على النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصبر) . وجمود الفعل غير مانع من التعليق لأنه جمود طارئ.

_ (1) هذا أوضح الأعاريب.. وثمّة آراء أخرى ذكرها الفرّاء والأخفش والعكبري فيها كثير من التأويل لا ضرورة له.. والتعجب هنا هو الاعلام بحالهم أنّها ينبغي أن يتعجّب منها..

الصرف:

جملة: «أولئك الذين اشتروا ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إن) «1» . وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: « (اشتروا) » المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة اشتروا المذكورة. وجملة: «ما أصبرهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أصبرهم» في محلّ رفع خبر (ما) . الصرف: (المغفرة) ، مصدر ميميّ من غفر يغفر باب ضرب أو مصدر سماعيّ له، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي غفر بفتح فسكون، وغفير بفتح الغين، وغفيرة وغفران بضمّ الغين، وغفور بضمّ الغين والفاء. البلاغة 1- «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا» بالنسبة إلى الدنيا «الضلالة» التي ليست مما يمكن أن يشترى قطعا «بالهدى» الذي ليس من قبيل ما يبذل بمقابلة شيء وإن جل و «العذاب» أي اشتروا بالنظر إلى الآخرة العذاب الذي لا يتوهم كونه مما يشترى «بالمغفرة» التي يتنافس فيها المتنافسون. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية. 2- المقابلة: في المطابقة بين الضلالة والهدى وبين العذاب والمغفرة. والمقابلة فن دقيق المسلك لا يسلكه إلا خبير بأساليب الكلام وإلا كان تكلفا ممقوتا. الفوائد 2- قوله تعالى: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ «اصبر على وزن افعل وهي احدى صيغتي التعجب» «ما افعله وافعل به» وقد عرف النحاة التعجب بأنه «شعور

_ (1) في الآية السابقة.. ويجوز قطعها على الاستئناف البيانيّ فلا محلّ لها.

[سورة البقرة (2) : آية 176]

داخلي تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا ولا مثيل له، مجهول الحقيقة أو خفي السبب» وإعراب الصيغة الأولى من التعجب: «ما» نكرة تامة في محل رفع مبتدأ وأصبر فعل ماض فاعله ضمير مستتر وجوبا «وهم» ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ «ما» . وإعراب الثانية افعل به: افعل: فعل ماض جاء على صيغة الأمر لانشاء التعجب وهو مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة الأمر. والباء حرف جر زائد، والهاء فاعل وهو مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «أي ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل» . وللزمخشري رأي مغاير لذلك فهو يرى أن الهاء في محل نصب مفعول به، وأن الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ولك أن تختار فكلاهما حسن. [سورة البقرة (2) : آية 176] ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (176) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والاشارة إلى أكلهم النار لكتمانهم ما أنزل الله و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جر (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (نزّل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذا) . (الواو) استئنافيّة (إنّ) مثل أنّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إن (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلفوا) ، (اللام) هي المزحلقة تفيد

الصرف:

التوكيد (في شقاق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (بعيد) نعت لشقاق مجرور مثله. جملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نزّل ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «إنّ الذين اختلفوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (بعيد) ، صفة مشبّهة من بعد يبعد باب كرم وباب فرح، وزنه فعيل جمعه بعداء بضمّ الباء وفتح العين، وبعد بضمّتين، وبعدان بضمّ الباء وسكون العين. [سورة البقرة (2) : آية 177] لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)

الإعراب:

الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) خبر ليس مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (تولّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تولّوا) في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر. (قبل) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تولّوا) ، (المشرق) مضاف إليه مجرور (المغرب) معطوف على المشرق بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (البرّ) اسم لكنّ منصوب «1» (من) اسم موصول في محلّ رفع خبر لكنّ على حذف مضاف أي إيمان من آمن «2» ، (آمن) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم، الملائكة، الكتاب، النبيّين) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة جرّ الأخير الياء، و (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله (الواو) عاطفة (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من، (المال) مفعول به ثان منصوب «3» ، (على حبّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من المال و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ذوي) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء لأنه جمع المذكر السالم (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اليتامى،

_ (1) يجوز أن يكون على حذف مضاف أي ذا البرّ ليصحّ الإخبار بالموصول. (2) أو من غير حذف مضاف إذا قدّر اسم لكنّ: ذا البرّ من آمن. (3) أو هو المفعول الأول و (ذوي) المفعول الثاني، والإعراب أعلاه هو قول الجمهور لأن (ذوي) هو الآخذ فلزم تقديمه.

المساكين، ابن ... ، السائلين) ألفاظ معطوفة على ذوي بحروف العطف منصوبة مثله وعلامة النصب في الأخير الياء و (السبيل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (في الرقاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره دفع المال.. وهو على حذف مضاف أي في فكّ الرقاب (الواو) عاطفة (أقام) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتى الزكاة) مثل وآتى المال (الموفون) معطوف على من آمن بحرف العطف مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو «1» ، (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل «الموفون» ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (الموفون) ، (عاهدوا) فعل ماض وفاعله. (الواو) عاطفة (الصابرين) مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح وعلامة النصب الياء (في البأساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في الصابرين (الضرّاء) معطوف على البأساء بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بما تعلّق به الجارّ قبله فهو معطوف عليه بالواو (البأس) مضاف إليه مجرور. (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (صدقوا) مثل عاهدوا (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (المتّقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «ليس البرّ أن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «لكنّ البرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة حالية أو اعتراضيّة. [.....] (2) أو ضمير فصل لا محلّ له جاء للتأكيد ف (المتّقون) خبر أولئك.

الصرف:

وجملة: «آمن بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آتى المال..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: « (دفع) في الرقاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتى. وجملة: «أقام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن بالله. وجملة: «آتى الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقام الصلاة. جملة: «عاهدوا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: « (أمدح) الصابرين» لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . وجملة: «أولئك الذين صدقوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صدقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك» هم المتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين. وجملة: هم المتّقون في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. الصرف: (البرّ) ، مصدر سماعيّ لفعل برّ يبرّ باب فتح وزنه فعل بكسر فسكون. (تولّوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله تولّيوا- بضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكنّت ونقلت حركتها إلى اللام، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا (الآية 115) . (قبل) ، اسم بمعنى الجهة وبمعنى عند وبمعنى الطاقة والقدرة، وجاء في الآية على المعنى الأول وزنه فعل بكسر ففتح. (آتى) ، فيه إعلال بالقلب أصله آتي- بياء متحرّكة! ثمّ قلبت الياء

_ (1) أو هي استئنافيّة أصلا لأنها مقطوعة للمدح.

ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. ومدّة آتى منقلبة عن حرفين همزة متحرّكة وهمزة ساكنة، وزنه أفعل أي أصله أأتى لأن مضارعه يؤتي. (المال) ، اسم جامد لما ملكته من الأشياء، والألف فيه منقلبة عن واو، جمعه أموال، جاءت الواو ساكنة بعد فتح قلبت ألفا ففيه إعلال بالقلب، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 155 من هذه السورة) . (السائلين) ، جمع السائل، اسم فاعل من سأل يسأل الثلاثيّ باب فتح وزنه فاعل. (الرقاب) ، جمع الرقبة، اسم للعضو المعروف، وأستعير هنا للعبد وزنه فعلة بفتحتين، ووزن الرقاب فعال بكسر الفاء. (أقام) ، فيه إعلال بالقلب أصله أقوم زنة أفعل، مجرّده قام يقوم، جاءت الواو متحرّكة فسكنت ونقلت الحركة إلى ما قبلها فأصبح أقوم بفتح القاف وسكون الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها فأصبح أقام. (الموفون) ، جمع الموفي، اسم فاعل من أوفى الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي لفظ (الموفون) إعلال بالحذف أصله الموفيون، حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل الواو الساكنة.. وكلّ منقوص تحذف ياؤّه حين يجمع جمعا سالما. (البأساء) ، مصدر بئس يبأس باب فرح، وزنه فعلاء بفتح الفاء، ومثله البؤس. (الضرّاء) مصدر ضرّ يضرّ باب نصر، وزنه فعلاء. (البأس) مصدر بؤس يبؤس باب كرم، ويستعمل اسما جامدا بمعنى الحرب وكلّ أمر شديد، وزنه فعل بفتح فسكون.

البلاغة

البلاغة 1- «وَفِي الرِّقابِ» أي آتى المال في تخليص الرقاب وفكاكها بمعاونة المكاتبين أو فك الأسارى، أو ابتياع الرقاب لعتقها، والرقبة مجاز عن الشخص فهو من قبيل المجاز المرسل. 2- في الآية فن من فنون البلاغة وهو فن الإيجاز في قوله: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ» فالكلام على حذف مضاف أي- برّ من آمن- إذ لا يخبر بالجثة (من آمن) عن المعنى (البر) ويجوز أن لا يرتكب الحذف ويجعل المصدر بمعنى اسم الفاعل أو يقال بإطلاق (البر) على البار مبالغة والأول أوفق. 3- قطع التابع عن المتبوع: وضابطه أنه إذا ذكرت صفات للمدح أو الذم خولف في الإعراب تفننا في الكلام واجتلابا للانتباه بأن ما وصف به الموصوف أو ما أسند إليه من صفات جدير بأن يستوجب الاهتمام، لأن تغير المألوف المعتاد يدل على زيادة ترغيب في استماع المذكور ومزيد اهتمام، والآية مثال لقطع التابع عن المتبوع في حال المدح. [سورة البقرة (2) : آية 178] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (178) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) متضمّنا

معنى فرض (القصاص) نائب فاعل مرفوع (في القتلى) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتب) وفي الجارّ معنى السببيّة أي بسبب القتلى (الحرّ) مبتدأ مرفوع (بالحرّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أي مقتول بالحرّ أو مأخوذ بالحرّ وهو كون خاص (الواو) عاطفة (العبد بالعبد) مبتدأ وخبر مثل الحرّ بالحرّ (الواو) عاطفة (الأنثى بالأنثى) مثل الحرّ بالحرّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (عفي) فعل ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفي) ، (من أخي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، وهو على حذف مضاف أي من دم أخيه، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (شيء) نائب فاعل مرفوع «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتّباع) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وخبره محذوف متقدّم عليه أي فعليه اتّباع (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق باتّباع لأنه مصدر «3» ، (الواو) عاطفة (أداء) معطوف على اتّباع مرفوع مثله (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأداء فهو مصدر.. والضمير يعود إلى وليّ المقتول (بإحسان) جارّ ومجرور متعلّق بأداء «4» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى العفو (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (تخفيف) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) يجوز- على رأي بعضهم- أن يكون اسم موصول مبتدأ خبره جملة اتّباع بالمعروف على زيادة الفاء. (2) هو كناية عن مصدر وهو العفو. (3) يجوز أن يكون حالا من الهاء في (عليه) أي فعليه اتّباعه عادلا. (4) يجوز أن يكون حالا من الهاء في (عليه) أي: فعليه أداؤه محسنا.

ب (تخفيف) و (كم) ضمير مضاف إليه (رحمة) معطوف على تخفيف بالواو مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (من) مثل الأول (اعتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اعتدى) ، (ذا) اسم إشارة مضاف إليه والإشارة إلى العفو و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله. جملة النداء «يأيّها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كتب عليكم القصاص» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «الحرّ بالحرّ» في محلّ رفع بدل من القصاص وهو من نوع بدل الاشتمال. وجملة: «العبد بالعبد» في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ. وجملة: «الأنثى بالأنثى» في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ. وجملة: «من عفي..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عفي له..» شيء في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: « (عليه) اتّباع» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ذلك تخفيف» لا محلّ لها اعتراضيّة.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «من اعتدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفي له ... وجملة: «اعتدى في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: له عذاب في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» . الصرف: (القصاص) مصدر سماعيّ لفعل قاصّه يقاصّه الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء. (القتلى) ، جمع قتيل بمعنى مقتول، ويطّرد الجمع في فعيل بمعنى مفعول على فعلى كأسير وأسرى وجريح وجرحى. (الحرّ) ، صفة مشبّهة من فعل حرّ يحرّ باب فتح وزنه فعل بضمّ فسكون. (العبد) ، صفة مشبّهة من فعل عبد يعبد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (الأنثى) صفة مشبهة من فعل أنث يأنث باب كرم، وزنه فعلى بضمّ الفاء، أو هو الاسم منه. (اتّباع) ، مصدر قياسيّ لفعل اتّبع الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره، (أداء) ، اسم مصدر لفعل (أدّى) يؤدّي الرباعي، والقياسي في المصدر تأدية لأن مصدر فعّل هو تفعيل، فجاء ناقصا عن عدد حروف الفعل فأصبح اسم مصدر، وفيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو هي خبر المبتدأ (من) على زيادة الفاء- إذا جعلت (من) اسم موصول، وحينئذ تكون جملة اعتدى صلة الموصول لا محلّ لها.

[سورة البقرة (2) : آية 179]

(المعروف) اسم لما يؤدّيه المرء من خير وإحسان، وزنه مفعول. (تخفيف) ، مصدر قياسيّ لفعل خفّف الرباعيّ وزنه تفعيل، على وزن ماضيه بزيادة التاء في أوّله وتسكين الخاء وزيادة ياء قبل الآخر. (اعتدى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله اعتدي بياء متحرّكة في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه افتعل. [سورة البقرة (2) : آية 179] وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في القصاص) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من حياة- صفة تقدّمت على الموصوف- (حياة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يا) أداة نداء (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير اسم لعلّ (تتقون) مضارع مرفوع. والواو فاعل. جملة: «لكم في القصاص حياة» لا محل لها معطوفة على جملة كتب عليكم ... «1» . وجملة: «يا أولي الألباب» لا محل لها اعتراضيّة. وجملة: «لعلّكم تتّقون» لا محلّ لها تعليليّة إمّا للمذكور من جعل القصاص حياة وإمّا لمحذوف تقديره شرع لكم ذلك. وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) في الآية (178) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (الألباب) ، جمع اللبّ، اسم للعقل أو القلب وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن ألباب أفعال. البلاغة 1- «وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ» هو كلام في غاية البلاغة- وكان أوجز كلام عندهم في هذا المعنى- القتل أنفى للقتل- وفضّل هذا الكلام عليه من وجوه: الأول: قلة الحروف. الثاني: الاطراد، وإن في كل- قصاص حياة- وليس كل قتل أنفى للقتل- فإن القتل ظلما أدعى للقتل. الثالث: ما في تنوين «حياة» من النوعية أو التعظيم. الرابع: صفة الطباق بين- القصاص والحياة- فإن «القصاص» تفويت الحياة- فهو مقابلها. الخامس: النص على ما هو المطلوب بالذات- أعني الحياة- فإن نفي- القتل- إنما يطلب لها لا لذاته. السادس: الغرابة من حيث جعل الشيء فيه حاصلا في ضده. السابع: الخلوّ عن التكرار مع التقارب. الثامن: عذوبة اللفظ وسلاسته. حيث لم يكن فيه ما في قولهم من توالي الأسباب الخفيفة إذ ليس في قولهم: حرفان متحركان على التوالي إلا في موضع واحد، ولا شك أنه ينقص من سلاسة اللفظ وجريانه على اللسان. بخلاف آية القرآن. التاسع: خلوة عما يوهمه ظاهر قولهم من كون الشيء سببا لانتفاء نفسه- وهو محال. العاشر: تعريف «القصاص» بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا

[سورة البقرة (2) : آية 180]

الحكم المشتملة على- الضرب والجرح والقتل- وغير ذلك فسبحانه من علت كلمته وبهرت آيته. [سورة البقرة (2) : آية 180] كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) الإعراب: (كتب عليكم) مرّ إعرابها «1» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محل نصب متعلّق بالجواب «2» ، (حضر) فعل ماض متضمّن معنى أتى (أحد) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت (إن) حرف موصول (ترك) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب (الوصيّة) نائب فاعل مرفوع «3» ، (للوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الوصيّة، وعلامة الجرّ الياء (الأقربين) معطوف على الوالدين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الوصيّة (حقّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي إيصاء حقّا أو كتبا حقّا أو مؤكّد لمضمون الحمد، أي حق ذلك حقا (على المتّقين) جار ومجرور متعلّق ب (حقّا) أو بمحذوف نعت ل (حقّا) .

_ (1) في الآية (178) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون ظرفية محضة فتتعلّق بالوصيّة أي: أن يوصي أحدكم وقت حضور الموت. (3) يجوز اعراب الوصيّة مبتدأ خبره للوالدين، والجملة تصبح جواب الشرط بحذف الفاء.. ونائب الفاعل هو الجار والمجرور (عليكم) .

الصرف:

جملة «كتب عليكم ... » الوصيّة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: حضر أحدكم الموت في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب إذا محذوف أي فليوص. وجملة: «ترك خيرا» لا محلّ لها اعتراضيّة. الصرف: (خيرا) اسم للمال وزنه فعل بفتح فسكون. (الوصيّة) ، الاسم من الإيصاء أو هو اسم مصدر من وصّى الرباعيّ لأنّ مصدره القياسيّ توصية.. (الأقربين) ، جمع الأقرب اسم بمعنى القريب على وزن أفعل. [سورة البقرة (2) : آية 181] فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بدّل) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الإيصاء (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بدّل) ، (ما) حرف مصدريّ (سمع) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (ما سمعه) في محل جرّ مضاف إليه. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (إثم) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يبدّلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سميع) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.

البلاغة

وجملة: «من بدّله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم ... وجملة: «بدّله» في محلّ رفع خبر المبتّدأ (من) «1» . وجملة: «إنّما إثمه على الذين» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يبدّلونه» لا محلّ لها صلة الموصول الذين. وجملة: «إنّ الله سميع» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة - «فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» وضع الموصول في موضع الضمير الراجع إلى من لتأكيد الإيذان بعلية ما في حيز الصلة الأولى وإيثار الجمع للإشعار بتعداد المبدلين أنواعا أو كثرتهم أفرادا والإيذان بشمول الإثم لجميع الأفراد. [سورة البقرة (2) : آية 182] فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خاف) فعل ماض في محل جزم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من موص) جارّ ومجرور متعلّق ب (خاف) بتضمينه معنى علم «2» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص (جنفا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (إثما) معطوف على (جنفا) منصوب مثله (الفاء) عاطفة (أصلح) مثل خاف (بين) ظرف مكان منصوب

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....] (2) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (جنفا) - نعت تقدّم على المنعوت.

الصرف:

متعلّق ب (أصلح) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الفاء) رابطة للجواب (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ الله غفور رحيم) مثل إنّ الله سميع عليم «1» . جملة: «من خاف..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من بدّله «2» وجملة: «خاف..» في محلّ رفع خبر المبتدأ من «3» . وجملة: «أصلح بينهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة خاف. وجملة: «لا إثم عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (خاف) ، فيه إعلال بالقلب أصله خوف مصدره الخوف، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (موص) ، اسم فاعل من أوصى الرباعيّ، وزنه فيه إعلال بالحذف أصله الموصي، حذفت منه الياء لمناسبة التنوين بالتقاء الساكنين، وفيه حذف الهمزة من أوّله، والقياس أن يكون المؤوصي بضمّ الميم وفتح الهمزة وتسكين الواو، استثقلت الهمزة فحذفت فأصبح الموصي. (جنفا) ، مصدر سماعيّ لفعل جنف يجنف باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة معنى خاف توقع وعلم وهو قد يكون مظنون الوقوع وقد يكون معلومه

_ (1) في الآية السابقة. (2) في الآية السابقة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة البقرة (2) : آية 183]

فاستعمل فيهما بمرتبة ثانيه ولأن الأول أكثر كان استعماله فيه أظهر، ثم أصله أن يستعمل في الظن والعلم بالمحذور، وقد يتسع في إطلاقه على المطلق وانما حمل على المجاز هنا لأنه لا معنى للخوف من الميل والإثم بعد وقوع الإيصاء. [سورة البقرة (2) : آية 183] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) سبق إعراب نظيرها مفردات وجملا «1» ، (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدري «2» ، (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الصيام (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) . والمصدر المؤوّل (ما كتب) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي كتابة ككتابته على من قبلكم. (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) اسم لعلّ (تتقّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «كتب على الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «لعلّكم تتّقون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) انظر الآية (178) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول في محل جرّ بالكاف متعلّق بحال من الصيام أي: كتب عليكم الصيام مماثلا للذي كتب على من قبلكم، أو هو نعت لمفعول مطلق أي: كتب الصيام صوما مماثلا للذي كتب على من قبلكم.

الصرف:

الصرف: (الصيام) ، مصدر سماعيّ لفعل صام يصوم باب نصر، وفيه اعلال بالقلب أصله الصوام، جاءت الواو عينا في المصدر وقد أعلّت في الفعل قلبت ياء فأصبح الصيام. [سورة البقرة (2) : آية 184] أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) الإعراب: (أيّاما) ظرف زمان منصوب لفعل محذوف تقديره صوموا «1» ، (معدودات) ، نعت ل (أياما) منصوب مثله، وعلامة النصب الكسرة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان (مريضا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف معطوف على خبر كان أي كان موجودا على سفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عدّة) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره: عليه عدّة. وفيه حذف مضاف أي عليه صيام عدّة (من أيّام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لعدّة (أخر) نعت لأيام مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف

_ (1) يجوز جعله مفعولا به على السعة لأن الفعل صام وإن كان لازما هو في حكم المتعدّي لعلاقة الظرف به وملازمته إيّاه. هذا ويجوز جعل (أياما) منصوبا بالمصدر (الصيام) على الظرفية أو المفعوليّة وهو اختيار سيبويه، وردّه أبو حيّان لوجود فاصل أجنبي بين المصدر ومعموله.

للوصفيّة والعدل. (الواو) عاطفة (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لفدية (يطيقون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به، وفيه حذف مضاف أي يطيقون صيامه (فدية) مبتدأ مؤخّر مرفوع (طعام) بدل من فدية مرفوع مثله «1» ، (مسكين) مضاف إليه مجرور. (الفاء) عاطفة (من) مثل الأول (تطوّع) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) منصوب على نزع الخافض «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لخير «3» ، (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصوموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تصوموا) في محلّ رفع مبتدأ أي: صيامكم. (خير) خبر مرفوع (لكم) مثل له متعلق بمحذوف نعت لخير «4» ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «من كان منكم مريضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم الصيام. وجملة: «كان منكم مريضا» في محلّ رفع خبر المبتدأ من.

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لفدية في محلّ رفع. (2) يجوز أن يكون مفعولا به ل (تطوّع) ... انظر الآية (158) . (3) أو يتعلّق بخير فهو اسم تفضيل. (4) أو يتعلق بخير فهو اسم تفضيل.

الصرف:

وجملة « (عليه) عدّة» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «على الذين..» فدية لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم. وجملة: «يطيقونه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «من تطوّع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة على الذين.. فدية. وجملة: «تطوّع خيرا» في محلّ رفع خبر المبتدأ من. وجملة: «هو خير له» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تصوموا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن. والجملة «الاسمية صيامكم» خير لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم ... وجملة: «كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.. وجملة الجواب دلّ عليها سياق الكلام أي: ان كنتم تعلمون أنّه خير فافعلوه. الصرف: (مريضا) ، صفة مشبّهة من مرض يمرض باب فرح وزنه فعيل. (سفر) ، مصدر سماعيّ لفعل سفر يسفر باب نصر وزنه فعل بفتحتين. (عدّة) ، اسم بمعنى العدد، وزنه فعلة بكسر الفاء وعينه ولامه متشابهان.

(أخر) ، وزنه فعل بضمّ الفاء وفتح العين، وهو معدول عن آخر «1» ، ولهذا جرّ بالفتحة. فإن كانت أخر- بضمّ الهمزة وفتح الخاء- جمع أخرى أنثى آخر- بكسر الخاء- فهي مصروفة. تقول مررت بأوّل وأخر بالصرف إذ لا عدل هنا «2» . (فدية) ، اسم لما يعطى بدل المفدى، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. (طعام) ، اسم مصدر من أطعم الرباعيّ، كالعطاء بمعنى الإعطاء، ومصدره القياسي هو الإطعام ولكن نقص عدد حروف الاسم عن حروف فعله فكان اسم مصدر. وليس الطعام هو المطعوم لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تملّكه إيّاه، ولو حمل على ذلك لكان مجازا وهو غير ممتنع. (خيرا) ، مصدر لفعل خار يخير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (خير) ، اسم تفضيل.. انظر الآية (54) من هذه السورة.

_ (1) بفتح الهمزة والخاء وبينهما ألف لأنه جمع أخرى، وأخرى أنثى آخر- بالفتح- وقياس فعلى بضمّ الفاء مؤنّث أفعل ألّا تستعمل إلّا مضافة إلى معرفة، أو مقرونة بلام التعريف. فأمّا ما لا إضافة فيه ولا لام فقياسه أفعل كأفضل ... أي يبقى مفردا مذكّرا. (2) ملخّص عن شذور الذهب لابن هشام ص 552 الطبعة الثالثة.

[سورة البقرة (2) : آية 185]

[سورة البقرة (2) : آية 185] شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) الإعراب: (شهر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره تلك الأيام «1» ، (رمضان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة وزيادة الألف والنون (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لشهر، أو لرمضان فيكون في محلّ جرّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (القرآن) نائب فاعل مرفوع (هدى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى (بيّنات) معطوفة على هدى بالواو منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (من الهدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبيّنات وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفرقان) معطوف على الهدى بالواو مجرور مثله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شهد) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. والفاعل هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير شهد (الشهر) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي دخول

_ (1) يجوز ان يكون مبتدأ خبره (الذي أنزل فيه القرآن) ، وأجاز العكبريّ أن يكون الخبر قوله (فمن شهد منكم ... ) على زيادة الفاء في الخبر لأن المبتدأ وصف بما يحمل معنى الشرط وهو (الذي) . [.....]

الشهر، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر الجازمة (يصم) مضارع مجزوم و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول فيه «1» ، لأنه ضمير الظرف أي ليصم أيّامه. (الواو) عاطفة (من كان مريضا ... أخر) مرّ إعرابها «2» (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكم) مثل منكم متعلّق ب (يريد) ، (اليسر) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يريد بكم العسر) مثل المتقدّمة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تكملوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (العدّة) مفعول به منصوب به (الواو) عاطفة (لتكبّروا) مثل لتكملوا ومعطوف عليه (الله) لفظ الجلالة مفعول به.... والمصدر المؤوّل (أن تكملوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على قوله يريد بكم اليسر ... أي ويعينكم لإكمال العدّة. (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «3» ، (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (تكبّروا) بتضمينه معنى تحمدوه على هدايته لكم.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به (انظر الحاشية 1 الآية 184) . (2) الآية (184) مفردات وجملا. (3) يجوز أن تكون موصولة في محلّ جرّ متعلّق ب (تكبّروا) ، والعائد محذوف أي: هداكموه.

الصرف:

(الواو) عاطفة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ، (تشكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «شهر رمضان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل فيه القرآن» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «من شهد ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة. وجملة: «شهد منكم الشهر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يصمه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يريد الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يريد بكم العسر» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «تكملوا العدّة» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تكبّروا الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة ومعطوفة بالتعليل على المصادر المؤوّلة. وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (رمضان) ، علم جنس مشتقّ من الرمض وهو الاحتراق، وزنه فعلان بفتح الفاء والعين. (القرآن) ، في الأصل مصدر قرأ بمعنى جمع أو من القراءة، ثمّ أصبح علما للكتاب المنزل، وزنه فعلان بضمّ فسكون.

البلاغة

(الفرقان) ، هنا مصدر فرق يفرق باب نصر وباب ضرب، وقد يطلق صفة على القرآن فيصبح صفة لعلم. وزنه فعلان بضمّ الفاء (انظر الآية 53 من هذه السورة) . (الشهر) ، اسم للمدّة الزمنية بين هلالين أو اسم للهلال نفسه، وزنه فعل بفتح فسكون. (يصمه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يصومه بتسكين الواو والميم، فلمّا التقى ساكنان حذف حرف العلّة وزنه يفله. (اليسر) ، مصدر سماعيّ لفعل يسر ييسر باب كرم، وزنه فعل بضمّ الفاء. (العسر) مصدر سماعيّ لفعل عسر يعسر باب فرح وباب كرم وزنه فعل بضمّ الفاء. (هداكم) ، فيه إعلال بالقلب، أصله هدي بتحريك الياء، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (انظر الآية 2 من هذه السورة) . البلاغة اللف والنشر: في قوله «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ» إلخ. فقوله «لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» علة للأمر بمراعاة العدة، وقوله «وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ» علة للأمر بالقضاء، وقوله: «وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» للترخيص والتيسير. [سورة البقرة (2) : آية 186] وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان

متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو القول المقدّر أي: فقل لهم.. (سأل) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به (عباد) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه، (عن) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سأل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير اسم إنّ (قريب) خبر إنّ مرفوع (أجيب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (دعوة) مفعول به منصوب (الداع) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إذا) مثل الأول متعلّق بمضمون الجواب المحذوف (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (يستجيبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا) ، (الواو) عاطفة (ليؤمنوا) مثل ليستجيبوا، (بي) مثل لي متعلّق ب (يؤمنوا) ، (لعلّهم يرشدون) مثل (لعلّكم تشكرون) «1» . جملة: سألك عبادي في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: إنّي قريب في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، وجملة القول المحذوفة لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أجيب» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . وجملة: «دعان» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الجواب محذوفة

_ (1) في الآية السابقة (185) .

الصرف:

دلّ عليها ما قبل أي: إذا دعاني الداعي أجيب دعوته. وجملة: «يستجيبوا» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كنت كذلك فليستجيبوا. وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيبوا. وجملة: «لعلّهم يرشدون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يرشدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (قريب) ، صفة مشبّهة من قرب يقرب باب كرم وزنه فعيل. (دعوة) ، مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو باب نصر وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة بفتح الفاء. (الداعي) ، اسم فاعل من دعا على وزن فاعل، وقد حذفت الياء من رسم المصحف لأنها تسقط وصلا في بعض القراءات فحذفت رسما للتخفيف، وكذلك الياء في (دعاني) ، والإعلال في الآية بقلب الواو ياء أصله الداعو، جاءت متطرفة بعد كسر. (يرشدون) ، من باب نصر بفتح الياء وضمّ الشين، وقرئ يرشدون بضمّ الياء في البناء للمجهول وقرئ بضمّ الياء وكسر الشين من أرشد الرباعيّ، ومفعوله محذوف أي: يرشدون غيرهم.. وقد يأتي هذا الفعل من باب فرح ومصدره رشد بفتح الراء والشين.

[سورة البقرة (2) : آية 187]

[سورة البقرة (2) : آية 187] أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) الإعراب: (أحلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) (ليلة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحلّ) «1» ، (الصيام) مضاف إليه مجرور (الرفث) نائب فاعل مرفوع (إلى نساء) جارّ ومجرور متعلّق بالرفث لأنه مصدر وهو متضمّن معنى الإفضاء، إذ الرفث يتعلّق به حرف الباء و (كم) ضمير مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لباس) خبر مرفوع (لكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت للباس (الواو) عاطفة (أنتم لباس لهنّ) مثل هنّ لباس لكم. جملة: «أحلّ ... الرفث» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هنّ لباس لكم» لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ. وجملة: «أنتم لباس لهنّ» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف تقديره (أن ترفثوا ليلة الصيام إلى نسائكم) . ولا يصحّ عند بعضهم تعليقه بالرفث المذكور لأنّ معمول المصدر لا يتقدّم عليه.

(علم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (التاء) ضمير اسم كان والميم حرف لجمع الذكور، (تختانون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض ... والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل تاب (الواو) عاطفة (عفا عنكم) مثل تاب عليكم. والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبر سدّ مسدّ مفعولي علم. (الفاء) استئنافيّة (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (باشروا) «1» وهو فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير لجمع الإناث في محلّ نصب مفعول به، (الواو) عاطفة (ابتغوا) مثل باشروا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (كتب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل الأول متعلق ب (كتب) بتضمينه معنى يسّر (الواو) عاطفة (كلوا) مثل باشروا، ومثله (اشربوا) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتبيّن) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (لكم) مثل الأول متعلّق ب (يتبيّن) ، (الخيط) فاعل مرفوع (الأبيض) نعت للخيط مرفوع (من الخيط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبين) ، (الأسود) نعت للخيط مجرور مثله (من الفجر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبين) ... «من الأولى لابتداء الغاية، ومن الثانية بيانية، لذا

_ (1) نزّل المستقبل القريب في الأمر منزلة الحاضر فتعلّق الظرف بالأمر، ويجوز أن يحمل الكلام على معناه، أي فالآن قد أبحنا لكم مباشرتهنّ، فالتعليق بفعل محذوف وهو (أبحنا) .

يحمل الجارّ معنى الحال- وهي عند الزمخشري تبعيضيّة، أي حال كون الخيط الأبيض بعضا من الفجر» . والمصدر المؤوّل (أن يتبيّن ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (كلوا واشربوا) . (ثمّ) حرف عطف (أتمّوا) مثل باشروا (الصيام) مفعول به منصوب (إلى الليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّوا) «1» . وجملة: «علم الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم تختانون» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «تختانون» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «تاب عليكم» لا محلّ لها معطوفة على محذوف أي فتبتم فتاب عليكم. وجملة: «عفا عنكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب عليكم. وجملة: «باشروهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ابتغوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة باشروهنّ. وجملة: «كتب الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كلوا» لا محل لها معطوفة على جملة باشروهنّ. وجملة: «اشربوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «يتبيّن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أتمّوا الصيام» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.

_ (1) أو بمحذوف حال من الصيام.

(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تباشروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل مفعول به (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (عاكفون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (في المساجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عاكفون) ، (تي) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حدود) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تقربوها) مثل تباشروهنّ. وجملة: «لا تباشروهنّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية. وجملة: «أنتم عاكفون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تلك حدود..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: لا تقربوها لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا شئتم الطاعة فلا تقربوها. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق تقديره بيانا (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن) ، (لعلّهم يتّقون) مثل لعلّكم تشكرون «2»

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف تقديره بيانا مثل هذا البيان. (2) في الآية (185) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: يبيّن الله لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: لعلّهم يتّقون لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: يتّقون في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الرفث) مصدر سماعيّ لفعل رفث يرفث باب نصر وزنه فعل بفتحتين أو هو من باب ضرب. (لباس) ، اسم جامد لما يلبس من فعل لبس يلبس باب فرح، وزنه فعال بكسر الفاء جمعه لبس بضمّ فسكون وألبسة بفتح الهمزة وكسر الباء. (تختانون) ، في الكلمة إعلال بالقلب وأصله تختونون بكسر الواو الأولى، مجرّده خان يخون، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، في الماضي والمضارع ... (تاب) ، فيه إعلال بالقلب فالألف منقلبة عن واو مضارعه يتوب مصدره توبا وتوبة. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، فوزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 37 من هذه السورة) . (عفا) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تاب. (ابتغوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله ابتغيوا بضمّ الياء لام الفعل جاءت خامسة، ثم سكّنت إذ نقلت حركتها إلى ما قبلها، ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة. (الخيط) ، الأصل فيه هو أنه مصدر فعل خاط خيط باب ضرب، ثمّ استعمل اسما جامدا للسلك من كتان أو حرير أو قنّب أو غيره.. وفي

البلاغة

الآية الكريمة جاء بمعنى بياض الصبح أو سواد الليل وزنه فعل بفتح فسكون. (الأبيض) ، صفة مشبّهة من الثلاثي بيض يبيض باب فرح، وزنه أفعل. (الأسود) ، صفة مشبّهة من الثلاثي سود يسود باب فرح، وزنه أفعل. (الفجر) ، مصدر في الأصل من فجر يفجر باب نصر، ثمّ أصبح يطلق على ضوء الصباح وزنه فعل بفتح فسكون. (عاكفون) ، جمع عاكف، اسم فاعل من عكف الثلاثيّ وزنه فاعل. (حدود) ، جمع حدّ مصدر سماعيّ لفعل حدّ يحدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد، ووزن حدود فعول بضمّ الفاء. البلاغة 1- «هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ» . أي هن سكن لكم وأنتم سكن لهن، ولما كان الرجل والمرأة يتعانقان ويشتمل كل منهما على صاحبه شبه كل واحد بالنظر إلى صاحبه باللباس أو لأن كل واحد منهما يستر صاحبه ويمنعه عن الفجور وهذا على سبيل الكناية. 2- وقوله «مِنَ الْفَجْرِ» بيان للخيط الأبيض، واكتفى به عن بيان الخيط الأسود. لأن بيان أحدهما بيان للثاني. فإن قلت أهذا من باب الاستعارة أم من باب التشبيه؟ قلت: قوله «مِنَ الْفَجْرِ» أخرجه من باب الاستعارة، كما أن قولك: رأيت أسدا مجاز. فإذا زدت «من فلان» رجع تشبيها. فإن قلت فلم زيد «مِنَ الْفَجْرِ» حتى كان تشبيها؟ وهلا اقتصر به على الاستعارة التي هي أبلغ من التشبيه وأدخل في الفصاحة؟

[سورة البقرة (2) : آية 188]

قلت: لأن من شرط المستعار أن يدل عليه الحال أو الكلام، ولو لم يذكر «مِنَ الْفَجْرِ» لم يعلم أن الخيطين مستعاران، فزيد «مِنَ الْفَجْرِ» فكان تشبيها بليغا وخرج من أن يكون استعارة. 3- الطباق: لأنه طابق بين الأسود والأبيض، أما ذكر بقية الألوان فيسمى تدبيجا. 4- و «الرفث» في الآية كناية عن الجماع. [سورة البقرة (2) : آية 188] وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تأكلوا) «1» ، (بالباطل) جار ومجرور متعلّق ب (تأكلوا) «2» ، (الواو) واو المعيّة (تدلوا) مضارع منصوب «3» ب (أن) مضمرة وجوبا بعد واو المعيّة وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تدلوا) ، (إلى الحكّام) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدلوا) .

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (أموالكم) ، أي موجودة بينكم. (2) أي لا تأخذوها بالسبب الباطل، ويجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف حال من (أموالكم) أي مستخلصة بالباطل، أو بمحذوف حال من فاعل تأكلوا أي مستعينين بالباطل. (3) يجوز أن يكون مجزوما بالعطف على (تأكلوا) بتقدير (لا) ناهية محذوفة أي ولا تدلوا ...

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تدلوا ... ) معطوف على مصدر مسبوك من مضمون الكلام السابق أي: لا يكن أكل للأموال وإدلاء بها إلى الحكّام. (اللام) للتعليل (تأكلوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام ... الواو فاعل (فريقا) مفعول به منصوب (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (الناس) مضاف إليه مجرور، (بالإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (تأكلوا) أي متلبسين بالإثم «1» . والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تدلوا) ، أو بفعل الطلب: لا تأكلوا ... (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «لا تأكلوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: «تأكلوا فريقا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (الباطل) ، اسم فاعل من بطل يبطل على وزن فاعل، ثمّ استعمل اسما بمعنى ضدّ الحقّ. (تدلوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله تدليوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (أموال الناس) ، أو متعلّق ب (تأكلوا) .

الفوائد

على الياء فنقلت إلى الحرف الذي قبلها، التقى ساكنان فحذفت الياء وأصبح الفعل تدلوا وزنه تفعوا. (الحكّام) ، جمع الحاكم، أصله اسم فاعل من حكم يحكم باب نصر ثمّ أصبح اسما يطلق على من يحكم بين الناس، وزنه فاعل. الفوائد 1- تتقدم لام التعليل على الفعل المضارع فينصب وقد اختلف النحاة بأسباب النصب ولهم في ذلك رأيان: أحدهما انه منصوب بأن مضمرة جوازا بعد اللام وهو الرأي المعمول به اليوم وهو رأي البصريين وثانيهما وهو رأي الكوفيين وهو أن الفعل منصوب ب «كي» مضمرة جوازا بعد اللام، ويبدو أن الرأي الأول هو الراجح «لأنه من الشائع عمل «أن» ظاهرة ومضمرة وجوازا أو وجوبا» «1» . 2- من عجائب فقه اللغة دلالة الحروف منفصلة على معان خاصة بها من ذلك أن كل فعل فاؤه دال وعينه لام يدل على الحركة مقرونة بالتدلّي أو الانملاس ومن أحب الاستزادة من خصائص الحروف فعليه بالرجوع الى كتب فقه اللغة ... [سورة البقرة (2) : آية 189] يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) الإعراب: (يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن الأهلّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألون) ، (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع

_ (1) النحو الوافي ج 4 ص 288.. [.....]

مبتدأ (مواقيت) خبر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمواقيت (الحج) معطوف على الناس بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) اسم ليس مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأتوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (البيوت) مفعول به منصوب (من ظهور) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأتوا) بتضمينه معنى تدخلوا و (ها) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تأتوا) في محلّ جرّ بالحرف الزائد- وهو المحلّ القريب- وفي محلّ نصب خبر ليس- وهو المحلّ البعيد. (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (البرّ) اسم لكنّ منصوب وهو على حذف مضاف أي ذا البرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (اتّقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الواو) استئنافيّة (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (البيوت) مفعول به منصوب (من أبواب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل ائتوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لعلكم تفلحون) تقدّم إعراب نظيرها «1» . جملة: «يسألونك..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هي مواقيت» في محل نصب مقول القول. وجملة: «ليس البرّ بأن تأتوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة هي مواقيت «2» .

_ (1) في الآية (185) من هذه السورة. (2) أو معطوفة على جملة الاستئناف فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «لكنّ البرّ من ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ليس البرّ. وجملة: «اتّقى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ائتوا البيوت» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّقوا الله لا محلّ لها معطوفة على جملة ائتوا البيوت. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الأهلّة) ، جمع هلال، اسم جامد وأصله أهللة- بسكون الهاء وكسر اللام الأولى وفتح الثانية- ثمّ سكّنت اللام الأولى ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وأدغمت مع اللام الثانية، وزنه أفعلة. (مواقيت) ، جمع ميقات، وفي الكلمة إعلال بالقلب أصله موقات بكسر الميم وسكون الواو لأنه من الوقت. جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، وفي الجمع عادت الواو إلى أصلها، وزن مواقيت مفاعيل. (الحجّ) ، مصدر سماعيّ لفعل حجّ يحجّ باب ضرب وزنه فعل بفتح الفاء وسكون العين، وقد يرد بكسر الفاء- كما سيأتي في الآية (97) من سورة آل عمران. (تأتوا) ، فيه إعلال بالحذف بعد إعلال التسكين، وأصله تأتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى التاء وسكنّت، التقى ساكنان فحذفت الياء وأصبح تأتوا، وزنه تفعوا. (البيوت) ، جمع البيت، اسم جامد للمسكن من شعر أو حجر أو مدر أو غيره، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة جمع آخر هو أبيات ووزن بيوت فعول بضمّ الفاء..

البلاغة

(ظهور) ، جمع ظهر اسم جامد للعضو المعروف، وهو بلفظ المصدر وزنه فعل بفتح فسكون.. ووزن ظهور فعول بضمّ الفاء، وثمّة جمعان آخران هما أظهر بضمّ الهاء، وظهران بضمّ الظاء (الآية 101) . (اتّقى) ، فيه إبدال وإعلال، أمّا الإبدال فهو في قلب فاء الكلمة- وهي الواو- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وأصله اوتقى. أمّا الإعلال فهو قلب لام الكلمة- وهي الياء- ألفا، أصله اتّقي بفتح الياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح اتّقى، وزنه افتعل. (وأتوا) ، في الكلمة حذف همزة الوصل في أوّلها لتقدّم الواو عليها، أصله ائتوا، فلمّا جاءت الواو حذفت همزة الوصل ورسمت الهمزة بعد ذلك على ألف ... وفي الكلمة إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تأتوا. البلاغة 1- «وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى» . فإن قلت: ما وجه اتصال هذا الكلام بما قبله. قلت: هذا من الاستطراد في كتاب الله تعالى ومثله قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا..» إلى آخر الآية. فإنه تعالى بين عدم الاستواء بينهما إلى قوله «أجاج» وبذلك تم القصد في تمثيل عدم استواء الكافر والمسلم. ثم قوله «وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ» لا يتقرر به عدم الاستواء، بل المفاد به استواؤهما فيما ذكر، فهو من اجراء الله الكلام بطريق الاستطراد المذكور. الفوائد 1- في هذه الآية وما تبعها من آيات يكثر تساؤل المسلمين عن أمور لها مساس في دينهم وهي من جوهر حياتهم الجديدة، يسألون رسولهم عن الأهلة ما شأنها؟ ما بال القمر يبدو هلالا، ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في

[سورة البقرة (2) : آية 190]

التناقص حتى يختفي، ثم يسألونه ماذا ينفقون، وعن مقدار ما ينفقون ويسألونه عن القتال في الشهر الحرام وعند المسجد الحرام. ويسألونه عن الخمر والميسر وحكمهما ويسألونه عن المحيض وعن علاقة الرجال بالنساء في تلك الفترة. ولهذه الأسئلة دلالة على تفتح الفكر ويقظة الحس الديني كما لها دلالة تاريخية على تطور الدعوة وما يواجهها من عقبات. 2- في هذه الآية وما يليها من آيات. تلاحظ تلك التعقيبات الهادفة والتي لها علاقة ماسة بموضوع الآية، وتذكر بتقوى الله. «وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ» «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى» «وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ» فهذه التعقيبات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالشعائر التعبدية، والمشاعر القلبية والتشريعات التنظيمية وهي خاصة مطردة من خصائص القرآن الكريم. [سورة البقرة (2) : آية 190] وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل قاتلوا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يقاتلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعتدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المعتدين) مفعول به

الصرف:

منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قاتلوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقاتلونكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تعتدوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّ الله..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يحبّ المعتدين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (تعتدوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تهتدوا.. انظر الآية (137) من هذه السورة. (المعتدين) ، جمع المعتدي، اسم فاعل من اعتدى الخماسيّ وزنه مفتعل.. وفيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى المتّقين- انظر الآية (2) من هذه السورة، الجزء الأول. الفوائد 1- الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ، مثل من الأمثال القرآنية العديدة، وكثير من كلمات القرآن البليغة قد ذهبت مذهب الأمثال كقوله تعالى، وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ، وقوله: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» وقوله: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» . وهذه ثمرة من ثمرات البلاغة القرآنية، وما أكثر وجوه البلاغة في القرآن. 2- (حيث) من الظروف المكانية الملازمة للبناء برغم أنها مضافة، والأكثر أن تبنى على الضم، وتضاف للجمل الاسمية والفعلية نحو «قعدت حيث الجو معتدل، وبقيت حيث طاب المقام وقليلا ما تضاف الى المفرد ومع قلته جائز ومثله دلالتها على الزمان قالوا إن الأصل فيها للمكان وقد تكون للزمان، كقول الشاعر: للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه «أي حين تهدي» .

[سورة البقرة (2) : آية 191]

وقد ندر جرها بالباء نحو «تلاقينا بحيث صافح أحدنا الآخر» وكذلك جرها بالحرف «الى» كقول الشاعر: «الى حيث ألقت رحلها أم قشعم» وقال ابن هشام في المغني: الغالب كونها في محل نصب على الظرفية، أو خفض ب من وقد تخفض بغيرها، والأحسن الأخذ برأي ابن هشام لما فيه من تيسير.. [سورة البقرة (2) : آية 191] وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191) الإعراب: (الواو) عاطفة (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (اقتلوهم) ، (ثقفتم) فعل ماض وفاعله، و (الواو) حرف إشباع الضمّة في الميم و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الواو) عاطفة (أخرجوهم) مثل اقتلوهم (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرجوهم) ، (أخرجوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) اعتراضيّة (الفتنة) مبتدأ مرفوع (أشدّ) خبر مرفوع (من القتل) جارّ ومجرور متعلّق بأشدّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تقاتلوهم) ، (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقاتلوا) مضارع منصوب- (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء)

ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقاتلوا) . والمصدر المؤوّل (أن يقاتلوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تقاتلوهم) . (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (قاتلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (كم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اقتلوهم) مثل الأول. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (اللام) للبعد و (الكاف) خطاب (جزاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «اقتلوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل الله «2» . وجملة: «ثقفتموهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أخرجوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم. وجملة: «أخرجوكم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «الفتنة أشدّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لا تقاتلوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم حيث ... وجملة: «يقاتلوكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إن قاتلوكم» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ رفع خبر مقدّم، أو مبتدأ خبره جزاء الكافرين. (2) في الآية (190) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «اقتلوهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كذلك جزاء الكافرين» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (الفتنة) ، مصدر سماعيّ لفعل فتن يفتن باب ضرب، وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة. (القتل) ، مصدر سماعيّ لفعل قتل يقتل باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ» أي شركهم في الحرم أشد قبحا، أو المحنة التي يفتتن بها الإنسان كالاخراج من الوطن المحبب للطباع السليمة أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها والجملة على الأول من باب التكميل والاحتراس لقوله تعالى: «وَاقْتُلُوهُمْ» إلخ عن توهم أن القتال في الحرم قبيح فكيف يؤمر به، وعلى الثاني تزييل لقوله سبحانه: «وَأَخْرِجُوهُمْ» إلخ لبيان حال الإخراج والترغيب فيه. [سورة البقرة (2) : آية 192] فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (انتهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إن انتهوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوكم في الآية السابقة.

الصرف:

وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف. أي: إن انتهوا فالله يغفر لهم لأنّ الله غفور رحيم. الصرف: (انتهوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله انتهاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه افتعوا. [سورة البقرة (2) : آية 193] وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الإعراب: (الواو) عاطفة (قاتلوا) سبق إعرابه «1» ، و (هم) ضمير متصل مفعول به (حتى) حرف غاية وجر (لا) نافية (تكون) مضارع تامّ منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (فتنة) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ألّا تكون فتنة) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوهم) . (الواو) عاطفة (يكون) مضارع تامّ أو ناقص منصوب معطوف على تكون الأول (الدين) فاعل أو اسم يكون مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الدين أو بمحذوف خبر يكون (الفاء) استئنافية (إن انتهوا) سبق إعرابها في الآية السابقة (الفاء) رابطة للجواب (لا) نافية للجنس (عدوان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة حصر (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا وعلامة الجرّ الياء «2» .

_ (1) في الآية (190) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون الخبر محذوفا أي لا عدوان على أحد.. وحينئذ (إلا) أداة استثناء و (على الظالمين) بدل من الخبر بإعادة الجارّ.

الصرف:

جملة: «قاتلوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل الله أو جملة اقتلوهم حيث ثقفتموهم «1» . وجملة: «لا تكون فتنة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «يكون الدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «إن انتهوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا عدوان إلا..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.. الصرف: (عدوان) مصدر عدا يعدو بمعنى اعتدى باب نصر وزنه فعلان بضمّ الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 194] الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) الإعراب: (الشهر) مبتدأ مرفوع (الحرام) نعت للشهر مرفوع مثله (بالشهر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تقديره مقابل (الحرام) نعت للشهر مجرور مثله (الواو) عاطفة (الحرمات) مبتدأ مرفوع (قصاص) خبر مرفوع (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اعتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق

_ (1) في الآية (190، 191) من هذه السورة.

ب (اعتدى) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعتدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عليه) مثل عليكم متعلّق ب (اعتدوا) ، (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتدوا) ، (ما) حرف مصدريّ «1» ، (اعتدى) مثل الأول (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (اعتدى) . والمصدر المؤوّل من ما والفعل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (اتّقوا) مثل اعتدوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اعتدوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم أنّ منصوب (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. جملة: «الشهر الحرام بالشهر..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الحرمات قصاص» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «من اعتدى..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «اعتدى عليكم» في محلّ رفع خبر (من) «2» . وجملة: «اعتدوا عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «اعتدى عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «اعلموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله.

_ (1) أو اسم موصول والعائد محذوف تقديره اعتدى عليكم به، والجملة صلة الموصول. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (الحرمات) ، جمع حرمة، اسم لما يجب احترامه. وقد يكون مصدرا بمعنى المهابة والقداسة، وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين أو بضمّ وفتح. (القصاص) ، انظر الآية (178) من هذه السورة. (اعتدى) ، انظر الآية (178) من هذه السورة. (اعتدوا) ، انظر الآية (192) من هذه السورة. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ» . عبّر بقوله فاعتدوا عليه، وهو ليس اعتداء في الحقيقة وإنما هو عقوبة بلفظ الاعتداء لأنه سبب في العقوبة. فعلاقة هذا المجاز السببية. الفوائد 1- فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ.. أ- في هذه الآية ورد فعل الشرط وجوابه «فعلين ماضيين» والحق أن فعل الشرط وجوابه إما أن يكونا فعلين مضارعين أو فعلين ماضيين أو فعلين مختلفين أحدهما مضارعا والثاني ماضيا. وقد وردا في هذه الآية ماضيين كل منهما في محل جزم. ب- للنحاة رأي دونوه في باب الموصول مفاده أن «من للعاقل» وقد ترد لغيره مجازا فإن كان المجاز علاقته التشبيه كان استعاره وإن كانت علاقته غير التشبيه كان مجازا مرسلا. كقول الشاعر: أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعليّ الى من قد هويت أطير وقد ارتضى بعض النحاة أن يقال «من» للعالم بدلا من العاقل. وإذا لم تتضمن «من وما» معنى الشرط فليستا بشرطيتين وإنما هما

[سورة البقرة (2) : آية 195]

موصوليتان أو استفهاميتان. ج- لقد دأب علماء الفقه والاجتهاد على شرح وبيان آيات الجهاد والهدف الذي يرمي اليه هذا الحكم من أحكام الإسلام. فقالوا: الجهاد في سبيل العقيدة لحمايتها من الحصار وحمايتها من الفتنة، وحماية منهجها وشريعتها في الحياة. وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء عليها، وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة ولا تمنعه فتنة. هذا هو الجهاد الذي يأمر به الإسلام ويثيب عليه ويعتبر من يقتل في سبيله شهيدا ... ويحدده قوله تعالى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ... وإليكم بعض ما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بتحديد آداب الجهاد في سبيل الله. أورد الشيخان أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) نهى عن قتل النساء والصبيان. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أعفّ الناس قتلة أهل الإيمان أي المحاربون المؤمنون، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوصي الغزاة بقوله «اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ... ! [سورة البقرة (2) : آية 195] وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) الإعراب: (الواو) عاطفة (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تلقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بأيدي) جارّ

الصرف:

ومجرور متعلّق ب (تلقوا) بتضمينه معنى ترموا بأيديكم «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (كم) ضمير مضاف إليه (إلى التهلكة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تلقوا (الواو) عاطفة (أحسنوا) مثل أنفقوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله في الآية السابقة. وجملة: «لا تلقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا. وجملة: «أحسنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا أو استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحبّ المحسنين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (تلقوا) فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تدلوا في الآية (188) من هذه السورة. (أيدي) ، جمع يد، اسم جامد.. وفيه حذف لام الكلمة وأصله يدو أو يدي.. فإن كان يدو فجمعه أيدو وبكسر الدال ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فقيل أيدي (انظر الآية 79 من هذه السورة) . (التهلكة) ، مصدر سماعيّ لفعل هلك يهلك باب ضرب. والتهلكة من نوادر المصادر وليس مما يجري على القياس. (المحسنين) ، جمع المحسن، اسم فاعل من أحسن الرباعيّ على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره (انظر الآية 112 من هذه السورة) .

_ (1) الباء عند ابن هشام زائدة، وأيدي مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لفعل تلقوا.

البلاغة

البلاغة «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ» أي ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم، وقيل: «بأيديكم» أي بأنفسكم على سبيل المجاز المرسل فعبّر بالأيدي وهي الجزء وأراد الأنفس وهي الكل. فالعلاقة جزئية. الفوائد 1- للمفسرين أقوال كثيرة في معنى قوله تعالى: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» . يطيب لي أن أقدم للقراء واحدا منها: قال أبو أيوب الأنصاري: نحن أعلم بهذه الآية، إنما أنزلت فينا: صحبنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنصرناه، وشهدنا معه المشاهد، وآثرناه على أهلينا وأموالنا وأولادنا، فلما وضعت الحرب أوزارها رجعنا إلى أهلينا وأولادنا وأموالنا نصلحها ونقيم فيها، فكانت التهلكة، الاقامة في الأهل والمال وترك الجهاد. «هكذا ورد النص» . لقد أوردت هذا الرأي وهذا الحديث لما قد أمعنّا فيه وأوغلنا من الانهماك في سبيل المادة لا نتحرّى موردها، ولا مآلها، ولا مصدرها، ولا مصرفها الأمر الذي صرفنا عن أسباب المجد وطلب المعالي وأطمع فينا كل طامع ونتيجة ذلك فقد القينا بأيدينا الى التهلكة. [سورة البقرة (2) : آية 196] وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (196)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أتموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الحجّ) مفعول به منصوب (العمرة) معطوف على الحج بالواو منصوب مثله (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّوا) (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أحصرتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره واجب عليكم «1» ، (استيسر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من الهدي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل استيسر (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تحلقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (رؤوس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (الهدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة الظاهرة (محلّ) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه.

_ (1) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الواجب ما استيسر.. ويجوز أن يكون ما في موضع نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اهدوا أو أدّوا.

والمصدر المؤوّل (أن يبلغ ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلقوا) . جملة: «أتمّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحصرتم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أتمّوا ... وجملة: « (واجب عليكم) ما استيسر في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «استيسر.» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا تحلقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة. وجملة: «يبلغ الهدى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر. (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان (مريضا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أذى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف من (رأس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأذى، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فدية) مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف تقديره عليه فدية (من صيام) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفدية (أو) حرف عطف (صدقة) معطوف على صيام مجرور مثله، وكذلك (نسك) . وجملة: «من كان منكم مريضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحلقوا..

وجملة: «كان منكم مريضا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «به أذى» في محلّ نصب معطوفة على خبر كان. وجملة: « (عليه) فدية» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو معنى الاستقرار أي فعليه ما استيسر أي يستقرّ عليه الهدي (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط إذا (من) اسم شرط جازم «2» في محلّ رفع مبتدأ (تمتّع) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالعمرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّع) ، (إلى الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تمتّع أي تمتّع مستمرّا بالتمتّع إلى الحج (الفاء) رابطة لجواب الشرط من (ما استيسر من الهدي) مثل الأولى في الآية ذاتها (الفاء) عاطفة (من) مثل الأول (لم) حرف نفي «3» ، (يجد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط من (صيام) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره عليه صيام (ثلاثة) مضاف إليه مجرور (أيّام) مضاف إليه مجرور (في الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بصيام (الواو) عاطفة (سبعة) معطوف على ثلاثة مجرور مثله (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بصيام (رجعتم) فعل ماض وفاعله.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجيز أبو البقاء العكبري جعلها اسم موصول، والخبر جملة ما استيسر من الهدي على زيادة الفاء. (3) الأولى أن يكون (لم) للنفي فقط ليبقى الاستقبال شاملا الشرط، ويكون الجزم من عمل اسم الشرط. [.....]

جملة: «إذا أمنتم ... » من الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم مريضا.. وجملة: «أمنتم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «من تمتّع..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وهو إذا. وجملة: «تمتّع بالعمرة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: « (عليه) ما استيسر..» في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء. وجملة: «من لم يجد» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط فمن تمتّع وجملة: «لم يجد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: « (عليه) صيام..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «رجعتم» في محلّ جرّ مضاف إليه. (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (عشرة) خبر مرفوع (كاملة) نعت لعشرة مرفوع مثله (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى الحكم المذكور و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذا (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يكن) مضارع ناقص مجزوم (أهل) اسم يكن مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (حاضري) خبر يكن منصوب وعلامة النصب الياء وحذفت النون للإضافة (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله. وجملة: «تلك عشرة كاملة» لا محلّ لها اعتراضية.

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «ذلك لمن لم يكن..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم يكن أهله..» لا محلّ لها صلة الموصول «1» . (الواو) استئنافيّة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا. وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله. الصرف: (العمرة) ، مصدر أو اسم لأفعال الحجّ الأصغر، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين. (الهدي) ، جمع هدية زنة تمرة، اسم للحيوان الذي يسوقه الحاجّ أو المعتمر هديّة لأهل الحرم، وزنه فعل بفتح فسكون. (رؤوس) ، جمع رأس، اسم جامد لما يلي الرقبة من أعلاها أو مقدّمتها، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة جموع أخرى هي أرؤس وروس وآراس، ووزن رؤوس فعول بضمّ الفاء. (محلّه) ، اسم مكان- أو زمان- من حلّ يحلّ باب ضرب أي تحلّل من الإحرام. (أذى) ، مصدر سماعيّ لفعل أذي يأذى باب فرح، وفيه إعلال

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت ل (من) على أنّه نكرة موصوفة. (2) يجوز عطفها على جملة أتموا الحجّ في مستهلّ الآية.

بالقلب، قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، أصله أذي بياء متحرّكة في آخره. وحذفت ألفه لفظا للتنوين لأنه اسم مقصور، وزنه فعل بفتحتين. (صدقة) ، اسم لما يعطى قصد المثوبة، وزنه فعلة بفتحتين. (نسك) ، مصدر سماعيّ لفعل نسك ينسك باب نصر، وزنه فعل بضمّتين، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي نسك بضمّ النون وفتحها وكسرها وسكون السين، ونسوك بضمّ النون، ونسكة بفتح فسكون، ومنسك زنة مفعل بفتح الميم والعين. (يجد) ، فيه إعلال بالحذف حذفت فاؤه فهو معتل مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعل بكسر العين. (ثلاثة) ، انظر الآية (7) من سورة الواقعة. (سبعة) ، انظر الآية (23) من سورة الكهف. (عشرة) ، اسم عددي وهو أوّل العقود، وفتحت فيه الشين لأن معدوده مذكّر وهو الأيام، جمعه عشرات. (كاملة) ، مؤنّث كامل، اسم فاعل من كمل يكمل باب نصر وباب كرم وباب فرح، وزنه فاعل. (أهل) ، اسم جمع لا مفرد له من لفظه يجمع على أهلين ملحقا بجمع المذكّر السالم وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 105 من هذه السورة) . (حاضري) ، جمع حاضر، اسم فاعل من حضر يحضر باب نصر، وزنه فاعل. (العقاب) ، مصدر سماعيّ لفعل عاقب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء. أما مصدره القياسيّ فهو المعاقبة.

البلاغة

البلاغة 1- «تلك عشرة كاملة» الإشارة إلى الثلاثة والسبعة. لكي يعلم العدد جملة كما علم تفصيلا فيحاط به من وجهين فيتأكد العلم، ومن أمثالهم (علمان خير من علم) ولا سيما وأكثر العرب لا يحسن الحساب، فاللائق بالخطاب العاميّ الذي يفهم به الخاص والعام الذين هم من أهل الطبع، لا أهل الارتياض بالعلم، أن يكون بتكرار الكلام وزيادة الإفهام والإيذان بأن المراد- بالسبعة- العدد دون الكثرة فإنها تستعمل بهذين المعنيين. الفوائد للفقهاء كلام كثير حول قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ. أحببنا أن نورده مختصرا لعل فيه فيه فائدة لمستفيد. يقول الزمخشري: أي ائتوا بهما تامين كاملين بمناسكهما وشرائطهما لوجه الله من غير توان ولا نقصان يقع منكم فيهما. أ- قيل إتمامهما أن تحرم بهما من دويرة أهلك. ب- وقيل أن تفرد لكل واحد منهما سفرا. ج- وقيل أن تخلصوهما للعبادة ولا تشوبوهما بشيء من التجارة والأغراض الدنيوية. د- وقد دلّ الدليل على عدم وجوب العمرة ان رسول الله سئل: هل العمرة واجبة مثل الحج قال: لا ولكن أن تعتمر خير لك. [سورة البقرة (2) : آية 197] الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (197)

الإعراب:

الإعراب: (الحجّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (أشهر) خبر مرفوع «2» ، (معلومات) نعت لأشهر مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (فرض) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي فرض على نفسه (في) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فرض) ، (الحجّ) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (رفث) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (الواو) عاطفة (لا فسوق) مثل لا رفث، وكذلك (لا جدال) ، (في الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا جدال «3» ، (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله (تفعلوا) وهو مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما و (من) هنا بيانيّة «4» ، (يعلم) مضارع مجزوم جواب الشرط و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (الواو) استئنافيّة (تزوّدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، والمفعول به محذوف تقديره: ما يبلّغكم لسفركم (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (خير) اسم إنّ منصوب (الزاد) مضاف إليه مجرور (التقوى) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل تزوّدوا و (النون) للوقاية و (الياء)

_ (1) وذلك على حذف مضاف أي أشهر الحجّ أشهر معلومات. (2) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره وقته أشهر، والجملة خبر الحجّ من غير تأويل حذف مضاف. (3) وخبر (لا) الأولى والثانية محذوف أي فلا رفث في الحج ولا فسوق في الحجّ، واستغني عن ذلك بخبر الأخيرة. (4) ثمّة أوجه أخرى للتعليق ذكرت بالتفصيل في إعراب الآية (106) من هذه السورة.

الصرف:

المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به، أصله اتّقوني (يا) أداة نداء (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور. جملة: «الحجّ أشهر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من فرض فيهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «فرض فيهنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «لا رفث.» هي الحجّ في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» . وجملة: «تفعلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة من فرض فيهنّ. وجملة: «يعلمه الله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تزوّدوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ خير الزاد التقوى» محلّ لها تعليليّة. وجملة: اتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة تزوّدوا. وجملة النداء: «يا أولي الألباب» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (معلومات) ، جمع معلومة مؤنّث معلوم، اسم مفعول من علم يعلم باب فرح، وزنه مفعول. (فسوق) ، مصدر سماعيّ لفعل فسق يفسق باب نصر وباب ضرب وباب كرم، وزنه فعول بضمّ الفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) والجملتان: لا فسوق في الحجّ، ولا جدال في الحجّ معطوفتان على جملة الجواب.

البلاغة

(جدال) ، مصدر سماعي لفعل جادل الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا القياسيّ فهو المجادلة. (الزاد) ، مصدر بمعنى التزوّد، أو هو اسم مصدر لفعل تزوّد الخماسي، وزنه فعل بفتح فسكون وهو أيضا اسم لطعام السفر. (التقوى) ، هو اسم مصدر من فعل اتّقى، وفيه إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال في الفعل اتّقى، أصله أو تقى، وبقي القلب في التقوى وأصله الوقيا ثمّ قلبت الياء واوا في الاسم للفرق بينه وبين الصفة وهي التقيّ. (أولي) ، الواو زائدة تكتب ولا تلفظ، وهو ملحق بجمع المذكّر السالم. البلاغة 1- قوله «فِي الْحَجِّ» أي في أيامه والإظهار في مقام الإضمار لإظهار كمال الاعتناء بشأنه والإشعار بعلة الحكم فإن زيارة البيت العظيم والتقرب بها إلى الله عز وجل من موجبات ترك الأمور المذكورة، وإيثار النفي للمبالغة في النهي والدلالة على أن ذلك حقيق بأن لا يكون فإن ما كان منكرا مستقبحا في نفسه ففي تضاعيف الحج أقبح كلبس الحرير في الصلاة والتطريب بقراءة القرآن لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة. 2- «فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى» أي اتخذوا «التقوى» زادكم لمعادكم فإنها خير زاد، فقد أخرج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر للمبالغة. وهو تشبيه بليغ للتقوى. 3- «وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ» أمرهم بأن يتبرءوا من كل شيء سواه وهو مقتضى العقل المعرى عن شوائب الهوى فلذلك خص بهذا الخطاب أولو الألباب مع أن الأمر بالتقوى ليس خاصا بأولي الألباب وحدهم، لأن كل

الفوائد

إنسان مأمور بالتقوى وهذا ما يسمى الإطناب وهو ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص على العام. 4- لقد استعمل القرآن «الألباب» مجموعة، فلم يأت بها مفردة لأنها من الألفاظ التي يعذب جمعها. الفوائد 1- في هذه الآية يوجهنا تعالى الى التمسك بآداب الحج فينهانا عن التحدث بما يكون بين المرأة وزوجها ساعة الخلوة مما لا يليق ذكره أمام الناس كما ينهانا عن الفسوق وهو كل ما يخرج المرء من حظيرة الدين. ومن لطيف خصائص العربية أن الفاء والسين في أول الفعل كثيرا ما تشير الى النبوّ والاستكراه، والفسل هو الأمر المسترذل. يقول الفرزدق: فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى ... بوكس ولا سودا تصحّ فسولها 2- كثيرا ما يعقّب تعالى في ختام الآيات بالتنويه عن أصحاب العقول والحض على تحرير العقل واستعماله بعيدا عن الضلالات والخرافات وعما كان عليه أعراب الجاهلية من ذلك قوله تعالى: وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، لِأُولِي النُّهى، ومثله التنديد بمن لا يستعمل فكره وعقله: «وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ. ولعلّ في هذا الاتجاه حيوية الدين واستجابته لضرورات التطور لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

[سورة البقرة (2) : آية 198]

[سورة البقرة (2) : آية 198] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر ليس (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبتغوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا) «1» ، و (كم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أن تبتغوا.. والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف نعت لجناح. (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل تضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب اذكروا (أفضتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من عرفات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفضتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اذكروا) «2» ، (المشعر) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمشعر مجرور مثله (الواو) عاطفة

_ (1) أو بمحذوف نعت ل (فضلا) . (2) أو بمحذوف حال من فاعل اذكروا.

الصرف:

(اذكروا) مثل الأول و (الهاء) ضمير مفعول به (الكاف) حرف جرّ وتعليل «1» ، (ما) حرف مصدريّ (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (اذكروه) أي لأجل هدايته إيّاكم. (الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة، وهي هنا مهملة وجوبا ... (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ الضالّين.. أو متعلّق بالضالّين المذكور، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة التي تميّز بين إن النافية والمخفّفة من الثقيلة (من الضالّين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبتغوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «أفضتم.» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اذكروا الله» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «اذكروه» لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا الله. وجملة: «كنتم..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تبتغوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى تشتروا في الآية (41) وزنه تفتعوا. (أفضتم) ، فيه إعلال بالحذف أصله أفاضتم- والألف فيه منقلبة عن ياء- فلمّا جاءت الألف ساكنة قبل الضاد الساكنة لمناسبة البناء حذفت، وزنه أفلتم.

_ (1) أي بسبب هدايته إيّاكم، ويبعد أن تكون للتشبيه فلا يصحّ أن تكون بمعنى مثل.

الفوائد

(عرفات) ، اسم جمع سمي به مكان بعينه كأذرعات، وإنّما صرف وفيه علّتان لأن تنوينه تنوين المقابلة لا تنوين التمكين، أي أن هذا التنوين هو نظير النون في (مسلمون) وليس دليل الصرف. وهذا الاسم من الأسماء المرتجلة إلا على القول بأن أصله جمع. (المشعر) ، اسم جبل، سمي مشعرا زنة معبد من الشعار وهو العلامة لأنه من معالم الحج. الفوائد 1- لفظ «عرفات» من الملحقات بجمع المؤنث السالم. فحقه أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة والملحقات بجمع المؤنث نوعان: أ- الأول كلمات لها صورة جمع المؤنث ولكن ليس لها مفرد، لفظها وإنما لها مفرد من معناها، مثل «أولات» بمعنى صاحبات ومفردها «ذات» بمعنى صاحبة. وبما أن كلمة «أولات» مضافة دائما فهي تعرب اعراب جمع المؤنث بدون تنوين، ومثلها لفظ «اللات» وهي اسم موصول لجمع الإناث وتعرب إعرابه وهناك من يبنيها على الكسر فهي عندهم اسم جمع لكلمة (التي) . ب- النوع الثاني من ملحقات جمع المؤنث السالم، هو كل ما كان من جمع المؤنث أو ملحقاته ثم انتقل فأصبح علما على رجل أو امرأة أو مكان أو غير ذلك من أمثلته «سعادات وزينبات، وعنايات، ونعمات، وعرفات، وأذرعات» . فهذه لفظها لفظ جمع المؤنث ولكنها تطلق على مفرد سواء كان مذكرا أم مؤنثا وفي إعراب هذا النوع الأخير من الأسماء ثلاثة أقوال، الأول: يعربه إعراب جمع المؤنث السالم مع التنوين، والثاني يعربه إعراب جمع المؤنث السالم ولكن بدون تنوين، والثالث: يعربه إعراب الممنوع من الصرف يرفع بالضمة، وينصبه ويجره بالفتحة ولكن بدون تنوين. إن الآراء الثلاثة جائزة وإنما الأفضلية للرأي الأخير. ونحض على استعماله دون غيره.

[سورة البقرة (2) : آية 199]

2- كثيرا ما يتساءل الناس عن الحج إذا نجمت عنه منفعة كمن يتجر في الحج ومن يؤجر نفسه أثناء الحج سواء للخدمة أو ليحج عن آخر لم يستطع أن يحج. إلى آخر ما هنالك من المنافع وللاجابة على هذا التساؤل نورد هذه الأحاديث: أ- روى البخاري عن ابن عباس: قال: كانت عكاظ والمجنة وذو المجاز اسواقا في الجاهلية فتأثم الناس أن يتجروا في الموسم فنزلت «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» في مواسم الحج. ب- وفي رواية عن أبي أمامه التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكرى فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت. وتأتون بالمعروف وترمون الحجار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا بلى: فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فسأله عن الذي سألتني: فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» . وقد نزلت إباحة البيع والشراء والكراء في الحج وسماها القرآن ابتغاء من فضل الله. ليشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل الله حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب أسباب الرزق إنما هو يطلب من فضل الله. [سورة البقرة (2) : آية 199] ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (أفيضوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جر (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا) ، (أفاض) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (استغفروا) مثل أفيضوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم (إنّ) منصوب (غفور) خبر إن مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

الصرف:

جملة: «أفيضوا» لا محل لها معطوفة على جملة اذكروا الله في الآية السابقة. وجملة: «أفاض الناس» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «استغفروا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة أفيضوا. وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (أفاض) ، فيه إعلال بالقلب أصله أفيض، نقلت حركة الياء إلى الضاد ثم قلبت ألفا لأن ما قبلها مفتوحة وهي متحركة في الأصل. [سورة البقرة (2) : آية 200] فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل اذكروا (قضيتم) فعل ماض وفاعله (مناسك) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (كذكر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي ذكرا كذكركم «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (آباء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير أو لإباحة أو بمعنى الواو (أشدّ) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الواو في اذكروا أي اذكروا مبالغين كذكركم.

الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل «1» ، (ذكرا) تمييز منصوب والمعنى: كونوا أشدّ ذكرا لله منكم لآبائكم (الفاء) استئنافيّة (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «2» (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (ربّ) منادى مضاف منصوب (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه وقد حذفت أداة النداء (آت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آت المحذوف أي آتنا نصيبنا حاصلا في الدنيا (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق (من) حرف جرّ زائد (خلاق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. جملة: «قضيتم.» في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها. وجملة: «اذكروا الله» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) الإعراب أعلاه اختاره العكبري: أمّا الجلال فله توجيه آخر وافق فيه أبا حيان، فإن كلمة (أشدّ) منصوبة على الحال من لفظ (ذكرا) الآتي بعده وهو المفعول المطلق لفعل اذكروا الله، ولفظ أشد هو نعت للمصدر المذكور فلّما تقدّم عليه أعرب حالا أي اذكروا الله ذكرا مماثلا لذكركم آباءكم أو ذكرا أشدّ. وعلى هذا فالجارّ والمجرور (كذكركم) هو أيضا حال من لفظ (ذكرا) المذكور، وهو نعت تقدّم على المنعوت أيضا.. ولكلّ وجهة. [.....] (2) هذا هو الظاهر، ولكنّ صحة المعنى وبلاغة التعبير تدعو لجعل الجارّ والمجرور نعتا لمبتدأ محذوف تقديره بعض من الناس من يقول.. و (من) قد يكون اسم موصول، أو نكرة موصوفة ويكون في محلّ رفع خبر.

الصرف:

وجملة: «من الناس» من يقول لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقول..» لا محلّ لها صلة الموصول أو في محلّ رفع نعت من. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آتنا في الدنيا» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «ما له في الآخرة من خلاق» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي: فيعطى وما له.. من خلاق. الصرف: (ذكر) ، مصدر سماعيّ لفعل ذكر يذكر باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين. (آتنا) ، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء في الأمر، أصله في المضارع يؤتي. حذفت الياء- حرف العلّة- لبناء الفعل على حذف حرف العلّة.. وزنه أفعنا (انظر الآية 43 من هذه السورة لمعرفة تركيب المدّ) . البلاغة - «أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» أي اذكروا الله ذكرا كذكركم آباءكم أو كذكر أشدّ منه وأبلغ، وذلك بجعل الذكر ذاكرا على سبيل المجاز العقلي. الفوائد 1- قوله: أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً. لقد قام النحاة وقعدوا في إعراب هذا العطف وحاولوا إيضاحه فأبهموه وأوقعوا الطالب في حيرة، إن منهم من جعل العطف على «الكاف» ومنهم من جعله على «الآباء» ومنهم من عطف «أشد» على نفس «الذكر» ومنهم من قال: إن الكلام محمول على المعنى والتقدير «أو كونوا ذكرا لله مثلكم لآبائكم» أما أبو حيان فقد استعرض هذه الآراء واستضعفها ثم قال: «طالما ساغ

[سورة البقرة (2) : آية 201]

لنا حمل الآية على أنهم أمروا بأن يذكروا الله ذكرا يماثل ذكر آبائهم أو أشد، وقد كان حريّا بهم أن يجعلوا «أشدّ» منصوبا على الحال لأنه تقدم ولو تأخر لكان نعتا لقوله «ذكرا» كقول القائل: لميّه موحشا طلل ... يلوح كأنه خلل. فلو تأخر موحشا لكان نعتا للطلل، ولكن عند ما تقدم أصبح حالا فتأمّل ... 2- يحسب القارئ لأول وهلة أن الله يطلب من الحاج أن يذكره كما يذكر أباه وأمه وأقاربه ولكن ليس الأمر كذلك: فقد كانوا في أسواق الجاهلية يتفاخرون بالآباء والأجداد ويذكرون مآثرهم ومناقبهم: فأراد الله أن يغيروا هذه السنة السيئة لسنة أفضل وأقوم وهي أن يذكروا الله بدلا من انشغالهم بذكر الآباء والأجداد. [سورة البقرة (2) : آية 201] وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (201) الإعراب: (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» (من يقول.. في الدنيا) سبق إعرابها مفردات وجملا «2» ، (حسنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (في الآخرة حسنة) مثل نظيرها المتقدمة «3» ، (الواو) عاطفة (ق) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عذاب) مفعول به منصوب (النار) مضاف إليه. جملة: «منهم من يقول» لا محلّ لها معطوفة على جملة من الناس من يقول «4» .

_ (1) ما ذكر في الحاشية رقم (2) في الصفحة قبل السابقة. (2) في الآية (200) السابقة. (3، 4) في الآية (200) السابقة.

الصرف:

وجملة: «قنا عذاب النار» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا ... الصرف: (قنا) ، فيه إعلال بالحذف المضاعف، حذفت فاء الفعل بدءا من المضارع لأنه معتلّ الفاء، وحذفت لام الفعل لمناسبة البناء، يعامل معاملة المثال والناقص، وزنه عنا. (حسنة) ، اسم للشيء الحسن المطلوب، وزنه فعلة بفتحتين. [سورة البقرة (2) : آية 202] أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (202) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب «1» ، (كسبوا) فعل ماض وفاعله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور، وقد أضيفت الصفة إلى فاعلها. جملة: «أولئك لهم نصيب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لهم نصيب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «كسبوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله سريع الحساب» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نصيب) ، اسم لما يقسم ويرفع، معنويا كان أو مادّيّا، فهو فعيل بمعنى مفعول.

_ (1) يجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب.

[سورة البقرة (2) : آية 203]

(سريع) ، صفة مشتقّة من سرع يسرع باب فرح وباب كرم، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل وزنه فعيل. (الحساب) ، مصدر سماعيّ لفعل حاسب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ للفعل فهو محاسبة. [سورة البقرة (2) : آية 203] وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (في أيام) جارّ ومجرور متعلّق ب (اذكروا) ، (معدودات) نعت لأيام مجرور مثله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تعجّل) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في يومين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجّل) ، وعلامة الجرّ الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (من تأخّر فلا إثم عليه) مثل سابقتها تأخذ إعرابها مفردات وجملا (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ محذوف تقديره هو يعود إلى جواز التعجيل والتأخير (اتّقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل اذكروا

الصرف:

(الله) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اذكروا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «اذكروا الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من تعجّل..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تعجّل في يومين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «لا إثم عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: « (هو) لمن اتّقى» لا محلّ لها اعتراضيّة أو استئناف بيانيّ. وجملة: «اتّقى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا الله. وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها معطوفة على إحدى جملتي الطلب. وجملة: «تحشرون» في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. الصرف: (معدودات) ، جمع معدودة مؤنّث معدود، اسم مفعول من عدّ يعدّ باب نصر وزنه مفعول. [سورة البقرة (2) : آية 204] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (204)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (من الناس من يعجب) مثل من الناس من يقول «1» ، و (الكاف) ضمير مفعول به (قول) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لقوله «2» (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) حاليّة (يشهد) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يشهد) ، (في قلب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ألدّ) خبر مرفوع (الخصام) مضاف إليه مجرور. جملة: «من الناس من..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعجبك قوله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يشهد الله» في محلّ نصب حال «3» . وجملة: «هو ألدّ الخصام» في محلّ نصب حال. الصرف: (الخصام) جمع خصم ككعب وكعاب، أو هو مصدر سماعيّ لفعل خاصم الرباعيّ، وفي الكلام حينئذ حذف مضاف أي هو أشد ذوي الخصام. (قوله) ، مصدر قال يقول، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) في الآية (200) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بالمصدر (قوله) على تقدير في أمور الدنيا أو يتعلّق بفعل يعجبك. (3) يجوز اعتبار الواو استئنافيّة والجملة بعدها مستأنفة لا محلّ لها.. ويجوز أن تكون الواو عاطفة تعطف جملة يشهد على جملة يعجبك.

[سورة البقرة (2) : آية 205]

(ألدّ) صفة مشتقّة بمعنى شديد الخصومة فهي صفة مشبّهة على وزن أفعل من لدّ يلدّ باب نصر. [سورة البقرة (2) : آية 205] وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (205) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل سعى (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سعى) مثل تولّى (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل سعى أي متنقّلا أو متعلّق ب (سعى) ، (اللام) لام التعليل (يفسد) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفسد) . والمصدر المؤوّل (أن يفسد) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سعى) . (الواو) عاطفة (يهلك) مثل يفسد منصوب بالعطف (الحرث) مفعول به منصوب (النسل) معطوف على الحرث بالواو منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفساد) مفعول به منصوب. جملة: «تولّى» في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه إما مستأنف. أو معطوف على جملة يعجبك في الآية السابقة. وجملة: «سعى» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يفسد» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

الصرف:

وجملة: «يهلك.» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «الله لا يحبّ الفساد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يحبّ الفساد» في محلّ رفع خبر المبتدأ. الصرف: (تولّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تولّي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه تفعّل. (سعى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله سعي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعل بفتحتين. (الحرث) ، هو الاسم من حرث يحرث باب نصر بمعنى الزرع وزنه فعل بفتح فسكون. (النسل) ، هو الاسم من نسل ينسل باب ضرب وهو الولد وزنه فعل بفتح فسكون. (الفساد) ، مصدر سماعيّ لفعل فسد يفسد باب نصر وباب ضرب وباب كرم وزنه فعال بفتح الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 206] وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ (206) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل (أخذته) ، (قيل) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح ونائب الفاعل جملة اتّق الله كما سيأتي (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (اتّق) فعل أمر

الصرف:

مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (أخذ) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (العزّة) فاعل مرفوع (بالإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال إمّا من العزّة أي متلبّسة بالإثم، أو من الهاء المفعول أي متلبسا بالإثم، وقد تكون الباء سببيّة فيتعلّق الجارّ بالفعل أخذ أي أخذته العزّة بسبب لإثم. (الفاء) استئنافيّة (حسب) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) واقعة في جواب قسم محذوف (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل بئس مرفوع. والمخصوص بالذّم محذوف وهو جهنّم. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه إما مستأنف أو معطوفة على جملة الصلة يعجبك «1» وجملة: «اتق الله» في محلّ جرّ رفع نائب فاعل «2» . وجملة: «أخذته العزّة» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «حسبه جهنّم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بئس المهاد..» لا محلّ لها جواب القسم. الصرف: (العزّة) مصدر عزّ يعزّ باب ضرب وزنه فعلة بكسر فسكون.

_ (1) في الآية (204) من هذه السورة. (2) ذلك خلافا لرأي الجمهور الذي يرى أنّ نائب الفاعل مقدّر أي القول.. ولكن لا حاجة لذلك لأن الجملة أصلا هي مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.

[سورة البقرة (2) : آية 207]

(جهنّم) ، اسم جامد لدار العقاب وزنه فعنّل بفتح الفاء والعين وتشديد النون بزيادة النون الثانية كعلّس البعيدة القعر ولهذا سمّيت. (المهاد) ، إمّا جمع مهد، أو هو مفرد بمعنى الفراش. [سورة البقرة (2) : آية 207] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (207) الإعراب: (الواو) عاطفة (من الناس من يشري) مثل إعراب نظيرها المتقدّمة «1» ، (نفس) مفعول به منصوب (الهاء) ضمير مضاف إليه (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (مرضاة) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (رؤف) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق برؤوف. جملة: «من الناس» من يشري معطوفة على جملة من الناس من يقول «2» . وجملة: «يشري..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله رؤف بالعباد» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نفس) ، اسم يدلّ على الذات أو الجسد أو الروح. وهو مؤنّث إن أريد به الروح ومذكّر إن أريد به الشخص أو الذات، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 48 من هذه السورة) . (ابتغاء) ، فيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة،

_ (1، 2) في الآية (200) من هذه السورة.

[سورة البقرة (2) : آية 208]

أصلها ابتغاي لأن الفعل ابتغى يبتغي. وزنه افتعال لأن الإبدال لا يغيّر من الوزن شيئا. (مرضاة) ، فيه إعلال بالقلب، أصله مرضية بفتح الياء وقبلها ضاد مفتوحة لذلك قلبت الياء ألفا لتجانس حركة ما قبلها فأصبحت مرضاة، وزنه مفعلة وهو مصدر ميمي من رضي. [سورة البقرة (2) : آية 208] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه لا محلّ له (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (آمنوا) فعل ماض.. والواو فاعل (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. والواو فاعل (في السلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ادخلوا) ، (كافّة) حال من الضمير في (ادخلوا) ، أو حال من السلم أي من جميع وجوهه وشرائعه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (خطوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة عوضا من الفتحة فهو جمع مؤنّث سالم (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من عدوّ- صفة تقدّمت على الموصوف- (عدوّ) خبر مرفوع (مبين) نعت لعدوّ مرفوع مثله. جملة: «النداء يأيّها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

الصرف:

وجملة: «ادخلوا في السلم» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «لا تتّبعوا خطوات» لا محلّ لها معطوفة على جملة ادخلوا في السلم. وجملة: «إنّه لكم عدو» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (السلم) ، مصدر بمعنى المسالمة أو هو اسم مصدر من فعل سالم وزنه فعل بكسر فسكون، وقد تفتح الفاء، وهو يذكّر ويؤنّث. (كافّة) مصدر بمعنى الجماعة أو الجميع بوزن اسم الفاعل من كفّ، وهو لا يضاف ولا يدخله ال، ويستعمل مفردا فلا يثنّى ولا يجمع.. [سورة البقرة (2) : آية 209] فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (زللتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (زللتم) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما جاءتكم) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.

البلاغة

جملة: «إن زللتم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ادخلوا في الآية السابقة لأنها في حيّز النداء. وجملة: «جاءتكم البيّنات» . محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اعلموا..» تعليل لجواب الشرط المقدّر يدلّ عليه مضمون قوله تعالى: إن الله عزيز حكيم. أي: إن زللتم.. فانتظروا عقابه فالله عزيز في انتقامه حكيم في نقضه وإبرامه. البلاغة 1- «فَإِنْ زَلَلْتُمْ» أي ملتم عن الدخول «في السلم» وتنحيتم، وأصله السقوط وأريد به ما ذكر مجازا. [سورة البقرة (2) : آية 210] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) الإعراب: (هل) حرف استفهام بمعنى النفي، فهو دالّ على الاستفهام الإنكاريّ (ينظرون) مضارع مرفوع والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، وفي الكلام حذف مضاف أي يأتي أمر الله أو عذابه. والمصدر المؤوّل (أن يأتي) في محلّ نصب مفعول به أي: ينتظرون إتيان العذاب من الله. (في ظلل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) أو بمحذوف حال من الفاعل (من الغمام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لظلل أو بالفعل

الصرف:

يأتي أي من جهة الغمام (الواو) عاطفة (الملائكة) معطوفة على لفظ الجلالة مرفوع مثله. (الواو) استئنافيّة أو عاطفة (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب فاعل مرفوع، (الواو) استئنافيّة (إلى الله) جارّ ومجرور متعلق ب (ترجع) وهو فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمور) نائب فاعل مرفوع. جملة: «ينظرون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأتيهم الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) . وجملة: «قضي الأمر» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ظلل) ، جمع ظلّة، اسم لما يستظلّ بوساطته، وزنه فعلة بضمّ الفاء جمعه فعل بضمّ وفتح. (الغمام) ، اسم جامد لما يغمّ ويحجب أي السحاب، وزنه فعال بفتح الفاء وهو جمع غمامة. (قضي) ، قلبت الألف ياء لانكسار ما قبلها في البناء للمجهول. (الأمر) ، مصدر أمر يأمر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- «إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ» الالتفات إلى الغيبة في الآية للإيذان بأن سوء صنيعهم موجب للإعراض عنهم. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ» علاقته السببية. لأن الغمام مظنّة الرحمة أو العذاب وسببهما، فمنه تهطل الأمطار، وقد تنشأ السيول المتلفة الجارفة.

_ (1) أو معطوفة على جملة يأتيهم الله لا محلّ لها لأنها داخلة في حيّز الانتظار.

[سورة البقرة (2) : آية 211]

[سورة البقرة (2) : آية 211] سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (211) الإعراب: (سل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة (كم) اسم استفهام كناية عن كثير مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به ثان مقدّم لأن له الصدارة (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به أول (من آية) تمييز كم، ومن زائدة «1» ، (بيّنة) نعت لآية مجرور مثله. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في (محلّ رفع مبتدأ (يبدّل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبدّل) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (التاء) تاء التأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (ما جاءته) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (شديد) خبر إنّ مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.

_ (1) قال أبو البقاء العكبري: والأحسن إذا فصل بين كم وبين مميّزها أن يؤتي ب (من) . [.....]

الصرف:

جملة: «سل بني إسرائيل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناهم» لا محلّ لها تفسيريّة أو استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «من يبدّل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبدّل نعمة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ من «2» . وجملة: «جاءته» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّ الله شديد العقاب» تعليل للجواب المقدّر أي من يبدّل.. فإنّ الله يعاقبه لأنه شديد العقاب. الصرف: (سل) فيه حذف الهمزة، عين الفعل، للتخفيف، وزنه فل. (بني) ، جمع ابن، وانظر في تصريف ابن في الآية (20) من هذه السورة. (نعمة) ، اسم لما ينعم على الإنسان من رزق وغيره، وزنه فعلة بكسر فسكون. الفوائد 1- تأتي كم استفهامية أو خبرية. ولكل واحدة منها أحكام خاصة بها وفي هذه الآية بإمكاننا أن نعد «من زائدة» فتكون كم في محل رفع مبتدأ أو محل نصب مفعول به للفعل «آتينا» أما إذا قدّرنا «من» بيانا ل «كم» فلا يجوز أي من الإعرابين السابقين. وقد جوّز بعضهم زيادة «من» وحصروا ذلك بعد الاستفهام ب «هل» دون

_ (1) أو مفعول به ثان ل (سل) على الرغم من أنه ليس من أفعال القلوب، ذلك لأنه سبب للعلم، وما يصحّ للمسبب يصحّ للسبب. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة البقرة (2) : آية 212]

[سورة البقرة (2) : آية 212] زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (212) الإعراب: (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (زيّن) ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (الحياة) نائب فاعل مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يسخرون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (من الذين) مثل للذين متعلّق ب (يسخرون) ، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (القيامة) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يرزق) مضارع مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمصدر يرزق اي يرزقه رزقا متلبّسا بغير حساب (حساب) مضاف إليه مجرور. جملة: «زيّن ... » الحياة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يسخرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.

الصرف:

وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «الذين اتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اتّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «الله يرزق..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرزق من يشاء» في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) ، والعائد محذوف مع المفعول أي يشاء رزقه. الصرف: (الحياة) ، مصدر سماعيّ لفعل حيي يحيا كرضي وحيّ يحيّ كعضّ، والألف منقلبة عن ياء وزنه فعلة بفتحتين ... وانظر الآية (85) من هذه السورة. (اتّقوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى اشتروا (انظر الآية 175) ، وفيه إبدال فاء الكلمة تاء كما في اتّقى (انظر الآية 189) . البلاغة توجد مفارقة في الجمل في هذه الآية، فقد عبر عن زينة الحياة الدنيا في نظر الذين كفروا وعن سخريتهم من المؤمنين بالفعلية إشارة إلى الحدوث، وإن ذلك أمر طارئ لا يلبث أن يزول بصوارف متعددة. أما استعلاء الذين اتقوا عليهم فهو أمر ثابت الدّيمومة لا يطرأ عليه أي تبديل.

[سورة البقرة (2) : آية 213]

[سورة البقرة (2) : آية 213] كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) الإعراب: (كان) ، فعل ماض ناقص (الناس) اسم كان مرفوع (أمّة) خبر كان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب مثله (الفاء) عاطفة (بعث) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (النبيّين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء و (النون) عوض من التنوين (مبشّرين) حال منصوبة من النبيّين وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (منذرين) معطوف على مبشّرين منصوب مثله وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مع) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (أنزل) «1» ، (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب أي متلبّسا بالحقّ (اللام) للتعليل (يحكم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو- أي الله- أو الكتاب «2» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) ،

_ (1) يجوز أن يتعلّق بحال محذوفة من الكتاب، أي مبشّرا ومنذرا معهم. (2) يجوز أن يعود على كلّ نبيّ مرسل.

(اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا) ، (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (اختلف) فعل ماض (فيه) مثل الأول ومتعلق ب (اختلف) ، (إلا) أداة حصر (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلف) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير متّصل مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما جاءته البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه. (بغيا) مفعول لأجله أو حال بتأويل مشتقّ أي باغين (بين) مثل الأول متعلّق بنعت ل (بغيا) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (الفاء) عاطفة (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) مثل اختلفوا (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (هدى) ، (اختلفوا) مثل الأول (فيه) كالسابق متعلّق ب (اختلفوا) ، (من الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الغائب في (فيه) ، (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الذين آمنوا أي سالكين الحقّ بإذنه «1» ، و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي لفظ الجلالة (إلى

_ (1) يجوز تعليقه ب (هدى) أي هداهم بأمره.

الصرف:

صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله. جملة: «كان الناس أمّة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعث الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي اختلفوا فبعث. وجملة: «أنزل..» لا محل لها معطوفة على جملة بعث. وجملة: «يحكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر. وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما اختلف» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أوتوه» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءتهم» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «هدى الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «الله يهدي..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهدي..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (كان- هدى) ، فيهما إعلال بالقلب، الأول قلب الواو ألفا والثاني قلب الياء ألفا لمجيئهما مفتوحتين بعد فتح. (واحدة) ، مؤنّث واحد اسم على وزن فاعل يدلّ على عدد مفرد أو يأتي معطوفا عليه في الأعداد من واحد وعشرين إلى واحد وتسعين (انظر الآية 61 من هذه السورة) .

البلاغة

(مبشّرين) ، جمع مبشّر، اسم فاعل من بشّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. (منذرين) ، جمع منذر اسم فاعل من أنذر الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (أوتوا) فيه قلب الألف واوا لمناسبة الضمّة قبلها في البناء للمجهول، وفيه إعلال بالحذف.. (انظر الآية 144) . البلاغة في هذه الآية الكريمة فن يدعى عند علماء البلاغة بفن القلب. فقوله «فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ» معناه: فهدى الله الذين آمنوا للحق فيما اختلف فيه من كتاب الله الذين أوتوه. الفوائد عقد صاحب كتاب النحو الوافي فصلا حول المعاني التي يشتمل عليها حرف «الباء» عند ما يكون حرفا للجر. فذكر لها خمسة عشر معنى وهي: الإلصاق، والسببية، والاستعانة، والظرفية، والتعدية، والمصاحبة، والبدلية، والعوض، والتبعيض، والمجاوزة، والاستعلاء. وبمعنى إلى والتوكيد، والدلالة على القسم. ولكل معنى من هذه المعاني أمثلة وشروح فمن شاء الاستزادة فيمكن مراجعتها في المصدر المذكور. [سورة البقرة (2) : آية 214] أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)

الإعراب:

الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (حسب) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) فاعل والميم حرف لجمع الذكور (أن) حرف مصدري ونصب (تدخلوا) مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون.. والواو فاعل (الجنّة) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا ... ) سدّ مسدّ مفعولي حسب «1» . (الواو) حاليّة (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (يأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (مثل) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (خلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه.. (مسّ) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (البأساء) فاعل مرفوع (الضرّاء) معطوف على البأساء بالواو مرفوع مثله (الواو) عاطفة (زلزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقول) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد حتّى (الرسول) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يقول) في محلّ جرّ ب (حتّى) ، والجارّ والمجرور متعلّق ب (زلزلوا) . (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع معطوف على الرسول (آمنوا) فعل ماض وفاعله (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (آمنوا) «2» ، (الهاء) ضمير مضاف إليه (متى) اسم استفهام مبنيّ في

_ (1) على رأي سيبويه، وسدّ مسدّ المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف- على رأي الأخفس- والتقدير أم حسبتم دخول الجنّة محقّقا. (2) يجوز تعليقه ب (يقول) ، أي يقولون مع الرسول ...

الصرف:

محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (نصر) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قريب) خبر إنّ مرفوع. جملة: «حسبتم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدخلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لمّا يأتكم مثل..» في محلّ نصب حال. وجملة: «خلوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «مسّتهم البأساء» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة. وجملة: «زلزلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة مسّتهم البأساء. وجملة: «يقول الرسول» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: «آمنوا معه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «متى نصر الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ نصر الله قريب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ جواب الاستفهام. الصرف: (الجنّة) ، اسم جامد بمعنى الحديقة، وقد دعيت كذلك لأنها من (جنّ) بمعنى ستر، فكأن المكان مستور بأشجاره وظلاله عن غيره، والمقصود باللفظ هنا جنّة الآخرة (انظر الآية 25 من هذه السورة) . (يأتكم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذفت منه الياء وزنه يفعكم.

الفوائد

(خلوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة وهي الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وترك ما قبلها مفتوحا للدلالة على الألف المحذوفة، وزنه فعوا بفتح العين (الآية 14) . (البأساء والضرّاء) ، الهمزة فيهما زائدة للتأنيث.. انظر الآية 177 من هذه السورة. (نصر) ، مصدر سماعيّ لفعل نصر ينصر (الباب الأول) وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد أشار ابن جني في كتاب «الخصائص» إلى أن قوة اللفظ تدل على قوة المعنى وقد قرر أن الكلمة إذا كانت على وزن ثم انتقلت إلى وزن أكثر من الأول في اللفظ فلا بد أن يتضمن اللفظ الجديد معنى أكثر من معنى اللفظ الأول وقد مثل لذلك بالفعل اخشوشن فإن معناه أقوى من الفعل خشن ومثله: زلزل ووسوس، وعسعس إلخ. [سورة البقرة (2) : آية 215] يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) الإعراب: (يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر «1» ، (ينفقون) مضارع

_ (1) يجوز إعراب (ماذا) بجعله كلمة واحدة: اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله ينفقون.. والجملة مفعول ثان لفعل سأل المعلّق بالاستفهام (ماذا) ، لأن السؤال سبب للعلم

مرفوع والواو فاعل (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (أنفقتم) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل والميم حرف لجمع الذكور والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما أو هو تمييز ما (الفاء) رابطة لجواب الشرط (للوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي مآله أو مصرفه للوالدين (الأقربين، اليتامى، المساكين، ابن) ألفاظ معطوفة على الوالدين بحروف العطف، فهي مجرورة مثله وعلامة الجرّ الياء والكسرة المقدّرة على الألف والكسرة الظاهرة على التوالي (السبيل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما تفعلوا من خير) مثل ما أنفقتم من خير، والفعل فيها مجزوم وعلامة الجزم حذف النون (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عليم) وهو خبر إنّ مرفوع. جملة: «يسألونك» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ماذا..» في محلّ نصب مفعول به ثان والسؤال عن أمر في حكم العلم به. وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «ما أنفقتم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (مآله) للوالدين» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله به عليم» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.

الصرف:

الصرف: (اليتامى) جمع اليتيم، اسم لمن فقد أحد أبويه أو كليهما صغيرا، وزنه فعيل، ووزن الجمع فعالى بفتح الفاء (انظر الآية 83 من هذه السورة) . الفوائد 1- يحسن بنا أن نشير إلى هذا الأسلوب المتميز الذي صدّرت به العديد من آيات هذه السورة، وهي طريقة السؤال والجواب، وهي سمة من سمات البلاغة في القرآن الكريم: فهذه جملة من الاسئلة تليها جملة من الأجوبة: سؤال عن الإنفاق: مواضعه ومقاديره ونوع المال الذي تكون فيه النفقة وسؤال عن القتال في الشهر الحرام، وسؤال عن الخمر والميسر، وسؤال عن اليتامى ولهذه الأسئلة بواعث وأسباب يمكن لطالب المزيد أن يعود إليها في مظانها من كتب التفسير وكتب الفقه والتشريع. 2- يمكن اختصار إعراب أدوات الشرط بما يلي: أ- من، ما، مهما: تكون في محل نصب مفعولا به في حال أن فعل الشرط يطلب مفعولا به، أما إذا كان لازما أو متعديا استوفى مفعوله أو مفعوليه فتكون في محل رفع على الابتداء. ب- حيثما في محل نصب ظرف مكان. ج- متى أيان أين أنى في محل نصب ظرف زمان. د- كيفما في محل نصب حال من فاعل الشرط. هـ- أي بحسب ما تضاف إليه. [سورة البقرة (2) : آية 216] كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)

الإعراب:

الإعراب: (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) بتضمينه معنى فرض (القتال) نائب فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كره) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كره) (الواو) استئنافيّة (عسى) فعل ماض تام جامد (أن) حرف مصدري ونصب (تكرهوا) مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون.. والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هو خير لكم) مثل هو كره لكم (الواو) عاطفة (عسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم) سبق إعراب نظيرها. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «كتب عليكم القتال» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو كره لكم» في محلّ نصب حال. وجملة: «عسى أن تكرهوا» لا محلّ لها استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أن تكرهوا..) في محلّ رفع فاعل عسى. وجملة: «هو خير لكم» في محلّ نصب حال من (شيئا) ، ولا عبرة بكونه نكرة لوجود الرابط وهو الواو. وجملة: «عسى أن تحبّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة عسى أن تكرهوا. والمصدر المؤوّل (أن تحبّوا ... ) في محلّ رفع فاعل عسى الثاني.

الصرف:

وجملة: «هو شرّ لكم» في محلّ نصب حال من (شيئا) الثاني. وجملة: «الله يعلم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (القتال) ، مصدر سماعيّ لفعل قاتل الرباعيّ. وزنه فعل بكسر الفاء، أمّا مصدره القياسيّ فهو المقاتلة. (كره) ، مصدر سماعيّ لفعل كره يكره باب فرح، وزنه فعل بضمّ فسكون، وجاء المصدر صفة بمعنى مكروه. (عسى) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها، وزنه فعل بفتحتين. (خير) ، قد يكون مصدرا للثلاثيّ خار يخير، وقد يكون اسم تفضيل حذفت منه الهمزة، كما تقدّر (من) التفضيليّة مع مجرورها. (شرّ) ، قد يكون مصدرا للثلاثيّ، وقد يكون اسم تفضيل حذفت منه الهمزة، كما تقدّر (من) التفضيليّة مع مجرورها. البلاغة «وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» أي يعلم ما هو خير لكم وما هو شر لكم وحذف المفعول للإيجاز. وفي الآية طباق بين الحب والكره وبين الخير والشر. الفوائد 1- ثمة تساؤل حيال قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ، فالآية أخذت منحى العموم كقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ، ولكن الفقهاء فصّلوا فحوى الآية فقالوا

«إذا دخل العدو البلاد فهو فرض عين» وإذا كان العدو لا يزال في بلاده فقتاله فرض كفاية» حسب الحاجة وما تقرره الدولة. 2- يشكل على من يعرب قوله تعالى «وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» أو «وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ» جملة حالية لمجيئها بعد الواو ومع أنها سبقت بنكرة وكان حقها أن تعرب صفة، وللتخلص من هذا الإشكال، ورد أن الواو تدخل على الجملة الحالية كما تدخل على الجملة الوصفية وقد أجاز الزمخشري ذلك من قوله تعالى: «وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ» . 3- عسى: فعل غير متصرف ومعناه المقاربة على سبيل الترجي وهي على ثلاثة أضرب: الأول أن تكون بمنزلة كان الناقصة فتحتاج إلى اسم وخبر، ولا يكون الخبر إلا فعلا مستقبلا مشفوعا بأن الناصبة، قال تعالى: «عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ» «فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ» لفظ الجلالة اسم عسى و «أَنْ يَأْتِيَ» في تأويل المصدر خبر عسى. وفي ذلك يقول الفرزدق حين هرب من الحجاج لما توعده بالقتل: وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد وقد شذ مجيء خبرها مفردا كقولهم في المثل: «عسى الغريرا بؤسا» . الثاني: أن تكون تامة: كما هي في هذه الآية «عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» . الثالث: يجوز به الوجهان السابقان: الأول والثاني كقولك: «عبد الله عسى أن يفلح» فيجوز لنا أن نجعلها ناقصة. كما يجوز لنا أن نجعلها تامة. 4- في هذه الآية صورة من صور المقابلة وهي من الطباق المركب نجد ذلك في قوله تعالى: «أَنْ تَكْرَهُوا ... وَهُوَ خَيْرٌ، وأَنْ تُحِبُّوا ... هُوَ شَرٌّ» .

[سورة البقرة (2) : آية 217]

[سورة البقرة (2) : آية 217] يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (217) الإعراب: (يسألون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن الشهر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألونك) ، (الحرام) نعت للشهر مجرور مثله (قتال) بدل اشتمال من الشهر مجرور مثله «1» ، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقتال أو متعلّق بقتال لأنه مصدر (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قتال) مبتدأ مرفوع «2» ، (فيه) مثل الأول متعلّق بقتال أو بنعت له (كبير) خبر مرفوع. (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (صدّ) مبتدأ مرفوع (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لصدّ أو متعلّق بصدّ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كفر) معطوف على صدّ مرفوع مثله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لكفر أو بكفر (الواو) عاطفة (المسجد) معطوف على سبيل الله

_ (1) هو بدل اشتمال لأن الشهر يشتمل القتال، والقتال ملابس الشهر لأنه واقع فيه. (2) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها وصفت بقوله فيه.

مجرور مثله أي صدّ عن المسجد الحرام «1» ، (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة (إخراج) معطوف على صدّ مرفوع مثله (أهل) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (منه) مثل فيه متعلّق بإخراج (أكبر) خبر صدّ وما عطف عليه مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أكبر) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (الفتنة) مبتدأ مرفوع (أكبر) خبر مرفوع (من القتل) جارّ ومجرور متعلّق بأكبر. جملة: «يسألونك عن الشهر الحرام» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قتال فيه كبير» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «صدّ عن سبيل الله» في محلّ نصب معطوفة على جملة قتال فيه أو استئنافية لا محلّ لها. وجملة: «الفتنة أكبر..» في محلّ نصب معطوفة على جملة قتال فيه كبير أو استئنافيّة لا محلّ لها. (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (يزالون) مضارع ناقص مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو اسم لا يزالون (يقاتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير متّصل مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ بمعنى اللام (يردّوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل، و (كم) ضمير مفعول به.

_ (1) الذي سوّغ العطف على (سبيل) أن مضمون معنى (صد عن سبيل الله، وكفر به) هو واحد.

والمصدر المؤوّل (أن يردّوكم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يقاتلوكم) . (عن دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّوكم) و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (استطاعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم.. والواو فاعل. وجملة: لا يزالون يقاتلونكم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: يقاتلونكم في محلّ نصب خبر لا يزالون. وجملة: يردّوكم لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: استطاعوا لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله: لا يزالون وما في حيّزه. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرتدد) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل يرتدد (عن دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرتدد) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (يمت) مضارع مجزوم معطوف على يرتدد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كافر) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (حبط) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (حبطت) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في)

الصرف:

حرف جرّ (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «من يرتدد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرتدد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «يمت» في محلّ رفع معطوفة على جملة يرتدد. وجملة: «هر كافر» في محلّ نصب حال. وجملة: «أولئك حبطت أعمالهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «حبطت أعمالهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أولئك أصحاب..» في محلّ جزم معطوفة على جملة أولئك حبطت «2» . وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «3» . الصرف: (قل) ، فيه إعلال بالحذف أصله قول بتسكين الواو واللام، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين وزنه فل (الآية 80) ،. (كبير) ، صفة مشتقّة من كبر يكبر باب فرح وزنه فعيل، وهو صفة مشبّهة. (صد) مصدر سماعيّ لفعل صدّ يصدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة بعد واو الاستئناف. (3) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها. [.....]

الفوائد

(أكبر) ، اسم تفضيل وزنه أفعل، والمفضّل عليه و (من) التفضيليّة مقدّران. (يمت) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يموت بتسكين الواو والتاء، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين وزنه يفل. (أعمال) ، جمع عمل وهو مصدر عمل يعمل باب فرح، وزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 139 من هذه السورة) . الفوائد 1- لمحة تاريخية: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عبد الله بن جحش على رأس سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهر ليترصد عيرا لقريش فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي وثلاثة معه فقتلوا وأسروا اثنين واستاقوا العير وما فيها من تجارة الطائف وكان ذلك أول يوم من رجب وهم يظنونه من جمادى الآخرة فقالت قريش قد استحل محمد الشهر الحرام، شهر يأمن فيه الخائف ويلجأ فيه الناس إلى معايشهم: فأوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العير وعظم ذلك على أصحاب السرية وقالوا ما نبرح حتى تنزل توبتنا، ورد رسول الله العير والأسارى فنزلت الآية: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ إلخ الآية. [سورة البقرة (2) : آية 218] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصب (هاجروا) مثل آمنوا وكذلك (جاهدوا) ، (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (أولاء) اسم إشارة

الصرف:

مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (يرجون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (رحمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إنّ الذين آمنوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هاجروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «جاهدوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «أولئك يرجون» في محلّ رفع خبر (إنّ) . وجملة: «يرجون رحمة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يرجون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يرجوون بواوين ساكنتين، فحذفت الواو الأولى لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون. [سورة البقرة (2) : آية 219] يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) الإعراب: (يسألونك عن الخمر) مثل يسألونك عن الشهر «1» ، (الميسر) معطوف على الخمر بحرف العطف مجرور مثله (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في

_ (1) في الآية (217) من هذه السورة.

محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إثم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (كبير) نعت لاثم مرفوع مثله (الواو) عاطفة (منافع) معطوف على إثم مرفوع مثله (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمنافع (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (إثم) مبتدأ مرفوع و (هما) ضمير مضاف إليه (أكبر) خبر مرفوع (من نفع) جارّ ومجرور متعلّق بأكبر و (هما) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يسألونك) سبق إعرابه «1» ، (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» مقدّم (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (قل) مثل الأول (العفو) مفعول به لفعل محذوف تقديره أنفقوا. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي تبيّنا كذلك و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تتفكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «يسألونك» عن الخمر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «فيهما إثم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إثمهما أكبر» في محلّ نصب حال- أولا محلّ لها اعتراضيّة.

_ (1) في الآية (217) من هذه السورة. (2) هذا الإعراب يوافق قراءة النصب في الفظ (العفو) الآتي.. وثمّة وجه آخر مرجوح هو أن يكون (ما) اسم استفهام مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر، والجملة الاسمية الاستفهاميّة تفسيريّة، والفعلية صلة الموصول.

الصرف:

وجملة: «يسألونك (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألونك الأولى. وجملة: «ينفقون» مفعول به ل (يسألون) المعلّق بالاستفهام. وجملة: «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: « (أنفقوا) العفو» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تتفكرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الخمر) ، اسم للمشروب المسكر، سميت بذلك لأنها تخامر العقل أي تخالطه أو تستره وتغطيه، لأن الخمر في اللغة الستر، وزنه فعل بفتح فسكون. (الميسر) مصدر ميميّ كالموعد، وهو مشتقّ إما من اليسر لأنّ فيه أخذ المال بيسر، وإمّا من اليسار لأنه سبب له. (منافع) ، جمع منفعة، مصدر ميميّ من نفع وزنه مفعلة بفتح الميم والعين، والتاء للمبالغة ووزن منافع مفاعل. (نفعهما) ، مصدر سماعيّ للفعل نفع باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (العفو) ، اسم لما يفضل عن الحاجة، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد نزلت في الخمر أربع آيات كلها بمكة. كل آية ولها سبب، وقد سلك القرآن الكريم إلى تحريمها طريقة التدرج بسبب تمكنها من نفوس القوم. فكان الناس يقلعون عن شربها تدريجيا إلى أن أنشد سعد بن أبي وقاص في إحدى الولائم

[سورة البقرة (2) : آية 220]

شعرا بهجاء الأنصار وهو سكران فضربه أنصاري بلحى- بعظم- بعير فشجّه فشكاه سعد إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم فنزلت هذه الآية بتحريمه قطعا. [سورة البقرة (2) : آية 220] فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) الإعراب: (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتفكرون) في الآية السابقة على حذف مضاف أي تتفكرون في أمر الدنيا (الآخرة) معطوف على الدنيا بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (يسألونك) سبق إعرابه «1» ، (عن اليتامى) ، جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألون) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إصلاح) مبتدأ مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر متعلّق بمحذوف نعت لإصلاح أو بإصلاح (خير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تخالطوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إخوان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المفسد) مفعول به منصوب (من المصلح) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من المفسد أي متميّزا من المصلح «2» (الواو) عاطفة

_ (1) في الآية (215) من هذه السورة. (2) أو متعلّق ب (يعلم) بتضمينه معنى يميّز.

الصرف:

(لو) حرف امتناع لامتناع فيه معنى الشرط (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) رابطة لجواب الشرط (أعنت) فعل ماض و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عزيز) خبر إنّ مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة «يسألونك عن اليتامى» لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألونك عن الخمر في الآية السابقة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إصلاح لهم خير» مفعول به ل (قل) في محلّ نصب. وجملة: «إن تخالطوهم» في محلّ نصب معطوفة على جملة إصلاح.. وجملة: « (هم) إخوانكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله يعلم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «لو شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم. وجملة: «أعنتكم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (إصلاح) ، مصدر قياسيّ لفعل أصلح الرباعيّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة. (إخوانكم) ، جمع أخ، هو اسم حذف منه لامه، أصله أخو، لأن المثنّى منه أخوان وزنه فع. (المفسد) ، اسم فاعل من أفسد الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

[سورة البقرة (2) : آية 221]

(المصلح) اسم فاعل من أصلح الرباعيّ، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. [سورة البقرة (2) : آية 221] وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) الإعراب: (الواو) استئنافية (لا) ناهية جازمة (تنكحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (المشركات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (حتّى) عرف غاية وجرّ (يؤمنّ) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب ب (أن) مضمرة بعد حتّى.. والنون ضمير في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يؤمنّ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تنكحوا) . (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد (أمة) مبتدأ مرفوع (مؤمنة) نعت لأمة مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (من مشركة) جارّ ومجرور متعلّق بخير (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أعجب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) عاطفة (لا تنكحوا المشركين حتّى يؤمنوا) مثل إعراب نظيرتها المتقدّمة (الواو) استئنافيّة (لعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) مثل

إعراب نظيرتها المتقدّمة (أولاء) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلى النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو.. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى الجنّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو) ، (الواو) عاطفة (المغفرة) معطوف على الجنّة مجرور مثله (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يبيّن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن) ، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم لعلّ (يتذكّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «لا تنكحوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: «أمة.» خير لا محلّ لها استئنافيّة أو تعليليّة «1» . وجملة: «أعجبتكم» في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبتكم المشركة فالمؤمنة خير. وجملة: «عبد.. خير» لا محلّ لها استئنافيّة أو تعليليّة. وجملة: «أعجبكم» في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبكم المشرك فالمؤمن خير. وجملة: «لا تنكحوا المشركين» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا

_ (1) تعليل للنهي عن زواج المشركات.

الصرف:

تنكحوا المشركات. وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: «أولئك يدعون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدعون إلى النار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «الله يدعو..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك يدعون. وجملة: «يدعو إلى الجنّة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يبيّن آياته» في محلّ رفع معطوفة على جملة يدعو إلى الجنّة. وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (المشركات) ، جمع المشركة مؤنّث المشرك، اسم فاعل من أشرك الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (أمة) ، اسم للخادمة أو المملوكة، صفة مشبّهة من فعل أمت الجارية تأمو باب نصر وأميت تأمى باب فرح وأمت تأمي باب ضرب. فيه إعلال بالحذف أصله أموة لأنّ جمعها إماء وأصلها إما وأموات، وزنه فعة. (مؤمنة) ، مؤنّث مؤمن.. انظر الآية (8) من هذه السورة. (مشركة) مؤنّث مشرك. انظر الآية (105) من هذه السورة. (يدعون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يدعوون بضمّ الواو الأولى، نقلت حركة الواو إلى العين قبلها فاجتمع سكونان فحذفت الواو الأولى تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه يفعون.

البلاغة

(إذنه) ، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ» . المراد بالمغفرة هنا التوبة فالعلاقة هنا المسببية، لأن المغفرة مسببة عن التوبة. الفوائد 1- اللام: كثيرة الأقسام والمعاني وجملتها تعود إلى قسمين: عاملة وغير عاملة فالعاملة: جارة وجازمة. وغير العاملة ثمانية: «لام الابتداء، ولام البعد، ولام التعجب، ولام الجواب، واللام الزائدة، واللام الفارقة، واللام المزحلقة، واللام الموطّئة للقسم. واللام في هذه الآية هي لام الابتداء، وهي التي تفيد توكيد مضمون الجملة- وتخليص المضارع للحال ولا تدخل إلا على الاسم نحو «لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً» أو الفعل المضارع نحو «ليحب الله المحسنين» وتدخل على الفعل الذي لا يتصرف نحو «لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» ومن لام الابتداء «اللام المزحلقة» وقد نستوفي البحث عنها في مكان آخر من هذا الكتاب. [سورة البقرة (2) : آية 222] وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (يسألونك عن المحيض) مثل يسألونك عن الشهر «1» (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أذى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعتزلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (النساء) مفعول به منصوب (في المحيض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من النساء «2» (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقربوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (يطهرن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب ب (أن) مضمرة بعد حتّى.. والنون ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يطهرن) في محلّ جرّ ب (حتّى) ، متعلّق ب (تقربوهنّ) . (الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب أي فأتوهنّ (تطهّرن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوهنّ) ، (أمر) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (التوّابين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (يحبّ المتطهرين) مثل

_ (1) في الآية (217) من هذه السورة. (2) أو متعلّق ب (اعتزلوا) .

الصرف:

نظيرها يحبّ التوّابين. جملة: «يسألونك عن المحيض» معطوفة على جملة يسألونك عن الشهر «1» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو أذى» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعتزلوا النساء» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كان كذلك فاعتزلوا. وجملة: «لا تقربوهنّ» لا محل لها معطوفة على جملة اعتزلوا النساء. وجملة: «يطهرن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (ان) . وجملة: «تطهّرن» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ائتوهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أمركم الله» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّ الله يحبّ» لا محلّ لها تعليليّة «2» . وجملة: «يحبّ التوّابين» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يحبّ المتطهّرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّ التوّابين. الصرف: (المحيض) مصدر ميميّ بمعنى الحيض يصلح للحدث والزمان والمكان، فيه إعلال بالتسكين حيث نقلت كسرة الياء إلى الحاء قبلها. (أذى) ، مصدر سماعيّ فعله أذي باب فرح، وفيه إعلال أصله أذيا

_ (1) في الآية (217) من هذه السورة. (2) الجملة في رأي ابن هشام وغيره معترضة بين فأتوهنّ.. ونساؤكم حرث لكم لأن الثانية تفسير للأولى.

[سورة البقرة (2) : آية 223]

تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (فأتوهنّ) ، فيه حذف همزة الوصل أصله ائتوهنّ، فلمّا لحقته الفاء حذفت همزة الوصل وكتبت الهمزة بعدها على ألف. (التوّابين) ، جمع التوّاب، مبالغة اسم الفاعل وزنه فعّال (انظر الآية 37 من هذه السورة) . (المتطهّرين) ، جمع المتطهّر، اسم فاعل من تطهّر وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة البقرة (2) : آية 223] نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) الإعراب: (نساء) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (حرث) خبر مرفوع على حذف مضاف أي ذوات حرث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لحرث (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (حرث) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (أنّى) ظرف مكان مبنيّ على السكون غير متضمّن معنى الشرط متعلق ب (ائتوا) «1» ، (شئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (قدّموا) مثل ائتوا (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّموا) و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل ائتوا (الله) لفظ

_ (1) أنّى: قد يكون بمعنى كيف، أو بمعنى أين، أو بمعنى متى فيدلّ على الظرف الزمانيّ في الآية. وأبو حيان لا يجردها من الشرط في الآية فهي متعلقة بمضمون الجواب المقدّر أي: أنّى شئتم فأتوا حرثكم.

الصرف:

الجلالة مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة (اعلموا) مثل ائتوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بشر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «نساؤكم حرث» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «فأتوا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن رغبتم فيهنّ فأتوا.. وجملة: «قدّموا» في محلّ جزم معطوفة على جملة ائتوا. وجملة: «اتّقوا الله» في محل جزم معطوفة على جملة ائتوا. وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها استئنافيّة. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. وجملة: «بشّر المؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا. الصرف: (حرث) ، مصدر بمعنى الزرع أي زرع الولد، وقد أفرد الخبر لكونه مصدرا وهو بمعنى المفعول أي محروثات (انظر الآية 205 من هذه السورة) . (ملاقوه) ، فيه إعلال بالحذف أصله ملاقيوه بضمّ الياء، نقلت حركتها إلى القاف للتخفيف فاجتمع ساكنان فحذفت الياء فأصبح ملاقوه، وزنه مفاعوه (انظر الآية 46 من هذه السورة) .

_ (1) أو هي تفسيرية لجملة ائتوهن في الآية السابقة.

البلاغة

البلاغة 1- «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ» أي مواضع حرث لكم شبهن بها لما بين ما يلقى في أرحامهن وبين البذور من المشابهة من حيث أن كلا منهما مادة لما يحصل منه. وهذا التشبيه بليغ. 2- «فَأْتُوا حَرْثَكُمْ» أي ما هو كالحرث ففيه استعارة تصريحية. الفوائد 1- (أَنَّى شِئْتُمْ» أورد المعجم لكلمة «أنّى» أربعة معان فهي تأتي بمعنى «من أين» نحو «أنّى لك هذا» أي من أين لك هذا؟ وتأتي بمعنى «كيف» نحو «أنّى شئتم» فهي بمعنى كيف شئتم ومتى شئتم وحيث شئتم. 2- اعتزل المسلمون نساءهم عملا بظاهر الآية فأخرجوهن من البيوت فلما بلغ رسول الله ذلك قال: إنما أمرتكم، أن تعتزلوا مجامعتهن، ولم تؤمروا بإخراجهن من البيوت كفعل الأعاجم. [سورة البقرة (2) : آية 224] وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تجعلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (عرضة) مفعول به ثان منصوب (لأيمان) جارّ ومجرور متعلّق بعرضه (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (تتقّوا) مثل تبرّوا «1» .

_ (1) يجوز أن يكون الفعل على الإيجاب أي لا تكثروا الحلف بالله وإن كنتم بارّين متّقين مصلحين، ويجوز أن يكون الفعل على النفي، أي لا تحلفوا بالله ألا تبرّوا ولا تتّقوا ولا تصلحوا ...

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تبرّوا) في محلّ جرّ عطف بيان من (ايمان) أو بدل منه «1» ... وكذلك أن تتّقوا، وأن تصلحوا ... (الواو) عاطفة (تصلحوا) مثل تبرّوا (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تصلحوا) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لا تجعلوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبرّوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبرّوا. وجملة: «تصلحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبرّوا. وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (عرضة) ، قد تكون بمعنى العارض أي الحاجز أو المعروض كالقبضة والغرفة بمعنى المقبوض والمغروف، وهو الشيء الذي يعرض وينصب. (أيمان) ، جمع يمين مصدر بمعنى القسم أو اسم بمعنى القسم، وزنه فعيل جمعه أفعال.

_ (1) لأن البرّ والتقوى والإصلاح هي موضع الأيمان ومآلها. أي الحلف على عدم القيام بالبر والتقوى. ويجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي. في أن تبرّوا.. متعلّق ب (عرضة) . [.....]

[سورة البقرة (2) : آية 225]

[سورة البقرة (2) : آية 225] لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) الإعراب: (لا) نافية (يؤاخذ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (باللغو) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤاخذ) ، (في أيمان) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من اللغو أو بالمصدر اللغو و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (يؤاخذكم) مثل الأول والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤاخذكم) «1» ، (كسب) فعل ماض (التاء) تاء التأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله غفور حليم) مثل الله سميع عليم «2» . جملة: «لا يؤاخذكم الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤاخذكم الثانية» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كسبت قلوبكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (اللغو) مصدر لغا يلغو وزنه فعل بفتح فسكون. (حليم) ، صفة مشبّهة من حلم يحلم باب كرم، وزنه فعيل.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤاخذكم) . (2) في الآية السابقة.

الفوائد

الفوائد ولكن: معناها الاستدراك وإنما يستدرك فيها بعد النفي، وهي من أخوات «إنّ» وأحكامها نفس أحكامها. وإذا خفّفت تهمل وجوبا. وتهمل أيضا إذا اتصلت بها «ما» الزائدة وهي الكافة كقول امرئ القيس: ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي. [سورة البقرة (2) : آية 226] لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) الإعراب: (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (يؤلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (من نساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يؤولون أي متباعدين من نسائهم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (تربّص) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (أربعة) مضاف إليه مجرور (أشهر) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (فاءوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «يؤلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «للذين.. تربّص» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فاءوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إن الله غفور» تعليل لجواب الشرط المحذوف أي: إن فأووا

الصرف:

غفر الله لهم لأن الله غفور ... الصرف: (يؤلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يؤليون، بضمّ الياء الثانية، نقلت حركة الياء إلى اللام- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون، والماضي منه آلى، فالمدّة حاصلة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة وزنه أفعل. (تربّص) ، مصدر قياسيّ لفعل تربّص الخماسيّ، وزنه تفعّل بضمّ العين المشدّدة. (أربعة) ، اسم للعدد المعروف، وقد جاء مؤنثا لأن المعدود مذكر وهو الشهر وزنه أفعلة بفتح الهمزة والعين. (فاءوا) ، الألف في الفعل منقلبة عن ياء من يفيء باب ضرب، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا. [سورة البقرة (2) : آية 227] وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (عزموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الطلاق) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ الله سميع عليم) سبق إعراب نظيرها إنّ الله غفور رحيم في الآية السابقة فهي مثلها مفردات وجملا. جملة: «عزموا الطلاق» لا محلّ لها معطوفة على جملة فاءوا في السابقة.

_ (1) فعل عزم يتعدى إلى المفعول بنفسه أو بوساطة حرف الجرّ على، يقال عزم الأمر وعلى الأمر، فلا ضرورة لإعراب الطلاق منصوبا على نزع الخافض كما جاء في حاشية الجمل.

الصرف:

الصرف: (الطلاق) ، اسم مصدر لأن فعله طلّق زنة فعّل وقياس مصدره التطليق. [سورة البقرة (2) : آية 228] وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) الإعراب: (الواو) عاطفة (المطلّقات) مبتدأ مرفوع (يتربّصن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتربّصن) ، (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (ثلاثة) ظرف زمان مفعول فيه متعلّق ب (يتربّصن) ، (قروء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ) (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكتمن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب ب (أن) و (النون) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يكتمن) في محلّ رفع فاعل يحلّ. (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (خلق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في أرحام) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) أي يكتمن خلق الولد.. ويجوز أن يكون الخلق دم الحيض وحينئذ تكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها صفة لها.

ب (خلق) ، (هنّ) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كن) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) نون النسوة فاعل (يؤمنّ) فعل مضارع مبنيّ في محلّ رفع.. و (النون) فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (الواو) عاطفة (بعولة) مبتدأ مرفوع و (هنّ) ضمير مضاف إليه (أحقّ) خبر مرفوع (بردّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحقّ) ، (هن) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أحقّ) «1» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (إن) مثل الأول (أرادوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم ... والواو فاعل (إصلاحا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع «2» ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (عليهنّ) مثل لهنّ متعلّق بصلة الموصول المحذوفة أي الذي يوجد عليهن (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمثل لأنه لا يتعرف بالإضافة لإيغاله في التنكير «3» ، (الواو) عاطفة (للرجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (عليهنّ) مثل لهنّ متعلّق بمحذوف حال من درجة (درجة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) هذا إذا كانت الإشارة إلى العدّة، أي يستحقّ رجعتها ما دامت في العدّة.. ويجوز التعليق بردّ إذا كانت الإشارة إلى النكاح. (2) وهو نعت لمنعوت محذوف أي: ولهنّ معاشرة بالمعروف مثل الذي عليهنّ من الواجبات. (3) أو متعلّق بالاستقرار وهو الخبر المحذوف.

الصرف:

جملة «المطلّقات يتربّصن» لا محلّ لها معطوفة على جملة للذين يؤلون أو على جملة فاءوا في الآيات السابقة. وجملة: «يتربّصن» في محلّ رفع خبر المطلّقات. وجملة: «لا يحلّ لهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات يتربّصن. وجملة: «يكتمن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «خلق الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كنّ يؤمنّ» لا محلّ لها اعتراضيّة والجواب محذوف. وجملة: «يؤمنّ ... في محلّ نصب خبر كنّ. وجملة: «بعولتهنّ أحقّ لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات يتربّصن. وجملة: «أرادوا إصلاحا» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجملة الجواب محذوفة دلّ عليها ما قبلها أي إن أراد بعولتهنّ إصلاحا فهم أحقّ بردّهنّ. وجملة: «لهنّ مثل الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات ... وجملة: «للرجال عليهنّ درجة» لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات.. وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (المطلّقات) ، جمع المطلّقة وهو اسم مفعول لحقته التاء على وزن مفعّلة بضمّ الميم وفتح العين. (قروء) ، جمع قرء بضمّ القاف وفتحها. وفي المصباح والقرء فيه لغتان الفتح وجمعه قروء وأقرؤ مثل فلس وفلوس وأفلس، والضمّ ويجمع على أقراء مثل قفل وأقفال.

[سورة البقرة (2) : آية 229]

(أرحام) ، جمع رحم اسم لمكان تخلّق النطفة، وزنه فعل بفتح فكسر. (بعولتهنّ) ، جمع بعل والتاء لتأنيث الجمع، ويصحّ أن يكون مصدرا على حذف مضاف أي أهل بعولتهنّ، وفي المصباح البعل الزوج يقال بعل يبعل باب قتل بعولة إذا تزوّج والمرأة بعل، وقد يقال فيها بعلة بالهاء كما يقال زوجة تحقيقا للتأنيث والجمع البعولة، وفي القاموس يجمع البعل على بعال وبعول وفيه بعل من باب منع. (أحقّ) ، اسم تفضيل على وزن أفعل من حقّ يحقّ باب ضرب. (درجة) ، اسم من درج يدرج باب فرح، وزنه فعلة بفتحتين. (مثل) ، صفة مشتقة من فعل مثل يمثل فلانا باب نصر.. وزنه فعل بكسر فسكون، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل لأنه بمعنى مماثل، ويوصف به المذكّر والمؤنّث والمثنّى والجمع يقال: هو وهي وهما وهم وهنّ مثله، ويقال أيضا هم أمثالهم. [سورة البقرة (2) : آية 229] الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخافا أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)

الإعراب:

الإعراب: (الطلاق) مبتدأ مرفوع (مرّتان) خبر مرفوع وعلامة الرفع الألف (الفاء) عاطفة (إمساك) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره واجب عليكم وهو متقدّم على المبتدأ (بمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لإمساك أو بالمصدر إمساك (أو) حرف عطف (تسريح) معطوف على إمساك مرفوع مثله (بإحسان) جرّ ومجرور متعلّق بنعت لتسريح أو بالمصدر تسريح. جملة: «الطلاق مرتان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (عليكم) إمساك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحلّ) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأخذوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من شيئا «1» (آتيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل والميم حرف لجمع الذكور (الواو) حرف زائد لإشباع حركة الميم (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (شيئا) مفعول به عامله تأخذوا، والمفعول الثاني لفعل آتيتموهنّ محذوف تقديره آتيتموهنّ إيّاه. والمصدر المؤوّل (أن تأخذوا) في محلّ رفع فاعل يحلّ. (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يخافا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و (الألف) فاعل.

_ (1) أو متعلّق ب (تأخذوا) .

والمصدر المؤوّل (أن يخافا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف على حذف مضاف، والجارّ والمجرور بمفهومه الخاصّ المحدود مستثنى من أعمّ الأحوال قبل أداة الاستثناء «1» ، (أن) مثل الأول (لا) نافية (يقيما) مثل يخافا (حدود) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (ألّا يقيما) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافا. وجملة: «لا يحلّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الطلاق مرّتان. وجملة: «تأخذوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آتيتموهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يخافا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «يقيما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث. (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (ألّا يقيما حدود الله) سبق إعرابها ... والمصدر المؤوّل (ألّا يقيما) في محلّ نصب مفعول به عامله خفتم. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليهما) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر لا (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف «2» ، (افتدت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على

_ (1) تقدير المعنى: لا يحل لكم أن تأخذوا ممّا آتيتموهنّ شيئا في كلّ حال من الأحوال إلا في حال خوف الزوجين من عدم إقامة حدود الله، وحينئذ يصحّ الأخذ ويحلّ. وأبو حيّان يجعله استثناء مفرغا وهو المفعول لأجله أي لا يحلّ لكم أن تأخذوا بسبب من الأسباب إلا خوفا من عدم إقامة حدود الله فذلك هو المبيح لكم الأخذ. (2) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة في محل جرّ، والجملة بعدها صفة لها.

الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (التاء) تاء التأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدت) . وجملة: «خفتم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقيما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الرابع. وجملة: «لا جناح عليهما» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «افتدت به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حدود) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تعتدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتعدّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (حدود) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الظالمون) خبر المبتدأ أولئك، مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: تلك حدود الله لا محلّ لها استئنافية. وجملة: لا تعتدوها في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن وعيتموها فلا تعتدوها. وجملة: من يتعدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك حدود الله

_ (1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره الظالمون والجملة خبر أولئك.

الصرف:

وجملة: «يتعدّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «أولئك..» الظالمون في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (مرتان) ، مثنّى مرّة وهو اسم بمعنى الفعلة أو مصدر، وزنه فعلة بفتح فسكون. (إمساك) ، مصدر الفعل أمسك، وهو مصدر قياسي أفعل إفعال. (تسريح) ، مصدر الفعل سرّح الرباعيّ، وهو مصدر قياسيّ فعّل تفعيل. (حدود) ، جمع حدّ، مصدر حدّ يحدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 187 من هذه السورة) . (خفتم) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة الساكن لبناء الفعل على السكون، وزنه فلتم بكسر الفاء. (افتدت) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل تاء التأنيث، وزنه افتعت. (تعتدوها) ، أي تتعدّوها، وكلاهما بمعنى تتجاوزوها، الأول من فعل اعتدى الحقّ وعن الحقّ وفوق الحقّ أي جاوزه، والثاني من فعل تعدّى الشيء أي جاوزه. وفي تعتدوها إعلال بالحذف أصله تعتديوها بضمّ الياء، نقلت حركة الياء إلى الدال فسكّنت، ثمّ حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفتعوها. (يتعدّ) ، حذفت لامه للجزم وزنه يتفعّ.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب.

[سورة البقرة (2) : آية 230]

[سورة البقرة (2) : آية 230] فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (طلّق) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (ها) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (تحلّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلّ) ، (من) حرف جرّ (بعد) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلّ) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ بمعنى إلّا (تنكح) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (زوجا) مفعول به منصوب (غيره) نعت لزوج منصوب مثله، والهاء ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تنكح) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تحلّ) . (الفاء) عاطفة (إن طلّقها) مثل الأولى والفاعل يعود إلى الزوج الثاني (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (أن) حرف مصدريّ ونصب (يتراجعا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الألف) ضمير فاعل.

والمصدر المؤوّل (أن يتراجعا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في، والجارّ والمجرور متعلّق بخبر لا المحذوف. (إن) حرف شرط جازم (ظنّ) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط و (الألف) ضمير فاعل (أن) مثل الأول (يقيما) مثل يتراجعا. والمصدر المؤوّل (أن يقيما) في محلّ نصب مفعول به أول ل (ظنّ) ، والمفعول الثاني مقدّر أي إن ظنّا إقامة حدود الله حاصلة «1» ، (حدود) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (تلك حدود الله) سبق إعرابها في الآية السابقة (يبيّن) مضارع مرفوع، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن) (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «طلقها» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحل» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي فهي لا تحلّ له.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تنكح لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي المضمر (أن) . وجملة: «طلّقها (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة طلّقها الأولى. وجملة: «لا جناح عليهما» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يتراجعا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ظنّا» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجملة الجواب محذوفة. دلّ عليها ما سبق أي: إن ظنّا أن يقيما حدود الله فلا جناح عليهما أن يتراجعا.

_ (1) يجوز أن يسدّ المصدر المؤوّل مسدّ مفعولي ظنّ.

الفوائد

وجملة: «يقيما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تلك حدود الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يبيّنها» في محلّ نصب حال من حدود الله. وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الفوائد 1- كان الرجل يطلق المرأة ويتركها حتى يقرب انقضاء عدتها ثم يراجعها لا عن حاجة ولكن ليطوّل العدة عليها، فهو الإمساك ضرارا. 2- ثمة آراء حول النكاح المعقود بشرط التحليل. فقد ذهب سفيان والأوزاعي وأبو عبيد ومالك وغيرهم إلى أنه غير جائز وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه لعن المحلّل والمحلّل له، وعن عمر رضي الله عنه: لا أوتى بمحلّل ولا محلّل له إلا رجمتهما. [سورة البقرة (2) : آية 231] وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (طلّق) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل (النساء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (بلغن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون)

ضمير فاعل (أجل) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أمسكوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (هنّ) ضمير مفعول به (بمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل أمسكوهنّ أي متلبسين بمعروف (أو) حرف عطف للتخيير (سرّحوا) مثل أمسكوا و (هنّ) مفعول به (بمعروف) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من فاعل سرّحوهنّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسكوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، و (هنّ) مفعول به (ضرارا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (اللام) للتعليل (تعتدوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب حذف النون و.. الواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تعتدوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ضرارا) . (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ظلم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (لا تتّخذوا) مثل لا تمسكوا (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هزوا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة

_ (1) قال الجمل في حاشيته على الجلالين: لا يجوز جعله علّة ثانية- أي لا يجوز تعليقه بالفعل- لأن المفعول لأجله لا يتعدّد إلا بالعطف وهو مفقود هنا. [.....]

(اذكروا) مثل أمسكوا (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نعمة الله «1» (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوفة على نعمة «2» ، (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (أنزل) ، (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل المقدّر أي ما أنزله عليكم من الكتاب (الواو) عاطفة (الحكمة) معطوف على الكتاب مجرور مثله (يعظ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعظ) . (الواو) استئنافيّة (اتّقوا) مثل أمسكوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل أمسكوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر أنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. جملة: «طلّقتم النساء» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بلغن ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة طلّقتم. وجملة: «أمسكوهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «سرّحوهن» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ. وجملة: «لا تمسكوهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ. وجملة: «تعتدوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .

_ (1) أو متعلّق بالمصدر نعمة أي: أن أنعم الله عليكم. (2) يجوز أن يكون (ما) مبتدأ خبره جملة يعظكم.

الصرف:

وجملة: «من يفعل» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «يفعل ذلك» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «قد ظلم نفسه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تتّخذوا..» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «أنزل عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعظكم به» في محلّ نصب حال من فاعل أنزل أو مفعوله. وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعلموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله. الصرف: (أجلهنّ) ، مصدر الثلاثي أجل يأجل باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. (ضرارا) ، مصدر ضارّ الذي بمعنى ضرّ.. وضارّ امرأته أيضا اتّخذ عليها ضرّة بفتح الضاد. (هزوا) ، مخفّفة من هزؤا مصدر هزأ وهزئ، بفتح الزاي وكسرها، بفلان ومنه «3» (يعظكم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت فاء الفعل وأصله يوعظكم، لأنه مثال مكسور العين، وزنه يعلكم. (عليم) ، صفة على وزن فعيل، جاءت على وجه الثبوت فهي صفة مشبّهة على الرغم من صياغتها من الفعل المتعدّي لأنها من صفات الله عزّ وجلّ (وانظر الآية 29) .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز عطفها على جملة (لا تمسكوهنّ.) ، فتكون جملة (من يفعل.) اعتراضيّة. (3) وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: هزءا، بفتح الهاء وضمّها، وهزؤا، ومهزأة.

[سورة البقرة (2) : آية 232]

[سورة البقرة (2) : آية 232] وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (232) الإعراب: (وإذا طلّقتم النساء فبلغن أجلهنّ) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، و (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تعضلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (أن) حرف مصدري ونصب (ينكحن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (النون) فاعل (أزواج) مفعول به منصوب (هنّ) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن ينكحن) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن ينكحن، والجار والمجرور متعلّق ب (تعضلوهنّ) . (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب (تراضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تراضوا) و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تراضوا) «2» ، (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد

_ (1) في الآية (231) . (2) أو بمحذوف هو مفعول مطلق أي تراضيا بالمعروف، ويجوز تعليقه ب (ينكحن) على رأي أبي حيّان.

و (الكاف) للخطاب (يوعظ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوعظ) ، (من) اسم موصول في محلّ رفع نائب فاعل (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل (يؤمن) وهو مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (اليوم) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (ذلكم) مثل ذلك (أزكى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لكم) مثل منكم متعلّق بأزكى (أطهر) معطوف على أزكى بالواو مرفوع مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل. جملة: «لا تعضلوهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ينكحن أزواجهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «تراضوا» في محلّ جرّ مضاف إليه.. والجواب محذوف يفسّره عدم العضل «1» . وجملة: «ذلك يوعظ..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوعظ به من..» في محلّ رفع خبر المبتدأ ذلك. وجملة: «كان منكم يؤمن» لا محلّ لها صلة الموصول من. وجملة: «يؤمن بالله» في محلّ نصب خبر كان.

_ (1) يجوز تجريد الظرف (إذا) من الشرط فيتعلّق ب (يعضلوهنّ) المذكور أو ب (ينكحن) .

الصرف:

وجملة: «ذلكم أزكى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله يعلم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. الصرف: (تراضوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف الساكنة قبل واو الجماعة الساكنة وتركت الفتحة على ما قبل الواو دلالة على حذف الألف، وزنه تفاعوا، والألف المحذوفة أصلها واو لأن المصدر السماعيّ له: الرضوان. (أزكى) ، الألف في الكلمة أصلها واو لأن الفعل زكا يزكو رسمت ياء غير منقوطة لأنها رابعة. ووزن أزكى أفعل إمّا لأنه اسم تفضيل على أصله والمفضّل عليه محذوف أي هو أزكى من غيره، أو أنّه وصف مجرّد عن التفضيل أي هو زاك وطاهر. (أطهر) ، اسم تفضيل من طهر يطهر باب نصر وباب كرم وزنه أفعل، والمفضّل عليه محذوف أي أطهر من غيره.. وقد يكون وصفا مجرّدا عن التفضيل أي هو طاهر. البلاغة 1- «وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ» أي آخر مدتهن فهو مجاز من قبيل استعمال الكل في الجزء وإن قلنا: إن الأجل حقيقة في جميع المدة. 2- «أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ» تسمية المطلقين لهن بالأزواج مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان

[سورة البقرة (2) : آية 233]

[سورة البقرة (2) : آية 233] وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الوالدات) مبتدأ مرفوع (يرضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع و (النون) فاعل (أولاد) مفعول به منصوب (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (حولين) ظرف زمان مفعول فيه منصوب وعلامة النصب الياء (كاملين) نعت لحولين منصوب مثله وعلامة النصب الياء (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره: ذلك المذكور من إرضاع الحولين. (أراد) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يتمّ) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الموصول (الرضاعة) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ نصب مفعول به. (الواو) عاطفة (على المولود) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ والجارّ والمجرور نائب فاعل لاسم المفعول المولود (رزق) مبتدأ مؤخّر مرفوع،

(هنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (كسوتهنّ) معطوف على رزقهنّ بالواو مرفوع مثله (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الرزق والكسوة (لا) نافية (تكلّف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (نفس) نائب فاعل مرفوع (إلا) أداة حصر (وسع) مفعول به وهو المفعول الثاني في الأصل (لا) ناهية جازمة «1» ، (تضارّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون وحرّك بالفتح لالتقاء الساكنين بسبب التضعيف، وهو مبنيّ للمجهول «2» .، (والدة) نائب فاعل مرفوع (بولد) جار ومجرور متعلّق ب (لا تضارّ) والباء سببيّة و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة «3» ، (مولود) نائب فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور قبله أي: لا يضارّ مولود. له ... (له) مثل الأول وهو نائب فاعل لاسم المفعول المولود. (بولد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضارّ) المحذوف و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. والجملة من الفعل المقدّر ونائب الفاعل لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تضارّ والدة بولدها.. وقد ذكرت بين إعراب الجمل. (الواو) عاطفة (على الوارث) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أرادا) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الألف) ضمير في محلّ رفع فاعل (فصالا) مفعول به منصوب (عن تراض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفصال أي فصالا صادرا عن تراض.. وعلامة الجرّ

_ (1، 3) يجوز أن تكون نافية إذ قرئ بالرفع بالبناء للمعلوم والبناء للمجهول. (2) يجوز أن يكون مبنيا للمعلوم فاعله (والدة) مفعوله (ولدها) على زيادة الباء أي تضرّ والدة ولدها بأن تلقي الولد إلى أبيه بعد ما ألفها.

الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لتراض، (تشاور) معطوف على تراض بالواو مجرور مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (هما) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا. (الواو) عاطفة (إن أردتم) مثل إن أرادا (أن) حرف مصدري ونصب (تسترضعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (أولاد) مفعول به منصوب «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تسترضعوا) في محلّ نصب مفعول به. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا جناح عليكم) مثل الأولى.. (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (سلّمتم) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتيتم) فعل ماض وفاعله (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل سلّمتم أو بفعل سلّمتم أو ب (آتيتم) ، (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير «2» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر أنّ مرفوع.

_ (1) وهو المفعول الثاني أمّا المفعول الأول فمحذوف أي أن تسترضعوا امرأة أولادكم.. ويجوز أن يكون أولادكم منصوبا على نزع الخافض أي أن تسترضعوا امرأة لأولادكم. (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء.

والمصدر المؤوّل من أنّ واسمه وخبره سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا. جملة: «الوالدات يرضعن» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرضعن.. في» محلّ رفع خبر المبتدأ (الوالدات) . وجملة: «أرادا..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: « (ذلك) لمن أراد..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «على المولود له رزقهنّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا تكلّف نفس..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا تضارّ والدة» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: « (لا) يضارّ مولود له» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تضارّ ... وجملة: «على الوارث مثل ذلك» لا محلّ لها معطوفة على جملة (على المولود له رزقهنّ) . وجملة: «إن أرادا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الوالدات يرضعن وجملة: «لا جناح عليهما» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «أردتم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أرادا. وجملة: «فلا جناح عليكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: سلّمتم في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله أي إذا سلّمتم فلا جناح عليكم.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حالا من فاعل (يرضعن) إذا أعربت (لا) نافية.

الصرف:

وجملة: «أتيتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى. وجملة: «اعلموا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «1» . الصرف: (الوالدات) ، جمع الوالدة مؤنّث الوالد اسم فاعل لموصوف محذوف غالبا فأصبحت الصفة كالاسم لدوام حذف الموصوف. (حولين) ، مثنى حول، اسم جامد بمعنى العام، وزنه فعل بفتح فسكون. (كاملين) ، مثنّى كامل اسم فاعل مشتقّ من كمل يكمل (انظر الآية 196) . (الرضاعة) ، مصدر سماعيّ لفعل رضع يرضع باب فرح وباب ضرب وباب فتح، وزنه فعالة بفتح الفاء وقد تكسر ... (المولود له) ، هو الأب، و (ال) في المولود وصلية و (مولود) اسم مفعول عمل عمل فعله المبنيّ للمجهول. (رزقهنّ) ، مصدر أو بمعنى المرزوق أي الطعام. (كسوتهنّ) ، مصدر كسا يكسو أو كسا يكسي وزنه فعلة بكسر فسكون، أو بمعنى المكسو أي الرداء، فهو اسم. (وسعها) ، مصدر سماعيّ لفعل وسع يسع باب فرح وهو مثلّث الواو، وهنا جاءت مضمومة، وزنه فعل. (الوارث) ، اسم فاعل من ورث يرث باب وثق وزنه فاعل.

_ (1) أو هي صلة الموصول الحرفيّ إذا أعرب (ما) حرفا مصدريّا. [.....]

الفوائد

(فصالا) ، مصدر سماعيّ لفعل فاصل الرباعيّ بمعنى باين، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ فهو المفاصلة، وهنا بمعنى الفطام. (تراض) ، مصدر تراضى، وفيه إعلال بالحذف لأنه منقوص أي التراضي، والقياس أن يضمّ ما قبل الآخر لأن الفعل مبدوء بتاء، ولثقل الضمّ قبل الياء جاء الحرف مكسورا فأصبح التراضي. (تشاور) ، مصدر قياسيّ لفعل تشاور الخماسيّ، وزنه تفاعل بضمّ العين. (أردتم) ، فيه إعلال بالحذف، بني الفعل على السكون لاتصاله بضمير الرفع فحذفت الألف- حرف العلّة- تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه أفلتم. الفوائد 1- إلّا الاستثنائية: هي حرف دون غيرها من أدوات الاستثناء ولها ثلاث أحوال: أ- وجوب نصب المستثنى بعدها. ب- إتباعها على البدلية. ج- إعراب ما بعدها حسب العوامل وهو الاستثناء المفرغ. أولا: القسم الأول «وجوب نصب ما بعدها» له أحوال ثلاث: الأولى: أن يكون المستثنى متصلا مؤخرا والكلام تاما موجبا، نحو: «فشربوا منه إلا قليلا منهم» . الثانية أن يكون المستثنى منقطعا مثل: «ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ» فاتباع الظن ليس من جنس العلم.

[سورة البقرة (2) : آية 234]

الثالثة: أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه سواء كان الكلام منفيا أم موجبا. أما التبعية على البدلية والاستثناء المفرغ فسوف يأتى بحثهما في أماكن أخرى من هذا الكتاب. وفي قوله تعالى: «لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها» فإلا هنا أداة حصر لأن الكلام منفي والمستثنى منه محذوف وهو «شيئا» . 2- لا تضارّ: فعل مضارع مضعّف ومجزوم وحرّك بالفتح لخفته، ويصحّ كسره تشبيها له بالتقاء الساكنين. كما يصحّ الإتباع لحركة فاء الفعل وقد روي قول جرير بالحالات الثلاث. فغضّ الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا [سورة البقرة (2) : آية 234] وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) الإعراب: (الواو) عاطفة و (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ بحذف مضاف قبله» ، (يتوفّون) مضارع مبنيّ للمجهول

_ (1) ليتم التوافق بين المبتدأ (الذين) والخبر، وهو جملة يتربّصن، كان لا بدّ من تقدير مضاف محذوف، أي: أزواج الذين يتوفّون.. يتربّصن، وقد دلّ على هذا المحذوف قوله: ويذرون أزواجا. وبعضهم يجعل الخبر محذوفا أي: حكم الذين يتوفّون منكم كائن في ما يتلى عليكم، وتصبح جملة (يتربّصن) تفسيريّة لا محلّ لها.

مرفوع، والواو نائب فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل (الواو) عاطفة (يذرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أزواجا) مفعول به منصوب (يتربّصن) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق- (يتربّصن) «1» ، و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جر مضاف إليه (أربعة) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل يتربّصن (أشهر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عشرا) معطوف على أربعة منصوب مثله (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (بلغن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (أجل) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا جناح عليكم) سبق إعرابها «2» ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «3» ، (فعلن) مثل بلغن (بأنفسهنّ) مثل الأول متعلّق- (فعلن) ، (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل فعلن «4» ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبير «5» (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (خبير) خبر المبتدأ- الله- مرفوع ...

_ (1) أجاز الجمل في حاشيته على الجلالين أن تكون الباء زائدة، و (أنفس) مجرور لفظا مرفوع محلّا توكيد معنوي لنون النسوة في يتربّصن. (2) في الآية 233. (3) يجوز أن تكون نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت. (4) أو متعلّق بمفعول مطلق محذوف أي فعلن فعلا بالمعروف. (5) أو حرف مصدري والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بخبير.

الصرف:

جملة: الذين يتوفّون.. لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.. وجملة: «يتوفّون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يذرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «يتربّصن» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «بلغن ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا جناح عليكم لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «فعلن» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» . وجملة: «الله.. خبير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «3» . الصرف: (يتوفّون) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يتفعّون بفتح عين الكلمة المشدّدة دلالة على الألف المحذوفة (يذرون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يوذرون لأن ماضيه وذر، حذفت فاؤه للاستثقال، وزنه يعلون بفتح العين، وهو من الباب الرابع فرح يفرح أو وسع يسع، وماضيه مهمل عند العرب، وكذلك مصدره واسم فاعله، فلا يقال وذر زنة شهم ولا واذر، بل ترك وتارك، ويقول: ذره تركا، ويذره تركا «4» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره (أزواجهم) وحينئذ لا حاجة لتقدير مضاف محذوف لاسم الموصول (الذين) ، والجملة الاسمية الحاصلة خبر الموصول. (2) أو في محلّ جرّ صفة ل (ما) النكرة الموصوفة. (3) أو هي صلة الموصول الحرفيّ (ما) لأنه حرف مصدريّ. (4) عن لسان العرب بتصرّف.

الفوائد

(عشرا) ، جاء لفظه مذكّرا لأن مميّزه مؤنّث وهو (الليالي) لأنها الأصل في حساب الأيام. (خبير) ، حكمه في التصريف حكم بصير (انظر الآية 233) . الفوائد 1- «الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ» . في إعراب الآية آراء كثيرة ومتغايرة للعديد من أئمة النحو واللغة نلخص الأهم منها بما يلي: أ- سيبويه: يرى أن «الذين في محل رفع مبتدأ» حذف خبره وتقديره «نتلو عليكم حكمهم» . ب- الزمخشري: «الذين» مبتدأ على تقدير حذف المضاف «وأزواج الذين» . ج- المبرد: جعل جملة يتربصن خبرا لمبتدأ محذوف التقدير «أزواجهم يتربصن» [سورة البقرة (2) : آية 235] وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لا جناح عليكم) مرّ إعرابها «1» ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «2» ، (عرّضتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عرّضتم) ، (من خطبة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (به) ، (النساء) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف ويحتمل معاني كثيرة منها الإباحة أو التخيير أو التفضيل (أكننتم) مثل عرّضتم (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أكننتم) ، و (كم) ضمير متّصل مضاف إليه (علم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) اسم أنّ في محلّ نصب (السين) حرف استقبال (تذكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي علم. (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (لا) ناهية جازمة (تواعدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (سرّا) مفعول به ثان منصوب أي نكاحا «3» ، (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.

_ (1) في الآية 233 من هذه السورة. (2) أو هو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل (ما عرّضتم) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بخبر لا المحذوف. (3) أو هو مصدر في موضع الحال، ويكون المفعول محذوفا، ألا أي لا تواعدوهنّ النكاح مستخفين أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي مواعدة سرّا.

والمصدر المؤوّل (أن تقولوا) في محل نصب على الاستثناء «1» (قولا) مفعول به منصوب (معروفا) نعت ل (قولا) منصوب مثله. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعزموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (عقدة) مفعول به منصوب بتضمين تعزموا معنى تنووا «2» ، (النكاح) مضاف إليه مجرور (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (الكتاب) فاعل مرفوع (أجل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يبلغ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تعزموا) . (الواو) استئنافيّة (اعلموا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول

_ (1) قيل: الاستثناء متّصل وذلك على تقدير استثناء المواعدة بالمعروف من عموم المواعدة، وهو ما قال به الزمخشريّ. وقيل: الاستثناء منقطع لأن القول المعروف هو التعريض بينما المستثنى منه هو التصريح، وهو رأي أبي حيّان ومن تبعه. قال أبو حيّان. هذا الاستثناء منقطع لأنه لا يندرج تحت (سرا) من قوله «ولكن لا تواعدوهنّ سرا» على أيّ تفسير فسّرته، والقول المعروف هو ما أبيح من التعريض.. ثمّ يقول: وهذا الاستثناء المنقطع لا يمكن أن يتوجّه عليه العامل قبل إلّا لأن إلا بمعنى لكن، والتقدير لكن التعريض سائغ. فالمصدر المؤوّل عند أبي حيّان لا يصحّ فيه إلا النصب على الاستثناء كما تقرّره القواعد النحوية وإن قدّر (إلا) بمعنى لكن. [.....] (2) أو معنى توجبوا أو معنى تباشروا أو معنى أي فعل يتعدّى بنفسه.. وقيل انتصب عقدة على المصدر ومعنى تعزموا تعقدوا، وقيل: انتصب على نزع الخافض والأصل ولا تعزموا على عقدة النكاح.

في محلّ نصب مفعول به (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (احذروا) مثل اعلموا و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اعلموا أنّ الله) مثل الأولى (غفور) خبر أنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: لا جناح عليكم لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: عرّضتم لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «أكننتم» لا محل لها معطوفة على جملة عرّضتم. وجملة: «علم الله» لا محلّ لها استئنافيّة أو معترضة. وجملة: «ستذكرونهنّ..» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لا تواعدوهنّ..» معطوفة على مقدّر أي: فاذكروهنّ ولكن لا تواعدوهنّ. وجملة: «تقولوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «لا تعزموا..» معطوفة على جملة لا تواعدوهنّ. وجملة: «يبلغ الكتاب..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: احذروه لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الله مطّلعا على ما في أنفسكم فاحذروه. وجملة: اعلموا (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا (الأولى) .

الصرف:

الصرف: (خطبة) ، مصدر بمعنى خطاب المرأة في التزويج، وهنا جاء المصدر مضافا إلى المفعول والأصل: من خطبتكم النساء، وهو بكسر الخاء كالقعدة والجلسة، وهو إمّا مأخوذ من الخطب أي الشأن لكونه شأنا من الشؤون، وإمّا من الخطاب لكونه من المخاطبة تجري بين الرجل والمرأة. (سرّا) ، اسم مصدر لفعل أسرّ الرباعيّ وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر القياسي فهو إسرار. (معروفا) ، اسم مفعول من عرف يعرف باب ضرب، وزنه مفعول أي ما عرف شرعا (الآية 178) . (عقدة) ، استعمل اللفظ هنا استعمال المصدر أي عقد النكاح، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول، ووزن عقدة فعلة بضمّ فسكون، والعقدة في الأصل موضع العقد. (النكاح) ، مصدر سماعيّ لفعل نكح ينكح المرأة باب ضرب وباب فتح، وزنه فعال بكسر الفاء. (الكتاب) ، اسم بمعنى المكتوب أي المفروض من العدّة، وزنه فعال بكسر الفاء. (حليم) ، من صيغ المبالغة والصفة المشبّهة، وهو هنا صفة مشبّهة فهو من باب كرم ويدلّ على الدوام والثبوت (وانظر الآية 225) . البلاغة «وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ» . في الآية فن طريف هو فن التعريض وبعضهم يدخله في باب الكناية. فإن قلت: أي فرق بين الكناية والتعريض؟ قلت: الكناية: أن

الفوائد

تذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له، كقولك: طويل النجاد والحمائل لطول القامة وكثير الرماد للمضياف. والتعريض أن تذكر شيئا تدل به على شيء لم تذكره، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه، جئتك لأسلم عليك ولأنظر إلى وجهك الكريم. وكأنه إمالة الكلام إلى عرض يدل على الغرض ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده. الفوائد 1- التعريض نحو قول الرجل للمرأة: إنك جميلة أو صالحة أو نافعة أو يقول. عسى الله أن يسر لي امرأة صالحة لأنني أرغب بالزواج ونحو ذلك من الكلام الموهم أنه يريد نكاحها حتى تحبس نفسها عليه إن رغبت فيه ولا يصرح لها بالنكاح. 2- خطب المرأة يخطبها خطبا وخطبه، بالكسر، والخطيب الخاطب والخطب: الذي يخطب المرأة. وهي خطبه التي يخطبها، والجمع أخطاب. ورجل خطّاب: كثير التّصرّف في الخطبة قال: برّح بالعينين خطّاب الكثب تقول: إني خاطب، وقد كذب ... وإنما يخطب عشا من حلب 3- فاحذروه: الفاء هي الفاء الفصيحة. الفاء الفصيحة: هي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببا للمعطوف من غير تقدير حرف الشرط، وسميت فصيحة لأنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببه. وقال بعضهم: هي الفاء الداخلة على جملة مسببة عن جملة غير مذكورة كقوله تعالى: «فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ» أي ضرب فانفجرت وقوله تعالى: «لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ» التقدير: فجاءهم محمد بالذكر فكفروا به.

[سورة البقرة (2) : آية 236]

[سورة البقرة (2) : آية 236] لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) الإعراب: (لا جناح عليكم) سبق إعرابها «1» ، (إن) حرف شرط جازم (طلقتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و (تم) ضمير فاعل (النساء) مفعول به منصوب (ما) مصدريّة ظرفيّة تتضمّن معنى الشرط- أو شبيهة بالشرط «2» ، (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (هنّ) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (ما لم تمسّوهنّ) في محلّ نصب على الظرفية الزمانيّة متعلّق بخبر لا المحذوف. (أو) عاطفة (تفرضوا) مضارع مجزوم معطوف على (تمسّوهنّ) .. والواو فاعل «3» ، (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تفرضوا) ، (فريضة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (متّعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (على الموسع) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف مقدّم (قدر) مبتدأ

_ (1) في الآية (233) . (2) يجوز أن تكون (ما) شرطيّة فالجملة بعدها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق. (3) يجوز أن يكون الفعل منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد أو وهي هنا بمعنى إلا، وهذا رأي الزمخشري وتبعه في ذلك أبو حيّان والبيضاوي.

الصرف:

مرفوع مؤخّر و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (على المقتر قدره) مثل الآية المتقدّمة (متاعا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (متاعا) ، (حقا) مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مؤكّد لمضمون الجملة (على المحسنين) جارّ ومجرور متعلّق بالفعل المقدّر حقّ وعلامة الجرّ الباء. جملة: «لا جناح عليكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن طلّقتم..» لا محلّ لها استئنافية وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقتم النساء فلا جناح عليكم. وجملة: «لم تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تفرضوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «متّعوهنّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «على الموسع قدره» في محلّ نصب حال من فاعل متّعوهنّ والرابط تقديره منكم.. أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «على المقتر قدره» في محلّ نصب أو لا محلّ لها معطوفة على جملة على الموسع قدره. وجملة: « (حقّ) ذلك حقا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (فريضة) ، هي اسم بمعنى الشيء المفروض، فهي فعلية بمعنى مفعولة، أو هي مصدر بمعنى الفرض. (الموسع) ، اسم فاعل من (أوسع) اللازم أي صار ذا سعة وغنى أو

[سورة البقرة (2) : آية 237]

من (أوسع) المتعدي أي: أوسع النفقة: كثّرها. وفي اللفظ حذف الهمزة وأصله مؤوسع ثقلت الهمزة فحذفت للتخفيف فأصبح (موسع) ، وزنه مفعل. (قدره) ، مصدر قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وزنه فعل بفتحتين، وقد تسكّن عينه. (المقتر) ، اسم فاعل من (أقتر) اللازم أي قلّ ماله، وفي اللفظ حذف الهمزة وأصله مؤقتر، ثقلت الهمزة فحذفت للتخفيف فأصبح (مقتر) وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (متاعا) اسم مصدر من فعل متّع الرباعيّ، مصدره القياسيّ تمتيع، وزنه فعال بفتح الفاء (الآية 36) . (المحسنين) ، جمع المحسن، اسم فاعل من فعل أحسن إليه وبه أي أعطاه الحسنة، وفي اللفظ حذف الهمزة للتخفيف كما جرى في لفظ الموسع. [سورة البقرة (2) : آية 237] وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (إن طلقتم) سبق إعرابها «1» ، و (الواو) حرف زائد إشباع حركة الميم و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (طلّقتموهنّ) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تمسّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تمسّوهنّ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (فرضتم) فعل ماض وفاعله (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فرضتم) ، (فريضة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (نصف) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليكم أو لهنّ «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (فرضتم) مثل الأول (إلا) اداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعفون) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (النون) نون النسوة فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يعفون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف على حذف مضاف، وهو مستثنى من عموم حال فرض الفريضة أي: فنصف ما فرضتم في كلّ حال إلا في حال العفو. (أو) حرف عطف (يعفو) مضارع منصوب معطوف على محلّ يعفون (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الهاء) ضمير مضاف إليه (عقدة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (النكاح) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (أن) مثل

_ (1) في الآية السابقة 236. (2) يجوز أن يكون (نصف) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: الواجب أو اللازم.

الأول (تعفوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تعفوا) في محلّ رفع مبتدأ أي عفوكم أقرب للتقوى. (أقرب) خبر المبتدأ، المصدر المؤوّل، مرفوع (للتقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقرب) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تنسوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفضل) مفعول به منصوب (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من الفضل و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير «1» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر إنّ مرفوع. جملة: «إن طلّقتموهنّ» لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق. وجملة: «تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «فرضتم ... » في محلّ نصب حال من ضمير الفاعل أو ضمير المفعول أي: فارضين لهنّ أو مفروضات لهنّ. وجملة: «نصف ما فرضتم» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «فرضتم (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يعفون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يعفو الذي ... » لا محلّ لها معطوف على جملة يعفون.

_ (1) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل منه ومن الفعل في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ببصير.

الصرف:

وجملة: «بيده عقدة النكاح» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أن تعفوا أقرب» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة. وجملة: «تعفو» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة: «لا تنسوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله ... » بصير لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ. الصرف: (يعفون) ، الواو لام الكلمة، والنون نون النسوة، وزنه يفعلن بالبناء على السكون. (تعفوا) ، فيه إعلال بالحذف، وأصله تعفووا، التقى ساكنان في كلا الواوين فحذفت واو العلّة لأنها جزء من الكلمة فأصبح تعفوا وزنه تفعوا. (للتقوى) في الكلمة إبدال ... (انظر الآية 197) . (تنسوا) ، في الكلمة إعلال جرى فيه مجرى اشتروا (انظر الآية 16 من هذه السورة) . (أقرب) ، اسم تفضيل من قرب يقرب باب كرم، وزنه أفعل، والمفضّل عليه محذوف أي العفو أقرب للتقوى من أي عمل غيره. الفوائد في هاتين الآيتين حكم من الأحكام الهامة في شؤون الزواج: تتلخص بما يلي: المطلّقة التي لم يدخل بها زوجها. إذا سمىّ لها مهرا فلها نصف المسمّى وإذا لم يسمّ فلها المتعة وليس لها نصف مهر المثل، والمتعة تختلف باختلاف الزمان والمكان وعادات الناس ويرى أبو حنيفة في أيامه أن المتعة درع وملحفة وخمار إلا إذا كان مهر مثلها أقل من ثمن المتعة، فله اختيار الأقل. والمتعة واجبة للمطلقة دون المساس ودون تسمية المهر، وهي مستحبة في سائر المطلقات.

[سورة البقرة (2) : آية 238]

- الفرق بين «الرجال يعفون والنساء يعفون» هو في الواو والنون ففي الأول الواو فاعل، والنون علامة الرفع، وفي الثاني الواو لام الفعل والنون نون النسوة وهي ضمير رفع. والفعل مبني على السكون المقدر. [سورة البقرة (2) : آية 238] حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (238) الإعراب: (حافظوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على الصلوات) جارّ ومجرور متعلّق ب (حافظوا) ، (الصلاة) معطوف على الصلوات بالواو مجرور مثله (الوسطى) نعت للصلاة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (قوموا) مثل حافظوا (لله) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير قوموا أي متعبّدين لله «1» ، (قانتين) حال ثانية من ضمير قوموا منصوبة وعلامة النصب الياء. جملة: «حافظوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قوموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة حافظوا. الصرف: (الوسطى) ، اسم تفضيل على وزن فعلى بضمّ الفاء، وهو مؤنّث الأوسط، وجاء اللفظ مؤنّثا لأنه محلّى ب (ال) نعت للصلاة وهي مؤنّث فيجب الاتباع. [سورة البقرة (2) : آية 239] فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)

_ (1) يجوز تعليقه بالفعل (قوموا) ، والقيام هو قيام الصلاة، ويجوز تعليق الجارّ بقانتين أي بالحال الآتية بعده، ويدلّ على ذلك قوله: كلّ له قانتون.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن خفتم) مثل إن طلّقتم «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (رجالا) حال منصوبة، والتقدير فصلّوا رجالا أي ماشين (أو) حرف عطف (ركبانا) معطوف على (رجالا) منصوب مثله، (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «2» (ما) اسم موصول «3» في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي اذكروا الله ذكرا كالذي علّمكم إيّاه (علّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به (ما) اسم موصول في محلّ نصب بدل من العائد المحذوف في (علّمكم) أي: علّمكم إيّاه «4» ، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: إن خفتم لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة: « (صلّوا) رجالا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أمنتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) في الآية 236 من هذه السورة. (2) أو اسم بمعنى مثل نعت لمصدر محذوف أي اذكروا الله ذكرا مثل الذي علّمكم إيّاه. (3) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ و (ما) الثانية مفعول به. (4) أو بدل من (ما) الأولى فهي في محلّ جرّ، أو مفعول به لفعل علّمكم فلا ضرورة لتقدير إيّاه.

الصرف:

وجملة: «اذكروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «علّمكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأولى «1» . وجملة: «لم تكونوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانية. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر تكونوا. الصرف: (رجالا) جمع راجل أي ماش ويجمع راجل على رجل بفتح فسكون ورجّالة بفتح الراء ورجّال بضم الراء ورجالي زنة كسالى بضمّ الراء وفتحها ورجلان بضمّ الراء. (ركبان) ، جمع راكب اسم فاعل من ركب يركب باب فرح، ويطلق لغة على من يركب الإبل وقد يطلق على من يركب غيرها كما في الآية. [سورة البقرة (2) : آية 240] وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجا) سبق إعرابها «2» ،، (وصيّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره يتركون وصيّة «3» ، (لأزواج) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لوصيّة و (هم)

_ (1) أو هي صلة الموصول الحرفيّ إذا أعربت (ما) حرفا مصدريّا. (2) في الآية (234) من هذه السورة. [.....] (3) يجوز أن يكون (وصيّة) مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره يوصون وصيّة، والجملة المقدّرة خبر الذين.

ضمير متّصل مضاف إليه (متاعا) مصدر في موضع الحال أي متمتّعات «1» ، (إلى الحول) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمتاع أو ب (متاعا) ، (غير) حال منصوبة من الزوجات أو من الأزواج أي غير مخرجات أو غير مخرجين «2» ، (إخراج) مضاف إليه مجرور. (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خرجن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) نون النسوة فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا جناح عليكم) مرّ إعرابها «3» ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (فعلن) مثل خرجن والفاعل لا محلّ له (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (فعلن) ، و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه (من معروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من العائد المقدّر أي فعلنه من معروف (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «الذين يتوفّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوفّون منكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: « (يتركون) وصيّة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «إن خرجن» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون (غير) صفة لمتاع أو بدلا منه أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر وقد ناب عن الفعل أي: لا إخراجا وهو قول الأخفش. (2) يجوز أن يكون (متاعا) مفعولا به لفعل محذوف تقديره يعطونهنّ، أو بدلا من من وصيّة، أو صفة لوصيّة، أو مصدرا منصوبا لوصيّة لأن (الوصيّة) معنى يوصون وهو بمعنى يمتّعون. (3) انظر الآية (233) من هذه السورة والآية (229) .

الصرف:

وجملة: «لا جناح عليكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «فعلن» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يتوفون) ، (انظر الآية 234 في الصرف) . (متاعا) ، اسم مصدر لفعل متّع، ومصدره القياسيّ تمتيع، وانظر الآية (236) . البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً. فالمرأة التي توفي عنها زوجها لا تسمى زوجة بعد الوفاة، لأن الزوجية تنقضي بالموت والمراد اللائي كن أزواجا لهم. فعلاقة المجاز باعتبار ما كان. الفوائد «غَيْرَ إِخْراجٍ» ورد في الكشاف للزمخشري ثلاثة وجوه لاعرابها، الأول: مصدر مؤكد والثاني بدل من «متاعا» والثالث حال من الأزواج، والأوجه الثلاثة وجيهة ولكن الوجه الأخير أوضحها وأبسطها. وقد نسخت هذه الوصية بآية التمتع السابقة وحددت ذلك ب «أربعة أشهر عشرا» . [سورة البقرة (2) : آية 241] وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للمطلّقات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (متاع) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع أو بمتاع (حقا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره حقّ ذلك، فهو مؤكّد لمضمون الجملة قبله (على المتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بالفعل المقدّر حقّ. جملة: «للمطلّقات متاع» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (حق) ذلك حقّا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة البقرة (2) : آية 242]

[سورة البقرة (2) : آية 242] كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) الإعراب: (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق تقديره بيانا و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة البقرة (2) : آية 243] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243) الإعراب: (همزة) للاستفهام وتفيد التنبيه والتعجب (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محل نصب نعت لمفعول مطلق محذوف وانظر الآية (187) .

العلّة «1» ، (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تر) (خرجوا) فعل ماض.. والواو فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خرجوا) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (ألوف) خبر مرفوع (حذر) مفعول لأجله منصوب (الموت) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (موتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ثمّ) حرف عطف (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو من الأسماء الخمسة «2» ، (فضل) مضاف إليه مجرور (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفضل (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يشكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «لم تر إلى الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خرجوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم ألوف» في محلّ نصب حال. وجملة: «قال لهم الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) الرؤية هنا قلبيّة وكان من حقها أن تتعدى إلى مفعولين ولكنّها ضمّنت معنى الانتهاء فتعدّت بحرف الجر إلى أي: ألم ينته علمك إلى كذا ... (البحر المحيط لأبي حيّان وحاشية الجمل على الجلالين) . (2) أو الستّة إذا أضيف إليها الهن.

الصرف:

وجملة: «موتوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أحياهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فماتوا ثمّ أحياهم. وجملة: «إن الله لذو فضل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثر الناس..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله لذو.. وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ. الصرف: (تر) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا أصله (ترأى) في حالة الرفع، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تف بفتح الفاء. (أكثر) ، صفة مشتقّة على وزن أفعل بمعنى كثير، أو هو على معناه الأصليّ في التفضيل أضيف إلى معرفة. (انظر الآية 100 من هذه السورة) . البلاغة 1- «أَلَمْ تَرَ» هذه الكلمة قد تذكر لمن تقدم علمه فتكون للتعجب والتقرير والتذكير لمن علم بما يأتي كالأحبار وأهل التواريخ، وقد تذكر لمن لا يكون كذلك فتكون لتعريفه وتعجيبه، وقد اشتهرت في ذلك حتى أجريت مجرى المثل في هذا الباب بأن شبه حال من (لم ير) الشيء بحال من رآه في أنه لا ينبغي أن يخفى عليه وأنه ينبغي أن يتعجب منه والرؤية إما بمعنى الإبصار مجازا عن النظر، أو بمعنى الإدراك القلبي متضمنا معنى الوصول والانتهاء. 2- «حَذَرَ الْمَوْتِ» والمراد مرض الطاعون الذي اجتاحهم وهذا مجاز مرسل، والعلاقة هي اعتبار ما يؤول إليه هذا المرض. 3- وفي الآية طباق بين الإماتة والإحياء. 4- «فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ» .

الفوائد

أي فماتوا ثم أحياهم وإنما حذف للدلالة على الاستغناء عن ذكره لاستحالة تخلف مراده تعالى عن إرادته. وهذا ما يسمى في علم البلاغة الإيجاز بالحذف. الفوائد 1- تبدأ هذه الآية بالاستفهام التقريري مشفوعا بالعجب والتشويق والمراد به تشويق السامع الى معرفة فحوى القصة والتملّي بمغزاها..! 2- تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فتردّ لثمانية معان. أ- التسوية، وهي التي تقع بعد كلمة «سواء» أو «ما أبالي» أو «ما أدري» و «ليت شعري» ونحوهن. ب- الإنكار الابطالي: وهي تقتضي ان ما بعدها- إذا زيل الاستفهام- غير واقع وان مدعيه كاذب نحو «أشهدوا خلقهم» «أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ» أليس الله بكاف عبده» . ج- الإنكار التوبيخي: وهذه تقضي ان ما بعدها واقع وان فاعله ملوم نحو: «أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ» «أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ» . د- التقرير: ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عنده ثبوته أو نفيه تقول: «أنصرت بكرا» «أبكرا نصرت» . هـ- التهكم: نحو «قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا» . والأمر نحو «أَأَسْلَمْتُمْ» أي أسلموا. ز- التعجب: نحو: «أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ» ح- الاستبطاء نحو «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ» . 3- قيل هم قوم من بني إسرائيل دعاهم ملكهم الى الجهاد فهربوا حذرا من الموت فأماتهم الله ثمانية أيام ثم أحياهم..!!

[سورة البقرة (2) : آية 244]

[سورة البقرة (2) : آية 244] وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) الإعراب: (الواو) عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلّق ب (قاتلوا) والتعليق على المجاز «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا. الصرف: (سميع) من أوزان المبالغة- فعيل- وهي صفة تدلّ على الثبوت والدوام، فهي صفة مشبهة باسم الفاعل (انظر الآية 127 من هذه السورة) . (عليم) ، حكمه كحكم سميع في الوزن والصرف (انظر الآية 29 من هذه السورة) . الإعراب إعراب الجمل للآية 244: جملة: «قاتلوا» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر «2» . وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا.

_ (1) أو يتعلّق بمحذوف حال من فاعل قاتلوا. (2) أي: لا تفرّوا من الموت كما هرب بعضهم فلم ينفعهم ذلك، بل اثبتوا وقاتلوا.. (حاشية الجمل على الجلالين) . أو: فأطيعوا وقاتلوا.. أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلكم ولم ينفعهم الحذر (العكبري) .

[سورة البقرة (2) : آية 245]

[سورة البقرة (2) : آية 245] مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) الإعراب: (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر «1» ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من ذا أو عطف بيان (يقرض) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من أو الذي (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب على حذف مضاف أي عباد الله (قرضا) مفعول مطلق منصوب «2» ، (حسنا) نعت ل (قرضا) منصوب مثله (الفاء) فاء السببيّة (يضاعف) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد فاء السببيّة و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله. والمصدر المؤوّل (أن يضاعفه) معطوف على مصدر مسبوك من مضمون الكلام قبله أي أثمة قرض لله فمضاعفة منه لكم؟ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يضاعف) ، (أضعافا) حال منصوبة من الهاء في يضاعفه «3» ، (كثيرة) نعت لأضعاف منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يقبض) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يبسط)

_ (1) يجوز إعراب (منذا) - كلمة واحدة- اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره الموصول- خلافا للعكبري. (2) يجوز أن يكون القرض بمعنى المال المقروض فيكون مفعولا به. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق، وأجاز أبو حيّان أن يكون مفعولا به إذا ضمن يضاعفه معنى يصيّره.

الصرف:

مثل يقبض (الواو) عاطفة (إليه) مثل له متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «من ذا الذي..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقرض..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يضاعفه» لا محلّ لها صلة الوصل الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: «الله يقبض» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقبض» في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة: «يبسط» في محلّ رفع معطوفة على جملة يقبض. وجملة: «إليه ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية الثانية. الصرف: (قرضا) ، اسم مصدر، والفعل أقرض مصدره إقراض. وقد يكون القرض بمعنى المال المقرض بفتح الراء. (حسنا) صفة مشبّهة وزنه فعل بفتحتين، وهو مأخوذ من حسن يحسن باب كرم (انظر الآية 201) . (أضعافا) ، جمع ضعف بكسر الضاد، وهو مثل الشيء في المقدار أو مثله وزيادة غير محصورة أو جمع ضعف بكسر الضاد وهو اسم مصدر للفعل ضاعف الذي مصدره مضاعفة. (كثيرة) ، مؤنّث كثير، وهو صفة مشبّهة لا من فعل كثر يكثر باب كرم، وزنه فعيل (انظر الآية 26) . البلاغة 1- «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ» إقراض الله تعالى مثل لتقديم العمل العاجل طلبا للثواب الآجل. والمراد هاهنا إما الجهاد الذي هو عبارة عن بذل النفس والمال في سبيل الله عز وجل ابتغاء مرضاته وإما مطلق العمل الصالح

[سورة البقرة (2) : آية 246]

المنتظم له انتظاما أوليا. وهذا على سبيل الاستعارة التصريحية فقد حذف المشبّه وهو العمل الصالح وأبقى المشبه به وهو ما يقترض من مال وغيره. 2- وفي الآية طباق بين يقبض ويبسط. [سورة البقرة (2) : آية 246] أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) الإعراب: (ألم تر) مرّ إعرابها «1» ، (إلى الملأ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تر) ، (من بني) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملأ وعلامة الجرّ الياء فهو ملحقّ بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الملأ «2» ، (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف حال من الملأ ولكن على حذف مضاف أي قصة الملأ أو حديث الملأ وقت قولهم ... إلخ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل

_ (1) في الآية (243) . (2) من هنا لابتداء الغاية ومن الأولى تبعيضيّة. [.....]

(لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا) ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنبيّ (ابعث) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (لنا) مثل لهم متعلّق بمحذوف حال «1» من (ملكا) وهو مفعول به منصوب (نقاتل) مضارع مجزوم بجواب الطلب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نقاتل) «2» . (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. جملة: «ألم تر إلى الملأ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ابعث..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نقاتل..» لا محلّ لها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النبيّ (هل) حرف استفهام (عسيتم) فعل ماض جامد ناقص.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم عسى (إن) حرف شرط جازم (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) ، (القتال) نائب فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (لا) نافية (تقاتلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ألّا تقاتلوا) في محلّ نصب خبر عسى. (قالوا) مثل الأول (الواو) زائدة للربط «3» ، (ما) اسم استفهام مبتدأ

_ (1) أو متعلّق بفعل (ابعث) واللام للتعليل أي لأجلنا. (2) أو بمحذوف حال من فاعل نقاتل. (3) أو عاطفة، عطفت جملة مالنا.. على جملة مقدّرة هي مقول القول، أي قالوا نقاتل وما لنا ألّا نقاتل

(اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (ألّا) مثل الأول (نقاتل) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (في سبيل الله) مثل الأولى متعلّق جارّها ب (نقاتل) . والمصدر المؤوّل (ألّا نقاتل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره (في) متعلّق بالخبر المحذوف أي: أيّ شيء ثابت لنا في ترك القتال؟ (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أخرجنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون و (نا) نائب فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجنا) و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أبنائنا) مضاف ومضاف إليه معطوف على ديارنا. وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هل عسيتم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كتب.. القتال» لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف تقديره لا تقاتلوا ... وجملة: «لا تقاتلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما لنا ألّا نقاتل» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا نقاتل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «قد أخرجنا» في محلّ نصب حال. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرفيّة حينيّة متضمّنة معنى الشرط متعلّقة ب (تولّوا) ، (كتب) مثل الأول (عليهم القتال) مثل عليكم القتال إعرابا وتعليقا (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والواو فاعل (إلّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى ب (إلّا)

الصرف:

منصوب و (من) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (قليلا) «1» ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «كتب عليهم القتال» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الله عليم..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الملأ) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه مشتقّ من فعل ملأ لأنه معنى يدلّ على ملء القلوب مهابة، ويجمع على أملاء كسبب وأسباب، وزنه فعل بفتحتين. قال الفرّاء: الملأ الرجال في كلّ القرآن وكذلك القوم والرهط والنفر. (ملكا) ، صفة مشبّهة من فعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بفتح فكسر. (تولّوا) ، انظر الآية (177) . (قليلا) ، صفة مشبّهة من فعل قلّ يقلّ باب ضرب، وزنه فعيل (انظر الآية 41 من هذه السورة) .

_ (1) (قليلا) هو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي ألّا عددا قليلا منهم.. والجار والمجرور بعده قيد.

[سورة البقرة (2) : آية 247]

[سورة البقرة (2) : آية 247] وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (247) الإعراب: (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (نبيّ) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (قد) حرف تحقيق (بعث) مثل قال والفاعل هو (لكم) مثل لهم متعلّق ب (بعث) ، (طالوت) مفعول به منصوب وهو ممنوع من التنوين للعلميّة والعجمة (ملكا) حال منصوبة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف مبنيّ في محلّ نصب حال من الملك وعامله يكون إذا كان تاما والخبر إذا كان ناقصا (يكون) مضارع مرفوع تام- أو ناقص- (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) تاما، أو بمحذوف خبر يكون ناقصا (الملك) فاعل يكون مرفوع- أو اسم يكون- (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الملك «1» ، (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (أحقّ) خبر مرفوع (بالملك) جارّ ومجرور متعلّق بأحقّ (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ

_ (1) أو متعلّق بالملك على معنى الاستعلاء تقول فلان ملك على بني فلان (البحر المحيط لأبي حيّان) .

متعلّق بأحقّ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يؤت) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سعة) مفعول به منصوب (من المال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لسعة «1» (قال) مثل الأول والفاعل هو (إنّ الله اصطفاه عليكم) مثل إنّ الله بعث لكم.. والهاء ضمير مفعول به في (اصطفاه) ، (الواو) عاطفة (زاد) مثل قال و (الهاء) مفعول به (بسطة) مفعول به ثان منصوب (في العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبسطة (الجسم) معطوف على العلم بالواو مجرور مثله (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ملك) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) عاطفة (الله واسع) مبتدأ وخبر مرفوعان (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال لهم نبيهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: «إنّ الله قد بعث» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد بعث..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنّى يكون له الملك» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نحن أحقّ بالملك» في محلّ نصب حال. وجملة: «لم يؤت سعة» في محلّ نصب معطوفة على جملة نحن أحقّ ...

_ (1) علّقه أبو حيان بفعل (يؤت) ليس غير.

الصرف:

وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله اصطفاه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اصطفاه» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «زاده بسطة» في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاه. وجملة: «الله يؤتي..» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة. وجملة: «يؤتي ملكه» في محلّ خبر المبتدأ. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يؤتي. الصرف: (طالوت) ، قيل هو لقب لشاول بن قيس من أولاد بنيامين، ولقب بذلك لطوله، وكان أطول أهل زمانه، والحقّ أنّه اسم أعجميّ وليس بمشتقّ. (يؤت) ، فيه إعلال بالحذف بسبب الجزم، وزنه يفع بضمّ الياء وفتح العين. (سعة) ، فيه إعلال بالحذف، حذف منه الفاء، وأصله وسعة وذلك حملا على حذفها في المضارع، وزنه علة بفتح العين وقد تكسر، وفعله من باب وثق لذلك حذفت الواو وظهرت الفتحة في عين الكلمة عوضا من الكسرة لأن لام الكلمة من أحرف الحلق وهي العين، وجاء المصدر بفتح عين الكلمة. (اصطفاه) ، فيه إبدال التاء- وهي تاء الافتعال- طاء لمجيئها بعد الصاد (انظر الآية 132) . (بسطة) ، مصدر بسط يبسط باب نصر، أو اسم مصدر لفعل تبّسط أو انبسط، وزنه فعلة بفتح فسكون.

(العلم) ، مصدر علم يعلم باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون (انظر الآية 32) . (الجسم) ، اسم جامد للبدن، وزنه فعل بكسر فسكون. (يشاء) ، فيه إعلال بالقلب أصله يشيأ بسكون وفتح الياء، ثمّ نقلت حركة الياء إلى الشين، ثمّ قلبت الياء ألفا لمجيئها ساكنة بعد فتح. [انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث في المجلد الثاني]

[سورة البقرة (2) : آية 248]

الجزء الثّالث بقية سورة البقرة من الآية 248- إلى الآية 286 [سورة البقرة (2) : آية 248] وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) الإعراب: (الواو) عاطفة (قال لهم نبيّهم) سبق إعرابها في الآية السابقة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (آية) اسم إنّ منصوب (ملك) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (يأتي) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به في محلّ نصب (التابوت) فاعل مرفوع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سكينة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لسكينة و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (بقيّة) معطوف

على سكينة مرفوع مثله (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لبقيّة (ترك) فعل ماض (آل) فاعل مرفوع (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (ال) معطوف على الأول مرفوع مثله (هارون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف مثل موسى للعلميّة والعجمة (تحمل) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدم و (الكاف) للخطاب (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لآية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) اسم كان في محلّ رفع (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قال لهم نبيّهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: «إنّ آية ملكه ... » في محلّ نصب مقول القول. والمصدر المؤوّل (أن يأتيكم التابوت) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يأتيكم التابوت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «فيه سكينة» في محلّ نصب حال من التابوت: وجملة: «ترك آل موسى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تحمله الملائكة» في محلّ نصب حال ثانية من التابوت. وجملة: «إنّ في ذلك لآية» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافية، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فارضوا بطالوت ملكا.

الصرف:

الصرف: (التابوت) التاء فيه أصليّة وزنه فاعول، ولا يعرف اشتقاقه «1» . (سكينة) ، مصدر، أو اسم مصدر لفعل تسكّن بمعنى اطمأنّ، وزنه فعلية بفتح الفاء. (بقيّة) ، اسم لما بقي من الشيء، وزنه فعيلة بفتح الفاء. (مؤمنين) ، جمع مؤمن، اسم فاعل من آمن، وفيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله مؤأمن بضمّ الميم وفتح الهمزة الأولى وتسكين الثانية، وكذا شأن الحذف في المضارع (وانظر الآية 8) من هذه السورة. (هارون) ، اسم أعجميّ ذكره المحيط بقوله: اسم ويبدو أن وزنه فاعول لأنه ذكر في مادة هرن. [سورة البقرة (2) : آية 249] فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة أو عاطفة (لمّا) ظرفية حينيّة تتضمن معنى الشرط متعلّقة ب (قال) ، (فصل) فعل ماض (طالوت) فاعل مرفوع

_ (1) لقد ثبت في الصحيح أن زيد بن ثابت أراد أن يكتب (التابوت) بالهاء على لغة الأنصار فمنعه الصحابة من ذلك، ورفعوه إلى عثمان رضي الله عنه، وأمرهم أن يكتبوه بالتاء على لغة قريش (شذور الذهب) .

(بالجنود) جار ومجرور متعلّق ب (فصل) بتضمينه معنى سار «1» ، (قال) مثل فصل والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مبتلي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه (بنهر) جارّ ومجرور متعلّق بمبتليكم، (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرب) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شرب) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص جامد واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من، (منّي) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر ليس (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لم) حرف نفي «2» (يطعم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير اسم إنّ (منّي) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر إنّ (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (اغترف) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (غرفة) مفعول به منصوب «3» (بيد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اغترف) ، أو بمحذوف نعت لغرفة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.. (الفاء) استئنافيّة (شربوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منه) مثل الأول متعلّق ب (شربوا) ، (الّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى ب (إلّا) منصوب «4» (منهم) مثل منه متعلّق

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من طالوت أي مرفقا بالجنود. (2) الجمهور على أنّ (لم) نافية جازمة، والفعل بعدها مجزوم بها لأنها رأس الجوازم، ولكنّ الأفضل أن يقتصر عملها على النفي، وأن يكون الفعل بعدها مجزوما ب (من) لأنه فعل الشرط (انظر النحو الوافي) . (3) وفي قراءة (غرفة) بفتح الغين، وهو مصدر مرّة منصوب على المصدر، والمفعول محذوف تقديره ماء. (4) وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي إلّا قسما قليلا منهم.

بمحذوف نعت ل (قليلا) وهو قيد لقليل. (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاوز) مثل لمّا فصل و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع تأكيد لفاعل جاوز جاء لصحّة العطف (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير الفاعل لفعل جاوز (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (مع) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل شربوا (لا) نافية للجنس (طاقة) اسم لا مبنيّ على الفتح الظاهر في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «1» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لنا (بجالوت) جرّ ومجرور متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لنا، وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وفيه حذف مضاف أي بقتال جالوت (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على جالوت مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (يظنّون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أنّهم ملاقو الله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّون. (كم) خبريّة كناية عن العدد، اسم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من فئة) جار ومجرور تمييز كم (قليلة) نعت لفئة مجرور مثله (غلب) فعل

_ (1) لا يجوز أن يتعلّق بطاقة وإلا لجاءت منوّنة.

ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (فئة) مفعول به منصوب (كثيرة) نعت لفئة الثاني منصوب (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (غلبت) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مع) مثل السابق متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «فصل طالوت» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ الله مبتليكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من شرب» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة: «شرب منه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «ليس» منّي في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء. وجملة: «من لم يطعمه» في محلّ نصب معطوفة على جملة من شرب ... وجملة: «لم يطعمه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «إنّه منّي» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني. وجملة: «اغترف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «شربوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاوزه» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل غلبت. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]

الصرف:

وجملة: «لا طاقة لنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال الذين يظنّون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يظنّون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كم من فئة..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «غلبت فئة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كم) . وجملة: «الله مع الصابرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة كم من فئة ... أو لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (جنود) جمع جنديّ، اسم لمن عمل في الجيش، وأصله صفة مشتقّة على وزن فعليّ بضم الفاء وسكون العين. (مبتليكم) ، اسم فاعل من فعل ابتلى الخماسيّ بمعنى اختبر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. (نهر) ، يجوز في هائه الفتح والسكون، جمعه أنهر وأنهار ونهر بضمتين- ونهور بضمّ النون. (غرفة) ، اسم بمعنى المغروف، جمعه غراف بكسر الغين، وكذلك الغرافة بضمّ الغين بمعنى الغرفة. (جالوت) ، على زنة طالوت، لفظ أعجميّ ليس من اشتقاقات العربيّة «1» . (ملاقو) ، جمع ملاق، اسم فاعل من لاقى، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخرة (انظر الآية 46 من هذه السورة) . (فئة) ، اسم جمع بمعنى الطائفة لا واحد له من لفظه، وفيه إعلال

_ (1) جاء في المحيط: وجالوت أعجميّ.

[سورة البقرة (2) : آية 250]

بالحذف، أصله فئية أو فئوة لأن مصدره فأى أو فأو، ثمّ حذفت لامه- حرف العلّة- تخفيفا، كما حذف من أخ وأب.. وأمة وزنة فعة. (قليلة) ، صفة مشبّهة من قلّ اللازم، فهو من الباب الثاني باب ضرب (وانظر الآية 246) . (كثيرة) ، مؤنّث كثير، صفة مشبّهة من كثر اللازم على وزن فعيل من باب كرم (انظر الآية 26) . (الصبرين) ، جمع الصابر، اسم فاعل من صبر وزنه فاعل (وانظر الآية 153) . [سورة البقرة (2) : آية 250] وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (250) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) سبق إعرابه في الآية السابقة (برزوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لجالوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (برزوا) «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على جالوت مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل برزوا (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف أداة النداء و (نا) ضمير مضاف إليه (أفرغ) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جرّ و (نا) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلق (أفرغ) ، (صبرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ثبت) مثل أفرغ (أقدام) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (انصر) مثل أفرغ و (نا) مفعول

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الضمير في (برزوا) أي مستعدّين لجالوت.

الصرف:

به (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انصرنا) ، (الكافرين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء. جملة: «برزوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء: ربّنا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أفرغ..» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «ثبّت أقدامنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أفرغ. وجملة: «انصرنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أفرغ. الصرف: (صبرا) ، مصدر صبر يصبر باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون. (القوم) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه جمعه أقوام وأقاوم بفتح الهمزة وأقائم وأقاويم (وانظر الآية 60) . [سورة البقرة (2) : آية 251] فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ (251) الإعراب: (الفاء) عاطفة (هزموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (هزموهم) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل هزموهم.

(قتل) فعل ماض (داود) فاعل مرفوع منع من التنوين للعلمية والعجمة (جالوت) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتاه) فعل ماض ومفعوله (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الملك) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (علّمه) مثل آتاه (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (علّمه) (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله. (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود- شرط غير جازم- (دفع) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الناس) مفعول به منصوب عامله المصدر دفع (بعض) بدل من الناس منصوب مثله (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر دفع والباء للتعدية (اللام) واقعة في جواب لولا (فسد) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (الأرض) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (ذو) خبر لكنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو لأنه من الأسماء الخمسة- أو الستة- (فضل) مضاف إليه مجرور (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضل) المصدر، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم. وجملة: «هزموهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فاستجاب الله لهم فهزموهم. وجملة: «قتل داود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هزموهم. وجملة: «آتاه الله..» لا محلّ لها معطوفة على جملة هزموهم. وجملة: «علّمه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة هزموهم. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

الصرف:

وجملة: «دفع الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فسدت الأرض» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لكنّ الله ذو فضل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. الصرف: (داود) اسم علم أعجمي. (دفع) ، مصدر سماعي لفعل دفع وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 252] تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252) الإعراب: (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (نتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و (ها) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نتلوها) ، (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال إمّا من فاعل نتلو أو من مفعوله أو من المجرور في (عليك) أي: ملتبسين بالحقّ أو ملتبسة بالحقّ أو ملتبسا بالحقّ (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (من المرسلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر. جملة: «تلك آيات الله..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نتلوها» في محلّ نصب حال من آيات الله.

الصرف:

وجملة: «إنّك لمن المرسلين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (المرسلين) ، جمع المرسل، اسم مفعول من الفعل أرسل المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين. [سورة البقرة (2) : آية 253] تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (253) الإعراب: (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الرّسل) بدل من اسم الإشارة تبعه في الرفع أو نعت له أو خبر المبتدأ (فضّل) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل، (بعض) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه و (الميم) لجمع الذكور (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضلنا) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (كلّم) فعل ماض.. والعائد محذوف أي كلّمه (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (رفع) مثل كلّم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعض) مفعول به منصوب و (هم) ضمير

_ (1) يجوز أن يتعلّق بمحذوف نعت لمبتدأ محذوف أي: بعض منهم من كلّمه الله.. فالموصول حينئذ هو الخبر.

مضاف إليه (درجات) حال منصوبة «1» ، (الواو) عاطفة آتينا مثل فضّلنا (عيسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (بن) نعت لعيسى أو بدل منه منصوب مثله (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لامتناعه من الصرف للعلميّة والتأنيث (البيّنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة فهو جمع مؤنّث سالم (الواو) عاطفة (أيّدنا) مثل فضّلنا و (الهاء) مفعول به (بروح) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أيّدنا (القدس) مضاف إليه مجرور. جملة: «تلك الرسل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فضّلنا» في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك «2» . وجملة: «منهم من كلّم الله» لا محلّ لها استئناف بياني «3» . وجملة: «كلّم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «رفع..» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من كلّم «4» . وجملة: «آتينا» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من كلّم. وجملة: «أيّدناه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا عيسى ... (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع، ومفعول شاء محذوف أي لو شاء عدم

_ (1) أي ذوي درجات. أو هو مصدر في موضع الحال، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأن الدرجة بمعنى الرفعة أي رفعنا بعضهم رفعات أي درجات. أو هو منصوب على نزع الخافض والخافض هو على أو في أو إلى. وعند أبي حيّان يحتمل أن يكون بدل اشتمال أي ورفع درجات بعضهم على درجات بعض. (2) أو في محلّ نصب حال من الرسل. (3) أو هي بدل من جملة فضّلنا في محلّ رفع أو في محلّ نصب. (4) أو في محلّ رفع أو نصب معطوفة على الجملة المذكورة.

اختلافهم (ما) نافية (اقتتل) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (من بعد) مثل الأول متعلّق ب (اقتتل) «1» ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما جاءتهم البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة (منهم من آمن) مثل منهم من كلّم، وكذلك (منهم من كفر) ، (الواو) عاطفة (لو شاء الله ما اقتتلوا) مثل الأولى. (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الله) لفظ الجلالة اسم لكن (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يريد) مثل يفعل. جملة: «لو شاء الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما اقتتل» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جاءتهم البيّنات» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «لكن اختلفوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لو شاء. وجملة: «منهم من آمن» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «آمن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «منهم من كفر» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من آمن.

_ (1) أو هو بدل من (بعدهم) الأول بإعادة العامل.

الصرف:

وجملة: «كفر» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «لو شاء الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لو شاء.. الأولى. وجملة: «لكنّ الله يفعل» لا محلّ لها معطوفة على جملة لو شاء الثانية. وجملة: «يفعل» في محلّ رفع خبر لكن. وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (الرسل) ، جمع الرسول، وهو من صيغ المبالغة ولكنّه بمعنى اسم المفعول أي المرسل وزنه فعول. (وانظر الآية 87) . (روح) ، اسم لما به حياة المخلوق يذكّر ويؤنّث، وزنه فعل بضمّ فسكون (وانظر الآية 87) . الفوائد 1- «وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ» أي ومنهم من رفعه على سائر الأنبياء. والظاهر أنه أراد محمدا (صلى الله عليه وسلم) لأنه هو المفضل عليهم، حيث أوتي ما لم يؤته أحد من الآيات المتكاثرة المرتقية إلى ألف آية أو أكثر. وفي هذا الإبهام من تفخيم فضله وإعلاء قدره ما لا يخفى، لما فيه من الشهادة على أنه العلم الذي لا يشتبه، والمتميز الذي لا يلتبس. [سورة البقرة (2) : آية 254] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)

الإعراب:

الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول بدل من أيّ في محلّ نصب (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) «1» ، (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (ونا) ضمير فاعل و (كم) ضمير متّصل مفعول به (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا) (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتي) مضارع منصوب (يوم) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يأتي) في محلّ جرّ مضاف إليه. (لا) نافية مهملة «2» ، (بيع) مبتدأ مرفوع «3» ، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ «4» ، (الواو) عاطفة (لا خلّة) مثل لا بيع، والخبر محذوف تقديره فيه (الواو) عاطفة (لا شفاعة) مثل لا بيع والخبر محذوف تقديره فيه. (الواو) استئنافيّة (الكافرون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (هم) ضمير فصل «5» ، (الظالمون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف هو في الأصل نعت لمفعول أنفقوا المقدّر أي أنفقوا شيئا ممّا رزقناكم. (2) أو هي تعمل عمل ليس. (3) أو هو اسم لا مرفوع. (4) أو بمحذوف خبر لا. (5) يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا خبره الظالمون.. وجملة: هم الظالمون خبر المبتدأ (الكافرون) . [.....]

الصرف:

جملة: «يأيّها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنفقوا» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتي يوم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا بيع فيه» في محلّ رفع نعت ليوم. وجملة: «لا خلّة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا بيع فيه. وجملة: «لا شفاعة» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا بيع فيه. وجملة: «الكافرون.. الظالمون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ممّا) ، كلمتان: من، ما. وتحذف نون (من) الجارّة) ، وكذلك (عن) إذا تلاهما (ما) ، مهما كان نوعها. (بيع) ، مصدر سماعيّ لفعل باع يبيع باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (خلّة) ، اسم مصدر من فعل خالّه أي صادقة، فهي بمعنى الصداقة كأنّها تتخلّل الأعضاء أي تدخل خلالها، ويحتمل أن تكون بمعنى اسم الفاعل أي مصادق- بكسر الدال- أو بمعنى اسم المفعول أي مصادق- بفتح الدال- ووزن خلّة فعلة بضمّ فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 255] اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)

الإعراب:

الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر «1» ، (الحيّ) خبر ثان مرفوع «2» ، (القيّوم) خبر ثالث مرفوع (لا) نافية (تأخذ) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (سنة) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نوم) معطوف على سنة مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة أو نعت «3» ، (يشفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يشفع) «4» ، (إلّا) أداة حصر (بإذن) جارّ

_ (1) أو بدل من محلّ لا مع اسمها ومحلّه الرفع. (2) أو هو نعت، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هو مبتدأ خبره جملة لا تأخذه، أو هو بدل من هو.. ومثل ذلك القيّوم. (3) يجوز عند أبي حيّان- بل الأولى عنده- أن يكون (منذا) في محلّ رفع مبتدأ خبره الموصول لأن به يتمّ المعنى. (4) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير يشفع.

ومجرور متعلّق بمحذوف حال أي لا أحد يشفع إلّا مدفوعا بإذنه أو مأذونا له «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (أيدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) مثل السابق ومعطوف عليه (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (لا) نافية (يحيطون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحيطون) ، (من علم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشيء و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الجرّ السابق- بشيء- لأنه بدل منه «2» ، (شاء) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «3» ، (وسع) فعل ماض (كرسيّ) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (السموات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب مثله (الواو) عاطفة أو حاليّة (لا) نافية (يؤود) مضارع مرفوع و (الهاء) مفعول به في محلّ نصب (حفظ) فاعل مرفوع (هما) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (العليّ) خبر مرفوع (العظيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) يجوز تعليقه ب (يشفع) . (2) أو متعلّق بمستثنى محذوف تقديره: إلّا الإحاطة بما شاء من معلومه. (3) والأولى أن يقدّر مفعول شاء: أن يحيطوا به لدلالة قوله ولا يحيطون على ذلك.

الصرف:

جملة: «الله لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «لا تأخذه سنة» في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الله) «1» . وجملة: «له ما في السموات..» في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ (الله) . وجملة: «من ذا الذي يشفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشفع» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يعلم ما بين أيديهم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «لا يحيطون» لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم. وجملة: «شاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «وسع كرسيّه» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤوده حفظهما» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. أو في محلّ نصب حال. وجملة: «هو العليّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (الحيّ) ، من صفات الله، هو صفة مشبّهة من حيي يحيا الباب الرابع، وزنه فعل بسكون العين وفتح الفاء. (القيّوم) من صيغ المبالغة وزنه فيعول، فيه إعلال بالقلب، أصله قيووم لأنه من قام بالأمر يقوم إذا دبّره.. اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (القيّوم) أي يقوم بأمر الخلق غير غافل. (2) أو في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (الله) .

البلاغة

فأصبح القيّوم. (سنة) ، فيه إعلال بالحذف، فهو من فعل وسن يسن باب ضرب، حذفت فاؤه من المضارع ومن المصدر سنة كما يقال عدة، وزنه علة بكسر العين. (نوم) ، مصدر سماعيّ لفعل نام ينام باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (كرسيّ) ، اسم جامد قيل أصله من تركّب الشيء بعضه على بعض، ومنه الكرّاسة لتركّب بعض أوراقها على بعض، والكرسيّ سمي بذلك لتركّب خشبة بعضه على بعض.. وفي المصباح وتكرّس فلان احطب وغيره إذا جمعه، ومنه الكرّاسة بالتثقيل، وزنه فعليل بضمّ الفاء. (حفظ) ، هو مصدر حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون. (العليّ) ، صفة مشبّهة من فعل علا يعلو، فيه إعلال بالقلب لأن أصله (عليو) بسكون الياء اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى وزنه فعيل. البلاغة الإيجاز: فقد تضمنت آية الكرسي من الإيجاز ما لا مطمع فيه لتقليد أو محاكاة ويمكن أن نقول: إن البيان اتحد بالمبين في تصوير الملك الحقيقي الذي لا ينازع فيه بأرشق عبارة وأدق وصف، وفيها ما يسمى بالفصل في علم المعاني، وهو حذف العاطف للدلالة على أن كل صفة من صفات هذا الملك العظم مستقلة بنفسها. وقد تضمنت إيجاز الإيجاز وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا

[سورة البقرة (2) : آية 256]

فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها ومستكنّا في بعضها الآخر. [سورة البقرة (2) : آية 256] لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) الإعراب: (لا) نافية للجنس (إكراه) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا (قد) حرف تحقيق (تبيّن) فعل ماض (الرشد) فاعل مرفوع (من الغيّ) جار ومجرور متعلّق ب (تبيّن) بتضمينه معنى تميّز (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالطاغوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر) ، (الواو) عاطفة (يؤمن) مثل يكفر ومعطوف عليه (بالله) جار ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (استمسك) مثل تبيّن والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالعروة) جارّ ومجرور متعلّق ب (استمسك) (الوثقى) نعت للعروة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لا) نافية للجنس (انفصام) مثل إكراه (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لا إكراه في الدين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد تبين الرشد» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «من يكفر» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبيّن.

الصرف:

وجملة: «يكفر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يؤمن» في محلّ رفع معطوفة على جملة يكفر. وجملة: «قد استمسك» في محلّ جزم فعل الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «لا انفصام لها» في محلّ نصب حال من العروة. وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (إكراه) ، مصدر الفعل أكره، وزنه إفعال. (الرشد) ، مصدر رشد يرشد باب نصر وزنه فعل بضمّ فسكون، والرشد بفتحتين مصدر رشد يرشد باب فرح يفرح وزنه فعل بفتحتين. (الغيّ) ، فيه إعلال بالقلب أصله الغوي بسكون الواو، جاءت الواو ساكنة وبعدها الياء، قلبت الواو إلى ياء ودغمت مع الياء الثانية، وزنه فعل بفتح فسكون وهو مصدر غوي يغوي. (الطّاغوت) ، مصدر في الأصل مثل ملكوت، وهو من فعل طغا يطغو الواويّ، أو من طغى يطغى اليائيّ، والتاء فيه زائدة، وفيه تقديم وتأخير وإعلال بالقلب، تقدّمت لام الكلمة على عينها فصار طوغوتا أو طيغوتا، تحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله قلب ألفا فأصبح طاغوتا وزنه فلعوت. وبعضهم يجعل التاء مبدلة من لام الكلمة- أي ليست زائدة- فلا تقديم ولا تأخير ولا إعلال وزنه حينئذ فاعول. (العروة) ، في الأصل موضع شدّ اليد، وأصل المادّة تدلّ على التعلّق، ومنه عروته إذا ألممت به متعلّقا به، ومنه اعتراه الهمّ تعلّق به، ووزن العروة فعلة بضمّ فسكون. (الوثقى) ، مؤنّث الأوثق، اسم تفضيل محلّى ب (ال) وجب مطابقته مع ما قبله في التأنيث وزنه فعلى بضمّ الفاء.

البلاغة

(انفصام) ، مصدر انفصم، خماسيّ مبدوء بهمزة وصل يأتي مصدره على وزن ماضيه بكسر الحرف الثالث وإضافة ألف قبل الأخير، وزنه انفعال. البلاغة في «العروة» استعارة تصريحية «استمسك» ترشيح لها أو استعارة أخرى تبعية، ويجوز أن يجعل الكلام تمثيلا مبنيا على تشبيه الهيئة العقلية المنتزعة من ملازمة الحق الذي لا يحتمل النقيض بوجه أصلا، لثبوته بالبراهين النيرة القطعية بالهيئة الحسية المنتزعة من التمسك بالحبل المحكم المأمون انقطاعه. [سورة البقرة (2) : آية 257] اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (257) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (وليّ) خبر مرفوع (الذين) اسم موصول في محلّ جرف مضاف إليه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (يخرج) مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (إلى النور) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول مبتدأ في محلّ رفع (كفروا) مثل آمنوا (أولياء) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الطاغوت) خبر مرفوع (يخرجون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (من النور) جارّ ومجرور

الصرف:

متعلّق ب (يخرج) ، (إلى الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم، مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «الله وليّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «يخرجهم» في محلّ نصب حال من الفاعل أو من المفعول. وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أولياؤهم الطاغوت» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يخرجونهم» في محلّ نصب حال من المبتدأ أو الخبر ... أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أولئك أصحاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب النار «1» . الصرف: (وليّ) ، صفة مشبّهة من فعل ولي يلي باب وثق وزنه فعيل، اجتمعت ياء فعيل مع لام الكلمة فشدّدت. جمعه أولياء (انظر الآية 107 من هذه السورة) . (الظلمات) ، جمع الظلمة، اسم بمعنى ذهاب النور، مشتقّ من

_ (1) أو في محلّ رفع خبر ثان لاسم الإشارة المبتدأ أولئك.

البلاغة

ظلم يظلم الليل باب فرح، ووزن الظلمة فعلة بضمّ فسكون، وثمّة جمع آخر للظلمة هو ظلم بضمّ ففتح وظلمات بضمّ فسكون وظلمات بضم ففتح. (انظر الآية 17 من هذه السورة) . (النور) ، الاسم من نار ينور الشيء باب نصر وهو الضوء، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أنوار ونيران. البلاغة 1- إفراد النور لوحدة الحق كما أن جمع الظلمات لتعدد فنون الضلال. وهذا سرّ بلاغيّ عجيب. 2- الاستعارة التصريحية: في استعارة الظلمات والنور للضلال والهدى. - فإن قلت كيف يخرج الكفّار من النور مع أنهم لم يكونوا في نور. قلت: هذا فن عجيب من فنون البلاغة وهو نفي الشيء بإيجابه وفحواه أن المتكلم يثبت شيئا في كلامه وينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي في باطن الكلام حقيقة هو الذي أثبته. [سورة البقرة (2) : آية 258] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجبيّ (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل

ضمير مستتر تقديره أنت «1» ، (إلى) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ترى) وفي الكلام حذف مضاف أي قصّة الذي حاجّ.. (حاجّ) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو (إبراهيم) مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلمية والعجمة (في ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (حاجّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه «2» ، (أن) حرف مصدريّ (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الملك) مفعول به ثان و (الهاء) مفعول به أول. والمصدر المؤوّل (أن آتاه الله ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأن آتاه الله.. فهو في معنى المفعول لأجله متعلّق ب (حاجّ) .. (إذ) ظرف لما مضى من الزمان في محلّ نصب متعلّق بفعل حاجّ (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (ربّ) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الذي) مثل الأول في محلّ رفع خبر (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الواو) عاطفة (يميت) مضارع مرفوع والفاعل هو. (قال) مثل الأول والفاعل يعود إلى المحاجج (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحيي) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو) عاطفة (أميت) مثل أحيي (قال إبراهيم) مثل الأولى (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر أي إن زعمت أنّك قادر فإن الله. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأتي) مضارع

_ (1) فعل (ترى) هنا بمعنى ينتهي علمك إلى.. ولهذا تعدّى ب (إلى) . (2) الضمير يعود إلى إبراهيم أو إلى المحاجج.

مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالشمس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، (من المشرق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائت) ، فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائت) ، (من المغرب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت) «2» ، (الفاء) عاطفة (بهت) فعل ماض بصيغة المجهول ولكنّ معناه معلوم «3» ، (الذي) اسم موصول فاعل (كفر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مثل يحيي (القوم) مفعول به منصوب (الظالمين) نعت للقوم منصوب مثله وعلامة النصب الياء. جملة: «ألم تر..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حاجّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أتاه الله الملك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن. وجملة: «قال إبراهيم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ربّي الذي يحيي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يحيي» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «يميت» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «قال» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنا أحيي» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو بمحذوف حال من الشمس. (2) أو بمحذوف حال من الضمير في (بها) . [.....] (3) أو هو مبنيّ للمجهول والموصول نائب فاعل.. والفاعل المحذوف هو إبراهيم أو هو المصدر المفهوم من قال أي حيّره قول إبراهيم وبهته ... وهذا اختيار أبي حيّان.

الصرف:

وجملة: «أحيي» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنا. وجملة: «أميت» في محلّ رفع معطوفة على جملة أحيي. وجملة: «قال إبراهيم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله يأتي..» جواب شرط مقدّر. وجملة: «الشرط مقول القول. وجملة: «يأتي بالشمس..» في محلّ رفع خبر انّ. وجملة: «ائت بها من المغرب» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت قادرا فأت بها. وجملة: «بهت الذي..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «كفر» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (فأت) ، حذفت همزة الوصل من الفعل لدخول الفاء عليه، أصله ائت، وفيه أيضا إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة للبناء، وزنه ففع بسكون الفاء الثانية (الآية 106 والآية 222) . (المشرق) ، اسم مكان من الفعل شرق يشرق باب نصر، وكان القياس أن يقال مشرق بفتح الراء لأن عين المضارع مضمومة ولكنّه جاء على مفعل بكسر العين وهو من الشواذ (انظر الآية 115) . (المغرب) ، اسم مكان من الفعل غرب يغرب باب نصر، وقد جاء شاذّا على مفعل بكسر العين وكان قياسه أن يكون على مفعل بفتح العين.. (وانظر الآية 115) . (بهت) ، بالبناء للمجهول، وهو في معناه مبنيّ للمعلوم ويحتاج إلى

[سورة البقرة (2) : آية 259]

فاعل، ومثله في القرآن هرع في المضارع: «وجاءه قومه يهرعون إليه ... » [هود- 78] . [سورة البقرة (2) : آية 259] أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) الإعراب: (أو) حرف عطف (الكاف) هنا اسم بمعنى مثل «1» في محلّ جرّ معطوفة على الموصول الأول في الآية السابقة والتقدير: ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم أو مثل الذي مرّ.. (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (مرّ) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (على قرية) جارّ ومجرور متعلّق ب (مرّ) ، (الواو) حاليّة (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خاوية) خبر مرفوع (على عروش) جار ومجرور متعلّق بخاوية «2» ، (ها) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب مفعولا به لفعل محذوف تقديره أرأيت مثل الذي ... وأجاز الزمخشري زيادة الكاف، والموصول بعدها معطوف على الموصول الأول في الآية السابقة. (2) أو متعلّق بصفة لقرية أي قرية كائنة على عروشها أو ثابتة.

والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أنّى) بمعنى كيف في محلّ نصب حال من هذه «1» ، (يحيى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم، (الله) فاعل مرفوع (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحيي) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (ها) ضمير مضاف إليه.. (الفاء) استئنافيّة (أمات) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) فاعل مرفوع (مائة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أمات) بتضمينه معنى ألبثه ميّتا مائة عام (عام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (بعثه) مثل أماته والفاعل هو (قال) مثل الأول والفاعل الله (كم) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفية الزمانية متعلّق ب (لبثت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (قال) مثل الأول والفاعل يعود إلى الذي مر (لبثت) مثل الأول (يوما) مفعول فيه منصوب متعلّق ب (لبثت) ، (أو) حرف عطف (بعض) معطوف على (يوما) منصوب مثله (يوم) مضاف إليه مجرور (قال) مثل الثاني (بل) للابتداء والإضراب (لبثت مائة عام) مثل لبثت بعض يوم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن لم تطمئنّ فانظر.. (انظر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى الطعام) جارّ ومجرور متعلّق ب (انظر) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (شرابك) معطوف على طعامك مجرور مثله ومضاف إليه (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يتسنّه) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «2» ، (الواو) عاطفة (انظر إلى حمارك) مثل انظر إلى طعامك

_ (1) أجاز العكبري أن تكون بمعنى متى فهي ظرف زمان في محلّ نصب متعلّق ب (يحيي) . (2) وجاء مفردا لأنه عائد على شيئين كالشيء الواحد وهو مفهوم الغذاء، أو هو عائد إلى الشراب وحده وضمير الطعام محذوف لدلالة الثاني عليه.

(الواو) عاطفة (اللام) لام التعليل (نجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (آية) مفعول به ثان منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية. والمصدر المؤوّل (أن نجعلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك لتعلم ولنجعلك آية للناس. (الواو) عاطفة (انظر إلى العظام) مثل انظر إلى طعامك (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (ننشز) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ثم) حرف عطف (نكسوها) مثل ننشزها (لحما) مفعول به ثان منصوب. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرفيّة حينيّة متعلّقة ب (قال) متضمّنة معنى الشرط (تبيّن) فعل ماض، والفاعل مقدّر دلّ عليه الكلام المتقدّم أي تبيّن كيفية الإحياء «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تبيّن) (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أعلم) مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره أنا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر أنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. قدير) سدّ مسدّ مفعولي أعلم. جملة: «مرّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) وعلى رأي الزمخشري: الفاعل هو ضمير يعود على المصدر المؤوّل (أنّ الله ... قدير) ، أي: فلمّا تبيّن قدرة الله له قال أعلم أنّ الله ... فحذف الأول لدلالة الثاني عليه فجعله من باب التنازع،

وجملة: «هي» خاوية في محلّ نصب حال من قرية «1» . وجملة: «قال أنّى..» في محلّ نصب حال من فاعل مرّ أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحيي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أماته» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعثه» لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته. وجملة: «قال.. (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كم لبثت؟» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... (الثالثة) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لبثت يوما» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... (الرابعة) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بل لبثت» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة مقول القول محذوفة أي: قال ما لبثت يوما أو بعض يوم بل لبثت مائة عام «2» . وجملة «انظر إلى طعامك» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم تطمئنّ فانظر. وجملة: «لم يتسنه» في محلّ نصب حال من الطعام والشراب معا بمعنى الغذاء أو من الشراب لأنه المتأخّر. وجملة: «انظر إلى حمارك» في محلّ جزم معطوفة على جملة انظر إلى طعامك.

_ (1) الذي سوّغ مجيء الحال من النكرة وجود الرابط وهو الواو. (2) بل: حين يتلوها جملة هي حرف ابتداء لا حرف عطف على الصحيح، وحين يتلوها مفرد هي عاطفة.

الصرف:

وجملة: «نجعلك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدّر أن وجملة: «انظر الى العظام» في محلّ جزم معطوفة على جملة انظر إلى طعامك. وجملة: «ننشزها» في محلّ نصب حال من العظام. وجملة: «نكسوها» في محلّ نصب معطوفة على جملة ننشزها. وجملة: «تبيّن» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أعلم» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (قرية) ، اسم جامد، وزنه فعلة بفتح فسكون (انظر الآية 58 من هذه السورة) . (خاوية) ، مؤنّث خاو، اسم فاعل من خوت الدار تخوي من باب ضرب أو من خوي يخوى باب فرح. (عروشها) ، جمع عرش وهو السقف وكلّ ما هيئ ليستظلّ به، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون. (مائة) ، اسم للعدد المعروف، وترسم الكلمة من غير ألف أو مع الألف كلاهما جائزة، والتاء عوض من الياء وزنه فعة. (عام) ، اسم للمدّة المعروفة، فيه إعلال بالقلب لأن الألف أصلها واو جمعه أعوام. (طعام) ، اسم جامد لما يؤكل، وزنه فعال بفتح الفاء (انظر الآية 61 والآية 184) . (شراب) ، اسم جامد لما يشرب وزنه فعال بفتح الفاء. (يتسنّه) ، الهاء في الفعل أصلية، فهي ثابتة وصلا ووقفا، وقيل هي

[سورة البقرة (2) : آية 260]

للسكت وأنّ لام الكلمة واو، والفعل مجزوم بحذف حرف العلّة «1» . ويجوز أن يكون الفعل مشتقّ من التسنّن الذي هو التغيّر وأصله لم يتسنّن، مأخوذ من الحمأ المسنون، فأبدلت النون الأخيرة حرف علّة، وفي هذه الحال تكون الهاء للسكت ليس غير. (العظام) ، جمع عظم وهو اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون. وثمّة جمع آخر هو أعظم بضمّ الظاء، وعظامة بكسر العين. (لحما) ، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 260] وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلمية والعجمة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (أر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (تحيي) مضارع

_ (1) وحينئذ تثبت الهاء في الوقف لا في الوصل.

مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (قال) مثل الأول والفاعل الله (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تؤمن) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قال) مثل الأول (بلى) حرف جواب لإيجاب النفي (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (اللام) لام التعليل (يطمئنّ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (قلب) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الباء لمناسبة الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يطمئنّ قلبي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أسأل، والاستدراك والفعل بعده معطوف على مقدّر أي: بلى آمنت، وما سألت غير مؤمن ولكن سألت ليطمئنّ قلبي. (قال) مثل الأول والفاعل الله (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خذ) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أربعة) مفعول به منصوب (من الطير) تمييز العدد «1» (الفاء) عاطفة (صر) مثل خذ و (هنّ) ضمير متّصل مفعول به (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صرهنّ) ، (ثمّ) حرف عطف (اجعل) مثل خذ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اجعل بتضمينه معنى ألق «2» ، (جبل) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (اجعل) «3» ،

_ (1) إذا كان المعدود اسم جمع- كما جاء في الآية- جاز في التمييز الجرّ بمن أو الجرّ بالإضافة كقوله تعالى: تسعة رهط. ويجوز أن يكون الجارّ والمجرور متعلّقا ب (خذ) ، والتمييز محذوف أي: خذ من الطير أربعة طيور. (2) أو متعلّق بمحذوف مفعول ثان إذا كان الفعل بمعنى صيّر. (3) أو متعلّق بحال من (جزءا) .

(جزءا) مفعول به منصوب (ثمّ ادع) مثل ثمّ اجعل و (هنّ) ضمير متّصل مفعول به (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الطلب ... و (النون) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (سعيا) مصدر في موضع الحال «1» ، (الواو) استئنافيّة (اعلم) مثل اجعل (أنّ الله عزيز) مثل أنّ الله قدير- في الآية السابقة- (حكيم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الله عزيز) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم. جملة: «قال إبراهيم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وصلتها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرني» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «تحيي..» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أر «2» . وجملة: «قال ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أو لم تؤمن؟» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول. أي: أتسأل ولم تؤمن؟ وجملة: «قال.. (الثالثة) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. والجملة المقدّرة: «بلى آمنت» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يطمئنّ قلبي» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدر أن. وجملة: «قال ... (الرابعة) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خذ أربعة ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر، أي: إن

_ (1) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر لأنه مرادفه. (2) رأى بصريّة دخلت عليها همزة التعدية. [.....]

الصرف:

أردت ذلك فخذ.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «صرهنّ» إليك في محلّ جزم معطوفة على جملة خذ أربعة. وجملة: «اجعل» في محلّ جزم معطوفة على جملة صرهنّ. وجملة: «ادعهنّ» في محلّ جزم معطوفة على جملة اجعل. وجملة: «اعلم» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أرني) ، فيه إعلال بالحذف أصله أرئيني، حذفت الياء للبناء فصار أرئني، ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت للتخفيف فصار أرني، وزنه أفني محذوف منه عين الكلمة ولأمها الهمزة والياء (انظر الآية 128 من هذه السورة) . (الطير) ، اسم جمع كركب، وقيل هو جمع طائر. (صرهنّ) ، أمر من صاره يصيره أو يصوره بمعنى قطعه أو أماله، فيه إعلال بالحذف لأنه أجوف فحذفت عينه، وزنه فلهنّ. (سعيا) ، مصدر سماعيّ لفعل سعى يسعى باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- في هذه الآية إيجاز بالحذف، إذ حكى سبحانه أوامره، وحذف تتمة القصة، ولم يعترض لامتثال إبراهيم عليه السلام لها، لأن ذلك مدرك بالبداهة. [سورة البقرة (2) : آية 261] مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (261)

الإعراب:

الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، وهو على حذف مضاف أي مثل نفقة الذين.. أو إنفاق الذين (ينفقون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (ينفقون) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الكاف) حرف جرّ (مثل) اسم مجرور بالكاف والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ مثل (حبة) مضاف إليه مجرور (أنبت) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (سبع) مفعول به منصوب (سنابل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سنبلة) مضاف إليه مجرور (مائة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (حبّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يضاعف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يضاعف) ، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله (الواو) عاطفة (الله) مبتدأ مرفوع (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان. جملة: «مثل الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنبتت» في محلّ جرّ نعت لحبة. وجملة: «في كلّ سنبلة مائة حبّة» في محلّ نصب نعت لسبع سنابل. وجملة: «الله يضاعف..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من أموالهم.

الصرف:

وجملة: «يضاعف..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية. الصرف: (سنابل) ، جمع سنبلة زنة فنعلة بضمّ الفاء والعين.. وفي المصباح سنبل الزرع الواحدة سنبلة، والسبل مثل الواحدة سبلة مثل قصب وقصبة. وسنبل الزرع أخرج سنبلة وأسبل بالألف أخرج سبله. (حبّة) ، واحدة الحبّ، اسم جامد وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة 1- «كَمَثَلِ حَبَّةٍ» مثلهم كمثل باذر حبة ولولا ذلك لم يصح التمثيل.. 2- واسناد الإنبات إلى الحبة مجاز لأنها سبب للانبات- والمنبت في الحقيقة هو الله تعالى- وهذا التمثيل تصوير للإضعاف كأنها حاضرة بين يدي الناظر فهو من تشبيه المعقول بالمحسوس. [سورة البقرة (2) : آية 262] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) الإعراب: (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (ينفقون أموالهم في سبيل الله) مرّ إعرابها في الآية السابقة (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (يتبعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) حرف مصدريّ (أنفقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما أنفقوا) في محلّ نصب مفعول به أوّل. (منا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أذى) معطوف على (منّا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة

الصرف:

على الألف (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (هم) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم (ربّ) مضاف اليه مجرور و (هم) مضاف إليه في محلّ جرّ (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «1» (خوف) مبتدأ مرفوع (على حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع.. جملة: «الذين ينفقون.. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينفقون أموالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يتبعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أنفقوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (ينفقون) ، أصله يؤنفقون، حذفت الهمزة تخفيفا (انظر الآية 3 من سورة البقرة) . (يتبعون) ، أصله يؤتبعون، حذفت الهمزة تخفيفا. (منّا) ، مصدر سماعيّ لفعل منّ يمنّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) أو عاملة عمل ليس و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها.

البلاغة

(أذى) ، مصدر سماعيّ لفعل أذي يأذى باب فرح، وزنه فعل لفتحتين (وانظر الآية 222) . البلاغة «ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ» ثم هنا للتفاوت بين الإنفاق وترك المنّ والأذى في الرتبة والبعد بينهما في الدرجة، وقد استعيرت من معناها الأصلي وهو تباعد الأزمنة لذلك- وهذا هو المشهور في أمثال هذه المقامات. وذكر في الانتصاف وجها آخر في ذلك، وهو الدلالة على دوام الفعل المعطوف بها وإرخاء الطول في استصحابه، وعلى هذا لا تخرج عن الإشعار ببعد الزمن ولكن معناها الأصلي تراخي زمن وقوع الفعل وحدوثه ومعناها المستعارة له دوام وجود الفعل وتراخي زمن بقائه. [سورة البقرة (2) : آية 263] قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) الإعراب: (قول) مبتدأ مرفوع «1» ، (معروف) نعت لقول مرفوع مثله (الواو) عاطفة (مغفرة) معطوف على قول مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (من صدقة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خير) (يتبع) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به (أذى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غنيّ) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها موصوفة.

الصرف:

جملة: «قول معروف.. خير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتبعها أذى» في محلّ جرّ نعت لصدقة. وجملة: «الله غنيّ حليم» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (غنيّ) ، صفة مشبّهة وزنه فعيل من غني يغني باب فرح. [سورة البقرة (2) : آية 264] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (264) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب بدل من أيّ (آمنوا) فعل ماض.. والواو فاعل (لا) ناهية (تبطلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (صدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (بالمنّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبطلوا) والباء سببيّة (الواو) عاطفة (الأذى) معطوف على المنّ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الكاف) حرف جرّ «1» ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف تقديره إبطالا مثل إبطال الذي ينفق ... أو في محلّ نصب حال من الواو في تبطلوا أي: لا تبطلوا صدقاتكم مشابهين الذي ينفق ماله رئاء الناس.

بمحذوف مفعول مطلق «1» ، (ينفق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مال) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (رئاء) مفعول لأجله منصوب «2» ، (الناس) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (يؤمن) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (الفاء) تعليليّة (مثل) مبتدأ مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (صفوان) مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (تراب) مبتدأ مؤخر مرفوع (الفاء) عاطفة (أصاب) فعل ماض و (الهاء) مفعول به (وابل) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (تركه) مثل أصابه والفاعل هو الوابل (صلدا) مفعول به ثان منصوب (لا) نافية (يقدرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقدرون) ، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لشيء (كسبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الكافرين) نعت للقوم منصوب مثله وعلامة النصب الياء. جملة «يأيها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الواو في تبطلوا أي: لا تبطلوا صدقاتكم خاسرين كالذي ينفق ماله رئاء الناس.. (2) أو مصدر في موضع الحال أي مرائيا، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أي ينفق ماله إنفاق رئاء الناس.

الصرف:

وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تبطلوا» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة: «ينفق ماله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «لا يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الثانية. وجملة: «مثله كمثل صفوان» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «عليه تراب» في محلّ جرّ نعت لصفوان. وجملة: «أصابه وابل» في محلّ جرّ معطوفة على جملة عليه تراب. وجملة: «تركه صلدا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابه وابل. وجملة: «لا يقدرون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كسبوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله لا يهدي..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي القوم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (رئاء) ، الهمزة الأولى عين الكلمة لأنه من رأى، والثانية مبدلة من الياء لوقوعها متطرفة بعد ألف ساكنة زائدة. وهو مصدر مضاف إلى مفعوله، وقد تخفّف الهمزة الأولى فتقلب ياء أي رياء، وزنه فعال مصدر ل (راءى) فاعل. (صفوان) ، جمع صفوانة أو صفا، أو هو اسم جنس، وقيل هو مفرد وزنه فعلان بفتح الفاء وقد تكسر. (وابل) ، اسم فاعل من وبل مطر السماء أي اشتدّ، وزنه فاعل. (صلدا) ، صفة مشبّهة وزنه فعل بفتح فسكون من باب فرح أو ضرب.

البلاغة

البلاغة - التشبيه التمثيلي: فقد شبه المرائي في الإنفاق وحالته العجيبة كحجر أملس عليه شيء يسير من التراب فأصابه مطر عظيم القطر فتركه أملس ليس عليه شيء من الغبار. [سورة البقرة (2) : آية 265] وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) الإعراب: (الواو) عاطفة (مثل الذين ينفقون أموالهم) مرّ إعرابها «1» ، (ابتغاء) مفعول لأجله «2» ، منصوب (مرضاة) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (تثبيتا) معطوف على (ابتغاء) منصوب مثله (من أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت أي: تثبيتا كائنا من أنفسهم «3» و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ مثل (جنة) مضاف إليه مجرور (بربوة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لربوة (أصاب) فعل

_ (1) في الآية (261) من هذه السورة. (2) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين. (3) يجوز تعليقه بالمصدر تثبيت، ومن في ذلك للتبعيض. قال أبو حيّان: إنّ من بذل ماله لوجه الله فقد ثبّت بعض نفسه، ومن بذل ماله وروحه معا فهو الذي ثبّتها كلّها. هذا وقد فسّر العلماء التثبيت بمعان مختلفة فهو بمعنى التيقّن والاحتساب والتصديق والإقرار والعزم والإمضاء.. إلخ.

ماض و (ها) ضمير مفعول به (وابل) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (آتت) مثل أصاب.. و (التاء) للتأنيث والفاعل هي (أكل) مفعول به منصوب (ها) ضمير مضاف إليه (ضعفين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء، والمفعول الثاني محذوف تقديره: صاحبها (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي «1» ، (يصب) مضارع مجزوم فعل الشرط و (ها) ضمير مفعول به (وابل) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (طلّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: مصيبها.. أو الذي يصيبها.. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (بصير) العائد محذوف «2» ، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «مثل الذين ينفقون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق. وجملة: «ينفقون أموالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أصابها وابل» في محلّ نصب حال من جنّة فهي موصوفة أو في محلّ جرّ نعت لجنّة. وجملة: «آتت ... » معطوفة على جملة أصابها وابل في محلّ نصب أو جرّ. وجملة: «إن لم يصبها وابل» معطوفة على جملة أصابها في محلّ نصب أو جرّ «3» .

_ (1) يحسن أن يكون الفعل (يصبها) معمولا ل (إنّ) لا معمولا ل (لم) . (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء.. متعلّق ب (بصير) . (3) يجوز قطع الجملة على الاستئناف فهي لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: « (مصيبها) طلّ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله ... بصير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) اسميّة أو مصدريّة. الصرف: (تثبيتا) ، مصدر ثبّت الرباعيّ فهو قياسيّ، وزنه تفعيل. (ربوة) ، يجوز في الراء الضمّ والفتح والكسر، وهو اسم جامد وزنه هنا فعلة بفتح الفاء. (أكل) ، اسم جامد وزنه فعل بضمتين، وقد تسكّن عينه. (ضعفين) ، مثنّى ضعف وهو صفة مشتقّة من ضعف يضعف باب فتح، وزنه فعل بكسر الفاء (الآية 245) . (طلّ) ، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: فقد شبه الذين ينفقون أموالهم خالصة من الرياء في سبيل مرضاة الله بالبستان الكائن بمكان مرتفع وأصابه مطر شديد فأثمر مثلي ما كان يثمر في سائر الأوقات بسبب ما أصابه من الوابل. [سورة البقرة (2) : آية 266] أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الإبعاد القريب من النفي (يودّ) مضارع مرفوع (أحد) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكون) مضارع ناقص منصوب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكون مقدّما (جنّة) اسم تكون مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ. (من نخيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لجنّة (الواو) عاطفة (أعناب) معطوف على نخيل مجرور مثله (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) و (ها) ضمير مضاف إليه، وهو على حذف مضاف أي تجري من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، (من كلّ) جارّ ومجرور نعت لمبتدأ مقدّر أي: له فيها ثمر- أو رزق- من الثمرات (الثمرات) مضاف إليه مجرور (الواو) حالية بتقدير قد (أصاب) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، (الكبر) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ذرّيّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ضعفاء) نعت لذريّة مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (أصابها) مثل أصابه (إعصار) فاعل مرفوع (فيه) مثل فيها متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نار) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (احترق) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذا)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من المبتدأ المقدّر- صفة تقدّمت الموصوف-

اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يبيّن (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل له متعلّق ب (يبيّن) ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تتفكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «يودّ أحدكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكون له جنّة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ نصب حال «1» من جنّة وقد وصفت. وجملة: «له فيها من كلّ الثمرات» في محلّ نصب حال ثانية من جنّة «2» . وجملة: «أصابه الكبر» في محلّ نصب حال من الضمير في (له) فيها.. وجملة: «له ذريّة» في محلّ نصب حال من الضمير في أصابه. وجملة: «أصابها إعصار» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجري. وجملة: «فيه نار» في محلّ رفع نعت لإعصار. وجملة: «احترقت» في محلّ نصب معطوفة على جملة أصابها إعصار وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تتفكّرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) أو في محلّ رفع نعت لجنّة. [.....] (2) أو في محلّ رفع نعت آخر لجنّة.

الصرف:

الصرف: (نخيل) ، قد يكون اسم جنس واحده نخلة، أو هو جمع أنخل الذي هو اسم جنس، اسم جامد وزنه فعيل. (أعناب) ، جمع عنب وهو اسم جنس واحده عنبة، ووزن أعناب أفعال. (الكبر) ، مصدر فعل كبر يكبر باب فرح، وزنه فعل بكسر الفاء وفتح العين. (ذرّيّة) ، جاء في لسان العرب ما يلي: «ذرّ الله الخلق في الأرض: نشرهم، والذرّيّة فعليّة- بضمّ الفاء- منه، وهي منسوبة إلى الذرّ الذي هو النمل الصغار، وكان قياسه ذريّة- بفتح الذال- لكنه نسب شاذ لم يجيء إلّا مضموم الأول.. أجمع القرّاء على ترك الهمزة في الذريّة، وقال يونس: أهل مكّة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبيّ والبريّة والذرّيّة من ذرأ الله الخلق أي: خلقهم. وقال أبو إسحاق النحوي: الذريّة غير مهموز.. وقال بعض النحويين: أصلها ذرّورة هي فعلولة، ولكن التضعيف لمّا كثر أبدل من الراء الأخيرة ياء فصارت ذرّوية- بتشديد الراء- ثمّ أدغمت الواو في الياء فصارت ذرّيّة. قال، وقول من قال إنه فعليّة- بضمّ الفاء- أقيس وأجود عند النحويين ... الذريّة: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى وأصلها الهمز لكنّهم حذفوه فلم يستعملوها إلّا غير مهموزة، وقيل: أصلها من الذرّ بمعنى التفريق لأن الله تعالى ذرّهم في الأرض» أهـ. وقال العكبريّ ... إنّه من ذرأ بالهمز فأصله على هذا ذروءة زنة فعولة، ثمّ أبدلت الهمزة ياء، وأبدلت الواو ياء فرارا من ثقل الهمزة والواو والضمّة. (انظر الآية 124 من هذه السورة) . (ضعفاء) ، جمع ضعيف وهو صفة مشبّهة من فعل ضعف يضعف

البلاغة

باب نصر وباب كرم وزنه فعيل. (إعصار) ، اسم جامد بمعنى الريح الشديدة، سميت بذلك لأنها تلتفّ كما يلتفّ الثوب المعصور، أو لأنها تعصر السحاب، والإعصار لفظ مذكّر. البلاغة 1- «أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ» الهمزة لإنكار الوقوع كما في قولك أتضرب أباك. على أن مناط الإنكار ليس جميع ما تعلق به الود بل إنما هو إصابة الإعصار وما يتبعها من الاحتراق. 2- «لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ» هذا من ذكر العام بعد الخاص للتتميم والتتميم فن من فنون البلاغة. [سورة البقرة (2) : آية 267] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) سبق إعرابها «1» ، (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «2» ، (كسب) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل

_ (1) في الآية (264) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون نكرة موصوفة في محلّ جرّ، أو هي حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ مضاف إليه أي: طيّبات كسبكم.

(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) ، وفي الكلام حذف مضاف أي: من طيّبات ما أخرجنا (أخرجنا) مثل كسبتم (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرجنا) ، (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجنا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تيمّموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الخبيث) مفعول به منصوب. (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تنفقون) «1» وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (ليس) فعل ماض ناقص جامد و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم ليس (الباء) حرف جرّ زائد (آخذي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس، وعلامة الجرّ الياء وحذفت النون للإضافة و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تغمضوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (فيه) مثل منه متعلّق ب (تغمضوا) بتضمينه معنى تتساهلوا «2» . والمصدر المؤول (أن تغمضوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: إلّا بأن تغمضوا فيه والجارّ والمجرور متعلّق بآخذيه «3» . (الواو) استئنافيّة (اعلموا) مثل أنفقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (غنيّ) خبر مرفوع (حميد) خبر ثان مرفوع.

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الخبيث، وحينئذ يقدر رابط في الجملة بعده أي تنفقونه. (2) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الواو في (تغمضوا) . (3) لا يجيز سيبويه انتصاب المصدر المؤول على الحال، فقول من قال بأنّ المصدر المؤوّل منصوب على الحال مردود.

الصرف:

جملة النداء «أيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «امنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنفقوا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كسبتم» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) ، أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة الموصوفة والرابط محذوف أي: طيّبات شيء كسبتموه. وجملة: «أخرجنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لا تيمّموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا. وجملة: «منه تنفقون» في محلّ نصب حال من الفاعل في (تيمّموا) ، أو من المفعول (الخبيث) أي منفقين أو منفقا منه. وجملة: «لستم بآخذيه» لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الواو في (تنفقون) . وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أنّ الله غنيّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. الصرف: (تيمّموا) ، أصله تتيمّموا، فيه حذف إحدى التاءين. (الخبيث) ، صفة مشبّهة على وزن فعيل من خبث باب كرم. (لستم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فالياء ساكنة والسين بني على السكون لاتصال الفعل بضمير الرفع المتحرّك، وزنه فلتم بفتح الفاء. (تغمضوا) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا، وأصله تؤغمضوا.

البلاغة

(حميد) ، صفة مشبهة على وزن فعيل بمعنى محمود، من حمد يحمد باب فرح. (آخذيه) ، جمع آخذ، اسم فاعل من أخذ يأخذ باب نصر وزنه فاعل، والمدّة أتت من اجتماع الهمزة والألف الساكنة. البلاغة «إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» أي إلّا وقت إغماضكم فيه أو إلّا بإغماضكم فيه وهو عبارة عن المسامحة بطريق الكناية أو الاستعارة التصريحية. حيث شبه التجاوز عن الشيء الجدير بالمؤاخذة بغض العين عما يتفادى المرء رؤيته مما يكره. [سورة البقرة (2) : آية 268] الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (268) الإعراب: (الشيطان) مبتدأ مرفوع (يعد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به أول (الفقر) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (يأمركم) مثل يعدكم (بالفحشاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعدكم) مثل الأول (مغفرة) مفعول به ثان منصوب (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لمغفرة (الواو) عاطفة (فضلا) معطوف على مغفرة منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (الله) مثل الأول (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «الشيطان يعدكم.» لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «يعدكم الفقر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشيطان) . وجملة: «يأمركم» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعدكم. وجملة: «الله يعدكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يعدكم مغفرة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يعدكم) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع حذفت فاؤه في المضارع، وزنه يعلكم. (الفقر) ، مصدر سماعي لفعل فقر يفقر باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 269] يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (269) الإعراب: (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الحكمة) مفعول به منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يؤت) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (الحكمة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (أوتي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت ل (خيرا) منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (يذكّر) مضارع

الصرف:

مرفوع (إلّا) أداة حصر (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور. جملة: «يؤتي الحكمة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «من يؤت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤت الحكمة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «قد أوتي ... » في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «ما يذّكّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يؤت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع بضمّ الياء وفتح العين (الآية 247) . [سورة البقرة (2) : آية 270] وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (270) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به (أنفقتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير فاعل (من نفقة) جارّ ومجرور تمييز ما «2» ، ومن هنا بيانيّة (أو) عاطفة (نذرتم من نذر) مثل أنفقتم من نفقة.. وما مقدّرة فيها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم إنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع

_ (1) يجوز أن تكون جملتا الشرط والجواب معا خبرا. (2) أو بمحذوف حال، وانظر اعراب الآية (197) والآية (215) : وما تفعلوا من خير يعلمه الله.

الصرف:

والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (من) حرف جرّ زائد (أنصار) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. جملة: «أنفقتم ... » معطوفة على جملة من يؤت الحكمة في الآية السابقة. وجملة: «نذرتم..» معطوفة على جملة أنفقتم. وجملة: «إن الله يعلمه» في محلّ جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «يعلمه» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما للظالمين من أنصار» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نفقة) : اسم من الإنفاق أي اسم مصدر، أو اسم جامد لما ينفق من الدراهم وغيرها، وزنه فعلة بفتحتين. (نذر) ، مصدر لفعل نذر ينذر باب نصر وباب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة البقرة (2) : آية 271] إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (تبدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (نعم) فعل ماض جامد لانشاء المدح (ما) اسم معرفة بمعنى الشيء في محلّ رفع

فاعل «1» ، (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ مؤخر خبره جملة نعمّا، وهذا الضمير على حذف مضاف والأصل ابداؤها (الواو) عاطفة (ان تخفوها) مثل إن تبدوا الصدقات (الواو) عاطفة (تؤتوا) مضارع مجزوم معطوف على (تخفوا) وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (الفقراء) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) أو بمحذوف نعت لخير (الواو) استئنافيّة (يكفّر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفّر) ، (من سيّئات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفّر) ، ومن تبعيضيّة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير) «2» ، (تعملون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل (خبير) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «إن تبدوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعمّا هي» في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ (هي) . والجملة الاسميّة: «هي ... » في محلّ جزم جواب الشرط الجازم جاءت الفاء في الخبر. وجملة: «إن تخفوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تبدوا.. وجملة: «تؤتوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة تخفوها.

_ (1) هذا الإعراب أقرب الاعرابات إلى المعنى وأبعدها عن التأويل، ويجوز أن تكون (ما) نكرة تامة تمييز للضمير المستتر فاعل نعم أي: نعم (هو) شيئا ابداؤها، وهو المخصوص بالمدح على حذف مضاف. (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.

الصرف:

وجملة: هو خير لكم في محلّ جزم جواب الشرط الجازم الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «يكفّر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله ... » خبير لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفيّ (ما) . الصرف: (نعمّا) ، بكسر العين على الأصل لأن فعله من باب فرح، وقد يأتي بسكون العين بنقل حركتها إلى النون- وهي الكسرة- وقد تبقى النون مفتوحة على الأصل. (تخفوها) ، فيه حذف الهمزة وإعلال بالحذف، كما في (تبدوا) . (تؤتوها) ، فيه حذف الهمزة وإعلال بالحذف، كما في (تبدوا) . (الفقراء) ، جمع فقير، صفة مشبهة من (فقر) الثلاثي وزنه فعيل والجمع فعلاء بضمّ الفاء. (سيئاتكم) ، جمع سيئة، وزنه فيعلة، وفيه إعلال بالقلب أصله سيوئة من ساء يسوء، اجتمعت الواو والياء في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية (الآية 81) . [سورة البقرة (2) : آية 272] لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)

الإعراب:

الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (هدى) اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) استئنافيّة (ما تنفقوا من خير) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي هو (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (تنفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب «2» ، (وجه) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما تنفقوا من خير) مر إعراب نظيرها «3» ، (يوفّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة وهو مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل مفهوم من سياق الآية أي جزاؤه (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوفّ) ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «ليس عليك هداهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ الله يهدي» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يهدي» في محلّ رفع خبر لكنّ.

_ (1) في الآية (270) من هذه السورة. (2) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين. (3) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين.

الصرف:

وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (هو) لأنفسكم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «ما تنفقون إلّا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يوفّ إليكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «أنتم لا تظلمون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب المجرور «1» . وجملة: «لا تظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (خير) ، اسم جامد بمعنى المال، وهو مصدر خار أيضا. (يوفّ) ، فيه إعلال بالحذف بسبب الجزم، وزنه يفعّ بضمّ الياء وفتح العين المشدّدة. [سورة البقرة (2) : آية 273] لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الإعراب: (للفقراء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره الصدقات «2» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت

_ (1) يجوز أن تكون الواو استئنافيّة، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة. [.....] (2) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره اعجبوا (العكبري) .

للفقراء (أحصروا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلّق ب (أحصروا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يستطيعون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (ضربا) مفعول به منصوب (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (ضربا) » ، (يحسب) مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل مفعول به أوّل (الجاهل) فاعل مرفوع (أغنياء) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء الممدودة المؤنّثة على وزن أفعلاء (من التعفّف) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحسبهم) ، ومن سببيّة «2» ، (تعرف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (هم) مفعول به (بسيما) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعرفهم) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الناس) مفعول به أوّل منصوب، والمفعول الثاني مقدّر أي أموالا أو صدقة (إلحافا) مصدر في موضع الحال «3» ، (الواو) استئنافيّة (ما تنفقوا من خير) مرّ إعرابها «4» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عليم) خبر أنّ مرفوع.- جملة: (الصدقات) للفقراء لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق ب (ضربا) فهو مصدر. (2) الجارّ والمجرور في موضع المفعول لأجله، ولم يأت المفعول منصوبا لاختلاف الفاعل في الفعل والمصدر. (3) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر فهو مرادفه أي لا يلحّون بالسؤال إلحافا، أو هو مفعول لأجله. (4) في الآية (272) أو في نظيرها (270) .

الصرف:

وجملة: «أحصروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يستطيعون» في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا. وجملة: «يحسبهم الجاهل..» في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا «1» . وجملة: «تعرفهم..» في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا «2» . وجملة: «لا يسألون الناس ... » في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا «3» . وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله به عليم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. الصرف: (ضربا) ، مصدر سماعيّ لفعل ضرب- الباب الثاني- وزنه فعل بفتح فسكون. (الجاهل) ، اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح، وزنه فاعل (انظر الآية 67 من هذه السورة) . (التعفّف) ، مصدر قياسيّ من فعل تعفّف، وزنه تفعّل بضم العين المشدّدة. (سيما) ، مقصور وقد يمدّ فتكون الهمزة للإلحاق لا للتأنيث، ووزن سيما عفلا بتقديم عين الكلمة على فائها لأن الأصل من الوسم، فهو من السمة أي العلامة، جاءت الواو بعد كسر قلبت ياء فقيل سيما. (إلحافا) ، مصدر قياسيّ من فعل ألحف بمعنى ألحّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.

_ (1، 2، 3) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

البلاغة

البلاغة قوله تعالى لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً.. فإن قلت: هذا يفهم أنهم كانوا يسألون برفق، مع أنه قال يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف قلت: المراد نفي المقيّد والقيد جميعا كما في قوله تعالى لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ. وهو فن من أبدع الفنون البيانية ويسميه علماء البيان «نفي الشيء بإيجابه» فالمنفي في ظاهر الكلام هو الإلحاف في السؤال، لا نفس السؤال مجازا، والمنفي في باطن الكلام حقيقة نفس السؤال، إلحافا كان أو غيره. [سورة البقرة (2) : آية 274] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) الإعراب: (الذين ينفقون أموالهم) مرّ إعرابها «1» ، (بالليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينفقون) ، (الواو) عاطفة (النهار) معطوفة على الليل مجرور مثله (سرّا) مصدر في موضع الحال «2» ، (الواو) عاطفة (علانية) معطوف على (سرّا) منصوب مثله (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول بالشرط (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخّر و (هم) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) مرّ إعرابها «3» .

_ (1) في الآية (262) من هذه السورة. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. (3) في الآية (262) من هذه السورة.

الصرف:

جملة: «الذين ينفقون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينفقون أموالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم. وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (سرّا) ، اسم مصدر من فعل أسرّ (انظر الآية 235 من هذه السورة) . (علانية) ، مصدر سماعيّ لفعل علن باب نصر وضرب وفرح وكرم.. وزنه فعالية. البلاغة وفي الآية الكريمة فن من فنون البلاغة وهو فن المقابلة، فقد تكرر الطباق بين الليل والنهار وبين السر والعلانية. [سورة البقرة (2) : آية 275] الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (275)

الإعراب:

الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يأكلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الربا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (لا) نافية (يقومون) مضارع مثل يأكلون (إلّا) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) حرف مصدريّ (يقوم) مضارع مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (يتخبّط) مثل يقوم و (الهاء) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (من المسّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتخبّطه) أو ب (يقوم) ، ومن هنا سببيّة. والمصدر المؤوّل (ما يقوم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمصدر محذوف مفعول مطلق- أو بحال- أي: قياما كقيام الذي- أو قائمين كقيام الذي- (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل. والمصدر المؤول (أنّهم قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (البيع) مبتدأ مرفوع (مثل) خبر مرفوع (الربا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) استئنافيّة (أحلّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (البيع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (حرّم الربا) مثل أحلّ البيع (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (جاء)

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف تقديره قياما مثل قيام الذي يتخبّطه الشيطان، أو في محلّ نصب حال.

فعل ماض في محلّ جزم و (الهاء) ضمير مفعول به (موعظة) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لموعظة و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (انتهى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (سلف) مثل أحلّ والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (أمر) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (من عاد) مثل من جاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «الذين يأكلون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأكلون الربا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يقومون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يقوم الذي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة: «يتخبّطه الشيطان» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ذلك بأنّهم..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «قالوا..» في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة: «إنّما البيع مثل الربا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أحلّ الله البيع» لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «حرّم الربا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحلّ الله البيع. وجملة: «من جاءه موعظة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءه موعظة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «انتهى» في محلّ رفع معطوفة على جملة جاءه موعظة. وجملة: «له ما سلف» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «سلف» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أمره إلى الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة له ما سلف. وجملة: «من عاد» لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاءه ... وجملة: «عاد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «أولئك أصحاب» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك «3» . الصرف: (الربا) ، الألف أصلها واو لأنه من ربا يربو، ولهذا رسمت الألف طويلة، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (المسّ) ، الاسم من مسّ يمسّ باب نصر بمعنى الجنون. (موعظة) ، مصدر ميميّ من وعظ جاءت التاء في آخره زائدة، وزنه مفعلة بكسر العين لأن فعله معتلّ الفاء، محذوفة في المضارع (انظر الآية 66 من هذه السورة) . (قالوا) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح أصله قولوا (الآية 14) .

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) أو في محلّ نصب حال من أصحاب.

البلاغة

(عاد) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح أصله عود. البلاغة «إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ» . 1- التشبيه التمثيلي: حيث شبه آكلي الربا عند خروجهم من أجداثهم بقيام المتخبط المصروع الذي أصابه الجنون، كما يقال لمن يسرع بحركات مختلفة قد جن. «قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا» . 2- أرادوا نظمهما في سلك واحد لإفضائهما إلى الربح، وقد جعلوا الربا أصلا في الحلّ، وشبهوا البيع به للمبالغة. وهذا ما يسمى في علم البلاغة بالتشبيه المقلوب. ويجوز أن يكون التشبيه غير مقلوب بناء على ما فهموه أن البيع إنما حل لأجل الكسب والفائدة وذلك في الربا متحقق وفي غيره موهوم. [سورة البقرة (2) : آية 276] يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) الإعراب: (يمحق) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الربا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يربي) مثل يمحق وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء والفاعل هو (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مثل يمحق والفاعل هو (كلّ) مفعول به منصوب (كفّار) مضاف إليه

الصرف:

مجرور (أثيم) نعت لكفّار مجرور مثله. جملة: «يمحق الله الربا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يربي الصدقات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «الله لا يحب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يحبّ كلّ كفّار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (كفّار) ، مبالغة اسم الفاعل من فعل كفر يكفر باب نصر وزنه فعّال. (أثيم) ، صفة مشبّهة زنة فعيل من فعل أثم يأثم باب فرح. [سورة البقرة (2) : آية 277] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب علامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أقاموا الصلاة- آتوا الزكاة) مثل عملوا الصالحات (لهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) مرّ إعرابها «1» . جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (262) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا الصالحات» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أقاموا الصلاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «آتوا الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر إن. وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم. وجملة: «هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (أقاموا) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت عين الفعل الواو ألفا لمجيئها بعد فتح وأصله: أقوموا، ونقلت حركة الواو إلى القاف قبلها إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا (انظر الآية 177 من هذه السورة) . (آتوا) ، في الكلمة إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة عليها وزنها أفعوا بفتح الهمزة والعين. والمدّ في أول الكلمة أصله همزتان الأولى متحرّكة والثانية ساكنة أي أأتوا ... (انظر الآية 43 من هذه السورة) . [سورة البقرة (2) : آية 278] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)

الإعراب:

الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) أداة تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ، أو عطف بيان، أو نعت (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ذروا) مثل اتّقوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بقي) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من الربا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل بقي (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و (تم) اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «أيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ذروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «بقي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي: اتّقوا الله وذروا ما بقي من الربا.. الصرف: (ذروا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت منه فاء الكلمة في المضارع والأمر وهي الواو، وزنه علوا بفتح العين. [سورة البقرة (2) : آية 279] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة للجواب (ائذنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بحرب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائذنوا) ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لحرب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (تبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و (تم) فاعل (الفاء) رابطة للجواب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (رؤوس) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أموال) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (تظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «لم تفعلوا لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله في الآية السابقة. وجملة: «ائذنوا..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «إن تبتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن لم تفعلوا. وجملة: «لكم رؤوس أموالكم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تظلمون» في محلّ نصب حال من الضمير المجرور في لكم «2»

_ (1) اخترنا في الإعراب أن يكون الفعل معمولا ل (إن) ، (أمّا) (لم) فعملها النفي ليس عير خلافا لرأي الجمهور وذلك ليبقى للشرط طبيعة الاستقبال. [.....] (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «لا تظلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تظلمون أو لا محلّ لها. الصرف: (فأذنوا) ، فيه حذف همزة الوصل لدخول الفاء ولوجود همزة بعد همزة الوصل، وكذا إذا سبقت همزة الوصل بالواو فإنّها تحذف. (بحرب) ، اسم مصدر من حارب الرباعي وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يكون مصدرا لفعل حرب يحرب الرجل باب نصر بمعنى سلبه ماله. (تبتم) ، فيه إعلال بالحذف، أصله توبتم بتحريك الواو ثمّ بتسكينها للتخفيف ثمّ بحذفها لالتقاء الساكنين، ثمّ بتحريك التاء بالضمّ دلالة على الحرف المحذوف. (رؤوس) ، جمع رأس، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون، واستعمال الرأس هنا مجاز ومعناه الأصل. [سورة البقرة (2) : آية 280] وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض تام «1» مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (ذو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو من الأسماء الخمسة (عسرة) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (نظرة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الواجب «2» ، (إلى ميسرة) جارّ ومجرور متعلّق بنظرة على حذف مضاف

_ (1) أو هو ناقص خبره محذوف تقديره غريما أو لكم عليه حقّ. (2) أو هو مبتدأ خبره محذوف مقدّم أي فعليكم نظرة إلى ميسرة.

الصرف:

أي إلى وقت ميسرة (الواو) استئنافيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصدّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل، وقد حذف من الفعل إحدى التاءين (خير) خبر المبتدأ المنسبك من المصدر المؤوّل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) أو بنعت له. والمصدر المؤوّل (أن تصدّقوا) في محلّ رفع مبتدأ أي: تصدّقكم خير لكم. (إن كنتم) مرّ إعرابها «1» ، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «إن كان ذو عسرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن لم تفعلوا. وجملة: (الواجب) نظرة. في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «أن تصدّقوا خير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تعلمون فضل التصدّق فتصدّقكم خير لكم. الصرف: (عسرة) مصدر عسر يعسر باب فرح وباب كرم، فيه التاء زائدة. (نظرة) ، مصدر سماعيّ من نظر فلانا الدين- باب نصر- أي أمهله، أو هو اسم مصدر من أنظر فلانا الدين.

_ (1) في الآية (278) من هذه السورة.

[سورة البقرة (2) : آية 281]

(ميسرة) ، مصدر ميميّ من فعل يسر، والتاء زائدة. (تصدّقوا) ، فيه تاء محذوفة أصله تتصدّقوا. [سورة البقرة (2) : آية 281] وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون- والواو فاعل (يوما) مفعول به منصوب (ترجعون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) ، (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ترجعون) ، (ثمّ) حرف عطف (توفّى) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كسب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والعائد محذوف أي كسبته (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مثل ترجعون. جملة: «اتّقوا يوما» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ترجعون فيه» في محلّ نصب نعت ل (يوما) . وجملة: «توفّى كلّ نفس» في محلّ نصب معطوفة على جملة ترجعون والرابط مقدّر أي توفّى فيه. وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو معطوفة على الاستئناف المتقدّم.

[سورة البقرة (2) : آية 282]

وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة البقرة (2) : آية 282] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلاَّ تَرْتابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) سبق اعرابها من قريب «1» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون معنى الجواب (تداينتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) فاعل (بدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تداينتم) ، (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تداينتم) ، (مسمى) نعت لأجل مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اكتبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يكتب) مضارع مجزوم بلام الأمر (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يكتب) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (كاتب) فاعل مرفوع (بالعدل) جارّ ومجرور متعلّق بكاتب «2» . جملة «النداء يأيّها الذين.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (إذا وما في حيّزها من الشرط والجواب..) » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تداينتم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اكتبوه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ليكتب بينكم كاتب» لا محلّ لها معطوفة على جملة اكتبوه. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يأب) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (كاتب) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكتب) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يكتب) في محلّ نصب مفعول به عامله يأب.

_ (1) في الآية (278) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بفعل يكتب.. أي يكتب بالحقّ والعدل.

(الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) اسم موصول «2» في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (يكتب) «3» ، (علّم) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والمفعول الثاني محذوف وهو العائد أي علّمه إيّاه (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. وجملة: «لا يأب كاتب» لا محلّ لها معطوفة على جملة اكتبوه. وجملة: «يكتب» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «علّمه الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «4» . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ليكتب) مثل الأول (الواو) عاطفة (ليملل) ، مثل ليكتب، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الحقّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (ليتّق) مثل ليكتب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة منصوب مثله و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا يبخس) مثل لا يأب وعلامة الجزم السكون، والفاعل يعود إلى الذي عليه الحق (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبخس) «5» ، (شيئا) مفعول به. وجملة: «ليكتب في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف، والتقدير: أن يكتب كتابة مثل ما علّمه الله. (2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الموصول، أو هو نكرة موصوفة في محلّ جرّ.. (3) أو متعلّق ب (لا يأب) ، وتكون الكاف للتعليل أي يحرم عليه الإباء من الكتابة. (4) الاسميّ والحرفيّ.. أو هي في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة الموصوفة. (5) أو متعلّق بمحذوف حال من (شيئا) - نعت تقدّم على المنعوت-

استكتب الكاتب فليكتب. وجملة: «ليملل الذي ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ليكتب. وجملة: «عليه الحقّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ليتّق الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليملل. وجملة: «لا يبخس..» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليملل. (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (الذي) اسم موصول في محلّ رفع اسم كان (عليه الحقّ) مثل الأولى السابقة (سفيها) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (ضعيفا) معطوف على (سفيها) منصوب مثله (أو) عاطفة (لا) نافية (يستطيع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الموصول (أن يملّ) مثل أن يكتب والفاعل مستتر يعود إلى الموصول (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لفاعل يملّ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليملل) مثل الأول (وليّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (بالعدل) مثل الأول متعلّق ب (يملل) . والمصدر المؤوّل (أن يملّ) في محلّ نصب مفعول به عامله لا يستطيع. (الواو) استئنافيّة (استشهدوا) مثل اكتبوا (شهيدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من رجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشهيدين و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط (لم) نافية (يكونا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» وعلامة الجزم حذف النون..

_ (1) انظر إعراب الآية (279) فإن لم تفعلوا ... والحاشية رقم (1) .

و (الألف) اسم يكون (رجلين) خبر يكون منصوب وعلامة النصب الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (رجل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الشهود «1» ، (الواو) عاطفة (امرأتان) معطوف على رجل مرفوع مثله وعلامة الرفع الألف (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لرجل وامرأتان (ترضون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (من الشهداء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المفعول المحذوف أي ترضونه من الشهداء (أن تضلّ) مثل أن يكتب، إحدى (فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هما) ضمير متّصل مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تضلّ) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تضلّ إحداهما «2» . (الفاء) عاطفة (تذكّر) مضارع منصوب معطوف على (تضلّ) ، (إحداهما) مثل الأول (الأخرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، (الواو) عاطفة (لا يأب الشهداء) مثل لا يأب كاتب (إذا) مثل الأول (ما) زائدة (دعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو نائب فاعل.

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي: فرجل وامرأتان يشهدون، وصحّ جعله مبتدأ لأنه وصف هو والمرأتان بقوله «ممن ترضون» . [.....] (2) أو هو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأن تضلّ إحداهما على تنزيل السبب وهو الإضلال منزلة المسبّب عنه وهو التذكير أي لأن تذكّر إحداهما الأخرى إن ضلّت.. وقد رفض أبو حيّان تأويل (خشية أن تضلّ) لأنّ (تذكّر) عطف على (تضلّ) فلا يستقيم المعنى.. ولكن يصحّ في الثواني ما لا يصح في الأوائل.

وجملة: «ان كان الذي..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «عليه الحقّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا يستطيع» في محلّ نصب معطوفة على خبر كان. وجملة: «ليملل وليّه» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «يملّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «استشهدوا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إن لم يكونا رجلين لا محلّ لها معطوفة على جملة استشهدوا. وجملة: «الشهود) رجل» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «ترضون» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «تضلّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تذكّر» لا محلّ لها معطوفة على جملة تضلّ. وجملة: «لا يأب الشهداء» لا محلّ لها معطوفة على جملة استشهدوا. وجملة: «دعوا في» محلّ جرّ مضاف إليه.. ولا جواب ل (إذا) . لأنه مجرّد من الشرط، وقد تعلّق بفعل يأب. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تسأموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكتبوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (صغيرا) حال منصوب من ضمير الغائب (أو) حرف عطف (كبيرا) معطوف على (صغيرا) منصوب مثله (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير الغائب في (تكتبوه) «1» ، و (الهاء)

_ (1) أو متعلّق بفعل تكتبوه.

مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تكتبوه) في محلّ نصب مفعول به عامله تسأموا «1» . (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (أقسط) خبر مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بأقسط (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أقوم) معطوف على أقسط مرفوع مثله (للشهادة) جارّ ومجرور متعلّق بأقوم (الواو) عاطفة (أدنى) معطوف على أقسط مرفوع مثله (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (ترتابوا) مثل تكتبوا. والمصدر المؤوّل (ألا ترتابوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: أدنى إلى عدم ريبتكم، والجارّ والمجرور متعلّق بأدنى. (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (تكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هي أي المبايعة أو المعاملة (تجارة) خبر منصوب (حاضرة) نعت لتجارة منصوب مثله. والمصدر المؤوّل (أن تكون تجارة) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «2» . (تديرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تديرون) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و (كم)

_ (1) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف والتقدير: من أن تكتبوه والجارّ والمجرور متعلّق ب (تسأموا) . (2) لأن معاملة المبايعة بالتجارة غير معاملة الدين، فلا ضرورة للكتابة فيها.

ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر ليس مقدّم (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (ألّا تكتبوا) مثل ألّا ترتابوا، و (ها) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (ألّا تكتبوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والجارّ والمجرور متعلّق بالخبر المحذوف أي: ليس عليكم جناح في عدم كتابتها. وجملة: «لا تسأموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يأب. وجملة: «تكتبوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ذلكم أقسط» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «ترتابوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تكون» تجارة لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تديرونها» في محلّ نصب حال من تجارة «1» . وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكتبوها» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (الواو) استئنافيّة (أشهدوا) مثل اكتبوا (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (أشهدوا) » ، (تبايعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يضارّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون المقدّر بسبب التضعيف وهو مبنيّ للمجهول- أو مبنيّ للمعلوم- (كاتب) نائب فاعل مرفوع «3» ، (الواو)

_ (1) لأن النكرة هنا وصفت، ويجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب نعت لتجارة. (2) يجوز تضمين الظرف معنى الشرط فيتعلّق بفعل أشهدوا مقدّرا. (3) والفاعل المفهوم من السياق هو صاحب الحقّ.. وقد يكون (كاتب) فاعلا للفعل معلوما، أي: لا يضارّ كاتب ولا شهيد صاحب الحقّ.

الصرف:

عاطفة (لا) زائدة للتأكيد النفي، (شهيد) معطوف على كاتب مرفوع مثله. وجملة: «أشهدوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبايعتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط- إن ضمّنت إذا معنى الشرط- محذوف دلّ عليه ما قبله أي إذا تبايعتم فأشهدوا. وجملة: «لا يضارّ كاتب لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (إن) حرف شرط (تفعلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة للجواب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (فسوق) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لفسوق (الواو) استئنافيّة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة (يعلّم) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (شيء) مضاف إليه مجرور و (عليم) خبر مرفوع. وجملة: «إن تفعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنه فسوق» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلّمكم الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (دين) ، مصدر سماعيّ لفعل دان يدين باب ضرب،

وزنه فعل بفتح فسكون. (مسمّى) ، اسم مفعول من فعل سمّى الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. (كاتب) ، اسم فاعل من فعل كتب، وزنه فاعل. (العدل) ، مصدر سماعيّ لفعل عدل، وزنه فعل بفتح فسكون. (يأب) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع. (سفيها) ، صفة مشبّهة من سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل. (ترضون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفعون بفتح التاء والعين. (إحداهما) ، مؤنّث أحد، اسم يوصف به، ووزن إحدى فعلى بكسر فسكون. (الأخرى) ، مؤنّث الآخر، صفة مشتقّة، وزنه فعلى بضمّ فسكون. (دعوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله دعيوا بضمّ الياء وكسر العين، ثمّ نقلت حركة الياء إلى العين، ولسكونها وسكون واو الجماعة حذفت الياء فأصبح الفعل دعوا وزنه فعوا بضم الفاء والعين. (صغيرا أو كبيرا) ، كلاهما صفة مشتقّة على وزن فعيل الأول من باب كرم والثاني من باب فرح وباب كرم (وانظر الآية 217) . (أقسط) ، اسم تفضيل وزنه أفعل، وهو على غير القياس لأنه مأخوذ من الرباعيّ أقسط بمعنى عدل. (أقوم) ، اسم تفضيل على وزن أفعل، وهو إمّا على غير القياس لأنه من الرباعيّ أقام، أو هو قياسيّ مأخوذ من الثلاثيّ قام. ولم تعلّ

البلاغة

الواو فتقلب ألفا كما قلبت في الفعل لأن الأسماء أقرب للجمود من الأفعال. (أدنى) ، اسم تفضيل على وزن أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أدنو بفتح النون، قلبت الواو ألفا لتحركها وفتح ما قبلها (انظر الآية 61 من هذه السورة) . (حاضرة) ، اسم فاعل لحقته تاء التأنيث، وزنه فاعلة. البلاغة 1- «بدين» ذكره لتخليص المشترك ودفع الإيهام نصا لأن تداينتم يجيء بمعنى تعاملتم بدين، وبمعنى تجازيتم، ولا يرد عليه أن السياق يرفعه لأن الكلام في النصوصية، على أن السياق قد لا يتنبه له إلا الفطن. وذكره أيضا ليرجع إليه الضمير إذ لولاه لقيل: فاكتبوا الدين. 2- «مسمى» فإن قلت لماذا قال «إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» . قلت: ليعلم أن من حق الأجل أن يكون معلوما كالتوقيت بالسنة والأشهر والأيام، ولو قال: الى الحصاد، أو الرياس، أو رجوع الحاج، لم يجز لعدم التسمية. 3- «فليكتب» تلك الكتابة المعلمة أمر بها بعد النهي عن إبائها تأكيدا لها. وقد تحوّط للأمر بأن أمره باتقاء الله بقوله: «وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ» . 4- كرر لفظ الجلالة في الجمل الثلاث لإدخال الروعة وتربية المهابة وللتنبيه على استقلال كل منها بمعنى على حياله، فإن الأولى حث على التقوى، والثانية وعد بالإنعام، والثالثة تعظيم لشأنه تعالى. [سورة البقرة (2) : آية 283] وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. (وتم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (الواو) عاطفة «1» ، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (كاتبا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (رهان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الوثيقة (مقبوضة) نعت لرهان مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (إن) مثل الأول (أمن) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بعض) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (بعضا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (يؤدّ) مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الذي) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (اوتمن) فعل ماضيّ مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (أمانة) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ليتّق الله ربّه) سبق إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكتموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الشهادة) مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (يكتم) مضارع مجزوم فعل الشرط و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ في محلّ

_ (1) يجوز أن تكون الواو حاليّة. (2) في الآية السابقة (282) .

نصب «1» ، (آثم) خبر إنّ مرفوع «2» ، (قلب) فاعل اسم الفاعل آثم مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بعليم «3» (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عليم) خبر المبتدأ الله. جملة: «إن كنتم على سفر» لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «لم تجدوا كاتبا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «5» . وجملة: « (الوثيقة) رهان» في محلّ جزم جواب الشرط لجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «إن أمن بعضكم بعضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأولى. وجملة: «ليؤدّ الذي أؤتمن..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «اؤتمن» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ليتّق الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليؤدّ الذي ... وجملة: «لا تكتموا..» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليؤدّ الذي.. وجملة: «من يكتمها (الاسميّة) » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.

_ (1) يجوز أن يكون الضمير للشأن وهو اسم إنّ، والخبر الجملة الاسميّة: آثم قلبه. (2) أو هو خبر مقدّم وقلبه مبتدأ مؤخّر، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (3) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم أي: الله بعملكم عليم. (4) أو معطوفة على استئناف متقدّم في الآية السابقة. (5) أو في محلّ نصب معطوفة على خبر كنتم.. أو حال من الضمير المستكنّ في خبر كنتم. [.....]

الصرف:

وجملة: «يكتمها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «إنّه آثم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «الله ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . الصرف: (رهان) مصدر راهن الرباعي، وهو سماعيّ في هذا الوزن، وزنه فعال بكسر الفاء، أو هو جمع للرهن، وهو ما يوضع تأمينا للدين. (مقبوضة) ، مؤنّث مقبوض وهو اسم مفعول من قبض وزنه مفعولة. (يؤدّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفعّ بضمّ الياء وكسر العين المشدّدة. (آثم) ، اسم فاعل من أثم الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة 1- «وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ» أي مسافرين ففيه استعارة تبعية حيث شبه تمكنهم من السفر بتمكن الراكب من مركوبه. 2- «فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ» اسناد الإثم الى القلب لأن الكتمان مما اقترفه، ونظيره نسبة الزنا الى العين وو الأذن أو للمبالغة لأنه رئيس الأعضاء وأفعاله أعظم الأفعال كأنه قيل تمكن الإثم في نفسه وملك أشرف مكان فيه وفاق سائر ذنوبه. وهذا على سبيل المجاز العقلي. [سورة البقرة (2) : آية 284] لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)

_ 1- يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات، وتعطف عليها (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تبدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (تخفوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل تبدوا ويعرب مثله و (الهاء) ضمير مفعول به (يحاسب) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحاسب) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) استئنافيّة «1» ، (يغفر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يغفر) ، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو (الواو) عاطفة (يعذّب من يشاء) مثل يغفر لمن يشاء (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه ومجرور (قدير) خبر المبتدأ- الله- مرفوع. جملة: «لله ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن تبدوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) وهي عاطفة في قراءة الفعل بالجزم لأنه معطوف على الجواب (يحاسبكم) ، وهي فاء السببيّة- عند ابن هشام- فالفعل بعدها منصوب ب (أن) مضمرة، والمصدر المؤوّل معطوف على مصدر متصيّد سابق.

الصرف:

وجملة: «تخفوه» لا محلّ لها معطوفة على تبدوا. وجملة: «يحاسبكم به الله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يغفر..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يعذّب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «الله.. قدير» لا محلّ لها استئنافيّة.. الصرف: (تخفوه) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف أصله تؤخفيوه، وفي الفعل إعلال بالحذف، حذفت الياء- بعد تسكينها- لالتقاء الساكنين: الياء وواو الجماعة.. وزنه تفعوه بضمّ التاء والعين. (الآية 271) . [سورة البقرة (2) : آية 285] آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) الإعراب: (آمن) فعل ماض (الرسول) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (آمن) ، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة

_ (1) الاستئناف عند بعضهم هو جملة اسمية لمبتدأ مقدّر أي فهو يغفر لمن يشاء.

محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «1» (كسب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي النفس (الواو) عاطفة (عليها ما اكتسبت) مثل لها ما كسبت (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية دعائية جازمة (تؤاخذ) مضارع مجزوم و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (نسينا) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (نا) فاعل أو حرف عطف (أخطأنا) مثل نسينا (ربّنا) مثل الأول (الواو) عاطفة (لا تحمل) مثل لا تؤاخذ (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحمل) ، (إصرا) مفعول به منصوب (الكاف) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي حملا كالذي حملته على الذين «2» . (حمل) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) ضمير فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حملته) ، (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الصلة و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ربّنا) مثل الأول (الواو) عاطفة (لا تحمّل) مثل لا تحمل (نا) مفعول به (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان «3» ، (لا) نافية للجنس (طاقة) اسم لا مبنيّ على

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ رفع مبتدأ أي لها كسبها. (2) أو هو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمصدر محذوف.. (3) يجوز أن يكون نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده في محلّ نصب صفة.

الفتح في محلّ نصب (لنا) مثل لها متعلّق بمحذوف خبر لا (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الضمير نا، أي: لا تحمّلنا أمرا لا نطيقه معذّبين به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اعف) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة وهو للدعاء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اعف) ، (اغفر) مثل اعف مبنيّ على السكون (لنا) مثل عنا ومتعلّق ب (اغفر) ، (ارحم) مثل اعف مبنيّ على السكون و (نا) ضمير مفعول به (أنت) ضمير بارز منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (نا) مضاف إليه (الفاء) للسببيّة المحضة «1» (انصرنا) مثل ارحمنا (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انصر) (الكافرين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء. جملة: «لا يكلّف الله..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لها ما كسبت» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «عليها ما اكتسبت» لا محلّ لها معطوفة على جملة لها ما كسبت. وجملة: «اكتسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف

_ (1) وهي عاطفة للسبيّة عند من يجيز عطف الإنشاء على الخبر أو الخبر على الإنشاء.

(المؤمنون) معطوف على الرسول مرفوع مثله «1» وعلامة الرفع الواو (كلّ) مبتدأ مرفوع، والتنوين هو تنوين العوض أي كلّهم (آمن) مثل الأول والفاعل هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (الواو) في المواضع الثلاثة عاطفة (ملائكته، كتبه، رسله) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة مرفوعة مثله ومضافة إلى ضميره (لا) نافية (نفرّق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بين) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (نفرّق) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من رسل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأحد و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (سمعنا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (أطعنا) مثل سمعنا (غفران) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب «2» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء وهو منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخّر مرفوع. جملة: «آمن الرسول» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل إليه» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «كلّ آمن بالله» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «آمن بالله» في محلّ رفع خبر المبتدأ كلّ. وجملة: «لا نفرّق..» في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف

_ (1) أو هو مبتدأ خبره جملة: كلّ آمن بالله. (2) ويقدّر الفعل إما اغفر فالجملة طلبية أو نستغفر فالجملة خبرية.. وقد يكون المصدر نائبا عن فعله الطلبي.. هذا ويجوز أن يكون المصدر مفعولا به لفعل محذوف تقديره نطلب.

الصرف:

تقديره يقولون.. وجملة الفعل المقدّر في محلّ نصب حال. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سمعنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أطعنا» في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا. وجملة: «غفرانك» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إليك المصير» لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة مقدّرة. أي: منك المبدأ وإليك المصير. الصرف: (أطعنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الفعل وزنه أفلنا. (غفرانك) ، مصدر سماعيّ لفعل غفر يغفر باب ضرب، وزنه فعلان بضمّ الفاء. [سورة البقرة (2) : آية 286] لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (286) الإعراب: (لا) نافية (يكلّف) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفسا) مفعول به منصوب (إلا) أداة حصر (وسع) مفعول به ثان منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في

الصرف:

تقديره يقولون أو قولوا.. وجملة: «لا تؤاخذنا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن نسينا» لا محلّ لها في حكم التعليل.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما سبق أي: إن نسينا أو أخطأنا فلا تؤاخذنا. وجملة: «أخطأنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسينا. وجملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة لإظهار مزيد من التضرّع. وجملة: «لا تحمل علينا إصرا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤاخذنا. وجملة: «حملته» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . وجملة: «لا تحمّلنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤاخذنا. وجملة: «لا طاقة لنا به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة: «اعف عنّا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤاخذنا. وجملة: «اغفر لنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف أو لا تؤاخذ. وجملة: «ارحمنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف أو لا تؤاخذ. وجملة: «أنت مولانا» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «انصرنا..» لا محلّ لها استئنافيّة مسبّبة عن سبب «2» . الصرف: (وسعها) ، بضمّ الواو- وقد تفتح وتكسر- الاسم من وسع، أو هو مصدر له (الآية 233) .

_ (1) أو هي في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة. (2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة (أنت مولانا) وإن اختلفت الجملتان خبرا وإنشاء.

البلاغة

(إصرا) ، مصدر أصر يأصر باب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون. (الطاقة) ، مصدر طاق يطوق ومثله الطوق، وزنه فعلة بفتحتين فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لتحركها وفتح ما قبلها. (اعف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين. (مولى) ، وزنه مفعل بفتح العين، وهو في الأصل مصدر ميميّ سميّ به المتصرّف في وجوه الضرّ والنفع أو السيّد، أو الناصر أو ابن العمّ فأصبح في حكم الصفة المشبّهة، فعله ولي يلي باب وثق، وفيه إعلال الياء وقلبها ألفا لانفتاح ما قبلها وأصله مولي بفتح اللام. البلاغة 1- «لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ» أي ينفعها ما كسبت من خير ويضرها ما اكتسبت من شر، وكما نلاحظ فقد طابق بين لها وعليها، وبين كسبت واكتسبت فالفعل الأول يختص بالخير، والفعل الثاني يختص بالشر 2- حسن الختام: من حق سورة البقرة وقد اشتملت على العديد من الأحكام، وانطوت على التشريع الجلي- ان يتناول ختامها شكر المنعم الذي منّ على الإنسان بالعقل ليفكّر، ومن حق المنعم عليه أن يعترف لمن أسدى إليه الآلاء أن يشكرها ويشهد له بالحول والطول والانفراد بالوحدانية المتجلية على قلوب المؤمنين. [انتهت سورة البقرة ويليها سورة آل عمران]

سورة آل عمران:

سورة آل عمران: من الآية 1- حتى الآية 92 1- [سورة آل عمران (3) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (1) ، انظر إعرابها في الآية (1) من سورة البقرة. 2- [سورة آل عمران (3) : آية 2] اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) «1» الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من

_ (1) انظر الآية (163) من سورة البقرة، وكذلك سورة الكرسيّ من البقرة الآية (255) .

[سورة آل عمران (3) : آية 3]

الضمير المستكنّ في الخبر «1» ، (الحيّ) خبر ثان مرفوع «2» ، (القيّوم) خبر ثالث مرفوع. [سورة آل عمران (3) : آية 3] نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) الإعراب: (نزّل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب (مصدّقا) حال منصوبة من ضمير عليك، (اللام) زائدة للتقوية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بمحله القريب، وفي محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل بمحلّه البعيد «3» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنزل التوراة) مثل نزّل الكتاب (الإنجيل) معطوف على التوراة بالواو منصوب مثله. جمل الآية 2: جملة: «الله لا إله.» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .

_ (1) أو بدل من محلّ لا مع اسمها، ومحلّه الرفع. (2) أو هو نعت، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هو مبتدأ خبره جملة نزّل عليك الكتاب، أو هو بدل من الضمير المنفصل هو. [.....] (3) يجوز جعل اللام حرف جرّ أصليّا وتعليق الجارّ والمجرور ب (مصدّقا) اسم الفاعل.

الصرف:

جمل الآية 3: وجملة: «نزّل عليك ... » في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الله) . وجملة: «أنزل التوراة» في محلّ رفع معطوفة على جملة نزل. الصرف: (مصدّقا) ، اسم فاعل من صدق الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين (الآية 89 من البقرة) . (التوراة) ، قيل هو لإن ورى الزند يرى إذا ظهر منه النار، فكأنّ التوراة ضياء من الضلال وزنه فوعلة، وفيه إبدال وإعلال: الإبدال قلب الواو تاء، وأصله وورية، والإعلال قلب الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. وقيل- قاله الفرّاء- أصلها تورية زنة تفعلة ثمّ فتحت الراء وانقلبت الياء ألفا. (الإنجيل) ، من النجل وهو الأصل الذي يتفرّع عنه غيره، وزنه إفعيل، وقيل هو من السعة من قولهم نجلت الإهاب إذا شققته، فالإنجيل تضمّن سعة لم تكن لليهود. البلاغة 1- المجاز: في قوله «لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» والمراد أمامه. 2- الطباق: بين «الأرض» و «السماء» [سورة آل عمران (3) : آية 4] مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (4) الإعراب: (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) في الآية السابقة (هدى) مفعول لأجله منصوب

الصرف:

وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف «1» ،، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى، أو ب (هدى) لأنه مصدر (الواو) عاطفة (أنزل الفرقان) مثل أنزل التوراة في الآية السابقة.. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شديد) نعت لعذاب مرفوع مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (انتقام) مضاف إليه مجرور. جملة: أنزل الفرقان في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل التوراة في الآية السابقة. وجملة: «إنّ الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (انتقام) ، مصدر قياسيّ لفعل انتقم الخماسيّ، وزنه افتعال. [سورة آل عمران (3) : آية 5] إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (5)

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي هاديين للناس.

الإعراب:

الإعراب: (إنّ الله) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لا) نافية (يخفى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخفى) ، (شيء) فاعل مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به في الأرض لأنه معطوف عليه. جملة: «إنّ الله لا يخفى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يخفى» في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة 1- والمراد من الأرض والسماء العالم بأسره. وجعله الكثير مجازا من إطلاق الجزء وارادة الكل. [سورة آل عمران (3) : آية 6] هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) الإعراب: (هو) ضمير بارز منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يصور) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرحام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول أي: كائنين في الأرحام «1» ، (كيف) اسم شرط غير جازم مبنيّ على الفتح في محلّ نصب حال عامله يشاء (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو،

_ (1) أو متعلّق ب (يصوّر) .

البلاغة

ومفعوله محذوف أي يشاء تصويركم (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها «1» ، (العزيز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «هو الذي يصوّركم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «يصوّركم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها استئنافيّة «3» وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: كيف يشاء تصويركم يصوركم في الأرحام. وجملة: «لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «هو العزيز» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة 1- «هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ» المفعول محذوف تقديره يشاء تصويركم وهذا على سبيل الإيجاز بالحذف وذلك للغرابة وإظهار قدرة الله تعالى. [سورة آل عمران (3) : آية 7] هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (7)

_ (1) في الآية (2) من هذه السورة. (2، 3، 4) يجوز أن تكون في محلّ رفع خبر إن في الآية السابقة.

الإعراب:

الإعراب: (هو الذي) مرّ إعرابها «1» ، (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «2» ، (آيات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (محكمات) نعت لآيات مرفوع مثله (هن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أمّ) خبر مرفوع «3» ، (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أخر) معطوف على آيات مرفوع مثله «4» ، وامتنع من التنوين للوصفية والعدل (متشابهات) نعت لأخر مرفوع مثله. (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (زيغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا (يتّبعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشابه) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (منه) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من فاعل تشابه (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (الفتنة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ابتغاء تأويل) مثل ابتغاء الفتنة ومعطوف عليه منصوب مثله (الواو) حاليّة (ما) نافية (يعلم) مضارع مرفوع (تأويل)

_ (1) في الآية (6) السابقة. (2) أو متعلّق بنعت لمبتدأ محذوف والتقدير: القسم الأول منه أو الجزء الأول منه.. وآيات هو الخبر. (3) أخبر بالمفرد عن الجمع لأنه أراد أن كلّ آية منه هي أمّ الكتاب، أو أنّ آياته بإحكامها وتماسكها كآية واحدة هي أمّ الكتاب. (4) هو في الأصل نعت ل (آيات) مقدّرا، وقد حلّ النعت محلّ المنعوت.

مفعول به منصوب و (الهاء) هنا وفي السابق ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (الراسخون) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الواو «1» ، (في العلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (الراسخون) ، (يقولون) مثل يتّبعون (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (ونا) فاعل (به) مثل منه متعلّق ب (آمنا) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع والتنوين للعوض (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ كلّ (ربّ) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (يذكّر) مضارع مرفوع (إلّا) أداة حصر (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور. جملة: «هو الذي أنزل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل عليك الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «منه آيات» في محلّ نصب حال من الكتاب. وجملة: «هنّ أم الكتاب» في محلّ نصب حال من آيات أو في محلّ رفع نعت لآيات. وجملة: «الذين» في قلوبهم زيغ لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «في قلوبهم زيغ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتّبعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وهي جواب أمّا. وجملة: «تشابه منه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) يجوز جعل الواو استئنافيّة و (الراسخون) مبتدأ خبره جملة يقولون آمنّا.. وهذه الآية عوض من تكرار (أمّا) وما بعدها، وكأنّ الأصل أن يقال: وأمّا غيرهم فيؤمنون به معناه إلى ربّهم.

الصرف:

وجملة: «يعلم تأويله..» في محلّ نصب حال. وجملة: «يقولون» في محلّ نصب حال من (الراسخون) . وجملة: «آمنّا به» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كلّ من عند ربّنا» في محلّ نصب بدل من جملة آمنّا به «1» . وجملة: «ما يذّكّر إلّا أولو الألباب» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (محكمات) ، جمع محكمة مؤنث محكم، اسم مفعول من أحكم الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (متشابهات) ، جمع متشابه مؤنّث متشابه، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (زيغ) ، مصدر سماعيّ لفعل زاغ باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون. (تأويل) ، مصدر قياسيّ لفعل أوّل الرباعيّ، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أوّل الماضي والياء قبل الآخر. (الراسخون) ، جمع الراسخ، اسم فاعل من فعل رسخ يرسخ باب نصر وزنه فاعل. (يذكّر) ، فيه إبدال، أصله يتذكر وزنه يتفعّل، قلبت التاء ذالا لمجيئها قبل الذال- فاء الكلمة- وأدغمت بها للمجانسة. [سورة آل عمران (3) : آية 8] رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)

_ (1) هذه الجملة داخلة في حيّز القول فهي مقول القول معنى ولا ترتبط مع الجملة السابقة بحرف العطف.

الإعراب:

الإعراب: (رب) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية دعائية جازمة (تزغ) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قلوب) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (بعد) ظرف زمان منصوب (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه وهو بمعنى وقت (هديت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (نا) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (هب) فعل أمر دعائي والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) ، (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) ، (والكاف) ضمير مضاف إليه (رحمة) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الوهّاب) خبر المبتدأ أنت مرفوع. جملة النداء: ربّنا لا تزغ في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف والتقدير قالوا أو قولوا ... وجملة: «لا تزغ قلوبنا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هديتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه بإضافة (إذ) . وجملة: «هب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تزغ. وجملة: «إنّك أنت الوهّاب» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أنت الوهّاب» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (تزغ) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تزيغ، حذفت

_ (1) يجوز أن يكون الضمير فصلا و (الوهّاب) خبر إنّ، كما يجوز أن يكون في محل نصب توكيد للضمير المتّصل وأستعير هنا لمحلّ النصب.

[سورة آل عمران (3) : آية 9]

الياء لمجيئها ساكنة قبل الغين الساكنة لمناسبة الجزم وزنه تفل بضمّ التاء وكسر الفاء. (هب) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الواو- فاء الكلمة- لأنه معتلّ مثال، ماضيه وهب، وزنه عل بفتح العين. (لدن) ، ظرف لأول غاية زمان أو مكان أو ذات من الذوات مثل: من لدن زيد.. وأكثر ما تضاف إلى المفرد، وقد تضاف إلى (أن) وصلتها، وقد تضاف إلى الجملة الاسميّة والفعليّة، وزنه: فعل بفتح الفاء وضمّ العين. (رحمة) ، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون. (الوهّاب) ، صفة مشتقّة على وزن فعّال، فهي مبالغة اسم الفاعل لفعل وهب. [سورة آل عمران (3) : آية 9] رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (9) الإعراب: (ربّنا) مرّ إعرابها- في الآية السابقة- وكذلك (إنّك) ، (جامع) خبر إنّ مرفوع (الناس) مضاف إليه مجرور (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل جامع (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (لا) نافية (يخلف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره

الصرف:

هو (الميعاد) مفعول به منصوب. جملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الاسترحام. وجملة: «إنّك جامع الناس» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ جرّ نعت ليوم. وجملة: «إنّ الله لا يخلف..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «لا يخلف..» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (جامع) ، اسم فاعل من جمع يجمع باب فتح، وزنه فاعل. (الميعاد) ، اسم زمان أو مكان على غير القياس من وعد يعد، وزنه مفعال، وفيه إعلال بالقلب أصله موعاد بكسر الميم، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، ويجوز أن يدلّ لفظ الميعاد على المصدر بمعنى الوعد. [سورة آل عمران (3) : آية 10] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) الإعراب: (إنّ) مرّ اعرابها (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (تغني) مضارع منصوب (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تغني) ، (أموال) فاعل مرفوع

_ (1) أو هي بدل من جملة (انّك جامع الناس) على رأي بعضهم.. وأن في الكلام التفاتا من ضمير الخطاب إلى ذكر لفظ الجلالة.

الصرف:

و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولاد) معطوف على أموال مرفوع مثله و (هم) مضاف إليه (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيئا- نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول به منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (أولاء) ، اسم اشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل لا محلّ له «2» ، (وقود) خبر المبتدأ أولئك مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور. جملة: «إنّ الذين كفروا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن تغني عنهم أموالهم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أولئك هم وقود» في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تغني «3» . الصرف: (الوقود) ، الاسم من وقد يقد باب ضرب أي ما توقد به النار، وزنه فعول بفتح الفاء، قيل يجوز أن يكون الوقود بفتح الواو مصدرا كالوقود في ضمّها. [سورة آل عمران (3) : آية 11] كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (11)

_ (1) وإذا تعلّق الجارّ والمجرور بالفعل ف- (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر، والتقدير: لا تغني الأموال من عذاب الله بعض غناء أو شيئا من إغناء. [.....] (2) أو ضمير منفصل مبتدأ، خبره وقود، وجملة هم وقود خبر أولئك. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة.. لا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (كدأب) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر تقديره دأبهم «1» ، (آل) مضاف إليه مجرور (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على آل فرعون «2» ، (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (هم) ضمير مضاف إليه (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة وفيها معنى السببيّة (أخذ) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) وقد ضمّن معنى أهلك و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور. جملة: «دأبهم) كدأب آل فرعون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا» لا محلّ لها تفسيريّة للاستئنافيّة «3» . وجملة: «أخذهم الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.

_ (1) أو متعلّق بمصدر مقدّر، وفي تقديره أقوال: الأول: كفروا كفرا كعادة آل فرعون الثاني: عذّبوا عذابا كدأب آل فرعون، الثالث: بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، الرابع: كذّبوا تكذيبا كدأب آل فرعون (ذكر ذلك أبو البقاء العكبري) . (2) أو في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة كذّبوا بآياتنا.. والجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة (دأبهم ... ) . (3) أو هي استئناف بياني، أو هي خبر إذا أعرب الموصول (الذين) مبتدأ بإتمام الكلام عند قوله آل فرعون.. أو هي في محلّ نصب حال بتقدير قد أي مكذّبين.

الصرف:

وجملة: «لله شديد العقاب» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (دأب) مصدر دأب يدأب باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (ذنوب) جمع ذنب اسم مصدر من أذنب الرباعيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً، وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ» . تتضمن الآية التشبيه لحال المشركين في اجتهادهم في كفرهم وتظاهرهم على النبي عليه السلام، وتكذيبهم بآيات الله التي جاء بها، بحال آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام وتكذيبهم بآيات الله التي جاء بها، فوجه الشبه مركب من أمور مجتمعة هي: الانغماس في الكفر، وعداوتهم للنبي، والتكذيب بآيات الله، وليس من شيء واحد من هذه الأشياء. فالتشبيه تمثيلي. [سورة آل عمران (3) : آية 12] قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (12) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (السين) حرف استقبال (تغلبون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (الواو) عاطفة (تحشرون) مثل

الفوائد

تغلبون (إلى جهنّم) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تحشرون، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذّم محذوف أي جهنّم. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ستغلبون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تحشرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «بئس المهاد» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الفوائد 1- بئس المهاد: قد تتصل «ما» بنعم مثل نعمّا يعظكم به وهي على ثلاثة أقسام.. أ- مفرده غير متبوعة بشيء نحو: دققته دقّا نعمّا وهي معرفة تامة فاعل والمخصوص بالمدح محذوف أي نعم الشيء الدقّ. ب- أن تكون متبوعة بمفرد نحو «فنعمّا هي» وفي هذه الحالة تعرب فاعلا وما بعدها هو المخصوص. ج- أن تكون متبوعة بجملة فعلية نحو «نعمّا يعظكم به وبئسما اشتروا به أنفسهم، فتعرب «ما» نكره بموضع نصب على التمييز والمخصوص محذوف أي نعم شيئا يعظكم به ذلك القول» . [سورة آل عمران (3) : آية 13] قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (13)

_ (1) أو في محلّ رفع خبر للمخصوص بالذم المحذوف.. والجملة الاسميّة استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان مقدّم (آية) اسم كان مؤخّر مرفوع (في فئتين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية، وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى (التقت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. (والتاء) تاء التأنيث و (الألف) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (فئة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره إحداهما «1» (تقاتل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقاتل) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أخرى) مبتدأ مرفوع «2» ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (كافرة) نعت لأخرى مرفوع مثله.. والخبر محذوف تقديره تقاتل في سبيل الطاغوت (يرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (مثلي) حال منصوبة وعلامة النصب الياء و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (رأي) مفعول مطلق منصوب (العين) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يؤيّد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤيّد) ،

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة تقاتل، وجاز البدء بالنكرة لأنها في موضع التفصيل. (2) يجوز أن يكون معطوفا على لفظ فئة.. فلا ضرورة لتقدير خبر بل لتقدير نعت.

الصرف:

و (الهاء) مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ) ، (اللام) للبعد و (الكاف) حرف خطاب (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (عبرة) اسم إنّ منصوب مؤخّر (لأولي) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لعبرة، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الأبصار) مضاف إليه مجرور. جملة: «قد كان لكم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «التقتا» في محلّ جرّ نعت لفئتين. وجملة: «تقاتل» في محلّ رفع نعت لفئة «1» . وجملة: «يرونهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أخرى «2» . وجملة: «الله يؤيّد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤيّد بنصره» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (التقتا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، حذفت الألف- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل تاء التأنيث، وزنه افتعتا. (رأي) ، مصدر سماعيّ لفعل رأى، وزنه فعل بفتح فسكون. (نصر) ، مصدر سماعيّ لفعل نصر، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 214 من سورة البقرة) .

_ (1) يجوز أن تكون خبرا إذا أعربت (فئة) مبتدأ. (2) يجوز أن تكون الجملة في محلّ رفع نعتا لأخرى.

البلاغة

(يشاء) ، إعلال بالقلب أصله يشيأ بياء مفتوحة، ثمّ نقلت حركتها إلى الشين وسكّنت، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها. (انظر الآية 247 من سورة البقرة) . (عبرة) ، مصدر من عبر يعبر باب فتح أو اسم مصدر من فعل اعتبر الخماسيّ، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. البلاغة 1- الاحتباك: وهو الحذف من كلامين متقابلين، وكل منهما يدل على المحذوف من الآخر وهذا في قوله: «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ» فكل منهما مبتدأ محذوف الخبر، أى فئة مؤمنة تقابل في سبيل الله، وفئة أخرى كافرة تقاتل في سبيل الشيطان. 2- الكلام الموجه لأن المعنى إما أن يفهم منه شيء واحد لا يحتمل غيره وإما أن يحتمل منه الشيء وغيره، وتلك الغيرية إمّا أن تكون ضدا أو لا، وهذه الآية احتملت معنيين متغايرين، وتلك الغيرية ضد إذا احتملت رؤية الكثرة أن تكون للمسلمين أو للمشركين في وقت واحد، وليس هناك ما يرجح واحدا على الآخر لأن كلا منهما يصح إطلاقه في الآية. [سورة آل عمران (3) : آية 14] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) الإعراب: (زيّن) ، فعل ماض مبنيّ للمجهول (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (زيّن) ، (حبّ) نائب فاعل مرفوع (الشهوات) مضاف إليه مجرور (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الشهوات (البنين، القناطير) اسمان معطوفان على النساء بحرفي العطف، وعلامة

الصرف:

الجرّ في البنين الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (المقنطرة) نعت للقناطير مجرور مثله (من الذهب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من القناطير أو المقنطرة (الواو) عاطفة (الفضّة) معطوفة على الذهب مجرور مثله (الخيل، الأنعام، الحرث) أسماء معطوفة على النساء بحروف العطف مجرورة (المسوّمة) نعت للخيل مجرور مثله. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (متاع) خبر مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان- أو زمان- منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (حسن) مبتدأ مرفوع مؤخّر (المآب) مضاف إليه مجرور. جملة: «زيّن للناس حبّ..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك متاع.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله عنده حسن..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عنده حسن المآب» في محلّ رفع خبر. الصرف: (حبّ) ، مصدر سماعيّ لفعل حب يحب باب ضرب وزنه فعل بضمّ فسكون (انظر 165 من سورة البقرة) . (الشهوات) ، جمع شهوة وهو اسم مصدر من فعل اشتهى وزنه فعلة بفتح فسكون، أو هو مصدر سماعيّ لفعل شها يشهو أو شهي يشهي باب فرح. (البنين) ، جمع ملحق بالسالم لأن مفرده ابن حيث تغيّرت صورة المفرد في الجمع، ولكنّه عومل معاملة جمع السالم رفعا بالواو ونصبا وجرّا بالياء. والألف في ابن زائدة، وهي عوض من لام الكلمة المحذوفة

البلاغة

وهي الواو، وزنه افع. (القناطير) ، جمع القنطار، قيل النون فيه أصليّة فوزنه فعلال بكسر الفاء، وقيل هي زائدة لأنه من قطر يقطر باب نصر إذا جرى، فالفضّة والذهب يشبّهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلّب، وعلى هذا فوزنه فنعال. واختلف في وزن القنطار قديما وحديثا ولكنّ الغالب أنه مائة رطل. (المقنطرة) ، اسم مفعول من قنطر الرباعيّ، وزنه مفعللة بضمّ الميم وفتح اللامين. (الخيل) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وقيل واحده خائل وهو مشتقّ من الخيلاء مثل طير وطائر. (المسوّمة) ، اسم مفعول من سوّم الرباعيّ، والتاء للتأنيث المناسب للجمع، وزنه مفعّلة، بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (الأنعام) ، جمع نعم- بفتح النون والعين- والنعم اسم جمع لا واحد له من لفظه وهو يذكّر ويؤنّث ويطلق على الإبل والبقر والغنم، والجمع أنعام باعتبار أنواعه الثلاثة. (حسن) ، مصدر سماعيّ لفعل حسن يحسن باب نصر وباب كرم وزنه فعل بضمّ فسكون (الآية 83 البقرة) . (المآب) ، وزنه مفعل بفتح العين، أصله مأوب لأنه من آب يئوب، ثمّ نقلت حركة الواو وهي الفتح إلى الهمزة وسكّنت، وقلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها فأصبح مآبا، وهو مصدر ميميّ بمعنى الرجوع، وقد يكون اسم مكان أو اسم زمان لفعل آب. البلاغة 1- في الآية فن مراعاة النظير، وهو أن يجمع الشاعر أو الناثر بين أمر

الفوائد

وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضاد لتخرج المقابلة والمطابقة، وقد جمع سبحانه في هذه الآية معظم وسائل النعيم الآيلة بالمرء الى الانهماك في الفتنة والانسياق مع دواعي النفوس الجموحة، وقد زينت للناس واستهوتهم بالتعاجيب والمفاتن. الفوائد 1- مراعاة النظير: وذلك بتعداد أنعم الدنيا التي يشتهيها الإنسان، وتعدّ من المحسنات المعنوية التي جذبت إليها نفوس الشعراء حينا من الدهر. ولا يزال الشعراء الشعبيون يجيدون هذا الفن وأمثاله ويتخذونه وسيلة لمعاجزة أقرانهم من الشعراء. 2- القناطير «المقنطرة» المقصود من لفظ «المقنطرة» التوكيد كقولهم «ألف مؤلفة، وبدرة مبدرة» والمسوّمة «المعلّمة» من أسامها الله وسوّمها بمعنى رعاها. [سورة آل عمران (3) : آية 15] قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (15) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام (أنبّئ) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (كم) ضمير متّصل مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئ) (من) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق- (خير) و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف

الصرف:

حال من جنات «1» - صفة تقدّمت على الموصوف- (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع «2» (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) ، و (ها) مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حل منصوبة من الموصول وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الواو) عاطفة (أزواج) معطوف على جنّات مرفوع مثله (مطهّرة) نعت لأزواج مرفوع مثله (الواو) عاطفة (رضوان) معطوف على جنّات مرفوع مثله (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لرضوان (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق ببصير. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أأنبّئكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «للذين اتّقوا.. جنّات» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: «الله بصير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مطهّرة) ، مؤنّث مطهّر، اسم مفعول من الرباعيّ طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (الآية 25 البقرة) . (رضوان) ، مصدر سماعيّ لفعل رضي يرضى باب فرح وزنه فعلان بضمّ الفاء، ويجوز في المصدر كسرها.

_ (1) أو متعلّق بالخبر المقدّم المحذوف.. أو متعلّق بخير إذا علّق الموصول به وأعرب (جنّات) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. (3) أو في محلّ جرّ بدل من خير.

الفوائد

الفوائد - المتعدي الى ثلاثة مفاعيل وهو «اعلم وأرى» وقد أجمع عليهما، وزاد سيبويه «نبأ وأنبأ» . وزاد الفراء في معانيه «خبر وأخبر» وزاد الكوفيون (حدّث) [سورة آل عمران (3) : آية 16] الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (16) الإعراب: الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (يقولون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ربّ) منادى محذوف منه أداة النداء وهو مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (الفاء) عاطفة سببيّة «2» ، (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (ذنوب) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (قنا) مثل اغفر، مبنيّ على حذف حرف العلّة. و (نا) مفعول به (عذاب) مفعول به ثان منصوب (النار) مضاف إليه مجرور. جملة: « (هم) الذين يقولون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو في محلّ جرّ: إما نعت للموصول السابق في الآية المتقدّمة، أو بدل منه.. وإمّا نعت للعباد ويجوز أن يكون في محلّ نصب بفعل محذوف على نية المدح. [.....] (2) أو رابطة لجواب الشرط.

الصرف:

وجملة: «إنّنا آمنا» لا محلّ لها جواب النّداء. وجملة: «آمنا» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اغفر لنا» في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنا «1» . وجملة: «قنا» معطوفة على جملة اغفر لنا تأخذ محلّها من الإعراب. الصرف: (عذاب) ، اسم مصدر من عذّب الرباعي، وقياس مصدره تعذيب، وزنه فعال بفتح الفاء. (البقرة 7) . الفوائد 1- الفعل المعتل الأول هو «المثال» مثل وقى، وعد، فإذا بني منه فعل الأمر حذفت فاؤه التي هي واو أو ياء وبما أن فعل الأمر يبنى على حذف حرف العلة من آخره فسوف تكون النتيجة أن تحذف فاؤه وتحذف لامه مثل وقى تصبح ق ووعى ع إلخ.. [سورة آل عمران (3) : آية 17] الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (17) الإعراب: (الصابرين) نعت ل (الذين اتّقوا) مجرور «2» ، وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الصادقين، القانتين،

_ (1) قال عباس حسن في كتابه النحو الوافي ج 3 ص 464: (وتفيد- أي الفاء- كثيرا مع الترتيب والتعقيب، التسبّب أي الدلالة على السببيّة (بأن يكون المعطوف متسبّبا عن المعطوف عليه) ، ويغلب هذا في شيئين: عطف الجمل.. وفي المعطوف المشتق» أهـ. ويجوز أن تكون الجملة جوابا لشرط مقدّر. (2) في الآية (15) من هذه السورة، أو ل (الذين يقولون) (في الآية السابقة) في حالتي الجرّ والنصب.

الصرف:

المنفقين، المستغفرين) ألفاظ معطوفة على الصابرين مجرورة مثله وعلامة الجرّ الياء (بالأسحار) جارّ ومجرور متعلّق بالمستغفرين فهو اسم فاعل. الصرف: (المنفقين) جمع منفق، اسم فاعل من أنفق وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله المؤنفقين «1» . (المستغفرين) ، جمع مستغفر، اسم فاعل من استغفر وهو على الوزن نفسه لكلمة المنفقين. (الأسحار) ، جمع سحر بفتحتين، اسم جامد، وسمي كذلك لما فيه من الخفاء كالسحر اسم للشيء الخفي وزنة فعل بفتحتين. البلاغة 1- توسيط الواو بين الصفات المعدودة للدلالة على استقلال كل منها وكما لهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها. [سورة آل عمران (3) : آية 18] شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) الإعراب: (شهد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها «2» . والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ جرّ بحرف جرّ

_ (1) انظر الآية (3) من سورة البقرة كلمة (ينفقون) . (2) الآية (2) من هذه السورة.

الصرف:

محذوف، والتقدير بأنّه لا إله ... والجارّ والمجرور متعلّق ب (شهد) . (الواو) عاطفة (الملائكة) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع مثله و (أولو) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (العلم) مضاف إليه مجرور (قائما) حال منصوبة من الضمير المنفصل بعد إلّا «1» (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (قائما) اسم الفاعل (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها، (العزيز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة بدل من الضمير المنفصل هو «2» ، (الحكيم) خبر ثان مرفوع «3» . جملة: «شهد الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لا إله إلّا هو (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة كرّرت للتأكيد. الصرف: (قائما) ، اسم فاعل من قام- وكلّ فعل أجوف يقلب حرف العلّة فيه إلى همزة في صيغة فاعل- وأصله قاوم. (القسط) ، مصدر سماعيّ لفعل قسط يقسط من بابيّ نصر وضرب، وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة 1- في الآية رد العجز على الصدر، فقد رد العزيز الى قوله تعالى «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» أي الى تفرده بالوحدانيّة التي تقتضي العزّة، ورد «الحكيم» الى قوله تعالى «قائِماً بِالْقِسْطِ» فهو تعالى حكيم لا يتحيفه جور أو انحراف.

_ (1) أو حال من لفظ الجلالة فاعل شهد. (2) أو بدل من الضمير المنفصل هو. (3) أو بدل من العزيز مرفوع مثله.

[سورة آل عمران (3) : آية 19]

[سورة آل عمران (3) : آية 19] إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الدين) اسم إنّ منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت للدين أي: الدين الثابت أو المرضيّ عند الله.. أو بمحذوف حال من الدين والعامل فيه معنى التوكيد (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الإسلام) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية (اختلف) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلف) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (العلم) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما جاءهم العلم) في محلّ جرّ مضاف إليه. (بغيا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بغيا) أو بمحذوف نعت له و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ الله) مثل إنّ الدين (سريع) خبر إنّ مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال.

الصرف:

جملة: «إنّ الدين.. الإسلام» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما اختلف الذين..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءهم العلم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة: «من يكفر..» لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يكفر بآيات الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «إنّ الله سريع» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي فالله محاسبه لأنه سريع الحساب. الصرف: (الإسلام) ، الاسم من أسلم الرجل أي اتّخذ الإسلام مذهبا ودينا، وهو بلفظ المصدر وزنه إفعال بكسر الهمزة على القياس. البلاغة 1- «وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» التعبير عنهم بالموصول وجعل إيتاء الكتاب صلة له لزيادة تقبيح حالهم فإن الاختلاف ممن أوتي ما يزيله ويقطع شأفته في غاية القبح والسماجة. 2- «فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ» في إظهار الاسم الجليل تربية للمهابة وإدخال الروعة، وفي ترتيب العقاب على مطلق الكفر إثر بيان حال أولئك المذكورين إيذان بشدة عقابهم.

_ (1) يجوز أن تكون جملتا الشرط والجواب خبرا للمبتدأ (من) .

[سورة آل عمران (3) : آية 20]

[سورة آل عمران (3) : آية 20] فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (حاجّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أسلمت) فعل ماض وفاعله (وجه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الهاء و (الياء) ضمير مضاف إليه (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلمت) ، (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير في (أسلمت) «1» ، (اتبع) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من وهو العائد و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة ضمير مفعول به. (الواو) استئنافيّة (قل) مثل الأول (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) ، (أوتوا الكتاب) مرّ

_ (1) وجاء العطف من غير ضمير منفصل لوجود الفاصل بين المعطوف والمعطوف عليه، هذا وقد رفض أبو حيّان هذا الاعراب كما رفض جعل الواو للمعيّة و (من) مفعولا معه وقد قال بذلك الزمخشري.. ويجوز أيضا جعل (من) مبتدأ خبره محذوف أي ومن اتّبعني أسلموا وجوههم لله أو أسلم وجهه لله، وقد اختاره أبو حيّان.

إعرابها في الآية السابقة (الأميّين) معطوف على الموصول بالواو وعلامة الجرّ الياء (الهمزة) للاستفهام الدال على الأمر (أسلمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير فاعل (الفاء) استئنافيّة (إن أسلموا) مثل إن حاجّوا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (اهتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لا محلّ له.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (إن تولّوا) مثل إن حاجّوا.. والبناء في (تولّوا) كالبناء في (اهتدوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) استئنافيّة (الله بصير بالعباد) سبق إعرابها «1» . جملة: «إن حاجّوك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة «2» . وجملة: «قل..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «أسلمت وجهي..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أأسلمتم» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية (15) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة من غير عطف.

الصرف:

وجملة: «أسلموا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد اهتدوا» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «إن تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أسلموا. وجملة: «عليك البلاغ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله بصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (اتّبعن) ، تحذف ياء المتكلّم من بعض الكلمات في القرآن الكريم ولا سيّما بعد نون الوقاية إما وصلا وإمّا وصلا ووقفا. وقد قرأ نافع وأبو عمر الآية بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا. (الأميّين) جمع الأميّ، وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب. وجاء في المحيط: «الأميّ والأمان بتشديد الميم من لا يكتب أو من على خلقة الأمة «1» لم يتعلّم الكتاب» . (البلاغ) ، اسم مصدر من الفعل بلّغ الرباعيّ، وقياس مصدره تبليغ، ووزن البلاغ فعال بفتح الفاء. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله «فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ» أي أخلصت نفسي وقلبي وجملتي، وإنما عبر عنها بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة، ومظهر القوى والمشاعر ومجمع معظم ما يقع به العبادة من السجود والقراءة وبه يحصل التوجه الى كل شيء والعلاقة هنا الكلية. 2- الاستفهام: في قوله «أَأَسْلَمْتُمْ» معناه التنديد والتعيير، أي فهل أسلمتم وعملتم بما أتاكم من البينات أو أنتم على كفركم بعد، كما يقول من لخص لصاحبه المسألة ولم يدع من طرق التوضيح والبيان مسلكا إلّا سلكه: فهل

_ (1) يقصد الأم، لأن الأمة هي الأم. [.....]

الفوائد

فهمتها؟ على منهاج قوله تعالى «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» اثر تفصيل الصوارف عن تعاطي الخمر والميسر وفيه استقصارهم وتعبيرهم بالمعاندة وقلة الإنصاف وتوبيخهم بالبلادة. الفوائد 1- «فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ» قدم الجار والمجرور على المبتدأ لأنه موضع الاهتمام من جهة وليأخذ التعبير جرسه الموسيقي من جهة أخرى. وكلاهما من خصائص البلاغة والاعجاز القرآني. 2- «اهتدوا وتولّوا» نلاحظ أن حرف العلة الذي هو الياء قد حذف لالتقاء الساكنين وهما حرف العلة من الفعل، واو الجماعة، وسواء أكان الفعل المعتل ماضيا أو مضارعا يحذف حرف العلة إذا التقى مع واو الجماعة، وللتفرقة بين الواو التي هي حرف علة ومن أصل الفعل وبين الواو التي هي واو الجماعة اصطلح النحاة على اضافة ألف سمّيت ألف التفريق، مثال ذلك أحمد يغزو، والمنافقون لم يغزوا. وهذا الوجه من الكتابة إحدى مزالق الإملاء إذ الكثير يخلطون بين المثالين فيضعون ألف التفريق للفعل يغزو ويعلو على خلاف القاعدة. [سورة آل عمران (3) : آية 21] إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (21) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول اسم إن في محلّ نصب (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيّين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور حال مؤكّدة من فاعل يقتلون (حقّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (الذين) مثل

الصرف:

الأول وهو مفعول به (يأمرون) مثل يكفرون (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون) ، (من الناس) جارّ ومجرور بمتعلّق بمحذوف حال من الواو في فعل يأمرون (الفاء) زائدة لتضمّن الموصول معنى الشرط (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (هم) ضمير متّصل مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرهم) ، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله. جملة: «إنّ الذين يكفرون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكفرون بآيات الله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقتلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يقتلون الثانية» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يأمرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «بشّرهم» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (النبيّين) ، جمع النبيّ، على وزن فعيل، صفة مشبّهة من فعل نبّأ الرباعيّ على غير القياس، وقد تخفّف الهمزة فتصبح ياء- كما جاء في هذه الآية-، وقد تبقى الهمزة على حالها فيلفظ النبيء. البلاغة 1- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ» . فاستعمال البشارة هنا مجازي قصد به التهكم، فالمعنى أنذرهم بعذاب أليم، لأن العذاب لا يبشر به، فاستعار التبشير للانذار بعد أن نزل التضاد منزلة التناسب تهكما. لذا كان التعبير بلفظ بشرهم أبلغ لأنه أشد لذعا وايلاما من لفظ أنذرهم الحقيقي. 2- كثيرا ما نجد الفاء الرابطة للجواب تأتى بعد ورود الاسم الموصول وفي مثل هذه الحالة قد يكون الاسم الموصول متضمنا معنى اسم الشرط أو يمتّ إليه

[سورة آل عمران (3) : آية 22]

بصلة ما كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ.. إلى قوله فبشرهم فالفاء هنا رابطة للجواب. [سورة آل عمران (3) : آية 22] أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (22) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (حبط) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف اليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أعمال، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر وعلامة الجرّ الياء. جملة: «أولئك الذين..» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) في الآية السابقة «1» . وجملة: «حبطت أعمالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما لهم من ناصرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (ناصرين) ، جمع ناصر، اسم فاعل من نصر وزنه فاعل. الفوائد - «وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ» فقد درج النحاة على اعتبار حرف الجرّ الزائد

_ (1) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة آل عمران (3) : آية 23]

إنما هو للتوكيد فحسب وقد غاب عن ذهنهم أنّ لهذه الحروف مدلولات أكثر من التوكيد بكثير فعند ما نقول الخبر مجردا من هذا الحرف أو ذاك فهو خبر يصح فيه الصدق والكذب كما يقول علماء البلاغة، ولكن عند ما يدخل حرف الجرّ الزائد فإن الخبر يصبح في مصاف الواقع واليقين. [سورة آل عمران (3) : آية 23] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (تر) مضارع مجزوم ب (لم) الجازم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تر) ، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (نصيبا) مفعول به منصوب (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نصيبا) ، (يدعون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول ونائب فاعل (إلى كتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) لام التعليل (يحكم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يحكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعون) . (ثمّ) حرف عطف (يتولّى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير ل (نصيبا) ، (يدعون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول والواو نائب فاعل (إلى

الصرف:

في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لفريق (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «ألم تر..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يدعون..» في محلّ نصب حال من الموصول الذين أوتوا. وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) . وجملة: «يتولّى فريق» في محلّ نصب معطوفة على جملة يدعون. وجملة: «هم معرضون» في محلّ نصب حال من فريق منهم. الصرف: (نصيبا) ، الاسم من أنصبه إذا جعل له نصيبا وحظّا، وزنه فعيل (البقرة 202) . (يدعون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين (انظر البقرة 221) . الفوائد 1- لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ: اللام لام التعليل والفرق بينها وبين لام الجحود في أمرين: الأول انها تأتي في سياق الإيجاب ولام الجحود تأتي في سياق النفي، الثاني أن كلا منهما تنصب بأن مضمرة بعدها ولكن تضمر جوازا بعد لام التعليل ووجوبا بعد لام الجحود. 2- دعا الرسول (صلى الله عليه وسلم) اليهود إلى الإسلام فسألوه عن دينه فأجابهم بأنه على ملّة إبراهيم فزعم اليهود أن إبراهيم كان يهوديا فطلب إليهم ان يحتكموا الى التوراة فرفضوا.

[سورة آل عمران (3) : آية 24]

3- وقوله تعالى «مِنَ الْكِتابِ» فمن هذه للتبعيض وقيل للبيان وفيها اشارة الى أن اليهود كانوا على نصيب وافر من التوراة. [سورة آل عمران (3) : آية 24] ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (24) الإعراب: (ذلك) ، اسم إشارة مبتدأ والإشارة الى الإعراض.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم أنّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . (لن) حرف ناصب (تمسّ) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (أيّاما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تمسّنا) ، (معدودات) نعت لأيام منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (غرّ) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (غرّ) و (هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل- أو حرف مصدريّ- والمصدر المؤوّل فاعل، (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «ذلك بأنّهم..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليلية. وجملة: «قالوا..» في محلّ رفع خبر أنّ.

الصرف:

وجملة: «لن تمسّنا النار» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «غرّهم.. ما كانوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كان. الصرف: (معدودات) ، جمع معدود، اسم مفعول من فعل عدّ على وزن مفعول (البقرة 203) . (يفترون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يفتريون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت بنقل حركتها إلى الراء، ثمّ حذف الياء لسكونها وسكون الواو بعدها.. وزنه يفتعون. [سورة آل عمران (3) : آية 25] فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25) الإعراب (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محلّ رفع خبر مقدّم لمبتدأ محذوف تقديره صنعهم أو حالهم «1» ، (إذا) ظرف مجرّد عن الشرط في محلّ نصب متعلّق بالمبتدأ المقدّر لأنه بتقدير مصدر «2» ، (جمعنا) ، فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به، (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جمعناهم) على حذف مضاف أى لجزاء يوم (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على

_ (1) يجوز نصبه على الحال بفعل محذوف تقديره يصنعون.. والتقدير الأول أقيس. (2) أو متعلّق الفعل المقدّر.

البلاغة

الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (وفّيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (كسبت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب فاعل. جملة: «كيف (حالهم) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جمعناهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ جرّ نعت ليوم. وجملة: «وفّيت كلّ نفس» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ريب فيه. وفي الجملة رابط مقدّر أي وفّيت فيه كلّ نفس. وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول والعائد محذوف أي كسبته. وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. البلاغة 1- لقد خرج بالاستفهام عن معناه الحقيقي بقوله «فكيف» فهي رد لقولهم المذكور وإبطال لما غرهم باستعظام ما سيدهمهم وتهويل ما سيحيق بهم من الأهوال أي فكيف يكون حالهم. [سورة آل عمران (3) : آية 26] قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل أنت (الله) لفظ الجلالة منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (الميم) المشدّدة زائدة عوض من أداة النداء (مالك) بدل من لفظ الجلالة تبع محلّه في النصب لأنه مضاف «1» ، (الملك) مضاف إليه مجرور (تؤتي) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الملك) مفعول به أوّل منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (تشاء) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (الواو) عاطفة (تنزع الملك) مثل تؤتي الملك (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنزع) ، (تشاء) مثل الأول (الواو) عاطفة في الموضعين (تعزّ من تشاء، تذلّ من تشاء) مثل تؤتي.. من تشاء (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الكاف) ضمير مضاف إليه (الخير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير اسم إنّ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تؤتي الملك» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تشاء (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

_ (1) أو منادى ثان منصوب.. والجملة بدل من جملة النداء الأولى.. وقد اختاره أبو حيّان.

الصرف:

وجملة: «تنزع الملك» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي. وجملة: «تشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «تعز» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي. وجملة: «تشاء (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: «تذلّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي. وجملة: «تشاء (الرابعة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع. وجملة: «بيدك الخير» لا محلّ لها بدل من جملة تؤتي الملك «1» . وجملة: «انّك.. قدير» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (مالك) ، اسم فاعل من ملك وزنه فاعل (انظر الفاتحة الآية 4) . (الملك) ، إمّا اسم بمعنى المملوك أو مصدر سماعيّ من فعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بضمّ فسكون. (الخير) ، إمّا اسم بمعنى ما هو حسن أو مصدر قياسيّ من فعل خار يخير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- الاكتفاء: في قوله «بِيَدِكَ الْخَيْرُ» حيث خص الخير بالذّكر- وإن كان الشرّ أيضا- وقد أراد الخير والشرّ، واكتفي بأحدهما لدلالته على الآخر، كما في قوله تعالى «سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ» أي والبرد. وإنما خص الخير بالذكر لأنه هو المرغوب فيه. 2- وفي الآية «فن المقابلة» : فقد طابق بين «تؤتي» و «تنزع» وبين «تعز» و «تذل»

_ (1) أو استئنافيّة.

الفوائد

الفوائد 1- قل اللهمّ: لفظ «اللهم» منادى حذفت منه ياء النداء وعوض عنها بالميم المشددة وهذا الاعتبار مختصّ بلفظ الجلالة. ويمكن أن تلحق الميم المشددة بلفظ الجلالة في حالتين أخريين غير النداء: الأولى: أن تأتي قبل حرف الجواب تمكينا للجواب كقولك للسائل عن أمر «اللهم نعم» . الثانية: للدلالة على قلة وقوع الأمر كقولك لمن تشك في قدرته على التجارة: انك رابح اللهم إذا درست شؤون السوق وأحسنت اختيار البضاعة. 2- لقد استغرق الطباق المركب «المقابلة» الآيتين بكاملهما وقد أشاع في جو الآيتين المذكورتين نوعا من الموسيقا القرآنية المعجزة كما أنه قرّر معاني متقابلة فزادها وضوحا وقرّب للأذهان قدرة الله المطلقة في سائر الأحوال. [سورة آل عمران (3) : آية 27] تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27) الإعراب: (تولج) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الليل) مفعول به منصوب (في النهار) جار ومجرور متعلّق ب (تولج) ، (الواو) عاطفة (تولج النهار في الليل) مثل تولج الليل في النهار (الواو) عاطفة (تخرج) مثل تولج (الحيّ) مفعول به منصوب (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج) ، (الواو) عاطفة (تخرج الميّت من الحيّ) مثل تخرج الحيّ من الميّت (الواو) عاطفة (ترزق) مثل تولج (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشاء) مثل تولج (بغير)

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تشاء «1» ، (حساب) مضاف إليه مجرور. جملة: «تولج ... (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولج ... الثانية» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تخرج (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تخرج (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ترزق» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (تولج) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف مثل تنفق وتكرم، وأصله تؤولج بضمّ التاء وفتح الهمزة. (الحيّ) صفة مشبّهة من حيي يحيى باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (انظر البقرة 255) . البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: إذا أراد بالحي والميت المسلم والكافر. حيث قيل في تفسير هذه الآية: تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، فإذا أراد هذا المعنى كان في الآية استعارة تصريحية، وإذا أراد النطفة والبيضة كان الكلام جاريا على جانب الحقيقة، لا على جانب المجاز. [سورة آل عمران (3) : آية 28] لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)

_ (1) أي من تشاء رزقه متكرما.. أو من المفعول أي: من تشاؤه مكرما بفتح الراء.. ويجوز أن يكون متعلّقا بمفعول مطلق والعامل فيه ترزق أي: ترزقه رزقا بغير حساب، أو ترزقه كثيرا بغير حساب..

الإعراب:

الإعراب: (لا) ناهية جازمة (يتّخذ) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (الكافرين) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء (أولياء) مفعول به ثان منصوب وامتنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأولياء «1» (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) اعتراضية (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- أي: ليس على شيء من دين الله ففي الكلام حذف مضاف (في شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس (إلا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتّقوا) ، (تقاة) مفعول مطلق

_ (1) أو بمحذوف حال من المؤمنين أي متجاوزين.. ويجوز أن يتعلّق بفعل يتّخذ و (من) لابتداء الغاية.

الصرف:

منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق «1» . والمصدر المؤوّل (أن تتّقوا..) في محلّ نصب مفعول لأجله والعامل فيه لا يتّخذ أي: لا يتّخذ المؤمن الكافر وليّا لشيء من الأشياء إلّا اتقاء ظاهرا «2» ، والاستثناء في هذه الحال مفرّغ للمفعول لأجله. (الواو) عاطفة (يحذّر) فعل مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخّر مرفوع. جملة: «لا يتّخذ المؤمنون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يفعل (الاسميّة) » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يفعل ذلك» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «ليس من الله» في شيء في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يحذركم الله..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إلى الله المصير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أولياء) ، جمع وليّ زنة فعيل، صفة مشبّهة على غير القياس مأخوذ من الرباعيّ والى، (البقرة 107) .

_ (1) يجوز أن يكون منصوبا على أنه مفعول به أي أن تخافوا منهم شيئا أو أمرا يجب اتقاؤه. (2) وانظر الآية (229) من سورة البقرة، وإعراب (إلّا) فيها، وانظر الحاشية في تقدير الاستثناء. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

البلاغة

(تقاة) ، فيه إبدال واعلال، الإبدال قلب الواو تاء وأصله وقية مأخوذ من الوقاية والإعلال قلب الياء ألف لتحركها لانفتاح ما قبلها، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين. وفي المختار: تقى يتقي كقضى يقضي، والتقوى والتقى واحد والتقاة التقية، يقال اتّقى تقية وتقاة. وفي القاموس: تقيت الشيء أتّقيه من باب ضرب. البلاغة 1- «إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا» على صيغة الخطاب بطريق الالتفات من الغيبة استثناء مفرغ من أعم الأحوال والعامل فعل النهي معتبرا فيه الخطاب كأنه قيل لا تتخذوهم أولياء ظاهرا أو باطنا في حال من الأحوال إلا حال اتقائكم. 2- «وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ» الإظهار في مقام الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة. الفوائد 1- لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا الضرب من البلاغة وهو هذا الالتفات من الغائب إلى المخاطب وما يحدثه في نفس السامع من بليغ التأثير. وما أكثر خصائص القرآن البلاغية. 2- درس في التحذير، كان بعض الأنصار يتخذون من اليهود حلفاء وأنصارا، وكانوا يعلنون ذلك في حضرة الرسول ولا يخفونه. وكان الله ورسوله يعلمان مكر اليهود وما يكنون من عداوة للإسلام والمسلمين فنزلت هذه الآية تحذر المسلمين وتنذرهم أن يتخذوا من الكافرين أولياء. [سورة آل عمران (3) : آية 29] قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (تخفوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم

الصرف:

حذف النون والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في صدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (تبدوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط ويعرب مثله و (الهاء) ضمير مفعول به (يعلم) مضارع مجزوم جواب الشرط و (الهاء) مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) مثل الأول (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (في الأرض) مثل في السموات ويعطف عليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ان تخفوا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تبدوه» في محلّ نصب معطوفة على جملة تخفوا. وجملة: «يعلمه الله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يعلم ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله على كلّ شيء قدير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تخفوا) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا، وأصله تؤخفيوا.. وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، سكّنت الياء لاستثقال الضمّة عليها ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون واو الجماعة، وزنه تفعوا بضمّ التاء (انظر البقرة 271) . (تبدوه) ، جرى فيه ما جرى في (تخفوا) من حذف الهمزة وإعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.

الفوائد

الفوائد 1- الواو في قوله تعالى: «وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» واو الاستئناف. وقد جيء بالكلام مستأنفا لا معطوفا لأن علم الله تعالى غير متوقف على شرط وهو من باب ذكر العام بعد الخاص. فقد ذكر علمه بما في صدور الناس ثم أردف ذلك فذكر علمه بكل شيء. [سورة آل عمران (3) : آية 30] يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (30) الإعراب: (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (تجد) مضارع مرفوع (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (عملت) فعل ماض.. و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول عملت المقدّر (محضرا) حال منصوبة من ما، والعامل فيه تجد «2» ، (الواو) عاطفة (ما عملت من سوء) مثل ما عملت من خير «3» ، (تودّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (لو) حرف شرط غير جازم امتناع لامتناع «4» ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (بين)

_ (1) أو متعلّق ب (تودّ) وهو ما اختاره أبو حيّان، وضعّف تعليقه ب (قدير) لأن قدرته على كلّ شيء لا تختصّ بيوم دون يوم. (2) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لفعل تجد إذا قدّر قلبيا. (3) لا يجوز أن تكون ما شرطيّة جوابها جملة تودّ بتقدير الفاء أي فهي تودّ. (4) الأصل في (لو) إذا أتت بعد فعل ودّ وما في معناه أن تكون مصدريّة، ويمتنع ذلك هنا لوجود الحرف المصدريّ (أنّ) . [.....]

ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (ها) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه و (الهاء) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أمدا) اسم أنّ مؤخّر منصوب (بعيدا) نعت ل (أمدا) منصوب مثله. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت، أي ثبت حصول الأمد البعيد بينها وبينه. (الواو) استئنافيّة (يحذّر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به ثان منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (رؤف) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق برؤوف. جملة: «تجد كلّ نفس» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «عملت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «عملت (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الأولى الصلة. وجملة: «تودّ ... » في محلّ نصب حال، والعامل تجد. وجملة: « (ثبت حصول) المقدّرة» في محلّ نصب مفعول به لفعل تودّ «1» . وجملة: «يحذّركم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) قال أبو حيّان في البحر: جواب لو محذوف، ومفعول تودّ محذوف والتقدير: تودّ تباعد ما بينهما لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا لسرّت بذلك ... والذي يقتضيه المعنى أنّ: لو أنّ وما يليها هو معمول ل (تودّ) في موضع المفعول به.

الصرف:

وجملة: «الله رؤف بالعباد» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (محضرا) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف وأصله مؤحضرا، وهو اسم مفعول من فعل أحضر الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (أمدا) ، اسم لمنتهى الشيء أي غايته، وزنه فعل بفتحتين. (بعيدا) ، صفة مشتقّة وزنها فعيل من بعد يبعد باب كرم (انظر الآية 176 من سورة البقرة) . الفوائد 1- يمكننا اعتبار فعل «تجد» في هذه الآية على وجهين: الأول أنه متعدّ لمفعول واحد فيكون الاسم الموصول «ما» مفعولا لها و «محضرا» حالا من المفعول. والثاني: اعتباره متعديا لمفعولين الأول الاسم الموصول والثاني «محضرا» . 2- قوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: هذا التعبير يطلق عليه المشاكلة: لأن الله يخاطب الناس بما يشابه لغتهم ونفوسهم كقوله تعالى «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» فإن الله لا يمكر ولكن التعبير مشاكل حالة الكفار ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم وهو من الخصائص العربية المألوفة. [سورة آل عمران (3) : آية 31] قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) الإعراب: (قل إن) مرّ إعرابهما «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة.

البلاغة

على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (تحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (يحبب) مضارع مجزوم جواب الطلب و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (يغفر) مضارع مجزوم معطوف على (يحبب) ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) ، (ذنوب) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كنتم تحبّون..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تحبّون الله» في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «اتّبعوني» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «يحببكم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي انّ تتّبعوني يحببكم الله. وجملة: «الله غفور..» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. البلاغة 1- «يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ» أي يرضى عنكم، فيقربكم من جناب عزه، ويبوئكم في جوار قدسه. عبر عنه بالمحبّة بطريق الاستعارة أو المشاكلة. [سورة آل عمران (3) : آية 32] قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (32)

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل أنت (أطيعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أطيعوا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن تولّوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّ الله لا يحبّ..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. جملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.. الفوائد 1- قوله تعالى: «فَإِنْ تَوَلَّوْا» يشكل على المرء إعراب هذا الفعل وذلك لوحدة اللفظ بين أن يكون فعلا ماضيا من فعل «تولّى» وقد أسند الى واو الجماعة وبين أن يكون فعلا مضارعا من الأفعال الخمسة «تتولون» وقد حذفت إحدى التائين لتخفيف اللفظ وجزم بحرف الشرط «إن» فحذفت نون الرفع فأصبح «تولوا» ويصح معنى الآية على كلا الاعتبارين، والفرق بينهما محصور في وجود «الالتفات أو عدمه» .

_ (1) يجوز أن يكون مضارعا حذفت منه إحدى التاءين، مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.

[سورة آل عمران (3) : آية 33]

2- قوله تعالى «لا يحب» فإن حب الله مغاير لحب العباد وهو من المجاز المرسل وللحب أبعاد ومدارك فهو لدى الإنسان العادي ناموس من نواميس الخلق أودعه الله في طبيعة الإنسان، لتستمر الخليقة التي اتخذها سبحانه خليفة له في أرضه، وهو لدى الفلاسفة على درجات أعلاها محبة المعبود الحق وهي التي تبعث على حب الطاعات والموافقات. وهو لدى الصوفية سكر المشاهدة والاستغراق لدى الاشراق والفناء في الله ساعة التجلّي والاتصال. والله أعلم. [سورة آل عمران (3) : آية 33] إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (33) الإعراب: (إنّ الله) مرّ إعرابها «1» ، (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آدم) مفعول به منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (نوحا، آل، ال) أسماء معطوفة على آدم منصوبة مثله (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف ومثله (عمران) ، (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اصطفى، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. جملة: «إنّ الله اصطفى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اصطفى» في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية السابقة.

الصرف:

الصرف: (عمران) ، اسم علم قيل أعجميّ، وقيل مشتقّ من العمر والألف والنون فيه مزيدتان. (نوحا) ، اسم أعجميّ لا اشتقاق له عند المحقّقين النحويّين، ويزعم بعضهم أنه مشتقّ من النوح والبكاء، وهو منصرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط. البلاغة 1- في الآية فن التوشيح وهو كما يقول ابن قدامة في نقد الشعر: أن يكون في أول الكلام معنى إذا علم علمت منه القافية فإن معنى اصطفاء المذكورين في الآية يعلم منه الفاصلة، لأن المذكورين صنف مندرج في العالمين. [سورة آل عمران (3) : آية 34] ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) الإعراب: (ذرّيّة) حال من آدم وما عطف عليه على تأويل مشتق «1» منصوبة (بعض) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «بعضها من بعض» في محلّ نصب نعت لذريّة. وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد 1- قوله تعالى «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ» .

_ (1) أي اصطفاهم حال كونهم متشعبا بعضهم من بعض.. ويجوز أن يكون بدلا من نوح أو من آلين.. وبعضهم يجعله بدلا من آدم، وذلك بحسب اختلاف العلماء في تأويل كلمة ذرّيّة.

[سورة آل عمران (3) : آية 35]

لفظ «بعض» يضاف إلى الظاهر والمضمر وفي كلا الحالتين يجرد من أل حسب قاعدة المضاف. إذ لا يجوز تعريف المضاف بأل إذا كان مفردا فلا يصح القول «الكتاب الأستاذ ولا القلم تلميذ» ولكن يجوز دخول «أل» على المثنى كقولك «المكرما سليم» وعلى جمع المذكر السالم كقولك «المكرمو علي» «1» . [سورة آل عمران (3) : آية 35] إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (عمران) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (ياء المتكلّم) المحذوفة ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير اسم إنّ (نذرت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل، (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نذرت) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في بطن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (محرّرا) حال منصوبة من اسم الموصول (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب- أو رابطة لجواب شرط مقدّر- (تقبّل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقبّل) ،

_ (1) راجع جامع الدروس العربية ج 3 ص 210

الصرف:

(إنّك) مثل إنّي (أنت) ضمير فصل «1» ، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قالت امرأة عمران..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي نذرت» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نذرت لك.» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تقبّل منّي» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي نذرت، أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رضيت عنّي فتقبّل منّي. وجملة: «إنّك أنت السميع» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (امرأة) ، اسم جامد ذات مؤنّث امرئ، جمعه نساء أو نسوة من غير لفظها، وتدخل (ال) التعريف نادرا على امرأة فيقال (المرأة) وزنه افعلة بفتح العين. (محرّرا) ، اسم مفعول من فعل حرّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. [سورة آل عمران (3) : آية 36] فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (36)

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره لسميع، والخبر خبر إنّ.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالت) ، (وضعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (قالت) مثل وضعت (ربّ إنّى وضعت) مثل ربّ إنّي نذرت في الآية السابقة و (ها) ضمير مفعول به (أننى) حال منصوبة من ضمير الغائبة (الواو) اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) ، (وضعت) مثل الأول (الواو) عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (الذكر) اسم ليس مرفوع (كالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس (الواو) عاطفة إنّي سميت) مثل في نذرت و (ها) ضمير مفعول به (مريم) مفعول به ثان منصوب وامتنع لتنوين للعلميّة والتأنيث (الواو) عاطفة (إني أعيذ) مثل إنّي نذرت، (ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ذرّيّة) معطوف على ضمير النصب في عيذها و (ها) ضمير مضاف إليه (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أعيذ (الرجيم) نعت للشيطان مجرور مثله. جملة: «وضعتها» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالت..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي وضعتها..» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «وضعتها أنثى» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «الله أعلم» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «وضعت لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ليس الذكر كالأنثى» لا محلّ لها معطوفة على.

الصرف:

النداء «1» . وجملة: «إنّي سمّيتها..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «2» . وجملة: «سمّيتها مريم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّي أعيذها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أعيذها» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (أعلم) ، صفة مشتقّة على وزن أفعل وليست للتفضيل، وهي بمعنى عالم أو عليم. (الرجيم) ، صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى مفعول أي المرجوم بمعنى المطرود من رحمة الله. (الذكر) ، صفة مشتقّة على وزن فعل بفتحتين. البلاغة 1- «قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى» فائدة الخبر للتحسر فليس الغرض من هذا الكلام الإخبار لأنه إما للفائدة أو للازمها، وعلم الله تعالى محيط بهما، فيكون لمجرد التحسر والتحزن. 2- المراد بالخبر في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ» لازم الفائدة، وليس المراد الرد عليها في إخبارها بما هو سبحانه أعلم به كما يتراءى من السياق بل الجملة «اعتراضية» سيقت لتعظيم المولود الذي وضعته وتفخيم شأنه والتجهيل لها بقدرة- أي والله أعلم بالشيء الذي وضعته وما علق به من عظائم الأمور ودقائق الأسرار وواضح الآيات، وهي غافلة عن ذلك كله.

_ (1، 2) أو معطوفة على الاعتراضيّة إذا كانت من تمام قول الله المعترض.

الفوائد

3- «وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ» أتى هنا بخبر إن فعلا مضارعا دلالة على طلبها استمرار الاستفادة دون انقطاعها هذا بخلاف «وضعتها، وسميتها» حيث أتى بالخبرين ماضيين لانقطاعهما وقدم المعاذ به على المعطوف الآتي اهتماما به. 4- «وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى» اعتراض آخر مبين لما اشتمل عليه الأول من التعظيم وليس بيانا لمنطوقه حتى يلحق بعطف البيان الممتنع فيه العطف 5- الإطناب: في قوله تعالى «وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ» . وغرضها من عرضها على علام الغيوب التقرب إليه تعالى واستدعاء العصمة لها- فإن مريم في لغتهم بمعنى العابدة وقال القرطبي: معناه خادم الرب- وإظهار أنها غير راجعة عن نيتها وإن كان ما وضعته أنثى وأنها وإن لم تكن خليقة بسدانة بيت المقدس فلتكن من العابدات فيه. 6- قوله «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ» التفات من الخطاب إلى الغيبة إظهارا لغاية الإجلال. الفوائد 1- اسم مريم في لغتهم آنئذ هي «العابدة» وقد سميت بنت عمران بهذا الاسم أملا وطمعا بأن تكون من العابدات. وقولها: إني سميتها مريم هذا الخبر لازم الفائدة وليس المقصود إخبار الله بالتسمية لأنه أعلم بذلك. 2- في قوله تعالى: «قالَتْ رَبِّ» .. إذا كان المضاف الى ياء المتكلم أبا أو أما جاز فيه ثلاث لغات: إحداها: يا أب ويا أمّ بحذف الياء، والثانية يا أبي ويا أمي، والثالثة يا أبا ويا أما. ويجوز فيهما أيضا حذف ياء المتكلم والتعويض عنها بتاء التأنيث: نحو يا أبت ويا أمت ويا أبت ويا أمت ويجوز إبدال هذه التاء بهاء الوقف نحو يا أبه ويا أمّه. وقريب من ذلك اضافة لفظ «الرب» الى ياء المتكلم فتقول: يا ربّ، ويا ربّ، ويجوز حذف ياء النداء فتقول: ربّ وربّ فالأولى على لغة من لا ينتظر والثانية على من ينتظر،

[سورة آل عمران (3) : آية 37]

وإذا قلنا يا ربّ فهي على لغة من ينتظر اضافتها لغير ياء المتكلم. مثل «يا ربّ العباد» . [سورة آل عمران (3) : آية 37] فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (37) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (تقبّل) فعل ماض و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به، (ربّ) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ زائد «1» ، (قبول) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (حسن) نعت لقبول مجرور مثله لفظا (الواو) عاطفة (أنبتها) مثل تقبّلها (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (حسنا) نعت ل (نباتا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (كفّلها) مثل تقبّلها (زكريّا) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (كلّما) ظرف شرطيّ متعلّق بالجواب وجد «2» .. وما حرف مصدريّ (دخل) فعل ماض (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخل) ، (زكريّا) فاعل ومرفوع وعلامة الرفع

_ (1) أو حرف جرّ أصلي، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تقبّلها) والباء للاستعانة.. قال أبو حيّان: والقبول اسم لما يقبل به الشيء كالسعوط لما يسعط به. (2) يجوز أن يكون الجواب قال، وجملة وجد حال.

الضمّة المقدّرة على الألف (المحراب) مفعول به على التوسّع «1» ، (وجد) مثل دخل (عند) ظرف مكان متعلّق ب (وجد) «2» ، و (ها) مضاف إليه (رزقا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ما دخل) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: كلّ وقت دخول. (قال) مثل دخل (يا) أداة نداء (مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أنّي) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانية متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قالت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يرزق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يرزق (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال «3» ، (حساب) مضاف إليه مجرور. جملة: «تقبّلها ربّها» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنبتها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفّلها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) لأن (دخل) يتعدّى بالحرفين (في) أو (إلى) . (2) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (رزقا) . (3) انظر الآية (27) من هذه السورة واحتمالات تعليق الجارّ والمجرور المختلفة.

الصرف:

وجملة: «دخل عليها» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «وجد» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا مريم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنّي لك هذا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو من عند الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله يرزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يرزق من يشاء» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (قبول) ، هو بلفظ اسم المصدر، ويصحّ فتح القاف وضمّها.. أو هو مصدر قبل الثلاثيّ، وزنه فعول بفتح الفاء. (حسن) ، صفة مشبّهة، وزنه فعل بفتحتين، فعله حسن يحسن باب كرم (انظر البقرة- 245) . (نباتا) ، اسم مصدر من أنبت، مصدره القياسيّ إنبات، وزن نبات فعال بفتح الفاء. (زكريّا) ، هو مقصور زكرياء وهمزته للتأنيث. (المحراب) ، اسم مكان على غير القياس، وزنه مفعال بكسر الميم، وفعله حارب وهو كلّ مكان يحارب فيه الشيطان خاص بالعبادة.

_ (1) يحتمل أن تكون الجملة من تمام قول مريم، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى. [.....]

البلاغة

البلاغة 1- الجناس المغاير: في قوله «فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ» وفي قوله «وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً» وقوله «رزقا» . و «يرزق» . 2- «فتقبلها» أي رضي بمريم في النذر مكان الذكر. ففيه تشبيه النذر بالهدية ورضوان الله تعالى بالقبول. 3- «وأنبتها» مجاز عن تربيتها بما يصلحها في جميع أحوالها. فهو مجاز مرسل بعلاقة اللزوم فإن الزارع يتعهد زرعه بسقيه عند الاحتياج وحمايته عن الآفات وقلع ما يخنقه من النبات. 4- الإشارة: وهو التعبير باللفظ الظاهر عن المعنى الخفي في قوله «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» أي هو رزق لا يأتي به في ذلك الوقت إلا الله. 5- التنكير: في قوله «رزقا» لإفادة الشيوع والكثرة، وأنه ليس من جنس واحد بل من أجناس كثيرة. الفوائد 1- «كلّما» : إذا اتصلت «ما» بلفظ «كل» تعرب «ما» مصدرية ظرفية وهذا الوصل وارد في قواعد رسم اللغة أثناء الكتابة ومنه وصل «ما الاسمية» بكلمة «سيّ» مثل «أحب أصدقائي ولا سيما زهير» إذا كسرت عينها مثل «نعمّا يعظكم به» فإذا سكنت عينها وجب الفصل مثل «نعم ما تفعل» وقد وصلوا «ما» الحرفية الزائدة أيا كان نوعها بما قبلها مثل «طالما نصحت لك» و «أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ» و «أتيت لكنما اسامة لم يأت» و «عند ما تجتهد تنجح» و «عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ» و «مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا» و «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» و «أينما تجلس اجلس» وإمّا تجتهد تنجح» و «إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» و «اجتهد كيما تنجح» وقد وصلوا ما المصدرية بكلمة «مثل» وكلمة «ريث» وكلمة «حين» وكلمة «كل» وهي بعد كلمة «كل» خصوصا مصدرية ظرفية.

[سورة آل عمران (3) : آية 38]

[سورة آل عمران (3) : آية 38] هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38) الإعراب: (هنا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة خروجا على حقيقته المكانيّة متعلّق ب (دعا) وهو فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف (زكريّا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (ربّ) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) ، (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) «1» ، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذريّة) مفعول به منصوب (طيّبة) نعت لذريّة منصوب مثله (انّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) اسم إنّ (سميع) خبر إنّ مرفوع (الدعاء) مضاف إليه مجرور. جملة: «دعا زكريّا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء.. رب» لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «هب لي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنك سميع» لدعاء لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من ذرّيّة.

الصرف:

الصرف: (دعا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله دعو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وهو من باب نصر. (هب) فيه إعلال بالحذف ماضيه وهب معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه على بفتح العين (وانظر الآية 8 من هذه السورة) . (سميع) ، صفة مشبّهة- من صفات الله- أو مبالغة اسم الفاعل لأنه من المتعدّيّ سمع يسمع باب فرح، وزنه فعيل (انظر الآية 127 من سورة البقرة) . (الدعاء) ، فيه إبدال لام الكلمة، وهي الواو، همزة لتطرّفها بعد ألف زائدة ساكنة، أصله الدعا وفهو من فعل دعا يدعو، وزنه فعال بضمّ الفاء (انظر الآية 171 من سورة البقرة) . [سورة آل عمران (3) : آية 39] فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) الإعراب: (الفاء) عاطفة (نادت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) تاء التأنيث و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (قائم) خبر مرفوع (يصلّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في المحراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصلّي) أو باسم الفاعل قائم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يبشّر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (بيحيى) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر) بحذف مضاف أي بولادة يحيى.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبشّرك) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادته) ، أي: نادته الملائكة بأنّ الله يبشّرك. (مصدّقا) حال منصوبة من يحيى (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل (مصدّقا) «1» ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة (الواو) عاطفة (سيّدا) معطوفة على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (حصورا، نبيّا) معطوفان بحرفي العطف منصوبان (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نبيّا) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «نادته الملائكة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف الأول في الآية السابقة. وجملة: «هو قائم..» في محلّ نصب حال إمّا من الضمير المفعول في نادته، وإمّا من الملائكة. وجملة: «يصلّي في المحراب» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو» . وجملة: «يبشّرك» في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (نادته) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وهي المنقلبة عن ياء، وزنه فاعته. (قائم) ، اسم فاعل من قام يقوم، وقلب حرف العلّة الواو همزة قياسا في اسم الفاعل للأجوف حيث يقلب حرف العلّة دائما إلى همزة بعد

_ (1) الكلمة: يعني عيسى عليه السلام أي مصدّقا بعيسى، وكان يحيى أول من صدّق به. (2) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في قائم- وحينئذ يصحّ تعليق (في المحراب) بقائم- كما يجوز أن يكون حالا من الضمير المفعول في نادته.

[سورة آل عمران (3) : آية 40]

ألف فاعل (انظر الآية 18 من هذه السورة) . (يحيى) ، فيه قولان: الأول أنه منقول من المضارع يحيا لأن العرب تسمّي بالأفعال كثيرا مثل يعيش ويعمر، وقال بعضهم سمّوه يحيى لأن الله أحياه بالإيمان.. وعلى ذلك فهو ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل. والقول الثاني أنّه أعجميّ لا اشتقاق له- وهذا هو الظاهر- فامتناعه للعلميّة والعجمة. (كلمة) ، اسم لما ينطق به الإنسان مفردا أو مركّبا، وزنه فعلة بفتح فكسر، وقد يقرأ على وزن فعلة بكسر فسكون (انظر الآية 37 من سورة البقرة) . (سيّدا) ، صفة مشبّهة من ساد يسود على وزن فيعل، وأصله سيود، التقت الياء والواو في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية. (حصورا) صفة مشتقّة فهي مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بمعنى الفاعل، والحصور هو الذي لا يأتي النساء وهو القادر على ذلك. [سورة آل عمران (3) : آية 40] قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40) الإعراب: (قال ربّ) مضى إعرابها «1» ، (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال، أو ظرف بمعنى من أين متعلّق ب (يكون) التامّ أو بخبره إن كان ناقصا (يكون) مضارع تامّ مرفوع (اللام) حرف جرّ

_ (1) في الآية (38) من هذه السورة.

و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) «1» ، (غلام) فاعل يكون مرفوع «2» ، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (بلغ) فعل ماض و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الكبر) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (امرأة) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (عاقر) خبر مرفوع (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كذا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعل «3» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله. جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول «4» . وجملة: «أنّى يكون لي غلام» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «بلغني الكبر» في محلّ نصب حال. وجملة: «امرأتي عاقر» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «الله يفعل..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يفعل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .

_ (1) أو بخبر يكون المحذوف إن كان ناقصا. (2) أو اسم يكون الناقص و (لي) خبره. (3) أو متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك. (4) أو جملة النداء وحدها دعائية اعتراضيّة لا محلّ لها، وجملة: أنّى يكون هي مقول القول.

الصرف:

وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (عاقر) ، اسم فاعل من عقرت تعقر باب ضرب وكرم، وزنه فاعل، وهو على معنى المفعول أي المعقورة. (غلام) ، اسم جامد ذات، وزنه فعال بضمّ الفاء. [سورة آل عمران (3) : آية 41] قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (41) الإعراب: (قال ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (اجعل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آية) مفعول به أوّل منصوب (قال) فعل ماض والفاعل هو (آية) مبتدأ مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (لا) نافية (تكلّم) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الناس) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ألّا تكلّم الناس) في محلّ رفع خبر المبتدأ آيتك. (ثلاثة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم) ، (أيّام) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (رمزا) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع- الإشارة ليست كلاما- أو المتّصل- الإشارة من بعض الكلام- (الواو) عاطفة (اذكر) فعل أمر والفاعل أنت (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته

_ (1) في الآية (37) من هذه السورة.

الصرف:

(الواو) عاطفة (سبّح) مثل اذكر (بالعشيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (سبّح) ، (الواو) عاطفة (الإبكار) معطوف على العشيّ مجرور مثله. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ اجعل (الندائيّة) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اجعل» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «آيتك ألا تكلّم الناس» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اذكر» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثانية. وجملة: «سبّح» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثانية. الصرف: (رمزا) ، مصدر سماعيّ لفعل رمز يرمز باب ضرب وباب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (العشيّ) ، مفرد، أو جمع مفرده عشيّة، وفيه اعلال بالقلب، أصله عشيو- لأن فعله عشا يعشو مصدر عشو، فلمّا التقت الياء والواو متطرفتين في الكلمة والأولى كانت ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فقيل عشيّ.. وزنه فعيل. (الإبكار) ، مصدر قياسيّ للفعل الرباعىّ أبكر، وزنه إفعال. البلاغة 1- في قوله تعالى «رمزا» فن الإشارة، لأنه دل على ما في نفس البشر من خلجات ومعان.

الفوائد

الفوائد - قوله تعالى «إِلَّا رَمْزاً» في هذا اللفظ اشارة الى فنّ الإيماء والإيحاء بواسطة الهيئة والحركة، وقد ألمح الى هذا الاتجاه شعراؤنا فيما غبر من الزمن قال أبو تمام! توحي بأسرارنا حواجبنا ... وأعين بالوصال ترتشق وقال أيضا: كلّمته يجفون غير ناطقة ... فكان من رده ما قال حاجبه وقال غيره: إذا كلمتني بالعيون الفواتر ... رددت عليها بالدموع البوادر ومما يجدر ذكره أنه نحا هذا النحو بعض المؤلفين من علماء الغرب فألف في فنّ الإيماء ودوره في التعبير كتبا، لها قيمتها ورواجها [سورة آل عمران (3) : آية 42] وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (42) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (الملائكة) فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم إنّ منصوب

[سورة آل عمران (3) : آية 43]

(اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة في الموضعين (طهّرك) مثل اصطفاك وكذلك اصطفاك الثاني (على نساء) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفاك) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قالت الملائكة..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله اصطفاك» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اصطفاك» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «طهرك» في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاك. وجملة: «اصطفاك» في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاك (الأولى) . [سورة آل عمران (3) : آية 43] يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) الإعراب: (يا مريم) مرّ إعرابها في الآية السابقة (اقنتي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والياء ضمير مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (اقنتي) و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (اسجدي، اركعي) مثل اقنتي (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل اركعي (الراكعين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «النداء وما في حيّزها» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اقنتي لربّك» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اسجدي» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقنتي.

البلاغة

وجملة: «اركعي» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقنتي. البلاغة 1- «يا مَرْيَمُ» تكرير النداء للإيذان بأن المقصود بالخطاب ما يرد بعده وأن ما قبله من تذكير بالنعم كان تمهيدا لذكره وترغيبا في العمل بموجبه. 2- «وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ» التقديم: فقد قدم السجود على الركوع وذلك إما لكون الترتيب في شريعتهم كذلك وإما لكون السجود أفضل أركان الصلاة وأقصى مراتب الخضوع. [سورة آل عمران (3) : آية 44] ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب و (اللام) للبعد (من أنباء) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (الهاء) ضمير مفعول به في محلّ نصب، والفاعل ضمير مستتر تقديره. نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيه) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم كان (لدي) ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر كان و (هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالخبر المحذوف (يلقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أقلام) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه (أيّ) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (هم) مضاف إليه (يكفل) مضارع مرفوع، والفاعل

الصرف:

ضمير مستتر تقديره هو (مريم) مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (الواو) عاطفة (ما كنت لديهم إذ) مثل الأولى (يختصمون) مثل يلقون. جملة: «ذلك من أنباء الغيب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نوحيه» في محلّ نصب حال من الغيب. وجملة: «ما كنت لديهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يلقون..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أيّهم يكفل..» في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف. وجملة: «يكفل..» في محلّ رفع خبر المبتدأ أيّهم. وجملة: «ما كنت لديهم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الأولى. وجملة: «يختصمون» في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (أنباء) ، جمع نبأ وهو اسم مصدر من أنبأ أو نبّأ، والقياس في مصدر الفعلين أن يقال إنباء- بكسر الهمزة الأولى- أو تنبئ، ووزن نبأ فعل بفتحتين. (يلقون) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تلفوا (انظر الآية 195 من سورة البقرة) . (أقلامهم) ، جمع قلم اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة 1- «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ» أي يرمونها ويطرحونها للاقتراع على سبيل الكناية أي كناية عن القرعة. [سورة آل عمران (3) : آية 45] إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)

الإعراب:

الإعراب: (إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله) سبق إعرابها «1» ، (يبشّر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر) ، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لكلمة (اسم) مبتدأ مرفوع و (الهاء) مضاف إليه، (المسيح) خبر مرفوع (عيسى) بدل من المسيح مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (ابن) نعت لعيسى أو بدل منه مرفوع مثله «2» ، (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والتأنيث (وجيها) حال منصوبة من لفظ كلمة (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (وجيها) لأنه صفة مشتقّة، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (من المقرّبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال معطوفة على الحال الأولى، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قالت الملائكة..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يا مريم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله يبشّرك» لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) في الآية (42) من هذه السورة. (2) قال العكبري: «ابن مريم خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن، ولا يجوز أن يكون بدلا ممّا قبله ولا صفة، لأن ابن مريم ليس باسم ... » اه. ولكنّ المعنى في الآية قد يحتمل الإخبار وقد يحتمل الوصفيّة للفظ عيسى، وإنّ إثبات الألف في (ابن) في الرسم القرآنيّ قد يكون المقصود منه اعتبار ابن خبرا لا صفة ولكنّ المبتدأ ليس لفظ عيسى بل الضمير المستتر هو.

الصرف:

وجملة: «يبشّرك» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اسمه المسيح» في محلّ جرّ نعت لكلمة. الصرف: (المسيح) ، قال بعضهم هو لفظ عبريّ معناه المبارك، وقال آخرون هو مبالغة اسم الفاعل وزنه فعيل على أحد قولين لأنه مسيح الأرض بالسياحة أو لأنه يمسح ذا العاهة فيبرأ، أو هو فعيل بمعنى المفعول على قول آخر لأنه مسح بالبركة، أو لأنه مسيح القدم أو مسيح وجهه بالملاحة ثمّ نقل من الصفة إلى الاسم. (عيسى) ، قيل هو مأخوذ من العيس وهو بياض تعلوه حمرة (وانظر الآية 87 من سورة البقرة) . (وجيها) ، صفة مشبّهة وزنه فعيل من فعل وجه يوجه باب كرم. (المقرّبين) ، جمع المقرّب، اسم مفعول من قرّب الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. الفوائد - إذ تكون ظرفا للزمان نحو: «جئت إذ طلعت الشمس» وقد تكون ظرفا للمستقبل كقوله تعالى: «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ» وقد تقع موقع المضاف إليه فيضاف اسم زمان كقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهي تلزم الإضافة إلى الجمل، وقد يحذف جزء من الجملة أو كلها ويعوض عنها بتنوين العوض كقوله تعالى: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي حين بلغت الروح الحلقوم تنظرون.

[سورة آل عمران (3) : آية 46]

وقد أضاف بعضهم أنها تكون للتعليل واستشهد بقول الفرزدق: فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر وكذلك ورد كونها للمفاجاة وهي الواقعة بعد «بينا وبينما» كقول الشاعر: استقدر الله خيرا وأرضينّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير وفي هذه الحالة يرجح كونها حرفا. [سورة آل عمران (3) : آية 46] وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) الإعراب: (الواو) عاطفة (يكلّم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (في المهد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يكلّم «1» ، (الواو) عاطفة (كهلا) معطوف على الحال المحذوفة منصوب (الواو) عاطفة (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من لفظ كلمة- في الآية السابقة- وعلامة الجرّ الياء، وهذه الحال معطوفة على (وجيها) . جملة: «يكلّم الناس..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة اسمه المسيح «2» . [سورة آل عمران (3) : آية 47] قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)

_ (1) لا يجوز تعليق الجارّ والمجرور بفعل يكلّم لبعد المعنى. (2) في الآية السابقة، أو في محلّ نصب حال من لفظ كلمة لأنها وصفت بالجارّ والمجرور وبالجملة.

الإعراب:

الإعراب: (قالت) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي مريم.. و (التاء) للتأنيث (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها فعل يكون التام «1» ، (يكون) مضارع تام مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) «2» ، (ولد) فاعل يكون «3» مرفوع (الواو) حاليّة (لم) جازمة نافية (يمسس) مضارع مجزوم و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (بشر) فاعل مرفوع (قال) فعل ماض والفاعل هو (الكاف) حرف جرّ و (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك «4» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يخلق) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر، والفاعل هو (أمرا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (يقول) مثل يخلق (له) مثل لي متعلّق ب (يقول) ، (كن) فعل أمر تام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) عاطفة سببيّة (يكون) مثل الأول. جملة: «قالت..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو خبر إذا كان الفعل ناقصا. [.....] (2) أو بمحذوف حال من ولد. (3) أو اسمه إذا كان ناقصا. (4) أو متعلّق بمفعول مطلق محذوف عامله يخلق أي: يخلق الله ما يشاء كذلك.

الصرف:

وجملة النداء: «ربّ» لا محلّ لها اعتراضيّة.. أو هي وصلتها مقول القول. وجملة: «يكون» في محلّ نصب مقول القول.. أو جواب النداء. وجملة: «لم يمسسني بشر» في محلّ نصب حال. وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: « (الأمر) كذلك» في محل نصب مقول القول. وجملة: «الله يخلق» في محلّ نصب بدل من جملة (الأمر) كذلك. وجملة: «يخلق ما يشاء» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قضى أمرا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّما يقول..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسمية لا محلّ لها معطوفة على جملة يقول. الصرف: (بشر) ، اسم جامد بمعنى الإنسان ذكرا أو أنثى واحدا وجمعا، وزنه فعل بفتحتين. (قضى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قضي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. [سورة آل عمران (3) : آية 48] وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) الإعراب: (الواو) عاطفة (يعلّم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان

[سورة آل عمران (3) : آية 49]

منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة، التوراة، الإنجيل) ألفاظ معطوفة على الكتاب منصوبة مثله. جملة: «يعلّمه الكتاب» في محلّ جرّ معطوفة على جملة اسمه المسيح «1» . [سورة آل عمران (3) : آية 49] وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) الإعراب: (الواو) عاطفة (رسولا) مفعول به لفعل محذوف تقديره يجعله «2» ، (إلى بني) جار ومجرور متعلّق ب (رسولا) لأنه صفة مشتقّة، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قد) حرف تحقيق (جئت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (بآية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل أي محتجّا بآية (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية و (كم) ضمير مضاف إليه.

_ (1) في الآية (45) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون (رسولا) مصدرا في موضع الحال.. أو معطوفا على (الكتاب) في الآية السابقة أي ويعلّمه رسالة.

والمصدر المؤوّل (أنّي قد جئتكم ... ) في محلّ جرّ بجارّ محذوف أي بأنّي قد جئتكم.. والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف حال من (رسولا) ، أي يجعله رسولا ناطقا بأنّي قد جئتكم. (أنّي) مثل الأول (أخلق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخلق) ، (من الطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخلق) ، (الكاف) حرف جرّ «1» ، (هيئة) مجرور بالكاف متعلّق بمحذوف نعت للمفعول المقدّر أي: أخلق شيئا كائنا كهيئة الطير، (الطير) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أنّي أخلق ... ) في محلّ جرّ بدل من المصدر المؤوّل السابق أو بدل من آية «2» . (الفاء) عاطفة (أنفخ) مثل أخلق (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفخ) ، والضمير يعود على المفعول المقدّر أو على الهيئة أي المهيّأ (الفاء) عاطفة (يكون) مضارع ناقص مرفوع (طيرا) خبر منصوب «3» ، (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (طيرا) «4» ، (الواو) عاطفة (أبرئ) مثل أخلق (الأكمه) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الأبرص) معطوف على الأكمه منصوب مثله (الواو) عاطفة (أحيي) مثل أخلق وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الموتى) مفعول به

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمفعول به محذوف. أي أخلق لكم شيئا مثل هيئة الطير. (2) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي. (3) بعضهم يجعله حالا عامله الفعل التام يكون.. وفيه بعد. (4) من يجعل (يكون) تاما يجيز تعليق الجارّ والمجرور به.

منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بإذن الله) مثل الأولى والجارّ والمجرور متعلّق ب (أحيي) ، (الواو) عاطفة (أنبئ) مثل أخلق و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنبّئكم) ، (تأكلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (ما تدّخرون) مثل ما تأكلون (في بيوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدّخرون) ، و (كم) ضمير مضاف إليه. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (لكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت لآية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. (وتم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: « (يجعله) رسولا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يعلّمه في الآية السابقة. وجملة: «جئتكم» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «أخلق» في محلّ رفع خبر أنّ الثاني. وجملة: «أنفخ» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق. وجملة: «يكون» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنفخ. وجملة: «أبرئ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق. وجملة: «أحيي..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق. وجملة: «أنبّئكم» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق. وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

الصرف:

وجملة: «تدّخرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنّ في ذلك لآية» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كنتم» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فهذه الخوارق آيات لكم نافعة هادية. الصرف: (هيئة) ، مصدر بمعنى المهيّأ، كالخلق بمعنى المخلوق، أو هو اسم لحال الشيء وليس مصدرا. (الطير) ، اسم جمع والطائر مفرده، أو هو اسم جنس يراد به الواحد وما فوقه (البقرة- 260) . (الطين) ، اسم جامد ذات، وقد اشتقّ منه فعل طان يطين باب ضرب شذوذا بمعنى طلا بالطين. وزنه فعل بكسر فسكون. (الأكمه) ، صفة مشبّهة من كمه يكمه باب فرح وعمي، وزنه أفعل. (الأبرص) ، صفة مشبّهة من برص يبرص باب فرح وزنه أفعل. (تدّخرون) ، فيه إبدال، أصله تذتخرون، جاءت تاء الافتعال بعد الذال قلبت دالا ثمّ قلبت الذال دالا وأدغمت مع الدال الأولى فأصبح تدّخرون، وزنه تفتعلون. (بيوتكم) ، جمع بيت، اسم جامد ذات وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة آل عمران (3) : آية 50] وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) الإعراب: (الواو) عاطفة (مصدّقا) معطوفة على محلّ آية وهو

النصب لأنه حال أي جئتكم بآية من ربّكم ومصدّقا (اللام) حرف جرّ زائد للتقوية (ما) اسم موصول في محلّ جرّ- وهو المحلّ القريب- وفي محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل مصدق (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يديّ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (من التوراة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الاسم الموصول، والعامل فيه (مصدّقا) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (أحلّ) مضارع منصوب ب (أنّ) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) (بعض) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (حرّم) ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم) . والمصدر المؤوّل (أن أحلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أرسلت إليكم أو جئتكم «1» ، (الواو) عاطفة (جئتكم) فعل ماض وفاعله ومفعوله (بآية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال تقديره مدعوما أو محمّلا (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «2» ، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أطيعون) مثل اتّقوا.. والنون للوقاية، وياء المتكلّم المحذوفة مفعول به.

_ (1) في عطف هذا المصدر المؤوّل وما تعلّق به أقوال كثيرة أسهلها وأقربها للمعنى أن نقدّر معطوفا عليه يناسب المعنى أي: لأخفّف عنكم ولأحلّ لكم.. (2) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.. والجملة بعدها جواب شرط مقدّر أي: إن صدّقتم بذلك فاتّقوا الله.

الفوائد

وجملة: «أحلّ لكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «حرّم عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جئتكم بآية» في محلّ رفع معطوفة على جملة قد جئتكم في الآية السابقة تتبعها في المحلّ «1» . وجملة: «اتّقوا الله» في محلّ رفع معطوفة على جملة جئتكم برابط السببيّة. وجملة: «أطيعون» في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّقوا الله. الفوائد 1- قوله تعالى: «وأطيعون» نلاحظ أن الأصل «وأطيعوني» وقد حذفت ياء المتكلم بعد نون الوقاية مراعاة للفواصل بين الآيات، وتحقيقا للجرس والإيقاع الذي هو إحدى سمات القرآن وإعجازه، وهذه الخاصة يكثر ورودها في القرآن الكريم كقوله تعالى وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ. 2- حيال هذه المعجزات التي خص الله بها السيد المسيح ذهب بعض العلماء إلى أن الله يؤيد رسله بمعجزات تتناسب وما اشتهر به عصر كل نبي، فموسى أيده الله بمعجزات تكبح جماح السحرة الذين كان لهم الصول والطول في زمانه، وعيسى جاء إبّان ازدهار الطب فكانت معجزاته تحديا للأطباء. ومحمد صلى الله عليه وسلم جاء والفصاحة والبلاغة وبلوغ الشعر أوجه لدى العرب فأيّده الله بالقرآن الكريم الذي تحدّى العرب أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة من سوره فكرا وفصاحة وإعجازا. [سورة آل عمران (3) : آية 51] إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (ربّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على

_ (1) يجوز جعل الواو استئنافيّة والجملة لا محلّ لها على الاستئناف.

[سورة آل عمران (3) : آية 52]

الباء لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّي مرفوع مثله.. و (كم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (صراط) خبر مرفوع (مستقيم) نعت لصراط مرفوع مثله. جملة: «إنّ الله ربّي» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعبدوه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر.. أي إذا أردتم الفوز والنجاح فاعبدوه. وجملة: «هذا صراط» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. [سورة آل عمران (3) : آية 52] فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قال) ، (أحسّ) فعل ماض (عيسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (الكفر) وهو مفعول به منصوب (قال) مثل أحسّ والفاعل هو (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنصار) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء و (الياء) مضاف إليه (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المتكلّم في أنصاري أي: ملتجئا إلى الله (قال) مثل أحسّ (الحواريّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (نحن) ضمير منفصل مبنيّ

الصرف:

على الضمّ في محلّ رفع مبتدأ، (أنصار) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (اشهد) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أنّا مسلمون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشهد) . جملة: «أحسّ عيسى..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «من أنصاري..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال الحواريّون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نحن أنصار الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنّا بالله» في محلّ نصب حال من أنصار «1» . وجملة: «اشهد» في محلّ نصب معطوفة على جملة نحن أنصار. الصرف: (أنصار) ، جمع نصير زنة شريف، وهو صفة مشتقّة مبالغة اسم الفاعل من باب نصر ينصر المتعدّي. (الحواريّون) ، جمع الحواريّ، والياء الأخيرة للنسبة، واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض وقد كان الحواريون يقصرون الثياب، وقيل هو من حار يحور أي رجع فكأنّهم الراجعون إلى الله، وقيل هو مشتقّ من بياض الوجه والقلب وصفائهما ونقائهما.

_ (1) وذلك بتقدير قد، ويجوز أن تكون في محلّ رفع خبرا ثانيا للضمير نحن.

البلاغة

البلاغة - «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ» وأصل الإحساس الإدراك بإحدى الحواس الخمس الظاهرة وقد أستعير استعارة تبعية للعلم بلا شبهه، وقيل: إنه مجاز مرسل عن ذلك، من باب ذكر الملزوم وإرادة اللازم. والداعي لذلك أن الكفر مما لا يحس. الفوائد - لما الحينية: هي الظرفية وتختص بالماضي ويكون جوابها فعلا ماضيا نحو: «فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ» أو جملة اسمية مقرونة ب «إذا الفجائية» نحو «فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ» أو بالفاء نحو «فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ» وقد يحذف جوابها. قال سيبويه: أعجب الكلمات «لما» إن دخلت على الماضي تكون ظرفا وإن دخلت على المضارع تكون حرفا وإلا فهي بمعنى «إلّا» . [سورة آل عمران (3) : آية 53] رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) الإعراب: (ربّنا) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء.. و (نا) ضمير مضاف إليه (آمنّا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنا) ، (أنزلت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (اتّبعنا) مثل آمنّا (الرسول) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدّر (اكتبنا) فعل أمر.. و (نا) ضمير متّصل مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اكتبنا) ، (الشاهدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

الصرف:

جملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة. وجملة: «آمنّا» في محل نصب بدل من جملة آمنّا في الآية السابقة تأخذ محلّها من الاعراب. وجملة: «أنزلت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اتّبعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنّا بما أنزلت. وجملة: «اكتبنا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صدق قولنا فاكتبنا.. الصرف: (الشاهدين) ، جمع الشاهد، اسم فاعل من شهد يشهد باب فرح وزنه فاعل. [سورة آل عمران (3) : آية 54] وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (مكروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) استئنافيّة (مكر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع (الماكرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. الجمل الثلاث: لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الماكرين) ، جمع الماكر، اسم فاعل من مكر يمكر باب نصر، وزنه فاعل. البلاغة 1- فن المشاكلة وهي: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، وقد وقعت المشاكلة في قوله تعالى وَمَكَرَ اللَّهُ والمكر من حيث إنه في الأصل حيلة يجلب بها غيره إلى مضرة فلا يمكن إسناده إليه سبحانه إلا بطريق المشاكلة. الفوائد 1- «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ» هذه هي المشاكلة التي نوهنا عنها سابقا. وليعلم

[سورة آل عمران (3) : آية 55]

القارئ أن الله لا يمكر وإنما جرى الأسلوب مشاكلا لما اتخذ الكفار من أسلوب. [سورة آل عمران (3) : آية 55] إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (عيسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (انّ) حرف مشبّه بالفعل (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (متوفّي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رافعك) مثل متوفّيك بالعطف عليه (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق برافع (الواو) عاطفة (مطهّرك) مثل متوفّيك بالعطف عليه (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمطهّر (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة «1» ، (جاعل) معطوف على متوفّيك مرفوع مثله (الذين) في محلّ جرّ مضاف إليه (اتّبعوا) مثل كفروا و (الكاف) ضمير مفعول به (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لجاعل (الذين) مثل السابق (كفروا) مثل الأول (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بجاعل، (ثمّ) حرف عطف (إليّ) مثل الأول

_ (1) يجوز أن تكون الواو استئنافيّة، والخطاب موجه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، و (جاعل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة على هذا استئنافيّة لا محلّ لها. [.....]

الصرف:

متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أحكم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أحكم) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أحكم) (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تختلفون) وهو مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون.. والواو فاعل. جملة: «قال الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يا عيسى» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي متوفّيك» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كفروا (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «اتّبعوك» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كفروا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «إليّ مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي متوفّيك. وجملة: «أحكم بينكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم. وجملة: «كنتم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تختلفون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (متوفّي) ، اسم فاعل من توفّاه الله، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. (رافع) ، اسم فاعل من رفع وزنه فاعل.

البلاغة

(مطهّر) ، اسم فاعل من طهّر الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. (مرجع) ، اسم مكان أو زمان من رجع على وزن مفعل بكسر العين لأن عينه في المضارع مكسورة فهو من باب ضرب، وقد يصحّ أن يكون اللفظ مصدرا سماعيّا للفعل رجع ومستعملا في الآية على ذلك. البلاغة 1- أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: هذا من المقدم والمؤخر أي رافعك إليّ ومتوفيك، وهذا أحد تأويلات اقتضاها مخالفة ظاهر الآية للمشهور المصرح به في الآية. وثانيها: أن المراد مستوفي أجلك ومميتك حتف أنفك لا أسلط عليك من يقتلك فالكلام كناية عن عصمته من الأعداء. ثالثها: أن المراد بالوفاة هنا النوم لأنهما أخوان ويطلق كل منهما على الآخر. [سورة آل عمران (3) : آية 56] فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (56) الإعراب: (الفاء) تفريعيّة عاطفة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أعذّب) مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (هم) ضمير مفعول به (عذابا) مفعول مطلق منصوب (شديدا) نعت ل (عذابا) منصوب مثله (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعذّب) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف

[سورة آل عمران (3) : آية 57]

(الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. جملة: «الذين كفروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحكم في السابقة. وجملة: «أعذّبهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما لهم من ناصرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة أعذّبهم. [سورة آل عمران (3) : آية 57] وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) الإعراب: (الواو) عاطفة (أمّا الذين آمنوا) مثل أمّا الذين كفروا في الآية السابقة (الواو) عاطفة (عملوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يوفّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجور) مفعول به ثان منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (الظالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب

الفوائد

الياء. وجملة: «الذين آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا في الآية السابقة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يوفّيهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «الله لا يحبّ..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يحبّ الظالمين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الفوائد 1- أمّا: هي حرف فيه معنى الشرط والتوكيد دائما، ثم التفصيل غالبا يدل على الأول لزوم الفاء بعدها نحو «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا» . ويدل على الثاني: أنك إذا قصدت توكيد «زيد ذاهب» تقول: أمّا زيد فذاهب أي لا محالة ذاهب. ويدل على التفصيل استقراء مواقعها نحو «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ، وَأَمَّا الْغُلامُ.. وَأَمَّا الْجِدارُ» ومثله «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» . [سورة آل عمران (3) : آية 58] ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، (نتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك، وجملة نتلوه حال.

الصرف:

(على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نتلوه) ، (من الآيات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الغائب في (نتلوه) «1» ، (الذكر) معطوف بالواو على الآيات مجرور مثله، (الحكيم) نعت للذكر مجرور مثله. جملة: «ذلك نتلوه» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نتلوه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) . الصرف: (الذكر) مصدر ذكر يذكر باب نصر، ولكنّه استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه بمعنى القرآن الكريم. (الحكيم) ، صفة مشتقّة وزنه فعيل بمعنى المفعول أي المحكم بفتح الكاف (انظر البقرة- 32) . [سورة آل عمران (3) : آية 59] إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (مثل) اسم إنّ منصوب (عيسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من مثل، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (خلق) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من تراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (ثمّ) حرف عطف (قال)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك، وجملة نتلوه حال.

الفوائد

مثل خلق (اللام) حرف جرّ، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (كن فيكون) مرّ إعرابها «1» . جملة: «إنّ مثل عيسى..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقه..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «قال..» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه. وجملة: «كن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسميّة معطوفة على جملة يقول. الفوائد - «إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ» : نزلت هذه الآية في السنة التاسعة للهجرة «عام الوفود» وقد وفد عليه وفد نجران فعرض عليهم الإسلام فلم يسلموا وسألوه رأيه في المسيح فأنزل الله عليه هذه الآية. ولما جادلوا الرسول فأكثروا جداله طلبهم «للملاعنة» فتشاوروا فيما بينهم فألقى الله في قلوبهم الرعب فتهيبوا عاقبة الملاعنة، وسألوا رسول الله إعفاءهم منها، ثم عرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم رجلا أمينا يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه فأشر أبت نفس عمر أن يكون هو الأمين ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نادى أبا عبيدة فأرسله مع القوم ليحكم بينهم ومنذئذ أصبح أبو عبيدة أمين هذه الأمة رضي الله عنهم جميعا. [سورة آل عمران (3) : آية 60] الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)

_ (1) في الآية (118) من سورة البقرة، وفي الآية (47) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من آدم بتقدير قد، هذا وقد جعلها أبو حيّان تفسير لمعنى- مثل آدم-.

الإعراب:

الإعراب: (الحقّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسم تكن ضمير مستتر تقديره (أنت) (من الممترين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «الحقّ من ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تكن ... لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير جازم أي: إذا كان الأمر كذلك فلا تكن من الممترين. البلاغة - «فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» نهيه عن الامتراء- وجلّ رسول الله (ص) أن يكون ممتريا- من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة، وأن يكون لطفا لغيره. [سورة آل عمران (3) : آية 61] فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (61) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حاجّ) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي خبر عيسى أو أمر عيسى و (من ربّك) حال أو خبر ثان.

جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حاجّ) على حذف مضاف أي في أمره (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (حاجّ) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «1» ، (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المستتر في جاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر والفاعل أنت (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ندع) مضارع مجزوم فهو جواب الطلب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (أبناء) مفعول به منصوب و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (أبناءكم، نساءنا، نساءكم أنفسنا، أنفسكم) ألفاظ مركّبة من مضاف ومضاف إليه معطوفة بحروف العطف على (أبناء) منصوبة مثله (ثم) حرف عطف (نبتهل) مضارع مجزوم معطوف على ندع، والفاعل نحن (الفاء) عاطفة (نجعل) مضارع مجزوم معطوف على (نبتهل) ، والفاعل نحن (لعنة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الكاذبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (نجعل) .. أي نجعل لعنة الله واقعة على الكاذبين ... جملة: «من حاجّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ مثل ... في الآية السابقة.

_ (1) منع أبو البقاء العكبريّ أن يكون (ما) مصدريّا- خلافا للأخفش- لأن الحرف المصدريّ لا يعود إليه ضمير- على رأي سيبويه والجمهور. وفي (حاجّك) ضمير فاعل إذ ليس بعده ما يصحّ أن يكون فاعلا، والعلم لا يصحّ أن يكون فاعلا لأن (من) لا تزاد في الموجب.

الصرف:

وجملة: «حاجّك» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) » . وجملة: «جاءك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء. وجملة: «تعالوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ندع» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «2» . وجملة: «نبتهل» معطوفة على جملة ندع. وجملة: «نجعل» لا محلّ لها معطوفة على جملة نبتهل. الصرف: (تعالوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف الساكنة قبل واو الجماعة الساكنة تخلّصا من التقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة عليها «3» ، أو هو فعل جامد يأتي في الأمر بإسناد الضمائر اليه، أو من غير إسناد الضمائر (تعال) ، وعلى ذلك فليس فيه حذف ولا إعلال. (ندع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه نفع. (الكاذبين) ، جمع الكاذب، اسم فاعل من كذب الثلاثيّ وزنه فاعل. [سورة آل عمران (3) : آية 62] إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يقول ابن هشام: في تأويل الشرط يجب أن نقول: تعالوا فإن تأتوا ندع، ولا يجوز أن نقدّر فإن تتعالوا، لأن (تعال) فعل جامد لا مضارع له ولا ماض، حتى توهّم بعضهم- وهو الزمخشريّ- أنه اسم فعل. (3) يجوز ضمّ الواو في (تعالوا) - في غير قراءة حفص- على لغة أهل الحجاز.

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) لام المزحلقة (هو) ضمير فصل «1» ، (القصص) خبر إنّ مرفوع (الحقّ) نعت للقصص مرفوع مثله، (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (من) حرف جرّ زائد (اله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة خبر المبتدأ مرفوع «2» ، (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لهو العزيز) مثل لهو القصص (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إنّ هذا لهو القصص» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما من إله إلّا الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّ الله لهو العزيز» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (القصص) ، مصدر قصّ يقصّ باب نصر.. وأصله تتّبع الأثر، فالقاصّ يتتبّع خبرا بعد خبر، وزن القصص فعل بفتحتين. [سورة آل عمران (3) : آية 63] فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط «3» .. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط

_ (1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا في محلّ رفع مبتدأ خبره القصص.. والجملة الاسميّة خبر إنّ. (2) يجوز أن يكون الخبر محذوفا، والتقدير: ما من إله لنا.. ف (إلّا) أداة استثناء، ولفظ الجلالة بدل من موضع إله.. واختار أبو حيّان هذا التخريج. (3) يجوز أن يكون الفعل مضارعا حذف منه إحدى التاءين.. فهو حينئذ مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.

[سورة آل عمران (3) : آية 64]

(إنّ الله عليم) حرف مشبّه بالفعل واسمه وخبره (بالمفسدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء. جملة: «أن تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة «إنّ الله عليم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء ... ويجوز أن تكون الجملة تعليلا للجواب المقدّر أي فإن تولّوا فهم المفسدين لأن الله عليم بهم. [سورة آل عمران (3) : آية 64] قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الى كلمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعالوا) ، (سواء) نعت لكلمة مجرور مثلها (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بسواء فهو مصدر و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه ويتعلّق بما تعلّق به الأول و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ألّا نعبد ... ) في محلّ جرّ بدل من كلمة سواء.. أي: تعالوا إلى ترك عبادة غير الله.. ويجوز أن يكون المصدر

في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة تفسيريّة لسواء. (الواو) عاطفة (لا) نافية (نشرك) مضارع منصوب معطوف على (نعبد) ، والفاعل نحن (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق (نشرك) ، (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يتّخذ) مضارع منصوب معطوف على (نعبد) ، (بعض) فاعل مرفوع و (نا) ضمير متّصل مضاف إليه (بعضا) مفعول به أوّل منصوب (أربابا) مفعول به ثان منصوب (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأرباب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه. (الفاء) استئنافيّة (إن تولّوا) مرّ إعرابها في الآية السابقة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قولوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اشهدوا) مثل قولوا (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير اسم أنّ في محلّ نصب (مسلمون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أنّا مسلمون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشهدوا) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا أهل الكتاب» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعالوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا نعبد إلّا الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا نشرك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نعبد. وجملة: «لا يتّخذ بعضنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نعبد. وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قولوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «اشهدوا ... » في محلّ نصب مقول القول

الفوائد

الفوائد - سواء: بمعنى مستو، ويوصف بها المكان فيقال «فكانا سوى» وهو أحد الصفات التي جاءت على فعل كقولهم «ماء روى» و «قوم عدى» وتأتي بمعنى الوسط كقوله تعالى: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ وتأتي بمعنى «التامّ» كقولهم «هذا درهم سواء» . ويخبر ب سواء عن الواحد فأكثر نحو «ليسوا سواء» . وتكون «سواء» للتسوية وتأتى بعدها همزة التسوية ثم تليها كلمة أم نحو قوله تعالى:- «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» أي إنذارك وعدمه سواء. قوله تعالى: «لِمَ تُحَاجُّونَ» إذا أتت ما متصلة في معرض الاستفهام وجب حذف ألفها وذلك في «علام وإلام وحتام، وبم، وعمّ وفيم، وممّ وقالوا إن ذلك لأسباب منها التفرقة بينها وبين «ما» الحرفية، واتصالها بحرف الجر، وتخفيف اللفظ، وتدلنا الفتحة على أن المحذوف «ألف» . [سورة آل عمران (3) : آية 65] يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (65) الإعراب: (يا أهل الكتاب) مرّ إعرابها في الآية السابقة (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تحاجّون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحاجّون) وعلامة الجرّ الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (الواو) حاليّة (ما) نافية (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (التاء) للتأنيث (التوراة) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (الإنجيل) معطوف على التوراة مرفوع مثله (إلّا) اداة حصر (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلت) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل.

[سورة آل عمران (3) : آية 66]

جملة النداء: «يا أهل الكتاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تحاجّون» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنزلت التوراة» في محلّ نصب حال. وجملة: «تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تعقلون. [سورة آل عمران (3) : آية 66] ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (66) الإعراب: (ها) حرف تنبيه (أنتم) ضمير بارز منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ها) مثل الأول (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الضمّ المقدّر على آخره منع من ظهوره حركة البناء الأصليّ في محلّ نصب على النداء، وقد حذف منه أداة النداء «1» ، (حاججتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (حاججتم) «2» ، (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الباء) حرف

_ (1) هذا الإعراب لا يجوز عند البصريين وسيبويه لأنه لا يجوز حذف أداة النداء من اسم الإشارة ولكنّ العكبريّ والسيوطيّ وأبو حيّان.. ثمّ الجمل في حاشية الجلالين أوردوه على مذهب الكوفيّين، وقد اخترناه لأنه لا يعارض المعنى وبعيد عن التأويل.. هذا ويجوز في اسم الإشارة أن يكون خبر المبتدأ وجملة حاججتم حاليّة.. أو مستأنفة مبيّنة للجملة الأولى، وأجازوا في اسم الإشارة أن يكون بدلا أو عطف بيان والخبر جملة حاججتم ... (وانظر الآية 85 من سورة البقرة) . (2) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة بعدها صفة لها. [.....]

الفوائد

جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال محذوف من علم- وصف تقدّم على الموصوف- (علم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (لم تحاجّون) مرّ إعرابها في الآية السابقة (في ما) مثل الأول «1» ، (ليس) فعل ماض ناقص (لكم به علم) خبر ليس واسمه وحال من اسمه كما مرّ. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «أنتم ... » حاججتم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء: «هؤلاء» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «حاججتم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . وجملة: «لكم به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لم تحاجّون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ليس لكم به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «الله يعلم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الفوائد 1- قال أبو عمرو بن العلاء، في قوله تعالى: «ها أنتم» إن هذه الهاء منقلبة عن همزة لتسهيل اللفظ، وتخلصا من التكرار، ولأن الهاء أخت الهمزة وهو رأي حسن وقليل الكلفة والتحمّل.

_ (1) يجوز أن تكون (ما) نكرة موصوفة والجملة بعدها صفة لها.

[سورة آل عمران (3) : آية 67]

[سورة آل عمران (3) : آية 67] ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) الإعراب: (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (إبراهيم) اسم كان مرفوع (يهوديّا) خبر كان منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصرانيّا) معطوف على (يهوديّا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (كان) مثل الأول واسمه ضمير تقديره هو (حنيفا) خبر كان منصوب (مسلما) خبر ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما كان) مثل الأولى واسم كان ضمير تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان. جملة: «ما كان إبراهيم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان حنيفا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ما كان من المشركين لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : آية 68] إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (أولى) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الناس) مضاف إليه مجرور (بإبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق بأولى، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (اللام) هي المزحلقة وتفيد التوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر إنّ (اتبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل

الصرف:

و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الاسم الموصول (النبيّ) بدل من اسم الإشارة أو صفة له (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول ومعطوف عليه في محلّ رفع (آمنوا) مثل اتّبعوا (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (وليّ) خبر مرفوع (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «إنّ أولى الناس..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّبعوه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «الله وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو استئنافيّة. الصرف: (أولى) ، اسم تفضيل من ولي يلي باب ضرب وباب وثق، وزنه أفعل، والألف منقلبة عن الياء ففيه اعلال بالقلب. [سورة آل عمران (3) : آية 69] وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (69) الإعراب: (ودّ) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (طائفة) فاعل مرفوع (من أهل) جارّ ومجرور نعت لطائفة (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لو) حرف مصدريّ (يضلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (لو يضلّونكم) في محلّ نصب مفعول به عامله

الصرف:

فعل ودّت. (الواو) حاليّة (ما) نافية (يضلّون) مثل الأول (إلّا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما يشعرون) مثل ما يضلّون. جملة: «ودّت طائفة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يضلّونكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) . وجملة: «ما يضلّون إلّا أنفسهم» في محلّ نصب حال. وجملة: «ما يشعرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. الصرف: (طائفة) ، مشتقّ من طاف يطوف باب نصر، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وزنه فاعلة، وقد قلب حرف العلّة همزة شأنه مع كلّ فعل أجوف يشتقّ منه لفظ على وزن فاعل. (يضلّون) ، فيه حذف همزة الماضي تخفيفا جرى فيه مجرى ينفقون، والأصل يؤضللون (الآية 26 من البقرة) . [سورة آل عمران (3) : آية 70] يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) الإعراب: (يا أهل الكتاب لم تكفرون) مثل نظيرها المتقدّمة «1» ، (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تشهدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) في الآية (65) من هذه السورة.

[سورة آل عمران (3) : آية 71]

جملة: «يا أهل الكتاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم تكفرون» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنتم تشهدون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تشهدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . [سورة آل عمران (3) : آية 71] يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) الإعراب: (يا أهل الكتاب لم تلبسون) مثل نظيرها المتقدّمة «1» ، (الحقّ) مفعول به منصوب (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلبسون) بتضمين الفعل معنى تخلطون وتمزجون (الواو) عاطفة (تكتمون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الحقّ) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (أنتم تعلمون) مثل أنتم تشهدون في الآية السابقة. جملة: «يا أهل الكتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم تلبسون ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تكتمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . [سورة آل عمران (3) : آية 72] وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)

_ (1) في الآية (65) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالت) فعل ماض.. (التاء) التأنيث (طائفة) فاعل مرفوع (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لطائفة (الكتاب) مضاف إليه مجرور (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا) ، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (على الذين) مثل بالذي متعلّق ب (أنزل) ، (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (وجه) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، (النهار) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اكفروا آخره) مثل آمنوا وجه ... والظرف متعلّق بفعل اكفروا.. والهاء مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (هم) ضمير متّصل اسم لعلّ في محلّ نصب (يرجعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قالت طائفة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزل» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اكفروا» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا الطلبيّة. وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة آل عمران (3) : آية 73] وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (73)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تؤمنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إلا) أداة استثناء (اللام) حرف جرّ «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بدل من المستثنى منه المقدّر على اعادة الجارّ، والتقدير: لا تؤمنوا لأحد إلّا لمن تبع دينكم «2» (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الهدى) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (هدى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤتى) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أحد) نائب فاعل مرفوع (مثل) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أوتيتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (تمّ) ضمير نائب فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يؤتى أحد) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: بأن يؤتى «3» والجارّ والمجرور متعلّق ب (تؤمنوا) بتضمينه معنى

_ (1) اختلف المفسّرون والمعربون في هذه الآية كثيرا، وذكر منها أوجه تربو على التسعة، ولكنّ أوضحها وأقربها للمعنى الظاهر ما أشرنا إليه أعلاه.. من هذه الأوجه أن اللام في (لمن) زائدة بتضمين فعل تؤمنوا معنى تصدقوا.. والمصدر المؤوّل (أن يؤتى..) مفعول به عامله تؤمنوا.. إلخ. (2) والمعنى الإجماليّ للآية يصبح على التقدير التالي: لا تقرّوا ولا تعترفوا لأحد بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلّا لمن تبع دينكم. (3) جعل العكبري المصدر المؤوّل مفعولا لأجله على حذف مضاف أي: لا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم خشية أن يؤتي أحد ...

تقرّوا وتعترفوا «1» ، (أو) حرف عطف (يحاجّوا) مضارع منصوب معطوف على فعل يؤتى.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحاجّوكم) (ربّ) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (قل) مثل الأول (إنّ الفضل) مثل إنّ الهدى (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لا تؤمنوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا الطلبيّة- في الآية السابقة- لأنها تتمّة لكلام الطائفة «2» . وجملة: «تبع دينكم» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قل ومعموله» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّ الهدى هدى الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يؤتى أحد» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أوتيتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) كما يجوز أن يكون المصدر المؤوّل خبرا ل (إنّ) .. وهدى الله بدل من الهدى.. و (يحاجّوكم) منصوب ب (أن) مضمرة بعد أو التي بمعنى حتى. (2) قال أبو حيّان: من المفسّرين من ذهب إلى أن ذلك من كلام الله يثبّت به قلوب المؤمنين لئلّا يشكّو عند تزوير اليهود.. ولا خلاف ولا شكّ أن قوله: «قل إنّ الهدى هدى الله» هو من كلام الله.

الفوائد

وجملة: «يحاجّوكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتى. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الفضل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يؤتيه» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد 1- قوله تعالى: «إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ» اعترضت هذه الجملة بين جملتين من كلام اليهود. فهم يوصون بعضهم أن لا يأتمنوا لأحد إذا لم يكن يهوديا. هذا هو الجزء الأول وأما الجزء الثاني فهو ألا يعترفوا بأنه قد يؤتى أحد مثلما أوتى بنو إسرائيل، إذ في ذلك اعتراف بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الوصية التي يتواصون بها منتهى الجحود والكفر والحسد للرسول والمسلمين سواء بسواء. [سورة آل عمران (3) : آية 74] يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) الإعراب: (يختصّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يختصّ) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو. (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور مثله. جملة: «يختصّ» في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ الوارد في الآية

[سورة آل عمران (3) : آية 75]

السابقة (الله) «1» . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله ذو الفضل» لا محلّ لها معطوفة على جملة (الله واسع) في الآية السابقة. [سورة آل عمران (3) : آية 75] وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (ان) حرف شرط جازم (تأمن) مضارع مجزوم فعل الشرط و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بقنطار) جار ومجرور متعلّق ب (تأمن) ، والباء بمعنى على (يؤدّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة من آخره و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤدّ) ، (الواو) عاطفة (منهم من.. لا

_ (1) يجوز أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.

يؤدّه إليك) تعرب كصدر الآية (إلّا) أداة حصر «1» ، (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (دمت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم دام في محلّ رفع (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قائما) وهو خبر دمت منصوب. والمصدر المؤوّل (ما دمت ... ) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (يؤدّه) المنفي «2» . (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم أنّ في محلّ نصب (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: ذلك النكوص عن أداء المال بسبب اعتقادهم المعبّر عنه. (ليس) فعل ماض ناقص (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للفعل الناقص (في الأميّين) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف «3» ، وعلامة الجرّ الياء (سبيل) اسم ليس مؤخّر مرفوع (الواو) استئنافيّة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله)

_ (1) أو أداة استثناء والمستثنى منه مقدّر وهو عموم الأوقات، والمصدر المؤوّل الظرفيّ مستثنى. (2) أجاز العكبريّ أن تكون (ما) مصدريّة فقط والمصدر المؤوّل منصوب على الحال فيكون ذلك استثناء من الأحوال لا من الأزمان أي: إلّا في حال ملازمتك له، ويكون (قائما) حالا لا خبرا لأن دام أصبح تامّا. (3) ويجوز تعليقه بحال محذوفة من سبيل لأنه صفة تقدّمت على موصوف نكرة.

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكذب «1» ، (الكذب) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (يعلمون) مثل يقولون. جملة: «من أهل الكتاب من ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأمنه (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) «2» . وجملة: «يؤدّه إليك» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «منهم من..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تأمنه (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني «3» . وجملة: «لا يؤدّه إليك» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «دمت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ذلك بأنّهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا» في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة: «ليس علينا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يقولون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (قنطار) ، اسم جامد وزنه فنعال (انظر الآية 14 من هذه السورة) .

_ (1) يجوز تعليقه ب (يقولون) بتضمينه معنى يفترون. (2، 3) أي الجملة المكونة من فعل الشرط وجوابه.. وبعضهم يكتفي بجملة الشرط وحدها. [.....]

الفوائد

(دينار) ، أصله دنّار بنون مشدّدة، فاستثقل اللفظ بهذه النون فأبدلت أولى النونين ياء للتخفيف، وذلك لكثرة الاستعمال، ويعود تضعيف النون في التكثير فيقال دنانير أو في التصغير فيقال دنينير.. والدينار معرّب. (الكذب) ، مصدر سماعيّ لفعل كذب يكذب باب ضرب وزنه فعل بفتح فكسر، ويأتي مكسور الفاء ساكن العين، ويأتي على فعال بكسر الفاء وتخفيف العين وتشديدها. الفوائد 1- قول اليهود «لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ» هذا ما كان عليه اليهود إبان بعثة الرسول وهذا ما لا يزالون عليه حيال شعوب العالم أجمع فهم يعتقدون أن المال مالهم وقد اغتصب منهم، ولهم أن يستعيدوه من أيدي الناس بمختلف الوسائل. ويكاد يتسرب هذا المفهوم الخاطئ إلى العوام من المسلمين، على حين أن الإسلام حرّم على المسلم أن يأخذ شيئا من مال ذوي الأديان الأخرى إلّا بحقه وما لم يكن في حالة حرب مع أولئك المخالفين لدينه. 2- الفرق بين «ما دام وما زال» أن الأولى ملازمة ل «ما» ولا تأتي إلا بصيغة الماضي. وأما الثانية فيمكن أن تكون بصيغة الماضي والمضارع كما يمكن أن تسبق بأحد أحرف النفي الأخرى نحو لم يزل ولا يزال. [سورة آل عمران (3) : آية 76] بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) الإعراب: (بلى) حرف جواب، وهو إيجاب لما نفوه من قولهم (ليس علينا في الأميّين سبيل) ، (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ

الصرف:

جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّقى) مثل أوفي ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل هو (المتّقين) مفعول به منصوب. جملة: من أوفى ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوفى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «اتّقى» في محلّ رفع معطوفة على جملة أوفى. وجملة: «إنّ الله يحب» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يحبّ المتّقين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (أوفى) ، في الفعل إعلال بالقلب، قلبت الياء ألفا لمجيئها مفتوحة بعد فتح، أصله أوفي- كلّ فعل فاؤه واو فإنّ لامه ياء-. الفوائد «بلى» حرف جواب وتختص بالنفي وتفيد إبطاله، سواء أكان مجردا نحو «زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ: بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ» أم مقرونا بالاستفهام نحو «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى!» والفرق بين «بلى ونعم» أن بلى لا تأتي إلا بعد نفي، وأن نعم تأتي بعد النفي والإثبات فإذا قلت «ما قام علي» فتصديقه نعم وتكذيبه بلى ... [سورة آل عمران (3) : آية 77] إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (77)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (انّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (يشترون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يشترون) ضمّن معنى يستبدلون (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أيمان) معطوف على عهد مجرور مثله و (هم) ضمير مضاف إليه (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت له منصوب مثله (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (لا) نافية للجنس (خلاق) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (لا) نافية (يكلّم) مضارع مرفوع و (هم) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينظر) مثل يكلّم، والفاعل هو (إليهم) مثل لهم متعلّق ب (ينظر) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينظر) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ولا يزكّيهم) مثل ولا يكلّمهم والفاعل هو (الواو) عاطفة (لهم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخر مرفوع (أليم) نعت له مرفوع (أليم) نعت له مرفوع مثله. جملة: «إن الذين يشترون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشترون» لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «أولئك» لا خلاق لهم في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا خلاق لها» في محلّ رفع خبر أولئك. وجملة: «لا يكلّمهم الله» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق.

الصرف:

وجملة: «لا ينظر إليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. وجملة: «لا يزكّيهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. الصرف: (ثمنا) ، اسم لما كان عوض البيع فعله ثمن يثمن باب كرم وزنه فعل بفتحتين (الآية 79- البقرة) . البلاغة 1- الاستعارة المكنية: في الاشتراء، أي أنهم يستبدلون بما عاهدوا عليه وبما حلفوا به من الإيمان متاع الدنيا، ورأوا بذلك تحريفهم للتوراة وتبديل ما ورد فيها. [سورة آل عمران (3) : آية 78] وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) الإعراب: (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) لام التوكيد (فريقا) اسم إنّ مؤخّر منصوب (يلوون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ألسنة) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (بالكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلوون) «1» ، والباء بمعنى في أي في قراءة الكتاب (اللام) لام التعليل (تحسبوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من الكتاب) جارّ ومجرور

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الألسنة.

متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي معدودا من الكتاب «1» . والمصدر المؤوّل (أن تحسبوه ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (يلوون) . (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (من الكتاب) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر ما (الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (هو) ضمير مثل الأول (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وما هو من عند الله) مثل وما هو من الكتاب (الواو) عاطفة (يقولون على الله ... يعلمون) مرّ إعراب هذه الآية سابقا «2» . جملة: «إنّ منهم لفريقا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة: «يلوون» في محلّ نصب نعت ل (فريقا) . وجملة: «تحسبوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما هو من الكتاب» في محلّ نصب حال. وجملة: «يقولون..» في محلّ نصب معطوفة على جملة يلوون. وجملة: «هو من عند الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما هو من عند الله» في محلّ نصب حال. وجملة: «يقولون على الله..» في محلّ نصب معطوفة على جملة يلوون. وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال.

_ (1) يجوز تعليق الجارّ بفعل حسب من غير تقدير المفعول. (2) في الآية (75) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (يلوون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يلويون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الواو وحذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يلوون، وزنه يفعون. (ألسنة) ، جمع لسان، اسم جامد وهو- على الغالب- مذكّر، وبعضهم يجعله مؤنثا إن كان جمعه ألسن. البلاغة 1- التشبيه: في قوله «لتحسبوه» أي يعطفون ألسنتهم بشبه الكتاب لتحسبوا ذلك الشبه من الكتاب. 2- وإظهار «الاسم الجليل» و «الكتاب» في محلّ الإضمار لتهويل ما أقدموا. عليه في القول. الفوائد (لوى) الحبل فتله يلويه ليّا. ولوى رأسه وألوى برأسه أماله وأعرض. وقوله تعالى: «وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» . قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو القاضي يكون ليّه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر، وألوى بالكلام: خالف به عن جهته. وألوى بهم الدهر: أهلكهم قال الشاعر: أصبح الدهر وقد ألوى بهم، غير تقوالك من قيل وقال [سورة آل عمران (3) : آية 79] ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لبشر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لفعل كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤتي) مضارع منصوب و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الحكم، النبوّة) اسمان معطوفان بحرفي العطف على الكتاب منصوبان مثله. والمصدر المؤوّل (أن يؤتيه الله) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (ثمّ) حرف عطف (يقول) مضارع منصوب معطوف على (يؤتي) ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقول) ، (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كونوا (عبادا) خبر كونوا منصوب (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (عبادا) (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الياء في (لي) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (كونوا) مثل الأول (ربّانيّين) خبر كونوا منصوب وعلامة النصب الياء (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تعلّمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعلّمون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بربّانيّين لأن فيه معنى الفعل.

_ (1) أي منفردا من دون الله.

الصرف:

(الواو) عاطفة (بما كنتم تدرسون) مثل بما كنتم تعلّمون مفردات ومصدرا مؤوّلا. جملة: «ما كان لبشر أن يؤتيه الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤتيه الله..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «يقول.» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتيه الله. وجملة: «كونوا عبادا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كونوا ربانيين» في محلّ نصب مقول القول لفعل مقدّر أي: لكن يقول: «كونوا ربّانيّين.. والجملة المقدّرة لا محلّ لها معطوفة الاستئنافيّة. وجملة: «كنتم تعلّمون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعلّمون» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «كنتم تدرسون» لا محلّ لها معطوفة على جملة كنتم تعلّمون. وجملة: «تدرسون» في محلّ نصب خبر كنتم الثاني. الصرف: (الحكم) ، مصدر حكم يحكم باب كرم بمعنى فهم وصار حكيما، وزنه فعل بضمّ فسكون. (النبوة) ، اسم مصدر لفعل تنبأ الخماسيّ، وزنه فعولة بضمّ الفاء وفتح اللام. (ربّانيّين) ، جمع ربّانيّ وهو إمّا منسوب إلى الربّ، والألف والنون

الفوائد

فيه زائدتان في النسب دلالة على المبالغة كرقبانيّ وشعرانيّ للغليظ الرقبة والكثير الشعر.. أو هو منسوب إلى ربّان وهو المعلّم للخير ومن يسوس الناس ويعرّفهم أمر دينهم، فالألف والنون دالّان على زيادة الوصف كعطشان وريّان. وزنه فعلانيّ. الفوائد - الربانيّ: نسبة إلى الرب بزيادة الألف والنون، وهذه القاعدة يمكن اطّرادها في كثير من النسب عند ما تقصد منها المبالغة، مثل «علماني، وروحاني، وديراني، وفوقاني، وتحتاني» . وهذه القاعدة مستساغة لدى العامة أكثر منها لدى الخاصة فهم يقولون دوماني وفيجاني نسبة إلى دوما والفيجة وعقلاني ونفساني إلخ. [سورة آل عمران (3) : آية 80] وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) نافية (يأمر) مضارع منصوب معطوف على فعل يؤتي- في الآية السابقة- و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتّخذوا) مضارع منصوب بأن وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الملائكة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (النبيّين) معطوف على الملائكة منصوب مثله وعلامة النصب الياء (أربابا) مفعول به ثان عامله تتخذوا وهو منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تتّخذوا ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يأمركم «1» . (الهمزة) للاستفهام الانكاريّ (يأمر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير

_ (1) أو مجرور بحرف جرّ محذوف أي بأن تتّخذوا.. وهو متعلّق بفعل يأمركم.

[سورة آل عمران (3) : آية 81]

مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمركم) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يأمركم) ، (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «لا يأمركم» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ يؤتيه الله الكتاب..» في الآية السابقة. وجملة: «تتّخذوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن. وجملة: «أيأمركم بالكفر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنتم مسلمون» في محلّ جرّ مضاف إليه. [سورة آل عمران (3) : آية 81] وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أخذ) فعل ماض (الله) فاعل مرفوع (ميثاق) مفعول به منصوب (النبيّين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء- والظاهر أنه على حذف مضاف- أي أتباع النبيّين أو أولاد النبيّين «1» ،

_ (1) وهذا اختيار أبي حيّان في البحر حيث قال: «فيوافق صدر الآية ما بعدها.. ويبيّن أن الميثاق كان على الأمم قوله فمن تولّى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون، ومحال هذا الفرض في حقّ النبيّين» .

(اللام) موطّئة للقسم (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله آتيتكم «1» ، (آتيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل و (كم) ضمير مفعول به أول (من كتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (ما) أو تمييز له. (ثمّ) حرف عطف (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (مصدّق) نعت لرسول مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمصدّق (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب قسم (تؤمننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون- وقد حذفت لتوالي الأمثال- والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون نون التوكيد الثقلية لا محلّ لها (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تؤمننّ) (الواو) عاطفة (لتنصرنّ) مثل لتؤمننّ.. و (الهاء) ضمير مفعول به، (قال) فعل ماض والفاعل هو أي الله (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أقررتم) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (أخذتم) مثل أقررتم (على) حرف جرّ و (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في قوله أخذتم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) حرف لجمع الذكور (إصري) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.. والياء ضمير مضاف إليه

_ (1) قال ابن كثير في تفسيره: «أي لمهما أعطيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاء رسول من بعده لتؤمننّ به ولتنصرنّه» . ويجوز أن يكون (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وصلته جملة آتيتكم والعائد محذوف تقديره آتيتكم إيّاه، وخبر المبتدأ امّا قوله من كتاب وحكمة أو جملة قسم مقدّر جوابه لتؤمننّ به.. واللام في هذه الحال لام القسم لقسم مقدّر.. وهو اختيار أبي عليّ الفارسيّ وغيره.

(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أقررنا) مثل أقررتم (قال) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اشهدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الواو) حاليّة (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من الشاهدين (من الشاهدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أنا. جملة: «أخذ الله..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آتيتكم..» لا محلّ لها تفسيريّة لأخذ الميثاق. وجملة: «جاءكم رسول» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيتكم. وجملة: «تؤمنن» لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم «1» . وجملة: «تنصرنّه» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمننّ. وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أقررتم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أخذتم» في محلّ نصب معطوفة على جملة أقررتم. وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أقررنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أظهر أبو حيّان على هذا الإعراب بعض التحفّظ فقال: «وفيه- أي هذا التقدير- فيه خدش لطيف جدا لأن المقدّر يجب أن يكون من جنس المثبت ومتعلّقات هذا هي متعلّقات ذاك وهذا لا يستقيم مع جملة جاءكم رسول المعطوفة على جملة آتيتكم إذ ليس فيها ضمير يعود على اسم الشرط.. فإن كان الجواب هنا من غير جنس جواب القسم فكيف يدلّ عليه جواب القسم.. (انظر البحر ج 2 ص 511) .

الفوائد

وجملة: «اشهدوا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي إن أقررتم فاشهدوا. والشرط المقدر مع جوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا معكم من الشاهدين» في محلّ نصب حال.. أو استئنافيّة لا محلّ لها. الفوائد 1- «لَما آتَيْتُكُمْ» اختلف القدامى في إعراب «ما» على وجوه أهمها وجهان الأول: رأي سيبويه والخليل أن «ما» بمعنى «الذي» وتقدير الكلام «الذي آتيتكموه» قد حذفت الهاء وهي العائد بقصد تخفيف اللفظ، وقد قال الأخفش بهذا الرأي. وعلى هذا تكون اللام للابتداء و «ما» في محلّ رفع مبتدأ. والثاني: رأي الكسائي والزجاج والمبرد، ورأيهم أن «ما» شرطية واللام للتحقيق وهي موطئة للقسم لأن أخذ الميثاق بمنزلة الاستحلاف وجملة «تؤمننّ» جواب القسم وهو يغني عن جواب الشرط. [سورة آل عمران (3) : آية 82] فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (82) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط.. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تولّى) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل «1» لتأكيد صفة الخبر في الفاسقين (الفاسقون) خبر المبتدأ

_ (1) يجوز إعرابه ضميرا منفصلا مبتدأ ثانيا خبره الفاسقون، والجملة الاسميّة هم الفاسقون خبر أولئك.

الفوائد

أولئك وعلامة الرفع الواو. جملة: «من تولّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولّى بعد ذلك» في محلّ رفع خبر المبتدأ من «1» . وجملة: «أولئك..» الفاسقون في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الفوائد 1- فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ «هم» ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب وضمير الفصل مثل «هو وأنا وأنت» يتوسط بين المبتدأ والخبر ليؤذن أن ما بعده خبر وليس نعتا، وهو يضفي على الكلام نوعا من التوكيد للحكم زيادة في التأكيد. [سورة آل عمران (3) : آية 83] أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة أو استئنافيّة (غير) مفعول به مقدّم منصوب (دين) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) حاليّة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أسلم) وهو فعل ماض (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (طوعا) مصدر في موضع الحال منصوب «2» ،

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر لأنه مرادفه فالطوع مرادف للتسليم أو فعل أسلم بمعنى أطاع وانقاد.

الصرف:

(الواو) عاطفة (كرها) معطوف على (طوعا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (إليه) مثل له متعلّق ب (يرجعون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل. جملة: «يبغون» لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على جملة مقدّرة استئنافيّة، والتقدير أيتولّون فغير دين الله يبغون ... وجملة: «أسلم من في السموات» في محلّ نصب حال. وجملة: «يرجعون» في محلّ نصب معطوفة على جملة أسلم. الصرف: (يبغون) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله بيغيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت حركتها إلى الغين، ثمّ حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح يبغون. (طوعا) ، مصدر سماعيّ لفعل طاع يطوع باب نصر، وطاع يطاع باب فتح.. أو هو اسم مصدر لفعل أطاع الرباعيّ وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة آل عمران (3) : آية 84] قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (آمنّا) فعل ماض وفاعله (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو

(على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (أنزل على) مثل الأولى (إبراهيم) اسم مجرور وعلامة الجرّ الفتحة متعلّق ب (أنزل) ، (إسماعيل، إسحاق، يعقوب، الأسباط) أسماء معطوفة على إبراهيم بحروف العطف مجرورة مثله (الواو) عاطفة (ما) اسم مثل الأول ومعطوف عليه (أوتي) مثل أنزل (موسى) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة في الموضعين (عيسى، النبيّون) اسمان معطوفان على موسى مرفوعان مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والواو على التوالي (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المقدّر في (أوتي) أي ما أوتيه موسى ... منزلا من ربّهم «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (نفرّق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نفرّق) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لأحد (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنّا بالله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزل علينا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «أنزل على إبراهيم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «أوتي موسى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.

_ (1) أو متعلّق ب (أوتي) .

الصرف:

وجملة: «لا نفرّق» في محلّ نصب حال. وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. الصرف: (الأسباط) ، جمع سبط اسم لابن البنت في علاقته مع جدّه، ولكن استعمل في الآية بمعنى الأحفاد لأنهم أولاد يعقوب، فهم أحفاد إبراهيم.. ووزن سبط فعل بكسر فسكون. [سورة آل عمران (3) : آية 85] وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (85) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يبتغ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) مفعول به منصوب «1» ، (الإسلام) مضاف إليه مجرور (دينا) تمييز لغير لأنه لفظ مبهم «2» منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقبل) ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالخاسرين (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هو. جملة: «من يبتغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبتغ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ من «3» .

_ (1) يجوز أن يكون حالا من (دينا) - نعت تقدّم على المنعوت- و (دينا) مفعول به عامله يبتغ. [.....] (2) يجوز أن يكون بدلا من المفعول به غير. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «لن يقبل منه» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: «هو ... » من الخاسرين في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. الصرف: (يبتغ) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفتع. [سورة آل عمران (3) : آية 86] كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) الإعراب: (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال وهو بمعنى الإنكار والاستبعاد (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قوما) مفعول به منصوب (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل () ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفروا) ، (إيمان) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف اليه (الواو) عاطفة (شهدوا) مثل كفروا (أنّ) حرف مشبّهة بالفعل للتوكيد (الرسول) اسم أنّ منصوب (حقّ) خبر أنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الرسول حقّ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (شهدوا) . (الواو) عاطفة (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الظالمين) نعت للقوم منصوب مثله وعلامة النصب الياء. جملة: «يهدي الله» لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد

وجملة: «كفروا» في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «شهدوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة كفروا «1» . وجملة: «جاءهم البيّنات» في محلّ نصب معطوفة على جملة شهدوا «2» . وجملة: «الله لا يهدي..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الفوائد 2- كيف، هي كيف الاستفهامية، وهي اسم مبهم غير متمكن يستفهم به عن حالة الشيء مبنيّ على الفتح. والاستفهام بها على نوعين: حقيقي: نحو «كيف حالك؟» أو غير حقيقي ويكون لعدة اعتبارات. وهو في هذه الآية للنفي، وقد يكون للتعجب والاستنكار كقوله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ؟» أما إعرابها فهو كما يلي: - تقع خبرا عن مبتدأ نحو «كيف أنت» » ؟ أو خبرا مقدما لكان نحو «كيف كنت» أو مفعولا ثانيا مقدما ل «ظنّ» وأخواتها نحو «كيف ظننت أخاك» أو مفعولا ثالثا، «أعلم» وأخواتها نحو «كيف أعلمت فرسك» لأن ثاني مفعولي ظنّ وثالث مفعولات أعلم خبر أنّ في الأصل.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة صلة الموصول لحرف مصدريّ مقدّر.. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ معطوف على المصدر الصريح إيمان.. أي بعد إيمانهم وشهادتهم بأنّ الرسول حقّ.. أمّا عطف جملة شهدوا على جملة كفروا فتقدير ذلك: كيف يهديهم بعد اجتماع الأمرين الكفر والشهادة بصدق الرسول.. هذا وأجاز بعضهم أن تكون الجملة حاليّة بتقدير قد. (2) أو الواو حاليّة والجملة حال بتقدير قد.

[سورة آل عمران (3) : آية 87]

وقد تدخل على الباء من حروف الجر فتكون حرف جر زائد، فتقول «كيف بخالد» فكيف في محل رفع خبر مقدم، وبخالد: الباء زائدة وخالد مبتدأ مرفوع محلا مجرور لفظا وقد تكون في محل نصب مفعولا مطلقا، كما في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ وتقع حالا نحو «كيف مضى أخوك» أي على أي حال مضى ... ؟ [سورة آل عمران (3) : آية 87] أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (جزاء) مبتدأ ثان مرفوع و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (أنّ) ، (لعنة) اسم أنّ مؤخّر منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) حرف عطف في الموضعين (الملائكة، الناس) اسمان معطوفان على لفظ الجلالة مجروران مثله (أجمعين) توكيد معنويّ لما سبق مجرور وعلامة الجرّ الياء «1» والمصدر المؤوّل (أنّ عليهم لعنة الله) في محلّ رفع خبر المبتدأ جزاء. جملة: «أولئك جزاؤهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جزاؤهم أنّ عليهم لعنة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .

_ (1) انظر الآية (161) من سورة البقرة.

[سورة آل عمران (3) : آية 88]

[سورة آل عمران (3) : آية 88] خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) الإعراب: (خالدين) ، حال منصوبة من الضمير في (عليهم) - الآية السابقة- وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين، والضمير يعود إلى اللعنة أو النار المدلول بها عليها (لا) نافية (يخفّف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (عنهم) مثل فيها متعلّق ب (يخفّف) ، (العذاب) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية مكرّرة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، (ينظرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «لا يخفّف عنهم العذاب» في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخفّف.. أو لا محلّ لها. وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة آل عمران (3) : آية 89] إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) الإعراب: (إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تابوا) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في

[سورة آل عمران (3) : آية 90]

محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الواو) عاطفة (أصلحوا) مثل تابوا (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «تابوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أصلحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «انّ الله غفور» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي فالله يغفر لهم إنّ الله غفور رحيم. [سورة آل عمران (3) : آية 90] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفروا) ، (إيمان) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (ازدادوا) مثل كفروا (كفرا) تمييز منصوب (لن) حرف نفي ونصب (تقبل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (توبة) نائب فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أولئك هم الضالّون) مثل أولئك هم الفاسقون «1» . جملة: «إنّ الذين كفروا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية (82) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «ازدادوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لن تقبل توبتهم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أولئك هم الضالون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تقبل. الصرف: (توبة) ، مصدر سماعيّ لفعل تاب يتوب باب نصر، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي توب من غير تاء مربوطة وتابة ومتابا- هو مصدر ميميّ- وتتوبة بكسر الواو. الفوائد 1- وقف المفسرون وقفة طويلة أمام قوله تعالى لن تقبل توبتهم مع أن الله قد فتح باب التوبة لعباده مهما أساؤوا وأذنبوا، وقد خرج بعضهم من هذا المأزق بحمل هذه الآية على ساعة الوفاة «لورود النص بهذا الخصوص فتوبة المحتضر لا تقبل بنص القرآن الكريم» . 2- واو العطف التي تسبق الشرط تعطف هذا الشرط على شرط آخر للعلم- به كقولك «أكرم فلانا ولو أساء» فإكرام المسيء يستدعي إكرام المحسن، إذا هو أولى بالإكرام. [سورة آل عمران (3) : آية 91] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (91) الإعراب: (انّ الذين كفروا) مرّ اعرابها في الآية السابقة (الواو) عاطفة (ماتوا) مثل كفروا، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ

رفع مبتدأ (كفّار) خبر مرفوع (الفاء) زائدة لدخولها على الخبر (لن) حرف ناصب (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (من أحد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقبل) «1» و (هم) ضمير مضاف إليه (ملء) نائب فاعل مرفوع (الأرض) مضاف إليه مجرور (ذهبا) تمييز منصوب (الواو) حاليّة (لو) حرف امتناع لامتناع متضمّن معنى الشرط (افتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدى) (أولاء) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد لاعتماده على النفي (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. جملة: «إنّ الذين كفروا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ماتوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة كفروا. وجملة: «هم كفّار» في محلّ نصب حال. وجملة: «لن يقبل.. ملء» في محلّ رفع خبر انّ. وجملة: «افتدى به» في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلن يقبل منه. وجملة: «أولئك لهم عذاب» لا محل لها استئنافيّة. وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «ما لهم من ناصرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم عذاب.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من (ملء الأرض ذهبا) - نعت تقدّم على المنعوت-

الصرف:

الصرف: (ملء) اسم جامد مما يأخذه الإناء إذا امتلأ، والجمع أملاء بفتح الهمزة، وزنه فعل بكسر الفاء. (افتدى) ، فيه إعلال بالقلب أصله افتدي بالياء، جاءت الياء متحركة بعد الفتح قلبت ألفا. وزنه افتعل. (ناصرين) ، جمع ناصر، اسم فاعل من نصر ينصر الباب الأول، وزنه فاعل (انظر الآية 22- آل عمران) . [سورة آل عمران (3) : آية 92] لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) الإعراب: (لن) حرف نفي ونصب (تنالوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (البرّ) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (تنفقوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى، والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنفقوا) ، والعائد محذوف (تحبّون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تنفقوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) ، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تنالوا) . (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تنفقوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة

_ (1) أو هو تمييز (ما) .

اسم إنّ منصوب (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عليم) (عليم) خبر إنّ مرفوع. جملة: «لن تنالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تنفقوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تحبّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما تنفقوا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّ الله به عليم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

[سورة آل عمران (3) : آية 93]

الجزء الرابع بقية سورة آل عمران من الآية 93- إلى الآية 200 [سورة آل عمران (3) : آية 93] كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلاَّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (93) الإعراب: (كلّ) مبتدأ مرفوع (الطعام) مضاف إليه مجرور (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (حلّا) خبر كان منصوب (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (حلّا) ، وعلامة الجرّ الياء (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (حرّم) فعل ماض (إسرائيل) فاعل مرفوع (على نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّم) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّم) ،

الصرف:

(أن) حرف مصدري ونصب (تنزّل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول (للتوراة) نائب فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تنزّل التوراة) في محلّ جرّ مضاف إليه. (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (بالتوراة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، (الفاء) عاطفة (اتلوا) مثل ائتوا و (ها) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «كلّ الطعام كان حلّا..» في محلّ نصب مقول القول لفعل مقدّر «1» . وجملة: «كان حلّا..» في محلّ رفع خبر المبتدأ كلّ. وجملة: «حرّم إسرائيل..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء «2» . وجملة: «اتلوها» في محلّ جزم معطوفة على جملة ائتوا. وجملة: «إن كنتم صادقين» لا محلّ لها تفسيريّة. الصرف: (حلّا) ، مصدر سماعي لفعل حلّ يحلّ باب ضرب وزنه

_ (1) أي قالت اليهود: كلّ الطعام ... (2) أي: إن كنتم صادقين بقولكم فأتوا بالتوراة فاتلوها ... وجملة الشرط المقدّر في محلّ نصب مقول القول.

الفوائد

فعل بكسر فسكون، وهو ممّا يوصف به فيلتقي مع الصفة المشبّهة بالوزن. الفوائد 1- كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ. سبب نزول هذه الآية تعنت اليهود وجدالهم للنبي صلى الله عليه وسلّم. فمن الأسئلة التي وجهها اليهود للرسول قولهم «أخبرنا عن الطعام الذي حرمه يعقوب على نفسه فأخبرهم أنه نذر إذا شفاه الله من مرضه فلسوف يحرم على نفسه أشهى الطعام لديه، وكان لحم الإبل ولبنها هو المقصود، فحرّم ذلك على نفسه قبل نزول التوراة على موسى عليه السلام. 2- «أن تنزّل» أن والفعل يؤولان بمصدر في محل جر بإضافته إلى الظرف «قبل» و «قبل» مضاف والمصدر المؤول في محل جر بالإضافة. [سورة آل عمران (3) : آية 94] فَمَنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى) ، (الكذب) مفعول به منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى) «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على

_ (1) وأجاز أبو البقاء تعليقه بالكذب أي الكذب الواقع بعد ذلك.

الصرف:

الكسر في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل «1» لا محل له (الظالمون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «من افترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في السابقة «2» . وجملة: «افترى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «أولئك ... » الظالمون: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (افترى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله افتري بالياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه افتعل. [سورة آل عمران (3) : آية 95] قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والخطاب موجّه إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم (صدق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (ملّة) مفعول به منصوب (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (حنيفا) حال من إبراهيم منصوبة «4» ،

_ (1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره الظالمون، والجملة الاسمية خبر المبتدأ أولئك. (2) أو هي استئنافية لا معطوفة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....] (4) أو حال من ملّة وهي بمعنى الدين.

[سورة آل عمران (3) : آية 96]

(الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صدق الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعوا» في محل نصب معطوفة على جملة صدق الله «1» . وجملة: «ما كان من المشركين» في محلّ نصب معطوفة على الحال (حنيفا) . [سورة آل عمران (3) : آية 96] إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (96) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (أول) اسم إنّ منصوب (وضع) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (وضع «2» (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر إن «3» ، (ببكّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول، وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف (مباركا) حال من نائب الفاعل منصوبة «4» ، (هدى) معطوفة بالواو على

_ (1) يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي فان أردتم رضاء الله فاتّبعوا ملّة إبراهيم. (2) وهو اختيار أبي حيّان، ويجوز أن يتعلّق بمحذوف حال من النائب الفاعل أي وضع متعبّدا للناس. (3) الذي سوّغ مجيء الخبر اسم موصول معرفة أنّ الاسم جاء نكرة مضافا موصوفا بالجملة ... (4) ونائب الفاعل هو لفعل مقدّر لا للفعل المذكور حتّى لا يفصل بين الحال وصاحبها أجنبيّ وهو خبر أنّ ويجوز أن يكون العمل في الحال هو العامل في (ببكة) أي استقرّ أو وجد في حال بركته.

الصرف:

الحال منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (للعالمين) جارّ ومجرور متعلّق بهدى لأنه مصدر. جملة: «إنّ أول بيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «وضع للناس» في محلّ نصب نعت لأول.. أو في محل جرّ نعت لبيت. الصرف: (بكّة) اسم جامد، والباء منقلبة عن ميم لغة فيها، وقيل سمّيت بكة لأنها تبكّ أعناق الجبابرة أي تدقّها، وفعل بكّ يبكّ من باب نصر. (مباركا) ، اسم مفعول من بارك الرباعيّ، وزنه مفاعل بضم الميم وفتح العين. [سورة آل عمران (3) : آية 97] فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (97) الإعراب: (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (آيات) مبتدأ مؤخّر (بينات) نعت لآيات مرفوع مثله (مقام) بدل اشتمال من آيات مرفوع مثله «1» ، والرابط مقدّر أي منها (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (دخل)

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ مؤخّرا خبره محذوف أي منها مقام ... والجملة إما حال من آيات أو نعت لها. كما يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي.

فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (آمنا) خبر كان منصوب. جملة: «فيه آيات ... » في محلّ نصب حال من الموصول في الآية السابقة «1» . وجملة: «من دخله كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «دخله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «كان آمنا» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف (حجّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (البيت) مضاف إليه مجرور (من) بدل بعض من كلّ وهو الناس، اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ، والرابط مقدّر أي استطاع منهم «3» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (سبيلا) - نعت تقدّم على المنعوت- (سبيلا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (من كفر) مثل من دخل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) اسم إنّ منصوب (غنيّ) خبر مرفوع (عن العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بغنيّ وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «لله على الناس حجّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو لا محلّ لها استئنافيّة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) لا يجوز أن يكون (من) فاعلا للمصدر حج لفساد المعنى.

الفوائد

وجملة: «استطاع» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «من كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .. وجملة: «إنّ الله غنيّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء أو هي تعليل للجواب المحذوف أي فالله مستغن عنه إنّ الله غنيّ عن العالمين. الفوائد قوله تعالى: «وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» . ذكر علماء النحو معان تدل عليها أخوات كان وهي: (آ) - ما يدل على التوقيت: 1- أصبح وهي للتوقيت الصباحي مثال (أصبح الطير منتشرا في الحقل) . 2- أضحى- هي للتوقيت بالضحى- مثال (أضحى الجوّ صحوا) 3- أمسى- هي للتوقيت بالمساء: مثال (أمسى الفلاح عائدا إلى بيته) . (ب) ما يدل على التحويل، نحو: صار مثل (صار البرتقال عصيرا) . (ج) ما يدل على النفي، نحو: ليس: مثل (ليس الشجر مثمرا) . (د) - ما يدل على الاستمرار: نحو (ما زال- ما برح- ما فتى- ما انفك) مثال (ما زال القمر منيرا) . (هـ) ما يدل على بيان المدة وهي (ما دام) مثل (ينجح الطالب ما دام مجدا) أي (مدة دوامه مجدا) . [سورة آل عمران (3) : آية 98] قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (98) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (ما) اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تكفرون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة آل عمران (3) : آية 99]

ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شهيد) خبر مرفوع (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشهيد (تعملون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا أهل الكتاب» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تكفرون» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «الله شهيد» في محلّ نصب حال، أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة آل عمران (3) : آية 99] قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) الإعراب: (قل يا أهل ... سبيل الله) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملا.. (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (تبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ها) ضمير مفعول ب (عوجا) مصدر في موضع الحال «1» ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شهداء) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله)

_ (1) قيل: البغي هنا هو التعدّي أي يتعدّون عليها أو فيها ... وقال الزّجاج والطبري يبغون: يطلبون لها اعوجاجا.. ف (عوجا) على هذا مفعول به.

الصرف:

لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بغافل (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «آمن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «تبغونها ... » في محلّ نصب حال من فاعل تصدون أو من السبيل أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنتم شهداء» في محلّ نصب حال من فاعل تبغون. وجملة: «ما الله بغافل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال «2» . وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (عوجا) ، مصدر سماعيّ لفعل عاج يعوج باب نصع وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي المصدر مفتوح الفاء ولكنّ العرب فرّقوا بينهما فخصّوا المكسور الفاء بالمعاني والمفتوح الفاء بالأعيان.. تقول في دينه وكلامه عوج بالكسر، وفي الجدار عوج بالفتح. الفوائد 1- قوله تعالى: «وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ» . هذه «ما» النافية الحجازية. وهي لا تعمل عمل ليس إلا في لغة أهل الحجاز الذين جاء القرآن الكريم بلغتهم، وبلغة أهل تهامة ونجد، ولذلك سميت «ما النافية الحجازية» . أما في لغة تميم فهي مهملة وما بعدها مبتدأ وخبر.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة صفة لها ... ويجوز أن تكون مصدريّة والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ. (2) أو استئنافيّة لا محلّ لها.

[سورة آل عمران (3) : آية 100]

و «ما الحجازية» لا تعمل عمل ليس إلّا بأربعة شروط: أ- أن لا يتقدم خبرها على اسمها. ب- أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها. ج- أن لا تزاد بعدها «إن» . د- أن لا ينتقض نفيها ب «إلا» . فإن فقد شرط من هذه الشروط بطل عملها كقوله تعالى: وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ. [سورة آل عمران (3) : آية 100] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضم في محلّ نصب و (ها) للتنبيه، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب- على المحلّ- بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (إن) حرف شرط جازم (تطيعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (فريقا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (يردّوا) مثل تطيعوا وهو جواب الشرط (الكاف) ضمير مفعول به (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يردّوكم) «1» ، (إيمان) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (كافرين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء «2» .

_ (1) أو متعلّق بكافرين. [.....] (2) أو هو مفعول به ثان لفعل ردّ إذا كان من أفعال التحويل.

[سورة آل عمران (3) : آية 101]

جملة النداء: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ان تطيعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يردّوكم» لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. [سورة آل عمران (3) : آية 101] وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) الإعراب: (الواو) عاطفة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال «1» ، (تكفرون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلى) ، (آيات) نائب فاعل مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (فيكم) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعتصم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعتصم) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (هدي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى

_ (1) والاستفهام جاء للتوبيخ وحمل المؤمنين على التعجّب.

الفوائد

(من) ، (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدي) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله. جملة: «تكفرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة. وجملة: «أنتم تتلى» في محلّ نصب حال. وجملة: «تتلى ... آيات» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. وجملة: «فيكم رسوله» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: «من يعتصم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعتصم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «هدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الفوائد 1- من تاريخ اليهود. لا ينفك اليهود- كلما حانت لهم الفرصة- يلقون بذور الفتنة بين أفراد المجتمع، كوسيلة لاضعاف شأن الناس وعلوّ شأن اليهود، وقد كثر هذا النوع من الفساد في عصر الرسول، وقد سعى أحد رجالاتهم في إفساد ذات البين في صفوف الأنصار بين الأوس والخزرج حتى كادوا يقتتلون لولا خروج الرسول إليهم وردهم إلى حظيرة المحبة والألفة ونبذ دعوى الجاهلية وراء ظهورهم. [سورة آل عمران (3) : آية 102] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ اعرابها «1» ، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (حقّ) مفعول مطلق منصوب (تقاته) مضاف إليه.. والهاء مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تموتنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون نون التوكيد لا محلّ لها (الّا) أداة حصر (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة النداء: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تموتنّ» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أنتم مسلمون» في محلّ نصب حال. [سورة آل عمران (3) : آية 103] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)

_ (1) في الآية (100) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (اعتصموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (بحبل) جارّ ومجرور متعلق ب (اعتصموا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (جميعا) حال منصوبة من الفاعل في (اعتصموا) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تفرّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل، وحذف من الفعل إحدى التاءين (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (اذكروا) مثل اعتصموا (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نعمة (إذ) ظرف للماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بنعمة- لتضمّنها معنى المصدر- أو بدل من نعمة (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون (وتم) ضمير متّصل اسم كان في محلّ رفع (أعداء) خبر كنتم منصوب، (الفاء) عاطفة (ألّف) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألّف) (قلوب) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أصبحتم) مثل كنتم (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (إخوانا) «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (إخوانا) خبر أصبح منصوب. جملة: «اعتصموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة. وجملة: «لا تفرّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا. وجملة: «اذكروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

_ (1) أجاز العكبريّ أن يكون التعليق بمحذوف خبر أصبح و (إخوانا) حال من ضمير المخاطب، أي أصبحتم متلبّسين بنعمته.. إخوانا.. أما تقريره بأن الفعل (أصبح) يجوز أن يكون تاما فبعيد.

وجملة: «كنتم أعداء» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ألّف» في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم. وجملة: «أصبحتم ... إخوانا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألّف. (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (كنتم) مثل الأول (على شفا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (حفرة) مضاف اليه مجرور (من النار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحفرة (الفاء) عاطفة (أنقذ) مثل ألّف و (كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنقذ) ، (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمفعول مطلق محذوف أي: يبيّن الله لكم آياته بيانا كذلك، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، يبيّن مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (يبيّن) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تهتدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة: «كنتم على شفا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم الأولى ... أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنقذكم» معطوفة على جملة كنتم على شفا تأخذ محلّها. وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) يجوز أن يكون الكاف اسما بمعنى مثل، فهو نعت للمفعول المطلق المحذوف في محلّ نصب.

الصرف:

وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (تفرّقوا) ، أصله تتفرّقوا، حيث حذفت من الفعل إحدى التاءين تخفيفا. (شفا) ، أصل الألف فيه واو، مثنّاه شفوان ويجمع على أشفاء ... وفي المصباح: شفا كلّ شيء حدّه، وهو اسم من شفا يشفو باب نصر، وزنه فعل بفتحتين. (حفرة) ، اسم لما يحفر من الأرض، وزنه فعلة بضم فسكون، جمعه حفر بضمّ ففتح. البلاغة 1- في الكلام استعارة تمثيلية: بأن شبهت الحالة الحاصلة للمؤمنين في استظهارهم بأحد ما ذكر، ووثوقهم بحمايته، بالحالة الحاصلة في تمسك المتدلي من مكان رفيع بحبل وثيق مأمون الانقطاع من غير اعتبار مجاز في المفردات، وأستعير ما يستعمل في المشبّه به من الألفاظ للمشبّه. 2- الطباق: بين أعداء واخوان. الفوائد 1- العصام والعصمة: الملاذ والملجأ. وقد ورد في فقه اللغة، إذا وردت العين والصاد، فاء وعينا للكلمة فهما تدلان على الشدة والمنعة وما هو على غرار ذلك، مثل رجل عصامي وذو عصبية قوية ومن العصا والعصيان والعصر والمعصرة، وعصفت الريح فهي عاصفة. وهذه إحدى أسرار لغتنا الفصحى لغة التنزيل ولغة جوامع الكلم. 2- حَقَّ تُقاتِهِ، وردت الصفة مضافة إلى موصوفها لتمكّن الصفة والمبالغة بها من جهة وللجرس الموسيقي من جهة ثانية، ولا ينكر التعبير بالجرس في آياته

[سورة آل عمران (3) : آية 104]

تعالى لأن الله أراد أن يكون كتابه مشفوعا بسائر عناصر التأثير في قلب السامع وعقله فجعل الجرس الموسيقي أحد عناصر وعوامل هذا التأثير. 3- شَفا حُفْرَةٍ «الشفا» يجوز تذكيره وتأنيثه، وقد ورد العائد عليها مؤنثا «فأنقذكم منها» فإذا اعتبرنا «الشفا» مؤنثا فيكون العائد مطابقا لما عاد عليه وإذا اعتبرنا الشفا مذكرا فيكون قد اكتسب التأنيث مما أضيف إليه وهو «الحفرة» وهذا وجه مطرد في عالم النحو واللغة، فقد يكتسب المضاف المذكر التأنيث من المضاف إليه المؤنث كما يكتسب المضاف المؤنث التذكير من المضاف إليه المذكر، فمن الأول قول الشاعر: وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا [سورة آل عمران (3) : آية 104] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (اللام) لام الأمر (تكن) مضارع ناقص مجزوم- أو تام- (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من أمة- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، (أمّة) اسم تكن الناقص- أو فاعل تكن التام- (يدعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلى الخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (يأمرون) مثل يدعون (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون) ، (الواو) عاطفة (ينهون عن المنكر) مثل يدعون إلى الخير (الواو) استئنافيّة

_ (1) أو متعلّق ب (تكن) إن كان تامّا ... وأجاز بعضهم تعليقه بمحذوف خبر مقدّم لفعل تكن الناقص.

الصرف:

أو حاليّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل «1» ، (المفلحون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «لتكن منكم أمّة» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا «2» ... أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدعون» في محلّ نصب خبر تكن الناقص- أو في محلّ رفع نعت لأمة إن أعرب (تكن) تامّا «3» . وجملة: «يأمرون ... » معطوفة على جملة يدعون تأخذ محلّها. وجملة: «ينهون ... » معطوفة على جملة يدعون تأخذ محلّها. وجملة: «أولئك ... المفلحون» لا محلّ لها استئنافيّة ... أو في محلّ نصب حال. الصرف: (الخير) ، مصدر سماعيّ لفعل خار يخير باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون وهو ضدّ الشرّ، جمعه خيور بضمّ الخاء. (المنكر) ، اسم مفعول من أنكر الرباعي بمعنى عابه ونهاه عنها، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين جمعه منكرات ومناكر. البلاغة 1- «وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» العطف في الآية من باب عطف الخاص على العام لإظهار فضلهما على سائر الخيرات كعطف جبريل وميكال على الملائكة عليهم السلام.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، وجملة هم المفلحون خبر أولئك. (2) في الآية (103) من هذه السورة. (3) وكذلك هي نعت لأمة إن جعل الخبر الجارّ والمجرور (منكم) .

الفوائد

وتفصيل ذلك أن الدعوة إلى الخير عامة، وإردافها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤذن باختصاصهما بمزيد من العناية، وإظهار فضلهما على سواهما من الخيرات. - المقابلة: فقد طابق بين الأمر والنهي وبين المعروف والمنكر. الفوائد 1- «وَلْتَكُنْ» لام الأمر مكسورة في الأصل ولكنها إذا وقعت بعد الواو والفاء فالأكثر تسكينها، نحو «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي» وقد تسكّن بعد ثمّ وتدخل لام الأمر على الفعل المخصوص به الغائب معلوما ومجهولا وعلى المخاطب غيره، فدخولها عليه أهون وأيسر نحو: «وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» وذلك لأن الواحد لا يأمر نفسه، فإن كان معه غيره هان الأمر لمشاركة غيره فيما يأمر به، وأقل من ذلك دخول اللام على فعل المخاطب المعلوم لأن له صيغة خاصة وهي «افعل» . ثمّ طلب الفعل أو تركه إذا كان من الأدنى إلى الأعلى سمي دعاء للتأدب وسميت «اللام أو لا» حرفي دعاء نحو «لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ» ونحو: «لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا» وكذلك الأمر بصيغة الأمر يسمّى فعل «دعاء» نحو: «رَبِّ اغْفِرْ لِي» وهذا الوجه من آداب التحدث وخصوصا مع الله. [سورة آل عمران (3) : آية 105] وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (105) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو ضمير اسم كان (الكاف) حرف جرّ «1» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمحذوف

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب خبر تكونوا.

[سورة آل عمران (3) : آية 106]

خبر تكونوا (تفرّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (اختلفوا) مثل تفرّقوا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفرّقوا أو اختلفوا) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما جاءهم البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (أولاء) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله. جملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لتكن منكم أمّة «1» . وجملة: «تفرّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاءهم البيّنات» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «أولئك لهم عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. [سورة آل عمران (3) : آية 106] يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)

_ (1) في الآية السابقة (104) .

الإعراب:

الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف للعذاب في الآية السابقة (تبيض) مضارع مرفوع (وجوه) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (تسود وجوه) مثل تبيضّ وجوه (الفاء) تفريعيّة استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اسودّت) فعل ماض ... والتاء للتأنيث (وجوه) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه.. وخبر المبتدأ محذوف تقديره فيقال لهم ... (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (كفرتم) فعل وفاعل (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفرتم) ، (إيمان) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه (تكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذوقوا) . وجملة: «تبيضّ وجوه» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تسودّ وجوه» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبيضّ. وجملة: «الذين اسودّت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اسودّت وجوههم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أكفرتم ... » في محلّ نصب مقول القول لمقدّر هو الخبر ... أي: فيقول الله لهم أو تقول الملائكة أكفرتم. وجملة: «ذوقوا» جواب شرط مقدّر أي: إن كفرتم فذوقوا.

البلاغة

وجملة: «كنتم تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تكفرون» في محلّ نصب خبر كنتم. البلاغة 1- وبياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف فيه، وهذا أيضا فن من فنون البلاغة يدعى فن التدبيج، وهو فن دقيق المسلك، حلو المأخذ، رشيق الدلالة وحده أن يذكر الشاعر أو الناثر لونين أو أكثر، يقصد بذلك الكناية أو التورية عما يريد من أغراض، وقد لا يقصد غير الوصف. 2- الاستعارة: في «ذوق العذاب» فقد شبهه بالمر مما يؤكل، ثمّ حذف المشبّه به وأبقى شيئا من لوازمه وهو الذوق. ولا يخفي ما فيه من الشعور بالمرارة، وذلك على طريق الاستعارة التبعية المكنية. [سورة آل عمران (3) : آية 107] وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (107) الإعراب: (الواو) عاطفة (أمّا الذين ابيضّت وجوههم) مثل أمّا الذين اسودّت وجوههم في الآية السابقة (الفاء) واقعة في جواب أمّا (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الذين) «1» (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) أشار بعض المعربين إلى أن الجارّ متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... وهذه الجملة هي خبر المبتدأ (الذين) .

البلاغة

جملة: «الذين ابيضّت وجوههم» لا محلّ لها معطوفة على جملة اسودّت ... «1» . وجملة: «ابيضّت وجوههم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم فيها خالدون» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . البلاغة 1- «فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ» أي الجنة والنعيم المخلد، عبر عنها بالرحمة تنبيها على أن المؤمن وإن استغرق عمره في طاعة الله تعالى فإنه لا يدخل الجنة إلا برحمته تعالى وهذا على سبيل المجاز المرسل والعلاقة فيه الحالية، لأن الرحمة لا يحل فيها الإنسان وإنما يحل في مكانها، وهو الجنة. الفوائد 1- في هاتين الآيتين تتجلّى البلاغة القرآنية بأجلى صورها، فقد اشتملت على عدة فنون من الإعجاز ففيها الطباق المركب، بين البياض والسواد، وفيها التفصيل بعد «أمّا» ، وفيها المقابلة بالجزاء، وفيها الإيجاز الذي هو من أصل سمات القرآن الكريم، وأخيرا هذا الوضوح بواسطة تجسيم الأمور المعنوية وتجسيدها وإضفاء الحركة المشفوعة بالألوان عليها. [سورة آل عمران (3) : آية 108] تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (108) الإعراب: (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء

_ (1) في الآية السابقة. [.....] (2) يجوز أن تكون خبرا ثانيا للمبتدأ الذين..

الصرف:

المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر مرفوع «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (نتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو و (ها) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نتلوها) ، (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نتلو (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ظلما) مفعول به منصوب (اللام) زائدة للتقوية (العالمين) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به للمصدر (ظلما) . جملة: «تلك آيات الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نتلوها ... » في محلّ نصب حال من آيات. وجملة: «ما الله يريد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يريد ظلما» في محلّ نصب خبر ما. الصرف: (ظلما) ، مصدر سماعيّ لفعل ظلم يظلم باب ضرب وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي ظلما بفتح أوّله، ومظلمة بفتح الميم وكسر اللام. البلاغة 1- «تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ» اسناد ذلك إليه تعالى مجاز، إذ التالي جبريل عليه السلام بأمره سبحانه وتعالى. وفي عدوله عن الحقيقة مع الالتفات إلى التكلم بنون العظمة ما لا يخفي من العناية بالتلاوة والمتلو عليه.

_ (1) يجوز أن تكون بدلا من اسم الإشارة ... وجملة نتلوها خبر.

[سورة آل عمران (3) : آية 109]

2- «وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ» الالتفات إلى الاسم الجليل إشعارا بعلة الحكم بيان لكمال نزاهته عزّ وجلّ عن الظلم بما لا مزيد عليه، أي ما يريد فردا من أفراد الظلم لفرد من أفراد العالمين. [سورة آل عمران (3) : آية 109] وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109) الإعراب: (الواو) عاطفة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما الأول (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات، متعلّق بصلة ما الثاني (الواو) عاطفة (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ترجع) وهو فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأمور) نائب فاعل مرفوع. جملة: «لله ما في السموات ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها معطوفة على جملة لله ما في السموات. البلاغة - «وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ» الإظهار في مقام الإضمار لتربية المهابة. [سورة آل عمران (3) : آية 110] كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (110)

الإعراب:

الإعراب: (كنتم) فعل ناقص واسمه (خير) خبر كان منصوب (أمّة) مضاف إليه مجرور (أخرجت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجت) (تأمرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمرون) ، (الواو) عاطفة (تنهون عن المنكر) مثل تأمرون بالمعروف والتعليق ب (تنهون) ، (الواو) عاطفة (تؤمنون بالله) مثل تأمرون بالمعروف، والتعليق ب (تؤمنون) . (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (آمن) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (اللام) واقعة في جواب لو (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الإيمان (خيرا) خبر منصوب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا) ، (منهم) مثل لهم متعلّق بخبر محذوف (المؤمنون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع- أو خبر مقدّم- و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاسقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو- أو مبتدأ مؤخّر- جملة: «كنتم خير أمّة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أخرجت للناس» في محلّ جرّ نعت لأمة «1» . وجملة: «تأمرون بالمعروف» في محلّ نصب خبر ثان للفعل الناقص «2» . وجملة: «تنهون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تأمرون.

_ (1) أو في محلّ نصب نعت لخير ... ، ويجوز أن تكون في محلّ نصب خبرا ثانيا للفعل الناقص. (2) أو في محلّ نصب حال من (خير أمة) - لأن النكرة هنا وصفت بالجملة- أو نعت ل (خير أمّة) أو استئناف بياني.

الصرف:

وجملة: «تؤمنون..» في محلّ نصب معطوفة على جملة تأمرون ... وجملة: «آمن أهل الكتاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان خيرا لهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «منهم المؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أكثرهم الفاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم المؤمنون. الصرف: (الفاسقون) ، جمع الفاسق، اسم فاعل من فسق يفسق من البابين الأول والثاني، ومن الباب الخامس، وزنه فاعل. البلاغة 1- المقابلة: في الآية فن المقابلة، فقد تعدّد الطباق بين «تأمرون» و «تنهون» وبين «المعروف» و «المنكر» وبين «المؤمنون» و «الفاسقون» . الفوائد 1- «لكان» اللام واقعة في أول جواب شرط «لو» الشرطية، فكما أن الفاء تقع في جواب أدوات الشرط الجازمة فإن اللام تقع في جواب لو ولولا غير الجازمتين وهي تفيد التوكيد. [سورة آل عمران (3) : آية 111] لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111) الإعراب: (لن) حرف نفي ونصب (يضرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر «1» (أذى) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي إلّا

_ (1) أجاز بعضهم أن (إلّا) أداة استثناء و (أذى) مستثنى من مفعول مطلق مقدّر أي: لن يضرّوكم ضررا الّا ضرر أذى.

الصرف:

ضرر أذى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (ان) حرف شرط جازم (يقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (يولّوكم) مثل يقاتلوكم، جواب الشرط (الأدبار) مفعول به ثان منصوب (ثمّ) حرف استئناف «1» ، (لا) نافية (ينصرون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول ... والواو نائب فاعل. جملة: «لن يضرّوكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن يقاتلوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يولّوكم الأدبار» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لا ينصرون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الأدبار) جمع دبر بضمّتين، اسم جامد وزنه فعل بضمّتين أو بضمّ فسكون والفعل من باب نصر. البلاغة 1- في هذه الآية فن يقال له «فن الإيضاح» وهو أن يذكر المتكلم كلاما في ظاهره لبس ثمّ يوضحه في بقية كلامه، والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، فإن في ظاهر الآية إشكالين: أحدهما: من جهة الإعراب، والآخر من جهة المعنى. فأما الذي من جهة الإعراب فعطف ما ليس بمجزوم على المجزوم،

_ (1) ليس بعيدا أن يكون (ثمّ) حرف استئناف، كما سنرى ذلك في سورة العنكبوت، لأن الكلام مستأنف ... أو هي حرذ عطف، عطفت الجملة بعدها على جملة الشرط والجواب المعطوفة على جملة لن يضرّوكم

[سورة آل عمران (3) : آية 112]

والذي من جهة المعنى أن صدر الآية يغني عن فاصلتها، لأن توليهم عند المقاتلة دليل على الخذلان، والخذلان والنصر لا يجتمعان، والجواب أن الله سبحانه أخبر المؤمنين بأن عدوهم هذا إن قاتلهم انهزم، ثمّ أراد تكميل العدة بإخبارهم أنه مع توليه الآن لا ينصر أبدا في الاستقبال فهو مخذول أبدا ما قاتلهم. 2- ونرى في الآية «فن التعليق» وهو أن يتعلق الكلام إلى حين، ولذلك اختير لفظ «ثمّ» دون حروف العطف، لأنه يدل على المهلة الملائمة لدلالة الفعل المضارع على الاستقبال. 3- فن المطابقة المعنوية بين نصر المؤمنين وخذلان الكافرين. [سورة آل عمران (3) : آية 112] ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (112) الإعراب: (ضربت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربت) ، (الذلّة) نائب فاعل مرفوع (أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (ثقفوا) أو بالجواب المقدّر (ثقفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (إلا) أداة استثناء (بحبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جواب الشرط، وهو مستثنى من جميع الأحوال، أي: ذلّوا في كل الأحوال إلا في حالهم

متمسّكين بعهد الله (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحبل (الواو) عاطفة (باءوا) فعل ماض مبنيّ على الضم.. والواو فاعل (بغضب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل في (باءوا) أي: متلبّسين بغضب من الله (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لغضب (الواو) عاطفة (ضربت عليهم المسكنة) مثل ضربت عليهم الذلّة، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كانوا) فعل ناقص ... والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (الأنبياء) مفعول به منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقتلون) «1» ، (حقّ) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أنّهم كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (ذلك) مثل الأول (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (عصوا) مثل باءوا (الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (يعتدون) مثل يكفرون. والمصدر المؤوّل (ما عصوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك (الثاني) . جملة: «ضربت عليهم الذلّة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ثقفوا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: أينما ثقفوا ذلّوا. وجملة: «باءوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضربت ...

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنبياء أي ظالمين أو جائرين.

الصرف:

وجملة: «ضربت.. المسكنة» لا محلّ لها معطوفة على جملة ضربت (الأولى) . وجملة: «كانوا يكفرون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يكفرون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «يقتلون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يكفرون. وجملة: «ذلك بأنّهم (في المرّتين) » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «عصوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «كانوا يعتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا. وجملة: «يعتدون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: انظر الآية (61) من سورة البقرة ففيها معظم حالات الصرف للكلمات الواردة في هذه الآية. البلاغة 1- «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ» هذا من ضرب الخيام والقباب. ففيه استعارة مكنية تخييلية وقد يشبه إحاطة الذلة واشتمالها عليهم بذلك على وجه الاستعارة التبعية. 2- «إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ» أي لا يسلمون من الذلة بحال من الأحوال إلا في حال أن يكونوا معتصمين بالله تعالى أو كتابه الذي أتاهم وذمة المسلمين فإنهم بذلك يسلمون. فقد شبه التمسك بأسباب السلامة بالتمسك بالحبل الوثيق وقد تدلى من مكان عال. وهذا على سبيل الاستعارة التمثيلية. الفوائد 1- قوله تعالى: إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ لا يستقيم الكلام إلا بواسطة التقدير، إذ

[سورة آل عمران (3) : آية 113]

لا بد لنا أن نتساءل عن سبب وجود الباء وعلة هذا الاستثناء، ورغم أن علماء النحو قد أكثروا من الكلام في هذا الشأن فإن وجود الباء يستقيم بمجرد هذا التقدير «إلا إذا ثقفوا معصومين بحبل من الله أو داخلين في ذمة من المسلمين» ففي هذا الحالة ترفع عنهم الذلة والمسكنة وينجون من غضب الله. [سورة آل عمران (3) : آية 113] لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد و (الواو) ضمير في محلّ رفع اسم ليس «1» ، (سواء) خبر ليس منصوب (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (أمّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (قائمة) نعت لأمة مرفوع مثله (يتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (آناء) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتلون) ، (الليل) مضاف إليه مجرور، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يسجدون) مثل يتلون. جملة: «ليسوا سواء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من أهل الكتاب أمّة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة «2» .

_ (1) والضمير يعود على أهل الكتاب المتقدّم ذكرهم. (2) تبيّن كيفيّة عدم تساويهم.

الصرف:

وجملة: «يتلون» في محلّ رفع نعت لأمّة أو في محلّ نصب حال. وجملة: «هم يسجدون» في محلّ نصب حال من الواو في يتلون. وجملة: «يسجدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (قائمة) ، مؤنّث قائم، اسم فاعل من قام يقوم باب نصر، وفيه إبدال حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل اطرادا. (انظر الآية 18 سورة آل عمران) . (آناء) ، جمع أنى بفتح الهمزة والنون، زنة عصا أو إنى بكسر الهمزة وفتح النون زنة معى أو أني بفتح فسكون زنة ظبي أو إني بكسر فسكون زنة حمل أو إنو بكسر والسكون مع الواو زنة جرو ... ففي آناء إعلال بالقلب حيث قلبت الياء- أو الواو- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، وهو اسم جامد يدلّ على وقت أو زمن. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ» أي: وهم يصلون لأن التلاوة منهي عنها في السجود الحقيقي، فلا يصح المدح بما نهى عنه فعبّر بالجزء وهو السجود، وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة المجاز هنا جزئية. الفوائد 1- ليسوا سواء: يخبر ب «سواء» عن الواحد فما فوق، وهي بمعنى مستو، وتأتي «سواء» للتسوية وتأتي بعدها همزة التسوية نحو «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» ويؤول ما بعد الهمزة بمصدر وتقديره هنا: إنذارك وعدمه سواء عليهم، فالمصدر مبتدأ وسواء خبر وتكون «سواء» بمعنى مستو إذا وصف بها المكان، والأفصح بها في هذه الحالة أن تقصر فتقول: فكان «سوى» على وزن «فعل» مثل ماء روى وقوم عدى.

[سورة آل عمران (3) : آية 114]

[سورة آل عمران (3) : آية 114] يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) الإعراب: (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور (الواو) في المواضع الثلاثة عاطفة (يأمرون بالمعروف، ينهون عن المنكر، يسارعون في الخيرات) مثل يؤمنون بالله وحروف الجرّ متعلّقة بالأفعال قبلها. (الواو) استئنافيّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (من الصّالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أولئك، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «يؤمنون بالله» في محلّ رفع نعت آخر لأمّة في الآية السابقة، أو في محلّ نصب حال من أمّة ... وجملة: «يأمرون بالمعروف» معطوفة على جملة يؤمنون بالله تأخذ محلّها. وجملة: «ينهون عن المنكر» معطوفة على جملة يؤمنون بالله تأخذ محلّها. وجملة: «يسارعون في الخيرات» معطوفة على جملة يؤمنون بالله تأخذ محلّها. وجملة: «أولئك من الصّالحين» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : آية 115] وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (ما) ، أو هو تمييز له (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يكفروا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو ضمير في محلّ رفع نائب فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به بتضمين الفعل معنى يحرموا جزاءه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بعليم. جملة: «يفعلوا من خير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية في السابقة. وجملة: «لن يكفروه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : آية 116] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (116) الإعراب: (إن) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إن (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضم ... والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (تغني) مضارع منصوب (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تغني) ، (أموال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولاد) معطوف على أموال مرفوع مثله و (هم) مثل السابق (من الله) جارّ ومجرور متعلّق

[سورة آل عمران (3) : آية 117]

بمحذوف حال من أموال أو أولاد بتقدير مضاف محذوف أي: بديلا من عذاب الله (شيئا) مفعول به منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النّار) مضاف إليه (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو الخبر المرفوع. جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن تغني» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تغني. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب، والعامل فيه الإشارة. [سورة آل عمران (3) : آية 117] مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في) حرف جرّ (ها)

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي: لن تغني عنهم من الله إغناء يسيرا أو كثيرا.

حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينفقون) ، (الحياة) بدل من ذه أو صفة له مجرور مثله (الدّنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ريح) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (صرّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أصاب) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (حرث) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) حرف عطف (أهلك) مثل أصاب و (الهاء) مفعول به، والفاعل هي أي الريح (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (ما) نافية (ظلمهم) فعل ماض ومفعوله (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (أنفس) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مثل ينفقون. جملة: «مثل ما ينفقون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «فيها صرّ» في محلّ جرّ نعت لريح. وجملة: «أصابت ... » في محلّ جرّ نعت ثان لريح. وجملة: «ظلموا ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة: «أهلكته» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابت. وجملة: «ما ظلمهم الله» لا محلّ لها استئنافيّة- أو في محلّ نصب حال من فاعل ظلموا. وجملة: «يظلمون» معطوفة على جملة ما ظلمهم الله تأخذ محلها من الإعراب.

الصرف:

الصرف: (صرّ) حرّ شديد محرق أو برد شديد مهلك أو صوت لهيب النار تكون في الريح، من صرّ الشيء يصرّ باب ضرب، فهو اسم على وزن فعل بكسر فسكون، وقد يستعمل استعمال الصفة فيقال ريح صرّ أي ريح باردة. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: فقد شبه ما أنفقوا في ضياعه وذهابه بالكلية من غير أن يعود إليهم نفع ما بحرث كفار ضربته صر فاستأصلته ولم يبق لهم فيه منفعة ما بوجه من الوجوه وهو من التشبيه المركب. 2-ِيها صِرٌّ» صفة بمعنى بارد إلا أن موصوفه محذوف أي برد بارد فهو من الاسناد المجازي كظل ظليل. 3- التتميم: وهو أن يأتي المتكلم بكلمة إذا طرحت من الكلام نقص معناه في ذاته أو صفاته، والتتميم هنا في كلمةِيها صِرٌّ» فإنها أفادت المبالغة كما أفادت التجسيد والتشخيص، كما تقول برد بارد وليلة ليلاء. الفوائد 1- مرّ معنا ذكر التمثيل المشتمل على الحركة والتشخيص ويبدو هنا على أشده في قوله تعالى: َثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ» وهكذا نجد أن الأسلوب القرآني قد استخدم وسائل كثيرة تخاطب عقول الناس مرة وحواسهم مرة وقد تجمع بين سائر ملكات السامع فذلك أدعى للاقناع وأقوى في التأثير، وهذا وجه يحسن تخصيصه ببحث ضاف يجلي فضائله ويوضح تأثيره. [سورة آل عمران (3) : آية 118] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)

الإعراب:

الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (بطانة) مفعول به منصوب (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبطانة و (كم) ضمير مضاف إليه، والمفعول الثاني محذوف، والتقدير أصفياء (لا) نافية (يألون) مضارع مرفوع. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به بتضمين يألونكم معنى يمنعونكم «1» ، (خبالا) مفعول به ثان منصوب بحسب التضمين السابق «2» ، (ودّوا) مثل آمنوا (ما) حرف مصدريّ (عنتّم) فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤول (ما عنتّم) في محلّ نصب مفعول به عامله ودّوا. (قد) حرف تحقيق (بدت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء للتأنيث (البغضاء) فاعل مرفوع (من أفواه) جارّ ومجرور متعلّق ب (بدت) ، و (هم) ضمير مضاف إليه، (الواو) عاطفة أو حالية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

_ (1) ألا في الأمر: إذا قصّر فيه، ثمّ استعمل متعدّيا إلى مفعولين في قولهم: لا آلوك نصحا أو جهدا على تضمين الفعل معنى أمنعك أو أنقصك.. (عن الزمخشري) . (2) إذا لم يضمّن الفعل معنى الفعل المتعدّي فضمير الخطاب في يألونكم منصوب على نزع الخافض، وكذلك (خبالا) ، والتقدير: لا يألون لكم في الخبال ... وأجازوا نصب (خبالا) على التمييز أو هو مصدر في موضع الحال، والفعل متعدّ لواحد وهذا اختيار العكبريّ.

(تخفي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (صدور) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أكبر) خبر مرفوع (قد) مثل الأول (بيّنا) فعل ماض وفاعله (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بيّنا) ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، والضمير (تم) اسم كان (تعقلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة النداء: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تتّخذوا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا يألونكم خبالا» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ودّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «عنتّم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «بدت البغضاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «ما تخفي صدورهم» أكبر لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت ... «4» .

_ (1، 2، 3) هذا الإعراب اختيار أبي حيّان ... وأجازوا في هذه الجمل ومنهم ابن هشام أن تكون نعتا أو حالا بحسب ما يعود عليه الضمير فيها، ولكنّ أبا حيّان ردّ هذا التخريج فقال: ومن ذهب إلى أنها صفة للبطانة أو حال ممّا تعلّقت به (من) فبعيد عن فهم الكلام الفصيح لأنهم نهوا عن اتّخاذ بطانة كافرة، والتقييد بالوصف أو الحال يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفاء الأشياء التي نبّه إليها في الجمل. (4) يجوز أن تكون الواو حالية والجملة في محلّ نصب حال بعدها. [.....]

الصرف:

وجملة: «تخفي صدورهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قد بيّنا لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليلية-. وجملة: «كنتم تعقلون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعقلون في محلّ نصب خبر كنتم ... وجواب الشرط محذوف تقديره فلا توالوهم أو فلا تتّخذوا منهم أصدقاء. الصرف: (بطانة) ، الخاصة الذين يباطنهم المرء في الأمور، مشتقّة من البطن والباطن دون الظاهر وفعله من باب نصر وزنه فعالة بكسر الفاء، اسم جامد وهو اسم جمع لا مفرد له من لفظه. (خبالا) ، مصدر بمعنى الفساد، وأصله ما يلحق الحيوان من مرض وفتور فيورثه فسادا أو اضطرابا، وفعله خبل يخبل من باب ضرب وهو بالتخفيف على وزن فعال بفتح الفاء أو بالتشديد. (البغضاء) ، مصدر كالسرّاء والضرّاء من بغض يبغض باب نصر وباب كرم وباب فرح، وزنه فعلاء بفتح الفاء. (أفواه) ، جمع فم وأصله فوه فلامه هاء، يدلّ على ذلك جمعه على ذلك وتصغيره فويه، وزنه فعل بضمّ فسكون ووزن أفواه أفعال. (صدور) ، جمع صدر، اسم ذات جامد، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- «لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً» بطانة الرجل ووليجته من يعرفه أسراره ثقة به، شبه ببطانة الثوب كما شبه بالشعار قال صلى الله عليه وسلم: الأنصار شعار والناس دثار. 2- الانفصال: وهو أن يقول المتكلم ما يوهم أنه معلوم ظاهر، ولكنه ينطوي على أمر وراء ذلك، وهو أبعد غاية، وأسمى متناولا وذلك في قوله «مِنْ

الفوائد

أَفْواهِهِمْ» فإن المعلوم أن المرء يعبر عما يكنه بفمه، والانفصال في ذلك التسجيل عليهم بأنهم لا يتمالكون أن تند عن ألسنتهم ألفاظ تنم على الشعور بالبغضاء والموجدة. 3- الطباق: بين بدت وتخفي. الفوائد قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ» . 1- تقدم معنا أنه يتوصل ب «أي» إلى نداء المعرف بأل والأسماء الموصولة فتصبح أي هي المنادي والاسم الذي يليها يعرب بدلا منها، وتجوز البدلية على اللفظ كما تجوز على المحل، وأما فحوى الآية، فهو التحذير من موالاة اليهود لما كانوا يضمرون من الشر والكيد للمؤمنين ولعلّ هذه الآية تنطبق على حال المؤمنين في كل عصر، وهم بحاجة للعمل بمضمونها حيال كل معتد أثيم أو مغتصب دخيل. وقليل هم الذين يعملون بفحوى كلام الله ويعملون بمقتضاه. [سورة آل عمران (3) : آية 119] ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (119) الإعراب: (ها) حرف تنبيه (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أولاء) اسم إشارة منادى معرفة مبنيّ على الضمّ المقدّر على آخره منع ظهوره حركة البناء الأصليّ في محلّ نصب «1» ، (تحبّون) مضارع

_ (1) انظر الآية (85) من سورة البقرة، فثمّة أوجه أخرى في إعراب اسم الإشارة والجمل التي تليه.

مرفوع ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا) نافية (يحبّونكم) مثل تحبّونهم (الواو) عاطفة (تؤمنون) مثل تحبّون (بالكتاب) جرّ ومجرور متعلّق ب (تؤمنون) ، (كلّ) توكيد معنوي للكتاب مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قالوا في محلّ نصب (لقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (قالوا) مثل لقوا (آمنّا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (إذا خلوا) مثل إذا لقوا.. والضمّ مقدّر على الألف المحذوفة قبل الواو لالتقاء الساكنين (عضّوا) مثل لقوا (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل عضوا أي حانقين عليكم (الأنامل) مفعول به منصوب (من الغيظ) جارّ ومجرور متعلّق ب (عضّوا) ومن للسببيّة. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (موتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (بغيظ) جارّ ومجرور متعلّق ب (موتوا) والباء للسببيّة «1» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عليم) خبر إنّ مرفوع (بذات) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (الصّدور) مضاف إليه مجرور. وجملة: «أنتم ... تحبّونهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «أولاء» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «تحبّونهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. وجملة: «لا يحبّونكم» في محلّ رفع معطوفة على جملة تحبّونهم. وجملة: «تؤمنون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة

_ (1) يجوز أن يتعلّق بمحذوف حال تقديره متلبّسين بغيظكم.

الصرف:

تحبّونهم. وجملة: «لقوكم» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وأداة الشرط وفعل الشرط وجوابه في محلّ رفع معطوفة على جملة تحبّونهم. وجملة: «قالوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنّا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلوا» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وأداة الشرط وفعل الشرط وجوابه في محلّ رفع معطوفة على جملة تحبّونهم. وجملة: «عضّوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «موتوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الأنامل) ، جمع أنملة، اسم جامد رأس الأصبع وزنه أفعلة بضمّ الهمزة وضمّ العين أو بفتحهما أو بكسرهما، وبضمّ الهمزة وفتح العين أو كسرها، وبفتح الهمزة وضمّ العين أو كسرها، وبكسر الهمزة وفتح العين- أي بتثليث الهمزة والعين- ويجوز جمعه على أنملات أيضا بتثليث الحرفين. (الغيظ) ، مصدر سماعيّ لفعل غاظ يغيظ باب ضرب، واسم مصدر لفعل غيظ الرباعي المشدّد العين وأغاظ الرباعيّ وغايظ، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- «عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ» عض الأنامل عادة النادم الأسيف العاجز،

الفوائد

ولهذا أشير به إلى حال هؤلاء وليس المراد أن هناك عضا بالفعل وهذا على سبيل الكناية عن صفة. (2) وفي الآية خروج الأمر عن معناه الحقيقي إلى معنى الدعاء عليهم بدوام الغيظ وزيادته بتضاعف قوة الإسلام وأهله إلى أن يهلكوا به أو باشتداده إلى أن يهلكهم. الفوائد - من غريب الإعراب ما ذهب إليه الكوفيون أن أسماء الإشارة إذا أريد منها التقريب أصبحت من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر فيعربون اسم الإشارة اسما ناقصا والمرفوع اسم التقريب والمنصوب خبر التقريب، وقد يكون الحق في جانبهم إذ لكل مجتهد نصيب فاختر ما تراه أقرب إلى الحق. [سورة آل عمران (3) : آية 120] إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (تمسس) مضارع مجزوم فعل الشرط و (كم) ضمير مفعول به (حسنة) فاعل مرفوع (تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط و (هم) ضمير متّصل مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) عاطفة (تصبكم سيّئة) مثل تمسسكم حسنة (يفرحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرحوا) ، (الواو) حرف عطف (إن تصبروا) حرف شرط جازم وفعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (تتّقوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه (لا) نافية

(يضرّ) مضارع مرفوع «1» والفاء مقدّرة و (كم) ضمير مفعول به (كيد) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب أي شيئا من الضرر (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحيط (يعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (محيط) خبر إنّ مرفوع. جملة: «تمسسكم حسنة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسؤهم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تصبكم سيّئة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يفرحوا بها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبروا. وجملة: «لا يضرّكم كيدهم» في محلّ جزم جواب الشرط بتقدير الفاء «3» . وجملة: «إنّ الله ... محيط» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هذا الإعراب هو خير ما نأخذ به في مثل هذا التعبير حين يأتي المضارع مرفوعا وهو جواب الشرط- وهو قول المبرّد- لأن هذه الفاء قد ترد في مواضع أخرى، كقوله تعالى: فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً [الجنّ- 13] . أمّا سيبويه فيجعله مرفوعا لأنه دليل جواب الشرط على نيّة التقديم. (2) أو حرف مصدريّ، المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء. (3) الذي سوّغ جعل الجملة في محلّ جزم لا في محلّ رفع خبرا لمبتدأ محذوف كما هو المألوف- أنّ الجملة مسبوقة بحرف النفي (لا) ، وهذا يقارب سبق الفعل ب (لن) أو (ما) النافيتين حين اقتران الجملة بالفاء.

الصرف:

وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . الصرف: (كيد) مصدر سماعيّ لفعل كاد يكيد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (محيط) ، اسم من أحاط الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين وسكّن حرف العلّة للثقل، وفي اللفظ إعلال، أصله محوط بسكون الحاء وكسر الواو، استثقلت الكسرة على الواو فنقلت حركتها إلى الحاء فأصبح محوط بكسر الحاء وسكون الواو، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبح (محيط) (انظر البقرة- 19) . البلاغة 1- التعبير هنا بالمسّ مع الحسنة وبالإصابة مع السيئة لمجرد التفنن في التعبير على سبيل الاستعارة المكنية. وهذا من بديع الكلام الذي تتقطع دونه الأعناق. الفوائد 1- قوله تعالى «لا يَضُرُّكُمْ» فهو مجزوم بجواب الشرط وقاعدة الفعل المضعف إذا جزم فلحركته ثلاثة أوجه: الأول أن يحرك حركة موافقة لحركة عين الفعل، الثاني أن يتحرك بالفتح لخفة الفتحة، وهناك قراءة ثالثة للفعل «يضركم» بكسر الضاد وظهور السكون على آخر الفعل. وهذه القراءة على «فك إدغام الفعل المضعف لدى جزمه» . [سورة آل عمران (3) : آية 121] وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (غدوت) فعل ماض مبنيّ على السكون (التاء) فاعل، (من أهل) ، جارّ ومجرور متعلّق ب (غدوت) و (الكاف) ضمير مضاف إليه (تبوّئ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (المؤمنين) مفعول به أوّل منصوب «1» (مقاعد) مفعول به ثان منصوب (للقتال) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبوّئ) «2» ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «غدوت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تبوّئ ... » في محلّ نصب حال من فاعل غدوت «3» . وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مقاعد) ، جمع مقعد وهو اسم مكان من قعد يقعد باب نصر، وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن العين في مضارع مضمومة. الفوائد 1- هناك بعض الأفعال يمكن أن تأتي ناقصة فترفع الاسم وتنصب الخبر ويمكن أن تأتي تامة فتكتفي بفاعلها ومنها الفعل «غد» فيمكن أن يستعمل بمعنى الذهاب بالصباح فيكون فعلا تاما. وقد يأتي بمعنى صار كقولك «لقد غدا فلان صديقا» «فيكون فلان اسمها وصديقا خبرها» .

_ (1) أو هو منصوب على نزع الخافض وهو اللام، وقد ورد في قوله تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ. (2) أو بمحذوف نعت لمقاعد. (3) وهي حال مقدّرة لاختلاف زمني الغدوّ والتبوّء، وقد تكون مقارنة أي قاصدا تبوّء المؤمنين مقاعد.

[سورة آل عمران (3) : آية 122]

[سورة آل عمران (3) : آية 122] إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب بدل من إذ الوارد في الآية السابقة «1» ، (همّت) فعل ماض ... والتاء للتأنيث (طائفتان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (طائفتان) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تفشلا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... و (الألف) ضمير مبنيّ في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تفشلا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء، والجارّ متعلّق ب (همّت) . (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (وليّ) خبر مرفوع و (هما) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) «2» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «3» . (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «همّت طائفتان» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تفشلا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو هو ظرف للزمن الماضي متعلّق بعليم في الآية السابقة. (2) قدّم الجارّ هنا للاهتمام به. (3) والتقدير: إن فشل بعض الناس فليتوكّل المؤمنون على الله.

[سورة آل عمران (3) : آية 123]

وجملة: «الله وليّهما» لا محلّ لها استئنافيّة- أو في محلّ نصب حال-. وجملة: «يتوكّل المؤمنون» جواب شرط مقدّر «1» ، وجملة الشرط المقدّرة معطوفة على جملة الله وليّهما. [سورة آل عمران (3) : آية 123] وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (نصر) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ببدر) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصركم) والباء بمعنى في «2» (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أذلّة) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «نصركم الله ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «أنتم أذلّة» في محلّ نصب حال. وجملة: «اتّقوا الله» جواب شرط مقدّر «3» .

_ (1) والتقدير: إن فشل بعض الناس فليتوكّل المؤمنون على الله. (2) يجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف حال من مفعول نصر أي: نصركم موجودين ببدر. (3) أي: إن فعل الله بكم ذلك فاتّقوه. [.....]

الصرف:

وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (أذلّة) ، جمع ذليل، صفة مشبّهة من ذلّ يذلّ باب ضرب، وزنه فعيل، وثمّة جمعان آخران له هما: أذلّاء وذلال بكسر الذال. البلاغة 1- «وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ» الكلام كناية عن قلة عددهم وعدتهم وما كان بهم من ضعف الحال، وذلك أنهم خرجوا على النواضح يعتقب النفر منهم على البعير الواحد، وما كان معهم إلا فرس واحد. [سورة آل عمران (3) : آية 124] إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ متعلّق ب (نصركم) في الآية السابقة «1» ، (تقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من قوله إِذْ هَمَّتْ في الآية (122) لأن القصّة فيهما واحدة على هذا الرأي ... وثمّة خلاف كبير بين المفسّرين في تفسير هذه الآية أنقل ملخّصا له من البحر المحيط لأبي حيّان، قال: ظاهر هذه الآية اتصالها بما قبلها لأنّها من قصة بدر وهو قول الجمهور فيكون (إذ) معمولا ل (نصركم) ، وقيل هذا من تمام قصة أحد فيكون قوله: ولقد نصركم الله ببدر معترضا بين الكلامين لما فيه من التحريض على التوكّل والثبات للقتال، وحجة هذا القول أنّ يوم بدر كان المدد فيه من الملائكة ألفا وهنا بثلاثة آلاف وخمسة آلاف ... وقال: يأتوكم من فورهم أي الإمداد- يعني إمداد الكفار- ويوم بدر ذهب المسلمون إليهم.

الصرف:

(للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقول) وعلامة الجرّ الياء (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (لن) حرف نفي ونصب (يكفي) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (يمدّ) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يمدّكم ربّكم) في محلّ رفع فاعل يكفي. (بثلاثة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمدّكم) ، (آلاف) مضاف إليه مجرور «1» ، (من الملائكة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للتمييز المقدّر وهو ملك (منزلين) حال من الملائكة منصوبة وعلامة النصب الياء «2» . جملة: «تقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لن يكفيكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يمدّكم ربّكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (منزلين) ، جمع منزل- بفتح الزاي- اسم مفعول من أنزل الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، وفي اللفظ حذفت الهمزة من أوله كما حذفت من الفعل. الفوائد - قوله تعالى: «أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ» الهمزة للاستفهام الاستنكاري وقد أحالت النفي إلى إيجاب وقد مرّ معنا أن الهمزة تخرج عن معناها الأصلي الذي وضعت له وهو

_ (1) المعروف ان تميز المائة والألف ومضاعفاتهما هو مفرد مجرور بالاضافة، فلفظ العدد لا يكون منونا الّا بحذف المضاف اليه كهذه الآية، والتمييز المقدّر في هذه الآية: ثلاثة آلاف ملك من الملائكة. (2) أي يمدّكم الله بالعون في حال هبوط الملائكة الى الأرض ...

[سورة آل عمران (3) : آية 125]

الاستفهام، ولتمكين ذلك من أذهان القراء نعود لتقرير ذلك بالتفصيل فهي ترد لثمانية معان: 1- همزة التسوية: وهي التي تكون ما بعد كلمة سواء أو ما في معناها يقع بعدها جملة يصح حلول المصدر محلها نحو: «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» 2- الإنكار الابطالي: وهي تقضي أن ما بعدها- إذا أزيل الاستفهام- غير واقع كقوله تعالى: أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً. 3- الإنكار التوبيخي وهي التي ما بعدها واقع وفاعله ملوم نحو: «أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ» . 4- التقرير: وهو حملك المخاطب على الإقرار الاعترافي بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه. 5- التهكم نحو «قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا» 6- الأمر نحو: «أَأَسْلَمْتُمْ» أي أسلموا. 7- التعجب نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ؟ 8- الاستبطاء نحو: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ؟! [سورة آل عمران (3) : آية 125] بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) الإعراب: (بلى) حرف جواب إيجاب السؤال المنفيّ: ألن يكفيكم.. (إن) حرف شرط جازم (تصبروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (تتّقوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (يأتوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه و (كم) ضمير مفعول به (من فور) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتوا) ، و (هم)

الصرف:

ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جر نعت لفور أو عطف بيان له (يمدد) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (كم) مضاف إليه (بخمسة آلاف من الملائكة) مثلها في الآية السابقة (مسوّمين) حال منصوبة من الملائكة، وعلامة النصب الياء. جملة: «إن تصبروا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تتقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبروا. وجملة: «يأتوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبروا. وجملة: «يمددكم ربّكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. الصرف: (الفور) ، مصدر سماعيّ لفعل فار يفور باب نصر بمعنى أسرع وعجل ومنه فارت القدر أي اشتدّ غليانها وسارع ما فيها إلى الخروج.. أو هو اسم بمعنى الوقت الآنيّ أو الحال التي لا بطء فيها، وزنه فعل بفتح فسكون. (مسوّمين) ، جمع مسوّم- بكسر الواو- اسم فاعل من سوّم الرباعيّ المشدّد العين، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. الفوائد 1- بلى حرف جواب مثل نعم وأحرف الجواب هي: «لا، نعم، بلى، إي، أجل، جلل، جير، إنّ» . ولكل من هذه الأحرف خصائص يمكن أن نتعرض لها افراديا كلما حان حين اداة منها. [سورة آل عمران (3) : آية 126] وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (جعل) فعل ماض، و (الهاء) ضمير مفعول به وهو الإمداد (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلا) أداة حصر (بشرى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف «1» ، (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لبشرى (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تطمئن) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من القلوب «2» . والمصدر المؤوّل (أن تطمئنّ قلوبكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه فعل جعل المذكور، أو معطوف على بشرى وقد جرّ باللام لاختلال شرط النصب. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (النصر) مبتدأ مرفوع (إلّا) أداة حصر (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (العزيز) نعت لله مجرور مثله ومثله الحكيم. جملة: «ما جعله الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة. وجملة: «تطمئنّ قلوبكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جعل المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعله الظاهرة. وجملة: «ما النّصر إلّا» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو مفعوله لأجله إذا كان (جعل) متعدّيا لواحد. (2) أو متعلّق ب (تطمئنّ) .

[سورة آل عمران (3) : آية 127]

[سورة آل عمران (3) : آية 127] لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (127) الإعراب: (اللام) للتعليل (يقطع) مضارع منصوب ب (إن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (طرفا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (طرفا) ، (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يقطع) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (من عند) في الآية السابقة، أي النّصر كائن من عند الله لقطع طرف من الذين كفروا «1» . (أو) حرف عطف (يكبت) مثل يقطع ومعطوف عليه و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) عاطفة (ينقلبوا) مضارع منصوب معطوف على (يكبتهم) وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (خائبين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء. جملة: «يقطع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدّر (أن) . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يكبتهم لا محلّ لها معطوفة على جملة يقطع وجملة: «ينقلبوا لا محلّ لها معطوفة على جملة يكبتهم. الصرف: (طرفا) ، اسم بمعنى طائفة أو قسم، وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) يجوز تعليقه بالمصدر (النصر) في الآية السابقة، أو بفعل مقدّر أي نصركم ليقطع أو أمدّكم أو بالفعل نصركم المذكور في الآية (123) وما بينهما اعتراض.

البلاغة

(خائبين) ، جمع خائب، اسم فاعل من خاب يخيب باب ضرب وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل اطّرادا. البلاغة «لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» أي ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر، فقد شبه من قتل منهم وتفرق بالشيء المقتطع الذي تفرقت أجزاؤه واختل نظامه وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية التبعية. [سورة آل عمران (3) : آية 128] لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (128) الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للناقص (من الأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- (شيء) اسم ليس مؤخّر مرفوع (أو) حرف عطف بمعنى إلى (يتوب) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد أو، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) ، (أو) عاطفة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يتوب) ، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أن يتوب ... ) في محلّ رفع معطوف على شيء والتقدير: ليس شيء من أجلهم منك أو توبة عليهم من الله.

الفوائد

جملة: «ليس لك من الأمر شيء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدّر (أن) . وجملة: «يعذّبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوب. وجملة: «إنّهم ظالمون» لا محلّ لها تعليليّة. الفوائد 1- قوله تعالى: «أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ» منصوب بأن مضمرة جوازا بعد «أو» وقد اختصت «أن» من بين نواصب الفعل المضارع بأنها تنصب ظاهرة ومضمرة ونصبها مضمرة على وجهين «جائز وواجب» فأما الجائز فهو في ست مواضع أو بعد ستة أحرف، الأول لام كى وهي لام التعليل، والثاني لام العاقبة التي يكون ما بعدها علة لما قبلها، وتسمى لام الصيرورة ولام النتيجة، والثالث والرابع والخامس والسادس هي «الواو والفاء وثمّ وأو العاطفات» وشرط نصبه بعدهن بأن مضمرة: إذا لزم عطفه على اسم محض أي جامد غير مشتق. وأما كونها مضمرة وجوبا فهو بعد خمسة أحرف: الأول: لام الجحود وسماها بعضهم لام النفي. والثاني فاء السببية. والثالث واو المعية. والرابع: حتى الجارة التي بمعنى إلى أو لام التعليل. الخامس أو التي يصح في موضعها «إلى أو إلّا» كقول الشاعر: لاستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر. وكان بودّي أن استشهد لكل موضع من مواضع الجواز والوجوب لولا أن ذلك قد يخرجنا عن القصد والاعتدال فيما نحن بصدده. [سورة آل عمران (3) : آية 129] وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السّموات ومعطوف عليه (يغفر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) ، (يشاء) مثل يغفر (الواو) عاطفة (يعذّب من يشاء) مثل يغفر لمن يشاء، ومن مفعول به (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لله ما في السّموات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «يشاء (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : آية 130] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ... وها التنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لأي- على المحلّ- أو بدل منه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة

الصرف:

الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الرّبا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أضعافا) مصدر في موضع الحال منصوبة (مضاعفة) نعت لأضعاف منصوب مثله (الواو) عاطفة (اتّقوا) أمر وفاعله (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير اسم لعلّ (تفلحون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: يأيّها الذين ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: آمنوا ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تأكلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تأكلوا. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (مضاعفة) ، مؤنّث مضاعف، اسم مفعول من ضاعف الرباعيّ وزنه مفاعل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا» . ومعنى لا تأكلوا الربا: لا تأخذوا الربا فعبّر بالأكل لأنه مسبب عن الأخذ فعلاقة المجاز هنا المسببية. الفوائد 1- نبذة تاريخية: كان العرب في الجاهلية يقولون إذا حلّ أجل الدين إما أن تقضي وإما أن تربى فإن قضاه والا زاده في المدة وزاده الآخر في قدر الفائدة، وهكذا كل عام فربما تضاعف القليل حتى يصبح كثيرا مضاعفا. وقد حارب الإسلام كل وسيلة تجعل المال دولة بين الأغنياء، مرة بتحريم الربا ومرة بتشجيع الإحسان والصدقات، ومرة بتحريم الاحتكار، إلى آخر ما هنالك من

[سورة آل عمران (3) : الآيات 131 إلى 133]

الوسائل التي تكون سببا للعدل وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع. [سورة آل عمران (3) : الآيات 131 الى 133] وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الإعراب: (الواو) عاطفة (اتّقوا النار) مثل اتّقوا الله في الآية السابقة (الّتى) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للنار (أعدّت) فعل ماض مبنيّ للمجهول ... والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (للكافرين) جار ومجرور متعلّق ب (أعدّت) وعلامة الجرّ الياء. جملة: «اتّقوا النّار» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تأكلوا الرّبا في الآية السابقة. وجملة: «أعدّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . (الواو) عاطفة (أطيعوا الله) مثل اتّقوا الله «1» ، (الواو) عاطفة (الرّسول) معطوفة على لفظ الجلالة منصوب مثله (لعلّكم ترحمون) مثل لعلّكم تفلحون «2» ، والفعل مبنيّ للمجهول ... والواو نائب فاعل. جملة: «أطيعوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تأكلوا «3» . وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الواو) عاطفة (سارعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إلى مغفرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (سارعوا) ، (من ربّ) جارّ

_ (1، 2، 3) في الآية (130) من هذه السورة.

الصرف:

ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمغفرة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (جنّة) معطوف على مغفرة مجرور مثله (عرض) مبتدأ مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (السّموات) خبر مرفوع على حذف مضاف أي سعة السموات أو عرض السموات (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مرفوع مثله (أعدّت للمتّقين) مثل أعدّت للكافرين. جملة: «سارعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تأكلوا «1» . جملة: «عرضها السموات..» في محلّ جرّ نعت لجنّة. وجملة: «أعدّت..» في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة «2» . الصرف: (عرضها) اسم ضد الطول أو مقابله وزنه فعل بفتح فسكون.. وانظر الآية (21) من سورة الحديد. البلاغة 1- اشتملت هذه الآية الكريمة على فن جليل القدر وهو التنكيت في التشبيه، وحدّه أن يقصد المتكلم إلى شيء بالذكر دون غيره مما يسد مسده لأجل نكتة، وإذا وقع في التشبيه فقد بلغ الغاية، وهو هنا في قوله تعالى «عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ» والمراد كعرض السموات والأرض والعرض أقصر الامتدادين، وفي ذكره دون ذكر الطول مبالغة، وزاد في المبالغة بحذف أداة التشبيه وتقدير المضاف. الفوائد (و) الجماعة: واو تتصل بالفعل للدلالة على الجمع. فتكون ضميرا متّصلا مبنيا على السّكون في محلّ رفع. لأنّها إمّا فاعل أو نائب فاعل، مثل: كتبوا يكتبون.

_ (1) في الآية (130) من هذه السورة. (2) أو في محلّ نصب حال من جنّة لأنها وصفت ... أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

[سورة آل عمران (3) : آية 134]

اكتبوا. سارعوا. ضربوا. ينصرون. [سورة آل عمران (3) : آية 134] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للمتّقين «1» ، (ينفقون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (في السرّاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينفقون) على حذف مضاف أي في حال اليسر (الضرّاء) معطوف على السرّاء بحرف العطف مجرور مثله (الواو) عاطفة (الكاظمين) معطوف على اسم الموصول تبعه في إحدى حالتي الجرّ والنصب والياء علامة لهما (الغيظ) مفعول به لاسم الفاعل الكاظمين منصوب (الواو) عاطفة (العافين) معطوف على الكاظمين- أو على الموصول- مجرور أو منصوب (عن النّاس) جارّ ومجرور متعلّق بالعافين (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ينفقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الله يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحبّ المحسنين» في محلّ رفع خبر المبتدأ الله.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم لأنه نعت مقطوع للمدح أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.

الصرف:

الصرف: (السرّاء) ، مصدر سماعيّ بمعنى المسرّة، والهمزة زائدة للتأنيث، وزنه فعلاء، والفعل سرّ يسرّ باب نصر. (الكاظمين) ، جمع الكاظم، اسم فاعل من كظم يكظم باب ضرب، وزنه فاعل. (العافين) ، جمع العافي، اسم فاعل من عفا يعفو باب نصر، وزنه فاعل، وفي الكلمة إعلال، أصلها العافو، جاءت الواو ساكنة- الحركة مقدّرة عليها- مكسور ما قبلها قلبت ياء، وفي لفظ العافين إعلال آخر هو حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين، سكون حرف العلّة الياء وسكون الياء علامة الإعراب. [سورة آل عمران (3) : آية 135] وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول في الآية السابقة يأخذ محلّه من الإعراب (إذا) ظرف شرطيّ متعلّق بالجواب ذكروا (فعلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (فاحشة) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (ظلموا) مثل فعلوا (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (ذكروا) مثل فعلوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (استغفروا) مثل فعلوا (لذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (استغفروا) ، و (هم) مضاف إليه ضمير (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (من) اسم استفهام في معنى النفي في محلّ رفع مبتدأ (يغفر) مضارع مرفوع،

الصرف:

والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الذنوب) مفعول به منصوب (إلا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستتر في (يغفر) مرفوع (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يصرّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يصرّوا) ، (فعلوا) مثل الأول (الواو) حاليّة) (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «الشرط وفعله وجوابه.» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «فعلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظلموا..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعلوا. وجملة: «ذكروا..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «من يغفر..» لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . وجملة: «يغفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «لم يصرّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب «2» . وجملة: «فعلوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (فاحشة) ، مؤنّث الفاحش، وكذلك هي بمعنى الفحشاء.. وزنها فاعلة.

_ (1) أو في محلّ نصب حال، لأن الاستفهام في معنى النفي فالجملة خبريّة لا إنشائيّة. (2) يجوز أن تكون هذه الجملة حالا من الواو في (استغفروا) ، أي: استغفروا غير مصرّين.

[سورة آل عمران (3) : آية 136]

[سورة آل عمران (3) : آية 136] أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (136) الإعراب: (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (جزاء) مبتدأ ثان مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (مغفرة) خبر المبتدأ جزاء (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمغفرة و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (جنّات) معطوف على مغفرة مرفوع مثله (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع، (خالدين) حال من الضمير في (جزاؤهم) لأنه المفعول في المعنى، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الواو) استئنافيّة (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (أجر) فاعل نعم مرفوع (العاملين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الجنّة. جملة: «أولئك جزاؤهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جزاؤهم مغفرة» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «تجري ... » الأنهار في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: «نعم أجرّ العاملين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (العاملين) ، جمع العامل، اسم فاعل من عمل يعمل باب فرح، وزنه فاعل. [سورة آل عمران (3) : آية 137] قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)

الإعراب:

الإعراب: (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلت) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (سنن) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سيروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (انظروا) مثل سيروا (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر مقدّم (كان) فعل ماض ناقص (عاقبة) اسم كان مرفوع (المكذّبين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «خلت سنن..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيروا..» جواب شرط مقدّر أي: إن شككتم فسيروا. وجملة: «انظروا..» معطوفة على جملة سيروا.. وجملة: «كان عاقبة المكذّبين» في محلّ نصب مفعول به لفعل انظروا المعلّق بالاستفهام (كيف) ، وهذا المفعول مقيّد بالجار «1» . الصرف: (سنن) ، جمع سنّة بمعنى الطريقة والعادة من فعل سنّ يسنّ باب نصر وهو اسم على وزن فعلة بضمّ الفاء وسكون العين. (عاقبة) ، مؤنّث عاقب بلفظ اسم الفاعل ومعنى المصدر أي الجزاء، وزنه فاعل من عقب يعقب باب نصر وباب ضرب وهو مصدر سماعيّ للفعل، وثمّة مصادر أخرى هي عقب بفتح فسكون وعقوبة بضمّ العين.

_ (1) أي أن معنى الجارّ ملاحظ فيها لأنك تقول: فكّرت فيه وسألت عنه ونظرت فيه.. (انظر إعراب الجمل في المغني لابن هشام..) .

البلاغة

البلاغة 1- إن الأمر بالسير والنظر وإن كان خاصّا بالمؤمنين لكن العمل بموجبه غير مختص بواحد دون واحد ففيه حمل للمكذبين أيضا على أن ينظروا في عواقب من قبلهم من أهل التكذيب ويعتبروا وهذا من قبيل المجاز والعلاقة في هذا المجاز ما يؤول إليه أمر السير في الأرض. [سورة آل عمران (3) : آية 138] هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) الإعراب: (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بيان) خبر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبيان «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، موعظة) معطوفان على بيان مرفوعان مثله، وعلامة الرفع في هدى الضمّة المقدّرة على الألف (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى) أو بموعظة فهما مصدران. والجملة ... لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بيان) مصدر سماعيّ لفعل بان يبين باب ضرب وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي تبيان بفتح التاء وكسرها. [سورة آل عمران (3) : آية 139] وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تهنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (لا تحزنوا) مثل لا تهنوا (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الأعلون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم

_ (1) أو متعلّق ببيان فهو مصدر. [.....]

الصرف:

فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «لا تهنوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحزنوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أنتم الأعلون» في محلّ نصب حال. وجملة: «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. أي: فلا تهنوا ولا تحزنوا ... الصرف: (تهنوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله توهنوا جرى فيه الحذف مجرى وجد ووصل في المضارع وزنه تعلوا. (الأعلون) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة الألف لمجيئه ساكنا قبل الواو الساكنة ثمّ فتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه الأفعون بفتح العين. [سورة آل عمران (3) : آية 140] إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (يمسس) مضارع مجزوم فعل الشرط و (كم) ضمير مفعول به (قرح) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (مسّ) فعل ماض (القوم) مفعول به مقدّم منصوب (قرح) فاعل مرفوع (مثل) نعت لقرح مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (تي) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الأيام) بدل من تلك تبعه في حال

الرفع (نداول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم، و (ها) ضمير مفعول به (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نداول) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يعلم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (الله) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يعلم الله) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نداولها) ، وهذا الجارّ معطوف على جارّ مقدّر أي: ليتّعظوا وليعلم الله ... (الواو) عاطفة (يتّخذ) مضارع منصوب معطوف على فعل يعلم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتّخذ) «1» ، (شهداء) مفعول به منصوب (الواو) اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الظالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يمسسكم قرح» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد مسّ القوم قرح» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» .

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من شهداء- نعت تقدّم على المنعوت- (2) قال أبو حيّان في البحر: «جواب الشرط محذوف تقديره فتأسّوا فقد مسّ.. لأن الماضي معنى يمتنع أن يكون جوابا للشرط، ومن زعم أن جواب الشرط هو فقد مسّ.. فهو ذاهل» أهـ. هذا الاعتراض لا مسوّغ له لأن الجملة قد اقترنت بالفاء وسبق الفعل بقد التي تقرّبه من الحال القريب من الاستقبال.

الصرف:

وجملة: «تلك الأيام نداولها» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نداولها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك «1» . وجملة: «يعلم الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول، (الذين) . وجملة: «يتّخذ ... » في محلّ لها معطوفة على جملة يعلم. وجملة: «الله لا يحبّ الظالمين» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لا يحبّ الظالمين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (قرح) ، مصدر سماعيّ لفعل قرحته أقرحه باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ. أجاز بعضهم إعراب «الأيام» خبرا لاسم الاشارة «تلك» التي هي في محلّ رفع مبتدأ. والخطأ بيّن في هذا الاتجاه، لأن الاسم المعرف ب «ال» بعد اسم الإشارة لا يعرب إلا عطف بيان أو بدل وفي ذلك يقول ابن مالك: وكل اسم معرّف بأل ... بعد اسم إشارة فعطف أو بدل وفي هذه الآية إعراب الأيام على البدلية هو الوجه الواضح والصحيح وفيه انسياق المعنى ووضوحه. [سورة آل عمران (3) : آية 141] وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (141) الإعراب: (الواو) عاطفة (ليمحّص ... آمنوا) مثل ليعلم الله الذين آمنوا في الآية السابقة.

_ (1) يجيز بعضهم أن تكون الجملة حالا، وخبر المبتدأ لفظ الأيام.

[سورة آل عمران (3) : آية 142]

والمصدر المؤوّل (أن يمحص الله) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به ليعلم في الآية السابقة فهو معطوف عليه. (الواو) عاطفة (يمحق) مضارع منصوب معطوف على يمحّص، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يمحّص الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يمحق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يمحّص. [سورة آل عمران (3) : آية 142] أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (حسبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تدخلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (الجنّة) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا ... ) في محلّ نصب مفعول به أوّل لفعل حسب «1» . أمّا المفعول الثاني فمحذوف، والتقدير حسبتم دخولكم الجنّة حاصلا. (الواو) حاليّة (لمّا) حرف نفي وجزم وقلب (يعلم) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (جاهدوا) فعل ماض مبنيّ

_ (1) أو سدّ مسدّ مفعولي حسب- على رأي سيبويه.-

[سورة آل عمران (3) : آية 143]

على الضمّ ... والواو فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الفاعل (الواو) واو المعيّة (يعلم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة «1» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أن يعلم) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام قبله، أي ... وليس ثمّة علم بمن جاهد وعلم بمن صبر. جملة: «حسبتم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدخلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يعلم الله ... » في محلّ نصب حال أي أحسبتم أن تدخلوا الجنّة وحالكم هذه الحالة «2» . وجملة: «جاهدوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعلم الصابرين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر. [سورة آل عمران (3) : آية 143] وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. وتم ضمير اسم كان (تمنّون) مضارع مرفوع- حذف منه احدى التاءين-

_ (1) شذور الذهب لابن هشام ... وخرّج بعضهم الفتحة بقوله: ان الفعل مجزوم- ليس منصوبا- عطفا على يعلم الأول، وحرّك بالفتح لالتقاء الساكنين لأن الفتحة أخفّ الحركات. (2) انظر شذور الذهب لابن هشام ص 375 طبعة ثالثة.

الصرف:

والواو فاعل (الموت) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمنّون) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تلقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تلقوه) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) عاطفة (قد) مثل الأول (رأيتم) فعل ماض وفاعله- والرؤية بصريّة أو قلبيّة- «1» ، و (الواو) زائدة من إشباع ضمّة الميم و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) حاليّة «2» ، (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مثل تمنّون. جملة: كنتم تمنّون ... لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... والقسم معطوف على الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة: «تمنّون الموت» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «تلقوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «رأيتموه» لا محلّ لها معطوفة على جملة كنتم تمنّون. وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. الصرف: (تمنّون) ، فيه حذف إحدى التاءين تخفيفا وأصله تتمنّون، وفيه إعلال بالحذف أيضا، حذف منه لامه وهو الألف لمجيئه ساكنا قبل واو الجماعة الساكن، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف.

_ (1) قال أبو حيّان: قوله تنظرون بعد قوله رأيتموه أن الرؤية هنا قلبيّة، والمفعول الثاني محذوف تقديره حاضرا. والرؤية البصريّة للموت تكون برؤية آثاره، والفعل ينصب مفعولا واحدا. (2) إن كان المعنى: تنظرون في فعلكم الآن بعد انقضاء الحرب فالواو استئنافيّة والجملة مستأنفة بعده

[سورة آل عمران (3) : آية 144]

وزنه تفعّون. (تلقوه) ، فيه اعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تمنّون) (انظر الآية 37 من سورة آل عمران) . [سورة آل عمران (3) : آية 144] وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (محمّد) مبتدأ مرفوع (إلّا) أداة حصر (رسول) خبر المبتدأ مرفوع (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والتاء للتأنيث (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلت) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الرسل) فاعل مرفوع (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (مات) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أو) حرف عطف (قتل) ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم معطوف على مات، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (انقلب) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الشرط و (تم) ضمير فاعل (على أعقاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (انقلبتم) و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ينقلب) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على عقبي) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقلب) وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يضرّ)

الصرف:

مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (شيئا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي لن يضرّه شيئا من الضرر. (الواو) استئنافيّة (السين) حرف استقبال (يجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الشاكرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ما محمّد إلّا رسول» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلت ... الرسل» في محلّ رفع نعت لرسول. وجملة: «إن مات ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قتل ... » لا محلّ لها معطوفة على مات. وجملة: «انقلبتم..» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «من ينقلب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو استئنافيّة. وجملة: «ينقلب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «لن يضرّ الله» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «سيجزي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (محمّد) ، اسم علم مشتق من الحمد على وزن اسم المفعول من (حمّد) الرباعي وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشددة. البلاغة 1- في قوله تعالى «وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ» فن القصر وهو في اللغة الحبس، وفي الاصطلاح تخصيص أحد أمرين على الآخر ونفيه عما عداه وهو يقع للموصوف على الصفة وبالعكس والآية من النوع الأول أي

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا

[سورة آل عمران (3) : آية 145]

قد خلت من قبله أمثاله فسيخلو كما خلوا. والقصر قلبي فإنهم لما انقلبوا على أعقابهم فكأنهم اعتقدوا أنه عليه الصلاة والسلام رسول لا كسائر الرسل في أنه يخلو كما خلوا، ويجب التمسك بدينه بعده كما يجب التمسك بدينهم بعدهم فرد عليهم بأنه ليس إلا رسولا كسائر الرسل، فسيخلو كما خلوا، ويجب التمسك بدينه كما يجب التمسك بدينهم وقيل هو قصر إفراد فإنهم لما استعظموا عدم بقائه عليه الصلاة والسلام لهم نزلوا منزلة المستبعدين لهلاكه، كأنهم يعتقدون فيه وصفين الرسالة والبعد عن الهلاك، فرد عليهم بأنه مقصور على الرسالة لا يتجاوزها إلى البعد عن الهلاك. [سورة آل عمران (3) : آية 145] وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان مقدم (أن) حرف مصدري ونصب (تموت) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. والمصدر المؤوّل (أن تموت) في محلّ رفع اسم كان. (الّا) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تموت «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كتابا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره كتب ذلك (مؤجلا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثواب) مفعول به منصوب

_ (1) أي تموت منتهيا أجلها بإذن الله.

الصرف:

(الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (نؤت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤته) (الواو) عاطفة (من يرد ... نؤته منها) مثل المتقدّمة (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (الشاكرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ما كان لنفس أن تموت» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة. وجملة: «تموت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «من يرد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يرد ثواب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «نؤته منها» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «من يرد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يرد (الأولى) . وجملة: «يرد ثواب (الثانية) » في محلّ رفع خبر (من) «2» . وجملة: «نؤته (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «سنجزي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (كتابا) ، مصدر سماعيّ فعله كتب يكتب باب نصر بمعنى فرض وقضى، وزنه فعال بكسر الفاء. (مؤجلا) ، اسم مفعول من فعل أجّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة آل عمران (3) : آية 146]

الميم وفتح العين المشدّدة. (ثواب) ، اسم مصدر من فعل أثاب أو ثوّب الرباعيين، وزنه فعال بفتح الفاء، أو هو اسم لما يثاب به. (يرد) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله يريد، والياء منقلبة عن واو لأن مجرّده راد يرود، مضارعه في الرباعيّ أصله يرود بسكون الراء وكسر الواو، استثقلت الحركة على الواو ونقلت إلى الراء، أصبح ما قبل الواو مكسورا فقلبت الواو إلى الياء فقيل يريد.. ووزن يرد يفل بضمّ ياء المضارعة. (نؤته) ، فيه حذف الهمزة من أوّله للتخفيف، جرى فيه مجرى ننفق، وأصله نؤأته كما كان نؤنفق، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نؤتيه، وزنه نفعه بضمّ النون وكسر العين (البقرة- 247) . [سورة آل عمران (3) : آية 146] وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كأيّ) اسم كناية عن عدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من نبيّ) جارّ ومجرور تمييز (قاتل) فعل ماض (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قاتل) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ربّيّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو «1» ، (كثير) نعت ل (ربّيّون) مرفوع مثله «2» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (وهنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.

_ (1) يجوز أن يكون فاعل قاتل ضميرا مستترا تقديره هو يعود على نبيّ، وحينئذ يكون (ربّيّون) مبتدأ مؤخّر خبره الظرف معه، والجملة في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في قاتل. (2) بقي (كثير) مفردا لأنه صفة على وزن فعيل يستوي فيه الأفراد والجمع.

والواو فاعل (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (وهنوا) «1» ، (أصاب) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصابهم) «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما ضعفوا) مثل ما وهنوا (الواو) عاطفة (ما استكانوا) مثل ما وهنوا (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «كأيّ من نبيّ قاتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قاتل معه ربّيّون» في محلّ رفع خبر المبتدأ كأيّ «3» . وجملة: «ما وهنوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة قاتل «4» . وجملة: «أصابهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما ضعفوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة ما وهنوا. وجملة: «ما استكانوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة ما وهنوا. وجملة: «الله يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ والجملة بعدها نعت لها. [.....] (2) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير الغائب في (أصابهم) ، أي أصابهم مجاهدين في سبيل الله. (3) يجوز أن تكون الجملة نعتا لنبيّ في محلّ جرّ، وخبر كأيّ جملة معه ربّيّون ... أو الخبر محذوف تقديره مضى أو صبر ... إلخ وجملة معه ربّيّون تصبح نعتا ثانيا لنبيّ. (4) هذه الجملة تأخذ محلا من الإعراب، كما تأخذ الجملة المعطوف عليها وهي جملة قاتل في الحالة الأخرى الواردة في الحاشية رقم (5) .

الصرف:

وجملة: «يحبّ الصابرين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (كأيّ، كأيّن) ، من غير نون أو بنون، كناية عن عدد يرجع إلى أحوالها المختلفة والآراء الكثيرة حولها إلى كتب النحو ومراجع اللغة. (ربّيّون) ، جمع ربّي منسوب إلى الربّ، وقيل هو منسوب إلى الربة بكسر الراء وهي الجماعة. (وانظر الآية 79 من هذه السورة) . (استكانوا) ، فيه إعلال بالقلب أصله استكينوا بفتح الياء ثمّ نقلت حركتها إلى الكاف ثمّ قلبت ألفا لتحركها في الأصل. الفوائد 1- «كأي» مثل كم الخبرية معنى، نحو «وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» وهي في الأصل مركبة من كاف التشبيه و «أيّ» ولأن التنوين صار جزءا من تركيبها كتبت بالنون، فهي الآن كلمة واحدة، ويجوز أن تكتب «كأيّ» بحسب أصلها وفيها لغة اخرى حيث تلفظ «كأين» كقول الشاعر: وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم وهي بمعنى «كم» وتوافقها في خمسة أمور: الإبهام، ولافتقار إلى التمييز، والبناء، ولزوم التصدير، وإفادة التكثير وهو الغالب كقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ وتخالفها في خمسة أمور: إحداها: إن كأين مركبة وكم بسيطة. الثاني: أن مميزها مجرور ب «من» غالبا كما مرّ في الآية وقبلها «وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا» الثالث: أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور. الرابع: أنها لا تقع مجرورة. الخامس: أن خبرها لا يقع مفردا بل جملة كما مرّ في الآيات المذكورة.

[سورة آل عمران (3) : آية 147]

[سورة آل عمران (3) : آية 147] وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (147) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (قول) خبر كان مقدم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (ربّ) منادى مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (ذنوب) مفعول به منصوب (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إسراف) معطوف على ذنوب منصوب مثله و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ثبّت أقدامنا) مثل اغفر ... ذنوبنا (الواو) عاطفة (انصر) مثل اغفر و (نا) ضمير مفعول به (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انصرنا) ، (الكافرين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء. جملة: «ما كان قولهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ما وهنوا في الآية السابقة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ثبّت» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «انصرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. الصرف: (إسراف) ، مصدر قياسيّ لفعل أسرف الرباعيّ وزنه إفعال بكسر الهمزة.

الفوائد

الفوائد 1- وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا» في إعراب هذه الفقرة قولان: أحدها: أن «قولهم» خبر كان المقدم. واسم كان هو المصدر المؤول من أن والفعل والثاني: هو العكس، فقولهم هو المبتدأ «اسم كان» ، والمصدر المؤول من «أن والفعل» في محلّ نصب خبرها، ولا أدري ما الذي جعل الجمهور باستثناء ابن كثير وعاصم أن يتجهوا إلى الرأي الأول مع لزوم التقديم والتأخير، مع أن الرأي الثاني في غناء عن التقديم والتأخير، وعليه يتسق المعنى ويزداد وضوحا. [سورة آل عمران (3) : آية 148] فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة تربط السبب بالمسبّب (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ثواب) مفعول به ثان منصوب (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (حسن) معطوف على ثواب منصوب مثله (ثواب) مضاف إليه مجرور (الآخرة) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «آتاهم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحبّ المحسنين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . [سورة آل عمران (3) : آية 149] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (149)

الإعراب:

الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (وها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- تبعه في المحلّ- أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (إن) حرف شرط جازم (تطيعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الذين) في محلّ نصب مفعول به (كفروا) مثل آمنوا (يردّوا) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (على أعقاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّوكم) ، (كم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (تنقلبوا) مضارع مجزوم معطوف على يردّوا ... والواو فاعل (خاسرين) حال منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إن تطيعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يردّوكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تنقلبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. [سورة آل عمران (3) : آية 150] بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) الإعراب: (بل) حرف إضراب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

[سورة آل عمران (3) : آية 151]

(خير) خبر مرفوع (الناصرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «الله مولاكم» لا محل لها استئنافيّة. وجملة: «هو خير الناصرين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : آية 151] سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) الإعراب: (السين) حرف استقبال (نلقي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نلقي) ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الرعب) مفعول به منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أشركوا) مثل كفروا (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشركوا) . والمصدر المؤوّل (ما أشركوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نلقي) . (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لم) حرف نفي وقلب وجزم (ينزّل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) ، (سلطانا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (النار) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (مثوى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الظالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره النار.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة في محلّ نصب نعت لها.

الصرف:

جملة: «سنلقي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «مأواهم النار» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «بئس مثوى الظالمين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الرعب) ، مصدر سماعيّ لفعل رعب يرعب باب فتح وزنه فعل بضمّ الفاء، وثمّة مصدر آخر بفتحها. (سلطان) ، قد جرى مجرى المصدر فلم يجمع فهو اسم بمعنى الحجّة والبرهان، واشتقاقه من السليط وهو ما يضاء به ... وكلّ سلطان في القرآن حجّة، وزنه فعلان بضمّ الفاء. (مأوى) ، اسم مكان على وزن مفعل بفتح الميم والعين لأنه ناقص، وفيه إعلال أصله مأوي. (مثوى) ، اسم مكان على وزن مفعل بفتح الميم والعين لأنه ناقض وفيه إعلال أصله مثوي. البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى «سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا» حيث عبر بنون العظمة على طريق الالتفات من الغيبة إلى التكلم، جريا على سنن الكبرياء لتربية المهابة. 2- الاستعارة: في قوله «سنلقي» حيث ألقى الله في قلوبهم الرعب يوم أحد فانهزموا إلى مكة من غير سبب، ولهم القوة والغلبة فاستعير الإلقاء هنا للرعب تجسيدا وتشخيصا بتنزيل المعنوي منزلة المادي.

الفوائد

الفوائد 1- ورد في الأثر: عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي. نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت الأرض لي مسجدا وطهورا، وأحلّت لي الغنائم، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة. «رواه الشيخان» البخاري ومسلم. [سورة آل عمران (3) : آية 152] وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (صدق) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به أوّل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (وعد) مفعول به ثان منصوب والهاء) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق ب (صدقكم) ، (تحسّون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحسّون) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف ابتداء «1» ، (إذا) ظرف للزمن للزمن المستقبل متضمّن

_ (1) أجازوا أن يكون حرف غاية وجرّ متعلّق بمحذوف تقديره دام، أو بفعل تحسّونهم أي: تحسّونهم إلى وقت فشلكم أو دام لكم ذلك إلى وقت فشلكم.. وإذا في هذه الحال بمعنى إذ.

معنى الشرط «1» متعلّق بالجواب «2» ، (فشلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (تنازعتم) مثل فشلتم (في الأمر جارّ ومجرور متعلّق ب (تنازعتم) ، (الواو) عاطفة (عصيتم) مثل فشلتم (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عصيتم) (ما حرف مصدريّ (أرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير مفعول به أوّل والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (تحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما أراكم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الدنيا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (منكم من يريد الآخرة) مثل نظيرتها المتقدّمة، (ثمّ) حرف عطف (صرفكم) مثل صدقكم (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صرفكم) ، (اللام) للتعليل (يبتلي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (أن يبتليكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صرفكم) .

_ (1) يجوز أن يكون إذا بمعنى إذ ولا جواب حينئذ لها. (2) في تقدير الجواب أقوال: قيل هو انهزمتم، وقيل منعكم نصره، وقيل امتحنتم، وقيل بان لكم أمركم.. واختار أبو حيّان أن يكون الجواب المحذوف انقسمتم إلى قسمين.. ويدلّ عليه ما بعده.

(الواو) استئنافيّة (لقد) مثل الأول (عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عنكم) مثل عنهم متعلّق ب (عفا) ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (فضل) مضاف إليه مجرور (على المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بفضل، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «صدقكم الله ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «تحسّونهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فشلتم..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تنازعتم..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فشلتم. وجملة: «عصيتم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فشلتم. وجملة: «أراكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تحبّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «منكم من يريد..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة. وجملة: «يريد الدنيا» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «منكم من يريد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الأولى. وجملة: «يريد الآخرة» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «صرفكم عنهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط المقدّرة. وجملة: «عفا عنكم» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وهذا القسم معطوف على القسم الوارد في مفتتح الآية.. أو مستأنف.

الصرف:

وجملة: الله ذو فضل.. لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. الصرف: (وعد) ، مصدر سماعيّ لفعل وعد يعد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- «حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ» يمكن أن تحمل «حتى» على معنيين، الأول اعتبارها حرف غاية وجر، وهو الأقوى، ولدى أصحاب هذا الرأي يمكن استبدالها ب «إلى» ولا يتغير المعنى، أي إلى أن فشلتم وتنازعتم. وعلى هذا الرأي يجوز تعليقها مع مجرورها بفعل تحسونهم، كما يجوز تعليقهما بفعل «صدقكم» . والوجه الأول أقوى لأن استمرار نصر المسلمين إلى وقت فشلهم ومنازعتهم أقرب للمنطق والعقل من أن نقول إن استمرار وعد الله لهم توقف عند فشلهم ونزاعهم فتأمل. وأما الرأي الثاني في معنى «حتى» : أن تكون ابتدائية تقدمت الجملة الشرطية «إذا فشلتم» . ويبدو أن الرأي الأول أقوى ويغنينا عن الرأي الثاني ولو كان جائزا.. 2- «لكيلا» ذهب النحاة بشأن «كي» إلى مذهبين: الأول: انها تنصب الفعل بنفسها، فهي في قوة «أن» في نصب الفعل المضارع، الثاني: أن تكون حرف جرّ بمنزلة اللام، وينصب الفعل بعدها ب «أن» مضمرة كما تضمر «أن» بعد اللام وتنصب الفعل المضارع. ملاحظة هامة: إذا اعتبرناها بمنزلة «أن» جاز دخول اللام عليها نحو «لكيلا تحزنوا على ما فاتكم» وإذا اعتبرناها حرف جرّ جاز دخولها على الأسماء كدخول حرف الجر، مثال ذلك دخولها على «ما» الاستفهامية نحو «كيمه» ؟ على غرار «لم وبم وعمّ» فتحذف الألف في حالة الاستفهام وتدخل عليها الهاء في حال السكت. [سورة آل عمران (3) : آية 153] إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (153)

الإعراب:

الإعراب: (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (عفا) «1» ، (تصعدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (لا) نافية (تلوون) مثل تصعدون (على أحد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلوون) (الواو) حاليّة (الرسول) مبتدأ مرفوع (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في أخرى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يدعو، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّب (أثاب) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (غمّا) مفعول به ثان منصوب (بغمّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (غمّا) أي غمّا ملتبسا بغمّ (اللام) تعليليّة جارّة (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) «2» نافية (تحزنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تحزنوا) ، (فات) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد. والمصدر المؤوّل (كيلا تحزنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (عفا) «3» . (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ما) اسم موصول مبنيّ في

_ (1) أو ب (صرفكم) ، ويجوز أن يكون ظرفا ل (عصيتم، أو تنازعتم، أو فشلتم) . (2) أو زائدة بحسب ما يعلّق به الجارّ وهو لام التعليل. (3) أو متعلّق ب (أثابكم) ، وحينئذ تكون (لا) زائدة.

الصرف:

محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول (أصابكم) مثل فاتكم. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خبير) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير) «1» ، (تعملون مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «تصعدون» في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «لا تلوون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تصعدون. وجملة: «الرسول يدعوكم» في محلّ نصب حال. وجملة: «يدعوكم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الرسول) . وجملة: «أثابكم..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تصعدون. وجملة: «تحزنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «فاتكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول. وجملة: «أصابكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «الله خبير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. الصرف: (غمّا) مصدر غمّ يغمّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (فاتكم) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لأن مضارعه يفوت، وهو من باب نصر، أصله فوت جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (أصابكم) ، فيه إعلال بالقلب جرى فيه مجرى فاتكم، والألف قد تكون منقلبة عن واو أو عن ياء.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.

[سورة آل عمران (3) : آية 154]

[سورة آل عمران (3) : آية 154] ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (154) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (أنزل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، (الغمّ) مضاف إليه مجرور (أمنة) مفعول به منصوب «1» ، (نعاسا) بدل من أمنة منصوب مثله «2» ، (يغشى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النعاس (طائفة) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لطائفة. (الواو) استئنافيّة «3» (طائفة) مبتدأ مرفوع (قد) حرف تحقيق

_ (1) أجاز العكبري جعله حالا- ونعاسا مفعول به- فهو نعت تقدّم المنعوت والأصل: نعاسا ذا أمنة. (2) لا يصحّ أن يكون عطف بيان على رأي جمهور البصريين لأنه يشترط أن يكون من المعارف. (3) اختار أبو حيّان أن تكون الواو حاليّة، والجملة بعدها حال.. قال: «وجاز الابتداء [.....]

(أهمّت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (أنفس) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (يظنون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يظنون «1» ، (غير) مفعول مطلق نائب عن المصدر لتأكيد معنى الظنّ «2» ، أي يظنون ظنّا غير صحيح، (ظنّ) مفعول مطلق لبيان النوع منصوب (الجاهلية) مضاف إليه مجرور (يقولون) مثل يقولون (هل) حرف استفهام (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من الأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الأمر) اسم إنّ منصوب (كلّ) توكيد معنوي للأمر منصوب مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (يخفون) مثل يظنّون (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخفون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول مبنيّ في محل نصب مفعول به «3» ، (لا) نافية (يبدون) مثل يظنون (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبدون) ، (يقولون) مثل يظنّون (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (لنا) مثل لك متعلّق

_ بالنكرة هنا إذ فيه مسوغان أحدهما واو الحال وقد ذكرها بعضهم في المسوغات ... والمسوّغ الثاني أنّ الموضع موضع تفصيل إذ المعنى يغشى طائفة منكم وطائفة لم يناموا ... » اه. (1) الباء ظرفيّة هنا والفعل يظنون لا ينصب مفعولين والمعنى: يوقعون ظنّهم في الله أي في حكم الله (البحر 3/ 7) . (2) يجعل أبو البقاء العكبري (غير) مفعولا أوّلا لفعل الظنّ و (بالله) المفعول الثاني. (3) أو نكرة موصوفة، والجملة في محلّ نصب نعت ل (ما) .

بمحذوف خبر مقدّم (من الأمر) مثل الأول (شيء) اسم كان مؤخّر مرفوع (ما) نافية (قتلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير نائب فاعل (ها) حرف تنبيه (هنا) اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (قتلنا) ، (قل) مثل الأول (لو) مثل الأول (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان (في بيوت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لو (برز) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (عليهم) مثل عليكم متعلّق ب (كتب) ، (القتل) نائب فاعل مرفوع (إلى مضاجع) جارّ ومجرور متعلّق ب (برز) و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة «1» ، (اللام) للتعليل (يبتلي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في صدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ليمحّص ما في قلوبكم) مثل ليبتلي.. صدوركم. (الواو) استئنافيّة (الله عليم) مبتدأ وخبر مرفوعان (بذات) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (الصدور) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يبتلي الله) في محلّ جرّ متعلّق بفعل مقدّر تقديره: فعل ذلك بأحد.. ليبتلي. والمصدر المؤوّل (أن يمحص) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.

_ (1) أو تعطف العلّة المذكورة على علّة مقدّرة أي: فعل ذلك ليقضي (الله) أمره وليبتلي.. أو هي زائدة وليس ثمّة مقدّر.

جملة: أنزل ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أثابكم في السابقة. وجملة: «يغشى ... » في محلّ نصب نعت ل (نعاسا) . وجملة: «طائفة قد أهمّتهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهمّتهم أنفسهم..» في محلّ رفع نعت لطائفة. وجملة: «يظنون بالله..» في محلّ رفع خبر المبتدأ طائفة «1» . وجملة: «يقولون..» في محلّ رفع بدل من جملة يظنّون «2» . وجملة: «هل لنا من الأمر..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة. وجملة: «إنّ الأمر كلّه لله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يخفون..» في محلّ نصب حال من فاعل يقولون أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يبدون لك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يقولون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لو كان لنا من الأمر شيء» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما قتلنا هاهنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم في بيوتكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «برز الذين..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كتب عليهم القتل» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر محذوفا والجملة نعت ثان لطائفة والتقدير: منكم طائفة قد ... ويجوز أن تكون جملة يظنّون في محلّ نصب حال من الضمير في أهمّتهم ... (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل يظنّون.

الصرف:

وجملة: «يبتلي الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يمحّص ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «الله عليم..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أمنة) ، اسم للأمن وهو المصدر من أمن يأمن باب فرح، أو مصدر آخر للفعل، وثمّة مصادر أخرى هي أمن بفتحتين وأمان. وزن أمنة فعلة بفتح الفاء والعين واللام. (نعاسا) ، مصدر سماعيّ لفعل نعس ينعس باب نصر أو باب فتح، وزنه فعال بضمّ الفاء ومصدر آخر هو نعس بفتح فسكون. (يخفون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يخفيون حذفت الياء بعد تسكينها لالتقائها مع الواو الساكنة، وزنه يفعون كما حذفت الهمزة في أوله. (مضاجع) ، جمع مضجع، اسم مكان على وزن مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مفتوحة. البلاغة 1- قوله «ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ» التصريح بتأخر الانزال عنه، مع دلالة ثمّ عليه، وعلى تراخيه عنه لزيادة البيان والتذكير بعظم المنة. 2- قوله «هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ» أي يقول بعضهم لبعض على سبيل الإنكار: هل لنا من النصر والفتح والظفر نصيب، أي ليس لنا من ذلك شيء لأن الله سبحانه وتعالى لا ينصر محمدا (ص) ، أو يقول الحاضرون منهم لرسول الله (ص) على صورة الاسترشاد: هل لنا من أمر الله تعالى ووعده بالنصر شيء.

الفوائد

3- الكناية: فقد كنى بالمضاجع عن المصارع، حيث لاقوا حتفهم وصافحوا مناياهم. 4- المضاجع جمع مضجع فإن كان بمعنى المرقد فهو استعارة للمصرع، وإن كان بمعنى محلّ امتداد البدن مطلقا للحي والميت فهو حقيقة. الفوائد 1- في هذه الآية تصوير لحالة المسلمين يوم أحد، وهي تصور نفوسهم وخفايا صدورهم، سالكة لتحقيق الغرض المقصود طريقة الإيجاز بأسلوب الحوار، يعرض أقوال ذوي النفوس الضعيفة ثمّ يرد عليها على لسان الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأسلوب الحوار أدعى لتحقيق الغرض المطلوب وأشد تأثيرا في النفوس. [سورة آل عمران (3) : آية 155] إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الذين) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تولّوا) ، (التقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الجمعان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (إنّما) كافّة ومكفوفة (استزل) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (استزل) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كسبوا) فعل ماض وفاعله. (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عفا) فعل ماض مبنيّ

الصرف:

على الفتح المقدّر على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عنهم) مثل منكم متعلّق ب (عفا) ، (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إنّ الذين تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولّوا منكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «التقى الجمعان» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «استزلّهم الشيطان» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كسبوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «عفا الله..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (الجمعان) :، مثنّى الجمع، وهو اسم لجماعة الناس، فعله جمع يجمع باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ، من المتفق عليه أن «ما» الزائدة تكف إن وأخواتها عن العمل، فيعود ما بعدها مبتدأ وخبرا. ولكن عند ما تكون «ما» المتصلة ب «إن وأخواتها» اسما موصولا أو حرفا مصدريا لا تكفها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر. فإن كانت «ما» اسما موصولا كانت في محلّ نصب اسمها كقوله تعالى: «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ» أي إن الذي عندكم ينفد، وإذا كانت «ما» مصدرية كانت ما وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ نصب اسم إنّ نحو «إن ما تستقيم حسن» أي إن استقامتك حسنة. وفي هاتين الحالتين تكتب «ما» منفصلة، بخلاف «ما» الكافة فإنها تكتب متصلة كما في الآية. وقد اجتمعت ما المصدرية وما الكافة في قول امرئ القيس:

[سورة آل عمران (3) : آية 156]

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليل من المال ولكنما أسعى لمجد مؤثّل ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي [سورة آل عمران (3) : آية 156] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- تبعه في المحلّ- أو نعت له (آمنوا) فعل وفاعله (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم كان (الكاف) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكون (كفروا) مثل آمنوا (الواو) عاطفة (قالوا) مثل آمنوا (لإخوان) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل، ومستعار هنا للماضي وينتظم الحال والمستقبل، وهو مجرّد من الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (ضربوا) مثل آمنوا (في الأرض) جارّ ومجرور ومتعلّق ب (ضربوا) ، (أو) حرف عطف (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ ... والواو اسم كان (غزّى) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (لو) شرط غير جازم

(كانوا) مثل الأول (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر كانوا و (نا) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (ماتوا) مثل آمنوا (الواو) عاطفة (ما قتلوا) ما نافية، وفعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ والواو نائب فاعل. (اللام) للتعليل- أو لام العاقبة- (يجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حسرة) مفعول به ثان منصوب (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحسرة و (هم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يجعل.) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قالوا) .. أي قالوا ذلك ليدخل الحسرة في قلوبهم.. أو قالوا ذلك فكان عاقبة قولهم ومصيره إلى الحسرة والندامة. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يميت) مثل يحيي والضمّة ظاهرة (الواو) عاطفة (الله) مثل الأول (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير «1» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر المبتدأ، مرفوع. جملة النداء «يأيّها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تكونوا..» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف الجرّ.

الصرف:

وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «ضربوا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كانوا غزّى» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضربوا. وجملة: «لو كانوا عندنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما ماتوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما قتلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ماتوا. وجملة: «يجعل الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «الله يحيي..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحيي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يميت» في محلّ رفع معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «الله..» بصير لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يحيي. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . الصرف: (غزّى) ، جمع غاز، وقياسه أن يجمع على غزاة، كرام جمعه رماة، ولكن حمل المعتلّ على الصحيح كضارب ضرّب ... وغاز أصله الغازي والياء منقلبة عن واو لسكونها وانكسار ما قبلها، وحذفت الياء للتنوين.. وأصل غزّى هو غزّو، قلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ثمّ حذفت الألف لفظا لمناسبة التنوين. البلاغة 1- «إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ» إيثار إذا المفيدة لمعنى الاستقبال على إذ المفيدة لمعنى المضي لحكاية الحال الماضية إذ المراد بها الزمان المستمر المنتظم للحال الذي عليه يدور أمر استحضار الصورة. وهذا فن رائع من فنون البلاغة.

الفوائد

2- الطباق: بين يحيي ويميت، وهو من أوجز الحديث وأصدقه وأبعده في الدلالة على المعنى المراد. 3- «وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» إظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار، لتربية المهابة وإلقاء الروعة والمبالغة في التهديد والتشديد في الوعيد. الفوائد 1- في هذه الآية استشراف إلى أن الآجال مقطوع بها، وأن الشجاعة لا تقرب الآجال والجبن لا يبعدها، وقد عكس المنفلوطي هذا النوع من تفكير الجبناء فقال: «إن الموت في الإدبار أكثر منه في الإقبال» وألمح إلى هذا المعنى سيف الله خالد بن الوليد بقوله وهو على فراش الموت ما معناه: «لقد خضت من المعارك ما خضت حتى لم يبق في جسمي موضع شبر الا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء» . 2- لام الصيرورة ليست سوى إحدى لامات التعليل، إلا أنها تدل على مآل الشيء وعقباه، وحكمها في الاعراب كحكم لام التعليل، فهي تنصب الفعل المضارع ب «أن» مضمرة بعدها جوازا. [سورة آل عمران (3) : آية 157] وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (قتلتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير نائب فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قتلتم) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (متّم) مثل قتلتم (اللام) واقعة في جواب قسم (مغفرة) مبتدأ

الصرف:

مرفوع «1» ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمغفرة (الواو) عاطفة (رحمة) معطوف على مغفرة مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخير (يجمعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «قتلتم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متّم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلتم. وجملة: «مغفرة..» خير لا محلّ لها جواب قسم. وجملة: «يجمعون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (متمّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصله موتّم، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فلتم بضمّ الفاء. الفوائد 1- اللام الموطّئة للقسم: هي غالبا ما تدخل على أداة الشرط «إن» إيذانا بأن الجواب بعدها مبنيّ على قسم قبلها وليس على الشرط، نحو «لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ» وإذا كان القسم مذكورا لا تلزم اللام قبل أداة الشرط نحو «والله إن أكرمتني لأكرمنّك» وتلزم غالبا لدى حذف القسم، ويندر حذفها مع حذف القسم مثل «وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ» وقيل انها عفوية في مثل ذلك. [سورة آل عمران (3) : آية 158] وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) الإعراب: (الواو) عاطفة (لئن متّم أو قتلتم) مثل الآية السابقة (اللام) واقعة في جواب قسم (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحشرون)

_ (1، 2) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة أنها وصفت.

البلاغة

وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «متّم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة. وجملة: «قتلتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة متّم. وجملة: «تحشرون» لا محلّ لها جواب قسم. البلاغة 1- في هذه الآية والتي قبلها فن منتظم في باب التقديم والتأخير، فقد ورد الموت والقتل فيهما ثلاث مرات، وتقدم الموت على القتل في الأول والأخير منها، وتقدم القتل على الموت في المتوسط، تبعا لتقديم الأهم والأشرف. [سورة آل عمران (3) : آية 159] فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الباء) حرف جرّ (ما) زائدة (رحمة) مجرور بالباء متعلّق ب (لنت) ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لرحمة (لنت) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (التاء) فاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لنت) ، (الواو) عاطفة (لو) شرط غير جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون. و (التاء) ضمير اسم كان (فظّا) خبر كان منصوب (غليظ) خبر ثان منصوب (القلب) مضاف إليه مجرور (اللام) واقعة في جواب لو (انفضّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من حول) جارّ ومجرور متعلّق ب (انفضّوا) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه. جملة: «لنت..» لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «كنت..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لنت. وجملة: «انفضّوا» لا محلّ لها واقعة في جواب شرط غير جازم. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعف) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل لهم متعلّق ب (اعف) ، (الواو) عاطفة (استغفر لهم) مثل اعف عنهم، (الواو) عاطفة (شاور) مثل اعف و (هم) ضمير مفعول به (في الأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاورهم) ، (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلق بمضمون الجواب في محلّ نصب (عزمت) مثل لنت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (توكّل) مثل اعف (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّل) (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المتوكّلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «اعف عنهم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إن أساؤوا فاعف عنهم. وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف. وجملة: «شاورهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف. وجملة: «عزمت» في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط المقدّر. وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ الله يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحبّ المتوكّلين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (لنت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله لينت، اجتمع سكونان- سكون الياء وسكون النون-

الفوائد

فحذفت الياء. وزنه فلت بكسر الفاء، والكسرة دلالة على الحرف المحذوف. (فظّا) ، صفة مشبّهة من فظّ يفظّ باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (غليظ) ، صفة مشبّهة من غلظ يغلظ باب نصر وباب ضرب وباب كرم. (المتوكّلين) ، جمع المتوكّل، اسم فاعل من توكّل الخماسيّ، فهو على وزن متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. الفوائد 1- ليست «ما» نكرة تامة بمعنى شيء كما ذهب إلى ذلك بعض النحاة، وليست استفهامية مفادها التعجب كما نوّه به الفخر الرازي. وليست زيادتها في القرآن الكريم موضع انتقاص لبلاغة القرآن وبراءة كلام الله من اللغو، ذلك أن زيادة الحرف في العربية ليست اعتباطية وإنما لها أغراض وفوائد، بعضها يدق عن التصور وبعضها لا يحتاج إلى إيضاح. و «ما» في هذه الآية وردت زائدة في الإعراب وليست زائدة أو فارغة من المعنى. فهي تفيد التوكيد وتزيد المعنى وضوحا وتقريرا. هذا وقد لا نجانف الحق إذا أضفنا لذلك أنها تفيد الإيقاع الصوتي، والجرس اللفظي في نظم القرآن الكريم الذي زاوج بين إعجازه اللفظي وإعجازه المعنوي سواء بسواء. ولابن الأثير نظر في زيادة «ما» فهو ينكر أن تكون زائدة لا معنى لها، وإنما يرى أنها وردت لتعظيم النعمة التي أسداها الله لرسوله وأفرغها عليه فلان بسببها للقوم. وفي حذفها منقصة للمعنى وركاكة للمبنى. وهو يصم من يزعم بوجود زيادة في القرآن الكريم بدون فائدة بأنه أحد رجلين: إما جاهل في بلاغة العرب وإما متحرف عن جادة الدين. ويسعدنا أن ابن الأثير يحاكي ما قلناه في زيادة «ما» في هذه الآية إذ يقول: «إن قول النحاة في (ما) في هذه الآية إنها زائدة إنما يعنون به أنها لا تمنع ما قبلها عن العمل، ألا ترى أنها لم تمنع الباء عن العمل في خفض الرحمة» فتبصّر.

[سورة آل عمران (3) : آية 160]

[سورة آل عمران (3) : آية 160] إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (ينصر) مضارع مجزوم فعل الشرط و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (غالب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (يخذلكم) مثل ينصركم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من ذا (ينصر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينصر) ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة، (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) وقدّم الجارّ لأهميّته (الفاء) رابطة لجواب مقدّر (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم بلام الأمر وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «ينصركم الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا غالب لكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يخذلكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «من ذا الذي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ينصركم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» جواب شرط مقدّر أي: إن أراد المؤمنون

الصرف:

النصر فليتوكّلوا على الله ... وجملة الشرط المقدّرة معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (غالب) ، اسم فاعل من غلب يغلب باب ضرب، وزنه فاعل. [سورة آل عمران (3) : آية 161] وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (161) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان مقدم (أن) حرف مصدريّ ونصب (يغلّ) مضارع منصوب، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (أن يغلّ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يغلل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (يأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأت) ، (غلّ) فعل ماض مبنيّ ... والفاعل هو (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل يأت، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (توفّي) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كسبت) فعل ماض ... والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية

البلاغة

(يظلمون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول ... والواو نائب فاعل. جملة: «ما كان لنبيّ..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يغلّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «من يغلل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يغلل» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يأت ... » لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «غلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «توفّى كلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يغلل «2» . وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هم» لا يظلمون في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . البلاغة 1- المبالغة في النهي في قوله تعالى «وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ» والمراد تنزيه ساحة النبي (ص) على أبلغ وجه عما ظن به الرماة يوم أحد. [سورة آل عمران (3) : آية 162] أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن تكون (ثمّ) للاستئناف- كما سيأتي في سورة العنكبوت- وحينئذ الجملة استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام «1» ، (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّبع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (رضوان) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الكاف) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (باء) فعل ماض، والفاعل هو (بسخط) جارّ ومجرور متعلّق ب (باء) «2» ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت من سخط (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل مرفوع. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم. جملة: «من اتّبع رضوان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «باء بسخط» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «مأواه جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على جملة باء بسخط. وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (السخط) ، مصدر سخط يسخط باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. [سورة آل عمران (3) : آية 163] هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (163) الإعراب: (هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (درجات)

_ (1) بمعنى النفي على رأي أبي حيّان. (2) أو بمحذوف حال من فاعل باء أي ملتبسا بسخط.

البلاغة

خبر مرفوع بحذف مضاف أي ذوو درجات (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت لدرجات (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير «1» (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «هم درجات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله بصير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ. البلاغة 1- «هُمْ دَرَجاتٌ» شبههم بالدرج في تفاوتهم علوا وسفلا، على سبيل الاستعارة، أو جعلهم نفس الدرجات مبالغة في التفاوت، فيكون تشبيها بليغا بحذف الأداة. [سورة آل عمران (3) : آية 164] لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (164) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (منّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (منّ) ، وعلامة الجرّ الياء (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (منّ) (بعث) فعل ماض، والفاعل

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير. [.....]

الصرف:

ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بعث) (رسولا) مفعول به منصوب (من أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو والفاعل هو (عليهم) مثل فيهم متعلّق ب (يتلو) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يزكّي) مثل يتلو و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (يعلّمهم) مثل يزكيهم (الكتاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الحكمة) معطوف على الكتاب منصوب مثله (الواو) حاليّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر (اللام) هي الفارقة التي تشعر بكون (إن) مخفّفة (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كانوا (مبين) نعت لضلال مجرور مثله. جملة: «منّ الله» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «بعث ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب إمّا حال من (رسولا) أو نعت له. وجملة: «يزكّيهم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «يعلّمهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «كانوا ... » في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يعلّمهم. الصرف: (ضلال) ، مصدر سماعيّ لفعل ضلّ يضلّ باب ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء.

البلاغة

البلاغة 1- في هذه الآية الكريمة فن من فنون البلاغة يعرف بفن التجريد، وهو أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمرا آخر بمثاله فيها، مبالغة لكمالها فيه، كأنه أبلغ من الاتصاف بتلك الصفة. وهو هنا في قوله «من» الجارّة. الفوائد 1- في هذه الآية فائدتان حريتان بالتنويه: أولا: «وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ» هذه اللام في كلمة «لفي» هي اللام الفارقة، وأصلها لام الابتداء، وإنما سميت الفارقة لأنها تفرق ما بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين إن النافية، مثل «وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ» فإذا دخلت «إن» على الفعل أهملت وجوبا. والأكثر أن يكون الفعل ماضيا ناسخا كقوله تعالى: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ. وقد يكون مضارعا ناسخا نحو «إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ» . ودون ذلك أن يكون ماضيا غير ناسخ. وأقل منه أن يكون مضارعا غير ناسخ، ولا يقاس عليه بالإجماع نحو «إن يرينك لنفسك» . ثانيا: في الآية فنّ التجريد وهو أن ينتزع المتكلم من نفسه آخر يمثله في القدرة أو غيرها كقول شوقي: قم ناج جلّق وأنشد رسم من بانوا ... مشت على الرسم أحداث وأزمان وكثيرا ما يلجأ الشعراء إليه في مطلع القصائد. [سورة آل عمران (3) : آية 165] أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق

الفوائد

بالجواب قلتم (أصابت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (قد) حرف تحقيق (أصبتم) فعل ماض وفاعله (مثلي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قلتم) مثل أصبتم (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والمعنى (من أين هذا) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أنفس) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (ان) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر انّ مرفوع. جملة: «أصابتكم مصيبة.» في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها. وجملة: «قد أصبتم.» في محلّ رفع نعت لمصيبة. وجملة: «قلتم.» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أنّى هذا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو من عند ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله.. قدير..» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد 1- «أو لمّا» في هذه الكلمة اجتمعت ثلاث كلمات همزة الاستفهام، وواو العطف، ولمّا الحينية. ويهمنا في شرح هذه الفائدة «لمّا» إذ لها ثلاثة اصطلاحات: الأول: أن تكون جازمة، وتختص بدخولها على المضارع فتجزمه، وهي أحد الجوازم الأربعة التي تجزم فعلا مضارعا واحدا وهي «لم ولما ولام الأمر ولا الناهية» . ولها خاصة

[سورة آل عمران (3) : آية 166]

قلب زمن المضارع إلى الماضي مثل «لم» . الثاني: تختص بالماضي. وللنحاة فيها رأيان: بعضهم يقول انها ظرف بمعنى «حين» ، والبعض الآخر يرى أنها حرف للربط بين جملتين نحو «لمّا جاءني أكرمته» الثالث: أن تكون حرف استثناء نحو «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» هذه تختص بدخولها على الجملة الاسمية. [سورة آل عمران (3) : آية 166] وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أصاب) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أصاب) ، (التقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الجمعان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (الفاء) زائدة في الخبر لشبه المبتدأ بالشرط (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر تقديره هو «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أن يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به بإذن الله لأنه معطوف عليه «2» .

_ (1) هذا اختيار أبي حيّان.. ويجوز أن يكون الجار متعلّقا بخبر ما أي ما أصابكم ... حاصل بإذن الله. (2) يجوز التعليق بفعل محذوف أي فعل ذلك للاختبار وليعلم المؤمنين.

الفوائد

جملة: «ما أصابكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أصابكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: « (هو) بإذن الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «يعلم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «التقى الجمعان» في محلّ جرّ مضاف إليه. الفوائد 1- «فَبِإِذْنِ اللَّهِ» توحي هذه الفاء أنها رابطة للجواب، ويعترض على ذلك بقول القائل: لا جواب إلا للشرط، ولا شرط في هذه الآية، لكننا نردّ هذا الاعتراض بأنّ قوله تعالى: «وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ» بأن «ما» وإن كانت أدنى إلى الموصولية، فإنها مشربة روح الشرط ومشابهة له، ولذلك كان من المستساغ مجيئ الفاء في جوابها وبذلك يتقرر أن الفاء رابطة للجواب. 2- قوله تعالى: «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» دليل قاطع على أنّ الحديث نوعان، حديث اللسان، وحديث القلب وأن المنافق دائما وأبدا يبدي ما لا يخفي ويقول القول في لسانه وهو يعلم زور هذا القول وبهتانه وأنه مغاير كل المغايرة لما يضمر في قلبه، ولو آمن لعلم أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. [سورة آل عمران (3) : آية 167] وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ (167) الإعراب: (الواو) عاطفة (ليعلم) مثل المتقدّم في الآية السابقة. والمصدر المؤوّل مجرور باللام ومتعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل السابق لأنه معطوف عليه.

(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نافقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة- أو للاستئناف- (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (تعالوا) فعل أمر جامد ... والواو فاعل (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قاتلوا) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (ادفعوا) مثل قاتلوا (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لو) شرط غير جازم (نعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (قتالا) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب لو (اتّبعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (نا) فاعل و (كم) ضمير مفعول به (هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (للكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقرب) (يوم) ظرف زمان منصوب «2» متعلّق ب (أقرب) (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين تنوين العوض عن جملة محذوفة (أقرب) خبر مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقرب) (للإيمان) مثل للكفر «3» ، (يقولون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يقولون و (هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول «4» ، في محلّ نصب مفعول به، (ليس) فعل ماض

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل قاتلوا أي قاتلوا ماضين في سبيل الله. (2) أو هو مبنيّ على الفتح- على بعض الأقوال- وقد اتّصف بالبناء من الظرف إذا أصح من نوع الظرف المركب صباح مساء- بين بين ... (3) تعلّق حرفا الجرّ وهما متّحدان لفظا ومعنى بعامل واحد لأنه خاصّ بأفعل التفضيل فهو في قوة عاملين، وهما للكفر، وللإيمان. (4) أو نكرة موصوفة والجملة نعت لها.

جامد ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (يكتمون) مثل يقولون. جملة: «يعلم الذين ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نافقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قيل لهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «2» . وجملة: «تعالوا ... » في محلّ رفع نائب فاعل «3» . وجملة: «قاتلوا ... » في محلّ رفع بدل من جملة تعالوا. وجملة: «ادفعوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة قاتلوا. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لو نعلم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعناكم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هم ... أقرب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ليس» في قلوبهم لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله أعلم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكتمون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.

_ (1) أو حرف مصدريّ والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. (3) لأنها في الأصل مقول القول ... وقال الجمهور إنّها تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول.

الصرف:

الصرف: (أعلم) ، صفة على وزن أفعل، وليس للتفضيل، وهي بمعنى عليم أو عالم (انظر الآية 140- البقرة) . البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» . أي يقولون بألسنتهم، والأفواه مكان لها، فعبّر بالمكان وأراد ما يحل فيه. فالعلاقة محلية. [سورة آل عمران (3) : آية 168] الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (168) الإعراب: (الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لإخوان) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (قعدوا) مثل قالوا (لو) شرط غير جازم (أطاعوا) مثل قالوا و (نا) ضمير مفعول به (ما) نافية (قتلوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ادرؤوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عن أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (ادرؤوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الموت) مفعول به منصوب (ان) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون. و (لم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) أو بدل من (الذين) نافقوا- في الآية السابقة- أو نعت له.

الفوائد

جملة: «قالوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ... والجملة الاسميّة (هم) الذين.. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قعدوا» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «أطاعونا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما قتلوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادرؤوا..» جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في دعواكم فادرؤوا ... وجملة الشرط المقدّرة مقول القول. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.. الفوائد 1- قوله تعالى: «لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا» لو تأتي على خمسة أقسام: أ- التقليل، نحو القول المأثور «تصدقوا ولو بظلف محرّق» وهي حرف تقليل لا جواب له. ب- للتمني: كقوله تعالى: «فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» وهي أيضا لا تحتاج إلى جواب كجواب الشرط ولكن قد تأخذ جوابا منصوبا كجواب «ليت» أي بمضارع منصوب بعد فاء السببية. ج- للعرض، نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا، ولا جواب له، والفاء بعدها فاء السببية لأن العرض من الطلب. د- لو المصدرية وهي ترادف «أن» وأكثر وقوعها بعد «ودّ» ، نحو ودّوا لو تدهن فيدهنون. أو بعد «يودّ» نحو «يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة» . هـ- لو الشرطية: وهي قسمان: 1- أن تكون للتعليق بالمستقبل فترادف «إن» الشرطية كقول أبي صخر الهذلي:

[سورة آل عمران (3) : آية 169]

ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ... ومن دون رمسينا من الأرض سبسب لظلّ صدى صوتي وإن كنت رمّة ... لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب 2- أن تكون للتعليق في الماضي وهو أكثر استعمالاتها، وتقتضي هذه لزوم امتناع شرطها لامتناع جوابها، نحو «وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها» . ومن خصائص لو «الشرطية» أنها تختص بالفعل، وقد يليها اسم معمول لفعل محذوف يفسره ما بعده، نحو قول الشاعر: أخلاي لو غير الحمام أصابكم ... عتبت ولكن ما على الدهر معتب وقولهم في المثل: «لو غير ذات سوار لطمتني» . 2- جواب لو الشرطية: إما أن يكون ماضيا، وإما أن يكون مضارعا منفيا بلم (أي ماضيا في المعنى) نحو: «لو لم يخف الله لم يطعه» . وهو مقترن في غالب الأحوال باللام نحو «لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً» وقد يأتى بدونها نحو «لو نشاء جعلناه أجاجا» وقد يحذف جوابها ويكتفي بما يدل عليه من الكلام نحو «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» . [سورة آل عمران (3) : آية 169] وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ... و (النون) نون التوكيد الثقيلة لا محلّ لها (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل (قتلوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على

البلاغة

الضمّ.. والواو نائب فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قتلوا) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أمواتا) مفعول به ثان منصوب (بل) للإضراب الانتقاليّ غير عاطفة (أحياء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (عند) ظرف مبنيّ متعلّق بمحذوف نعت لأحياء «2» (ربّ) مضاف إليه مجرور، و (هم) ضمير مضاف إليه (يرزقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل. جملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قتلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: « (هم) أحياء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرزقون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هم «3» . البلاغة 1- الطباق: بين أموات وأحياء أما الرفع وجعله جملة اسمية فهو أبلغ في الدلالة على الديمومة وطروء الذكر وتجدده كل يوم. الفوائد 1- «لا تَحْسَبَنَّ» اعلم أنّ لنون التوكيد مع الفعل المضارع أحكام أهمّها: أ- إذا وقعت نون التوكيد المشدّدة بعد ألف الضمير، ثبتت الألف وحذفت نون الرفع، دفعا لتوالي النونات، غير أن نون التوكيد سوف تكسر بعدها تشبيها لها بنون الرفع بعد ضمير المثنى نحو «يكتبان» . ب- وإن وقعت بعد واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، حذفت نون الرفع تخلّصا من

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل، أي ماضين في سبيل الله. (2) أو يتعلّق ب (يرزقون) ، أو بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هم. (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في أحياء والعامل الابتداء وهو ضعيف ... أو في محلّ رفع نعت لأحياء.

[سورة آل عمران (3) : آية 170]

توالي الأمثال. أما الواو والياء، فإن كانت حركة ما قبلهما الفتح ثبتتا وضمّت واو الجماعة وكسرت ياء المخاطبة، فنقول في «تخشون وترضين» «تخشون» و «ترضين» . وإن كان ما قبل الواو مضموما وما قبل الياء مكسورا حذفتا حذرا من التقاء الساكنين، وبقيت حركة ما قبلهما فنقول في «تكتبون وتكتبين وتغزون وتغزين» «تكتبنّ وتكتبنّ وتغزنّ وتغزنّ» . ج- وإذا ولي نون النسوة نون التوكيد المشدّدة، وجب الفصل بينهما بألف، كراهية توالي الأمثال وهي النونات، نحو «يكتبنانّ» أما النون المخففة فلا تلحق نون النسوة. وأخيرا إن جميع أحكام نوني التوكيد مع الفعل المضارع هي نفسها لدى توكيدها فعل الأمن. بقيت نقطة يجدر التنويه بها، وهي أن فعل المضارع صحيح الآخر الذي تتصل به نون التوكيد، سواء الثقيلة أو الخفيفة، يبنى على الفتح لفظا وهو مرفوع محلا ومثل ذلك إذا اتصلت به نون النسوة فيبنى على السكون لفظا ويكون مرفوعا محلا. [سورة آل عمران (3) : آية 170] فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) الإعراب: (فرحين) حال منصوبة من الضمير في (يرزقون) ، أو في أحياء «1» في الآية السابقة (الباء) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفرحين (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتاهم) «2» ، (الواو) حاليّة «3» ،

_ (1) يجوز- على ضعف- أن يكون منصوبا على المدح. [.....] (2) أو بمحذوف حال من العائد المقدّر أي بما آتاهموه حاصلا من فضله. (3) أجاز العكبري أن تكون عاطفة عطفت جملة يستبشرون على كلمة فرحين لأن الصفة المشتقّة تشبه المضارع أي فرحين بمنزلة يفرحون.

(يستبشرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الباء) مثل الأول (الذين) في محلّ جرّ متعلّق ب (يستبشرون) ، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يلحقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (الباء) مثل الأول و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يلحقوا) ، (من خلف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل في (يلحقوا) أي كائنين من خلفهم أو باقين من خلفهم و (هم) ضمير مضاف إليه (أن) مخفّفة من الثقيلة والاسم ضمير الشأن محذوف (لا) نافية مهملة- أو عاملة عمل ليس- (خوف) مبتدأ مرفوع «1» ، (عليهم) مثل بهم متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: آتاهم الله ... لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: يستبشرون ... في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «2» . وجملة: «لم يلحقوا بهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. والمصدر المؤول أن (هـ) .. في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأن لا خوف ... ، والجارّ والمجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ (بالذين) .. أو أن المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بدل اشتمال من الموصول (الذين) .

_ (1) فهو معتمد على نفي ... أو هو اسم لا العاملة عمل ليس.. (2) والجملة الاسميّة في محلّ نصب حال من ضمير فرحين.. وقدّر المبتدأ (هم) لأن واو الحال لا تباشر المضارع المثبت.

الصرف:

وجملة: «هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (فرحين) ، جمع فرح وهو صفة مشبّهة مشتقّة من فرح يفرح الباب الرابع، وزنه فعل بفتح فكسر. البلاغة - مراعاة النظير وهو فن بديع جميل ورائع، ولقد سماه بعضهم التناسب والتوفيق، وحده أن يجمع الناظم والناثر بين امر وما يناسبه، سواء أكانت المناسبة لفظا أم معنى فقد ناسب سبحانه بين فرحين ويستبشرون، وبين عدم الخوف وعدم الحزن، وبين النعمة والفضل. [سورة آل عمران (3) : آية 171] يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الإعراب: (يستبشرون) مثل المتقدّم في الآية السابقة (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستبشرون) ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لنعمة (الواو) عاطفة (فضل) معطوف على نعمة مجرور مثله، (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (لا) نافية (يضيع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجر) مفعول به منصوب (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «يستبشرون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... «1» . والمصدر المؤوّل (أنّ الله لا يضيع ... ) في محلّ جرّ معطوف على

_ (1) أو في محلّ رفع بدل من جملة يستبشرون في الآية السابقة.

[سورة آل عمران (3) : آية 172]

نعمة ومتعلّق بما تعلّق به. وجملة: «لا يضيع ... » في محلّ رفع خبر أنّ. [سورة آل عمران (3) : آية 172] الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الإعراب: (الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (استجابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا) ، (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا) ، (ما) حرف مصدريّ (أصاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (القرح) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما أصابهم القرح) في محلّ جرّ مضاف إليه. (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أحسنوا) مثل استجابوا (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (أحسنوا) ، (الواو) عاطفة (اتّقوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله. جملة: «استجابوا لله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «أصابهم القرح» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة «للذين أحسنوا منهم أجر....» ويجوز أن يكون نعتا للمؤمنين في الآية السابقة.

الفوائد

وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسنوا. والجملة الاسميّة: «للذين أحسنوا.. أجر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الفوائد 1- القائد الحكيم. لم يكد يبزغ فجرّ اليوم الثاني لمعركة أحد حتى أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين بالتأهب للخروج لحاقا بالمشركين، وجعل ذلك وقفا على من حضر المعركة بالأمس. وخرج رسول الله بالجيش حتى بلغ حمراء الأسد، على بعد ثمانية أميال من المدينة باتجاه مكة، فأقام بها ثلاثة أيام متحديا جيش المشركين. أما الكفرة فقد ألقى الله في قلوبهم الرعب، وحسبوا أن المسلمين جاءهم المدد، فلم يلووا على شيء حتى بلغوا مكة. وكان من نتيجة ذلك أن مكّن رسول الله هيبة المسلمين في قلوب أعدائهم، من الأعراب والمشركين خارج المدينة، ومن اليهود والمنافقين داخلها، ورفع من معنويات المؤمنين، وقد عادوا من هذه الغزوة موفورين، إذ لم يتعرض لهم أحد من المشركين. [سورة آل عمران (3) : آية 173] الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) الإعراب: (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح «1» ، (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (الناس) فاعل مرفوع (إنّ) حرف

_ (1) وأجاز بعضهم أن يكون بدلا من الذين استجابوا ولكنّ أولئك هم غير هؤلاء. فالذين استجابوا هم أهل أحد، والذين قال لهم الناس هم بعض المؤمنين أو كلّهم.

الصرف:

مشبّه بالفعل (الناس) اسم إنّ منصوب (قد) حرف تحقيق (جمعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لكم) مثل لهم متعلّق ب (جمعوا) ، (الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّب (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (زاد) مثل قال و (هم) مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على التحذير المفهوم من سياق الآية (إيمانا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (قالوا) مثل جمعوا (حسب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع بحذف مضاف أي عون الله (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (الوكيل) فاعل مرفوع، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الله. جملة: «قال لهم الناس» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ الناس قد جمعوا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جمعوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اخشوهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة جمعوا «1» . وجملة: «زادهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة قال ... وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زادهم ... وجملة: «حسبنا الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نعم الوكيل» في محلّ نصب معطوفة على جملة حسبنا الله ... أو لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الوكيل) ، صفة مشبّهة من وكل يكل باب ضرب، وزنه فعيل.

_ (1) يجوز عطف الإنشاء على الخبر هنا لرابط السببيّة.

البلاغة

(حسبنا) ، مصدر بمعنى اسم الفاعل أي محسبنا- بضمّ الميم وكسر السين أي كافينا، وزن حسب فعل بفتح فسكون (وانظر الآية 206 من سورة البقرة) . البلاغة - العموم والخصوص: في ذكر الناس عامة بعد ذكر الخاصة، وهم أبو سفيان ومن معه وهذا من إطلاق العام وإرادة الخاص. [سورة آل عمران (3) : آية 174] فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) الإعراب: (الفاء) عاطفة (انقلبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل في انقلبوا (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لنعمة (الواو) عاطفة (فضل) معطوف على نعمة مجرور مثله (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يمسس) مضارع مجزوم و (هم) ضمير مفعول به (سوء) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (اتّبعوا) مثل انقلبوا (رضوان) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (فضل) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت لفضل مجرور مثله. وجملة: «انقلبوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا في السابقة. وجملة: «لم يمسسهم سوء» في محلّ نصب حال. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انقلبوا. وجملة: «الله ذو فضل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

البلاغة

البلاغة - اللف والنشر المرتب: في قوله: «بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ» مع طي ذكر الملفوف والمنشور، وهما: السلامة بالأجسام التي تعود إلى النعمة والربح بالتجارة الذي يعود إلى الفضل. [سورة آل عمران (3) : آية 175] إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) حرف لجمع الذكور (الشيطان) خبر مرفوع «1» ، (يخوف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ... والمفعول الأول مقدّر أي يخوّفكم (أولياء) مفعول به ثان منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخافوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (خافوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والواو فاعل و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون ... و (تم) اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ذلك الشيطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخوّف أولياءه» في محلّ نصب حال من الشيطان «2» .

_ (1) أو بدل من اسم الإشارة وجملة يخوّف خبر ... أو هو مبتدأ خبره جملة يخوّف، والجملة الاسميّة خبر اسم الإشارة. (2) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

[سورة آل عمران (3) : آية 176]

وجملة: «لا تخافوهم» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر «1» . وجملة: «خافون» في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة أو تفسيريّة ... وجواب الشرط المذكور محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فخافوني. [سورة آل عمران (3) : آية 176] وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (176) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (يحزن) مضارع مجزوم و (الكاف) ضمير مفعول به (الذين) موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يسارعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (في الكفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يسارعون «2» (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (يضرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه بعضه. (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يجعل) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل) (حظا) مفعول به منصوب (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (حظّا) ، (الواو) عاطفة (لهم) مثل الأول متعلّق

_ (1) أي: إن حثّوكم على المعصية فلا تخافوهم ... أو إن كنتم مؤمنين فلا تخافوهم. (2) أو يتعلق بفعل يسارعون بتضمينه معنى يقعون فيه.

الصرف:

بخبر محذوف (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله. والمصدر المؤوّل (ألا يجعل ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. جملة: «لا يحزنك الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسارعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّهم لن يضرّوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لن يضرّوا..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يريد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة أو اعتراضيّة. وجملة: «لا يجعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يضرّوا ... الصرف: (حظّا) الاسم بمعنى نصيب لفعل حظّ يحظّ باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون، يجمع على حظوظ بضم الحاء وحظاظ بكسر الحاء وأحظّ بفتح الهمزة وضمّ الحاء وتشديد الظاء. البلاغة 1- «إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً» التنكير في قوله «شيئا» لتأكيد ما فيه من القلة والحقارة وضالة الشأن. الفوائد 1- «يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا» «ألّا» مؤلفة من كلمتين مدغمتين، وهما: أن الناصبة ولا النافية، وإذا وقعت «لا» بعد أن الناصبة كهذا المثال فإنّ «لا» لا تحول دون «أن» وعملها، وتبقى ناصبة للفعل المضارع. ونحن نعلم أنّ «أن» هي حرف مصدر ونصب واستقبال، وهذه الخاصة الأخيرة «الاستقبال» ليست وقفا على «أن»

[سورة آل عمران (3) : آية 177]

وإنما سائر النواصب تضطلع بهذه الخاصة، فجميعها يحول معنى الفعل المضارع من الحال إلى الاستقبال «وأن» لا تقع بعد فعل بمعنى اليقين والعلم الجازم فإن وقعت فهي مخففة من «أنّ» نحو «أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا» . أما إذا وقعت بعد ما يدل على ظن أو شبهة جاز إعمالها وجاز إهمالها، والنصب أرجح. واعلم أنّ «أن الناصبة للمضارع لا تستعمل إلا في مقام الرجاء والطمع، وبعد ما لا يدلّ على يقين أو ظن» . [سورة آل عمران (3) : آية 177] إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (177) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (الكفر) مفعول به منصوب (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى بدّلوا (لن يضرّوا الله شيئا) مرّ اعرابها في الآية السابقة، (الواو) عاطفة (لهم عذاب أليم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة. جملة: إنّ الذين اشتروا ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: اشتروا ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: لن يضرّوا ... في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يضرّوا. البلاغة - «إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ» أي أخذوه بدلا منه، رغبة فيما أخذوه،

[سورة آل عمران (3) : آية 178]

وإعراضا عما تركوه، والاشتراء على سبيل الاستعارة المكنية. [سورة آل عمران (3) : آية 178] وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (178) «1» . الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة «2» ، (يحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم ... والنون نون التوكيد الثقيلة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ «3» ، (نملي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نملي) ... وعائد الموصول محذوف تقديره نمليه (خير) خبر أنّ مرفوع (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بخير و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نملي لهم) مثل الأول (اللام) حرف تعليل (يزدادوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (إثما) تمييز منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ ما نملي ... ) سدّ مسدّ مفعولي يحسب.

_ (1) هكذا رسمت في المصحف، ولكنّ الصحيح إملائيّا أن ترسم منفصلة (أنّ ما) سواء أكانت ما موصولة أم مصدريّة حتى لا تلتبس مع ما الزائدة الكافّة. (2) لأن ثمّة قراءة بالتاء (تحسبنّ) . [.....] (3) أو هو حرف مصدريّ يؤوّل مع ما بعده بمصدر في محلّ نصب اسم أنّ أي: أن إملاءنا لهم خير.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن يزدادوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نملي) الثاني. (الواو) عاطفة (لهم عذاب مهين) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة: «لا يحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نملي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «إنّما نملي ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نملي الثانيّة. البلاغة 1- «أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ» مستعار من أملى لفرسه إذا أرخى له الطول ليرعى كيف يشاء فقد شبه إمهالهم وترك الحبل لهم على غواربهم بالفرس الذي يملى له الحبل ليجري على سجيته فحذف المشبّه وهو الإمهال والترك وأبقى المشبّه به وهو الإملاء. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية. الفوائد 1- قوله تعالى: «أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ» أنّ المشبّهة بالفعل و «ما» المصدرية أو الموصولة وكلتاهما جائز كان حقهما أن تكتبا مفصولتين ولكن بقيتا متصلتين حفاظا على رسم القرآن الكريم وإيثارا له من التغير ومثل ذلك كثير في رسم القرآن ولم يضره تغير الرسم فيما دون القرآن. [سورة آل عمران (3) : آية 179] ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)

_ (1) في الآية (176) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يذر) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد لام الجحود، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أن يذر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بخبر كان المحذوف أي ما كان الله مريدا لأن يذر المؤمنين. (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يذر) ، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (عليه) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (حتّى) حرف غاية وجرّ (يميز) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الخبيث) مفعول به منصوب (من الطيّب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يميز) . والمصدر المؤوّل (أن يميز ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يذر) . (الواو) عاطفة (ما كان الله ليطلع) مثل ما كان الله ليذر و (كم) ضمير مفعول به (على الغيب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطلع) ، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يجتبي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من رسل) جارّ ومجرور متعلّق

ب (يجتبي) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (رسل) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (تتّقوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل تؤمنوا.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مرفوع (عظيم) نعت لأجرّ مرفوع مثله. جملة: «ما كان الله ليذر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «أنتم عليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يميز ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما كان الله ليطلعكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يطلعكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لكنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان.. الثانية. وجملة: «يجتبي ... » لا محلّ لها خبر لكن. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم مقدّر أي إذا جاءكم المجتبى من «الله فآمنوا به. وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد

وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا. وجملة: «لكم أجر» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الفوائد قوله تعالى: «حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ» . ينصب الفعل المضارع ب «أن» مضمرة وجوبا بعد «حتى» التي هي حتى الجارة، وهي بمعنى (إلى أو لام التعليل) نحو «قالُوا: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى» وقول القائل: «أطع الله حتى تفوز برضاه» وقد تكون بمعنى «إلّا» كقول الشاعر: ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل وتشترط في نصب الفعل بعدها بأن مضمرة أن يكون مستقبلا إما بالنسبة إلى كلام المتكلم، وإما بالنسبة إلى ما قبلها. فإن أريد بالفعل معنى الحال فلا تقدّر «أن» بل يرفع الفعل بعدها قطعا نحو «مرض فلان حتى ما يرجونه» وتكون حتى في هذه الحالة حرف ابتداء وما بعدها مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وهي حرف تبدأ به الجمل. وعلامة كون الفعل للحال أن يصلح وضع الفاء في موضع «حتى» كقولك «مرض فلان فلا يرجونه» . [سورة آل عمران (3) : آية 180] وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) الإعراب: (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (لا يحسبنّ الذين) مرّ

إعرابها «1» ، (يبخلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبخلون) ، (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتاهم) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل لا عمل له (خيرا) مفعول به ثان عامله يحسبنّ، أمّا المفعول الأول فمحذوف يدلّ عليه سياق الكلام وهو البخل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا) ، (بل) حرف إضراب مجرّد من العطف (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرّ) خبر مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق بشرّ. (السين) حرف استقبال (يطوّقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (بخلوا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بخلوا) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يطوّقون) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ميراث) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بما) مثل الأول متعلّق بخبير «2» ، (تعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (خبير) خبر المبتدأ الله، مرفوع. جملة: «لا يحسبنّ الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا

_ (1) في الآية (178) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون (ما) حرف مصدريّا ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.

الصرف:

يحسبنّ الذين كفروا ... وما بين الجملتين في حكم الاعتراض «1» . وجملة: «يبخلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «آتاهم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هو شرّ لهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيطوّقون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «بخلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لله ميراث ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «الله ... خبير» لا محلّ لها معطوفة على جملة سيطوّقون. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ. أو الحرفيّ. الصرف: (ميراث) ، اسم لما يترك بعد الموت من ورث يرث باب وثق، وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله موراث زنة مفعال بكسر الميم، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء فأصبح ميراثا. البلاغة 1- «وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» إظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لتربية المهابة. والالتفات من الغيبة إلى الخطاب بقوله «تعملون» للمبالغة في الوعيد والإشعار باشتداد غضب الرحمن الناشئ من ذكر قبائحهم. 2- المقابلة: فقد طابق بين خير وشر وبين السموات والأرض. الفوائد 1- اختلاف في القراءة: في قوله تعالى: «ولا يحسبنّ» قراءتان الثانية منهما «ولا يحسبنّ» وينجم عن

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة.

[سورة آل عمران (3) : آية 181]

الاختلاف في القراءة حذف وتقدير في مفعولي حسب، ووراء ذلك بحث دقيق ومفيد في «مغنى اللبيب» في بابه الخامس وهو إن دل على شيء فإنما يدل على معاضلة النحاة وتمحلهم في أمور كان من الخير لهم وللقراء أن يبسطوها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وقد يغني عن خلافهم الطويل الممل قول أحدهم: يجوز حذف أحد مفعولي أفعال القلوب للاختصار إذا كان هنالك دليل يدل عليه. وقد أجاز ذلك الجمهور قياسا على الأفعال التي يحذف مفعولها كقوله تعالى: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» وقوله «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا» ومن له ضلع في هذه المعاناة فعليه بمغنى اللبيب. [سورة آل عمران (3) : آية 181] لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (181) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (سمع) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قول) مفعول به منصوب (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (فقير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أغنياء) خبر مرفوع وامتنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء المؤنثة الممدودة (السين) حرف استقبال (نكتب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ما) حرف مصدريّ «1» (قالوا)

_ (1) هذا الإعراب أولى ليعطف المصدر الصريح الآتي (قتل) على المصدر المؤوّل، ويجوز أن يكون ما اسما موصلا، مفعولا به، والعائد محذوف.

الصرف:

مثل الأول. والمصدر المؤوّل (ما قالوا) في محلّ نصب مفعول به عامله فعل الكتابة «1» . (الواو) عاطفة (قتل) معطوف على المصدر المؤوّل منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الأنبياء) مفعول به للمصدر قتل منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في قتلهم (حقّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (نقول) مثل نكتب (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الحريق) مضاف إليه مجرور. جملة: «سمع الله ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ الله فقير» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نحن أغنياء» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «سنكتب..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنكتب. وجملة: «ذوقوا» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (الحريق) الاسم من حرق يحرق باب نصر وهو بمعنى المحرق بكسر الراء، وزنه فعيل، وقد يقصد به المصدر وهو الحرق.

_ (1) قيل الكتابة حقيقية تدوّن أعمال الإنسان في كتاب، وقيل مجازية بمعنى إحصاء عمل الإنسان.

البلاغة

البلاغة 1- «وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ» الذوق وجود الطعم في الفم، وأصله فيما يقل تناوله دون ما يكثر فإنه يقال له: أكل، ثم اتسع فيه فاستعمل لإدراك سائر المحسوسات والحالات من قبيل الاستعارة المكنية. 2- الطباق: بين فقير وأغنياء. الفوائد 2- قوله: «وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ» عقد علماء النحو فصلا حول عمل المصدر نوجزه بما يلي: يعمل المصدر عمل فعله متعديا ولازما. فإن كان فعله لازما احتاج إلى الفاعل فقط، نحو: «يعجبني اجتهاد سعيد» وقد أضيف المصدر إلى فاعله في هذا المثال، فسعيد مجرور لفظا مرفوع محلا، وإن كان متعديا احتاج إلى فاعل ومفعول به. وهو يتعدى إلى مفعوله، إما بنفسه نحو «ساءني عصيانك أباك. وإما بحرف الجر نحو «ساءني مرورك بمواضع الشبهة» ويجوز حذف فاعله من غير أن يتحمّل ضميره نحو «سرّني تكريم العاملين» فقد أضيف المصدر إلى مفعوله، والفاعل محذوف جوازا أي تكريم الناس العاملين. ويجوز حذف مفعوله كقوله تعالى: «وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ» أي استغفار إبراهيم ربه. والمصدر يعمل عمل فعله مضافا، أو معرفا بأل، أو مجردا من أل والإضافة. فالأول كقوله تعالى «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ» والثالث كقوله عزّ وجلّ: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ. أما الثاني فكقول الشاعر: لقد علمت أولى المغيرة أنني ... كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا

[سورة آل عمران (3) : آية 182]

وشرط عمل المصدر أن يكون نائبا عن فعله نحو: «ضربا اللصّ» أو أن يصحّ حلول الفعل مصحوبا بأن أو ما المصدريتين محلّه، فإذا قلت: سرّني فهمك الدرس صحّ أن تقول: سرني أن تفهم الدرس. وإذا قلت يسرني عملك الخير، صح أن تقول: يسرني أن تعمل الخير، وإذا قلت: يعجبني قولك الحق الآن، صحّ أن تقول: يعجبني ما تقول الحق الآن. فإذا أريد به المضيّ أو الاستقبال قدّر مصحوبا ب «أن» وإذا أريد به الحال قدّر مصحوبا بما كما مرّ. [سورة آل عمران (3) : آية 182] ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدريّ «1» ، (قدّمت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ما قدّمت أيديكم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك والباء سببيّة. (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ زائد (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (اللام) زائدة للتقوية «2» ، (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لصيغة المبالغة ظلّام. والمصدر المؤوّل (أنّ الله ليس بظلّام ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ما قدّمت ...

_ (1) يجوز أن يكون اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . (2) يجوز أن يكون حرف جرّ متعلّقا بصيغة المبالغة (ظلّام) .

الصرف:

جملة: «ذلك بما قدّمت أيديكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قدّمت أيديكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ. وجملة: «ليس بظلّام ... » في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (ظلّام) من صيغ المبالغة مشتقّ من ظلم يظلم باب ضرب، وزنه فعّال بتشديد العين، والظاهر أنه اسم منسوب إلى الظلم كحدّاد، ونجار، حتى لا يلزم في الآية نفي الكثرة وحدها دون الظلم من غير كثرة وهذا فاسد. البلاغة 1- «بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ» أي بسبب أعمالكم التي قدمتموها كقتل الأنبياء. والمراد من الأيدي الأنفس والتعبير بها عنها من قبيل التعبير عن الكل بالجزء. وقيل المراد بالأيدي السيئات وهذا من قبيل المجاز المرسل والعلاقة هي السببية لأن اليد هي السبب فيما يقترفه الإنسان من أعمال. الفوائد - قوله «لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» حرف الجرّ على ثلاثة أقسام: أصلي وزائد وشبيه بالزائد. أ- الأصلي ما يحتاج إلى متعلّق، ولا يستغنى عنه معنى ولا إعرابا نحو «كتبت بالقلم» . ب- الزائد هو ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلّق ولا يستغنى عنه معنى فقد جيء به لتوكيد مضمون الكلام، نحو «ما جاءنا من أحد» و «ليس سعيد بمسافر» . وهي أربعة أحرف «من والباء والكاف واللام» . ج- الشبيه بالزائد: وهو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى غير أنه لا يحتاج إلى متعلّق وهو خمسة أحرف «ربّ وخلا وعدا وحاشا ولعلّ» لأنه شبيه بالزائد لعدم حاجته إلى تعليق، ويشبه الأصلي لعدم الاستغناء عن لفظه ومعناه»

[سورة آل عمران (3) : آية 183]

ومن شاء الاستزادة في التعرف على مواطن الزيادة لهذه الحروف فعليه مراجعة بابها في مظانه من مطولات النحاة. [سورة آل عمران (3) : آية 183] الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (183) الإعراب: (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للموصول في الآية (181) أو بدل منه «1» ، (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عهد) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عهد) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (لرسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤمن) . والمصدر المؤوّل (ألّا نؤمن ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في، متعلّق ب (عهد) ، أي عهد إلينا في عدم الإيمان ... (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بقربان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتينا) . والمصدر المؤوّل (أن يأتينا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن) . (تأكل) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (النار) فاعل

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، في محلّ رفع، والجملة مستأنفة.

مرفوع ... (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) «1» و (الياء) ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (الواو) عاطفة (الباء) حرف جرّ و (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (جاء) وهو معطوف على البيّنات بإعادة الجارّ (قلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) حرف جرّ و (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قتلتموهم) ، (قتلتم) مثل قلتم و (الواو) زائدة لإشباع الضمّة في الميم و (هم) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه، (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ الله عهد» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عهد إلينا» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا نؤمن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول. وجملة: «يأتينا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «تأكله النار» في محلّ جرّ نعت لقربان. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد جاءكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قلتم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «قتلتموهم» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين فلم قتلتموهم

_ (1) أو متعلّق بمحذوف نعت لرسل.

الصرف:

وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة- أو تفسيرية- وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الصرف: (قربان) ، اسم لكلّ ما يتقرّب به إلى الله، وزنه فعلان بضمّ الفاء. الفوائد 1- قوله «تَأْكُلُهُ النَّارُ» أعرب النحاة «آل» للعهد وهذا يقودنا إلى استعراض ما قاله النحاة وعلماء اللغة بشأن هذا الحرف «ال» ورغم أن أقوال العلماء بهذا الشأن كثيرة ومشتتة فسوف نقدم للقارىء موجزا مقتضبا وملما بجوانب هذا اللفظ لما فيه من فائدة للطّلعة وكل رائد علم. فال التعريفية: تأتي جنسية، وزائدة، وعهدية، وهذه الثلاثة تصلح أن تكون علامة للاسم وإليك بيانها: 1- ال الجنسية: وهي ثلاثة أنواع أ- التي تذكر لبيان الحقيقة والماهية وهي التي لا تنوب عنها كلمة «كل» نحو «الكلمة قول مفرد» ب- التي تأتي لاستغراق الجنس حقيقة وتشمل أفراده نحو «وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً» وهي التي يحل محلها كلمة «كل» فيمكن أن نقول: وخلق كل إنسان ضعيفا ويكون الكلام صحيحا. ج- التي تكون لاستغراق الجنس مجازا وللمبالغة: نحو «أنت الرجل علما وأدبا» . 3- ال الزائدة: نوعان: لازمة، وغير لازمة. أ- اللازمة ثلاثة أقسام: أ- التي لازمت علما منذ وضعه في النقل مثل «اللّات، والعزّى» أو في الارتجال مثل «السموأل» . ب- التي في اسم للزمن الحاضر وهو «الآن» . ج- التي في الأسماء الموصولة مثل «الذي والتي وفروعهما» من التثنية والجمع

وهي زائدة في الثلاثة لأنه لا يجتمع على الكلمة الواحدة تعريفان. أما غير اللازمة، وهي العارضة، فهي نوعان: أ- واقعة في الشعر للضرورة أو في النثر شذوذا ففي الشعر كقول الرّماح بن ميادة: رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدا بأعباء الخلافة كاهله. وأما شذوذها في النثر كقولك: «ادخلوا الأول فالأول» . ب- التي تذكر في أول العلم مشيرة الى أصله: مثل: «الحارث» و «القاسم» و «الحسن والحسين» و «النعمان» وهي سماعية فلا يقاس عليها. 3- ال العهدية وهي ثلاثة أنواع: أ- للعهد الذكري: وهي التي يتقدم للاسم المعرّف بها ذكر نحو «كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ» . ب- للعهد العلمي: ويسمى أيضا «العهد الذهني» وهي التي يتقدم للاسم المعرّف بها علم نحو «إِذْ هُما فِي الْغارِ» . ج- للعهد الحضوري، وهي التي يكون الاسم المعرف بها حاضرا نحو: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» ومنه صفة اسم الإشارة نحو: «إن هذا الرجل نبيل» وصفة «أي» في النداء نحو: «يا أيها الإنسان» . 4- ال الموصولة: وهي اسم في صورة حرف وهي تدخل على أسماء الفاعلين والمفعولين. 5- ال النائبة عن الإضافة: نحو «وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى» اي عن هواها. 6- كتابة «ال التعريف» إذا دخلت على الأسماء التي أولها لام. أ- إذا دخلت ال التعريف على اسم أوله لام كتب بلامين نحو: اللحم اللبن، اللجين. ب- الأسماء الموصولة سائرها تكتب بلام واحدة لكثرة استعمالها. إلّا مثنّى الذي «اللّذين» فتكتب بلامين فتأمّل.

[سورة آل عمران (3) : آية 184]

[سورة آل عمران (3) : آية 184] فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (184) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (كذّب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (رسل) نائب فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لرسل و (الكاف) مضاف إليه (جاؤوا) مثل كذّبوا لا محلّ له (بالبينّات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (الزبر، الكتاب) اسمان معطوفان بحرفي العطف على البيّنات مجروران مثله (المنير) نعت للكتاب مجرور. جملة: «كذبوك» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في الآية السابقة، وجواب الشرط محذوف تقديره فاصبر كما صبر رسل من قبلك أو فتسلّ. وجملة: «قد كذّب رسل» لا محلّ لها تعليل للمقدّر لأن الفعل ماض لفظا ومعنى. وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها رفع نعت لرسل. الصرف: (زبر) ، جمع زبور، وأصله من الزبر أي الزجر، وسمي الكتاب الذي فيه الحكمة زبورا لأنه يزبر أي يزجرّ عن الباطل ويدعو إلى الحقّ.. وفي المختار: الزبر الزجرّ والانتهار وبابه نصر، والزبر أيضا الكتابة وبابه ضرب، وزبور وزنه فعول بفتح الفاء، والزبر فعل بضمّتين. (المنير) ، اسم فاعل من أنار الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم

[سورة آل عمران (3) : آية 185]

وكسر العين وفيه إعلال بالتسكين. [سورة آل عمران (3) : آية 185] كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (185) الإعراب: (كل) مبتدأ مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ذائقة) خبر مرفوع و (الموت) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (إنّما) كافّة ومكفوفة (توفّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (أجور) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (توفّون) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (زحزح) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (زحزح) ، (الواو) عاطفة (أدخل) مثل زحزح (الجنّة) مفعول به منصوب على السعة «1» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (فاز) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إلّا) أداة حصر (متاع) خبر الحياة مرفوع (الغرور) مضاف إليه مجرور. جملة: «كلّ نفس ذائقة.» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) الأصل في فعل (أدخل) أن يتعدّى بحرف الجرّ إلى مع المفعول الصريح، فلمّا بنيّ الفعل إلى المفعول بقيت التعدية بحرف الجرّ إلى، ثمّ حذف الجارّ لكثرة الاستعمال- أو السعة- فأصبح الاسم (الجنّة) منصوبا على المفعوليّة.

الصرف:

وجملة: «توفّون أجوركم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «من زحزح (الاسميّة) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «زحزح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «أدخل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة زحزح. وجملة: «قد فاز» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الحياة ... متاع» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ذائقة) ، مؤنث ذائق «2» ، وهو اسم فاعل من ذاق يذوق باب نصر، وقلب حرف العلّة همزة لمجيئه بعد ألف فاعل اطّرادا، والأصل ذاوق. (توفّون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله توفّاون، بسكون الواو الثانية اجتمع ساكنان فحذفت الألف تخلّصا من ذلك وبقيت الفاء مفتوحة دلالة على الحرف المحذوف، وزنه تفعّون بضمّ التاء وفتح العين المشدّدة. (فاز) ، فيه إعلال بالقلب أصله فوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين. البلاغة - «إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ» تشبيه بليغ فقد شبه سبحانه وتعالى الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغرر به حتى يشتريه ثمّ يتبين له فساده ورداءته. والشيطان

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا ... (2) أنّث لفظ (ذائقة) ليعود إلى كلّ نفس وفيه معنى الجمع. وقيل معنى النفس هنا هو الجسم لا الروح، فالجسم هو الذي يموت وليست الروح.. وقيل النفس تموت بدليل هذه الآية ... وهو اختيار أبي حيّان، فقد جاء في البحر المحيط: «وقال محمد بن عمر الرازي في هذه الآية دلالة على أن النفس لا تموت بموت البدن وعلى أنّ النفس غير البدن- انتهى- وهذه مكابرة في الدلالة فإنّ ظاهر الآية يدلّ على أنّ النفس تموت» أهـ. [.....]

الفوائد

هو المدلس الغرور. وهذا لمن آثرها على الآخرة فأما من طلب الآخرة بها فإنها متاع بلاغ. الفوائد 1- قوله تعالى: «وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ» . تعرّضنا فيما سبق ل «ما» إذا اتصلت بها «إنّ أو إحدى أخواتها» ، وأنها تعرب كافة ومكفوفة وعودة منا إليها نذكر هذه الفائدة. إذا كانت «ما» المتصلة بهذه الأحرف اسما موصولا أو حرفا مصدريا فلا تكفّها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر كقوله تعالى: «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ» ما هنا اسم موصول في محلّ نصب اسمها وجملة «ينفد» في محلّ رفع خبرها. أما قولك: «إنّ ما تستقيم حسن» ف «ما» هنا مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر وهذا المصدر في محلّ نصب اسم إن و «حسن» خبرها في إن استقامتك حسنة. ولعلك لاحظت أن «ما» تكتب منفصلة عن «إنّ» إذا كانت اسما موصولا أو مصدرية. وقد اجتمعت ما المصدرية وما الكافة في قول امرئ القيس. فلو أن أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليل من المال فلو ان ما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي فما في البيت الأول مصدرية والتقدير «لو أنّ سعيي» وهي في البيت الثاني زائدة كافة اي «لكني أسعى لمجد مؤثّل، فتأمّل فإنّ فيه لمتاعا لذوي الاختصاص. [سورة آل عمران (3) : آية 186] لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)

الإعراب:

الإعراب: (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (تبلونّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال ... والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل ... والنون نون التوكيد لا محلّ لها (في اموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبلونّ) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنفس) معطوف على أموال مجرور مثله و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تسمعنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل ... و (النون) نون التوكيد الثقيلة (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تسمعنّ) ، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (من الذين) مثل الأول متعلّق بما تعلق به الأول فهو معطوف عليه (أشركوا) فعل ماض ... وفاعله (أذى) مفعول به عامله تسمعنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (كثيرا) نعت لأذى منصوب مثله. (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تصبروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (تتّقوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إن و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (من عزم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الأمور) مضاف إليه مجرور. جملة: «تبلون» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «تسمعنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبلونّ. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

الصرف:

وجملة: «أشركوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «إن تصبروا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبروا. وجملة: «إنّ ذلك من عزم..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (تبلونّ) ، هذه الواو هي واو الضمير وليست لام الكلمة، وأصله تبلاون- بسكون الواو وقبل إدخال نون التوكيد على الفعل- فالتقى ساكنان فحذفت الألف فأصبح تبلون- بفتح اللام وسكون الواو، فلمّا دخلت نون التوكيد حذفت نون الرفع تخفيفا لتوالي الأمثال فأصبح تبلونّ- بسكون الواو وتشديد النون ثمّ حرّكت الواو بالضم تخلّصا من التقاء الساكنين وهما الواو، والنون الأولى من نون التوكيد- فأصبح تبلونّ. أمّا في (تسمعنّ) فإنّ ضمير الفاعل هو المحذوف ... وجرى في الفعل حالات الحذف لعلامة الرفع كما جرى في تبلونّ. (عزم) ، مصدر سماعيّ لفعل عزم يعزم باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي عزم بضمّ العين، ومعزم بفتح الميم والزاي أو كسر الزاي، وعزيم وعزمة بفتح العين والزاي، وعزيمة وعزمان بضمّ العين. الفوائد 1- ألمحنا فيما مضى أن نون رفع الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة تحذف لدى اتصاله بنون التوكيد بسبب توالي الأمثال. ولعلّه من المفيد أن نعقب هنا على هذه الخاصة في لغتنا العربية- وما أكثر خواصها- فخاصة التخفيف على اللسان والتسهيل في اللفظ هي ظاهرة عامة وأصيلة تشمل نواحي كثيرة من جوانب لغتنا والحذف بسبب توالي الأمثال جانب من جوانب هذه الخاصة سواء توالي النونات في

[سورة آل عمران (3) : آية 187]

المثال «1» الآنف الذكر، أو توالي التاءات في أول الفعل المضارع المبدوء بتاء وتتبعها تاء المضارعة فتحذف إحداهما لتوالي الأمثال. ولو شئنا أن نتبع أماكن التسهيل في هذه اللغة لخرجنا عن مخطط البحث إذ أنها كثيرة ومن شاء التملّي منها والتعرف على مسارها فعليه أن يطلبها من مكانها في كتب النحو والصرف وفقه اللغة وهو بحث طريف ومفيد. [سورة آل عمران (3) : آية 187] وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (187) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أخذ) فعل ماض (الله) فاعل مرفوع (ميثاق) مفعول به منصوب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (اللام) لام القسم (تبيّننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل ... والنون نون التوكيد و (الهاء) ضمير مفعول به (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبيّننّ) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (تكتمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (الفاء) عاطفة (نبذوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نبذوه) ، (ظهور) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اشتروا) ماض مبنيّ

_ (1) كذلك حذف واو الجماعة بسبب التقاء الساكنين فإن غاية هذا الحذف تسهيل النطق والعدول عن العسر إلى اليسر.

البلاغة

على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتروا) ، (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (الفاء) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير الفاعل «1» (يشترون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «أخذ الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تبيّننّه..» لا محلّ لها جواب قسم. وجملة: «لا تكتمونه» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «2» . وجملة: «نبذوه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذ الله. وجملة: «اشتروا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبذوه. وجملة: «بئس ما يشترون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشترون» في محلّ نصب نعت ل (ما) . البلاغة 1- «فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ» فإن النبذ وراء الظهر تمثيل واستعارة لترك

_ (1) هذا أحد أوجه إعراب (ما) ، ويجوز أن يكون (ما) فاعل فهو حينئذ معرفة. ويجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل تمييز للضمير المستتر أي: بئس (هو) شراء هذا الشراء ... والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هذا الشراء. (2) أجاز بعضهم أن تكون الجملة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنتم ... والجملة الاسميّة في محلّ نصب حال بجعل الواو واو الحال، ولا يصحّ أن تكون الجملة الفعلية المنفيّة الحاليّة مسبوقة بواو الحال.

الفوائد

الاعتداد وعدم الالتفات، وعكسه جعل الشيء نصب العين ومقابلها. 2- الالتفات: فقد انتقل الله سبحانه وتعالى من الغيبة في قوله «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» إلى الخطاب في قوله: «لتبيننه» ثمّ عاد إلى الغيبة، والحكمة من ذلك زيادة التسجيل المباشر عليهم. 3- «وَاشْتَرَوْا بِهِ» استعارة مكنية: حيث أن الاشتراء مستعار لاستبدال متاع الدنيا بما كتموه أي تركوا ما أمروا به وأخذوا بدله شيئا تافها حقيرا من حطام الدنيا. الفوائد 1- قوله تعالى «فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ» . لقد شغلت أفعال المدح والذم حيّزا كبيرا من جهود النحاة لما تشتمل عليه من أبحاث، سواء حول فاعلها أو تمييزها أو المخصوص بالمدح أو الذم فيها. ويهمنا في هذه الآية بيان ما ورد حول «تمييزها» من أحكام، فقد أجمعت آراء النحاة أنه يجب في تمييز هذه الأفعال خمسة أمور. 1- يجب تأخير تمييزها عنها: فلا يقال: «رجلا نعم زهير» . 2- أن يتقدم التمييز على المخصوص بالمدح والذم نحو «نعم رجلا زهير» أما تأخيره فهو نادر. 3- أن يكون التمييز مطابقا للمخصوص، إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا نحو «نعم رجلا زهير» ونعم رجلين زهير وخالد، ونعم رجالا أنتم، ونعمت فتاة فاطمة، ونعمت فتاتين فاطمة وسعاد، ونعمت فتيات المجتهدات. ومن ذلك قول الشاعر: نعم امرأين حاتم وكعب ... كلاهما غيث وسيف عضب 4- أن يكون قابلا ل «أل» لأنه محول عن فاعل مقترن بها فقولك: نعم رجلا زهير. فهو محوّل عن قولك: نعم الرجل زهير.

[سورة آل عمران (3) : آية 188]

وقد اختار المحققون في علم النحو أن «ما» في مثل قوله تعالى: «فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ» وقوله «فنعما هي» أنها نكرة تامة وتعرب تمييزا فهي في محلّ نصب ومثله قوله تعالى: «نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ» . 5- لا يجوز حذف تمييزها إذا كان فاعل هذه الأفعال ضميرا يعود على التمييز ونادرا ما يحذف. مثال ذلك: «إن قلت كذا فبها ونعمت» أي نعمت فعلة فعلتك. وفي هذا الباب أبحاث وتفريع واستثناءات ليس من صالحنا التعرض لها في المختصر فعليك بكتب النحو إن كنت من أبطال هذا الميدان. [سورة آل عمران (3) : آية 188] لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (188) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يفرحون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرحون) ، (أتوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (يحبّون) مثل يفرحون (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحمدوا) مضارع مبني للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو نائب فاعل (بما) مثل الأول «1» متعلّق ب (يحمدوا) ، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يفعلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) زائدة (لا تحسبنّ) مثل الأول وهو تكرار له لطول الكلام المتّصل بالأول و (هم)

_ (1) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها.

الصرف:

ضمير مفعول به أول) . (بمفازة جارّ مجرور متعلّق بمحذوف هو المفعول الثاني ل (تحسبنّهم) «1» ، (من العذاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمفازة «2» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله. والمصدر المؤوّل (أن يحمدوا ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يحبون، أي يحبون حمد الناس لهم. جملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفرحون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يحبّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يفرحون. وجملة: «يحمدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لم يفعلوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لا تحسبنّهم» لا محلّ لها استئناف مكرر. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مفازة) مصدر ميميّ من فاز يفوز باب نصر وزنه مفعلة بفتح الميم والعين.. والتاء فيه زائدة للمبالغة لا للتأنيث ... وقد يكون اسم مكان من الفعل نفسه، وفي الآية يصحّ المعنيان معا.

_ (1) أمّا المفعول الثاني ل (تحسبنّ) الأول فمحذوف دلّ عليه اللفظ المذكور (بمفازة) . (2) يجوز أن يتعلّق بمفازة إذا كان مصدرا.

[سورة آل عمران (3) : آية 189]

[سورة آل عمران (3) : آية 189] وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) حرف عطف (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع. جملة: «لله ملك السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : الآيات 190 الى 191] إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (191) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ) ، (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (اختلاف) معطوف على خلق مجرور مثله (الليل) مضاف إليه مجرور (النهار) معطوف بالواو على الليل مجرور مثله (اللام) لام التوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لأولي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف

نعت لآيات، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور. والجملة ... لا محلّ لها استئنافيّة. (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لأولي- أو بدل منه- «1» (يذكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (قياما) مصدر في موضع الحال منصوب «2» ، (قعودا) معطوف بالواو على (قياما) منصوب مثله (الواو) عاطفة (على جنوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يذكرون وهو معطوف على الحال الصريحة الأولى أي ومضطجعين على جنوبهم و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يتفكّرون) مثل يذكرون (في خلق) مثل الأول متعلّق ب (يتفكّرون) ، (السموات والأرض) مثل الأول (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (خلقت) فعل ماض وفاعله (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (باطلا) حال منصوبة «3» (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبح منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّب «4» ، (قنا) فعل أمر دعائي مبنيّ على حذف

_ (1) يجوز قطعه عن الوصف وجعله خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم أو في محلّ نصب على المدح. (2) وإذا ضمّن فعل يذكرون معنى يصلّون أي يقومون ويقعدون فإنّ قياما مفعول مطلق نائب عن المصدر أما إذا كان (قياما وقعودا) جمعا لقائم وقاعد فهما حالان ليس غير. (3) أعربه الزمخشريّ مفعولا طلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي ما خلقت هذا خلقا باطلا ... أو هو على إسقاط الجارّ إما الباء أو اللام. (4) يجوز أن تكون رابطة لجواب شرط مقدّر.

الصرف:

حرف العلّة و (نا) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عذاب) مفعول به ثان منصوب (النار) مضاف إليه مجرور. وجملة: «يذكرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتفكّرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة النداء: «ربنا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، وهذا القول حال من الفاعل في (يذكرون ويتفكرون) . وجملة: «ما خلقت هذا باطلا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «سبحانك» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «قنا عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما خلقت «1» . الصرف: قياما، إمّا مصدر قام يقوم باب نصر، وزنه فعال بكسر الفاء، وإمّا جمع قائم اسم فاعل من قام يقوم، وقد قلبت الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله قاوم، وفي قيام إعلال بالقلب أصله قواما وهو مصدر أو بلفظ المصدر. (قعودا) ، (إمّا) مصدر سماعيّ لفعل قعد يقعد باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وإما جمع قاعد اسم فاعل من قعد على وزن فاعل.- (جنوب) ، جمع جنب، اسم لشقّ الإنسان وغيره وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- الطباق: الذي جمع حالات الإنسان الثلاث في الصلاة وهي القيام والقعود والاضطجاع على الجنب أو الاستلقاء. 2- المجاز المرسل: فقد ذكر «السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» ، ومراده ما فيهما من أجرام

_ (1) أو جواب شرط مقدّر أي: ان قصّرنا- أو أذنبنا- فقنا عذاب النار.

الفوائد

عظيمة بديعة الصنع صالحة للاستغلال في سبيل النفع الإنساني، والعلاقة محلية. 3- الإيجاز: في قوله تعالى «وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» . حيث انطوى تحت هذا الإيجاز كل ما تمخض عنه العلم من روائع المكتشفات وبدائع المستنبطات. الفوائد 1- الإيمان بين الفلسفة والقرآن. لا تكاد تجد أعظم وأشمل من هذه الآيات في مناحي الإيمان عن طريق الفكر والقرآن ويكاد يجمع الفلاسفة أن لدى الإنسان أفكارا فطرية يمده بها عقله لإدراك الحقائق التي لا تطالها الأدلة العقلية والبراهين المنطقية. من هؤلاء الفلاسفة المؤلهة منهم المتقدمون مثل «أفلاطون وأرسطو» من فلاسفة الاغريق ومنهم المتأخرون مثل ديكارت وكانت وبرغثون وغيرهم كثير، كلهم يرون أنه بمقدور الإنسان أن يعتمد على أفكاره الفطرية لإدراكه وجود الله، فما عليه إلا أن ينظر في ملكوت الله وذلك الإتقان والإبداع الذي اتصفت به مخلوقات الله، من الذرة إلى المجرة، ومن النبتة الصغيرة إلى الدوحة الكبيرة، ومن ذرة الرمل إلى الطود الكبير، ومن قطرة الماء إلى المحيط العظيم. كل ذلك يدلنا دلالة فطرية على وجود مبدع عظيم وراء هذا الإبداع والاختراع ولم يجد الغزالي والفارابي وابن رشد وغيرهم من فلاسفة الإسلام ومفكريه مناصا من اللجوء إلى هذا الدليل على وجوده تعالى، إلى جانب البراهين العلمية المركبة الصعبة ولعلهم جميعا كانوا يقتبسون من نور هذه الآية رشدهم، فيقفون مليا أما قوله تعالى: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ» إلى آخر الآيات.

[سورة آل عمران (3) : آية 192]

[سورة آل عمران (3) : آية 192] رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192) الإعراب: (ربّنا) سبق إعرابه في الآية السابقة وهو تأكيد للنداء المتقدّم (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم (إن) (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل مقدّم (تدخل) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (النار) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (أخزيت) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (أنصار) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. جملة: «ربّنا إنك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة- أو استئنافيّة. وجملة: «إنّك من تدخل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ندخل النار» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قد أخزيته» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما للظالمين من أنصار» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة 1- إظهار النار في موضع الإضمار: لتهويل أمرها وذكر الإدخال في مورد العذاب لتعيين كيفيته وتبيين غاية فظاعته. 2- في الآية فن الإطناب: وهو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة بأمور، منها: آ- ذكر الخاص بعد العام: للتنبيه على فضل الخاص.

[سورة آل عمران (3) : آية 193]

ب- ذكر العام بعد الخاص: والغرض من ذلك إفادة الشمول مع العناية بالخاص. ج- الإيضاح بعد الإبهام. د- التكرير: فقد تكرر ذكر «ربّنا» وذلك للتضرع، وإظهار لكمال الخضوع، وعرض للاعتراف بربوبيته تعالى مع الإيمان به. هـ- الاعتراض: وهو أن يؤتى خلال الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة لا محلّ لها من الإعراب لفائدة ثانوية. والاحتراس: وهو كل زيادة تجيء لدفع ما يوهمه الكلام مما ليس مقصودا. 3- «وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ» في الآية فن وضع الظاهر موضع المضمر. فقد وضع الظالمين موضع ضمير المدخلين لذمهم والإشعار بتعليل دخولهم النار بظلمهم ووضعهم الأشياء في غير مواضعها. [سورة آل عمران (3) : آية 193] رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193) الإعراب: (ربّنا) مر إعرابه «1» ، (إننا) مثل إنك في الآية السابقة (سمعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (مناديا) مفعول به منصوب (ينادي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (للإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينادي) «2» ، (أن) حرف مصدريّ «3» ، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف

_ (1) في الآية (191) من هذه السورة. (2) اللام بمعنى إلى وقيل هي للتعليل.. وقيل هي بمعنى الباء. (3) والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف وهو الباء والجارّ والمجرور [.....]

النون ... والواو فاعل (بربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (آمنّا) مثل سمعنا (ربّنا) مرّ اعرابه، (الفاء) عاطفة تربط المسبّب بالسبب (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) ، (ذنوب) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (كفّر عنّا سيّئاتنا) مثل اغفر لنا ذنوبنا، والجارّ متعلّق ب (كفّر) ، وعلامة النصب في المفعول الكسرة (الواو) عاطفة (توفّ) أمر دعائيّ مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (توفّنا) ، (الأبرار) مضاف إليه مجرور. جملة: «ربّنا إننا ... » لا محلّ لها استئنافيّة مكرّرة للاسترحام. وجملة: «إننا سمعنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «سمعنا مناديا» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ينادي ... » في محلّ نصب نعت ل (مناديا) «1» . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آمنّا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «ربّنا (الثانية) » لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنا «2» . وجملة: «كفّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.

_ (1) متعلّق ب (ينادي) ويجوز أن يكون (أن) حرف تفسير، والجملة بعده لا محلّ لها تفسيريّة. (2) : جعلها أبو علي الفارسيّ مفعولا به ثانيا لفعل سمعنا. يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي: إن قبلت إيماننا فاغفر ...

الصرف:

وجملة: «توفّنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر. الصرف: (مناديا) ، اسم فاعل من نادى الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (توفّنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، كان في مضارعه: يتوفّاه الله- فحذف حرف العلّة في الأمر، وزنه تفعنا. (الأبرار) ، جمع برّ من فعل برّ يبرّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل ... وأمّا بارّ اسم الفاعل من برّ فجمعه بررة وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام. [سورة آل عمران (3) : آية 194] رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194) الإعراب: (ربّنا) مرّ إعرابه «1» ، (الواو) عاطفة (آتنا) مثل قنا في الآية السابقة (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (وعدت) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (التاء) فاعل و (نا) ضمير مفعول به (على رسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (وعدتنا) وهو على حذف مضاف أي على ألسنة رسلك و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخز) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخزنا) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1) في الآية (191) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به على حذف مضاف أي: أثر وعدك.

البلاغة

و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (تخلف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الميعاد) مفعول به منصوب. جملة: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «آتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة توفّنا في الآية السابقة. وجملة: «وعدتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . وجملة: «لا تخزنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا.. وجملة: «إنّك لا تخلف ... » لا محلّ لها تعليليّة ... وجملة: «لا تخلف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.. البلاغة 1- في هذه الآية الكريمة فن «الإسجال» وهو فن منقطع النظير وحدّه أن يقصد المتكلم غرضا من الأغراض فيأتي بألفاظ تقرر ذلك الغرض: فقد سجل المولى سبحانه وتعالى على ألسنة عباده تحقيق موعوده على لسان رسوله وذلك في قوله «ما وَعَدْتَنا» تجد أن هذا الوعد قد أصبح مبرما لا انفكاك لإبرامه. [سورة آل عمران (3) : آية 195] فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (استجاب) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل استجاب (ربّ) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (أضيع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عمل) مفعول به منصوب (عامل) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لعامل (من ذكر) جارّ ومجرور بدل من الجارّ والمجرور المتقدّم بإعادة الجارّ «1» ، (أو) حرف عطف (أنثى) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (بعض) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض. والمصدر المؤوّل (أنّي لا أضيع ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (استجاب ... ) أي استجاب لهم ربّهم بأنّي لا أضيع ... (الفاء) استئنافيّة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (هاجروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (الواو) عاطفة (أخرجوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... والواو نائب فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أوذوا) مثل أخرجوا (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوذوا) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قاتلوا) مثل هاجروا (الواو) عاطفة (قتلوا) مثل أخرجوا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أكفرنّ) مضارع مبنيّ

_ (1) أجاز بعضهم أن تكون (من) زائدة لاعتمادها على نفي و (ذكر) منصوب محلا على الحال ... أو الجارّ والمجرور تمييز لضمير الخطاب في (منكم) .

على الفتح في محلّ رفع ... والنون نون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عنهم) مثل له متعلّق ب (أكفّر) ، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لأدخلنّهم) مثل لأكفّرنّ ... و (هم) مفعول به أوّل (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الأنهار و (ها) ضمير مضاف إليه، وفيه حذف مضاف أي من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (ثوابا) مفعول مطلق ناب عن المصدر «1» ، لأنه اسم مصدر أو اسم لما يثاب به (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (ثوابا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الهاء) ضمير مضاف إليه (حسن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الثواب) مضاف إليه مجرور. جملة: «استجاب ... » ربّهم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا أضيع ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «بعضكم من بعض» في محلّ نصب حال من عامل، أو في محلّ جرّ نعت له «2» . وجملة: «الذين هاجروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير المفعول به في (أدخلنّهم) أي مثابين ... أو حالا من جنّات أي مثابا بها ... أو بدلا من جنّات بتضمين الفعل معنى أعطينّهم. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها ... أو اعتراضيّة وجملة الذين هاجروا معطوفة على الاستئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «هاجروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أوذوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «أخرجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «قاتلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «قتلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «أكفّرنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم المقدّرة مع جوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «أدخلنّهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «الله عنده حسن الثواب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عنده حسن الثواب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (أوذوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أوذيوا- بكسر الذال وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الذال، فلمّا التقى ساكنان، الياء وواو الجماعة، حذفت الياء فصار أوذوا ... وفيه إعلال آخر بقلب الهمزة الثانية في المدّة إلى واو حين بنائه للمجهول، أصله آذى- من غير واو الجماعة- وفي المجهول أوذي بياء في آخره، ثمّ خفّفت الهمزة الثانية فصار أوذي، ثمّ لحقته واو الجماعة فصار أوذوا- بعد الإعلال بالحذف- وزنه أفعوا. البلاغة 1- «فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ» في هذه الآية

_ (1) وهذا ردّ من يقول: إنّ جملة القسم لا تكون خبرا لمبتدأ.

[سورة آل عمران (3) : الآيات 196 إلى 197]

الكريمة يوجد التفات من الغيبة إلى التكلم والخطاب. وذلك لإظهار كمال الاعتناء بشأن الاستجابة وتشريف الداعين بشرف الخطاب، والمراد تأكيدها ببيان سببها والإشعار بأن مدارها أعمالهم التي قدموها على الدعاء لا مجرد الدعاء. 2- لقد جاء ختام سورة آل عمران جميلا وحسنا، وكما جاء ختام سورة البقرة متضمنا ومشتملا على الدعاء جاء ختام سورة آل عمران متضمنا ومشتملا على عدد من الوصايا النافعة وهذا من حسن الختام، ليبقى راسخا في الأسماع. [سورة آل عمران (3) : الآيات 196 الى 197] لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (197) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (يغرّنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم ... والنون نون التوكيد الثقيلة و (الكاف) ضمير مفعول به (تقلّب) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في البلاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقلّب) (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التقلّب «1» (قليل) نعت لمتاع مرفوع مثله (ثمّ) حرف عطف (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم. جملة: «لا يغرّنّك تقلّب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ- لأنه وصف- خبره محذوف تقديره تقلّبهم.

[سورة آل عمران (3) : آية 198]

وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: « (هو) متاع» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «بئس المهاد» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة آل عمران (3) : آية 198] لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (198) الإعراب: (لكن) حرف استدراك لا عمل له (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (تجري من تحتها الأنهار) مرّ إعرابها «1» ، (خالدين) حال منصوبة من الهاء في (لهم) ، وعلامة النصب الياء (فيها) مثل لهم متعلّق بخالدين (نزلا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي تنزلهم نزلا، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نزلا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (للأبرار) جارّ ومجرور متعلّق بخير. جملة: «الذين اتّقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (196) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «اتّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم جنّات..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «تجري ... » الأنهار في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: «ما عند الله خير..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نزلا) ، إمّا مصدر بمعنى العطاء والفضل وزنه فعل بضمّتين، وإمّا اسم لما هيّئ للضيف من طعام وإمّا جمع مفرده نازل ... [سورة آل عمران (3) : آية 199] وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (199) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لام) لام التوكيد (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (ما) موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما أنزل إليهم) مثل ما أنزل إليكم (خاشعين) حال منصوب من فاعل يؤمن العائد على من، وجمع مراعاة للمعنى (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخاشعين (لا) نافية

[سورة آل عمران (3) : آية 200]

(يشترون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يشترون) بتضمينه معنى يستبدلون (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت منصوب (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقّدم (أجر) مبتدأ مؤخر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم، (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور. جملة: «إن من أهل ... لمن» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمن بالله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنزل إليكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «أنزل إليهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لا يشترون» في محلّ نصب حال من فاعل يؤمن. وجملة: «أولئك لهم أجرهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «إنّ الله سريع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. [سورة آل عمران (3) : آية 200] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في

الفوائد

محلّ نصب بدل- أو نعت- لأيّ على المحلّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (اصبروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، (صابروا، رابطوا، اتّقوا) مثل اصبروا (الله) لفظ الجلالة مفعول به عامله اتّقوا (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تفلحون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة النداء: «يأيّها الذين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اصبروا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «صابروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «رابطوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ ... الفوائد 1- حسن الختام يختتم سبحانه وتعالى هذه السورة بهذه الآيات التي تتضمّن نوعا من الابتهالات التي لا نكاد نجد لها مثيلا إلا في آخر سورة البقرة، فكل من السورتين تنتهي بهذا الضرب من التوسل. المشفوع بهذا الجرس الموسيقي الأخّاذ «رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا..» وقوله تعالى «رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ»

وحسن الختام هذا ظاهرة من ظواهر الكثير من سور التنزيل، وروعة من روائع القرآن الكريم ينتهي القارئ من سماع السورة وقد امتلأت نفسه وفكره وذوقه بهذه الروعة الأخاذة التي تضم في سياقها روعة المبنيّ وروعة المعنى سواء بسواء. وحسن الختام بديعة من بدائع اللغة العربية وقد تكون خاصة من خصائص التعبير لدى سائر الشعوب، يرتفع بها أناس فيحلقون في آفاق البلاغة ويهبط لفقدها أناس فيمسخون بلاغة الحديث مسخا ... 2- إن أسلوب الابتهال وفكرة التوسل هي أحسن ما تختم بها سور القرآن ولا سيما الطويلة منها، فإنها تورث القلوب راحة والنفوس طمأنينة والعقول رضى واستسلاما وفي هذا ملاك السعادة في الحياة والاطمئنان لما بعد الممات. [انتهت سورة آل عمران ويليها سورة النساء]

[سورة النساء]

[سورة النساء] من الآية 1- إلى الآية 23 [سورة النساء (4) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه، (الناس) بدل من أيّ تبعه في

الرفع لفظا- أو نعت له- (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ (خلق) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من نفس) جار ومجرور متعلّق ب (خلقكم) ، (واحدة) نعت لنفس مجرور مثله (الواو) عاطفة (خلق) ، مثل الأول (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خلق) ، (زوج) مفعول به منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بثّ) مثل خلق (منهما) مثل الأول متعلّق ب (بثّ) ، (رجالا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (نساء) معطوف على (رجالا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (اتّقوا الله) مثل اتّقوا ربّ (الذي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (تساءلون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين.. والواو فاعل (به) مثل منها متعلّق ب (تساءلون) ، (الواو) عاطفة (الأرحام) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله.. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رقيبا) وهو خبر كان منصوب. جملة النداء: «يأيّها الناس» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «اتّقوا ربّكم» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «بثّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا ربّكم.

الصرف:

وجملة: «تساءلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة: «كان عليكم رقيبا» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (تساءلون) ، أصله تتساءلون، وقد حذفت إحدى التاءين تخفيفا. (رقيبا) ، صفة مشبّهة من رقب يرقب باب نصر، وزنه فعيل. البلاغة 1- في هذه الآية الكريمة فن براعة الاستهلال فقد استهل السورة بالإشارة إلى بدء الخلق والتكوين، وألمع إلى دور المرأة المهم، وأوصى بصلة الرحم. الفوائد 1- إشارة بالغة الأهمية استهل سبحانه كلامه في هذه السورة مشيرا إلى أكثر الأمور إعجازا في خلقه سبحانه وهو الحياة، وقوامها الذكورة والأنوثة، وقد شغلت مشكلة «الزوجية» هذه الفلاسفة قديمهم وحديثهم وكثير منهم استدلوا على عظمة الله ووحدانيته من هذه الزاوية فقالوا يستحيل على المصادفة العمياء التي وصفت بها الطبيعة أن ترشد إلى اتخاذ الذكورة والأنوثة وسيلة لاستمرار النوع في مئات الأنواع بل آلافها وعلى قرار واحد، ولا بد من إله قادر ومريد يمسك بدفة الحياة ويوجهها وجهتها الحق ويضع لها نواميسها ويحكم صنعها وبرءها. 2- ألمحنا فيما مضى من الكتاب إلى اعراب «أي» وأنه يتوصل بها إلى نداء الاسم المعرف ب «ال» . ونشير هنا إلى أن لها استعمالات أخرى نرى في ذكرها تمام الفائدة فنقول: 3- أي الاستفهامية ويطلب بها تعيين الشيء نحو «أي رجل جاء» ؟ وأية امرأت جاءت؟

[سورة النساء (4) : آية 2]

ب- وقد تتضمن معنى الشرط فتجزم فعلين مضارعين نحو «أي رجل يستقم ينجح» . ج- وقد تأتي للدلالة على معنى الكمال وتسمّى «أيّا الكمالية» نحو «خالد رجل أيّ رجل» ولا تستعمل إلا مضافة، وتعرب صفة بعد النكرة وحالا بعد المعرفة. د- وتأتى وصلة لنداء ما فيه «ال» كما مرّ معنا وتتبعها هاء التنبيه نحو «يا أيها الناس» . هـ- وقد تكون اسما موصولا. وهي في جميع حالاتها معربة بالحركات الثلاث باستثناء أي الموصولية عند ما تضاف ويحذف صدر صلتها كقوله تعالى «ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا» ففي هذه الحالة يجوز بناؤها وإعرابها والبناء أفصح. [سورة النساء (4) : آية 2] وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (2) الإعراب: (الواو) عاطفة (آتوا) مثل اتّقوا في الآية السابقة (اليتامى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أموال) مفعول به ثان منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتبدلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الخبيث) مفعول به منصوب (بالطيّب) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتبدّلوا) ، (الواو) عاطفة (لا تأكلوا) مثل لا تتبدّلوا (أموالهم) مثل الأول (إلى أموال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أموالهم «1» أي مضمومة إلى أموالكم و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1) يجوز أن يتعلّق بفعل تأكلوا على أن يتضمّن معنى تضمّوا أو تجمعوا.

الصرف:

و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ يعود إلى المنهىّ عنه من التبديل والأكل (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي هذا العمل (حوبا) خبر كان منصوب (كبيرا) نعت منصوب. جملة: «آتوا اليتامى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله في الآية السابقة. وجملة: «تتبدّلوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا اليتامى. وجملة: «تأكلوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا اليتامى. وجملة: «إنّه كان..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان حوبا..» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (حوبا) ، مصدر حاب يحوب باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون.. وثمّة مصدر آخر بفتح الفاء. البلاغة 1- «وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ» المراد بإيتاء أموالهم تركها سالمة غير متعرض لها بسوء، فهو مجاز مستعمل في لازم معناه، لأنها لا تؤتى إلا إذا كانت كذلك، والنكتة في هذا التعبير الإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون الغرض من ترك التعرض إيصال الأموال إلى من ذكر لا مجرد ترك التعرض لها. وعلى هذا يصح أن يراد باليتامى الصغار على ما هو المتبادر، والأمر خاص بمن يتولى أمرهم من الأولياء والأوصياء. وإذا كان المراد إعطاء الأموال من بلغوا سن الرشد، بعد أن كانوا يتامى تكون كلمة «يتامى» هنا مجازا مرسلا، لأنها استعملت في الراشدين. والعلاقة اعتبار ما كانوا عليه. 2- «وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ» استعارة مكنية: فقد شبه أموالهم بطعام يؤكل، ثمّ استعار لها ما هو من أبرز خصائص

[سورة النساء (4) : آية 3]

الطعام وهو الأكل، وفي هذه الاستعارة سرّ من أدق الأسرار: فأهل البيان يقولون: المنهي متى كان درجات، فطريق البلاغة النهي عن أدناها، تنبيها على الأعلى، كقوله تعالى: «فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» وإذا اعتبرت هذا القانون بهذه الآية وجدته ببادئ الرأى مخالفا لها، إذ أعلى درجات أكل مال اليتيم في النهي أن يأكله وهو غني عنه، وأدناها أن يأكله وهو فقير إليه، فكان مقتضى القانون المذكور أن ينهى عن أكل مال اليتيم من هو فقير إليه، حتى يلزم نهي الغني عنه من طريق الأولى. ولا شك أن النهي عن الأدنى وإن أفاد النهي عن الأعلى إلا أن للنهي عن الأعلى أيضا فائدة أخرى جليلة لا تؤخذ من النهي عن الأدنى، وذلك أن المنهي كلما كان أقبح كانت النفس عنه أنفر، والداعية إليه أبعد، ولا شك أن المستقر في النفوس أن أكل مال اليتيم مع الغنى عنه أقبح الصور الأكل، فخصص بالنهي تشنيعا على من يقع فيه. 4- الطباق: بين الخبيث وهو الحرام من المال والطيب وهو الحلال المستساغ. [سورة النساء (4) : آية 3] وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُولُوا (3) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تقسطوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (في اليتامى) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقسطوا) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف وفيه حذف مضاف أي في نكاح اليتامى «1» .

_ (1) ونزلت الآية في حقّ أولياء اليتامى.

والمصدر المؤوّل (ألّا تقسطوا ... ) في محلّ نصب مفعول به.. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (انكحوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (طاب) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طاب) ، (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير الفاعل في طاب «2» ، (مثنى) حال منصوبة من ما «3» ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وامتنع من التنوين لعلّتي الوصف والعدل (الواو) حرف عطف للتخيير (ثلاث) معطوف على مثنى منصوب ممنوع من الصرف (رباع) مثل ثلاث منصوب (الفاء) عاطفة (إن خفتم ألّا تعدلوا) مثل خفتم ألّا تقسطوا، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (واحدة) مفعول به لفعل محذوف تقديره انكحوا (أو) حرف عطف للتخيير (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على واحدة «4» ، (ملكت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه.. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى نكاح الأربعة أو الواحدة أو التسرّي و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.

_ (1) استعملت (ما) هنا للنساء- وهنّ عواقل- لأنها واقعة على النوع، أي فانكحوا النوع الذي طاب لكم من النساء. (2) وهنّ الأجنبيّات غير اليتامى. [.....] (3) وقال أبو البقاء: حال من النساء وهو ضعيف على رأي أبي حيّان. (4) انظر الحاشية رقم (1) أعلاه. ف (ما) هنا مثل تلك.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ألّا تعدلوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره إلى أن أو لأن، متعلّق بأدنى. جملة: «إن خفتم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقسطوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «انكحوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «طاب لكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إن خفتم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن خفتم (الأولى) . وجملة: « (انكحوا) واحدة» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ملكت أيمانكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ذلك أدنى..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تعولوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (طاب) فيه إعلال بالقلب أصله طيب تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. (مثنى) ، صفة مشتقّة على وزن مفعل بفتح الميم والعين، وهو معدول عن لفظ آخر وهو اثنتان اثنتان أو ثنتان ثنتان. (ثلاث) ، صفة مشتقّة على وزن فعال بضمّ الفاء.. وهو معدول عن لفظ آخر هو ثلاث ثلاث بفتح الثاء. (رباع) ، مثل ثلاث. (تعولوا) ، ماضيه عال، باب نصر وهو بمعنى جار. البلاغة 1- فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ» في هذه الآية فن التغليب. حيث أوثرت «ما» على «من» ذهابا إلى الوصف من البكر أو الثيب

الفوائد

مثلا، و «ما» تختص- أو تغلب- في غير العقلاء فيما إذا أريد الذات، وأما إذا أريد الوصف فلا، كما تقول: ما زيد؟ في الاستفهام أي أفاضل أم كريم؟ وأكرم ما شئت من الرجال تعني الكريم أو اللئيم. الفوائد 1- القاعدة أنّ «من» للعاقل و «ما» لغير العاقل ولكن هناك تجوزا لكل منهما ففي هذه الآية قد استعملت «ما» للعاقل. على غير القاعدة. وقد ذهب النحاة إلى أن ذلك قليل، وأكثر منه إذا اقترن العاقل بغير العاقل في حكم واحد كقوله سبحانه «يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» فقد دخل تحت هذا الحكم ما يعقل وما لا يعقل على حد سواء.. 2- رفع الحيف عن اليتيمة. كان من عادة العرب في الجاهلية أن يضنّ وليّ اليتيمة بها عن غيره إذا كان جميلة وغنية، فيتزوجها. وقد تكون كارهة فأراد الله تحريرها من هذا الغبن المقيت فأنزل هذه الآية. 3- ورد في كتب النحو في باب الممنوع من الصرف، أن المعدول عن العدد من واحد إلى عشرة يمنع من الصرف وسبب العدل تكرار العدد، فقيل إنه استعيض بهذه الصيغة عن تكرار العدد. وعلة المنع من الصرف، قيل: إنها «العدل والوصف» وقيل إنها بسبب العدل والتعريف بنية الألف والكلام المحذوفتين، لنية الإضافة. وثمة رأي أن العلتين هما العدول عن التكرار والتأنيث. ولا يجوز العدل ما لم يتقدمه جمع، نحو جاء القوم مثنى وثلاث ورباع. وثمة خلاف مفاده: هل العدل يشمل الاعداد من واحد إلى عشرة، أم أنه وقف على ما ورد في القرآن الكريم فقط وهو مثنى وثلاث ورباع؟ ومن شاء المزيد فعليه بمغني اللبيب، ففيه غناء لذي الغلة الصادي. [سورة النساء (4) : آية 4] وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (آتوا) مثل انكحوا في الآية السابقة (النساء) مفعول به منصوب (صدقات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (نحلة) حال منصوبة من ضمير الفاعل أى ناحلين، أو من النساء أي منحولات «1» . (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (طبن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) ضمير فاعل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طبن) بتضمينه معنى تنازلن (عن شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبن) (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لشيء (نفسا) تمييز منصوب محوّل عن فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (كلوا) مثل انكحوا في الآية السابقة و (الهاء) ضمير مفعول به (هنيئا) مصدر في موضع الحال «2» إمّا من الواو أي هانئين أو من الهاء أي مهنّأ (مريئا) مصدر في موضع الحال كذلك. جملة: «آتوا النساء..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى في الآية السابقة. وجملة: «إن طبن لكم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلوه هنيئا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (صدقاتهنّ) ، جمع صدقة اسم للمهر، وزنه فعلة بفتح فضمّ، وثمّة أسماء أخرى للمهر هي صدقة بفتحتين، وبفتح فسكون

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق أي أنحلوهن صدقاتهنّ نحلة. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي أكلا هنيئا، ومثله مريئا.

[سورة النساء (4) : آية 5]

وصداق بفتح الصاد وبكسرها. (نحلة) ، مصدر سماعيّ لفعل نحلتها أنحلها باب فتح أي أعطيتها المهر، وزنه فعلة بكسر الفاء. (طبن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون لأنه فعل معتلّ أجوف، وأصله طيبن، فلمّا التقى سكونان حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه فلن بكسر فسكون. (هنيئا) ، الغالب في هذا اللفظ أنّه مشتقّ من هنؤ يهنؤ باب كرم على وزن فعيل، وقال العكبري: هو مصدر جاء على وزن فعيل. (مريئا) ، اشتقاقه يطابق اشتقاق (هنيئا) ، فهو مثله، وفعله مرأ يمرأ باب فتح، ومرئ يمرأ باب فرح، ومرؤ يمرؤ باب كرم. [سورة النساء (4) : آية 5] وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (5) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تؤتوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (السفهاء) مفعول به منصوب (أموال) مفعول به ثان منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (التي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لأموال (جعل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والعائد المحذوف مفعول به أوّل أي جعلها (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (قياما) - نعت تقدّم على المنعوت- (قياما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ارزقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (وهم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ارزقوهم)

الصرف:

أي منها (الواو) عاطفة في الموضعين (اكسوا، قولوا) ، مثل ارزقوا و (هم) ضمير الغائب مفعول به (لهم) مثل لكم متعلّق ب (قولوا) ، (قولا) مفعول به منصوب (معروفا) نعت منصوب جملة: «لا تؤتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا النساء في الآية السابقة. وجملة: «جعل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «ارزقوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤتوا ... وجملة: «اكسوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة ارزقوهم. وجملة: «قولوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة ارزقوهم. الصرف: (تؤتوا) ، فيه إعلال بالحذف وإعلال بالتسكين، أصله تؤتيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين. (السفهاء) ، جمع سفيه، صفة مشبّهة وزنه فعيل. (انظر الآية 13 من سورة البقرة، و282 من سورة البقرة) . (اكسوهم) ، فيه إعلال بالحذف أصله اكسووهم أو اكسيوهم، استثقلت الحركة على حرف العلّة لام الفعل، فسكّن، ونقلت حركة حرف إلى الحرف الذي قبله.. ثمّ حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين. [سورة النساء (4) : آية 6] وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (6)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (ابتلوا) مثل ارزقوا «1» (اليتامى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب «2» ، (بلغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (النكاح) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب إذا (إن) حرف شرط جازم (آنستم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آنستم) ، (رشدا) ، مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب إن (ادفعوا) مثل ابتلوا (إليهم) مثل منهم متعلّق ب (ادفعوا) ، (أموال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (ها) مفعول به (إسرافا) مصدر في موضع الحال «3» ، (الواو) عاطفة (بدارا) معطوف على (إسرافا) منصوب مثله (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكبروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يكبروا) في محلّ نصب مفعول به عامله المصدر بدار «4» ، أي مبادرين كبرهم أي مسرعين في تبذيرها قبل أن يكبروا.

_ (1) في الآية السابقة. (2) أي: إذا بلغوا النكاح راشدين فادفعوا ... (3) أو مفعول لأجله، ومثله (بدارا) . (4) أو هو مفعول لأجله على حذف مضاف أي مخافة أن يكبروا.

(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (غنيّا) خبر كان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر الجازمة (يستعفف) مضارع مجزوم بلام الأمر، والفاعل هو (الواو) عاطفة (من ... فليأكل) مثل من كان غنيّا فليستعفف (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأكل أي عادلا «1» (الفاء) استئنافيّة (إذا دفعتم) مثل إذا بلغوا (إليهم) مثل الأول متعلّق ب (دفعتم) ، (أموالهم) مرّ اعرابها في الآية (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أشهدوا) مثل ابتلوا (عليهم) مثل إليهم متعلّق ب (أشهدوا) (الواو) استئنافيّة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائد (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة «2» . جملة: «ابتلوا اليتامى» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: «بلغوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إن آنستم..» لا محلّ لها جواب إذا. وجملة: «ادفعوا ... » في محلّ جزم جواب إن مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تأكلوها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلوا «3» .

_ (1) ويجوز أن يكون الجارّ متعلّقا بمحذوف مفعول مطلق أي: أكلا بالمعروف. (2) أو تمييز منصوب. (3) أو هي استئنافية، وهو اختيار أبي حيّان ... قال: «وهذه الجملة مستقلّة ... وليست معطوفة على جواب الشرط لأن الشرط مترتب على بلوغ النكاح وهو معارض لقوله وبدارا أن يكبروا ... وبهذا يتّضح خطأ من جعل (ولا تأكلوها) عطفا على (فادفعوا) ... » اه.

الصرف:

وجملة: «يكبروا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «من كان غنيّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان غنيّا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «ليستعفف» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من كان فقيرا» لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان غنيّا. وجملة: «كان فقيرا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «2» . وجملة: «ليأكل بالمعروف» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «دفعتم ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة: «أشهدوا عليهم لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كفي بالله حسيبا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بدارا) ، مصدر سماعيّ لفعل بادر الرباعيّ، أمّا القياسيّ فهو مبادرة، وزنه فعال بكسر الفاء. (حسيبا) صفة مشبّهة لفعل حسب يحسب باب نصر، وزنه فعيل، وهو بمعنى المحاسب. البلاغة 1- «وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ» في هذه الآية نوع من أنواع البيان الطريف يطلق عليه اسم «قوة اللفظ لقوة المعنى» وذلك في قوله «فليستعفف» . فإن «استعفّ» أبلغ من «عف» كأنه يطلب زيادة العفة من نفسه هضما لها وحملا على النزاهة.

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

الفوائد 1- من التشريع الاجتماعي هاتان الآيتان تحضان على الحفاظ على أموال اليتامى، وتبيان متى يجوز للوصي القيّم على اليتيم أن ينتفع من خلال إشرافه وإدارته مال اليتيم الذي في حوزته. ومتى عليه أن يستعفف ويتورع عن الدنو منه، وبالتالي متى يجب أن يدفع الوصي مال اليتيم إليه، ووجوب الاشهاد على ذلك. وهكذا نجد الإسلام دائما يقف إلى جانب الضعيف ليقوى، وإلى جانب صاحب الحق لينال حقه. 2- «كفى» لها ثلاثة معان، الأول تكون لتأكيد الاكتفاء والمبالغة فيه. والثاني تكون بمعنى «أجزأ» والثالث تكون بمعنى «وقى» . أما الأول فيكثر دخول الباء على فاعله ويقل دخولها على مفعوله، كالآية الآنفة الذكر، وكقول الشاعر: كفي بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني وأما الثاني والثالث فيمتنع دخول الباء في فاعلها أو مفعولها فتأمّل. (3) الفاء الرابطة لجواب الشرط: تدخل على جواب الشرط، سواء أكان جوابا لشرط جازم أو لشرط غير جازم، فإن كان الأول فالجملة في محلّ جزم جواب الشرط وإن كان الثاني فالجملة لا محلّ لها من الأعراب، لأنها جواب لشرط غير جازم. كما أنها تدخل على جواب الشرط إذا كان فعلا مضارعا، وفي هذه الحالة يجب أن يتقدم لام الأمر على الفعل، كقوله تعالى: «وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ» فيكون الفعل مجزوما ب «لام الأمر» وتكون الجملة في محلّ جزم جواب الشرط.

[سورة النساء (4) : آية 7]

[سورة النساء (4) : آية 7] لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7) الإعراب: (للرجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» ، في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب (ترك) فعل ماض (الوالدان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (الواو) عاطفة (الأقربون) معطوف على (الوالدان) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (للنساء نصيب ... والأقربون) مثل للرجال ... والأقربون (ممّا) مثل الأول متعلّق بما تعلّق به الأول لأنه بدل منه بإعادة الجارّ «2» ، (قلّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قلّ) ، (أو) حرف عطف (كثر) مثل قلّ (نصيبا) حال مؤكّدة عاملها الاستقرار في قوله للرجال نصيب «3» ، (مفروضا) نعت ل (نصيبا) منصوب مثله. جملة: «للرجال نصيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ترك الوالدان» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «للنساء نصيب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أو نكرة موصوفة ... والجملة بعده نعت له في محلّ جرّ. (2) هذا البدل هو بدل من قوله: للنساء نصيب ممّا ترك ... [.....] (3) وردت آراء مختلفة حول إعراب هذا اللفظ.. قيل هو حال من فاعل قلّ أو كثر، وقيل هو مفعول به لفعل مقدّر أي أوجب لهم نصيبا أو جعله الله نصيبا، وقيل هو منصوب على المصدر المؤكّد كما تقول: له عليّ كذا وكذا حقّا واجبا، وقيل هو مفعول مطلق لفعل محذوف أي نصيبه نصيبا ...

الصرف:

وجملة: «ترك الوالدان (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «قلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «كثر» لا محلّ لها معطوفة على جملة قلّ. الصرف: (مفروضا) ، اسم مفعول من فرض الثلاثيّ باب ضرب، وزنه مفعول. [سورة النساء (4) : آية 8] وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (حضر) فعل ماض (القسمة) مفعول به مقدّم منصوب (أولوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (اليتامى) معطوف على الفاعل مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المساكين) معطوف على الفاعل بحرف العطف مرفوع مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ارزقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ارزقوا) ، وقد جاء الضمير مذكّرا لأنه يعود على المقسوم المفهوم من قوله (القسمة) ، (الواو) عاطفة (قولوا ... معروفا) مرّ إعرابها «1» . جملة: «حضر ... » أولوا ... في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) في الآية (5) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «ارزقوهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب الصرف: (القسمة) ، اسم من الاقتسام، وزنه فعلة بكسر فسكون. [سورة النساء (4) : آية 9] وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (9) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (يخش) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الذين) موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل (لو) شرط غير جازم (تركوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من خلف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تركوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ذرّيّة) مفعول به منصوب (ضعافا) نعت منصوب (خافوا) مثل تركوا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خافوا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (يتّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به عامله ليتّقوا ... أمّا مفعول ليخش فمحذوف يفسّره لفظ الجلالة المذكور (الواو) عاطفة (ليقولوا) مثل ليتّقوا (قولا) مفعول به منصوب (سديدا) نعت منصوب. جملة: «ليخش الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لو تركوا..» خافوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «خافوا عليهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ليتقوا الله» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن دخلت

الصرف:

الخشية قلوبهم من الله فليتقوا الله. وجملة: «ليقولوا ... » معطوفة على جملة ليتّقوا الله. الصرف: (يخش) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع. (سديدا) ، صفة مشبّهة من سدّ يسدّ باب ضرب وباب فتح أي استوى قولا وفعلا، وهو في معنى الفاعل ومعنى المفعول، وزنه فعيل. الفوائد 1- لو الشرطية: المحنا فيما سبق إلى بعض أحكام «لو» هذه ولتمام الفائدة نرى أن نستوفي بعض أحكامها التي لم نتعرض لها سابقا. وللنحاة جهود خيرة حول أحكام هذا الحرف، فقد اشتهر لدى النحاة بأنها حرف امتناع لامتناع، ثمّ عمدوا إلى تفصيل ذلك فقالوا: إنها تنقسم إلى قسمين: الأول أن تختص بزمن المستقبل فتكون بمثابة «إن» الشرطية كقول أبي صخر الهذلي: ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ... ومن دون رمسينا من الأرض سبب لظل صدى صوتي وإن كنت رمّة ... لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب فإذا وليها ماض أوّلناه بالمستقبل نحو قوله تعالى: «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ» . الثاني أن تتعلق بالماضي، وهو أكثر استعمالاتها، وتستلزم امتناع شرطها لامتناع جوابها وقد وضع النحاة قاعدة لشرطها وجوابها لا تخلو من الطرافة، كما لا تخلو من فائدة: فإذا دخلت على فعلين ثبوتيين كانا منفيين نحو «لو جاءني لأكرمته» فمفاده أنه ما جاءني ولا أكرمته. وعلى عكس ذلك إذا دخلت على فعلين منفيين كانا

[سورة النساء (4) : آية 10]

«ثبوتيين» نحو لو لم يجدّ في العلم لما نال منه شيئا والمراد أنه جدّ ونال من العلم، وأطرف من ذلك أنها إذا دخلت على نفي وثبوت كان النفي ثبوتا والثبوت نفيا نحو: «لو لم يهتم بأمر دنياه لعاش عالة على الناس» والمعنى أنه اهتم بأمر دنياه ولم يعش عالة على الناس. وتختص لو الشرطية مطلقا بالفعل، وقد يليها على قلة اسم معمول لفعل محذوف وجوبا يفسره ما بعده، كقول الشاعر: اخلّاي لو غير الحمام أصابكم ... عتبت ولكن ما على الدهر معتب وللبحث تتمة حول اختصاصها وجوابها. نجتزئ بما قلناه، وندع ما بقي لمن كان طلعة في علم النحو، فليرجع إليه في مظانه من كتب المطولات. [سورة النساء (4) : آية 10] إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (10) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (يأكلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب (اليتامى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ظلما) مصدر في موضع الحال أي ظالمين «1» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (يأكلون) مثل الأول (في بطون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (نارا) - نعت تقدّم على المنعوت- و (هم) ضمير مضاف إليه (نارا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (يصلون) مثل يأكلون (سعيرا) مفعول به منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله.

الصرف:

جملة: «إنّ الذين يأكلون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأكلون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّما يأكلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «سيصلون سعيرا» في محلّ رفع معطوفة على جملة إنّما يأكلون. الصرف: (سيصلون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه سيفعون بفتح العين. (سعيرا) ، اسم جامد للهب النار، من سعر يسعر النار باب فتح أي أشعلها، وزنه فعيل. البلاغة 1- وذكر «البطون» للتأكيد والمبالغة كما في قوله تعالى: «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» والقول لا يكون إلا بالفم. وقوله سبحانه: «وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ» والطير لا يطير إلا بجناح. 2- المجاز المرسل: في قوله «نارا» . «فالنار» مجاز مرسل من ذكر المسبب وإرادة السبب وجوّزوا في ذلك الاستعارة على تشبيه ما أكل من أموال اليتامى بالنار لمحق ما معه. 3- «وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» إن أصل الصلي القرب من النار، وقد استعمل هنا في الدخول مجازا. الفوائد: 1- «إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً» كانت لنا وقفة حول «إنما» الكافة والمكفوفة والآن لنا عودة إلى «ما» المتصلة ب «إنّ» وأخواتها وخصوصا حول كتابتها: «فما» هذه على ثلاثة أقسام:

[سورة النساء (4) : آية 11]

ما الزائد وهي التي تكف عن العمل، وما الموصولة، وما المصدرية التي تؤول مع ما بعدها بمصدر فالكافة تكتب متصلة بالحرف الذي يسبقها نحو «إنما وكأنما ولعلّما» وأما الموصولة والمصدرية فتكتب منفصلة عما قبلها مثل قوله تعالى: «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ» ونحو، إن ما تستقيم حسن فالأولى موصولة والثانية مصدرية. وذو لفطنة يدرك ما بينها من فروق. [سورة النساء (4) : آية 11] يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (11) الإعراب: (يوصي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في أولاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوصيكم) وفيه حذف مضاف أي شأن أولادكم و (كم) ضمير مضاف إليه (للذكر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدم (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع «1» ، (حظّ) مضاف إليه مجرور (الأنثيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (إن) حرف شرط جازم (كنّ) فعل ماض ناقص مبنيّ على

_ (1) بحذف موصوف حيث نابت الصفة منابه أي: حظّ مثل حظّ الأنثيين.

السكون في محل جزم فعل الشرط ... و (النون) اسم كان (نساء) خبر كان منصوب (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت لنساء (اثنتين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ثلثا) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الألف (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ترك) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الميت، والعائد محذوف أي تركه (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (كانت) فعل ماض ناقص في محلّ جرم فعل الشرط ... و (التاء) للتأنيث، واسم كان ضمير مستتر تقديره هي أي: المولودة (واحدة) خبر كان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لها النصف) مثل لهنّ ثلثا. (الواو) استئنافيّة (لأبوي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لكلّ) جارّ ومجرور بدل من المجرور أبويه بإعادة الجارّ (واحد) مضاف إليه مجرور «1» (السدس) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من السدس (ترك) مثل الأول (إن كان) مثل إن كانت (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان مقدّم (ولد) اسم كان مرفوع «2» ، (الفاء) عاطفة (إن) مثل الأول (لم) حرف نفي فقط (يكن) مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط «3» . (له ولد) مثل الأول (الواو) اعتراضيّة (ورث) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (أبوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف

_ (1) منهما: جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لواحد. (2) أو فاعل كان التام و (ل) متعلّق بالفعل. (3) وعلى رأي بعض النحاة مجزوم ب (لم) لأنه الأقوى.

وحذفت النون للإضافة و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لأمّ) جارّ ومجرور خبر مقدّم و (الهاء) مضاف إليه (الثلث) مبتدأ مؤخّر. (الفاء) استئنافيّة (إن كان له إخوة) مثل إن كان له ولد (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لأمّه السدس) مثل لأمه الثلث (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بأعمال القسمة المتقدّمة أي ب (يوصيكم) وما يليه «1» ، (وصية) مضاف إليه مجرور (يوصي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الميت (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوصي) ، (أو) حرف عطف (دين) معطوف على وصيّة مجرور مثله. جملة: «يوصيكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «للذكر مثل..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسيريّة- وجملة: «إن كنّ نساء ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لهنّ ثلثا ... » في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء. وجملة: «ترك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إن كانت واحدة» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كنّ ... وجملة: «لها النصف» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لأبويه ... السدس» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ترك (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانية.

_ (1) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره يستحقّون ذلك من بعد وصيّة ...

وجملة: «كان له ولد» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلأبويه ... السدس. وجملة: «لم يكن له ولد» لا محلّ لها معطوفة على جملة كان له ولد. وجملة: «ورثه أبواه..» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لأمه الثلث» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كان له إخوة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لأمه السدس» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يوصي بها» في محلّ جرّ نعت لوصيّة. (آباء) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أبناء) معطوف على آباء مرفوع مثله و (كم) مضاف إليه (لا) نافية (تدرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أيّ) اسم موصول «1» ، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفعول به عامله تدرون و (هم) مضاف إليه (أقرب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأقرب (نفعا) تمييز منصوب (فريضة) مفعول مطلق مصدر مؤكّد لمضمون الجملة السابقة، إذ معنى يوصيكم الله فرض الله عليكم «2» ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بفريضة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب.

_ (1) وهو اختيار أبي حيان.. ويجعله بعضهم اسم استفهام مبتدأ مرفوع خبره أقرب، والجملة مفعول به لفعل تدرون المعلّق بالاستفهام. (2) فهو إمّا نائب عن المصدر لترادف الفعلين، أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي فرض الله ذلك فريضة.

الصرف:

وجملة: «آباؤكم ... » لا تدرون لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تدرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (آباء) . وجملة: « (هم) أقرب» لا محلّ لها صلة الموصول (أيّهم) . وجملة: « ... فريضة من الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله كان..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (السدس) اسم للعدد الدال على واحد من ستّة أقسام وزنه فعل بضمتين. (أمّ) اسم أحد الوالدين وهو جامد، وزنه فعل بضمّ الفاء، وقد أدغم عينه ولامه لأنهما حرف واحد ... الفوائد 1- هذه الآية «1» تعد واحدة من آيات علم المواريث الذي اضطلع في تفصيله أحكام القرآن الكريم، وقد نشأ عن هذا التشريع علم إسلامي صرف يدعى «علم الفرائض» وقد عنى العلماء به عناية خاصة وأصبح له فيما بعد علماء مختصون بتقسيم التركة وفق هذه الآيات. [سورة النساء (4) : آية 12] وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)

_ (1) والآية التي بعدها.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصف) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ترك) فعل ماض (أزواج) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي فقط (يكن) مضارع ناقص- أو تام- مجزوم فعل الشرط، (لهنّ) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر يكن- أو متعلّق ب (يكن) - (ولد) اسم يكن- أو فاعله- مرفوع (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- أو تام- في محلّ جزم فعل الشرط (لهنّ ولد) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لكم الرّبع) مثل لكم النصف (من) حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الربع (تركن) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (النون) فاعل (من بعد وصيّة) مرّ اعرابها «1» ، (يوصين) مضارع مبنيّ على السكون لاتصاله بنون النسوة ... و (النون) فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يوصين) ، (أو) حرف عطف (دين) معطوف على وصيّة مجرور مثله (الواو) عاطفة (لهنّ الربع ممّا تركتم) مثل لكم ... تركن (إن لم يكن لكم ولد) مثل إن لم يكن لهنّ ولد (الفاء) عاطفة (إن كان لكم ولد فلهنّ الثمن مما تركتم من بعد وصية) مثل إن كان لهنّ ولد فلكم الربع مما

_ (1) في الآية السابقة (11) .

تركن من بعد وصيّة (توصون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أو دين) مثل الأول. جملة: «لكم نصف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ترك أزواجكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «لم يكن لهنّ ولد» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلكم نصف ما ترك ... وجملة: «كان لهنّ ولد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لكم الربع» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تركن» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لهنّ الرّبع» لا محلّ لها معطوفة على جملة لكم نصف ... «1» . وجملة: «تركتم لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «لم يكن لكم ولد لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلهنّ الربع. وجملة: «كان لكم ولد» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن لكم ... وجملة: «لهنّ الثمن» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تركتم (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. (الواو) استئنافيّة (إن كان) مثل الأول (رجل) اسم كان- أو فاعل- مرفوع (يورث) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة من غير عطف.

هو (كلالة) حال منصوبة «1» ، (أو) حرف عطف (امرأة) معطوف على رجل مرفوع مثله (الواو) حاليّة (له) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أخ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أخت) معطوف على أخ بحرف العطف (أو) مرفوع مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (واحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لواحد (السدس) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ ... والواو اسم كان (أكثر) خبر منصوب (من) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأكثر و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (شركاء) خبر مرفوع (في الثلث) جارّ ومجرور متعلّق بشركاء (من بعد وصيّة يوصى بها أو دين) مثل نظيرتها المتقدّمة في الآية السابقة و (يوصى) مبنيّ للمجهول وفيه ضمير مستتر نائب فاعل (غير) حال منصوبة من الموصي المفهوم من

_ (1) في إعراب كلالة توجيهات كثيرة بحسب معنى الكلمة المختلف وتفسيرها، ونورد فيما يلي ما جاء في تفسير البحر المحيط لأبي حيّان من هذه التوجيهات والتخريجات، قال: «.... ومعنى الكلالة أنه الميّت أو الوارث فانتصاب الكلالة على الحال من الضمير المستكنّ في يورث، وإذا وقع على الوارث احتيج إلى تقدير ذا كلالة ... وإن كان معنى الكلالة القرابة فانتصابها على أنّها مفعول لأجله أي يورث لأجل الكلالة ... ويجوز إذا كانت (كان) ناقصة والكلالة بمعنى الميت أن يكون يورث صفة وينتصب كلالة على أنّه خبر كان، بمعنى الوارث فيجوز ذلك على حذف مضاف أي وإن كان رجل موروث ذا كلالة. وقال عطاء: الكلالة المال، فينتصب كلالة على أنه مفعول ثان سواء بني الفعل للفاعل أو المفعول. وقال ابن زيد: الكلالة الوراثة، وينتصب على الحال أو على النعت لمصدر محذوف تقديره وراثة كلالة ... إلخ» اه. [.....]

الصرف:

قوله يوصى بها (مضار) مضاف إليه مجرور (وصيّة) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لوصيّة (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «إن كان رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يورث كلالة» في محلّ رفع نعت لرجل. وجملة: «له أخ ... » في محلّ نصب حال من ضمير يورث. وجملة: «لكلّ واحد منهما السدس» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كانوا أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الأخيرة. وجملة: «هم شركاء» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «يوصى بها» في محلّ جرّ نعت لوصيّة. وجملة: «وصيّة من الله» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة. وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (يوصين) ، فيه إعلال بالحذف أصله يوصيين ويجري الحذف فيه كما في (توصون) الآتي. (توصون) ، فيه إعلال بالحذف أصله توصيون ... استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الصاد- إعلال بالتسكين- ولالتقاء الساكنين- الياء والواو- حذفت الياء، لأنها جزء من كلمة والواو كلمة كاملة، فأصبح توصون وزنه تفعون بضمّ التاء. وبالإضافة إلى هذا فثمّة حذف الهمزة من أوّله تخفيفا جرى فيه مجرى ينفقون (انظر الآية 3 من

الفوائد

سورة البقرة) . (كلالة) ، اسم لمن يموت وليس له ولد أو أب، وقد يكون اسما للمال الموروث، أو الوارث أو الوراثة، أو القرابة ... وزنه فعالة. وهو أيضا من المصادر السماعيّة لفعل كلّ يكلّ باب ضرب بمعنى تعب. (شركاء) ، جمع شريك، هو صفة مشبّهة من شرك يشرك باب فرح، وزنه فعيل. (مضار) ، اسم فاعل من (ضارّ) الرباعيّ وزنه مفاعل- بضمّ الميم وكسر العين- إنّما سكن الحرف الذي قبل الأخير لمناسبة التضعيف، ولو فكّ الإدغام لظهرت الكسرة. الفوائد (ذا) اسم إشارة للمفرد المذكّر. يسبق اسم الإشارة بهاء الّتي هي حرف للتنبيه. فيقال: هذا وهي إشارة للقريب. تلحق ذا الكاف التي هي حرف خطاب- فيقال: ذاك. وهي إشارة البعيد. وقد تلحقها هذه الكاف مع اللام. فيقال: ذلك وهي إشارة البعيد أيضا، وإذ ذاك تحذف الألف من ذا. [سورة النساء (4) : آية 13] تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) الإعراب: (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حدود) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور

الصرف:

(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يدخل) مضارع مجزوم جواب الشرط و (الهاء) مفعول به أوّل (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الأنهار- أو بفعل تجري- و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال منصوبة من مفعول يدخل، وجاء جمعا لمعنى المفعول، وقد يفرد كما سيأتي، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الواو) استئنافيّة (ذلك) مثل الأول (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع مثله. جملة: «تلك حدود الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يطع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يطع الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يدخله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الفوز) ، مصدر سماعيّ لفعل فاز يفوز باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النساء (4) : آية 14]

[سورة النساء (4) : آية 14] وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (14) الإعراب: (الواو) عاطفة (من يعص الله ورسوله) مثل من يطع الله ورسوله في الآية السابقة وعلامة الجزم لفعل (يعص) حذف حرف العلّة (الواو) عاطفة (يتعدّ) مضارع مجزوم معطوف على (يعص) ، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (حدود) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يدخله نارا خالدا فيها) مثل يدخله جنّات ... خالدين فيها في الآية السابقة (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدم (عذاب) مبتدأ مؤخّر (مهين) نعت لعذاب مرفوع مثله. جملة: «من يعص الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يطع الله. وجملة: «يعص الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يتعدّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يعص. وجملة: «يدخله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «له عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخله ... أو استئنافيّة. الصرف: (يعص) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع. (يتعدّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم. وزنه يتفعّ بفتح العين المشدّدة، وفيه إعلال بالقلب أصله يتعدي في حال الرفع.

_ (1) في الآية السابقة (13) .

البلاغة

البلاغة 1- الإفراد والجمع: في قوله تعالى: «خالِدِينَ فِيها» وقوله: «خالِداً فِيها» ولعل إيثار الإفراد هاهنا نظرا إلى ظاهر اللفظ، واختيار الجمع هناك نظرا إلى المعنى للإيذان بأن الخلود في دار الثواب بصفة الاجتماع أجلب للأنس، كما أن الخلود في دار العذاب بصفة الانفراد أشد في استجلاب الوحشة. الفوائد 1- في هاتين الآيتين نكتة بلاغية، قلما يتعرض لها علماء البلاغة، ولكن لا يتجاوزها علماء التفسير، فقد ورد وصف أهل الجنة في الآية الأولى بصيغة الجمع «خالدين» بينما ورد وصف أهل النار في الآية الثانية بصيغة الإفراد «خالدا» وفي تعليل ذلك قولان: أحدهما: أن أهل الجنة ذوو مراتب متفاوتة، ولذلك اقتضى وصفهما بصيغة الجمع، وأن أهل النار لا يتفاوتون في العقاب، فكلهم في النار، ولذلك وصفهم بصيغة المفرد. الثاني: ذهب بعض المفسرين إلى تعليل الاختلاف في وصف أهل الجنة بالجمع ووصف أهل النار بالإفراد، إلى أن الإفراد لأهل النار زيادة في الوحشة وقساوة في العقاب، والجمع لأهل الجنة يقتضي الأنس بالاجتماع والسعادة بالتعارف واللقاء. وكلا الوجهين حسن فاختر منها ما يرجح لديك قبوله. [سورة النساء (4) : آية 15] وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع ... والنون

فاعل (الفاحشة) مفعول به منصوب (من نساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأتين و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (استشهدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (على) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بفعل استشهدوا (أربعة) مفعول به منصوب (منكم) مثل عليهنّ متعلّق بنعت لأربعة، وتمييز العدد محذوف تقديره شهداء أو رجال (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (شهدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أمسكوا) مثل استشهدوا و (هنّ) ضمير مفعول به (في البيوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمسكوهنّ) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتوفّى) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (هنّ) ضمير مفعول به (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي ملائكة الموت. والمصدر المؤوّل (أن يتوفّاهنّ الموت) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أمسكوهنّ) . (أو) حرف عطف (يجعل) مضارع منصوب معطوف على يتوفى (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل) «1» ، (سبيلا) مفعول به منصوب. جملة: «اللاتي يأتين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأتين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة: «استشهدوا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللاتي) «2» .

_ (1) أو بمحذوف حال من (سبيلا) ، أو بمحذوف مفعول به ثان لفعل يجعل. (2) زيدت الفاء في الجملة لمشابهة الموصول للشرط- على رأي الجمهور- أو يجوز زيادة الفاء في الخبر إطلاقا من غير قيد على رأي الأخفش.

[سورة النساء (4) : آية 16]

وجملة: «إن شهدوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أمسكوهنّ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يتوفّاهنّ الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يجعل الله..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوفّاهنّ. [سورة النساء (4) : آية 16] وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللذان) اسم موصول مبنيّ على الألف في محلّ رفع مبتدأ (يأتيان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل و (ها) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل (الفاء) زائدة في الخبر «1» ، (آذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هما) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تابا) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الألف) فاعل (الواو) عاطفة (أصلحا) مثل تابا ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أعرضوا) فعل أمر مثل آذوا (عن) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرضوا) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (توّابا) خبر كان منصوب (رحيما) خبر ثان منصوب.

_ (1) زيدت الفاء في الجملة لمشابهة الموصول للشرط- على رأي الجمهور أو يجوز زيادة الفاء في الخبر إطلاقا من غير قيد على رأي الأخفش.

الفوائد

جملة: «اللذان يأتيانها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اللاتي يأتين في الآية السابقة. وجملة: «يأتيانها..» لا محلّ لها صلة الموصول (اللذان) . وجملة: «آذوهما» في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللذان) . وجملة: «تابا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أصلحا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تابا. وجملة: «أعرضوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله كان..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «كان توّابا..» في محلّ رفع خبر إنّ. الفوائد 1- هاتان الآيتان منسوختان بحكم الزانية والزاني في سورة «النور» ، وهو الجلد والرجم. وقد كان الحكم عليهما في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة تحبس في بيت فلا تخرج منه إلى أن تموت أو يجعل الله لها سبيلا. وقد كان السبيل هو النسخ. 2- ورد في هذه الآية اسمان موصولان وهما «اللاتي لجمع المؤنث، واللذان للمثنى المذكر» وقد ورد رسمهما في المصحف ب «لام واحدة» وهما يكتبان ب «لامين» . وقد حوفظ على رسم الكلمات في المصحف ولم يتناولها تغيير أو تبديل حفاظا على قداسة المصحف. وهذا لا يمنعنا أن نذكر أن أربعة من الأسماء الموصولة تكتب بلام واحدة وهي: الذي والذين والتي والألى وما سوى هذه الأربعة تكتب بلامين. وهي «اللذان واللذين، واللتان واللتين، واللّاتي واللواتي واللائي» . ولا ندري علّة لذلك فمن شاء فليبحث في بطون المطولات لعله يحظى لهذا التفريق بصلة وسبب 3- نون النسوة قسمان: المخففة، وهي ضمير بإطلاق، والمشدّدة وفيها

[سورة النساء (4) : آية 17]

رأيان الأول: أنها حرف يدل على النسوة، وما قبلها هو الضمير سواء كان هاء نحو «يتوفاهنّ» أو الكاف مثل «يجعلكنّ» . والثاني أنها جزء من الضمير. [سورة النساء (4) : آية 17] إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (التوبة) مبتدأ مرفوع على حذف مضاف أي قبول التوبة «1» ، (على الله) جارّ ومجرور على حذف مضاف أيضا أي: فضل الله، متعلّق بمحذوف خبر التوبة «2» ، (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال عاملها الاستقرار (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (السّوء) مفعول به منصوب (بجهالة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال أي واقعين بجهالة أو الجارّ والمجرور حال أي جاهلين عملهم (ثمّ) حرف عطف (يتوبون) مثل يعملون (من قريب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوبون) على حذف موصوف أي من زمان قريب (الفاء) عاطفة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (يتوب) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) ، (الواو) استئنافيّة (كان الله عليما حكيما) مثل كان توابا رحيما- في الآية السابقة-.

_ (1) لأن المصدر (التوبة) هو مصدر لفعل تاب الله على فلان. (2) أي مترتّب على فضل الله لا على وجه الوجوب.. واختار أبو حيّان أن يتعلّق (للذين) بالاستقرار الذي تعلّق به الجارّ (على الله) ، وما جاء أعلاه اختيار العكبريّ.

الصرف:

جملة: «إنّما التوبة» على الله لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعملون السوء..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتوبون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك يتوب الله..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يتوب الله..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «كان الله عليما..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (جهالة) ، مصدر سماعيّ لفعل جهل يجهل باب فرح وزنه فعالة بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو جهل بفتح فسكون. الفوائد (أولاء) اسم إشارة للجمع المذكّر والمؤنث للعقلاء وغيرهم. يسبق اسم الإشارة بهاء هي حرف التنبيه. هؤلاء الطلاب مجتهدون. ها حرف تنبيه. أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، الطلاب بدل مرفوع. ومجتهدون خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. وقد تلحقه كاف الخطاب فيقال: أولئك. [سورة النساء (4) : آية 18] وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (18) الإعراب: (الواو) عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد و (التاء) للتأنيث (التوبة) اسم ليس مرفوع (للذين) سبق إعرابه في الآية السابقة

متعلّق بمحذوف خبر ليس «1» ، (يعملون السيّئات) مثل يعملون السوء في الآية السابقة، وعلامة النصب الكسرة (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ متعلّق ب (قال) ، (حضر) فعل ماض (أحد) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع وهو على حذف مضاف أي أسباب الموت أو دواعيه (قال) مثل حضر والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (تبت) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (التاء) فاعل (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (تبت) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول (يموتون) مثل يعملون- في الآية السابقة- (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كفّار) خبر مرفوع (أولئك) مرّ إعرابه- في الآية السابقة- (أعتدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعتدنا) ، (عذابا) مفعول به منصوب (أليما) نعت منصوب. جملة: «ليست التوبة للذين..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما التوبة. وجملة: «يعملون السيّئات» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «حضر أحدهم الموت» في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها «2» . وجملة: «قال..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّي تبت ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يبدو من سياق الآية أن (التوبة) هنا مصدر تاب المذنب إلى الله أي رجع عن ذنبه.. ولهذا صحّ أن يكون الجارّ والمجرور (للذين) خبرا. (2) والشرط (إذا) وفعله وجوابه جملة لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة «تبت الآن» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يموتون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «هم كفّار» في محلّ نصب حال. وجملة: «أولئك اعتدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. الصرف: (اعتدنا) ، فيه إبدال، أصله أعددنا فأبدلت الدال الأولى تاء لأنهما من مخرج واحد، وكثيرا ما يبدلان من بعضهما، وزنه أفعلنا. [سورة النساء (4) : آية 19] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو نعت له- (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (ترثوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (النساء) مفعول به منصوب (كرها) مصدر في موضع الحال أي مكرهينهنّ على ذلك.

والمصدر المؤوّل (أن ترثوا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل يحلّ. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعضلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تذهبوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تذهبوا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (آتيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل و (الواو) حرف زائد إسباع ضمّة الميم، و (هنّ) ضمير في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تذهبوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تعضلوهنّ) . (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب و (النون) نون النسوة- فاعل (بفاحشة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتين) ، (مبيّنة) نعت لفاحشة مجرور مثله. والمصدر المؤوّل (أن يأتين ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والتقدير: إلّا في إتيان الفاحشة، والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف حال مستثناة من عموم الأحوال «1» . (الواو) عاطفة (عاشروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل عاشروهنّ «2» ، (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كرهتموهنّ) مثل آتيتموهنّ والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء)

_ (1) والمعنى: لا يحلّ عضل النساء في كلّ حال إلّا حال إتيان الفاحشة المبيّنة. (2) يجوز أن يتعلّق بفعل عاشروا.

رابطة لجواب الشرط (عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر (أن تكرهوا) مثل أن ترثوا (شيئا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تكرهوا..) في محلّ رفع فاعل عسى التام. (الواو) واو المعيّة (يجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل) «1» ، (خيرا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يجعل ... ) معطوف على مصدر مسبوك من الكلام المتقدّم أي: قد يكون رجاء كره منكم وجعل خير من الله. جملة النداء: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يحلّ» لكم لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ترثوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «لا تعضلوهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحلّ «2» . وجملة: «تذهبوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «آتيتموهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «عاشروهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحلّ «3» . وجملة: «إن كرهتموهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بمحذوف مفعول به ثان ل (يجعل) المتعدي لمفعولين. (2، 3) جاز عطف الجملة على جملة (لا يحلّ) أي عطف الإنشاء على الخبر أنّ النفي هنا في حكم النهي، والمعنى: لا ترثوا النساء كرها.. وعطف الإنشاء على الخبر جائز عند سيبويه في كلّ حال.

الصرف:

وجملة: «عسى أن تكرهوا ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن كرهتموهنّ فاصبروا لأنه عسى أن تكرهوا ... وجملة: «تكرهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الرابع. وجملة: «يجعل الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الخامس. الصرف: (مبيّنة) ، مؤنّث مبيّن، اسم فاعل من بيّن الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. [سورة النساء (4) : آية 20] وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (20) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (أردتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (استبدال) مفعول به منصوب (زوج) مضاف إليه مجرور (مكان) ظرف مكان منصوب متعلّق بالمصدر استبدال (زوج) مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة (آتيتم) مثل أردتم والفعل لا محلّ له (إحدى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (هنّ) ضمير مضاف إليه (قنطارا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تأخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأخذوا) ، (شيئا) مفعول به منصوب. (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (تأخذوا) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (بهتانا) مصدر في موضع

الصرف:

الحال من الفاعل «1» ، (الواو) عاطفة (إثما) معطوف على (بهتانا) منصوب مثله (مبينا) نعت منصوب. جملة: «إن أردتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيتم ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «لا تأخذوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تأخذونه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (استبدال) مصدر قياسيّ لفعل استبدل السداسيّ وزنه استفعال.. على وزن ماضيه بكسر ثالثة واضافة ألف قبل آخره. (مكان) ، اسم مكان من كان الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح العين لأن عين الفعل في المضارع مضمومة ... وفي الكلمة إعلال أصلها مكون بسكون الكاف وفتح الواو، قلبت الواو ألفا بعد تسكينها ونقل حركتها إلى الكاف.. (بهتان) ، مصدر سماعيّ لفعل بهت يبهت باب فتح، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وللفعل مصدر آخر هو بهت بفتح فسكون. [سورة النساء (4) : آية 21] وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال وهو للإنكار والتوبيخ (تأخذون) سبق إعرابه في الآية السابقة

_ (1) أو مفعول لأجله.. ومثله (إثما) . [.....]

الصرف:

(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أفضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (بعض) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفضى) ، (الواو) عاطفة (أخذن) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (النون) فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذن) ، (ميثاقا) مفعول به منصوب (غليظا) نعت منصوب. جملة: «تأخذونه..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أفضى بعضكم.» في محلّ نصب حال. وجملة: «أخذن.» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. الصرف: (أفضى) فيه إعلال بالقلب أصله أفضي تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه أفعل والياء أصلها واو. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى «وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ» . الكلام كناية عن الجماع، والعرب إنما تستعملها فيما يستحي من ذكره كالجماع. الفوائد 1- من لطائف اللغة العربية استعمال كلمة الإفضاء كناية عن الجماع وذلك أدعى لأدب الاجتماع وأرفع في الذوق الذي ينبو عن المصارحة حيال الشؤون الجنسية. ومثل ذلك كثير في غضون القرآن الكريم. [سورة النساء (4) : آية 22] وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً (22)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تنكحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (نكح) فعل ماض (آباء) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «2» ، (قد) حرف تحقيق (سلف) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما «3» ، وهو العائد (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، والإشارة إلى نكاح الأبناء نساء الآباء (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (فاحشة) خبر كان منصوب (الواو) عاطفة (مقتا) معطوف على فاحشة منصوب مثله (الواو) عاطفة (ساء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «4» ، (سبيلا) تمييز منصوب منقول عن فاعل. جملة: «لا تنكحوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نكح آباؤكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «قد سلف» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنّه كان فاحشة» لا محلّ لها تعليل للنهي.

_ (1) استعملت (ما) هنا للعاقل أي زوجات الآباء، وهو أسلوب قرآني يضع العاقل مكان غير العاقل وبالعكس لسبب بلاغي ومعنى عميق (انظر الآية 3 من هذه السورة) . (2) لأن النهي للمستقبل، وما سلف ماض. (3) قد يكون (ما) بمعنى النكاح، وقد يكون بمعنى الزوجات. (4) يجوز في الضمير أن يكون ضمير الفعل الناقص أي ساء سبيله.. ويجوز أن يكون مبهما مميّزا بالتمييز (سبيلا) ، ف (ساء) حينئذ فعل جامد لإنشاء الذمّ.. والمخصوص بالذم محذوف تقديره سبيل ذلك النكاح.

الصرف:

وجملة: «كان فاحشة» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ساء سبيلا» في محلّ نصب مقول القول لمحذوف معطوف على خبر كان تقديره: مقولا فيه ساء سبيلا «1» . الصرف: (مقتا) ، مصدر سماعي لفعل مقت يمقت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (ساء) ، فيه إعلال بالقلب، أصله سوأ مضارعه يسوء، الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة - في هذه الآية فن المبالغة بقوله «إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ» . مفيد للمبالغة في التحريم بإخراج الكلام مخرج التعليق بالمحال والمقصود سد طريق الإباحة بالكلية ونظيره قوله تعالى «حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ» . [سورة النساء (4) : آية 23] حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (23)

_ (1) يجوز في جملة ساء سبيلا أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها إذا جعل الفعل من أفعال الذمّ.

الإعراب:

الإعراب: (حرّمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول ... والتاء تاء التأنيث (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمت) ، (أمهات) نائب فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع لسبعة (بناتكم....، أمهاتكم) أسماء مضافة إلى الضمائر أو إلى الأسماء الظاهرة معطوفة على أمهات بحروف العطف مرفوعة مثلها (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لأمّهات (أرضعن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أخوات) معطوف على أمهات مرفوع مثله و (كم) ضمير مضاف إليه (من الرضاعة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أخوات (الواو) عاطفة (أمهات) معطوف على أمّهات الأول مرفوع مثله (نساء) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربائب) معطوف على أمّهات مرفوع مثله و (كم) ضمير مضاف إليه (اللاتي) مثل الأول نعت لربائب (في حجور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (كم) ضمير مضاف إليه (من نساء) جارّ ومجرور متعلّق بحال من اللاتي (كم) مضاف إليه (اللاتي) مثل الأول نعت لنسائكم (دخلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (وتم) فاعل (الباء) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلتم) . (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (لم) نافية فقط (تكونوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم تكون (دخلتم) مثل الأول وكذلك (بهنّ) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب

_ (1) والجازم على رأي جمهور المفسّرين هو (لم) لأنه الأقوى.

(عليكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر لا. (الواو) عاطفة (حلائل) معطوف على أمّهات الأول مرفوع مثله (أبناء) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لأبنائكم (من أصلاب) جارّ ومجرور متعلّق بصلة الموصول المحذوفة و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدري ونصب (تجمعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجمعوا) ، (الأختين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. (إلّا ما قد سلف) سبق إعرابها في الآية السابقة. والمصدر المؤوّل (أن تجمعوا ... ) في محلّ رفع معطوف على أمهاتكم الأول. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (غفورا) خبر كان منصوب (رحيما) خبر ثان منصوب. جملة: «حرمت عليكم أمهاتكم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرضعنكم لا» محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) الأول. وجملة: «دخلتم بهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) الثاني. وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم الاعتراض. وجملة: «دخلتم بهنّ (الثانية) » في محلّ نصب خبر تكونوا. وجملة: «لا جناح عليكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تجمعوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «قد سلف» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله كان..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان غفورا..» في محلّ رفع خبر إنّ.

الصرف:

الصرف: (بناتكم) ، جمع بنت، التاء فيه بدل من لامه المحذوفة وهي إمّا واو، وهو الغالب، وإمّا ياء ووزن بنت فعت ووزن الجمع فعات بفتح الفاء. (أخوات) ، جمع أخت، والتاء فيه بدل من الواو المحذوفة لأنها من الإخوة. (خالات) ، جمع خالة، والألف فيه منقلبة عن واو لأنهم قالوا أخوال. (ربائبكم) ، جمع ربيبة مؤنّث ربيب، فعيل بمعنى مفعول، صفة مشبهة من ربّى يربّي الرباعي ... والهمزة منقلبة عن ياء لمجيئها بعد ألف زائدة. (حجور) ، جمع حجر اسم لمقدم الثوب، وكنّى به عن الوجود أصلا. (حلائل) ، جمع حليلة، صفة مشبّهة في الأصل من حلّ يحلّ الثلاثي باب ضرب بمعنى الزوجة ثمّ أصبحت اسما، وزنه فعيلة. (أصلاب) ، جمع صلب، اسم بمعنى الظهر، وزنه فعل بضمّ فسكون ... (وانظر الآية 7 من سورة الطارق) . البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى «دَخَلْتُمْ بِهِنَّ» وهي كناية عن الجماع كقولهم بنى عليها وضرب عليها الحجاب وفي حكمه اللمس. الفوائد 1- أخ وأخت وابن وبنت. أصلهما، أخو وبنو حذفت واوه وأضيف التاء إليهما للتفرقة بين المذكر والمؤنث.

[سورة النساء (4) : آية 24]

الجزء الخامس بقية سورة النساء من الآية 24- إلى الآية 147 [سورة النساء (4) : آية 24] وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (24) الإعراب: (الواو) عاطفة (المحصنات) معطوف على أمهاتكم الأول في الآية السابقة (من النساء) جارّ ومجرور متعلق بحال من المحصنات (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محل نصب على الاستثناء «1» ، (ملكت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (كتاب) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره كتب أي فرض «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على)

_ (1) المتصل أو المنقطع بحسب التفسير وكلاهما يصح. (2) أو مفعول به لفعل محذوف أي طبّقوا كتاب الله.

حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بالفعل المحذوف. (الواو) استئنافية (أحل) فعل ماض مبني للمجهول (لكم) مثل عليكم متعلق ب (أحل) ، (ما) اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل (وراء) ظرف منصوب متعلق بمحذوف صلة ما، (ذا) اسم إشارة مبني في محل جر مضاف إليه و (اللام) للبعد و (كم) لخطاب الجمع (أن) حرف مصدري ونصب (تبتغوا) مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون ... والواو فاعل (بأموال) جار ومجرور متعلّق بفعل تبتغوا و (كم) ضمير مضاف إليه (محصنين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء (غير) حال ثانية منصوبة (مسافحين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. والمصدر المؤول (أن تبتغوا ... ) في محل رفع بدل من ما.. أو في محل جر بحرف جر محذوف «1» . (الفاء) استئنافية (ما) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ «2» ، (استمتعتم) فعل ماض مبني على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (استمتعتم) والضمير يعود على لفظ ما (من) حرف جر و (هنّ) ضمير في محل جر متعلق ب (استمتعتم) «3» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (آتوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (أجور) مفعول به ثان منصوب و (هنّ) مضاف إليه (فريضة) مصدر في موضع

_ (1) والتقدير: أحلّ لكم.. بأن تبتغوا أو لأن تبتغوا ... والجار والمجرور متعلق ب (أحل) (2) يجوز أن يكون موصولا مبتدأ، والخبر آتوهن بزيادة الفاء، والرابط محذوف أي لأجله والجار والمجرور (منهنّ) متعلق بحال من الموصول. (3) من هي تبعيضية أو بيانية بحسب إعراب ما.

الحال من أجورهن منصوب «1» ، (الواو) استئنافية (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (عليكم) مثل الأول متعلق بمحذوف خبر لا (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بالخبر المحذوف (تراضيتم) فعل ماض مبني على السكون ... و (تم) فاعل (به) مثل الأول متعلق ب (تراضيتم) ، (من بعد) جار ومجرور متعلق بحال من الضمير في (به) ، (الفريضة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب. جملة «ملكت أيمانكم» لا محل لها صلة الموصول. وجملة « ... كتاب الله» لا محل لها استئنافية. وجملة «أحل لكم ما وراء ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «تبتغوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «ما استمتعتم به» لا محل لها استئنافية. وجملة «استمتعتم به» في محل رفع خبر المبتدأ (ما) «2» . وجملة «آتوهن ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «لا جناح عليكم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «تراضيتم به ... » لا محل له صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان عليما ... » في محل رفع خبر إنّ.

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف ... أو مفعول مطلق نائب عن المصدر إمّا صفته أو مرادفه. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (المحصنات) ، جمع المحصنة مؤنث المحصن اسم مفعول من أحصن الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين. (كتاب) مصدر كتب يكتب باب نصر بمعنى فرض وزنه فعال بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي كتب بفتح فسكون، وكتبة بكسر الكاف، وكتابة بكسر الكاف. (محصنين) ، جمع محصن، اسم فاعل من أحصن الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. (مسافحين) ، جمع مسافح، اسم فاعل من سافح الرباعي وزنه مفاعل بضم الميم وكسر العين. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى غَيْرَ مُسافِحِينَ فقد شبه الزنا بصب الماء في الأنهار لأن الزاني لا غرض له إلا صب النطفة فقط لا النسل. 2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فقد استعار لفظ الأجور للمهر. الفوائد عمل «لا» النافية للجنس. أ- اسمها يبنى على ما ينصب به، فإذا كان مفردا يبنى على الفتح، ويبنى على الياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالم. ب- إذا كان مضافا أو شبيها بالمضاف فيكون معربا، منصوبا بالياء إذا كان مثنى أو جمعا لمذكر سالم.

[سورة النساء (4) : آية 25]

[سورة النساء (4) : آية 25] وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) الإعراب: (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (لم) حرف نفي (يستطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من فاعل يستطع (طولا) مفعول به منصوب «1» ، (أن) حرف مصدري ونصب (ينكح) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحصنات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (المؤمنات) نعت منصوب وعلامة النصب الكسرة.

_ (1) يجوز أن يكون المفعول هو المصدر المؤول- كما سيأتي- و (طولا) مفعول لأجله على حذف مضاف أي: من لم يستطع منكم النكاح عدم طول ... ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر ونائبا عنه لأنه مردافه أي: من لم يستطع أن ينكح ... فالطول بمعنى الاستطاعة. [.....]

والمصدر المؤول (أن ينكح) في محل نصب بدل من (طولا) «1» . (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بفعل محذوف تقديره انكحوا «2» ، (ملكت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (من فتيات) جار ومجرور متعلق بحال من ضمير المفعول العائد على ما و (كم) مضاف إليه (المؤمنات) نعت لفتيات مجرور مثله (الواو) اعتراضية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (بإيمان) جار ومجرور متعلق بأعلم و (كم) مضاف إليه (بعض) مبتدأ مرفوع و (كم) مضاف إليه (من بعض) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (الفاء) عاطفة (انكحوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (انكحوا) (أهل) مضاف إليه مجرور و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (آتوهنّ) مثل انكحوهنّ (أجور) مفعول به منصوب و (هنّ) مضاف إليه (بالمعروف) جار ومجرور حال من فاعل آتوهن «3» (محصنات) حال منصوبة من ضمير المفعول في (انكحوهن) ، وعلامة النصب الكسرة (غير) حال ثانية منصوبة (مسافحات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (متخذات) معطوف على غير منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (أخدان) مضاف إليه مجرور. (الفاء) استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق

_ (1) أو هو مفعول به للفعل ... ويصح في (طولا) الحالتان الواردتان في الحاشية السابقة ويجوز أن يكون المصدر المؤوّل مجرورا بحرف جر هو إلى أو اللام متعلق ب (يستطع) أو بمحذوف نعت ل (طولا) .. كما يجوز أن يكون مفعولا به للمصدر (طولا) إذا كان هذا الأخير مفعولا للفعل. (2) (ما) هنا بمعنى النوع الذي ملكته الأيمان. (3) يجوز أن يتعلق ب (آتوهن) ، أو ب (انكحوهن) بإذن أهلهن.

بمضمون الجواب (أحصن) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون و (النون) ضمير نائب فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط إذا (إن) حرف شرط جازم (أتين) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ... و (النون) فاعل (بفاحشة) جار ومجرور متعلق ب (أتين) بتضمينه معنى قمن (الفاء) رابطة لجواب إن (على) حرف جر و (هنّ) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (نصف) مبتدأ مؤخر مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (على المحصنات) جار ومجرور متعلق بصلة ما المحذوفة (من العذاب) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير الفاعل في الصلة والعائد على ما. (ذا) اسم اشارة مبني في محل رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذا (خشي) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (العنت) مفعول به منصوب (منكم) مثل الأول متعلّق بحال من فاعل خشي (الواو) استئنافية (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصبروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن تصبروا ... ) في محل رفع مبتدأ. (خير) خبر المبتدأ الذي هو المصدر المؤوّل مرفوع (لكم) مثل منكم متعلق بخير. (الواو) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة «من لم يستطع ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لم يستطع ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة «ينكح ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «انكحوا» المقدرة في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ملكت أيمانكم» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «الله أعلم ... » لا محل لها اعتراضية. وجملة «بعضكم من بعض» في محل نصب حال من ضمير الخطاب في أيمانكم «1» . وجملة «انكحوهنّ» في محل جزم معطوفة على جملة انكحوا المقدّرة. وجملة «آتوهنّ ... » في محل جزم معطوفة على جملة انكحوهنّ. وجملة «أحصّ ... » في محل جر بإضافة (إذا) إليها. وجملة «أتين..» لا محل لها جواب شرط غير جازم (إذا) . وجملة «عليهن نصف ما ... » في محل جزم جواب الشرط (إن) مقترنة بالفاء. وجملة «ذلك لمن خشي ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «خشي العنت ... » لا محل لها صلة الموصول. وجملة الاسمية من المصدر المؤوّل وخبره لا محل لها استئنافية. وجملة «تصبروا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «الله غفور ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (طولا) ، مصدر سماعي لفعل طال يطول، ومعناه القدرة (فتيات) ، جمع فتاة، والألف منقلبة عن ياء لأنها عادت في الجمع،

_ (1) لأن المضاف (أيمان) بعض المضاف إليه وهو ضمير المخاطب.

الفوائد

وجمع المذكر فتية وفتيان، جاءت متحركة بعد فتح قلبت ألفا. (أعلم) ، صفة مشتقة ليست للتفضيل وإن جاءت على وزن أفعل، فهي بمعنى عالم أو عليم (البقرة- 40) . (أخدان) ، جمع خدن، صفة مشبّهة من فعل خادن الرباعي، على غير القياس، وزنه فعل بكسر فسكون ... ووزن أخدان أفعال. (متّخذات) ، جمع متخذة، مؤنث متخذ، اسم فاعل من اتخذ الخماسي، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين. (العنت) ، مصدر سماعي لفعل عنت يعنت باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. الفوائد 1- ثمة خلاف بين العلماء حول «من» في قوله تعالى فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ. أ- فئة ترى أن «من» زائدة والتقدير «فلينكح ما ملكت» . ب- وفئة ترى أنها ليست زائدة وانما حذف الفعل ومفعوله والتقدير «فلينكح امرأة مما ملكت ايمانكم» . وعلى الوجه الثاني نعلق «الجار والمجرور» بصفة امرأة المحذوفة هي وصفتها وتقديرها «كائنة» . 2- الأحرار والعبيد بعضهم من بعض. يجدر الوقوف أمام تعبير القرآن عن حقيقة العلاقات الإنسانية التي تقوم بين الأحرار والرقيق في الإسلام، وعن نظرة هذا الدين إلى هذا الأمر عند ما أقام المجتمع الاسلامي إنه لا يسمي الجواري رقيقات ولا إماء إنما يسميهن «فتيات» «فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ»

[سورة النساء (4) : آية 26]

وهو لا يفرق بين الأحرار وغير الأحرار تفرقة عنصرية تتناول الأصل الانساني، كما كانت الاعتقادات والاعتبارات السائدة في الأرض كلها يومذاك وكما هي عليه الآن في بعض المجتمعات مثل جنوب افريقيا والولايات المتحدة، إنما يذكرنا بالأصل الواحد، ويجعل الآصرة الانسانية والآصرة الايمانية محور الارتباط «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ» . كما انه لا يسمي المالكين لهم سادة وإنما يسميهم أهلا «فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ» . [سورة النساء (4) : آية 26] يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) الإعراب: (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) زائدة (يبيّن) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يبيّن) . والمصدر المؤوّل (أن يبيّن) في محل نصب مفعول به عامله يريد ... أما المحل القريب فهو الجر باللام «1» . (الواو) عاطفة (يهدي) مضارع منصوب معطوف على فعل يبيّن و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سنن) مفعول به ثان منصوب (الذين) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (من

_ (1) يجعل بعضهم هذه اللام جارة للتعليل، ومفعول يريد مقدّر، أي يريد الله التبيين ليبين ... والإعراب الذي اعتمدناه هو الأقيس.

[سورة النساء (4) : الآيات 27 إلى 28]

قبل) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يتوب) مثل يهدي (عليكم) مثل لكم متعلق ب (يتوب) ، (الواو) استئنافية (الله عليم حكيم) مثل الله غفور رحيم في الآية السابقة. جملة «يريد الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يبين لكم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يهديكم» لا محل لها معطوفة على جملة يبين لكم. وجملة «يتوب عليكم» لا محل لها معطوفة على جملة يبين لكم. وجملة «الله عليم ... » لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : الآيات 27 الى 28] وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (28) الإعراب: (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يتوب عليكم) مر إعرابها في الآية السابقة. والمصدر المؤوّل (أن يتوب ... ) في محل نصب مفعول به عامله يريد. (الواو) عاطفة (يريد) مثل الأول (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (يتبعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الشهوات)

الصرف:

مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (أن) مثل الأول (تميلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (ميلا) مفعول مطلق منصوب (عظيما) نعت منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تميلوا ... ) في محل نصب مفعول به عامله يريد الثاني. جملة «الله يريد ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية في الآية السابقة. وجملة «يريد أن يتوب» في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «يتوب عليكم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الأول. وجملة «يريد الذين ... » لا محل لها معطوفة على جملة الله يريد. وجملة «يتبعون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «تميلوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. (يريد) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن يخفّف عنكم) مثل أن يتوب عليكم (الواو) استئنافية (خلق) فعل ماض مبني للمجهول (الإنسان) نائب فاعل مرفوع (ضعيفا) حال منصوبة. وجملة «يريد الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يخفف عنكم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «خلق الإنسان ... » لا محل لها استئنافية تعليلية. الصرف: (الشهوات) ، جمع الشهوة، مصدر سماعي لفعل شها

[سورة النساء (4) : آية 29]

يشهو باب نصر وشهي يشهي باب فرح وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن الجمع فعلات بفتحتين. (ميلا) ، مصدر مال يميل باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمة مصادر أخرى للفعل هي تميال بفتح التاء وميلان زنة فعلان بفتحتين، وميلولة وممال بفتحتين ومميل بفتح الأول. [سورة النساء (4) : آية 29] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (بين) ظرف منصوب متعلق بحال من أموال «1» (كم) مضاف إليه (بالباطل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل تأكلوا «2» أي متلبسين بالباطل (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (تكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره هي الأموال (تجارة) خبر منصوب (عن تراض) جار ومجرور متعلق بنعت

_ (1) يجوز أن يتعلق بفعل تأكلوا. (2) أو بحال من أموال أي مستحلصة بالباطل ... أو متعلق بالفعل

الصرف:

لتجارة، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة بسبب التنوين فهو اسم منقوص (من) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف نعت لتراض. والمصدر المؤوّل (أن تكون ... ) في محل نصب على الاستثناء المنقطع لأن التجارة غير الأموال المأكولة بالباطل. (الواو) عاطفة (لا تقتلوا أنفسكم) مثل لا تأكلوا أموالكم (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (بكم) مثل منكم متعلق ب (رحيما) وهو خبر كان منصوب. جملة النداء «يا ايها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تأكلوا ... » لا محل لها جواب النداء. وجملة «تكون تجارة» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «لا تقتلوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية تعليلية. وجملة «كان بكم رحيما» في محل رفع خبر (إنّ) . الصرف: (تراض) ، مصدر قياسي لفعل تراضى الخماسي، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة التنوين، وزنه تفاعل، على وزن الماضي بقلب الألف ياء وكسر ما قبلها.

البلاغة

البلاغة المجازر المرسل: في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ أي لا تأخذوا أموالكم بالحرام كالربا والميسر ونحو ذلك فعبّر بالأكل لأنه مسبب عن الأخذ، فالعلاقة المسببية. الفوائد 1- الكسب الحلال: ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أكل أموال بعضهم بعضا بالباطل أي بالوسائل غير المشروعة كالربا والقمار والغش والرشوة واحتكار السلع لاغلائها وكذلك جميع أنواع البيوع المحرمة الا أن تكون تجارة عن تراض منكم وهو استثناء منقطع كأنه يقول لا تتعاطوا الأسباب المحرمة في اكتساب الأموال لكن المتاجرة المشروعة التي تكون عن تراض من البائع والمشتري تلك تسببوا بها في تحصيل الأموال. 2- خيار المتبايعين: ومن تمام التراضي التمتع بخيار المجلس كما ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم «إذا تبايع الرجلان فكل واحد فيهما بالخيار ما لم يتفرقا» وذهب الى هذا القول بمقتضى هذا الحديث «أحمد والشافعي» وأصحابهما وجمهور السلف والخلف ومن ذلك مشروعية خيار الشرط بعد العقد إلى ثلاثة أيام. [سورة النساء (4) : آية 30] وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (عدوانا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (ظلما) معطوف على (عدوانا) منصوب مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (نصلي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به أول، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (نارا) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافية (كان) ماض ناقص (ذلك) مثل الأول اسم كان والإشارة إلى الإصلاء (على الله) جار ومجرور متعلق ب (يسيرا) وهو خبر كان منصوب. جملة «من يفعل ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «يفعل ذلك ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «سوف نصليه نارا» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «كان ذلك ... يسيرا» لا محل لها استئنافية. الصرف: (يسيرا) ، صفة مشبهة من يسر ييسر باب كرم، وزنه فعيل. الفوائد 1- اختلاف الصيغة بسبب همزة التعدية.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أى معتديا وظالما. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النساء (4) : آية 31]

أ- الجمهور يقرأ «نصليه» بضم النون وسبب ذلك دخول «همزة التعدية على الفعل فأصبح حكمه حكم الرباعي. ب- آخرون اعتبروا أن الفعل ثلاثي وقرءوا «نصليه» بفتح النون لأنه من صلى يصلي ... 2- بين فعل الشرط وجوابه: اختلف النحاة حول الخبر عند ما يكون اسم الشرط مبتدءا أيهما هو الخبر فعل الشرط أم جوابه أم الاثنان معا. ثمة ثلاثة أقوال: أرجحها أن فعل الشرط وجوابه هو الخبر، لأن الفائدة لا تتم الا بذكرهما معا، والخبر هو الكلام المتمم للمعنى. [سورة النساء (4) : آية 31] إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (تجتنبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (كبائر) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (تنهون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل (عن) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (تنهون) ، (نكفّر) مضارع مجزوم جواب الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (عنكم) مثل عنه متعلق ب (نكفّر) ، (سيئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ندخل) مثل نكفّر ومعطوف عليه، و (كم) ضمير مفعول به والفاعل نحن (مدخلا) مفعول مطلق منصوب «1» ، (كريما) نعت منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به بكونه اسم مكان لا مصدرا ميميا.. وبكونه مفعولا مطلقا فإن المفعول به مقدّر أي ندخلكم الجنة ...

الصرف:

جملة «تجتنبوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «تنهون عنه» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «نكفّر عنكم ... » لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «ندخلكم ... » لا محل لها معطوفة على جملة نكفر عنكم. الصرف: (كبائر) ، جمع كبيرة مؤنث كبير، صفة مشبهة وزنه فعيل وفعيلة. (مدخلا) ، مصدر ميميّ من فعل أدخل الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين ... وقد يكون اسم مكان في الآية على الوزن نفسه. (كريما) ، صفة مشبهة من فعل كرم يكرم- الباب الخامس- وزنه فعيل. الفوائد 1- الكبائر السبع: ورد عن صهيب مولى «الصواري» انه سمع أبا هريرة وأبا سعيد يقولان: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «والذي نفسي بيده» ثلاث مرات ثم اكبّ فأكب كل رجل منا يبكي لا ندري ماذا حلف عليه ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى فكان أحب إلينا من حمر النعم فقال: «ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة ثم قيل له ادخل بسلام» . وقد ورد في ذكر الكبائر السبع الأحاديث العديدة منها ما ثبت في الصحيحين

[سورة النساء (4) : آية 32]

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال: «الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» . [سورة النساء (4) : آية 32] وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (32) الإعراب: (الواو) استئنافية (لا) ناهية جازمة (تتمنّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به «1» ، (فضل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (فضل) ، (بعض) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (على بعض) جار ومجرور متعلق ب (فضل) . (للرجال) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (نصيب) مبتدأ مؤخر مرفوع (من) حرف جر (ما) موصول مبني في محل جر متعلق بنعت لنصيب «2» (اكتسبوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (للنساء نصيب مما) مثل للرجال ... مما (اكتسبن) فعل ماض مبني على السكون.. و (لنون) ضمير فاعل. (الواو) عاطفة (اسألوا) فعل أمر مبني على حذف

_ (1) أو نكرة موصوفة ... والجملة بعده نعت له. (2) يجوز أن يكون حرفا مصدريا، والمصدر المؤول في محل جر.

الفوائد

النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (من فضل) جار ومجرور متعلق ب (اسألوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إن الله كان بكل شيء عليما) مر إعراب نظيرها «1» . جملة «لا تتمنوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «فضّل الله ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «للرجال نصيب ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «اكتسبوا» لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي ما. وجملة «للنساء نصيب ... » لا محل لها معطوفة على جملة للرجال نصيب. وجملة «اكتسبن» لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي ما. وجملة «اسألوا الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة لا تتمنّوا. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية تعليلية. وجملة «كان ... عليما» في محل رفع خبر إنّ. الفوائد 1- التفاضل بين الناس: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن أبي نجيح عن مجاهد، قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله يغزو الرجال ولا نغزو، ولنا نصف الميراث، فأنزل الله «وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ» والنص عام في التفاضل بين الناس سواء في الأمور الموهوبة أم المكسوبة، كالقابليات، والمكانة والمتاع وكل ما تتفاوت فيه الأنصبة في هذه الحياة وبدلا من إضاعة النفس حسرات وراء التفاوت وبدلا مما يرافق ذلك من الحسد والحقد، وما ينشأ عن ذلك من سوء الظن بالله وبعدالة

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. [.....]

[سورة النساء (4) : آية 33]

التوزيع وحيث تكون القاصمة التي تذهب بطمأنينة النفس وتورث النكد والقلق، بدلا من ذلك كله أن يتوجه المرء بالطلب الى الله، وبالسعي وتعاطي الأسباب المشروعة للوصول الى المبتغى ... ! [سورة النساء (4) : آية 33] وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (33) الإعراب: (الواو) استئنافية (لكل) جار ومجرور متعلق ب (جعلنا) وهو فعل ماض مبني على السكون (ونا) فاعل (موالي) مفعول به منصوب (من) حرف جر (ما) موصول مبني في محل جر متعلق بفعل محذوف مفسر بكلمة موالي أي: يرثون «1» ، (ترك) فعل ماض (الوالدان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (الواو) عاطفة (الأقربون) معطوف على (الوالدان) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو. (الواو) عاطفة أو استئنافية

_ (1) يحسن هنا أن أذكر التأويلات المختلفة في تفسير هذه الآية وإعرابها ... فكل المنون هو مضاف لمقدر بمعنى كل إنسان، فالضمير في ترك- بالوقف عليه- يعود على كل إنسان، ويتعلق (مما) بما في كلمة موالي من معنى الفعل، أو بمضمر يفسره المعنى أي يرثون مما ترك ... ويرتفع الوالدان على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم الوالدان والأقربون ... أو يكون المعنى: لكل قوم جعلناهم موالي نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، فجملة جعلناهم نعت ل (كل) ، والضمير المفعول في الجملة محذوف، ونصب موالي على الحال ... وثمة تأويلات أخرى حول جعل المقدر هو المال أي: ولكل مال ... إلخ. وما أثبتناه أعلاه هو أوضح الأعاريب.

[سورة النساء (4) : آية 34]

(الذين) موصول مبني في محل رفع مبتدأ «1» ، (عقدت) فعل ماض ... (والتاء) للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) زائدة دخلت في الخبر لمشابهة اسم الموصول للشرط (آتوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير في محل نصب مفعول به أول (نصيب) مفعول به ثان منصوب و (هم) مضاف إليه (إنّ الله كان على كل شيء شهيدا) مر إعراب نظيرها- الآية (29) -. جملة «جعلنا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «ترك الوالدان ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «الذين عقدت أيمانكم (الاسمية) » لا محل لها استئنافية أو معطوفة على الاستئنافية. وجملة «عقدت أيمانكم» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «آتوهم نصيبهم» في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان ... شهيدا» في محل رفع خبر إنّ. [سورة النساء (4) : آية 34] الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (34)

_ (1) أو معطوف على (الوالدان والأقربون) في محل رفع ... والضمير في (فآتوهم) يعود على الموالي.

الإعراب:

الإعراب: (الرجال) مبتدأ مرفوع (قوامون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (على النساء) جار ومجرور متعلق بالخبر (الباء) حرف جر و (ما) حرف مصدري (فضّل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بعض) مفعول به منصوب (على بعض) جار ومجرور متعلق ب (فضل) . والمصدر المؤوّل (ما فضل الله) في محل جر بالباء متعلق بالخبر أيضا. (الواو) عاطفة (بما) مثل الأول إعرابا وتعليقا «1» ، (أنفقوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (من أموال) جار ومجرور متعلق ب (أنفقوا) «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ما أنفقوا) في محل جر معطوف على المصدر المؤول الأول. (الفاء) استئنافية (الصالحات) مبتدأ مرفوع (قانتات) خبر مرفوع (حافظات) خبر ثان مرفوع (اللام) لام التقوية زائدة «3» ، (الغيب) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل حافظات (الباء) حرف

_ (1) يجوز أن يكون (ما) موصولا في محل جر، والعائد محذوف أي بما أنفقوه. (2) أو بمحذوف حال من ضمير النصب- إذا أعربت (ما) اسم موصول. (3) يجوز أن يكون الجار أصليا فالجار والمجرور متعلقان بحافظات.

جر و (ما) حرف مصدري «1» ، (حفظ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما حفظ الله) في محل جر متعلق بحافظات أو بقانتات ... أي هنّ كذلك بسبب حفظ الله لهن بنهيهنّ عن المخالفة. (الواو) عاطفة (اللاتي) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (تخافون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (نشوز) مفعول به منصوب و (هن) ضمير متصل في محل جر مضاف إليه (الفاء) زائدة في الخبر «2» ، (عظوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اهجروهنّ) مثل عظوهن (في المضاجع) جار ومجرور متعلق ب (اهجروهنّ) ، (الواو) عاطفة (اضربوهن) مثل عظوهن. (الفاء) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (أطعن) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط و (النون) ضمير فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تبغوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبغوا) «3» (سبيلا) مفعول به منصوب «4» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) اسم إن منصوب (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليا) خبر كان منصوب (كبيرا) خبر ثان منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون موصولا أو نكرة موصوفة وكلاهما في محل جر، والعائد محذوف. (2) الزيادة مضطردة في الخبر عند الأخفش، أو لمشابهة المبتدأ للشرط عند غيره. (3) هذا التعليق على تفسير (تبغوا) بمعنى تطلبوا، أما على معنى تظلموا فإن الجار يتعلق بمحذوف حال من (سبيلا) - صفة تقدمت الموصوف-. (4) أو منصوب على نزع الخافض على معنى تظلموا أي: لا تظلموا بسبيل ما عليهن.

الصرف:

جملة «الرجال قوّامون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «فضل الله ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «أنفقوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) الثاني. وجملة «الصالحات قانتات» لا محل لها استئنافية. وجملة «حفظ الله» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) الثالث. وجملة «اللاتي تخافون ... » لا محل لها معطوفة على جملة الرجال ... وجملة «تخافون ... » لا محل لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة «عظوهنّ» في محل رفع خبر المبتدأ (اللاتي) . وجملة «اهجروهنّ ... » في محل رفع معطوفة على جملة عظوهن. وجملة «اضربوهن» في محل رفع معطوفة على جملة عظوهن. وجملة «أطعنكم» لا محل لها استئنافية. وجملة «لا تبغوا ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان عليّا ... » في محل رفع خبر إنّ. الصرف: (قوّامون) ، جمع قوّام صيغة مبالغة اسم الفاعل، صفة (حافظات) ، جمع حافظة مؤنث حافظ، اسم فاعل من حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فاعل.

البلاغة

(نشوز) ، مصدر سماعي لفعل نشزت المرأة تنشز باب نصر وباب ضرب، بزوجها ومنه وعليه.. وزنه فعلول بضم الفاء والعين. (عظوهنّ) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتل مثال، تحذف فاؤه في المضارع والأمر إن جاءت عين الفعل في المضارع مكسورة، وزنه علوهنّ بكسر العين. البلاغة الكناية: في قوله تعالى وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ. والكلام كناية عن ترك جماعهن. الفوائد 2- قوامة الرجل على الأسرة: إن الله قد جعل من فطرة الإنسان «الزوجية» شأنه شأن كل حي وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ثم شاء أن يجعل الزوجين في الإنسان شطرين لنفس واحدة يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها. وأراد بالتقاء شطري النفس الواحدة فيما أراد أن يكون هذا اللقاء سكنا للنفس وطمأنينة للروح ثم سترا وصيانة ومزرعة للنسل وامتدادا وترقية للحياة وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً. وبما أنه لا بد من قائد لهذه الأسرة وقائم عليها فقد حدّد القرآن القوامة للرجل، مراعيا بذلك الفطرة، والاستعدادات الموهوبة لكل من شطري النفس

[سورة النساء (4) : آية 35]

لأداء الوظائف المنوطة بكل منهما ومراعيا العدالة في توزيع الأعباء. 3- توزيع مهام الأسرة: خصّ الله المرأة بالرقة والعطف وسرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة وهي خصائص ليست سطحية بل هي غائرة في التكوين العضوي للمرأة وزود الرجل بالخشونة والصلابة وبطء الانفعال واستخدام الوعي والتفكير. فكانت المرأة بخصائصها جديرة بتربية الأطفال. وتنشئتهم وهي مهمة جليلة وخطيرة. وكان الرجل بخصائصه جديرا بتدبير شؤون المعاش والإنفاق على الأسرة وحمايتها والقوامة عليها. صنع الله الذي أتقن كل شيء فتعالى الله أحسن الخالقين. [سورة النساء (4) : آية 35] وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً (35) الإعراب: (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (شقاق) مفعول به منصوب (بين) مضاف إليه مجرور «1» ، (هما) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ابعثوا) فعل أمر مبني على

_ (1) (بين) هنا معناها الظرفية، والأصل شقاقا بينهما، ولكنه اتسع فيه فأضيف الحدث إلى ظرفه، وظرفيته باقية كقوله: مكر الليل والنهار (حاشية الجلالين: الجمل) ... ويجوز أن يكون استعمل اسما وزال معنى الظرفية ...

الصرف:

حذف النون ... والواو فاعل، (حكما) مفعول به منصوب (من أهل) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت ل (حكما) ، (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (حكما) معطوف على الأول منصوب مثله (من أهلها) مثل الأول (إن) مثل الأول (يريدا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الألف) ضمير فاعل (إصلاحا) مفعول به منصوب (يوفّق) مضارع مجزوم جواب الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بين) ظرف منصوب متعلق ب (يوفق) ، و (هما) ضمير مضاف إليه (إنّ الله كان عليما خبيرا) مر إعراب نظيرها في الآية السابقة. جملة «خفتم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «ابعثوا ... » في محل جزم جوابا للشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إن يريدا ... » لا محل لها استئنافية في حكم التعليل. وجملة «يوفّق الله ... » لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان عليما ... » في محل رفع خبر إنّ. الصرف: (حكما) ، أصل اللفظ مشتق من فعل حكم يحكم باب نصر فهو صفة مشبّهة وزنه فعل بفتحتين، وقد ينقل إلى الاسم يدل على من يفصل بين متخاصمين أو مختلفين ... وهو يطلق على المفرد والجمع. (إصلاحا) ، مصدر قياسي لفعل أصلح الرباعي وزنه إفعال بكسر همزة الماضي وإضافة ألف قبل الآخر.

الفوائد

الفوائد 1- قال الفقهاء: إذا وقع الشقاق بين الزوجين معا، أسكنهما الحاكم إلى جنب ثقة ينظر في أمرهما ويمنع الظالم منهما من الظلم، فإن تفاقم أمرهما وطالت خصومتهما بعث الحاكم ثقة من أهل المرأة وثقة من أهل الرجل ليجتمعا فينظرا في أمرهما ويفعلا ما فيه المصلحة سواء من التفريق أو التوفيق مع مراعاة تشوّف الشارع الى التوفيق ... [سورة النساء (4) : آية 36] وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً (36) الإعراب: (الواو) استئنافية (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تشركوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر بالباء متعلق ب (تشركوا) ، (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (بالوالدين) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره استوصوا، وعلامة الجر الياء، (إحسانا) مفعول به عامله الفعل المقدر منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (بذي) مثل بالوالدين ويتعلق بما تعلق به ... وعلامة الجر الياء (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف

_ (1) انظر مزيدا من الشرح والتفصيل والتخريج للكلمة في حاشية الآية (83) من سورة البقرة.

(الواو) عاطفة (اليتامى) معطوف على ذي القربى مجرور مثله وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف ... وكذلك (المساكين، الجار) معطوفان على ذي القربى مجروران (ذي) نعت للجارّ مجرور مثله وعلامة الجر الياء (القربى) مثل الأول (الواو) عاطفة (الجار) معطوف على ذي القربى مجرور مثله (الجنب) نعت للجار مجرور (الواو) عاطفة (الصاحب) معطوف على ذي القربى (بالجنب) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الصاحب (الواو) عاطفة (ابن) معطوف على ذي القربى مجرور مثله (السبيل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني في محل جر معطوف على المجرور الأول (ملكت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (لا) نافية (يحب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (مختالا) خبر كان منصوب (فخورا) خبر ثان منصوب. جملة «اعبدوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا تشركوا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة « (استوصوا) » بالوالدين» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «ملكت أيمانكم» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «إنّ الله لا يحب ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يحب من ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «كان مختالا» لا محل لها صلة الموصول (من) .

الصرف:

الصرف: (الجار) ، صفة مشتقة من جاور الرباعي، وزنه فعل بفتح فسكون، وأصل الألف واو لأن المصدر جوار ومجاورة ولظهور الواو في الرباعي. (الجنب) ، والجمع جنوب، اسم لشقّ الإنسان وغيره، وزنه فعل بفتح فسكون. (مختالا) ، اسم فاعل من اختال الخماسي فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولكن الكسرة لا تظهر قبل الآخر لأن الفعل معلّ في المضارع فتقدر الكسرة على الألف ... ولهذا كان هذا اللفظ مطابقا لاسم المفعول أيضا. وفيه إعلال أصله مختيل تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (فخورا) ، صفة مشبهة من فخر يفخر باب فرح وزنه فعول بفتح الفاء. الفوائد 1- حق الله على عباده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله اعلم قال: «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» ثم قال: أتدري ما حق العباد على الله؟ «إذا فعلوا ذلك ألّا يعذبهم الله» . [سورة النساء (4) : آية 37] الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (37) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من

الصرف:

الموصول (من) في الآية السابقة «1» (يبخلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (يأمرون) مثل يبخلون (الناس) مفعول به منصوب (بالبخل) جار ومجرور متعلق ب (يأمرون) ، (الواو) عاطفة (يكتمون) مثل يبخلون (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (آتى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ضمير النصب العائد (الهاء) ضمير مضاف إليه. (الواو) استئنافية (أعتدنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (للكافرين) جار ومجرور متعلق ب (أعتدنا) ، (عذابا) مفعول به منصوب (مهينا) نعت منصوب. جملة «يبخلون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يأمرون ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يكتمون ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «آتاهم الله ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أعتدنا ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (البخل) ، مصدر سماعي لفعل بخل يبخل باب كرم، أما باب فرح فمصدره بخل بفتحتين وفي القاموس المحيط: البخل والبخول بضم الباء فيهما وكجبل ونجم وعنق ضد الكرم ... بخل كفرح وكرم بخلا بالضم والتحريك ... إلخ. البلاغة «وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً» وضع الظاهر موضع المضمر إشعارا بأن من هذا شأنه فهو كافر بنعمة الله تعالى ومن كان كافرا بنعمة الله تعالى فله عذاب

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... أو مبتدأ خبره محذوف تقديره معذّبون.

[سورة النساء (4) : آية 38]

يهينه كما أهان النعمة بالبخل والإخفاء. [سورة النساء (4) : آية 38] وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً (38) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين ينفقون) مثل الذين يبخلون في الآية السابقة ومعطوف عليه (أموال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (رئاء) مصدر في موضع الحال بتأويل مشتق أي مرائين منصوب «1» (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (باليوم) جار ومجرور متعلق بما تعلق به بالله فهو معطوف عليه (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يكن) مضارع مجزوم ناقص، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الشيطان) اسم يكن مرفوع (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بحال من (قرينا) ، وهذا الأخير خبر يكن منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ساء) فعل ماض جامد «2» لإنشاء الذم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الشيطان (قرينا) تمييز منصوب ميّز الضمير المستتر. جملة «ينفقون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا يؤمنون ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) أو مفعول لأجله منصوب. (2) وذلك لأن الجواب اقترن هنا بالفاء، ولو كان الفعل (ساء) متصرفا لما كان ثمة ضرورة للفاء. [.....]

الصرف:

وجملة «من يكن الشيطان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يكن الشيطان ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «ساء ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (قرينا) ، صفة مشتقة من فعل قرن يقرن باب ضرب، وزنه فعيل إما بمعنى مفعول، وإما بمعنى فاعل، وقد يكون مبالغة اسم الفاعل أو صفة مشبهة لاسم الفاعل اشتق من المتعدي على غير قياس. الفوائد 1- المراءاة: جاء في حديث الثلاثة الذين هم أول من تسجر بهم النار وهم: العالم، والغازي، والمنفقون المراؤون بأعمالهم. يقول صاحب المال: «ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت في سبيلك فيقول الله: كذبت، إنما أردت أن يقال: جواد فقد قيل: أي قد أخذت جزاءك في الدنيا وهو الذي أردته يعملك. وقد حملهم الشيطان على أن يعدلوا بعملهم عن الإخلاص لوجه الله إلى النفاق والرياء، فكان جزاؤهم النار. [سورة النساء (4) : آية 39] وَماذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً (39) الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ «2» ، (ذا) اسم موصول مبني في محل رفع خبر (على) حرف جر

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز إعراب (ماذا) - كلمة واحدة- اسم استفهام مبتدأ، والجار والمجرور (عليهم) متعلق بالخبر.

و (هم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف صلة ذا (لو) حرف شرط غير جازم- حرف امتناع لامتناع «1» -، (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت مجرور (الواو) عاطفة (أنفقوا) مثل آمنوا (من) حرف جر (ما) اسم موصول «2» مبني في محل جر متعلق ب (أنفقوا) ، (رزق) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (الباء) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (عليما) وهذا الأخير خبر كان منصوب. جملة «ماذا عليهم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا ... » لا محل لها استئنافية ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: لو آمنوا لم يضرهم. وجملة «أنفقوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة «رزقهم الله» لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي (ما) . وجملة «كان الله ... » لا محل لها استئنافية.

_ (1) أو هو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل في محل جر بحرف جر محذوف تقديره في أي: في أيمانهم. (2) أو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل في محل جر ب (من) متعلق ب (أنفقوا أي: أنفقوا من رزق الله.

[سورة النساء (4) : آية 40]

[سورة النساء (4) : آية 40] إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (40) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يظلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والفعل متضمن معنى ينتقص، والمفعول الأول مقدر أي أحدا «1» ، (مثقال) مفعول به ثان منصوب (ذرة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تك) مضارع مجزوم ناقص، وعلامة الجزم السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف، واسم تكن ضمير مستتر تقديره هي أي الذرة (حسنة) خبر منصوب (يضاعف) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (يؤت) مضارع مجزوم معطوف على فعل يضاعف، وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل هو (من) حرف جر (لدن) اسم مبني على السكون في محل جر متعلق (يؤت) «2» (أجرا) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول محذوف تقديره فاعلها (عظيما) نعت ل (أجرا) منصوب مثله. جملة «إنّ الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يظلم ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «إن تك ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.

_ (1) يجوز إبقاء معنى الظلم على حاله، فيعرب مثقال حينئذ مفعولا مطلقا عن المصدر لأنه صفته أي لا يظلم ظلما وزن ذرّة. (2) أو بمحذوف حال من (أجرا) - نعت تقدم على المنعوت-.

الصرف:

وجملة «يضاعفها» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «يؤت ... » لا محل لها معطوفة على جملة يضاعفها. الصرف: (مثقال) ، اسم لما يوزن به ويتخذ قياسا، مشتق من ثقل (ذرّة) ، اسم جامد إما للهباءة أو لصغيرة النّمل، وزنه فعلة بفتح فسكون. [سورة النساء (4) : آية 41] فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (41) الإعراب: (الفاء) استئنافية (كيف) اسم استفهام مبني في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أمر الكافرين «1» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط مبني في محل نصب متعلق بأمر أو بالفعل المقدر عامل الحال (جئنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) فاعل (من كل) جار ومجرور متعلق ب (جئنا) ، (أمّة) مضاف إليه مجرور (بشهيد) جار ومجرور متعلق ب (جئنا) . (الواو) عاطفة- أو حالية- (جئنا) مثل الأول (الباء) حرف جر (الكاف) ضمير في محل جر متعلق ب (جئنا) الثاني (على) حرف جر (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق ب (شهيدا) وهو حال من ضمير الخطاب في (بك) منصوب. جملة «كيف أمر الكافرين» لا محل لها استئنافية.

_ (1) أجاز ابن هشام- وقبله العكبري- أن تكون في محل نصب حال لفعل محذوف تقديره تصنعون.

الصرف:

وجملة «جئنا ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «جئنا (الثانية) ... » في محل جر معطوفة على الجملة جئنا الأولى «1» . الصرف: (جئنا) ، في الفعل إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله جاءنا- بسكون الهمزة- التقى سكونان فحذفت الألف، ثم كسرت الجيم للدلالة على أصل الحرف المحذوف وهو الياء لأن المضارع يجيء، وزنه فلنا بكسر الفاء. [سورة النساء (4) : آية 42] يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً (42) الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (يود) ، (إذ) اسم ظرفي مبني في محل جر مضاف إليه والتنوين عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ جئنا ... (يود) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (عصوا) مثل كفروا، والبناء على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الرسول) مفعول به منصوب (لو) حرف مصدري «2» ، (تسوّى) مضارع مبني لمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (الباء) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (تسوى) ، (الأرض) نائب فاعل مرفوع.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير (قد) . (2) يجوز أن يكون (لو) حرف امتناع لامتناع، وجوابه محذوف تقديره لسروا بذلك، ومفعول يود محذوف تقديره تسوية الأرض بهم: دل عليه قوله: لو تسوى بهم الأرض.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (لو تسوى بهم الأرض) في محل نصب مفعول به عامله يود. (الواو) عاطفة- أو استئنافية- (لا) نافية (يكتمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به أول (حديثا) مفعول به ثان منصوب. جملة «يود الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عصوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «تسوى ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (لو) . وجملة «لا يكتمون ... » لا محل لها معطوفة على جملة يود «1» ، أو هي استئنافية. الصرف: (عصوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله عصاوا، التقى ساكنان لام الكلمة وواو الجماعة فحذفت الألف- لام الكلمة- وفتح ما قبلها دلالة عليها. (تسوّى) ، في قراءة عاصم هو مضارع سوّى من غير حذف التاء- وفي قراءة غيره بتشديد السين فيه حذف إحدى التاءين- وفيه إعلال بالقلب أصله تسوّي تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1) اختار العكبري وأبو حيان أن تكون الجملة حالية بعد واو الحال وصاحب الحال إما الضمير في بهم وعامل الحال فعل تسوى، وإما أن يكون الذين كفروا والعامل فيها فعل يود على أن تكون (لو) حرفا مصدريا فقط.

[سورة النساء (4) : آية 43]

[سورة النساء (4) : آية 43] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (43) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصود مبني على الضم في محل نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تقربوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) حالية (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (سكارى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (حتى) حرف غاية وجر (تعلموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به «1» ، (تقولون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل والعائد محذوف. والمصدر المؤوّل (أن تعلموا ... ) في محل جر متعلق ب (تقربوا) .

_ (1) أو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل، في محل نصب مفعول به أي: تعلموا قولكم.

(الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (جنبا) معطوف على جملة (أنتم سكارى) فهو حال أيضا (إلّا) أداة استثناء (عابري) مستثنى منصوب وعلامة النصب الياء «1» ، (سبيل) مضاف إليه مجرور (حتى تغتسلوا) مثل حتى تعلموا «2» . والمصدر المؤوّل (أن تغتسلوا) في محل جر متعلق ب (تقربوا) . (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان (مرضى) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف، (أو) حرف عطف (على سفر) جار ومجرور متعلق بمحذوف معطوف على خبر كنتم (أو) مثل الأول (جاء) فعل ماض (أحد) فاعل مرفوع (من) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف نعت لأحد (من الغائط) جار ومجرور متعلق ب (جاء) ، (أو) مثل لأول (لامستم) فعل ماض وفاعله (النساء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تيمموا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (صعيدا) مفعول به منصوب «3» ، (طيبا) نعت منصوب (الفاء) عاطفة تفريعية (امسحوا) مثل تيمموا (بوجوه) جار ومجرور متعلق ب (امسحوا) «4» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أيدي) معطوف على وجوه مجرور مثله وعلامة

_ (1) يجوز أن تكون (إلّا) بمعنى غير، وحينئذ تصبح هي وما بعدها صفة لجنب، وقد ظهر أثر ذلك في كلمة عابري ... أي لا تقربوا الصلاة جنبا مقيمين غير عابري سبيل. (2) (حتى) بمعنى إلى أو إلّا ... (3) أي: اقصدوا صعيدا طيبا. [.....] (4) مسح يتعدى بنفسه وبالحرف.. أي: مسح الوجه ومسح بالوجه.

الصرف:

الجر الكسرة المقدرة على الياء و (كم) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عفوّا) خبر كان منصوب (غفورا) خبر ثان منصوب. جملة النداء: «يأيها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تقربوا ... » لا محل لها جواب النداء. وجملة «أنتم سكارى» في محل نصب حال من الواو في (تقربوا) . وجملة «تعلموا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تقولون» لا محل لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي. وجملة «تغتسلوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «كنتم مرضى» لا محل لها استئنافية. وجملة «جاء أحد ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «لامستم ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «لم تجدوا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «تيمموا ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «امسحوا ... » في محل جزم معطوفة على جملة تيمموا. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان عفوا ... » في محل نصب خبر كان. الصرف: (سكارى) ، جمع سكران زنة فعلان بفتح الفاء، صفة مشبهة من سكر يسكر باب فرح، و (سكارى) بضم السين وقد تفتح.

البلاغة

(جنبا) ، اسم جرى مجرى المصدر الذي هو الإجناب، فهو لفظ يطلق على المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث ... وبعضهم جمعه جمعا مذكرا سالما، قال قوم جنبون، وجمع تكسير فقالوا قوم أجناب، وفي تثنيته قالوا جنبان (وانظر الآية 191 من سورة آل عمران) . (عابري) ، جمع عابر، اسم فاعل من عبر يعبر باب نصر وزنه فاعل. (الغائط) ، على لفظ اسم الفاعل وليس بذاك، فعله غاط يغوط باب نصر، فهو اسم جامد لمكان أو شيء. (صعيدا) ، اسم جامد بمعنى التراب. (عفوا) ، صفة مشبهة من عفا يعفو باب نصر، وزنه فعول، أدغمت لام الكلمة مع واو فعول. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ. المجيء منه كناية عن الحدث لأن المعتاد أن من يريده يذهب إليه ليواري شخصه عن أعين الناس، وإسناد المجيء منه إلى واحد مبهم من المخاطبين دونهم للتفادي عن التصريح بنسبتهم إلى ما يستحيا منه أو يستهجن التصريح به. 2- الكناية: في قوله تعالى أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ. يريد سبحانه أو جامعتم النساء إلا أنه كنى بالملامسة عن الجماع لأنّه مما يستهجن التصريح به أو يستحي منه. الفوائد 1- حكمة التشريع:

[سورة النساء (4) : الآيات 44 إلى 45]

روى المفسرون الحوادث التي صاحبت مراحل تحريم الخمر في المجتمع المسلم والرجال الذين كانوا موضوع هذه الحوادث، وفيهم: عمر وعلي وحمزة وعبد الرحمن بن عوف وكلها تشير إلى مدى تغلغل هذه الظاهرة في مجتمع الجاهلية فقد ظل عمر يشرب الخمر في الإسلام حتى إذا نزلت آية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ، وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما قال: اللهم بيّن لنا بيانا شافيا في الخمر، واستمر حتى إذا نزلت الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ قال: اللهم بيّن لنا بيانا شافيا في الخمر، إلى أن نزلت آية التحريم الصريحة إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ، وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟!. قال عمر: انتهينا انتهينا ... ! [سورة النساء (4) : الآيات 44 الى 45] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً (45) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (تر) بتضمينه معنى تنظر (أوتوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (نصيبا) مفعول به منصوب (من الكتاب) جار ومجرور متعلق بنعت لنصيب (يشترون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الضلالة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يريدون) مثل يشترون

الصرف:

(أن) حرف مصدري ونصب (تضلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (السبيل) مفعول به منصوب. (الواو) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (بأعداء) جار ومجرور متعلق ب (أعلم) و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (كفى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر (الباء) زائدة (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (وليا) تمييز منصوب- أو حال. (الواو) عاطفة (كفى بالله نصيرا) مثل المتقدمة. جملة «لم تر إلى ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «أوتوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يشترون ... » في محل نصب حال من نائب الفاعل. وجملة «يشترون ... » في محل نصب حال من نائب الفاعل، وهي على رأي ابن هشام تفسير لمقدّر عطفت عليها جملة يريدون فالمعنى: ألم تر إلى قصة الذين أوتوا. وجملة «يريدون ... » في محل نصب معطوفة على جملة يشترون. وجملة «تضلوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «الله أعلم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كفى بالله وليا» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية الأخيرة. وجملة «كفى بالله نصيرا» لا محل لها معطوفة على جملة كفى السابقة «1» . الصرف: (أعلم) ، هذه الصيغة لم يقصد بها التفضيل وإنما قصد

_ (1) جعل ابن هشام هذه الجمل اعتراضية على شرط أن يكون (من الذين هادوا ... ) عطف بيان على الذين أوتوا ويجوز أن يتعلّق الجارّ ب (نصيرا) .

الفوائد

بها الوصف فأعلم بمعنى عليم أو عالم. الفوائد 1- «لم عند النحاة» اتفق النحاة ان «لم» حرف نفي وجزم وقلب: أ- حرف جزم أي أنها تجزم الفعل المضارع بواحدة من علامات الجزم الثلاث: السكون، أو حذف النون، أو حذف حرف العلة من آخر الفعل. ب- حرف نفي بمعنى أن الفعل بعدها يكون منفيا وليس مثبتا. ج- حرف قلب: أي أنها تقلب زمن الفعل المضارع الذي تدخل عليه من الحال والاستقبال الى الماضي. [سورة النساء (4) : آية 46] مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) الإعراب: (من الذين) مثل إلى الذين «1» متعلق بمحذوف خبر مقدم «2» لمبتدأ مقدر تقديره قوم (هادوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (يحرفون) مثل يشترون «3» ، (الكلم) مفعول به منصوب (عن مواضع) جار ومجرور متعلق ب (يحرفون) ، و (الهاء) ضمير مضاف

_ (1، 3) في الآية (44) السابقة. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، وحينئذ تصبح جملة يحرفون في محل نصب حال من فاعل هادوا.

إليه (الواو) عاطفة (يقولون) مثل يشترون، (سمعنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (عصينا) مثل سمعنا (الواو) عاطفة (اسمع) فعل أمر دعائي، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (غير) حال منصوبة من فاعل اسمع (مسمع) مضاف إليه مجرور «1» ، (الواو) عاطفة (راع) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (ليا) حال منصوبة بتأويل مشتق أي لاوين ألسنتهم (بألسنة) جار ومجرور متعلق بالمصدر (ليا) و (هم) ضمير متصل في محل جر مضاف إليه (الواو) عاطفة (طعنا) معطوف على (ليّا) منصوب مثله «2» ، (في الدين) جار ومجرور متعلق ب (طعنا) . (الواو) استئنافية (لو) شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير في محل نصب اسم أنّ (قالوا) مثل هادوا (سمعنا وأطعنا واسمع) مثل سمعنا وعصينا واسمع (الواو) عاطفة (انظر) فعل أمر دعائي و (نا) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) واقعة في جواب لو (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى هذا التوجيه الإلهي (خيرا) خبر كان منصوب (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (خيرا) ، (أقوم) معطوف على (خيرا) بحرف العطف الواو منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنه وصف على وزن أفعل. والمصدر المؤوّل (أنهم قالوا ... ) في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت قولهم ...

_ (1) هذا الكلام دعاء موجه، وهو بحسب الظاهر دعاء له وبحسب الباطن دعاء عليه ... ففي الظاهر اسمع غير مسمع مكروها، وفي الباطن اسمع غير مسمع خيرا أو لا سمعت، دعوا عليه بالموت أو بالصمم. (2) أجاز الزمخشري نصب (ليّا) على أنه مفعول لأجله ومثله (طعنا) .

(الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (لعن) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكفر) جار ومجرور متعلق ب (لعن) والباء سببية و (هم) مضاف إليه (الفاء) تعليلية (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» أي: لا يؤمنون إلا إيمانا قليلا. جملة «من الذين ... قوم» الاسمية لا محل لها استئنافية. وجملة «هادوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يحرّفون» في محل رفع نعت للمبتدأ قوم. وجملة «يقولون ... » في محل رفع معطوفة على جملة يحرفون. وجملة «سمعنا ... » في محل نصب مقول القول. وجملة «عصينا» في محل نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «اسمع» (الأولى) في محل نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «راعنا» في محل نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «ثبت قولهم» لا محل لها استئنافية. وجملة «سمعنا» (الثانية) في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أطعنا» في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا. وجملة «اسمع (الثانية) في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا. وجملة «انظرنا» في محل نصب معطوفة على جملة سمعنا.

_ (1) وجّه بعضهم الكلام على الاستثناء، ف (قليلا) مستثنى من الواو في يؤمنون، ولن الأولى في هذا النوع من الاستثناء الاتباع على البدلية أي برفع لفظ قليل.

الصرف:

وجملة «كان خيرا لهم» لا محل لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة «لعنهم الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة (ثبت) قولهم. وجملة «لا يؤمنون ... » لا محل لها تعليلية. الصرف: (الكلم) ، جمع الكلام، وهو اسم مصدر لفعل كلّم الرباعي وزنه فعال بفتح الفاء، والكلم وزنه فعل بفتح فكسر. (مواضعه) ، جمع موضع وهو اسم مكان من فعل وضع يضع، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأن الفعل معتل مثال محذوف الفاء في المضارع. (مسمع) ، اسم مفعول من فعل أسمع الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين. (ليّا) ، مصدر سماعي لفعل لوى المعتل اللفيف المقرون، وفي الكلمة إعلال بالقلب، اجتمعت الواو والياء في الكلمة وجاءت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الثانية، أصله لوى بفتح اللام وسكون الواو. (طعنا) ، مصدر سماعي لفعل طعن يطعن باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (أقوم) ، صفة مشتقة على وزن أفعل، هو اسم تفضيل من قام يقوم. البلاغة الإبهام أو الكلام الموجه: في قوله تعالى: اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ. وهو كلام ذو وجهين- محتمل للشر والخير- ويسمى في البديع بالتوجيه. واحتماله للشر بأن يحمل على معنى اسمع مدعوا عليك بألا سمعت، أو اسمع

الفوائد

غير مجاب الى ما تدعو إليه. واحتماله للخير بأن يحمل على معنى (اسمع) منا (غير مسمع) مكروها، من قولهم: أسمعه فلان إذا سبه. وقد كانوا لعنهم الله تعالى يخاطبون بذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استهزاء مظهرين (صلى الله عليه وسلم) المعنى الأخير وهم يضمرون سواه. «وَراعِنا» أيضا كلام ذو وجهين كسابقه، فاحتماله للخير على معنى أمهلنا وانظر إلينا، أو انتظرنا نكلمك، واحتماله للشر بحمله على السب. الفوائد 1- اليهود وتحريف الكلم عن مواضعه: بلغ من التواء اليهود، وسوء أدبهم مع الله عز وجلّ، أن يحرفوا كلام التوراة عن المقصود منه، والأرجح أن ذلك يعني تأويلهم لعبارات التوراة بغير المقصود منها، وذلك كي ينفوا ما فيها من أدلة على رسالة الإسلام ومن أحكام وتشريعات يصدقها القرآن وتدل وحدتها في الكتابين على وحدة المصدر وهو الله تعالى، وبالتالي على صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. وتحريف الكلم عما قصد به، ليوافق الأهواء: ظاهرة ملحوظة في رجال أي دين يحاولون الانحراف عن دينهم واتخاذه حرفة وصناعة. ولعل اليهود أبرع من عرف بهذا التحريف. [سورة النساء (4) : آية 47] يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47) الإعراب: (يأيها الذين) مرّ إعرابها «1» ، (أوتوا) فعل ماض مبني

_ (1) في الآية (43) من هذه السورة.

للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (آمنوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (آمنوا) ، (نزّلنا) فعل ماض وفاعله (مصدّقا) حال منصوبة من العائد (اللام) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (مصدّقا) «1» ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (آمنوا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (نطمس) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (وجوها) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن نطمس ... ) في محل جر بإضافة قبل إليه. (الفاء) عاطفة (نرد) مضارع منصوب معطوف على فعل نطمس و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (على أدبار) جار ومجرور متعلق ب (نرد) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (نلعنهم) مثل نردها (الكاف) حرف جر «2» ، (ما) حرف مصدري (لعنّا) مثل نزّلنا (أصحاب) مفعول به منصوب (السبت) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤول (ما لعنّا ... ) في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي نلعنهم لعنا كلعن أصحاب السبت. (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (أمر) اسم كان مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مفعولا) خبر كان منصوب. جملة «يأيها الذين ... » لا محل لها استئنافية.

_ (1) أو اللازم زائدة للتقوية، والاسم الموصول في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل (مصدّقا) . (2) أو اسم بمعنى مثل، في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.

البلاغة

وجملة «أوتوا الكتاب ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «آمنوا ... » لا محل لها جواب النداء. وجملة «نزّلنا» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «نطمس ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «نردها ... » لا محل لها معطوفة على جملة نطمس. وجملة «نلعنهم» لا محل لها معطوفة على جملة نطمس. وجملة «لعنّا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «كان أمر الله مفعولا» لا محل لها استئنافية. الصرف. (مفعولا) ، اسم مفعول من فعل يفعل باب فتح، وزنه مفعول. البلاغة 1- «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً» في تنكير الوجوه المفيد للتكثير تهويل للخطب وفي إبهامها لطف بالمخاطبين وحسن استدعاء لهم الى الإيمان. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وجوها» حيث ذكر وجوها وأراد أصحابها والعلاقة الكلية. [سورة النساء (4) : آية 48] إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (48) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغفر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يشرك) مضارع مبني للمجهول منصوب

ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الإشراك أو الإله المعبود المفهوم من سياق الآية (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (يشرك) . والمصدر المؤوّل (أن يشرك به) في محل نصب مفعول به عامله يغفر، أي لا يغفر الإشراك به. (الواو) عاطفة (يغفر) مثل الأول (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (دون) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلة ما (ذلك) اسم إشارة مبني في محل جر مضاف إليه ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (يغفر) ، (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) استئنافية- أو عاطفة- (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يشرك) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يشرك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (افترى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إثما) مفعول به منصوب بتضمين افترى معنى اقترف (عظيما) نعت منصوب. جملة «إنّ الله لا يغفر ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يغفر ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «يشرك به» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يغفر ... » في محل رفع معطوفة على جملة لا يغفر «1» . وجملة «يشاء» لا محل لها صلة الموصول (من) .

_ (1) رفض العكبري العطف كي لا يعطف مثبت على منفي، فهي عنده مستأنفة.

الصرف:

وجملة «من يشرك بالله (الاسمية) » لا محل لها استئنافية- أو معطوفة على الاستئنافية الأولى. وجملة «يشرك بالله» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «افترى ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (افترى) ، في الفعل إعلال بالقلب، أصله افتري- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (آل عمران- 94) . [سورة النساء (4) : آية 49] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) الإعراب: (ألم تر إلى الذين) مر إعرابها «2» ، (يزكّون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (بل) حرف إضراب عن تزكيتهم أنفسهم، وابتداء (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يزكي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الواو) عاطفة (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل (فتيلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي ظلما قدر الفتيل، منصوب. جملة «لم تر إلى الذين ... » لا محل لها استئنافية.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) في الآية (44) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة «يزكون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «الله يزكي ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يزكّي ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «يشاء» لا محل لها صلة الموصول (من) . الصرف: (يزكون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يزكّيون بضم الياء الثانية، نقلت حركتها الى الكاف ثم حذفت للساكنين، (الفتيل) ، اسم مشتقّ وزنه فعيل بمعنى مفعول إن أخذ معناه لما يفتل ... وهو اسم إن دلّ على الخط الطويل في شقّ النواة. [سورة النساء (4) : آية 50] انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) الإعراب: (انظر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبني في محل نصب حال (يفترون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (على الله) جار ومجرور متعلق ب (يفترون) «1» ، (الكذب) مفعول به منصوب «2» ، (الواو) استئنافية (كفى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف (الباء) حرف جر زائد و (الهاء) في محل جر في المحل القريب وفي محل رفع فاعل في المحل البعيد (إثما) تمييز منصوب «3» ، (مبينا) نعت منصوب.

_ (1) أو بمحذوف حال من الكذب. [.....] (2) لما كان الافتراء يلاقي الكذب بالمعنى أو قريب منه جاز أن يعرب (الكذب) مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه مرادفه. (3) أو حال منصوبة.

[سورة النساء (4) : الآيات 51 إلى 55]

جملة «انظر ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يفترون ... » في محل نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام. وجملة «كفى به إثما ... » لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : الآيات 51 الى 55] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (55) الإعراب: (ألم تر ... من الكتاب) مرّ إعرابها «1» ، (يؤمنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل (بالجبت) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (الطاغوت) معطوف على الجبت مجرور مثله (الواو) عاطفة (يقولون) مثل يؤمنون (اللام) حرف جر (الذين) موصول مبني في محل جر متعلق ب (يقولون) ، (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل (ها)

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة.

حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ (أهدى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (من الذين) مثل للذين، متعلق بأهدى (آمنوا) مثل كفروا (سبيلا) تمييز منصوب عامله أهدى. جملة «لم تر إلى الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «أوتوا نصيبا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يؤمنون ... » في محل نصب حال من ضمير أوتوا «1» . وجملة «يقولون ... » في محل نصب معطوفة على جملة يؤمنون. وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «هؤلاء أهدى» في محل نصب مقول القول. وجملة «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثالث. (52) أولاء مثل الأول و (الكاف) حرف خطاب (الذين) موصول في محل رفع خبر (لعن) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول به مقدم (يلعن) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) مثل السابق (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (تجد) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (نصيرا) وهو المفعول الثاني لفعل تجد، أما الأول فمقدر أي أحدا. وجملة «أولئك الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لعنهم الله» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يلعن الله» لا محل لها استئنافية.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافية بيانية، وكأنّها جواب سؤال مقدّر.

وجملة «لن تجد ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (53) (أم) منقطع بمعنى بل والهمزة (لهم) مثل له متعلق بخبر مقدم (نصيب) مبتدأ مؤخر مرفوع (من الملك) جار ومجرور متعلق بنعت لنصيب (الفاء) واقعة في جواب شرط مقدّر (إذا) بالتنوين، حرف جواب لا محل له (لا) نافية (يؤتون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الناس) مفعول به أول منصوب (نقيرا) مفعول به ثان منصوب. وجملة «لهم نصيب» لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يؤتون ... » في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسمية لا محل لها جواب شرط مقدّر «1» غير جازم. (54) (أم) مثل الأول (يحسدون) مثل يؤمنون (الناس) مفعول به منصوب (على) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (يحسدون) ، (آتاهم) مثل لعنهم (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من عائد الموصول المقدّر «2» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) تعليلية (قد) حرف تحقيق (آتينا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (آل) مفعول به أول منصوب (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (الحكمة) معطوف على الكتاب منصوب مثله (الواو) عاطفة (آتينا) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به أول (ملكا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب. وجملة «يحسدون الناس» لا محل لها استئنافية.

_ (1) والتقدير: إذا أعطوا الملك فهم لا يؤتون الناس نقيرا. (2) أي: ما آتاهم إيّاه الله من فضله.

الصرف:

وجملة «آتاهم الله» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «آتينا آل إبراهيم ... » لا محل لها تعليلية. وجملة «آتيناهم ... » لا محل لها معطوفة على التعليلية. (55) (الفاء) عاطفة (منهم) مثل لهم «1» (من) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (به) مثل له متعلق ب (آمن) ، (الواو) عاطفة (منهم من صدّ عنه) مثل منهم من آمن به (الواو) استئنافية (كفى بجهنّم سعيرا) مثل كفى به إثما «2» . وجملة «منهم من آمن ... » لا محل لها معطوفة على جملة يحسدون. وجملة «آمن به» لا محل لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة «منهم من صدّ عنه» لا محل لها معطوفة على جملة منهم من آمن. وجملة «صد عنه» لا محل لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة «كفى بجهنم ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (الجبت) ، اسم لما يعبد من دون الله صنما كان أم شيئا آخر، وزنه فعل بكسر فسكون. (أهدى) ، اسم تفضيل من هدى يهدي باب ضرب، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب، أصله أهدي- بالياء- فلما تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت برسم الياء لأنها رابعة. (نقيرا) ، هو فعيل بمعنى مفعول إمّا بمعنى النقرة في ظهر النواة، أو ما ينقر في الحجر أو الخشب.

_ (1، 2) في الآية (50) من هذه السورة.

الفوائد

الفوائد 1- رأي النحاة ب «إذن» . للنحاة آراء عديدة حولها نجملها بما يلي: أ- تأتي حرفا ناصبا للفعل المضارع ويشترط الا يفصل بينها وبين الفعل المنصوب بفاصل سوى «القسم» كقول الشاعر: إذن والله نرميهم بحرب ... تشيب الطفل من قبل المشيب ب- إذا سبقت بواو أو فاء: فإذا اعتبرنا الواو والفاء عاطفتين تلغى ويكون الفعل الذي بعدها تابعا للفعل الذي قبلها. أما إذا اعتبرنا الكلام مستأنفا خاليا من العطف فتكون عاملة والفعل بعدها منصوبا. ج- إذا سبقت بعامل قبلها أهملت وقدم العامل عليها كقولك: إن تذهب إذن أذهب معك. د- الأرجح أن تكتب بنون وليس بالألف وفي ذلك تفصيل. [سورة النساء (4) : آية 56] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (56) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كفروا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (سوف) حرف استقبال (نصلي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به أول والفاعل نحن للتعظيم

(نارا) مفعول به ثان منصوب (كلما) ظرف للزمان منصوب متضمن معنى الشرط متعلق ب (بدّلناهم) ... وما حرف مصدري «1» ، (نضجت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (جلود) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ما نضجت جلودهم) في محل جر مضاف إليه. (بدّلنا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به أوّل وهو على حذف مضاف أي بدّلنا جلودهم «2» (جلودا) مفعول به ثان منصوب (غير) نعت لجلود منصوب مثله و (ها) مضاف إليه (اللام) لام التعليل (يذوقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يذوقوا) في محل جر باللام متعلق ب (بدّلناهم) . (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عزيزا) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب. جملة «إنّ الذين كفروا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «سوف نصليهم ... » في محل رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز إعراب (كلّما) كلمة واحدة ظرفا للزمان متضمنا معنى الشرط متعلق ب (بدّلنا) . (2) أو ثمة مقدر هو الجار والمجرور أي بدلناهم بجلودهم جلودا غيرها لتلحق الباء المتروك.

البلاغة

وجملة «نضجت جلودهم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «بدّلناهم ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يذوقوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان عزيزا ... » في محل رفع خبر إنّ. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى لِيَذُوقُوا الْعَذابَ. التعبير عن ادراك العذاب بالذوق من حيث انه لا يدخله نقصان بدوام الملابسة، أو للاشعار بمرارة العذاب مع إيلامه، أو للتنبيه على شدة تأثيره من حيث أن القوة الذائقة أشد الحواس تأثيرا فقد حذف المشبه به واستعار شيئا من لوازمه وهو الذوق. الفوائد 1- قوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ «كلما» من أدوات الشرط غير الجازمة، وهي: «إذا، لو، لولا، كلما» وهي تفيد معنى الشرط والظرفية، والجملة بعدها في محل جر بالاضافة ويشترط في فعل الشرط وجوابه الخاص بها أن يأتيا بصيغة الماضي لا غير. وتحسن الإشارة حيال هذه الآية إلى أنه من الإعجاز الفني في القرآن أن يعرض الأفكار مجسّدة ضمن اطار من الحركة والحياة فيتمّلاها الحس والخيال والفكر والشعور وكأنها حياة قائمة مرئية أمام القارئ أو السامع. ونحن نستحضر لدى سماعنا هذه الآية صور العذاب الدائمة التي لا تنقطع والجلد الذي لا يكاد ينضح حتى يتجدد وهكذا الى غير انقطاع أو انتهاء.

[سورة النساء (4) : آية 57]

[سورة النساء (4) : آية 57] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماضي مبني على الضم ... والواو فاعل ومثله (عملوا) ، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (سندخلهم جنّات) مثل سوف نصليهم نارا «1» ، وعلامة نصب جنّات الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (من تحت) جار ومجرور متعلق ب (تجري) «2» ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (ندخلهم) ، وعلامة النصب الياء (في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق بخالدين، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلق بخالدين (لهم) مثل فيها متعلق بخبر مقدّم و (فيها) الثاني متعلق بالخبر المحذوف (أزواج) مبتدأ مؤخر مرفوع (مطهرة) نعت مرفوع (الواو) عاطفة (ندخلهم) مثل نصليهم «3» ، (ظلّا) مفعول به ثان منصوب (ظليلا) نعت منصوب. جملة «الذين آمنوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة إنّ الذين كفروا «4» . وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عملوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1، 3، 4) في الآية (56) من هذه السورة. (2) أو بمحذوف حال من الأنهار.

الصرف:

وجملة «سندخلهم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «تجري» في محل نصب نعت لجنّات. وجملة «لهم فيها أزواج» في محل نصب نعت ثان لجنات، أو حال من ضمير الغائب في (سندخلهم) . وجملة «ندخلهم ... » في محل نصب معطوفة على جملة لهم فيها أزواج. الصرف: (ظلّا) ، اسم من ظلّ يظلّ ظلالة باب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون. (ظليلا) ، اسم مشتق صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل. [سورة النساء (4) : آية 58] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (تؤدّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (الأمانات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (إلى أهل) جار ومجرور متعلق ب (تؤدّوا) ، و (ها) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تؤدّوا) في محل نصب مفعول به «1» .

_ (1) يجوز أن يكون في محل جر بحرف جر محذوف هو الباء أي بأن تؤدوا ... متعلق ب (يأمر) ، انظر الآية (67) من سورة البقرة.

(الواو) استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق ب (يأمركم) مقدّرا (حكمتم) فعل ماض وفاعله (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (حكمتم) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (أن تحكموا) مثل أن (أن تؤدوا) (بالعدل) جار ومجرور متعلق ب (تحكموا) «1» . والمصدر المؤوّل (أن تحكموا) في محل نصب مفعول به للفعل المقدر يأمركم. (إنّ الله) مثل الأولى (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة مبني في محل نصب تمييز للضمير المستتر «2» ، (يعظ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (يعظكم) ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره تأدية الأمانة والحكم بالعدل (إنّ الله) مثل الأولى (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (سميعا) خبر كان منصوب (بصيرا) خبر ثان منصوب. جملة «إنّ الله يأمركم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يأمركم ... » في محل رفع خبر إنّ الأول. وجملة «تؤدّوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أنّ) . وجملة «حكمتم ... » في محل جر مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن يكون متعلقا بمحذوف حال من فاعل (تحكموا) أي متمسكين بالعدل أو متلبسين ... (2) يجوز أن يكون (ما) معرفة تامة أو اسم موصول فاعل، والجملة بعدها إما صفة لموصوف محذوف هو المخصوص بالمدح تقديره: نعم الشيء شيء يعظكم ... أو لا محل لها صلة الموصول والمخصوص محذوف. [.....]

الفوائد

وجملة «يأمركم» المقدرة لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «تحكموا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «إنّ الله نعمّا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «نعمّا يعظكم» في محل رفع خبر إنّ (لثاني) . وجملة «يعظكم به» في محل نصب نعت ل (ما) . وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان سميعا ... » في محل رفع خبر إنّ (لثالث) الفوائد الأمانة العامة: 1- الإنسان وحده قد وكل الى فطرته وعقله وإرادته وجهده للوصول إلى الله بعون منه، وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا، وهذه أمانة حملها الإنسان وعليه أن يؤديها. ومنها تنبثق سائر الأمانات، أمانة الايمان بالله، وأمانة التعامل مع الناس، أمانة المعاملات والودائع المادية وأمانة النصيحة للراعي وللرعية، وأمانة القيام على الناشئة. 2- نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ. «نعمّا» أصلها «نعم ما» أدغمت الميمان معا فأصبحتا ميما مشددة. ونعم فعل ماض لانشاء المدح، أمّا «ما» ففي اعرابها مذاهب: أحدها أن تكون معرفة تامة بمعنى «الشيء» وهي في محل رفع فاعل لنعم. الثاني: اعتبارها «اسم موصول» بمعنى الذي وهي في محل رفع فاعل لنعم أيضا. الثالث: اعتبار «ما» نكره موصوفة في محل نصب على التمييز «التقدير

[سورة النساء (4) : آية 59]

نعم شيئا يعظكم به، والفاعل مستتر وجوبا. أو جزنا لك الموضوع وقد نعود لتفصيله ثانية فتدبّر. [سورة النساء (4) : آية 59] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب «1» (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب نعت ل (أيّ) أو بدل منه (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (أطيعوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أطيعوا الرسول) مثل أطيعوا الله (الواو) عاطفة (أولي) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الأمر) مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من (أولي الأمر) ، (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تنازعتم) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم ... و (تم) ضمير فاعل (في شيء) جار ومجرور متعلق ب (تنازعتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ردّوا) مثل أطيعوا و (الهاء) ضمير مفعول به (إلى الله) جار ومجرور متعلق ب (ردّوه) ، (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (إن كنتم) مثل إن تنازعتم ... و (تم) اسم كان (تؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (تؤمنون) ،

_ (1) (ها) للتنبيه لا محل لها.

الصرف:

(اليوم) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (خير) خبر المبتدأ مرفوع (أحسن) معطوف على خير بالواو مرفوع مثله (تأويلا) تمييز منصوب. جملة النداء يا أيها الذين» لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أطيعوا الله» لا محل لها جواب النداء. وجملة «أطيعوا الرسول» لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «إن تنازعتم ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «ردّوه ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «كنتم تؤمنون» لا محل لها اعتراضية في معرض الحضّ. وجملة «تؤمنون ... » في محل نصب خبر كنتم ... وجواب الشرط (الثاني) محذوف دل عليه ما قبله أي: فردوه إلى الله. وجملة «ذلك خير» لا محل لها تعليل للشرط الأوّل. الصرف: (خير، أحسن) ، قد يكونان اسمي تفضيل والمفضل عليه محذوف، وقد يكونان صفتين خالصتين من غير تفضيل أي خير وحسن. وخير وأحسن على المعنى الأول وزنهما أفعل بحذف الهمزة من كلمة خير لكثرة الاستعمال، وخير وحسن وزنهما فعل بفتح فسكون، وفعل بفتحتين على التوالي.

الفوائد

الفوائد 1- اخرج مسلم من حديث أم الحصين «ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، اسمعوا وأطيعوا» «فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ» . الى النصوص أولا، فإن لم توجد النصوص، فإلى المبادئ الكلية العامة والمقاصد الشرعية الثابتة التي تغطي كل جوانب الحياة الرئيسية، وفي ذلك احترام للعقل ومنحه مكانا للعمل وهي مهمة العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين. [سورة النساء (4) : الآيات 60 الى 63] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (62) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) الإعراب: (ألم تر إلى الذين) «1» ، (يزعمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متصل في محل نصب اسم أن (أمنوا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جر

_ (1) انظر الآية (44) من هذه السورة فقد أعربت هناك.

(ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (آمنوا) ، (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إلى) حرف جر و (الكاف) ضمير في محل جر متعلق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما أنزل) مثل الأول ومعطوف عليه (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) الثاني و (الكاف) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنهم آمنوا) سدّ مسدّ مفعولي يزعمون. (يريدون) مثل يزعمون (أن) حرف مصدري ونصب (يتحاكموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (إلى الطاغوت) جار ومجرور متعلق ب (يتحاكموا) . والمصدر المؤوّل (أن يتحاكموا) في محل نصب مفعول به عامله يريدون. (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أمروا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (أن يكفروا) مثل أن يتحاكموا (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (يكفروا) . والمصدر المؤوّل (أن يكفروا) في محل نصب مفعول به عامله (أمروا) «1» . (الواو) عاطفة (يريد) مضارع مرفوع (الشيطان) فاعل مرفوع (أن) مثل الأول (يضلّ) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ضلالا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «2» منصوب (بعيدا) نعت منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون مجرورا بحرف جر محذوف هو الباء أي بأن يكفروا متعلّق ب (أمروا) . (2) ضلال هو مصدر الثلاثيّ ضلّ، أما مصدر أضلّ يضل فهو إضلال لذا ناب عنه مصدر الثلاثىّ لأنه ملاقيه في الاشتقاق.

والمصدر المؤوّل (أن يضلّهم) في محل نصب مفعول به عامله يريد. جملة «تر إلى الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يزعمون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «آمنوا» في محل رفع خبر أنّ. وجملة «أنزل إليك» لا محل لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «أنزل من قبلك» لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «يريدون» في محل نصب حال من فاعل يزعمون. وجملة «يتحاكموا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «قد أمروا ... » في محل نصب حال من فاعل يريدون. وجملة «يكفروا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «يريد الشيطان ... » في محل نصب معطوفة على جملة يريدون. وجملة «يضلّهم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث. (61) (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب (رأيت) ، قيل) فعل ماض مبني للمجهول (اللام) حرف جر و (هم ضمير في محل جر متعلق ب (قيل) ، (تعالوا) فعل أمر جامد مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ... والواو فاعل (إلى ما) مثل بما متعلّق ب (تعالوا) ، (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (الرسول) مجرور بإلى متعلق ب (تعالوا) فهو معطوف على المجرور الأول (رأيت) فعل ماض مبني على السكون ... و (التاء) فاعل (المنافقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (يصدّون) مضارع

مرفوع ... والواو فاعل (عنك) مثل إليك متعلق ب (يصدّون) ، (صدودا) مفعول مطلق منصوب. وجملة «قيل لهم» في محل جر مضاف إليه. وجملة «تعالوا» في محل رفع نائب فاعل «1» . وجملة «أنزل الله» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «رأيت المنافقين» لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يصدون» في محل نصب حال من المنافقين. (62) (الفاء) عاطفة (كيف إذا) «2» ، (أصابت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (بما) مثل الأول متعلق ب (أصابتهم) «3» ، (قدمت) مثل أصابت (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة و (هم) ضمير مضاف إليه (ثم) حرف عطف (جاؤوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل، و (الكاف) ضمير مفعول به (يحلفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلق بفعل (يحلفون) (إن) حرف نفي (أردنا) فعل ماض وفاعله (إلّا) أداة حصر (إحسانا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (توفيقا) معطوف على (إحسانا) منصوب مثله، وجملة «كيف (الأمر) ..» لا محل لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة «أصابتهم مصيبة» في محل جرّ مضاف إليه.

_ (1) أما عند المجهور فنائب الفاعل مقدّر أي قيل لهم القول، والجملة تفسيرية. وقد آثرنا الأعراب أعلاه لأن الجملة هي مقول القول للمبني للمعلوم. (انظر الآية 11 من سورة البقرة) (2) انظر إعرابها في الآية (41) من هذه السورة. (3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل في محل جر متعلق ب (أصابتهم) أي: أصابتهم مصيبة بفعل أيديهم.

وجملة «قدّمت أيديهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «جاؤوك» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابتهم. وجملة «يحلفون ... » في محل نصب حال من فاعل جاؤوك. وجملة «أردنا» لا محلّ لها جواب القسم. (63) (أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع خبر (يعلم) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (في قلوب) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «1» . (أعرض) فعل، أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل عنك متعلق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة (عظ) مثل أعرض و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (قل لهم) مثل أعرض عنهم والجارّ متعلّق ب (قل) ، (في أنفس) جار ومجرور متعلّق ب (قل) على حذف مضاف أي: في حقّ أنفسهم «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه، (قولا) مفعول به منصوب (بليغا) نعت منصوب. وجملة «أولئك الذين» لا محل لها استئنافية. وجملة «يعلم الله ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أعرض عنهم» لا محل لها معطوفة على جملة أولئك الذين «3» .

_ (1) أو هي رابطة لجواب شرط مقدّر. (2) أو متعلق بحال من فاعل قل أى حال كونك خاليا بهم مسرّا لهم بالنصيحة. (3) أو هي في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان ذلك حالهم فأعرض عنهم.

الصرف:

وجملة «عظهم» لا محل لها معطوفة على جملة أعرض عنهم. وجملة «قل لهم» لا محل لها معطوفة على جملة أعرض عنهم. الصرف: (صدودا) مصدر سماعي لفعل صدّ يصدّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعول بضم الفاء وهو لازم والذي من باب نصر متعد مصدره صدّ بفتح فسكون. (توفيقا) ، مصدر قياسي للرباعي وفّق، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أول الماضي وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل آخره. (بليغا) ، صفة مشبهة من فعل بلغ يبلغ باب كرم، وزنه فعيل. الفوائد من أدب الاجتماع: قوله تعالى: وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً في هذه الآية أدب خلقي واجتماعي، وهو اتباع أسلوب السرّ والانفراد لتأدية النصيحة فهو أبلغ أثرا وأجدى لدى المنصوح [سورة النساء (4) : آية 64] وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (64) الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) نافية (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جر زائد (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) أداة حصر (اللام) للتعليل (يطاع) مضارع مبني للمجهول منصوب

بأن مضمرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يطاع) في محل جر باللام متعلق ب (أرسلنا) . (بإذن) جار ومجرور متعلق بحال من الضمير في (يطاع) «1» ، (الله) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لو) شرطية غير جازمة (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (هم) ضمير في محل نصب اسم أنّ (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محل نصب متعلق ب (جاؤوك) ، (ظلموا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (جاؤوا) مثل ظلموا و (الكاف) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أنّهم ... جاؤوك) في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت مجيئهم حين ظلموا أنفسهم ... (الفاء) عاطفة (استغفروا) مثل ظلموا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (استغفر) فعل ماض (اللام) حرف جر و (هم) ضمير متصل في محل جر متعلق ب (استغفر) ، (الرسول) فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (وجدوا) مثل ظلموا (الله) لفظ الجلالة مفعول به أول منصوب (توابا) مفعول به ثان منصوب (رحيما) حال من الضمير في (توّابا) منصوبة «2» . جملة «ما أرسلنا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يطاع ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .

_ (1) يجوز تعليقه بفعل يطاع بكون الباء سببية، أي يطاع بأمر الله. (2) يجوز أن يكون نعتا ل (توابا) ، أو بدلا منه.

البلاغة

وجملة « (ثبت) مجيئهم» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «ظلموا ... » في محل جر بإضافة (إذ) إليها. وجملة «جاؤوك» في محل رفع خبر أنّ. وجملة «استغفروا الله» في محل رفع معطوفة على جملة جاؤوك. وجملة «استغفر لهم الرسول» في محل رفع معطوفة على جملة جاؤوك. وجملة «وجدوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ. حيث التفت من الخطاب الى الغيبة تفخيما لشأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتعظيما لاستغفاره وتنبيها على أن شفاعته في حيز القبول. وسياق الكلام يقتضي أن يقول: واستغفرت لهم. [سورة النساء (4) : آية 65] فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) الإعراب: (الفاء) استئنافية (لا) زائدة لتأكيد معنى النفي في جواب القسم «1» ، (الواو) واو القسم (رب) مجرور بالواو متعلق بفعل مقدر تقديره أقسم، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (حتى) حرف غاية وجر (يحكموا)

_ (1) في تفسير الآية آراء كثيرة وبالتالي إعراب (لا) ، فهي نافية لما تقدّم وليست بزائدة والتقدير: ليس الأمر كما يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك، ثم استأنف القسم بقوله وربك لا يؤمنون. أو هي نافية والقسم اعتراض و (لا) الثانية زائدة أي فلا وربك يؤمنون.

الصرف:

مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به. والمصدر المؤول (أن يحكّموك) في محل جر متعلق ب (يؤمنون) . (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (يحكّموك) ، (شجر) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (شجر) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ثم) حرف عطف (لا) نافية (يجدوا) مثل يحكّموا فهو معطوف عليه (في أنفس) جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول به ثان (حرجا) مفعول به أول منصوب (مما) مثل في ما متعلق بنعت لحرج «1» ، (قضيت) فعل ماض مبني على السكون ... و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (يسلموا) مثل يحكموا (تسليما) مفعول مطلق منصوب. جملة « (أقسم) بربك ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يؤمنون» لا محل لها جواب القسم. وجملة «يحكّموك ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «شجر بينهم» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يجدوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة يحكّموك. وجملة «قضيت» لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «يسلّموا ... » لا محل لها معطوفة على جملة يحكّموك. الصرف: (حرجا) ، مصدر سماعي لفعل حرج يحرج باب فرح وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) أو متعلق بالمصدر حرج، ويجوز في (ما) أن تكون مصدرية أو نكرة موصوفة بالجملة بعدها. [.....]

الفوائد

(تسليما) ، مصدر قياسي لفعل سلّم الرباعي وزنه تفعيل. الفوائد «فَلا وَرَبِّكَ» تعددت آراء النحاة حول إعراب «لا الأولى» نختصرها لك بمايلي: أ- هي نفي لكلام مقدر: أي ليس الأمر كما يزعمون وعلى هذا الوجه يكون ما بعدها مستأنفا. ب- أنها قدمت على القسم اهتماما بالنفي ثمّ تكررت توكيدا. ج- اعتبار «لا» الثانية زائدة والقسم معترض بين حرف النفي والمنفي والتقدير على الأصل فلا يؤمنون وربك. د- أنها زائدة والتقدير «فو ربك» وهذه الزيادة تفيد التعظيم والتوكيد. [سورة النساء (4) : الآيات 66 الى 68] وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (68) الإعراب: (الواو) عاطفة (لو أنّا) مثل لو أنهم «1» ، (كتبنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) فاعل (على) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (كتبنا) ، (أن) حرف تفسير، (اقتلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (اخرجوا) مثل اقتلوا (من

_ (1) في الآية (64) من هذه السورة.

ديار) جار ومجرور متعلق ب (اخرجوا) ، و (كم) مضاف إليه (ما) نافية (فعلوا) فعل ماضي مبني على الضم ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (إلا) أداة استثناء (قليل) بدل من ضمير الفاعل في (فعلوه) مرفوع (منهم) مثل عليهم متعلق بنعت لقليل (الواو) عاطفة (لو أنّهم) مرّ إعرابها «1» (فعلوا) مثل الأول (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (يوعظون) مضارع مبني للمجهول مرفوع والواو نائب فاعل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (يوعظون) ، (اللام) واقعة في جواب لو (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الفعل المفهوم من سياق الآية (خيرا) خبر كان منصوب (لهم) مثل به متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (أشد) معطوف على خبر كان منصوب (تثبيتا) تمييز منصوب. جملة « (ثبتت) كتابتنا عليهم» لا محل لها معطوفة على الاستئناف في الآية السابقة. وجملة «كتبنا عليهم ... » في محل رفع خبر أنّ. وجملة «اقتلوا» لا محل لها تفسيريّة «2» . وجملة «اخرجوا ... » لا محل لها معطوفة على التفسيرية. وجملة «ما فعلوه ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة « (ثبت) فعلهم» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «فعلوا ... » في محل رفع خبر أنّ.

_ (1) في الآية (64) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا، وهو والفعل بعده في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به عامله كتبنا ... والمفعول مقدّر في الإعراب أعلاه.

الفوائد

وجملة «يوعظون به» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كان خيرا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. (67) (الواو) عاطفة (إذا) حرف جواب (اللام) واقعة في جواب شرط مقدّر أي لو ثبتوا لآتيناهم (آتينا) مثل كتبنا و (هم) مفعول به أول (من) حرف جر (لدن) اسم مبني على السكون في محل جر متعلق ب (آتينا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب. وجملة «آتيناهم ... » لا محل لها جواب شرط مقدّر ... وإذا- بالتنوين- وما في حيّزها من أداة الشرط وفعلها وجوابها لا محل لها معطوفة على الجملة الاستئنافية «1» . (68) (الواو) عاطفة (لهديناهم) مثل لآتيناهم (صراطا) مفعول به ثان عامله هدينا (مستقيما) نعت منصوب. وجملة «هديناهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة آتيناهم. الفوائد دين الميسرة: إن هذا المنهج ميسر لينهض به كل ذي فطرة سوية، وإن الله سبحانه وتعالى الذي فرض على الإنسان تكاليف هذا الدين يعلم أنها داخلة في مقدور الإنسان وهو لم يشرع هذا الدين للقلائل الممتازين من الناس. وقتل النفس، والخروج من الديار.. مثلان للتكاليف الشاقة، التي لو كتبت على الناس ما فعلها إلا قليل منهم، وهي لم تكتب لأنه ليس المراد من التكاليف أن يعجز عنها عامة الناس أو ينكلوا عنها، بل المراد أن يقدر عليها الجميع ويؤدوها.

_ (1) يجوز أن تكون هذه الجملة الأخيرة من حرف الجواب والشرط المقدّر استئنافا بيانيا، وهو اختيار الزمخشري.

[سورة النساء (4) : آية 69]

وهذا لا يمنع من وجود الصفوة المميزة بعمق إيمانها وقوة ارتباطها بالله سبحانه، قال ابن جريج: حدثنا المثنى إسحاق أبو الأزهر عن إسماعيل عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نزلت: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ... الآية، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن من أمتي لرجلا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي» . [سورة النساء (4) : آية 69] وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (69) الإعراب: (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يطع) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (أولاء) ، (الذين) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (أنعم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (أنعم) ، (من النبييّن) جار ومجرور متعلق بحال من ضمير الغائب في (عليهم) ، وعلامة الجر الياء (الصدّيقين، الشهداء، الصالحين) أسماء معطوفة على النبيين بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة الجر لجمع المذكر الياء (الواو) استئنافية (حسن) فعل ماض (أولئك) مثل الأول وهو فاعل (رفيقا) تمييز منصوب.

الصرف:

جملة «من يطع الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يطع الله ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «أولئك مع الذين ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «أنعم الله ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «حسن أولئك ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (الصدّيقين) ، جمع الصدّيق، صفة مشبهة من صدق يصدق باب نصر وزنه فعيّل بكسر الفاء والعين المشددة. (رفيقا) ، صفة مشبهة وزنه فعيل من رفق يرفق باب نصر وباب كرم وباب فرح، يجوز أن يستوي فيه الأفراد والجمع، ويمكن تأويله في الآية على معنى الجمع أي رفقاء، أو كل واحد من هؤلاء الأنواع الأربعة رفيق «2» . الفوائد 1- انتبه الى رسم «أولئك» . أ- «الواو» فيها ترسم ولا تلفظ. ب- الألف الواقعة بعد اللام على العكس تلفظ ولا تكتب. 2- يتكرر كثيرا في القرآن الكريم ذكر طاعة الرسول مقترنة بطاعة الله وفي ذلك اشارة إلى مكان السنة في التشريع وأنها تأتي في المرتبة الثانية من مصادر التشريع.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) جاء في حاشية الجمل على الجلالين: « ... وإنّما وحّد الرفيق وهو صفة جمع لأن العرب تعبّر به عن الواحد والجمع ... وقيل معناه: وحسن كلّ واحد من أولئك رفيقا

[سورة النساء (4) : آية 70]

[سورة النساء (4) : آية 70] ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً (70) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفضل) بدل من ذا أو نعت له تبعه في الرفع «1» ، (من الله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) استئنافية (كفى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف (الباء) حرف جر زائد (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (عليما) تمييز منصوب أو حال منصوبة. جملة: «ذلك الفضل من الله» لا محل لها استئنافية. وجملة «كفى بالله عليما» لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : آية 71] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (71) الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (خذوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (حذر) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (انفروا) مثل خذوا (ثبات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة «2» ، (أو) حرف عطف (انفروا جميعا) مثل انفروا ثبات.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ، والجار والمجرور بعده متعلق بحال منه. (2) الذي سوّغ مجيء الحال جامدة أنها بتأويل مشتق أي متفرقين.

الصرف:

جملة النداء «يا أيها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «خذوا ... » لا محل لها جواب النداء. وجملة «انفروا ثبات» لا محل لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «انفروا جميعا» لا محل لها معطوفة على جواب النداء. الصرف: (حذركم) ، مصدر سماعي للفعل حذر وزنه فعل بكسر فسكون، (ثبات) ، جمع ثبة، اسم جمع قيل هو فوق العشرة أو فوق الاثنين، وزنه فعة بضم الفاء وحذفة لام الكلمة والغالب هو الواو لأن الفعل ثبا يثبو، وبعضهم يقول هو الياء لأنها من فعل ثبيت على الرجل إذا أثنيت عليه ... ويجمع بالألف والتاء- كما في الآية- وبالواو والنون. البلاغة «خُذُوا حِذْرَكُمْ» ... الحذر هو الاحتراز عما يخاف فهناك الكناية والتخييل بتشبيه الحذر بالسلاح وآلة الوقاية. [سورة النساء (4) : الآيات 72 الى 73] وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (72) وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (إنّ) حرف مشبه بالفعل (من) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم (اللام) حرف توكيد (من) اسم موصول مبني في محل نصب اسم إنّ مؤخر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر، (يبطئن) مضارع مبني على الفتح في محل رفع لتجرده عن الناصب والجازم ... والنون للتوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أصابت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (قال) فعل ماض مبني في محل جزم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (قد) حرف تحقيق (أنعم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و (الياء) ضمير في محل جر متعلق ب (أنعم) ، (إذ) ظرف مبني في محل نصب متعلق ب (أنعم) ، (لم) حرف نفي وجزم (أكن) مضارع مجزوم ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بالخبر و (هم) ضمير مضاف إليه (شهيدا) خبر أكن منصوب. جملة «إنّ منكم لمن ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «القسم المقدرة وجوابها» لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «يبطئنّ» لا محل لها جواب القسم المقدر. وجملة «أصابتكم مصيبة» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «قال ... » لا محل لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «قد أنعم الله ... » في محل نصب مقول القول.

وجملة «لم أكن معهم شهيدا» في محل جر بإضافة (إذ) إليها. (73) (الواو) عاطفة (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أصابكم فضل) مثل أصابتكم مصيبة (من الله) جار ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفضل (ليقولنّ) مثل ليبطئن (كأن) حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن محذوف (لم تكن) مثل لم أكن واسمه سيأتي (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر تكن مقدم و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينه) مثل بينكم (مودّة) اسم تكن مؤخر مرفوع (يا) أداة تنبيه (ليت) حرف مشبه بالفعل للتمني و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير اسم ليت في محل نصب (كنت) فعل ماض ناقص مبني على السكون ... و (التاء) اسم كان (معهم) مثل الأول متعلق بخبر كان (الفاء) فاء السببية (أفوز) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (فوزا) مفعول مطلق منصوب (عظيما) نعت منصوب. وجملة «إن أصابكم فضل» لا محل لها معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة. وجملة «يقولنّ ... » لا محل لها جواب القسم المقدّر، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم. وجملة «كأن لم تكن ... » لا محل لها اعتراضية «1» . وجملة «لم تكن ... مودّة» في محل رفع خبر كأن. وجملة «ليتني كنت ... » في محل نصب مقول القول لفعل يقولن. وجملة «كنت معهم» في محل رفع خبر ليت.

_ (1) يجوز أن تكون في محل نصب حال من ضمير الفاعل في (يقولنّ) ، وهو اختيار العكبريّ.

الصرف:

وجملة «أفوز» لا محل لها صلة الموصول الحرفي المضمر (أن) . والمصدر المؤوّل (أن أفوز) معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الكلام السابق، والتقدير: ثمة تمنّي وجودي معهم ففوز عظيم لي. الصرف: (مودة) ، مصدر ميميّ من فعل ودّ يودّ باب فتح وزنه مفعلة، والتاء زائدة للمبالغة لا للتأنيث. أو هو مصدر سماعي للفعل، وثمة مصادر سماعية أخرى للفعل كثيرة هي: ودّ بفتح الواو وضمها وكسرها، ووداد بفتح الواو وكسرها وضمها، وودادة بفتح الواو، موددة بالتخفيف، ومودودة. الفوائد 1- «كَأَنْ لَمْ تَكُنْ» . «كأن» مخففة من «كأنّ» الثقلية: وقد قال فيها النحاة: إذا كان خبرها جملة ذات فعل متصرف فصل بينهما ب «قد» نحو «كأن قد ألمّ به مصيبة» . وإن كان خبرها جملة منفية فصل بينهما ب «لم» كما ورد في الآية الآنفة الذكر. وذلك للتفريق بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها «الكاف» وعند ما نأمن اللبس فلا حاجة للفصل، فتدبّر. 2- عند ما تدخل «يا» على الحرف أو الفعل تعرب أداة تنبيه خلافا لمن تكلّف واعتبرها أداة نداء والمنادي مقدر وفي ذلك من التمحّل ما فيه. [سورة النساء (4) : آية 74] فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافية (اللام) لام الأمر (يقاتل) مضارع مجزوم (في سبيل) جار ومجرور متعلق ب (يقاتل) - أو بمحذوف حال من الموصول- (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (يشرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الحياة) مفعول به منصوب (الدنيا) نعت منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلق ب (يشرون) بتضمينه معنى يستبدلون أو هو في معنى يبيعون (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يقاتل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في سبيل الله) مثل الأولى متعلق ب (يقاتل) - أو بحال من فاعل يقاتل-، (الفاء) عاطفة تفريعية (يقتل) مضارع مبني للمجهول مجزوم معطوف على فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أو) حرف عطف (يغلب) مثل يقاتل ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (نؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و (الهاء) ضمير مفعول به أول (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب. جملة «ليقاتل ... الذين يشرون» لا محل لها استئنافية. وجملة «يشرون الحياة ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «من يقاتل ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يقاتل في سبيل الله» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «يقتل ... » في محل رفع معطوفة على جملة يقاتل. وجملة «يغلب ... » في محل رفع معطوفة على جملة يقتل.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة «نؤتيه ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (يشرون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يشريون بضم الياء الثانية ثم نقلت حركتها إلى الراء ثم حذفت للساكنين. البلاغة استعارة مكنية: في قوله تعالى الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ الفوائد - فائدة: القتال الحق: بعد أن نبه القرآن المسلمين إلى المنافقين الموجودين بينهم والذين ينبغي لهم أن يحذروهم كحذرهم أعداءهم، والذين ينظرون إلى القتال من منظار الغنيمة فقط، بعد هذا يحاول السياق أن يرفع هؤلاء المبطئين المثقلين ويطلقهم من أوهامهم، وأن يوقظ في حسهم التطلع لما هو أسمى وأبقى.. الآخرة ... فالقتال يكون في سبيل الله، لأن الإسلام لا يعرف قتالا إلا في هذا السبيل، لا يعرف القتال للغنيمة ولا للسيطرة. الإسلام لا يقر القتال للاستيلاء على الأرض أو السكان، أو للحصول على الخامات اللازمة للصناعة، أو تأمين الأسواق لتصريف المنتجات، أو تأمين مجال لرؤوس الأموال في المستعمرات. إنما القتال في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله في الأرض، ولتمكين منهجه من تصريف الحياة ولتمتيع البشرية بخيرات هذا المنهج وعدله المطلق «بين الناس» مع ترك كل فرد حرا في اختيار العقيدة التي يقتنع بها، في ظل هذا المنهج الرباني الانساني العام.

[سورة النساء (4) : آية 75]

[سورة النساء (4) : آية 75] وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (اللام) حرف جر و (كم) ضمير مبني في محل جر متعلق بخبر ما (لا) نافية (تقاتلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (في سبيل الله) مر إعرابها آنفا «1» ، (الواو) عاطفة (المستضعفين) معطوف على سبيل مجرور مثله، على حذف مضاف أي تخليص المستضعفين، وعلامة الجر الياء (من الرجال) جار ومجرور متعلق بحال من المستضعفين (النساء، الولدان) اسمان معطوفان على الرجال بحرفي العطف مجروران مثله (الذين) اسم موصول مبني في محل جر نعت للمستضعفين (يقولون) مثل تقاتلون (ربّ) منادى مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (أخرجنا) فعل أمر دعاء ... و (نا) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جر (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق ب (أخرجنا) ، (القرية) بدل من ذه- أو نعت له- تبعه في الجر (الظالم) نعت سببي للقرية مجرور مثله (أهل) فاعل لاسم الفاعل الظالم مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اجعل) مثل خرجه (لنا) مثل لكم متعلق ب (اجعل) «2» ، (من) حرف جر (لدن) اسم مبني على السكون في محل جر متعلق بحال من (وليّا) «3» ، و (الكاف) ضمير

_ (1) في الآية السابقة (74) . (2) أو بمحذوف مفعول به ثان ل (اجعل) إن تعدّى لاثنين. (3) أو متعلق ب (اجعل) (من) فيه لابتداء الغاية.

الصرف:

مضاف إليه (وليّا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اجعل ... نصيرا) مثل اجعل ... وليّا. جملة «ما لكم ... » لا محل لها معطوفة على الجملة الاستئنافية الإنشائية في الآية السابقة. وجملة «لا تقاتلون» في محل نصب حال من الضمير المجرور في (لكم) . وجملة «النداء وجوابه» في محل نصب مقول القول. وجملة «أخرجنا» لا محل لها جواب النداء. وجملة «اجعل» (الأولى) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «اجعل» (الثانية) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. الصرف: (المستضعفين) ، جمع المستضعف، اسم مفعول من الفعل السداسيّ استضعف، وزنه مستفعل بضم الميم وفتح العين. (الولدان) ، جمع وليد أو ولد، وجمع الأول أقيس، والوليد فعيل بمعنى مفعول أي المولود حديثا أو الصبي بعامة أو العبد. البلاغة «ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» خطاب للمأمورين بالقتال على طريقة الالتفات من الغيبة الى الخطاب مبالغة في التحريض والحث عليه وهو المقصود من الاستفهام.

الفوائد

الفوائد 1- «الظَّالِمِ أَهْلُها» : النعت السببي والنعت الحقيقي: فرّق النحاة بين هذين النعتين: أ- النعت السببي يطابق متبوعه في ثلاثة أمور، الإعراب والتعريف والتنكير، ويراعى في تذكيره وتأنيثه الاسم الذي بعده ويلازم الإفراد دائما. ب- النعت الحقيقي يطابق منعوته في جميع الحالات وهي حركة الإعراب، والتعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع. 3- يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم وقد ألمحنا لذلك في مكان سابق. أما أسم المفعول فيعمل عمل فعله المبني للمجهول فيرفع نائب فاعل بدلا من الفاعل- فتأمل- [سورة النساء (4) : آية 76] الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (76) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (يقاتلون في سبيل الله) مثل تقاتلون في سبيل الله «1» ، (الواو) عاطفة (الذين كفروا ... سبيل الطّاغوت) مثل المتقدمة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (قاتلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (أولياء) مفعول به منصوب (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبه بالفعل (كيد) اسم إنّ منصوب (الشيطان) مضاف إليه مجرور (كان) فعل ماض ناقص، واسمه

_ (1) في الآية (75) من هذه السورة. [.....]

الفوائد

ضمير مستتر تقديره هو أي الكيد (ضعيفا) خبر كان منصوب. جملة «الذين آمنوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يقاتلون ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) الأول. وجملة «الذين كفروا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «يقاتلون» (الثانية) في محل خبر المبتدأ (الذين) الثاني. وجملة «قاتلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم مؤمنين فقاتلوا. وجملة «إنّ كيد الشيطان ... » لا محل لها تعليلية. وجملة «كان ضعيفا» في محل رفع خبر إنّ. الفوائد بلمسة واحدة يضع القرآن الناس على مفرق الطريق، ويرسم الأهداف، ويفصل بين سبيلين: سبيل الله الذي يقاتل من أجله المؤمنون لا يبغون لأنفسهم منه شيئا في الحياة الدنيا، والذي ضمنوا الفوز فيه سلفا، فإما فوز بالنصر وإما فوز بالشهادة. وسبيل الشيطان الذي يقاتل فيه الذين كفروا دفاعا عن الطاغوت، والطاغوت هذه الكلمة الجامعة، تصور كل معاني الضلال والظلم والجشع والاستغلال والطغيان الذي يقاتل الناس فيها من أجل سيطرة فرد أو لمجد بيت أو طبقة أو دولة أو جنس يتبعون في ذلك غواية الشيطان.

[سورة النساء (4) : آية 77]

[سورة النساء (4) : آية 77] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (تر) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (تر) بتضمينه معنى تنظر (قيل) فعل ماض مبني للمجهول (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (قيل) ، (كفّوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (أيدي) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أقيموا الصلاة) مثل كفّوا أيديكم ومثلها (آتوا الزكاة) . (الفاء) استئنافية (لما) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق بمضمون معنى الجواب أي ظهرت خشيتهم (كتب) مثل قيل (عليهم) مثل لهم متعلق ب (كتب) ، (القتال) نائب فاعل مرفوع (إذا) فجائية لا عمل لها (فريق) مبتدأ مرفوع «1» ، (منهم) مثل لهم متعلق بنعت لفريق (يخشون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (كخشية) جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول مطلق (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (أشد) معطوف على خشية مجرور مثله وعلامة الجر الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل «2» ،

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها موصوفة بالجار. (2) أو هو معطوف على المفعول المطلق المقدّر وقد ناب عن المصدر.

(خشية) تمييز منصوب «1» . (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (ربّ) منادى مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) حرف جر (ما) اسم استفهام مبني في محل جر متعلق ب (كتبت) ، و (كتبت) فعل ماض وفاعله (علينا) مثل عليهم متعلق بفعل (كتبت) (القتال) مفعول به منصوب (لولا) حرف تحضيض (أخّرتنا) فعل ماض مبني على السكون. و (التاء) فاعل، و (نا) مفعول به (إلى أجل) جار ومجرور متعلق ب (أخّرتنا) ، (قريب) نعت لأجل مجرور مثله. (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (متاع) مبتدأ مرفوع (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (قليل) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (الآخرة) مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (خير) (اتقى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (الواو) عاطفة (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل (فتيلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي ظلما قدر الفتيل. جملة «ألم تر ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «قيل لهم» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كفوا أيديكم» في محل رفع نائب فاعل «2» . وجملة «أقيموا ... » في محل رفع معطوفة على جملة كفّوا. وجملة «آتوا ... » في محل رفع معطوفة على جملة كفوا.

_ (1) انظر الآية (200) من سورة البقرة. (2) على رأي الجمهور نائب الفاعل مقدر أي: القول. (انظر الآية (11) من سورة البقرة)

الفوائد

وجملة «كتب عليهم» في محل جر مضاف إليه. وجملة «فريق منهم يخشون» لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يخشون ... » في محل رفع خبر المبتدأ فريق. وجملة «قالوا ... » في محل رفع معطوفة على جملة يخشون. وجملة «ربّنا لم كتبت ... » في محل نصب مقول القول. وجملة «لم كتبت ... » لا محل لها جواب النداء. وجملة «أخّرتنا ... » لا محل لها استئناف بياني. وجملة «قل ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «متاع الدنيا قليل» في محل نصب مقول القول. وجملة «الآخرة خير» في محل نصب معطوفة على جملة متاع الدنيا قليل. وجملة «اتّقى» لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «لا تظلمون ... » في محل رفع معطوفة على الخبر خير بتقدير رابط فيها أي: لا تظلمون فيها فتيلا. الفوائد 1- كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة- وإن لم تكن ذات النّصب- وكانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم، وبالصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين، وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم. ولم يكن الحال إذ ذاك مناسبا لأسباب كثيرة منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة عدد عدوهم، ومنها كونهم كانوا في بلدهم وهو بلد حرام وأشرف بقاع الأرض. فلم يكن الأمر بالقتال فيه ابتداء كما يقال فلهذا لم يؤمر بالجهاد إلا بالمدينة لما صارت لهم دار ومنعة وأنصار ومع هذا لما أمروا بما كانوا يودونه جزع بعضهم منه وخافوا من مواجهة الناس خوفا شديدا.

[سورة النساء (4) : آية 78]

2- قوله تعالى: إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ إذا: في الآية الكريمة هي حرف وتعرب إذا الفجائية ويليها المبتدأ والخبر وأحيانا تليها جملة اسمية مصدرة بإن كقولنا: إن خرجت فإذا إن المطر نازل ومعظم ورودها بعد الشرط كما في الآية الكريمة أما إذا اقترنت بجواب شرط جازم فالجملة في محل جزم جواب الشرط كقوله تعالى في سورة الروم: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ هذا هو الأرجح والأقوى من رأي النحاة وبعضهم اعتسف الطريق فجعلها ظرف زمان أو مكان وأدى به ذلك إلى تأويلات وتكلفات لا طائل تحتها. 3- قوله تعالى: لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لم: تتألف من اللام الجارة وما الاستفهامية ويلاحظ حذف الألف من ما الاستفهامية لسبقها بحرف الجر وهذا مطّرد حين دخول حرف جر عليها مثل: لم- علام- إلام- فيم- ممّ- حتام ... إلخ. [سورة النساء (4) : آية 78] أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (78) الإعراب: (أينما) اسم شرط جازم مبني في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب يدرك «1» ، (تكونوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل تكون التام (يدرك) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به (الموت) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لو) شرطية غير جازمة (كنتم) فعل ماض ناقص مبني

_ (1) يجوز أن يتعلق بفعل تكونوا لأنه تام.

على السكون ... و (تم) ضمير اسم كان «1» ، (في بروج) جار ومجرور متعلق بخبر كان، (مشيدة) نعت لبروج مجرور مثله. (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط و (هم) ضمير مفعول به (حسنة) فاعل مرفوع (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ (من عند) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (إن تصبهم ... من عندك) مثل نظيرتها المتقدمة (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كل) مبتدأ مرفوع «2» (من عند الله) مثل الأولى. (الفاء) استئنافية (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (اللام) حرف جر (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بخبر ما المحذوف (القوم) بدل من أولاء- أو نعت له- تبعه في الجر (لا) نافية (يكادون) مضارع ناقص مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون. والواو اسم يكاد (يفقهون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (حديثا) مفعول به منصوب. جملة «تكونوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يدرككم الموت» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «كنتم في بروج ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو كنتم في بروج مشيدة لأدرككم الموت.

_ (1) يجوز أن يكون الفعل تاما، و (في بروج) حال من الفاعل. (2) الذي سوغ الابتداء به دلالته على العموم، والمضاف إليه مفهوم من سياق الكلام قبله، أي كل واحدة من الحسنة والسيئة.

الصرف:

وجملة «تصبهم حسنة ... » لا محل لها استئنافية «1» . وجملة «يقولوا ... » لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «إن تصبهم سيئة ... » لا محل لها معطوفة على جملة تصبهم حسنة. وجملة «يقولوا ... » (الثانية) لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «هذه من عندك» في محل نصب مقول القول ... وكذلك جملة هذه من عند الله. وجملة «قل ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كل من عند الله» في محل نصب مقول القول. وجملة «ما لهؤلاء ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يكادون ... » في محل نصب حال من القوم أو من أولاء. وجملة «يفقهون ... » في محل نصب خبر يكادون. الصرف: (بروج) ، جمع برج، اسم جامد وزنه فعل بضم فسكون. (مشيدة) ، مؤنث مشيد اسم مفعول من شيد الرباعي، وزنه مفعّل بضم الميم وفتح العين المشدّدة. (تصبهم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وأصله تصيب، التقى ساكنان فحذفت الياء، وزنه تفلهم.

_ (1) أو معطوفة على الاستئنافية الأولى.

الفوائد

(حديثا) ، اسم لما يخبر، أو هو اسم مصدر لفعل حدّث الرباعي وزنه فعيل. الفوائد الموت حق- الإنسان صائر إلى الموت لا محالة، قال تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وقال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وقال تعالى وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ والمقصود أن كل أحد ميت لا محالة، ولا ينجيه من ذلك شيء سواء جاهد أو لم يجاهد. فالموت حتم في موعده المقدور لا علاقة له بالحرب والسلم ولا علاقة له بحصانة المكان الذي يحتمي به الفرد، فلا يؤخره إذن تأخير تكليف القتال عنه. فلا معنى إذن لتمني تأجيل القتال ولا معنى لخشية الناس في قتال أو غيره. تلك لمسة يعالج فيها القرآن كل ما يهجس في خاطر المسلم عن هذا الأمر. وإنه ليس معنى هذا ألا يأخذ الإنسان حذره وحيطته وكل ما يدخل في طوقه من استعداد وأهبة ... فقد سبق أن أمرهم الله بأخذ الحذر، وأمرهم بالاحتياط في صلاة الخوف، ولكن هذا كله شيء وتعليق الموت والأجل به شيء آخر. إن أخذ الحذر واستكمال العدة أمر يجب أن يطاع وله حكمته الظاهرة والخفية ووراءه تدبير الله، وإن التصور الصحيح لحقيقة العلاقة بين الموت والأجل المضروب- رغم كل استعداد واحتياط- أمر آخر يجب أن يطاع، وله حكمته الظاهرة والخفية. - قوله تعالى أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ هذه الآية تقف الإنسان مع قدره المحتوم من الموت وتجسد هذه الفكرة وتعمّقها في النفس والوجدان بمختلف الأساليب وتجعل منها صورة فنية رائعة تدهش العقل والحس فالموت يجسد كأنه مخلوق عن طريق الاستعارة المكنية في قوله يدرككم ثم يسبح الخيال ليتملّى قدرة الموت على الوصول إلى أي مكان وأي اتجاه في قوله تعالى أَيْنَما تَكُونُوا ثم يخيب الظن في أي محاولة للنجاة بقوله وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ فها نحن مع النفس الإنسانية التي تتوارى من الموت في كل سبيل وفي كل اتجاه حتى

[سورة النساء (4) : آية 79]

إنها لتحاول أن تصعد السماء ولكن الموت يرصدها ويلاحقها فلا تنجو أبدا فهذه الآية تمثل أعمق مشاعر الإنسان في خوفه من الموت ومحاولته الهروب ولكنها تحرّره من الخوف وتدخل في روعه بأن الموت واقع لا ريب فيه. [سورة النساء (4) : آية 79] ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (79) الإعراب: (ما) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (أصاب) فعل ماض مبني في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الكاف) ضمير مفعول به (من حسنة) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل أصاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من الله) جار ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الواو) عاطفة (ما أصابك ... من نفسك) مثل نظيرتها المتقدمة. (الواو) استئنافية (أرسلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (للناس) جار ومجرور متعلق ب (أرسلنا) ، (رسولا) حال منصوبة مؤكدة لضمير النصب (الواو) استئنافية (كفى بالله شهيدا) مرّ إعرابها «1» . جملة «ما أصابك ... » لا محل لها استئنافيّة. وجملة «أصابك من حسنة» في محل رفع خبر المبتدأ (ما) «2» . وجملة « (هو) من الله» في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء. وجملة «ما أصابك» (الثانية) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «أصابك من سيئة» في محل رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني «3» .

_ (1) في الآية (70) من هذه السورة. (2، 3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

البلاغة

وجملة « (هو) من نفسك» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «أرسلناك ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كفى بالله ... » لا محل لها استئنافية. البلاغة 1- لقد ساق الله في هذه الآية البيان من جهته بطريقة تلوين الخطاب، والالتفات إيذان بمزيد الاعتناء به والاهتمام برد اعتقادهم الباطل وزعمهم الفاسد، والإشعار بأن مضمونه مبني على حكمة دقيقة حرية بأن يتولى بيانها علام الغيوم عز وجل. 2- المجاز المرسل: في إضافة السيئة الى العبد، والعلاقة هي السببية، لأن النفس هي التي توبق صاحبها وتورّطه في ارتكاب الذنوب. الفوائد - قوله تعالى: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ. نسب الله عز وجل الحسنة إليه لأنه يريد الخير والسعادة لعباده، ونسب السيئة للإنسان لأنه نهى الإنسان عن فعل السيئات، فالسيئة تكون بسبب اقتراف الإنسان لها. ولا تعارض في ذلك مع قوله تعالى: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لأن كل ما يقع في الكون بمشيئة الله عز وجل مع أنه لا يريد الشر لعباده. [سورة النساء (4) : آية 80] مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الرسول) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب

الصرف:

الشرط (قد) حرف تحقيق (أطاع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به (الواو) عاطفة (من) مثل من الأول (تولّى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (أرسلناك) مرّ إعرابه في الآية السابقة (على) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (حفيظا) على حذف مضاف أي حفيظا على أعمالهم (حفيظا) حال من ضمير المفعول في (أرسلناك) منصوبة. جملة «من يطع ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يطع الرسول» في محل رفع خبر المبتدأ (من) الأول «1» . وجملة «قد أطاع ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «من تولى ... » لا محل لها معطوفة على جملة من يطع ... وجملة «تولى ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «2» ، وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره لا تحزن أو لا يهمنّك. وجملة «ما أرسلناك ... » لا محل لها تعليل للجواب المقدّر. الصرف: (يطع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يطيع، التقى ساكنان: الياء والعين فحذفت الياء، وزنه يفل بضم الياء وكسر الفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النساء (4) : آية 81]

(أطاع) ، فيه إعلال بالقلب أصله أطوع بفتح الواو ثم نقلت الحركة إلى الطاء فقلبت الواو ألفا. (حفيظا) صفة مشبهة من حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فعيل. [سورة النساء (4) : آية 81] وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) الإعراب: (الواو) استئنافية (يقولون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (طاعة) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره أمرنا «1» ، (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بالجواب بيّت (برزوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (من عند) جار ومجرور متعلق ب (برزوا) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (بيّت) فعل ماض (طائفة) فاعل مرفوع (من) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بنعت لطائفة (غير) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (تقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الواو) اعتراضية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يكتب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به «2» ، والعائد محذوف (يبيّتون) مثل يقولون (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أعرض) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل منهم متعلق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة

_ (1) أو مبتدأ مؤخر، والخبر محذوف تقديره منّا أي: منّا طاعة. (2) يجوز أن يكون حرفا مصدريا، أو نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له. [.....]

الصرف:

(توكّل) مثل أعرض (على الله) جار ومجرور متعلق ب (توكل) ، (الواو) استئنافية (كفى بالله وكيلا) مثل كفى بالله عليما «1» . جملة «يقولون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة « (أمرنا) طاعة» في محل نصب مقول القول. وجملة «برزوا ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «بيّت طائفة ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «تقول» لا محل لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «الله يكتب ... » لا محل لها اعتراضية. وجملة «يكتب ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «يبيتون» لا محل لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي. وجملة «أعرض عنهم» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن فعلوا ذلك فأعرض عنهم. وجملة «توكّل على الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط المقدّر. وجملة «كفى بالله وكيلا» لا محل لها استئنافية. الصرف: (طاعة) ، اسم مصدر لفعل أطاع الرباعي، وزنه فعلة ... أما المصدر القياسي فهو إطاعة وزنه إفعلة، والتاء عوض من الألف المحذوفة قبل الآخر لوجود الألف عين الكلمة. وفيه إعلال بالقلب أصله طوعة- بفتح الواو- تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1) في الآية (70) من هذه السورة.

البلاغة

البلاغة الإظهار في مقام الإضمار: في قوله تعالى وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ. إظهار الجلالة في مقام الإضمار للإشعار بعلة الحكم. الفوائد 1- قوله تعالى: بَيَّتَ طائِفَةٌ لقد ذكّر الفعل لأن الطائفة مؤنث غير حقيقي ... وإليك موجزا لحالات وجوب تأنيث الفعل وجوازه. أ- يجب تأنيث الفعل في حالتين: الأولى إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا غير مفصول عن الفعل بفاصل نحو «جاءت فاطمة» . الثانية: إذا تقدم الفاعل سواء كان مؤنثا حقيقيا أو مجازيا فالحقيقي نحو: فاطمة جاءت، والمجازي نحو، الشمس طلعت. ب- يجوز تأنيث الفعل وتذكيره في الحالات التالية: أولا- إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا مفصولا عن الفعل بفاصل مثل، جاءت اليوم هند أو جاء اليوم هند. ثانيا- إذا كان الفاعل مؤنثا مجازيا مثل جاءت فرقة، أو جاء فرقة. ثالثا، إذا كان الفاعل جمع تكسير مثل، جاءت الجنود، أو جاء الجنود. [سورة النساء (4) : آية 82] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (الفاء) عاطفة (لا) نافية (يتدبرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (القرآن) مفعول به منصوب (الواو) استئنافية (لو) شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من عند) جار ومجرور متعلق بخبر كان (غير)

الفوائد

مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) واقعة في جواب لو (وجدوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (في) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (وجدوا) ، (اختلافا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب. جملة «يتدبرون ... » لا محل لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيعرضون فلا يتدبرون. وجملة «كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «وجدوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. الفوائد تناسق القرآن: - التناسق المطلق الشامل الكامل هو الظاهرة التي لا يخطئها من يتدبر القرآن أبدا. وتتجلى ظاهرة عدم الاختلاف، ابتداء في التعبير القرآني من ناحية الأداء وطرائقه الفنية ... ففي كلام البشر تبدو القمم والسفوح، التوفيق والتعثر، القوة والضعف، التحليق والهبوط، الرفرفة والثقلة، الاشراق والانطفاء، إلى آخر الظواهر التي تتجلى معها سمات البشر، وأخصها سمة «التغير» والاختلاف المستمر من حال إلى حال يبدو ذلك في كلام البشر واضحا في أعمال الأديب الواحد أو المفكر الواحد أو الفنان الواحد. وواضح أن عكس هذه الظاهرة هو الثبات والتناسق، وهذا ما نلحظه في القرآن فهناك مستوى واحد في هذا الكتاب المعجز تختلف ألوانه باختلاف الموضوعات التي يعالجها، ولكنه متحد المستوى والأفق، محافظ على الكمال في الأداء، يحمل طابع الصنعة الإلهية ويدل على الصانع الجليل. وإذا كان الفارق بين صنعة الله وصنعة الإنسان واضحا كل الوضوح في جانب التعبير اللفظي والأداء الفني، فإنه أوضح منه في جانب التفكير والتنظيم

[سورة النساء (4) : آية 83]

والتشريع فما من مذهب بشري إلا ويحمل الطابع البشري، جزئية النظر والرؤية والتأثر الوقتي بالمشكلات، وعكس ذلك هو ما يتسم به المنهج القرآني الشامل المتكامل الثابت الأصول ثبات النواميس الكونية. [سورة النساء (4) : آية 83] وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب متعلق بالجواب أذاعوا (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (أمر) فاعل مرفوع (من الأمن) جار ومجرور متعلق بنعت لأمر (أو) عاطف (الخوف) معطوف على الأمن مجرور مثله (أذاعوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (أذاعوا) «1» ، (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (ردّوا) مثل أذاعوا و (الهاء) ضمير مفعول به (إلى الرسول) جار ومجرور متعلق ب (ردّوه) ، (الواو) عاطفة (إلى أولي) جار ومجرور متعلق ب (ردّوه) ، وعلامة الجر الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الأمر) مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بحال من أولي الأمر (اللام) واقعة في جواب لو (علم) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (يستنبطونه) مضارع مرفوع ... والواو فاعل ... و (الهاء) مفعول به (منهم) مثل الأول متعلق ب (علمه) «2» ، (الواو)

_ (1) ضمّن الفعل معنى تحدّث فعدّاه بالباء. (2) الضمير في (منهم) يعود إلى الرسول وإلى أولي الأمر أو إلى غيرهم، ففي تفسير ذلك آراء كثيرة متشعبة والمعنى هنا كما جاء في البحر لأبي حيان: «لو أمسكوا عن الخوض فيما

الصرف:

استئنافية (لولا) حرف امتناع لوجود- شرط غير جازم- (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (عليكم) مثل منهم متعلق بحال من فضل الله «1» ، (الواو) عاطفة (رحمة) معطوف على فضل مرفوع مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لولا (اتبعتم) فعل ماض مبني على السكون و (تم) ضمير فاعل (الشيطان) مفعول به منصوب (إلّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى منصوب «2» . جملة «جاءهم أمر ... » في محل جر بإضافة (إذا) إليها. وجملة «أذاعوا به ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «ردّوه ... » لا محل لها معطوفة على جملة الشرط وفعله، وجوابه المعطوف على استئناف متقدم في الآية السابقة. وجملة «علمه الذين ... » لا محل لها جواب الشرط لو. وجملة «يستنبطونه ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «فضل الله (موجود) ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «اتّبعتم ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم (لولا) . الصرف: (أذاعوا) ، فيه إعلال بالقلب أصله أذيعوا نقلت

_ - بلغهم واستقصوا الأمر من الرسول وأولي الأمر لعلم حقيقة ذلك الأمر الوارد ممن له بحث ونظر وتجربة فأخبروهم بحقيقة ذلك، وأن الأمر ليس جاريا على أول خبر يطرأ» اه ... ومن هنا لابتداء الغاية، ويجوز أن يكون متعلق ب (يستنبطون) أو بحال من فاعله. (1) أو متعلّق بالمصدر فضل. (2) هذا وفي المستثنى منه عدة أوجه: الأول هو فاعل اتبعتم، الثاني هو فاعل أذاعوا أي أظهروا الأمن أو الخوف إلا قليلا. الثالث هو فاعل علمه أي المستنبطون. الرابع هو فاعل وجدوا. الخامس: أن المخاطب في قوله (لاتبعتم) جميع الناس على العموم، والمراد بالقليل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أهـ، مختصرا من حاشية الجمل.

الفوائد

الحركة إلى الذال قبل الياء فقلبت ألفا لتحرك الياء في الأصل. الفوائد الشيطان: يطلق على: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل، ... وهن يهوينني إذ كنت شيطانا والشيء إذا استقبح شبه بالشياطين فيقال: كأنه وجهه شيطان، والشيطان لا يرى ولكنه يستشعر أنه أقبح ما يكون من الأشياء ولو رؤي لرؤي في أقبح صورة. 2- فضل الروية: في هذه الآية انكار على من يبادر الى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وقد لا يكون لها صحة. ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» . ولنذكر هاهنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فاستفهمه أطلقت نساءك؟ فقال «لا» فقلت الله أكبر وذكر الحديث بطوله. [سورة النساء (4) : آية 84] فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (84)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (قاتل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في سبيل) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل قاتل (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (تكلّف) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلا) أداة حصر (نفس) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه، وفي الكلام حذف مضاف أي: عمل نفسك (الواو) عاطفة (حرّض) مثل قاتل، وحرّك آخره بالكسرة لالتقاء الساكنين، (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (عسى) فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف (الله) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يكف) مضارع منصوب، والفاعل هو (بأس) مفعول به منصوب (الذين) موصول مبني في محل جر مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن يكف) في محل نصب خبر عسى. (الواو) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أشد) خبر مرفوع (بأسا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (أشد) معطوف على الأول مرفوع (تنكيلا) تمييز منصوب. جملة «قاتل ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أفردوك وتركوك فقاتل «1» . وجملة «لا تكلف إلا نفسك» في محل نصب حال من فاعل قاتل «2» . وجملة «حرّض المؤمنين» في محل جزم معطوفة على جملة قاتل.

_ (1) واختار أبو حيان أن تكون الجملة معطوفة على جملة الكلام السابق من غير تعلق بالشرط والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده. (2) يجوز أن تكون مستأنفة لا محل لها أو اعتراضية بين المتعاطفين.

الصرف:

وجملة «عسى الله ... » لا محل لها تعليلية، أو استئناف بياني. وجملة «يكفّ ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «الله أشد بأسا» لا محل لها استئنافية. الصرف: (تنكيلا) ، مصدر قياسي لفعل نكّل الرباعي، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أول الماضي وتخفيف العين وزيادة ياء قبل الآخر. الفوائد قوله تعالى: لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ إلا أداة حصر ونفسك مفعول به ثان لأن نائب الفاعل المقدر أنت بمثابة المفعول الأول وتعرب إلا أداة حصر في حالتين: 1- إذا كان الاستثناء تاما (أي ذكر فيه المستثنى منه) منفيا (أي سبق بنفي) وكان الاسم بعدها بدلا من المستثنى منه كقوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ. مع العلم أنه في هذه الحال يجوز نصب الاسم بعدها على الاستثناء. 2- إذا كان الاستثناء ناقصا (أي لم يذكر فيه المستثنى منه) ومنفيا كما في هذه الآية وقوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ. إذن إذا لم ينصب الاسم بعد إلا على الاستثناء فهي أداة حصر [سورة النساء (4) : آية 85] مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (85) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يشفع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (شفاعة) مفعول مطلق منصوب (حسنة) نعت منصوب (يكن) مضارع ناقص مجزوم

الصرف:

جواب الشرط (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر يكن «1» ، (نصيب) اسم يكن مرفوع «2» ، (من) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق بنعت لنصيب (الواو) عاطفة (من يشفع ... كفل منها) مثل نظيرتها المتقدمة. (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (على كل) جار ومجرور متعلق ب (مقيتا) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (مقيتا) خبر كان منصوب. جملة «من يشفع ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يشفع شفاعة ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة «يكن له نصيب» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «من يشفع (الثانية) » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «يشفع الثانية» في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «4» . وجملة «يكن له كفل «5» » لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «كان الله ... مقيتا» لا محل لها استئنافية. الصرف: (كفل) ، اسم بمعنى ضعف الأجر أو بمعنى نصيب، وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) أو متعلق ب (يكن) تاما. (2) أو فاعل يكن التام. (3، 4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (5) وهو مستعار من كفل البعير وهو كساء يدار على سنامه ليركب عليه وسمي كفلا لأنه لم يعم الظهر بل نصيبا منه (البحر المحيط لأبي حيان) .

[سورة النساء (4) : آية 86]

(مقيتا) ، اسم فاعل من أقات الرباعي بمعنى اقتدر عليه ... وفي الكلمة إعلال بإعلال الفعل أصلا ثم تبعه اسم الفاعل، ومضارع أقات يقيت، وأصله يقوت، ثقلت الكسرة على الواو فسكنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب- وكذا جرى الإعلال في مقيت. [سورة النساء (4) : آية 86] وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (86) الإعراب: (الواو) استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب متعلق بمضمون الجواب (حييتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... و (تم) ضمير نائب فاعل (بتحية) جار ومجرور متعلق ب (حييتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (حيّوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل (بأحسن) جار ومجرور متعلق ب (حيوا) ، وعلامة الجر الفتحة فهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل (من) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق بأحسن (أو) حرف عطف (ردوا) مثل حيوا و (ها) ضمير مفعول به (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان على كل شيء حسيبا) مثل كان على كل شيء مقيتا «1» . جملة «حيّيتم ... » في محل جر بإضافة (إذا) إليها. وجملة «حيّوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «ردّوها» لا محل لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية فيها معنى التعليل.

_ (1) في الآية السابقة (85) .

الصرف:

وجملة «كان ... حسيبا» في محل رفع خبر إنّ. الصرف: (تحية) ، مصدر قياسي لفعل حيّا الرباعي، والتاء عوض من ياء تفعيل، وأصل الكلمة تحيية وزن تزكية، فثقلت الكسرة على الياء الأولى فنقلت إلى الحاء ثم أدغمت الياءان معا لسكون الأولى. (حيّوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله حييوا، استثقلت الضمة على الياء فنقلت حركتها الى ما قبلها، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون واو الجماعة- فأصبح حيّوا وزنه فعّوا بفتح الفاء. الفوائد التحية في الإسلام: 1- جعل الإسلام تحيته: «السلام عليكم» أو «السلام عليكم ورحمة الله» أو «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» .. والرد عليها بأحسن منها يكون بالزيادة على كل منها- ما عدا الثالثة حيث لم تبق زيادة لمستزيد- فالثالثة ترد بمثلها، وهكذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونلمس في هذه الآية المحاولة الدائمة لتوثيق علاقات المودة والقربى بين أفراد المجتمع، وإن إفشاء السلام، والرد على التحية بأحسن منها، لهو من خير الوسائل لانشاء هذه العلاقات وتوثيقها. وإفشاء السلام سنة، أما رده فهو فريضة بحكم هذه الآية. ولعل مراد القرآن بايراده هذه الآية وسط آيات القتال، أن يشار إلى قاعدة الإسلام الأساسية ... السلام.. فالإسلام دين السلام. 2- قوله تعالى: فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها بأحسن جار ومجرور وعلامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف وسبب منعه من الصرف أنه صفة على وزن أفعل والممنوع من الصرف يجر بالفتحة عوضا عن الكسرة بشرط ألا يكون مضافا مثل مررت بأحسن الناس وألا يكون معرفا ب (ال)

[سورة النساء (4) : آية 87]

مثل مررت بالأحسن خلقا. [سورة النساء (4) : آية 87] اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (87) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (إلا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف وتقديره موجود (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يجمعنّ) مضارع مبني على الفتح في محل رفع ... والنون نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى يوم) جار ومجرور متعلق ب (يجمعنّكم) بتضمينه معنى يحشرنّكم (القيامة) مضاف إليه مجرور (لا ريب) مثل لا إله (في) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بخبر لا (الواو) استئنافية (من) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (أصدق) خبر مرفوع (من الله) جار ومجرور متعلق بأصدق (حديثا) تمييز منصوب. جملة «الله لا إله إلا هو» لا محل لها استئنافية. وجملة «لا إله إلا هو» في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «يجمعنكم ... » لا محل لها جواب قسم مقدّر. وجملة «لا ريب فيه» في محل نصب حال من يوم القيامة. وجملة «من أصدق ... » لا محل لها استئنافية.

[سورة النساء (4) : آية 88]

[سورة النساء (4) : آية 88] فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) الإعراب: (الفاء) استئنافية (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بخبر ما (في المنافقين) جار ومجرور متعلق بحال من فئتين، وعلامة الجر الياء (فئتين) حال من ضمير الخطاب في (لكم) ، منصوبة وعلامة النصب الياء، (الواو) حالية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أركس) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري «1» (كسبوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل. (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تريدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (أضلّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والمفعول محذوف. والمصدر المؤول (أن تهدوا ... ) في محل نصب مفعول به عامله تريدون. (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول به (يضلل) مضارع مجزم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف

_ (1) أو اسم موصول في محل جر.. والجملة صلة الموصول. [.....]

[سورة النساء (4) : الآيات 89 إلى 90]

نفي ونصب (تجد) فعل مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (تجد) ، (سبيلا) مفعول به منصوب. جملة «ما لكم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «الله أركسهم» في محل نصب حال. وجملة «أركسهم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «كسبوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «تريدون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «تهدوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «أضل الله» لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «يضلل الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لن تجد له سبيلا» في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء. [سورة النساء (4) : الآيات 89 الى 90] وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)

الإعراب:

الإعراب: (ودّوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (لو) حرف مصدري (تكفرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (لو تكفرون) في محل نصب مفعول به عامله ودّوا. (الكاف) حرف جر (ما) حرف مصدري (كفروا) مثل ودوا. والمصدر المؤوّل (ما كفروا) في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي تكفرون كفرا ككفرهم. (الفاء) عاطفة (تكونون) مضارع ناقص مرفوع ... والواو اسم تكون (سواء) خبر منصوب. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (لا) ناهية جازمة (تتخذوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (من) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بمفعول به ثان «1» ، (أولياء) مفعول به أول منصوب (حتى) حرف غاية وجر (يهاجروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل يهاجروا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يهاجروا ... ) في محل جرّ ب (حتى) متعلق ب (تتخذوا) . (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولوا) فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل جزم فعل الشرط ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (خذوا) فعل أمر

_ (1) أو بمحذوف حال من أولياء إن جعل متعديا لواحد.

مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اقتلوهم) مثل خذوهم (حيث) ظرف مبني على الضم في محل نصب متعلق ب (اقتلوهم) ، (وجدتم) فعل ماض مبني على السكون ... و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة لإشباع حركة الميم و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا تتخذوا منهم وليّا) مثل المتقدمة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصيرا) معطوف بالواو على (وليّا) منصوب مثله. جملة «ودّوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «تكفرون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (لو) . وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «تكونون» لا محل لها معطوفة على جملة تكفرون. وجملة «لا تتّخذوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدر أي إن بانت عداوتهم فلا تتّخذوا. وجملة «يهاجروا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تولّوا ... » لا محل لها معطوفة على الجملة الشرطية المقدرة. وجملة «خذوهم» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «اقتلوهم» في محل جزم معطوفة على جملة خذوهم. وجملة «وجدتموهم» في محل جر مضاف إليه. وجملة «لا تتخذوا ... » في محل جزم معطوفة على جملة خذوهم.

(إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء من ضمير المفعول في اقتلوهم «1» (يصلون) مثل تكفرون (إلى قوم) جار ومجرور متعلق ب (يصلون) ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينهم) مثل بينكم ومعطوف عليه (ميثاق) مبتدأ مؤخر مرفوع (أو) حرف عطف (جاؤوا) مثل ودّوا و (كم) ضمير مفعول به (حصرت) فعل ماض ... و (التاء) تاء التأنيث (صدور) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (يقاتلوا) مثل يهاجروا و (كم) مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يقاتلوكم) في محل جر بحرف جر محذوف تقديره عن أن يقاتلوكم متعلق ب (حصرت) . (أو) حرف عطف (يقاتلوا) مضارع منصوب معطوف على يقاتلوكم ... والواو فاعل (قوم) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه. (الواو) استئنافية (لو) شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (سلّط) فعل ماض، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (على) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (سلّطهم) ، (الفاء) عاطفة (اللام) لتأكيد الربط (قاتلوا) مثل تولوا و (كم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (إن اعتزلوا) مثل ان تولوا ... و (كم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل، و (كم) مفعول به (الواو) عاطفة (ألقوا) ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (إليكم) مثل عليكم متعلق ب (ألقوا) ، (السلم) مفعول به منصوب

_ (1) ولا يجوز أن يكون الاستثناء من الموالاة لأنها حرام مطلقا.

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (جعل الله) مثل شاء الله (لكم) مثل عليكم متعلق ب (جعل) «1» ، (عليهم) مثل عليكم متعلق بحال من (سبيلا) وهو مفعول به منصوب. وجملة «يصلون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «بينكم ... ميثاق» في محل جر نعت لقوم. وجملة «جاؤوكم ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة يصلون. وجملة «حصرت صدورهم» في محل نصب حال بتقدير (قد) «2» ، أو نعت لقوم في محل جر. وجملة «يقاتلوكم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يقاتلوا قومهم» لا محل لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة «لو شاء الله» لا محل لها استئنافية. وجملة «سلّطهم عليكم» لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «قاتلوكم» لا محل لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة «اعتزلوكم» لا محل لها معطوفة على جملة لو شاء الله. وجملة «لم يقاتلوكم» لا محل لها معطوفة على جملة اعتزلوكم. وجملة «ألقوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة اعتزلوكم. وجملة «ما جعل الله ... » في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.

_ (1) أو بمحذوف مفعول به ثان لفعل جعل إن تعدى لاثنين. (2) هذه الجملة إنشائية في المعنى لأنها دعاء عند المبرد، فهي استئنافية.

الصرف:

الصرف: (يصلون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت فاؤه فهو معتل مثال مكسور العين في المضارع، وزنه يعلون. (ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف، التقى ساكنان الألف وهو لام الكلمة- وهي منقلبة عن ياء- وواو الجماعة فحذفت الألف وفتح ما قبلها دلالة عليها. (السلم) ، اسم مصدر من سالمه أي صالحه، وزنه فعل بفتحتين. الفوائد 1- قوله تعالى حَتَّى يُهاجِرُوا فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ومن الجدير بالذكر أن نشير الى مواضع انتصاب الفعل بأن المضمرة فذلك في عدة مواضع هي: بعد حتى كما مر. وبعد لام التعليل كقوله تعالى: لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وبعد فاء السببية كقوله تعالى: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ومن المعلوم أن فاء السببية يجب أن تسبق بتمنّ أو ترجّ أو طلب أو استفهام. أو بعد (أو) التي بمعنى مع وتسبق بمصدر كقول ميسون. ولبس عباءة وتقرّ عيني ... أحب إليّ من لبس الشفوف وبعد أو التي بمعنى حتى كقول امرئ القيس: فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا 2- قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ تضاربت الأقوال حول جملة (حصرت) في الآية وسنوجزها فيما يلي. أ- إنها جملة دعائية لا محل لها من الإعراب كأن الله يدعو عليهم بأن تضيق صدورهم. ب- إنها في محل جر صفة لقوم.

[سورة النساء (4) : آية 91]

ج- في محل نصب حال من واو الجماعة بقوله «جاؤوكم» وذكر النحاة تقدير «قد» قبل الجملة الواقعة حالا إذا كانت في صيغة الماضي أي «جاؤوكم قد حصرت» . د- في محل نصب صفة لموصوف محذوف والتقدير أو جاؤوكم قوما حصرت صدورهم. ولكن نرى أن نأخذ الأمر من أقرب طريق وألّا نلجأ الى التأويل والتكلف كي لا نخرج عن الإطار العام للقواعد فهي لمساعدتنا على فهم المعنى وليست لتعقيد المعنى ... 3- قوله تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ. المصدر المؤول من أن والفعل يقاتلوكم فيه ثلاثة أقوال: أ- مجرور بحرف جر مقدر أي عن أن يقاتلوكم. ب- منصوب بنزع الخافض. ج- في محل نصب مفعول لأجله. [سورة النساء (4) : آية 91] سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (91) الإعراب: (السين) حرف استقبال (تجدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (آخرين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (يريدون) مثل تجدون (أن) حرف مصدري ونصب (يأمنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (يأمنوا) معطوف على يأمنوكم منصوب مثله (قوم) مفعول به

منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤول (أن يأمنوكم) في محل نصب مفعول به عامله يريدون. (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق بالجواب أركسوا (ردّوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل (إلى الفتنة) جار ومجرور متعلق ب (ردّوا) ، (أركسوا) مثل ردّوا (في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق ب (أركسوا) . (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يعتزلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (يلقوا) مثل يعتزلوا ومعطوف عليه والنفي السابق متسلط عليه (إلى) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يلقوا) ، (السلم) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يكفوا أيديهم) مثل يلقوا السلم ... و (هم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (خذوهم ... ثقفتموهم) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (الواو) عاطفة (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (جعلنا) فعل ماض وفاعله (لكم) مثل إليكم متعلق بمحذوف مفعول ثان لفعل جعلنا (عليهم) مثل إليكم متعلّق بحال من (سلطانا) وهو مفعول به منصوب (مبينا) نعت منصوب. جملة «ستجدون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يريدون ... » في محل نصب حال.

_ (1) والفعل مجزوم بحرف الجزم (لم) على رأي الجمهور ولكنّ الفعل يصبح دالا على المضيّ خلافا لمعنى الشرط. (2) في الآية (89) من هذه السورة.

[سورة النساء (4) : آية 92]

وجملة «يأمنوكم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) : وجملة «يأمنوا قومهم» لا محل لها معطوفة على جملة يأمنوكم. وجملة «ردّوا» في محل جر مضاف إليه. وجملة «أركسوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لم يعتزلوكم» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «يلقوا إليكم ... » لا محل لها معطوفة على جملة يعتزلوكم. وجملة «يكفوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة يعتزلوكم. وجملة «خذوهم» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «اقتلوهم» في محل جزم معطوفة على جملة خذوهم. وجملة «ثقفتموهم» في محل جر مضاف إليه. وجملة «أولئك جعلنا» لا محل لها معطوفة على جملة يعتزلوكم. وجملة «جعلنا ... » في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) . [سورة النساء (4) : آية 92] وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لمؤمن) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدري ونصب (يقتل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مؤمنا) مفعول به منصوب (إلا) أداة حصر (خطأ) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته منصوب «1» . والمصدر المؤوّل (أن يقتل) في محل رفع اسم كان مؤخر. (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (قتل) فعل ماض في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مؤمنا) مفعول به منصوب (خطأ) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تحرير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو المسؤولية أو الواجب «3» ، (رقبة) مضاف إليه مجرور (مؤمنة) نعت لرقبة مجرور مثله (الواو) عاطفة (دية) معطوف على تحرير مرفوع مثله (مسلّمة) نعت لدية مرفوع مثله (إلى أهله) جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق ب (مسلّمة) ، (إلا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (يصدّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يصدقوا) في محل نصب على الاستثناء المنقطع لأن الدية ليست من نوع التصدق «4» . (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص في

_ (1) أو حال على تأويل مشتق أي مخطئا. (2) أو حال على تأويل مشتق أي مخطئا. (3) يجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف قبله والتقدير: عليه تحرير رقبة. (4) أجاز بعضهم أن يكون الاستثناء متصلا وهو استثناء الدية في حال التصدق من عموم الأحوال.

محل جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من قوم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، (عدوّ) نعت لقوم مجرور مثله (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بنعت لعدو «1» ، (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ (مؤمن) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تحرير رقبة مؤمنة) مثل الأولى. (الواو) عاطفة (إن كان من قوم) مثل الأولى (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينهم) مثل بينكم ومعطوف عليه (ميثاق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (دية) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو المسؤولية أو الواجب «2» ، (مسلّمة إلى أهله.. رقبة) مثل المتقدمة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (لم) حرف نفي فقط (يجد) مضارع مجزوم فعل الشرط «3» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صيام) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الواجب «4» ، (شهرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (متتابعين) نعت مجرور وعلامة الجر الياء (توبة) مفعول لأجله منصوب «5» أي شرع ذلك توبة من الله (من الله) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لتوبة (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر كان ثان منصوب.

_ (1) أو متعلق بعدو على أنه مصدر. (2) يجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف متقدم عليه، والتقدير: عليه دية. (3) والفعل مجزوم بحرف الجزم (لم) على رأي الجمهور ولكن الفعل يصبح دالا على المضي خلافا لمعنى الشرط. (4) أو هو مبتدأ خبره محذوف متقدم، والتقدير: عليه صيام. [.....] (5) أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير تاب عليكم توبة.

جملة «ما كان لمؤمن ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يقتل ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «من قتل ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «قتل مؤمنا» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة « (الواجب) تحرير ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «يصّدّقوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «كان من قوم ... » لا محل لها معطوفة على من قتل ... وجملة «هو مؤمن» في محل نصب حال. وجملة « (الواجب) تحرير ... (الثانية) » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «كان من قوم (الثانية) » لا محل لها معطوفة على جملة من قتل ... وجملة « (العقاب) دية ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «من لم يجد» لا محل لها معطوفة على جملة كان الثانية. وجملة «لم يجد ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة « (الواجب) صيام» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة « ... توبة من الله» لا محل لها استئناف بياني. وجملة «كان الله عليما ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (خطأ) ، مصدر خطئ يخطأ باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. (تحرير) ، مصدر قياسي لفعل حرر الرباعي وزنه تفعيل بزيادة تاء على ماضيه وتخفيف عين الفعل وزيادة ياء قبل الآخر. (دية) ، مصدر استعمل استعمال الاسم من فعل ودي يدي باب ضرب، وزنه علة، ففيه إعلال بحذف فاء الكلمة وأصله (ودية) بفتح فسكون. (مسلّمة) ، اسم مفعول من سلّم الرباعيّ، مؤنث مسلم، وزنه مفعّلة بضم الميم وفتح العين المشدّدة. (يصدّقوا) ، فيه إبدال تاء الافتعال صادا وإدغامها مع فاء الكلمة وزنه يتفعّلوا. [سورة النساء (4) : آية 93] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (93) الإعراب: (الواو) عاطفة (من يقتل مؤمنا) مثل السابقة «1» ، (متعمدا) حال منصوبة من فاعل يقتل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (جزاء) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (جهنم) خبر مرفوع

_ (1) في الآية السابقة (92) ..

الصرف:

(خالدا) حال منصوبة من مقدّر «1» ، (في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق ب (خالدا) ، (الواو) عاطفة (غضب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (غضب) ، (الواو) عاطفة (لعنه) فعل ومفعوله، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أعدّ) مثل غضب (له) مثل عليه متعلق ب (أعدّ) ، (عذابا) مفعول به منصوب (عظيما) نعت منصوب. جملة «من يقتل ... » لا محل لها معطوفة على جملة ما كان لمؤمن «2» . وجملة «يقتل مؤمنا ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «3» وجملة «جزاؤه جهنم» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «غضب الله عليه» لا محل لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: جزاه الله وغضب عليه. وجملة «لعنه» لا محل لها معطوفة على جملة الاستئناف المقدر وجملة «أعدّ ... » لا محل لها معطوفة على جملة الاستئناف المقدر. الصرف: (متعمدا) ، اسم فاعل من تعمد الخماسي، وزنه متفعّل

_ (1) هو ضمير المفعول من فعل تقديره: جازاه الله خالدا فيها ... أو من ضمير المفعول أو نائب الفاعل من فعل تقديره: يجزاها خالدا فيها ... ويضعف أن يكون حالا من ضمير الغائب في قوله (جزاؤه) لسببين: الأول أنه مضاف إليه، والثاني أنه فصل بين الحال وصاحبها بأجنبي وهو خبر المبتدأ. (2) في الآية السابقة (92) . (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

البلاغة

بضم الميم وكسر العين المشددة. البلاغة - في هذه الآية فن جميل وبديع وهو فن مراعاة النظير: وهو أن يأتي المتكلم بما يناسب المحتوى، وقد حفلت الآية بالألفاظ الدالة على التهديد الشديد والوعيد الأكيد وفنون الإبراق والإرعاد، للاشارة الى أن جريمة القتل من أكبر الجرائم وأشدها إمعانا في الشر. الفوائد تحريم القتل: القتل إذا كان عمدا عدوانا جريمة كبري، ومن السبع الموبقات التي يترتب عليها استحقاق العقاب في الدنيا والآخرة، وذلك بالقصاص، والخلود في نار جهنم: لأنه اعتداء على صنع الله في الأرض، وتهديد لأمن الجماعة وحياة المجتمع. [سورة النساء (4) : آية 94] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94) الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و (ها) أداة تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بمضمون الجواب (ضربتم) فعل ماض مبني على السكون ...

و (تم) ضمير فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل ضربتم «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تبينوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقولوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (اللام) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (تقولوا) ، (ألقى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (ألقى) ، (السلام) مفعول به منصوب (لست) فعل ماض جامد ناقص ... و (التاء) ضمير في محل رفع اسم ليس (مؤمنا) خبر ليس منصوب (تبتغون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عرض) مفعول به منصوب (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (الفاء) تعليلية (عند) ظرف منصوب متعلق بخبر مقدم (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مغانم) مبتدأ مؤخر مرفوع (كثيرة) نعت مرفوع. (الكاف) حرف جر و (ذا) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بمحذوف خبر مقدم للناقص و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون ... و (تم) ضمير اسم كان (من) حرف جر (قبل) اسم مبني على الضم في محل جر متعلق بالخبر المحذوف (الفاء) عاطفة (من) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عليكم) مثل إليكم متعلق ب (منّ) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (تبيّنوا) مثل الأول (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول

_ (1) أي مجاهدين في سبيل الله.

مبني في محل جر «1» متعلق ب (خبيرا) والعائد محذوف (تعلمون) مثل تبتغون (خبيرا) خبر كان منصوب. جملة النداء «يا أيها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ضربتم ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «تبينوا» لا محل لها جواب شرط غير جازم ... والشرط وفعله وجوابه هو جواب النداء. وجملة «لا تقولوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «ألقى ... » لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «لست مؤمنا» في محل نصب مقول القول. وجملة «تبتغون» في محل نصب حال من فاعل تقولوا. وجملة «عند الله مغانم ... » لا محل لها استئناف بياني أو تعليلية. وجملة «كنتم من قبل» لا محل لها استئنافية. وجملة «منّ الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة كنتم ... وجملة «تبيّنوا» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن أنعم الله عليكم فتبيّنوا نعمة الله. وجملة «إن الله كان ... » لا محل لها استئناف بياني. وجملة «كان ... خبيرا» في محل رفع خبر إنّ. وجملة «تعلمون ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو حرف مصدري ... والمصدر المؤول في محل جر متعلق ب (خبيرا) .

[سورة النساء (4) : آية 95]

الصرف) : (عرض) اسم جامد بمعنى المتاع أو اسم لما لا دوام له، وزنه فعل بفتحتين. (مغانم) ، جمع مغنم اسم بمعنى الغنيمة، وهو على لفظ المصدر الميمي لفعل غنم يغنم باب فرح. [سورة النساء (4) : آية 95] لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) الإعراب: (لا) نافية (يستوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (القاعدون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (من المؤمنين) جار ومجرور متعلق بحال من (القاعدون) ، (غير) بدل من (القاعدون) مرفوع مثله «1» ، (أولي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الضرر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (المجاهدون) معطوف على (القاعدون) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو (في سبيل) جار ومجرور متعلق ب (المجاهدون) ، (الله) مضاف إليه مجرور (بأموال) جار ومجرور متعلق ب (المجاهدون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنفسهم) معطوف على أموالهم ... ومضاف إليه. (فضّل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (المجاهدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بأموالهم وأنفسهم)

_ (1) أو نعت له لأن القاعدين ليس معرفة كاملة، ولم يقصد به قوم بأعيانهم ولأن (أل) فيه جنسية.

الصرف:

مثل الأولى ومتعلق بالمجاهدين (على القاعدين) جار ومجرور متعلق ب (فضّل) وعلامة الجر الياء (درجة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده أو نوعه، أي تفضيلا بدرجة واحدة أو تفضيل درجة «1» ، (الواو) اعتراضيّة (كلا) مفعول به مقدّم منصوب (وعد الله) مثل فضّل الله (الحسنى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (فضّل الله المجاهدين على القاعدين) مثل الأولى (أجرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقي الفعل في المعنى أي أجره أجرا عظيما «2» ، (عظيما) نعت منصوب. جملة «لا يستوي القاعدون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «فضل الله المجاهدين» لا محل لها استئناف بياني. وجملة «وعد الله ... » لا محل لها اعتراضية. وجملة «فضل الله (الثانية) » لا محل لها معطوفة على جملة فضّل الأولى. الصرف: (القاعدون) ، جمع القاعد، اسم فاعل من قعد يقعد، وزنه فاعل. (الضرر) ، مصدر لفعل ضرّ يضرّ باب نصر وزنه فعل بفتحتين. (المجاهدون) ، جمع المجاهد، اسم فاعل من جاهد الرباعي، وزنه مفاعل بضم الميم وكسر العين. (الحسنى) ، اسم مشتق مؤنث الأحسن، وزنه فعلى بضم فسكون، أو يقصد به الجنة فليس بمشتق.

_ (1) يجوز أن يكون حالا على حذف مضاف أي ذوي درجة، أو منصوب على نزع الخافض والأصل بدرجة. (2) أو منصوب على نزع الخافض أي فضلهم بأجر.

الفوائد

(أجرا) ، مصدر سماعي لفعل أجر يأجر باب نصر وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- فضل المجاهدين: فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً. في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، وما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» «وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى» . للإيمان وزنه وقيمته على كل حال مع تفاضل أهله في الدرجات وفق تفاضلهم في النهوض بتكاليف الإيمان، فيما يتعلق بالجهاد وبالأموال والأنفس ... وهذا الاستدراك هو الذي نفهم منه أن هؤلاء القاعدين ليسوا هم المنافقين المبطئين الذين ورد ذكرهم سابقا في هذا السياق. 2- قوله تعالى غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ تضاربت الأقوال في إعراب كلمة «غير» على أوجه: أ- الحالة الأولى «الرفع» على أنها صفة «القاعدون» أو بدل من «القاعدون» . ب- وثمة قراءة بالنصب وعليها أعربت كلمة «غير» استثناء من القاعدين، أو من المؤمنين أو حالا ... ! ج- وهناك قراءة بالجر وعليها أعربت «غير» صفة للمؤمنين. 3- قوله تعالى: أَجْراً عَظِيماً. ذهب النحاة مذاهب في اعراب كلمة «اجرا» . أ- نائب مفعول مطلق لأن معنى «فضلهم» أي «آجرهم» . ب- مفعول به لأن «فضّلهم» بمعنى «أعطاهم» .

[سورة النساء (4) : آية 96]

ج- منصوب بنزع الخافض على تقدير ب «أجر» والوجه الأول أقوى هذه الأوجه والله اعلم. [سورة النساء (4) : آية 96] دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (96) الإعراب: (درجات) بدل من (أجرا) تبعه في النصب وعلامة النصب الكسرة (من) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بنعت لدرجات (الواو) عاطفة في الموضعين (مغفرة، رحمة) اسمان معطوفان على درجات منصوبان مثله «1» ، (الواو) عاطفة (كان) ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (غفورا) خبر كان منصوب (رحيما) خبر ثان منصوب. جملة «كان الله غفورا ... » لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : الآيات 97 الى 100] إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً (99) وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100)

_ (1) يجوز أن يكون مغفرة مفعولا مطلقا لفعل محذوف ...

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب اسم إنّ (توفى) مضارع مرفوع «1» وعلامة الرفع الضمة المقدرة وحذفت التاء تخفيفا و (هم) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (ظالمي) حال منصوبة من ضمير المفعول وعلامة النصب الياء (أنفس) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (في) حرف جر (ما) اسم استفهام مبني في محل جر متعلق بخبر كنتم مقدم، حذفت من الاسم الألف (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون ... و (تم) ضمير اسم كان، (قالوا) مثل الأول (كنّا) مثل كنتم (مستضعفين) خبر كنا منصوب وعلامة النصب الياء (في الأرض) جار ومجرور متعلق بالخبر (قالوا) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكن) مضارع ناقص مجزوم (أرض) اسم تكن مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (واسعة) خبر تكن منصوب (الفاء) فاء السبب (تهاجروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، وعلامة النصب حذف النون «2» ... والواو فاعل (في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق ب (تهاجروا) بتضمينه معنى تسيحوا أو تنتقلوا. والمصدر المؤوّل (أن تهاجروا) معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: أليس ثمة اتساع في الأرض فهجرة منكم. (الفاء) زائدة لمجيئها في الخبر ومشابهة المبتدأ للشرط (أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ ... و (الكاف) للخطاب (مأوى) مبتدأ

_ (1) يجوز أن يكون الفعل ماضيا، ولم تلحقه تاء التأنيث لأن الفعل مفصول عن الفاعل بالمفعول. (2) يجوز عطف الفعل بالفاء على المضارع المجزوم (تكن) فيكون مجزوما مثله وهو اختيار أبي حيان. [.....]

ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنم) خبر المبتدأ الثاني مرفوع (الواو) استئنافية (ساءت) فعل ماض جامد لانشاء الذم ... و (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (مصيرا) تمييز منصوب ... والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي جهنم. جملة «إنّ الذين توفاهم الملائكة ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «توفاهم الملائكة» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «قالوا ... » في محل نصب حال من الملائكة بتقدير قد. وجملة «كنتم ... » في محل نصب مقول القول. وجملة «قالوا (الثانية) ... » لا محل لها استئناف بياني. وجملة «كنا مستضعفين» في محل نصب مقول القول. وجملة «قالوا (الثالثة) » لا محل لها استئنافية. وجملة «تكن أرض ... » في محل نصب مقول القول. وجملة «تهاجروا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «أولئك مأواهم ... » في محل رفع خبر (إن) . وجملة «مأواهم جهنم» في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة «ساءت مصيرا» لا محل لها استئنافية. (98) (إلا) أداة استثناء (المستضعفين) منصوب على الاستثناء المتصل من الذين توفاهم ... أو المنقطع من العاصين بالتخلف عن الهجرة، وعلامة النصب الياء (من الرجال) جار ومجرور متعلق بحال من المستضعفين، (الواو) عاطفة في الموضعين (النساء، والولدان) اسمان معطوفان على الرجال بحرفي العطف مجروران مثله (لا) نافية

(يستطيعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (حيلة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يستطيعون (سبيلا) منصوب على نزع الخافض والأصل إلى سبيل «1» . وجملة «لا يستطيعون ... » لا محل لها استئناف بياني «2» . وجملة «لا يهتدون ... » لا محل لها معطوفة على جملة لا يستطيعون. (99) (الفاء) استئنافية (أولئك) مثل الأول (عسى) فعل ماض جامد ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم عسى (أن) حرف مصدري (يعفو) مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (يعفو) . والمصدر المؤوّل (أن يعفو) في محل نصب خبر عسى. (الواو) استئنافية (كان الله عفوّا غفورا) مر إعراب نظيرها «3» . وجملة «أولئك عسى ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «عسى الله ... » في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة «يعفو» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «كان الله عفوا ... » لا محل لها استئنافية. (100) (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يهاجر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود

_ (1) أو هو مفعول به بتضمين (يهتدون) معنى يعرفون أي: لا يعرفون طريقا إلى الهجرة. (2) يجوز أن تكون في محل نصب حال. (3) في الآية (96) من هذه السورة.

على اسم الشرط (في سبيل) جار ومجرور متعلق ب (يهاجر) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (يجد) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل هو (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (يجد) ، (مراغما) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (سعة) معطوف على (مراغما) منصوب مثله (الواو) عاطفة (من يخرج) مثل من يهاجر (من بيت) جار ومجرور متعلق ب (يخرج) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (مهاجرا) حال منصوبة (إلى الله) جار ومجرور متعلق ب (مهاجرا) ، (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (ثم) حرف عطف (يدرك) مضارع مجزوم معطوف على (يخرج) ، و (الهاء) ضمير مفعول به (الموت) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (وقع) فعل ماض (أجر) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (على الله) جار ومجرور متعلق ب (وقع) ، (الواو) استئنافية (كان الله غفورا رحيما) مرّ إعراب نظيرها «2» . وجملة «من يهاجر ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يهاجر ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة «يجد ... » لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «من يخرج ... » لا محل لها معطوفة على جملة من يهاجر. وجملة «يخرج ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «4» . وجملة «يدركه الموت» في محل رفع معطوفة على جملة يخرج.

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل يهاجر أي مجاهدا في سبيل الله. (2) في الآية (96) من هذه السورة. (3، 4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة «قد وقع أجره ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «كان الله غفورا ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (مستضعفين) ، جمع مستضعف، اسم مفعول من استضعف السداسي وزنه مستفعل بضم الميم وفتح العين. (75) (حيلة) مصدر سماعي لفعل حال يحول بمعنى احتال، وزنه فعلة بكسر فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله حولة، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء. (مراغما) ، اسم مكان من راغم الرباعي «1» فهو على وزن اسم المفعول وزنه مفاعل بضم الميم وفتح العين. (مهاجرا) ، اسم فاعل من هاجر الرباعي وزنه مفاعل بضم الميم وكسر العين. الفوائد 1- قوله تعالى ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ الأصل ظالمين أنفسهم ولكن حذفت النون من جمع المذكر السالم لكونه مضافا، وهذه قاعدة مطردة تحذف النون من المثنى وجمع المذكر السالم إذا أضيف قياسا على حذف التنوين من الاسم المفرد عند الاضافة. ومن هنا جاء قولهم في إعراب نون المثنى وجمع المذكر السالم بأنها عوض عن تنوين في الاسم المفرد. فتأمّل. 2- قوله تعالى: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ. «عسى» من أفعال

_ (1) راغم تأتي بمعنى غاضب وعادى، وتأتي بمعنى فارقه على رغم منه.

[سورة النساء (4) : آية 101]

الرجاء ومثلها حرى واخلولق، وتتبعها أفعال المقاربة وهي تدل على قرب وقوع الخبر وهي «كاد، كرب، أوشك» وكذلك أفعال الشروع مثل: شرع- طفق- انشأ- أخذ- بدأ- جعل، وتعتبر هذه الزمر الثلاثة أفعالا ناقصة تعمل عمل «كان وأخواتها» الا أن خبرها يأتي جملة فعلية فعلها مضارع مقترنا ب «أن» مع «حرى واخلولق» ويمتنع اقترانها ب «أن» مع أفعال الشروع، لأن هذه الأفعال تدل على الماضي و «أن» تفيد المستقبل، وما تبقى من الأفعال المذكورة، يجوز اقتران خبرها ب «أن» كما يجوز عدم اقترانه. [سورة النساء (4) : آية 101] وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (101) الإعراب: (الواو) استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بمضمون الجواب (ضربتم) فعل ماض مبني على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (ضربتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر مقدم للناقص (جناح) اسم ليس مؤخر مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (تقصروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (من الصلاة) جار ومجرور متعلق ب (تقصروا) «1» . والمصدر المؤوّل (أن تقصروا) في محل جر بحرف جر محذوف تقديره في ... متعلق بما تعلق به عليكم «2» .

_ (1) الفعل قصر متعد بنفسه وبحرف الجر، يقال قصر الصلاة ومن الصلاة ترك منها شيئا. (2) يجوز تعليقه بجناح لأنه مصدر. جاء في اللسان: الجناح بالضم الميل إلى الإثم وقيل هو الإثم عامة.

(إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ... و (تم) فاعل (أن يفتنكم) مثل أن تقصروا ... فعل ومفعول به (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن يفتنكم الذين ... ) في محل نصب مفعول به. (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الكافرين) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الياء (كانوا) ماض ناقص واسمه (لكم) مثل عليكم متعلق بحال من (عدوّا) وهو خبر كان منصوب (مبينا) نعت منصوب. جملة «ضربتم ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «ليس عليكم جناح» لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «تقصروا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «إن خفتم ... » لا محل لها استئناف بياني ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي: إن خفتم ... فاقصروا من الصلاة. وجملة «يفتنكم الذين ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنّ الكافرين كانوا ... » لا محل لها استئناف بياني. وجملة «كانوا ... عدوّا ... » في محل رفع خبر إنّ.

[سورة النساء (4) : آية 102]

[سورة النساء (4) : آية 102] وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (102) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب متعلق بمضمون الجواب (كنت) فعل ماض ناقص مبني على السكون ... و (التاء) اسم كان (في) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بخبر كنت (الفاء) عاطفة (أقمت) فعل ماض وفاعله (لهم) مثل فيهم متعلق ب (أقمت) ، (الصلاة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب إذا (اللام) لام الأمر (تقم) مضارع مجزوم بلام الأمر (طائفة) فاعل مرفوع (منهم) مثل فيهم متعلق بمحذوف نعت لطائفة (مع) ظرف مكان منصوب متعلق ب (تقم) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ليأخذوا) مثل لتقم ... وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (أسلحة) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (إذا) مثل الأول (سجدوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (يكونوا) مضارع مجزوم ناقص وعلامة الجزم حذف النون.. والواو ضمير

اسم يكون (من وراء) جار ومجرور متعلّق بخبر يكون و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو استئنافية- (لتأت طائفة) مثل لتقم طائفة.. وعلامة الجزم حذف حرف العلة (أخرى) نعت لطائفة مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يصلّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الفاء) عاطفة (اللام) لام الأمر (يصلّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (معك) مثل الأول متعلّق بفعل يصلّوا الثاني (الواو) عاطفة (ليأخذوا) مثل ليصلّوا (حذرهم) مثل أسلحتهم الأول (أسلحتهم) الثاني معطوف بالواو على حذرهم- مضاف ومضاف إليه-. جملة «كنت فيهم» في محل جر مضاف إليه. وجملة «أقمت ... الصلاة» في محل جر معطوفة على جملة كنت. وجملة «تقم طائفة ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يأخذوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة تقم طائفة. وجملة «سجدوا» في محل جر بإضافة (إذا) إليها. وجملة «يكونوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «تأت طائفة ... » لا محل لها معطوفة على جملة الجواب- أو استئنافية-. وجملة «لم يصلّوا» في محل رفع نعت لطائفة. وجملة «ليصلوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة تأت. وجملة «يأخذوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة ليصلّوا. (ودّ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل

(كفروا) مثل سجدوا (لو) حرف مصدري (تغفلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عن أسلحة) جار ومجرور متعلق ب (تغفلون) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أمتعتكم) معطوف على أسلحتكم مجرور مثله (الفاء) عاطفة (يميلون) مثل تغفلون (على) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يميلون) ، (ميلة) مفعول مطلق منصوب (واحدة) نعت لميلة منصوب مثله. والمصدر المؤوّل (لو تغفلون) في محل نصب مفعول به عامله ودّ. (الواو) استئنافية (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (عليكم) مثل الأول متعلق بمحذوف خبر لا (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص «1» مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط (بكم) مثل عليكم متعلق بخبر كان (أذى) اسم كان مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (من مطر) جار ومجرور متعلق بنعت لأذى (أو) حرف عطف (كنتم) مثل كنت (مرضى) خبر منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (أن) حرف مصدري ونصب (تضعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (أسلحتكم) مثل الأول عامله تضعوا. والمصدر المؤول (أن تضعوا ... ) في محل جر بحرف جر محذوف تقديره في أن تضعوا ... متعلق بما تعلق به الجار عليكم ... أو متعلق بجناح. (الواو) استئنافية (خذوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (حذركم) مثل حذرهم، (إنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد

_ (1) أو تامّ، وأذى فاعل وبكم متعلق به.

الصرف:

(الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (أعدّ) مثل ودّ والفاعل هو (للكافرين) جار ومجرور متعلق ب (أعدّ) ، (عذابا) مفعول به منصوب (مهينا) نعت منصوب. وجملة «ودّ الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كفروا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «تغفلون ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (لو) . وجملة «يميلون» لا محل لها معطوفة على جملة تغفلون. وجملة «لا جناح عليكم» لا محل لها استئنافية. وجملة «كان بكم أذى» لا محل لها اعتراضية ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ... أي: إن كان بكم أذى فلا جناح عليكم ... وجملة «كنتم مرضى» لا محل لها معطوفة على جملة كان ... وجملة «تضعوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «خذوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان بكم أذى» لا محل لها اعتراضية ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ... أي: أن كان بكم أذى فلا جناح عليكم ... وجملة «كنتم مرضى» لا محل لها معطوفة على جملة كان ... وجملة «تضعوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «خذوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «إنّ الله أعدّ ... » لا محل لها استئنافية. وجمل «أعدّ» في محل رفع خبر إنّ. الصرف: (أسلحة) جمع سلاح، اسم جمع لآلات الحرب يذكّر

البلاغة

ويؤنّث، وزنه فعال بكسر الفاء، ووزن جمعه أفعلة وهو من جموع القلّة. (ميلة) ، مصدر مرة من مال، وزنه فعلة بفتح الفاء. البلاغة 1- «وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ» .. «حذرهم» أي احترازهم شبهه بما يتحصن به من الآلات ولذا أثبت له الأخذ تخييلا وإلا فهو أمر معنوي لا يتصف بالأخذ، ولا يضر عطف قوله سبحانه: وَأَسْلِحَتَهُمْ عليه للجمع بين الحقيقة والمجاز، وهو من البلاغة في ذروتها ومن الفصاحة في شدتها. 2- قوله تعالى: إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً «أذى» اسم كان المرفوع بالضمة المقدرة على الألف المحذوفة لفظا المثبتة خطا بسبب التنوين، فالتنوين هنا ليس حركة اعراب كما يتوهم بعضهم انما هذا التنوين وتنوين الاسم المنقوص كلاهما ليسا حركة اعراب وإنما لكون كل منهما نكرة خاليا من «ال» التعريف لحقه التنوين علامة للتنكير. والاسم المقصور ينوّن في جميع حالاته إذا تجرد من ال التعريف. فنقول: هذا فتى اتبع هدى فحصل على غنى فالألف في الأمثلة الثلاثة محذوفة لفظا مثبتة خطا. أما الاسم المنقوص، وهو المختوم بياء ساكنة مكسور ما قبلها فينوّن عند تنكيره وتحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر لالتقاء الساكنين، وتثبت في حالة النصب وتظهر عليها الفتحة بسبب خفتها، جاء قاض، مررت بقاض، رأيت قاضيا. [سورة النساء (4) : آية 103] فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (103)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (إذا) مر إعرابه «1» ، (قضيتم) فعل ماض مبني على السكون ... (وتم) ضمير فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) مثل خذوا «2» ، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (قياما) حال منصوبة «3» ، (الواو) عاطفة (قعودا) معطوف على (قياما) منصوب مثله (الواو) عاطفة (على جنوب) جار ومجرور في محل نصب حال و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (إذا اطمأننتم) مثل إذا قضيتم (فأقيموا الصلاة) مثل اذكروا الله (إنّ الصلاة) مثل إنّ الله «4» ، (كانت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) تاء التأنيث، واسمه ضمير مستتر تقديره هي (على المؤمنين) جار ومجرور متعلق ب (كتابا) فهو مصدر، وهو خبر كانت منصوب (موقوتا) نعت منصوب. جملة «قضيتم ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «اذكروا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «اطمأننتم» في محل جر مضاف إليه. وجملة «أقيموا الصلاة» لا محل لها جواب الشرط غير الجازم الثاني. وجملة «إنّ الصلاة كانت ... » لا محل لها تعليلية. وجملة «كانت ... كتابا» في محل رفع خبر ان. الصرف: (اطمأننتم) ، مزيد على الرباعي بحرفين هما الهمزة وتضعيف النون، فعله اطمأن وزنه افعللّ (موقوتا) ، اسم مفعول من وقت يقت باب ضرب، وزنه مفعول.

_ (1، 2) في الآية السابقة (102) . (3) وهو جمع قائم، أو هو مصدر في موضع الحال، أو مفعول مطلق (انظر الآية 191 من سورة آل عمران) . (4) في الآية السابقة (102) .

[سورة النساء (4) : آية 104]

[سورة النساء (4) : آية 104] وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (104) الإعراب: (الواو) استئنافية (لا) ناهية جازمة (تهنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (في ابتغاء) جار ومجرور متعلق ب (تهنوا) ، (القوم) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو اسم تكونوا (تألمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (هم) ضمير في محل نصب اسم إنّ (يألمون) مثل تألمون (الكاف) حرف جر (ما) حرف مصدري (تألمون) مثل الأول. والمصدر المؤوّل (ما تألمون) في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي ألما كألمكم. (الواو) استئنافية (ترجون) مثل تألمون (من الله) جار ومجرور متعلق ب (ترجون) ، (ما) اسم موصول «1» في محل نصب مفعول به (لا) نافية (يرجون) مثل تألمون (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (عليما) خبر منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب. جملة «لا تهنوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «إن تكونوا ... » لا محل لها تعليلية. وجملة «تألمون» في محل نصب خبر تكونوا. وجملة «إنهم يألمون» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو نكرة موصوفة. [.....]

الصرف:

وجملة «يألمون» في محل رفع خبر إنّ. وجملة «تألمون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «ترجون» لا محل لها استئنافية. وجملة «يرجون» لا محل لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة «كان الله عليما» لا محل لها استئنافية. الصرف: (تهنوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت فاؤه لأنه معتل مثال مكسور العين في المضارع، وزنه تعلوا. (ترجون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه وهي الواو لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفعون. (يرجون) ، مثل ترجون. [سورة النساء (4) : آية 105] إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (105) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (نا) ضمير في محل نصب اسم إنّ (أنزلنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (إلى) حرف جر و (الكاف) ضمير في محل جر متعلق ب (أنزل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب، (بالحق) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الكتاب (اللام) لام التعليل (تحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (تحكم) ، (الناس) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤول (أن تحكم) في محل جر متعلق ب (أنزلنا) . (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق

_ (1) أو في محل نصب نعت ل (ما) . إذا أعربت نكرة موصوفة.

الصرف:

ب (تحكم) ، (أرى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف و (الكاف) ضمير مفعول به ... والمفعول الثاني محذوف أي أراك إياه (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (الواو) استئنافية (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (للخائنين) جار ومجرور متعلق ب (خصيما) وهو خبر تكن منصوب ... واللام بمعنى لأجل. جملة «إنّا أنزلنا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «أنزلنا ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «تحكم ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي. وجملة «أراك الله» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تكن ... خصيما» لا محل لها استئنافية «1» . الصرف: (الخائنين) ، جمع الخائن، اسم فاعل من خان يخون وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة- عين الكلمة- إلى همزة، والقلب مطّرد. (خصيما) ، أي مخاصما عنهم ... صفة مشبهة من خصم يخصم باب ضرب، فعيل بمعنى فاعل. الفوائد قول في اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1- قوله (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ) احتج به من ذهب من علماء الأصول إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم له أن يحكم بالاجتهاد، بهذه الآية وبما يثبت في الصحيحين عن هشام بن عروة عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته فخرج إليهم فقال: «ألا إنما أنا بشر وإنما أقضي بنحو مما أسمع ولعل

_ (1) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي: فاحكم به ولا تكن ...

[سورة النساء (4) : الآيات 106 إلى 107]

أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليحملها أو ليذرها» . [سورة النساء (4) : الآيات 106 الى 107] وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (106) وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً (107) الإعراب: (الواو) عاطفة (استغفر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (غفورا) خبر كان منصوب (رحيما) خبر ثان منصوب. جملة «استغفر الله» لا محل لها معطوفة على جملة لا تكن «1» . وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها تعليلية. وجملة «كان غفورا ... » في محل رفع خبر إنّ. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تجادل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (تجادل) بتضمينه معنى تدافع (يختانون) مضارع مرفوع والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (إن الله) مثل الأولى (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (كان خوّانا أثيما) مثل إعراب كان غفورا رحيما.

_ (1) في الآية السابقة.

الصرف:

وجملة «لا تجادل ... » لا محل لها معطوفة على جملة لا تكن «1» . وجملة «يختانون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنّ الله لا يحب ... » لا محل لها استئنافية تعليلية. وجملة «لا يحب ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «كان خوانا ... » لا محل لها صلة الموصول (من) . الصرف: (خوّانا) ، صيغة مبالغة الفاعل، من خان يخون، وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً» ... المبالغة: في قوله تعالى «خَوَّاناً أَثِيماً» كثير الخيانة مفرطا فيها «أثيما» منهمكا في الإثم، وتعليق عدم المحبة المراد منه البغض والسخط بصيغة المبالغة ليس لتخصيصه بل لبيان إفراط بني أبيرق وقومهم في الخيانة والإثم. [سورة النساء (4) : آية 108] يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108) الإعراب: (يستخفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (من الناس) جار ومجرور متعلق ب (يستخفون) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (يستخفون من الله) مثل يستخفون من الناس (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بخبر المبتدأ و (هم) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في

_ (1) في الآية (105) من هذه السورة.

الصرف:

محل نصب متعلق بالخبر المحذوف (يبيتون) مثل يستخفون (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (لا) نافية (يرضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من القول) جار ومجرور متعلق بحال من مفعول يرضى المحذوف. (الواو) استئنافية (كان) ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري «1» ، (يعملون) مثل يستخفون، (محيطا) خبر كان منصوب. والمصدر المؤول (ما يعملون) في محل جر بالباء متعلق ب (محيطا) . وجملة «يستخفون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يستخفون ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «هو معهم» في محل نصب حال. وجملة «يبيّتون» في محل جر مضاف إليه. وجملة «لا يرضى ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كان الله ... محيطا» لا محل لها استئنافية. وجملة «يعملون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) «2» . الصرف: (يستخفون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يستخفيون، نقلت الضمة إلى الفاء لثقلها على الياء- وهو إعلال بالتسكين- ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يستفعون.

_ (1) أو اسم موصول مبني في محل جر بالباء متعلق ب (محيطا) . (2) أو لا محل لها صلة الموصول الاسمي (ما) .

البلاغة

البلاغة المجاز: في قوله تعالى «محيطا» ونظمها البعض في سلك المتشابه. الفوائد اختلاف النحاة حول «إذ» أ- تأتي ظرفا بمعنى «حين» كما ورد في هذه الآية. ولابن هشام في اعرابها عدة وجوه: 1- تأتي مفعولا به كقوله تعالى وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا أي اذكروا قلتكم. 2- تأتي بدلا من المفعول به نحو وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا. ب- قد تأتي حرفا للمفاجاة وذلك كقول الشاعر: استقدر الله خيرا وارضينّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير ج- وتأتى للتعليل كقوله تعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ. أي ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب بسبب ظلمكم في الدنيا. وهذه الأوجه الثلاثة بينة لا يخفى اختلافها على ذوي الأرابة والفطنة. [سورة النساء (4) : آية 109] ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) الإعراب: (ها) حرف تنبيه (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (ها) مثل الأول (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع خبر «1» ، (جادلتم) فعل ماض مبني على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (عن)

_ (1) انظر الأوجه الأخرى في اعراب نظير هذه الآية في الآية (85) من سورة البقرة ولا سيما وجه المنادي.

البلاغة

حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (جادلتم) بتضمينه معنى دافعتم (في الحياة) جار ومجرور متعلق ب (جادلتم) ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (من) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (يجادل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (عنهم) مثل الأوّل متعلّق ب (يجادل) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (يجادل) (القيامة) مضاف إليه مجرور (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (من) مثل الأول (يكون) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليهم) مثل عنهم متعلّق ب (وكيلا) وهو خبر يكون منصوب. جملة «أنتم هؤلاء ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «جادلتم ... » في محل رفع خبر ثان للمبتدأ أنتم أو في محل نصب حال بتقدير (قد) . وجملة «من يجادل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم مقدر أي إذا حل عليهم عذابه فمن يجادل عنهم. وجملة «يجادل ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «من يكون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يكون ... وكيلا» في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تلوين للخطاب وتوجيه له إليهم بطرق الالتفات إيذانا بأن تعديد جنايتهم يوجب مشافهتهم بالتوبيخ والتقريع. والالتفات هنا من الغيبة الى الخطاب.

[سورة النساء (4) : الآيات 110 إلى 111]

[سورة النساء (4) : الآيات 110 الى 111] وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) الإعراب: (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يعمل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سوءا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (يظلم) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط والفاعل هو (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (يستغفر) مضارع مجزوم معطوف على يظلم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (يجد) مضارع مجزوم جواب الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل هو (الله) مثل السابق (غفورا) مفعول به ثان منصوب (رحيما) بدل «1» من (غفورا) منصوب مثله. وجملة «من يعمل ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يعمل سوءا ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «يظلم نفسه» في محل رفع معطوفة على جملة يعمل. وجملة «يستغفر الله» في محل رفع معطوفة على جملة يظلم- أو يعمل-. وجملة «يجد الله ... » لا محل لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. (الواو) عاطفة (من يكسب إثما) مثل من يعمل سوءا (الفاء) رابطة

_ (1) أو حال من المفعول الأول. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النساء (4) : آية 112]

لجواب الشرط (إنما) كافة ومكفوفة (يكسب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (على نفس) جار ومجرور متعلق بحال من الهاء المفعول، (الهاء) مضاف إليه (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب. جملة «من يكسب ... » لا محل لها معطوفة على جمل من يعمل ... وجملة «يكسب إثما ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «إنما يكسبه» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «كان الله عليما ... » لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : آية 112] وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112) الإعراب: (الواو) عاطفة (من يكسب خطيئة) مثل من يعمل سوءا «2» ، (أو) حرف عطف (إثما) معطوف على خطيئة منصوب مثله (ثم) حرف عطف (يرم) مضارع مجزوم معطوف على يكسب، وعلامة الجزم حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (يرم) ، (بريئا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (احتمل) فعل ماض والفاعل هو (بهتانا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إثما) معطوف على

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) في الآية (110) من هذه السورة.

الصرف:

(بهتانا) منصوب مثله (مبينا) نعت ل (إثما) منصوب مثله. جملة «من يكسب ... » لا محل لها معطوفة على جملة من يكسب إثما «1» . وجملة «يكسب خطيئة» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «يرم ... » في محل رفع معطوفة على جملة يكسب خطيئة. وجملة «احتمل ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (يرم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع. (بريئا) ، صفة مشبهة من فعل برىء يبرأ باب فرح، وزنه فعيل بمعنى خال من العيب. [سورة النساء (4) : آية 113] وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113) الإعراب: (الواو) استئنافية (لولا) حرف شرط غير جازم- امتناع لوجود- (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جر و (الكاف) ضمير في محل جر متعلق ب (فضل) (الواو) عاطفة (رحمة) معطوف على فضل مرفوع

_ (1) في الآية (111) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط الجواب معا.

مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لولا (همت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (طائفة) فاعل مرفوع (من) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بنعت لطائفة (أن) حرف مصدري ونصب (يضلّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به. والمصدر المؤول (أن يضلوك) في محل جر بحرف جر محذوف تقديره بأن يضلّوك ... متعلق ب (همت) . (الواو) حالية «1» ، (ما) نافية (يضلّون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلا) أداة حصر (أنفس) مفعول به و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (ما يضرون) مثل ما يضلّون ... و (الكاف) ضمير مفعول به (من) حرف جر زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع صفة المصدر أي: ما يضرونك ضررا ما. (الواو) استئنافية (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عليك) مثل الأول متعلق ب (أنزل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الحكمة) معطوف على الكتاب منصوب مثله (الواو) عاطفة (علّم) مثل أنزل والفاعل هو و (الكاف) مفعول به (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (تعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الواو) عاطفة (كان) فعل ماض ناقص (فضل) اسم كان مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (عليك) مثل الأول متعلق ب (فضل) (عظيما) خبر كان منصوب.

_ (1) أو اعتراضية، والجملة بعدها لا محل لها اعتراضية. [.....]

[سورة النساء (4) : آية 114]

جملة «لولا فضل الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «همّت طائفة» لا محل لها جواب شرط غير جازم «1» . وجملة «ما يضلّون ... » في محل نصب حال من فاعل يضلّوك. وجملة «ما يضرونك ... » في محل نصب معطوفة على الجملة الحالية ... أو لا محل لها استئنافية. وجملة «أنزل الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «علّمك ... » لا محل لها معطوفة على جملة أنزل الله. وجملة «تكن ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «تعلم ... » في محل نصب خبر تكن. وجملة «كان فضل الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة أنزل الله. [سورة النساء (4) : آية 114] لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114) الإعراب: (لا) نافية للجنس (خير) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في كثير) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا (من نجوى) جار ومجرور متعلق بنعت لكثير و (هم) ضمير مضاف إليه (إلا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المنقطع «2» ، (أمر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد

_ (1) يجوز أن يكون الجواب مقدرا أي لأضلوك، وجملة همّت استئنافية أي لقد همّت (حاشية الجمل على الجلالين) . (2) أو المتصل بحذف مضاف أي نجوى من أمر ...

الصرف:

(بصدقة) جار ومجرور متعلق ب (أمر) ، (أو) حرف عطف (معروف) معطوف على صدقة مجرور مثله (أو) مثل الأول (إصلاح) معطوف على معروف مجرور مثله (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بإصلاح (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل هو (ذا) اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب «1» ، (مرضاة) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (نؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت لأجر منصوب. جملة «لا خير في كثير ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «أمر بصدقة» لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «من يفعل ذلك ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «يفعل ذلك ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «سوف نؤتيه ... » في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء. الصرف: (نجوى) ، اسم مصدر من ناجى الرباعي، وزنه فعلى بفتح الفاء، أو هو مصدر سماعي لفعل نجا ينجو الرجل زميله باب نصر. أو هو الاسم منه وقد يأتي بمعنى المناجي.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال من فاعل يفعل أي مبتغيا مرضاة الله. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

(إصلاح) ، مصدر قياسي لفعل أصلح الرباعي، وزنه إفعال على وزن الماضي بكسر الأول وتسكين الثاني وزيادة ألف قبل الأخير (النساء- 35) . الفوائد - فضل الإصلاح بين الناس: روى ابن مردويه، عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلام ابن آدم كله عليه، لا له، إلا ذكر الله عز وجل، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر» . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا، أو يقول خيرا» ، وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة» قالوا بلى يا رسول الله قال: «إصلاح ذات البين» . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب «ألا أدلك على تجارة» قال بلى يا رسول الله قال «تسعى في إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا» . [سورة النساء (4) : آية 115] وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (115) الإعراب: (الواو) عاطفة (من يشاقق الرسول) مثل من يفعل ذلك «1» ، (من بعد) جار ومجرور متعلق ب (يشاقق) ، (ما) حرف مصدري (تبيّن) فعل ماض (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (تبين) - أو بحال من الهدى- (الهدى) فاعل مرفوع وعلامة

_ (1) في الآية السابقة (114) .

الرفع الضمة المقدرة على الألف. والمصدر المؤوّل (ما تبين له الهدى) في محل جر مضاف إليه. (الواو) عاطفة (يتّبع) مضارع مجزوم معطوف على (يشاقق) ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) مفعول به منصوب (سبيل) مضاف إليه مجرور (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (نولّ) مضارع مجزوم جواب الشرط و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان (تولى) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد، ومفعول تولى محذوف أي تولاه من الضلال (الواو) عاطفة (نصل) مضارع مجزوم معطوف على (نولّه) وعلامة الجزم حذف حرف العلة، ومثله نولّه و (الهاء) مفعول به أول، والفاعل نحن للتعظيم (جهنم) مفعول به ثان منصوب. (الواو) استئنافية (ساءت) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ «1» ... و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هي (مصيرا) تمييز للضمير المستتر منصوب «2» . جملة «من يشاقق ... » لا محل لها معطوفة على جملة من يفعل ذلك في الآية السابقة. وجملة «يشاقق الرسول» في محل رفع خبر المبتدأ (من) » . وجملة «تبيّن له الهدى» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «يتّبع ... » في محل رفع معطوفة على جملة يشاقق.

_ (1) أو متصرف، والفاعل مستتر جوازا تقديره هي، ومصيرا تمييز للجملة. (2) المصير هو مصدر ميمي أو اسم مكان ويصح أن يميز ضميرا مذكّرا أو مؤنثا ... والمخصوص بالذم مقدر أي جهنم. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة «نولّه ... » لا محل لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «تولّى» لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة «نصله ... » لا محل لها معطوفة على جملة الجواب نولّه. وجملة «ساءت» لا محل لها استئنافية. الصرف: (نولّه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه نفعّه. (نصله) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه نفعه بضم النون وكسر العين، وفيه حذف الهمزة للتخفيف، فماضيه أصلى، وقياس مضارعه أن يكون نؤصلي، جرى فيه الحذف مجرى يتقن. [سورة النساء (4) : آية 116] إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (116) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغفر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يشرك) مضارع مبني للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الإشراك أو الإله المعبود «1» ، (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (يشرك) . والمصدر المؤول (أن يشرك ... ) في محل نصب مفعول به عامله يغفر أي لا يغفر الإشراك به. (الواو) عاطفة (يغفر) مضارع مثل الأول (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (دون) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلة

_ (1) انظر الآية (48) من هذه السورة.

[سورة النساء (4) : آية 117]

ما (ذلك) اسم إشارة مبني في محل جر مضاف إليه ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جر و (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (يغفر) ، (يشاء) مثل يغفر. (الواو) استئنافية (من يشرك) مثل من يفعل «1» ، (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يشرك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ضلالا) مفعول مطلق منصوب (بعيدا) نعت منصوب. جملة «إنّ الله لا يغفر ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لا يغفر ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «يشرك به» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يغفر ما دون ذلك» في محل رفع معطوفة على جملة لا يغفر ... وجملة «يشاء» لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «من يشرك ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يشرك بالله» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «ضلّ ضلالا ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. [سورة النساء (4) : آية 117] إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً (117) الإعراب: (إن) حرف نفي (يدعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع

_ (1) في الآية (114) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

ثبوت النون ... والواو فاعل (من دون) جار ومجرور متعلق ب (يدعون) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (إناثا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إن يدعون إلا شيطانا) مثل المتقدمة (مريدا) نعت منصوب ل (شيطانا) . جملة «يدعون ... الأولى» لا محل لها استئنافية. وجملة «يدعون ... الثاني» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. الصرف: (يدعون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يدعوون، التقى ساكنان فحذفت الواو لام الكلمة وزنه يفعون (البقرة- 221) . (إناثا) ، جمع أنثى، صفة مشتقة وزنه فعلى بضم الفاء، ووزن إناث فعال بكسر الفاء. (مريدا) ، صفة مشتقة من مرد يمرد باب نصر، وزنه فعيل. [سورة النساء (4) : الآيات 118 الى 119] لَعَنَهُ اللَّهُ وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً (119) الإعراب: (لعن) فعل ماض (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة «1» ، (قال) مثل لعن، والفاعل هو أي الشيطان (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أتخذنّ) مضارع مبني على الفتح

_ (1) أو حالية أو استئنافية ... وجملة قال في محل نصب حال أو لا محل لها استئنافية.

في محل رفع ... والنون نون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (من عباد) جار ومجرور متعلق بفعل (أتخذ) وهو مضمن معنى أجعل «1» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (نصيبا) مفعول به منصوب (مفروضا) نعت منصوب. جملة «لعنه الله ... » لا محل لها استئنافية «2» . وجملة «قال ... » لا محل لها معطوفة على جملة لعنه الله. وجملة «القسم المحذوفة ... » في محل نصب مقول القول. وجملة «لأتخذن ... » لا محل لها جواب قسم مقدّر. (الواو) عاطفة (لأضلّن) مثل لأتخذن (هم) ضمير متصل في محل نصب مفعول به (الواو) عاطفة في الموضعين (لأمنّينّهم، لآمرنهم) مثل لأضلنهم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (اللام) لام الأمر (يبتكنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة ... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (آذان) مفعول به منصوب (الأنعام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لآمرنّهم فليغيرنّ خلق الله) مثل المتقدمة (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يتخذ) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل هو (الشيطان) مفعول به منصوب (وليّا) مفعول به ثان منصوب (من دون) جار ومجرور متعلق ب (يتخذ) «3» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (خسر) فعل ماض، والفاعل هو (خسرانا) مفعول مطلق منصوب

_ (1) أو متعلق بمحذوف حال من (نصيبا) ، أو بمفعول ثان لفعل اتخذ (2) أو في محل نصب نعت ل (شيطانا) في الآية السابقة (117) . [.....] (3) أو متعلق بمحذوف نعت ل (وليّا) .

الصرف:

(مبينا) نعت منصوب. وجملة «لأضلّنهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة أتخذن. وجملة «لأمنينهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة أتخذن. وجملة «لآمرنهم» لا محل لها معطوفة على جملة أتخذن. وجملة «يبتّكنّ ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن أمرتهم بالبتك فليبتّكنّ. وجملة «لآمرنهم» (الثانية) لا محل لها معطوفة على جملة لآمرنهم الأولى. وجملة «يغيّرنّ ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي إن أمرتهم بالتغيير فليغيرن. وجملة «من يتخذ ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «يتخذ الشيطان ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «خسر ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء الصرف: (خسرانا) ، مصدر سماعي لفعل خسر يخسر باب فرح، وزنه فعلان بضم الفاء. [سورة النساء (4) : آية 120] يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) الإعراب: (يعد) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والمفعول الثاني محذوف تقديره طول العمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الشيطان (الواو) عاطفة (يمنيهم) مثل يعدهم، والمفعول الثاني

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

محذوف تقديره نيل الآمال (الواو) حالية- أو استئنافية- (ما) نافية (يعدهم) مثل الأول (الشيطان) فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (غرورا) مفعول به ثان منصوب «1» . جملة «يعدهم» لا محل لها استئنافية. وجملة «يمنيهم» لا محل لها معطوفة على جملة يعدهم. وجملة «ما يعدهم ... » في محل نصب حال أو لا محل لها استئنافية. الصرف: (غرورا) ، مصدر سماعي لفعل غرّه يغرّه باب نصر، وزنه فعول بضم الفاء، وثمة مصادر أخرى وهي: غر وغرة بفتح الغين في المصدرين. [سورة النساء (4) : آية 121] أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (121) الإعراب: (أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ ... و (الكاف) حرف خطاب (مأوى) مبتدأ ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (جهنم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (يجدون) مضارع مرفوع والواو فاعل (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محل جر متعلق ب (محيصا) «2» وهو مفعول به منصوب. جملة «أولئك مأواهم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «مأواهم جهنم» في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) .

_ (1) أو مفعول لأجله أو مفعول مطلق ناب عن المصدر لأنه نوعه أي وعد الغرور أو على حذف مضاف أي وعدا ذا غرور. (2) هذا إذا قدرنا الفعل متعدّيا لواحد، وأما إذا قدر متعديا لاثنين فالجار والمجرور متعلق بمحذوف مفعول ثان للفعل أي: لا يجدون محيصا مغنيا أو مجزئا عنها.

الصرف:

وجملة «يجدون ... » في محل رفع معطوفة على جملة الخبر. الصرف: (محيصا) ، اسم مكان من حاص يحيص، وزنه مفعل، وفي اللفظ إعلال بالتسكين، ثقلت الكسرة على الياء فسكنت، ونقلت الحركة إلى الحاء. [سورة النساء (4) : آية 122] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً (122) الإعراب: (الواو) استئنافية (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (السين) حرف استقبال (ندخل) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (جنّات) مفعول به ثان- على السعة- منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (من تحت) جار ومجرور متعلق ب (تجري) «1» ، (ها) ضمير في محل جر مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال منصوبة من ضمير الغائب في (ندخلهم) ، (في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلق بخالدين. (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف أي وعدهم الله وعدا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ... وهذا المصدر مؤكد لمضمون الجملة الاسمية قبله (حقا) مفعول مطلق لفعل حق محذوفا وهذا

_ (1) أو بمحذوف حال من الأنهار.. وفي الكلام حذف مضاف أي من تحت أشجارها

الصرف:

المصدر مؤكد لمضمون الوعد «1» ، (الواو) استئنافية (من) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (أصدق) خبر مرفوع (من الله) جار ومجرور متعلق ب (أصدق) ، (قيلا) تمييز منصوب. جملة «الذين آمنوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عملوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «سندخلهم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «تجري ... الأنهار» في محل نصب نعت لجنات. وجملة « (وعد) المقدرة» لا محل لها استئناف بياني. وجملة « (حق) المقدرة» لا محل لها استئناف بياني. وجملة «من أصدق ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (وعد) ، مصدر سماعي لفعل وعد يعد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (حقا) ، مصدر سماعي لفعل حق يحق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (أصدق) ، اسم تفضيل من صدق، وزنه أفعل. (قيلا) ، مصدر سماعي لفعل قال يقول، وفيه إعلال بالقلب، أصله قول، جاءت الواو ساكنة مكسور ما قبلها قلبت ياء ... و (قيل) عند ابن السكيت اسم وليس بمصدر.

_ (1) أجاز في الجمل جعله مصدرا في موضع الحال أي محقوقا ...

[سورة النساء (4) : آية 123]

[سورة النساء (4) : آية 123] لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (123) الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه محذوف تقديره: الأمر أو المآل «1» ، (بأمانيّ) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليس، والتقدير: ليس الأمر متعلقا بأمانيكم «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) زائد لتأكيد النفي (أماني) معطوف على الأول مجرور مثله (أهل) مضاف إليه مجرور (الكتاب) مضاف إليه مجرور (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يعمل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سوءا) مفعول به منصوب (يجز) مضارع مبني للمجهول مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلّق ب (يجز) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (يجد) مضارع مجزوم على (يجز) والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (له) مثل به متعلق بمحذوف حال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (وليّا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وليّا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصيرا) معطوف على (وليّا) منصوب مثله. جملة: «ليس ... بأمانيكم» لا محل لها استئنافية. وجملة «من يعمل ... » لا محل لها تعليلية.

_ (1) واختار أبو حيان أن يكون الاسم ضميرا يعود على المصدر المفهوم من قوله سندخلهم أي: ليس دخول الجنة بأمانيكم ... وقيل هو ضمير يعود على وعد الله المؤمنين بدخول الجنة. (2) يمكن جعل الباء حرف جر زائدا، وتأويل الاسم بما يطابق المعنى أي ليس الفوز بالنجاة أماني لكم.

الصرف:

وجملة «يعمل سوءا ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «يجز به» لا محل لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «لا يجد ... » لا محل لها معطوفة على جملة الجواب. الصرف: (أمانيّ) ، جمع أمنية، اسم لما يطلب المرء أن يتحقق، فعله منى يمني باب ضرب وزنه أفعيلة بضم الهمزة، ووزن أمانيّ أفاعيل. (يجز) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع. الفوائد العمل هو المقياس: كان اليهود والنصارى يقولون: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ وكانوا يقولون: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ.. وكان اليهود ولا يزالون يقولون إنهم شعب الله المختار. ولعل بعض المسلمين كانت تراود نفوسهم كذلك فكرة أنهم خير أمة أخرجت للناس وأنه الله متجاوز عما يقع منهم بما أنهم المسلمون. فجاء هذا النص يرد هؤلاء إلى العمل وحده، ويرد الناس كلهم إلى ميزان واحد، هو إسلام الوجه لله، مع الإحسان، واتباع الإسلام ملة إبراهيم من قبل، إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا. [سورة النساء (4) : آية 124] وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) الإعراب: (الواو) عاطفة (من يعمل) مرّ إعرابها «2» ، (من

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) في الآية السابقة (123) .

الصرف:

الصالحات) جار ومجرور متعلق بنعت لمفعول به محذوف أي: شيئا من الصالحات «1» ، (من ذكر) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل يعمل (أو) حرف عطف (أنثى) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ (مؤمن) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يدخلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الجنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل (نقيرا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي لا يظلمون ظلما قدر نقير. جملة «من يعمل ... » لا محل لها معطوفة على جملة من يعمل السابقة «2» . وجملة «يعمل ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «هو مؤمن» في محل نصب حال. وجملة «أولئك يدخلون» في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «يدخلون ... » في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة «لا يظلمون ... » في محل رفع معطوفة على جملة يدخلون الجنة. الصرف: (نقيرا) ، اسم للحفرة الموجودة في نواة البلح، فهو فعيل بمعنى مفعول (النساء- 55) .

_ (1) أو متعلق ب (يعمل) ، ومن تبعيضية. (2) في الآية السابقة (123) .

[سورة النساء (4) : آية 125]

[سورة النساء (4) : آية 125] وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً (125) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (دينا) تمييز منصوب (من) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بأحسن (أسلم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (وجه) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لله) جار ومجرور متعلق ب (أسلم) ، (الواو) حالية (هو محسن) مثل هو مؤمن «1» ، (الواو) عاطفة (اتبع) مثل أسلم، (ملة) مفعول به منصوب (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (حنيفا) حال منصوبة من إبراهيم «2» ، (الواو) استئنافية (اتخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إبراهيم) مفعول به أول منصوب (خليلا) مفعول به ثان منصوب. جملة «من أحسن ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «أسلم ... » لا محل لها صلة الموصول (من) . وجملة «هو محسن» في محل نصب حال. وجملة «اتبع ... » لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «اتخذ الله ... » لا محل لها استئنافية. البلاغة «وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا» مجاز عن اصطفائه واختصاصه بكرامة تشبه كرامة

_ (1) في الآية (124) السابقة. (2) أو من فاعل اتبع. [.....]

الفوائد

الخليل عند خليله. وهي جملة اعتراضية فائدتها تأكيد وجوب اتباع ملته، لأن من بلغ من الزلفى عند الله أن اتّخذ خليلا، كان جديرا بأن تتبع ملته وطريقته. الفوائد 1- ممّن المشددة: قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ أصلها «من من» أدغمت النون بالميم فكتبت ميما مشدّدة. 2- قوله تعالى: أَسْلَمَ وَجْهَهُ فيه لفتة لطيفة ودقيقة. حيث خصّ الوجه بالإسلام لله عز وجل لما يشتمل عليه من السمع والبصر والعقل وبقية الحواس، فهو بمثابة المقود للإنسان فإذا أسلم هذا العضو فبقية الأعضاء تبع له ومنقادة لأوامره ونواهيه وهذا من أسرار البلاغة والبيان والدقة المتناهية في التعبير القرآني الكريم. [سورة النساء (4) : آية 126] وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً (126) الإعراب: (الواو) عاطفة (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (ما) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر (في السموات) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه، (في الأرض) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما الثاني (الواو) عاطفة (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (بكل) جار ومجرور متعلق ب (محيطا) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (محيطا) خبر كان منصوب.

[سورة النساء (4) : آية 127]

جملة «لله ما في السموات» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية السابقة «1» . وجملة «كان الله ... محيطا» لا محل لها معطوفة على جملة لله ما في السموات. [سورة النساء (4) : آية 127] وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِهِ عَلِيماً (127) الإعراب: (الواو) استئنافية (يستفتون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (في النساء) جار ومجرور متعلق ب (يستفتونك) على حذف مضاف أي في شأن النساء (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يفتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء و (كم) ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جر و (هنّ) ضمير في محل جر متعلق ب (يفتيكم) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني في محل رفع معطوف على لفظ الجلالة «2» ، (يتلى) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يتلى) ، (في الكتاب) جار

_ (1) في الآية (125) . (2) أو في محل جر معطوف على الضمير المجرور في قوله (فيهنّ) ، أي فيهن وفي ما يتلى عليكم ... وهذا قول الكوفيين الذين يجيزون العطف على المجرور من غير إعادة الجار.

ومجرور متعلق ب (يتلى) «1» ، (في يتامى) جار ومجرور متعلق بما تعلق به الجار (في الكتاب) أو بدل منه بإعادة الجار، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (النساء) مضاف إليه مجرور (اللاتي) اسم موصول في محل جر نعت لليتامى (لا) نافية (تؤتون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به أول (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان (كتب) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لهن) مثل فيهن متعلق ب (كتب) ، (الواو) عاطفة أو حالية (ترغبون) مثل يستفتون (أن) حرف مصدري ونصب (تنكحوا) مضارع منصوب ... والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تنكحوهنّ) في محل جر بحرف جر محذوف، ويقدّر بوجهين: إما عن، أي ترغبون عن نكاحهن، وحينئذ تكون جملة ترغبون معطوفة على جملة الصلة لا تؤتونهنّ ... أو في، أي: «ترغبون في نكاحهن» وحينئذ تكون جملة ترغبون حالية أي: لا تؤتونهن وأنتم ترغبون في نكاحهن. (الواو) عاطفة (المستضعفين) معطوف على (يتامى النساء) مجرور مثله (من الولدان) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المستضعفين (الواو) عاطفة (أن تقوموا) مثل أن تنكحوا ... والمصدر المؤوّل (أن تقوموا) في محل جر معطوف على (يتامى النساء) أي وفي أن تقوموا لليتامى. (لليتامى) جار ومجرور متعلق ب (تقوموا) ، (بالقسط) جار ومجرور متعلق ب (تقوموا) ، (الواو) استئنافية (ما) اسم شرط جازم مبني في محل

_ (1) أو بمحذوف حال من الضمير في (يتلى) .

نصب مفعول به مقدم (تفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط ... والواو فاعل (من خير) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المحذوف أي: ما تفعلوه من خير. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (عليما) وهو خبر كان منصوب. جملة «يستفتونك ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «قل ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «الله يفتيكم» في محل نصب مقول القول. وجملة «يفتيكم فيهن» في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «يتلى عليكم ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «لا تؤتونهن ... » لا محل لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة «كتب لهن» لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «تنكحوهن» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الأول. وجملة «تقوموا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «ترغبون» لا محل لها معطوفة على جملة لا تؤتونهن. وجملة «تفعلوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «إنّ الله ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «كان به عليما» في محل رفع خبر (إنّ) .

الصرف:

الصرف: (يتلى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يتلو بضم الياء وفتح اللام، ماضيه المعلوم تلا ومضارعه يتلو فلما بني للمجهول فتح ما قبل الآخر فقلبت الواو ألفا لمجيئها متحركة بعد فتح. البلاغة في هذه الآية الكلام الموجه: وهو الذي يحتمل معنين متضادين، وذلك في قوله وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ، فهن إما جميلات أو دميمات حسب تقدير حرف الجر المحذوف: في أو عن الفوائد 1- حكم في اليتيمة والولدان: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: كان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة قد ولي أمرها، فيلقي عليها ثوبه، فلم يقدر أحد أن يتزوجها بعد ذلك أبدا، فإن كانت جميلة وهويها تزوجها، وأكل مالها، وإن كانت دميمة منعها الرجال أبدا حتى تموت فإذا ماتت ورثها. فحرم الله ذلك ونهى عنه. وقال في قوله وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ كانوا في الجاهلية لا يورّثون الصغار ولا البنات، وذلك قوله: لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ ... فنهى الله عن ذلك وبين لكل ذي سهم سهمه فقال: للذكر مثل حظ الأنثيين صغيرا أو كبيرا. 2- قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ ورد في إعراب (ما) في الآية عدة وجوه: 1- في محل جر معطوفة على الهاء في قوله فيهن. 2- مفعول به لفعل محذوف تقديره ونبين لكم ما يتلى عليكم. 3- في موضع الرفع وهو أقوى الوجوه وفيه ثلاثة أوجه:

[سورة النساء (4) : آية 128]

(1) معطوفة على ضمير الفاعل في يفتيكم. (2) والثاني معطوف على لفظ الجلالة في قوله: قُلِ اللَّهُ. (3) مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: وما يتلى عليكم في الكتاب يبيّن لكم. 3- قوله تعالى (فِي يَتامَى النِّساءِ) في هنا بمعنى الباء أي بسبب اليتامى كما تقول جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد أي بأمر زيد. [سورة النساء (4) : آية 128] وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (128) الإعراب: (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (امرأة) فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده أي: خافت (خافت) فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ... و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي (من بعل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (نشوزا) - نعت تقدم على المنعوت- و (ها) ضمير مضاف إليه (نشوزا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (إعراضا) معطوف على (نشوزا) منصوب مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (على) حرف جر و (هما) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر لا (أن) حرف مصدري ونصب (يصلحا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... و (الألف) ضمير فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (يصلحا) ، و (هما) ضمير مضاف إليه، (صلحا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو اسم مصدر. والمصدر المؤول (أن يصلحا) في محل جر بحرف جر محذوف

تقديره في أن يصلحا ... متعلق بالخبر المحذوف أو بلفظ جناح لأنه مصدر. (الواو) اعتراضية (الصلح) مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (أحضرت) فعل ماض مبني للمجهول و (التاء) للتأنيث (الأنفس) نائب فاعل مرفوع (الشح) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (تحسنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (تتقوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل تحسنوا ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ الله كان) مرّ إعرابها «1» ، (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدري «2» ، (تعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (ما تعملون ... ) في محل جر بالباء متعلق ب (خبيرا) . (خبيرا) خبر كان منصوب. جملة «إن (خافت) امرأة المقدرة» لا محل لها استئنافية. وجملة «خافت (المذكورة) » لا محل لها تفسيرية. وجملة «لا جناح عليهما» في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «يصلحا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «الصلح خير» لا محل لها اعتراضية. وجملة «أحضرت الأنفس ... » لا محل لها معطوفة على الاعتراضية.

_ (1) في الاية السابقة (127) . (2) أو اسم موصول في محل جر والجملة بعده لا محل لها صلة الموصول.

الصرف:

وجملة «تحسنوا» لا محل لها معطوفة على الاستئنافية إن امرأة. وجملة «تتقوا» لا محل لها معطوفة على جملة تحسنوا. وجملة «إن الله ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «كان ... خبيرا» في محل رفع خبر (إنّ) . وجملة «تعملون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي أو الاسمي. الصرف: (نشوزا) ، مصدر سماعي لفعل نشز ينشز باب نصر وباب ضرب وزنه فعول بضم الفاء (النساء- 34) . (إعراضا) ، مصدر قياسي لفعل أعرض الرباعي، وزنه إفعال. (صلحا) ، اسم مصدر لفعل أصلح الرباعي، وزنه فعل بضم فسكون. (الشح) ، مصدر سماعي لفعل شحّ يشحّ من الباب الأول والثاني والثالث، وزنه فعل بضم فسكون. الفوائد قوله تعالى وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ إن شرطية وامرأة فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور والتقدير وإن خافت امرأة خافت ولا يجوز إعراب امرأة مبتدأ خلافا للكوفيين لأن إن الشرطية ومعظم أدوات الشرط تختص بالدخول على الأفعال ومثلها في الحكم إذا ومثاله: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ فنعرب السماء فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور والفعل المحذوف مع الفاعل. السماء جملة في محل جر بالإضافة وجملة انشقت تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وكذلك في الآية جملة خافت امرأة المقدرة فعل الشرط لا محل لها من الإعراب وجملة خافت الثانية تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

[سورة النساء (4) : آية 129]

[سورة النساء (4) : آية 129] وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (129) الإعراب: (الواو) استئنافية (لن) حرف نفي ونصب (تستطيعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تعدلوا) مثل تستطيعوا (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (تعدلوا) ، (النساء) مضاف إليه مجرور (الواو) حالية (لو) حرف شرط غير جازم (حرصتم) فعل ماض مبني على السكون ... (وتم) ضمير فاعل. والمصدر المؤول (أن تعدلوا) في محل نصب مفعول به أي لن تستطيعوا العدل بين النساء. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تميلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (كل) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر (الميل) مضاف إليه مجرور (الفاء) فاء السببية «1» ، (تذروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (كالمعلّقة) جار ومجرور متعلق بحال من ضمير النصب في (تذروها) . والمصدر المؤوّل (أن تذروها) معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، والتقدير: لا يكن منكم ميل عنها فترك لها. (الواو) عاطفة (إن تصلحوا ... رحيما) مرّ إعراب نظيرها «2» .

_ (1) يجوز أن تكون الفاء عاطفة، والفعل بعدها مجزوم معطوف على (تميلوا) المنهي عنه. (2) في الآية السابقة (128) .

الصرف:

جملة «لن تستطيعوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «تعدلوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «لو حرصتم» في محل نصب حال من فاعل تستطيعوا ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: لو حرصتم على العدل فلن تستطيعوا ذلك. وجملة «لا تميلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدر أي: إن وقع منكم التفريط في شيء من المساواة فلا تميلوا أو تجوروا. وجملة «تذروها ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) المقدّر «1» . وجملة «إنّ تصلحوا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «تتّقوا» لا محل لها معطوفة على جملة تصلحوا. وجملة «إنّ الله ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «كان غفورا ... » في محل رفع خبر (إنّ) . الصرف: (المعلّقة) ، اسم مفعول مؤنث، مذكره المعلّق من فعل علق الرباعي، وزنه مفعلة بضم الميم وفتح اللام. الفوائد إنما العدل في المعاملة: إن الله الذي فطر النفس الإنسانية، يعلم من فطرتها أنها ذات ميول لا تملكها. من هذه الميول أن يميل القلب إلى إحدى الزوجات ويؤثرها على الأخريات وهذا ميل لا حيلة له فيه، والقرآن يصارح الناس بأنهم لن يستطيعوا أن يعدلوا بين

_ (1) أو معطوفة على جملة لا تميلوا.

[سورة النساء (4) : آية 130]

النساء بميلهم القلبي، فالحب خارج عن الإرادة. ولكن هنالك ما هو داخل في الإرادة: العدل في المعاملة، العدل في القسمة، العدل في النفقة، العدل في الحقوق الزوجية كلها. - قوله تعالى (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) كلّ: نائب مفعول مطلق منصوب، وهي اسم يعرب حسب موقعه من الجملة، فقد يكون فاعلا أو مفعولا به أو مبتدأ، وقد يعرب ظرفا إذا أضيف للظرف كقوله تعالى تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها كما أنها تعرب توكيدا وفي هذه الحال يجب أن تسبق بمؤكّد وأن تشتمل على ضمير يعود على المؤكّد كقوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [سورة النساء (4) : آية 130] وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً (130) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يتفرقا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... و (الألف) فاعل (يغن) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (كلّا) مفعول به منصوب (من سعة) جار ومجرور متعلق ب (يغني) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافية (كان الله واسعا) سبق إعراب نظيرها «1» ، (حكيما) خبر ثان منصوب. جملة «يتفرقا» لا محل لها معطوفة على جملة تصلحوا «2» . وجملة «يغن الله» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «كان الله واسعا ... » لا محل لها استئنافية.

_ (1) في الآية (129) من هذه السورة. (2) في الآية (129) ... أو معطوفة على جملة إن امرأة خافت، في الآية (128) وما بينهما اعتراض على رأي أبي حيان.

الصرف:

الصرف: (يغن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفع بضم الياء. [سورة النساء (4) : آية 131] وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً (131) الإعراب: (الواو) استئنافية (لله) جار ومجرور متعلق بخبر مقدم (ما) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر (في السموات) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل المتقدمة ومعطوفة عليها (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (وصينا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) ضمير فاعل (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (أوتوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (أوتوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إياكم) ضمير منفصل مبني في محل نصب معطوف على الاسم الموصول ... و (كم) حرف خطاب (أن) حرف تفسير «1» ، (اتقوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) استئنافية أو عاطفة (إن تكفروا) مثل إن تحسنوا» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبه بالفعل (لله) مثل الأول متعلق بخبر إنّ (ما) مثل الأول اسم إنّ في محل نصب (في السموات وما في الأرض) مثل الأولى (الواو) استئنافية (كان الله غنيا) مثل كان الله

_ (1) أو حرف مصدري ونصب، والمصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف هو الباء. (2) في الآية (128) من هذه السورة.

الفوائد

واسعا «1» ، (حميدا) خبر ثان منصوب. جملة «لله ما في السموات ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «وصّينا ... » لا محل لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم لا محل لها استئنافية. وجملة «أوتوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «اتقوا ... » لا محل لها تفسيرية «2» . وجملة «تكفروا» لا محل لها استئنافية- أو معطوفة على التفسيرية. وجملة «إنّ لله ما في السموات» في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «كان الله غنيا ... » لا محل لها استئنافية. الفوائد قوله تعالى أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ أن إما أن تكون مصدرية وهي والفعل مؤولة بمصدر مجرور بالباء والتقدير وصيناكم بتقوى الله وإما أن تكون تفسيرية بمعنى أي والجملة بعدها تعرب جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب وسنوضح فيما يلي شيئا عن (أن) التفسيرية: من شروطها: 1- أن تسبق بجملة وتتلى بجملة كقوله تعالى: فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا. 2- أن تكون الجملة السابقة متضمنة معنى القول مثل أوحيت- أشرت، أو أومأت، ومثاله: «وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا» والانطلاق هنا انطلاق اللسان.

_ (1) في الآية (130) من هذه السورة. (2) أو لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . [.....]

[سورة النساء (4) : آية 132]

3- ألا يدخل عليها جار فلو قلت: «كتبت إليه بأن احضر» كانت مصدرية. فائدة: ورد في مغني اللبيب حول هذا الموضوع ما يلي إذا ولي أن الصالحة للتفسير فعل مضارع مسبوق ب «لا» نحو «أشرت إليه أن لا تفعل» جاز رفعه على تقدير «لا» نافية وجزمه على تقديرها «ناهية» وعلى التقديرين تبقى «أن» مفسرة. فإذا حذفت «لا» امتنع الجزم وجاز الرفع إن اعتبرنا أن مفسرة والنصب إن اعتبرناها مصدرية. [سورة النساء (4) : آية 132] وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (132) الإعراب: (الواو) عاطفة (لله ما في السموات ... والأرض) مر إعرابها «1» ، (الواو) استئنافية (كفى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف (الباء) حرف جر زائد (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (وكيلا) تمييز منصوب أو حال. جملة «لله ما في السموات» لا محل لها معطوفة على جملة لله ما في السموات في الآية السابقة. وجملة «كفى بالله وكيلا» لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : آية 133] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (133) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (يذهب) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو

_ (1) في الآية السابقة (131) .

الصرف:

(أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أي تبعه بالرفع لفظا (الواو) عاطفة (يأت) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل هو (بآخرين) جار ومجرور متعلق ب (يأت) ، وعلامة الجر الياء (الواو) استئنافية (كان الله قديرا) مثل كان الله واسعا «1» ، (على) حرف جر (ذا) اسم مبني على السكون في محل جر متعلق ب (قديرا) . جملة «يشأ» لا محل لها استئنافية. وجملة «يذهبكم» لا محل لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء. وجملة النداء «أيها الناس» لا محل لها اعتراضية. وجملة «يأت ... » لا محل لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة «كان الله ... قديرا» لا محل لها استئنافية. الصرف: (يأت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع (البقرة- 106) . [سورة النساء (4) : آية 134] مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً (134) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثواب) مفعول به منصوب (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عند) ظرف

_ (1) في الآية (130) من هذه السورة.

[سورة النساء (4) : آية 135]

مكان منصوب متعلق بخبر مقدم (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ثواب) مبتدأ مؤخر مرفوع (الدنيا) مثل الأول (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) استئنافية (كان الله سميعا) مثل كان الله واسعا «1» ، (بصيرا) خبر ثان منصوب. جملة «من كان ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «كان يريد ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «عند الله ثواب ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «كان الله سميعا ... » لا محل لها استئنافية. [سورة النساء (4) : آية 135] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (كونوا) فعل أمر ناقص مبني على حذف النون ... والواو ضمير اسم كونوا (قوّامين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء (بالقسط) جار ومجرور متعلق بقوامين (شهداء) خبر الفعل الناقص

_ (1) في الآية السابقة (130) . (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا

الثاني منصوب «1» ممنوع من التنوين ملحق بالأسماء المنتهية بالألف الممدودة (لله) جار ومجرور متعلق بشهداء (الواو) عاطفة (لو) شرط غير جازم (على أنفس) جار ومجرور متعلق بخبر كان المحذوفة هي واسمها بعد لو، والتقدير: ولو كانت الشهادة مستقرة على أنفسكم «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (الوالدين) معطوف على أنفس بتقدير الجار على، وعلامة الجر الياء (الواو) عاطفة (الأقربين) معطوف على الوالدين مجرور مثله وعلامة الجر الياء (إن) حرف شرط جازم (يكن) مضارع مجزوم فعل الشرط- ناقص- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي كل واحد من المشهود عليه أو المشهود له (غنيا) خبر يكن منصوب (أو) حرف عطف «3» ، (فقيرا) معطوف على (غنيا) منصوب مثله (الفاء) تعليلية- أو رابطة لجواب الشرط- (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (الباء) حرف جر و (هما) ضمير في محل جر متعلق بأولى (الفاء) استئنافية (لا) ناهية جازمة (تتبعوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الهوى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (أن) حرف مصدري ونصب (تعدلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تعدلوا) في محل جر بحرف جر محذوف هو لام التعليل أي لأن تعدلوا ... متعلق ب (تتبعوا) ... وهو علة للمنهي عنه وهو الهوى أي لا تتبعوا الهوى من أجل العدل.

_ (1) يجوز أن يكون حالا من ضمير قوّامين. (2) يجوز تعليقه بفعل محذوف تقديره شهدتم على أنفسكم. (3) وهو هنا للتفصيل ذلك أن كل واحد من المشهود له والمشهود عليه يجوز أن يكون فقيرا أو غنيا أو يكونا غنيين أو فقيرين ... إلخ، فالضمير في (بهما) عائد على المشهود عليه والمشهود له على أي وصف كانا عليه. أهـ ملخصا عن العكبري.

(الواو) استئنافية (إن) مثل الأول (تلووا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (أو) حرف عطف (تعرضوا) مثل تلووا ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إن) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري «1» ، (تعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (خبيرا) خبر كان منصوب. والمصدر المؤول (ما تعملون) في محل جر بالباء متعلق ب (خبيرا) . جملة النداء «يأيها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كونوا ... » لا محل لها جواب النداء. وجملة « (كانت الشهادة) على أنفسكم» لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء ... وجواب الشرط محذوف أي: لوجبت عليكم الشهادة «2» . وجملة «يكن غنيا ... » لا محل لها استئنافية ... وجواب الشرط محذوف تقديره فلا تمتنعوا من الشهادة طلبا لرضا الغني أو ترحما على الفقير. وجملة «الله أولى بهما» لا محل لها تعليليّة ذكرت لبيان جملة الجواب وتعليلها «3» ، والتقدير: فلا تكتموا الشهادة رأفة بهما لأن الله أولى وأرحم.

_ (1) أو اسم موصول في محل جر بالباء متعلق ب (خبيرا) . (2) اختار أبو حيان تقدير الجواب كما يلي: إن كنتم شهداء على أنفسكم فكونوا شهداء لله. (3) يجوز جعل الجملة جوابا للشرط من غير تقدير اختصارا على رأي ابن هشام، وهي اعتراضية على رأي ابن مالك.

الصرف:

وجملة «لا تتبعوا الهوى» لا محل لها استئنافية. وجملة «تعدلوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تلووا» لا محل لها استئنافية. وجملة «تعرضوا» لا محل لها معطوفة على جملة تلووا. وجملة «إنّ الله كان ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «كان ... خبيرا» في محل رفع خبر إنّ. وجملة «تعملون» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) «1» . الصرف: (الهوى) مصدر سماعي للفعل هوي يهوى باب فرح فالألف منقلبة عن ياء وفيه إعلال بالقلب. الفوائد حذف كان واسمها: - قوله تعالى: وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ تقدير الكلام ولو كانت الشهادة على أنفسكم. وقد ورد حذف كان مع اسمها في موضعين: 1- بعد إن الشرطية كقول الشاعر للنعمان بن المنذر: قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما انتفاعك من قول إذا قيلا والتقدير: وإن كان القول كذبا أو إن كان القول صدقا. 2- بعد لو الشرطية ومثال ذلك قول الشاعر: لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا ... جنوده ضاق عنها السهل والجبل والتقدير ولو كان الباغي ملكا.

_ (1) أو صلة الموصول الاسمي.

[سورة النساء (4) : آية 136]

[سورة النساء (4) : آية 136] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (136) الإعراب: (يا أيها الذين آمنوا) مر إعرابها «1» ، (آمنوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الكتاب) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الذي) اسم موصول مبني في محل جر نعت للكتاب (نزل) فعل ماض ... والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على رسول) جار ومجرور متعلق ب (نزّل) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الكتاب) مثل الأول (الذي أنزل) مثل الذي نزّل (من) حرف جر (قبل) اسم مبني على الضم في محل جر بحرف الجر متعلق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يكفر) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ملائكته، كتب، رسل، اليوم) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة مجرور مثله، والضمائر فيها مضاف إليه (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلّ) فعل ماض،

_ (1) في الآية السابقة (135) .

[سورة النساء (4) : آية 137]

والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ضلالا) مفعول مطلق منصوب (بعيدا) نعت منصوب. جملة «يا أيّها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «آمنوا (الطلبية) » لا محل لها جواب النداء. وجملة «نزّل ... » لا محل لها صلة الموصول (الذي) الأول. وجملة «أنزل ... » لا محل لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة «من يكفر ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «يكفر بالله ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «ضلّ ضلالا ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. [سورة النساء (4) : آية 137] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (ثم) حرف عطف في المواضع الأربعة (كفروا، آمنوا، كفروا، ازدادوا) مثل آمنوا (كفرا) تمييز منصوب (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يكن)

مضارع ناقص مجزوم، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة اسم يكن مرفوع (اللام) لام الجحود (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق ب (يغفر) . والمصدر المؤوّل (أن يغفر) في محل جر باللام متعلق بمحذوف خبر يكن. (الواو) عاطفة (لا) نافية (ليهدي) مثل ليغفر، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله. والمصدر المؤول (أن يهديهم) في محل جر باللام معطوف على المصدر المؤول الأول. (سبيلا) مفعول به منصوب. جملة «إنّ الذين آمنوا ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كفروا» لا محل لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة «آمنوا (الثانية) » لا محل لها معطوفة على جملة كفروا. وجملة «كفروا (الثانية) » لا محل لها معطوفة على جملة آمنوا (الثانية) . وجملة «ازدادوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة كفروا الثانية. وجملة «لم يكن الله ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «يغفر لهم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) المقدّر.

الفوائد

وجملة «يهديهم ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. الفوائد - لام الجحود- قوله تعالى لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ليغفر: اللام لام الجحود ويغفر منصوب بأن المضمرة بعدها. فهذه اللام تسمى لام الجحود وينتصب المضارع بعدها بأن المضمرة كلام التعليل أو بالأحرى فإن لام التعليل المسبوقة بكون منفي تسمى لام الجحود. [سورة النساء (4) : آية 138] بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (138) الإعراب: (بشّر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (المنافقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الباء) حرف جر (أنّ) حرف مشبه بالفعل (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بخبر انّ (عذابا) اسم أنّ منصوب (أليما) نعت منصوب. والمصدر المؤول (أنّ لهم عذابا ... ) في محل جر بالباء متعلق ب (بشّر) . جملة «بشّر ... » لا محل لها استئنافية. البلاغة التهكم: في قوله تعالى بَشِّرِ وضع «بشّر» موضع أنذر تهكما بهم.

[سورة النساء (4) : آية 139]

[سورة النساء (4) : آية 139] الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب نعت للمنافقين في الآية السابقة «1» ، (يتخذون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الكافرين) مفعول به أول منصوب وعلامة النصب الياء (أولياء) مفعول به ثان منصوب وهو ممنوع من التنوين وزنه أفعلاء (من دون) جار ومجرور متعلق بأولياء «2» ، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (يبتغون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عند) ظرف مكان منصوب متعلق ب (يبتغون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (العزّة) مفعول به منصوب (الفاء) تعليلية، أفادت التعليل عن جواب الاستفهام «3» ، (إن العزة لله) حرف مشبه بالفعل واسمه المنصوب وخبره (جميعا) حال منصوبة مؤكدة لمضمون الجملة. جملة «يتخذون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يبتغون ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «إنّ العزة لله ... » لا محل لها استئنافية تعليلية.

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسمية لا محل لها استئناف بياني . (2) أو بمحذوف حال من فاعل يتخذ أي: يتخذون الكافرين أولياء متجاوزين في اتخاذهم اتخاذ المؤمنين (الجمل) . [.....] (3) وتقدير الجواب ... إنّ ابتغاء العزة عندهم باطل، فان العزة لله.

[سورة النساء (4) : آية 140]

[سورة النساء (4) : آية 140] وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) الإعراب: (الواو) استئنافية (قد) حرف تحقيق (نزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جر و (كم) ضمير في محل جرّ متعلق ب (نزّل) ، (في الكتاب) جار ومجرور متعلق ب (نزّل) ، (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محل نصب متعلق بمضمون الجواب (سمعتم) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يكفر) مضارع مبني للمجهول مرفوع (بها) في محلّ رفع نائب فاعل (الواو) عاطفة (يستهزأ) مثل يكفر ونائب الفاعل (بها) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تقعدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تقعدوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (حتى) حرف غاية وجر (يخوضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن يخوضوا) في محل جر ب (حتى) متعلق ب (تقعدوا) . (في حديث) جار ومجرور متعلق ب (يخوضوا) ، (غير) نعت لحديث مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه.

والمصدر المؤول (أن إذا سمعتم) في محل نصب مفعول به ل (نزل) . (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (كم) ضمير في محل نصب اسم إنّ (إذا) حرف جواب لا عمل له (مثل) خبر إنّ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (جامع) خبر مرفوع (المنافقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (الواو) عاطفة (الكافرين) معطوف على المنافقين مجرور مثله (في جهنم) جار ومجرور متعلق بجامع، وعلامة الجر الفتحة لأنه ممنوع من الصرف (جميعا) حال منصوب من المنافقين والكافرين عامله (جامع) «1» . جملة «قد نزّل عليكم» لا محل لها استئنافية. وجملة «الشرط وفعله وجوابه» في محل رفع خبر أن. وجملة «سمعتم ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «يكفر بها» في محل نصب حال من آيات الله. وجملة «يستهزأ بها» في محل نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة «لا تقعدوا» لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يخوضوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) المقدرة. وجملة «إنّكم ... مثلهم» لا محل لها تعليلية استئنافية مقررة لمضمون الجواب المفهوم من سياق الكلام باستعمال (إذن) أي: إنكم إن قعدتم معهم مثلهم.

_ (1) الذي سوغ مجيء الحال من المضاف إليه أن المضاف هو العامل في الحال.

الصرف:

وجملة «إن الله جامع ... » لا محل لها استئنافية. الصرف: (جامع) ، اسم فاعل من جمع الثلاثي وزنه فاعل. البلاغة 1- «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ» خطاب للمنافقين بطريق الالتفات مفيد لتشديد التوبيخ الذي يستدعيه تعديد جناياتهم. 2- التشبيه: في قوله «إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ» والمثلية بين الكافرين والمنافقين تظهر في الآية بين القاعدين والمقعود معهم، فإن الذين يشايعون الكفرة ويوالونهم ويمدون أيدي الاستخزاء والذل إليهم مع قدرتهم على الصمود والتحدي هم مثل الكفرة. الفوائد 1- قوله تعالى إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إذن: حرف جواب وجزاء وهنا مهمل لا عمل له لوقوعه بين اسم إن وخبرها وقد تقدم الكلام عنه بالتفصيل في نفس السورة الآية (53) . 2- قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً جميعا حال منصوب وهي إن جاءت منصوبة ومنونة فهي حال مثل جاء المدعوون جميعا. أما إذا اتصلت بضمير يعود على الاسم قبلها فهي توكيد مثل: جاء المدعوون جميعهم. [سورة النساء (4) : آية 141] الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)

الإعراب:

الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محل جر نعت للمنافقين في الآية السابقة «1» ، (يتربصون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الباء) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يتربصون) ، (الفاء) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط (لكم) مثل بكم متعلق بخبر كان مقدم (فتح) اسم كان مؤخر مرفوع (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفتح (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وقلب وجزم (نكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (معكم) ظرف مكان منصوب متعلق بخبر نكن ... و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن كان ... نستحوذ) مثل نظيرتها المتقدمة (عليكم) مثل بكم متعلق ب (نستحوذ) ، (الواو) عاطفة (نمنع) مضارع مجزوم معطوف على نستحوذ و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (من المؤمنين) جار ومجرور متعلق ب (نمنعكم) ، وعلامة الجر الياء (الفاء) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحكم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (يحكم) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (يحكم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (يجعل) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (للكافرين) جار ومجرور متعلق ب (يجعل) ، وعلامة الجر الياء (على المؤمنين) جار ومجرور متعلق بحال من (سبيلا) «2» وهو مفعول به منصوب.

_ (1) أو هو بدل منه ... أو بدل من الموصول السابق في قوله: الذين يتخذون الكافرين ... لأن الخطاب مع المؤمنين. (2) أو متعلق ب (يجعل) .

الصرف:

جملة «يتربصون ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كان لكم فتح» لا محل لها استئنافية. وجملة «قالوا» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «لم نكن معكم» في محل نصب مقول القول. وجملة «كان للكافرين نصيب» لا محل لها معطوفة على جملة كان لكم فتح. وجملة «قالوا (الثانية) » لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «لم نستحوذ ... » في محل نصب مقول القول. وجملة «نمنعكم» في محل نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «الله يحكم ... » لا محل لها استئنافية «1» . وجملة «يحكم بينكم» في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «لن يجعل الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة الله يحكم. الصرف: (فتح) ، مصدر سماعي لفعل فتح يفتح الباب الثالث، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- «الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ» تلوين للخطاب وتوجيه له الى المؤمنين بتعديد بعض آخر من جنايات المنافقين وقبائحهم.

_ (1) يجوز أن تكون معطوفة على الاستئنافية السابقة.

[سورة النساء (4) : آية 142]

2- فإن قلت لم سمى ظفر المسلمين فتحا، وظفر الكافرين نصيبا؟ قلت: تعظيما لشأن المسلمين وتخسيسا لحظ الكافرين، لأن ظفر المسلمين أمر عظيم تفتح لهم أبواب السماء حتى ينزل على أوليائه، وأمّا ظفر الكافرين، فما هو إلا حظ دنيّ ولمظة من الدنيا يصيبونها. وتسمية الظفر الذي ناله المسلمون فتحا من قبيل المجاز المرسل باعتبار ما يؤول إليه الظفر [سورة النساء (4) : آية 142] إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (المنافقين) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الياء (يخادعون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ (خادع) خبر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق ب (قاموا) الثاني (قاموا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (إلى الصلاة) جار ومجرور متعلق ب (قاموا) ، (قاموا) مثل الأول (كسالى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (يراءون) مضارع مثل يخادعون (الناس) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يذكرون الله) مثل يخادعون الله (إلا) أداة حصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» منصوب أي إلا ذكرا قليلا. جملة «إنّ المنافقين ... » لا محل لها استئنافية.

_ (1) أو مفعول فيه منصوب نائب عن الظرف فهو صفته أي إلا وقتا قليلا.

الصرف:

وجملة «يخادعون ... » في محل رفع خبر إنّ. وجملة «هو خادعهم» في محل نصب حال «1» . وجملة «قاموا إلى الصلاة» في محل جر مضاف إليه. وجملة «قاموا كسالى» لا محل لها جواب شرط غير جازم، والشرط وفعله وجوابه معطوف على خبر إنّ. وجملة «يراءون ... » في محل نصب حال «2» . وجملة «لا يذكرون ... » في محل نصب معطوفة على جملة يراءون. الصرف: (خادع) ، اسم فاعل من خدع الثلاثي وهو على وزن فاعل، وقد أضيف إلى المفعول. (كسالى) ، جمع كسل أو كسلان من كسل يكسل باب فرح ووزن كسل فعل بفتح فكسر، ووزن كسلان فعلان بفتح الفاء، ووزن كسالى فعالى بضم الفاء، ويجوز الفتح في غير قراءة. (يراءون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يرائيون، استثقلت الحركة على الياء فسكّنت- إعلال بالتسكين- وحركت الهمزة بحركتها، اجتمع ساكنان فحذف الأول تخلصا من التقاء الساكنين، وزنه يفاعون. البلاغة «وَهُوَ خادِعُهُمْ» أي فاعل بهم ما يفعل الغالب في الخداع حيث تركهم في الدنيا معصومي الدماء والأموال وأعد لهم في الآخرة الدرك الأسفل من النار. وخداعه سبحانه وتعالى من قبيل المشاكلة.

_ (1) يجوز أن تعطف على جملة خبر إن، ويجوز أن تكون مستأنفة. (2) يجوز أن تكون مستأنفة فلا محل لها.

[سورة النساء (4) : آية 143]

[سورة النساء (4) : آية 143] مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143) الإعراب: (مذبذبين) حال منصوبة من فاعل يراءون، وعلامة النصب الياء (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمذبذبين (ذا) اسم إشارة مبني في محل جر مضاف إليه و (اللام) لام البعد و (الكاف) للخطاب (لا) نافية (إلى) حرف جر (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بمحذوف حال من ضمير مذبذبين وهو العامل أي لا منسوبين إلى هؤلاء ... (الواو) عاطفة (لا إلى هؤلاء) مثل الأولى (الواو) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول به (يضلل) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (تجد) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بحال من (سبيلا) «1» وهو مفعول به منصوب. جملة «يضلل الله ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لن تجد ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. الصرف: (مذبذبين) ، جمع مذبذب، اسم مفعول من ذبذب الرباعي، وزنه مفعلل بضم الميم وفتح اللام الأولى. البلاغة «مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ» أي مرددين بينهما متحيرين قد ذبذبهم الشيطان وأصل الذبذبة: صوت الحركة للشيء المعلق، ثم أستعير لكل اضطراب وحركة.

_ (1) أو متعلق بمحذوف مفعول به ثان إنّ تعدّى (تجد) إلى مفعولين.

الفوائد

الفوائد قوله تعالى عن المنافقين مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ إن هذه الآية ترسم صورة فنية رائعة لحال المنافقين فهم أبدا في تأرجح واهتزاز لا يستقر ولا يثبت على حال وقد جاءت كلمات هذه الآية ومعانيها لتشارك في رسم هذه الصورة فالصفة (مذبذبين) ترسم بجرسها وإيقاعها الرجفة والاهتزاز الدائم الذي لا يستقر وقوله تعالى لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ من التأرجح وعدم الثبات وهي صورة يتملاها الخيال والحس بأروع مما يراه البصر وترسمه ريشة الفنان. [سورة النساء (4) : آية 144] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً (144) الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (لا) ناهية جازمة (تتخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (أولياء) مفعول به ثان منصوب (من دون) جار ومجرور متعلق بأولياء «2» ، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تريدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تجعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن تجعلوا) في محل نصب مفعول به عامله تريدون. (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول به ثان لفعل تجعلوا

_ (1) في الآية (135) من هذه السورة. (2) أو بمحذوف حال من الضمير المستكن في أولياء، أو من فاعل (تتخذوا) ... وانظر الآية (139) من هذه السورة.

[سورة النساء (4) : الآيات 145 إلى 146]

(على) حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من (سلطانا) «1» - نعت تقدم على المنعوت- (سلطانا) مفعول به منصوب (مبينا) نعت منصوب. جملة النداء «أيها الذين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محل له صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تتخذوا» لا محل لها جواب النداء. وجملة «تريدون ... » لا محل لها استئناف بياني. وجملة «تجعلوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) . [سورة النساء (4) : الآيات 145 الى 146] إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) الإعراب: (إنّ المنافقين) كالسابقة «2» ، (في الدرك) جار ومجرور متعلق بخبر إنّ (الأسفل) نعت للدرك مجرور مثله (من النار) جار ومجرور متعلق بحال من الدرك (الواو) عاطفة (لن تجد لهم نصيرا) مثل لن تجد له سبيلا «3» .

_ (1) انظر إعراب الآية (91) من هذه السورة. (2) في الآية (142) من هذه السورة. (3) في الآية (143) من هذه السورة. [.....]

جملة «إنّ المنافقين ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «لن تجد لهم ... » في محل رفع معطوفة على خبر إن «1» . (إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المنقطع (تابوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (أصلحوا) مثل تابوا (الواو) عاطفة (اعتصموا) مثل تابوا (بالله) جار ومجرور متعلق ب (اعتصموا) ، (الواو) عاطفة (أخلصوا) مثل تابوا (دين) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لله) مثل بالله متعلق ب (أخلصوا) ، (الفاء) استئنافية- أو زائدة للربط لما في الكلام من معنى الشرط المتعلق بالذين- (أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ ... و (الكاف) للخطاب (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بخبر المبتدأ (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (الواو) عاطفة (سوف) حرف استقبال، (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء «2» ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب. وجملة «تابوا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أصلحوا» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «اعتصموا» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أخلصوا» لا محل لها معطوف على جملة الصلة. وجملة «أولئك مع المؤمنين» لا محل لها استئناف بياني «3» .

_ (1) يجوز أن تكون استئنافية. حذفت الياء من الرسم القرآني تخفيفا لالتقاء الساكنين. (2، 3) أجاز بعضهم جعلها خبرا للموصول (الذين) بكونه مبتدأ وبكون الفاء زائدة.

الصرف:

وجملة «سوف يؤتي الله» لا محل لها معطوفة على جملة أولئك مع ... الصرف: (الدرك) ، اسم لأقصى قعر جهنم، وزنه فعل بفتح فسكون. (الأسفل) ، صفة مشتقة من سفل يسفل باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه أفعل وهي تحمل معنى التفضيل. [سورة النساء (4) : آية 147] ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً (147) الإعراب: (ما) اسم استفهام مبني في محل نصب مفعول به (يفعل) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بعذاب) جار ومجرور متعلق ب (يفعل) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (شكرتم) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ... (وتم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (آمنتم) مثل شكرتم. (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (شاكرا) خبر كان منصوب (عليما) خبر ثان منصوب. جملة «يفعل الله» لا محل لها استئنافية. وجملة «شكرتم» لا محل لها استئنافية وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن شكرتم فما يفعل الله بعذابكم. وجملة «آمنتم» لا محل لها معطوفة على جملة شكرتم. وجملة «كان الله شاكرا ... » لا محل لها استئنافية.

الفوائد

الفوائد ما الاستفهامية: هي اسم مبني وتقع في محل رفع مبتدأ في الحالات التالية: 1- إذا وليها اسم مثل: ما ليلة القدر؟ 2- إذا وليها فعل لازم مثل: ما يقوم مقامك؟ 3- إذا وليها فعل متعد استوفى مفعوله مثل: ما حملك على ذلك؟ وتعرب مفعولا به مقدما إذا وليها فعل متعد لم يستوف مفعوله مثل: ما تشاء مني؟ ما قرأت؟. وتعرب في محل نصب خبر كان أو إحدى أخواتها إذا وليها فعل ناقص مثل. ما أصبح عملك؟ ما كان شأنك؟. ملاحظة: أحيانا تدخل عليها ذا فتصبح ماذا فإما أن نعربها جميعها تركيبا واحدا في محل كذا حسب ما ذكرنا وإما أن تعرب «ما» اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وذا: اسم إشارة في محل رفع خبر. [انتهى الجزء الخامس ويليه الجزء السادس] بدءا من الآية: 148 من سورة النساء

[سورة النساء (4) : آية 148]

الجزء السادس بقية سورة النساء من الآية 148- إلى الآية 176 [سورة النساء (4) : آية 148] لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) الاعراب: (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع (الله) فاعل مرفوع (الجهر) مفعول به منصوب (بالسوء) جار ومجرور متعلق بالجهر (من القول) جارّ ومجرور متعلّق بحال من السوء (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل من لفظ الجهر بالسوء، وذلك على حذف مضاف أي: إلا جهر من ظلم «1» ، (ظلم) فعل ماضي مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (سميعا) خبر كان منصوب (عليما) خبر ثان منصوب. جملة «لا يحبّ الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ظلم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «كان الله سميعا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو من المستثنى منه المقدّر وهو (من أحد) ، كما يجوز أن يكون في محلّ جرّ على البدليّة من لفظ المستثنى منه ... ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.

الصرف:

الصرف: (الجهر) ، مصدر سماعيّ لفعل جهر يجهر باب فتح وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي جهارا بكسر الجيم وجهرة بإضافة تاء مربوطة «1» . البلاغة عدم محبته سبحانه وتعالى لشيء كناية عن غضبه. [سورة النساء (4) : آية 149] إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً (149) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (تبدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل (خيرا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (تخفوا) مثل تبدوا ومعطوف عليه، و (الهاء) ضمير متّصل مبني في محلّ نصب مفعول به (أو) حرف عطف (تعفوا) مثل تبدوا ومعطوف عليه (عن سوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعفوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط- أو تعليليّة- (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عفوا) خبر كان منصوب (قديرا) خبر ثان منصوب. جملة «إن تبدوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تخفوه» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «تعفوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) وانظر الآية (55) من سورة البقرة.

الصرف:

وجملة «إنّ الله كان ... » : لا محلّ لها تعليليّة، تعلّل جواب الشرط المحذوف وهو: فالعفو أولى لكم. وجملة «كان عفوا ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (تبدوا- تخفوا- تعفوا) ، فيها إعلال بالحذف حيث حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لالتقاء الساكنين) «1» . [سورة النساء (4) : الآيات 150 الى 151] إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (150) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (151) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ الحرف المشبه بالفعل (يكفرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الواو) عاطفة (رسل) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يريدون) مثل يكفرون (أن) حرف مصدريّ ونصب (يفرّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يفرّقوا) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدون.

_ (1) وانظر الآية (33) من سورة البقرة.

(بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يفرّقوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (رسل) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقولون) مثل يكفرون (نؤمن) مضارع مرفوع. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤمن) ، (الواو) عاطفة (نكفر ببعض) مثل نؤمن ببعض (الواو) عاطفة (يريدون أن يتّخذوا) مثل يريدون أن يفرّقوا (بين) مثل الأول متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يتّخذوا (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (سبيلا) مفعول به أوّل منصوب أي: أن يتّخذوا مذهبا وسيطا بين الإيمان والكفر. والمصدر المؤوّل (أن يتّخذوا) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدون الثاني. جملة «إنّ الذين يكفرون ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يكفرون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يريدون ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يفرّقوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يقولون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة يريدون. وجملة «نؤمن ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نكفر ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «يريدون (الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على جملة يريدون (الأولى) . وجملة «يتّخذوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

البلاغة

(151) (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الكافرون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع، وعلامة الرفع الواو (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مؤكّد لمضمون الجملة قبله (الواو) استئنافيّة (أعتدنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعتدنا) ، (عذابا) مفعول به منصوب (مهينا) نعت منصوب. وجملة «أولئك هم الكافرون» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «أعتدنا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ حيث وضع الظاهر موضع المضمر تذكيرا بوصف الكفر الشنيع المؤذن بالعلّيه. الفوائد قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا حقا لها إعرابان: الأول: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره حقّ ذلك حقا. والثاني: أنها حال والتقدير أولئك هم الكافرون غير شك. ولكن الأقوى أنها مفعول مطلق لكونها مصدرا والمصدر جامد أما الحال فيأتي مشتقا ... إلا إذا أمكن تأويله بمشتق مثل: كرّ عليّ أسدا فتؤولها كرّ عليّ شجاعا. لكنه إذا استوى في الكلمة إعرابان أحدهما يحتاج إلى تقدير والآخر لا يحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى. [سورة النساء (4) : آية 152] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (152)

_ (1) أو ضمير رفع مبتدأ خبره الكافرون، وجملة هم الكافرون خبر المبتدأ أولئك.

الاعراب:

الاعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا بالله ورسله) مثل يكفرون بالله ورسله المتقدمة «1» والفعل هنا ماض (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يفرّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يفرّقوا) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأحد (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (سوف) حرف استقبال (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير مفعول به (أجور) مفعول به ثان منصوب و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (كان الله غفورا رحيما) مثل كان الله عفوّا قديرا «2» . جملة «الذين آمنوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «3» . وجملة «آمنوا بالله ... » : لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة «لم يفرّقوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أولئك سوف يؤتيهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «سوف يؤتيهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة «كان الله غفورا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (150) من هذه السورة. (2) في الآية (149) من هذه السورة. (3) في الآية (150) من هذه السورة.

[سورة النساء (4) : آية 153]

[سورة النساء (4) : آية 153] يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً (153) الإعراب: (يسأل) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به (أهل) فاعل مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (تنزّل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تنزّل) ، (كتابا) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنزّل) «1» ، (الفاء) تعليليّة «2» ، (قد) حرف تحقيق (سألوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أكبر) مفعول به ثان منصوب (من) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب. والمصدر المؤوّل (أن تنزّل) في محلّ نصب مفعول به لفعل يسألك. (الفاء) عاطفة (فقالوا) مثل سألوا (أرنا) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) لفظ الجلالة مفعول به ثان منصوب (جهرة) مفعول مطلق منصوب

_ (1) أو بمحذوف نعت ل (كتابا) . (2) يجوز أن تكون رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن استكبرت ما سألوا فقد سألوا موسى..

نائب عن المصدر فهو نوع من مطلق الرؤية «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أخذت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الصاعقة) فاعل مرفوع (بظلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذتهم) ، والباء سببيّة، و (هم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (اتّخذوا العجل) مثل سألوا موسى، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتخذوا) ، (ما) حرف مصدريّ (جاءتهم) مثل أخذتهم (البيّنات) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما جاءتهم البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) عاطفة (عفونا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير فاعل (عن) حرف جرّ (ذلك) مثل الأول متعلّق ب (عفونا) ، (الواو) عاطفة (آتينا) مثل عفونا (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (سلطانا) مفعول به ثان منصوب (مبينا) نعت منصوب. جملة «يسألك أهل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تنزّل ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «سألوا ... » : لا محلّ لها تعليليّة لكلام محذوف أي: لا تبال بسؤالهم. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة سألوا عطف تفسير.

_ (1) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، أي قالوا ذلك مجاهرين.

[سورة النساء (4) : آية 154]

وجملة «أرنا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أخذتهم الصاعقة» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة «اتّخذوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصاعقة. وجملة «جاءتهم البيّنات» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «عفونا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا ... وجملة «آتينا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة عفونا. [سورة النساء (4) : آية 154] وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (154) الأعراب: (الواو) عاطفة (رفعنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (فوق) ظرف مكان منصوب متعلق ب (رفعنا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب (بميثاق) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (رفعنا) ، والباء سببيّة أي بسبب نقض ميثاقهم، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قلنا) مثل رفعنا (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قلنا) ، (ادخلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (الباب) مفعول به منصوب (سجّدا) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (الواو) عاطفة (قلنا لهم) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (تعدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في السبت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعدوا) ، (الواو) عاطفة

[سورة النساء (4) : الآيات 155 إلى 158]

(أخذنا) مثل رفعنا (منهم) مثل لهم متعلّق ب (أخذنا) ، (ميثاقا) مفعول به منصوب (غليظا) نعت منصوب. جملة «رفعنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا «1» . وجملة «قلنا لهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة رفعنا. وجملة «ادخلوا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قلنا لهم (الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على جملة قلنا (الأولى) . وجملة «لا تعدوا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أخذنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة قلنا. [سورة النساء (4) : الآيات 155 الى 158] فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158)

_ (1) في الآية السابقة (153) .

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) زائدة (نقض) مجرور بالباء متعلّق بفعل محذوف تقديره (لعناهم) «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ميثاق) مفعول به للمصدر نقض منصوب و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (كفرهم) مثل نقضهم ومعطوف عليه (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر (كفر) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (قتلهم الأنبياء) مثل نقضهم ميثاقهم (بغير) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال أي ظالمين (حق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (قولهم) مثل نقضهم ومعطوف عليه (قلوب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (غلف) خبر مرفوع (بل) للإضراب الانتقاليّ (طبع) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طبع) ، (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبع) والباء سببية و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «2» منصوب. جملة « (لعنّاهم) المقدّرة» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قلوبنا غلف» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «طبع الله عليها» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يؤمنون ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع الله ...

_ (1) في أول المائدة جاء الفعل مصرّحا به، قال تعالى: «فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم ... » (الآية 13) . [.....] (2) أو مفعول فيه لأنه نائب عن الظرف أي زمانا قليلا.. ولا يصحّ استثناؤه من ضمير الفاعل في يؤمنون لأن هؤلاء قد طبع على قلوبهم، وقد يصح استثناؤه من الضمير في (عليها) .

(156) (الواو) عاطفة (بكفرهم) مثل الأولى متعلّق بالفعل المقدّر لعنّاهم (الواو) عاطفة (قولهم) مثل كفرهم ومعطوف عليه (على مريم) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر (قول) بتضمينه معنى كذبهم وتماديهم، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (بهتانا) مفعول به منصوب «1» ، (عظيما) نعت منصوب. (157) (الواو) عاطفة (قولهم) معطوف على قولهم الأول مجرور مثله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (قتلنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) فاعل (المسيح) مفعول به منصوب (عيسى) بدل من المسيح منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بن) نعت لعيسى منصوب مثله أو بدل منه (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (رسول) نعت لعيسى منصوب أو بدل منه أو عطف بيان «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قتلوا) فعل ماض مبني على الضمّ والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ما صلبوه) مثل ما قتلوه (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (شبّه) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شبّه) ، (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (اختلفوا) مثل قتلوا (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا) (اللام) هي المزحلقة وتفيد التوكيد (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (منه) مثل

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أي قولهم قول البهتان. (2) يجوز أن يكون قوله (رسول الله) من كلام الله تعالى وليس من مقولهم لمدحه له، فالوقف على ما قبله، ورسول منصوب بفعل محذوف تقديره أمدح.

فيه متعلّق بنعت لشك (ما) نافية (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (به) مثل فيه متعلّق بحال من علم (من) حرف جرّ زائد (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ مؤخّر (إلّا) أداة استثناء (اتّباع) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع (الظنّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما قتلوه) مثل الأولى (يقينا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو صفته أي ما قتلوه قتلا يقينا «1» . وجملة «إنّا قتلنا ... » : في محلّ نصب مقول القول للمصدر قولهم. وجملة «قتلنا المسيح» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «ما قتلوه» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ما صلبوه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما قتلوه. وجملة «لكن شبّه لهم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما قتلوه وجملة «إنّ الذين اختلفوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما قتلوه. وجملة «اختلفوا ... » : لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ما لهم به من علم» : لا محل لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة «ما قتلوه ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما لهم به من علم. (158) (بل) للإضراب الإبطاليّ (رفع) مثل طبع و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إليه) مثل فيه متعلّق ب (رفع) ،

_ (1) يجوز أن يكون حالا مؤكدة لنفي القتل أي انتفى القتل يقينا مؤكّدا. (2) أو اعتراضيّة، وجملة ما قتلوه يقينا معطوفة على جملة ما قتلوه الأولى.

الصرف:

(الواو) عاطفة (كان الله عزيزا حكيما) مثل كان الله سميعا عليما «1» . وجملة «رفعه الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كان الله عزيزا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نقض) ، مصدر سماعيّ لفعل نقض ينقض باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (اتّباع) ، مصدر قياسيّ لفعل اتّبع الخماسيّ، وزنه افتعال، على وزن الماضي بكسر الثالث وإضافة ألف قبل الآخر. (شكّ) ، مصدر سماعيّ لفعل شكّ يشكّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون، وقد أدغمت فيه عينه مع لامه. (يقينا) ، صفة مشبّهة من يقن ييقن باب فرح وزنه فعيل. [سورة النساء (4) : آية 159] وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (159) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) نافية (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمنعوت محذوف هو مبتدأ أي ما أحد من أهل الكتاب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (اللام) لام القسم (يؤمننّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمننّ) ، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يؤمننّ) ،

_ (1) في الآية (148) من هذه السورة.

[سورة النساء (4) : الآيات 160 إلى 161]

(موت) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (شهيدا) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (يكون) مضارع ناقص مرفوع، واسم يكون ضمير مستتر تقديره هو يعود على عيسى عليه السلام، وقيل يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) وهو خبر يكون منصوب. جملة: إن (أحد) من أهل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يؤمننّ به» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم والجواب في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة «يكون عليهم شهيدا» : لا محلّ لها استئنافيّة «1» . [سورة النساء (4) : الآيات 160 الى 161] فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (161) الإعراب: (الفاء) عاطفة (بظلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّمنا) ، (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بنعت لظلم (هادوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (حرّمنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) فاعل (عليهم) مرّ في الآية السابقة متعلّق ب (حرّمنا) ، (طيّبات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (أحلّت) فعل ماض مبني للمجهول.. و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل

_ (1) أو معطوفة على الجملة الاسميّة الاستئنافيّة.

ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّت) ، (الواو) عاطفة (بصدّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّمنا) ، (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر صدّ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كثيرا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر عامله صدّ «1» ، ومفعول صدّ المصدر محذوف تقديره: الناس (الواو) عاطفة (أخذهم) مثل صدّهم ومعطوف عليه (الربا) مفعول به للمصدر أخذ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (نهوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو نائب فاعل (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نهوا) ، (الواو) عاطفة (أكلهم أموال) مثل أخذهم الربا ومعطوف عليه (الناس) مضاف إليه مجرور (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الغائب في أكلهم أي متلبسين بالباطل «2» ، (الواو) عاطفة (أعتدنا) فعل ماض وفاعله (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعتدنا) وعلامة الجرّ الياء (منهم) مثل لهم متعلّق بحال من الكافرين (عذابا) مفعول به منصوب (أليما) نعت منصوب. جملة «حرّمنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة (لعنّاهم) المقدّرة «3» . وجملة «هادوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أحلّت لهم» : في محلّ نصب نعت لطيّبات. وجملة «قد نهوا ... » : في محلّ نصب حال.

_ (1) أو نائب عن الظرف، ويجوز إعرابه مفعولا للصدّ لأنه صفة المفعول أي بصدّهم ناسا كثيرا. (2) يجوز تعليقه بالمصدر (أكل) بكون الباء سببيّة. (3) في الآية (155) من هذه السورة.

البلاغة

وجملة «أعتدنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة حرّمنا. البلاغة الإبهام: في قوله تعالى فبظلم والتعبير عنهم بهذا العنوان إيذان بكمال عظم ظلمهم بتذكير وقوعه بعد تلك التوبة الهائلة إثر بيان عظمه بالتنوين التفخيمي أي بسبب ظلم عظيم خارج عن حدود الأشياء والنظائر صادر عنهم. [سورة النساء (4) : آية 162] لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (162) الإعراب: (لكن) حرف استدراك لا عمل له وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الراسخون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (في العلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (الراسخون) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (الراسخون) ، (الواو) عاطفة (المؤمنون) معطوف على (الراسخون) مرفوع مثله، وعلامة الرفع الواو (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنون) ، (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما أنزل) مثل الأول ومعطوف عليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) الثاني و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (المقيمين) اسم منصوب على المدح

بفعل محذوف تقديره أمدح «1» ، (الصلاة) مفعول به لاسم الفاعل المقيمين (الواو) عاطفة (المؤتون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم وقد قطع عمّا قبله للمدح أيضا مرفوع وعلامة الرفع الواو (الزكاة) مفعول به لاسم الفاعل (المؤتون) منصوب (الواو) عاطفة (المؤمنون) معطوف على (المؤتون) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو (بالله) جارّ ومجرور متعلق باسم الفاعل (المؤمنون) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور، (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (السين) حرف استقبال (نؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب. جملة «الراسخون ... يؤمنون» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يؤمنون ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ «2» . وجملة «أنزل إليك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «أنزل من قبلك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة « (أمدح) المقيمين ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) ثمّة أوجه أخرى في توجيه المقيمين هي: آ- هو معطوف على الاسم الموصول (بما أنزل) مجرور مثله ب- معطوف على الكاف في قوله (إليك) .. أو في قوله (من قبلك) أي: أنزل إلى إليك وإلى المقيمين الصلاة.. أو من قبلك ومن قبل المقيمين الصلاة. (2) يجوز أن تكون الجملة حالا من (الراسخون) وما يعطف عليه.. وجملة أولئك سنؤتيهم.. خبر (الراسخون) ، وهو توجيه ضعيف رفضه أبو حيّان لأن قطع الصفة على المدح يأتي غالبا في تمام الكلام لا في ضمنه.

الفوائد

وجملة « (هم) المؤتون ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أمدح المقيمين. وجملة «أولئك سنؤتيهم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة «سنؤتيهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . الفوائد 1- قوله تعالى لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ. نحن في هذه الآية بصدد لكن وهي المخففة من الثقيلة والجمهور على أن لكنّ التي تعمل عمل إن إذا خففت فإنها تصبح حرف استدراك. ولكننا سنتكلم عنها بشيء من التفصيل عارضين بعض آراء النحويين في هذا المجال: 1- لكن المخففة من الثقيلية هي حرف ابتداء يفيد الاستدراك ولا يعمل. ففي الآية السابقة الراسخون مبتدأ وجملة يؤمنون هي خبره. لكن بعض النحويين أجاز إعمالها كالأخفش ويونس. 2- إذا جاء بعدها كلام مستأنف فهي حرف ابتداء يفيد الاستدراك وليست عاطفة ويجوز أن تستعمل بالواو نحو قوله تعالى وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ وبدونها نحو قول زهير إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره ... لكن وقائعه في الحرب تنتظر وزعم ابن أبي الربيع أنها حين اقترانها بالواو عاطفة جملة على جمله، وأنه ظاهر قول سيبويه ولكن الأرجح أن الواو استئنافية وهي حرف استدراك. 3- وإن وليها مفرد فهي عاطفة بشرطين: أحدهما أن يتقدمها نفي أو نهي نحو: ما قام زيد لكن عمرو، ولا يقم زيد لكن عمرو. فإن قلت قام زيد ثم جئت بلكن جعلتها حرف ابتداء فجئت بالجملة فقلت لكن عمرو لم يقم. وأجاز الكوفيون لكن عمرو على العطف وهذا ليس مسموعا. الشرط الثاني: ألا تقترن بالواو. قاله الفارسي وأكثر النحويين. وقال قوم: لا تستعمل مع المفرد إلا بالواو، لكن الأقوى هو الأول، وهو عدم اقترانها بالواو، لأن ذلك يناسب الأسلوب العربي الفصيح.

2- قوله تعالى وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ لوحظ في هذه الآية مخالفة المقيمين لما قبلها في الإعراب وهو النصب، مع أن ما قبلها مرفوع. وقد تضاربت آراء النحويين والمفسرين حول هذا الموضوع وسنعرض طائفة منها. 1- إن جمهور القراء يقرءون بالنصب وقد أعرب هذه الكلمة أنها مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره أعنى وأخص وهذا هو مذهب البصريين. 2- زعم قوم من قصار الفهم من الذين لا يعرفون طرق العرب وأساليبهم في التعبير بأن ذلك خطأ وقع في المصحف، وكأنّ جهابذة العلم غافلون عن ذلك. فردّ على هذا الادعاء الزمخشري وابن جرير وأبطلا ادعاء هؤلاء، وبينا أن ذلك أسلوب عربي صميم، وهو النصب على الاختصاص، وأن السابقين الأولين من الصحابة الكرام وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من سلامة السليقة العربية والفصاحة بمكان لا يجعل مثل ذلك يفوت عليهم، وقد أورد الزمخشري وابن جرير شواهد من الشعر على هذا المنوال وهو قول الشاعر: لا يبعدن قومي الذين هم ... أسد العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر الشاهد: قوله «النازلين» حيث يجب رفعها إن كانت صفة لما قبلها. لكن الشاعر نصبها على الاختصاص، وعند ما عطف ما بعدها لم يعطف عليها بل عطف على ما قبلها بالرفع. - وهناك تخريجات أخرى للنحويين في هذه الكلمة لا داعي لعرضها ولكننا نقول بأن القواعد العربية استنبطت من القرآن الكريم والحديث الشريف وأقوال العرب من شعر ونثر، وأن هذه القواعد لم تشتمل على كل أحوال كلام العرب بل جاءت قاصرة لأن اللغة أكبر من أن تستوعبها القواعد. ونحن نجعل القرآن الكريم حكما على القواعد ولا نجعل القواعد حكما على القرآن الكريم، كما قرر ذلك علماء أصول النحو.

[سورة النساء (4) : آية 163]

[سورة النساء (4) : آية 163] إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (163) الإعراب: (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إن (أوحينا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحينا) ، (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) حرف مصدريّ (أوحينا) مثل الأول. والمصدر المؤوّل (ما أوحينا) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق.. أي إيحاء كإيحائنا إلى نوح ... (إلى نوح) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا) ، (الواو) عاطفة (النبيّين) معطوف على نوح مجرور مثله، وعلامة الجرّ الياء (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للنبيّين «2» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أوحينا إلى إبراهيم) مثل أوحينا إلى نوح، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلمّية والعجمة (الواو) عاطفة في المواضع التسعة (إسماعيل، إسحاق ... ، سليمان) أسماء معطوفة على لفظ إبراهيم بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة الجرّ الفتحة لأنها جميعا ممنوعة من الصرف (الواو) عاطفة (آتينا) مثل أوحينا (داود) مفعول به أوّل منصوب (زبورا) مفعول به ثان منصوب.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته. (2) لا يجوز أن يتعلّق بحال من النبيّين لأن ظرف الزمان لا يصحّ أن يكون حالا من الاسم الجامد [.....]

الصرف:

جملة «إنّا أوحينا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أوحينا إليك» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «أوحينا إلى نوح» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «أوحينا إلى إبراهيم» : لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «آتينا داود» : في محلّ رفع معطوفة على جملة أوحينا الأولى. الصرف: «زبورا» ، اسم جامد للكتاب المنزل على داود، وزنه فعول بفتح الفاء، وقد يضمّ في قراءة. الفوائد أورد في الآية طائفة من أسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثل إبراهيم- إسماعيل- إسحاق- يعقوب. وإذا تقصينا أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم وجدناها جميعها ممنوعة من التنوين (أي الصرف) لسببين هما العلمية والأعجمية ما عدا صالحا- نوحا- شعيبا- محمدا- لوطا- هودا. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والمراد بالعلم الأعجمي ما نقل عن لسان غير العرب بأي لغة كانت وسمي الاسم ممنوعا من التنوين أو الصرف لأنه لا يصح تنوينه، فنقول رأيت إبراهيم ولا يجوز أن تقول رأيت إبراهيما. ومن المعلوم أن الممنوع من الصرف يجر بالفتحة عوضا عن الكسرة، كقولنا مررت بعثمان. أما إذا كان الممنوع من الصرف مضافا أو معرفا بال فيجر بالكسرة، كقولنا مررت بمساجد المدينة أو مررت بالمساجد العامرة بالمصلين، فمساجد ممنوعة من الصرف لكونها من صيغ منتهى الجموع على وزن مفاعل. إذن فالممنوع من الصرف لا يجر دائما بالفتحة عوضا عن الكسرة فتنبه لذلك.

[سورة النساء (4) : الآيات 164 إلى 165]

[سورة النساء (4) : الآيات 164 الى 165] وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (164) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165) الإعراب: (الواو) عاطفة (رسلا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أرسلنا أو أمرنا «1» ، (قد) حرف تحقيق (قصصنا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به «2» ، (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قصصنا) ، (من) حرف جرّ (قبل) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قصصنا) ، (الواو) عاطفة (رسلا) مثل الأول (لم) حرف نفي وجزم (نقصص) مضارع مجزوم و (هم) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (عليك) مثل الأول متعلّق ب (نقصص) ، (الواو) استئنافية (كلّم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (تكليما) مفعول مطلق منصوب. جملة « (أرسلنا) رسلا ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة أوحينا الأولى «3» . وجملة «قد قصصناهم ... » : في محلّ نصب نعت ل (رسلا) .

_ (1) يجوز أن يكون تقدير العامل المحذوف (قصصنا) ، وحينئذ تصبح جملة (قد قصصنا) تفسيريّة لا محلّ لها. (2) وذلك بتضمين قصصاناهم معنى سمّيناهم. (3) في الآية السابقة (163) .

وجملة « (أرسلنا) رسلا (الثانية) : في محلّ رفع معطوفة على الجملة الأولى. وجملة «لم نقصصهم ... » : في محلّ نصب نعت ل (رسلا) . وجملة «كلّم الله موسى ... » : لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ. (165) (رسلا) بدل من (رسلا) الأول منصوب مثله «1» ، (مبشّرين) نعت ل (رسلا) منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (منذرين) معطوف على مبشّرين منصوب مثله وعلامة النصب الياء (اللام) لام التعليل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يكون) مضارع منصوب بأن ناقص (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم «2» ، (على الله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حجّة- نعت تقدّم على المنعوت- (حجّة) اسم يكون مرفوع (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (حجّة) أو بنعت له (الرسل) مضاف إليه مجرور وهو على حذف مضاف أي بعد إرسال الرسل. والمصدر المؤوّل (ألا يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر (أرسلنا) . (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (عزيزا) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب. وجملة «يكون.. حجّة» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ «أن) . وجملة «كان الله عزيزا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أرسلنا، كما يجوز أن يكون حالا موطّئة- فهو لفظ جامد موصوف-. (2) يجوز أن يكون متعلّق بحال من حجّة، ويصبح الخبر الجار والمجرور على الله.

الصرف:

الصرف: (تكليما) ، مصدر قياسيّ لفعل كلّم الرباعيّ، وزنه تفعيل. الفوائد قوله تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ كلمة رسلا في الآية الكريمة شغلت النحويين والمعربين. وذهبوا في إعرابها مذاهب مختلفة هي: 1- نعربها بدلا من رسلا التي سبقتها في الآية السابقة وهي قوله وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ. 2- مفعول به لفعل محذوف تقديره أرسلنا رسلا. 3- أن تعرب حالا موطئة لما بعدها كما تقول مررت بزيد رجلا صالحا. 4- أن تعرب مفعولا به لفعل محذوف على المدح تقديره أعني. من خلال هذه الأوجه لا نستطيع أن ندحض رأيا أو أن نخطئه. وهذه الأوجه لا تتنافى مع المعنى. لكننا نرجح الرأي الأول. فهو الأقرب إلى الصواب والمتبادر إلى الذهن ولا يحتاج إلى تقدير. أما الأوجه المتبقية فتحتاج إلى تقدير وتأويل. والقاعدة في علم أصول النحو تقتضي أنه إذا استوت مسألتان إحداهما تحتاج إلى تقدير والثانية لا تحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى. [سورة النساء (4) : آية 166] لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (166) الإعراب: (لكن) حرف استدراك لا عمل له، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يشهد) ، (أنزل) فعل ماض، والفاعل ضمير

[سورة النساء (4) : آية 167]

مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (أنزل) مثل الأول، و (الهاء) ضمير مفعول به (بعلم) جارّ ومجرور حال من ضمير الغائب في (أنزله) ، أي أنزله معلوما «1» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه، (الواو) عاطفة (الملائكة) مبتدأ مرفوع (يشهدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الواو) استئنافيّة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائد (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (شهيدا) حال منصوبة «2» . جملة «الله يشهد ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يشهد ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «أنزل إليك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أنزله» : لا محلّ لها استئناف بياني «3» . وجملة «الملائكة يشهدون» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يشهدون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة) . وجملة «كفى بالله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة النساء (4) : آية 167] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (167) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل

_ (1) يجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزله عالما به. (2) أو تمييز منصوب. (3) أو هي تفسيريّة لجملة الصلة، وقيل هي جملة حاليّة بتقدير قد، وقيل هي اعتراضيّة.

الفوائد

(الواو) عاطفة (صدّوا) مثل كفروا (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قد) حرف تحقيق (ضلّوا) مثل كفروا (ضلالا) مفعول مطلق منصوب (بعيدا) نعت منصوب. جملة «إنّ الذين كفروا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «صدّوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول. وجملة «ضلّوا ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. الفوائد قوله تعالى قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً قد حرف تحقيق وقد ورد للنحاة آراء حول قد عند دخولها على الماضي أو المضارع كما أوردوا لها عددا من المعاني هي: 1- تفيد التوقع، وذلك مع الفعل المضارع كقولك قد يقدم الغائب اليوم، إذا كنت تتوقع قدومه. وقد أثبت الكثيرون معنى التوقع مع الماضي. وقال الخليل: يقال (قد فعل) لقوم ينتظرون الخبر. ومن قول المؤذن قد قامت الصلاة، لأن الجماعة منتظرون ذلك. لكن ابن مالك قال: إنها في هذه الحال تدخل على ماض متوقع لكنها لا تفيد التوقع. وهذا هو الحق. 2- تقريب الماضي من الحال، ففي قولك قام زيد يحتمل الماضي القريب أو البعيد. أما في قولك قد قام زيد فيفيد الماضي القريب. ومن هنا اشترط عدم دخولها على ليس- عسى- نعم- بئس لأنهن للحال ... وهن جامدات وكذلك اشترط دخولها على الماضي الواقع حالا إما ظاهرة كقوله تعالى: وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا أو مقدرة نحو «أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» أي قد حصرت صدورهم. 3- التقليل: وهو ضربان: تقليل وقوع الفعل نحو: «قد يصدق الكذوب،

[سورة النساء (4) : الآيات 168 إلى 169]

وقد يجود البخيل» أو تقليل متعلقه نحو قوله تعالى: قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ أي ما هم عليه أقل معلوماته تعالى. 4- التكثير قاله سيبويه في قول الهذلي: قد أترك القرن مصفرا أنامله ... كأن أثوابه مجّت بفرصاد القرن هو المكافئ في الشجاعة والفرصاد: التوت. وقال الزمخشري في قوله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ أي ربما نرى ومعناه تكثير الرؤية. 5- التحقيق: ويكون ذلك عند دخولها على الماضي كقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [سورة النساء (4) : الآيات 168 الى 169] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (169) الإعراب: (إنّ الذين كفروا وظلموا) مثل نظيرتها المتقدّمة «1» ، (لم) حرف نفي وجزم (يكن) مضارع ناقص مجزوم وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة اسم يكن مرفوع (اللام) لام الجحود (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) . والمصدر المؤوّل (أن يغفر) في محلّ جرّ متعلّق بخبر يكن. (الواو) عاطفة (لا) نافية مؤكّدة للنفي (ليهدي) مثل ليغفر و (هم) ضمير مفعول به (طريقا) مفعول به منصوب.

_ (1) في الآية السابقة (167) .

والمصدر المؤوّل (أن يهدي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل الأول فهو معطوف عليه. جملة «إنّ الذين كفروا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ظلموا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «لم يكن الله ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يغفر لهم» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يهديهم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. (169) (إلّا) أداة استثناء (طريق) مستثنى بإلّا منصوب على الاستثناء المتّصل (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (خالدين) حال مقدّرة من مفعول يهديهم منصوبة وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدين) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع اسم كان.. و (اللام) للبعد والكاف للخطاب (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسيرا) وهو خبر كان منصوب. وجملة «كان ذلك ... يسيرا» : لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة النساء (4) : آية 170]

[سورة النساء (4) : آية 170] يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (170) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه، (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الرسول) فاعل مرفوع (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل جاء «1» ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) «2» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (خيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي آمنوا إيمانا خيرا لكم «3» ، (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تكفروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) استئنافيّة (كان الله عليما حكيما) مثله كان الله عزيزا حكيما «4» .

_ (1) يجوز أن تكون الباء سببيّة فيتعلّق الجارّ بفعل جاء أي جاء بسبب الحقّ. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من الحقّ. (3) وهذا اختيار الفرّاء، ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره ائتوا، أو اقصدوا، وهو واجب الإضمار. (4) في الآية (165) من هذه السورة.

الفوائد

جملة «يأيّها الناس ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد جاءكم الرسول» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «آمنوا» : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن دعاكم فآمنوا. وجملة «إن تكفروا» : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «إنّ لله ما في السموات» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء أو هي تعليل لجواب مقدّر والتقدير فإنّ الله غني عنكم. وجملة «كان الله عليما ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد قوله تعالى: فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ في إعراب كلمة خيرا تضاربت أقوال النحاة وذهبت مذاهب شتى من التأويل والتقدير وسنعرضها مبينين أقربها إلى الصواب. 1- قال الخليل وسيبويه التقدير وآتوا خيرا، فهو مفعول به لفعل محذوف، لأنه لما أمرهم بالإيمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه. 2- وذهب بعضهم إلى أنها نائب مفعول مطلق، والتقدير فآمنوا إيمانا خيرا. وهذا رأي الفراء. 3- ويرى الكسائي أنه خبر لكان المحذوفة مع اسمها، والتقدير فآمنوا يكن الإيمان خيرا لكم. وهذا الرأي غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها إلا فيما لا بد منه. ويزيد ذلك ضعفا أن (يكون) المقدرة جواب شرط محذوف. 4- وقيل: هو حال وهذا وجه ضعيف. ولا يخفى بأن رأي الكوفيين باعتبار الكلمة خبرا لكان المحذوفة مع اسمها يتناسب مع المعنى ويكشفه، ولكنه كإعراب يتضارب مع قواعد اللغة، لأن التقدير له حالات مخصّصة ولا نستطيع أن نطلق العنان لأنفسنا في هذا المجال. وتبقى أسرار القرآن الكريم وكلام الله عز وجل فوق كل اعتبار وأكبر من أن يحيطها علم أو ينفذ إلى صميمها عقل بشر. فهو كلام الله المعجز.

[سورة النساء (4) : آية 171]

[سورة النساء (4) : آية 171] يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) الإعراب: (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لا) ناهية جازمة (تغلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغلوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تقولوا) مثل لا تغلوا (على الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ أي موقوفا أو منطبقا على الله (إلّا) أداة حصر (الحقّ) مفعول به منصوب «1» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (المسيح) مبتدأ مرفوع (عيسى) بدل من المسيح مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع مثله أو بدل منه (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (رسول) خبر المبتدأ المسيح مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كلمة) معطوف على رسول مرفوع مثله، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ألقى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى مريم) جارّ ومجرور

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه نوعه. [.....]

متعلّق ب (ألقى) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (روح) معطوف على رسول مرفوع مثله (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لروح. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (آمنوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (رسل) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تقولوا) مثل الأول (ثلاثة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الآلهة (انتهوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل (خيرا لكم) مثل آمنوا خيرا لكم في الآية السابقة (إنما الله) مثل إنّما المسيح (إله) خبر المبتدأ الله (واحد) نعت لإله مرفوع مثله (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (يكون) مضارع ناقص منصوب «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم ل (يكون) ، (ولد) اسم يكون مؤخّر مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يكون له ولد) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن أن يكون ... متعلّق بسبحان. (له) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل المتقدّمة ومعطوفة عليها (الواو) عاطفة (كفى) فعل ماض (الباء) حرف جرّ زائد (الله) لفظ الجلالة فاعل محلا مجرور لفظا (وكيلا) حال منصوبة «2» . جملة «يا أهل الكتاب ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو تام و (لها) متعلّق ب (يكون) أو هو حال من ولد.. وولد فاعل له. (2) أو تمييز منصوب.

وجملة «لا تغلوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «لا تقولوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «إنّما المسيح ... رسول الله» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة لمضمون الحقّ. وجملة «ألقاها ... » : في محلّ نصب حال من (كلمته) بتقدير قد. وجملة «آمنوا» : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: ان صدّقتم ذلك فآمنوا. وجملة «لا تقولوا (الثانية) » : في محل جزم معطوفة على جملة آمنوا بالله. وجملة « (الآلهة) ثلاثة» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «انتهوا» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنّما الله إله ... » : لا محلّ لها تعليليّة لطلب الانتهاء. وجملة « (نسبّح) سبحانه..» : لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة «يكون له ولد» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «له ما في السموات» : لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة، علّلت التنزيه. وجملة «كفى بالله وكيلا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة له ما في السموات.

الفوائد

الفوائد قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الملاحظ أن همزة ابن قد ثبتت لأن النحويين اشترطوا في حذفها أن تقع بين علمين ثانيهما أب للأول وهنا الاسم الثاني هو اسم أم. ومن المعلوم أن همزة (ابن) و (ابنة) تحذف إذا وقعت بين علمين وأريد بها الوصف، وفي هذا الحال يمتنع تنوين العلم قبلها كقولنا خالد بن الوليد سيف الله المسلول. فهنا حذفت همزة ابن ويمتنع تنوين كلمة خالد. أما إذا وقعت بين علمين وأريد بها الإخبار فإن همزتها تثبت ويجب تنوين العلم قبلها فأقول جوابا لمن سألني عليّ ابن من؟ أقول: عليّ ابن أبي طالب. هنا وقعت بين علمين وأريد بها الإخبار لذلك وجب تنوين العلم قبلها وثبتت همزتها. كذلك إذا وقعت بين علم وغير علم فإنها تثبت همزتها كقولي: أنا ابن علي أو علي ابن الكرام. وكذلك تثبت همزتها إذا وقعت في أول السطر مطلقا [سورة النساء (4) : آية 172] لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) الإعراب: (لن) حرف نفي ونصب (يستنكف) مضارع منصوب (المسيح) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يكون) مضارع منصوب ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عبدا) خبر يكون منصوب (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (عبدا) . والمصدر المؤوّل (أن يكون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يستنكف) والتقدير: عن أن يكون ... (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الملائكة) معطوف على

الصرف:

المسيح مرفوع مثله (المقرّبون) نعت للملائكة مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يستنكف) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن عبادة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستنكف) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يستكبر) مثل يستنكف ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) حرف استقبال (يحشر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير مفعول به «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحشر) ، (جميعا) حال منصوبة من الهاء في قوله يحشرهم. جملة «لن يستنكف المسيح....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أن يكون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة «من يستنكف ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يستنكف ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «يستكبر» : في محلّ رفع معطوفة على جملة يستنكف. وجملة «يحشرهم» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (المقرّبون) ، جمع المقرّب، اسم مفعول من قرّب الرباعيّ ومنه مفعّل بضم الميم وفتح العين المشددة.

_ (1) الضمير في (يستنكف) مفرد عاد على لفظ (من) ، والضمير في (سيحشرهم) الغائب عاد على معنى (من) أو على معنى من يستنكف ومن لم يستنكف، فثمة مقدّر يقتضيه سياق الآية الكريمة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

البلاغة

(عبادة) مصدر عبد يعبد باب نصر وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمة مصادر أخرى للفعل هي عبودة، وعبوديّة ومعبد بفتح الميم والباء ومعبدة كذلك. البلاغة الإيجاز بالحذف: في قوله تعالى لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ فقد حذف عبادا لله أي ولا الملائكة المقربون أن يكونوا عبادا لله فحذف ذلك لدلالةَبْداً لِلَّهِ» عليه إيجازا.. [سورة النساء (4) : آية 173] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (173) الإعراب: (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب أمّا (يوفّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله و (هم) ضمير مفعول به أوّل (أجور) مفعول به ثان منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يزيدهم) مثل يوفّيهم (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يزيد) ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أمّا الذين ... فيعذّبهم) تعرب كالمتقدّمة (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم المصدر منصوب (أليما) نعت منصوب.

جملة «الذين آمنوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة من يستنكف.. «1» . وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عملوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يوفّيهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «يزيدهم ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة يوفّيهم. وجملة «الذين استنكفوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا. وجملة «استنكفوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «استكبروا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة استنكفوا. وجملة «يعذّبهم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يجدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجدون) «2» ، (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (وليّا) نعت تقدّم على المنعوت- (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وليّا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي، (نصيرا) معطوف على (وليّا) منصوب مثله. وجملة «لا يجدون ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّبهم.

_ (1) في الآية السابقة (172) . (2) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يجدون على أنه متعدّ لمفعولين، والمفعول الأول هو (وليّا) .

الفوائد

الفوائد قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا أمّا تعرب حرف شرط وتفصيل وسنعرض بعض آراء النحاة حولها: 1- هي حرف شرط وتفصيل وتوكيد. فأما الشرط بدليل لزوم الفاء بعدها بدليل قوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ. وأما التفصيل فهو غالب أحوالها كقوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ. وقد تأتي لغير تفصيل أصلا نحو: أما زيد فمنطلق. وأما التوكيد فقد ذكره وأحكم شرحه الزمخشري فإنه قال: فائدة (أما) في الكلام أن تعطيه فضل توكيد، تقول زيد ذاهب فإذا قصدت توكيد ذلك وأنه لا محالة ذاهب قلت: أما زيد فذاهب. ولذلك قال سيبويه في تفسيره لهذه الجملة «مهما يكن من شيء فزيد ذاهب. وهذا التفسير دلّ على فائدتين: كونه توكيدا ومعنى الشرط. 2- قوله تعالى: أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أمّا هنا أصلها أم المنقطعة وما الاستفهامية وأدغمت الميم في الميم للتماثل. [سورة النساء (4) : آية 174] يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (174) الإعراب: (يا أيها.. برهان) مرّ إعرابها «1» ، (من ربّكم) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق بنعت لبرهان «2» ، (الواو) عاطفة (أنزلنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) فاعل (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (نورا) مفعول به منصوب (مبينا) نعت منصوب.

_ (1) في الآية (170) من هذه السورة. (2) أو متعلّق ب (جاءكم) .

الصرف:

جملة «يا ايّها الناس ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد جاءكم برهان» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أنزلنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. الصرف: (برهان) ، اسم بمعنى الحجّة من فعل برهن الرباعيّ وزنه فعلان بضم الفاء. [سورة النساء (4) : آية 175] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً (175) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا الذين آمنوا بالله واعتصموا به) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) حرف استقبال (يدخل) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخلهم) ، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة (الواو) عاطفة (فضل) معطوف على رحمة مجرور مثله (الواو) عاطفة (يهديهم) مثل يدخلهم (إليه) مثل منه متعلّق بحال من (صراطا) - نعت تقدّم على المنعوت- (صراطا) مفعول به ثان منصوب (مستقيما) نعت منصوب. جملة «أمّا الذين آمنوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (173) من هذه السورة، وفي الكلام حذف استغني عنه بالمذكور أي: وأمّا الذين كفروا فلهم كذا وكذا....

البلاغة

وجملة «آمنوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «اعتصموا به» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة «سيدخلهم..» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «يهديهم» : في محلّ رفع معطوفة على جملة سيدخلهم. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ لأن الرحمة لا يحل فيها الإنسان، لأنها معنى من المعاني، وإنما يحل في مكانها وهو الجنة. فاستعمال الرحمة في مكانها مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته الحالية. [سورة النساء (4) : آية 176] يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) الإعراب: (يستفتون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يفتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به (في الكلالة) جارّ

ومجرور متعلّق ب (يفتيكم) ، (إن) حرف شرط جازم (امرؤ) فاعل فعل محذوف يفسّره المذكور بعده أي إن هلك امرؤ (هلك) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ليس) فعل ماض جامد ناقص (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير مبني في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (ولد) اسم ليس مرفوع (الواو) عاطفة (له) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (أخت) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لها) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (نصف) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (ترك) مثل هلك وضمير الفاعل يعود إلى الهالك (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (يرث) مثل يفتي و (ها) ضمير مفعول به (إن) مثل الأول (لم) وحرف نفي (يكن) مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط «1» ، (لها) مثل له متعلّق بخبر يكن (ولد) اسم يكن مرفوع، (الفاء) عاطفة (إن) مثل الأول (كانتا) فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الألف) اسم كان (اثنتين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لهما الثلثان) مثل لها النصف (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بحال من (الثلثان) ، (ترك) مثل هلك (الواو) عاطفة (إن كانوا إخوة) مثل إن كانتا اثنتين (رجالا) بدل من إخوة (الواو) عاطفة (نساء) معطوف على رجال منصوب مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (للذكر) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (مثل) مبتدأ مرفوع- وهو في

_ (1) أو هو تام، والجارّ (له) متعلّق به أو حال من (ولد) وهو فاعل يكن.

الأصل نعت لمبتدأ محذوف أي حظّ مثل حظّ الأنثيين- (حظّ) مضاف إليه مجرور (الأنثيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء «1» ، (يبيّن) مثل يفتي (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل له متعلّق ب (يبيّن) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تضلّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تضلّوا) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تضلّوا «2» . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بكل) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ الله. جملة «يستفتونك ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قل ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «الله يفتيكم ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «يفتيكم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «إن (هلك) امرؤ» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «هلك (الظاهرة) : لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة «ليس له ولد» : في محلّ رفع نعت ل (امرؤ) .

_ (1) انظر إعراب نظير هذه الآية في الآية (11) من هذه السورة. (2) يجوز توجيه الإعراب في الآية بوجود حذف (لا) النافية بعد أن أي: لئلّا تضلّوا، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ باللام المقدّرة متعلّق ب (يبيّن) .

وجملة «له أخت» : في محلّ رفع معطوفة على جملة ليس له ولد. وجملة «لها نصف ... » : في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «ترك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «هو يرثها» : لا محلّ لها معطوفة على جملة إن (هلك) امرؤ «1» . وجملة «يرثها» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة «يكن لها ولد» : لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله أي فهو يرثها. وجملة «كانتا اثنتين» : لا محلّ لها معطوفة على على جملة إن لم يكن.... وجملة «لهما الثلثان» : في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «ترك (الثانية) » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «كانوا أخوة» : لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كانتا اثنتين «2» . وجملة «للذكر مثل حظّ ... » : في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «يبيّن الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة أصلا. (2) أو هي استئنافيّة. [.....]

الصرف:

وجملة «أن تضلّوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «الله ... عليم» : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يستفتونك) : فيه إعلال بالحذف أصله يستفتينوك بضم الياء الثانية ثم نقلت حركتها إلى التاء قبلها، ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الفاعل.. وزنه يستفعونك. انتهت سورة النساء وتليها سورة المائدة.

سورة المائدة

سورة المائدة من الآية 1- الى الآية 81) [سورة المائدة (5) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (1) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادي نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) للتنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (أوفوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (بالعقود) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفوا) ، (أحلّت) فعل ماض مبني للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّت) ، (بهيمة) نائب فاعل مرفوع (الأنعام) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل- أي إلّا ما حرّم عليكم بحكم الآيات المتلوّة- «1» ، (يتلى) مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف،

_ (1) كان الاستثناء متّصلا لأن البهائم المحرّمة في الآيات المتلوّة من جنس المستثنى منه في قوله (بهيمة الأنعام) ففي الكلام حذف مضاف أي: إلا محرّم ما يتلى عليكم.. وقد جعله بعضهم من الاستثناء المنقطع بحسب التخريج التالي: في قوله (إلّا ما يتلى عليكم) إن كان المراد به ما جاء بعده في قوله تعالى «حرّمت عليكم الميتة والدم ... » : استثناء منقطع إلا تختصّ الميتة وما ذكر معها بالظباء وخمر الوحش وبقرة فتصير الآية: لكن ما يتلى عليكم أي تحريمه فهو محرّم ... إلخ.

ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (يتلى) (غير) حال منصوبة من ضمير الخطاب في لكم (محلّي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (الصيد) مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (حرم) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (يحكم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) مثل الأول مفعول به (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. جملة «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة «آمنوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أوفوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) . وجملة «أحلّت لكم بهيمة ... » : لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «يتلى ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أنتم حرم» : في محلّ نصب حال «1» . وجملة «إنّ الله يحكم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يحكم ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يريد» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

_ (1) هذه الحال جعلها الزمخشري من (محلّي الصيد) ، وقد ردّ ذلك أبو حيّان بقوله: وقد بيّنا فساد هذا القول بأن الأنعام مباحة مطلقا لا بالتقييد بهذه الحال. أهـ فهي حال من الضمير في لكم باستثناء ثان أي وإلّا الصيد وأنتم حرم لأن معنى (محلّي الصيد) هو الصيد المحلّ (البحر المحيط ج 3 ص 413 وما بعد) .

الصرف:

الصرف: (أوفوا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وأصله أوفيوا، نقلت الضمة من الياء إلى الفاء ثم حذفت الياء لسكونها وسكون واو الجماعة. وزنه أفعوا. (العقود) ، جمع العقد وهو الربط المعنوي بمعنى العهد، وهو مصدر عقد يعقد باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن العقود الفعول بضمّ الفاء. (بهيمة) ، اسم جامد لكلّ ذات أربع قوائم، وزنه فعيلة. (محلّي) ، جمع محلّ، اسم فاعل من أحلّ الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (الصيد) ، مصدر صاد يصيد باب ضرب.. ويجوز أن يكون بمعنى المصيد أي اسم المفعول وزنه فعل بفتح فسكون. (حرم) ، جمع حرام، صفة مشبّهة لاسم الفاعل بمعنى محرم، وزنه فعال بفتح الفاء، جمعه فعل بضمّتين. الفوائد رواية عن الفيلسوف الكندي ذكروا أن الكندي الفيلسوف قال له أصحابه: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن فقال: نعم اعمل مثل بعضه فاحتجب أياما كثيرة ثم خرج فقال: والله ما أقدر ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو نطق بالوفاء ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما ثم استثنى استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، لا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في أجلاد.

[سورة المائدة (5) : آية 2]

[سورة المائدة (5) : آية 2] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (2) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها في الآية السابقة (لا) ناهية جازمة (تحلّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (شعائر) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الشهر) معطوف على شعائر منصوب مثله (الحرام) نعت للشهر منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (الهدي، القلائد، آمّين) أسماء معطوفة على شعائر منصوبة مثله والثالث على حذف مضاف أي قتال آمّين «1» وعلامة نصب هذا الأخير الياء (البيت) مفعول به لاسم الفاعل آمّين منصوب (الحرام) نعت للبيت منصوب (يبتغون) مضارع مرفوع والواو فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (فضلا) ، (وهم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رضوانا) معطوف على (فضلا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (حللتم)

_ (1) أو شعائر آمّين البيت أي لا تحدثوا في أشهر الحجّ ما تصدّون به الناس عن الحجّ.

فعل ماض وفاعله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اصطادوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يجرمنّكم) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم. و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به (شنآن) فاعل مرفوع (قوم) مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدري (صدّوا) مثل آمنوا.. (كم) ضمير مفعول به (عن المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوكم) ، (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله. والمصدر المؤوّل (أن صدّوكم) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام أي لصدّهم إياكم، متعلّق ب (يجرمنّكم) . (أن) حرف مصدّري ونصب (تعتدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تعتدوا) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يجرمنّكم «1» . (الواو) عاطفة (تعاونوا) مثل اصطادوا (على البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعاونوا) ، (الواو) عاطفة (التقوى) معطوف على البرّ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لا تعاونوا) مثل لا تحلّوا- وقد حذف من الفعل إحدى التاءين- (على الإثم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعاونوا) ، (الواو) عاطفة (العدوان) معطوف على الإثم مجرور مثله (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل تعاونوا الأوّل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ

_ (1) ويجوز أن يكون في محل جرّ بحرف جرّ محذوف أي على الاعتداء عليهم، وقد صرّح بالحرف في الآية (8) الآتية.

الصرف:

منصوب (شديد) خبر إنّ مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور. جملة النداء «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تحلّوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يبتغون ... » : في محلّ نصب حال من الضمير في آمّين. وجملة «حللتم» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «اصطادوا» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لا يجرمنّك شنآن ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «صدّوكم» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «تعتدوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة «تعاونوا ... » : لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «لا تعاونوا ... » : لا محل لها معطوفة على جملة تعاونوا. وجملة «اتّقوا الله» لا محل لها معطوفة على جملة تعاونوا. وجملة «إنّ الله شديد ... » : لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (شعائر) ، جمع شعيرة، اسم لمعالم الدين وحرماته، وقد قلبت ياء المفرد همزة في الجمع، فوزنه في المفرد فعيلة، وفي الجمع فعائل. (القلائد) ، جمع قلادة، اسم جامد وزنه فعالة بكسر الفاء، وقد

الفوائد

قلبت الياء إلى همزة في الجمع فوزنه فعائل. (آمّين) ، جمع امّ، اسم فاعل من أمّ يؤمّ باب نصر وزنه فاعل، وقد أدغمت عين الكلمة مع لأمها. (اصطادوا) ، في الفعل إبدال تاء الافتعال (طاء) لمجيئها بعد حرف من أحرف الاطباق وهو الصاد، وأصله اصتادوا، وزنه افتعلوا. (شنآن) ، مصدر شنأ يشنأ باب فرح، وزنه فعلان بفتحتين، وإذا سكّنت النون أصبح صفة مشبّهة. (تعتدوا) ، في إعلال بالحذف، أصله تعتديوا، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الى الدال وسكّنت الياء، ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين. (تعاونوا) الثاني: حذفت منه إحدى التاءين أصله تتعاونوا وزنه تفاعلوا. الفوائد الشهر الحرام: الشهر الحرام يعني الأشهر الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وقد حرم الله فيها القتال، وكانت العرب قبل الإسلام تحرمها ولكنها تتلاعب فيها وفق الأهواء، فينسئونها- أي يؤجلونها- بفتوى بعض الكهان، من عام إلى عام. فلما جاء الإسلام شرع حرمتها، وأقام هذه الحرمة على أمر الله، يوم خلق الله السماوات والأرض كما قال في التوبة «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ. ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ» وقرر أن النسيء زيادة في الكفر، وقد بين الله تعالى حكم القتال في الأشهر الحرم في سورة البقرة.

[سورة المائدة (5) : آية 3]

[سورة المائدة (5) : آية 3] حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) الإعراب: (حرّمت) فعل ماض مبني للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرمت) ، (الميتة) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع العشرة الآتية (الدم، لحم) اسمان معطوفان على الميتة مرفوعان مثله (الخنزير) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع معطوف على الميتة (أهلّ) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلّ) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أهلّ) ، (المنخنقة، الموقوذة، المتردّية، النطيحة) أسماء معطوفة على الميتة مرفوع مثله (ما) مثل الأول (أكل) فعل ماض (السبع) فاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (ما) مثل الأول في محلّ نصب على الاستثناء (ذكّيتم) فعل ماض مبني على السكون.. و (تم) فاعل (ما ذبح على النصب) مثل ما أهلّ لغير الله (أن) حرف مصدريّ ونصب (تستقسموا)

مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بالأزلام) جارّ ومجرور متعلّق ب (تستقسموا) . والمصدر المؤوّل (أن تقتسموا..) في محلّ رفع معطوف على الميتة. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (فسق) خبر مرفوع (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يئس) وهو مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (من دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يئس) ، و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخشوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية، ومفعول اخشوا محذوف هو ضمير المتكلّم أي: اخشوني. (اليوم) مثل الأول متعلّق ب (أكملت) وهو فعل ماض وفاعله (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (أكملت) ، (دين) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أتممت عليكم نعمتي) مثل أكملت لكم دينكم (الواو) عاطفة (رضيت) مثل أكملت (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (رضيت) «1» ، (الإسلام) مفعول به منصوب (دينا) حال منصوبة من الإسلام «2» . جملة «حرّمت ... الميتة» . لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أهلّ ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «أكل السبع» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

_ (1) يجوز أن يتعلّق بمحذوف حال من الإسلام. (2) وإذا ضمّن الفعل رضيت معنى صيّرت وجعلت، فدينا مفعول ثان له.

وجملة «ذكّيتم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة «ذبح على النصب» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وجملة «تستقسموا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «ذلكم فسق» : لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة. وجملة «يئس الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تخشوهم» : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن يظهروا عليكم فلا تخشوهم. وجملة «اخشون» : في محل جزم معطوفة على جملة فلا تخشوهم. وجملة «أكملت ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أتممت ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أكملت. وجملة «رضيت ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أكملت. (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اضطرّ) فعل ماض مبني للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في مخمصة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل (غير) حال ثانية منصوبة (متجانف) مضاف إليه مجرور (لإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمتجانف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع، (رحيم) خبر ثان مرفوع.

الصرف:

وجملة «من اضطّر ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اضطّر ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «إنّ الله غفور ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» . الصرف: (المنخنقة) ، اسم فاعل من فعل انخنق الخماسيّ، فهو مؤنّث مذكّرة المنخنق وزنه منفعل بضم الميم وكسر العين.. وهي الدابّة الميّتة خنقا. (الموقوذة) ، اسم مفعول لفعل وقذ يقذ باب ضرب بمعنى صرع أو ضرب حتّى الموت، والمذكّر موقوذ على وزن مفعول. (المتردّية) ، مؤنث التردّي، اسم فاعل من تردّى يتردّى الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. (النطيحة) ، صفة مشتقّة مؤنّث النطيح فعيل بمعنى مفعول من نطح الثلاثيّ. (السبع) ، اسم جامد لكّل ذي ناب، وزنه فعل بفتح فضمّ. (النصب) ، اسم جامد لما يعبد من دون الله، وزنه فعل بضمّتين ويجوز تسكين العين جمعه أنصاب. (الأزلام) ، جمع زلم بفتح الزاي وضمّها مع فتح اللام وهو القدح بكسر القاف، اسم جامد لسهم لا ريش له ولا نصل.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) هذه الجملة هي تعليل في الحقيقة لجواب الشرط المقدّر.. والتقدير: فمن اضطر فلا يخش عقابا لأن الله غفور رحيم.

الفوائد

(فسق) ، مصدر سماعيّ لفسق يفسق باب نصر وباب ضرب وباب كرم، وزنه فعل بكسر فسكون. (مخمصة) ، مصدر ميمي لفعل خمص يخمص البطن باب فتح وباب فرح وباب كرم بمعنى فرغ وضمر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين. (متجانف) ، اسم فاعل من تجانف بمعنى مال، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. الفوائد النطيحة هي كلمة على وزن فعيلة. والصفة على وزن فعيل إذا كانت بمعنى مفعول لا تلحقها تاء التأنيث، فيستوي فيها المذكر والمؤنث، فنقول امرأة جريح ورجل جريح هذا إذا سبقت بموصوف أو كان ما يدل عليه بقرينة. أما إذا انتفى ذلك فتلحقها تاء التأنيث، فنقول في الميدان ستة جرحى وقتيلة. وهناك أربع صيغ أخرى يستوي فيها المذكر والمؤنث في الوصف وهي: 1- وزن فعول بمعنى فاعل مثل: رجل صبور وامرأة صبور. 2- وزن مفعال: مثل مهذار (كثير الهذر) معطار (كثير التعطر) ومقوال أي فصيح، فنقول رجل مقوال وامرأة مقوال. 3- وزن مفعيل مثل: رجل معطير أو امرأة معطير أي كثيرة التعطر. 4- وزن مفعل: رجل مغشم وامرأة مغشم أي لا يثنيها شيء.. فائدة جليلة يستوي المذكر والمؤنث في المصادر حين يوصف بها فنقول: هذا قول حق وتلك قضية حق. وشذ أناس وادخلوا التاء على المصادر حين يكون الموصوف مؤنثا فقالوا: قضية حقة. وهذا خطأ شائع ينبغي اجتنابه

[سورة المائدة (5) : آية 4]

[سورة المائدة (5) : آية 4] يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (4) الإعراب: (يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) مفعول به (ماذا) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (أحلّ) فعل ماض مبني للمجهول، نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) ، (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أحلّ لكم) مثل الأولى (الطيبات) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني محلّ رفع معطوف على الطيّبات، وهو على حذف مضاف أي صيد ما علّمتم أو ما في معناه «2» ، (علّمتم) فعل ماض وفاعله (من الجوارح) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الغائب المحذوف في علّمتم أي ما علّمتموه من الجوارح (مكلّبين) حالي منصوبة من فاعل علّمتم، وعلامة النصب الياء (تعلّمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل مبني في محلّ نصب مفعول به (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (تعلّمونهنّ) ، (علّم) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (ممّا) مثل الأول (أمسكن) فعل

_ (1) يجوز إعراب (ما) مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر، والجملة صلة.. ولكنّ الإعراب أعلاه أرجح لأنه قد أجيب بجملة فعليّة. (2) يجوز أن تكون (ما) شرطيّة جازمة في محلّ رفع مبتدأ.. وجوابها (فكلوا) .

ماض وفاعله (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (أمسكن) (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل كلوا (اسم) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (عليه) مثل لهم متعلّق ب (اذكروا) ، (الواو) عاطفة (اتّقوا الله) مثل اذكروا اسم ... (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور. جملة «يسألونك ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ماذا أحلّ ... » : في محلّ نصب مفعول به ثان ل (يسألون) المعلّق بالاستفهام. وجملة «أحلّ لهم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (ماذا) . وجملة «قل ... » : لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «أحلّ لكم الطيّبات» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «علّمتم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «تعلّمونهنّ» : في محلّ نصب حال من فاعل علّمتم «1» . وجملة «علّمكم الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «كلوا» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدتم شيئا فكلوا.... وجملة «أمسكن ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة «اذكروا ... » : في محل جزم معطوفة على جملة كلوا ... وجملة «اتّقوا الله» : في محل جزم معطوفة على جملة كلوا.

_ (1) يجوز أن تكون مستأنفة لا محلّ لها، أو اعتراضيّة في وجه إعراب (ما) شرطيّة جازمة، إذ تعترض بين الشرط والجواب.

الصرف:

وجملة «إنّ الله سريع الحساب» : لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (الجوارح) ، جمع جارحة مؤنّث جارح، اسم فاعل يطلق لما يصيد من السباع والطير والكلاب وزنه فاعل. (مكلّبين) ، جمع مكلّب، اسم فاعل من كلّب الرباعيّ أي أرسل الكلب على الصيد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. [سورة المائدة (5) : آية 5] الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (5) الإعراب: (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحلّ) ، (أحلّ لكم الطيّبات) مثل المتقدّمة «1» ، (الواو) عاطفة (طعام) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (أوتوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (حلّ) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحلّ (الواو) عاطفة (المحصنات) معطوف على الطيّبات مرفوع مثله «2» ، (من المؤمنات) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) في الآية السابقة (4) . (2) يجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف دلّ عليه ما قبله أي: المحصنات من المؤمنات ... حلّ لكم.

بحال من الضمير في المحصنات (الواو) عاطفة (المحصنات) مثل الأول (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في المحصنات الثاني (أوتوا) مثل الأول (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتوا) ، (كم) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط «1» في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (آتيتم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (هنّ) ضمير مفعول به أوّل (أجور) مفعول به ثان منصوب و (هنّ) مضاف إليه (محصنين) حال منصوبة من فاعل آتيتم (غير) حال ثانية من فاعل آتيتم «2» منصوبة (مسافحين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (متخذي) معطوف على غير منصوب مثله وعلامة النصب الياء وحذفت النون للإضافة (أخدان) مضاف إليه مجرور. جملة «أحلّ لكم الطيّبات» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «طعام الذين ... » : لا محلّ معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «أوتوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «طعامكم حلّ لهم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة طعام الذين. وجملة «أوتوا الكتاب (الثانية) » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «آتيتموهنّ ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب

_ (1) يجوز أن يكون الظرف مجرّدا من الشرط وهو متعلّق بخبر المبتدأ المحصنات أي حلّ لكم حين تؤتونهنّ أجورهنّ. [.....] (2) يجوز أن يكون حالا من الضمير في محصنين.. أو نعتا لمحصنين منصوبا.

(اطّهّروا) فعل أمر مثل اغسلوا (الواو) عاطفة (إن كنتم مرضى) مثل إن كنتم جنبا، وعلامة النصب في مرضى الفتحة المقدّرة على الألف (أو) حرف عطف (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف معطوف على مرضى أي موجودين على سفر (أو) مثل الأول (جاء) فعل ماض (أحد) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأحد (من الغائط) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (أو) مثل الأول (لامستم) مثل قمتم (النساء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تيمّموا) مثل اغسلوا (صعيدا) مفعول به منصوب (طيّبا) نعت ل (صعيدا) منصوب مثله (الفاء) عاطفة للتفريع (امسحوا) مثل اغسلوا (الباء) زائدة «1» ، (وجوه) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أيديكم) معطوف على وجوهكم تبعه في الجرّ لفظا.. ومضاف إليه وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (منه) مثل منكم متعلّق ب (امسحوا) . (ما) نافية (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) زائدة (يجعل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من حرج- نعت تقدّم على المنعوت «2» - (من) حرف جرّ زائد (حرج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (يريد) مثل الأول (ليطهّر) مثل ليجعل و (كم) ضمير مفعول به.

_ (1) يجوز أن تكون أصليّة للإلصاق فتتعلّق مع مجرورها ب (امسحوا) .. وانظر إعراب هذه الآية في سورة النساء، الآية (63) (2) يجوز تعليقه ب (يجعل) أو يحرج، وإن تعدّى الفعل لاثنين فهو مفعول ثان.

والمصدر المؤوّل (أن يجعل) في محلّ نصب مفعول به ل (يريد) الأول.. والمصدر المؤوّل (أن يطهّر) في محل نصب مفعول به ل (يريد) الثاني. (الواو) عاطفة (ليتمّ) مثل ليجعل (نعمة) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (يتم) . والمصدر المؤوّل (أن يتّم) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن يطهّر) . (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة النداء «يأيّها الذين» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «الشرط وفعله وجوابه» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «قمتم الى الصلاة» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «اغسلوا ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «امسحوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة «كنتم جنبا» : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «اطّهّروا» : في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «كنتم مرضى ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء أو جملة كنتم جنبا. وجملة «جاء أحد ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة كنتم مرضى.

الصرف:

الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فهنّ حلّ لكم. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر) على حذف مضاف أي بموجب الإيمان وهو الله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (حبط) فعل ماض (عمل) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة «من يكفر ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يكفر بالإيمان» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «قد حبط عمله» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «هو ... من الخاسرين» : في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب- أو استئنافيّة لا محلّ لها. الصرف: (متّخذي) ، جمع متّخذ، اسم فاعل من اتّخذ الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة المائدة (5) : آية 6] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها آنفا «1» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (قمتم) فعل ماض وفاعله (إلى الصلاة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قمتم) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اغسلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أيديكم) مضاف معطوف على وجوه منصوب ومضاف إليه (الى المرافق) جارّ ومجرور متعلّق ب (اغسلوا) «2» ، (الواو) عاطفة (امسحوا) مثل اغسلوا (الباء) زائدة «3» (رؤوس) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به و (كم) ضمير مضاف إليه (أرجلكم) معطوف على وجوه بالواو منصوب مثله ومضاف إليه (إلى الكعبين) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ (إلى المرافق) لأنه من تتمّة العطف وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (جنبا) خبر كان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2) يجوز تعليقه بحال من أيدي أي: اغسلوا أيديكم مضافا إلى المرافق. (3) أو أصليّة للإلصاق فتتعلّق مع مجرورها ب (امسحوا) .

الصرف:

وجملة «لامستم النساء» : لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء أحد. وجملة «لم تجدوا ماء» : لا محلّ لها معطوفة على جملة لامستم.... وجملة «تيمّموا ... » : في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة «امسحوا ... » : في محلّ جزم معطوفة على جملة تيمّموا «1» . وجملة «ما يريد الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لكن يريد» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يريد. وجملة «يجعل، يطهّر، يتم» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «لعلكم تشكرون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تشكرون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (المرافق) ، جمع المرفق، اسم للعضو المعروف وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين أو بفتح الميم وكسر العين، ووزن المرافق مفاعل. (الكعبين) ، مثنّى كعب، اسم للعظم الناشز فوق القدم من الجانبين، وزنه فعل بفتح فسكون. (اطّهّروا) ، الأمر من اطّهّر بمعنى تطهّر، وهو وزن شاذ من أوزان المزيد وزنه افتعل بتشديد العين.. وفيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الطاء، ثمّ أدغمت الطاءان معا.

_ (1) يجوز إعرابها تفسيريّة لا محلّ لها فسّرت الجملة السابقة تيمموا.

البلاغة

البلاغة الكناية: في قوله تعالى أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ فالمجيء من الغائط- وهو المطمئن أو المنخفض في الأرض- كناية عن الحدث، جريا على عادة العرب، وهي أن الإنسان منهم إذا أراد قضاء حاجة قصد مكانا منخفضا من الأرض وقضى حاجته فيه. الفوائد فرائض الوضوء: إن الصلاة لقاء مع الله، ووقوف بين يديه- سبحانه- ودعاء مرفوع إليه ونجوى وإسرار، فلا بد لهذا الموقف من استعداد: تطهّر جسدي يصاحبه تهيؤ روحي ومن هنا كان الوضوء- فيما نحسب والعلم لله- وهذه هي فرائضه المنصوص عليها في هذه الآية: غسل الوجه، وغسل الأيدي إلى المرافق، ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين وحول هذه الفرائض خلافات فقهية يسيرة ... أهمها هل هذه الفرائض على الترتيب الذي ذكرت به؟ أم تجزئ على غير ترتيب؟ قولان.. هذا في الحدث الأصغر، أما الجنابة- سواء بالمباشرة أو الاحتلام- فتوجب الاغتسال. بين اللغة والتشريع قوله تعالى: إِلَى الْمَرافِقِ قيل إلى بمعنى (مع) كقوله: وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ. وهذا قول ضعيف والصحيح أنها لانتهاء الغاية، وإنما وجب غسل المرافق بالسنة، لأنه ما لا يتم به الواجب فهو واجب، إذ لا بد من غسل المرافق ليتم غسل الأيدي. وأما قوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ فقد اعتبر بعضهم الباء للتبعيض كالإمام الشافعي، واعتبر البعض أقل جزء منه، لذا أوجب مسح شعرة من الرأس وأنها تجزئ في الوضوء. وأخذ الإمام الحنفي بهذا الرأي، ولكنه اعتبر البعض ربع الرأس بناء على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واعتبر الإمام مالك بأن الباء للتوكيد بمعنى بكل رؤوسكم، فأوجب مسح الرأس جميعه. وللإمام أحمد قولان: قول بمسح جميع

الرأس وقول بنصفه. وإنما أوردت ذلك لأبين قيمة المعنى في فهم الأحكام وعلاقة الإعراب بالمعنى، وعدم الإنكار على المجتهدين فيما اختلفوا فيه وقوله تعالى: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ يقرأ بنصب أرجلكم وبهذا تكون معطوفة على الوجوه والأيدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيدكم وأرجلكم والسنة الواردة بغسل الرجلين تقوّي هذا المعنى وقيل بأن الأرجل معطوفة على موضع الرؤوس، لأن الباء زائدة والرؤوس منصوبة محلا والوجه الأول أقوى لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع. وهناك قراءة بالجر هي مشهورة كشهرة النصب وفيها وجهان: أحدهما: أنها معطوفة على الرؤوس في الإعراب، والحكم مختلف، فالرءوس ممسوحة والأرجل مغسولة، أي فامسحوا برؤوسكم واغسلوا بأرجلكم، وذلك كقولنا علفتها تبنا وماء، أي علفتها تبنا وسقيتها ماء. وإنما العطف لجامع بينهما وهو الكفاية. وكذلك العطف في الآية لجامع بينهما وهو التطهر. والوجه الثاني أن يكون جر الأرجل بحرف جر محذوف مقدر: وافعلوا بأرجلكم غسلا، وهذا جائز في اللغة والقواعد، وله شواهد ويؤيد الغسل قوله تعالى: إِلَى الْكَعْبَيْنِ لأن الممسوح ليس بمحدود لفتة جميلة: قال تعالى: إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ وفي الجنابة «وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى» لأن إذا تدخل على ما هو حاصل ومنتظر، وإن تدخل على ما هو متوقع ومحتمل، لذا فهم بأن الصلاة حاصلة دائما دون تخلف، أما الجنابة فهي شيء طارئ وليس دائما وهذا من دقة التعبير واختيار الكلام ليناسب المعنى. وقد بلغ القرآن الكريم المنتهى في هذا المجال، فلو حاول الإنسان أن يستبدل كلمة من القرآن الكريم بمرادف لها أو بديل عنها حتى ولو كان لها مائة مرادف، فإنه لن يجد أنسب منها في موضعها من الآية سواء من ناحية المعنى أو التناسق أو النغم المتآلف في آيات القرآن الكريم.

[سورة المائدة (5) : آية 7]

[سورة المائدة (5) : آية 7] وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7) الإعراب: (الواو) عاطفة (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من نعمة «1» (الواو) عاطفة (ميثاق) معطوف على نعمة منصوب مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت لميثاق (واثق) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (واثقكم) ، (إذ) ظرف للماضي مبني في محلّ نصب متعلّق ب (واثقكم) «2» ، (قلتم) فعل ماض وفاعله (سمعنا) فعل وفاعل (الواو) عاطفة (أطعنا) مثل سمعنا (الواو) عاطفة اتّقوا الله) مثل اذكروا نعمة ... (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عليم) خبر إنّ مرفوع (بذات) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (الصدور) مضاف إليه مجرور. جملة «اذكروا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة. وجملة «واثقكم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «قلتم ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «سمعنا» : في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز تعليقه بنعمة. (2) أو بمحذوف حال من الهاء في به.. أو في محلّ نصب بدل من نعمة.

[سورة المائدة (5) : آية 8]

وجملة «أطعنا» : في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا. وجملة «اتّقوا الله» : لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا. وجملة «إنّ الله عليم ... » : لا محلّ لها تعليليّة. [سورة المائدة (5) : آية 8] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (كونوا) فعل أمر ناقص مبني على حذف النون.. والواو اسم كونوا (قوّامين) خبر الناقص منصوب وعلامة النصب الياء (لله) جارّ ومجرور متعلّق بقوامين (شهداء) خبر ثاني للناقص منصوب (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق بشهداء (الواو) عاطفة (لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (اعدلوا) مثل اذكروا «3» ، (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ، والضمير يعود إلى العدل المفهوم من قوله اعدلوا (أقرب) خبر مرفوع (للتقوى) جارّ ومجرور متعلّق بأقرب (الواو) عاطفة (اتّقوا الله إنّ الله خبير) مرّ إعرابها «4» (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير) «5» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2، 3) في الآية (2) من هذه السورة. (4) في الآية السابقة (7) . (5) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.. أو نكرة موصوفة والجملة بعده نعت. [.....]

البلاغة

جملة النداء «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كونوا قوّامين» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «لا يجرمنّكم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «لا تعدلوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «اعدلوا» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هو أقرب للتقوى» : لا محلّ لها تعليليّة.. استئناف بيانيّ. وجملة «اتّقوا الله» : لا محلّ لها معطوفة على جملة اعدلوا. وجملة «إنّ الله خبير» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تعملون» : لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ. البلاغة التكرير في طلب العدل: في قوله تعالى عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا وذلك إما لاختلاف السبب كما قيل إن الأول نزل في المشركين وهذا في اليهود، أو لمزيد الاهتمام بالعدل والمبالغة في إطفاء ثائرة الغيظ. الفوائد إقامة العدل: لقد نهى الله الذين آمنوا من قبل- الآية- أن يحملهم الشنآن لمن صدوهم عن المسجد الحرام، على الاعتداء وكان ذلك قمة في ضبط النفس والسماحة، ولكن هذه الآية تأمر المؤمنين بقمة أكبر من تلك، فها هم أولاء ينهون أن يحملهم الشنآن على أن يميلوا عن العدل.. وهي قمة أعلى مرتقى وأصعب على النفس وأشق.. فهي مرحلة وراء عدم الاعتداء والوقوف عنده، تتجاوز إلى إقامة العدل

[سورة المائدة (5) : الآيات 9 إلى 10]

مع الشعور بالكره والبغض، إن التكليف الأول أيسر لأنه إجراء سلبي ينتهي عند الكف عن الاعتداء، فأما التكليف الثاني فأشق لأنه إجراء إيجابي يحمل النفس على مباشرة العدل مع المبغوضين المشنوئين. [سورة المائدة (5) : الآيات 9 الى 10] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (10) الإعراب: (وعد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، والمفعول الثاني لفعل وعد محذوف تقديره الجنّة، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مغفرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (أجر) معطوف على مغفرة مرفوع مثله (عظيم) نعت لأجر مرفوع. جملة «وعد الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عملوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «لهم مغفرة ... » : لا محلّ لها تفسيريّة للمفعول الثاني تفسير السبب للمسبّب، فالجنّة مسبّبة عن المغفرة وحصول الأجر العظيم.. أو هي استئناف بيانيّ. (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبتدأ (كفروا) مثل آمنوا ومثله (كذّبوا) ، (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف)

[سورة المائدة (5) : آية 11]

للخطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور. وجملة «الذين كفروا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد الله ... وجملة «كفروا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كذّبوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أولئك أصحاب ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . [سورة المائدة (5) : آية 11] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (اذكروا نعمة الله عليكم) كذلك مرّ إعرابها «2» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلّق بنعمة «3» ، (همّ) فعل ماض (قوم) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يبسطوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبسطوا) ، (أيدي) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يبسطوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2) في الآية (7) من هذه السورة. (3) أو هو بدل من نعمة.

البلاغة

الباء متعلّق ب (همّ) ، والتقدير: همّ قوم ببسط أيديهم ... (الفاء) عاطفة (كفّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أيديهم) مثل الأول (عنكم) مثل إليكم متعلّق ب (كفّ) ، (الواو) عاطفة (اتّقوا الله) مثل اذكروا نعمة ... (الواو) استئنافيّة (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) ، وقدّم الجارّ للاهتمام به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة النداء «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «اذكروا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «همّ قوم ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «يبسطوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «كفّ ... » : في محلّ جرّ معطوفة على جملة همّ قوم. وجملة «اتّقوا الله» : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «ليتوكّل المؤمنون» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر «1» .. وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى: أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ» أي بأن يبطشوا بكم بالقتل والإهلاك. فالكلام كناية عن بطشهم.

_ (1) أي: إن اتّكل الناس على غير الله فليتوكّل المؤمنون على الله.. وانظر إعراب هذا التركيب في الآية (122) والآية (160) من سورة آل عمران.

[سورة المائدة (5) : آية 12]

2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ فإظهار الأيدي لزيادة التقريع. [سورة المائدة (5) : آية 12] وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (12) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ميثاق) مفعول به منصوب (بني) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (بعثنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من اثني عشر (اثني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنّى (عشر) جزء عدديّ مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب (نقيبا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محل نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أقمتم) مثل بعثنا وهو في محلّ جزم فعل الشرط (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتيتم الزكاة) مثل أقمتم الصلاة (الواو) عاطفة (آمنتم)

مثل بعثنا (برسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنتم) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (عزّرتم) مثل بعثنا و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الميم و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أقرضتم الله) مثل أقمتم الصلاة (قرضا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو اسم مصدر «1» ، (حسنا) نعت منصوب (اللام) واقعة في جواب القسم (أكفّرنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عنكم) مثل منهم متعلق ب (أكفرنّ) ، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لأدخلنّ) مثل (لأكفّرنّ) ، و (كم) ضمير مفعول به (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «2» ، و (ها) ضمير مضاف إليه «3» ، (الأنهار) فاعل مرفوع. (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (كفر) مثل أخذ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفر) ، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (منكم) مثل منهم متعلّق بحال من فاعل كفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلّ) فعل ماض والفاعل هو يعود على من (سواء) مفعول به منصوب (السبيل) مضاف إليه مجرور.. وفي الأصل: السبيل السويّ. جملة «أخذ الله» : لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.

_ (1) يجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض- بفتح الراء- فيكون مفعولا به منصوبا. (2) أو بمحذوف حال من الأنهار. (3) وهو على حذف مضاف أي من تحت أشجارها.

وجملة «بعثنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ. وجملة «قال الله» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ. وجملة «إنّي معكم» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إن أقمتم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي داخلة في حيّز القول. وجملة «آتيتم الزكاة» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة. وجملة «آمنتم برسلي» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة. وجملة «عزّرتموهم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة. وجملة «أقرضتم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة. وجملة «أكفّرنّ ... » : لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة «أدخلنّكم» : لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة «تجري ... الأنهار» : في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة «من كفر» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفر» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «ضلّ سواء ... » : في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (نقيبا) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل وهي فعيل بمعنى فاعل، مشتقّ من التنقيب وهو التفتيش، وسمي بذلك لأنه يفتش عن أحوال القوم وأسرارهم، ويجوز أن يكون مبالغة اسم الفاعل كعليم وخبير. البلاغة 1- إظهار الاسم الجليل: في قوله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لتربية المهابة وتفخيم الميثاق وتهويل الخطب في نقضه. 2- الالتفات: في قوله تعالى وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً فهو التفات من الغيبة الى التكلم وذلك للجري على سنن الكبرياء. أو لأن البعث كان بواسطة موسى عليه السلام. 3- تقديم الجار والمجرور: على المفعول الصريح لما مر مرارا من الاهتمام بالمقدم والتشويق الى المؤخر. 4- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً حيث شبه الإنفاق في سبيل الخير أو التصدق بالصدقات المندوبة بالقرض، على سبيل المجاز. 5- الكناية الإيمائية: في قوله تعالى وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي فهو كناية إيمائية عن المجاهدة ونصرة دين الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام. الفوائد 1- قوله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ ولقد: اختلف في الواو فمنهم من قال بأنها حرف قسم وجر والمقسم به محذوف، أي والله لقد وهذا الوجه الأقرب إلى الصواب، لأنه يؤول حسب أصل الكلام وأما الوجه الثاني فهو اعتبار الواو استئنافيّة، والقسم محذوف على تقدير والله لقد. وهذا الوجه فيه تكلف في التأويل ومن المعلوم أن اللام واقعة في جواب قسم مقدر والجملة بعدها جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

[سورة المائدة (5) : آية 13]

2- إعراب الاسم بعد العدد: 1- يأتي المعدود بعد الأعداد من 11- 99 مفردا منصوبا ويعرب تمييزا، وقد ورد ذلك في قوله تعالى إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً و «هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً» فكل من كوكبا ونعجة: تمييز منصوب. 2- يعرب مضافا إليه بعد الأعداد من 3- 10 ويأتي جمعا مجرورا كقوله تعالى سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً 3- يعرب مضافا إليه ويأتي مفردا مجرورا بعد المائة والألف كقوله تعالى: بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ وقوله: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ [سورة المائدة (5) : آية 13] فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الباء) حرف جرّ سببيّ (ما) زائدة (نقض) مجرور بالباء متعلق ب (لعنّاهم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ميثاق) مفعول به للمصدر نقض و (هم) ضمير مضاف إليه (لعنّا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل لعنّا (قلوب) مفعول به منصوب (قاسية) مفعول به ثان منصوب (يحرّفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكلم) مفعول به منصوب (عن مواضع) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحرّفون) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (نسوا) فعل ماض مبني على الضم. والواو فاعل (حظا) مفعول به منصوب (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلّق بنعت ل (حظّا) ، (ذكّروا) فعل ماض

مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو ضمير متصل مبني في محلّ رفع نائب فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذكّروا) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (تزال) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (تطّلع) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (على خائنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تطّلع) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لخائنة (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء من الضمير في (منهم) ، (منهم) مثل الأول متعلّق بنعت ل (قليلا) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعف) فعل أمر مبنّي على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل منهم متعلّق ب (اعف) ، (الواو) عاطفة (اصفح) مثل اعف مبني على السكون (إنّ الله) حرف مشبّه بالفعل واسمه (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «لعناهم» : لا محلّ استئنافيّة. وجملة «جعلنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة لعنّاهم. وجملة «يحرّفون ... » : في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (لعنّاهم) «1» . وجملة «نسوا ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة يحرّفون. وجملة «ذكّروا به» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تزال ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة يحرّفون ... وجملة «تطّلع ... » : في محلّ نصب خبر لا تزال.

_ (1) يجوز أن تكون مستأنفة لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة «اعف عنهم» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تابوا وأصلحوا فاعف عنهم. وجملة «إنّ الله يحبّ ... » : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «يحبّ المحسنين» : في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (قاسية) ، مؤنّث قاس، اسم فاعل من قسا يقسو وزنه فاعل، وفي (قاس) إعلال بالقلب وبالحذف أصله قاسو بكسر السين، قلبت الواو ياء لمجيئتها بعد كسر فأصبح قاسي.. ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين بالتنوين فأصبح قاس. (نسوا) ، فيه إعلال بالتسكين والقلب، أصله نسيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة الى السين وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- سكون الياء وسكون واو الجماعة- فأصبح نسوا وزنه فعوا. (تطّلع) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله تطتلع، وهذا الإبدال مطّرد في كلّ حال تأتي فيه تاء الافتعال بعد الطاء، وزنه تفتعل. (خائنة) ، إمّا اسم فاعل والتاء للمبالغة أي شخص خائن، أو التاء للتأنيث على معنى طائفة أو نفس أو فعلة خائنة، وإمّا هو مصدر كالعاقبة لأن ثمّة قراءة على (خيانة) . والألف في خائنة منقلبة عن واو لأن الفعل خان يخون. وفي الكلمة إبدال حرف العلّة همزة بعد الألف شأن كلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة فيه همزة. (اعف) ، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.

[سورة المائدة (5) : آية 14]

[سورة المائدة (5) : آية 14] وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (14) الإعراب: (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا) «1» ، (قالوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (نصارى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أخذنا) فعل ماض وفاعله (ميثاق) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (نسوا حظّا ممّا ذكّروا به) مرّ إعرابها «2» ، (الفاء) عاطفة (أغرينا) مثل أخذنا (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أغرينا) «3» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (العداوة) مفعول به منصوب (البغضاء) معطوف على العداوة بالواو منصوب (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أغرينا) «4» ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (سوف) حرف استقبال (ينبئ) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبّئ) «5» ، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم

_ (1) يجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف خبر مقدّم والمبتدأ مقدّر هو قوم أي ومن الذين قالوا إنّا نصارى قوم أخذنا ... (2) في الآية السابقة (13) . (3) أو بمحذوف حال من العداوة. (4) أو بالعداوة والبغضاء. (5) والعائد محذوف أي بما كانوا يصنعونه.. ويجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا يؤوّل هو والفعل بعده بمصدر في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل ينبئهم ي ينبّئهم الله بصنعهم. [.....]

[سورة المائدة (5) : الآيات 15 إلى 16]

كان (يصنعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «أخذنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ الله ميثاق «1» . وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنّا نصارى» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نسوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذنا. وجملة «ذكّروا به» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أغرينا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا. وجملة «ينبّئهم الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «يصنعون» : في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة المائدة (5) : الآيات 15 الى 16] يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) الإعراب: (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة.. ويجوز قطعها على الاستئناف، وحينئذ يتعلّق (من الذين) بما تعلّق به (منهم) في الآية السابقة لأنه معطوف عليه.

مفعول به (رسول) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (يبيّن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (كنتم) فعل ماض ناقص. و (تم) ضمير اسم كان (تخفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير المحذوف في فعل تخفون أي: تخفونه من الكتاب (الواو) عاطفة (يعفو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن كثير) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعفو) ، (قد جاءكم) مثل الأول (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) «1» ، (نور) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (كتاب) معطوف على نور مرفوع مثله (مبين) نعت لكتاب مرفوع. جملة النداء «يا أهل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد جاءكم رسولنا» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يبيّن ... » : في محلّ نصب حال من رسول. وجملة «كنتم تخفون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «تخفون ... » : في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة «ويعفو ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة يبيّن «2» . وجملة «قد جاءكم ... نور» : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بمحذوف حال من نور. (2) هذا إذا كان فاعل (يعفو) يعود إلى الرسول عليه السلام، ويجوز أن يكون الفاعل هو الله وحينئذ تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها.

(يهدي) مثل يعفو، و (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يهدي) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به أوّل (اتّبع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (رضوان) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (سبل) مفعول به ثان عامله يهدي منصوب «1» ، (السلام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يخرج) مثل يعفو و (هم) ضمير مفعول به (من الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (إلى النور) مثل من الظلمات (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) «2» والباء سببيّة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يهدي) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهديهم) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور. وجملة «يهدي به الله» : في محلّ رفع نعت ثان لكتاب «3» . وجملة «اتّبع رضوانه» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «يخرجهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، وجاء الضمير العائد جمعا لمعنى (من) «4» .

_ (1) أو بدل من رضوان منصوب مثله، وفعل يهدي إمّا أن يكون متعدّيا إلى الثاني بغير حرف جرّ أو متعدّيا إلى الثاني ب (إلى) كما في تتمّة الآية، أو (باللام) كقوله تعالى: «إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» . (2) أو بمحذوف حال من ضمير الغائب في (يخرجهم) . (3) أو في محلّ نصب حال من كتاب لأنه موصوف. (4) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة يهدي بتقدير الرابط أي يخرجهم به من الظلمات إلى النور.

الصرف:

وجملة «يهديهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» الصرف: (السلام) ، مصدر سماعيّ لفعل سلم يسلم باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ.. شبه النور بإنسان يهدي الناس الى الخير بجامع الهداية في كل، وحذف المشبه به، واستعار في النفس لفظ المشبه به المحذوف للمشبه، ورمز إليه بشيء من لوازمه وخصائصه وهو المجيء. الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ أي من فنون الكفر والضلال الى الإيمان، والعلاقة المشابهة، وقد لفظ المشبه وأستعير بدله لفظ المشبه به، ليقوم مقامه ولما كان المشبه به مصرحا به في هذا المجاز سميت الاستعارة تصريحية، وسميت أصلية لأنها جارية في الاسم. الفوائد ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ويا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ.. آخر الآية وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ.. ومن ضمانات السلام في مجتمع الإسلام يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ وأيضا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وهذا غيض من فيض من القواعد الأخلاقية والقيم التي أرساها القرآن الكريم والسنة الشريفة لإقامة السلام في المجتمع.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة يهدي بتقدير الرابط أي يهديهم به إلى صراط مستقيم.

[سورة المائدة (5) : آية 17]

[سورة المائدة (5) : آية 17] لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كفر) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (قالوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (هو) ضمير فصل «1» ، (المسيح) خبر إنّ مرفوع (ابن) نعت للمسيح أو بدل منه مرفوع (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ وفيه معنى الإنكار والتوبيخ (يملك) مضارع مرفوع (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (شيئا) - نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول به منصوب (إن) حرف شرط جازم (أراد) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (يهلك) مضارع منصوب، والفاعل ضمير تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يهلك) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد. (المسيح) مفعول به منصوب (ابن مريم) مثل الأولى (الواو) عاطفة (أمّ) معطوف على المسيح منصوب مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المسيح، وجملة هو المسيح خبر إنّ.

(الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب معطوف على المسيح (في) حرف جرّ (الأرض) مجرور بفي متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من المسيح وأمّه والموصول. (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ معطوف على السموات (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (هما) ضمير مضاف إليه (يخلق) مثل يملك (ما) مثل الأول مفعول به (يشاء) مثل يملك (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع. جملة «قد كفر الذين ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنّ الله هو المسيح ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «من يملك ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن أراد الله إهلاك الناس فمن يملك منه شيئا وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول. وجملة «يملك ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «إن أراد ... » : لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما تقدّم أي: فمن يملك من الله شيئا. وجملة «يهلك ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «لله ملك السموات ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد

وجملة «يخلق ... » : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «يشاء» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «الله ... قدير» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الفوائد قوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (هو) الوجه الأقوى في إعرابها في مثل هذه الحالات أنها ضمير يفيد التوكيد والحصر لا محل له من الإعراب وهناك وجه آخر، إذ يعربه بعضهم ضميرا منفصلا في محل رفع مبتدأ والمسيح خبر وجملة هو المسيح في محل رفع خبر إن. وقد ورد هذا الأسلوب كثيرا في القرآن الكريم وذلك كقوله تعالى في سورة الكهف: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً فالضمير أنا للتوكيد لا محل له من الإعراب وأقلّ: مفعول به ثان للفعل ترني، وهناك قراءة بضم كلمة أقلّ فيصبح الإعراب: أنا ضمير منفصل مبتدأ وأقل خبر مرفوع وجملة أنا أقل في محل نصب مفعول به ولكن الوجه الأول أقوى وهو يتناسب مع القراءة المشهورة وعلى هذا الوجه تقاس الآيات التي ورد فيها مثل هذه الحالة. [سورة المائدة (5) : آية 18] وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (اليهود) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (النصارى) معطوف على اليهود مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (نحن) ضمير منفصل

مبني في محلّ رفع مبتدأ (أبناء) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أحبّاء) معطوف على لفظ الجلالة بالواو و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يعذّب) وهو مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (بذنوب) جار ومجرور متعلّق ب (يعذّب) والباء للسببيّة و (كم) ضمير مضاف إليه (بل) للإضراب والابتداء (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بشر) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بنعت لبشر (خلق) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والعائد محذوف (يغفر) مضارع مرفوع والفاعل هو (لمن) مثل ممّن متعلّق ب (يغفر) ، (يشاء) مثل يغفر ومثله (يعذّب، يشاء الثاني) ، (من) موصول مفعول به (الواو) عاطفة (لله ما في السموات ... بينهما) مرّ إعرابها في الآية السابقة (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخر مرفوع. جملة «قالت اليهود ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «نحن أبناء الله ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لم يعذّبكم» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صح قولكم فلم يعذّبكم، وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أنتم بشر» : لا محلّ استئنافيّة «1» .

_ (1) أو في محلّ نصب مقول القول لفعل (قال) محذوفا أي: قال بل أنتم بشر.

الصرف:

وجملة «خلق» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «يغفر ... » : لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة «يشاء» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة «يعذّب ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة «يشاء (الثانية) » : لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة «لله ملك السموات ... » : لا محلّ معطوفة على جملة يغفر. وجملة «إليه المصير» : لا محلّ لها معطوفة على جملة لله ملك السموات. الصرف: (أحبّاء) ، جمع حبيب، صفة مشبّهة لفعل حبّ يحبّ باب ضرب وزنه فعيل، ووزن أحبّاء أفعلاء. [سورة المائدة (5) : آية 19] يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) الإعراب: (يا أهل الكتاب ... يبين لكم) مرّ إعرابها «1» ، (على فترة) جار ومجرور متعلّق بحال من فاعل يبين أو من الضمير في لكم «2» ، (من الرسل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفترة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (ما)

_ (1) في الآية (15) من هذه السورة. (2) يجوز تعليقه بفعل جاء أي: على حين فتور من الإرسال.

الصرف:

نافية (جاء) فعل ماض و (نا) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (بشير) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل جاء (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نذير) معطوف على بشير تبعه في الجرّ لفظا. والمصدر المؤوّل (أن تقولوا) في محلّ جرّ بلام محذوفة مع لا النافية متعلّق ب (جاءكم) «1» والتقدير: لئلا تقولوا. (الفاء) عاطفة (قد جاءكم بشير) مثل قد جاءكم رسولنا (الواو) عاطفة (نذير) معطوف على بشير مرفوع (الواو) استئنافيّة (الله ... قدير) مرّ إعرابها «2» . جملة النداء «يا أهل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد جاءكم رسولنا» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يبيّن لكم ... » : في محلّ نصب حال من رسول. وجملة «تقولوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «ما جاءنا من بشير» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قد جاءكم بشير» : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء فهي مؤكدة لمضمونها. وجملة «الله ... قدير» : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (فترة) ، اسم للوقت بين بعثتين، مشتق من فعل فتر يفتر باب نصر وباب ضرب بمعنى سكن، وزنه فعلة بفتح الفاء.

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعولا لأجله على حذف مضاف أي: مخافة أن تقولوا. (2) في الآية (17) من هذه السورة. [.....]

[سورة المائدة (5) : الآيات 20 إلى 21]

[سورة المائدة (5) : الآيات 20 الى 21] وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (20) يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبني في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة وهي المضاف إليه (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نعمة «1» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني متعلّق بنعمة «2» ، (جعل) مثل قال (فيكم) مثل عليكم متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (أنبياء) مفعول به أوّل منصوب (الواو) عاطفة (جعلكم ملوكا) فعل وفاعل مستتر ومفعول أول ومفعول ثان (الواو) عاطفة (آتى) مثل قال و (كم) ضمير مفعول به أوّل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به ثان «3» ، (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يؤت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أحدا) مفعول به منصوب، والمفعول

_ (1) أو متعلّق بنعمة. (2) أو بدل من نعمة. (3) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة مفعولا به ثانيا، والجملة بعدة نعت له.

الثاني محذوف أي ما لم يؤته أحدا ... (من العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأحد، وعلامة الجرّ الياء. جملة «قال موسى ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «يا قوم ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اذكروا نعمة ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «جعل فيكم» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «جعلكم ... » : في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعل فيكم. وجملة «آتاكم ... » : في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعل فيكم. وجملة «يؤت ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) (21) (يا قوم ادخلوا الأرض) مثل يا قوم اذكروا نعمة (المقدّسة) نعت للأرض منصوب (التي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت ثان للأرض (كتب) مثل قال (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (كتب) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (ترتدّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (على أدبار) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل ترتدّوا «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) فاء السببيّة «2» ، (تنقلبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (خاسرين) حال منصوبة من فاعل تنقلبوا وعلامة النصب الياء.

_ (1) أو متعلّق بفعل ترتدّوا. (2) يجوز أن تكون لمطلق العطف، والفعل بعدها مجزوم معطوف على فعل ترتدوا.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تنقلبوا) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم ارتداد فانقلاب ... وجملة «يا قوم ... » : لا محلّ لها استئناف داخل تحت المحكيّ من موسى. وجملة «ادخلوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «كتب الله ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة «لا ترتدّوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «تنقلبوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (المقدّسة) ، مذكّر المقدّس، اسم مفعول من قدّس الرباعيّ على وزن مضارعه المبني للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة. 1- قوله تعالى: يا قَوْمِ الملاحظ حذف ياء المتكلم من المنادي وهذا جائز في اللغة وقد ورد ذلك كثيرا في القرآن الكريم: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، أي يا ربّ وفي مثل هذه الحال نعرب الياء المحذوفة ضميرا متصلا في محلّ جر بالإضافة. 2- فائدة نفيسة: تقدر الحركات على آخر الاسم أو الفعل (للتعذر على الألف) و (الثقل على الواو والياء) . والذي أحب أن أشير إليه هو أننا نقدر الحركة على آخر الياء للثقل إذا كانت الياء من أصل الكلمة مثل: قاضي- راعي، أما إذا كانت الياء للمتكلم وليست من أصل الكلمة، فتقدر الحركة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة. فعند ما أقول: جاء صديق فاعل مرفوع بالضمة ولكن عند دخول ياء المتكلم أقول: جاء صديقي بكسر القاف لتناسب الياء وهذا معنى

[سورة المائدة (5) : آية 22]

قولنا منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ونعرب ياء المتكلم في مثل هذه الحال ضميرا متصلا في محل جر بالإضافة. [سورة المائدة (5) : آية 22] قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (22) الإعراب: (قالوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (يا موسى) أداة نداء ومنادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ (قوما) اسم إنّ مؤخّر منصوب (جبّارين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لن) حرف نفي ونصب (ندخل) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و (ها) ضمير مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (يخرجوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (منها) مثل فيها متعلّق ب (يخرجوا) ، (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يخرجوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (منها) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّا) مثل الأول (داخلون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «قالوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يا موسى ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنّ فيها قوما» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «إنا لن ندخلها» : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «لن ندخلها» : في محلّ رفع خبر إنّ.

الصرف:

وجملة «يخرجوا الأولى» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يخرجوا الثانية» : لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لن ندخلها. وجملة «إنّا داخلون» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا منها) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ندخلها) . الصرف: (جبارين) ، جمع جبّار وهو صفة مشتقّة من (أجبرت) الرباعيّ. قال الأزهريّ: جعل (جبّارا) في صفة الله تعالى أو في صفة العباد من الإجبار وهو القهر والإكراه لا من جبر. ونقل عن الفرّاء قوله: لم أسمع فعّالا من أفعل إلا في حرفين، وهو جبّار من أجبرت ودرّاك من أدركت «1» . وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين وهو من أبنية المبالغة. (داخلون) ، جمع داخل، اسم فاعل من دخل الثلاثيّ وزنه فاعل. [سورة المائدة (5) : آية 23] قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) الإعراب: (قال) فعل ماض (رجلان) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (رجلان) ، (يخافون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنعم) مثل قال (الله) لفظ

_ (1) عن لسان العرب لابن منظور مادة (جبر) .

الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنعم) ، (ادخلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (عليهم) مثل عليهما متعلّق ب (ادخلوا) ، (الباب) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (دخلتم) فعل ماض مبني على السكون.. و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الميم و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (غالبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّلوا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، سمّاها أبو حيّان جواب أمر محذوف تقديره تنبهوا فتوكلوا (توكّلوا) مثل ادخلوا (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «قال رجلان ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يخافون» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أنعم الله ... » : في محلّ رفع نعت ثان ل (رجلان) «1» . وجملة «ادخلوا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «دخلتموه» : في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة دعائيّة بين القول والمقول لا محلّ لها. كما يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من (رجلان) لأنه وصف، وضعّف ذلك ابن هشام.

البلاغة

وجملة «إنكم غالبون» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «توكّلوا» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. أي إن كنتم مؤمنين فتوكّلوا. وجملة «كنتم مؤمنين» : لا محلّ لها تفسيريّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله فتوكّلوا على الله. البلاغة قوله تعالى: قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا أورد ابن هشام أوجها في إعراب جملة أنعم الله عليهما فقال: تحتمل الدعاء فتكون معترضة (أي اعترضت بين القول ومقوله) ، والإخبار فتكون صفة ثانية لرجلين، ويضعف من حيث المعنى أن تكون حالا ولا يضعف في الصناعة لوصفها. ما يقوله أبو البقاء العكبري: أما العكبري فقد أورد في إعرابها عدة أوجه هي: صفة أخرى لرجلين، ويجوز أن تكون حالا وقد مقدرة أي (قد أنعم الله عليهما) وصاحب الحال رجلان أو الضمير في الذين، وأظهر هذه الأوجه وأقواها أن نجعلها صفة ثانية ل (رجلان) . وهذا ما رجحه العكبري، لأن هذا الإعراب هو أول ما يتبادر إلى الذهن ويناسب المعنى ولا يحتاج إلى تأويل وتقدير، لأنه إذا استوى إعراب كلمة بعدة أوجه أحدها يحتاج إلى تقدير والآخر لا يحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى كما أفاد علماء أصول النحو. [سورة المائدة (5) : آية 24] قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (24)

الإعراب:

الإعراب: (قالوا يا موسى) مرّ إعرابها «1» وكذلك (إنّا لن ندخلها) «2» ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ندخلها) ، (ما) حرف مصدريّ (داموا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم ما دام (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما دام. والمصدر المؤوّل (ما داموا فيها) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (ندخلها) ، وهذا الظرف من نوع البدل ممّا قبله بدل بعض من كلّ. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اذهب) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنت) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد لضمير المستتر فاعل اذهب (الواو) عاطفة (ربّ) معطوف على الضمير المستتر أنت تبعه في الرفع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قاتلا) فعل أمر مبني على حذف النون.. و (الألف) ضمير فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ها) حرف تنبيه (هنا) اسم إشارة ظرف مكان مبني في محلّ نصب متعلّق ب (قاعدون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «قالوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يا موسى ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنّا لن ندخلها ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ندخلها» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «اذهب ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت قتالا فاذهب....

_ (1، 2) في الآية (22) من هذه السورة.

[سورة المائدة (5) : آية 25]

وجملة «قاتلا» : في محل جزم معطوفة على جملة اذهب. وجملة «إنّا هاهنا قاعدون» : لا محلّ لها تعليليّة. [سورة المائدة (5) : آية 25] قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (25) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي موسى (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (إنّي) مثل إنّا «1» ، (لا) نافية (أملك) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (إلّا) أداة حصر (نفسي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أخي) معطوف على نفسي ويعرب مثله «2» (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (افرق) فعل أمر والفاعل أنت (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (افرق) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول (القوم) مضاف إليه مجرور (الفاسقين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء «ربّ» : لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة «إنّي لا أملك» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا أملك ... » : في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية السابقة (24) . (2) ذكر ابن هشام في الشذور خمسة احتمالات أخر في إعراب أخي (شذور الذهب- ص 44 ط/ 3) .

الفوائد

وجملة «افرق بيننا» : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الفوائد قوله تعالى قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ما أورده أبو البقاء العكبري في إعراب (وأخي) . في موضعه وجهان: 1- النصب عطفا على نفسي باعتبارها مفعولا به أو على اسم إن. 2- الرفع عطفا على الضمير المستتر في أملك أي ولا يملك أخي إلا نفسه ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك. ولكن الأظهر والأقوى هو النصب عطفا على نفسي لأن هذا الوجه أقرب الوجوه إلى الذهن وألصق بالمعنى وأوضح. [سورة المائدة (5) : آية 26] قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (26) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل هو أي الله (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّها محرّمة) حرف مشبّه بالفعل واسمه وخبره (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (محرّمة) ، (أربعين) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحرّمة «1» ، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (سنة) تمييز منصوب (يتيهون) مضارع مرفوع والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتيهون) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تأس) مضارع مجزوم وعلامة الجزم

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (يتيهون) .

الصرف:

حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأس) ، (الفاسقين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنّها محرّمة» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت ضيّقا بهم فإنّها محرّمة، وجملة الشرط المقدّر مع الجواب في محلّ نصب مقول القول.. وجملة «يتيهون» : في محلّ نصب حال من الضمير المجرور في (عليهم) . وجملة «لا تأس ... » : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عظم لديك هذا العقاب فلا تأس ... الصرف: (محرّمة) ، مؤنّث محرّم، اسم مفعول من حرّم.. (انظر الآية 85 من سورة البقرة) (تأس) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع بفتح التاء والعين. [سورة المائدة (5) : آية 27] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اتل) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جرّ و (هم) ضمير

في محلّ جرّ متعلّق ب (اتل) ، (نبأ) مفعول به منصوب (ابني) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اتل «1» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلّق ب (نبأ) ، (قرّبا) فعل ماض.. و (الألف) فاعل (قربانا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (تقبّل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القربان (من أحد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقبّل) ، و (هما) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يتقبّل) مضارع مبني للمجهول مجزوم، ونائب الفاعل هو (من الآخر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتقبّل) ، (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي من لم يتقبّل منه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أقتلنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع و (النون) نون التوكيد و (الكاف) ضمير مفعول به، والفعل ضمير مستتر تقديره أنا (قال) مثل الأول والفاعل هو من تقبّل منه (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (يتقبّل) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من المتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتقبّل) وعلامة الجرّ الياء. جملة «اتل عليهم» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قرّبا ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «تقبّل ... » : في محلّ جرّ معطوفة على جملة قرّبا. وجملة «لم يتقبّل ... » : في محلّ جرّ معطوفة على جملة قرّبا. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو حال من نبأ.. ويجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي: اتل ذلك تلاوة متلبّسة بالحقّ والصدق.. وهو اختيار الزمخشريّ.

الصرف:

وجملة «أقتلنّك» : لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قال (الثانية) ....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يتقبّل الله ... » : في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (اتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين. البلاغة الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فقد جمعت هذه الجملة الكثير من المعاني بكلام مختصر، فقد اشتملت على فحوى القصة من أولها الى آخرها. وخلاصة المعنى أن الله تعالى لا يقبل طاعة إلا من مؤمن متق. الفوائد النفس الطيبة والنفس البغيضة 1 «فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما» الفعل مبني للمجهول، ليشير بناؤه هكذا إلى أن أمر القبول أو عدمه موكول إلى قوة غيبية وكيفية غيبية، وهذه الصياغة تفيدنا في أمرين: أولهما: ألا نبحث نحن عن كيفية هذا التقبل ولا نخوض فيه كما خاضت كتب التفسير في روايات يرجح أنها مأخوذة من أساطير «العهد القديم» . ثانيهما: الإيحاء بأن الذي قبل قربانه لا جريرة له توجب الحفيظة عليه وتبييت قتله، فالأمر لم يكن له يد فيه، فليس هناك مبرر ليحقد الأخ على أخيه، وخاطر القتل هو أبعد ما يرد على النفس المستقيمة في هذا المجال، مجال العبادة والتقرب. 2 «قالَ: لَأَقْتُلَنَّكَ يبدو هذا القول- بهذا التأكيد المنبئ عن الإصرار- نابيا مثيرا للاستنكار لأنه ينبعث من غير موجب، اللهم إلا ذلك الشعور الخبيث المنكر، شعور الحسد الأعمى، الذي لا يعمر نفسا طيبة.

[سورة المائدة (5) : الآيات 28 إلى 29]

[سورة المائدة (5) : الآيات 28 الى 29] لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (29) الإعراب: (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (بسطت) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير فاعل (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بسطت) ، (يد) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) لام التعليل (تقتل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. والمصدر المؤوّل (أن تقتلني) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (بسطت) . (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع اسم ما «1» . (الباء) حرف جرّ زائد (باسط) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (يدي) مفعول به لاسم الفاعل باسط منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (لياء) ضمير مضاف إليه (إليك) مثل إليّ متعلّق بباسط (لأقتلك) مثل لتقتلني، والفاعل أنا. والمصدر المؤوّل (أن أقتلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق بباسط. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الله) مفعول به منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة أو بدل منصوب مثله (العالمين) مضاف

_ (1) إذا جعلت (ما) مهملة ف (أنا) مبتدأ.

إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. جملة «بسطت ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تقتلني» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «ما أنا بباسط» : لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة «أقتلك» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة «إنّي أخاف ... » : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «أخاف الله ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. (29) (إنّي أريد) مثل إنّي أخاف (أن) حرف مصدري ونصب (تبوء) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بإثم) جار ومجرور متعلق ب تبوء «1» ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إثمك) معطوف على إثمي مجرور مثله.. و (الكاف) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تبوء) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد. (الفاء) عاطفة (تكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تبوء) ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من أصحاب) جارّ ومجرور متعلق بخبر تكون (النار) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (جزاء) خبر المبتدأ مرفوع (الظالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة «إنّي أريد ... » : لا محلّ لها تعليل ثان. وجملة «أريد ... » : في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو متعلّق بحال من الفاعل أي ترجع حاملا له. [.....]

الصرف:

وجملة «تبوء ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «تكون ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة تبوء ... » وجملة «ذلك جزاء ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (باسط) ، اسم فاعل من بسط الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة فن الاتساع: في قوله تعالى إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ وهو أن يأتي المتكلم بكلام يتسع فيه التأويل بحسب ما تحتمله ألفاظه، فيتسع التأويل فيه على قدر عقول الناس وتفاوت أفهامهم. وهو في الآية في إرادته إثم أخيه. لأن معناه: إني لا أريد أن أقتلك فأعاقب. [سورة المائدة (5) : آية 30] فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ (30) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (طوّعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طوّعت) ، (نفس) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قتل) مفعول به منصوب (أخي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قتل) مثل طوّع، والفاعل هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (أصبح) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر أصبح وعلامة الجرّ الياء. جملة «طوّعت له نفسه ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قتله» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة المائدة (5) : آية 31]

وجملة «أصبح من الخاسرين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة قتله. [سورة المائدة (5) : آية 31] فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) الإعراب: (الفاء) عاطفة (بعث) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (غرابا) مفعول به منصوب (يبحث) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبحث) ، (اللام) لام التعليل (يري) مضارع منصوب وعلامة النصب الفتحة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الغراب «1» و (الهاء) ضمير مفعول به (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب حال عامله يواري (يواري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو وهو صاحب الحال (سوءة) مفعول به منصوب (أخيه) مضاف إليه وكذلك الضمير. المصدر المؤوّل (أن يريه) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يبحث) . (قال) مثل بعث والفاعل هو (يا) أداة نداء وتحسّر (ويلتا) منادى متحسّر به مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على التاء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، (الألف) المنقلبة عن الياء ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (عجزت) فعل ماض مبني على السكون. و (التاء) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (أكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (مثل) خبر أكون منصوب

_ (1) يجوز أن يكون الضمير عائدا على الله فيتعلق الجار بفعل بعث.

(ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (الغراب) بدل من ذا تبعه في الجرّ. والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن أن أكون.. متعلّق ب (عجزت) . (الفاء) عاطفة (أواري) مضارع منصوب معطوف على أكون «1» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (سوءة أخي) مثل سوءة أخيه، وعلامة جرّ أخي الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء (الفاء) استئنافيّة (أصبح من النادمين) مثل أصبح من الخاسرين «2» . جملة «بعث الله ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبح.. «3» . وجملة «يبحث....» : في محلّ نصب نعت ل (غرابا) . وجملة «يريه ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يواري ... » : في محلّ نصب مفعول به ثان ل (يريه) «4» . وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «التحسّر وجوابها» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «عجزت» : لا محلّ لها جواب التحسّر. وجملة «أكون....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) نصب الزمخشري الفعل بأن مضمرة بعد الفاء، وقد خطّأه ابن هشام في ذلك صراحة.. انظر شذور الذهب ص 370- ط/ 3. (2، 3) في الآية السابقة (30) . (4) الرؤية بصريّة والهمزة عدّت الفعل لاثنين، والاستفهام علّق فعل الرؤية.

الصرف:

وجملة «أواري ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة أكون. وجملة «أصبح من النادمين» : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (سوءة) ، اسم للعمل القبيح أو الشيء القبيح، مشتقّ من ساء يسوء الشيء قبح، وزنه فعلة بفتح فسكون. (الغراب) ، اسم جنس يدل على الطائر المعروف و (ال) فيه عهدية وزنه فعال. (النادمين) ، جمع النادم، اسم فاعل من ندم الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «يا وَيْلَتى» لأنه نادى ما لا يعقل. وأصل النداء أن يكون لمن يعقل. الفوائد قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي. ما أورده ابن هشام بصدد إعراب (فأواري) : قول الزمخشري في قوله تعالى: فَأُوارِيَ إن انتصاب أواري بجواب الاستفهام (أي بأن المضمرة بعد فاء السببية المسبوقة باستفهام) فاسد وجه فساده أن جواب الشرط مسبب عنه، والمواراة لا تتسبب عن العجز، وإنما انتصابه بالعطف على (أكون) ومن هنا امتنع نصب (تصبح) في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً لأن إصباح الأرض مخضرة لا يتسبب عن رؤية إنزال المطر بل عن الإنزال نفسه وقد أيد أبو البقاء العكبري رأي ابن هشام وقال: ألا ترى أن قولك أين بيتك فأزورك معناه لو عرفت لزرت، وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت وذلك رأي سديد ووجيه كما لا يخفى.

[سورة المائدة (5) : آية 32]

[سورة المائدة (5) : آية 32] مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) الإعراب: (من أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتبنا) ، (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه، و (اللام للبعد و (الكاف) للخطاب (كتبنا) فعل ماض مبني على السكون. و (نا) ضمير فاعل (على بني) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتبنا) ، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن مبني في محلّ نصب اسم أنّ (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (قتل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نفسا) مفعول به منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (قتل) ، (نفس) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (فساد) معطوف على نفس مجرور أي غير فساد (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفساد. والمصدر المؤوّل (أنّه من قتل ... ) في محلّ نصب مفعول به ل (كتبنا) . (الفاء) رابطة لجواب الشرط (كأنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (قتل) فعل ماض، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (جميعا) حال منصوبة من الناس (الواو) عاطفة (من أحياها ... جميعا) مثل نظيرتها المتقدّمة (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد)

حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) «1» ، (ثمّ) حرف عطف (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مسرفون) ، (ذلك) مثل الأول (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مسرفون) (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد «2» ، (مسرفون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «كتبنا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «من قتل نفسا» : في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «قتل نفسا» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة «كأنّما قتل الناس» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «من أحياها» : في محلّ رفع معطوفة على جملة من قتل ... » . وجملة «أحياها» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة «كأنّما أحيا الناس» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «قد جاءتهم رسلنا» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «إنّ كثيرا ... مسرفون» : لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف حال من رسل. (2) لمّا كانت الجملة في حكم جواب القسم لأنها معطوفة على جواب القسم لزم مجيء اللام في الخبر لأنها لام القسم. (3، 4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (أحيا) ، جاءت الألف برسم الألف الطويلة على الرغم من كونها رابعة لأنها سبقت بياء. (مسرفون) ، جمع مسرف، اسم فاعل من أسرف الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة التشبيه التمثيلي: في الآية الكريمة وفي قوله تعالى فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً.. ومناط التشبيه اشتراك الفعلين في هتك حرمة الدماء والاستعصاء على الله تعالى والتجرؤ على القتل في استتباع القود واستجلاب غضب الله تعالى العظيم. وفائدة التشبيه: الترهيب والردع عن قتل نفس واحدة بتصويره بصورة قتل جميع الناس والترغيب والتحضيض على إحيائها بتصويره بصورة احياء جميع الناس. [سورة المائدة (5) : آية 33] إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (33) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (جزاء) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (يحاربون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة

(رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يسعون) مثل يحاربون (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسعون) ، (فسادا) حال بتأويل مشتقّ أي مفسدين «1» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يقتّلوا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو نائب فاعل (أو) حرف عطف (يصلّبوا) مثل يقتّلوا (أو) حرف عطف (تقطّع) مضارع منصوب معطوف على (يقتّلوا) وهو مبنيّ للمجهول (أيدي) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أرجلهم) معطوف على أيديهم مرفوع ومضاف إليه (من خلاف) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الأيدي والأرجل أي مختلفة (أو) حرف عطف (ينفوا) مثل يقتّلوا (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينفوا) ، (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محل جرّ متعلّق بمحذوف حال من خزي- نعت تقدّم على المنعوت- (خزي) خبر المبتدأ ذلك مرفوع «2» ، (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لخزي، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لهم) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من عذاب «3» ، (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بحال ثانية من عذاب- نعت تقدّم على المنعوت- (عذاب) معطوف على خزي بالواو مرفوع مثله (عظيم) نعت لعذاب مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يقتّلوا) في محلّ رفع خبر المبتدأ جزاء.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه اسم مصدر.. ويجوز أن يكون مفعولا لأجله أي يسعون لأجل الفساد. (2) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور (لهم) خبرا مقدّما، و (خزي) مبتدأ مؤخّرا، والجملة خبر لاسم الإشارة ذلك. (3) أو متعلّق بمحذوف خبر مقدم و (عذاب) مبتدأ مؤخّر، والحملة في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم خزي السابقة.

الصرف:

جملة «جزاء الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يحاربون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يسعون ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يقتّلوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يصلّبوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة يقتّلوا. وجملة «تقطع أيديهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلّبوا. وجملة «ينفوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة تقطّع أيديهم. وجملة «ذلك.... خزي» : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (فسادا) ، جاء في الآية اسم مصدر لفعل أفسد، أو مصدر سماعيّ لفعل فسد (الآية 205 من سورة البقرة) . (يسعون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يسعاون، جاءت الألف ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فحذفت لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة فأصبح يسعون وزنه يفعون بفتح العين والألف المحذوفة أصلها ياء لأن المصدر هو السعي. (خلاف) ، مصدر سماعي لفعل خالف الرباعي، وهو بمعنى اسم الفاعل أي المختلف أي: يدا يمنى ورجلا يسرى وبالعكس. وزنه فعال بكسر الفاء. (ينفوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى يسعون حيث حذف منه الألف قبل واو الجماعة وزنه يفعوا بضمّ الياء وفتح العين لأنه مبني للمجهول.

الفوائد

الفوائد 1- قوله تعالى: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إنما: تعرب كافة ومكفوفة لأن (ما) إذا دخلت على إن وأخواتها فإنها تكفها على العمل، ويعرب ما بعدها مبتدأ وخبرا. ويمكن أن يليها الفعل كقوله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. أما ليت فإذا دخلت عليها (ما) فيجوز إعمالها ويجوز إهمالها، لأنه لا يليها الفعل وعلى هذا جوز النحويون الرفع والنصب في كلمة الحمام الواردة في بيت النابغة، إنها بدل من هذا بقوله: قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا. أما من ناحية المعنى فتفيد الحصر كقوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ. ويجب الانتباه والتفريق بين ما الكافة وما الموصولة بمعنى الذي. فما الكافة تكتب موصولة بإن وأخواتها، أمّا ما الموصولة فتكتب مفصولة عنها ولا تكفها عن العمل، كقوله تعالى: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ. 2- جزاء المفسدين في الأرض أو: في هذه الآية للبيان، وليست للتخيير. وهي الرواية الثانية عن ابن عباس وهو قول أكثر العلماء، لأن الأحكام تختلف، فترتّبت هذه العقوبات على ترتيب الجرائم وهذا كما روي عن ابن عباس في قطاع الطريق قال: إذا قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا، وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا، وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف (أي مختلفة) فتقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، وإذا أخافوا السبيل ولم يقتلوا ولم يأخذوا مالا نفوا من الأرض. وهذا قول قتادة والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي. واختلفوا في كيفية الصلب. فقيل يصلب حيا ثم يطعن في بطنه برمح حتى يموت. قال الشافعي: يقتل أولا ويصلى عليه ثم يصلب على الطريق في ممر الناس ليكون ذلك زاجرا لغيره. واختلفوا في تفسير النفي من الأرض فقيل إن الإمام يطلبهم ففي كل بلد وجدوا نفوا عنه، وهو قول سعيد بن جبير وعمر ابن عبد العزيز. وقيل يطلبون حتى تقام عليهم الحدود، وهو قول ابن عباس والليث والشافعي. وقال أبو حنيفة وأهل الكوفة: النفي هو الحبس. لأن السجن انقطاع عن

[سورة المائدة (5) : آية 34]

الدنيا وملذاتها وحسم لدابر الأشرار والتخلص من فسادهم والله أعلم. [سورة المائدة (5) : آية 34] إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) الإعراب: (إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء (تابوا) فعل ماض وفاعله (من قبل) جار ومجرور متعلّق ب (تابوا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تقدروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقدروا) . والمصدر المؤوّل (أن تقدروا) في محلّ جرّ بإضافة قبل إليه. (الفاء) تعليليّة- أو زائدة «1» - (اعلموا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الله غفور..) سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. جملة «تابوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «تقدروا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «اعلموا ... » : لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: هؤلاء المستثنون تقبل توبتهم لأنّ الله غفور رحيم «2» .

_ (1) أجاز العكبري أن يكون الاستثناء منقطعا و (إلّا) بمعنى لكن، والموصول مبتدأ خبره جملة اعلموا، وزيدت الفاء بالخبر لمشابهة الموصول للشرط. (2) أو هي جواب شرط مقدّر أي فإن تقبلوا توبتهم فاعلموا أنّ الله غفور.

الفوائد

الفوائد باب الرحمة والتوبة والغفران تفتح هذه الآية باب التوبة والتراجع عن الخطأ، فتحدد أن الذين يتوبون قبل القدرة على عقوبتهم والقبض عليهم، فإنهم ناجون من أحكام الآية السابقة. وقال معظم أهل التفسير إن المراد بهذا الاستثناء المشرك المحارب. بأنه إذا تاب وآمن وأصلح فلا يطالب بشيء من العقوبات السابقة وقال السندي: أما المسلم المحارب إذا تاب قبل القدرة عليه هو كالكافر لم يطالب بشيء إلا إذا أصيب عنده مال بعينه فإنه يرده على أصحابه. وهذا مذهب مالك والأوزاعي. غير أن مالكا قال: يؤخذ بالدم إذا طلب به وليه، فأما ما أصاب من الدماء والأموال ولم يطلبها أولياؤها فلا يتبعه الإمام بشيء من ذلك. وهذا حكم علي بن أبي طالب في حارثة بن زيد. وقال الشافعي يسقط عنه بتوبته حد الله ولا يسقط عنه بها ما كان من حقوق بني آدم. وأما إذا تاب بعد القدرة عليه فظاهر الآية أن التوبة لا تنفعه وتقام عليه الحدود وقال الشافعي ويحتمل أن يسقط كل حد لله عز وجل بالتوبة. [سورة المائدة (5) : آية 35] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (اتّقوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ابتغوا) مثل اتّقوا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ابتغوا) «1» ، (الوسيلة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (جاهدوا) مثل اتّقوا (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب

_ (1) يجوز أن يتعلّق بالوسيلة لأنها بمعنى التوسّل به.

الصرف:

(جاهدوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تفلحون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة النداء «يأيّها الذين» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «اتّقوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ابتغوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «جاهدوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «لعلّكم تفلحون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تفلحون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (ابتغوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله ابتغيوا بضمّ الياء، ثقلت الضمّة على الياء فنقلت الى الغين وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين فأصبح ابتغوا، وزنه افتعوا. (الوسيلة) ، اسم مشتقّ وزنه فعيلة بمعنى مفعولة من فعل وسل يسل باب وعد. الفوائد المعاني اللطيفة في القرآن نحن نعلم أن لعلّ تفيد الترجي وتأمّل حصول الشيء أما في القرآن الكريم فقد وردت كثيرا في ختام الآيات: لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ كما في هذه الآية و (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ... ) إلخ كما في آيات كثيرة ولكنها في هذا المجال لا تفيد رجاء وقوع الشيء وإمكانية حصوله، وإنما تفيد تحققه وحصوله يقينا دون أدنى ريب. وهذا

[سورة المائدة (5) : آية 36]

أسلوب بارع من أساليب الإعجاز في القرآن الكريم. [سورة المائدة (5) : آية 36] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (36) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) مثل إنّ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم أنّ مؤخّر (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة من ما. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم ما في الأرض..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت كون الذي في الأرض لهم. (الواو) عاطفة (مثل) معطوف على الموصول ما منصوب «1» و (الهاء) ضمير مضاف إليه (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) لام التعليل (يفتدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (به) مثل لهم متعلّق ب (يفتدوا) . والمصدر المؤوّل (أن يفتدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به (لهم) أي بخبر أنّ.

_ (1) أجاز الزمخشري أن يكون منصوبا على أنه مفعول معه عامله بما في (لو) من معنى الفعل بتقدير لو ثبت.. ولكن أبا حيّان رفض هذا التخريج لعدم استقامة المعنى ولوجود ضعف في التعبير. [.....]

الصرف:

(من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفتدوا) ، (يوم) مضاف إليه مجرور (القيامة) مضاف إليه مجرور (ما) نافية (تقبّل) ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (منهم) مثل لهم متعلّق ب (تقبّل) ، (الواو) عاطفة (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت مرفوع. جملة «إنّ الذين كفروا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ثبت» وجود ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يفتدوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة «ما تقبّل منهم» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لهم عذاب ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. الصرف: (يفتدوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يفتديوا بضمّ الياء الثانية.. وقد جرى فيه الإعلال بنوعيه مجرى (ابتغوا) في الآية السابقة. البلاغة الكناية: في قوله تعالى لِيَفْتَدُوا بِهِ فهي كناية عن لزوم العذاب لهم وأنه لا سبيل لهم إلى الخلاص منه، فإن لزوم العذاب من لوازمه أن ما في الأرض جميعا ومثله معه لو افتدوا به لم يتقبل منهم. وأطلق بعضهم على هذه الجملة تمثيلا.

[سورة المائدة (5) : آية 37]

[سورة المائدة (5) : آية 37] يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (37) الإعراب: (يريدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (يخرجوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (من النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرجوا) . والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدون. (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (خارجين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء (من) حرف جرّ (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخارجين (الواو) عاطفة (لهم عذاب مقيم) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة «يريدون» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يخرجوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «ما هم بخارجين..» : في محل نصب حال من فاعل يريدون. وجملة «لهم عذاب ... » : في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة. الصرف: (مقيم) ، اسم فاعل من أقام الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالقلب أصله مقوم لأن الألف أصلها واو فهو من قام المجرّد، استثقلت الكسرة على الواو فسكّنت ونقلت الحركة إلى

_ (1) في الآية السابقة (36) .

[سورة المائدة (5) : الآيات 38 إلى 39]

القاف- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ قبلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح (مقيم) . [سورة المائدة (5) : الآيات 38 الى 39] وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (السارق) مبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة (السارقة) معطوف على السارق مرفوع مثله (الفاء) زائدة في الخبر «1» ، (اقطعوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. الواو فاعل (أيدي) مفعول به منصوب و (هما) ضمير مضاف إليه (جزاء) مفعول لأجله منصوب «2» ، (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «3» (كسبا) فعل ماض.. و (الألف) ضمير فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كسبا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) (نكالا) مفعول لأجله منصوب «4» والعامل فيه جزاء (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نكالا) (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) خلافا لسيبويه لأن المبتدأ عنده يجب أن يكون موصولا بظرف أو مجرور أو جملة صالحة لأداة الشرط. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي جازاهما جزاء، أو مصدر في موضع الحال إما من فاعل اقطعوا أي مجازينهما أو من المضاف إليه في أيديهما لأنه جزء من المضاف أي مجازين بفتح الزاي. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف. (4) يجوز أن يكون بدلا من جزاء يأخذ إعرابه.

جملة «السارق والسارقة ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اقطعوا ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (السارق) «1» . وجملة «الله عزيز ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (تاب) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب) ، (ظلم) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أصلح) مثل تاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يتوب) مضارع مرفوع، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) ، (إنّ الله غفور رحيم) مرّ إعراب نظيرها «3» . وجملة «من تاب ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة. وجملة «تاب....» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة «أصلح» : في محلّ رفع معطوفة على جملة تاب. وجملة «إنّ الله يتوب» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «يتوب عليه» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «إنّ الله غفور» : لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافا بيانيا، والخبر محذوف والتقدير: حكم السارق ... فيما يلي. (2) أو اعتراضيّة بين المعطوف والمعطوف عليه. (3) في الآية (34) من هذه السورة (4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (السارق) ومؤنثه (السارقة) ، اسم فاعل من سرق يسرق باب ضرب، وزنه فاعل. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما.. المراد قطع الرسغ فقط فعبّر بالكل وهو اليد، وأراد الجزء وهو الرسغ، فعلاقة المجاز هنا الكلية. 2- إظهار الاسم الجليل: في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ للإشعار بعلة الحكم وتأييد استقلال الجملة. الفوائد أحكام السرقة السرقة هي أخذ مال الغير، المحرز، خفية ... فلا بد أن يكون المأخوذ مالا مقوما. والحد المتفق عليه تقريبا بين فقهاء المسلمين للمال الذي يعد أخذه من حرزه خفية سرقة هو ما يعادل ربع دينار. ولا بد أن يكون هذا المال محرزا، وأن يأخذه السارق من حرزه، ويخرج به عنه فلا قطع مثلا على المؤتمن على مال إذا سرقه، والخادم الماذون له بدخول البيت لا يقطع فيما يسرق. لأنه ليس محرزا عنه، ولا على المستعير إذا جحد العارية، ولا على الثمار في الحقل حتى يؤويها الجرين، ولا على المال خارج البيت أو الصندوق، والعقوبة في مثل هذه الحالات ليست القطع وإنما التعزير (والتعزير عقوبة دون الحد، بالجلد أو بالحبس أو بالتوبيخ أو بالموعظة في بعض الحالات حسبما يقدرها القاضي) . والقطع يكون لليد اليمنى حتى الرسغ، فإذا عاد كان القطع في الرجل اليسرى إلى الكعب وهذا هو القدر المتفق عليه في القطع ثم تختلف آراء الفقهاء بعد ذلك عن الثالثة والرابعة.

والشبهة تدرأ الحد فشبهة الجوع والحاجة والشركة في المال، ورجوع المعترف في اعترافه- إذا لم يكن هناك شهود- ونكول الشهود، كلها شبه تدرأ الحد. والمبدأ العام في الإسلام هو درء الحدود بالشبهات، وسيدنا عمر رضي الله عنه لم يقطع في عام الرمادة حين عمت المجاعة، ولم يقطع كذلك في حادثة خاصة عند ما سرق غلمان ابن حاطب بن أبي بلتعة ناقة رجل من مزينة، فقد أمر بقطعهم، ولكن حين تبين له أن سيدهم يجيعهم، درأ عنهم الحد، وغرم سيدهم ضعف ثمن الناقة تأديبا له. تفصيل وبيان حول السرقة والقطع: 1- اقتضت الآية قطع يد السارق والسارقة مهما كان شأنهما وجنسهما. 2- لا يطبق الحكم إلا على البالغ العاقل، أما الصبي فلا حكم عليه، وكذلك من كان حديث عهد بالإسلام ويجهل حكم السارق. 3- اختلف العلماء في قدر النصاب الذي يقطع به، فذهب أكثر أهل العلم إلى أنه ربع دينار. وهذا قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز والأوزاعي والشافعي، وجاء في الصحيحين عن عائشة قوله صلى الله عليه وسلم لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا. وذهب مالك وأحمد بن حنبل وإسحاق إلى أن القيمة ثلاثة دراهم. 4- أن يكون المال المسروق في حرز كبيت أو صندوق ولو مفتوحا، أو خيمة أو بستان محروس أو ماشية لها راع ففي كل ذلك قطع أما إن كان في غير حرز فلا قطع كماشيه بلا راع وبستان بلا حارس. وأما نبش القبور ففيه قطع إن بلغ المال المسروق ربع دينار. وهذا قول مالك والشافعي وأحمد. 5- إن سرق في المرة الأولى قطعت يده اليمنى من الكوع (أي الرسغ) العظم الناتئ الذي يلي الإبهام، وفي المرة الثانية تقطع رجله اليسرى من مفصل القدم. واختلف العلماء فقال الشافعي في المرة الثالثة تقطع يده اليسرى، وفي الرابعة رجله اليمنى، فإن عاد عزر وحبس حتى تظهر توبته. وهذا قول مالك وأبي بكر وقتادة أيضا. وقد ثبت من خلال الواقع العملي أن هذه العقوبة وهي قطع يد السارق من

[سورة المائدة (5) : آية 40]

أنجع الوسائل لعلاج هذا المرض الاجتماعي الخطير وقد جرب البشر كثيرا من العقوبات لردع السرقة، لكنها لم تفلح فالله عز وجل خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه وما يزجره ويردعه وقد انتقد أحد الملاحدة الشريعة بقطع يد السارق بربع دينار وأن ديتها إذا قطعت تعدل خمسمائة دينار فقال: يد بخمسمئين عسجد وديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار فرد عليه فقيه قائلا: عزّ الأمانة أغلاها وأرخصها ... ذلّ الخيانة فافهم حكمة الباري فاليد الأمينة عزيزة غالية وديتها (500) دينار إذا قطعت عدوانا، ولكن اليد الخائنة رخيصة تقطع في سرقة ربع دينار، وحتى لا يجرأ صاحبها على سرقة أكثر فأكثر وحتى لا تعم السرقة أبناء المجتمع فيضيع الأمن ويعم الخراب. [سورة المائدة (5) : آية 40] أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم (تعلم) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنّ الله) حرف مشبّه بالفعل واسمه المنصوب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (يعذّب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يعذّب (الواو) عاطفة (يغفر) مثل يعذّب (اللام) حرف جرّ (من) مثل الأول في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) ، (يشاء) مثل يعذّب.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أنّ لله له ملك ... ) سدّ مسدّ مفعولي تعلم. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ الله مرفوع. جملة «لم تعلم....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «له ملك ... » : في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «يعذّب من يشاء» : في محلّ رفع خبر ثان «1» . وجملة «يشاء ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «يغفر ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّب. وجملة «يشاء (الثانية) » : لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة «الله ... قدير» : لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. فالاستفهام هنا إنكاري لتقرير العلم، والمراد به الاستشهاد بذلك على قدرته تعالى على ما سيأتي من التعذيب والمغفرة على أبلغ وجه وأتمه.

_ (1) أو استئنافيّة بيانيّة لا محلّ لها.

[سورة المائدة (5) : الآيات 41 إلى 42]

[سورة المائدة (5) : الآيات 41 الى 42] يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) للتنبيه (الرسول) بدل من أي أو نعت له تبعه في الرفع لفظا (لا) ناهية جازمة (يحزن) مضارع مجزوم و (الكاف) ضمير مفعول به (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يسارعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسارعون) بتضمينه معنى يقعون (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل يسارعون (قالوا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا) «1» ،

_ (1) أي أن قولهم كان بلسانهم ولم يجاوز ذلك إلى قلوبهم.

و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تؤمن) مضارع مجزوم (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (من الذين) مثل الأول ومعطوف عليه «1» (هادوا) مثل قالوا (سمّاعون) خبر المبتدأ محذوف تقديره هم، مرفوع وعلامة الرفع الواو (اللام) زائدة للتقوية «2» (الكذب) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ل (سمّاعون) ، (سمّاعون) خبر ثان مرفوع «3» وعلامة الرفع الواو (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (سمّاعون) الثاني «4» ، (آخرين) نعت لقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (لم) مثل الأول (يأتوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (يحرّفون) مثل يسارعون (الكلم) مفعول به منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحرّفون) ، (مواضع) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يقولون) مثل يسارعون (إن) حرف شرط جازم (أوتي) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ نصب مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (خذوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (لم) حرف نفي فقط (تؤتوا) مضارع مبني للمجهول مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو نائب فاعل

_ (1) يجوز جعل الواو استئنافيّة فيتعلّق الجارّ بمحذوف خبر مقدّم والمبتدأ المؤخّر سمّاعون. (2) يجوز أن تكون جارّة أصلية فتتعلّق ب (سمّاعون) . (3) أجاز بعضهم أن يكون توكيدا ل (سمّاعون) الأول، وحينئذ يوجد في الجار بعده مضاف محذوف أي: سمّاعون لكذب قوم آخرين. [.....] (4) يجوز تعليقه بالكذب- إذا كان سمّاعون الثاني توكيدا- أي يكذبون لأجل قوم آخرين ... وسمّاعون لقوم أي هم ناقلون الأخبار.

و (الهاء) ضمير مفعول به (فاحذروا) مثل فخذوه. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يرد) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (فتنة) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (تملك) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (شيئا) نعت تقدّم على المنعوت (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (شيئا) «1» ، (شيئا) مفعول به منصوب «2» (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (لم) حرف نفي وجزم (يرد) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يطهّر) مضارع منصوب، والفاعل هو (قلوب) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يطهّر) في محلّ نصب مفعول به عامله يرد. (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف «3» ، (خزي) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (لهم في الآخرة عذاب) مثل لهم ... خزي (عظيم) نعت لعذاب مرفوع. جملة النداء «يأيّها الرسول» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يحزنك الذين ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يسارعون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.

_ (1) يجوز تعليقه بفعل تملك. (2) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته. (3) أو متعلّق بمحذوف حال من خزي.

وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «آمنّا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لم تؤمن قلوبهم» : في محلّ نصب حال. وجملة «هادوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة « (هم) سمّاعون ... » : في محلّ نصب حال من فاعل هادوا. وجملة «لم يأتوك» : في محلّ جرّ نعت ثان لقوم. وجملة «يحرّفون ... » : في محلّ جرّ نعت ثالث لقوم «1» . وجملة «يقولون ... » : في محلّ نصب حال من فاعل يحرّفون «2» - وجملة «إن أوتيتم هذا» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «خذوه» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «لم تؤتوه» : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «احذروا» : في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة «من يرد الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يرد الله» : في محل رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة «لن تملك....» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أولا محلّ لها استئنافيّة أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم أو في محلّ نصب حال من ضمير سمّاعون. (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

وجملة «أولئك الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لم يرد الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة «يطهّر ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «لهم في الدنيا خزي» : في محلّ رفع خبر ثان لاسم الإشارة أولئك «1» . وجملة «لهم في الآخرة عذاب» : في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم ... خزي. (42) (سمّاعون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم وعلامة الرفع الواو (للكذب) مثل الأول (أكّالون للسحت) مثل سمّاعون للكذب (الفاء) استئنافيّة (إن) مثل الأول (جاؤوا) فعل ماض مبني على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (احكم) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (احكم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (أعرض) مثل احكم (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (تعرض) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) مثل الأول (يضرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر (الواو) عاطفة (إن حكمت فاحكم بينهم) مثل إن جاؤوك فاحكم بينهم (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (احكم) «2» ، (إنّ الله يحب) مثل إنّ الله يتوب «3» ،

_ (1) أو هي الخبر الأول و (الذين) بدل من اسم الإشارة. (2) أو بمحذوف حال من فاعل احكم: متلبّسا بالقسط. (3) في الآية (39) من هذه السورة.

الصرف:

(المقسطين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة « (هم) سمّاعون» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة « (هم) أكّالون للسحت» : لا محلّ لها استئنافيّة أو بدل من الاستئنافيّة. وجملة «جاؤوك ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «احكم بينهم» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «أعرض عنهم» : في محلّ جزم معطوفة على جملة احكم بينهم. وجملة «إن تعرض عنهم» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «لن يضرّوك ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إن حكمت ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «احكم (الثانية) » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إنّ الله يحب ... » : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «يحب المقسطين» : في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (سمّاعون) ، جمع سمّاع وهذه صيغة مبالغة اسم الفاعل من سمع الثلاثيّ، وزنه فعّال بفتح الفاء. (فتنة) ، بمعنى ضلال فهي مصدر سماعيّ من فتن يفتن باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون. (أكّالون) ، جمع أكّال مبالغة اسم الفاعل من أكل يأكل باب نصر وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين.

البلاغة

(السحت) ، اسم جامد بمعنى المال الحرام. أو مصدر بمعنى الحرام من سحت يسحت باب فتح وزنه فعل بضمّ فسكون، وقد يكون بضمّتين. (المقسطين) ، جمع المقسط اسم فاعل من أقسط الرباعيّ بمعنى عدل، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة 1- مكر اليهود تضعنا هذه الآية مع اليهود من حيث مكرهم والتواؤهم، فهم لا يقيمون على عهد ولا يرعون ذمة ولا يؤمن جانبهم أبدا. وقد اجترؤوا فحرفوا الكلام لله عز وجل وهذا ليس لليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا ديدنهم وذلك وصفهم في كل زمان ومكان. 2- حادثة عجيبة زنى رجل وامرأة محصنان من اليهود فقال بعضهم لبعض. هيا بنا إلى محمد صلى الله عليه وسلم لنسأله عن الحكم وليس عنده حكم. فإن حكم بالرجم رفضنا، وإن حكم بغير ذلك قبلنا فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزل جبريل بآية الرجم (وهي منسوخة تلاوة لا حكما) فرفضوا وكذبوا وقالوا الحكم في التوراة غير ذلك، فدله جبريل على رجل يهودي اسمه (ابن صوريا) هو أعلم يهودي في ذلك الوقت، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عنه فعرفوه وقالوا هو أعلمنا فبعث النبي صلى الله عليه وسلم وراءه فحضر، فناشده بالتوراة وبموسى وبالله الذي لا إله إلا هو الذي نجاهم من فرعون وفلق لهم البحر أن يصدقه، فقال نعم، فسأله عن حكم الزاني المحصن في التوراة فقال له الرجم، ولكن اليهود كانوا إذا زنى الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا زنى الشريف تساهلوا معه وكاد يقع خلاف حول ذلك، فحرفوا التوراة وجعلوا الحكم الجلد والتحميم، كانوا يجلدونه أربعين جلدة بسوط عليه قار فيسود جسمه فيحمل على دابة تطوف به بين الناس ثم يحمم فتنكرت اليهود لأقوال ابن صوريا واستغربت أن يفضحهم بهذا الشكل، فقال

[سورة المائدة (5) : آية 43]

اضطررت للصدق خشية نزول العذاب علينا. ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجم الزانيين وطبق فيهما حكم الله وفي هذه الحادثة دلالة على صدق النبوة ومطابقة التوراة للقرآن الكريم ومكر اليهود وخبثهم. 2 [مبالغة اسم الفاعل] المبالغة في المعنى: هناك صيغ مبالغة لاسم الفاعل في اللغة العربية تدل على المبالغة في المعنى وقد ورد في هذه الآية صيغة من هذه الصيغ بقوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ وقد دلّ هذا على كثرة سماعهم للكذب وكثرة أكلهم للحرام فهم منغمسون في المعاصي دون رادع أو خشية. ولعله من المفيد أن نذكر بصيغ مبالغة اسم الفاعل فهي: 1- فعّال: مثل سمّاع- كذّاب. 2- فعول: مثل أكول وشروب. 3- فعيل: مثل سميع وعليم وبصير. 4- فعل: مثل شره- نهم. 5- مفعال: مثل مطعان. وهذه الصيغ تدل على المبالغة والكثرة لمن قام بالفعل فأكول كثير الأكل ومطعان كثير الطعن. [سورة المائدة (5) : آية 43] وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (يحكّمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الواو) حاليّة (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر مقدّم و (هم) ضمير مضاف إليه (التوراة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (حكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (يتولّون) مثل يحكّمون (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتولّون) ، (ذلك) إشارة مبني

الصرف:

في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الواو) حاليّة (ما) نافية (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع اسم ما. و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ زائد (المؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما وعلامة الجرّ الياء. جملة «يحكّمونك» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «عندهم التوراة» : في محلّ نصب حال من فاعل يحكّمونك. وجملة «فيها حكم ... » : في محلّ نصب حال من التوراة. وجملة «يتولّون» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «ما أولئك بالمؤمنين» : في محلّ نصب حال من فاعل يتولّون «1» . الصرف: (يتولّون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يتولّاون، التقت الألف الساكنة مع واو الجماعة فحذفت الألف ثم فتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة. الفوائد قوله تعالى وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ كيف في هذه الآية اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال. ولعله من المفيد أن نبين حكمها في الإعراب إكمالا للفائدة فهي 1- اسم مبني على الفتح دائما وتكون في محل رفع خبر مقدم إذا وليها اسم كقولنا: كيف حالك. وتأتي في محل نصب خبر مقدم لكان أو إحدى أخواتها إذا وليها فعل ناقص مثل: كيف كان عملك؟ وتعرب في محل نصب حال إذا وليها فعل تام كما ورد في الآية.

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

[سورة المائدة (5) : الآيات 44 إلى 45]

وبعضهم يعربها في محل نصب نائب مفعول مطلق إذا وليها فعل تام كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ فيؤولون الكلام بمعنى ألم تر أيّ فعل فعل ربك بأصحاب الفيل وهو وجه ليس بعيدا من الصواب. [سورة المائدة (5) : الآيات 44 الى 45] إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (44) وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنزلنا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (التوراة) مفعول به منصوب (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (هدى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (نور) معطوف على هدى مرفوع (يحكم) مضارع مرفوع (بها) مثل فيها متعلّق ب (يحكم) ، (النبيّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع نعت ل (النبيّون) ، (أسلموا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب

(يحكم) «1» ، (هادوا) مثل أسلموا (الواو) عاطفة (الربّانيّون) معطوف على (النبيّون) مرفوع مثله وكذلك (الأحبار) ، (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) على أسلوب البدل بإعادة الجار «2» ، (استحفظوا) فعل ماض مبني للمجهول.. والواو نائب فاعل (من كتاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المقدّر (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو ضمير اسم كان (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهداء) (شهداء) خبر كانوا منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخشوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اخشوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) نون الوقاية.. وحذف ضمير المتكلّم- مفعول اخشوا- للتخفيف (الواو) عاطفة (لا تشتروا) مثل لا تخشوا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تشتروا) بتضمينه معنى تستبدلوا و (الياء) ضمير مضاف إليه (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت منصوب. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (لم) حرف للنفي فقط (يحكم) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) ، (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (هم) ضمير فصل «3» ، (الكافرون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا ب (أنزلنا) ، أو متعلّق بمحذوف نعت لهدى ونور. (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ. (3) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره الكافرون، والجملة الاسمية خبر أولئك. [.....]

جملة «إنّا أنزلنا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنزلنا....» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «فيها هدى....» : في محلّ نصب حال من التوراة. وجملة «يحكم بها النبيّون» : في محلّ نصب حال من الضمير في (فيها) . وجملة «أسلموا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «هادوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «استحفظوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كانوا عليه شهداء» : لا محلّ لها معطوفة على جملة استحفظوا. وجملة «لا تخشوا....» : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن أحرجتم في موقف فلا تخشوا الناس. وجملة «اخشون» : في محل جزم معطوفة على جملة لا تخشوا. وجملة «لا تشتروا» : في محل جزم معطوفة على جملة لا تخشوا. وجملة «من لم يحكم» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لم يحكم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «أنزل الله ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أولئك ... الكافرون» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(45) (الواو) عاطفة (كتبنا) مثل أنزلنا (عليهم) مثل عليه متعلّق ب (كتبنا) ، (فيها) مثل الأول متعلّق ب (كتبنا) ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (النفس) اسم أن منصوب (بالنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أنّ أي: أنّ النفس مأخوذة بالنفس. والمصدر المؤوّل (أنّ النفس بالنفس) في محلّ نصب مفعول به عامله كتبنا. (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (العين، الأنف، الأذن، السنّ، الجروح) أسماء معطوفة على النفس اسم أنّ منصوبة مثله (بالعين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر معطوف على خبر أنّ.. ومثله (بالأنف، بالأذن، بالسنّ) ، (قصاص) خبر معطوف على الخبر المحذوف المتعلّق به بالنفس، مرفوع، (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (تصدّق) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تصدّق) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير مبني في محلّ رفع مبتدأ (كفّارة) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لكفّارة «1» ، (الواو) عاطفة (من لم يحكم ... الظالمون) مثل نظيرتها المتقدّمة ... وجملة «كتبنا ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلنا. وجملة «من تصدّق ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تصدّق ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بكفّارة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة «هو كفّارة ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «من لم يحكم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة من تصدّق، وجملة يحكم في محلّ رفع خبر (من) . وجملة «أنزل الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أولئك ... الظالمون» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (الأحبار) ، جمع الحبر زنة فعل بفتح الفاء وكسرها وسكون العين، صفة مشتقّة من حبر يحبر باب نصر. (العين) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون. (الأنف) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون. (السنّ) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون. (الجروح) ، جمع جرح اسم جامد، وزنه فعل بضمّ فسكون. (قصاص) ، مصدر سماعيّ لفعل قاصّ الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ للفعل فهو المقاصّة. (كفّارة) ، اسم جامد لما يدفع أو يعمل لتغطية الإثم، وزنه فعّالة بفتح الفاء وتشديد العين المفتوحة. البلاغة 1- في هذه الآية فن مندرج في سلك الإطناب من علم المعاني وذلك في سياق قوله تعالى في صفة النبيين «الَّذِينَ أَسْلَمُوا» فهي صفة أجريت على النبيين على سبيل المدح دون التخصيص والتوضيح، لكن لا للقصد إلى مدحهم بذلك حقيقة

الفوائد

فإن النبوة أعظم من الإسلام قطعا فيكون وصفهم به بعد وصفهم بها تنزيلا من الأعلى إلى الأدنى بل لتنويه شأن الصفة، فإن إبراز وصف في معرض مدح العظماء منبئ عن عظم قدر الوصف لا محالة كما في وصف الأنبياء بالصلاح ووصف الملائكة بالإيمان عليهم السلام ولذلك قيل: أوصاف الأشراف أشراف الأوصاف. 2- الالتفات: في قوله تعالى فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ فهو خطاب لرؤساء اليهود وعلمائهم بطريق الالتفات من التكلم الى الخطاب. الفوائد 1- تحكيم شريعة الله عز وجل أفادت هذه الآية بقوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ أفادت تحكيم شريعة الله عز وجل في قضايا الحياة وشؤونها وقد يعترض معترض فيقول: هناك أشياء كثيرة برزت في عصرنا لم تكن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: إن شريعة الإسلام ليست جامدة وإنما هناك الاجتهاد والإجماع والقياس وهي مصادر من التشريع تكسب الشريعة حيوية واطرادا وتقدما يواجه جميع مشاكل الحياة في كل زمان ومكان. 2- هل شرع من قبلنا شرع لنا.. تناولت هذه الآية جانبا من أحكام التوراة في القصاص، وقد اختلف العلماء حول اعتبار شرع من قبلنا شرعا لنا أم لا فقد نقل عن أصحاب أبي حنيفة وبعض أصحاب الشافعي وعن أحمد في إحدى الروايتين أن شرع من قبلنا شرع لنا بطريق الوحي لا من جهة كتبهم المبدلة واختار ابن الحاجب من المتأخرين هذا المذهب لكنه لم يعتبر فيه قيد الوحي، وهو الحق، وإلا لم يبق للنزاع معنى إذ لا ينكر أحد التزام النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي سواء من شرعه أم شرع من سواه وذهبت الأشاعرة والمعتزلة إلى المنع، وذلك اختيار الآمدي من المتأخرين ولكن الرأي الأول هو المعتمد وعليه جمهور العلماء. ويشترط أن لا يكون قد ورد في شرعنا ما يخالف هذا الشرع الذي نأخذ به.

3 القصاص والعفو: قوله فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ: من تصدق بالقصاص متطوعا، سواء كان هو ولي الدم في حالة القتل- والصدقة تكون بأخذ الدية مكان القصاص، أو بالتنازل عن الدم والدية معا وهذا من حق الولي، إذ العقوبة والعفو متروكان له، ويبقى للإمام تعزير القاتل بما يراه- أو كان هو صاحب الحق في حالة الجروح كلها فتنازل عن القصاص، من تصدق فصدقته هذه كفارة لذنوبه يحطها بها الله عنه وكثيرا ما تستجيش هذه الدعوة الى السماحة والعفو، وتعليق القلب بعفو الله ومغفرته نفوسا لا يغنيها العوض المالي، ولا يسلبها القصاص ذاته عمن فقدت أو عما فقدت، إن القصاص غاية ما يستطاع في الأرض لإقامة العدل وتأمين المجتمع، ولكن تبقى في النفس بقية لا يمسح عليها إلا تعليق القلوب بالعوض الذي يجيء من عند الله. روى الإمام أحمد، قال: حدثنا وكيع، حدثنا يونس بن أبي اسحق عن أبي السفر قال: «كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار فاستعدى عليه معاوية، فقال معاوية: سنرضيه، فألح الأنصاري، فقال معاوية: شأنك بصاحبك، وأبو الدرداء جالس، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة أو حط به عنه خطيئة» فقال الأنصاري: فإني قد عفوت» . وهكذا رضيت نفس الرجل واستراحت بما لم ترض من مال معاوية الذي لوح له به للتعويض.

[سورة المائدة (5) : آية 46]

[سورة المائدة (5) : آية 46] وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قفّينا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (على آثار) جارّ ومجرور متعلّق ب (قفينا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (بعيسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (قفّينا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ابن) نعت لعيسى أو بدل تبعه في الجرّ (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (مصدّقا) حال منصوبة من عيسى (اللام) زائدة للتقوية «1» ، (ما) اسم موصول محلّه القريب الجرّ باللام ومحلّه الثاني النصب فهو مفعول به لاسم الفاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) مضاف إليه (من التوراة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ما (الواو) عاطفة (آتينا) مثل قفّينا و (الهاء) ضمير مفعول به (الإنجيل) مفعول به ثان منصوب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (هدى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (نور) معطوف على هدى مرفوع مثله (الواو) عاطفة (مصدّقا) معطوف على الجملة الحاليّة فيه هدى (لما بين ... من التوراة) مثل الأولى (الواو) عاطفة (هدى) معطوف على (مصدّقا) منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (موعظة) معطوف على (مصدّقا) منصوب (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بهدى وموعظة.

_ (1) يجوز أن يكون الحرف أصليّا، فيتعلّق مع المجرور ب (مصدّقا) لأنه اسم فاعل.

الصرف:

جملة «قفّينا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة «فيه هدى ... » : في محلّ نصب حال من الإنجيل. وجملة «آتيناه ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (آثارهم) ، جمع أثر وهو الاسم من أثر يأثر باب نصر وباب ضرب وزنه فعل بفتحتين. البلاغة 1- التكرير: في قوله تعالى لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وتكرير ذلك لزيادة التقرير. 2- التشبيه البليغ: وهو تشبيه الإنجيل بالنور والهدى، وحذف الأداة ليكونا نفس الإنجيل للمبالغة. [سورة المائدة (5) : آية 47] وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (يحكم) مضارع مجزوم (أهل) فاعل مرفوع (الإنجيل) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) ، (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) استئنافيّة (من لم ... هم الفاسقون) مرّ إعراب نظيرها «2» .

_ (1) أو معطوفة على جملة أنزلنا التوراة في الآية (44) من هذه السورة. (2) في الآية (44) من هذه السورة.

[سورة المائدة (5) : آية 48]

جملة «يحكم أهل الإنجيل» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنزل الله ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «من لم يحكم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لم يحكم بما أنزل الله» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «أنزل الله (الثانية) » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «أولئك هم الفاسقون» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. [سورة المائدة (5) : آية 48] وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) الإعراب: (الواو) عاطفة (أنزلنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

من الكتاب أو من فاعل أنزلنا أو من الكاف في (إليك) ، (مصدّقا لما ... الكتاب) مثل مصدّقا لما ... من التوراة «1» (الواو) عاطفة (مهيمنا) معطوف على (مصدّقا) منصوب (عليه) مثل إليك متعلّق ب (مهيمنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (احكم) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (احكم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (بما أنزل الله) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبع) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أهواء) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل تتّبع أي: منحرفا عمّا جاءك (جاء) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد و (الكاف) ضمير مفعول به (من الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل جاء (لكل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلنا) وهو فعل ماض مبني على السكون. و (نا) فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كلّ) ، أي لكلّ نبيّ منكم «3» ، (شرعة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (منهاجا) معطوف على شرعة منصوب. (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (جعل) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أمّة) مفعول به ثان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (اللام) للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (كم) مفعول به، والفاعل هو أي الله.

_ (1) في الآية (46) من هذه السورة. (2) في الآية (47) من هذه السورة. (3) على الرغم من فصل النعت عن المنعوت بأجنبي، إنّ المعنى لا يمنع ذلك، وفي القرآن الكريم نظائر له قال تعالى: أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ (سورة الأنعام- الآية 14) بكسر الراء في فاطر

(في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (يبلوكم) ، (آتى) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به أوّل، والمفعول الثاني محذوف أي آتاكم إيّاه. والمصدر المؤوّل (أن يبلوكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فرّقكم. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (استبقوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (الخيرات) منصوب على نزع الخافض أي الى الخيرات.. وهو مفعول به إذا ضمّن الفعل معنى ابتدروا، وعلامة النصب الكسرة. (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من الضمير في مرجعكم لأنه فاعل المصدر (الفاء) عاطفة (ينبّئ) فعل مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بما) مثل الأول متعلّق ب (ينبّئ) ، (كنتم) فعل ماض ناقص.. و (نا) ضمير اسم كان (فيه) مثل عليه متعلّق ب (تختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «أنزلنا ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلنا التوراة «1» . وجملة «احكم بينهم» : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن سئلت فاحكم. وجملة «أنزل الله ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «لا تتّبع ... » : في محلّ جزم معطوفة على جملة احكم. وجملة «جاءك ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة، ويجوز قطعها على الاستئناف فلا محل لها.

الصرف:

وجملة «جعلنا منكم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لو شاء الله» : لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا منكم. وجملة «جعلكم ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة « (فرّقكم) المقدّرة» : لا محل لها معطوفة على جملة لو شاء. وجملة «يبلوكم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «آتاكم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة «استبقوا ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم في موضع الاختبار فاستبقوا.... وجملة «إلى الله مرجعكم» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «ينبّئكم» : لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة «كنتم ... تختلفون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وجملة «تختلفون» : في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (مهيما) ، اسم فاعل من (هيمن) الرباعيّ، وزنه مفعلل بضمّ الميم وكسر اللام الأولى، وقال أبو البقاء العكبريّ. «وأصل مهيمن مؤيمن لأنه مشتقّ من الأمانة، لأن المهيمن الشاهد وليس في الكلام همن حتّى تكون الهاء أصلا. (شرعة) ، الاسم لشرع يشرع باب فتح بمعنى الشريعة، وما شرع الله لعباده من السنن والأحكام. (منهاجا) ، اسم مكان على غير القياس من نهج ينهج، وزنه مفعال بكسر الميم.

البلاغة

البلاغة التشبيه: في قوله تعالى لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً فالشريعة هي الطريقة الى الماء شبه بها الدين لكونه سبيلا موصلا الى ما هو سبب للحياة الأبدية كما أن الماء سبب للحياة الفانية. الفوائد الدين والشريعة.. وردت آيات تدل على وحدة الدين، ولا فرق بين دين نبي ونبي آخر، ووردت آيات تدل على التباين في الشريعة كما في هذه الآية بقوله تعالى لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وطريق الجمع بين هذه الآيات أن كل آية دلت على عدم التباين فهي دالة على أصول الدين من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وكل ذلك جاءت به الرسل من عند الله ولم يختلفوا فيه. وأما الآيات الدالة على حصول التباين بينهم فمحمولة على الفروع وما يتعلق بظواهر العبادات فجائز أن يتعبد الله عباده في كل وقت بما يشاء، فهذه طريق الجمع بين هذه الآيات، ولذا فلا يجوز تسميتها بالديانات السماوية، لأن الدين واحد لدى جميع الأنبياء وهو توحيد الله والإيمان بما أخبرنا به، ولكن يجوز أن نقول الشرائع السماوية لأنها مختلفة من نبي لنبي حسب زمانه ومكانه وأمته ومقتضيات عصره. [سورة المائدة (5) : آية 49] وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ (49)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ «1» ، (احكم بينهم بما أنزل الله) مرّ إعرابها «2» وكذلك (لا تتبع أهواءهم) «3» ، (الواو) عاطفة (احذر) فعل أمر و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنّ) حرف مصدريّ ونصب (يفتنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفتنوك) ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (أنزل) فعل ماض مبنيّ (الله) فاعل مرفوع وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) . والمصدر المؤوّل (أن احكم) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي حكمك بما أنزل الله أمرنا.. أو من الواجب حكمك بما أنزل الله «4» . والمصدر المؤوّل (أن يفتنوك) في محلّ نصب بدل اشتمال من الضمير في (احذرهم) «5» . (الفاء) استئنافيّة (إن حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبني على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلم) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنّما) كافة ومكفوفة (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن يصيبهم) مثل أن يفتنوك (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصيب) ، (ذنوب) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه.

_ (1) أو حرف تفسير لأن فعل أنزلنا إليك الوارد في الآية السابقة (48) بمعنى قلنا.. والجملة بعده تفسيريّة لا محلّ لها. (2، 3) في الآية السابقة (48) . (4) يجوز عطف المصدر المؤوّل على لفظ الكتاب في الآية السابقة أي أنزلنا إليك الكتاب والحكم بما أنزل الله، كما يجوز عطفة على الحقّ أي: أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ والحكم. [.....] (5) أو مفعول لأجله بحذف حرف الجرّ منه.

والمصدر المؤوّل (أن يصيبهم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (اللام) هي المزحلقة (فاسقون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة « (حكمك) ... أمرنا» : لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم «1» . وجملة «أنزل الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «لا تتّبع أهواءهم» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف «2» . وجملة «احذرهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تتّبع أهواءهم. وجملة «يفتنوك ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «أنزل الله إليك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «تولّوا» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اعلم ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «يريد الله ... » : في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي اعلم المعلّق ب (أنما) . وجملة «يصيبهم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1، 2) يجوز قطعها على الاستئناف أصلا، فالواو قبلها استئنافيّة لا عاطفة.

البلاغة

وجملة «إنّ كثيرا ... لفاسقون» : لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة الإبهام: في قوله تعالى بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وذلك لتعظيم التولي واستسرافهم في ارتكابه كما في قول لبيد: أو يرتبط بعض النّفوس حمامها. أراد نفسه: وإنما قصد تفخيم شأنها بهذا الإبهام، كأنه قال: نفسا كبيرة ونفسا أي نفس. فكما أن التنكير يعطي معنى التكبير وهو معنى البعضية فكذلك إذا صرح بالبعض. الفوائد اللام المزحلقة.. اللام المزحلقة تدخل على خبر إن وتزيد الكلام توكيدا وتقوية، كما في هذه الآية وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ وعند ما كذب أصحاب القرية المرسلين قالوا لهم رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ أما إذا كان الخبر شبه جملة (أي ظرف أو جار ومجرور) وتقدم على اسمها فتدخل هذه اللام على الاسم كقوله تعالى إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى. وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى [سورة المائدة (5) : آية 50] أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الانكاريّ (الفاء) استئنافيّة «1» (حكم) مفعول به مقدّم منصوب عامله يبغون (الجاهليّة) مضاف إليه مجرور (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بأحسن (حكما) تمييز منصوب (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) أو عاطفة تعطف الفعل المذكور على فعل مقدّر يقتضيه المعنى أي: أيتولّون عن حكمك فيبغون حكم الجاهليّة.

الصرف:

بنعت ل (حكما) «1» ، (يوقنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «يبغون» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «من أحسن ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يوقنون» : في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (الجاهليّة) ، إمّا الملّة الجاهليّة التي هي متابعة الهوى الموجبة للميل والمداهنة في الأحكام، وإمّا أن تكون على حذف مضاف أي أهل الجاهليّة. والكلمة نسبة إلى الجاهل وهو اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح أو هي من نوع المصدر الصناعيّ الذي ينتهي بالياء المشدّدة والتاء المربوطة. (يبغون) ، فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين، أصله يبغيون بضمّ الياء الثانيّة، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الغين- إعلال بالتسكين- ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء وزنه يفعون. البلاغة 1- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وقوله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً فالأول إنكار وتعجب من حالهم وتوبيخ لهم، وتقديم المفعول للتخصيص المفيد لتأكيد الإنكار والتعجيب لأن التولي عن حكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطلب حكم آخر عجيب، وطلب حكم الجاهلية أقبح وأعجب. والثاني إنكار لأن يكون أحد حكمه أحسن من حكم الله تعالى، أو مساو له، كما يدل عليه الاستعمال وإن كان ظاهر السبك غير متعرض لنفي المساواة.

_ (1) يجوز تعليقه ب (حكما) .. أو بمقدّر أي هذا الاستفهام والخطاب لقوم يوقنون، أو يبيّن ذلك لقوم يوقنون، وجعل بعض المعربين اللام بمعنى عند فيتعلّق بأحسن، قال العكبريّ: إنّ الموقن يتدبّر حكم الله فيحسن عنده.

[سورة المائدة (5) : آية 51]

2- فن الإيغال: في قوله تعالى وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وهو فن طريف، وفحواه أن يستكمل المتكلم كلامه قبل أن يأتي بمقطعه، فإذا أراد الإتيان بذلك أتى بما يفيد معنى زائدا على معنى ذلك الكلام. وهو ضربان: إيغال تخيير وإيغال احتياط. وهو في هذه الآية إيغال تخيير. فإن المعنى قد تم بقوله: «وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً» ولما احتاج الكلام الى فاصلة تناسب ما قبلها وما بعدها، أتت تفيد معنى زائدا، لولاها لم يحصل، وذلك أنه لا يعلم أن حكم الله أحسن من كل حكم إلا من أيقن أنه واحد حكيم عادل، ولذلك عدل عن قوله «يعلمون» الى قوله «يوقنون» . [سورة المائدة (5) : آية 51] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (لا) ناهية جازمة (تتخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اليهود) مفعول به أوّل منصوب (النصارى) معطوف على اليهود بالواو منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أولياء) مفعول به ثان منصوب (بعض) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أولياء) خبر مرفوع (بعض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يتولّ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة.

الصرف:

فاعل يتولّى (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (منهم) مثل منكم متعلّق بخبر إنّ (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل هو (القوم) مفعول به منصوب (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة «لا تتخذوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «بعضهم أولياء ... » : لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة. وجملة «من يتولّهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «يتولّهم منكم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «إنّه منهم» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إنّ الله لا يهدي ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يهدي ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (يتولّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يتفعّ. [سورة المائدة (5) : آية 52] فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ (52)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدم و (هم) ضمير مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يسارعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يسارعون) على حذف مضاف أي في موالاتهم (يقولون) مثل يسارعون (نخشى) مثل ترى (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصيب) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به (دائرة) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تصيبنا) في محلّ نصب مفعول به عامله نخشى «1» . (الفاء) استئنافيّة (عسى) فعل ماض ناقص جامد (الله) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن يأتي) مثل أن تصيب، والفاعل هو (بالفتح) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) . والمصدر المؤوّل (أن يأتي) في محلّ نصب خبر عسى. (أو) حرف عطف (أمر) معطوف على الفتح مجرور مثله (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأمر و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة سببيّة (يصبحوا) مضارع ناقص منصوب معطوف على (يأتي) وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يصبح (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» ، (أسرّوا) فعل ماض مبني على الضمّ والواو فاعل (نادمين) خبر أصبحوا منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن تصيبنا.. متعلّق ب (نخشى) . (2) أو اسم موصول والعائد محذوف والجملة صلة.. أو نكرة موصوفة والجملة نعت له.

[سورة المائدة (5) : آية 53]

والمصدر المؤوّل (ما أسرّوا) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (نادمين) . جملة «ترى الذين ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله لا يهدي «1» . وجملة «في قلوبهم مرض» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يسارعون» : في محلّ نصب حال من الموصول. وجملة «يقولون ... » : في محلّ نصب حال من فاعل يسارعون. وجملة «نخشى ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «تصيبنا دائرة» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «عسى الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يأتي ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يصبحوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «أسروا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف (دائرة) ، مؤنّث دائر وهو اسم فاعل من دار وزنه فاعل، وهو صفة غالبة يحذف معها الموصوف، وفي اللفظ إبدال حرف العلّة همزة لمجيء حرف العلّة بعد ألف فاعل، وهذا القلب مطّرد. [سورة المائدة (5) : آية 53] وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ (53)

_ (1) في الآية السابقة (51) إذا كانت الرؤية قلبيّة فالجملة مفعول به ثان لفعل الرؤية.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يقول) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الهمزة) للاستفهام (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (الذين) اسم موصول خبر (أقسموا) مثل آمنوا (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقسموا) ، (جهد) مصدر في موضع الحال أي جاهدين «1» ، (أيمان) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) لام القسم (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و (كم) ضمير مضاف إليه (حبطت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أصبحوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم أصبح (خاسرين) خبر مرفوع. جملة «يقول الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «هؤلاء الذين ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أقسموا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «إنهم لمعكم» : لا محلّ لها جواب القسم. وجملة «حبطت أعمالهم» : لا محلّ لها استئنافيّة، وهي من كلام الله تعالى لا من كلام المؤمنين. وجملة «أصبحوا خاسرين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة حبطت أعمالهم.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه.

الصرف:

الصرف: (جهد) مصدر سماعيّ لفعل جهد يجهد باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة فن الإغراب والطرفة: في قوله تعالى حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ وهو على ثلاثة أقسام: 1- قسم يكون الإغراب منه في اللفظ وهو كثير. 2- قسم يكون الإغراب منه في المعنى. 3- قسم لا يكون الإغراب في معناه ولا في ظاهر لفظه، بل في تأويله، وهو الذي إذا حمل على ظاهره كان الكلام معيبا وإذا تؤوّل رده التأويل الى نمط من الكلام الفصيح، فأماط عن ظاهره العيب. والآية الكريمة منه، فإن لقائل أن يقول: إن لفظة «أصبحوا» في الظاهر حشو لا فائدة فيه، فإن هؤلاء المخبر عنهم بالخسران قد أمسوا في مثل ما أصبحوا، ومتى قلت: أصبح العسل حلوا، كانت لفظة أصبح زائدة من الحشو الذي لا فائدة فيه، لأنه أمسى كذلك. وقد تحيل الرماني لهذه اللفظة في تأويل تحصل به الفائدة الجليلة التي لولا مجيئها لم تحصل، وهي أنه لما قال، لما كان العليل الذي بات مكابدا آلاما شديدة تعتبر حاله عند الصباح، فإذا أصبح مفيقا مستريحا من تلك الآلام رجي له الخير وغلب الظن برؤه وإفاقته من ذلك المرض وإذا أصبح كما أمسى تعيّن هلاكه.. وعلى هذا تكون لفظة «أصبحوا» قد أفادت معنى حسنا جميلا، وخرجت على كونها حشوا غير مفيد. الفوائد المنافقون واليهود.. نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه، حيث كانوا يسارعون في موالاة اليهود والتقرب منهم، مبررين ذلك بأنهم يخافون أن يصيبهم مكروه، ويعنون بذلك ألا يتم أمر محمد صلى الله عليه وسلم فيدور عليهم الأمر كما كان قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) ونستفيد من هذه

[سورة المائدة (5) : آية 54]

الآية أن المنافقين لا يعوّل عليهم في شيء ولا يعتمد عليهم في أمر فهم متأرجحون. مرجفون خائفون مضطربون، لا يثبتون على حال ويقولون ما لا يفعلون، فهم أبطنوا الكفر وأظهروا الإسلام وحاربوه في السر وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ. فهم أصعب من العدو الظاهر وأشد خطرا من غيرهم. [سورة المائدة (5) : آية 54] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (54) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (من يرتدّ منكم) مثل من يتولّهم منكم «2» ، (عن دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرتدّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق به (يأتي) ، (يحبّ) مثل يأتي و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (أذلّة) نعت لقوم مجرور مثله (على المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بأذلّة وقد ضمّن معنى عاطفين، وعلامة الجرّ الياء (أعزّة) نعت ثان لقوم مجرور مثله (على الكافرين) مثل على المؤمنين (يجاهدون) مثل

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2) في الآية (51) من هذه السورة.

يحبّون (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجاهدون) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (يخافون) مثل يحبّون (لومة) مفعول به منصوب (لائم) مضاف إليه مجرور. (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. (واللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (فضل) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يؤتي) مثل يأتي و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة النداء «يأيّها الذين» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «من يرتدّ ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يرتدّ ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «يأتي الله» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «يحبّهم» : في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة «يحبّونه» : في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحبّهم. وجملة «يجاهدون ... » : في محلّ جر نعت آخر لقوم. وجملة «لا يخافون ... » : في محلّ جر معطوفة على جملة يجاهدون «2» . وجملة «ذلك فضل الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يؤتيه ... » : في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ ذا «3» ..

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة في محلّ نصب حال من فاعل يجاهدون. [.....] (3) أو في محلّ نصب حال، أو استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة «يشاء» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «الله واسع ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (لومة) ، مصدر مرّة من لام يلوم باب نصر، وزنه فعلة بفتح الفاء. (لائم) ، اسم فاعل من لام الثلاثيّ وزنه فاعل، وفيه قلب الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل وأصله لاوم، وهذا القلب مطّرد في كلّ فعل معتلّ. البلاغة الطباق: بين أذلة وأعزّة.. الفوائد اقتران جواب الشرط بالفاء.. في هذه الآية اقترن جواب الشرط بالفاء بقوله تعالى: مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وهنا وجب اقترانه بالفاء لوقوع سوف في الجواب ولعله من المفيد أن نذكر بحالات وجوب اقتران جواب الشرط بالفاء وهي: 1- إذا كان الجواب جملة أسميه كقوله تعالى وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى. 2- إذا كان الجواب جمله طلبية فعلها أمر أو مضارع مقترن بلام الأمر أو لا الناهية كقوله تعالى فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً. 3- أن يكون فعل الجواب جامدا كقولنا: إن أحسنت فعسى أن يحبك الناس. 4- أن يكون مقترنا ب (ما) كقولنا: إن عاقبت المسيء فما قصّرت.

[سورة المائدة (5) : آية 55]

[سورة المائدة (5) : آية 55] إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (55) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (وليّ) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع معطوف على لفظ الجلالة (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الذين) مثل الأول بدل منه- أو نعت له- (يقيمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يؤتون الزكاة) مثل يقيمون الصلاة (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (راكعون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «إنما وليّكم الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «يقيمون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «يؤتون ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الثانية. وجملة «هم راكعون» : في محلّ نصب حال. الفوائد الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.. دلت هذه الآية على أن الإيمان ليس دعوى يتغنى بها اللسان بل لا بد لها من

[سورة المائدة (5) : آية 56]

رصيد في السلوك والعمل حتى تكون دعوى صادقة ودل على ذلك قوله تعالى وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ... فلا بد للإيمان من سلوك عملي يترجمه ويكون دليلا عليه، وفيه تمييز للمؤمنين عن المنافقين الذين يدّعون الإيمان ولا يحافظون على الصلاة ولا يؤتون الزكاة. [سورة المائدة (5) : آية 56] وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (56) الإعراب: (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يتولّ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (رسول، الذين) اسمان معطوفان على لفظ الجلالة بحرفي العطف تبعاه في حالة النصب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (آمنوا) مثل المتقدّم في الآية السابقة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (حزب) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هم) ضمير فصل «1» ، (الغالبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «من يتولّ ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة. وجملة «يتولّ الله ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الغالبون، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة «إنّ حزب الله ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «1» . الصرف: (يتولّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يتفّع. (حزب) ، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، جمعه أحزاب، وزنه فعل بكسر فسكون. [سورة المائدة (5) : الآيات 57 الى 58] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (58) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب «2» (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (لا تتخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الذين) مثل الأول في محلّ نصب مفعول به أول (اتّخذوا) مثل آمنوا (دين) مفعول به أوّل عامله اتّخذوا، منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (هزوا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لعبا) معطوف على (هزوا) منصوب (من) حرف جرّ (الذين) مثل الأول في محلّ جرّ

_ (1) يرى بعضهم أن جملة الجواب محذوفة تقديرها فهو يعينهم وينصرهم، والجملة الاسمية المذكورة في حكم التعليل. (2) و (ها) للتنبيه لا محل لها.

متعلّق بمحذوف حال من فاعل اتّخذوا (أوتوا) فعل ماض مبني على الضمّ، مبني للمجهول.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الكفار) معطوف على الموصول الثاني تبعه في حالة النصب (أولياء) مفعول به ثان عاملة تتّخذوا، منصوب، وهو ممنوع من التنوين لأنه ملحق بالاسم الممدود على وزن أفعلاء (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إن) حرف شرط جازم «1» (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. و (تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة النداء «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «لا تتّخذوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «اتّخذوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «أوتوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة «اتّقوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «كنتم مؤمنين» : لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فاتّقوا الله. (58) (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب متعلّق ب (اتخذوا) (ناديتم) فعل ماض مبني على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (إلى الصلاة) جارّ ومجرور متعلّق ب

_ (1) إن هنا للتهييج والإلهاب- كما يقول ابن هشام- لا للتعليق المقتضي للشك.

[سورة المائدة (5) : آية 59]

(ناديتم) «1» ، (اتّخذوا) مثل آمنوا و (ها) ضمير مفعول به أوّل (هزوا ولعبا) مثل الأولى (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى الفعل منهم.. (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير متّصل مبني في محلّ نصب اسم أنّ (قوم) خبر أنّ مرفوع (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. وجملة «ناديتم ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «اتّخذوها ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «ذلك بأنّهم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. وجملة «لا يعقلون» : في محلّ رفع نعت لقوم. [سورة المائدة (5) : آية 59] قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (59) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (هل) حرف استفهام متضمّن معنى النفي (تنقمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تنقمون) متضمّنا معنى تكرهون (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ فقط (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنا) .

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل ناديتم أي داعين إلى الصلاة.

والمصدر المؤوّل (أن آمنّا) في محلّ نصب مفعول به عامله تنقمون أي: تنقمون منّا إيماننا بالله. (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما أنزل) مثل الأولى ومعطوفة عليها (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) الثاني (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (أكثر) اسم أنّ منصوب و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (فاسقون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أنّ أكثركم فاسقون) في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة أي تنقمون منّا إيماننا بالله وبأنّ أكثركم فاسقون «1» . جملة «قل» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء «يا أهل الكتاب» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هل تنقمون» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «آمنّا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «أنزل إلينا» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ نصب: آ- معطوف على المصدر المؤوّل أن آمنا على حذف مضاف أي: واعتقاد أنّ أكثركم فاسقون. ب- هو مفعول معه والواو هي واو المعيّة أي: تنقمون وفسق أكثركم أي مع فسق أكثركم ج- منصوب بفعل مقدّر أي: ولا تنقمون أنّ أكثركم فاسقون. ويجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف مقدّم عليه أي: ومعلوم فسق أكثركم، والجملة مستأنفة.

البلاغة

وجملة «أنزل من قبل» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. البلاغة توكيد المدح بما يشبه الذم: فإن الاستثناء بعد الاستفهام الجاري مجرى التوبيخ، على ما عابوا به المؤمنين من الإيمان، يوهم بأن يأتي بعد الاستفهام ما يجب أن ينقم على فاعله بما يذم به، فلما أتى بعد الاستفهام ما يوجب مدح فاعله كان الكلام متضمنا تأكيد المدح بما يشبه الذم. [سورة المائدة (5) : آية 60] قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (60) الإعراب: (قل هل) مرّ إعرابهما «1» ، (أنبئ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بشرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئكم) ، (من) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ متعلّق بشرّ. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (مثوبة) تمييز منصوب «2» ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لمثوبة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «3» ، (لعن) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (غضب) مثل لعن والفاعل هو (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير مبني في محلّ جرّ متعلّق ب

_ (1) في الآية السابقة (59) . (2) المثوبة هنا مستعارة للتهكم فهي بمعنى العقوبة. (3) يجوز أن يكون (من) بدلا من شرّ، ويجوز أن يكون نكرة موصوفة والجملة بعده نعت

الصرف:

(غضب) ، (الواو) عاطفة (جعل) مثل لعن (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل) «1» ، (القردة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الخنازير) معطوف على القردة منصوب مثله (الواو) عاطفة (عبد) مثل لعن (الطاغوت) مفعول به منصوب (أولئك) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ. و (الكاف) للخطاب (شرّ) خبر مرفوع (مكانا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (أضلّ) معطوف على شرّ مرفوع (عن سواء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أضل) (السبيل) مضاف إليه مجرور. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنبّئكم ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة « (هو) من لعنه الله» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «لعنه الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «غضب ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «جعل ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «عبد الطاغوت» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أولئك شرّ ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أضلّ) ، اسم تفضيل من ضلّ يضلّ باب ضرب، وزنه أفعل. البلاغة 1- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ فوضع الاسم الجليل موضع الضمير لتربية المهابة وإدخال الروعة وتهويل أمر اللعن. 2- التهكم: في قوله «مثوبة» فاستعمالها هنا في الشر على طريقة التهكم

_ (1) وإن كان الفعل متعدّيا لاثنين فهو المفعول الثاني ل (جعل) .

الفوائد

كقوله: «تحية بينهم ضرب وجيع» . 3- الكناية: في قوله تعالى أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً فإثبات الشرارة لمكانهم ليكون أبلغ في الدلالة على شرارتهم، فقد صرحوا أن إثبات الشرارة لمكان الشيء كناية عن إثباتها له، كقولهم: سلام على المجلس العالي والمجد بين برديه، فكأن شرهم أثر في مكانهم، أو عظم حتى صار مجسما. ويجوز أن يكون الاسناد مجازيا كمجرى النهر. الفوائد فائدة حول اسم التفضيل.. 1- نحن نعلم بأن اسم التفضيل يصاغ من الفعل الثلاثي- التام (أي غير الناقص) المثبت (غير المنفي) المتصرف (غير الجامد) المبني للمعلوم، القابل للتفاوت، ليس الوصف منه على وزن أفعل. يصاغ اسم التفضيل من الفعل المستوفي لهذه الشروط على وزن أفعل، وهو يدل على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر، كقوله تعالى: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً وقد شذ ثلاثة أسماء ليست على هذا الوزن وهي: أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وكلمة حبّ كقول الشاعر: (وحبّ شيء الى الإنسان ما منعا) مع العلم أنه يجوز في هذه الأخيرة استعمالها على أصلها في القاعدة فيجوز أن أقول أنت أحب إليّ من زيد. 2- أوجه القراءة بقوله تعالى وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ. أورد أبو البقاء العكبري الأوجه المختلفة لقراءة (عبد الطاغوت) الواردة في الآية الكريمة نوردها على سبيل شد انتباه القارئ إلى هذه الوجوه: 1- يقرأ بفتح العين والباء ونصب الطاغوت، على أنه فعل معطوف على لعن والطاغوت مفعول به. 2- يقرأ بفتح العين وضم الباء وجر الطاغوت، وعبد هنا اسم، وهو في معنى الجمع، وما بعده مجرور بإضافته إليه وهو منصوب بجعل. 3- ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر ما بعده، وهو جمع عبد مثل سقف وسقف، أو عبيد مثل قتيل وقتل أو، عابد مثل نازل ونزل، أو عباد مثل كتاب

[سورة المائدة (5) : آية 61]

وكتب، فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر. 4- ويقرأ عبّد الطاغوت، بضم العين وفتح الباء وتشديدها، مثل ضارب وضرّب. 5- ويقرأ عبّاد الطاغوت مثل صائم وصوّام. 6- ويقرأ عباد الطاغوت، وهو ظاهر، مثل صائم وصيام. 7- ويقرأ وعابد الطاغوت وعبد الطاغوت على أنه صفة مثل حطم. 8- ويقرأ وعبد الطاغوت، على بنائه للمجهول، والطاغوت نائب فاعل. 9- ويقرأ وعبد الطاغوت مثل ظرف ويقرأ وعبدوا على أنه فعل والواو. والطاغوت مفعول به منصوب. 10- ويقرأ وعبدة الطاغوت وهو جمع عابد مثل قاتل وقتلة. [سورة المائدة (5) : آية 61] وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (61) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (جاؤوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (قالوا) مثل جاؤوا (آمنا) فعل ماض وفاعله (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (دخلوا) مثل جاؤوا (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل دخلوا، والباء للمصاحبة (الواو) عاطفة «1» ، (هم) ضمير مبني في محلّ رفع مبتدأ (قد خرجوا به) مثل قد دخلوا بالكفر «2» (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم

_ (1) أجاز بعضهم- ومنهم أبو حيّان- أن تكون الواو واو الحال وصاحب الحالين واحد. (2) (به) حال عاملها خرجوا وصاحبها الفاعل. [.....]

الصرف:

موصول «1» في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) ، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ والواو اسم كان (يكتمون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة «جاؤوكم» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «آمنا» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قد دخلوا ... » : في محلّ نصب حال من فاعل قالوا. وجملة «هم قد خرجوا ... » : في محلّ نصب حال معطوفة على جملة قد دخلوا. وجملة «قد خرجوا ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة «الله أعلم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا يكتمون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يكتمون» : في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (أعلم) ، صفة مشتقّة بمعنى عالم وليس فيه معنى التفضيل. [سورة المائدة (5) : آية 62] وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (62) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كثيرا)

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بأعلم.

الفوائد

مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (يسارعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الإثم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسارعون) بتضمينه معنى يقعون سريعا (العدوان) معطوف على الإثم بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (أكل) معطوف على الإثم مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (السحت) مفعول به للمصدر أكل منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل بئس «1» ، (كانوا يعملون) مثل كانوا يكتمون «2» . جملة «ترى» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يسارعون ... » : في محلّ نصب حال من كثيرا أو نعت ثان له «3» . وجملة «بئس ما كانوا ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «كانوا يعملون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يعملون» : في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد من أسرار البيان في القرآن الكريم.. ورد في الآية قوله تعالى يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ نحن نعلم بأن المسارعة في الشيء المبادرة إليه بسرعة ولكن لفظة المسارعة إنما تستعمل في الخير، ومنه قوله تعالى يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ، وضدها العجلة وتقال في الشر في الأغلب، وإنما ذكرت لفظة المسارعة في الآية لفائدة، وهي أنهم كانوا يقدمون على هذه المنكرات

_ (1) أو نكرة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر فاعل بئس، وجملة كانوا نعت ل (ما) . (2) في الآية السابقة (61) . (3) يجوز أن تكون مفعولا به ثانيا لفعل ترى إذا جعل قلبيّا.

[سورة المائدة (5) : آية 63]

كأنها خيرات في نظرهم فجاء التعبير موافقا لحالهم ومفهومهم. [سورة المائدة (5) : آية 63] لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ (63) الإعراب: (لولا) أداة تحضيض بمعنى هلّا فيها معنى التوبيخ (ينهى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الألف و (هم) ضمير مفعول به (الربّانيّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (الأحبار) معطوف على قبله مرفوع مثله (عن قول) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهى) ، و (هم) ضمير مفعول به (الإثم) مفعول به للمصدر قول منصوب (الواو) عاطفة (أكلهم السحت) مثل قولهم الإثم (لبئس ما كانوا يصنعون) مثل السابقة «1» . جملة «ينهاهم الربانيّون» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «بئس ما كانوا ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «كانوا يصنعون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يصنعون» : في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد قوله تعالى لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ. - لولا في هذه الآية بمعنى هلا وتعرب أداة حض، وسنعرض أهم ما يتعلق بهذه الأداة. 1- تأتي حرف امتناع لوجود، وتدخل على جملة اسمية، يليها جملة فعلية نحو لولا زيد لأكرمتك فقد امتنع الإكرام لوجود زيد. ويعرب الاسم بعدها مبتدأ

_ (1) في الآية السابقة (62) .

والخبر محذوف تقديره كائن، هذا إن كان الخبر كونا عاما أما إن كان كونا خاصا فيجب ذكره نحو: لولا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة، لولا العدو سالمنا لما توقفنا عن القتال. 2- إذا ولي لولا ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع نحو قوله تعالى لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ وسمع قليلا لولاي ولولاك ولولاه خلافا للمبرد. ثم قال سيبويه والجمهور: هي جارة للضمير مختصة به كما اختصت حتى والكاف بالظاهر، ولا تتعلق لولا بشيء، وموضع المجرور بها رفع بالابتداء والخبر محذوف، فإذا عطفت عليه اسما ظاهرا نحو لولاك وزيد تعين رفعه لأنها لا تخفض الظاهر. 3- وتأتي أداة حض وعرض فتختص في المضارع أو ما في تأويله نحو (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ) (لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) . 4- وتأتي للتوبيخ فتختص بالماضي نحو (لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) . 5- الاستفهام: كقوله تعالى لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وهذا وجه ضعيف قاله الهروي والأقوى أنها للتوبيخ. 2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. اشتملت هذه الآية على قاعدة عظيمة، وهي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما بينت بأن العلماء أول من يحمل هذه المسؤولية، وأن تخلي العلماء عن ذلك إثم كبير وهي تدل على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه. قال ابن عباس ما في القرآن أشد توبيخا من هذه الآية ويقول الضحاك ما في القرآن آية أخوف عندي منها.

[سورة المائدة (5) : آية 64]

[سورة المائدة (5) : آية 64] وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (اليهود) فاعل مرفوع (يد) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مغلولة) خبر مرفوع (غلّت) فعل ماض مبني للمجهول. و (التاء) للتأنيث (أيدي) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لعنوا) ماض مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (قالوا) فعل فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (لعنوا) ، والباء سببيّة. (بل) للإضراب الإبطاليّ وللابتداء (يدا) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الألف وحذفت النون للإضافة و (الهاء) مضاف إليه (مبسوطتان) خبر مرفوع وعلامة الرفع الألف (ينفق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كيف) اسم شرط غير جازم مبني في محلّ نصب حال (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو. (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (لعنوا) ، والعائد محذوف.

مقدّر (يزيدنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، (كثيرا) مفعول به أوّل منصوب (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (أنزل) مثل غلّت، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، و (الكاف) مضاف إليه (طغيانا) مفعول به ثان منصوب عامله يزيدنّ (الواو) عاطفة (كفرا) معطوف على (طغيانا) منصوب (الواو) عاطفة (ألقينا) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألقينا) ، و (هم) مضاف إليه (العداوة) مفعول به منصوب (البغضاء) معطوف على العداوة بالواو منصوب مثله (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقينا) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (أوقدوا) مثل قالوا (نارا) مفعول به منصوب (للحرب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (نارا) «1» ، (أطفأ) فعل ماض و (ها) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (يسعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسعون) ، (فسادا) مصدر في موضع الحال أي يسعون مفسدين «2» ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مثل ينفق (المفسدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «قالت اليهود» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يد الله مغلولة» : في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز تعليقه ب (أوقدوا) . (2) وثمة أوجه أخرى سبق إعرابها. انظر الآية (33) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة «غلّت أيديهم» : لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة «لعنوا» : لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «يداه مبسوطتان» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ينفق ... » : لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة «يشاء» : لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: كيف يشاء أن ينفق ينفق. وجملة «يزيدنّ ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «أنزل إليك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «ألقينا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت اليهود. وجملة «أوقدوا ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه «2» . وجملة «أطفأها الله» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يسعون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقينا ... وجملة «الله لا يحبّ ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يحبّ ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (يد) اسم جامد حذفت لامه وهي الياء، جمعه أيدي ويدي بضمّ الياء الأولى.

_ (1) ولو قدّرنا في الجملة ضميرا يعود على (يداه) لكانت الجملة في محلّ رفع خبر ثان أي: يداه ... ينفق بهما.... (2) يجوز فصل (كلّ) عن (ما) الحرف المصدريّ، والمصدر المؤوّل مضاف إليه، والجملة صلة الموصول الحرفيّ.

البلاغة

(مغلولة) ، مؤنّث مغلول، اسم مفعول من غلّ الثلاثيّ، وزنه مفعول. (مبسوطتان) ، مثّنى مبسوطة مؤنّث مبسوط، اسم مفعول من بسط الثلاثيّ على وزن مفعول. (العداوة) ، الاسم من المعاداة مأخوذة من عاداه، وزنه فعالة بفتح الفاء. (البغضاء) ، الاسم من التباغض أو المباغضة، وزنه فعلاء بفتح الفاء. البلاغة 1- المشاكلة: في قوله تعالى غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ فهو دعاء عليهم بالبخل المذموم والمسكنة أو بالفقر والنكد أو بغل الأيدي حقيقة بأن يكونوا أسارى مغلولين في الدنيا ويسحبوا إلى النار بأغلالها في الآخرة فتكون المطابقة حينئذ من حيث اللفظ وملاحظة المعنى الأصلي كما في سبني سب الله دابره. 2- الكناية: في قوله تعالى كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ فإيقاد النار كناية عن إرادة الحرب، وقد كانت العرب إذا تواعدت للقتال جعلوا علامتهم إيقاد نار على جبل أو ربوة ويسمونها نار الحرب، وإطفاؤها عبارة عن دفع شرهم، وإضافة الإطفاء إليه تعالى إضافة المسبب إلى السبب الأصلي. 3- الطباق: بين الإيقاد والإطفاء ... الفوائد - لؤم اليهود وعنادهم.. نزلت هذه الآية في (فنحاص) اليهودي قال ابن عباس إن الله كان قد بسط على اليهود حتى كانوا أكثر الناس أموالا وأخصبهم ناحية فلما عصوا الله ومحمدا (صلى الله عليه وسلم) وكذبوا به كف عنهم ما بسط عليهم من السعة، فعند ذلك قال فنحاص يد الله مغلولة يعني محبوسة مقبوضة عن الرزق، وعند ما لم ينهه بقية اليهود

[سورة المائدة (5) : الآيات 65 إلى 66]

ورضوا بقوله لا شك أن الله تعالى أشركهم معه في هذه المقالة. - كيد اليهود في تضليل.. أكدت الآية بأن كيد اليهود وتدبيرهم لن يكتب له النجاح وأنهم كلما ساروا في طريق الحرب والمعارك فإنهم سيرجعون خائبين. وتأكد ذلك بقوله تعالى كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ولا يغترنّ أحد بربحهم بعض الجولات في قتالنا فالأمور بعواقبها وخواتيمها وستكون الخاتمة وبالا عليهم وخسرانا، فهذه بشارة الآية الكريمة، وإلى جانبها بشارة النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الوارد في صحيح مسلم: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فينطق الحجر والشجر فيقول: يا مسلم إن ورائي يهوديا تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. - قول في اليد: قالوا اليد في اللغة تذكر على وجوه، أحدها الجارحة وهي معلومة، وثانيها النعمة يقال لفلان عندي يد أشكره عليها، وثالثها القدرة، قال الله تعالى أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ فسّروها بذوي القوى والعقول، ويقال لا يد لك بهذا الأمر، والمعنى سلب كمال القدرة، ورابعها الملك، يقال هذه الضيعة في يد فلان، أي في ملكه، ومنه قوله تعالى الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ أي يملك ذلك. [سورة المائدة (5) : الآيات 65 الى 66] وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ (66)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (أهل) اسم أنّ منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل آمنوا (اللام) واقعة في جواب لو (كفّرنا) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كفّرنا) ، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّ أهل الكتاب آمنوا) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت إيمان أهل الكتاب. (الواو) عاطفة (لأدخلنا) مثل لكفّرنا و (هم) ضمير مفعول به أوّل (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (النعيم) مضاف إليه مجرور. جملة « (ثبت) إيمان أهل الكتاب» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «اتّقوا» : في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا. وجملة «كفّرنا ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «أدخلناهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. (66) (الواو) عاطفة (لو أنّهم أقاموا التوراة) مثل نظيرتها المتقدّمة (الواو) عاطفة (الإنجيل) معطوف على التوراة منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب معطوف على التوراة (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (إليهم) مثل

عنهم متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لو (أكلوا) مثل آمنوا (من فوق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أكلوا المقدّر «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (من تحت) مثل من فوق ويتعلّق بما تعلّق به (أرجل) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (منهم) مثل عنهم متعلّق بخبر مقدّم (أمّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مقتصدة) نعت لأمّة مرفوع (الواو) عاطفة (كثير) مبتدأ مرفوع «2» ، (منهم) مثل عنهم متعلّق بمحذوف نعت لكثير (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز لضمير الفاعل «3» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة « (ثبت) إقامتهم التوراة» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ثبت إيمان.... وجملة «أقاموا» : في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «أنزل إليهم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «أكلوا ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «منهم أمّة ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كثير منهم ساء ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة «ساء ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (كثير) .

_ (1) أو متعلّق ب (أكلوا) والتعبير كلّه كناية عن سعة الرزق. (2) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها تدلّ على عموم، وقد وصفت بالجارّ والمجرور. (3) يجوز أن تكون ما موصول في محلّ رفع فاعل، والجملة بعدها صلة.

الصرف:

وجملة «يعملون» : في محلّ نصب نعت ل (ما) . الصرف: (النعيم) ، اسم بمعنى رغد العيش، وزنه فعيل. (مقتصدة) ، مؤنّث مقتصد، اسم فاعل من اقتصد الخماسّي، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة 1- الإيجاز بالحذف: وهو هنا في موضعين.. آ- حذف المضاف في قوله تعالى وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ أي أقاموا أحكامها وحدودها وما فيهما من نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . ب- حذف المفعول به في قوله تعالى لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ فمفعول أكلوا محذوف لقصد التعميم، أو للقصد إلى نفس الفعل كما في قوله: فلان يعطي ويمنع. [سورة المائدة (5) : آية 67] يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (67) الإعراب: (يأيّها) مرّ إعرابها «1» ، (الرسول) نعت لأيّ تبعه في الرفع لفظا، أو بدل منه (بلّغ) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) حرف

_ (1) في الآية (57) من هذه السورة. [.....]

البلاغة

شرط جازم (لم) حرف نفي (تفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بلّغت) فعل ماض مبني على السكون.. و (التاء) فاعل (رسالة) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعصم) مضارع مرفوع، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعصم) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (القوم) مفعول به منصوب (الكافرين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «يأيّها الرسول ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «بلّغ ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أنزل إليك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لم تفعل....» : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «بلّغت ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «الله يعصمك ... » : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «يعصمك ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «إنّ الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يهدي ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة قوله تعالى وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ أي وإن لم تفعل فما فعلت.

[سورة المائدة (5) : آية 68]

ففي اتحاد الشرط والجواب سرّ منقطع النظير، حيث أراد المولى سبحانه وتعالى أن يتحدا، لأن عدم تبليغ الرسالة أمر معلوم عند الناس، مستقر في الأفهام أنه عظيم شنيع ينقم على مرتكبه، ولأن عدم نشر العلم في العالم أمر يستوجب المذمة، فما بالك بالرسالة؟ فجعل الجزاء عين الشرط ليتضح مدى الاهتمام بالتبليغ. [سورة المائدة (5) : آية 68] قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (68) الإعراب: (قل يا أهل الكتاب) مرّ إعرابها «1» ،، (لستم) فعل ماض ناقص جامد.. و (تم) ضمير اسم ليس (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس (حتّى) حرف غاية وجرّ (تقيموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (التوراة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الإنجيل) معطوف على التوراة منصوب (الواو) عاطفة (ما أنزل إليكم من ربّكم) مرّ إعراب نظيرها «2» . والمصدر المؤوّل (أن تقيموا) في محلّ جرّ متعلّق بخبر لستم. (الواو) عاطفة (ليزيدنّ.. وكفرا) مرّ إعرابها «3» ،، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تأس) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على القوم)

_ (1) في الآية (59) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (67) . (3) في الآية (64) من السورة.

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق ب (تأس) ، (الكافرين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يا أهل الكتاب ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لستم على شيء» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «تقيموا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «أنزل ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يزيدنّ» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. والقسم وجوابه لا محلّ له معطوف على جواب النداء. وجملة «أنزل إليك ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «لا تأس ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. إن حصل لهم ذلك فلا تأس. الصرف: (تأس) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع بفتح العين. البلاغة في قوله تعالى لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ في هذا التعبير ما لا يخفى من التصغير والتحقير ومن أمثالهم: أقل من لا شيء. أي لستم على شيء يعتدّ به حتى تقيموا أحكام التوراة والإنجيل. الفوائد غرور اليهود وعنادهم.. قال ابن عباس جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن حارثة وسلام بن مشكم ومالك

[سورة المائدة (5) : آية 69]

ابن الصيف ورافع بن حرملة وقالوا يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا من التوراة وتشهد أنها حق؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبينوه للناس، فأنا بريء من إحداثكم قالوا فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الحق والهدى ولا نؤمن لك ولا نتبعك، فأنزل الله قل يا أهل الكتاب لستم على شيء. [سورة المائدة (5) : آية 69] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) : فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (الذين هادوا) مثل الذين آمنوا ومعطوف عليه «1» ،، (الواو) عاطفة (الصائبون) مبتدأ مرفوع على نيّة التأخير خبره محذوف دلّ عليه خبر إنّ «2» ، (الواو) عاطفة (النصارى) معطوف على (الذين هادوا) «3» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (من) اسم موصول «4» مبني في محلّ نصب بدل من (الذين آمنوا) وما عطف عليه «5»

_ (1) يجوز أن يكون (الذين هادوا) مبتدأ، والصابئون معطوف عليه مع النصارى وخبرها لا خوف عليهم ... (2) هذا اختيار سيبويه والبصريين.. ويجوز على رأي الكسائي والفرّاء أن يكون معطوفا على محلّ (إنّ واسمها) وثمّة أوجه أخرى في إعراب (الصابئون) ما ذكرناه هو أوضحها وأقواها. (3) أو مرفوع بحسب التخريج الآخر من الإعراب الوارد في الحاشية رقم (1) في هذه الصفحة (4) يجوز أن يكون اسم شرط جازم مبتدأ وجملة لا خوف عليهم في محلّ جزم جواب الشرط.. والجملة من الشرط وفعله وجوابه خبر إنّ ... (5) أو في محلّ رفع بدل من الذين هادوا وما عطف عليه.. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره لا خوف عليهم بزيادة الفاء، والجملة منه ومن الخبر خبر إن.

بدل بعض من كلّ (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (الواو) عاطفة (عمل) مثل آمن (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول بالشرط (لا) نافية مهملة «1» ، (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة «إنّ الذين آمنوا» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «هادوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «الصابئون وخبره المقدّر» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «آمن بالله» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «عمل ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة «لا خوف عليهم» : في محلّ رفع خبر إنّ الذين آمنوا وما عطف عليه. وجملة «هم يحزنون» : في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم. وجملة «يحزنون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .

_ (1) أو عاملة عمل ليس و (خوف) اسمها....

[سورة المائدة (5) : آية 70]

[سورة المائدة (5) : آية 70] لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (70) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أخذنا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب (بني) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (أرسلنا) مثل أخذنا (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا) ، (رسلا) مفعول به منصوب (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب «1» (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني «2» في محلّ جرّ متعلّق ب (جاء) ، (لا) نافية (تهوى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أنفس) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (فريقا) مفعول به مقدّم منصوب (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (فريقا) مثل الأول (يقتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «أخذنا ميثاق ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «أرسلنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة «جاءهم رسول» : في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أنظر الحاشية (1) من الصفحة (65) . (2) أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت.

البلاغة

وجملة «لا تهوى أنفسهم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كذّبوا» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «1» . وجملة «يقتلون» : لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. البلاغة الالتفات البليغ: في قوله تعالى فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ حيث أوثر عليه صيغة المضارع على حكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها الهائلة للتعجب منها وللتنبيه على أن ذلك ديدنهم المستمر وللمحافظة على رؤوس الآية الكريمة. وتقديم فريقا في الموضعين للاهتمام به وتشويق السامع إلى ما فعلوا به. [سورة المائدة (5) : آية 71] وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (71) الإعراب: (الواو) عاطفة (حسبوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تكون) مضارع تام منصوب (فتنة) فاعل تكون مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن لا تكون فتنة) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسبوا. (الفاء) عاطفة (عموا) مثل حسبوا (الواو) عاطفة (صمّوا) مثل حسبوا (ثمّ) حرف عطف (تاب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) ،

_ (1) يجوز أن يكون الجواب محذوفا تقديره عصوه وعادوه، وأن المذكورة هي استئناف بيانيّ لسؤال مقدّر كأنه قيل: كيف فعلوا بهم؟

الصرف:

(ثم عموا وصمّوا) مثل الأولى (كثير) بدل من الضمير في عموا «1» ، (منهم) مثل عليهم متعلّق بنعت لكثير (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير. جملة «حسبوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة يقتلون. وجملة «تكون» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «عموا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة حسبوا. وجملة «صمّوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة عموا. وجملة «تاب الله عليهم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة عموا. وجملة «عموا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب الله عليهم. وجملة «صمّوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة عموا الثانية. وجملة «الله بصير ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يعملون» : لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (عموا) ، فيه إعلال بالحذف أصله عميوا، نقلت حركة الياء إلى الميم ثم حذفت لالتقاء الساكنين. الفوائد 1- قوله تعالى ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ دارت آراء كثيرة حول إعراب كلمة (كثير) الواردة في الآية الكريمة. 1- الذي أجازه ابن هشام أن تكون مبتدأ والجملة قبلها خبر.

_ (1) وحينئذ يعود الضمير في صمّوا على كثير المتأخّر عنه لفظا ولكنه متقدّم رتبة وهو جائز.. وأجازوا في كثير أن يكون مبتدأ وما قبله خبر- وهو ضعيف-. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]

[سورة المائدة (5) : آية 72]

2- وعند سيبويه أن الواو حرف دال على الجماعة كما أن التاء دالة على التأنيث وبهذا تكون كثير فاعلا. 3- واعتبرها بعضهم بدلا من الواو. 4- واعتبرها أبو البقاء العكبري أنها خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: أي العمى والصم كثير. والوجه الأقوى هو اعتبارها بدلا من واو الجماعة لأن ذلك لا يحتاج الى تأويل ولا يتنافى مع المعنى. فعند ما قال تعالى ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا قد يظن القارئ أنهم عموا وصموا جميعا ولكن دفعا للوهم ولبيان أن العمى والصمم لم يكن شاملا قال ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وذلك كقولي حضر المدعوون كثيرهم أي ليسوا جميعا وإنما معظمهم ويبقى كلام الله أكبر من التأويل وتبقى أسراره تفوق علم البشر. وقد رجح هذا الوجه الإمام النسفي في تفسيره وقال وهو بدل البعض من الكل. كان التامة وكان الناقصة.. وثمة فائدة أخرى قد وردت في هذه الآية وهي ورود كان (تامة) في قوله تعالى وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ وعلى هذا نعرب فتنة فاعل وأخواتها سميت أفعالا ناقصة لأنه ينقصها الخبر حتى يتم معناها فعند ما أقول: (كان الوقت) دون تتمة للجملة، فإن السامع يطلب مني الإتيان بالخبر ليتم المعنى، لذا سميت كان وأخواتها أفعالا ناقصة لافتقارها إلى الخبر ليتم معناها أما إذا وردت كان بمعنى وجد، ثمّ بها وبمرفوعها المعنى، فهي تامة، ويعرب ما بعدها فاعلا كما ورد في الآية الكريمة ومنه قول الشاعر: إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يبرده الشتاء أي إذا وجد الشتاء وهي في البيت تم بها وبمرفوعها المعنى فاعتبرت تامة. [سورة المائدة (5) : آية 72] لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (72)

الإعراب:

الإعراب: (لقد كفر الذين) مثل لقد أخذنا «1» ، (قالوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (هو) ضمير فصل «2» ، (المسيح) خبر إنّ مرفوع (ابن) نعت للمسيح أو بدل منه مرفوع (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) حاليّة (قال) فعل ماض (المسيح) فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (بني) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) بدل من لفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) مثل ربّي ومعطوف عليه. (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير الشأن مبني في محلّ نصب اسم إنّ (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يشرك) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يشرك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (حرّم) مثل قال (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (حرّم) ، (الجنّة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (النار) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (أنصار) مجرور لفظا ومرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.

_ (1) في الآية (70) من هذه السورة. (2) أو هو مبتدأ خبره المسيح، والجملة خبر إن

[سورة المائدة (5) : آية 73]

جملة «لقد كفر الذين ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنّ الله هو المسيح» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قال المسيح» : في محلّ نصب حال بتقدير قد والرابط تقديره لهم «1» . وجملة النداء «وجوابها» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اعبدوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «إنّه من يشرك ... » : لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة لما تقدّم «2» . وجملة «من يشرك ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يشرك ... » : في محلّ رفع خبر (من) «3» . وجملة «قد حرّم الله» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «مأواه النار» : في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «ما للظالمين من أنصار» : لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة المائدة (5) : آية 73] لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73)

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافا بيانيّا، فلا حاجة لتقدير قد. (2) لأنها امّا هي من كلام الله تعالى فهي استئنافيّة، أو هي من تمام كلام عيسى عليه السلام. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (لقد كفر الذين قالوا إنّ الله) مرّ إعرابها «1» ، (ثالث) خبر مرفوع (ثلاثة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية (من) زائدة (إله) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ، وخبره محذوف تقديره كائن أو موجود (إلّا) أداة استثناء (إله) بدل من الضمير في الخبر المحذوف «2» ، (واحد) نعت لإله مرفوع (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي فقط (ينتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (ينتهوا) «3» ، (يقولون) مضارع مرفوع والواو فاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدّر «4» ، (يمسّنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع.. (والنون) نون التوكيد الثقيلة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به مقدّم (كفروا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (عذاب) فاعل يمسّنّ مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة «كفر الذين ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنّ الله ثالث ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ما من إله إلّا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة «لم ينتهوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يقولون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) في الآية السابقة (72) . (2) أو بدل من محلّ إله. (3) يجوز أن يكون حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ متعلّق ب (ينتهوا) . (4) أمّا اللام الموطئة المصاحبة عادة ل (إن) الشرطيّة فمقدّرة.

الفوائد

وجملة «يمسّنّ» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. الفوائد آداب الخطاب.. لقد بلغ القرآن الكريم المنتهى في أسلوب الخطاب والتوجيه واستجاشة النفس ودعوتها إلى الإيمان وتحريك نوازع الخير فيها وفي هذه الآية دليل على ذلك فقال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ولم يقل لقد كفر النصارى وهو تحريك لنفوسهم حتى يرجعوا عن الكفر، وعدم جرح كرامتهم، بل بيان لبطلان قولهم وأنه كفر بالله عز وجل وختمت الآية بقوله تعالى: وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ففي قوله ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم فتح لباب التوبة على مصراعيه وأن الذين يصرون على الكفر هم المعذبون فقط وهذا الكلام أروع الكلام لخطاب النفس وردها الى جادة الصواب. [سورة المائدة (5) : آية 74] أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (يتوبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلى الله) جار ومجرور متعلّق ب (يتوبون) ، (الواو) عاطفة (يستغفرون) مثل يتوبون و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) حاليّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة «يتوبون ... » : لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أيثبتون على عقائدهم الباطلة فلا يتوبون.

[سورة المائدة (5) : آية 75]

وجملة «يستغفرونه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوبون واقعة في حيّز النفي. وجملة «الله غفور» : في محلّ نصب حال. [سورة المائدة (5) : آية 75] مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) الإعراب: (ما) نافية (المسيح) مبتدأ مرفوع (ابن) نعت للمسيح أو بدل منه مرفوع (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (إلّا) أداة حصر (رسول) خبر المبتدأ مرفوع (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلت) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الرسل) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (أمّ) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (صدّيقة) خبر مرفوع (كانا) فعل ماض ناقص.. و (الألف) ضمير اسم كان (يأكلان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) فاعل (الطعام) مفعول به منصوب (انظر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب حال عامله نبيّن (نبيّن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نبيّن) ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (ثمّ) حرف عطف (انظر) مثل الأول (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف مبني في محلّ نصب حال عامله (يؤفكون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع والواو نائب فاعل.

الصرف:

جملة «ما المسيح ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد خلت ... الرسل» : في محلّ رفع نعت لرسول. وجملة «أمّه صدّيقة» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة «كانا يأكلان ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «يأكلان الطعام» : في محلّ نصب خبر كان. وجملة «انظر كيف ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «نبيّن» : في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة «انظر (الثانيّة) : لا محلّ لها معطوفة على جملة انظر (الأولى) . وجملة «يؤفكون» : في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. الصرف: (صدّيقة) ، مؤنّث صدّيق، صفة مشتقّة، فهي مبالغة اسم الفاعل من الثلاثي صدق وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ فالكلام كناية عن قضاء الحاجة، لأن من أكل الطعام احتاج الى ذلك، وليس المراد سوى الرد على النصارى في زعمهم المنتن واعتقادهم الكريه. 2- التكرير: في قوله تعالى «انظر» وقوله «ثُمَّ انْظُرْ» وذلك للمبالغة في التعجيب، و «ثم» لإظهار ما بين العجيبين من التفاوت أي إن بياننا للآيات أمر بديع في بابه بالغ أقصى الغايات القاصية من التحقيق والإيضاح.

[سورة المائدة (5) : آية 76]

[سورة المائدة (5) : آية 76] قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكارّي (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ما (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (لا) نافية (يملك) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (ضرّا) - نعت تقدّم على المنعوت- (ضرّا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على (ضرّا) منصوب. (الواو) حاليّة (الله هو السميع العليم) مثل الله غفور رحيم «2» ، و (هو) ضمير فصل «3» . وجملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تعبدون» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا يملك» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «الله هو السميع» : في محلّ نصب حال من فاعل تعبدون «4» .

_ (1) عبّر ب (ما) تنبيها على أوّل أحواله إذ مرّت عليه أزمان حالة الحمل لا يوصف بالعقل فيها. . أو لأنها مبهمة تقع على كلّ شيء.. أو عبّر بها تغليبا لغير العاقل إ أكثر ما عبد من دون الله هو ما لا يعقل كالأصنام وغيرها، أو أريد بها النوع الذي لا يملك ضرّا ولا نفعا ... (2) في الآية (74) من هذه السورة. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره السميع، والجملة خبر المبتدأ (الله) . (4) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (ضرّا) ، مصدر سماعيّ لفعل ضرّ يضرّ باب نصر، وزنه فعل بفتح الفاء. [سورة المائدة (5) : آية 77] قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (77) الإعراب: (قل) مرّ إعرابه «1» ، (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لا) ناهية جازمة (تغلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغلوا) و (كم) ضمير مضاف إليه (غير) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «2» منصوب أي غلوّا غير الحقّ (الحقّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا تتّبعوا) مثل لا تغلوا (أهواء) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (قد) حرف تحقيق (ضلّوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّوا) ، (الواو) عاطفة (أضلوا) مثل ضلّوا (كثيرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ضلّوا) مثل الأول (عن سواء) جارّ ومجرور متعلّق ب (ضلّوا) ، (السبيل) مضاف إليه مجرور. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. جملة النداء: في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا تغلوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) في الآية السابقة (76) . [.....] (2) يجوز أن يكون منصوبا على الحال من ضمير تغلوا أي لا تغلوا غير مجاوزين الحقّ.

[سورة المائدة (5) : آية 78]

وجملة «لا تتّبعوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «قد ضلّوا» : في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة «أضلّوا» : في محلّ جر معطوفة على جملة ضلوا. وجملة «ضلّوا (الثانيّة) : في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضلوا الأولى. [سورة المائدة (5) : آية 78] لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (78) الإعراب: (لعن) فعل ماض مبني للمجهول (الذين) موصول في محلّ رفع نائب فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (من بني) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل كفروا، وعلامة جرّه الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (على لسان) جارّ ومجرور متعلّق ب (لعن) ، (داود) مثل إسرائيل (الواو) عاطفة (عيسى) معطوف على داود مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة ممنوع من الصرف (ابن) نعت لعيسى مجرور مثله (مريم) مثل إسرائيل. (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (عصوا) مثل كفروا.. والضمّ مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والمصدر المؤوّل (ما عصوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر ذلك.

_ (1) أو اسم موصول، في محلّ جرّ متعلّق بخبر ذلك، والعائد محذوف.

الصرف:

(الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم كان (يعتدون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة «لعن الذين كفروا» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ذلك بما عصوا» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «عصوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «كانوا يعتدون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «يعتدون» : في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (عصوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله عصاوا، التقى ساكنان، الألف والواو، حذفت الألف وفتح ما قبل الواو دلالة عليها. والألف المحذوفة أصلها ياء لأن فعله عصى يعصي زنة شفى يشفي. (يعتدون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يعتديون، بضمّ الياء الثانية، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة- إعلال بالحذف- فأصبح يعتدون وزنه يفتعون. الفوائد 1- (ما) .. ترد (ما) أحيانا في جملة واحدة بثلاثة معان: اسم موصول بمعنى الذي، أو مصدرية، أو نكرة بمعنى شيء وقد وردت في هذه الآية بهذه المعاني في قوله تعالى: ذلِكَ بِما عَصَوْا فإن اعتبرناها اسم موصول بمعنى الذي كانت الجملة بعدها صلة الموصول وإن اعتبرناها مصدرية كان المصدر المؤول في محل جر بالباء والتقدير

[سورة المائدة (5) : الآيات 79 إلى 80]

ذلك بعصيانهم وإن اعتبرناها نكرة بمعنى شيء كانت في محل جر بالباء والجملة بعدها في محل جر صفة وهذه سمة لا تتوافر إلا في هذه اللغة الشريفة وعلى جميع الأوجه يبقى المعنى صحيحا. 2- إضافة الجزأين لصاحبيهما.. إن كل جزأين مفردين من صاحبيهما إذا أضيفا إليهما من غير تفريق جاز فيهما ثلاثة أوجه: 1- لفظ الجمع تقول: قطعت رؤوس الكبشين. 2- لفظ المثنى تقول: قطعت رأسي الكبشين. 3- لفظ المفرد تقول: قطعت رأس الكبشين. وقوله في الآية على لسان داود وعيسى بالإفراد دون التثنية والجمع. [سورة المائدة (5) : الآيات 79 الى 80] كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (80) الإعراب: (كانوا لا يتناهون) مثل كانوا يعتدون و (لا) نافية، (عن منكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتناهون) ، (فعلوا) فعل ماض وفاعله (الهاء) ضمير مفعول به (اللام) واقعة في جواب قسم مقدر (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذم (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل «1» ، (كانوا يفعلون) مثل كانوا يعتدون «2» .

_ (1) أو في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر فاعل بئس، والمخصوص بالذم محذوف تقديره فعلهم بترك النهي. (2) في الآية السابقة (78) .

جملة «كانوا لا يتناهون» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يتناهون» : في محلّ نصب خبر كان. وجملة «فعلوه» : في محلّ جرّ نعت لمنكر. وجملة «بئس ما ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «كانوا يفعلون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يفعلون» : في محلّ نصب خبر كان. (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (كثيرا) ، (يتولون) مثل يعتدون «1» (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (كفروا) مثل فعلوا (لبئس ما) مثل الأولى (قدّمت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (لهم) مثل منهم متعلّق ب (قدّمت) ، (أنفس) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ (سخط) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (سخط) . والمصدر المؤوّل (أن سخط الله) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، وذلك على حذف مضاف أيّ هو موجب سخط الله «2» . (الواو) عاطفة (في العذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (خالدون) ، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خالدون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة «ترى كثيرا ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) في الآية السابقة (78) . (2) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ رفع مبتدأ وهو المخصوص بالذّمّ.

الصرف:

وجملة «يتولّون ... » : في محلّ نصب حال «1» . وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «بئس ما ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «قدّمت لهم أنفسهم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «سخط الله» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «هم خالدون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ، فهي في حيّز المخصوص بالذم أي: هو موجب سخط الله وخلودهم في العذاب. الصرف: (يتناهون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يتناهاون، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يتفاعون. والألف المحذوفة أصلها ياء لأن مجرّد الفعل هو نهي مصدره نهي. (يتولّون) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى يتناهون ... والألف المحذوفة أصلها ياء أيضا. [سورة المائدة (5) : آية 81] وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (81) الإعراب: (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم كان (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (النبيّ) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم

_ (1) أو مفعول به ثان إن كان الفعل قلبيّا.

موصول مبني في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل أنزل (ما) نافية (اتّخذوا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به أوّل (أولياء) مفعول به ثان منصوب (الواو) (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (كثيرا) اسم لكنّ منصوب (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (فاسقون) خبر لكن مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «كانوا يؤمنون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى «1» . وجملة «يؤمنون» : في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة «أنزل إليه» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «ما اتّخذوهم ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لكن كثيرا منهم فاسقون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا. [انتهى الجزء السادس ويليه الجزء السابع في المجلد الرابع] بدءا من الآية (82) من سورة المائدة

_ (1) في الآية السابقة (80) .

[سورة المائدة (5) : آية 82]

الجزء السابع بقية سورة المائدة من الآية 82- إلى الآية 120 [سورة المائدة (5) : آية 82] لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تجدن) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع ... والنون نون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أشد) مفعول به منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (عداوة) تمييز منصوب (اللام) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بعداوة (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل (اليهود) مفعول به ثان منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول في محل

_ (1) يجوز أن يكون (اليهود) هو المفعول الأول، و (أشد) هو المفعول الثاني، وهذا هو الظاهر.

رفع معطوف على اليهود (أشركوا) مثل آمنوا (الواو) عاطفة (لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا) مثل الأولى (الذين) مثل السابق مفعول به ثان (قالوا) مثل آمنوا (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (نا) ضمير في محل نصب اسم إنّ (نصارى) خبر مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جر (أن) مثل إنّ (من) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر مقدّم (قسّيسين) اسم أنّ مؤخر منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (رهبانا) معطوفة على قسّيسين منصوب مثله. والمصدر المؤول (أن منهم قسّيسين) في محل جر متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (الواو) عاطفة (أنّ) مثل أنّ و (هم) ضمير في محل نصب اسم أنّ (لا) نافية (يستكبرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أنهم لا يستكبرون) في محل جر معطوف على المصدر الأول. جملة «لتجدنّ....» لا محلّ لها جواب قسم مقدر. وجملة «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «لتجدن (الثانية) » لا محلّ لها جواب قسم مقدر معطوف على الأول. وجملة «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.

الصرف:

وجملة «إنّا نصارى» في محل نصب مقول القول. وجملة «ذلك بأنّ منهم ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة «لا يستكبرون» في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (قسيسين) ، جمع قسّيس وهو مبالغة اسم الفاعل على وزن فعيل بكسر الفاء والعين المشددة كصديق، وأصله من تقسّس الشيء إذا اتبعه وتطلبه بالليل، وسمي القسّيس بذلك لتتبّعه العلم. (رهبانا) جمع الراهب وهو اسم فاعل أو اسم لمن اعتزل الناس الى دير. [سورة المائدة (5) : آية 83] وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بالجواب ترى (سمعوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (ما) اسم موصول «1» مبني في محل نصب مفعول به (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى الرسول) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) ، (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أعين) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (تفيض) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من الدّمع) جار ومجرور متعلق ب (تفيض) ، على حذف مضاف أي من كثرة الدّمع «2» ، (من) حرف جر

_ (1) أو نكرة موصوفة في محل نصب ... والجملة بعدها نعت لها. (2) يجوز أن يتعلق بحال من فاعل تفيض أي مملوءة من الدمع ... ويجوز أن يكون تمييزا بزيادة من البيانية.

البلاغة

(ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (تفيض) ، (عرفوا) مثل سمعوا (من الحق) مثل من الدّمع متعلق بحال من مفعول عرفوا (يقولون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (ربّ) منادى محذوف منه أداة النداء وهو مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) ضمير فاعل (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (اكتب) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به (مع) ظرف مكان منصوب متعلق ب (اكتب) ، (الشاهدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. جملة «سمعوا ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة «أنزل....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «ترى....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «تفيض ... » في محل نصب حال من أعين. وجملة «عرفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «يقولون ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة النداء «ربنا ... » لا محلّ لها مقول القول. وجملة «آمنا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «اكتبنا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء لأنها في حيز الجواب «1» . البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ» أي تمتلئ بالدمع

_ (1) يجوز أن تكون الجملة جواب شرط مقدر أي: إن قبلتنا فاكتبنا ...

[سورة المائدة (5) : آية 84]

فاستعير له الفيض الذي هو الانصباب عن امتلاء مبالغة أو جعلت أعينهم من فرط البكاء كأنها تفيض بأنفسها. 2- المبالغة في التمييز: في قوله تعالى «تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ» وهذه العبارة من أبلغ العبارات وأنهاها، وهي ثلاثة مراتب. فالأولى: فاض دمع عينه، وهذا هو الأصل. والثانية: محولة من هذه وهي قول القائل: فاضت عينه دمعا حولت الفعل الى العين مجازا ومبالغة، ثم نبهت على الأصل والحقيقة بنصب ما كان فعلا على التمييز. والثالثة فيها هذا التحويل المذكور، وهي الواردة في الآية، إلا أنها أبلغ من الثانية باطراح المنبهة على الأصل وعدم نصب التمييز، وابرازه في صورة التعليل والله أعلم. وإنما كان الكلام مع التعليل أبعد عن الأصل منه مع التمييز، لأن التمييز في مثله قد استقر كونه فاعلا في الأصل في مثل: تصبب زيد عرقا، واشتعل الرأس شيبا. فإذا قلت: فاضت عينه دمعا، فهم هذا الأصل في العادة في أمثاله. وأما التعليل فلم يعهد فيه ذلك ألا تراك تقول: فاضت عينه من ذكر الله كما تقول: فاضت عينه من الدمع، فلا يفهم التعليل ما يفهم التمييز. [سورة المائدة (5) : آية 84] وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جر و (نا) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (لا) نافية (نؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بالله) جار ومجرور متعلق ب (نؤمن) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر معطوف على لفظ الجلالة (جاء) فعل ماض و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من الحق) جار

[سورة المائدة (5) : آية 85]

ومجرور متعلق بحال من فاعل جاء «1» ، (الواو) عاطفة (نطمع) مثل نؤمن (أن) حرف مصدري ونصب (يدخل) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (نا) مضاف إليه (مع) ظرف مكان منصوب متعلق ب (يدخل) ، (القوم) مضاف إليه مجرور (الصالحين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجر الياء. والمصدر المؤوّل (أن يدخلنا) في محلّ جر بحرف جر محذوف، والتقدير: نطمع في أن يدخلنا ربنا والجار والمجرور متعلق ب (نطمع) . جملة «ما لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «2» . وجملة «لا نؤمن..» في محلّ نصب حال. وجملة «جاءنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «نطمع..» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا نؤمن «3» . وجملة «يدخلنا ربنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . [سورة المائدة (5) : آية 85] فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)

_ (1) وجه أبو البقاء العكبري الآية توجيها آخر: ف (الواو) حالية و (ما) موصول مبتدأ و (من الحق) خبر أي: وما لنا لا نؤمن بالله والحال أن الذي جاءنا كائن من الحق- والحق هو الله تعالى، أو القرآن الكريم-. (2) أو هي استئنافية. [.....] (3) مع تقدير الفعل منفيا في المعنى أي: ما لنا لا نؤمن ولا نطمع.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (أثاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جر للسببية (ما) حرف مصدري «1» ، (قالوا) فعل ماض وفاعله (جنات) مفعول به ثان عامله أثابهم منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (من تحت) جار ومجرور متعلق ب (تجري) «2» ، و (ها) ضمير مضاف إليه على حذف مضاف أي من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال منصوبة من ضمير الغائب في (أثابهم) وعلامة النصب الياء (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بخالدين (الواو) استئنافية (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (جزاء) خبر مرفوع (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. والمصدر المؤول (ما قالوا) في محلّ جر بالباء متعلق ب (أثابهم) . جملة «أثابهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولون «3» . وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنات. وجملة «ذلك جزاء....» لا محلّ لها استئنافية. [سورة المائدة (5) : آية 86] وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (86)

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جر.. والعائد محذوف. (2) أو حال من الأنهار. (3) في الآية (83) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (كذّبوا) مثل كفروا (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا) (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... والكاف للخطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور. جملة «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا وهي صلة الموصول. وجملة «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين كفروا) . [سورة المائدة (5) : الآيات 87 الى 88] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة الإعراب: (يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة (تحرموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (طيبات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه «1» ، (أحلّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ جر، والجملة بعده نعت، والعائد محذوف.

مرفوع (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أحلّ) ، (الواو) عاطفة (لا تعتدوا) مثل لا تحرّموا (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (لا) نافية (يحب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المعتدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة النداء «يأيها الذين ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تحرموا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أحل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تعتدوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «إن الله لا يحب ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة «لا يحب ... » في محلّ رفع خبر إن. (88) (الواو) عاطفة (كلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (من) حرف جر (ما) اسم موصول «1» مبني في محلّ جر متعلق ب (كلوا) ، (رزق) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (حلالا) حال منصوبة من المفعول المحذوف أي رزقكم إياه الله «2» ، (طيبا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (اتقوا) مثل كلوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (مؤمنون) وهو خبر المبتدأ.

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ جر، والجملة بعده نعت، والعائد محذوف. (2) يجوز أن يكون مفعولا به أي طعاما حلالا، فلما حذف المنعوت حل النعت محله (انظر الآية 168 من سورة البقرة) .

[سورة المائدة (5) : آية 89]

وجملة «كلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «رزقكم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «اتقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا ... وجملة «أنتم به مؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . [سورة المائدة (5) : آية 89] لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) الإعراب: (لا) نافية (يؤاخذ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (باللغو) جار ومجرور متعلق ب (يؤاخذ) ، (في أيمان) جار ومجرور متعلق باللغو و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (يؤاخذكم) مثل الأول (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري «1» ، (عقدتم) فعل ماض وفاعله (الأيمان) مفعول به. والمصدر المؤول (ما عقدتم) في محلّ جر بالباء متعلق ب (يؤاخذ) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (كفارة) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إطعام) خبر مرفوع (عشرة) مضاف إليه مجرور

_ (1) أو اسم موصول، عائده محذوف، والجملة بعده صلة له.

(مساكين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة فهو ممنوع من الصرف على صيغة منتهى الجموع (من أوسط) جار ومجرور نعت لمفعول ثان «1» ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه (تطعمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أهلي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير (كسوة) معطوف على إطعام مرفوع مثله و (هم) ضمير مضاف إليه (أو تحرير) مثل أو كسوة (رقبة) مضاف إليه مجرور. (الفاء) استئنافية (من) اسم شرط مبني في محلّ رفع مبتدأ (لم) حرف نفي (يجد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صيام) خبر لمبتدأ محذوف تقديره كفارته (ثلاثة) مضاف إليه مجرور (أيام) مضاف إليه مجرور. (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... واللام للبعد والكاف للخطاب (كفارة) خبر مرفوع (أيمان) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط في محلّ نصب متعلق بكفارة «2» ،، (حلفتم) مثل عقّدتم (الواو) عاطفة (احفظوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (أيمان) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه. (الكاف) حرف جر «3» ، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول مطلق لفعل يبين و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبين) مثل يؤاخذ (الله) فاعل مرفوع (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في

_ (1) أي إطعام عشرة مساكين قوتا من أوسط ... (2) أي ذلك كفارة أيمانكم وقت حلفكم. (3) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمفعول مطلق محذوف ... أي مفعول مطلق نائب عن المصدر.

الصرف:

محلّ جر متعلق ب (يبين) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لعل) حرف مشبه بالفعل للترجي و (كم) اسم لعل (تشكرون) مثل تطعمون. جملة «لا يؤاخذكم الله» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يؤاخذكم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «عقّدتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «كفارته إطعام ... » جواب شرط مقدر أي إن حنثتم فكفارته إطعام. وجملة «تطعمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «من لم يجد» لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «لم يجد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة « (كفارته) صيام» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ذلك كفارة ... » لا محلّ لها استئنافية وجملة «حلفتم» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «احفظوا» لا محلّ لها استئنافية ذلك كفارة «2» . وجملة «يبين الله» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لعلكم تشكرون» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعل. الصرف: (إطعام) ، مصدر قياسي لفعل أطعم الرباعي، وزنه

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن تكون استئنافية لا محلّ لها.

الفوائد

أفعال، بكسر همزة الفعل وزيادة ألف قبل الآخر. (أوسط) ، صفة مشتقة وزنه أفعل، وقد يحمل معنى التفضيل. الفوائد - يمين اللغو هو الذي جرى مجرى العادة ولا يحمل في طياته القصد والنية ... وإننا لنرى في صريح القرآن الكريم هدر هذا اليمين واعتباره خارج نطاق الأيمان المحرجة والمغلظة وإنا لنتطلّع في هذا المقام الى اعتبار يمين الطلاق الذي أصبح من لغو الكلام، يحلف في مواقف اللهو ومقام العبث والمزاح، وقد يكون لتخويف المرأة وتحذيرها من تصرف قد تتصرفه هي أو غيرها من أبناء الأسرة ولكنه لا يحمل نية الطلاق وقصده، إنا لنتطلع الى اعتباره من اللغو وعدم الاعتداد به والله الموفق. [سورة المائدة (5) : آية 90] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (إنما) كافة ومكفوفة (الخمر) مبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الميسر، الأنصاب، الأزلام) أسماء معطوفة على الخمر مرفوعة مثله (رجس) خبر مرفوع (من عمل) جار ومجرور متعلق بنعت لرجس «2» ، (الشيطان) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب «3» ، (اجتنبوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به

_ (1) في الآية (87) من هذه السورة. [.....] (2) أو متعلق بمحذوف خبر ثان. (3) يجوز أن تكون رابطة لجواب شرط مقدر أي أن آمنتم وصدقتم فاجتنبوه.

الصرف:

(لعلكم تفلحون) مثل لعلكم تشكرون «1» . جملة «يأيها الذين ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «الخمر ... رجس» لا محل لها جواب النداء. وجملة «اجتنبوه» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «لعلكم ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعل. الصرف: (رجس) ، اسم للعمل القبيح والقذر، وزنه فعل بكسر فسكون ويصح الفتح والسكون والفتح والكسر. [سورة المائدة (5) : آية 91] إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) الإعراب: (إنما) مثل الأولى «2» ، (يريد) مضارع مرفوع (الشيطان) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري (يوقع) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من العداوة و (كم) ضمير مضاف إليه (العداوة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (البغضاء) معطوف على العداوة منصوب (في الخمر) جار ومجرور متعلق ب (يوقع) ، وفي لمعنى السببية (الواو) عاطفة (الميسر) معطوف على الخمر مجرور.

_ (1) في الآية السابقة (89) . (2) في الآية السابقة (90) .

الصرف:

والمصدر المؤول (أن يوقع) في محل نصب مفعول به عامله يريد. (الواو) عاطفة (يصدّ) مضارع منصوب معطوف على (يوقع) ، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (عن ذكر) جار ومجرور متعلق ب (يصدّكم) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عن الصلاة) مثل عن ذكر إعرابا وتعليقا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (هل) حرف استفهام فيه معنى الأمر (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (منتهون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «يريد الشيطان» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يوقع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يصدّكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة «هل أنتم منتهون» جواب شرط مقدر أي إذا تبين لكم ذلك فهل أنتم منتهون. الصرف: (منتهون) ، اسم فاعل من انتهى الخماسي، جمع المنتهي، وفي الجمع إعلال بالحذف أصله منتهيون بضم الياء، استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الهاء، ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع واو منتهون. الفوائد 1- إنما: أصلها إنّ ودخلت عليها «ما» الزائدة فكفتها عن العمل: واختلف معناها عن أصلها وأصبحت تفيد تحقيق الشيء وتقريره على وجه مّا وبنفس الوقت نفي غيره عنه وهو ما أطلق عليه البلاغيون معنى «الحصر» .

[سورة المائدة (5) : آية 92]

ولسيبويه كلام بهذا الخصوص فيقول: «واعلم أن الموضع الذي لا يجوز فيه «أنّ» لا تكون فيه «إنما» . قال كثيّر: أراني ولا كفران لله إنما ... أواخي من الأقوام كل بخيل ملاحظة: إذا دخلت ما الزائدة على إن وأخواتها يزول اختصاصها بالأسماء فتدخل على الجملة الاسمية والفعلية على حد سواء باستثناء «ليت» فتبقى على اختصاصها بالأسماء. ملاحظة هامة: إذا كانت «ما» المتصلة بهذه الأحرف اسما موصولا أو حرفا مصدريا فلا تكفها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر، فمثل «ما» الموصولة قوله تعالى: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ أي إن الذي عندكم ينفد، وإن لحقتها «ما المصدرية» كان ما بعدها في تأويل مصدر منصوب على أنه اسم «إن» نحو «إن ما تستقيم حسن، أي إنّ استقامتك حسنة، وفي هاتين الحالتين تكتب ما منفصلة بخلاف ما الكافة فإنها تكتب متصلة كما عرفنا فيما سلف وقد مرّ معنا ما يشبه ذلك في آيات سابقات فيمكن العودة إليه. 2- الأصل في «هل» أن تكون حرف استفهام ولا يستفهم بها إلا في حالة «الإثبات» مثل: هل قرأت النحو؟ وأكثر ما يليها الفعل وقلّ أن يليها الاسم كقولك «هل عليّ مجتهد» ؟ وإذا دخلت على المضارع خصصت بالاستقبال. ملاحظة هامة: قد تخرج «هل» عن أصلها وهو حرف استفهام فتكون للأمر أو للنهي كما ورد في هذه الآية «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» ؟ والتقريع والتنديد وأمور أخرى تجدها في المطولات من علم المعاني في البلاغة إن شئت المزيد من ذلك. [سورة المائدة (5) : آية 92] وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) الإعراب: (الواو) عاطفة (أطيعوا) فعل أمر مبني على حذف

[سورة المائدة (5) : آية 93]

النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أطيعوا الرسول) مثل أطيعوا الله (الواو) عاطفة (احذروا) مثل أطيعوا (الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (توليتم) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... (وتم) ضمير فاعل، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا) مثل أطيعوا (أنما) كافة ومكفوفة (على رسول) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم و (نا) ضمير مضاف إليه (البلاغ) مبتدأ مؤخر مرفوع (المبين) نعت للبلاغ مرفوع. جملة «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق. وجملة «أطيعوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى. وجملة «احذروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى. وجملة «توليتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى. وجملة «اعلموا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء ... وفي الكلام إيجاز حذف أي: وأما جزاؤكم فعلينا ... وجملة «على رسولنا البلاغ» في محلّ نصب مفعول به لفعل اعلموا المعلق ب (أما) . [سورة المائدة (5) : آية 93] لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم

(آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جناح) اسم ليس مؤخر مرفوع (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بجناح (طعموا) مثل آمنوا (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق بالجواب المقدر «1» ، (ما) زائدة (اتقوا) فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (آمنوا وعملوا الصالحات) مثل الأولى (ثم) حرف عطف في الموضعين (اتقوا وآمنوا، اتقوا وأحسنوا) مثل اتقوا وآمنوا السابقة (الواو) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «ليس مع اسمها وخبرها» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة «طعموا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «اتقوا» في محلّ جر مضاف إليه ... وجواب الشرط مقدر أي لا يأثمون. وجملة «آمنوا (الثانية) » في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا. وجملة «عملوا (الثانية) » في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا. وجملة «اتقوا (الثانية) » في محلّ جر معطوفة على جملة عملوا الصالحات.

_ (1) والتقدير: إذا ما اتقوا لا يأثمون، هذا ويجوز أن يكون الظرف مجردا عن الشرط، فيتعلق بما تدل عليه الجملة السابقة. أي لا يأثمون وقت اتقائهم.

البلاغة

وجملة «آمنوا (الثالثة) » في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا الثانية. وجملة «اتقوا (الثالثة) » في محلّ جر معطوفة على جملة آمنوا الثالثة. وجملة «أحسنوا» في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا الثالثة. وجملة «الله يحب ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يحب المحسنين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . البلاغة 1- التكرار أو التكرير: في قوله تعالى «إِذا مَا اتَّقَوْا» وقوله «ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا» وقوله «ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا» وذلك لتأكيد ما يتحدث عنه ليزداد رسوخا في الذهن. وإشارة الى العلاقات التي يرتبط بها الإنسان في حياته، وهي علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقة الإنسان بغيره، وعلاقة الإنسان بربه، ولذلك عقّب عليها بالإحسان في الكرة الثالثة. الفوائد من أسباب النزول: «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا» هذه الآية نزلت جوابا للذين استفسروا عن مصير شارب الخمر وآكل الميسر قبل التحريم. فنزلت هذه الآية ترفع الإثم عنهم بشرط التقوى وبشرط الإيمان. [سورة المائدة (5) : آية 94] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (94) الإعراب: يأيّها الذين آمنوا مرّ إعرابها «1» ، (اللام) لام

_ (1) في الآية (87) من هذه السورة.

القسم لقسم مقدّر (يبلونّ) مضارع مبني على الفتح.. والنون نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبلونّ) ، (من الصيد) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء (تنال) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (أيدي) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رماح) معطوف على أيدي مرفوع مثله و (كم) مضاف إليه (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يخافه) مثل تناله (بالغيب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يخاف أو مفعوله. والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (بيلونّكم) . (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اعتدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اعتدى) ، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت مرفوع. جملة «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ليبلونّكم» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. والقسم وجوابه لا محلّ له جواب النداء.

الصرف:

وجملة «تناله أيديكم» : في محلّ نصب حال من الصيد. وجملة «يعلم الله» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يخافه ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «من اعتدى ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «اعتدى ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «له عذاب» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (رماح) ، جمع رمح، اسم جامد، وقد سمع اشتقاق فعل رمح يرمح باب فتح منه أي طعنة بالرمح وزنه فعل بضمّ فسكون، والجمع فعال بكسر الفاء. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى «لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ» فتنكير شيء للتحقير المؤذن بأن ذلك ليس من الفتن الهائلة التي تزل فيها أقدام الراسخين كالابتلاء بقتل الأنفس وإتلاف الأموال. وإنما هو من قبيل ما ابتلي به أهل أيلة من صيد البحر وفائدته التنبيه على أن من لم يثبت في مثل هذا كيف يثبت عند شدائد المحن. الفوائد - كثيرا ما يتساءل المؤمن: كيف يختبر الله عباده وهو أعلم بحالهم يعلم مؤمنهم وكافرهم، ويعلم صادقهم ومنافقهم ويعلم صالحهم من طالحهم، ويعلم منهم المصلح من المفسد؟

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة المائدة (5) : آية 95]

وكذلك الآيات التي تتعرض لعلم الله كقوله تعالى في هذه الآية: «لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ» . وللفقهاء والمفسرين حول ذلك آراء نستعرض بعضها وأقواها؟ قال صاحب «الجلالين» : المقصود بعلم الله الواردة في أمثال هذه الآيات «ليعلم علم ظهور» والغاية من علم الظهور هو إقامة الحجة على العباد لئلا يؤخذوا على حدّ زعمهم بظلم دون أن يخضعهم الله للامتحان والاختبار. [سورة المائدة (5) : آية 95] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (95) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) واو الحال (أنتم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (حرم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (من قتل) مثل من اعتدى «2» ، و (الهاء) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل قتل (متعمّدا) حال ثانية من فاعل قتل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (جزاء) مبتدأ مؤخّر والخبر محذوف أي فعليه جزاء (مثل) نعت لجزاء

_ (1) في الآية (87) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (94) .

مرفوع «1» ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (قتل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من النعم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول المحذوف أي ما قتله من النعم «2» ،، (يحكم) مضارع مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) ، (ذوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (عدل) مضاف إليه مجرور (منكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت ل (ذوا) ، (هديا) حال منصوبة من الضمير في (به) «3» (بالغ) نعت ل (هديا) منصوب مثله (الكعبة) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف للتخيير (كفّارة) معطوف على جزاء مرفوع «4» (طعام) عطف بيان لكفّارة «5» ، (مساكين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف على صيغة منتهى الجموع (أو) مثل الأول (عدل) معطوف على كفّارة- أو على جزاء- مرفوع مثله (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (صياما) تمييز منصوب (اللام) لام التعليل (يذوق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (وبال) مفعول به منصوب (أمر) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يذوق) في محلّ جرّ باللام متعلّق مقدّر يتضمّن

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي: جزاء هو مثل ما قتل ... والجملة الاسمية نعت لجزاء. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لجزاء. (3) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يهديه هديا، وقيل هو تمييز. (4) أو مبتدأ مؤخّر خبره محذوف أي: عليه كفّارة. (5) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. [.....]

الأمور الثلاثة الواردة أي: وجب ذلك ليذوق وبال أمره «1» ، (عفا) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (عفا) ، (سلف) مثل قتل (الواو) عاطفة (من عاد) مثل من قتل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ينتقم) مثل يحكم (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (منه) مثل منكم متعلّق ب (ينتقم) . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو من الأسماء الخمسة (انتقام) مضاف إليه مجرور. جملة النداء «يأيّها الذين» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تقتلوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أنتم حرم» : في محلّ نصب حال من فاعل تقتلوا. وجملة «من قتله ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «قتله ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة « (عليه) جزاء» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «قتل ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يحكم به» : في محلّ رفع نعت لجزاء «3» .

_ (1) يجوز تعليقه بالاستقرار الذي بني عليه الجزاء أو بطعام أو ب (صياما) . (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) أو في محلّ نصب حال منه لأنه وصف.

الصرف:

وجملة «يذوق ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «عفا الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «سلف» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «من عاد» : لا محلّ لها معطوفة على جملة عفا الله. وجملة «عاد ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «ينتقم» : في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة (هو ينتقم الله منه) في محلّ جزّم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «الله عزيز ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بالغ) ، اسم فاعل من بلغ الثلاثيّ، ومنه فاعل. (الكعبة) ، اسم لبيت الله الحرام، وسمّيت بذلك لتكعيبها أي تربيعها إذ يقال لكل بيت مربّع كعبة، وزنه فعلة بفتح فسكون. (وبال) ، اسم للشيء الثقيل ولا سيّما في المكروه، وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة 1- الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى «لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ» حيث شبه سوء عاقبة هتكه لحرمة الإحرام بالطعام المستوبل المستوخم يذوقه. الفوائد 1- من شعار «الإحرام» .. قوله تعالى: «فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ» قال العلماء المقصود بذلك أن كفارة قاتل الصيد أثناء الإحرام أن يقدم فدية

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

من الأنعام تشابه في الخلقة الصيد الذي قتله: يحكم به ويقدره ذوا عدل وفطنة. وقد حكم ابن عباس وعمر وعلي رضي الله عنهم في النعامة ب «بدنة» من الإبل وحكم ابن عباس وأبو عبيدة في بقر الوحش وحماره ببقرة وحكم ابن عمر وعبد الرحمن بن عوف في الظبي بشاة وعلى أساس هذا الحكم يمكن استبداله لمن لم يجد بإطعام ما يعادل ذلك من المساكين أو كسوتهم أو صيام يوم عن إطعام كل مسكين. 2- «ذوا عدل» .. من المتفق عليه أن «ذو» التي بمعنى صاحب هي من الأسماء الخمسة على رأي بعض النحاة أو الستة على رأي بعضهم، وأنها تعرب بالأحرف حسب قاعدة تلك الأسماء وبشروطها: ولكن هناك أمرين تجدر الإشارة إليهما: الأول أنّ «ذا» قد تكون اسم اشارة وقد تكون اسما موصولا ولا تكون من الأسماء الخمسة إلا إذا كانت بمعنى صاحب والتي هي من الأسماء الخمسة إذا ثنيت أعربت اعراب المثنى وإذا جمعت أعربت إعراب جمع المذكر السالم فرفعت بالواو ونصبت وجرّت بالياء. 3- الاضافة والتعريف ... لدى الاستقراء لأحوال الاضافة نجدها على ثلاثة أنواع. الأول يفيد تعريف المضاف بالمضاف اليه إن كان المضاف اليه معرفة، وتخصيصه إن كان نكرة. الأول مثل كتاب علي والثاني مثل كتاب تلميذ. النوع الثاني: يفيد تخصيص المضاف دون تعريفه وذلك إذا كان المضاف من الأسماء المبهمة «كغير ومثل وشبه» . النوع الثالث: لا يفيد تعريفا أو تخصيصا، وذلك إذا كان المضاف اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة وكل ما يشبه الفعل المضارع أي أنه يدلّ على الحال والاستقبال، كما ورد في الآية الكريمة «هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ» .

[سورة المائدة (5) : آية 96]

[سورة المائدة (5) : آية 96] أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) الإعراب: (أحل) فعل ماض مبني للمجهول (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) ، (صيد) نائب فاعل مرفوع (البحر) مضاف إليه مجرور و (طعام) معطوف على صيد بحرف العطف مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (متاعا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (لكم) مثل الأول متعلّق ب (متاعا) ، (الواو) عاطفة (للسيّارة) جارّ ومجرور متعلّق ب (متاعا) ، (الواو) عاطفة (حرّم عليكم صيد البر) مثل أحلّ لكم صيد البحر (ما) حرف مصدريّ (دمتم) فعل ماض ناقص.. (وتم) ضمير اسم دمتم (حرما) خبر ما دام منصوب. والمصدر المؤوّل (ما دمتم حرما) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق ب (حرّم) . (الواو) استئنافية (اتّقوا) فعل أمر مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (الذي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل. جملة «أحلّ لكم صيد ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «حرّم عليكم صيد ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر لفعل متّع ...

الصرف:

وجملة «دمتم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «اتّقوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تحشرون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . الصرف: (السيّارة) ، جمع السيّار، هو المسافر الكثير السفر، صيغة مبالغة اسم الفاعل من السير، وزنه فعال بفتح الفاء وتشديد العين، ووزن السّيارة فعّالة بإضافة التاء في آخره. [سورة المائدة (5) : آية 97] جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) الإعراب: (جعل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الكعبة) مفعول به منصوب (البيت) عطف بيان من الكعبة أو بدل منه منصوب (الحرام) نعت للبيت منصوب (قياما) مفعول به ثان منصوب عامله جعل «1» ، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قياما) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الشهر، الهدي، القلائد) أسماء معطوفة على الكعبة منصوبة (الحرام) نعت للشهر منصوب (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ «2» . (واللام) للبعد (والكاف) للخطاب. (اللام) للتعليل (تعلموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.

_ (1) وإذا كان الفعل (جعل) بمعنى خلق، كان (قياما) حالا منصوبة. (2) يجوز أن يكون اسم الإشارة مفعولا به لفعل محذوف تقديره شرع، ولام التعليل متعلّقة به.

[سورة المائدة (5) : آية 98]

والمصدر المؤوّل (أن تعلموا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم ... ) سدّ مسدّ مفعولي تعلموا. (الواو) عاطفة (أنّ الله) مثل الأولى (بكل) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر أنّ مرفوع. جملة «جعل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ذلك لتعلموا» : لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليليّة. وجملة «تعلموا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يعلم» : في محلّ رفع خبر أنّ. [سورة المائدة (5) : آية 98] اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98) الإعراب: (اعلموا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (أن الله) مرّ إعرابها «1» ، (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أن الله غفور) مثل أن الله عليم «2» ، (رحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1، 2) في الآية السابقة (97) .

[سورة المائدة (5) : آية 99]

والمصدر المؤوّل (أن الله شديد) سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. والمصدر المؤوّل (أن الله غفور..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. وجملة «اعلموا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة المائدة (5) : آية 99] ما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (99) الإعراب: (ما) نافية (على الرسول) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إلّا) أداة حصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (تبدون) مضارع مرفوع.. الواو فاعل (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (تكتمون) مثل تبدون. جملة «ما على الرسول إلّا البلاغ» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «الله يعلم ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يعلم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «تبدون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مفعول به، أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت لها، والعائد محذوف.

البلاغة

وجملة «تكتمون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني أو الحرفيّ. البلاغة 1- في الآية الكريمة: إرسال المثل في قوله تعالى «ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ» وهو عبارة عن أن يأتي المتكلم في بعض كلامه بما يجري مجرى المثل السائر من حكمة أو نعت أو غير ذلك. 2- الطباق: بين «تبدون» و «تكتمون» . الفوائد - «ما» في لغة الضاد لها شأن وأي شأن!؟ فهي تأتي اسما موصولا بمعنى الذي ... وتأتي مصدرية فتؤول مع الفعل الذي يليها بمصدر يأخذ محله من الإعراب حسب موقعه من الجملة وحسب العوامل المتسلطة عليه. وتأتي نافية حجازية فتعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي تختص بالجملة الاسمية. أو تكون نافية فتهمل ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا مرفوعين كما أنها نافية للحصر كقوله تعالى: «وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ» . وتأتي زائدة وهي التي تتصل ب «إنّ» وأخواتها فتكفها عن العمل مع شيء من التفصيل وتسمى كافة ومكفوفة. وقد أخذت «ما» هذه من جهد العلماء ومداد أقلامهم ما يملأ الأسفار من كتب النحو فمن شاء المزيد فعليه بالمطولات من هذا العلم. [سورة المائدة (5) : آية 100] قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (لا)

الصرف:

نافية (يستوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (الخبيث) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (الطيّب) معطوف على الخبيث مرفوع (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أعجب) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به (كثرة) فاعل مرفوع (الخبيث) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) مثل اعلموا «1» ، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (يا) أداة نداء (أولي) منادي مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تفلحون) مثل تبدون «2» . جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يستوي الخبيث ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أعجبك كثرة ... » : في محلّ نصب حال من فاعل يستوي. وجملة «اتّقوا ... » : جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الفلاح فاتّقوا الله. وجملة «النداء ... » : لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة «لعلّكم تفلحون» : لا محلّ لها تعليليّة للأمر بالتقوى. وجملة «تفلحون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (كثرة) مصدر سماعيّ للثلاثي كثر باب كرم وزنه فعلة

_ (1) في الآية (98) من هذه السورة. (2) في الآية (99) السابقة.

البلاغة

بفتح وسكون وثمة مصدر آخر هو كثارة. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ» . أي لا يستوي الحلال والحرام، فشبه الحلال بالطيب في حلاوته وتقبل النفس له ترغيبا فيه، وشبه الحرام بالخبيث في كراهيته وعزوف النفس عنه تنفيرا منه وقد صرّح بالمشبه به وحذف المشبه. [سورة المائدة (5) : الآيات 101 الى 102] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (102) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا لا تسألوا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (عن أشياء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تسألوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف ملحق بالمنتهي بألف التأنيث الممدودة (إن) حرف شرط جازم (تبد) مضارع مجزوم فعل الشرط مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبد) ، (تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل هي و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (تسألوا) مثل الأول فعل الشرط (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تسألوا) ، (حين) ظرف زمان منصوب «2» متعلّق ب (تسألوا) الثاني (ينزّل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (القرآن) نائب فاعل مرفوع (تبد) مثل الأول جواب

_ (1) في الآية (87) من هذه السورة. (2) جاء الظرف هنا معربا لأن ما بعده معرب ... ويجوز تعليقه ب (تبد) .

الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (لكم) مثل الأول متعلّق ب (تبد) ، (عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عنها) مثل الأول متعلّق ب (عفا) ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع. جملة «يأيّها الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا تسألوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «تبد لكم ... » : في محلّ جرّ نعت لأشياء. وجملة «تسؤكم» : لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «تسألوا ... » : في محلّ جرّ معطوفة على جملة إن تبد لكم. وجملة «ينزّل القرآن» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «تبد لكم (الثانية) » : لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «عفا الله عنها» : لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة «الله غفور ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. (102) (قد) حرف تحقيق (سأل) فعل ماض (ها) ضمير مفعول به (قوم) فاعل مرفوع (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (سألها) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أصبحوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمير اسم أصبح (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ

_ (1) لو كان الضمير في (عنها) يعود على أشياء، صحّ في الجملة كونها صفة لأشياء في محلّ جرّ. [.....]

الصرف:

جرّ متعلّق ب (كافرين) وهو خبر أصبح منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «سألها قوم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة تعليل للنهي عن السؤال. وجملة «أصبحوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (أشياء) ، جمع شيء، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه شيئا بوزن فعلاء، فالهمزة الأولى لام الكلمة والألف بعدها والهمزة الأخيرة زائدتان ثمّ دخله القلب المكانيّ.. قدّمت الهمزة التي هي لام الكلمة فصار أشياء وزنه لفعاء «1» . (تبد) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع بضمّ التاء وفتح العين. (تسؤكم) ،، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفلكم. الفوائد 1- قوله تعالى: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إلخ ... «أشياء» اسم ممنوع من الصرف وقد اختلف العلماء في أصل هذه الكلمة وفي صيغة جمعها وفي المانع من الصرف لها ... آ- فذهب سيبويه الى أن مفردها شيء وقد جمعت على شيئاء ثم قدمت اللام على الألف كراهية اجتماع همزتين بينهما ألف ساكنة. ب- وذهب الفراء الى أن مفردها شيء وجمعها «أشيئاء» وقد حذفت الهمزة الأولى لتخفيف اللفظ.

_ (1) ثمّة أقوال أخرى في وزن أشياء وتصريفها يرجع إليها في كتب الصرف، وقد ضربنا صفحا عن ذكرها.

[سورة المائدة (5) : آية 103]

ج- أما مذهب الكسائي فيتلخص بأن وزن أشياء افعال وقد منعت من الصرف قياسا لها على ما آخره ألف التأنيث الممدودة وثمة آراء وردود أخرى تجدها في كتاب «الإنصاف في مسائل الخلاف» إن شئت المزيد من هذا العلم. [سورة المائدة (5) : آية 103] ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (103) الإعراب: (ما) نافية (جعل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من بحيرة) جارّ زائد ومجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (سائبة، وصيلة، حام) أسماء مجرورة لفظا منصوبة محلا معطوفة على بحيرة بحروف العطف، والكسرة مقدّرة على الياء في الاسم الأخير (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم لكنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفترون) ، (الكذب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعقلون) مثل يفترون جملة «جعل الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لكنّ الذين كفروا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يفترون ... » : في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة «أكثرهم لا يعقلون» : في محلّ رفع معطوفة على جملة

الصرف:

يفترون «1» . وجملة «لا يعقلون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . الصرف: (بحيرة) ، فعيلة بمعنى مفعولة واستعملت اسما جامدا ... اشتقاقها من البحر، والبحر هو السعة. (سائبة) ، لفظة اسم فاعل من ساب يسيب بمعنى جرى، وقيل هو فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيّبة، كما قيل ماء دافق بمعنى مدفوق. (وصيلة) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل، وزنها فعيلة وهي من الشاة أو الإبل على خلاف. (حام) ، اسم فاعل من حمى يحمي أي منع، وفيه إعلال بالحذف لأنه اسم منقوص حذف منه لامه للتنوين، وزنه فاع. الفوائد 1- مفاهيم جاهلية ... من أراد أن يتصور شدة وطأة العادات وعظم مسئولية الرسل حيال تغيير عادات قوم مرنوا عليها كابرا عن كابر وجيلا إثر جيل فليتصور فحوى هذه الآية وتحريمها أمورا كان العرب قد اتخذوها من شعائر دينهم منذ مئات السنين وقد يكون من آلافها فقد أحلّت الآية ما كان حراما وحرّمت ما كان حلالا. وقد جاء الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) ليكشف زيف هذه المعتقدات، ويرد الأمور الى نصابها الحق رغم ما لقي في سبيل ذلك من عنت القوم وشدّة مقاومتهم ولكن الله تكفّل أن يظهر دينه ولو كره الكافرون. ومن المعروف في شرح مفردات هذه الآية أن «البحيرة، والسائبة والوصيلة

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة لا محلّ لها.

[سورة المائدة (5) : آية 104]

والحامي إنما هي أسماء لأنواع مخصوصة من الأنعام كان يقفها العرب لأسباب تتعلق بها يقفونها لوجه آلهتهم ويضربون عن تخديمها أو الانتفاع بها. وقد قضى الإسلام على هذه العادات من أصلها. [سورة المائدة (5) : آية 104] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (104) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون قياسا.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفعل تعالوا (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إلى الرسول) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تعالوا (قالوا) مثل تعالوا (حسبنا) مبتدأ مرفوع. (ونا) ضمير مضاف إليه (ما) مثل الأول في محلّ رفع خبر (وجد) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آباء) مفعول به أوّل منصوب و (نا) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (آباء) اسم كان مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يعلمون. جملة «قيل....» : في محلّ جرّ مضاف إليه.

الفوائد

وجملة «تعالوا» : في محلّ رفع نائب فاعل «1» . وجملة «أنزل الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «قالوا» : لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة «حسبنا ما وجدنا» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «وجدنا» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «كان آباؤهم....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يعلمون....» : في محلّ نصب خبر كان. وجملة «لا يهتدون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يعلمون ... وجواب الشرط محذوف تقديره أيقولون ذلك؟ الفوائد 1- «أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ إلخ» .. الهمزة هي أصل أدوات الاستفهام ولذلك عقد النحاة لها فصلا مطولا ذكروا وفيه ما تتمتع به من امتيازات عن باقي أدوات الاستفهام والذي يهمنا هنا من أمر هذه الأداة انها قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي الى معان أخرى نوجزها بما يلي: آ- التسوية: نحو «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ» . ب- الإنكار الابطالي: نحو «أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ» و «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ» . ج- الإنكار التوبيخي: نحو «أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ» . د- التقرير: نحو «أنصرت بكرا؟! هـ- التهكم نحو «قالُوا يا شُعَيْبُ: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا» .

_ (1) لدى الجمهور نائب الفاعل مقدّر أي القول والجملة تفسر هذا القول (انظر الآية 11 من سورة البقرة....) .

[سورة المائدة (5) : آية 105]

و الأمر نحو أَأَسْلَمْتُمْ أي أسلموا. ز- التعجب: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ. ح- الاستبطاء: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ!» . [سورة المائدة (5) : آية 105] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (عليكم) اسم فعل أمر بمعنى الزموا مبنيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يضرّ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ضلّ) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (إذا) مرّ إعرابه «2» ، (اهتديتم) ماض مبنيّ على السكون ... (وتم) ضمير فاعل (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من ضمير الخطاب في مرجعكم، العامل فيها الاستقرار الذي عمل في الجارّ (الفاء) عاطفة (ينبّئكم) مثل يضرّكم (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبّئكم) «3» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون ... وتم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تعلمون) مثل يعلمون «4» .

_ (1) في الآية (87) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة. (3) أو حرف مصدريّ أو نكرة موصوفة بالجملة. (4) في الآية السابقة.

الفوائد

جملة النداء «يأيّها الذين....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عليكم أنفسكم» : لا محلّ لها جواب النداء، استئنافيّة. وجملة «لا يضرّكم من ضلّ» : لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «ضلّ» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «اهتديتم» : في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه مضمون الكلام قبله أي: إذا اهتديتم فلا يضرّكم من ضلّ. وجملة «إلى الله مرجعكم» : لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة «ينبّئكم» : لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة قبلها. وجملة «كنتم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة «تعملون» : في محلّ نصب خبر كنتم. الفوائد عليكم: اسم فعل أمر منقول عن جار ومجرور. بمعنى الزموا أنفسكم. والحديث عن أسماء الأفعال يقتضي التبسط، الأمر الذي يخرجنا عن خطة الكتاب لذلك سوف أقتصر على التعرض لاسم الفعل المنقول. فأسماء الأفعال المنقولة هي ما استعملت في غير اسم الفعل ثم نقلت إليه. ويكون النقل عن «جار ومجرور» ك «عليك نفسك» بمعنى الزم نفسك. وقد يكون عن ظرف مثل «دونك الكتاب» أي خذه. وقد يكون عن مصدر مثل «رويد أخاك» بمعنى أمهله. وإما عن تنبيه نحو «هاك الكتاب» أي خذه وأسماء الأفعال المنقولة سماعية كلها فلا يقاس عليها.

[سورة المائدة (5) : الآيات 106 إلى 108]

وسوف نتعرض في مواطن أخرى لاستيفاء أقسام أسماء الأفعال الأخرى المرتجلة والمعدولة فتمهل ... ! [سورة المائدة (5) : الآيات 106 الى 108] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (108) «1» الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) «2» ، (شهادة) مبتدأ مرفوع (بين)

_ (1) «هذه الآية واللتان بعدها من أشكل القرآن حكما وإعرابا وتفسيرا، ولا يزال العلماء يستشكلونها ويكفّون عنها ... قلت وأنا أستعين الله تعالى في توجيه إعرابها واشتقاق مفرداتها وتصريف كلماتها وقراءاتها ومعرفة تأليفها....» أهـ- كلام الجمل في حاشيته على الجلالين مختصرا. (2) مرّ إعرابها في الآية (87) من هذه السورة.

مضاف إليه مجرور «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه ... وخبر المبتدأ محذوف تقديره: في ما فرض عليكم وهو مقدّم «2» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد عن الشرط في محلّ نصب متعلق بشهادة (حضر) فعل ماض (أحد) مفعول به مقدّم منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت (حين) ظرف منصوب متعلق ب (حضر) ، (الوصّية) مضاف إليه مجرور (اثنان) فاعل المصدر شهادة مرفوع وعلامة الرفع الألف (ذوا) نعت ل (اثنان) مرفوع وعلامة الرفع الألف (عدل) مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف نعت ل (اثنان) «3» ، (أو) حرف عطف (آخران) معطوف على (اثنان) مرفوع وعلامة الرفع الألف (من غير) جار ومجرور نعت ل (آخران) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده «4» ، (ضربتم) فعل ماض مبني على السكون.. (وتم) ضمير فاعل (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (ضربتم) بتضمينه معنى سافرتم (الفاء) عاطفة (أصابت) فعل ماض ... والتاء للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (الموت) مضاف إليه مجرور (تحبسون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل و (هما) ضمير مفعول به، أي آخران، (من بعد) جار ومجرور متعلق

_ (1) أضيفت الشهادة إلى (بين) تجاوزا وسعة، إذ خرج (بين) عن الظرفية الى المفعولية وذلك كناية عن التنازع والتشاجر، لأن الشهادة يحتاج إليها حين التنازع. (2) يجوز أن يكون (اثنان) هو الخبر على حذف مضاف أي: شهادة اثنين. (3) أو بحال من (اثنان) لأن النكرة وصفت من قبل. (4) بعض المعربين يجعلونه توكيدا لفاعل الفعل ... وليس بضروري لأن الفاعل المتّصل يصبح منفصلا إن حذف الفعل.

ب (تحبسون) ، (الصّلاة) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (يقسمان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والألف ضمير فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يقسمان) ، (إن) مثل الأول (ارتبتم) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... (وتم) ضمير فاعل (لا) نافية (نشتري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (نشتري) بتضمينه معنى نستبدل (ثمنا) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على المشهود له أو المقسم له المفهوم من سياق الآية (ذا) خبر كان منصوب وعلامة النصب الألف (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (الواو) عاطفة (لا) نافية (نكتم) مثل نشتري (شهادة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إذا) حرف جواب لا عمل له (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (من الآثمين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إنّ وعلامة الجر الياء. جملة النداء «يأيها الذين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «شهادة بينكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «حضر ... الموت» في محلّ جر بالإضافة. وجملة « (ضربتم) المقدّرة» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة «ضربتم المذكورة» لا محلّ لها تفسيريّة.

وجملة «أصابتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضربتم المذكورة ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: فاستشهدوا آخرين. وجملة «تحبسونهما» في محلّ رفع نعت ل (آخران) . وجملة «يقسمان....» في محلّ رفع معطوفة على جملة تحبسونهما. وجملة «ارتبتم مع جوابها» لا محلّ لها اعتراضية ... والجواب محذوف تقديره فخلفوهما. وجملة «لا نشتري ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة «كان ذا قربى» في محلّ نصب حال ... وجواب لو محذوف دل عليه ما قبله أي لا نشهد كذبا ولا نشتري به ثمنا ... وجملة «لا نكتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نشتري. وجملة «إنا ... لمن الآثمين» لا محلّ لها استئناف ماني وهي جواب سؤال مقدر أي: ماذا سيكون من أمركم إن فعلتم. (107) (الفاء) عاطفة (إن) مثل الأول (عثر) فعل ماض مبني للمجهول مبني في محلّ جزم فعل الشرط (على) حرف جر (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (هما) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (استحقّا) فعل ماض وفاعله (إثما) مفعول به منصوب. والمصدر المؤول (أنهما استحقا) في محلّ جر بحرف الجار والمجرور نائب فاعل في محلّ رفع. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (آخران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره

الشاهدان «1» ، (يقومان) مثل يقسمان (مقام) مفعول مطلق منصوب و (هما) ضمير مضاف إليه (من) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بحال من فاعل يقومان «2» ، (استحق) فعل ماض (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (استحق) بتضمينه معنى استوجب (الأوليان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف «3» ، (الفاء) عاطفة (يقسمان) مثل الأول (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يقسمان) ، (اللام) لام القسم (شهادة) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (أحقّ) خبر مرفوع (من شهادة) جار ومجرور متعلق ب (أحق) ، و (هما) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) نافية (اعتدينا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) ضمير فاعل (إنا إذا لمن الظالمين) مثل إنّا ... لمن الآثمين «4» . جملة «عثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «استحقّا....» في محلّ رفع خبر أنّ.

_ (1) يجوز أن يكون لفظ (آخران) مبتدأ خبره (من الذين استحقّ ... ) وجاز الابتداء به لتخصصه بالوصف ... ويجوز أن يكون الخبر جملة يقومان، وجاز الابتداء به لإفادته العموم. [.....] (2) يجوز أن يتعلق الجار بمحذوف نعت ل (آخران) . (3) أجاز العكبري في إعراب الأوليان خمسة أوجه: الأول: فاعل استحق. الثاني: مبتدأ خبره آخران على أحد أوجه إعراب آخران ... والجملة الاسميّة على هذا الوجه هي جواب الشرط. الثالث: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما، والجملة الاسمية على هذا الوجه خبر للمبتدأ (آخران) الذي وصف بجملة يقومان. الرابع: بدل من الضمير في (يقومان) . الخامس: صفة ل (آخران) الذي وصف بجملة يقومان. و (الأوليان) لم يقصد بهما اثنين بأعيانهما ... قال- وهذا محكيّ عن الأخفش- في الحالات الأربع الأخيرة فإن فاعل (استحقّ) مقدّر هو الوصيّة المفهومة من الآية السابقة. هذا والوجه الخامس اعتمده ابن هشام في المغني. (4) في الآية السابقة.

وجملة « (الشاهدان) آخران» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «استحقّ ... الأوليان» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يقومان ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقومان. وجملة «شهادتنا أحق ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة «ما اعتدينا» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة «إنا ... لمن الظّالمين» لا محلّ لها استئناف بياني. (108) (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى شرعيّة الحكم السابق، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة (أن) حرف مصدري (يأتوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (بالشّهادة) جار ومجرور متعلق ب (يأتوا) ، (على وجه) جار ومجرور متعلق بحال من الشهادة و (ها) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يأتوا ... ) في محلّ جر بحرف جر محذوف تقديره إلى أن يأتوا متعلق بأدنى. (أو) حرف عطف للتخيير أو بمعنى الواو (يخافوا) مثل يأتوا ومعطوف عليه (أن) مثل الأول (ترد) مضارع منصوب مبني للمجهول (أيمان) نائب فاعل مرفوع (بعد) ظرف منصوب متعلق ب (تردّ) «1» ، (أيمان) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه.

_ (1) أو متعلق بمحذوف نعت لأيمان.

الصرف:

والمصدر المؤول (أن ترد) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافوا. (الواو) استئنافية (اتّقوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اسمعوا) مثل اتّقوا. (الواو) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الفاسقين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «ذلك أدنى ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يأتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يخافوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة «تردّ أيمان» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «اتّقوا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «اسمعوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا ... وجملة «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لا يهدي القوم....» في محل رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (آخران) ، مثنّى آخر- بفتح الخاء- اسم بمعنى غير ليس له فعل من لفظه، وزنه فاعل. (الأوليان) ، مثنى الأولى، وزنه أفعل بمعنى الأقرب، فهو على صيغة اسم التفضيل من فعل ولي يلي باب وثق يثق وولي يلي باب

الفوائد

ضرب ... وقد قلبت الألف ياء في المثنّى لأنها رابعة في الكلمة. (أدنى) ، اسم تفضيل وزنه أفعل من باب دنا، فيه إعلال بالقلب قلبت الواو ألفا لتحرّكها وفتح ما قبلها. (يخافوا) ، في الفعل إعلال بالقلب، أصله يخوفوا- بسكون الخاء وفتح الواو- ثم جرى فيه إعلال بالتسكين حيث سكّنت الواو وحرّكت الخاء بالفتح ... وحينئذ جرى الإعلال بالقلب لتحرك الواو في الأصل وفتح ما قبلها فصار يخافوا. الفوائد 1- إذن: هي إحدى نواصب الفعل المضارع. وقد اختلف العلماء في أصلها فمن قائل بأنها هي «إذا» الشرطية حذف شرطها وعوض عنه بتنوين العوض وعندها جرت مجرى الحروف بعد أن كانت ظرفا وذهب بعضهم الى أنها مركبة من «إذ وإن» فإن قلت لمن سيزورك إذن أكرمك فأصل الجواب «إذ إن تزورني أكرمك» وقد حذفت الهمزة للتخفيف وأدغم اللفظان بكلمة واحدة. ورسمها في المصحف بالألف مطلقا ولكن رسم المصحف لا يقاس عليه. ولذلك نجد أن الشائع أن تكتب بالنون سواء أكانت عاملة أم مهملة. وقيل: إنها تكتب بالنون إذا كانت عاملة، وبالألف إذا كانت منونة ومهملة. أما عند الوقف فقلبت بالألف مطلقا فتأمل..! 2- اللام كثيرة المعاني والأقسام وكلها ترجع الى قسمين عاملة، ومهملة، والعاملة قسمان: جاره وجازمة. وغير العاملة، ثمانية أقسام، لام الابتداء ولام البعد، ولام التعجب ولام الجواب واللام الزائدة، واللام الفارقة واللام المزحلقة، واللام الموطئة للقسم، والذي يهمنا من هذه الأقسام الآن. هو لام الجواب فقوله تعالى: «فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا» .

[سورة المائدة (5) : آية 109]

فاللام في هذه الآية واقعة جوابا للقسم ومنها قوله تعالى: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا» وهي إحدى اللامات المهملة. فتأمل!! [سورة المائدة (5) : آية 109] يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ماذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109) الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (قالوا) «1» ، (يجمع) مضارع مرفوع (الله) فاعل مرفوع (الرسل) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (يقول) مثل يجمع والفاعل هو (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر «2» ، (أجئتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... (وتم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (لا) نافية للجنس (علم) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جر و (نا) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محل نصب اسم إنّ (أنت) ضمير فصل للتأكيد «3» ، (علام) خبر إنّ مرفوع (الغيوب) مضاف إليه مجرور. جملة «يجمع الله ... » في محلّ جر مضاف إليه.

_ (1) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.. أما تعليقه بفعل (يهدي) في الآية السابقة فليس بشيء لتباين الفكرتين في الآيتين، ولأن الكلام في الآية الثانية مستأنف. (2) يجوز أن يكون (ماذا) كلمة واحدة اسم استفهام في محلّ جر بباء محذوفة، والجار والمجرور متعلق ب (أجبتم) وجملة أجبتم مقول القول. (3) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره علام والجملة خبر إنّ ... أو ضمير مستعار لمحل النصب توكيد للكاف.

الصرف:

وجملة «يقول ... » في محل جر معطوفة على جملة يجمع. وجملة «ماذا أجبتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) «1» . وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لا علم لنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنك ... علّام» لا محلّ لها تعليلية. الصرف: (أجبتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الكلمة لالتقاء الساكنين، وزنه أفلتم. (علّام) ، صيغة المبالغة من فعل علم، وزنه فعّال. (الغيوب) ، جمع الغيب ... (انظر الآية 3 من سورة البقرة) . الفوائد 1- قوله تعالى «ماذا أُجِبْتُمْ» .. للنحاة بحث مطول حول «ما» واتصالها ب «ذا» وللتسهيل نوجز جميع أقوال النحاة ونقتصر على المعتمد من هذه الأقوال وقد وجدنا سائر ما قاله النحاة ينحصر في أربعة أوجه: الأول: أن تأتي «ما» مع «ذا» التي هي اسم اشارة. الثاني: أن تأتي «ما» مع «ذا» الموصولة. الثالث: أن تكون «ماذا» كلها اسم جنس بمعنى «شيء» أو اسما موصولا بمعنى الذي كقول المثقب العبدي: دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب نبئيني فقد ذهب بعضهم الى أنها بمعنى شيء وارتأى آخرون أنها بمعنى «الذي» . ولكن اتفقوا على أنها كلها كلمة واحدة.

_ (1) والعائد محذوف تقديره أجبتم به.

[سورة المائدة (5) : آية 110]

[سورة المائدة (5) : آية 110] إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (110) الإعراب: (إذ) اسم ظرفي مبني على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (قال) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (عيسى) منادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب (ابن) نعت لعيسى تبعه في المحل لأنه مضاف منصوب (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (اذكر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نعمة) مفعول به منصوب و (الياء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جر و (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من نعمتي «2» ، (الواو) عاطفة (على والدة) جار ومجرور متعلق بما تعلّق

_ (1) يجوز إعرابه بدلا من (يوم) في الآية السابقة. ويجوز أن يكون ظرفا للمستقبل لأن القول مقدّمة لما يجري يوم القيامة في قوله تعالى: «إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت ... » . (2) يجوز تعليقه بحال من نعمتي.

به عليك، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف لما مضى من الزمن مبني في محلّ نصب متعلق بنعمتي «1» ، (أيّدت) فعل ماض مبني على السكون ... (والتاء) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (بروح) جار ومجرورّ متعلق ب (أيّدت) ، (القدس) مضاف إليه مجرور (تكلّم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (النّاس) مفعول به منصوب (في المهد) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل تكّلم أي صغيرا (الواو) عاطفة (كهلا) معطوف على الحال السالفة في الجار والمجرور (الواو) عاطفة (إذ علّمتك) مثل إذ أيّدتك (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة، التوراة، الإنجيل) أسماء معطوفة على الكتاب منصوبة مثله (إذ) مثل إذ أيدتك ومعطوف عليه (تخلق) مضارع مرفوع والفاعل أنت (من الطين) جار ومجرور متعلق ب (تخلق) ، (الكاف) اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول به (هيئة) مضاف إليه مجرور (الطير) مضاف إليه مجرور (بإذن) جار ومجرور متعلق ب (تخلق) «2» ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (تنفخ) مثل تخلق (في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق ب (تنفخ) «3» ، (الفاء) عاطفة (تكون) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هي يعود على الكاف صفة الهيئة المقدّرة (طيرا) خبر تكون منصوب (بإذني) مثل الأول متعلق بنعت ل (طيرا) ، (الواو) عاطفة (تبرئ) مثل تخلق (الأكمه) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الأبرص) معطوف على الأكمه منصوب (بإذني) مثل الأول متعلق بحال من فاعل

_ (1) أو بمحذوف حال من نعمتي، أو هو بدل من نعمتي بدل اشتمال. (2) أو متعلق بحال من فاعل تخلق. (3) الضمير في (فيها) يعود على الكاف فهي نعت لهيئة مقدرة، أي: تخلق من الطين هيئة كهيئة الطير لأنها هي المشبه، و (الهيئة) المذكورة مشبه به، وهي من خلق الله تعالى.

تبرئ (الواو) عاطفة (إذ تخرج الموتى بإذني) مثل المتقدمة ومعطوفة عليها (الواو) عاطفة (إذ كففت) مثل إذ أيّدت (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (عنك) مثل عليك متعلق ب (كففت) ، (إذ) ظرف متعلق ب (كففت) ، (جئت فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به (بالبينات) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل جئت. (الفاء) استئنافية (قال) مثل الأول (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من فاعل كفروا (إن) حرف نفي (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (سحر) خبر مرفوع (مبين) نعت مرفوع. جملة «قال الله» في محلّ جر بإضافة (إذ) إليها. وجملة «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اذكر نعمتي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أيّدتك....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «تكلم الناس» في محلّ نصب حال من الكاف في أيدتك «1» . وجملة «علمتك ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «تخلق ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «تنفخ ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تخلق. وجملة «تكون....» في محلّ جر معطوفة على جملة تنفخ.

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بياني. [.....]

الصرف:

وجملة «تبرئ ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تخلق. وجملة «تخرج....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «كففت ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «جئتهم» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «قال الذين....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إن هذا إلا سحر» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (المهد) ، اسم جامد بمعنى السرير أو الموضع يهيأ للصبي، وأصله مصدر استعمل اسما. (كهلا) ، صفة مشبّهة من فعل كهل يكهل باب فتح وباب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون. (الطين- هيئة- الطير- الأكمه- الأبرص) : انظر صرفها في الآية (49) من سورة آل عمران. الفوائد 1- إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ. يجدر بدارس اللغة أن يكون على بينة من أمر «إن» فقد تكون مخففة من «إنّ» التي تنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تكون شرطية تجزم فعلين مضارعين فعل الشرط وجوابه، وقد تكون العاملة عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر كما هي في هذه الآية. وهنا يحق للسائل أن يسأل لماذا لم تعمل عملها في هذه الآية مع أنها نافية. والجواب على ذلك بأنّ «إن» العاملة عمل ليس لا تعمل عملها إلا بشرطين.. الأول: أن لا يتقدم خبرها على اسمها فإن تقدم بطل عملها. الثاني: أن لا ينتقض نفيها ب «إلّا» كما ورد في هذه الآية ولذلك جاء الخبر

[سورة المائدة (5) : آية 111]

مرفوعا. ومن أغرب الاصطلاحات اللغوية ما روي عن الكسائي أنه سمع أعرابيا يقول: إنا قائما. فأنكرها عليه وظن أنها إنّ الناصبة للاسم الرافعة للخبر وكان حقها أن ترفع قائما وعند ما استفسر منه عن مراده. فإذا هو يريد: «إن أنا قائما أي ما أنا قائما» وقد ترك همزة «أنا» تخفيفا ثم أدغم كقوله تعالى: «لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي» . [سورة المائدة (5) : آية 111] وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ (111) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ أوحيت) مثل إذ قال الله «1» ، (إلى الحواريين) جار ومجرور متعلق ب (أوحيت) وعلامة الجر الياء (أن) حرف تفسير «2» ، (آمنوا) فعل أمر وفاعله (الباء) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (برسول) جار ومجرور متعلق ب (آمنوا) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه، (قالوا) مثل كفروا «3» ، (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (اشهد) فعل أمر، والفاعل أنت (الباء) حرف جر و (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم أن (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو- والمصدر المؤول (أننا مسلمون) في محلّ جر بالباء متعلق

_ (1) في الآية السابقة (110) . (2) أو حرف مصدري، والمصدر المؤول (أن آمنوا) في محلّ نصب مفعول به عامله أوحيت ... أو في محلّ جر بحرف جر محذوف والتقدير أوحيت إليهم بأن آمنوا ... (3) في الآية السابقة (110)

[سورة المائدة (5) : الآيات 112 إلى 113]

ب (اشهد) . جملة «أوحيت....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «آمنوا بي» لا محلّ لها تفسيريّة «1» . وجملة «قالوا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «آمنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اشهد» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. [سورة المائدة (5) : الآيات 112 الى 113] إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) الإعراب: (إذ قال الحواريون) مثل إذ قال الله «2» ، (يا عيسى ابن مريم) مرّ إعرابها «3» ، (هل) حرف استفهام (يستطيع) مضارع مرفوع (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (ينزل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جر متعلق ب (ينزل) ، (مائدة) مفعول به منصوب (من السماء) جار ومجرور متعلق ب (ينزل) «4»

_ (1) لأن فعل (أوحيت) فيه معنى القول من دون حروفه. (2، 3) في الآية (110) من هذه السورة. (4) أو متعلق بمحذوف نعت لمائدة.

والمصدر المؤول (أن ينزل) في محلّ نصب مفعول به عامله يستطيع. (قال) فعل ماض، والفاعل هو (اتقوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... (وتم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «قال الحواريون....» في محلّ جر بإضافة (إذ) إليها. وجملة «يا عيسى....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هل يستطيع ربك....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ينزّل....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «قال....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «اتقوا....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافية ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم مؤمنين بقدرة الله فاتقوا الله في هذا الطلب.... أو فاتقوا الله كي يستجيب لكم. (113) (قالوا) فعل ماض وفاعله (نريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (أن نأكل منها) مثل أن ينزل علينا.... والجار متعلق ب (نأكل) . والمصدر المؤول (أن نأكل) في محلّ نصب مفعول به عامله نريد. (الواو) عاطفة (تطمئن) مضارع منصوب معطوف على (نأكل) ،

الصرف:

(قلوب) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (ونعلم) مثل وتطمئن (أن) مخففة من أنّ المشددة، واسمها ضمير الشأن محذوف أي أنه (قد) حرف تحقيق (صدقتنا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (الواو) عاطفة (نكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (نأكل) ، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (عليها) مثل علينا متعلق بالشاهدين (من الشاهدين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر نكون وعلامة الجر الياء. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «نريد....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نأكل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تطمئن قلوبنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة «نعلم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة «قد صدقتنا» في محلّ رفع خبر أنّ- المخففة-. وجملة «نكون ... من الشاهدين» لا محلّ لها صلة معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. الصرف: (مائدة) ، اسم جامد للخوان عليه طعام «1» ، وهي- على رأي- فاعلة، مشتقة من ماد يميد باب باع، فكأنها تميد بما عليها من الطعام. وهي- على رأي آخر- مفعولة، مشتقة من ماده بمعنى أعطاه،

_ (1) هذا التقييد له نظائر في اللغة ... لا يقال كأس إلا وفيها خمر وإلا فهي قدح، ولا يقال ذنوب وسجل إلا وفيه ماء وإلا فهو دلو، ولا يقال جراب إلا وهو مدبوغ وإلا فهو، إناب ولا يقال قلم إلا وهو مبري وإلا فهو أنبوب.

الفوائد

فهي كعيشة راضية وأصلها أنها ميد بها صاحبها أي أعطيها. وقال ثالث: سميت مائدة لأنها غياث وعطاء. وفي المصباح: مادة ميدا من باب باع أعطاه، والمائدة مشتقة من ذلك وهي فاعلة بمعنى مفعولة لأن المالك مادها للناس أي أعطاهم إياها، وقيل هي مشتقة من ماد يميد أي تحرك، فهي اسم فاعل على الباب ... أهـ. الفوائد 1- «يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ» ... ما هي حركة اعراب المنادي «عيسى» الجواب أن النحاة قد أجازوا في مثل هذا المنادي وجهين فقالوا: إذا كان المنادي مفردا علما وأتبع ب «ابن» ولم يفصل بينهما فاصل ثم كان ابن مضافا الى علم كما في الآية المذكورة فيجوز لنا أن نبنيه على الضم كما هو في المنادي «مفرد العلم» ويجوز لنا أن نتبعه لحركة «ابن» التي هي النصب مثال ذلك قول عمرو بن كلثوم. بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدرينا فيمكن اعتبار «عمرو» مبني على الضم كما يمكن اعتباره منصوبا تبعا لحركة «ابن» وهي النصب: فتأمّل ... ! [سورة المائدة (5) : آية 114] قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) الإعراب: (قال) فعل ماض (عيسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع مثله أو بدل منه أو

عطف بيان (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (اللهم) منادى محذوف منه أداة النداء مبني على الضم في محل نصب ... والميم المشددة عوض من ياء النداء (ربّ) نعت للفظ الجلالة تبعه في النصب لأنه مضاف و (نا) ضمير مضاف إليه (أنزل) فعل أمر دعائي، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جر و (نا) ضمير في محل جر متعلق (بأنزل) ، (مائدة) مفعول به منصوب (من السماء) جار ومجرور متعلق بفعل أنزل «1» ، (تكون) مضارع ناقص مرفوع واسمه ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جر و (نا) ضمير في محل جر متعلق بحال من (عيدا) وهو خبر الناقص منصوب (لأول) جار ومجرور بدل من (لنا) بإعادة الجار و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (آخرنا) معطوف على أولنا ويعرب مثله (الواو) عاطفة (آية) معطوف على (عيدا) منصوب (من) حرف جر و (الكاف) ضمير في محل جر متعلق بنعت لآية (الواو) عاطفة (ارزق) مثل أنزل و (نا) ضمير مفعول به (الواو) استئنافية (أنت) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الرازقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. جملة «قال عيسى....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «اللهم وما في حيّزها» في محل نصب مقول القول. وجملة «أنزل علينا....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «تكون ... عيدا» في محل نصب نعت لمائدة. وجملة «ارزقنا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة «أنت خير ... » لا محلّ لها استئنافية.

_ (1) أو متعلق بمحذوف حال من مائدة وقد وصفت بالجار.

الصرف:

الصرف: (عيدا) ، اسم مشتقّ من العود بفتح العين وسكون الواو لأنه يعود كلّ سنة، ففيه إعلال قلبت الواو ياء لمجيئها ساكنة بعد كسر، وأصله عود بكسر العين وسكون الواو، ولكنهم صغّروه على عييد وجمعوه على أعياد وذلك فرقا بينه وبين عود الخشب. (الرازقين) ، جمع الرازق وهو اسم فاعل من رزق يرزق باب نصر، وزنه فاعل. الفوائد 1- اختص المنادي إذا كان لفظ الجلالة بأمور ليست لغيره من أقسام المنادي. منها أن همزة لفظ الجلالة تقطع وجوبا نحو قولنا «يا الله» . ومنها أن الأكثر حذف حرف النداء مع لفظ الجلالة والتعويض عنه بميم مشدّدة مفتوحة، للدلالة على التعظيم نحو «اللهم ارحمنا» . ثالثا: لا يجوز وصف لفظ الجلالة عند ما ينادى لا على اللفظ ولا على المحل وهذا هو الصحيح لدى الجمهور، وقد حملوا قوله تعالى: اللَّهُمَّ، فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» على أنه نداء ثان، أي يا فاطر السماوات والأرض. 2- يستعمل لفظ «اللهم» على ثلاثة أنحاء: الأول: أن يكون للنداء المحض نحو «اللهم اغفر لي» . الثاني: أن تأتي تمكينا للجواب في نفس السامع كأن يقال لك: أخالد فعل هذا فتقول: اللهم نعم. الثالث: أن تذكر للدلالة على ندرة الشيء وقلة وقوعه كقولك للمجاهد: إن الله سيثيبك على عملك اللهم إن أخلصت النية فيه. ومن شاء أن يتكثّر من فقه النحو فعليه ببحث النداء في المطولات.

[سورة المائدة (5) : آية 115]

[سورة المائدة (5) : آية 115] قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (115) الإعراب: (قال الله) مثل قال عيسى «1» ،، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (منزّل) خبر مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل منزّل (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكفر) ، (منكم) مثل عليكم متعلّق بحال من فاعل يكفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّي أعذّبه) مثل إنّي منزّلها (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر منصوب (لا) نافية (أعذّب) مضارع مرفوع- وكذلك الأول- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ضمير المصدر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (أحدا) مفعول به منصوب (من العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (أحدا) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة «قال الله....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إنّي منزّلها» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «من يكفر ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) في الآية السابقة (114) .

الصرف:

وجملة «يكفر....» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «إنّي أعذّبه....» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «أعذّبه (الأولى) » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «أعذّبه (الثانية) » : في محلّ نصب نعت ل (عذابا) . الصرف: (منزّلها) ، اسم فاعل من نزّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. (عذابا) ، اسم مصدر للفعل عذّب الرباعيّ، مصدره القياسيّ تعذيب. الفوائد - «فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ» . للنحاة اهتمام بهذين الظرفين «قبل وبعد» نلخص لك ما ورد حولهما من بحث وتمحيص أنهما ظرفان للزمان ينصبان على الظرفية أو يجّران بمن نحو «جئت قبل الظهر أو بعده ويصح من قبله أو بعده» . وقد يأتيان للمكان نحو «داري قبل دارك أو بعدها» وهما معربان نصا أو مجروران بمن. ويبنيان على الضم إذا قطعا عن الاضافة لفظا وبقي المعنى ملحوظا، كما هو في الآية المذكورة. فقد بقي المضاف إليه في النية والتقدير «أي من بعد نزول المائدة ومثل ذلك قوله تعالى «لله الأمر من قبل ومن بعد» أي من قبل الغلبة ومن بعدها. فإن قطعا عن الاضافة لفظا ومعنى كانا معربين نحو: «جئت قبلا أو بعدا ومنه قول الشاعر:

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة المائدة (5) : الآيات 116 إلى 118]

فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغصّ بالماء الفرات ولتقرير جملة هذا البحث نقول: إذا أردت قبليّه أو بعديّه معينتين عينت ذلك بالاضافة نحو جئت قبل الشمس أو بعدها، أو بحذف المضاف إليه وبناء قبل وبعد على الضم نحو «جئتك قبل وبعد أو من بعد» فالظرف هنا وإن قطع عن الاضافة لفظا لم يقطع عنها معنى. وإن أردت قبلية أو بعدية غير معينتين قلت جئتك قبلا أو بعدا أو من قبل أو من بعد وذلك بقطعهما عن الاضافة لفظا ومعنى وتنوينهما، إذ قصد بهما الى التنكير والإبهام. [سورة المائدة (5) : الآيات 116 الى 118] وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ قال ... مريم) مرّ إعرابها «1» ،

_ (1) في الآية (110) من هذه السورة. و (إذ) هنا ظرف للمستقبل لأن الكلام ما سيكون عليه الحال يوم القيامة.

(الهمزة) للاستفهام (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قلت) فعل ماض وفاعله (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلت) ، (اتّخذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به أول (الواو) عاطفة (أمّ) معطوف على ضمير المتكلّم تبعه في النسب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه (إلهين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ (دون) مجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (إلهين) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبّح، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (يكون) مضارع ناقص مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر يكون مقدّم (أن) حرف مصدريّ ونصب (أقول) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لي) مثل الأول متعلّق بحقّ «3» ، (الباء) حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس «4» . والمصدر المؤوّل (أن أقول) في محلّ رفع اسم يكون مؤخّر. (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون

_ (1) أو هو حال من فاعل اتّخذوا، أي متجاوزين. (2) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها. (3) أو متعلّق بمحذوف حال من حقّ- نعت تقدّم على المنعوت-. [.....] (4) يجوز جعل الباء أصليّة، والجارّ والمجرور حال من الياء في (لي) ، و (لي) يصبح خبرا ل (ليس) .

في محلّ جزم فعل الشرط ... والتاء اسم كان (قلت) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (علمت) مثل قلت (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في نفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (أعلم ما في نفسك) مثل تعلم ... نفسي (إنّك أنت علّام الغيوب) مرّ إعرابها «1» . جملة «قال الله....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «يا عيسى ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أأنت قلت ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «قلت للناس ... » : في محلّ رفع خبر أنت. وجملة «اتّخذوني ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة « (أسبح) سبحانك» : لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة «يكون لي» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أقول ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «ليس لي بحقّ» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كنت قلته ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «قلته» : في محلّ نصب خبر كنت. وجملة «قد علمته» : في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة «تعلم ... » : لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) في الآية (109) من هذه السورة.

وجملة «لا أعلم» : لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة «إنّك ... علّام ... » : لا محلّ لها تعليليّة. (117) (ما) نافية (قلت) مثل الأولى (لهم) مثل لي متعلّق ب (قلت) ، (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (أمرت) مثل قلت و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمرت) ، (أن) حرف مصدريّ «2» ، (اعبدوا) مثل اتّخذوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّي منصوب مثله.. وكم مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن اعبدوا) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة مفسّرة للضمير في (به) . (الواو) استئنافيّة (كنت) مثل الأول (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) وهو خبر كنت منصوب (ما) حرف مصدريّ (دمت) فعل ماض ناقض واسمه (فيهم) مثل عليهم متعلّق بمحذوف خبر ما دمت. والمصدر المؤوّل (ما دمت فيهم) في محلّ نصب على الظرفيّة

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب.. والجملة بعدها نعت لها. (2) أو حرف تفسير.. ومنع العكبريّ أن يكون حرف تفسير لأن القول قد صرّح به.. ولكن يمكن التعقيب على هذا بأنّ استعمال فعل القول من قبل عيسى عليه السلام هو نزول على قضيّة الأدب الحسن كيلا يجعل نفسه آمرا مع ربّه.. ولهذا يصحّ إعرابها تفسيريّة. وهي تفسيريّة على رأي ابن هشام لفعل القول المؤوّل ب (أمرتهم) .

الزمانية متعلّق ب (شهيدا) . (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب أي راقبتهم (توفّيت) فعل ماض وفاعله و (النون) للوقاية (الياء) ضمير مفعول به (كنت) مثل الأول (أنت) ضمير فصل لا محلّ له «1» (الرقيب) خبر كنت منصوب (عليهم) مثل الأول متعلّق بالرقيب. (الواو) استئنافيّة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بشهيد (شيء) مضاف إليه مجرور (شهيد) خبر المبتدأ مرفوع. جملة «ما قلت لهم ... » : لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى. وجملة «أمرتني» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «اعبدوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «كنت ... شهيدا» : لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى. وجملة «دمت فيهم» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «توفّيتني» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «كنت ... الرقيب» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «أنت ... شهيد» : لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى. (118) (إن) مثل الأول (تعذّب) مضارع مجزوم فعل الشرط و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (عباد)

_ (1) أو توكيد للضمير المتّصل في (كنت) في محلّ رفع.

البلاغة

خبر مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن تغفر) مثل إن تعذّب (لهم) مثل الأول متعلّق ب (تغفر) ، (فإنّك) مثل فإنّهم (أنت) ضمير فصل «1» ، (العزيز) خبر إنّ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع. وجملة «إن تعذّبهم ... » : لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى. وجملة «إنّهم عبادك» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إن تغفر لهم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تعذّبهم. وجملة «إنّك ... العزيز» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. البلاغة 1- المشاكلة: في قوله تعالى «وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ» فقوله في نفسك للمشاكلة. والمراد تعلم معلومي الذي أخفيه في قلبي فكيف بما أعلنه ولا أعلم معلومك الذي تخفيه وسلك في ذلك مسلك المشاكلة كما في قول الشاعر: «قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبة وقميصا» إلا أن ما في الآية كلا اللفظين وقع في كلام شخص واحد وما في البيت ليس كذلك. 1- فن التخيير: في قوله تعالى «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» .

_ (1) أو توكيد للضمير المتّصل (الكاف) ، وقد أستعير لمحلّ النصب.

[سورة المائدة (5) : آية 119]

وهو فن من فنون البلاغة، منقطع النظير، صعب الإدراك. وحدّه أن يأتي الشاعر أو الناثر بفصل من الكلام أو بيت من الشعر يسوغ أن يقفّى بقواف شتى فيتخير منها قافية- مرجحة على سائرها ويستدل بإيثاره إياها على حسن اختياره وصدق حسه. وهو في هذه الآية حيث البداهة البدائية تقضي بأن تكون الفاصلة «إنك أنت الغفور الرحيم» لملاءمتها لقوله: «إِنْ تَغْفِرْ» ولكن هذا الوهم الناجم عن هذه البداهة سرعان ما يزول أثره عند ما يذكر المتوهم أن هؤلاء قد استحقوا العذاب دون الغفران، فيجب أن تكون الفاصلة: «الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» . الأصمعي والأعرابي: كان يقرأ الأصمعي يوما «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ» وختم الآية بقوله «والله غفور رحيم» وكان يسمعه اعرابي فاعترضه وخطأه فراجع الأصمعي الآية فإذا بها «وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» فقال للاعرابي: كيف عرفت ذلك؟ فقال: يا هذا: عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع. فدهش الأصمعي وأفحم. فتأمّل ... ! [سورة المائدة (5) : آية 119] قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) الإعراب: (قال الله) فعل ماض وفاعل مرفوع (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (ينفع) مضارع مرفوع (الصادقين) مفعول به مقدّم منصوب وعلامة النصب الياء (صدق) فاعل مؤخّر مرفوع و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (اللام) حرف

جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخر مرفوع (تجري) مثل ينفع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (رضي) فعل ماض مبنيّ على الفتح الظاهر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رضي) ، (الواو) عاطفة (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (عنه) مثل عنهم متعلّق ب (رضوا) (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... واللام للبعد والكاف للخطاب (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت مرفوع. جملة «قال الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هذا يوم ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ينفع ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «لهم جنّات ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة «تجري ... الأنهار» . في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة «رضي الله ... » : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «رضوا عنه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة رضي الله عنهم. وجملة «ذلك الفوز ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بمحذوف حال من الأنهار، وفيه حذف مضاف أي من تحت أشجارها ... (2) أو في محلّ نصب حال من الصّادقين.

الصرف:

الصرف: (صدقهم) ، مصدر سماعيّ لفعل صدق يصدق باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي صدق بفتح الفاء ومصدوقة وتصداق بفتح التاء. (رضوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله رضيوا، بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الضاد، التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- فحذفت الياء، فأصبح رضوا، وزنه فعوا. الفوائد 1- كل ما هو من أسماء الزمان مبهما لما مضى تجوز إضافته الى الجملة التي بعده. أما اعرابه ففيه تفصيل: فإذا جاء ما بعده مبنيا فبناؤه على الفتح أرجح، جريا مع البناء. ومنه قول النابغة الذبياني: على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألّما أصح والشيب وازع ففيه روايتان إحداهما «على حين» بالجرّ اعرابا والثانية «على حين» بالبناء على الفتح وهو الأرجح مشاكلة مع بناء الفعل. وإن كان بعده فعلا معربا أو جملة اسمية فالاعراب أرجح كما ورد في الآية الكريمة «هذا يَوْمُ يَنْفَعُ» . [سورة المائدة (5) : آية 120] لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) الإعراب: (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة

(الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على ملك (في) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ هو مرفوع. جملة «لله ملك ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هو ... قدير» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. انتهت سورة المائدة وتليها سورة الأنعام

سورة الأنعام

سورة الأنعام من الآية 1- إلى الآية 110 [سورة الأنعام (6) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الإعراب: (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (السّموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (الواو) عاطفة (جعل) مثل خلق (الظلمات) مثل السموات (الواو) عاطفة (النور) معطوف على الظلمات منصوب (ثمّ) حرف عطف للتراخي والاستبعاد (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (بربّ)

البلاغة

جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يعدلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل. جملة «الحمد لله ... » : لا محلّ لها ابتدائية. وجملة «خلق السموات ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «جعل الظلمات....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «الذين كفروا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة. وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يعدلون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . البلاغة 1- ثبوت الديمومة التي يستحقها سبحانه، وهي ديمومة الحمد له بسبب كونه منعما، والكلام خبري أريد به الأمر. 2- الطباق: بين السموات والأرض، والظلمات والنور، وإذا تعدد الطباق سمي مقابلة. 3- المخالفة في الإفراد والجمع: في قوله تعالى «وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ» حيث جمع الظلمات لظهور كثرة أسبابها ومحالّها عند الناس ومشاهدتهم إياها على التفصيل، وتقديمها على النور لتقدم الإعدام على الملكات مع ما فيه من رعاية حسن المقابلة بين القرينتين.

_ (1) يجوز تعليقه ب (يعدلون) وهو بمعنى التسوية فمفعوله محذوف.. أمّا في التعليق أعلاه فهو لازم أي يميلون عنه.

الفوائد

4- الإظهار في موضع الإضمار: في قوله تعالى «ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» حيث وضع الرب موضع ضميره تعالى لزيادة التشنيع والتقبيح والتقديم لمزيد الاهتمام والمسارعة الى تحقيق مدار الإنكار والاستبعاد والمحافظة على الفواصل. 5- حذف المفعول: في قوله تعالى «يعدلون» أي «به» وقد ترك المفعول لظهوره أو لتوجيه الإنكار الى نفس الفعل بتنزيله منزلة اللازم إيذانا بأنه المدار في الاستبعاد والاستنكار لا خصوصية المفعول. هذا هو التحقيق بجزالة التنزيل والخليق بفخامة شأنه الجليل. الفوائد 1- الفعل «جعل» هو من الأفعال التي تنصب مفعولين وذلك عند ما تكون بمعنى «صيّر» ولكنها في هذه الآية بمعنى «أنشأ» ولذلك نصبت مفعولا واحدا وذو الفطنة يدرك الفرق الدقيق بين الجعل والخلق فالأول فيه معنى التحويل من شيء الى شيء. والخلق فيه البدء من لا شيء وقد لحظ ذلك ابن جني فقال في الخصائص: «إن العرب قد تتوسع فتوقع أحد الفعلين موقع الآخر إيذانا بأن هذا الفعل قد اكتسب معنى الفعل الآخر» . 2- الفعل «عدل» يقبل معنى التضاد فهو في هذه الآية بمعنى الميل عن جادة الصواب والانحراف مع الهوى. ويستعمل أيضا بمعنى العدل وهو التسوية بين الشيئين والإنصاف بتقديم الحقوق الى الناس. وهو من خصائص لغة الضاد وذو العقل يدرك الفرق بين المعنيين ويخصص الفعل بأحدهما استنادا الى مقام الحديث ومقتضى الحال ... 3- حذف المفعول للفعل «يعدلون» لإدراكه من سياق الكلام وهو ضرب من الإيجاز وخاصة من خصائص قواعد اللغة واتخاذها التقدير مبدءا من مبادئها العريقة.

[سورة الأنعام (6) : آية 2]

[سورة الأنعام (6) : آية 2] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) موصول خبر (خلقكم) مثل خلق السموات «1» ، (من طين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) «2» ، (ثمّ) حرف عطف (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجلا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أجل) مبتدأ مرفوع «3» ، (مسمّى) نعت لأجل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تمترون) مثل يعدلون «4» . جملة «هو الذي....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «خلقكم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «قضى....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أجل مسمّى عنده» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) في الآية السابقة. (2) وفي الكلام حذف مضاف أي خلق أصلكم من طين ... ويجوز تعليقه بحال من المقدّر. (3) جاز جعل النكرة مبتدأ لأنها وصفت. (4) في الآية السابقة.

الصرف:

وجملة «أنتم تمترون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة «تمترون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (تمترون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تمتريون بضمّ الياء، استثقلت الضمّة فوق الياء فسكّنت ونقلت إلى الراء، ولمّا التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- حذفت الياء فأصبح تمترون وزنه تفتعون. البلاغة 1- العطف بثم: في قوله تعالى «ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» وذلك استبعاد واستنكار لامترائهم في البعث بعد معاينتهم لما ذكر من الحجج الباهرة الدالة عليه. أي تمترون في وقوعه وتحققه في نفسه مع مشاهدتكم في أنفسكم من الشواهد ما يقطع مادة الامتراء بالكلية. 2- التنكير: في قوله تعالى: «وأجل» فقد ابتدأ به وهو نكره وصح الابتداء به لتخصيصه بالوصف أو لوقوعه في موقع التفصيل و «عنده» هو الخبر، وتنوينه لتفخيم شأنه وتهويل أمره وقدم على خبره الظرف مع أن الشائع في النكرة المخبر عنها به لزوم تقديمه عليها وفاء بحق التفخيم. [سورة الأنعام (6) : آية 3] وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (3) الإعراب: (الواو) عاطفة (هو) مثل السابق «1» ، (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بلفظ الجلالة لأن فيه معنى المعبود في السموات والأرض «2» ، (الواو) عاطفة (في الأرض)

_ (1) في الآية السابقة. [.....] (2) في تعليل هذا التعليق كلام طويل يمكن تلخيصه بما يلي:

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به في السموات فهو معطوف عليه (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سرّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (جهركم) معطوف على سرّكم منصوب (الواو) عاطفة (يعلم) مثل الأول (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تكسبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «هو الله ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة وجملة «يعلم..» : في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) «1» . وجملة «يعلم (الثانية) » : في محلّ رفع معطوفة على جملة يعلم (الأولى) . وجملة «تكسبون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (سرّكم) ، اسم لما يكتمه الإنسان في نفسه، وقد يكون اسم مصدر لفعل أسرّ الرباعيّ، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه أسرار. الفوائد 1- شغل تعليق الجار والمجرور «فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ» رعيل المفسرين والمعربين وذهبوا بتعليقه وجوها كثيرة أحصاها بعضهم فأضفت على اثني عشر وجها: وقد اعتمد كبار هؤلاء ومنهم الزجاج والزمخشري أن يعلقا بصفة

_ - يتعلّق الجارّ والمجرور بلفظ الجلالة من حيث ملاحظة الوصف الذي تضمّنه، وهو كونه معبودا فالله فيه معنى العبادة. هذا وقد أعرب بعضهم الضمير (هو) ضمير الشأن، ولفظ الجلالة مبتدأ خبره جملة يعلم. ويجوز تعليق الجارّ بفعل يعلم، والجملة في هذه الحال خبر ثاني للمبتدأ (هو) . (1) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 4 إلى 5]

للفظ الجلالة أو بالخبر المحذوف على أن لفظ الجلالة مبتدأ والضمير «هو» ضمير الشأن. ويكون التقدير «الله كائن أو معبود أو موجود» في السموات وفي الأرض ولا حاجة بنا للتقديم والتأخير والتعقيد والتعسير. أما من له مزاج في تتبع الآراء القوية والضعيفة والمستقيمة والشاذة وسلوك طرائق المقارنة والترجيح فعليه بالمطولات من كتب النحو وتواليف المفسرين ... [سورة الأنعام (6) : الآيات 4 الى 5] وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (4) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (5) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به (من) زائدة (آية) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل تأتي (من آيات) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآية (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير اسم كان (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمعرضين (معرضين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «تأتيهم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا ... » : في محلّ نصب حال من مفعول تأتي أو من فاعله.

[سورة الأنعام (6) : آية 6]

(الفاء) تعليليّة «1» ، (قد) حرف تحقيق (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، وقد يضمّن الفعل معنى استهزءوا (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (جاء) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) أحرف استقبال (يأتيهم) مثل تأتيهم (أنباء) فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كانوا به) مثل كانوا عنها، والجارّ متعلّق بالفعل (يستهزئون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة «كذّبوا بالحقّ» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «جاءهم» : في محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يستهزئون» : في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الأنعام (6) : آية 6] أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل «2» ، (كم) خبريّة كناية عن عدد مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به

_ (1) جعلها الزمخشريّ رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن كانوا معرضين عن الآيات فلا تعجب فقد كذبوا بالحقّ. (2) من المحتمل أن تكون الرؤية بصريّة، أو قلبيّة علميّة.

مقدّم «1» ، (أهلك) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (من قرن) جارّ ومجرور تمييز كم (مكّنّا) مثل أهلكنا و (هم) ، ضمير مفعول به- وهو يعود إلى القرون بمعنى الأمم- (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّناهم) ، (ما) نكرة موصوفة، اسم مبني في محلّ نصب مفعول به ثان عامله مكّناهم بتضمينه معنى أعطيناهم «2» ، (لم) مثل الأول (نمكّن) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نمكّن) ، (الواو) عاطفة (أرسلنا) مثل أهلكنا (السماء) مفعول به منصوب (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا) ، (مدرارا) حال منصوبة من السماء (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل أهلكنا (الأنهار) مفعول به منصوب (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) ، و (هم) ضمير مضاف إليه. وفي الكلام حذف مضاف أي من تحت مساكنهم (الفاء) عاطفة (أهلكنا) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا) ، والباء للسببيّة و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنشأنا) مثل أهلكنا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنشأنا) ، و (هم) مضاف إليه (قرنا) مفعول به منصوب (آخرين) نعت لقرن- هو اسم جمع- منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) أعربها العكبريّ استفهاميّة، وجعلها في بعض أعاريبه ظرفا، ومفعولا مطلقا، ومفعول أهلكنا هو قرن على زيادة (من) . (2) أو اسم موصول نعت لمصدر محذوف أي: مكنّاهم في الأرض التمكين الذي لم نمكّنه لكم.

الصرف:

جملة «يروا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أهلكنا ... » : في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية «1» . وجملة «لم نمكّن لكم» : في محلّ نصب نعت ل (ما) «2» . وجملة «أرسلنا ... » في محلّ جر معطوفة على جملة مكناهم. وجملة «جعلنا....» في محلّ جر معطوفة على جملة مكناهم. وجملة «تجري ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله جعلنا «3» . وجملة «أهلكناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدر أي كفروا فأهلكناهم. وجملة «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكناهم. الصرف: (قرن) ، اسم جمع كقوم ورهط، وفيه معان كثيرة، فهو بمعنى الجماعة من الناس لاقترانهم في مدة من الزمان، ويطلق على المدة من الزمن التي تقع في مائة سنة، وبعضهم يجعله أكثر من ذلك أو أقل من ذلك، وقيل هو المقدار الوسط من أعمار الناس ... وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى «ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ» لما في مواجهتهم بضعف الحال مزيد بيان لشأن الفريقين ولدفع الاشتباه من أول الأمر عن مرجعي الضميرين والسياق يقتضي: ما لم نمكن لهم.

_ (1) أو في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يروا المعلّق ب (كم) . (2) أو لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (3) وإذا كان الفعل متعديا لواحد كانت الجملة حالا ...

الفوائد

2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ» أي السحاب واستعمالها في ذلك مجاز مرسل، والعلاقة المحلية. وقد عبر بالسماء عن السحاب لأنه ينزل منها. الفوائد 1- قوله: ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ. تقبل «ما» أن تكون على حالات متعددة.... أولها: أن تكون نكرة تامة بمعنى شيء في محل مفعول مطلق أو مفعول به ثان وثانيها: أن تكون مصدرية ظرفية أي مدة تمكنكم. وثالثها: أن تكون اسما موصولا بمعنى الذي أي التمكين الذي لم نمكنه لكم. ويختلف اعراب الجملة التي بعدها حسب التقدير الذي نقدره والاعراب الذي نعتمده. [سورة الأنعام (6) : آية 7] وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (نزّلنا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) ضمير فاعل (على) حرف جر و (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق ب (نزلنا) ، (كتابا) مفعول به منصوب (في قرطاس) جارّ ومجرور متعلق ب (كتابا) «1» (الفاء) عاطفة (لمسوا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (بأيدي) جار ومجرور متعلق ب (لمسوه) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لو (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل

_ (1) وهو بمعنى مكتوب، ويجوز تعليقه بمحذوف نعت لكتاب.

الصرف:

(كفورا) فعل ماض وفاعله (إن) حرف نفي (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (إلا) أداة حصر (سحر) خبر مرفوع (مبين) نعت مرفوع. جملة «نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لمسوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة «قال الذين ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إن هذا إلا سحر» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (قرطاس) ، اسم جامد لما يكتب فيه وزنه فعلال بكسر الفاء وهو الأشهر وقد تضم الفاء ... وفي القاموس مثلث القاف. ولا يقال قرطاس إلا إذا كان مكتوبا وإلا فهو طرس أو كاغد. البلاغة 1- الإطناب: في قوله تعالى «فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ» مع ظهور أن اللمس لا يكون عادة إلا بالأيدي لزيادة التعين ودفع احتمال التجوز الواقع في قوله تعالى «وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ» أي تفحصنا أي فمسوه بأيديهم بعد ما رأوه بأعينهم بحيث لم يبق لهم في شأنه اشتباه ولم يقدروا على الاعتذار بتسكير الأبصار. [سورة الأنعام (6) : الآيات 8 الى 9] وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (9)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض أي هلا «1» ، (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول (عليه) مثل عليك «2» ، متعلق ب (أنزل) ، (ملك) نائب فاعل مرفوع (الواو) ، استئنافيّة، (لو أنزلنا ملكا) مثل لو نزلنا ... كتابا «3» ، (اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبني للمجهول (الأمر) نائب فاعل مرفوع (ثم) حرف عطف (لا) نافية (ينظرون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل. جملة «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة. وجملة «أنزل عليه ملك» في محل نصب مقول القول. وجملة «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «قضي الأمر....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لا ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. (9) (الواو) عاطفة (لو جعلناه ملكا) أداة شرط وفعل وفاعل ومفعول أول ومفعول ثان (اللام) واقعة في جواب لو (جعلنا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به أول (رجلا) مفعول به ثان (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأول (لبسنا) مثل جعلنا (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (لبسنا) مثل جعلنا (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (لبسنا) ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «4» ، (يلبسون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.

_ (1) بعضهم يجعلها للاستفهام- كالهروي- وبعضهم يجعلها للتقريع- كابن هشام-. (2) في الآية السابقة. (3) في الآية السابقة (7) . [.....] (4) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤول في محل نصب مفعولا مطلقا أي للبسنا عليهم لبسهم على غيرهم.

الصرف:

وجملة «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. وجملة «جعلنا (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لبسنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة «يلبسون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (ملك) ، واحد الملائكة اسم من (ملك يملك) باب ضرب أو من (ألك) بمعنى أبلغ الرسالة مع القلب وانظر مزيد تفصيل في الآية (30) من سورة البقرة. الفوائد 1- عقد بعض النحاة فصلا خاصا ل «لولا ولوما» نلخص لك ما أورد فيهما: قالوا: لهذين الحرفين استعمالان: الأول: امتناع جوابهما لوجود شرطهما وفي هذا الحال يختصان بالجمل الاسمية كقوله تعالى: «لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ» وقول الشاعر: لولا الإصاخة للوشاة لكان لي ... من بعد سخطك في الرضاء رجاء وفي هذه الحالة يجب حذف الخبر لأنه معلوم من سياق الكلام، ويدل الجواب على امتناعه، ووجود المبتدأ يدل على وجوب تقدير الجواب. الاستعمال الثاني: هو دلالتهما على التحضيض وفي هذه الحالة يختصان بالجمل الفعلية نحو قوله تعالى: «لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ» . ويساويهما في التحضيض والاختصاص بالأفعال «هلّا وألّا وألا» . ونضيف الى الاستعمالين الأساسيين لهذه الأدوات انها قد تستعمل للتوبيخ والتنديد والتنديم وعندئذ تختص بالماضي أو ما في تأويله نحو: «لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ» وقول الشاعر: نبئت ليلى أرسلت بشفاعة ... إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها

[سورة الأنعام (6) : آية 10]

2- «بين سيبويه والمبرد» .. يرى سيبويه أن «لولا» تخفض المضمر ويستشهد بقول يزيد بن الحكم الثقفي: وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قلّة النوق منهوي ويردّ عليه المبرّد إذ يرى أن الصواب في استعمالها مع الضمير أن يكون منفصلا كقولنا: «لولا أنت ولولا أنا» وقوله تعالى: «لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ» وليس بعد كلام الله من حجة. [سورة الأنعام (6) : آية 10] وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (10) الإعراب: (الواو) استئنافية (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (استهزئ) فعل ماض مبني للمجهول (برسل) جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل (من قبل) جار ومجرور متعلق بنعت لرسل «1» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (حاق) فعل ماض (الباء) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (حاق) ، (سخروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (سخروا) «2» ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل حاق، والعائد هو الهاء في (به) «3» (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على

_ (1) أو متعلق بفعل (استهزئ) . (2) وإذا كان الضمير يعود الى الساخرين فإن الجار متعلق بحال من فاعل سخروا. (3) وهنا أقام السبب مكان المسبب وهو العذاب المفهوم من سياق الآية أي حاق بهم العذاب الذي سببه استهزاؤهم بالرسل ... هذا ويجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا أي كونهم يستهزئون، والهاء في (به) عائد على الرسول الذي يتضمنه الجمع أي حاق بهم عاقبة

الصرف:

الضم.. والواو اسم كان (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يستهزئون) وهو مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «استهزئ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدر. وجملة «حاق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة «سخروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي. وجملة «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (حاق) ، فيه إعلال بالقلب، الألف فيه أصلها ياء لأن مضارعه يحيق، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى «فَحاقَ بِالَّذِينَ» فهو كناية عن إهلاكهم وإسناده الى ما أسند إليه مجاز عقلي إذ من المعلوم أن مذهب أهل الحق أن المهلك ليس إلا الله تعالى، فاسناده الى غيره لا يكون إلا مجازا. 2- فن رد الاعجاز على الصدور في هذه الآية ضرب من المحسنات اللفظية والمعنوية أطلق عليه علماء البلاغة «ردّ العجز على الصدر» وهو فنّ لطيف تباري فيه الشعراء قديما وتبعهم الناثرون ويبقى هذا الفن ضربا من الحسن ما لم يلج باب التصنّع والتكلف ومن هذا الفن قوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.

_ استهزائهم بالرسول المندرج في جملة الرسل ... ويرى أن في الكلام حذف مضاف أي حاق بهم عاقبة كونهم مستهزئين.

[سورة الأنعام (6) : آية 11]

فالحظ معي هذا التجاوب بين «استهزئ ويستهزئون وكيف ترتاح النفس لهذا التقابل وكأنها كانت تنتظر وروده قبل أن يرد ... وقد رمق هذا الفن وتطلع اليه كثير من الشعراء قبل أن يتحول من الصنعة الى التصنّع.. ثوى بالثرى من كان يحيى به الثرى ... ويغمر صرف الدهر نائله الغمر [سورة الأنعام (6) : آية 11] قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (سيروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (سيروا) «1» ، (ثم) حرف عطف (انظروا) مثل سيروا (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان مقدم (كان) فعل ماض ناقص (عاقبة) اسم كان مرفوع (المكذبين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «سيروا....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام.

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الواو في (سيروا) .

[سورة الأنعام (6) : آية 12]

[سورة الأنعام (6) : آية 12] قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (12) الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (اللام) حرف جر (من) اسم استفهام مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (ما) اسم مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (في السموات) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (قل) مثل الأول «2» ، (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدر دل عليه المبتدأ السابق أي: ما في السموات لله (كتب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على نفس) جار ومجرور متعلق ب (كتب) بتضمينه معنى أوجب وقضى و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الرحمة) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب قسم مقدر (يجمع) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع ... (والنون) للتوكيد و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى يوم) جار ومجرور متعلق ب (يجمعنكم) بتضمينه معنى يؤخرنكم (القيامة) مضاف إليه مجرور (لا) نافية للجنس (ريب) اسم، لا مبني على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر لا (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (خسروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف

_ (1، 2) في الآية السابقة.

[سورة الأنعام (6) : آية 13]

إليه (الفاء) زائدة «1» ، (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «قل....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لمن ما في السموات» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بياني لتقرير الجملة الأولى. وجملة « (هو) لله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كتب ... » لا محلّ لها استئنافية غير داخلة في حيز القول. وجملة «ليجمعنكم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «لا ريب فيه» في محلّ نصب حال من يوم القيامة. وجملة «الذين خسروا....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «خسروا أنفسهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «هم لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة الأنعام (6) : آية 13] وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13) الإعراب: (الواو) استئنافية (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في

_ (1) جاءت الفاء زائدة لأن زيادتها في الخبر غير ممتنعة على رأي الجمهور، أو لأن (الذين) فيه مشابهة للشرط فاقتضى ربط خبره بالفاء.

البلاغة

محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (ما) اسم موصول مبتدأ مؤخر (سكن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في الليل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل سكن «1» ، (الواو) عاطفة (النهار) معطوف على الليل مجرور «2» ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (السميع) خبر مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة «له ما سكن ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة «سكن» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «هو السميع....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. البلاغة 1- الاكتفاء بأحد الضدين: في قوله تعالى «ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ» كما في قوله تعالى «سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ» والتقدير ما سكن وتحرك وإنما اكتفى بالسكون عن ضده دون العكس لأن السكون أكثر وجودا وعاقبة كل متحرك السكون. ولأن السكون في الغالب نعمة لكونه راحة ولا كذلك الحركة. [سورة الأنعام (6) : الآيات 14 الى 15] قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)

_ (1) أو متعلق ب (سكن) . (2) إن فسر (سكن) بمعنى استقر فلا حذف في الآية، وإن فسّر بمعنى هدأ ففي الآية حذف أي: له ما سكن في الليل وتحرك في النهار. (3) يجوز عطفها على الجملة المحكيّة في الآية السابقة أي وقل: له ما سكن ...

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (غير) مفعول به أول مقدم منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أتخذ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، (وليا) مفعول به ثان منصوب (فاطر) بدل من لفظ الجلالة مجرور مثله، أو نعت له (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (الواو) حالية (هو) مثل السابق «1» ، (يطعم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الواو) عاطفة (لا) نافية (يطعم) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (قل) مثل الأول (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أمرت) فعل ماض مبني للمجهول ... والتاء ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (أكون) مضارع منصوب ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (أول) خبر أكون منصوب (من) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه «2» ، (أسلم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد. والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ جر بباء محذوف أي بأن أكون ... متعلق ب (أمرت) . (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبني على الفتح في محلّ جزم ... والنون للتوكيد واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من المشركين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر تكونن، وعلامة الجر الياء.

_ (1) في الآية السابقة. (2) أو نكرة موصوفة واقعة موقع اسم جمع أي أول فريق أسلم، والجملة بعده في محلّ جر نعت له.

جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أتخذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هو يطعم» في محلّ نصب حال. وجملة «لا يطعم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة «لا يطعم» في محلّ رفع معطوفة على جملة يطعم. وجملة «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إنّي أمرت» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أمرت» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «أكون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «لا تكوننّ ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر أي: قيل لي: لا تكوننّ ... وجملة القول المقدرة معطوفة على جملة قل الاستئنافيّة «1» . (قل) مثل الأول (إنّي أخاف) مثل إنّي أمرت، والفعل لمعلوم والفاعل أنا (إن) حرف شرط جازم (عصيت) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... والتاء فاعل (ربّ) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (عذاب) مفعول به عامله أخاف، منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت ليوم مجرور. وجملة «قل....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إنّي أخاف....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أخاف....» في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز عطفها على جملة الاستئناف قل إني ... فلا محلّ لها. [.....]

الصرف:

وجملة «عصيت ... » لا محلّ لها اعتراضية ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه مضمون الكلام السابق أي إن عصيت ربي نالني العذاب. الصرف: (فاطر) ، اسم فاعل من الثلاثي فطر، وزنه فاعل. [سورة الأنعام (6) : آية 16] مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يصرف) مضارع مبني للمجهول مجزوم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على العذاب في الآية السابقة (عن) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يصرف) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (يصرف) «1» ، (إذ) اسم ظرفي مبني في محلّ جر مضاف إليه، والتنوين عوض من جملة محذوفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (رحمه) فعل ماض ومفعوله، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) عاطفة (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفوز) خبر المبتدأ مرفوع (المبين) نعت للفوز مرفوع. جملة «من يصرف....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يصرف....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «قد رحمه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ذلك الفوز....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يتعلق بمحذوف حال من الضمير في (يصرف) . (2) أو الخبر هو جملتا الشرط والجواب معا.

الفوائد

الفوائد 1- تنوين العوض.. التنوين الذي يلحق «إذ» عند ما تتصل باليوم أو الحين وما في زمرتهما كالوقت والساعة والقرن الى آخر ما هنالك من هذه الأسرة.. نحو يومئذ وحينئذ وساعتئذ، وقد أطلق عليه النحاة تنوين العوض لأنه حلّ محلّ الجملة التي كان حقها أن تذكر بعد الظرف وبالتالي يضاف الظرف إليها وهو ضرب من الإيجاز الذي استأثرت به لغة الضاد وغايته تحسين اللفظ الى جانب الاختصار. وأما الكسرة التي لحقت «الذال» فليست كسرة اعراب لأن «إذ» ملازمة للبناء وإنما هي لالتقاء الساكنين. [سورة الأنعام (6) : آية 17] وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الإعراب: (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (يمسس) مضارع مجزوم فعل الشرط و (الكاف) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بضرّ) جار ومجرور متعلق ب (يمسس) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كاشف) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر لا (إلا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع بدل من محل لا مع اسمها «1» (الواو) عاطفة (إن يمسسك بخير) مثل إن يمسسك بضر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبتدأ

_ (1) أو بدل من الضمير المستكن في الخبر.

الصرف:

(على كل) جار ومجرور متعلق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ هو، مرفوع. جملة «إن يمسسك الله....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لا كاشف له....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «إن يمسسك بخير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «هو ... قدير» في محلّ جزم جواب الشرط «1» . الصرف: (ضرّ) ، مصدر سماعي لفعل ضر يضر باب نصر، وزنه فعل بضم الفاء، وثمة مصدر آخر هو ضرّ بفتح الضاد. (كاشف) اسم فاعل من كشف يكشف باب ضرب، وزنه فاعل. [سورة الأنعام (6) : آية 18] وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (القاهر) خبر مرفوع (فوق) ظرف مكان منصوب متعلق ب (القاهر) «2» ، (عباد) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو الحكيم) مثل هو القاهر (الخبير) خبر ثان مرفوع.

_ (1) يرى بعضهم أن هذه الجملة تعليلية لا محلّ لها لكل من جواب الشرط الأول والثاني ... وأن جواب الشرط الثاني محذوف تقديره: لا راد له غيره- كما جاء في سورة يونس، الآية (107) . وما أثبتناه أعلاه هو رأي ابن هشام حيث جعل جملة (هو على كل شيء قدير) جوابا للشرط الثاني (شذور الذهب ص 415 ط/ 3) . (2) أو متعلق بمحذوف خبر ثان تقديره غالب أو مسيطر ... ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف حال من الضمير في القاهر.

الصرف:

جملة «هو القاهر ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هو الحكيم....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (القاهر) ، اسم فاعل من قهر يقهر باب فتح، وزنه فاعل. [سورة الأنعام (6) : آية 19] قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أي) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (شيء) مضاف إليه مجرور (أكبر) خبر مرفوع (شهادة) تمييز منصوب (قل) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شهيد) خبر مرفوع «1» ، (بين) ظرف مكان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه، والظرف متعلق ب (شهيد) «2» ، (الواو) حرف عطف (بينكم) ظرف مثل بيني ومتعلق بما تعلّق به (الواو) حرف عطف (أوحي) فعل ماض مبني للمجهول (إلى) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أوحي) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع نائب فاعل (القرآن) بدل

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، وخبر (الله) محذوف دلّ عليه السؤال المتصدر أي: الله أكبر شهادة. (2) أو متعلق بمحذوف نعت لشهيد.

من (ذا) أو عطف بيان له مرفوع (اللام) لام التعليل (أنذر) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (أنذر) . والمصدر المؤول (أن أنذر) في محل جر باللام متعلق ب (أوحي) . (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب معطوف على ضمير الخطاب في (أنذركم) ، والعائد محذوف أي بلغه القرآن (بلغ) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (كم) ضمير في محل نصب اسم إن (اللام) هي المزحلقة (تشهدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أن) مثل إنّ (مع) ظرف منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدّم (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (آلهة) اسم أن منصوب (أخرى) نعت لآلهة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف. والمصدر المؤول (أن مع الله آلهة) في محلّ نصب مفعول به عامله تشهدون. (قل) مثل الأول (لا) نافية (أشهد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (قل) مثل الأول (إنما) كافة ومكفوفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (بريء) خبر إنّ مرفوع (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ببريء «1» ، (تشركون) مثل تشهدون.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤول في محلّ جر أي من إشراككم.

جملة «قل ... (الأولى) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أي شيء أكبر» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافية بيانية. وجملة «الله شهيد» في محلّ نصب مقول القول ... وهي في معنى جواب الاستفهام. وجملة «أوحي إليّ....» في محلّ نصب معطوفة على جملة الله شهيد «1» . وجملة «أنذركم به» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «بلغ» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «إنكم لتشهدون» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «تشهدون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «قل ... (الثالثة) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لا أشهد» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل ... (الرابعة) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هو إله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنني بريء....» في محلّ نصب معطوفة على جملة هو إله ... وجملة «تشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) يجوز فصلها على الاستئناف فلا محلّ لها.

البلاغة

البلاغة - خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى» فالاستفهام هنا للتقرير أو للإنكار وقيل: لهما، وفيه جمع بين المعاني المجازية. الفوائد - عقد النحاة فصلا خاصا ل «أي» وأوضحوا أنها تأتي للدلالة على أمور متعددة وقد ذكروا لها أقساما نلمح إليها باختصار: آ- يطلب بها تعيين الشيء نحو «أي رجل جاء؟» ... ب- وتكون وصلة لنداء ما فيه «ال» ملحقة بهاء التنبيه نحو «يا أَيُّهَا النَّاسُ» وقد ألمحنا الى هذا القسم فيما مضى. ج- وتكون اسما موصولا.. د- وقد تأتي للدلالة على معنى الكمال وتسمّى «أيّا الكماليّة» نحو «خالد رجل أي رجل» فهو كامل في صفات الرجال، وتعرب صفة بعد النكرة وحالا بعد المعرفة. [سورة الأنعام (6) : آية 20] الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (آتينا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به أول (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (يعرفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الكاف) حرف جر (ما) حرف مصدري (يعرفون) مثل الأول (أبناء) مفعول به و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤول (ما يعرفون) في محلّ جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول

الفوائد

مطلق أي يعرفون عرفانا كعرفانهم أبناءهم. (الذين خسروا) مثل الذين آتينا (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «الذين آتيناهم..» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «آتيناهم الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «يعرفونه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «يعرفون أبناءهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «الذين خسروا» لا محلّ لها بدل من جملة الاستئناف- أو استئنافية. وجملة «خسروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «هم لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الفوائد 1- بعض المحدثين أعرب «الفاء» في قوله تعالى: «الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» أنها رابطة للجواب وعلل ذلك بقوله: إن الموصول يتضمن معنى الشرط. ونحن لا نردّ ذلك ولكن نرجح تسميتها بالفاء الزائدة كما أسماها علماء النحو

[سورة الأنعام (6) : الآيات 21 إلى 24]

وقد عرفوها بأنها «الفاء الداخلة على خبر المبتدأ إذا تضمن معنى الشرط» وقد مثلوا لها بقولهم «الذي يأتي فله درهم» وإنما كانت زائدة لأن الخبر مستغن عن رابط يربطه بالمبتدأ فتأمل.. [سورة الأنعام (6) : الآيات 21 الى 24] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (24) الإعراب: (الواو) استئنافية (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جر و (من) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (أظلم) ، (افترى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الله) جار ومجرور متعلق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (كذب) مثل افترى (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كذّب) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، وهو ضمير الشأن (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «من أظلم..» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

وجملة «كذّب بآياته» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «إنّه لا يفلح..» لا محلّ لها استئنافية في حكم التعليل. وجملة «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إنّ. (22) (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل لا يفلح لأنه معطوف على ظرف مقدّر متعلق بالفعل نفسه أي: لا يفلح الظالمون اليوم ويوم نحشرهم جميعا «1» ، (نحشر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و (هم) ضمير مفعول به (جميعا) حال منصوبة من الضمير المفعول في (نحشرهم) ، (ثم) حرف عطف (نقول) مثل نحشر (اللام) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (نقول) ، (أشركوا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل (أين) اسم استفهام مبني في محلّ نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم (شركاء) مبتدأ مؤخر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ رفع نعت لشركاء (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تزعمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل، ومفعولا الفعل المتعدي الاثنين مقدران ... أي تزعمونهم شركاء. وجملة «نحشرهم ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «نقول..» في محلّ جر معطوفة على جملة نحشرهم. وجملة «أشركوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة «أين شركاؤكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كنتم تزعمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

_ (1) يجوز أن يعرب الاسم مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر أو اتقوا أو احذروا ...

وجملة «تزعمون» في محلّ نصب خبر كنتم. (23) (ثمّ) حرف عطف (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تكن) مضارع مجزوم ناقص (فتنة) اسم تكن مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلا) أداة حصر (أن) حرف مصدري (قالوا) مثل أشركوا (الواو) واو القسم (الله) لفظ الجلالة مجرور بالواو متعلق بفعل أقسم المقدّر (ربّنا) نعت للفظ الجلالة مجرور، أو بدل منه ... (ونا) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (كنّا) مثل كنتم (مشركين) خبر كنا منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤول (أن قالوا) في محلّ نصب خبر تكن. وجملة «لم تكن فتنتهم ... » في محلّ جر معطوفة على جملة نقول ... وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة « (نقسم) بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ما كنا مشركين» لا محلّ لها جواب القسم. (24) (انظر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب حال عامله (كذبوا) وهو مثل أشركوا (على أنفس) جار ومجرور متعلق ب (كذبوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو استئنافية- (ضلّ) مثل افترى (عن) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف «1» ، (كانوا) مثل كنتم (يفترون) مثل تزعمون. جملة «انظر ... » لا محلّ لها استئنافية.

_ (1) أو حرف مصدري، والمصدر المؤول في محلّ رفع فاعل.

الفوائد

وجملة «كذبوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام. وجملة «ضلّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كذبوا «1» . وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يفترون ... » في محلّ نصب خبر (كانوا) . الفوائد 1- للمستثنى ب «إلّا» بحث ضاف قتله النحاة بحثا وتوضيحا، ولا يعنينا في هذه الآية سوى «الاستثناء المفرغ» على حد تعبير بعضهم «واعراب المستثنى بإلّا على حسب العوامل» على حد تعبير الآخرين وسواء راق لنا هذا التعريف أو ذاك فلا بد للمستثنى من شرطين حتى يعرب بحسب العوامل وهما: أولا أن يكون مفرغا من ذكر المستثنى منه. ثانيا: أن يكون الكلام منفيا وفي هذه الحالة يمكن أن نسمي «إلا» أداة حصر، على حد تعبير علماء البلاغة. 1- أجمع النحاة على أن «كيف» اسم يستفهم به عن حالة الشيء، وقد تكتسب معنى التعجب نحو «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ» أو معنى النفي والإنكار نحو: «كيف افعل هذا» أو معنى التوبيخ كقوله تعالى: «وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ» وقد تتضمن «كيف» معنى الشرط إما متصلة ب «ما» نحو «كيفما تكن يكن قرينك» أو غير متصلة بها نحو: «كيف تجلس أجلس» . وفي إعمالها أو إهمالها مذهبان:

_ (1) يجوز أن تكون استئنافية فلا محلّ لها.

[سورة الأنعام (6) : آية 25]

مذهب الكوفيين وهم يجزمون بها فعل الشرط وجوابه. ومذهب البصريين وهي عندهم اسم شرط غير جازم فالفعلان بعدها مرفوعان فاختر أيهما أقرب للصواب ولا تألو ... ! [سورة الأنعام (6) : آية 25] وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافية (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم «1» ، (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (يستمع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جر (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يستمع) ، (الواو) عاطفة- أو حالية- (جعلنا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) فاعل (على قلوب) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من أكنّة «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (أكنّة) مفعول به منصوب (أن) حرف مصدري ونصب (يفقهوا) منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يفقهوه) في محلّ نصب مفعول لأجله على

_ (1) يجوز أن يكون نعتا لمبتدأ محذوف، والتقدير: بعض منهم من يستمع ... وحينئذ يصبح الاسم الموصول خبرا. (2) وإذا كان الفعل بمعنى صيّر كان الجار والمجرور مفعولا ثانيا، وإذا كان الفعل بمعنى ألقى فالجار متعلق به. [.....]

حذف مضاف أي كراهة أن يفقهوه. (الواو) عاطفة (في آذان) جار ومجرور متعلق بما تعلق به (على قلوبهم) بسبب العطف، وكذلك (وقرا) معطوفة على أكنّة «1» ، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يروا) مضارع مجزوم فعل الشّرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (كلّ) مفعول به منصوب (آية) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يؤمنوا) مضارع مجزوم جواب الشرط مثل يروا (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يؤمنوا) ، (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشّرط في محلّ نصب متعلق ب (يقول) ، (جاؤوا) فعل ماض وفاعله و (الكاف) ضمير مفعول به (يجادلون) مضارع مرفوع ... والفاعل الواو و (الكاف) ضمير مفعول به (يقول) مثل يستمع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كفروا) مثل جاؤوا (إن) حرف نفي (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (إلا) أداة حصر (أساطير) خبر مرفوع (الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. جملة «منهم من يستمع ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يستمع....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «جعلنا....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة «يفقهوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .

_ (1) يجوز تقدير فعل محذوف يفسره المذكور أي وجعلنا في آذانهم وقرا، والجملة المقدرة معطوفة. (2) يجوز أن تكون الجملة منصوبة على الحال بتقدير (قد) ، أي يستمع إليه في حال جعل الأكنة على قلبه.

الصرف:

وجملة «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «لا يؤمنوا بها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «جاؤوك ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «يجادلونك....» في محلّ نصب حال من فاعل جاؤوك. وجملة «يقول الذين ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إن هذا إلا أساطير» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (أكنّة) ، جمع كنان كأعنة وعنان، اسم جامد من فعل كن باب ردّ. وكنان وزنه فعال بكسر الفاء ووزن أكنّة أفعلة جاءت العين واللام من حرف واحد. (وقرا) ، مصدر سماعي من فعل وقر يوقر باب فرح وباب وعد ... ووقر الله الأذن ... فالفعل يستعمل لازما ومتعديا. وزنه فعل بفتح فسكون. (أساطير) ، جمع أسطورة، بضم الهمزة وإسطارة بكسر الهمزة، وقيل أساطير جمع أسطار وهو جمع سطر بفتح الطاء. وأسطورة اسم بمعنى الحديث الباطل وزنه أفعولة بضم الهمزة، ووزن أساطير أفاعيل. (الأوّلين) ، جمع الأول، وهو اسم يدل على الترتيب في العدد، وهو وحده يأتي على هذه الصيغة وأما ما يليه فيكون على وزن الفاعل كالثاني والثالث ...

البلاغة

البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى «وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً» . فالكلام عند غير واحد تمثيل كناية عن كمال جهلهم بشؤون النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وفرط نبو قلوبهم عن فهم القرآن الكريم وصمم أسماعهم، وجوزوا أن يكون هناك استعارة تصريحية أو مكنية أو مشاكلة. [سورة الأنعام (6) : آية 26] وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (26) الإعراب: (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (ينهون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (عن) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (ينهون) ، ومفعول ينهون محذوف أي ينهون الناس. (ينأون عنه) مثل ينهون عنه (الواو) استئنافية (إن) نافية (يهلكون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) حالية (ما) نافية (يشعرون) مل (ينهون) . جملة «هم ينهون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة «ينهون....» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. وجملة «ينأون....» في محلّ رفع معطوفة على جملة ينهون. وجملة «يهلكون ... » لا محلّ لها استئنافية.

الصرف:

وجملة «ما يشعرون» في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (ينهون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله ينهاون، جاءت الألف والواو ساكنتين، حذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون. (ينأون) ، فيه إعلال جرى مجرى ينهون. البلاغة - الجناس: في قوله تعالى «وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ» وهو جناس التصريف الذي هو اختلاف صيغة الكلمتين بإبدال حرف من حرف قريب من مخرجه، سواء أكان الإبدال في الأول أم في الوسط أم في الآخر. الفوائد 1- قبل أن نغادر هذه الآية حقيق بنا أن نقف مليا عند قوله: ينهون وينأون: فهو من الجناس الناقص كما يقول علماء البلاغة. وتعريف الجناس هو «اتفاق الكلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى: فإذا اختلف لفظاهما بحرف واحد سمي جناسا ناقصا كما هو في هذه الآية، وهو من المحسنات اللفظية في القرآن ويبدو أن هذا الفن قد لعب دورا كبيرا في عقول الأدباء وأذواقهم خلال عصر من العصور الأدبية حتى آل الى ظاهرة من ظواهر التصنّع خلال عصور الركود والجمود، وقد تلقفه الشعراء الشعبيون عن زملائهم الشعراء المثقفين وحسبوا أنه مفخرة من مفاخر الأدب وأنه غاية وليس وسيلة وأنه يطلب لذاته فاتخذوه معيار الموازنة بين الشعراء فعليه يقوم فنّ العتابا وفنون أخرى من الشعر الشعبي ويدعونه «المرصود» وفي الحقيقة هو ضرب من التزام ما لا يلزم في الشعر أو في النثر. ويبقى الجناس فنا أصيلا ما دام يأتي عفو الخاطر فإذا راح

_ (1) يجوز أن تعطف الجملة على جملة يهلكون فلا محلّ لها ... أو تجعل استئنافية أصلا.

[سورة الأنعام (6) : آية 27]

الأديب يلهث في إثره أصبح تصنعا وتكلفا وسمة ضعف في شعر الشعراء ونثر الناثرين. [سورة الأنعام (6) : آية 27] وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) الإعراب: (الواو) استئنافية (لو) شرطية غير جازمة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت «1» ، (إذ) ظرف استعمل للمستقبل لأنه في حكم المحقق (وقفوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (على النار) جار ومجرور متعلق ب (وقفوا) بتضمينه معنى عرضوا (الفاء) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة تنبيه «2» ، (ليت) حرف مشبه بالفعل للتمني و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم ليت (نردّ) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (الواو) واو المعية (لا) نافية (نكذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية، والفاعل نحن (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (نكذب) ، (رب) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤول (أن نكذّب) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي ليت لنا ردّا وإنفاء تكذيب بآيات ربنا وكوننا من المؤمنين.

_ (1) يحتمل أن يكون (ترى) فعلا بصريا، مفعوله مقدر أي ترى حالهم ... أو يكون فعلا قلبيا ينصب مفعولين وهما مقدران أيضا أي: لو تراهم خائفين. (2) أو أداة نداء، والمنادي محذوف تقديره يا قوم.

البلاغة

(الواو) عاطفة (نكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (نكذّب) ، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من المؤمنين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر نكون. جملة «ترى....» لا محلّ لها استئنافية ... وجواب لو محذوف أي: لرأيت أمرا عظيما. وجملة «وقفوا» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «قالوا....» في محلّ جر معطوفة على جملة وقفوا. وجملة «ليتنا نرد» في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة «نرد....» في محلّ رفع خبر ليت. جملة «لا نكذّب» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المقدّر. وجملة «نكون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. البلاغة 1- الإيجاز بالحذف: وهو هنا في الآية حذف جواب «لو» ثقة بظهوره وإيذانا بقصور العبارة عن تفصيله. وكذا مفعول ترى لدلالة ما في حيز الظرف عليه، أي «لو تراهم» حين يقفون على النار حتى يعاينوها لرأيت مالا يسعه التعبير. وصيغة الماضي للدلالة على التحقق. الفوائد 1- من المصطلح عليه أن «إذ» ظرف لما مضى من الزمن ولكنها قد تكون على قلّة ظرفا للمستقبل كقوله تعالى: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ.

_ (1) يجوز أن تكون جوابا للنداء، وجملة النداء مقول القول.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 28 إلى 29]

وهي من الظروف المبنية وبناؤها على السكون في محلّ نصب وقد تأتي مضافا إليه كقوله تعالى: «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وقد تقع موقع المفعول به نحو «وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا» . وهي تضاف دائما الى الجمل. وقد تحذف الجملة بعدها ويعوض عنها بتنوين العوض كقوله تعال: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي وأنتم حين إذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون. [سورة الأنعام (6) : الآيات 28 الى 29] بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (28) وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) الإعراب: (بل) للإضراب والابتداء (بدا) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (بدا) ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم ... والواو اسم كان (يخفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (من) حرف جر (قبل) اسم مبني على الضم في محلّ جر متعلق ب (يخفون) ، (الواو) عاطفة (لو) شرط غير جازم (ردّوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (اللام) واقعة في جواب لو (عادوا) مثل قالوا «1» ، (اللام) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (عادوا) ، (نهوا) مثل ردّوا (عنه) مثل السابق «2» متعلق ب (نهوا) ، (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبه بالفعل

_ (1، 2) في الآية السابقة (27) .

و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (كاذبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «بدا لهم ما كانوا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «يخفون....» في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة «ردّوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة بدا لهم ... وجملة «عادوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «نهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «إنهم لكاذبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عادوا «1» . (29) (الواو) عاطفة (قالوا) مثل الأول «2» ، (إن) حرف نفي (هي) ضمير منفصل «3» في محلّ رفع مبتدأ (إلا) أداة حصر (حياة) خبر مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الدنيا) نعت للحياة مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع اسم ما (الباء) زائدة (مبعوثين) خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلا، وعلامة الجر الياء. وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جمل عادوا «4» . وجملة «إن هي إلا حياتنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز حملها على الاستئناف فلا محلّ لها. (2) في الآية (27) من هذه السورة. (3) الضمير يعود إلى مفهوم (الحياة) الظاهر في سياق الآيتين السابقتين. (4) أو معطوفة على جملة (إنهم لكاذبون) .

الصرف:

وجملة «ما نحن بمبعوثين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (بدا) ، فيه إعلال بالقلب أصله بدو بفتح الواو، مضارع يبدو ... جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا. (يخفون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يخفيون بضم الياء الثانية مع الأولى ... استثقلت الضمة على الياء الثانية فسكّنت- إعلال بالتسكين- ونقلت الحركة إلى الفاء ... ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة فأصبح (يخفون) ، وزنه يفعون بضم الياء والعين. وفيه حذف همزة الماضي. (عادوا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله عودوا بفتح الواو، جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا. (بمبعوثين) ، جمع مبعوث، اسم مفعول من بعث الثلاثي، وزنه مفعول. [سورة الأنعام (6) : آية 30] وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافية- (لو ترى إذ وقفوا) مثل السابقة، (على رب) جار ومجرور متعلق ب (وقفوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (ليس) فعل ماض ناقص جامد (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع اسم ليس (الباء) حرف جر زائد

(الحق) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (قالوا) مرّ إعرابها، (بلى) حرف جواب لا محلّ له (الواو) واو القسم (ربّ) مجرور بالواو متعلق بفعل أقسم مقدّرا و (نا) ضمير مضاف إليه (قال) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (ذوقوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الباء) حرف جر للسببية (ما) حرف مصدري «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون ... و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (تكفرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (ما كنتم ... ) في محلّ جر بالباء متعلق ب (ذوقوا) . جملة «ترى....» لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الأولى «2» .... أو استئنافية. وجملة «وقفوا....» في محلّ جر مضاف إليه ... وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما. وجملة «قال....» لا محلّ لها استئنافية «3» . وجملة «أليس هذا بالحق» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة « (نقسم) » بربنا» لا محلّ لها اعتراضية ... وجملة الجواب المقدرة بعد القسم هي مقول القول. وجملة «قال ... » لا محلّ لها استئنافية.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جر متعلق ب (ذوقوا) ، والعائد محذوف أي تكفرون به. (2) في الآية (27) من هذه السورة. (3) أو في محلّ نصب حال من ربهم بتقدير (قد) . [.....]

البلاغة

وجملة «ذوقوا ... » جواب شرط مقدر أي إن كنتم كفرتم في الدنيا فذوقوا والشرط والجواب هو مقول القول. وجملة «كنتم تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفي أو الاسمي. وجملة «تكفرون» في محلّ نصب خبر كنتم. البلاغة 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فَذُوقُوا الْعَذابَ» حيث أستعير الذوق لما سيلاقونه من العذاب. 2- التمثيل: أي قوله تعالى «وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ» تمثيل لحبسهم للسؤال والتوبيخ أو كناية عنه عند من لم يشترط فيها إمكان الحقيقة. الفوائد 1- قسم النحاة أحرف الجر الى ثلاثة أقسام: أصلي وزائد وشبيه بالزائد.. وقد أوضحوا الفوارق بين هذه الزمر الثلاث بما يلي: أولا: الأصلي يحتاج الى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا اعرابا نحو: «قرأت في الكتاب» . الثاني: الزائد وهو ما لا يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج الى تعليق كذلك لا يستغنى عنه في المعنى، لأنه إنما جيء به لتوكيد مضمون الكلام نحو «ما جاءنا من أحد» وليس سعيد بمسافر. الثالث: الشبيه بالزائد وهو لا يستغنى عنه لفظا ولا معنى غير أنه لا يحتاج الى تعلق. وهو خمسة أحرف «ربّ وخلا وعدا وحاشى ولعلّ.

[سورة الأنعام (6) : آية 31]

وهو شبيه بالزائد من جهة لأنه لا يحتاج الى متعلق، وشبيه بالأصلي من جهة ثانية، حيث أنه لا يستغنى عنه لفظا ولا معنى. [سورة الأنعام (6) : آية 31] قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (31) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (خسر) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بلقاء) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا) ، (الله) مضاف إليه مجرور (حتى إذا جاءتهم الساعة) مثل نظيرها المتقدمة «1» ، (بغتة) مصدر في موضع الحال أي مباغتة «2» ، (قالوا) مثل كذّبوا (يا) أداة نداء وتحسّر (حسرتنا) منادى مضاف منصوب. ونا ضمير مضاف إليه (على) حرف جر (ما) حرف مصدري «3» ، (فرّطنا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) فاعل (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (فرط) . والمصدر المؤول (ما فرّطنا) في محلّ جر متعلق بالحسرة. (الواو) حالية (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (يحملون) مثل تكفرون «4» مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (على ظهور) جار ومجرور متعلق ب (يحملون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ألا) أداة

_ (1) في الآية (25) من هذه السورة. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أي جاءتهم مجيء البغت. (3) أو اسم موصول في محلّ جر متعلق بالحسرة والعائد محذوف. (4) في الآية السابقة (30) .

الصرف:

تنبيه (ساء) فعل ماض لإنشاء الذم (ما) نكرة موصوفة في محلّ رفع فاعل ساء «1» ، (يزرون) مثل يحملون ... والمخصوص بالذم محذوف تقديره حملهم ذاك. وجملة «قد خسر الذين....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «كذّبوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «جاءتهم الساعة» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «التحسر: يا حسرتنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «فرّطنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) أو الاسمي. وجملة «هم يحملون ... » في محلّ نصب حال من فاعل قالوا. وجملة «يحملون....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة «ساء ما يزرون» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يزرون» في محلّ رفع نعت ل (ما) «2» . الصرف: (لقاء) ، مصدر سماعي لفعل (لاقى) الرباعي، وزنه فعال بكسر الفاء، وفي الكلمة إبدال حرف العلة الياء همزة لمجيئها متطرفة بعد ألف ساكنة، والأصل لقاي. (الساعة) ، اسم جامد بمعنى الوقت، ويستعار للقيامة، وزنه فعلة بفتح الفاء وسكون العين وألفه منقلبة عن واو ... ساع يسوع الرجل انتقل

_ (1) يجوز أن يكون (ما) منصوبا على التمييز، ميّز الضمير المستتر وجوبا فاعل ساء. (2) أو في محلّ نصب إذا كان (ما) تمييزا.

البلاغة

من ساعة إلى ساعة، جمعها ساعات وساع. (بغتة) ، مصدر بغت يبغت باب فتح وزنه فعلة، وثمة مصدر آخر هو البغت أي مفاجأة الشيء بسرعة من غير اعتداد له ولا جعل بال منه، فلو استشعر الإنسان به ثم جاء بسرعة لا يقال فيه بغتة. (حسرة) ، مصدر سماعي لفعل حسر يحسر باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمة مصدر آخر للفعل هو حسر بفتحتين. وحسر تلهف. (أوزار) ، جمع وزر بكسر الواو كحمل وأحمال، فعله وزر يزر باب ضرب. (يزرون) ، فيه إعلال بالحذف لأنه معتل مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه يعلون. البلاغة 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ» فلقاء الله تعالى استعارة تمثيلية عن البعث، فقد شبه البعث بلقاء الله ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به. 2- الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى «وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ» أي يحملون ذنوبهم وخطاياهم وجعل الذنوب والآثام محمولة على الظهر من باب الاستعارة التمثيلية التصريحية، فقد شبه الذنوب بالأوزار الثقيلة، ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به. والمراد بيان سوء حالهم وشدة ما يجدونه من المشقة والآلام. 3- المقارنة في الآية الكريمة: فقد اقترن ضربان من فنون البديع في الكلام وهما التنكيت والمبالغة، فإن لقائل أن يقول: ما النكتة التي رجحت اختصاص الظهور بالحمل دون الرؤوس؟ والجواب أن النكتة في ذلك الإشارة الى ثقل الأوزار، لأن الظهور أحمل للنقل من الرؤوس، وما يلزم من ذكر

الفوائد

الظهور من عجز الرؤوس عن حمل هذه الأوزار من المبالغة في ثقلها مقترن بالتنكيت. الفوائد - ألا: هي أحد أحرف التحضيض والتنديم وقد أوضح بعض النحاة الفرق بين التحضيض والتنديم فقالوا: إذا دخلت إحدى هذه الأدوات «هلّا وألّا ولوما وألا» على المضارع فهي للحض على العمل وترك التهاون به نحو «هلا يرتدع فلان عن غيّه» وإن دخلت على الماضي كانت للتنديم فهي تجعل الفاعل يندم على فوات الأمر وعلى التهاون به نحو «هلّا اجتهدت» وقوله تعالى: أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ [سورة الأنعام (6) : آية 32] وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (32) الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) نافية مهملة (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (إلا) أداة حصر (لعب) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (لهو) معطوف على لعب مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (الدار) مبتدأ مرفوع (الآخرة) نعت للدار مرفوع (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بخير (يتقون) مثل يحملون «1» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافية «2» (لا) نافية (تعقلون) مثل يحملون «3» .

_ (1، 3) في الآية السابقة (31) . (2) المعربون يجعلون هذه الفاء عاطفة، فيعطفون الفعل الظاهر على مقدر أي: أتغفلون فلا تعقلون ... والملاحظ أن المقدر جملة استئنافية، لهذا فلا مانع من جعل الفاء استئنافية والمعنى لا يأبى ذلك، وصناعة النحو لا تأباه.

الصرف:

جملة «ما الحياة..» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «للدار الآخرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة «يتقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «تعقلون» لا محلّ لها استئنافية. الصرف: (لعب) ، مصدر سماعي لفعل يلعب باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر، وثمة مصادر أخرى للفعل هي لعب بفتح اللام وكسرها مع سكون العين، وتلعاب بفتح التاء. (لهو) مصدر سماعي لفعل لها يلهو باب نصع، وزنه فعل بفتح فسكون. 1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ» والمراد ما أعمال الحياة الدنيا المختصة بها إلا كاللعب واللهو في عدم النفع والثبات، فالكلام من التشبيه البليغ ولو لم يقدر مضاف، وجعلت الدنيا نفسها لعبا ولهوا مبالغة كما في قوله: إنما هي إقبال وإدبار. [سورة الأنعام (6) : الآيات 33 الى 35] قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (35)

الإعراب:

الإعراب: (قد) حرف تحقيق وتأكيد (نعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (إن) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن اسم إن (اللام) المزحلقة للتوكيد (يحزن) مثل نعلم و (الكاف) ضمير مفعول به (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يقولون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل والعائد محذوف أي يقولونه (الفاء) للتعليل، لأن القول السابق يفيد النهي أي لا تحزن (إنهم) مثل إنّه، والضمير يعود إلى الفاعل يقولون (لا) نافية (يكذبون) مثل يقولون و (الكاف) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل للاستدراك (الظالمين) اسم لكنّ منصوب وعلامة النصب الياء (بآيات) جار ومجرور متعلق بفعل يجحدون (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يجحدون) مثل يقولون. جملة «قد نعلم ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إنّه ليحزنك ... في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي نعلم، وقد علّق الفعل بسبب دخول لام الابتداء الظاهرة في خبر إنّ «1» . وجملة «يحزنك..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «إنّهم لا يكذبونك» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «لا يكذبونك» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «لكنّ الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليلية.

_ (1) كسرت همزة إن لمجيء اللام في خبرها.

وجملة «يجحدون» في محلّ رفع خبر لكن. (34) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كذّبت) فعل ماض مبني للمجهول (التاء) للتأنيث، (رسل) نائب فاعل مرفوع (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (كذبت) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (صبروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (على) حرف جر (ما) حرف مصدري (كذّبوا) ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل (الواو) عاطفة (أوذوا) مثل كذّبوا ... والمصدر المؤول (ما كذّبوا) في محلّ جر متعلق ب (صبروا) . (حتى) حرف غاية وجر (أتى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر و (هم) ضمير مفعول به (نصر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤول (أن أتاهم نصرنا) في محلّ جر ب (حتى) متعلق ب (صبروا) «1» . (الواو) عاطفة (لا) نافية للجنس (مبدل) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (لكلمات) جار ومجرور متعلق بمبدل (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، وخبر لا محذوف تقديره موجود (الواو) عاطفة- أو استئنافية- (اللام) واقعة في جواب قسم مقدر (قد) مثل الأول (جاءك) مثل أتاهم ... والفاعل محذوف دل عليه لفظ الرسل والتقدير: جاءك الخبر (من نبأ) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل جاء «2» ، أي جاءك

_ (1) يجوز تعليقه ب (أوذوا) أيضا إذا جعل الفعل معطوفا على (صبروا) ، وعلى (أوذوا) وحده إن جعل مستأنفا. (2) أجاز الأخفش زيادة الجار ليكون (نبأ) فاعل جاءك خلافا لسيبويه.

الخبر كائنا من نبأ الرسل (المرسلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. وجملة «قد كذبت رسل ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدر ... وجملة القسم المقدرة معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة. وجملة «صبروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة «كذبوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «أوذوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة صبروا «1» . وجملة «أتاهم نصرنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «لا مبدل لكلمات الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدرة «2» . وجملة «جاءك من نبأ....» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم المقدرة معطوفة على جملة القسم الأولى ... أو استئنافية. (35) (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبني في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير الشأن مستتر «3» ، (كبر) فعل ماض (على) حرف جر و (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق ب (كبر) ، (إعراض) فاعل كبر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء)

_ (1) يجوز أن تكون معطوفة على جملة جواب القسم ... أو معطوفة على جملة الصلة (كذّبوا) ، أي صبروا على تكذيبهم وإيذائهم ... ويجوز أن تكون مستأنفة. (2) يجوز أن تكون اعتراضية. (3) يجوز أن يكون الاسم ضميرا مستترا وجوبا يعود على (إعراض) المتنازع عليه مع فعل كبر، ولكن الإعراب أعلاه ألصق بالأسلوب القرآني، ولأن الإتيان ب (كان) يبقي الشرط على مضية. [.....]

رابطة لجواب الشرط (إن) مثل الأول (استطاع) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (التاء) ضمير في محلّ رفع فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تبتغي) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نفقا) مفعول به منصوب (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (تبتغي) «1» ، (أو) حرف عطف (سلّما) معطوف على (نفقا) منصوب (في السماء) مثل في الأرض. والمصدر المؤول (أن تبتغي) في محلّ نصب مفعول به عامله استطعت. (الفاء) عاطفة (تأتي) مثل تبتغي ومعطوف عليه (هم) ضمير مفعول به (بآية) جار ومجرور متعلق بفعل تأتيهم. (الواو) عاطفة (لو) شرط غير جازم (شاء) مثل كبر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (جمع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (على الهدى) جار ومجرور متعلق ب (جمعهم) وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم والنون نون التوكيد، واسمها ضمير مستتر تقديره أنت (من الجاهلين) جار ومجرور متعلق بخبر تكونن، وعلامة الجر الياء. وجملة «كان كبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قد نعلم. وجملة «كبر ... إعراضهم» في محلّ نصب خبر كان. وجملة «استطعت ... » في محلّ جزم جواب الشرط (إن كان) . وجملة «تبتغي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تأتيهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبتغي.

_ (1) أو متعلق بمحذوف نعت ل (نفقا) ، أو بحال من الضمير في (تبتغي) أي وأنت في الأرض.

الصرف:

وجملة «لو شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة كان كبر. وجملة «جمعهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «تكوننّ ... » جواب شرط مقدّر أي: إن عرفت إرادة الله بعدم هدايتهم فلا تكونن ... الصرف: (أوذوا) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الألف بعد الهمزة إلى واو لمجيئها ساكنة بعد ضم- لمناسبة البناء للمجهول-. وفيه أيضا إعلال بالحذف، أصله أوذيوا بضم الياء، استثقلت الضمة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى الذال، فلما سكنت الياء مع واو الجماعة الساكنة حذفت الياء ... وزنه فوعوا. (أتاهم) ، فيه إعلال بالقلب أصله أتي بتحريك الياء بالفتح، فلما جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا. (نصر) مصدر سماعي لفعل نصر ينصر الباب الأول، وزنه فعل بفتح فسكون. (مبدّل) ، اسم فاعل من (بدّل) الرباعي وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين المشددة. (المرسلين) ، جمع المرسل، اسم مفعول من (أرسل) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين. (نفقا) ، اسم جامد بمعنى سرب في الأرض له مخرج إلى مكان معهود، وفعله نفق ينفق، الباب الأول والباب الرابع، وزنه فعل بفتحتين. (سلّما) ، اسم جامد لما يرقى عليه من خشب أو حجر أو مدر، يذكر ويؤنث، جمعه سلالم، وسلاليم، وزنه فعّل بضم الفاء وفتح العين المشددة.

البلاغة

البلاغة 1- استعارة أحد الضدين للآخر: في قوله تعالى «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ» . فكلمة قد لتأكيد العلم بما ذكر المفيد لتأكيد الوعيد كما في قوله تعالى «قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ» بإخراجه الى معنى التكثير. جريا على سنن العرب عن قصد الإفراط في التكثير تقول لبعض قواد العساكر كم عندك من الفرسان فيقول رب فارس عندي يريد بذلك التمادي في تكثير فرسانه ولكنه يروم إظهار براءته عن التزيد وإبراز أنه يقلل كثير ما عنده فضلا عن تكثير القليل وعليه قوله عز وجل، «رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ» وهذه طريقة إنما تسلك عند كون الأمر من الوضوح بحيث لا تحول حوله شائبة ريب حقيقة. 2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» أي ولكنهم بآياته تعالى يكذبون، فوضع المظهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالرسوخ في الظلم الذي جحودهم هذا فن من فنونه. 3- الالتفات البديع: من ضمير الغيبة الى ضمير المتكلم في قوله تعالى «حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا» للإشارة الى الاعتناء بشأن النصر، ولو جرى الكلام على نسقه لقيل: نصره. الفوائد 1- من لطائف هذه اللغة وعوامل حيويتها أننا نجد للحرف الواحد من حروف المعاني عدة دلالات أو عدة معان يمكن التعبير بالحرف الواحد عنها وموضوع هذه اللطيفة من لطائف اللغة «اللام» ولها ستة معان نجتزئ لك تسميتها خشية الاطالة: وهي لام الجر، ولام الأمر، ولام الابتداء، ولام البعد، ولام الجواب، واللام الموطئة للقسم.

[سورة الأنعام (6) : آية 36]

وقد وردت لام الابتداء في هذه الآية بموضعين هما: وللدار الآخرة، و «إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ» فقد تزحلقت لوجود إن في أول الكلام. 2- من النحاة من يرى أن لام الابتداء عند ما تدخل على الفعل الماضي هي لام القسم، وأن القسم محذوف، وقد جاء جوابه مصحوبا باللام. مثال ذلك، «لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ» وقوله تعالى «لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ» الآية. 3- للام الابتداء فائدتان: الأولى: توكيد مضمون الجملة المثبتة ولذا تسمى «لام التوكيد» وسميت لام الابتداء لأنها في الأصل تدخل على المبتدأ أو لأنها تقع في ابتداء الكلام. الثانية: تخليصها الخبر للحال لذا كان المضارع بعدها خالصا للزمان الحاضر بعد أن كان محتملا للحال والاستقبال. [سورة الأنعام (6) : آية 36] إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) الإعراب: (إنما) كافة ومكفوفة (يستجيب) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يسمعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (الموتى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (يبعث) مثل يستجيب و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يرجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل. جملة «يستجيب الذين....» لا محلّ لها استئنافية.

الصرف:

وجملة «يسمعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «الموتى يبعثهم الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يبعثهم الله» في محلّ رفع خبر. وجملة «يرجعون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبعثهم الله. الصرف: (الموتى) ، جمع الميت.... انظر الآية (28) من سورة البقرة. [سورة الأنعام (6) : آية 37] وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37) الإعراب: (الواو) استئنافية (قالوا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (نزل) فعل ماض مبني للمجهول (على) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (نزّل) ، (آية) نائب فاعل مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق ب (نزّل) «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (قادر) خبر إنّ مرفوع (على) مثل الأول (أن) حرف مصدري ونصب (ينزّل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آية) مفعول به منصوب. والمصدر المؤول (أن ينزل) في محلّ جر ب (على) معلق بقادر.

_ (1) يجوز تعليقه بمحذوف نعت لآية.

الصرف:

(الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكن منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «قالوا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لولا نزل عليه آية» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إن الله قادر» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ينزل....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة «لكن أكثرهم لا يعلمون» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكن. الصرف: (قادر) ، اسم فاعل من قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وباب فرح، وزنه فاعل. الفوائد 1- لولا: في هذه الآية وردت للتنديم والتنديم قسم من التحضيض. وللتفرقة بين التحضيض والتنديم: فقد فرق النحاة بين الاثنين فقالوا إذا دخلت لولا على الفعل المضارع فهي للتحضيض وإن دخلت على الفعل الماضي فهي للتنديم. [سورة الأنعام (6) : آية 38] وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) نافية مهملة (من) حرف جر زائد (دابة) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ (في الأرض) جار ومجرور متعلق بنعت لدابة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (طائر) معطوف على دابة مجرور مثله لفظا (يطير) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بجناحي) جار ومجرور متعلق ب (يطير) «1» ، وعلامة الجر الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلا) أداة حصر (أمم) خبر مرفوع (أمثال) نعت لأمم مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (فرّطنا) فعل ماض وفاعله (في الكتاب) جار ومجرور متعلق ب (فرّطنا) «2» ، (من) مثل الأول (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (ثم) حرف عطف (إلى رب) جار ومجرور متعلق ب (يحشرون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يحشرون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل. جملة «ما من دابة ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يطير ... » في محلّ جر- أو رفع- نعت لطائر. وجملة «ما فرطنا ... » لا محلّ لها اعتراضية لتقرير مضمون ما قبلها. وجملة «يحشرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (طائر) ، اسم جامد للحيوان المعروف، وزنه فاعل على وزن اسم الفاعل لأنه في الأصل كذلك ثم نقل إلى الجامد، مشتق من طار يطير باب ضرب. (جناحيه) ، مثنى جناح، اسم جامد لعضو الطائر المعروف، وزنه

_ (1) أو متعلق بمحذوف حال من فاعل يطير وهي حال مؤكدة. (2) أو متعلق بمحذوف حال من (شيء) - نعت تقدم على المنعوت-.

البلاغة

فعل بفتح الفاء، مأخوذ من جنح يجنح من الأبواب نصر وضرب وفتح. البلاغة 1- فن الانفصال لزيادة التعميم والشمول: وهو أن يقول المتكلم ما هو معلوم ظاهر، ولكنه ينطوي على أمر وراء ذلك، وهو أبعد غاية وأسمى منالا، وذلك في قوله تعالى «وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ» فإن لقائل أن يقول: هلا قيل: وما من دابة ولا طائر إلا أمم أمثالكم؟ وما معنى زيادة قوله «فِي الْأَرْضِ» و «يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ» قلت: معنى ذلك زيادة التعميم والإحاطة، كأنه قيل: وما من دابة قط في جميع الأرضين السبع، وما من طائر قط في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها. فإن قلت: فما الغرض في ذلك؟ قلت الدلالة على عظم قدرته، ولطف علمه، وسعة سلطانه وتدبيره تلك الخلائق المتفاوتة الأجناس، المتكاثرة الأصناف. وهو حافظ لما لها وما عليها، مهيمن على أحوالها. [سورة الأنعام (6) : آية 39] وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) الإعراب: (الواو) استئنافية (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (كذّبوا) فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (صمّ) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (بكم) معطوف على صمّ مرفوع (في الظلمات) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير في بكم «1» ، (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك

_ (1) أو متعلق بخبر آخر للمبتدأ تقديره عمي، أو متعلق بنعت لكم أي بكم كائنون في الظلمات.

بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يضلل) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، و (الهاء) ضمير مفعول به «1» (الواو) عاطفة (من يشأ يجعله) مثل نظيرتها المتقدمة (على صراط) جار ومجرور متعلق ب (يجعله) «2» ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله. جملة «الذين كذّبوا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «كذّبوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «من يشأ ... » لا محلّ لها استئنافية جاءت لتقرير حال الذين كذّبوا. وجملة «يشأ الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة «يضلله» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «من يشأ» (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يشأ (الأولى) . وجملة «يشأ....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» .

_ (1) أما مفعول يشأ فمحذوف تقديره إضلاله، وذلك على القاعدة، إن وقعت المشيئة شرطا فمفعولها ضمير الجزاء. (2) وهو في الواقع المفعول الثاني ل (يجعله) أي مهديا. (3، 4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب.

البلاغة

وجملة «يجعله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. البلاغة 2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ» فالكلام من التشبيه البليغ على القول الأصح في أمثاله. أي انهم كالصم وكالبكم فلا يسمعون الآيات سماعا تتأثر منه نفوسهم ولا يقدرون على أن ينطقوا بالحق ولذلك لا يستجيبون ويقولون في الآيات ما يقولون. الفوائد 1- يجوز تعدد الخبر شريطة أن يكون في التعدد مغايرة كاملة، كما إذا قلنا: أحمد كريم شجاع وليس منه قولك أحمد طويل قصير لأن اجتماع الصفتين تدلان على صفة واحدة وهو أنه معتدل القامة. [سورة الأنعام (6) : آية 40] قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (40) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام (رأيت) فعل وفاعل و (كم) حرف خطاب «1» لا محلّ له ... والفعل بمعنى أخبروني، ومفعول رأيت ضمير مستتر تقديره إيّاه يعود على العذاب

_ (1) حول هذا التعبير كلام طويل اختلف فيه علماء البصرة مع علماء الكوفة، وما جرينا عليه أعلاه هو رأي علماء البصرة ... أما الكسائي فجعل (الكاف) ضميرا مفعولا به أول، والفراء جعل التاء حرف خطاب و (الكاف) في موضع الفاعل أستعير ضمير النصب للرفع ... وثمة آراء أخرى متفرعة وكثيرة ارجع إليها في البحر المحيط لأبي حيان، والجمل في حاشيته على الجلالين.

الآتي، وفي الكلام تنازع بين الفعلين: رأيت- أتى. (إن) حرف شرط جازم (أتى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل أتى مرفوع «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (أتتكم الساعة) مثل أتاكم عذاب ... والتاء الثانية للتأنيث (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (غير) مفعول به مقدم منصوب (الله) مثل الأول (تدعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إن) مثل الأول (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أرأيتكم....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إن أتاكم عذاب ... » لا محلّ لها اعتراضية تقرر معنى الرؤية ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن أتاكم عذاب الله فأخبروني عنه أتدعون غير الله لكشفه «2» . وجملة «أتتكم الساعة....» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاكم عذاب ...

_ (1) هنا عمل الفعل أتى في الاسم الظاهر (العذاب) فكان فاعلا له، ولو عمل الأول لكان (العذاب) منصوبا على أنه مفعول به عامله أرأيتكم، وفاعل أتى ضمير مستتر يعود على العذاب. وبعضهم لا يجعل في الكلام تنازعا، فالمفعول عنده محذوف دل عليه الكلام أي: أرأيتكم عبادتكم الأصنام هل تنفعكم عند مجيء الساعة.. وقد دل عليه قوله تعالى: أغير الله تدعون؟ (2) ويجوز أن يكون الجواب المقدر دل على مضمون الاستفهام الآتي أي: فمن تدعون؟ أو إن أتاكم ... دعوتموه.

البلاغة

وجملة «تدعون» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أرأيتكم. وجملة «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافية ... وجواب الشرط محذوف تقديره فادعوا غير الله. البلاغة 1- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ» وأصل اللفظ الاستفهام عن العلم أو العرفان أو الأبصار إلا أنه تجوز به عن معنى أخبرني ولا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة لشيء. [سورة الأنعام (6) : آية 41] بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (41) الإعراب: (بل) للإضراب والابتداء (إياه) ضمير منفصل مبني على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدم (تدعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب «1» ، (يكشف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «2» ، (تدعون) مثل الأول (إلى) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (تدعون) أي إلى كشفه، فالضمير يعود إلى الموصول (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (الواو) عاطفة (تنسون) مثل تدعون (ما) مثل الأول (تشركون) مثل تدعون.

_ (1) أي أفادت ترتب الكشف على الدعاء، والدعاء سبب فيه. (2) أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت له.

[سورة الأنعام (6) : آية 42]

جملة «تدعون (الأولى) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يكشف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «تدعون (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «شاء....» لا محلّ لها اعتراضية.... وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء أن يكشف كشف. وجملة «تنسون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكشف. وجملة «تشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة الأنعام (6) : آية 42] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) الإعراب: (الواو) استئنافية (اللام) واقعة في جواب قسم مقدر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله- والمفعول مقدر أي رسلا- (إلى أمم) جار ومجرور متعلق ب (أرسلنا) ، (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (أرسلنا) و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أخذنا) مثل (أرسلنا) و (هم) ضمير مفعول به (بالبأساء) جار ومجرور متعلق ب (أخذناهم) بتضمينه معنى عاقبناهم (الواو) عاطفة (الضراء) معطوف على البأساء مجرور (لعلّ) حرف مشبه بالفعل للترجي و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعل (يتضرعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «أخذناهم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدرة أي فكذبوهم فأخذناهم.

الصرف:

وجملة «لعلهم يتضرعون» لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليلية. وجملة «يتضرعون» في محلّ رفع خبر لعل. الصرف: (البأساء) اسم للشدة والفقر، وهي صيغة تأنيث لا مذكر لها فلا يقال أبأس إلا للتفضيل، وزنه فعلاء مأخوذ من بئس يبأس باب فرح. (الضراء) ، اسم للشدة والمرض- نقيض السراء- وهي صيغة تأنيث لا مذكر لها، فلا يقال أضرّ إلا للتفضيل، وزنه فعلاء من ضر يضر باب نصر. [سورة الأنعام (6) : آية 43] فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (43) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لولا) حرف توبيخ وندامة «1» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلق ب (تضرعوا) ، (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (بأسنا) فاعل مرفوع، ومضاف إليه (تضرعوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (قست) فعل ماض ... والتاء للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (زيّن) مثل جاء (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (زيّن) ، (الشيطان) فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «2» ، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم ... والواو ضمير في

_ (1) لأنها متلوة بفعل ماض هو (تضرّعوا) ، وإن فصل عنها ب (إذ) . [.....] (2) أو حرف مصدري، والمصدر المؤول مفعول زين.

[سورة الأنعام (6) : آية 44]

محلّ رفع اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «جاءهم بأسنا» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «تضرّعوا» لا محلّ لا استئناف بياني. وجملة «قست قلوبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تضرّعوا. وجملة «زيّن ... الشيطان» لا محلّ لها معطوفة على جملة قست قلوبهم «1» . وجملة «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الأنعام (6) : آية 44] فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق ب (فتحنا) ، (نسوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (ذكروا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم.... والواو نائب فاعل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر بالباء متعلق ب (ذكّروا) ، (فتحنا) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (فتحنا) ، (أبواب) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبني في محلّ نصب متعلق ب (أخذناهم) ، (فرحوا) مثل

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف أصلا.

الصرف:

نسوا (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (فرحوا) ، (أوتوا) مثل ذكّروا (أخذنا) مثل فتحنا، و (هم) ضمير مفعول به (بغتة) مصدر في موضع الحال «1» ، (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية «2» (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مبلسون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «نسوا....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «ذكّروا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «فتحنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «فرحوا....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «أوتوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «أخذناهم....» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة «هم مبلسون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب «3» . الصرف: (نسوا) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله نسيوا بضم الياء، استثقلت الضمة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى السين- إعلال بالتسكين- ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح نسوا، وزنه فعوا- إعلال بالحذف-. (مبلسون) ، جمع مبلس، اسم فاعل من الرباعي أبلس، وهو اليائس المنقطع رجاؤه، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. وفي المختار أبلس من رحمة الله يئس.

_ (1) وانظر الآية (31) من هذه السورة. (2) على رأي الأخفش، وهي ظرف مكان على رأي سيبويه والمبرّد، متعلق ب (مبلسون) . (3) والعطف بالفاء التي فيها معنى السببية فتربط المسبب وهو الإبلاس بالأخذ المباغت.

الفوائد

الفوائد فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ: 1- ذهب البصريون ومنهم الكسائي الى أن إذا ظرف زمان متعلق بالخبر الذي يليه. 2- ذهب الكوفيون الى أنها حرف لا تحتاج الى تعليق وسنعود إليها في مواطن أخرى. [سورة الأنعام (6) : آية 45] فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (45) الإعراب: (الفاء) عاطفة (قطع) فعل ماض مبني للمجهول (دابر) نائب فاعل مرفوع (القوم) مضاف إليه مجرور، (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر نعت للقوم (ظلموا) مثل نسوا «1» ، (الواو) استئنافية (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (رب) نعت لله مجرور مثله (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. وجملة «قطع دابر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة (هم مبلسون) «2» . وجملة «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «الحمد لله ... » لا محلّ لها استئنافية. الصرف: (دابر) ، اسم فاعل من الثلاثي دبر باب نصر بمعنى الآخر، وزنه فاعل.

_ (1، 2) في الآية السابقة (44) .

البلاغة

البلاغة 1- وضع وضع الظاهر موضع الضمير: في قوله تعالى «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا» للإشعار بعلة الحكم فإن هلاكهم بسبب ظلمهم الذي هو وضع الكفر موضع الشكر وإقامة المعاصي مقام الطاعات. [سورة الأنعام (6) : آية 46] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام (رأيتم) فعل ماض وفاعله بمعنى أخبروني (إن) حرف شرط جازم (أخذ) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (سمع) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أبصاركم) معطوف على سمعكم منصوب مثله، ومضاف إليه (الواو) عاطفة (ختم) مثل أخذ (على قلوب) جار ومجرور متعلق ب (ختم) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (إله) خبر مرفوع (غير) نعت لإله مرفوع مثله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يأتي) ، (انظر) مثل قل (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب حال عامله نصرف (نصرف) مضارع مرفوع، والفعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (ثم) حرف عطف (هم) ضمير منفصل مبتدأ

[سورة الأنعام (6) : آية 47]

(يصدفون) مضارع مرفوع.... والواو فاعل. جملة (قل ... ) لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أرأيتم....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أخذ الله....» لا محلّ لها اعتراضية، وجواب الشرط محذوف دل عليه الاستفهام الآتي، أي: إن أخذ الله سمعكم ... فأخبروني من إله غير الله ... أو فلا أحد يأتيكم به غير الله. وجملة «ختم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ الله. وجملة «من إله....» في محلّ نصب مفعول به ثان عامله رأيتم، والمفعول الأول محذوف تقديره رأيتم سمعكم وأبصاركم ... وجملة «يأتيكم به» في محلّ رفع نعت ثان لإله. وجملة «انظر....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «نصرف....» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام. وجملة «هم يصدفون» في محلّ نصب معطوفة على جملة نصرف. وجملة «يصدفون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. [سورة الأنعام (6) : آية 47] قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) الإعراب: (قل أرأيتكم ... الله) مرّ إعرابها «1» ، (بغتة) مثل

_ (1) في الآية (40) من هذه السورة.

[سورة الأنعام (6) : آية 48]

السابق «1» ، (أو) حرف عطف (جهرة) معطوف على بغتة منصوب مثله (هل) حرف استفهام (يهلك) مضارع مبني للمجهول مرفوع (إلا) أداة حصر (القوم) نائب فاعل مرفوع (الظالمون) نعت للقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أرأيتكم....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أتاكم عذاب الله....» لا محلّ لها اعتراضية، وجواب الشرط محذوف تقديره فأخبروني. وجملة «يهلك....» في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أرأيتكم. [سورة الأنعام (6) : آية 48] وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) نافية (نرسل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (المرسلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إلا) أداة حصر (مبشرين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (منذرين) معطوف على مبشرين منصوب وعلامة النصب الياء (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (آمن) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أصلح) مثل آمن ومعطوف عليه

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة والآية (31) .

الصرف:

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية مهملة «1» ، (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل مبتدأ، (يحزنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «نرسل....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «من آمن....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «آمن....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «أصلح» في محلّ رفع معطوفة على جملة آمن. وجملة «لا خوف عليهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «هم يحزنون» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (نرسل) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف، أصله نؤرسل ماضيه أرسل، وزنه نفعل بضم النون وكسر العين. الفوائد 1- «لا» المشبهة بليس مهملة لدى جميع العرب إلا الحجازيين فقد يعملونها بشروط يجدها من ينشد هذا العلم في مظانّه ومما تختص به عن «لا» النافية للجنس أنها قد تنفي الواحد وقد تنفي الجنس ويعرف ذلك من سياق الكلام.

_ (1) أو عاملة عمل ليس، و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الأنعام (6) : آية 49]

ونعود للقول بأن الأولى بالأولى إهمالا فيكون ما بعدها مبتدأ وخبرا ولدي إهمالها يكثر تكرارها كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة الأنعام (6) : آية 49] وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (49) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جار ومجرور متعلق به (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (يمسّ) مضارع مرفوع، و (هم) ضمير مفعول به (العذاب) فاعل مرفوع (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم ... والواو ضمير اسم كان (يفسقون) مضارع مرفوع.... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جر بالباء متعلق ب (يمسّهم) ، أي يمسهم العذاب بسبب فسقهم: جملة «الذين كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آمن «1» . وجملة «كذّبوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يمسهم العذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) في الآية السابقة (48) .

البلاغة

البلاغة 1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ» والظاهر أن ما ذكر مبني على أن المس من خواص الأحياء، فكأن العذاب كائن حي يفعل بهم ما يريده من الآلام. [سورة الأنعام (6) : آية 50] قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لا) نافية (أقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أقول) ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (خزائن) مبتدأ مؤخر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا أعلم) مثل لا أقول (الغيب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا أقول لكم) مثل الأولى (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ملك) خبر إنّ مرفوع (إن) نافية (أتبع) مثل أقول (إلا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إلى) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يوحى) ، (قل) مثل الأول (هل) حرف استفهام (يستوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (الأعمى) فاعل مرفوع

الصرف:

وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (الواو) عاطفة (البصير) معطوفة على الأعمى مرفوع (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تتفكّرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لا أقول....» في محلّ نصب مقول القول الأول. وجملة «عندي خزائن....» في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة «لا أعلم....» في محلّ نصب معطوفة على جملة عندي خزائن ... وجملة «لا أقول (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا أقول (الأولى) . وجملة «إنّي ملك» في محلّ نصب مقول القول (الثالث) . وجملة «إن أتّبع....» لا محلّ لها تعليلية، أو استئناف مقدر. وجملة «يوحى إليّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «قل....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هل يستوي الأعمى» في محلّ نصب مقول القول الرابع. وجملة «تتفكرون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: ألا تسمعون فتتفكرون فيه. الصرف: (الأعمى) صفة مشبهة من فعل عمي يعمى باب فرح وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب، قلبت الياء- لام الكلمة- ألفا لسكونها وفتح ما قبلها. (خزائن) ، جمع خزانة اسم لما يحفظ بها الحوائج، وزنه فعالة بكسر الفاء والجمع فعائل.

البلاغة

(يوحى) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، معلومه يوحي، قلبت الياء ألفا لتحرّكها وفتح ما قبلها. البلاغة 1- الطباق: بين الأعمى والبصير، وهما تشبيهان بليغان للضّال والمهتدي. ويجوز أن يعتبرا من باب الاستعارة التصريحية، لأن المشبه لم يذكر وذكر المشبه به. 2- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ» فالاستفهام هنا إنكاري، والمراد انكار استواء من لا يعلم ما ذكر من الحقائق ومن يعلمها مع الاشعار بكمال ظهورها والتنفير عن الضلال والترغيب في الاهتداء، وتكرير الأمر لتثبيت التبكيت وتأكيد الإلزام. الفوائد 1- يكثر في القرآن الكريم أسلوب الحصر لأنه وسيلة لتقرير الأحكام وتأكيدها. وأكثر ما يرد مسبوقا بالنفي سواء ب «ما» أو «لا» أو «إن» كما هو في هذه الآية. وفي سائرها تخرج «إلا» عن كونها أداة استثناء وتصبح أداة للحصر. ليس إلا..! [سورة الأنعام (6) : آية 51] وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الإعراب: (الواو) عاطفة (أنذر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أنذر) ، (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يخافون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحشروا) مضارع

الصرف:

مبني للمجهول منصوب، وعلامة النصب حذف النون ... والواو نائب فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يحشروا) في محلّ نصب مفعول به عامله يحشروا أي يخافون حشرهم إلى ربهم. (إلى رب) جار ومجرور متعلق ب (يحشروا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ليس) فعل ماض ناقص جامد، (لهم) مثل به متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم (من دون) جار ومجرور متعلق بحال من ولي، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ولي) اسم ليس مؤخر مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (شفيع) معطوف على وليّ مرفوع مثله (لعل) حرف مشبه بالفعل للترجّي و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يتّقون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «يخافون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ... جملة «أنذر....» لا محلّ لها معطوفة على جمل قل في الآية السابقة. وجملة «يحشروا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «ليس لهم ... وليّ» لا محلّ لها استئناف بياني «1» . وجملة «لعلهم يتقون» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «يتقون» في محلّ رفع خبر لعل. الصرف: (شفيع) ، صفة مشبهة من شفع يشفع باب فتح، وزنه فعيل.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من نائب الفاعل لفعل يحشروا.

[سورة الأنعام (6) : آية 52]

[سورة الأنعام (6) : آية 52] وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطرد) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ربهم) مفعول به منصوب ومضاف إليه (بالغداة) جارّ ومجرور متعلق ب (يدعون) (العشي) معطوف على الغداة بالواو مجرور مثله (يريدون) مثل يدعون (وجه) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (على) حرف جر و (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (من حساب) جار ومجرور متعلق بحال من شيء و (هم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جر زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر (الواو) عاطفة (ما من حسابك ... شيء) مثل نظيرتها «1» ، (الفاء) فاء السببية (تطرد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) عاطفة (تكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تطرد) «2» ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الظالمين) جار ومجرور متعلق بخبر

_ (1) يجوز جعل (من حسابك) الخبر أو حالا، وكذلك (عليك) بالتبادل. (2) هذا رأي الزمخشري ... ويجوز أن تكون الفاء فاء السببية أيضا، والفعل منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول (أن تكون ... ) معطوف على مصدر متصيّد من النهي المتقدم أي لا يكن منك طرد ... فظلم.. [.....]

الصرف:

تكون، وعلامة الجر الياء. والمصدر المؤوّل (أن تطردهم) معطوف على مصدر متصيّد من النفي المتقدم أي ما يكون مؤاخذة فطرد. جملة «لا تطرد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر في السابقة. وجملة «يدعون....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يريدون....» في محلّ نصب حال من فاعل يدعون. وجملة «ما عليك....» لا محلّ لها تعليلية- أو استئناف بياني. وجملة «ما من حسابك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما عليك ... وجملة «تطردهم....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تكون من الظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة تطردهم. الصرف: (الغداة) ، اسم للوقت بين الفجر وطلوع الشمس، أصله الغدوة بفتح الدال والواو، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ففي الكلمة إعلال بالقلب. البلاغة 1- فن ردّ العجز على الصدر: في قوله تعالى «وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ» ومعنى هذا الفن أن يجعل المتكلم أحد اللفظين المتفقين في النطق والمعنى، أو المتشابهين في النطق دون المعنى أو اللذين يجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق، في آخر الكلام بعد جعل اللفظ الآخر له في أوله.

الفوائد

الفوائد - من صور المساواة في الإسلام: قال رؤساء المشركين للرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ لو طردت عنا هؤلاء الأعبد، «عمار ابن ياسر، وصهيب، وبلال» ومن على شاكلتهم جلسنا إليك وحادثناك فقال/ صلّى الله عليه وسلّم/ ما أنا بطارد المؤمنين. فقالوا فأقمهم عنا إذا جئنا، فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت فقال: نعم طمعا في إسلامهم فقالوا: اكتب لنا كتابا بذلك، فأتى بالصحيفة ودعا عليا ليكتب. وإذا بجبريل يهبط من السماء مبلغا رسول الله قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ ... » الآية، وهذه صورة من صور المساواة الرائعة في الإسلام ... ! [سورة الأنعام (6) : آية 53] وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) الإعراب: (الواو) استئنافية (الكاف) حرف جر وتشبيه «1» ، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله فتنا أي وفتونا كذلك فتنا بعضهم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (فتنّا) فعل ماض.. (ونا) فاعل (بعض) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (ببعض) جار ومجرور متعلق بحال من بعضهم (اللام) لام العاقبة أو للتعليل (يقولوا) مضارع بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (فتنّا) .

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف مفعول مطلق أي وفتونا مثل ذلك فتنّا.

[سورة الأنعام (6) : آية 54]

(الهمزة) للاستفهام للاستخفاف (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (منّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (منّ) ، (من بين) جار ومجرور متعلق ب (منّ) ، «1» ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (ليس) فعل ماض ناقص جامد (الله) لفظ الجلالة اسم ليس مرفوع (الباء) حرف جر زائد (أعلم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (بالشاكرين) جارّ ومجرور متعلق ب (أعلم) ، وعلامة الجر الياء. جملة «فتنّا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يقولوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «هؤلاء منّ الله....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «منّ الله عليهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) . وجملة «ليس الله ... » لا محلّ لها استئنافية. [سورة الأنعام (6) : آية 54] وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق بالجواب قل (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يؤمنون)

_ (1) أو بمحذوف حال من ضمير عليهم.

مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر والفاعل أنت (سلام) مبتدأ مرفوع «1» ، (عليكم) مثل عليهم في الآية السابقة متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (كتب) مثل جاء (رب) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (على نفس) جار ومجرور متعلق ب (كتب) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الرحمة) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ- وهو ضمير الشأن- (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (عمل) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من الضمير في (عمل) ، (سوءا) مفعول به منصوب (بجهالة) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل عمل أي متلبسا بجهالة (ثم) حرف عطف (تاب) مثل عمل (من بعد) جار ومجرور متعلق ب (تاب) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أصلح) مثل عمل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ يعود إلى لفظ الجلالة (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة «جاءك الذين ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «يؤمنون....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «قل....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «سلام عليكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كتب ربكم....» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «2» .

_ (1) جاز البدء بالنكرة لأن اللفظ دعاء، والدعاء فيه معنى العموم وهو من المسوغات. (2) يجوز أن تكون الجملة مقول القول، وجملة (سلام عليكم) اعتراضية.

الصرف:

وجملة «إنه من عمل....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «من عمل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «عمل منكم سوءا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «تاب....» في محلّ رفع معطوفة على جملة عمل.... وجملة «أصلح» في محلّ رفع معطوفة على جملة تاب. وجملة «إنّه غفور....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء، والرابط مع الشرط مقدر أي غفور رحيم به «2» . الصرف: (سلام) ، اسم مصدر لفعل سلم الرباعيّ، وزنه فعال بفتح الفاء. [سورة الأنعام (6) : آية 55] وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) الإعراب: (الواو) استئنافية (كذلك نفصل) مثل كذلك فتنا «3» ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تستبين) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (سبيل) فاعل مرفوع (المجرمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. والمصدر المؤوّل (أن تستبين) في محلّ جر معطوف على مصدر مؤوّل محذوف تقديره ليظهر الحق.... متعلق ب (نفصّل) .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) في قراءة يجوز فتح همزة (إنّ) في الموضعين أو فتح الأولى وكسر الثانية (الجمل ج 2 ص 35) . (3) في الآية (53) من هذه السورة.

الصرف:

جملة «نفصّل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «تستبين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. الصرف: (المجرمين) ، جمع المجرم، اسم فاعل من أجرم الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. [سورة الأنعام (6) : الآيات 56 الى 58] قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (نهيت) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... و (التاء) ضمير نائب فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (أعبد) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (تدعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (من دون) جار ومجرور متعلق بمحذوف

مفعول به ثان بتضمين فعل تدعون معنى تجعلون «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قل) مثل الأول (لا) نافية (أتّبع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أهواء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (ضللت) فعل ماض وفاعله (إذا) حرف جواب لا محلّ له (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع اسم ما (من المهتدين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ما، وعلامة الجر الياء. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إني نهيت» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نهيت» في محلّ رفع خبر إن. وجملة «أعبد....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «تدعون....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «قل ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لا أتبع....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قد ضللت ... » لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليلية. وجملة «ما أنا من المهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة قد ضللت. والمصدر المؤول (أن أعبد....» في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلق ب (نهيت) ، والتقدير نهيت عن أن أعبد ...

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ضمير المفعول المقدر في (تدعون) ، أي تدعونه موجودا من دون الله.

(قل إني) مثل الأولى (على بينة) جار ومجرور متعلق بخبر إن (من رب) جار ومجرور متعلق بنعت لبينة على حذف مضاف أي من عند ربي، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) حالية (كذّبتم) مثل ضللت (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (كذبتم) ، (ما) نافية مهملة (عند) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (تستعجلون) مثل تدعون (به) مثل الأول متعلق ب (تستعجلون) ، (إن) نافية (الحكم) مبتدأ مرفوع (إلا) أداة حصر (لله) جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ (يقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الحق) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (حير) مرفوع (الفاصلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إني على بينة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كذّبتم ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد. وجملة «ما عندي ما تستعجلون» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «تستعجلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «إن الحكم إلا لله» لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة «يقص ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة. وجملة «هو خير ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقص. (قل) مثل الأول (لو) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مشبه بالفعل (عندي ما تستعجلون به) مثل الأولى والظرف خبر أن وما اسمه

الصرف:

(اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبني للمجهول (الأمر) نائب فاعل مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، متعلق ب (قضي) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينكم) مثل بيني ومتعلق بما تعلق به (الواو) استئنافية (الله أعلم بالظالمين) مرّ إعراب نظيرها. وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لو (ثبت) وجود....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «تستعجلون....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «قضي الأمر» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «الله أعلم....» لا محلّ لها استئنافية. والمصدر المؤوّل (أن عندي ما تستعجلون به) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت وجود ما تستعجلون به لقضي الأمر. الصرف: (بيّنة) ، صفة مشتقة، وقد تستعمل اسما، وزنها فيعلة من غير إعلال والتاء إما للتأنيث أو للمبالغة. (الفاصلين) ، جمع الفاصل، اسم فاعل من فصل الثلاثي، وزنه فاعل. (أعلم) ، صفة مشتقة جاءت على وزن اسم التفضيل وليس فيها تفضيل، ووزن أعلم أفعل من علم يعلم باب فرح. الفوائد 1- يرى الفراء في كتابة «إذا» أنها إن كانت عاملة كتبت بالألف، وإن

[سورة الأنعام (6) : الآيات 59 إلى 62]

كانت مهملة كتبت بالنون وقد تبعه في هذا التفريق ابن خروف وهو تفريق جيد ووجيه. وقد تقع إذن لغوا وذلك إذا افتقر ما قبلها إلى ما وقع بعدها وذلك كقول الشاعر: وما أنا بالساعي إلى أم عاصم ... لأضربها اني إذن لجهول [سورة الأنعام (6) : الآيات 59 الى 62] وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (59) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (62) الإعراب: (الواو) عاطفة (عنده) مثل عندي «1» ، (مفاتح) مبتدأ مؤخر مرفوع (الغيب) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يعلم) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به (إلا) أداة حصر (هو) ضمير منفصل مبني

_ (1) في الآية (53) من هذه السورة.

في محلّ رفع فاعل، (الواو) عاطفة (يعلم) مثل الأول والفاعل هو (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (في البر) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (البحر) معطوف على البر مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية (تسقط) مثل يعلم (من) حرف جر زائد معتمد على النفي (ورقة) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل تسقط (إلا) مثل الأول (يعلمها) مثل الأولى (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (حبة) معطوف على ورقة مجرور لفظا (في الظلمات) جار ومجرور متعلق بنعت لحبة (الأرض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (رطب، يابس) لفظان معطوفان على ورقة مجروران لفظا «1» ، (إلّا) أداة حصر (في كتاب) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من حبة ما عطف عليه «2» ، (مبين) نعت لكتاب مجرور. جملة «عنده مفاتح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أعلم «3» . وجملة «لا يعلمها إلا هو» في محل نصب حال من مفاتح الغيب «4» . وجملة «يعلم ما في البر» لا محلّ لها معطوفة على جملة عنده مفاتح الغيب.

_ (1) هذا ما ذهب إليه توجيه الجمل والسيوطيّ في العطف ... ولكن الأظهر أن يكون (حبّة) وما عطف عليه مبتدأ خبره (في كتاب مبين) . (2) جعلها الزمخشري توكيد معنى لجملة يعلمها وتكريرا لها لأن قوله ولا حبة ولا ... إلا في كتاب أي إلا يعلمها وأتى بأداة الحصر مرة أخرى لطول الكلام ... والاستثناء الثاني هو من نوع البدل من الاستثناء الأول إما بدل كل أو بدل اشتمال. (3) في الآية السابقة. (4) والعامل فيها الاستقرار المتعلق به الخبر ... ويجوز كونها استئنافا.

وجملة «تسقط....» لا محلّ لها معطوفة على جملة عنده مفاتح الغيب. وجملة «يعلمها» في محلّ نصب حال من ورقة. (60) (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (يتوفى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالليل) جار ومجرور متعلق ب (يتوفى) ، (الواو) عاطفة (يعلم ما) مثل الأولى (جرحتم) فعل ماض مبني على السكون ... (وتم) ضمير فاعل (بالنهار) جار ومجرور متعلق ب (جرحتم) ، (ثم) حرف عطف (يبعثكم) مثل يتوفاكم (في) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يبعث) ، (اللام) لام التعليل (يقضى) مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (أجل) نائب فاعل مرفوع (مسمى) نعت لأجل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة. والمصدر المؤوّل (أن يقضى) في محلّ جر باللام متعلق ب (يتوفاكم ويبعثكم) . (ثم) حرف عطف (إليه) مثل فيه متعلق بمحذوف خبر مقدم (مرجع) مبتدأ مؤخر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (ثم) مثل الأول (ينبئكم) مثل يتوفاكم (الباء) حرف جر و (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر «1» متعلق ب (ينبئ) (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على

_ (1) والعائد محذوف ... ويجوز أن يكون حرفا مصدريا والمصدر المؤوّل في محلّ جر متعلق ب (ينبئ) . [.....]

السكون ... (وتم) ضمير اسم كان (تعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل ... وجملة «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة عنده مفاتح الغيب. وجملة «يتوفاكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «يعلم....» لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول. وجملة «جرحتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يبعثكم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوفاكم. وجملة «يقضى أجل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «إليه مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبعثكم. وجملة «ينبّئكم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة إليه مرجعكم. وجملة «كنتم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة «تعملون» : في محلّ نصب خبر كنتم. (61) (الواو) عاطفة (هو القاهر) مبتدأ مرفوع وخبره (فوق) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الضمير في القاهر أي مستعليا «1» ، (عباد) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يرسل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يرسل) ، (حفظة) مفعول به

_ (1) أو متعلّق باسم الفاعل القاهر على معنى المهيمن فوق عباده.

منصوب (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب توفّته (جاء) فعل ماض (أحد) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع على حذف يضاف أي دواعي الموت (توفّت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث، مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (هم) مثل هو (لا) نافية (يفرّطون) مثل تعملون. جملة «هو القاهر» : لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي ... وجملة «يرسل....» : في محلّ رفع معطوفة على الخبر (القاهر «1» ) . وجملة «جاء أحدكم الموت» : في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة «توفّته رسلنا» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «هم لا يفرّطون» : في محلّ نصب حال من رسلنا. وجملة «لا يفرّطون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (ثمّ) حرف عطف (ردّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ردّوا) ، (مولى) نعت للفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت ثان مجرور (ألا) حرف تنبيه (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (الحكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (هو) مثل الأول

_ (1) يحتمل أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسميّة حال من الضمير المستكنّ في (القاهر) ... ويجوز أن تكون مستأنفة لا محلّ لها.

الصرف:

(أسرع) خبر مرفوع (الحاسبين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة «ردّوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب توفّته. وجملة «له الحكم» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هو أسرع....» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (مفاتح) ، إمّا جمع مفتاح بكسر الميم وهو اسم آلة على وزن مفعال، وجاز جمعه كذلك كما جاز جمع مصباح على مصابح ... وإمّا هو جمع مفتح- بفتح الميم وكسر التاء- وهو بمعنى مخزن ... وإمّا هو جمع مفتح- بفتح الميم والتاء- وهو المفتاح الآلة المعلومة. وجوّز الواحديّ أن يكون مفاتح جمع مفتح بفتح الميم والتاء على أنه مصدر ميميّ أي عنده فتوح الغيب. (البرّ) ، اسم جامد للأرض اليابسة، ووزنه فعل بفتح الفاء. (البحر) ، انظر الآية (50) من سورة البقرة. (ورقة) ، واحدة الورق، اسم جامد لما يوجد في الشجر أو الكتاب، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين. (رطب) ، صفة مشبّهة من فعل رطب يرطب باب نصر وباب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون. (يابس) ، اسم فاعل من يبس ييبس باب فرح وباب وثق، وزنه فاعل. (يتوفّاكم) ، الألف فيه منقلبة عن ياء لأن مجرّده وفي يفي، جاءت

البلاغة

الياء متحرّكة وما قبلها مفتوح قلبت ألفا، وزنه يتفعّلكم. (يقضى) ، الألف فيه منقلبة عن ياء لمناسبة البناء للمجهول، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه يفعل بضمّ الياء وفتح العين. (مسمّى) ، اسم مفعول من سمّى الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (حفظة) ، جمع حافظ اسم فاعل من حفظ الثلاثيّ، وزنه فاعل، ووزن حفظة فعلة بفتحتين. (توفّته) ، في الفعل إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت الألف الساكنة قبل تاء التأنيث الساكنة، وزنه تفعّته. (أسرع) ، صفة مشتقّة وزنه أفعل وهي صيغة تفضيل وليست بتفضيل، فعله سرع يسرع باب فرح وباب كرم. (الحاسبين) ، جمع الحاسب، اسم فاعل من حسب يحسب باب نصر، وزنه فاعل. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية التحقيقية: في قوله تعالى «وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ» حيث استعار العلم للمفاتح، والقرينة الإضافة الى الغيب. 2- الكناية: في قوله تعالى «وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ» حيث كنى بالظلمة عن البطن لأنه لا يدرك فيه كما لا يدرك في الظلمة. 3- المقابلة: فقد طابق بين البر والبحر، والرطب واليابس.. 4- التكرير: في قوله تعالى «إِلَّا يَعْلَمُها» وفي قوله «إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ» وفائدة هذا التكرير التطرية لما بعد عهده، لأنه لما عطف على ورقة بعد أن سلف الإيجاب المقصود للعلم في قوله «إِلَّا يَعْلَمُها» وكانت هذه المعطوفات

الفوائد

داخله في إيجاب العلم، وهو المقصود وطالت وبعد ارتباط آخرها بالإيجاب السالف، كان ذلك جديرا بتجديد العهد بالمقصود، ثم كان اللائق بالبلاغة المألوفة في القرآن التجديد بعبارة أخرى، ليتلقاها السامع غضة جديدة غير مملولة بالتكرير. وهذا السر إنما ينقب عنه المسيطر في علم البيان ونكت اللبان. 5- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ» أي ينيمكم فيه حيث أستعير التوفي من الموت للنوم لما بينهما من المشاركة في زوال إحساس الحواس الظاهرة والتمييز، قيل والباطنة أيضا. 6- التنزيل المنظوم: في هذه الآية الكريمة، وهو ما ورد في القرآن موزونا بغير قصد الشعر وذلك في قوله «وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ» فهو شطر بيت من البحر الوافر، وقد وجد في القرآن ما هو بيت تامّ أو مصراع، فلا يكتسب اسم الشعر ولا صاحبه اسم الشاعر. فمن ذلك قوله تعالى من الطويل وهو مصراع بيت: «فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ» . الفوائد 1- قوله تعالى: «وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ» إنه شطر منظوم من البحر الوافر. ويرد مثل ذلك تلقائيا في القرآن الكريم وليس هو بالشعر ولا محمد شاعر وإنما هو من باب التوافق، وقد استغلّ الشعراء أمثال هذا التعبير وضمنوه ما نظموا من قصائد. وللعلماء رأي في ذلك فحواه يجوز ذلك شريطة أن لا يسفّ بألفاظ القرآن، ولا يستعمل فيما يزرى بالقرآن أو يتبذل به إلى ما يتنزه القرآن عن ذكره ومستواه.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 63 إلى 65]

[سورة الأنعام (6) : الآيات 63 الى 65] قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ينجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من ظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينجيكم) ، (البرّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (البحر) معطوف على البر مجرور (تدعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (تضرّعا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه «1» ، (خفية) معطوف على (تضرّعا) بالواو منصوب (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أنجى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ

_ (1) أو يلاقي فعله في المعنى: تدعون بمعنى تتضرّعون ... ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.

على الكسر في محلّ جرّ متعلّق ب (أنجانا) ، (اللام) لام القسم (نكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... والنون للتوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «من ينجيكم؟» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ينجيكم....» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «تدعونه» : في محلّ نصب حال من ضمير النصب في (ينجيكم) . وجملة «إن أنجانا....» : لا محلّ لها تفسيريّة «1» . وجملة «نكوننّ....» : لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. (64 (قل) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ينجيكم) مثل الأول (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينجيكم) ، (الواو) عاطفة (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (منها) فهو معطوف عليه (كرب) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (تشركون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «الله ينجيكم» : في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل تدعون أي: قائلين أو يقولون لئن أنجانا.

وجملة «ينجيكم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ «الله» . وجملة «أنتم تشركون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «تشركون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . (65) (قل) مثل الأول (هو القادر) مبتدأ وخبر مرفوعان (على) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (يبعث) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يبعث) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق باسم الفاعل (القادر) . (على) مثل الأول و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبعث) ، (عذابا) مفعول به منصوب (من فوق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (عذابا) «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (من فوقكم) فهو معطوف عليه (أرجل) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (يلبس) مضارع منصوب معطوف على (يبعث) ، و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل هو (شيعا) حال منصوبة من الضمير المنصوب «2» ، (الواو) عاطفة (يذيق) مثل يبعث ومعطوف عليه (بعض) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (بأس) مفعول به ثان منصوب

_ (1) يجوز تعليقه بفعل (يبعث) . (2) قال العكبريّ: يجوز نصبه على المصدر من غير لفظه، كما يجوز أن يكون حالا في هذا المعنى أي أن يكون مصدرا في موضع الحال.

الصرف:

(بعض) مضاف إليه مجرور (انظر) فعل أمر، والفعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (نصرّف) وهو مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يفقهون) مضارع مثل تشركون. وجملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هو القادر» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «يبعث» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «يلبسكم....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «يذيق....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة «انظر....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «نصرّف» : في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة «لعلّهم يفقهون» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. وجملة «يفقهون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (تضرّعا) ، مصدر قياسيّ لفعل تضرّع الخماسيّ، على وزن ماضية بضمّ ما قبل آخره، وزنه تفعّل. (خفية) ، مصدر سماعيّ لفعل خفي يخفى باب فرح، وزنه فعلة بضمّ الفاء، وثمّة مصدران آخران للفعل هما خفية بكسر الخاء وخفاء بفتح الفاء.

[سورة الأنعام (6) : آية 66]

(أنجانا) ، فيه قلب الواو ألفا لأن مجرّده نجا ينجو، وأصله أنجونا، فلمّا جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعلنا. (كرب) ، مصدر سماعيّ لفعل كرب يكرب باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (شيعا) ، جمع شيعة. وفي القاموس شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره، وتقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكّر والمؤنّث، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون الياء. [سورة الأنعام (6) : آية 66] وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) الإعراب: (الواو) استئنافية (كذّب) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّب) ، (قوم) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (الحقّ) خبر مرفوع (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لست) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون ... (والتاء) اسم ليس (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بوكيل (الباء) حرف جرّ زائد (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس. وجملة «كذّب به قومك» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هو الحقّ» : في محلّ نصب حال «1» .

_ (1) يجوز أن تكون استئنافية لا محلّ لها.

[سورة الأنعام (6) : آية 67]

وجملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «لست ... بوكيل» : في محلّ نصب مقول القول. [سورة الأنعام (6) : آية 67] لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) الإعراب: (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (نبأ) مضاف إليه مجرور (مستقرّ) مبتدأ مؤخر (الواو) استئنافية (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة «لكلّ نبأ مستقرّ» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «تعلمون» : لا محلّ لها استئنافية. الصرف: (مستقرّ) ، اسم زمان من فعل استقرّ السداسيّ، وقد يكون مصدرا ميميّا، وبعضهم يجعله اسم مكان، وزنه مستفعل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة الأنعام (6) : آية 68] وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) الإعراب: (الواو) استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب أعرض (رأيت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (والتاء) فاعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يخوضون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (في آيات)

جارّ ومجرور متعلّق ب (يخوضون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أعرض) فعل أمر مبنيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يخوضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (في حديث) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخوضوا) ، (غير) نعت لحديث مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يخوضوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أعرض) . (الواو) عاطفة (ان) حرف شرط جازم (ما) زائدة لا عمل لها (ينسينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. والنون للتوكيد و (الكاف) ضمير مفعول به، والمفعول الثاني محذوف تقديره ما أمرت به ... (الشيطان) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تقعد) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقعد) ، (الذكرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تقعد) ، (القوم) مضاف إليه مجرور (الظالمين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء. جملة «رأيت....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «يخوضون..» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «أعرض عنهم» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يخوضوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)

الصرف:

المضمر. وجملة «ينسينّك الشيطان» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة المكوّنة من الشرط إذا وفعله وجوابه. وجملة «لا تقعد....» : في محلّ جزم جواب الشرط (إن) مقترنة بالفاء. الصرف: (الذكرى) ، اسم مصدر من فعل تذكّر الخماسيّ بمعنى التذكّر، وزنه فعلي بكسر الفاء، وليس من مصدر على هذا الوزن إلّا ذكرى. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا» فأصل معنى الخوض عبور الماء أستعير للتفاوض في الأمور. 2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» أي معهم فوضع المظهر موضع المضمر نعيا عليهم أنهم بذلك الخوض ظالمون واضعون للتكذيب والاستهزاء موضع التصديق والتعظيم راسخون في ذلك. الفوائد 1- لاستعمال أدوات الشرط مقامات تختلف باختلاف موضوع الشرط، وليس في كلام العرب ما يفرق لدى استعمال أدوات الشرط حسب المواطن كما فرق القرآن الكريم ففي هذه الآية استعمل «إذا» في موطن غير مشكوك فيه وهو خوضهم في آيات الله سبحانه. وفي الشرط الثاني الذي هو إنساء الشيطان للرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ استعمل أداة الشرط «إن» لأن موضوع الشرط أمر مشكوك فيه قد يقع وقد لا يقع فسبحان من هذا كلامه، وهذا إعجاز كتابه الكريم.

[سورة الأنعام (6) : آية 69]

[سورة الأنعام (6) : آية 69] وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (يتقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل، ومفعوله محذوف تقديره الله (من حساب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- و (هم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (شيء) اسم مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (ذكرى) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يذكرونهم ذكرى «1» ، (لعلّهم يتّقون) مثل لعلّهم يفقهون «2» ، ومفعول يتّقون محذوف تقديره الخوض في الآيات ... جملة «ما على الذين ... الاسمّية» : لا محلّ لها معطوفة على استئنافية الآية السابقة. وجملة «يتّقون....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة « (يذكرونهم) ذكرى» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما على الذين.... وجملة «لعلّهم يتّقون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «يتّقون (الثانية) » : في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي النهي عن مجالستهم.... أو مبتدأ خبره محذوف أي عليهم ذكرى.. ويجوز أن يكون معطوفا على موضع (شيء) . (2) في الآية (65) من هذه السورة.

[سورة الأنعام (6) : آية 70]

[سورة الأنعام (6) : آية 70] وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (70) الإعراب: (الواو) استئنافية (ذر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (اتّخذوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (دين) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لعبا) مفعول به ثان منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (لهوا) معطوف على (لعبا) منصوب (الواو) عاطفة (غرّت) فعل ماض مبنيّ ... والتاء للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الحياة) فاعل مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة. (الواو) عاطفة (ذكّر) مثل ذر (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذكّر) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبسل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول (نفس) نائب فاعل مرفوع.. والمصدر المؤوّل (أن تبسل) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي مخافة أن تبسل نفس.

_ (1) أجاز بعضهم أن يكون (لعبا) مفعول لأجله بتضمين فعل اتّخذوا معنى اكتسبوا متعدّيا لواحد أي اكتسبوه لأجل اللعب.

(الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (كسبت) مثل غرّت، والفاعل هي أي النفس. والمصدر المؤوّل (ما كسبت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تبسل) «2» . (ليس) فعل ماض ناقص جامد (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس المحذوف (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من وليّ «3» - نعت تقدّم على المنعوت- (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم ليس مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (شفيع) معطوف على وليّ مرفوع محلّا مجرور لفظا (الواو) عاطفة (ان) حرف شرط جازم (تعدل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هي- النفس- (كلّ) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو مضاف إلى المصدر (عدل) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يؤخذ) مضارع مجزوم مبنيّ للمجهول جواب الشرط (منها) مثل لها في محلّ رفع نائب فاعل «4» ، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك «5» ، (أبسلوا) فعل

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالحرف والعائد محذوف أي بما كسبته. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لنفس. (3) يجوز أن يتعلّق بخبر ليس المحذوف. (4) لا يجوز جعل الضمير المستتر في (يؤخذ) نائب فاعل لأنه يعود إلى (كلّ عدل) ، وهو مصدر، ولا يصحّ أن يؤخذ المصدر لأنه حدث وليس بذات ... ويصحّ هذا التخريج إن ضمّن الفعل معنى يقبل، ويصبح الجارّ متعلّقا بالفعل (انظر شذور الذهب ص 192) . [.....] (5) أو في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة، والخبر جملة لهم شراب.. أو في محلّ رفع نعت لاسم الإشارة والخبر جملة لهم شراب.

ماض مبنيّ للمجهول مبني على الضمّ.. والواو نائب فاعل (بما كسبوا) مثل بما كسبت.. والمصدر المؤوّل (ما كسبوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أبسلوا) ، والباء للسببيّة أي أبسلوا بسبب كسبهم. (لهم) مثل لها متعلّق بخبر مقدّم (شراب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من حميم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشراب (الواو) عاطفة (عذاب) معطوف على شراب مرفوع مثله (أليم) نعت لعذاب مرفوع (بما) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع. والواو فاعل. جملة «ذر الذين ... » : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «اتّخذوا.....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «غرّتهم الحياة....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «ذكّر به....» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «تبسل نفس.....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «كسبت....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) . وجملة «ليس لها....» : لا محلّ لها استئنافية «1» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من نفس- لأنه وصف- أو من الضمير في (كسبت) .

الصرف:

وجملة «تعدل ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة ليس لها ... «1» . وجملة «لا يؤخذ منها» : لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «أولئك الذين....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أبسلوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «كسبوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني الحرفيّ أو الاسميّ. وجملة «لهم شراب» : في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «2» . وجملة «كانوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) الثالث. وجملة «يكفرون» : في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (حميم) ، صفة مشبّهة من حمّ يحمّ اللازم باب فتح، واستعمل اسما بمعنى الماء البالغ الحرارة وزنه فعيل. [سورة الأنعام (6) : آية 71] قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (71)

_ (1) أو محلها النصب معطوفة على جملة ليس لها.... (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (أبسلوا) . ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ندعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (ندعو) بتضمينه معنى نعبد «1» (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو- وهو العائد- و (نا) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (يضرّنا) مثل ينفعنا (الواو) عاطفة (نردّ) ، مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (على أعقاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نردّ) ، و (نا) ضمير مضاف إليه «3» ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نردّ) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ جرّ مضاف إليه (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (نا) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الكاف) حرف جرّ (الذي) موصول في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل نردّ أي خاسرين كالذي استهوته الشياطين «4» ، (في الأرض) جارّ ومجرور،

_ (1) ويجوز أن يكون حالا من فاعل (ندعو) أي متجاوزين.. أو أن يكون حالا من (ما) الموصول- نعت متقدّم-. (2) أو هو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعده نعت له. (3) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف حال من الضمير في (نردّ) ، أي منقلبين على أعقابنا. (4) أو متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي نردّ ردّا كردّ الذي استهوته الشياطين، فهو على حذف مضاف كما يظهر.

وفي تعليقه عدّة احتمالات ... آ- متعلّق بفعل استهوته ب- متعلّق بمحذوف حال من مفعول استهوته ج- متعلّق بمحذوف حال من الضمير المستكنّ في حيران (حيران) حال منصوبة من ضمير المفعول في استهوته (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أصحاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يدعون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (إلى الهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (ائت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به (قل) مثل الأول (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- حرف ناسخ- (هدى) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هو) ضمير فصل للتأكيد «1» ، (الهدى) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (أمرنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير نائب فاعل (اللام) لها عدّة تخريجات.. آ- لتعليل المفعول المحذوف أي أمرنا بالإخلاص للتسليم.. ب- لتعليل الأمر أي أمرنا من أجل الإسلام ج- هي زائدة في المفعول «2» ، أي أمرنا أن نسلم.. د- هي بمعنى الباء أي أمرنا بأن نسلم «3» ، (نسلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن. والمصدر المؤوّل (أن نسلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمرنا) -

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الهدى) ، والجملة خبر! ... (2) وهو رأي ابن هشام. (3) وهو رأي الجلال السيوطيّ.

أو في محلّ نصب مفعول به، إذا كانت زائدة-. (لربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (نسلم) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «ندعو....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ينفعنا» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يضرّنا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «نردّ....» : في محلّ نصب معطوفة على جملة ندعو. وجملة «هدانا الله» : في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة «استهوته الشياطين» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «له أصحاب ... » : في محلّ نصب حال من الضمير في حيران «1» . وجملة «يدعونه....» : في محلّ رفع نعت لأصحاب. وجملة «ائتنا» : في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف، والجملة المحذوفة في محلّ نصب حال من ضمير الفاعل في (يدعونه) «2» . وجملة «قل (الثانية) ....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إنّ هدى الله ... » : في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو لا محلّ لها استئنافية. (2) يجوز في جملة (ائتنا) ألّا يكون لها محلّ ... فهي جواب الدعاء بتضمينه معنى النداء، أو هي تفسير لمضمون الدعاء.

الصرف:

وجملة «أمرنا....» : في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هدى ... الصرف: (استهوت) ، في الفعل إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، فقد حذفت الألف- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل تاء التأنيث الساكنة، وزنه استفعته. (حيران) ، صفة مشبّهة من حار يحار باب فتح مؤنّثه حيرى، وزنه فعلان. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي المنفي: في قوله تعالى «كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ» حيث شبه فيه من خلص من الشرك ثم نكص على عقبيه بحال من ذهبت به الشياطين في المهمة وأضلته بعد ما كان على الجادة المستقيمة. [سورة الأنعام (6) : آية 72] وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72) الإعراب: (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ «1» (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.... والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل أقيموا و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) استئنافية (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ

_ (1) أو حرف تفسير.. والجملة بعده تفسيريّة مسبوقة بفعل (أمرنا) وهو بمعنى القول دون حروفه. [.....]

[سورة الأنعام (6) : آية 73]

متعلق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل. والمصدر المؤوّل (أن أقيموا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل المتقدّم في الآية السابقة (أن نسلم) أو في محلّ نصب على المحلّ لأنه المفعول الثاني لفعل أمرنا. جملة «أقيموا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) «1» . وجملة «اتّقوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. وجملة «هو الذي....» : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «تحشرون» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . [سورة الأنعام (6) : آية 73] وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) الإعراب: (الواو) عاطفة (هو الذي) مرّ إعرابها «2» ، (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (بالحقّ) جارّ

_ (1) أو تفسيريّة. (2) في الآية السابقة (72) .

ومجرور متعلّق بحال من فاعل خلق (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كن) فعل أمر تام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «2» ، (يكون) مضارع تام، والفاعل هو «3» ، (قول) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الحق) نعت (لقوله) مرفوع «4» ) ، (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (الملك) مبتدأ مؤخر مرفوع (يوم) بدل من (يوم يقول) «5» ، (ينفخ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (في الصور) جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب فاعل (عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الغيب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الشهادة) معطوف بالواو على الغيب مجرور (الواو) عاطفة (هو) ضمير مبتدأ (الحكيم) خبر مرفوع (الخبير) خبر ثان مرفوع. جملة «هو الذي....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي إليه تحشرون «6» .

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ... هذا ويجوز تجريده من الظرفيّة فيعطف على الضمير المنصوب في قوله (اتّقوه) في الآية السابقة، على حذف مضاف، أي واتّقوا عذاب يوم يقول ... (2) وهي استئنافيّة عند بعضهم ... وابن هشام رفض ذلك. (3) وهو يعود على جميع ما يخلقه الله، أو ضمير يعود على اليوم ... ويجوز أن يكون الفاعل هو (قوله) ، أي يوجد قوله الحقّ، فيتعلّق الظرف (يوم) بفعل من مضمون (قوله الحقّ) أي يحقّ قوله يوم يقول. (4) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ (الحقّ) ... فيعرب (يوم) بواحد من الأعاريب الآنفة. (5) أو متعلّق بفعل يحشرون في الآية السابقة، أو متعلّق بالملك، أو بحال من الملك وعامله الاستقرار، أو متعلّق ب (عالم الغيب) . (6) في الآية السابقة (73) .

الصرف:

وجملة «خلق السموات....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «يقول....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «كن....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «يكون» : في محلّ جرّ معطوفة على جملة يقول «1» . وجملة «قوله الحقّ يوم....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة (خلق ... ) . وجملة «له الملك....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة قوله الحقّ.... وجملة «ينفخ في الصور» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة « (هو) عالم ... » : لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هو الحكيم ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. الصرف: (الصور) ، اسم جامد مأخوذ من صار يصور باب نصر بمعنى صوّت. وهو القرن، وزنه فعل بضمّ فسكون. (الشهادة) ، اسم لما شوهد في العالم الظاهر، وزنه فعالة بفتح الفاء. [سورة الأنعام (6) : آية 74] وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74)

_ (1) أو هي استئنافية عند من يرى ذلك خلافا لابن هشام.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع (لأبيه) جارّ ومجرور ومضاف إليه، وعلامة الجرّ الياء، متعلّق ب (قال) ، (آزر) بدل من أبي أو عطف بيان له مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة أو وزن الفعل (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (تتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أصناما) مفعول به منصوب (آلهة) مفعول به ثان منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- من النواسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو) عاطفة (قوم) معطوف على الضمير المتّصل في (أراك) تبعه في النصب، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال «1» ، (مبين) نعت لضلال مجرور. جملة «قال إبراهيم....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «أتتّخذ....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنّي أراك....» : لا محلّ استئنافيّة في حيّز القول السابق للتعليل. وجملة «أراك....» : في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (آزر) ، زنة آدم مفتوح الزاي، وهو أعجميّ عند من قال بعدم اشتقاقه، أو على وزن الفعل عند من قال انه مشتقّ من الوزر أو الأزر.

_ (1) أو بمحذوف مفعول به ثان إذا كانت الرؤية قلبيّة.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 75 إلى 79]

(أصناما) ، جمع صنم، اسم جامد وهو التمثال أو الوثن، وزنه فعل بفتحتين. (آلهة) ، جمع إله اسم للمعبود مطلقا وزنه فعال بكسر الفاء. [سورة الأنعام (6) : الآيات 75 الى 79] وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الإعراب: (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ للتشبيه «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق «2» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (إبراهيم) مفعول به منصوب ممنوع من التنوين للعلميّة والعجمة (ملكوت) مفعول به ثان منصوب (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض)

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر.. والكاف عند بعضهم بمعنى اللام للتعليل أي ولذلك الإنكار نري إبراهيم ملكوت ... (2) أو متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي والأمر كذلك.

معطوف على السموات مجرور (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد اللام، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الموقنين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر يكون. والمصدر المؤوّل (أن يكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نري) وهو معطوف على مصدر مؤوّل محذوف أي نريه ... ليستدلّ وليكون من الموقنين. جملة «نري إبراهيم....» : لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي: أريناه ضلال قومه وأبيه ونريه ملكوت السموات ... كذلك. وجملة «يكون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (76) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب رأى (جنّ) فعل ماض (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جنّ) ، (الليل) فاعل مرفوع (رأى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كوكبا) مفعول به منصوب (قال) مثل جنّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ربّ) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه «1» . (فلمّا أفل) مثل فلمّا جنّ (قال) مثل جنّ (لا) نافية (أحبّ) مضارع مرفوع والفاعل أنا (الآفلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «جنّ عليه الليل ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) يجعل الأخفش هذه الجملة إنشائيّة بتقدير همزة الاستفهام قبلها أي: أهذا ربّي ...

وجملة «رأى....» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «قال (الأولى) ....» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «هذا ربّي» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أفل....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قال (الثانية) ....» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لا أحبّ....» : في محلّ نصب مقول القول. (78) (فلمّا رأى) مثل فلمّا جنّ (القمر) مفعول به منصوب (بازغا) حال منصوبة من القمر (قال هذا ربّي) «1» مثل الأولى (فلمّا أفل قال) مثل الأولى (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي فقط (يهد) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم (أكوننّ) مضارع ناقص- ناسخ- مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون للتوكيد، واسمها ضمير مستتر تقديره أنا (من القوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون (الضالّين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة «رأى القمر....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قال ... (الثانية) » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «هذا ربّي» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أفل (الثانية) » : في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) انظر الحاشية رقم (1) في الصفحة السابقة. [.....]

وجملة «قال (الرابعة) : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لئن لم يهدني ربّي ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أكوننّ ... » : لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط (إن) محذوف دلّ عليه جواب القسم. (78) (فلمّا رأى الشمس بازغة) مثل لمّا رأى القمر بازغا قال هذا ربّي) مثل الأولى (هذا) مثل الأول (أكبر) خبر مرفوع (فلما أفلت قال) مثل فلمّا أفل قال، والتاء في الفعل للتأنيث (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (بريء) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببريء «1» ، (تشركون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة «رأى الشمس ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قال (الخامسة) » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «هذا ربّي» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هذا أكبر» : في محلّ نصب بدل من مقول القول. وجملة «أفلت ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قال (السادسة) ....» : لا محلّ لها جواب الشرط. وجملة النداء «يا قوم، وما في حيزّها» : في محلّ نصب مقول القول «2» .

_ (1) أو حرف مصدريّ يؤوّل مع الفعل بمصدر في محلّ جرّ ... والجملة بعده صلة الموصول الحرفيّ. (2) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة فلا محلّ لها، وجملة: إنّي بريء في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

وجملة «إنّي بريء ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «تشركون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وكلّ الجمل الشرطيّة وجوابها معطوفة على الاستئناف المتقدّم. (79) (إنّي) مثل الأول (وجّهت) فعل ماض وفاعله (وجه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (اللام) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (وجّهت) (فطر) مثل جنّ (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (حنيفا) حال منصوبة من ضمير الفاعل في (وجّهت) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية «1» ، (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة «إنّي وجّهت ... » : لا محلّ لها بدل من جملة إلّي بريء «3» . وجملة «وجّهت ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «فطر السّموات» : لا محلّ لها صلة الموصول الذي. وجملة «ما أنا من المشركين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي وجهت. الصرف: (نري) ، فيه حذف همزتين تخفيفا، الأولى الهمزة

_ (1) يجوز أن تكون عاملة عمل ليس. (2) يجوز أن يكون في محلّ رفع اسم ما، والجار والمجرور خبرا. (3) أو هي استئناف بيانيّ.

البلاغة

الزائدة، لأن ماضية أرى على وزن أفعل، والثانية عين الكلمة.. أصله نؤرئي، وقد حذفت الهمزة الأولى كما تحذف من مضارع كلّ فعل على وزن أفعل مثل يخرج ويكرم ... وحذفت الثانية في فعل رأى بخاصّة.. ووزن نري نفي. (ملكوت) ، اسم لما يملك بمعنى الملك، وقالوا هو مختصّ بملك الله تعالى، وهذا ما ينبغي. وزنه فعلوت. (الموقنين) ، جمع الموقن، اسم فاعل من أيقن الرباعيّ على وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي اللفظ إعلال بالقلب أصله ميقن، جاءت الياء ساكنة بعد ضمّ قلبت واوا، فأصبح (موقن) . (رأى) ، فيه إعلال بالقلب أصله رأي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (كوكبا) ، اسم جامد للجرم السماويّ المطفأ، وزنه فعلل بفتح الفاء. (الآفلين) ، جمع الآفل، اسم فاعل من أفل الثلاثيّ وزنه فاعل ... وقد أدغمت همزة الفعل مع ألف فاعل لتحرّك الهمزة بالفتح وسكون الألف ووضعت المدّة فوقها. (بازغا) ، اسم فاعل من بزغ الثلاثيّ، وزنه فاعل. (يهدني) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعني. البلاغة 1- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «قالَ هذا رَبِّي»

[سورة الأنعام (6) : آية 80]

ففي الكلام استفهام إنكاري محذوف، وحذف أداة الاستفهام كثير في كلامهم، ومنه قوله تعالى «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» أي أفلا اقتحم. 2- فن التعريض: في هذه الآية الكريمة حيث عرض بضلالهم هنا، ولم يعرض عليه السّلام بأنهم على ضلاله إلا بعد أن وثق بإصغائهم الى تمام المقصود واستماعهم له الى آخره. والدليل على ذلك أنه (صلّى الله عليه وسلّم) ترقى في النوبة الثالثة الى التصريح بالبراءة منهم والتصريح بأنهم على شرك حين تم قيام الحجة عليهم وتبلج الحق وبلغ من الظهور غايته. [سورة الأنعام (6) : آية 80] وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) الإعراب: (الواو) استئنافية (حاجّ) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (قوم) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الهمزة) للاستفهام (تحاجّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (النون) الثانية المدغمة مع علامة الرفع هي للوقاية (الياء) ضمير مفعول به (في الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحاجّون) على حذف مضاف إي في وحدانيّة الله (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (هدى) فعل ماض و (النون) للوقاية و (ياء) المتكلّم المحذوفة مفعول به

(الواو) استئنافية (لا) نافية (أخاف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (تشركون) مثل تحاجّون (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تشركون) «2» ، (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يشاء) مضارع منصوب (ربّ) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (شيئا) مفعول به منصوب «3» . والمصدر المؤوّل (أن يشاء ربّي) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل أي إلّا مشيئة ربّي خوف ما أشركتم. (وسع) فعل ماض (ربّي) مثل الأول (كلّ) مفعول به منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (علما) تمييز «4» . منصوب. (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) استئنافيّة (لا) نافية (تتذكّرون) مثل تحاجّون. جملة «حاجّه قومه ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قال....» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «أتحاجّونّي ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قد هدان....» في محلّ نصب حال من مفعول تحاجّونيّ أو من لفظ الجلالة. وجملة «لا أخاف....» : لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت له. (2) يحتمل أن يعود الضمير في (به) إلى الصنم المعبود أو إلى لفظ الجلالة. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيء مشيئة. (4) لو ضمّن (وسع) معنى علم فتكون كلمة (علما) مفعولا مطلقا.

الصرف:

وجملة «تشركون....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يشاء ربّي» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «وسع ربّي....» : لا محلّ لها تعليليّة للاستثناء. وجملة «تتذكّرون» : لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (هدان) ، فيه إعلال بالقلب، أصله هدي بالياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة 1- الإظهار في موضع الإضمار: في قوله تعالى «وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً» تأكيد للمعنى المذكور واستلذاذ بذكره سبحانه وتعالى. الفوائد 1- أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ألا: الاستفتاحية تكون لأمور. منها: التوبيخ والإنكار وهي مركبة من همزة الاستفهام ولا النافية وقد أقحمت بينهما الفاء. وفي هذه الآية يوبخهم الله وينكر عليهم عدم تذكرهم الحق وإدراكهم الحقيقة. [سورة الأنعام (6) : آية 81] وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)

_ (1) يجوز أن تكون معطوفة بالفاء على جملة مقدّرة مستأنفة أي أتعرضون فلا تتذّكرون.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله أخاف (أخاف ما أشركتم) مثل أخاف ما تشركون «1» ، (الواو) حاليّة (لا) نافية (تخافون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أشركتم) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشركتم) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» ، (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ينزّل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) «3» ، (سلطانا) مفعول به منصوب ... والمصدر المؤوّل (أنكم أشركتم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تخافون. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أيّ) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفريقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (أحقّ) خبر مرفوع (بالأمن) جارّ ومجرور متعلّق بأحقّ (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... (وتم) ضمير اسم كان (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «أخاف ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أخاف «4» .

_ (1) في الآية السابقة (80) . (2) أو نكرة موصوفة ... والجملة بعده نعت له. (3) أو متعلّق بمحذوف حال من سلطان- نعت تقدّم على المنعوت-. (4) في الآية السابقة (80) . [.....]

[سورة الأنعام (6) : آية 82]

وجملة «أشركتم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تخافون ... » : في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم والجملة الاسميّة في محلّ نصب حال «1» . وجملة «أشركتم (الثانية) » : في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة «ينزّل ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «أيّ الفريقين أحقّ..» : جواب شرط مقدّر أي: إن أدركتم قولي فأي الفريقين.... وجملة «كنتم تعلمون» : لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأي الفريقين أحقّ بالأمن. وجملة «تعلمون» : في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة الأنعام (6) : آية 82] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبتدأ «2» ، (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يلبسوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أيمان) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (بظلم) جارّ

_ (1) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على الاستئنافيّة بالواو. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قال- أي إبراهيم- أو قالوا- أي قوم إبراهيم- والجملة المحذوفة لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد

ومجرور متعلّق ب (يلبسوا) ، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الأمن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (هم) ضمير مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مهتدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «الذين آمنوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا..» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لم يلبسوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . وجملة «أولئك لهم الأمن» : في محلّ رفع خبر (الذين) المبتدأ. وجملة «لهم الأمن» : في محلّ رفع خبر (أولئك) المبتدأ «2» . وجملة «هم مهتدون» : في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم الأمن «3» . الفوائد 1- أي الاستفهامية يطلب بها تعيين الشيء نحو أي رجل جاء وأية امرأة جاءت وهي تذكر مع المذكر بحذف التاء وتؤنث مع المؤنث بإثبات التاء المربوطة. وإذا تضمنت معنى الشرط جزمت الفعلين نحو أيّ رجل يستقم ينجح. وقد تفيد معنى الكمال وتسمّى الكمالية نحو فلان رجل أي رجل ولا

_ (1) يجوز نصبها على الحال إن قدّر (الذين) خبرا لمبتدأ محذوف. (2) يجوز إعرابها خبرا للمبتدأ (الذين) إذا أعرب (أولئك) بدلا من الموصول. (3) يجوز نصبها على الحال والعامل فيه معنى الاستقرار المتقدّم.

[سورة الأنعام (6) : آية 83]

تستعمل إلا مضافة وتطابق موصوفها بالتذكير والتأنيث. وقد تكون وصلة لنداء ما فيه ال. وتعرب حسب ما تضاف إليه وقد ألمحنا إلى هذا البحث فليرجع إليه في مظانه. [سورة الأنعام (6) : آية 83] وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حجّة) خبر المبتدأ مرفوع «1» ، و (نا) ضمير مضاف إليه (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل و (ها) ضمير مفعول به أوّل (إبراهيم) مفعول به ثان منصوب وهو ممتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال أي حجّة على قومه «2» و (الهاء) ضمير مضاف إليه (نرفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (درجات) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نرفع) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مثل نرفع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّ) اسم إنّ منصوب و (الكاف) مضاف إليه (حكيم) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة «تلك حجّتنا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بدل من اسم الإشارة تبعه في الرفع- أو عطف بيان منه-. (2) لم يتعلّق الجارّ بحال من (حجّتنا) المذكور لأن بينه وبين الجارّ فاصل أجنبيّ هو جملة آتيناها.

البلاغة

وجملة «آتيناها ... » : في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (تلك) «1» . وجملة «نرفع ... » : لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة «نشاء» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «إنّ ربّك حكيم ... » : لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة 1- قوله تعالى «إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ» ففي وضع الرب مضافا الى ضميره عليه الصلاة والسلام موضع نون العظمة بطريق الالتفات في تضاعيف بيان حال إبراهيم عليه السّلام ما لا يخفى من إظهار مزيد اللطف والعناية به (صلّى الله عليه وسلّم) . [سورة الأنعام (6) : آية 84] وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (وهبنا) مثل آتينا «3» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل وهبنا (إسحاق) مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (يعقوب) معطوف على إسحاق منصوب مثله (كلّا) مفعول به مقدّم منصوب (هدينا) مثل آتينا «4» ، (الواو) عاطفة (نوحا) مفعول به مقدّم

_ (1) يجوز أن تكون حالا والعامل فيها معنى الإشارة، وهي خبر فقط إن أعرب (حجّتنا) بدلا من اسم الإشارة. (2) أو حال من فاعل آتينا. (3، 4) في الآية السابقة (83) .

[سورة الأنعام (6) : الآيات 85 إلى 87]

(هدينا) مثل آتينا «1» ، (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (هدينا) ، (الواو) عاطفة (من ذريّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من داود ومن عطف عليه و (الهاء) ضمير مضاف إليه (داود) معطوف على (نوحا) منصوب مثله «2» ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (سليمان، ... هارون) أسماء معطوفة على (نوحا) منصوبة مثله- أو معطوفة على داود- (الواو) اعتراضيّة (الكاف) حرف جرّ «3» (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق، أي نجزي المحسنين جزاء كذلك، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «وهبنا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هدينا ... » في محلّ نصب حال من إسحاق ويعقوب أي مهديين، أو حال من فاعل هدينا أي هادين لهما. وجملة « (هدينا) الثانية» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضية. [سورة الأنعام (6) : الآيات 85 الى 87] وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ (86) وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)

_ (1) في الآية السابقة (83) . (2) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره (هدينا) ، والعطف يصبح من عطف الجمل. (3) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (زكريا ... إلياس) أسماء معطوفة على داود «1» منصوبة (كل) مبتدأ مرفوع «2» ، (من الصالحين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر، وعلامة الجر الياء. جملة «كلّ من الصالحين» في محلّ نصب حال من الأسماء المتقدمة «3» . (86) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (إسماعيل ... لوطا) أسماء معطوفة على زكريا- أو داود- منصوبة (كلّا) مفعول به مقدم منصوب (فضّلنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) فاعل (على العالمين) جار ومجرور متعلّق ب (فضلنا) ، وعلامة الجر الياء. وجملة «فضلنا ... » لا محلّ لها استئناف بياني. (87) (الواو) عاطفة (من آباء) جار ومجرور متعلق ب (فضّلنا) أو ب (هدينا) ، ومن للتبعيض و (هم) ضمير في محلّ جر مضاف إليه (الواو) عاطفة (ذرّياتهم) معطوف على آبائهم يعرب مثله وكذلك (إخوانهم) ، (الواو) عاطفة (اجتبينا) مثل فضلنا و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (هديناهم) مثل اجتبيناهم (إلى صراط) جار ومجرور متعلق ب (هدينا) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله.

_ (1، 2) في الآية السابقة (84) . [.....] (3) أو لا محلّ لها استئناف بياني.

[سورة الأنعام (6) : آية 88]

وجملة «اجتبيناهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة فضّلنا. وجملة «هديناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتبيناهم. [سورة الأنعام (6) : آية 88] ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (88) الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (هدى) خبر مرفوع «1» وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (الله) مضاف إليه مجرور (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يهدي) ، (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من عباد) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الموصول «2» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه. (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أشركوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (اللام) واقعة في جواب لو (حبط) فعل ماض (عن) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (حبط) بتضمينه معنى أزيل أو أنزل (ما) حرف مصدري «3» ، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم ... والواو ضمير اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ رفع فاعل حبط.

_ (1) أو بدل من اسم الإشارة، والخبر جملة يهدي ... (2) أو من عائده المقدّر أي: يشاء هدايته من عباده ... (3) أو اسم موصول فاعل حبط والعائد محذوف أي: ما كانوا يعملونه.

[سورة الأنعام (6) : آية 89]

جملة «ذلك هدى الله ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يهدي ... » في محلّ نصب حال من هدى الله، والعامل هو الإشارة «1» . وجملة «يشاء....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «أشركوا....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «حبط ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر (كانوا) . [سورة الأنعام (6) : آية 89] أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (89) الإعراب: (أولئك) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (آتينا) فعل ماض مبني على السكون.... و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير مفعول به أول منصوب (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (الحكم، النبوة) اسمان معطوفان على الكتاب منصوبان (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يكفر) ، (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف

_ (1) أو هي حال من لفظ الجلالة ... أو هي خبر ثان لاسم الإشارة أو خبر فقط إذا أعرب (هدى الله) بدلا من اسم الإشارة.

[سورة الأنعام (6) : آية 90]

تحقيق (وكّلنا) مثل آتينا (بها) مثل الأول متعلق ب (وكّلنا) ، (قوما) مفعول به منصوب (ليسوا) فعل ماض ناقص جامد مبني على الضم والواو ضمير اسم ليس (بها) مثل الأول متعلق بكافرين (الباء) حرف جر زائد (كافرين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليسوا، وعلامة الجر الياء. جملة «أولئك الذين....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «آتيناهم....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يكفر بها هؤلاء» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «قد وكّلنا....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ليسوا بها بكافرين» في محلّ نصب نعت ل (قوما) . [سورة الأنعام (6) : آية 90] أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْعالَمِينَ (90) الإعراب: (أولئك الذين هدى الله) مثل أولئك الذين آتينا «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بهدى) جار ومجرور متعلق ب (اقتد) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (اقتد) فعل أمر مبني على حذف حر العلة و (الهاء) هاء السكت لا محلّ لها «2» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قل) فعل أمر والفاعل أنت (لا) نافية (أسأل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (كم) ضمير مفعول به (على) حرف جر

_ (1) في الآية السابقة (89) . (2) أو هو ضمير في محلّ نصب مفعول مطلق لأنه ضمير المصدر أي اقتد الاقتداء ... وفي القراءة منهم من يثبتها وقفا ووصلا، ومنهم من يثبتها وقفا فقط.

الصرف:

و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف حال من (أجرا) - نعت تقدم على المنعوت- (أجرا) مفعول به منصوب (إن) حرف نفي (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (إلا) أداة حصر (ذكرى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (للعالمين) جار ومجرور متعلق بنعت لذكرى «1» ، وعلامة الجر الياء. جملة «أولئك الذين....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هدى الله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «اقتده» جواب شرط مقدّر أي: إن صرت إلى مثل حالهم فاقتد بهواهم. وجملة «قل....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أسألكم....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هو ذكرى» لا محلّ لها تعليلية. الصرف: (اقتده) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افتعه. [سورة الأنعام (6) : آية 91] وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)

_ (1) أو متعلق بالمصدر (ذكرى) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (ما) نافية (قدروا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (حق) مفعول مطلق نائب عن المصدر، أضيف إلى المصدر، منصوب (قدر) مضاف إليه و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلق ب (قدروا) ، (قالوا) مثل قدروا (ما) مثل الأول (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على بشر) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) ، (من) حرف جر زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أنزل) مثل الأول والفاعل هو (الكتاب) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت للكتاب (جاء) مثل أنزل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (جاء) ، (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (نورا) حال منصوبة من الضمير المجرور في (به) ، (هدى) معطوف على (نورا) بالواو منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (للناس) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لهدى، (تجعلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الهاء) ضمير مفعول به (قراطيس) مفعول به ثان منصوب «1» ، (تبدون) مثل تجعلون و (هاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (تخفون) مثل تجعلون (كثيرا) مفعول به منصوب (الواو) حالية (علمتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... و (تم) ضمير نائب فاعل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «2» ، (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تعلموا) مضارع مجزوم وعلامة

_ (1) أو منصوب على نزع الخافض أي في قراطيس فيتعلق بالفعل. (2) أو نكرة موصوفة ... والجملة بعده في محلّ نصب نعت له.

الجزم حذف النون ... والواو فاعل (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد لضمير الفاعل في (تعلموا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (آباء) معطوف على ضمير الفاعل في (تعلموا) مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (قل) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع «1» ، والخبر محذوف تقديره أنزل الكتاب. (ثم) حرف عطف (ذر) مثل قل و (هم) ضمير مفعول به (في خوض) جار ومجرور متعلق ب (ذرهم) «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يلعبون) مثل تجعلون. جملة «ما قدروا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «قالوا....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «ما أنزل الله....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قل....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «من أنزل....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أنزل الكتاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «جاء به موسى....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «تجعلونه.....» في محلّ نصب حال من الضمير في (به) فالعامل جاء أو حال من الكتاب فالعامل أنزل. وجملة «تبدونها» في محلّ نصب نعت لقراطيس. وجملة «تخفون....» في محلّ نصب معطوفة على جملة تبدونها،

_ (1) أو فاعل لفعل محذوف تقديره أنزل. (2) أو متعلق ب (يلعبون) ، أو متعلق بمحذوف حال من مفعول ذرهم أي: ذرهم عابثين في خوضهم ... وحينئذ تصبح جملة يلعبون حالا مؤكّدة لمضمون ما قبلها.

الصرف:

والرابط محذوف أي تخفون كثيرا منها. وجملة «علّمتم....» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة «لم تعلموا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «الله (أنزله) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ذرهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل ... وجملة «يلعبون» في محلّ نصب حال من المفعول في (ذرهم) . الصرف: (قدره) ، مصدر سماعي لفعل قدر يقدر باب نصر وباب ضرب، وزنه فعل بفتح الفاء، وثمة مصدر آخر للفعل هو قدر بفتحتين. (خوضهم) ، مصدر سماعي لفعل خاض يخوض باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الأنعام (6) : آية 92] وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (92) الإعراب: (الواو) استئنافية (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (كتاب) خبر مرفوع (أنزلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (مبارك) نعت لكتاب مرفوع (مصدق) نعت آخر لكتاب مرفوع (الذي) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف

الصلة (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه. (الواو) عاطفة (اللام) لام التعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أم) مفعول به منصوب (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف. والمصدر المؤول (أن تنذر) في محلّ جر باللام متعلق ب (أنزلنا) ، وهذا المصدر المجرور معطوف على مصدر مقدّر أي أنزلناه للإيمان به ولتنذر ... (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبني معطوف على أمّ في محلّ نصب (حول) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلة (من) . (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ «1» (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بالآخرة) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) الأول (يؤمنون) مثل الأول (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يؤمنون) الثاني «2» ، (الواو) حالية (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (على صلاة) جار ومجرور متعلق ب (يحافظون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يحافظون) مثل يؤمنون. جملة «هذا كتاب....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أنزلناه» في محلّ رفع نعت لكتاب.

_ (1) أو في محلّ نصب معطوف على أم أي ولتنذر الذين يؤمنون ... وحينئذ تكون جملة يؤمنون الثانية حالا من الموصول. (2) ذكر الجار والمجرور هذا واجب لأن الخبر من لفظ المبتدأ. [.....]

الصرف:

وجملة «تنذر....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة «الذين يؤمنون....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة «يؤمنون (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يؤمنون (الثانية) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة «هم يحافظون» في محلّ نصب حال. وجملة «يحافظون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (أمّ) ، اسم جامد بمعنى الوالدة أو الأصل، وهنا اسم لمكة المكرمة، وزنه فعل بضم فسكون. البلاغة 1- جاء بالصفة الأولى فعلية، وهي جملة أنزلناه، لأن الإنزال يتجدد وقتا بعد وقت، ووقعت الصفة الثانية اسما، وكذلك الثالثة، للدّلالة على الثبوت والاستمرار وديمومة البركة. [سورة الأنعام (6) : آية 93] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)

_ (1) المتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى أنه لم تتم الفائدة في هذه الجملة الاسمية لتشابه المبتدأ والخبر لفظا، ولكنّ المعنى مختلف فيهما لاختلاف معنى الفضلتين.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (أظلم) ، (افترى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الله) جار ومجرور متعلق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «1» ، (أو) حرف عطف (قال) فعل ماض والفاعل هو (أوحي) فعل ماض مبني للمجهول (إلى) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر، والجار والمجرور في محلّ رفع نائب فاعل «2» ، (الواو) حالية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يوح) مضارع مجزوم مبني للمجهول، وعلامة الجزم حذف حرف العلة (إليه) مثل إليّ متعلق ب (يوح) ، (شيء) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه في محلّ جر (قال) مثل الأول (السين) حرف استقبال (أنزل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (مثل) مفعول به منصوب «3» ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه «4» ، (أنزل) مثل قال (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة- أو

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه. (2) يجوز- على رأي العكبري أن يكون نائب الفاعل ضميرا مستترا يعود إلى الإيحاء المفهوم من السياق، فيتعلق الجار حينئذ بالفعل. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنّه صفته أي سأنزل إنزالا مثل إنزال الله، وحينئذ تكون (ما) مصدرية. (4) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها ... أو هي مصدريّة.

استئنافية- (لو) حرف شرط غير جازم (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والمفعول محذوف تقديره الكفار أو الظالمين (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلق ب (ترى) ، (الظالمون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (في غمرات) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (الموت) مضاف إليه مجرور (الواو) حالية (الملائكة) مبتدأ مرفوع (باسطو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو وحذفت النون للإضافة (أيدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء و (هم) ضمير مضاف إليه (أخرجوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (تجزون) «1» ، (تجزون) مضارع مرفوع.... والواو نائب فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الهون) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جر سببية (ما) مثل الأول «2» متعلق ب (تجزون) ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون.... و (تم) ضمير اسم كان (تقولون) مضارع مرفوع.... والواو فاعل (على الله) مثل الأول متعلق ب (تقولون) بتضمينه معنى تكذبون (غير) مفعول به «3» منصوب (الحق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كنتم.... تستكبرون) مثل كنتم.... تقولون والجار والمجرور متعلق ب (تستكبرون) بتضمينه معنى تبتعدون. جملة «من أظلم....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «افترى....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «قال....» لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول.

_ (1) يجوز أن يتعلق ب (أخرجوا) فيلزم الوقف على اليوم. (2) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها، أو هي مصدرية. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا غير الحق.

الصرف:

وجملة «أوحي إلي....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لم يوح ... شيء» في محلّ نصب حال. وجملة «قال (الثاني) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية. وجملة «سأنزل....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لو ترى....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو استئنافية- وجواب (لو) محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما. وجملة «الظالمون في غمرات في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «الملائكة باسطو» في محلّ نصب حال. وجملة «أخرجوا....» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقولون أخرجوا، وجملة القول في محلّ نصب حال من الضمير في (باسطو) . وجملة «تجزون....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «كنتم تقولون....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «تقولون....» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة «كنتم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.... أو استئنافية. وجملة «تستكبرون» في محلّ نصب خبر كنتم الثاني. الصرف: (يوح) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع بضم الياء وفتح العين. (غمرات) ، جمع غمرة، الاسم من غمر يغمر باب نصر بمعنى بالغ

البلاغة

وغطى، وهو الشدة، وزنه فعلة بفتح فسكون، وله جمع آخر هو غمار بكسر الغين وغمر بضم الغين وفتح الميم. (الهون) ، مصدر سماعي لفعل هان يهون باب نصر وزنه فعل بضم فسكون، وثمة مصدر آخر للفعل هو هوان بفتح الهاء، وله مصدر ميمي مهانة. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية التمثيلية: في قوله تعالى «فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ» فأصل الغمرة ما يغمر من الماء فاستعيرت للشدة الغالبة. [سورة الأنعام (6) : آية 94] وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الإعراب: (الواو) استئنافية (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (جئتم) فعل ماض مبني على السكون ... و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الميم و (نا) ضمير مفعول به (فرادى) حال منصوبة من ضمير الفاعل (الكاف) حرف جر و (ما) حرف مصدري (خلقنا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (أوّل) ظرف زمان منصوب متعلق ب (خلقنا) «1» ، (مرة) مضاف إليه مجرور.

_ (1) لا يعرب (أوّل) مفعولا مطلقا كيلا يقدّر أوّل حلق، ولأنه يستدعي خلقا ثانيا، وليس ثمة خلق ثان وإنما هو إعادة خلق (حاشية الجملة على الجلالين) .

والمصدر المؤول (ما خلقناكم) في محلّ جر بالكاف متعلق بمحذوف حال ثانية من فاعل جئتمونا «1» . (الواو) حالية (تركتم) مثل جئتم (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (خولنا) مثل خلقنا و (كم) ضمير مفعول به (وراء) ظرف مكان منصوب متعلق ب (تركتم) ، (ظهور) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) نافية (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (مع) ظرف مكان منصوب متعلق ب (نرى) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (شفعاء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت لشفعاء (زعمتم) مثل جئتم (أن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أن (في) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بشركاء على حذف مضافين أي في حق عبادتكم (شركاء) خبر مرفوع. والمصدر المؤول (أنهم فيكم شركاء) سد مسد مفعولي زعمتم. (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (تقطع) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الوصل المفهوم من سياق الكلام بقوله (أنهم فيكم شركاء) ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (تقطع) «2» ، و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ضل) فعل ماض

_ (1) أو بمحذوف مفعول مطلق أي مجيئا كمجيئكم وقت خلقناكم ... أو منفردين انفرادا كحالكم أوّل مرة. (2) أو هو نعت لفاعل تقطع المحذوف أي مقطّع وصل بينكم ... ويجوز أن يكون (بينكم) هو الفاعل بمعنى الوصل وبني اللفط على الفتح جملا على أكثر أحوال الطرف ولأنه أضيف هنا إلى مبني، في محلّ رفع (انظر الشذور لابن هشام ص 94) .

الصرف:

(عنكم) مثل فيكم متعلق ب (ضلّ) بتضمينه معنى زال (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون ... و (تم) ضمير اسم كان، (تزعمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل ... ومفعولا الفعل محذوفان دل عليهما قوله (أنهم فيكم شركاء) أي: تزعمونهم شركاء. جملة «جئتمونا....» لا محلّ لها جواب قسم مقدر. وجملة «خلقناكم....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «تركتم....» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) «1» . وجملة «خولناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «ما نرى....» في محلّ نصب معطوفة على جملة تركتم «2» . وجملة «زعمتم....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «تقطع....» لا محلّ لها جواب قسم مقدر. وجملة «ضلّ....» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقطع. وجملة «كنتم تزعمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «تزعمون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (فرادى) ، جمع أو اسم جمع، ومن قال انّه جمع فقد اختلف في مفرده فهو فرد أو فريد أو فردان ووزن فرادى فعالى بضمّ الفاء زنة سكارى، لذلك رجّحوا أن يكون مفرده فردان كسكران، وهو على كلّ حال صفة مشتقّة.

_ (1) أو استئنافية لا محلّ لها. (2) أو لا محلّ لها لعطفها على استئناف.

[سورة الأنعام (6) : آية 95]

[سورة الأنعام (6) : آية 95] إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (فالق) خبر مرفوع (الحب) مضاف إليه مجرور (النوى) معطوف على الحب بالواو مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (يخرج) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الحي) مفعول به منصوب (من الميت) جار ومجرور متعلق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (مخرج) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، مرفوع (الميت) مضاف إليه مجرور (من الحي) جار ومجرور متعلق بمخرج، (ذلكم) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.... و (اللام) للبعد، و (كم) للخطاب (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «1» ، (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله (تؤفكون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب الفاعل. جملة «إن الله فالق....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يخرج الحي....» لا محلّ لها استئناف بياني «2» . وجملة «ذلكم الله» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أنى تؤفكون» جواب شرط مقدر أي: إن بدا لكم بيان قدرة الله فأنى تؤفكون وتصرفون عن الإيمان.

_ (1) أو هي عاطفة تربط المسبّب بالسبب، والجملة بعدها معطوفة على الاستئنافيّة قبلها. [.....] (2) يجوز أن تكون خبرا ثانيا حتى يصح عطف (مخرج) على الفعل في أحد التخريجات.

الصرف:

الصرف: (فالق) ، اسم فاعل من فلق يفلق باب ضرب، وزنه فاعل. (الحب) ، اسم جمع واحدته حبّة، جمعه حبوب بضم الحاء ... وحبان كذلك، ووزن الحب فعل بفتح فسكون. (النوى) ، جمع نواة، اسم جامد لبذر التمر ونحوه، والألف فيه منقلبة عن ياء أصله النوي بياء في آخره، جاءت متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة فن مخالفة الظاهر: في قوله تعالى «يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ» فالوجه والله أعلم أن يقال: كان الأصل أن يؤتى بصيغة اسم الفاعل أسوة أمثاله في الآية إلا أنه عدل عن ذلك الى المضارع في هذا الوصف وحده إرادة لتصور إخراج الحي من الميت واستحضاره في ذهن السامع وذلك إنما يتأتى بالمضارع دون اسم الفاعل والماضي كما في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً» حيث عدل فيه عن الماضي المطابق لأنزل. [سورة الأنعام (6) : الآيات 96 الى 99] فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)

الإعراب:

الإعراب: (فالق) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الإصباح) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (جعل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الليل) مفعول به أول منصوب (سكنا) مفعول به ثان منصوب «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (الشمس، القمر) اسمان معطوفان على الليل منصوبان مثله و (حسبانا) معطوف على (سكنا) منصوب «2» ، (ذلك) مثل ذلكم «3» ، (تقدير) خبر المبتدأ ذلك مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (العليم) بدل من العزيز مجرور مثله. جملة « (هو) فالق الإصباح» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «جعل الليل سكنا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها استئنافية «4» .

_ (1) أو هو حال إذا ضمن (جعل) معنى خلق. (2) يجوز أن يكون (حسبانا) مفعولا ثانيا لفعل محذوف تقديره جعل، والشمس وما عطف عليه المفعول الأول، والعطف يصبح من عطف الجمل. (3) في الآية السابقة (95) . (4) أو اعتراضية لأنها اعترضت بين جملتين متعاطفتين هما جملة (هو) فالق ... وجملة هو الذي ...

(97) (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (جعل) مثل الأول (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول به ثان «1» ، (النجوم) مفعول به منصوب (اللام) للتعليل (تهتدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ متعلق ب (تهتدوا) ، (في ظلمات) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل تهتدوا أي: سائرين أو كائنين في ظلمات البر (البر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (البحر) معطوف على البر مجرور. والمصدر المؤول (أن تهتدوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (جعل) «2» . (قد) حرف تحقيق (فصّلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جار ومجرور متعلق ب (فصلنا) ، (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل. جملة «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هو) فالق ... وجملة «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «تهتدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن)

_ (1) ومتعلق ب (جعل) إذا ضمّن معنى خلق. (2) اللام هنا للتعليل و (اللام) في (لكم) للتمليك تملك منفعة، ولهذا جاز تعليق كليهما بالفعل نفسه ... وبعضهم يجعل الثاني بدلا من الأول بدل اشتمال.

المضمر. وجملة «قد فصلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة-. وجملة «يعلمون» في محلّ جر نعت لقوم. (98) (الواو) عاطفة (هو الذي أنشأ) مثل هو الذي جعل و (كم) ضمير مفعول به (من نفس) جار ومجرور متعلق بفعل أنشأ (واحدة) نعت لنفس مجرور (الفاء) عاطفة (مستقر) مبتدأ مرفوع خبره محذوف متقدم عليه أي لكم مستقر (الواو) عاطفة (مستودع) معطوف على مستقر مرفوع (قد فصّلنا ... يفقهون) مثل نظيرتها قد فصّلنا ... يعلمون. وجملة «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي جعل ... وجملة «أنشأكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة (لكم) مستقر) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، والعائد محذوف تقديره بإذنه أو مشيئته. وجملة «فصّلنا لكم» لا محلّ لها اعتراضيّة أو استئنافية. وجملة «يفقهون» في محلّ جر نعت لقوم. (99) (الواو) عاطفة (هو الذي أنزل) مثل هو الذي جعل (من السماء) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) أي من السّحاب (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أخرجنا) مثل فصّلنا (به) مثل بها متعلق ب (أخرجنا) والباء سببية (نبات) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أخرجنا) مثل فصّلنا (منه) مثل بها متعلق ب (أخرجنا) ، (خضرا) مفعول به منصوب وهو نعت حلّ محلّ المنعوت (نخرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (منه) مثل بها متعلق ب (نخرج) (حبّا) مفعول به منصوب (متراكبا) نعت ل (حبّا)

منصوب (الواو) عاطفة (من النخل) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (من طلع) جار ومجرور بدل من الأول و (ها) ضمير مضاف إليه (قنوان) مبتدأ مؤخر مرفوع (دانية) نعت لقنوان مرفوع (الواو) عاطفة (جنّات) معطوف على نبات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (من أعناب) جار ومجرور متعلق بنعت لجنات (الواو) عاطفة في الموضعين (الزيتون، الرمان) اسمان معطوفان بحرفي العطف على نبات منصوبان مثله (مشتبها) حال من الزيتون والرمان أي ورقهما (الواو) عاطفة (غير) معطوف على (مشتبها) منصوب (متشابه) مضاف إليه مجرور (انظروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (إلى ثمر) جار ومجرور متعلق ب (انظروا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للمستقبل مجرد من الشرط في محلّ نصب متعلق ب (انظروا) ، (أثمر) فعل ماض، والفاعل هو أي الثمر (الواو) عاطفة (ينع) معطوف على ثمر مجرور و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (في) حرف جر (ذلكم) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) حرف لجمع الذكور (اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد (آيات) اسم إن مؤخر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جار ومجرور متعلق بنعت لآيات (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة «هو الذي أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي جعل ... وجملة «أنزل....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «أخرجنا به» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أخرجنا منه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

الصرف:

وجملة «نخرج منه» في محلّ نصب نعت ل (خضرا) «1» . وجملة «من النخل ... قنوان» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة والعائد محذوف تقديره بإرادتنا، أو بإرادته. وجملة «انظروا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أثمر» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «إنّ في ذلكم لآيات» لا محلّ لها تعليلية- استئناف بياني-. وجملة «يؤمنون» في محلّ جر نعت لقوم. الصرف: (الإصباح) ، مصدر قياسي لفعل أصبح الرباعي وزنه إفعال. (سكنا) اسم لما يسكن إليه من مال أو ولد.. وقد يكون مصدرا سماعيّا لفعل سكن باب نصر. (حسبانا) ، مصدر سماعي لفعل حسب يحسب باب نصر بمعنى الحساب بكسر الحاء، وثمة مصدر آخر للفعل هو حسبان بكسر الحاء. وفي المصباح: حسبت المال حسبا من باب قتل أحصيته عددا، وفي المصدر أيضا حسبة بالكسر وحسبانا بالضم ... (تقدير) ، مصدر قياسي لفعل قدر الرباعي، وزنه تفعيل. (النجوم) ، جمع النجم وهو اسم جامد من لفظه فعل نجم ينجم باب نصر بمعنى ظهر وطلع. (مستودع) ، اسم مكان من فعل استودع السداسي فهو على وزن اسم المفعول ... وقد يكون مصدرا ميميّا بمعنى الاستيداع ... وزنه مستفعل بضم الميم وفتح العين.

_ (1) أو لا محلّ لها استئنافية.

(خضرا) ، صفة مشبهة من فعل خضر يخضر باب فرح وزنه فعل بفتح فكسر ... وقد يستعمل اللفظ اسما بمعنى الزرع أو البقلة الخضراء. (متراكبا) ، اسم فاعل من تراكب الخماسي، وزنه متفاعل بضم الميم وكسر العين. (النخل) ، اسم جنس جمعي يذكر ويؤنث (نخل منقعر) ، (نخل خاوية) ، واحدته نخلة. (طلعها) ، اسم لشيء يخرج من النخل كأنه نعلان مطبّقان، والحمل بينهما منضود أو ما يبدو من ثمرته أول ظهورها. (قنوان) ، جمع قنو وزنه فعل بكسر فسكون، وهو اسم جامد، وهو من النخل كالعنقود من العنب ويجمع على أقناء وقنيان بضم القاف وكسرها، وقنوان بضم القاف وكسرها. (دانية) ، مؤنث دان، اسم فاعل من دنا يدنو، وزنه فاعلة. (الزيتون) ، اسم جنس جمعي للثمر المعروف أو الشجر المعروف واحدته زيتونة فعلون. (الرمان) ، اسم جنس جمعي للثمر المعروف واحدته رمانة، وزنه فعال بضم الفاء وتشديد العين. (مشتبها) ، اسم فاعل من اشتبه الخماسي، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين. (متشابه) ، اسم فاعل من تشابه الخماسي، وزنه متفاعل بضم الميم وكسر العين.

البلاغة

(ينعه) ، مصدر سماعي لفعل ينع يينع باب ضرب وباب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون. وفي المعجم ينع يينع باب ضرب وباب فتح. البلاغة 1- تحلو الإشارة هنا إلى ما ورد في هذه الآية من فنون البيان الذي شأى فيه القرآن الكريم شأوا واسعا يكاد لا تدركه مدارك البلغاء وتقصر عن تحقيقه لغة الضاد إلا في كلام الله الذي أعجز كل معجز وتحدّى كل ناثر أو شاعر. فنحن نجد في هذه الآية فنّ «المشاكلة» وفنّ «الاستعارة التمثيلية» في قوله «فالق الإصباح» فقد أتى باسم الفاعل مشاكلة لقوله تعالى: فالق الحب والنوى. واستعمل فلق الإصباح تشبيها له بفلق الحبة أو النوى على طريق الاستعارة التمثيلية فقد شبه انشقاق عمود الفجر وانصداع الفجر بفلق الإصباح 2- تشبيه الليل بالسكن: وفي تشبيه الليل بالسكن إعجاز يتجسد فيه عجز الإنسان. 3- الاستعارة: في قوله تعالى «لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» أي مشتبهات الطرق عبر عنها بالظلمات على طريقة الاستعارة. 4- التعريض بمن لا يتدبر آيات الله ولا يعتبر بمخلوقاته: حيث خص العلم بالآيات المفصلة والتفقه فيها بقوم، فأشعر أن قوما غيرهم لا علم عندهم ولا فقه والله الموفق. 1- الالتفات: في قوله تعالى «فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ» حيث التفت الى

[سورة الأنعام (6) : آية 100]

التكلم إظهارا لكمال العناية بشأن ما أنزل الماء لأجله، وذكر بعضهم نكتة خاصة لهذا الالتفات غير ما ذكر وهي أنه سبحانه لما ذكر فيما مضى ما ينبهك على أنه الخالق اقتضى ذلك التوجه إليه حتى يخاطب، واختيار ضمير العظمة دون ضمير المتكلم وحده لإظهار كمال العناية أي فأخرجنا بعظمتنا بذلك الماء مع وحدته نبات كل شيء. [سورة الأنعام (6) : آية 100] وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (100) الإعراب: (الواو) استئنافية (جعلوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (لله) جار ومجرور متعلق بحال من شركاء- نعت تقدم على المنعوت- «1» ، (شركاء) مفعول به ثان منصوب مقدم (الجن) مفعول به أول منصوب (الواو) حالية (خلق) فعل ماض، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (خرقوا) مثل جعلوا (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (خرقوا) ، (بنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الواو) عاطفة (بنات) معطوف على بنين منصوب وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم (بغير) جار ومجرور، في محلّ نصب حال من فاعل خرقوا أي خرقوا له بنين وبنات جاهلين (علم) مضاف إليه مجرور (سبحان) مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تعالى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل هو (عن) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في

_ (1) يجوز جعل الجار والمجرور المفعول الثاني و (شركاء) المفعول الأول و (الجن) بدل من شركاء.

الصرف:

محلّ جر متعلق ب (تعالى) «1» والعائد محذوف (يصفون مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «جعلوا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «خلقهم» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة «خرقوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة « (نسبح) سبحانه» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّح. وجملة «يصفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (يصفون) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة ياء المضارعة وكسر عين الفعل، فهو معتل مثال.... وزنه يعلون. [سورة الأنعام (6) : آية 101] بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) الإعراب: (بديع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (أنى) اسم استفهام مبني في محلّ نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر مقدم للفعل الناقص «2» ، (يكون) مضارع ناقص ناسخ مرفوع (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من ولد- نعت تقدم على المنعوت- (ولد) اسم يكون مرفوع «3» ، (الواو) حالية

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا ... والمصدر المؤوّل في محلّ جر متعلق ب (تعالى) . (2) أو في محلّ نصب حال والعامل هو الفعل التام يكون. (3) أو فاعل (يكون) التام مرفوع.

الصرف:

(لم) نافية (تكن) يخرج مثل يكون وهو مجزوم (له) مثل الأول متعلق بخبر مقدم- أو متعلق بالفعل التام- (صاحبة) مثل ولد في الحالتين (الواو) عاطفة (خلق) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كلّ) مفعول به منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (بكلّ) جار ومجرور متعلق بعليم (شيء) مثل الأول (عليم) خبر المبتدأ هو مرفوع. جملة « (هو) بديع....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يكون له ولد» لا محلّ لها استئنافية «1» . وجملة «لم تكن له صاحبة» في محلّ نصب حال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها وجملة «خلق ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحالية «2» ... وجملة «هو.... عليم» في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق «3» . الصرف: (صاحبة) ، مؤنث صاحب، اسم فاعل من صحب الثلاثي، وزنه فاعلة. الفوائد 1- وردت كلمة «بديع» بمعنى «مبدع» وهي من استعمال الصفة المشبهة مكان اسم الفاعل وقد وردت هذه الصيغة في القرآن الكريم مرة بمعنى الجدّة أي إنشاء الشيء ابتداء وعلى غير مثال سابق. ومرة بمعنى البراعة المعجبة. ومنه قول عمر بن أبي ربيعة فأتتها فأخبرتها بعذري ... ثم قالت أتيت أمرا بديعا.

_ (1) يجوز أن تكون خبرا إذا أعرب (بديع) مبتدأ. (2) أو لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [.....] (3) أو لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 102 إلى 103]

[سورة الأنعام (6) : الآيات 102 الى 103] ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) الإعراب: (ذلكم) اسم إشارة مبني مبتدأ و (اللام) للبعد (وكم) للخطاب (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع «1» (رب) خبر ثان مرفوع «2» ، (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (إلا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف «3» ، (خالق) خبر رابع مرفوع «4» ، (كل) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «5» ، (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (هو على كل شيء وكيل) مثل هو بكل شيء عليم «6» . جملة «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافية.

_ (1) أو بدل من اسم الإشارة، والخبر حينئذ ما بعد لفظ الجلالة. (2) أو بدل من لفظ الجلالة إذا كان خبرا. (3) أو بدل من محلّ لا واسمها لأن محله الرفع ... وانظر إعراب الآية في (163، 255) من سورة البقرة، والآية (1، 6، 18) من سورة آل عمران، والآية (86) من سورة النساء. (4) أو بدل من ربكم. (5) أو عاطفة لربط المسبب بالسبب عند من يعطف الإنشاء على الخبر، وهي لمطلق السببية عند من لا يجيز ذلك. (6) في الآية (101) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة «لا إله إلا هو» في محلّ رفع خبر ثالث للإشارة (ذلكم) . وجملة «اعبدوه» جواب شرط مقدر أي إن كانت هذه صفات الله فاعبدوه. وجملة «هو ... وكيل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (103) (لا) نافية (تدرك) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (الأبصار) فاعل مرفوع (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبتدأ (يدرك) مثل تدرك، والفاعل هو (الأبصار) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (هو) مثل السابق (اللطيف) خبر مرفوع (الخبير) خبر ثان مرفوع. وجملة «لا تدركه الأبصار» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «هو يدرك....» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (تدركه) . وجملة «يدرك الأبصار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة «هو اللطيف» في محلّ نصب معطوفة على جملة هو يدرك. الصرف: (خالق) ، اسم فاعل من خلق الثلاثي، وزنه فاعل. (اللطيف) ، صفة مشبهة مشتقة من فعل لطف يلطف باب نصر، وزنه فعيل. البلاغة 1- فن اللف والنشر: في هذه الآية الكريمة فقوله تعالى «وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» تعليلا للحكمين السابقين على طريقة اللف والنشر أي لا تدركه الأبصار لأنه اللطيف وهو يدرك الأبصار لأنه الخبير. 2- فن المطابقة: وذلك بين قوله تعالى «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ» وقوله تعالى «وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ» .

الفوائد

الفوائد ذا اسم إشارة للمفرد المذكر. يسبق اسم الاشارة بهاء التي هي حرف للتنبيه. فيقال: هذا وهي إشارة للقريب. تلحق ذا الكاف التّي هي حرف خطاب. فقال ذلك وهي إشارة البعيد أيضا [سورة الأنعام (6) : آية 104] قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (بصائر) فاعل مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق ب (جاء) «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني، في محلّ رفع مبتدأ (أبصر) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمفعول محذوف أي أبصرها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لنفس) جار ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره إبصاره، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (من عمي) مثل من أبصر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بخبر والمبتدأ مقدر أي عماه (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عليكم) مثل عليها متعلق بحفيظ (الباء) حرف جر زائد (حفيظ)

_ (1) أو متعلق بمحذوف نعت لبصائر.

الصرف:

مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما. جملة «جاءكم بصائر....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «من أبصر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «أبصر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة « (إبصاره) لنفسه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «من عمي.» لا محلّ لها معطوفة على جملة من أبصر. وجملة «عمي.» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . جملة « (عماه) عليها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ما أنا ... بحفيظ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (بصائر) ، جمع بصيرة، اسم جامد يدل على العقل والفطنة والحجة، وقد يستعمل في موضع الصفة مثل جوارحه بصيرة عليه أي شاهدة، وزنه فعيلة، وبصائر فيه قلب الياء همزة لمجيئها زائدة بعد ألف ساكنة، وزنه فعائل.

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الأنعام (6) : آية 105]

[سورة الأنعام (6) : آية 105] وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105) الإعراب: (الواو) استئنافية (كذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر بالكاف «1» ، متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي: نصرف الآيات تصريفا كذلك «2» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نصرف) مضارع مرفوع، والفاعل للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يقولوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (درست) فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤول (أن يقولوا) في محلّ جر متعلق باللام متعلق ب (نصرف) . (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل أو لام العاقبة (نبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (لقوم) جار ومجرور متعلق ب (نبيّن) ، (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن نبيّن) في محلّ جر باللام متعلق بما تعلق به المصدر المؤول الأول لأنه معطوف عليه.

_ (1) يجوز أن يكون الكاف اسما بمعنى مثل، فهو في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. (2) أي نصرّف الآيات في غير هذه السورة تصريفا مثل التّصريف في هذه السورة، أو نصرّفها في هذه السورة كما صرّفناها في غيرها.

البلاغة

جملة «نصرف ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «يقولوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «درست» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نبينه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «يعلمون» في محلّ جر نعت لقوم. البلاغة 1- فإن قلت: أي فرق بين اللامين في «ليقولوا» ، «ولنبينه» ؟ قلت: الفرق بينهما أن الأولى مجاز والثانية حقيقة، وذلك أن الآيات صرفت للتبيين ولم تصرف ليقولوا درست، ولكن لأنه حصل هذا القول بتصريف الآيات كما حصل التبيين، شبه به فسيق مساقه. الفوائد - وليقولوا درست. كثرت القراءات في لفظ «درست» حتى جعلت ثلاث عشرة قراءة يختلف بعضها عن بعض قوة وضعفا ولعلّ المتواتر منها ثلاث فقط: الأولى درست مبيّنا للفاعل. الثانية: درست والتاء تاء التأنيث الساكنة. الثالث: دارست مثل: قاتلت بمعنى «دارست يا محمد غيرك» . [سورة الأنعام (6) : الآيات 106 الى 107] اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)

الإعراب:

الإعراب: (اتبع) فعل أمر، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «1» ، (أوحي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد- أي القرآن- (إلى) حرف جر و (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أوحي) ، (من رب) جار ومجرور متعلق ب (أوحي) «2» ، و (الكاف) مضاف إليه (لا إله إلا هو) مر إعرابها آنفا «3» ، (الواو) عاطفة (أعرض) مثل اتّبع (عن المشركين) جار ومجرور متعلق ب (أعرض) ، وعلامة الجر الياء. جملة «اتبع....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «أوحي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا إله إلا هو» لا محلّ لها اعتراضية بين المتعاطفين تؤكد إيجاب اتباع الوحي في أمر التوحيد «4» . وجملة «أعرض....» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتبع. (107) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) نافية (أشركوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (ما جعلنا) مثل ما أشركوا و (الكاف) ضمير مفعول به (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (حفيظا) ، (الواو) عاطفة (ما أنت عليهم بوكيل) سبق إعراب

_ (1) أجاز بعضهم أن يكون (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤول مفعول اتّبع، وحينئذ يصبح الجار والمجرور نائب الفاعل. (2) أو متعلق بحال من نائب الفاعل. (3) في الآية (102) من هذه السورة. [.....] (4) يجوز إعرابها حالا من (ربّك) ، أي من ربّك منفردا.

[سورة الأنعام (6) : آية 108]

نظيرها «1» . جملة «شاء الله....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة ... ومفعول شاء محذوف أي: شاء الله إيمانهم. وجملة «ما أشركوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «ما جعلناك....» لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء الله «2» . وجملة «ما أنت.... بوكيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما جعلناك. [سورة الأنعام (6) : آية 108] وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (108) الإعراب: (الواو) استئنافية (لا) ناهبة جازمة (تسبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.... والواو فاعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يدعون) مضارع مرفوع.... والواو فاعل (من دون) جار ومجرور متعلق بحال من العائد المحذوف أو من الموصول نفسه (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) فاء السببية (يسبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء «3» ، وعلامة النصب حذف النون.. والواو

_ (1) في الآية (104) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة ما أشركوا فلا محلّ لها أيضا. (3) يجوز أن يكون الفعل مجزوما نسقا وعطفا على فعل النهي (لا تسبّوا) .

فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (عدوّا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (بغير) جار ومجرور متعلق بحال مؤكدة أي جاهلين (علم) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤول (أن يسبوا) معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي لا يكن منكم سب لآلهتهم فسب منهم لله. (الكاف) حرف جر (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمفعول مطلق عامله (زيّنا) أي: زينا لكل أمة تزيينا مثل التزيين لهؤلاء «2» ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (زيّنا) فعل ماض مبني على السكون ... وفاعله (لكل) جر ومجرور متعلق ب (زينا) ، (أمة) مضاف إليه مجرور (عمل) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (ثم) حرف عطف (إلى رب) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم و (هم) ضمير مضاف إليه (مرجع) مبتدأ مؤخر مرفوع و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ينبئ) مضارع مرفوع، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول «3» مبني في محلّ جر متعلق ب (ينبئهم) ، والعائد محذوف (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ مبني على الضم ... والواو ضمير اسم كان (يعملون) مثل يدعون. جملة «لا تسبوا....» لا محلّ لها استئنافية.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأن العدو يلاقي السب في المعنى ... ويجوز أن يكون حالا مؤكدة أي يسبّوا الله معتدين. (2) فإذا كان الكاف اسما فهو في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته. (3) أو حرف مصدري، والمصدر المؤول في محلّ جر ... ويجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت له.

الصرف:

وجملة «يدعون....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يسبوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «زيّنا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إلى ربهم مرجعهم» لا محلّ لها معطوفة على محذوف أي: فعملوه ثم إلى ربهم مرجعهم. وجملة «ينبئهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إلى ربهم مرجعهم. وجملة «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي كانوا يعملونه. وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (عدوا) ، مصدر سماعي لفعل عدا يعدو باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون، وثمة مصادر أخرى للفعل هي عدو بضم العين، وعداء بفتح العين، وعدوان بضم العين وكسرها، وعدوى بضم العين. الفوائد 1- من آداب القرآن نهى الله سبحانه المؤمنين عن سب الكفرة وآلهتهم التي يشركون بها من دون الله. وعلّل ذلك بأن الذي على الباطل إذا شتمت له ما يعتقد به سوف يرد لك الشتيمة، فإذا كنت على الحق فقد تسببت في شتم الحق. ودين الحق. وهذا الأدب القرآني كان ولا يزال ضرورة من الضرورات الاجتماعية يفرض نفسه في العلاقات الراقية بين الأمم مهما اختلفت أديانها وتباينت عقائدها. ولا يتنكر لهذا التوجيه الإلهي إلا المتعصبون الذين يسيئون للدين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ... !

[سورة الأنعام (6) : آية 109]

[سورة الأنعام (6) : آية 109] وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) الإعراب: (الواو) استئنافية (أقسموا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (أقسموا) ، (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مضاف إلى مرادف المصدر منصوب «1» ، (أيمان) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير مفعول به (آية) فاعل مرفوع (اللام) لام القسم (يؤمنن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال ... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين ضمير في محلّ رفع فاعل ... والنون نون التوكيد (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يؤمنن) ، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافة ومكفوفة (الآيات) مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ، والاستفهام إنكاري، (يشعر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (أنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (ها) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط مبني في محلّ نصب متعلق

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي مجتهدين أو جاهدين.... وانظر الآية (53) من سورة المائدة.

ب (يؤمنون) (جاءت) مثل الأول، والفاعل هي (لا) زائدة «1» ، (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل والرابط محذوف أي بها. والمصدر المؤول (أنها ... لا يؤمنون) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يشعركم، أي وما يشعركم إيمانهم وقت مجيئها. جملة «أقسموا....» لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إن جاءتهم آية ... » لا محلّ لها تفسير لمضمون القسم- أو اعتراضية-. وجملة «يؤمنن بها» لا محلّ لها جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة «إنما الآيات عند الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ما يشعركم....» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «يشعركم....» في محلّ رفع خبر (ما) . وجملة «جاءت....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «يؤمنون» في محلّ رفع خبر أنّ.

_ (1) يجوز أن تكون غير زائدة، وحينئذ تقدر (أنّها) بمعنى (لعلها) ، والجملة لا محلّ لها للتعليل المستأنف ومفعول (يشعركم) الثاني محذوف تقديره إيمانهم أي: وما يشعركم إيمانهم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون بها.... وإذا كانت غير زائدة يكون المصدر المؤول حينئذ هو المفعول الثاني منفيا، كأنه جواب لمن حكم عليهم بالكفر أبدا أي: وما يشعركم عدم إيمانهم بها إذا جاءت ...

[سورة الأنعام (6) : آية 110]

[سورة الأنعام (6) : آية 110] وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) الإعراب: (الواو) استئنافية (نقلّب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (أفئدة) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أبصار) معطوف على أفئدة منصوب و (هم) مضاف إليه (الكاف) حرف جر وتشبيه (ما) حرف مصدري (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يؤمنوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يؤمنوا) ، (أول) ظرف زمان منصوب «1» متعلق ب (يؤمنوا) ، (مرة) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤول (ما لم يؤمنوا) في محلّ جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق ... أي تقليبا ككفرهم من قبل «2» . (الواو) عاطفة (نذر) مثل نقلّب و (هم) ضمير مفعول به (في طغيان) جار ومجرور متعلق ب (يعمهون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يعمهون) فعل مضارع مرفوع ... والواو فاعل.

_ (1) أي عند نزول الآيات المتقدمة على اقتراحهم كانشقاق القمر ... (2) ويجوز تعليقه بمحذوف يقتضيه السياق أي نقلّب أفئدتهم وأبصارهم فلا يؤمنون كعدم إيمانهم من قبل.

الصرف:

جملة «نقلب أفئدتهم» لا محلّ لها استئنافية «1» . وجملة «لم يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «نذرهم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة نقلب. وجملة «يعمهون» في محلّ نصب حال من مفعول (نذرهم) ..... أو هي مفعول ثان إن حمل (نذرهم) معنى فعل من أفعال التحويل أي نصيرهم عمهين في طغيانهم. الصرف: (أفئدة) ، جمع فؤاد، اسم جامد للقلب أو العقل، ومنه اشتق فعل فأده يفأده باب فتح إذا أصاب فؤاده، وفئد يفأد باب فرح إذا شكا فؤاده، وزنه فعال بضم الفاء. [تم الجزء السابع ويليه الجزء الثامن]

_ (1) يجوز عطفها على جملة يؤمنون في الآية السابقة داخلة في حكم وما يشعركم أي: وما يشعركم أننا نقلب أفئدتهم (انظر الجمل في حاشيته على الجلالين) .

[سورة الأنعام (6) : آية 111]

الجزء الثامن بقية سورة الأنعام من الآية 111- إلى الآية 165 [سورة الأنعام (6) : آية 111] وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) الإعراب: (الواو) استئنافية (لو) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير مبني في محلّ نصب اسم أن (نزلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (إلى) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (نزلنا) ، (الملائكة) مفعول به منصوب ... والمصدر المؤول (أننا نزلنا....) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. (الواو) عاطفة (كلم) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به

(الموتى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة (الواو) عاطفة (حشرنا) مثل نزلنا (عليهم) مثل إليهم متعلق ب (حشرنا) (كل) مفعول به منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (قبلا) حال منصوبة من مفعول حشرنا (ما) نافية (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم: والواو ضمير اسم كان (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن يؤمنوا) في محلّ جر باللام متعلق بمحذوف خبر كانوا أي: ما كانوا أهلا للإيمان. (إلا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (يشاء) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع والمصدر المؤول (أن يشاء الله) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «1» . (الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للاستدراك (أكثر) اسم لكن منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (يجهلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. جملة « (ثبت) نزول الملائكة....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «نزلنا....» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «كلمهم الموتى» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «حشرنا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أو هو من الاستثناء المتصل أي: ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا حال مشيئة الله.

الصرف:

وجملة «ما كانوا....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «يؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يشاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «لكن أكثرهم....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يجهلون» في محلّ رفع خبر لكن. الصرف: (قبلا) ، جمع قبيل بمعنى كفيل كرغيف ورغف، أو بمعنى جماعة، والأول صفة مشتقة، والثاني اسم جمع وزنه فعيل والجمع فعل بضمتين ... وثمة رأي أنه ضد دبر أي مواجهة ومعاينة. [سورة الأنعام (6) : الآيات 112 الى 113] وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الإعراب: (الواو) استئنافية (كذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر بالكاف «1» متعلق بمحذوف مفعول مطلق مؤكد لما بعده ... و (الكاف) حرف خطاب و (اللام) للبعد (جعلنا) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (لكل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (عدوا) - نعت تقدم على المنعوت-

_ (1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل، مفعول مطلق نائب عن المصدر في محلّ نصب. [.....]

(نبي) مضاف إليه مجرور (عدوا) مفعول به ثان عامله جعل منصوب (شياطين) مفعول به أول منصوب «1» ، (الإنس) مضاف إليه مجرور (الجن) معطوف على الإنس بالواو مجرور (يوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (بعض) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جار ومجرور متعلق ب (يوحي) ، (زخرف) مفعول به منصوب (القول) مضاف إليه مجرور (غرورا) مفعول لأجله منصوب «2» ، (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (رب) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (فعلوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (والهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ذر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (هم) ضمير مفعول به (الواو) واو المعية- أو عاطفة- (ما) اسم موصول «3» مبني في محلّ نصب مفعول معه «4» ، (يفترون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة «جعلنا....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يوحي بعضهم....» في محلّ نصب حال من شياطين «5» . وجملة «شاء ربك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من (عدوا) على أنه المفعول الأول، ويصبح الجار والمجرور (لكل) المفعول الثاني. (2) أو مصدر في موضع الحال. (3) أو نكرة موصوفة والعائد محذوف والجملة بعده نعت ... أو حرف مصدري. (4) أو معطوف بالواو على الضمير المنصوب في ذرهم. (5) أو في محلّ نصب نعت ل (عدوا) ، ويجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

وجملة «ما فعلوه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «ذرهم....» جواب شرط مقدر أي: إن صدر الإيحاء من بعضهم فذرهم. وجملة «يفترون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تصغي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدرة (إلى) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (تصغي) ، (أفئدة) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مثل يفترون (بالآخرة) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) . والمصدر المؤول (أن تصغي....) في محلّ جر باللام متعلق بفعل يوحي لأنه معطوف على (غرورا) بالمعنى فكلاهما مفعول لأجله العامل فيه يوحي «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأول (يرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به. والمصدر المؤول (أن يرضوه) في محلّ جر باللام متعلق ب (يوحي) بسبب العطف. (الواو) عاطفة (ليقترفوا) مثل ليرضوا إعرابا وتعليقا (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (مقترفون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) نصب (غرورا) لأنه مصدر اتفق مع الفعل في الفاعل ... أما الإصغاء فلا يتفق مع الإيحاء بالفاعل لأن الموحي هو بعضهم والمصغي هو الأفئدة لذلك جر بحرف الجر اللام.

الصرف:

وجملة «تصغي ... أفئدة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يرضوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «يقترفوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «هم مقترفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي: هم مقترفوه. الصرف: (زخرف) : اسم بمعنى أباطيل القول وزنه فعلل بضم الفاء واللام بينهما عين ساكنة. (تصغي) ، الألف منقلبة عن الواو لأن المضارع يأتي أيضا يصغو، فلما جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا في المجرد والمزيد أي: صغا وأصغى. (يرضوه) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف التي هي لام الفعل لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يفعوه. (مقترفون) ، جمع مقترف، اسم فاعل من اقترف الخماسي، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين. الفوائد 1- لام التعليل التي وردت في ثلاثة مواضع من الآية المذكورة هي في الأصل من اللامات الجارة عملا فهي يؤول ما بعدها بمصدر مجرور باللام وهي من

[سورة الأنعام (6) : آية 114]

جهة المعنى تفيد إلى جانب التعليل الصيرورة والعاقبة كما ذهب إليه الزمخشري وهو رأي مقبول. [سورة الأنعام (6) : آية 114] أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (غير 9 مفعول به مقدم منصوب «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أبتغي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (حكما) تمييز منصوب «2» ، (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبتدأ (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (أنزل) فعل ماض، والفاعل هو (إلى) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أنزل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (مفصلا) حال منصوبة من الكتاب (الواو) استئنافية (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (آتينا) فعل ماض مبني على السكون ... ونا فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أن (منزل) خبر مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق

_ (1) يجوز أن يكون حالا من (حكما) إذا أعرب هذا الأخير مفعولا به- نعت تقدم على المنعوت ... (2) أو حال من غير إذا أعربت هذه مفعولا به.

ب (منزل) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (بالحق) جار ومجرور حال من الضمير في منزل أو من رب. والمصدر المؤول (أنّه منزل) في محلّ نصب سد مسد مفعولي يعلمون. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبني على الفتح في محلّ جزم و (النون) للتوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الممترين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر تكوننّ «1» . جملة «أبتغي....» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدرة هي مقول القول لقول محذوف أي قل لهم: أأميل إلى زخارف الشياطين فأبتغي حكما. وجملة «هو الذي....» في محلّ نصب حال. وجملة «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آتيناهم الكتاب....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يعلمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «لا تكونن من الممترين» جواب شرط مقدر أي إن كان أهل الكتاب يعلمون أنه منزل من الله فلا تكونن ...

_ (1) يمكن تأويل النهي في حق الرسول عليه السّلام أن الخطاب له والمقصود غيره.

الصرف:

الصرف: (مفصّلا) ، اسم مفعول من الرباعي فصّل، وزنه مفعّل بضم الميم وفتح العين المشددة. (منزل) بالتشديد- وبالتخفيف- اسم مفعول من الرباعي نزل- أو أنزل-، وزنه مفعّل بضم الميم وفتح العين المشددة- أو غير المشددة. [سورة الأنعام (6) : آية 115] وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الإعراب: (الواو) استئنافية (تمت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (رب) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (صدقا) مصدر في موضع الحال منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (عدلا) معطوف على (صدقا) منصوب (لا) نافية للجنس (مبدّل) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (لكلمات) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (السميع) خبر مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة «تمت كلمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا مبدل لكلماته» لا محلّ لها استئنافية «2» .

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله ... وقد أعربه العكبري تمييزا وتبعه في ذلك السيوطي. (2) وعلى ملاحظة أن الرابط هو كلمات فهي في محلّ نصب حال من فاعل تمت.

البلاغة

وجملة «هو السميع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا مبدل لكلماته. البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ» والمراد بالكلمة الكلام وأريد به القرآن، وإطلاقها عليه إما من باب المجاز المرسل أو الاستعارة وعلاقتها تأبى أن تطلق الكلمة على الجملة غير المفيدة، لكن لم يوجد في كلامهم ذلك الإطلاق، واختير هذا التعبير هذا التعبير لما فيه من اللّطافة التي لا تخفى على من دقق النظر [سورة الأنعام (6) : الآيات 116 الى 117] وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أكثر) مفعول به منصوب (من) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه (في الأرض) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول (يضلّوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن سبيل) جار ومجرور متعلق ب (يضلّوك) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إن) نافية (يتّبعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلا) أداة حصر (الظن) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إن) نافية (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (إلا) مثل الأولى (يخرصون) مثل يتبعون.

جملة «تطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تمت في الآية السابقة. وجملة «يضلّوك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «يتبعون ... » لا محلّ لها استئنافية «1» . وجملة «إن هم إلّا يخرصون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتبعون.... وجملة «يخرصون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (ربّ) اسم إن منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل «2» لا عمل له يفيد التوكيد (أعلم) خبر إن مرفوع (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب على نزع الخافض أي هو أعلم بمن يضل «3» ، (يضل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (عن سبيل) جار ومجرور متعلق ب (يضل) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (أعلم) خبر المبتدأ مرفوع (بالمهتدين) جار ومجرور متعلق بأعلم، وعلامة الجر الياء. وجملة «إن ربك ... أعلم» لا محلّ لها معطوفة استئنافيّة. وجملة «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من فاعل يضلوك. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (أعلم) ، وجملة هو أعلم خبر إن. (3) يجوز أن تكون (من) موصولة أو موصوفة في محلّ نصب بفعل محذوف دل عليه الاسم أعلم ... وقد تكون استفهامية في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يضل، والجملة الاستفهامية معلق عنها الفعل المقدر. [.....]

الصرف:

وجملة «هو أعلم ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر إن لفظا أو جملة. الصرف: (تطع) ، فيه إعلال لمناسبة الجزم حيث التقى ساكنان هما عين الفعل ولامه، فحذفت عين الفعل، وزنه تفل بكسر الفاء. (الظن) ، مصدر سماعي لفعل ظن يظن باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- «إن» النافية: تنفي الماضي مثل «ان جاء الا أنتم» وتنفي الحال نحو «إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ» . وتدخل على الفعل وعلى الاسم. وقد ورد المثالان في الآية المذكورة فتأمل. [سورة الأنعام (6) : الآيات 118 الى 119] فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (كلوا) «1» ، (ذكر) فعل ماض مبني للمجهول (اسم) نائب فاعل مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على)

_ (1) يجوز أن يكون نكرة موصوفة في محلّ جر.

حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (ذكر) (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان (بآيات) جار ومجرور متعلق بمؤمنين و (الهاء) مضاف إليه (مؤمنين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «كلوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن كنتم أيها المسلمون محقين في الإيمان فكلوا ... وجملة «ذكر اسم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدر المتقدم، وجواب الشرط الثاني محذوف دل عليه جواب الشرط الأول. (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ما (أن) حرف مصدري (لا) نافية (تأكلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (ألا تأكلوا) في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلق بمحذوف حال أي: ما لكم في عدم أكلكم. (مما ذكر ... عليه) مثل الأولى (الواو) حالية (قد) حرف تحقيق (فصّل) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) مثل الأول متعلق ب (فصل) ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (حرم عليكم) مثل فصّل لكم (إلا) حرف للاستثناء المتصل أو المنقطع (ما) مثل المتقدم منصوب على الاستثناء (اضطررتم) فعل ماض مبني للمجهول ... و (تم) ضمير نائب

_ (1) أو في حل جر نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.

الفوائد

فاعل (إلى) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (اضطررتم) ، (الواو) استئنافية (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (كثيرا) اسم إنّ منصوب (اللام) للتوكيد (يضلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بأهواء) جار ومجرور متعلق ب (يضلون) والباء سببية و (هم) ضمير مضاف إليه (بغير) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل يضلّون، أي متلبسين بغير علم (علم) مضاف إليه مجرور (إن ربك ... بالمعتدين) مرّ إعراب نظيرها «1» . وجملة «ما لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدرة. وجملة «تأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «ذكر اسم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «فصّل لكم ... » في محلّ نصب حال. وجملة «حرّم عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «اضطررتم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة «إن كثيرا ليضلون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يضلون..» في محلّ رفع خبر إن. وجملة «إن ربك هو أعلم» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد 1- «ما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا» «ما» اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ: وللاستفهام حرفان وهما الهمزة وهل، وتسعة أسماء وهي «ما ومن وأي وكم وكيف

_ (1) في الآية (117) من هذه السورة.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 120 إلى 121]

وأين وأنى ومتى وأيان» . وتنقسم أدوات الاستفهام جميعها من جهة التصور والتصديق إلى ثلاثة أقسام: 1- «هل» للتصديق فقط. 2- «الهمزة» مشتركة بين التصور أو التصديق. 3- بقية أسماء الاستفهام لطلب التصور دون التصديق، وعليك بكتب البلاغة لاستيفاء هذا البحث. [سورة الأنعام (6) : الآيات 120 الى 121] وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) الإعراب: (الواو) استئنافية (ذروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (ظاهر) مفعول به منصوب (الإثم) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (باطن) معطوف على ظاهر منصوب و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إن (يكسبون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الإثم) مفعول به منصوب (السين) حرف استقبال (يجزون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب الفاعل (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (يجزون) «1» ، (كانوا) فعل ماض

_ (1) (ما) قد يكون حرفا مصدريا، والمصدر المؤول في محلّ جر، وقد يكون نكرة.

ناقص مبني على الضم ... والواو اسم كان (يقترفون) مثل يكسبون. جملة «ذروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إن الذين ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة «يكسبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «سيجزون ... » في محلّ رفع خبر إن. وجملة «كانوا يقترفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يقترفون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (مما لم يذكر اسم الله عليه) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) استئنافية (إن) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (اللام) للتوكيد (فسق) خبر مرفوع (الواو) استئنافية (إن) مثل الأول (الشياطين) اسم إن منصوب (اللام) مثل الأول (يوحون) مثل يكسبون (إلى أولياء) جار ومجرور متعلق ب (يوحون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) لام التعليل (يجادلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به. والمصدر المؤول (أن يجادلوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (يوحون) .

_ موصوفة، والجملة بعده في محلّ جر نعت، والعائد- في حالتي الموصول والموصوف- محذوف أي: بما كانوا يقترفونه. (1) في الآية (118) من هذه السورة.

الصرف:

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم «1» (أطعتم) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... (وتم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (هم) ضمير مفعول به (إنّكم لمشركون) مثل إنه لفسق، وعلامة رفع الخبر الواو. وجملة «لا تأكلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروا. وجملة «يذكر اسم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «إنه لفسق» لا محلّ لها استئنافية «2» . وجملة «إن الشياطين.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يوحون» في محلّ رفع خبر إن. وجملة «يجادلوكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «إن أطعتموهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن الشياطين ... وجملة «إنكم لمشركون» لا محلّ لها جواب قسم مقدر ... وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم. الصرف: (ظاهر) ، اسم فاعل من ظهر الثلاثي، وزنه فاعل. (باطن) ، اسم فاعل من بطن الثلاثي، وزنه فاعل. (يوحون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يوحيون

_ (1) حذفت اللام الموطئة للقسم تخفيفا، وقد جاء الجواب مقترنا باللام في قوله: (إنكم لمشركون) . (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال ... كما يجوز أن تكون معطوفة على الجملة الإنشائية قبلها على رأي سيبويه.

الفوائد

بضم اليائين، استثقلت الضمة على الياء الثانية فسكنت، ونقلت الحركة إلى الحاء- إعلال بالتسكين- ثم حذفت الياء لمجيئها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح (يوحون) ، وزنه يفعون. الفوائد 1- هذه الآية هي موضع خلاف لا ينتهي بين الفقهاء من جهة حكم التحليل والتحريم. وبين النحاة حول هذه الواو والتي بسببها نشب الخلاف بين الفقهاء. وحصيلة هذا الخلاف ما يلي: أ- الشعبي وابن سيرين ومالك يرون التحريم سواء ترك التسمية عمدا أو سهوا. ب- الثوري وأبو حنيفة فرقوا بين الحالتين: فقالوا إن ترك التسمية عامدا حرمت وإن تركها ناسيا حلّت. ج- الشافعي وأحمد بن حنبل قالا تحل الذبيحة سواء ترك التسمية عامدا أو ناسيا. وتعليل ذلك لديهما أن الواو ليست عاطفة وإنما هي حالية، فيحرم الأكل في حاله كونه فسقا فقط فتخيّر عصمك الله من الزلل. وإن كنت من هواة التحقيق فارجع إلى كتب الفقه ففيها ما تطمح إلى تحقيقه. [سورة الأنعام (6) : آية 122] أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (122)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الواو) استئنافية «1» (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (ميتا) خبر كان منصوب (الفاء) عاطفة (أحيينا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) ضمير فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل أحيينا (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول ثان (نورا) مفعول أول منصوب (يمشي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (به) مثل له متعلق بفعل يمشي (في الناس) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل يمشي (الكاف) حرف جر وتشبيه (من) اسم موصول في محلّ جر متعلق بخبر المبتدأ من (مثل) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (في الظلمات) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر (ليس) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (الباء) حرف جر زائد (خارج) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (من) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بخارج (الكاف) مثل الأول «2» (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمفعول مطلق محذوف أي تزيينا كذلك التزيين للمؤمنين ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (زين) فعل ماض مبني للمجهول (للكافرين) جار ومجرور متعلق ب (زين) ، (ما) اسم

_ (1) جرى المعربون على أن (الواو) عاطفة تعطف الجملة بعدها على جملة استئنافية محذوفة قبلها يقتضيها السياق. (2) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي زين للكافرين عملهم تزيينا مثل ذلك التزيين.

الصرف:

موصول مبني في محلّ رفع نائب فاعل «1» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «من كان ميتا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كان ميتا....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «أحييناه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يمشي ... » في محلّ نصب نعت ل نورا) . وجملة «مثله في الظلمات» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة «ليس بخارج....» في محلّ نصب حال من الموصول (من) «2» . وجملة «زيّن....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر كان. الصرف: (ميتا) ، اسم لمن فقد الحياة، وزنه فعل بفتح فسكون ... وقد يكون صفة مشتقة. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في الآية الكريمة، حيث مثل الذي هداه الله بعد الضلالة ومنحه التوفيق لليقين الذي يميز به بين المحق والمبطل والمهتدي

_ (1) أو هو حرف مصدري، والمصدر المؤول في محلّ رفع نائب فاعل. (2) أو استئناف بياني.

الفوائد

والضال، بمن كان ميتا فأحياه وجعل له نورا يمشي به في الناس مستغيثا به فيميز بعضهم من بعض. ومن بقي على الضلالة بالخابط في الظلمات لا ينفك منها ولا يتخلص. الفوائد 1- «أَوَمَنْ» في هذه الكلمة مركبة من ثلاثة من أقسام الكلام همزة الاستفهام وواو العطف والاسم الموصول، وهو من صور البلاغة والتعابير المبدعة في القرآن الكريم، وما أكثرها: أليس وهو كلام الله المعجز والمبدع؟! 2- أسلوب التمثيل وما يتضمنه من حركة وتشخيص هو من خصائص القرآن الكريم الذي حوى التصوير الفني في أبدع صوره وأوسع أبعاده لما فيه من قوة التأثير وسهولة التعبير. [سورة الأنعام (6) : آية 123] وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ (123) الإعراب: (الواو) عاطفة (كذلك) مثل السابق «1» وعامله جعلنا (جعلنا) مثل أحيينا «2» ، (في كل) جار ومجرور متعلق ب (جعلنا) «3» ، (قرية) مضاف إليه مجرور (أكابر) مفعول به أول منصوب (مجرمي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء، وحذفت النون للإضافة و (ها) ضمير

_ (1، 2) في الآية السابقة (122) . (3) والمفعول الثاني مقدر تقديره ماكرين دل عليه (ليمكروا) ، ويجوز أن يكون الجار والمجرور في محلّ المفعول الثاني، ويعرب (مجرميها) حينئذ بدلا من أكابر منصوب وعلامة النصب الياء. [.....]

الفوائد

مضاف إليه (اللام) لام العاقبة- أو للتعليل- (يمكروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.... والواو فاعل (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يمكروا) . والمصدر المؤول (أن يمكروا) في محلّ جر باللام متعلق ب (جعلنا) . (الواو) استئنافية (ما) نافية (يمكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلا) أداة حصر (بأنفس) جار ومجرور متعلق ب (يمكرون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) حالية (ما يشعرون) مثل ما يمكرون. جملة «جعلنا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن ... في السابقة. وجملة «يمكروا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «ما يمكرون....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ما يشعرون» في محلّ نصب حال من فاعل يمكرون. الفوائد 1- هذه الآية تصور حال من المفسدين في كل مكان وكل زمان، وليت الذين يفسدون في الأرض يدركون فحوى قوله تعالى «وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ» ولو كشف الغطاء عن أبصار الناس وبصائرهم لرأى من يجرم حيال الناس إنما اجرامه يعود عليه قبل الناس ولكن أنى للناس أن يبصروا وما تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

[سورة الأنعام (6) : آية 124]

[سورة الأنعام (6) : آية 124] وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ (124) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق بالجواب قالوا (جاءت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (آية) فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (حتى) حرف غاية وجر (نؤتى) مضارع مبني للمجهول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (مثل) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر مضاف إليه (أوتي) فعل ماض مبني للمجهول (رسل) نائب فاعل مرفوع (الله) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤول (أن نؤتى) في محلّ جر ب (حتى) متعلق ب (نؤمن) . (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (حيث) ظرف مبني على الضم في محلّ نصب متعلق بفعل محذوف دلّ عليه أعلم الاسم «1» ، (يجعل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (رسالة) مفعول به

_ (1) هذا الظرف عند بعضهم هو مفعول به عامله الفعل المقدر لأن الله تعالى لا يكون في مكان أعلم منه في مكان آخر ... وقال أبو حيان: الظاهر إقرار (حيث) على الظرفية المجازية وتضمين أعلم معنى ما يتعدى الى الظرف، والتقدير: الله أنفذ علما حيث يجعل ... أي هو نافذ العلم في هذا الموضع ... وقال السفاقسي: الظاهر أنه باق على معناه من الظرفيّة.

منصوب، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (السين) حرف استقبال (يصيب) مثل يجعل وفاعله (صغار) ، (الذين) موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (أجرموا) مثل قالوا ... (عند) ظرف مكان منصوب متعلق ب (يصيب) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عذاب) معطوف على صغار مرفوع (شديد) نعت مرفوع (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري «2» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم ... والواو اسم كان (يمكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (ما كانوا ... ) في محلّ جر بالباء متعلق ب (يصيب) . جملة «جاءتهم آية» في محلّ جر بإضافة (إذا) إليها. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لن نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نؤتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «أوتي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «الله أعلم....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يجعل ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «سيصيب ... صغار» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلق بصغار لكونه مصدرا، ويجوز أن يتعلق بنعت لصغار. (2) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي يمكرون به.

الصرف:

وجملة «أجرموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كانوا يمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «يمكرون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (صغار) ، مصدر سماعي لفعل صغر يصغر باب فرح وزنه فعال بفتح الفاء، وثمة مصادر أخرى هي صغر بكسر الصاد وفتح الغين وصغر بضم فسكون وصغر بفتحتين. [سورة الأنعام (6) : آية 125] فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125) الإعراب: (الفاء) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يرد) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل لفظ الجلالة (الله) مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يهدي) مضارع منصوب وعلامة النصب الفتحة و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤول (أن يهديه) في محلّ نصب مفعول به. (يشرح) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل هو (صدر) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (للإسلام) جار ومجرور متعلق ب (يشرح) . (الواو) عاطفة (من يرد أن يضله ... صدره) مثل من يرد أن يهديه ... (ضيقا) مفعول به ثان لفعل جعل (حرجا) نعت

ل (ضيقا) «1» منصوب (كأنما) كافة ومكفوفة (يصّعد) مضارع مرفوع والفاعل هو (في السماء) جار ومجرور متعلق ب (يصعد) ، (كذلك) مر إعرابه «2» ، ((يجعل) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الرجس) مفعول به منصوب (على) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (يجعل) بتضمينه معنى يلقي «3» ، (لا) نافية (يؤمنون) مثل يمكرون «4» . جملة «من يرد الله....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يهديه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «يشرح» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «من يرد ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يرد الله (المكررة) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «5» . وجملة «يضله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «يجعل....» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة «يصعد....» في محلّ نصب حال من الضمير في (ضيّقا) أو (حرجا) «6» .

_ (1) أو هو مفعول ثالث، لأن (جعل) من النواسخ، ولما صح تعدد الخبر صح تعدد المفاعيل مهما بلغت لأنها لشيء واحد، ولا يلزم أن يكون الفعل متعديا لاثنين أو ثلاثة. (2) في الآية (122) من هذه السورة. (3) ويجوز أن يتعلق بمحذوف مفعول به ثان أي مستعليا أو مستقرا. (4) في الآية السابقة (124) . (5) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (6) يجوز أن تكون استئنافية فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة «يجعل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (ضيّقا) ، صفة مشتقة مشبهة باسم الفاعل، على وزن فيعل من ضاق يضيق أدغمت فيه ياء فيعل مع عينه. (يصّعد) فيه إبدال التاء صادا وإدغامها مع الصاد، وأصله يتصعد. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ» شبهه للمبالغة في ضيق صدره بمن يزاول ما لا يكاد يقدر عليه فإن صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة. وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود. [سورة الأنعام (6) : الآيات 126 الى 127] وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (127) الإعراب: (الواو) استئنافية (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (صراط) خبر مرفوع (رب) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (مستقيما) حال مؤكدة منصوبة العامل فيها اسم الإشارة «1» . (قد) حرف تحقيق (فصّلنا) ، فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب

_ (1) في اسم الإشارة أثر من الفعل لأنه بمعنى أشير.

الكسرة (لقوم) جار ومجرور متعلق ب (فصلنا) ، (يذكّرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «هذا صراط....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «فصّلنا....» لا محلّ لها استئنافية «1» . وجملة «يذكّرون» في محلّ جر نعت لقوم. (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بخبر مقدم (دار) مبتدأ مؤخر مرفوع (السلام) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف مكان منصوب متعلق بحال من دار السلام، والعامل فيها معنى الاستقرار «2» ، (ربّهم) مثل ربّك (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (ولي) خبر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الباء) حرف جر للسببية أو الملابسة (ما) حرف مصدري «3» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم ... والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (يعملون) مثل يذكرون. والمصدر المؤول (ما كانوا يعملون) في محلّ جر بالباء متعلق بولي. وجملة «لهم دار السلام» في محلّ نصب حال من فاعل يذكرون «4» . وجملة «هو وليهم» في محلّ نصب حال من فاعل يذكرون «5» . وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الصراط إذا أستعير للقرآن، والرابط في الجملة مقدر. (2) أو متعلق بالسلام لأنه مصدر. (3) أو اسم موصول في محلّ جر، والعائد محذوف أي يعملونه. (4، 5) يجوز أن تكون مستأنفة فلا محلّ لها. [.....]

الصرف:

الصرف: (يذّكرون) ، فيه إبدال التاء ذالا وإدغامها مع الذال، وأصله يتذكرون. الفوائد 1- كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ يرى علماء العصر الحديث أنه كلما ارتفع الإنسان عن سطح الأرض كلما خفّ الضغط الجوي وخفّ بالتالي نسبة الأكسجين التي يحتاج إليها الأحياء أثناء عملية التنفس، ونتيجة ذلك يشعر المرء بضيق في صدره وحرج خلال استنشاقه للهواء قد يؤدي به ذلك إلى الإغماء فالاختناق. ويرى بعض المفسرين أن ذلك يتفق مع قوله تعالى: «كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ» والله أعلم بما أودع كلماته من دقيق الأفكار ولطيف المعاني. [سورة الأنعام (6) : آية 128] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) الإعراب: (الواو) استئنافية (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق بفعل محذوف تقديره يقول (يحشر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (جميعا) حال منصوبة من ضمير النصب في (يحشرهم) ، (يا) أداة نداء (معشر) منادى مضاف منصوب (الجن) مضاف إليه مجرور (قد) حرف تحقيق (استكثرتم) فعل ماض مبني على السكون ... (وتم) ضمير فاعل (من الإنس) جار ومجرور على حذف

مضاف أي من إغواء الإنس متعلق ب (استكثرتم) (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (أولياء) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (من الإنس) مثل الأول متعلق بحال من أولياء (رب) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (استمتع) مثل الأول (بعض) فاعل مرفوع و (نا) مضاف إليه (ببعض) جار ومجرور متعلق ب (استمتع) ، (الواو) عاطفة (بلغنا) مثل استكثرتم (أجل) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الذي) موصول مبني في محلّ نصب نعت ل (أجلنا) ، (أجّلت) مثل استكثرتم (اللام) حرف جر و (نا) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أجلت) «1» ، (قال) مثل الأول والفاعل هو أي الله، (النار) مبتدأ مرفوع (مثوى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف و (كم) ضمير متصل مضاف إليه (خالدين) حال منصوبة من الضمير المجرور في مثواكم «2» ، (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بخالدين (إلا) حرف للاستثناء (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء المتصل أي إلا زمنا يرده الله مستثنى من الزمن الدائم الخالد «3» ، (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (ربّ) اسم إن منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (حكيم) خبر إن مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة «يحشرهم....» في محلّ جر مضاف إليه.

_ (1) أو بمحذوف حال من الضمير المفعول في (أجّلت) أي: أجّلته مسخّرا لنا. (2) هذا إذا كان مثوى مصدرا ميميا أي: النار ذات ثوائكم ... يجوز أن يكون العامل فعلا مقدرا بكون مثوى اسم مكان. (3) يجوز حمل (ما) معنى (من) أي: إلا من يشاء الله عدم خلوده.

الصرف:

وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول للقول المقدر يقول. وجملة «قد استكثرتم....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «قال أولياؤهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة المستأنفة المقدرة. وجملة «النداء ربنا» في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة «استمتع بعضنا....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «بلغنا.» لا محلّ لها معطوفة على جملة استمتع بعضنا. وجملة «أجّلت لنا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «قال....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «النار مثواكم» في محلّ نصب مقول القول الثالث. وجملة «شاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «إن ربك حكيم....» لا محلّ لها تعليليّة- أو للاستئناف فقط-. الصرف: (معشر) ، اسم جمع بمعنى الجماعة، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ... ويجمع على معاشر. البلاغة 1- الاستثناء المذهل: في قوله تعالى «خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ» فقد ذكر الزمخشري في كتابه الكشاف: إلا ما شاء الله، إلا الأوقات التي ينقلون فيها من عذاب النار إلى عذاب الزمهرير، فقد روي أنهم يدخلون واديا فيه من الزمهرير ما يميز بعض أوصالهم من بعض، فيتعاوون ويطلبون الردّ إلى

[سورة الأنعام (6) : آية 129]

الجحيم. أو يكون من قول الموتور الذي ظفر بواتره ولم يزل يحرق عليه أنيابه وقد طلب إليه أن ينفس خناقه. أهلكني الله إن نفست عنك إلا إذا شئت، وقد علم أنه لا يشاء إلا التشفي منه بأقصى ما يقدر عليه من التعنيف والتشديد، فيكون قوله: إلا إذا شئت، من أشد الوعيد، مع تهكم بالموعد لخروجه في صورة الاستثناء الذي فيه إطماع. [سورة الأنعام (6) : آية 129] وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (129) الإعراب: (الواو) استئنافية (الكاف) حرف جر وتشبيه «1» (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله الفعل الذي يليه «2» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نولي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بعض) مفعول به منصوب (الظالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (بعضا) مفعول به ثان منصوب «3» ، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كانوا يعملون «4» في مفرداتها وفي المصدر المؤول. جملة «نولّي....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أو الاسمي (ما) .

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر ... أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك أو مثل ذلك.... (2) أو متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدر أي: الأمر كذلك. (3) أو منصوب على نزع الخافض أي نولي بعض الظالمين على بعض أي نسلطهم على بعض. (4) في الآية (127) من هذه السورة.

[سورة الأنعام (6) : الآيات 130 إلى 133]

وجملة «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الأنعام (6) : الآيات 130 الى 133] يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (130) ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ (131) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) الإعراب: (يا معشر الجن) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) عاطفة (الإنس) معطوف على الجن مجرور مثله، (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة و (كم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بنعت لرسل (يقصون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عليكم) مثل منكم متعلق ب (يقصون) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ينذرون) مثل يقصّون و (كم) مفعول به أول (لقاء) مفعول به ثان منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (ها)

_ (1) في الآية (128) من هذه السورة.

حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر عطف بيان أو بدل من يوم (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (شهدنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) فاعل (على أنفس) جار ومجرور متعلق ب (شهدنا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافية (غرّت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الحياة) فاعل مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (الواو) عاطفة (شهدوا) مثل قالوا (على أنفسهم) مثل على أنفسنا متعلق ب (شهدوا) (أن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أن (كانوا) فعل ناقص- ناسخ- واسمه (كافرين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. جملة النداء «يا معشر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يأتكم رسل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يقصون....» في محلّ رفع نعت لرسل «1» . وجملة «ينذرونكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقصون «2» . وجملة «قالوا....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «شهدنا على أنفسنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «غرّتهم الحياة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «شهدوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة غرتهم الحياة.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من رسل لأنه وصف. (2) أو في محلّ نصب معطوفة.

وجملة «كانوا....» في محلّ رفع خبر أن. والمصدر المؤول (أنهم كانوا كافرين) في محلّ جر بحرف جر محذوف هو الباء، متعلق ب (شهدوا) . (131) (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (أن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف أي أنه (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يكن) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم (ربّ) اسم يكن مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (مهلك) خبر منصوب (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة (بظلم) جار ومجرور متعلق بحال من الضمير في مهلك أي متلبسا بظلم. والمصدر المؤول (أنه لم يكن ربك مهلك ... ) في محلّ جر بلام محذوفة أي لأنه لم يكن.... والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (الواو) حالية (أهل) مبتدأ مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (غافلون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة «ذلك أن لم يكن....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «لم يكن ربّك مهلك....» في محلّ رفع خبر أن المخففة. وجملة «أهلها غافلون» في محلّ نصب حال. (132) (الواو) عاطفة (لكلّ) جار ومجرور متعلق بخبر مقدم (درجات) مبتدأ مؤخر مرفوع (من) حرف جر (ما) حرف مصدريّ «1» ، (عملوا)

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جر متعلق بنعت لدرجات، والعائد محذوف.

فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤول (ما عملوا) في محلّ جر ب (من) متعلق بمحذوف نعت لدرجات. (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (رب) اسم ما مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الباء) حرف جر زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جر (ما) مثل الأول (يعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (ما يعملون) في محلّ جر ب (عن) متعلق بغافل. وجملة «لكل درجات....» لا محلّ لها معطوفة على جملة غرتهم الحياة. وجملة «عملوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) الأول. وجملة «ما ربك بغافل....» لا محلّ لها معطوفة على جملة لكل درجات. وجملة «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) الثاني «1» . (133) (الواو) حرف عطف (رب) مبتدأ مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الغني) نعت مرفوع «2» ، (ذو) نعت ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (الرحمة) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (يذهب) مضارع

_ (1) أو صلة الموصول الاسمي، والعائد محذوف أي: يعملونه. (2) يجوز أن يكون (الغني) خبرا أول و (ذو الرحمة) خبرا ثانيا.

مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يستخلف) مثل يذهب معطوف عليه والفاعل هو (من بعد) جار ومجرور متعلق ب (يستخلف) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «1» ، (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو. والمصدر المؤول (ما أنشأكم) في محلّ جر بالكاف حرف الجر «2» متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي: يستخلف من بعدكم ما يشاء إنشاء كإنشائكم من ذرية قوم آخرين ... و (أنشأكم) فعل ومفعول به والفاعل هو. (من ذرية) جار ومجرور متعلق ب (أنشأكم) ، (قوم) مضاف إليه مجرور (آخرين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجر الياء. وجملة «ربّك الغني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكل درجات. وجملة «إن يشأ يذهبكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربك) «3» . وجملة «يذهبكم....» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة «يستخلف....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة «يشاء....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .

_ (1) استعمال (ما) هنا على سبيل التغليب، أو هو مستعار لما يعقل عوض من (من) . [.....] (2) أو هو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر. (3) أو استئناف بياني، جاء جوابا عن سؤال مقدر ...

الصرف:

الصرف: (لقاء) ، مصدر سماعي لفعل لقي الثلاثي، ومصدر سماعي لفعل لاقى الرباعي، وزنه فعال بكسر الفاء، وفيه إبدال حرف العلة المتطرفة همزة بعد الألف الساكنة أصله لقاي. (مهلك) ، اسم فاعل من أهلك الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر اللام. البلاغة - إيثار «ما» على «من» : في قوله تعالى «ما يَشاءُ» لإظهار كمال الكبرياء وإسقاطهم عن رتبة العقلاء. [سورة الأنعام (6) : آية 134] إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) الإعراب: (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إن، والعائد محذوف (توعدون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب الفاعل (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (آت) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء المحذوفة (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جر زائد (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجر الياء. جملة «إن ما توعدون لآت» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «ما أنتم بمعجزين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (آت) ، اسم فاعل من أتى الثلاثي، وزنه فاع لأن فيه إعلالا بالحذف، حذفت الياء لمناسبة التنوين. (بمعجزين) ، جمع معجز، اسم فاعل من أعجز الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. الفوائد 1- هذه المؤكدات المتتابعة لها غرض واحد ولكنه عند الله عظيم إنها تؤكد وقوع يوم القيامة وأن الله لا يعجزه بعث الناس بعد موتهم وتوقيفهم للحساب حيث يجزون بالخير خيرا وبالشر شرا وليس ذلك على الله بعزيز. فانظر إلى «إنّ» المؤكدة، ثم هذه اللام المؤكدة والتي زحلقتها إن من أول المبتدأ إلى أول الخبر ثم طريقة النفي ب «ما» ثم يعقبها الباء وهو حرف جر زائد وزيادته في مجال الإعراب وليس في مجال توكيده وتقريره للمعنى المطلوب. 2- التنوين هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظا وتهمل خطا. وأنواعه المشهورة أربعة هي: أ- تنوين التمكين، وهو ما يلحق الأسماء المعربة للدلالة على تمكنها من الاسمية. ب- تنوين التنكير هو الذي يلحق بعض الأسماء المبنية مثل مررت بسيبويه لا مثيل له. ج- تنوين المقابلة ويلحق جمع المؤنث السالم وهو في مقابلة النون في جمع المذكر السالم. د- تنوين العوض: وقد يكون عوضا عن كلمة أو عن جملة أو عوضا عن حرف. فالعوض عن الجملة هو ما يلحق كلمة «إن» وثمة أنواع أخرى من التنوين غير المشهور سنأتي على ذكرها في مواطن أخرى تقتضي التفصيل إن شاء الله.

[سورة الأنعام (6) : آية 135]

[سورة الأنعام (6) : آية 135] قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه (اعملوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل (على مكانة) جار ومجرور متعلق ب (اعملوا) على حذف مضاف أي تثبيت مكانتكم أو تقوية مكانتكم، و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (عامل) خبر مرفوع (الفاء) تعليلية (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به «1» ، (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (عاقبة) اسم تكون مرفوع (الدار) مضاف إليه مجرور (إنّه) مثل إنّي «2» (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع، وعلامة الرفع الواو. جملة «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء «يا قوم....» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز أن يكون (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة (تكون له عاقبة الدار) ، أي: سوف تعلمون أيّنا تكون له.... والجملة الاسمية من تكون.... إما سادّة مسد مفعولي تعلمون إذا كان قلبيا أو مسد المفعول الواحد إذا كان بمعنى العرفان. (2) والهاء هو ضمير الشأن.

الصرف:

وجملة «اعملوا....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «إني عامل....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «سوف تعلمون» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «تكون له عاقبة....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «إنه لا يفلح....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إن. الصرف: (مكانة) ، مؤنث مكان، اسم مكان من فعل كان، فالميم على هذا زائدة، وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عين الفعل في المضارع مضمومة ... وقيل: الميم أصلية في مكانة من فعل مكن فهو مصدر بمعنى التمكن فوزنه فعالة. [سورة الأنعام (6) : آية 136] وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (136) الإعراب: (الواو) استئنافية (جعلوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (لله) جار ومجرور متعلق ب (جعلوا) المتعدي لواحد أو متعلق بمفعول ثان إن كان متعديا لاثنين (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف حال من (نصيبا) «1» ، (ذرأ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (من الحرث)

_ (1) أو متعلق بفعل جعلوا.

جار ومجرور متعلق ب (ذرأ) «1» ، (الواو) عاطفة (الأنعام) معطوف على الحرث مجرور (نصيبا) مفعول به عامله جعلوا، منصوب (الفاء) عاطفة (قالوا) مثل جعلوا (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر (بزعم) جار ومجرور متعلق ب (قالوا) بتضمينه معنى فعل يتعدى بالباء أي تصرفوا بزعمهم «2» ، (الواو) عاطفة (هذا لشركائنا) مثل هذا لله، و (نا) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى (ما) ، (لشركاء) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (يصل) مضارع مرفوع والفاعل هو يعود إلى (ما) ، (إلى الله) جار ومجرور متعلق ب (يصل) ، (الواو) عاطفة (ما كان لله) مثل ما كان لشركائهم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (يصل إلى شركائهم) مثل يصل إلى الله ... و (هم) مضاف إليه (ساء) فعل ماض لإنشاء الذم (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف (يحكمون) مضارع مرفوع والواو فاعل ... والمخصوص بالذم محذوف أي: ساء ما يحكمون حكمهم هذا. جملة «جعلوا....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ذرأ....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو بمحذوف حال من العائد المحذوف أو من (ما) . (2) أو قالوا ذلك بزعم لا بيقين ... ويجوز أن يكون التعليق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر.

الصرف:

وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلوا. وجملة «هذا لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هذا لشركائنا» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا لله. وجملة «ما كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ... وجملة «كان لشركائهم» في محلّ رفع خبر (ما) «1» . وجملة «لا يصل ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي: فهو لا يصل «2» ... والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ما كان ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان (الأولى) . وجملة «كان لله» في محلّ رفع خبر (ما) «3» . وجملة «هو يصل» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «يصل....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة «ساء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يحكمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (زعم) ، مصدر زعم يزعم باب نصر وزنه فعل بفتح

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن يكون (ما) موصولا مبتدأ خبره جملة (لا يصل) ... على زيادة الفاء لمشابهة ما للشرط. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

فسكون، وهي لغة الحجاز، أما لغة بني أسد ففي ضم الفاء، ومنهم من يزعم أن الضم هو اسم والفتح هو مصدر. الفوائد 1- ترد «ما» بعد نعم وبئس وساء على ثلاثة أقسام: الأول: أن تكون مفردة أي غير متبوعة بشيء. الثاني: أن تكون متبوعة بمفرد. الثالث: أن تكون متبوعة بجملة. فالأول نحو: أنزلته منزلا نعمّا وفيها قولان: 1- أنها معرفة وهي اسم موصول «فاعل» . 2- نكرة تامة والمخصوص محذوف «نعم المنزل» . الثاني: نحو: نعمّا هي، وبئسما التزويج بلا مهر، وفيها ثلاثة أقوال: 1- معرفة تامة فاعل. 2- نكرة تامة. 3- مركبة مع الفعل قبلها تركيبا يماثل تركيب «ذا مع حبّ» فلا موضع لها من الإعراب وما بعدها فاعل. الثالثة: المتلوّة بجملة فعلية نحو «نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ، وبِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ» وفيها أقوال: أهمها أربعة: 1- أنها نكرة في محلّ تمييز منصوب. 2- أنها في موضع رفع فاعل. 3- أنها هي المخصوص بالمدح أو الذم. 4- أنها كافة. [سورة الأنعام (6) : آية 137] وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (137)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (كذلك) مرّ إعرابه «1» ، (زين) فعل ماض (لكثير) جار ومجرور متعلق ب (زيّن) ، (من المشركين) جار ومجرور نعت لكثير (قتل) مفعول به مقدم منصوب عامله زين (أولاد) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير مضاف إليه (شركاء) فاعل مرفوع و (هم) مثل الأول «2» ، (اللام) للتعليل (يردّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن يردوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (زين) . (الواو) عاطفة (ليلبسوا) مثل ليردوا مفردات ومصدرا مؤولا ومتعلق بما تعلق به الأول (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يلبسوا) ، (دين) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه. (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) حرف نفي (فعلوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (فذرهم وما يفترون) مر إعرابها «3» مفردات وجملا. جملة «زين.... شركاؤهم» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (129) من هذه السورة. (2) في هذه الآية قراءة ثانية صحيحة متواترة هي قراءة ابن عامر ببناء (زيّن) للمفعول و (قتل) مرفوع نائب الفاعل و (أولاد) منصوب مفعول به للمصدر قتل و (شركائهم) مضاف إليه من إضافة المصدر إلى الفاعل مع الفصل بين المضاف والمضاف إليه مما يأباه النحاة، ولكن القراءة هذه أولى من آي النجاة. (3) في الآية (112) من هذه السورة.

الفوائد

وجملة «يردوهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «يلبسوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر الثاني. وجملة «لو شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «ما فعلوه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الفوائد في هذه الآية قراءات كثيرة ترتب عليها خلاف كبير بين أئمة النحو والإعراب اشترك فيه ثلة من كبار المحققين منهم الزمخشري وأبو حيان، والفارسي وابن جني وابو عمرو بن العلاء. ودارت المعركة حول الفصل بين المضاف ومضاف إليه. إذ يعتبرهما بعض النحاة كالجزء الواحد لا يمكن فصله إلى أجزاء. ولكننا نجد ذلك فيما قاله المتنبي في مدح أبي القاسم طاهر بن الحسين. حملت إليه من لساني حديقة ... سقاها الحجا سقي الرياض السحائب فقد فصل بين «سقي والسحائب» بكلمة الرياض فكان ذلك حجة على من يمنع الفصل. فتدبّر. مع الأخذ بعين الاعتبار بأن قول المتنبي ليس بحجة. [سورة الأنعام (6) : الآيات 138 الى 139] وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلاَّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (قالوا) فعل ماض مبني على الضم.... والواو فاعل (ها) حرف للتنبيه (ذه) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (أنعام) خبر مرفوع (حرث) معطوف على أنعام بالواو مرفوع (حجر) نعت لحرث مرفوع، (لا) نافية (يطعم) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به (إلا) أداة حصر (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (نشاء) مضارع مرفوع ... والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بزعم) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الفاعل في الفعل قالوا أي متلبسين بزعمهم و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنعام) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «1» (حرّمت) فعل ماض مبني للمجهول ... و (التاء) للتأنيث (ظهور) نائب الفاعل مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنعام) مثل الأخير (لا) نافية (يذكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (اسم) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يذكرون) ، (افتراء) مفعول لأجله «2» منصوب عامله فعل القول (عليه) مثل عليها متعلق بافتراء (السين) حرف استقبال (يجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به،

_ (1) أو هذه أنعام. [.....] (2) أو مصدر في موضع الحال، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه نوع الفعل أي قول الافتراء.

والفاعل هو، (الباء) حرف جر للسببية (ما) حرف مصدري (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم ... والواو ضمير اسم كان (يفترون) مثل يذكرون. والمصدر المؤول (ما كانوا يفترون) في محلّ جر بالباء متعلق ب (سيجزيهم) . جملة «قالوا....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هذه أنعام....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا يطعمها» في محلّ رفع نعت لأنعام وللاسم المعطوف. وجملة «نشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة « (هي) أنعام» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «حرّمت ظهورها» في محلّ رفع نعت لأنعام الثاني. وجملة « (هي) أنعام (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «لا يذكرون ... » في محلّ رفع نعت لأنعام الثالث «1» . وجملة «سيجزيهم....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا يفترون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .

_ (1) هذه الجملة هي نعت لأنعام ولكنها ليست محكية في كلامهم بل هي مسوقة من جهته تعالى تعيينا للموصوف وتمييزا له عن غيره ... ولذا فهي من نوع الاستئناف البياني جواب لسؤال مقدر عن هذه الأنعام الثالثة ... هذا ويجوز أن تكون جملة (أنعام لا يذكرون اسم الله عليها) استئنافية من توجيه الله تعالى لا من أقوالهم.

وجملة «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا. (139) (الواو) عاطفة (قالوا) مثل الأول (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (في بطون) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما (ها) للتنبيه (ذه) اسم إشارة مضاف إليه (الأنعام) بدل من ذه أو عطف بيان مجرور (خالصة) خبر المبتدأ ما (لذكور) جار ومجرور متعلق بخالصة و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (محرم) معطوف على خالصة مرفوع (على أزواج) جار ومجرور متعلق بمحرم و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يكن) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على (ما) باعتبار لفظه، ميتة) خبر يكون منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط و (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (شركاء) وهو خبر مرفوع (سيجزيهم) مثل الأول (وصف) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي جزاء وصفهم و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (حكيم) خبر إن مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا الأولى. وجملة «ما في بطون....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إن يكن ميتة» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «هم فيه شركاء» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «سيجزيهم وصفهم» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «إنّه حكيم....» لا محلّ لها تعليلية.

الصرف:

الصرف: (حجر) ، صفة مشتقة بمعنى محجورة، وزنه فعل بكسر فسكون. (افتراء) مصدر قياسي لفعل افترى الخماسي، وزنه افتعال ... وفي الاسم إبدال الياء همزة لمجيئها متطرفة بعد ألف ساكنة. (وصف) ، مصدر سماعي لفعل وصف يصف باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- دار السلام: تعبير عن الجنة، وقد ورد في القرآن الكريم أسماء متعددة لمسمى واحد وهو الجنة من هذه الأسماء على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر، الجنة، وجنة الخلد، ودار السلام، وجنات عدن، وجنة النعيم، إلى آخر ما هنالك من الأسماء وهذا التنويع في التسمية تنويها بعظمتها وحسنها وبالغ السعادة فيها. 2- هذا الحوار الجاري بين المولى عزّ وجلّ ومن أشرك من عباده له أبعاد كثيرة وأغراض متعددة في القرآن. [سورة الأنعام (6) : آية 140] قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (140) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (خسر) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (قتلوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (أولاد) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (سفها)

الصرف:

مفعول لأجله منصوب «1» ، (بغير) جار ومجرور في محلّ نصب حال مؤكدة لمضمون السفه (علم) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (حرموا) مثل قتلوا (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (رزق) مثل خسر و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (افتراء على الله) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (قد) مثل الأول (ضلّوا) مثل قتلوا (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (كانوا) مرّ إعرابه «3» ، (مهتدين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «قد خسر الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قتلوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «حرّموا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «رزقهم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف تقديره به. وجملة «قد ضلوا» لا محلّ لها استئناف مؤكد. وجملة «ما كانوا مهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة قد ضلّوا «4» . الصرف: (سفها) ، مصدر سماعي لفعل سفه يسفه باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب. (2، 3) في الآية (138) من هذه السورة. (4) أو في محلّ نصب حال مؤكدة لمضمون الجملة السابقة.

البلاغة

البلاغة 1- الإظهار في مقام الإضمار: في قوله تعالى «افْتِراءً عَلَى اللَّهِ» فإظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار لإظهار كمال عتوهم وطغيانهم. [سورة الأنعام (6) : آية 141] وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) الإعراب: (الواو) استئنافية (هو) ضمير منفصل مبتدأ (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (أنشأ) فعل ماض والفاعل هو (جنات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (معروشات) نعت منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (غير) معطوف على معروشات منصوب (معروشات) مضاف إليه مجرور (النخل، الزرع، الزيتون، الرمان) أسماء معطوفة على جنات بحروف العطف منصوبة (مختلفا) حال منصوبة من النخل والزرع (أكل) فاعل اسم الفاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (متشابها) حال منصوبة من الزيتون والرّمان (الواو) عاطفة (غير) معطوف على متشابها منصوب (متشابه) مضاف إليه مجرور (كلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (من ثمر) جار ومجرور متعلق ب (كلوا) ، و (الهاء) مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق بمضمون الجواب (أثمر) فعل ماض، والفاعل هو يعود على الثمر (الواو) عاطفة (آتوا)

الصرف:

مثل كلوا (حقّ) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (آتوا) ، (حصاد) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تسرفوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (لا) حرف نفي (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل هو (المسرفين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنشأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «كلوا....» لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليلية. وجملة «أثمر» في محلّ جر مضاف إليه.... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إذا أثمر فكلوا من ثمره. وجملة «آتوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة «لا تسرفوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة «إنه لا يحب.» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «لا يحب المسرفين» في محلّ رفع خبر إن. الصرف: (معروشات) ، جمع معروشة مؤنث معروش، اسم مفعول من عرش الثلاثي، وزنه مفعول. (مختلفا) ، اسم فاعل من اختلف الخماسي، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين. (حصاد) ، مصدر سماعي لفعل حصد يحصد باب نصر وباب

[سورة الأنعام (6) : الآيات 142 إلى 144]

ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء ... وقد يؤتي بكسرها، وثمة مصدر آخر هو حصد وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الأنعام (6) : الآيات 142 الى 144] وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142) ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) الإعراب: (الواو) عاطفة (من الأنعام) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره أنشأ «1» ، (حمولة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (فرشا) معطوف على حمولة منصوب (كلوا مما) مثل كلوا من ثمره «2» ، وما موصول (رزق) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتبعوا) مثل

_ (1) يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور في الآية السابقة (أنشأ) ، حينئذ لا يوجد جملة جديدة. (2) في الآية السابقة (141) .

تسرفوا «1» ، (خطوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنه) مر إعرابها «2» (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (عدوّ) وهو خبر إن مرفوع (مبين) نعت لعدو مرفوع. جملة « (أنشأ) من الأنعام حمولة» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأ في الآية السابقة. وجملة «كلوا ... » لا محلّ لها استئنافية مسببة عن الكلام السابق. وجملة «رزقكم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تتبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة «إنه.... عدوّ» لا محلّ لها تعليلية. (143) (ثمانية) بدل من حمولة.... منصوب مثله (أزواج) مضاف إليه مجرور (من الضأن) جار ومجرور متعلق بالفعل المقدر أنشأ- أو أنزل- «3» ، (اثنين) بدل من (فرشا) «4» ، منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنى (الواو) عاطفة (من المعز اثنين) مثل من الضأن اثنين (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الذكرين) مفعول به مقدم منصوب وعلامة النصب الياء (حرم) فعل ماض، والفاعل هو (أم) حرف عطف (الأنثيين) معطوف على الذكرين منصوب مثله

_ (1، 2) في الآية السابقة (141) . (3) أو هو بدل من الأنعام بإعادة الجار ... أو هو حال من اثنين- نعت تقدم على المنعوت- عامله أنشأ. (4) أجاز الزمخشري والعكبري أن يكون بدلا من (ثمانية أزواج) على الرغم من كون الأخير بدلا وهو الظاهر ...

وكذلك علامة النصب (أم) مثل الأول (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب معطوف على الأنثيين (اشتملت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث (على) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (اشتملت) ، (أرحام) فاعل مرفوع (الأنثيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (نبّئوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (بعلم) جار ومجرور متعلق ب (نبئوني) (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون «1» ، و (تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «حرّم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اشتملت.... أرحام» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «نبئوني....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فنبئوني بعلم. (144) (الواو) عاطفة (من الإبل اثنين ... أرحام الأنثيين) انظر إعراب نظيرها: من الضأن اثنين ... أعلاه (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (كنتم) مثل الأول (شهداء) خبر كنتم منصوب وامتنع من التنوين لإلحاقه بالمنتهي بألف التأنيث الممدودة على وزن فعلاء (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلق بشهداء (وصّى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل

_ (1) في محلّ جزم فعل الشرط.

مرفوع (الباء) حرف جر (ها) للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق ب (وصّاكم) ، (الفاء) استئنافية (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بأظلم (افترى) مثل وصّى والفاعل هو العائد (على الله) جار ومجرور متعلق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «1» ، (اللام) للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الناس) مفعول به منصوب (بغير) جار ومجرور في محلّ نصب حال عامله يضلّ «2» أي يضلهم جاهلا (علم) مضاف إليه مجرور (إنّ الله لا يهدي القوم) مثل إنه لا يحب المسرفين «3» ، (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «حرّم....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اشتملت ... أرحام» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كنتم شهداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «وصاكم الله....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «من أظلم....» لا محلّ لها استئنافية «4» . وجملة «افترى....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه أي افترى افتراء. (2) أو عامله افترى. (3) في الآية (141) من هذه السورة. [.....] (4) يجوز أن تكون جواب شرط مقدر مرتبطة مع ما قبلها برابط السببية، أي إن كنتم تتكلمون على الله غير الحق فما أشد ظلمكم.

الصرف:

وجملة «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «إن الله لا يهدي....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إن. والمصدر المؤول (أن يضل ... ) في محلّ جر بلام التعليل متعلق ب (افترى) . الصرف: (حمولة) ، اسم جمع لكل ما يحمل من الدواب، ولا سيما الكبار منها، وزنه فعولة بفتح الفاء. (فرشا) ، وهو اسم جمع لصغار الدواب ... قال أبو زيد: يحتمل أن يكون تسمية بالمصدر لأنه في الأصل مصدر، وهو مشترك بين معان كثيرة، وقيل سمي الدواب الصغار فرشا لأنه يتخذ من صوفها ووبرها وشعرها ما يفرش وهو موضع الفائدة. (الضأن) ، قيل جمع ضائن للذكر وضائنة للمؤنث، وقيل هو اسم جمع، وزنه فعل بفتح فسكون. (المعز) ، ما قيل في الضأن يقال في المعز وزنه فعل بفتح فسكون.... وفي المصباح المعز اسم جنس لا واحد له من لفظه وهي ذات الشعر من الغنم، الواحدة شاة وهي مؤنثة وتفتح العين وتسكن، وجمع الساكن أمعز ومعيز مثل عبد وأعبد وعبيد، والمعزى ألفها للإلحاق لا للتأنيث، ولهذا تنوّن النكرة وتصغّر على معيز ... وفيه أيضا العنز الأنثى من المعز إذا أتى عليها حول. (الإبل) ، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، وزنه فعل بكسرتين جمعه آبال.

البلاغة

البلاغة 1- المبالغة: في قوله تعالى «قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ» فالكلام إنكار أن الله تعالى حرم عليهم شيئا من هذه الأنواع الأربعة وإظهار كذبهم في ذلك وتفصيل ما ذكر من الذكور والإناث وما في بطونها للمبالغة في الرد عليهم بإيراد الإنكار على كل مادة من مواد افترائهم. [سورة الأنعام (6) : آية 145] قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (لا) حرف نفي (أجد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (أجد) ، (أوحي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أوحي) ، (محرّما) مفعول به عامله أجد منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف أي: شيئا محرّما (على طاعم) جار ومجرور متعلق ب (محرّما) ، (يطعم) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (يكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي المحرّم (ميتة) خبر منصوب. والمصدر المؤول (أن يكون) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع

أو المتصل على خلاف في ذلك «1» . (أو) حرف عطف (دما) معطوف على ميتة منصوب «2» (مسفوحا) نعت ل (دما) منصوب (أو) مثل الأول، (لحم) معطوف على ميتة منصوب (خنزير) مضاف إليه مجرور (الفاء) تعليلية (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (رجس) خبر مرفوع (أو) مثل الأول (فسقا) معطوف على ميتة منصوب (أهلّ) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لغير) جار ومجرور متعلق ب (أهلّ) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أهلّ) . (الفاء) استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اضطر) مثل أهل في محلّ جزم فعل الشرط (غير) حال من نائب الفاعل منصوبة (باغ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (عاد) معطوف على باغ ويعرب مثله (الفاء) تعليلية (إن ربك غفور) مثل إنه رجس (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا أجد....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أوحي إليّ....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يطعمه» في محلّ جر نعت لطاعم. وجملة «يكون....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من (محرّما) في محلّ نصب. (2) أو على المصدر المؤول المنصوب على الاستثناء، وكذلك بقية الأسماء المعطوفة.

الصرف:

وجملة «إنه رجس....» لا محلّ لها معترضة للتعليل. وجملة «أهلّ ... » في محلّ نصب نعت ل (فسقا) . وجملة «من اضطرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اضطر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «إن ربك غفور» لا محلّ لها تعليلية ... وجواب الشرط محذوف تقديره فلا مؤاخذة عليه. الصرف: (أجد) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت فاء الفعل لأنه معتلّ مثال مضارع مكسور العين، أصله أوجد ... وزنه أعل. (طاعم) ، اسم فاعل من طعم يطعم الثلاثي، وزنه فاعل. (مسفوحا) ، اسم مفعول من سفح الثلاثي على وزن مفعول. الفوائد 1- الأطعمة المحرمة في الإسلام كما في هذه الآية أربعة: الميتة، والدم المسفوح المهرق، ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله. وأما اليهود فقد حرمت عليهم أشياء أخرى بسبب بغيهم وخروجهم عما أمروا به، ومن شاء التفضيل فعليه بالرجوع إلى مصادر الفقه والتشريع. [سورة الأنعام (6) : الآيات 146 الى 147] وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلاَّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (146) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (على) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (حرمنا) ، (هادوا) فعل ماض مبني على الضمّ.... والواو فاعل (حرّمنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... (ونا) ضمير فاعل (كلّ) مفعول به منصوب (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (ظفر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (من البقر) جارّ ومجرور متعلق ب (حرّمنا) الآتي (الواو) عاطفة (الغنم) معطوف على البقر مجرور (حرّمنا) مثل الأول (عليهم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمنا) الثاني (شحوم) مفعول به منصوب و (هما) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إلّا) حرف استثناء (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (حملت) فعل ماض.... و (التاء) للتأنيث (ظهور) فاعل مرفوع و (هما) مثل الأول (أو) حرف عطف (الحوايا) معطوف على ظهورهما «2» مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف «3» ، (أو) حرف عطف (ما اختلط) مثل ما حملت ومعطوف عليه والفاعل هو العائد (بعظم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلط) ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «4» ، والإشارة إلى التحريم، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب. (2) ما حملت الظهور وما حملت الحوايا وما اختلط بعظم لم يحرم. (3) يجوز عطف (الحوايا) على ما، فهو في محلّ نصب، أو على الشحوم فتكون محرّمة أيضا. (4) أو في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله جزيناهم ... أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر ذلك.

(جزينا) مثل حرّمنا و (هم) ضمير مفعول به (ببغي) جارّ ومجرور متعلّق ب (جزينا) والباء للسببية، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافية (إن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إن (اللام) المزحلقة للتوكيد (صادقون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «هادوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «حرّمنا (الأولى) : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «حرّمنا (الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «حملت ظهورهما» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة «اختلط....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «ذلك جزيناهم» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «جزيناهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) ، والرابط محذوف تقديره به «1» . وجملة «إنّا لصادقون» : لا محلّ لها استئنافيّة. (147) (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (ربّ) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (رحمة) مضاف إليه مجرور (واسعة) نعت لرحمة مجرور، (الواو) عاطفة (لا) حرف نفي (يردّ) مضارع مبني للمجهول مرفوع (بأس) نائب الفاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (عن القوم) جارّ

_ (1) إذا كان الإشارة مفعولا للفعل كانت الجملة الفعلية استئنافيّة.

الصرف:

ومجرور متعلّق ب (يردّ) ، (المجرمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة «كذّبوك» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّم «1» . وجملة «قل....» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «ربكم ذو رحمة....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا يردّ بأسه ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» . الصرف: (ظفر) ، اسم جامد وزنه فعل بضمّتين، وفيه لغات أخرى هي ظفر بضمّ فسكون، وظفر بكسرتين، وظفر بكسر فسكون، وأظفور بضمّ الهمزة. وجمع الثلاثي أظفار، وجمع أظفور أظافير وأظافر. (الغنم) اسم جنس واحدته شاة، وهو على لفظ المصدر من فعل غنم باب فرح وزنه فعل بفتحتين. (شحوم) ، جمع شحم، اسم جامد للدهن، وزنه فعل بفتح فسكون، والقطعة منه شحمة. (الحوايا) ، جمع حاوياء أو حاوية، ويجوز أيضا حويّة كهديّة، فإن كان المفرد حاويا أو حاوية فوزن الحوايا فواعل، والأصل: حواوي كصواري، قلبت الواو الثانية همزة مفتوحة حواءي، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا حواءى، ثمّ قلبت الهمزة ياء لوقوعها بين ألفين فقيل حوايا.

_ (1) قل لا أجد، في الآية (145) من هذه السورة، وحينئذ يكون ما بينهما اعتراض. (2) أو لا محلّ لها استئنافية إن خرج الكلام عن حيّز قول الرسول (ص) .

الفوائد

وان كان المفرد حويّة فوزن الحوايا فعائل كطرائق، والأصل حوائي، قلبت الهمزة ياء مكسورة ثمّ فتحت تلك الياء، ثمّ قلبت الياء الثانية التي هي لام الكلمة ألفا فصار حوايا. (عظم) اسم للعضو المعروف، جامد وزنه فعل بفتح فسكون واحدته عظمة زنة فعلة بفتح فسكون. الفوائد 1- قوله تعالى «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ» في إعراب ذلك أقوال: قيل: مبتدأ أي ذلك التحريم جزيناهم به، وقيل: منتصب على المصدر إذ من كلام العرب ما يماثله كقولهم: ظننت ذلك أي ذلك الظن، وقيل: خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر ذلك. وكل وجه من هذه الوجوه له معارضون فتخيّر، فإن الإعراب يعود إلى ذوق المعرب وتقديره شريطة أن لا يتعارض مع المقصود من الكلام. أقول والراجح عندي الرأي الأول وتقديره: ذلك التحريم جزيناهم به، على حذف الجار والمجرور، فهو مفهوم من سياق الكلام. [سورة الأنعام (6) : آية 148] سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) الإعراب: (السين) حرف استقبال (يقول) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أشركوا) فعل ماض مبنيّ على

الضمّ ... والواو فاعل (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) حرف نفي (أشركنا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (آباء) معطوف على الضمير الفاعل نا و (نا) ضمير مضاف إليه «1» ، (الواو) عاطفة (لا حرّمنا) مثل ما أشركنا (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (الكاف) حرف جرّ «2» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله الفعل بعده أي: كذّب الذين من قبلهم تكذيبا كذلك التكذيب الذي فعله هؤلاء ... واللام للبعد والكاف للخطاب (كذّب) مثل شاء (الذين) مثل الأول (من) حرف جرّ (قبل) اسم مجرور بحرف الجرّ متعلّق بمحذوف الصلّة، و (هم) ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (ذاقوا) مثل أشركوا (بأس) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن ذاقوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (كذّب) . (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هل) حرف استفهام للإنكار (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الفاء) فاء السببيّة (تخرجوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة النصب حذف النون.... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تخرجوه) .

_ (1) قيل قد أغنت (لا) عن وجود الضمير المنفصل قبل العطف كما هي القاعدة. (2) أو اسم بمعنى مثل، وهو في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.

والمصدر المؤوّل (أن تخرجوه) في محلّ رفع معطوف على المصدر الوارد في الكلام المتقدّم أي: هل عندكم من علم فإخراجه لنا ... (إن) حرف نفي (تتبعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلّا) حرف للحصر (الظنّ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) مثل الأول (تخرصون) مثل تتّبعون. جملة «سيقول الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أشركوا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لو شاء الله» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ما أشركنا» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لا حرّمنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أشركنا. وجملة «كذّب الذين....» : لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضية- وجملة «ذاقوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هل عندكم من علم» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «تخرجون....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة «إن تتبعون....» : لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة «إن أنتم إلّا تخرصون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة تتّبعون. وجملة «تخرصون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (ذاقوا) : فيه إعلال بالقلب أصله ذوقوا، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعلوا. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا» . ومعنى فتخرجوه لنا فتظهروه لنا، فعبّر بالإخراج، لأنه سبب في إظهاره وإقامة الدليل عليه. فعلاقته السببية. الفوائد 1- قوله تعالى: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ... إلخ الآية. هذه الآية إرهاص لتلك النزعات التي ظهرت فيما بعد بين الفرق الفلسفية في الإسلام. من جبرية وقدرية ومرجئة ومعتزلة إلى غير ذلك من المنازع التي قد يتعارض بعضها مع العقيدة الإسلامية السمحة البعيدة عن التناقض والتعقيد. [سورة الأنعام (6) : آية 149] قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (الحجّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (البالغة) نعت للحجّة مرفوع (الفاء) عاطفة (لو شاء) مرّ إعرابها «1» ، (اللام) واقعة في جواب لو (هدى) فعل ماض مبنيّ على

_ (1) في الآية السابقة. [.....]

الصرف:

الفتح المقدّر على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجمعين) توكيد للضمير المخاطب في (هداكم) ، منصوب وعلامة النصب الياء «1» . جملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لله الحجّة ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم تكن لكم حجّة فلله الحجّة.... وجملة الشرط مع جوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لو شاء....» : في محلّ نصب معطوفة على جملة الشرط مقول القول. وجملة «هداكم ... » : لا محلّ لها جواب الشرط لو. الصرف: (البالغة) ، مؤنّث البالغ، اسم فاعل من الثلاثيّ بلغ، وزنه فاعلة. الفوائد 1- يؤكّد بكلمة أجمعين وجمعاء وأجمع وجمع إما مفردة أو بعد لفظ كلّ ولا تثنى هذه الألفاظ للاستغناء بلفظتي كلا وكلتا عن تثنيتها. يقول ابن مالك: في هذا الصدد: وبعد كلّ أكّدوا بأجمعا ... جمعاء أجمعين ثم جمعا ودون كل قد يجيء أجمع ... جمعا أجمعون ثم جمع [سورة الأنعام (6) : آية 150] قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)

_ (1) يجوز التوكيد ب (أجمعين) من غير أن يتقدّم لفظ كلّكم كما ينصّ في بابه.

الإعراب:

الإعراب: (قل) مثل المتقدّم «1» ، (هلمّ) اسم فعل أمر بمعنى أحضروا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (شهداء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لشهداء (يشهدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (حرّم) فعل ماض، والفاعل هو (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (أنّ الله حرّم ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (يشهدون) . (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (شهدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) جازمة ناهية (تشهد) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تشهد) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تتّبع) مثل لا تشهد (أهواء) مفعول به منصوب (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (كذّبوا) مثل شهدوا ولا محلّ له (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الذين) موصول معطوف على الأول في محلّ جرّ (لا) حرف نفي (يؤمنون) مثل يشهدون (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ

_ (1) في الآية السابقة.

الصرف:

(بربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعدلون) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (يعدلون) مثل يشهدون. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «سلّم شهداءكم» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «يشهدون» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «حرّم هذا» : في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «إن شهدوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة «لا تشهد ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «لا تتّبع» : في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «كذّبوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «لا يؤمنون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة «هم ... يعدلون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة لا يؤمنون. وجملة «يعدلون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (هلمّ) ، اسم فعل أمر، هو بصيغة واحدة على لغة الحجازيين، أمّا على لغة تميم فتلحقه الضمائر هلما، وهلموا، و

البلاغة

هلمّي ... والميم مفتوحة على اللغتين في إسناد الاسم لضمير الواحد المذكّر (هلمّ) . البلاغة 1- وضع المظهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا» للدلالة على أن من كذب بآيات الله تعالى وعدل به غيره فهو متبع للهوى لا غير وأن من اتبع الحجة لا يكون إلا مصدقا بها. 2- قوله تعالى «فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ» أي فلا تصدقهم فإنه كذب بحت، وبين لهم فساده لأن تسليمه منهم موافقة لهم في الشهادة الباطلة والسكوت قد يشعر بالرضى، وإرادة هذا المعنى من «لا تشهد» إما على سبيل الاستعارة التبعية أو المجاز المرسل من ذكر اللازم وإرادة الملزوم لأن الشهادة من لوازم التسليم. الفوائد 2- هلمّ تكون لازمة ومتعدية، وهي من أسماء الأفعال. وفي استعمالها رأيان: الأول، وهو الأرجح: أنها لا تصرف ويستوي فيها الواحد والاثنان والجمع والتذكير والتأنيث. والثاني: أنها تصرّف فتكون فعلا وتلحقها الضمائر فيقال هلما وهلموا وهلمي وهلممن ... إلخ وقد تلحقها نون التوكيد الثقيلة فيقال: هلمّن يا رجل وهلمّن يا امرأة ... إلخ. [سورة الأنعام (6) : آية 151] قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)

الإعراب:

الإعراب: (قل) تقدّم إعرابه «1» ، (تعالوا) فعل أمر جامد مبنيّ على ما يلفظ به آخره، والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (أتل) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حرّم) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم) «2» . (أن) حرف تفسير «3» ، (لا) ناهية جازمة (تشركوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تشركوا) ، (شيئا) مفعول به منصوب «4» ، (الواو) عاطفة (بالوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره

_ (1) في الآية (149) من هذه السورة. (2) أو بفعل أتل. (3) تقدّمه لفظ بمعنى القول وهو أتل ... والأوامر التالية معطوفة على المناهي وداخلة تحت (أن) التفسيريّة على تقدير محذوف أي: ما حرّم عليكم وما أمركم به فصرّح بما حرّم وحذف ما أمر، والمعنى: ما نهاكم عنه وما أمركم به ... والأمر متعلّق بالإحسان الى الوالدين، وإيفاء الكيل والميزان والقول بالعدل ... إلخ. هذا ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا ناصبا يؤوّل مع ما بعده بمصدر، فيكون (لا) معه حرفا زائدا والمصدر المؤوّل في محلّ نصب بدل من العائد المحذوف أي: أتل ما حرّمه ربّكم عليكم إشراككم به شيئا، أو هو بدل من (ما) ... ويجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: المحرّم إشراككم. وقد تكون (لا) نافية، فالمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف والتقدير: أوصيكم عدم إشراككم، أو هو مبتدأ خبره متقدّم عليه وهو (عليكم) ، والوقف حينئذ على ربّكم أي: عليكم عدم الإشراك. (4) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر ... أي شيئا من الإشراك.

أوصيكم «1» ، (إحسانا) مفعول به للفعل المقدّر منصوب «2» ، (الواو) عاطفة (لا تقتلوا) مثل لا تشركوا (أولاد) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (من إملاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقتلوا) و (من) سببيّة (نحن) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (نرزق) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الواو) عاطفة (إيّاهم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب معطوفة على الضمير المتّصل في (نرزقكم) ، (الواو) عاطفة (لا تقربوا الفواحش) مثل لا تقتلوا أولادكم (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من الفواحش بدل اشتمال (ظهر) فعل ماض والفاعل هو (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من ضمير الفاعل (الواو) عاطفة (ما بطن) مثل ما ظهر ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (ولا تقتلوا النفس) مثل لا تقتلوا أولادكم (التي) موصول في محلّ نصب نعت للنفس (حرّم) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل في (تقتلوا) أي: لا تقتلوها إلّا متلبسين بالحقّ «3» ، (ذلكم) إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة الى

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بالمصدر (إحسانا) ... والباء ترادف (إلى) في هذا الفعل ... أو هو على حذف مضاف أي: إحسانا ببر الوالدين ... ويجوز أن يكون المقدّر هو العامل في المصدر أي أحسنوا بالوالدين. وانظر مزيدا من الشرح والتفصيل الآية (83) من سورة البقرة. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف ناب مناب الفعل في الأمر كأنه قال وأحسنوا بالوالدين ... أو هو مؤكّد للفعل ... ويجوز أن يكون مفعولا لأجله لفعل محذوف أي: وصيناكم بالوالدين إحسانا منّا أي لأجل إحساننا وقد جاء الفعل مصرّحا به في قوله تعالى: «ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ... » . (3) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور متعلّقا بمحذوف نعت لمفعول مطلق مقدر أي: إلّا قتلا متلبسا بالحق.

المذكور من الأمور الخمسة. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (وصّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (به) مثل الأول متعلّق ب (وصّاكم) ، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تعالوا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أتل ... » : جواب شرط مقدر أي: إن تأتوا أتل. وجملة «حرّم ربّكم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تشركوا ... » : لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة « (أوصيكم) بالوالدين» : لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية «1» . وجملة «لا تقتلوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة «2» . وجملة «نحن نرزقكم» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «نرزقكم ... » : في محلّ رفع خبر نحن. وجملة «لا تقربوا....» : لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة «ظهر....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «بطن ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «لا تقتلوا (الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة «حرّم الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة «ذلكم وصّاكم: لا محلّ لها اعتراضية.

_ (1، 2) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة أتل أي: إن تأتوا أتل ... وأوصيكم ولا تقتلوا.

الصرف:

وجملة «وصّاكم به» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) . وجملة «لعلّكم تعقلون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تعقلون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (أتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أتلو، وزنه أفع بضمّ العين. (إملاق) ، مصدر قياسي لفعل أملق الرباعيّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة. البلاغة 1- فن التوهيم: في قوله تعالى «أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً» وهو أن يأتي المتكلم بكلمة يوهم ما بعدها من الكلام أن المتكلم أراد تصحيفها، وهو يريد غير ذلك. فإن ظاهر الكلام في الآية الكريمة يدل على تحريم نفي الشرك، وملزومه تحليل الشرك، وهذا محال، وخلاف المعنى المراد، والتأويل الذي يحل الإشكال هو أن الوصايا المذكورة في سياق الآية ما حرّم عليهم وما هم مأمورون به، فإن الشرك بالله، وقتل النفس المحرمة، وأكل مال اليتيم، مما حرّم ظاهرا وباطنا، ووفاء الكيل والميزان بالقسط والعدل في القول، فضلا عن الفعل والوفاء بالعهد واتباع الصراط المستقيم من الأفعال المأمور بها أمر وجوب، ولو جاء الكلام بغير «لا» لا نبتر واختل وفسد معناه، فإنه يصير المعنى حرّم عليكم الشرك، والإحسان للوالدين، وهذا ضد المعنى المراد. ولهذا جاءت الزيادة التي أوهم ظاهرها فساد المعنى ليلجأ إلى التأويل الذي يصح به عطف بقية الوصايا على ما تقدم. 1- فن التغاير: في قوله تعالى «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ» وحدّه تغاير المذهبين إما في المعنى الواحد بحيث يمدح إنسان شيئا أو يذمه، أو يذم ما مدحه غيره، وبالعكس، ويفضل شيئا على شيء، ثم يعود فيجعل

الفوائد

المفضول فاضلا. ومن التغاير تغاير المعنى لمغايرة اللفظ، وهذا الذي نحن بصدده في هذه الآية الكريمة، والكلام في الآية غير قوله في هذا المعنى في بني إسرائيل: «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ» فالخطاب في كل آية لصنف وليس خطابا واحدا فالمخاطب بقوله سبحانه «مِنْ إِمْلاقٍ» من ابتلي بالفقر وبقوله تعالى: «خَشْيَةَ إِمْلاقٍ» من لا فقر له ولكن يخشى وقوعه في المستقبل، ولهذا قدم رزقهم هاهنا في قوله عز وجل «نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ» . الفوائد 1- هذه الآية مسوقة لبيان المحرمات من الأفعال كما أن الآية السابقة بيّنت المحرمات من الأطعمة فقد تضمنت هذه الآية تحريم الشرك بالله، والإساءة إلى الوالدين، وقتل الأولاد بسبب الفقر، وتعاطي الفواحش الظاهرة والخفية، ثم قتل النفس بدون سبب يبيح القتل وكل ذلك مفصل وموضح في كتب الفقه والتفسير.. [سورة الأنعام (6) : الآيات 152 الى 153] وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا تقربوا مال) مثل لا تشركوا ...

شيئا «1» ، (اليتيم) مضاف إليه مجرور (إلّا) حرف للحصر (الباء) حرف جرّ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تقربوا) «2» ، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اليتيم (أشدّ) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يبلغ ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تقربوا) . (الواو) عاطفة (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الكيل) مفعول به منصوب (والميزان) معطوف على الكيل بالواو منصوب مثله (بالقسط) جارّ ومجرور في محلّ نصب حال أي مقسطين «3» ، (لا) حرف نفي (نكلّف) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (نفسا) مفعول به منصوب (إلّا) مثل السابق (وسع) مفعول به ثان منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب لأن فيه معنى الشرط (قلتم) فعل ماض.. وفاعله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعدلوا) مثل أوفوا (الواو) حالية (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي المقول فيه أو له، (ذا) خبر كان منصوب وعلامة النصب الألف (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ

_ (1) في الآية السابقة (151) . (2) الموصول حلّ محلّ الموصوف أي بالخصلة التي هي أحسن. (3) أو متعلق بمحذوف حال من المفعول أي: أوفوا الكيل وافيا بالقسط.

الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفوا) الآتي (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أوفوا) مثل الأول (ذلكم وصاكم ... تذكّرون) مثل نظيرها «1» . جملة «لا تقربوا مال....» : لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة «يبلغ.» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة «أوفوا.» : لا محلّ لها معطوفة على جملة النهي التفسيريّة «2» . وجملة «لا نكلّف ... » : لا محلّ لها اعتراضية. وجملة «قلتم ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «اعدلوا» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم ... والشرط وفعله وجوابه لا محلّ له معطوف على الجملة التفسيريّة «3» . وجملة «كان ذا قربى ... » : في محلّ نصب حال من المقول له المحذوف أي قلتم لأحد ... وجواب لو محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم. وجملة «أوفوا (الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقربوا مال ... وجملة «ذلكم وصّاكم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1، 2، 3) في الآية السابقة (151) . [.....]

وجملة «وصّاكم به» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) . وجملة «لعلّكم تذكّرون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تذكّرون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. (153) (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (صراط) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (مستقيما) حال مؤكّدة منصوبة من صراطي والعامل فيها الإشارة. والمصدر المؤوّل (أنّ هذا صراطي) في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أتلو أي: وأتلو عليكم استقامة صراطي «1» . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «2» ، (اتّبعوا) مثل أوفوا و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا تتّبعوا السبل) مثل لا تشركوا ... شيئا «3» ، (الفاء) فاء السببيّة (تفرّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وقد حذفت من الفعل إحدى التاءين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تفرّق) ، (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفرّق) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.

_ (1) الجملة المقدّرة يمكن حملها على الاستئناف، أو هي معطوفة على جملة أتل المتقدّمة في الآية (151) ، كما يجوز عطف المصدر المؤوّل على (ما حرّم) في الآية المذكورة ... ويجوز جرّ المصدر المؤوّل بلام محذوفة متعلّقة بفعل اتّبعوه أي: اتّبعوا صراطي لاستقامته. (2) يجوز ان تكون عاطفة لربط المسبّب بالسبب فتعطف الإنشاء على الخبر. (3) الآية السابقة (151) .

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تفرّق) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي لا يكن منكم اتّباع للسبل فتفرّق فيها ... (ذلكم وصّاكم ... تتّقون) مثل نظيرها المتقدّمة «1» . جملة: «اتّبعوه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وضح لكم سبيلي فاتّبعوه. وجملة «لا تتّبعوا السبل» : معطوفة على جملة اتّبعوه. وجملة «تفرّق بكم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «ذلكم وصّاكم به ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «وصّاكم به» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) . وجملة «لعلّكم تتّقون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تتّقون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (أشدّه) ، اسم بمعنى الإدراك أو البلوغ. وزنه أفعل زنة أسهم بفتح الهمزة وضمّ العين، وهو جمع لا واحد له أو واحد جاء على بناء الجمع. (الكيل) ، اسم جامد للآلة التي يكال بها، وأصل الكيل مصدر ثمّ أطلق على الآلة وزنه فعل بفتح الفاء وسكون العين. (الميزان) ، اسم آلة، وأصله مصدر ثمّ نقل الى اسم الآلة، وزنه مفعال بكسر الميم، وفيه إعلال بالقلب أصله موزان، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء.

_ (1) في الآية (151) من هذه السورة.

[سورة الأنعام (6) : آية 154]

(تذكّرون) ، بتخفيف الذال وتشديدها ... أمّا التخفيف ففيه حذف إحدى التاءين، وأمّا التشديد ففيه قلب التاء الثانية ذالا وإدغامها مع الذال التي هي فاء الكلمة. [سورة الأنعام (6) : آية 154] ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) الإعراب: (ثمّ) حرف جيء به للاستئناف «1» ، (آتينا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (تماما) مفعول لأجله منصوب «2» ، (على) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تماما) ، (أحسن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (تفصيلا) معطوف على (تماما) منصوب (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفصيلا) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على (تماما) منصوبان مثله، وعلامة النصب على الأول الفتحة المقدّرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1) في تخريج العلماء للعطف باستعمال (ثمّ) أقوال كثيرة، فمنهم من قال إنّها لترتيب الأخبار لأن إيتاء موسى كان قبل نزول القرآن ... وبعضهم جعلها لعطف ما بعدها على أتل، والتقدير: تعالوا أتل ما حرّم ثمّ أتل ما آتينا ... وقيل هو عطف على وصّاكم به على تقدير أنّ التوصية قديمها تتناقلها كلّ أمّة على لسان نبيها ... إلخ ولكنّ الاستئناف ب (ثمّ) غير ممتنع والشواهد على ذلك موجودة في القرآن الكريم كقوله تعالى: «أولم يروا كيف يبدأ الخلق ثمّ يعيده» (العنكبوت- 19) . (2) أو مصدر في موضع الحال امّا من الكتاب أي تاما أو من ضمير الفاعل أي متممين. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه نوعه أي آتيناه إيتاء تمام لا نقصان، أو لأنه اسم المصدر على تقدير آتيناه أي أتممناه تماما.

الصرف:

للترجّي- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (بلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «آتينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «لعلّهم ... يؤمنون» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «يؤمنون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (تماما) ، مصدر سماعي لفعل تم يتم باب ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد يأتي بكسرها وضمها وثمة مصادر أخرى للفعل هي (تمّا) بفتح التاء وكسرها وضمها، و (تمامة) بفتح التاء وكسرها. (تفصيلا) ، مصدر قياسي لفعل فصّل الرباعي، وزنه تفعيل. (لقاء) ، مصدر سماعي لفعل لقي يلقى باب فرح وزنه فعال بكسر الفاء، وثمة مصادر أخرى لهذا الفعل هي: لقاءة بكسر اللام وفتحها، ولقاية بكسر اللام، ولقيان بضم اللام وكسرها، ولقيانة بكسر اللام، ولقيا بضم اللام وكسرها وتشديد الياء مع كسر القاف في كليهما، ولقية بفتح اللام وضمها، ولقى بضم اللام. ولقاء أيضا هو مصدر سماعي لفعل لاقى الرباعي، أما المصدر القياسي فهو ملاقاة. وفي المصدر إبدال الياء همزة لمجيئها متطرفة بعد ألف ساكنة، وأصله لقاي. (انظر الآية 130 من هذه السورة) .

الفوائد

الفوائد 1- ثمة خلاف حول العطف ب «ثم» نذكر منه رأي الزمخشري فهو الأوجه يقول: إن قلت علام عطف قوله: ثم آتينا موسى الكتاب؟ قلت «على وصاكم به» فإن قلت كيف صح عطفه عليه ب «ثم» والإيتاء قبل التوجيه بزمن طويل، قلت هذه التوصية قديمة ولم تزل توصاها كل أمة على لسان نبيهم قديما وحديثا. [سورة الأنعام (6) : الآيات 155 الى 157] وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (157) الإعراب: (الواو) استئنافية (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (كتاب) خبر مرفوع (أنزلنا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (مبارك) نعت لكتاب «1» مرفوع (الفاء) رابطة لجواب مقدّر «2» (اتبعوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اتقوا) مثل اتبعوا (لعلكم) مرّ إعرابه «3» ، (ترحمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو ضمير

_ (1) يجوز أن يكون خبرا ثانيا للمبتدأ (هذا) . (2) أو عاطفة لربط المسبب بالسبب. (3) في الآية السابقة (154) .

في محلّ رفع نائب الفاعل. جملة «هذا كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنزلناه ... » في محلّ رفع نعت لكتاب «1» . وجملة: «اتّبعوه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا أردتم الاستفادة من الكتاب والتبرك به فاتبعوه. وجملة «اتقوا» معطوفة على جملة اتبعوا. وجملة «لعلكم ترحمون» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعل. (156) (أن) حرف مصدري ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو ضمير متصل صلة الموصول في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤول (أن تقولوا) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف، عامله فعل مقدر دل عليه فعل أنزلنا في الآية السابقة أي: أنزلناه خشية قولكم «2» . (إنّما) كافة ومكفوفة (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول (الكتاب) نائب الفاعل مرفوع (على طائفتين) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) وعلامة الجر الياء فهو مثنى (من قبلنا) جار ومجرور ومضاف إليه، والجار متعلق ب (أنزل) «3» (الواو) عاطفة (إن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف تقديره (إننا) ، (كنا) فعل ماض ناقص- ناسخ- (ونا) ضمير اسم كان في محلّ رفع (عن دراسة) جار ومجرور متعلق بغافلين و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة التي تميز إن المخففة عن النافية (غافلين)

_ (1) يجوز أن تكون خبرا ثانيا للمبتدأ (هذا) . (2) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل (اتقوا) المتقدم في الآية السابقة، وحينئذ تكون جملة: لعلكم ترحمون اعتراضية جرت مجرى التعليل. (3) أو متعلق بنعت لطائفتين.

خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «أنزلناه ... أن تقولوا» لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق. وجملة «تقولوا» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «أنزل الكتاب» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إن كنّا ... لغافلين» : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «كنّا ... لغافلين» : في محلّ رفع خبر إن المخفّفة. (157) (أو) حرف عطف (تقولوا) مضارع منصوب معطوف على الأول ويعرب مثله (لو) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (ونا) ضمير اسم أن في محلّ نصب (أنزل ... الكتاب) مثل الأولى و (على) حرف جر (نا) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أنزل) ، (اللام) واقعة في جواب لو (كنا أهدى) مثل كنا غافلين، وعلامة النصب في أهدى الفتحة المقدّرة على الألف (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أهدى) . والمصدر المؤول (أنا أنزل ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت ... أي لو ثبت إنزال الكتاب علينا لكنّا أهدى منهم ... (الفاء) تعليلية «1» ، (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (بينة) فاعل مرفوع (من ربّ) جار ومجرور متعلق ب (جاء) «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على بينة مرفوعان علامة رفع الأول

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدر. (2) أو متعلق بمحذوف نعت لبينة. [.....]

الضمة المقدرة (الفاء) استئنافية (من أظلم.... بآيات الله) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (صدف) فعل ماض، والفاعل هو (عن) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (صدف) ، (السين) حرف استقبال (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يصدفون) مضارع مرفوع والواو فاعل (عن آيات) جار ومجرور متعلق ب (يصدفون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الباء) للجر (ما) مصدرية (كانوا) ناقص واسمه، (يصدفون) كالأول. وجملة «تقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة « (ثبت) ... المقدرة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أنزل علينا ... » في محلّ رفع خبر أن. وجملة «كنا أهدى» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «قد جاءكم بينة» لا محلّ لها تعليلية لمحذوف أي: لا تعتذروا فقد جاءكم «2» . وجملة «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كذّب بآيات الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) في الآية (144) من هذه السورة. (2) أو هي في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي إن صدقتم فيما زعمتم من كونكم أهدى من الطائفتين فقد جاءكم بيّنة.

الصرف:

وجملة «صدف عنها» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «سنجزي ... » لا محلّ لها استئنافية تعليلية. وجملة «يصدفون (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «يصدفون (الثانية) » في محلّ نصب خبر كانوا. والمصدر المؤول (ما كانوا يصدفون) في محلّ جر بالباء متعلق ب (سنجزي) . الصرف: (دراسة) ، مصدر سماعي لفعل درس يدرس باب نصر وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمة مصدر آخر للفعل هو درس وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ» حيث وضع الموصول موضع الضمير (هم) بطريق الالتفات تنصيصا على اتصافهم بما في حيز الصلة وإشعارا بعلة الحكم وإسقاطا لهم عن رتبة الخطاب. [سورة الأنعام (6) : آية 158] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)

الإعراب:

الإعراب: (هل) حرف استفهام في معنى النفي (ينظرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (إلا) حرف للحصر (أن) حرف مصدري ونصب (تأتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع. والمصدر المؤول (أن تأتيهم الملائكة) في محلّ نصب مفعول به عامله ينظرون أي ينظرون مجيء الملائكة. (أو) حرف عطف (يأتي) مثل تأتي ومعطوف عليه (ربّ) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أمر ربك وعذابه و (الكاف) ضمير مضاف إليه (أو يأتي ... آيات ربك) مثل الأولى (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (لا ينفع) ، (يأتي بعض آيات ربك) مثل الأولى (لا) حرف نفي (ينفع) مضارع مرفوع (نفسا) مفعول به مقدم منصوب (إيمان) فاعل مؤخر مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكن) مضارع مجزوم ناقص- ناسخ-، واسمه ضمير مستتر تقديره هي أي النفس (آمنت) ماض ... و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (من) حرف جر (قبل) اسم مبني على الضم في محلّ جر متعلق ب (آمنت) ، (أو) حرف عطف (كسبت) مثل آمنت (في إيمان) جار ومجرور متعلق ب (كسبت) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (خيرا) مفعول به منصوب (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (انتظروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إن (منتظرون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «ينظرون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تأتيهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .

الصرف:

وجملة «يأتي ربك» لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم. وجملة «يأتي بعض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتي ربك. وجملة «يأتي بعض (الثانية) » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «لا ينفع نفسا ايمانها» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لم تكن آمنت ... » في محلّ نصب حال من الهاء في إيمانها «1» . وجملة «آمنت ... » في محلّ نصب خبر تكن. وجملة «كسبت....» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنت. وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «انتظروا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنا منتظرون» لا محلّ لها تعليلية. الصرف: (منتظرون) ، جمع منتظر وهو اسم فاعل من الخماسي انتظر، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين. البلاغة - الكلام في هذه الآية الكريمة اشتمل على النوع المعروف من علم البيان والبلاغة باللف.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب نعتا ل (نفسا) على الرغم من فصل الصفة عن الموصوف بالفاعل وهو ليس بأجنبي لاشتراك الموصوف والفاعل في العمل ... ويجوز أن تكون استئنافية فلا محلّ لها.

[سورة الأنعام (6) : آية 159]

وأصل الكلام. يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا لم تكن مؤمنة قبل إيمانها بعد، ولا نفسا لم تكسب في إيمانها خيرا قبل ما تكسبه من الخير بعد، إلا أنه لف الكلامين فجعلهما كلاما واحدا بلاغة واختصارا وإعجازا. [سورة الأنعام (6) : آية 159] إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (159) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إن (فرّقوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (دين) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم ... والواو ضمير متصل في محلّ رفع اسم كان (شيعا) خبر كان منصوب (لست) فعل ماض ناقص جامد ... والتاء اسم ليس (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بخبر ليس (في شيء) جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف «1» ، (إنما) كافة ومكفوفة لا عمل لها (أمر) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلى الله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (ثم) حرف عطف (ينبئ) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول «2» مبني في محلّ جر متعلق ب (ينبّئهم) ، (كانوا) مثل الأول

_ (1) يجوز أن يكون هو الخبر و (منهم) متعلق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدم على المنعوت. (2) أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف لهما تقديره يفعلونه ... والجملة بعده نعت في محلّ جر.

[سورة الأنعام (6) : آية 160]

(يفعلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «إن الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «فرقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «كانوا شيعا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «لست منهم ... » في محلّ رفع خبر إن. وجملة «إنما أمرهم إلى الله» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «ينبّئهم....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «كانوا يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يفعلون» في محلّ نصب خبر (كانوا) . [سورة الأنعام (6) : آية 160] مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (جاء) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالحسنة) جار ومجرور متعلق ب (جاء) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (عشر) مبتدأ مؤخر مرفوع «2» ، (أمثال) مضاف إليه مجرور و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (من جاء بالسيئة) مثل نظيرتها المتقدمة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (يجزى) مضارع مبني

_ (1) أو متعلق بمحذوف حال من فاعل جاء أي: جاء متلبسا بالحسنة. (2) ذكر لفظ (عشر) وكان حقه أن يؤنث لأن تمييزه روعي فيه معناه وهو الحسنات.

الصرف:

للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (من) ، (إلا) حرف للحصر (مثل) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي يجزى مثل جزائها و (ها) ضمير مضاف إليه. (الواو) استئنافية (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب الفاعل. جملة «من جاء....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «جاء بالحسنة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «له عشر أمثالها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «من جاء (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «جاء بالسيئة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة «لا يجزى ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ... والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «3» . وجملة «هم لا يظلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (يجزى) فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله يجزي- بالياء في آخره- جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) جاء الفعل المضارع في جواب الشرط مرفوعا ومقترنا بالفاء، فالجملة على رأي الجمهور خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

الفوائد

الفوائد 1- تذكير العدد وتأنيثه: القاعدة: من ثلاثة إلى عشرة تخالف المعدود فتؤنث مع المذكر وتذكر مع المؤنث وقد وردت «عشر» في هذه الآية على خلاف القاعدة فذكرت مع المذكر. «عَشْرُ أَمْثالِها» . وتخريج ذلك بأن الإضافة لها تأثير في ذلك والتقدير هنا «عشر حسنات» والحسنة مؤنثة أو أن اللفظ المذكر في حقيقته مؤنث فالمثل هو الحسنة أو أنه اقترن باللفظ ما يشعر بمعنى التأنيث كقول عمر بن أبي ربيعة: فكان مجنيّ دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر فالشخوص وإن كان لفظها مذكرا فهي كناية عن ثلاث نسوة ولسنا بحاجة لاستعراض بحث العدد كاملا. [سورة الأنعام (6) : آية 161] قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (هدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (إلى صراط) جار ومجرور متعلق ب (هداني) «1» ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور (دينا) مفعول به لفعل محذوف تقديره عرّفني «2» ، (قيما) نعت

_ (1) الفعل (هدى) متعد إلى المفعول الثاني بوساطة حرف الجر إلى: «وهداه إلى صراط مستقيم: النحل «121» أو مباشرة: «اهدنا الصراط المستقيم» الفاتحة. (2) يجوز أن يكون بدلا من محلّ صراط لأنه المفعول الثاني لفعل هدى.

الصرف:

ل (دينا) منصوب (ملّة) بدل من (دينا) منصوب (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (حنيفا) حال منصوبة من إبراهيم «1» ، (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المشركين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجر الياء. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنني هداني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هداني ربّي» في محلّ رفع خبر إن. وجملة «ما كان من المشركين» في محلّ نصب معطوفة على لفظ الحال (حنيفا) «2» . الصرف: (قيما) ، صفة مشتقة وزنها فعل بكسر الفاء وفتح العين مخففة من تشديد (قيم) بفتح القاف وكسر الياء المشددة، وفي اللفظ قيم إعلال بالقلب، أصله قيوم- بسكون الياء وتحريك الواو اجتمعت الواو والياء والأولى هي الياء ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت الياء ان معا، ثم خفف اللفظ إلى قيم بكسر الفاء وفتح الياء. [سورة الأنعام (6) : الآيات 162 الى 163] قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)

_ (1) صح كونه حالا من إبراهيم لأن المضاف جزء من المضاف إليه. (2) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (قل إن) مثل الأولى «1» ، (صلاة) اسم إن منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (نسكي، محياي، مماتي) أسماء مضافة معطوفة على صلاتي منصوبة مثله، و (الياء) فيها مضاف إليه (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إنّ (رب) بدل من لفظ الجلالة مجرور أو نعت له (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. جملة «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إن صلاتي.... لله» في محلّ نصب مقول القول. (163) (لا) نافية للجنس (شريك) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق بخبر لا (الواو) استئنافية (الباء) حرف جر (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق ب (أمرت) ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أمرت) فعل ماض مبني للمجهول ... و (التاء) ضمير نائب الفاعل (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (أول) خبر مرفوع (المسلمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. وجملة «لا شريك له» في محلّ نصب حال مؤكدة، أكدت معنى قوله رب العالمين «2» . وجملة «أمرت» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنا أول المسلمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمرت.

_ (1) في الآية السابقة (161) . [.....] (2) أو استئنافية فلا محلّ لها.

الصرف:

الصرف: (محياي) ، مصدر ميمي من فعل حيي الثلاثي، وزنه مفعل بفتح العين لأنه معتل لفيف مقرون، وفيه إعلال بالقلب، قلبت الياء- لام الكلمة- ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقد يدل على اسم المكان أو الزمان. (مماتي) ، مصدر ميمي من فعل مات الثلاثي، وزنه مفعل بفتح العين لأنه معتل أجوف. وفيه إعلال بالقلب، أصله مموت، نقلت حركة الواو إلى الميم- إعلال بالتسكين- فلما تحرك ما قبل الواو المتحركة في الأصل قلبت ألفا. الفوائد 1- من هذه الآية استقى الشافعي عن الرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ دعاء الاستفتاح في الصلاة وفحواه:» وجهت وجهي للذي فطر السماوات الأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين» . (لا) النافية للجنس هي التي تدلّ على معنى نفي جميع أفراد الجنس. مثل: لا رجل في الدّار. والمعنى أنه ليس فيها أحد من الرّجال. تعمل عمل إنّ فتنصب المبتدأ وترفع الخبر مثل: لا أحد أغير من الله. ولا بد أن يكون اسمها وخبرها نكرتين. فإن كان اسمها مفردا يبنى على الفتح، مثل: لا كسول ممدوح. وإن كان مضافا أو شبيها بالمضاف كان معربا منصوبا مثل: لا رجل سوء عندنا. لا قبيحا خلقه حاضر.

[سورة الأنعام (6) : آية 164]

[سورة الأنعام (6) : آية 164] قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (غير) مفعول به مقدم «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أبغي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ربّا) تمييز منصوب «2» ، (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (ربّ) خبر مرفوع (كل) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافية «3» ، (لا) حرف نفي (تكسب) مضارع مرفوع (كل) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (إلا) حرف للحصر (على) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف حال من المفعول المحذوف أي: لا تكسب كل نفس ذنبا إلا مردودا عليها بالمضمرة والعقاب ... أو مكتوبا عليها (الواو) عاطفة (لا تزر وازرة) مثل لا تكسب كل نفس (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف وهو على حذف موصوف أي وزر نفس أخرى (ثم) حرف عطف (إلى رب) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم و (كم) ضمير مضاف إليه (مرجع) مبتدأ مؤخر مرفوع و (كم) مثل السابق

_ (1) أو حال من (ربّا) - نعت تقدم على المنعوت- إذا أعرب (ربّا) مفعولا به. (2) أو حال منصوبة بتأويل مشتق أي معبودا. (3) أو عاطفة.

الصرف:

(الفاء) عاطفة (ينبّئ) مثل تكسب، والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (ينبّئكم) (كنتم) فعل ماض ناقص ناسخ ... (وتم) اسم كان (في) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (تختلفون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أبغي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هو رب ... » في محلّ نصب حال. وجملة «لا تكسب كل ... » لا محلّ لها استئنافية «1» . وجملة «لا تزر وازرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تكسب. وجملة «إلى ربكم مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تزر. وجملة «ينبّئكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إلى ربكم مرجعكم. وجملة «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «تختلفون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (وازرة) ، مؤنث وازر، اسم فاعل من وزر الثلاثي وزنه فاعلة.

_ (1) أو في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول إذا كانت الجملة من كلام الرسول عليه السّلام.

[سورة الأنعام (6) : آية 165]

[سورة الأنعام (6) : آية 165] وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) الإعراب: (الواو) استئنافية (هو) مثل السابق «1» ، (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خلائف) مفعول به ثان منصوب (الأرض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (رفع) مثل جعل (بعض) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (فوق) ظرف مكان منصوب متعلق ب (رفع) ، (بعض) مضاف إليه مجرور (درجات) بدل من الظرف فوق منصوب وعلامة النصب الكسرة «2» (اللام) للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله. والمصدر المؤول (أن يبلوكم) في محلّ جر باللام متعلق ب (رفع) . (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (يبلوكم) والعائد محذوف (آتى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (إن) حرف

_ (1) في الآية السابقة (164) . (2) يجوز أن يكون حالا أي ذوي درجات ... أو هو مصدر في موضع الحال ... أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى فالدرجة بمعنى الرفعة- بفتح الراء- أي رفع بعضكم رفعات أي درجات ... وانظر مزيدا من التوجيهات في الآية (253) من سورة البقرة أول الجزء الثالث ... وانظر كذلك الآية (83) من هذه السورة.

الصرف:

مشبه بالفعل- ناسخ- (رب) اسم إن منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (سريع) خبر إن مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (غفور) خبر إن مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «جعلكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «رفع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يبلوكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «آتاكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «إن ربك سريع» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنه لغفور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن ربك سريع. الصرف: (خلائف) ، جمع خليفة، وفي المصباح: الخليفة أصله خليف بغير هاء لأنه بمعنى الفاعل دخلته الهاء للمبالغة كعلامة ونسّابة، ويكون وصفا للرجل بخاصة، ويقال خليفة آخر بالتذكير، ومنهم من يقول خليفة أخرى، ويجمع باعتبار أصله على خلفاء، وباعتبار اللفظ على خلائف. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى «وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ» عن الفضل والغنى. انتهت بعون الله سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأعراف من الآية 1- الى الآية 87 [سورة الأعراف (7) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ المص (1) الإعراب: حروف مقطّعة جرى إعراب نظيرها في سورة البقرة (ألم) . قال الخازن في تفسيره: هي حروف مقطعة استأثر بعلمها وهي سرّه في كتابة العزيز. الفوائد رغم الكلام الكثير الذي أورده المفسرون حول تفسير هذه الأحرف التي تأتي في مفتتح السور ورغم تلك الآراء المتعددة والمتغايرة حول هذه الأحرف. فإني مدفوع لأدلي بدلوي بين الدلاء: فأقول بما أن قراءة هذه الأحرف تطابق تسميتها لدى علماء العربية قديما وحديثا فلا مانع أن يكون الله أراد تذكيرنا بالأسس التي تقوم عليها لغتنا الملفوظة والمكتوبة وهي أحرف الهجاء وبأنها هي الأجزاء التي تتألف منها لغة الضاد بما فيه هذا القرآن الكريم. فافتتاح السور بهذه الأحرف إن هو الا تقديس لها وتعليم لنا لنتعرف عليها في وقت كان القرّاء والكتّاب أندر من الكبريت الأحمر كما يقول القدامى ... ! [سورة الأعراف (7) : آية 2] كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)

الإعراب:

الإعراب: (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا أو هو (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر «1» ، (لا) ناهية جازمة (يكن) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم (في صدر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر يكن و (الكاف) ضمير مضاف إليه (حرج) اسم يكن مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لحرج (اللام) حرف للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (به) مثل منه متعلّق بفعل تنذر. والمصدر المؤوّل (أن تنذر به) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل) «2» . (الواو) عاطفة (ذكرى) معطوف على محلّ المصدر المؤوّل- الجرّ- وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف «3» ، (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لذكرى. جملة « (هذا) كتاب ... » : لا محلّ لها ابتدائية. وجملة «أنزل..» : في محلّ رفع نعت لكتاب. وجملة «لا يكن.. حرج» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن

_ (1) أو عاطفة لربط المسبّب بالسبب. (2) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به خبر يكن وحينئذ لا اعتراض. (3) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو مرفوع، والجملة في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل.. أو هو معطوف على كتاب مرفوع.

[سورة الأعراف (7) : آية 3]

تلوته، أو تتابع نزوله، فلا يكن ... حرج «1» . وجملة «تنذر به» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. [سورة الأعراف (7) : آية 3] اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (3) الإعراب: (اتّبعوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو ضمير متصل في محلّ رفع فاعل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (أنزل إليكم) مثل أنزل إليك «2» ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) «3» و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أولياء- نعت تقدّم على المنعوت-، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أولياء) مفعول به منصوب (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «4» أي تذكّرون تذكّرا قليلا (ما) حرف زائد لتأكيد القلّة (تذكّرون) مضارع مرفوع حذفت منه إحدى التاءين، وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل. جملة «اتّبعوا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة الابتدائيّة فلا محلّ لها إن كانت الفاء عاطفة ... وجملة الشرط المقدّر مع جوابه اعتراض بين المتعلّق والمتعلّق به. (2) في الآية السابقة (2) . (3) يجوز تعليقه بمحذوف حال من نائب الفاعل في (أنزل) أي كائنا من ربّكم. (4) أو مفعول فيه نائب عن الظرف أي تذكرون زمانا قليلا. [.....]

الصرف:

وجملة «أنزل إليكم» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «لا تتّبعوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «تذكّرون» : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تذكّرون) ، حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وأصله تتذكّرون وزنه تفعّلون. [سورة الأعراف (7) : الآيات 4 الى 5] وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (4) فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (5) الإعراب: (الواو) استئنافية (كم) خبريّة كناية عن عدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (من قرية) جارّ ومجرور في محلّ نصب تمييز (أهلكنا) فعل ماض مبني على السكون ... (ونا) فاعل (ها) ضمير مفعول به «2» ، (الفاء) عاطفة (جاءها) فعل ماض ومفعوله (بأس) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بياتا) حال منصوبة في تأويل مشتقّ أي: بائتين (أو) حرف عطف (هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (قائلون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «كم من قرية....» : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون مفعولا به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور ويأتي بعدها لأن لها الصدارة أي كم من قرية أهلكناها. (2) والمعنى: أردنا إهلاكها.

وجملة «أهلكناها» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (كم) . وجملة «جاءها بأسنا....» : في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلكناها. وجملة «هم قائلون» : في محلّ نصب معطوفة على لفظ الحال (بياتا) . (5) (الفاء) عاطفة (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (دعوى) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (هم) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (دعوى) ، (جاءهم بأسنا) مثل جاءها بأسنا، (إلّا) حرف للحصر (أن) حرف مصدريّ (قالوا) مثل اتّبعوا «1» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (ظالمين) خبر كنّا منصوب وعلامة نصبه الياء. والمصدر المؤوّل (أن قالوا) في محلّ نصب خبر كان. وجملة «ما كان دعواهم....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئنافيّة، وفي هذه معنى التسبّب عمّا قبله. وجملة «جاءهم بأسنا» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قالوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «إنّا كنّا ظالمين» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كنّا ظالمين» : في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية المتقدمة (3) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (قائلون) جمع قائل بمعنى مستريح وقت القيلولة، اسم فاعل وزنه فاعل. (دعوى) ، مصدر سماعي لفعل دعا يدعو باب نصر وزنه فعلى بفتح الفاء، وفيه إعلال بالقلب، فالألف الأخيرة أصلها ياء لأنها جاءت رابعة فلمّا فتح ما قبلها قلبت ألفا. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها» فقد ذكر القرية وأراد أهلها، وهو مجاز علاقته المحلية. الفوائد 1- كم الخبرية: يأتي بعدها الاسم مجرورا ب «من» «ومن» هذه حرف جر زائد والاسم الذي يليها مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز. 2- حفظنا خلال معاناتنا الطويلة لشؤون الإعراب أن واو الحال هي التي يصحّ استبدالها ب «إذ» الظرف لما مضى من الزمان ... ! ويبقى المعنى على حاله دون أي تغيير أو تبديل ... ! [سورة الأعراف (7) : الآيات 6 الى 9] فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (9) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة دالّة على الترتيب الزماني (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نسألنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع ...

و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (أرسل) فعل ماض مبني للمجهول (إليهم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ والجارّ وما جرّه ناب مناب الفاعل (الواو) عاطفة (لنسألنّ) مثل الأول (المرسلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «لنسألنّ.» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم مستأنفّة. وجملة «أرسل إليهم» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «نسألن (الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم. (7) (الفاء) عاطفة (لنقصّنّ) مثل لنسألنّ (عليهم) مثل إليهم متعلّق ب (نقصّنّ) ، (بعلم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل نقصّنّ أي متلبّسين بعلم، والباء للمصاحبة (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (كنّا غائبين) مثل كنّا ظالمين «1» . وجملة «نقصّنّ.» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم معطوفة على الاستئناف المقدّم في الآية السابقة. وجملة «ما كنّا غائبين» : في محلّ نصب معطوفة على الحال المحذوفة المتعلّق بها الجارّ والمجرور بعلم. (8) (الواو) عاطفة (الوزن) مبتدأ مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب «2»

_ (1) في الآية السابقة (5) . (2) يجوز أن يبنى على الفتح لاضافته لمبنيّ ... كما يجوز أن يكون الظرف متعلّقا بمحذوف خبر المبتدأ، ويعرب (الحقّ) حينئذ خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة اعتراضيّة.

متعلق بالوزن، إذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين في آخره هو تنوين العوض (الحقّ) خبر مرفوع. (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (ثقلت) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط. و (التاء) للتأنيث (موازين) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل «1» ، (المفلحون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة «الوزن.... الحقّ» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق. وجملة «من ثقلت موازينه» : لا محلّ لها استئنافية وفيها معنى التسبّب عمّا قبلها. وجملة «أولئك ... المفلحون» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (9) (الواو) عاطفة (من خفّت ... فأولئك) مثل نظيرتها المتقدّمة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك (خسروا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الباء) حرف جرّ سببيّة (ما) حرف مصدريّ (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضمّ ... والواو اسم كان، (بآيات)

_ (1) أو هو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره المفلحون ... والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق ب (يظلمون) بتضمينه معنى يكذبون أو يجحدون و (نا) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة «من خفّت موازينه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت.... وجملة «خفّت موازينه» : في محلّ رفع خبر (من) «1» . وجملة «أولئك الذين....» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «خسروا....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «يظلمون..» : في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (غائبين) ، جمع غائب، اسم فاعل من غاب يغيب باب ضرب وزنه فاعل، وفيه إبدال الياء همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله غائب. (الوزن) ، مصدر سماعيّ لفعل وزن يزن باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (موازين) ، جمع ميزان ... (انظر الآية- 152- من سورة الأنعام) . [سورة الأعراف (7) : الآيات 10 الى 18] وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (10) وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (17) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (مكنّا) فعل ماض مبني على السكون (ونا) ضمير فاعل و (كم) ضمير مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا) ، (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل مكّنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمفعول ثان عامله جعلنا (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من معايش- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، (قليلا ما تشكرون) مثل قليلا ما تذكّرون «2»

_ (1) أو متعلّق ب (جعلنا) بتضمينه معنى خلقنا. (2) في الآية (3) من هذه السورة.

جملة «مكنّاكم ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «جعلنا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة «تشكرون» : لا محلّ لها استئنافيّة. (11) (الواو) عاطفة (لقد خلقناكم) مثل لقد مكنّاكم (ثمّ) حرف عطف (صوّرناكم) مثل مكنّاكم (ثمّ) كالأول (قلنا) مثل مكنّا (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلنا) ، (اسجدوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (لآدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اسجدوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (الفاء) عاطفة (سجدوا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل (إلّا) حرف للاستثناء (إبليس) مستثنى منصوب (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يكن) مضارع مجزوم ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقدره هو (من الساجدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر يكن. وجملة «خلقناكم....» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى. وجملة «صورناكم» : لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقناكم. وجملة «قلنا.» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «سجدوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة قلنا. وجملة «لم يكن من الساجدين» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ لتأكيد

الاستثناء في إبليس «1» . (12) (قال) فعل ماض، والفعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (منع) مثل قال و (الكاف) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (لا) زائدة (تسجد) مضارع منصوب بأن والفاعل أنت إذ ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلّق ب (تسجد) ، (أمرت) فعل ماض وفاعله و (الكاف) مفعول به. والمصدر المؤول (ألّا تسجد) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله منع «2» . (قال) مثل الأول (أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (منه) مثل فيها متعلّق بخير (خلقت) مثل أمرت و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (من نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقتني) «3» ، (الواو) عاطفة (خلقته) مثل خلقتني (من طين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقته) «4» . جملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ما منعك ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «منعك....» : في محلّ رفع خبر (ما) . وجملة «تسجد» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «أمرتك» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من إبليس. (2) أو في محلّ جرّ ب (من) مقدّر متعلّق ب (منع) . (3، 4) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول المتصل في (خلق) .

وجملة «أنا خير منه» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «خلقتني من نار» : لا محلّ لها تعليليّة ... أو استئناف بيانيّ. وجملة «خلقته من طين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقتني. (13) (قال) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اهبط) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (منها) مثل فيها متعلق ب (اهبط) ، والضمير يعود إلى الجنة أو إلى السموات (الفاء) تعليليّة (ما) نافية (يكون) مضارع تام مرفوع بمعنى ينبغي (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) ، (أن تتكبر) مثل أن تسجد (فيها) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من الفاعل «1» . والمصدر المؤول (أن تتكبر) في محلّ رفع فاعل يكون. (الفاء) عاطفة (اخرج) مثل اهبط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم انّ (من الصاغرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اهبط ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي. إن امتنعت عن الطاعة فاهبط ... والشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ما يكون ... » : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «تتكبّر» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) يجوز أن يتعلّق بفعل (تتكبر) .

وجملة «اخرج....» : في محلّ جزم معطوفة على جملة اهبط لتأكيد الجواب. وجملة «إنّك من الصاغرين» : لا محلّ لها تعليليّة «1» . (14) (قال) مثل الأول (أنظر) فعل أمر دعائيّ والفاعل أنت و (النون) نون الوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنظر) ، (يبعثون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل وهو عائد إلى الخلق من بني آدم لدلالة سياق الكلام عليه. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنظرني ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «يبعثون» : في محلّ جرّ مضاف إليه. (15) (قال) مثل الأول (إنّك من المنظرين) مثل إنّك من الصاغرين ... وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنّك من المنظرين» : في محلّ نصب مقول القول. (16) (قال) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الباء) باء القسم «2» (ما) حرف مصدريّ (أغويت) فعل ماض وفاعله و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به. والمصدر المؤوّل (ما أغويتني) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب

_ (1) هي استئنافية فيها معنى التعليل. [.....] (2) أو هي للسببيّة متعلقة ب (أقعدن) .

(أقسم) ، أي: أقسم بإغوائك لأقعدنّ «1» . (اللام) لام القسم (أقعدن) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقعدن) بتضمينه معنى أتصدّى (صراط) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أقعدن) «2» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (المستقيم) نعت لصراط مجرور. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة « (أقسم) المقدّرة» : في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا أي: فأنا أقسم ... والجملة الاسمية (أنا أقسم) جواب شرط مقدّر أي: إن أنظرتني فأنا أقسم بإغوائك ... وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أقعدن.» : لا محلّ لها جواب القسم. (17) (ثمّ) حرف عطف (لآتينّهم) مثل لأقعدنّ ومعطوف عليه ... و (ثم) ضمير مفعول به (من بين) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتينّهم) ، (أيدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (من خلف) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتيناهم) ، و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (عن أيمانهم، عن

_ (1) إغواء الله إياه أثر من آثار قدرة الله تعالى وعزّته، وحكم من أحكام سلطانه فمآل القسم واحد بهما ... (حاشية الجمل على الجلالين) . هذا ويجوز أن تكون الباء سببيّة أي: بسبب إغوائك إياي لأقعدن ... فالجارّ والمجرور حينئذ متعلّق بفعل أقعدنّ وتقدير الجواب: إن أنظرتني فلأقعدنّ لهم بسبب إغوائك إياي. (2) أو منصوب على نزع الخافض أي: على صراطك.

شمائلهم) مثل من خلفهم ومعطوفان عليه (لا) نافية (تجد) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أكثر) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه (شاكرين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء «1» . وجملة «آتينّهم ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم المتقدّم. وجملة «لا تجد ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «2» . (18) (قال) مثل الأول (اخرج) مثل اهبط (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (اخرج) ، (مذءوما) حال منصوبة من فاعل اخرج (مدحورا) حال ثانية منصوبة (اللام) موطّئة للقسم (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «3» ، (تبع) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (من) ، (منهم) مثل منها متعلّق بحال من الضمير المستتر في (تبعك) ، (اللام) لام القسم (أملأن) مثل أقعدنّ، (جهنّم) مفعول به منصوب (منكم) مثل منها متعلّق ب (املأن) ، (أجمعين) توكيد للضمير المتّصل في (منكم) تبعه في الجرّ وعلامة الجرّ الياء «4» . وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو مفعول به ثان ... (2) يجوز قطعها على الاستئناف. (3) يجوز أن يكون اسم موصول مبتدأ و (اللام) قبله لام الابتداء، وجملة القسم المحذوفة وجوابه خبر المبتدأ. (4) يجوز التوكيد بأجمعين من غير أن يسبقها لفظ (كلّكم) .

الصرف:

وجملة «اخرج منها» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «من تبعك....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تبعك....» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة «أملأن....» : لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. الصرف: (معايش) ، جمع معيشة، اسم لما يكسبه الإنسان ويعيش به وزنه مفعلة بضمّ العين أو كسرها، وقد يجوز فتحها، وعلى هذا ففي الكلمة إعلال بالتسكين حيث نقلت حركة الياء إلى العين ثمّ قلبت الضمّة كسرة أو بقيت الكسرة على حالها. وفي المصباح عاش عيشا باب ساء صار ذا حياة فهو عائش والأنثى عائشة، وعيّاش أيضا مبالغة، ووزن معايش مفاعل فلا يهمز لأن الياء أصلية في المفرد. (الساجدين) ، جمع الساجد، اسم فاعل من سجد الثلاثيّ، وزنه فاعل. (الصاغرين) ، جمع الصاغر، اسم فاعل من صغر الثلاثيّ، وزنه فاعل. (المنظرين) ، جمع المنظر، اسم مفعول من الرباعي أنظر وهو على وزن مفعل بضمّ وفتح العين. (خلف) ، اسم للجهة وزنه فعل بفتح فسكون. (أيمان) ، جمع يمين، اسم للجهة التي يكون فيها الجانب الأيمن من الإنسان، أو اسم للجانب أو الجارحة، وزنه فعيل، وله جموع أخرى

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

البلاغة

هي أيمن بفتح الهمزة وضمّ الميم، وأيامن بكسر الميم، وأيامين زنة أفاعيل. (شمائل) ، جمع شمال اسم ضدّ اليمين ووزنه فعال بكسر الفاء، وثمّة جموع أخرى هي أشمل بفتح الهمزة وضمّ الميم، وشمل بضمّتين، وشمال زنة المفرد، وفعائل وزن الجمع شمائل. (مذءوما) ، اسم مفعول من ذأم يذأم بمعنى عاب ومقت من باب فتح، وزنه مفعول. (مدحورا) ، اسم مفعول من دحر يدحر باب فتح بمعنى طرد وأبعد، وزنه مفعول. البلاغة الآية «11» .. - الكناية: في قوله تعالى «وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ» فالكلام كناية عن خلق آدم عليه السّلام، والمعنى خلقنا أباكم آدم عليه السّلام طينا غير مصور ثم صورناه أبدع تصوير وأحسن تقويم. الآية «12» .. - فن التوهم: في قوله تعالى «ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ» فإن الظاهر ما منعك من السجود. والتأويل الذي يرد هذا الكلام أن العلماء قالوا: ما منعك أي: ما صيرك ممتنعا من السجود. الآية «17» ... - الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ» حيث شبه حال تسويل إبليس ووسوسته لهم كذلك بحال إتيان العدو لمن يعاديه من أي جهة أمكنته ولذا لم يذكر الفوق والتحت إذ لا إتيان منهما.

الفوائد

الفوائد 1- ثارت ثائرة من الخلاف حول كلمة «معايش» ونحن نعلم أنه يجوز تسهيل الهمزة إلى الحرف الذي يناسب حركة ما قبلها مثل بئر تسهل إلى بير، ومثل فأس تسهل إلى فاس ومثل لؤلؤ تسهل إلى لولو وعكس ذلك صحيح فإن الياء تقلب إلى همزة في بعض حالاتها مثل عايش إلى عائش وعائشة إلى عائشة وكذلك الواو إذا وقعت متطرفة تقلب إلى همزة مثل دعاء وكساء وسماء كل هذه الهمزات قلبت عن واو لأنّ الأصل: كسا وسما ودعاو ... 2- قال النحاة في الفاء العاطفة: إنها تفيد الترتيب، والجمهور على ذلك. أما الفراء فقد عارض الجمهور وزعم أنها لا تفيد الترتيب مطلقا. وفصل في ذلك «الجرمي» فقال: إنها لا تفيد الترتيب في عطف البقاع والأمصار بعضها على بعض واستشهد بقول امرئ القيس «بين الدخول فحومل» . 3- قوله «فَبِما أَغْوَيْتَنِي» . الباء هنا للسببية وهي حرف جر وهذا الحرف له ثلاثة عشر معنى: قال سيبويه المعنى الأصلي للباء هو الإلصاق وهو لا يفارقها في جميع معانيها ولذلك اقتصر عليه. والإلصاق نوعان حقيقي ومجازي: فالأول نحو أمسكت بيدك والثاني نحو مررت بدارك وبقية الأقسام الاثني عشر هي: 1- الاستعانة 2- السببية 3- التعدية 4- القسم 5- العوض 6- البدل 7- الظرفية 8- المصاحبة 9- من التبعيضية 10- معنى عن 11- الاستعلاء 12- التأكيد وهي الزائدة. ولولا التطويل لأوردنا لكل قسم مثالا فعد إليه في كتب النحو.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 19 إلى 22]

4- قوله تعالى: «لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ» كان حق الصراط أن يجرّ بعلى لأن فعل قعد يتعدى بهذا الحرف، وللنحاة كلام حول انتصاب أمثاله. قال سيبويه: إنه نصب على الظرفيّة..! ورجّح أبو حيان انتصابه بنزع الخافض. وللعرب كلام كثير ورد على قاعدة نزع الخافض وجوازه ولكنه سماعي لا يقاس عليه فلا يقال «جلست الخشبة» . قال الزجاج: والأسلم من كل ذلك أن نضمّن فعل القعود معنى آخر مثل «ألزم» فيتعدى بنفسه ويصبح الصراط مفعولا به. أقول: وماذا نفعل بالأمثلة التي لا تعدّ ونعربها كلها على إسقاط حرف الجر. فاختر هداك الله إلى الصواب، وكن من الميسرين لا من المعسرين. [سورة الأعراف (7) : الآيات 19 الى 22] وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (20) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يا) حرف نداء (آدم) منادى مفرد علم مبني على الضمّ في محلّ نصب (اسكن) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنت) ضمير منفصل مبني على الفتح في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل اسكن (الواو) عاطفة (زوج) معطوف على الضمير المستتر فاعل اسكن مرفوع «1» ،، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الجنّة) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (كلا) فعل أمر مبني على حذف النون.. و (الألف) ضمير فاعل (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كلا) ، وفي الكلام حذف أي كلا منها- أي من ثمارها- حيث شئتما (شئتما) فعل ماض مبني على السكون.. و (التاء) ضمير فاعل و (ما) حرف عماد للتثنية ... (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقربا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الألف) ضمير فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ نصب مفعول به (الشجرة) بدل من الاسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب (الفاء) فاء السببيّة (تكونا) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، و (الالف) ضمير في محلّ رفع اسم تكون (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون. جملة «النداء وصلتها....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اسكن ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «كلا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة «شئتما....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «لا تقربا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة كلا.

_ (1) انظر مزيدا من الشرح والتعليق في الآية (35) من سورة البقرة ...

وجملة «تكونا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تكونا....) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن منكما قرب فحصول الظلم منكما «1» . (20) (الفاء) عاطفة (وسوس) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هما) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (وسوس) ، (الشيطان) فاعل مرفوع (اللام) لام العاقبة «2» ، (يبدي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (لهما) مثل الأول متعلّق ب (يبدي) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ووري) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (عنهما) مثل لهما متعلّق ب (ووري) ، (من سوءات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير المستتر، و (هما) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يبدي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق- (وسوس) . (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض والفاعل هو (ما) حرف نفي (نهى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كما) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (كما) مضاف إليه (عن) حرف جرّ (هذه الشجرة) مثل الأولى في محلّ جرّ متعلّق ب (نهى) ، (إلّا) حرف للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكونا) مثل الأول (ملكين) خبر تكون منصوب وعلامة النصب الياء (أو) حرف عطف (تكونا من الخالدين) مثل

_ (1) انظر الآية (35) من سورة البقرة. (2) أو للتعليل والعاقبة.

تكونا من الظالمين والفعل معطوف على الأول. والمصدر المؤوّل (أن تكونا....) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تكونا ... وجملة «وسوس.... الشيطان» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم. وجملة «يبدي ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «ووري....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «قال....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة وسوس. وجملة «ما نهاكما ربّكما» : في محلّ نصب مقول القول وجملة «تكونا ملكين» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة «تكونا من الخالدين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة تكونا ملكين. (21) (الواو) عاطفة (قاسم) فعل ماض و (هما) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالناصحين (اللام) هي الرابطة للقسم (من الناصحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة «قاسمهما ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.... وجملة «إنّي ... من الناصحين» : لا محلّ لها جواب القسم.

(22) (الفاء) عاطفة (دلّاهما) مثل قاسمهما (بغرور) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول «1» . (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (بدت) ، (ذاقا) فعل ماض ... و (الألف) ضمير فاعل (الشجرة) مفعول به على حذف مضاف أي ثمر الشجرة، منصوب (بدت) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (التاء) للتأنيث (لهما) مثل الأول متعلّق ب (بدت) ، (سوءات) فاعل مرفوع و (هما) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (طفقا) فعل ماض ناقص للشروع، و (الألف) ضمير اسم طفق (يخصفان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون. و (الألف) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخصفان) تجاوزا بتضمينه معنى يردان أو يهيلان ورق الجنّة عليهما (من ورق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للمفعول به المقدّر أي يخصفان عليهما شيئا حاصلا من ورق الجنّة (الجنّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ناداهما) مثل دلّاهما (ربّ) فاعل مرفوع و (هما) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وقلب وجزم (أنه) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (كما) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (تلكما) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أنه) ، و (اللام) للبعد و (كما) حرف خطاب المثنى (الشجرة) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مجرور (الواو) عاطفة (أقل) مثل أنه ومعطوف عليه (اللام) حرف جرّ و (كما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقل) ، (إنّ) حرف مشبّه

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف حال من الفاعل أي: دلّاهما مغرورا ... والتقدير من المفعول: دلّاهما مغرورين به.

الصرف:

بالفعل- ناسخ- (الشيطان) اسم إنّ منصوب (لكما) مثل السابق متعلّق بعدو ... (عدو) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لعدو مرفوع. وجملة «دلّاهما....» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم. وجملة «ذاقا ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «بدت.... سواءتها» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «طفقا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت ... سوءاتهما. وجملة «يخصفان....» : في محلّ نصب خبر طفقا. وجملة «ناداهما ربهما» : لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت ... وجملة «أنهكما....» : لا محلّ لها تفسير للنداء «1» . وجملة «أقل» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أنهكما. وجملة «إنّ الشيطان.» : في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (ووري) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله وارى، فلمّا ضمّ أوله قلبت الألف بعده الى واو لمناسبة الضمّ، ولمّا كسر ما قبل آخره قلبت الألف الثانية إلى ياء لمناسبة الكسر. (الناصحين) ، جمع الناصح، اسم فاعل من نصح الثلاثيّ وزنه فاعل. (دلّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله دلّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وزنه فعّل.

_ (1) أو في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: ناداهما قائلا ألم أنهكما ...

البلاغة

البلاغة الآية «20» .. - سر تكرير الحروف في اللفظ الواحد: وحدّه: كلما تكررت الحروف في اللفظ الواحد كان ذلك إيذانا بتكرير العمل، ونقل الفعل من وزن إلى وزن لم يجنح إليه الواضع في الأصل إلا لهذا السر الخفي، واللفظ هنا «وسوس» فهو تجسيد حي وتصوير بليغ لدأب إبليس على الإغواء، وإجهاده نفسه لحملها على أن تزل بهما القدم، ويرتطما في مزالق الشر، فهو يوسوس إليهما المرة بعد المرة. ومن ذلك قولهم: خشن واخشوشن، لا تفيد خشن ما تفيد كلمة اخشوشن، لما فيه من تكرير الحروف. الفوائد 1- قوله «فوسوس» هو من ضروب البلاغة المنتشرة في بطون اللغة العربية الناجم عن «تكرار الحروف في الفعل الواحد» . فهو تصوير حيّ لدأب إبليس على متابعة الإغواء ومثله قولك «اخشوشن واعشوشب» ، فكأن العرب لما رأت كثرة العشب قالت اعشوشب وهكذا فإن تكرار الحروف يفيد تقوية المعنى ومضاعفة مضمون الكلمة.. 2- «طفق» هي من أفعال المقاربة التي تعمل عمل كان وأخواتها مع شيء من التفصيل. وخبر هذه الأفعال «جملة» وشذّ مجيئه مفردا كقول تأبط شرا: فأبت إلى فهم وما كنت آيبا ... وكم مثلها فارقت وهي تصغر وتقسم هذه الأفعال إلى ثلاثة زمر:

[سورة الأعراف (7) : آية 23]

الأولى: ما يدل على قرب وقوع الخبر وهي ثلاثة: كاد وكرب وأوشك. الثانية: ما يدل على رجاء الخبر وهي ثلاثة: عسى وجرى واخلولق. الثالثة: ما يدل على الشروع فيه وعددها كثير: قد يبلغ العشرين أو يزيد ومنه «أنشأ وطفق، وجعل، وعلق وهلهل وقام وابتدأ» ولولا التطويل لتابعنا البحث والتفصيل. [سورة الأعراف (7) : آية 23] قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (23) الإعراب: (قالا) مثل ذاقا» ، (ربّ) منادى مضاف حذف منه حرف النداء، منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (ظلمنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (أنفس) مفعول به منصوب ... (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم، وحذفت اللام الموطّئة للقسم قبله (لم) حرف نفي فقط «2» ، (تغفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تغفر) ، (الواو) عاطفة (ترحم) مثل تغفر ومعطوف عليه و (نا) ضمير مفعول به (اللام) لام القسم (نكوننّ) مضارع ناقص- ناسخ- مبني على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) لتوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ.

_ (1) في الآية (22) من هذه السورة. [.....] (2) الأوضح أن يكون الفعل بعده مجزوما بأداة الشرط لا به على الرغم من قوته في الجزم حتّى يبقى الفعل خالصا للاستقبال.

[سورة الأعراف (7) : آية 24]

جملة «قالا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ربّنا...... وجوابها» : في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة «ظلمنا..» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «تغفر لنا» : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «2» . وجملة «ترحمنا» : لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «3» . وجملة «نكوننّ ... » : لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. [سورة الأعراف (7) : آية 24] قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (24) الإعراب: (قال) مثل السابق «4» ، (اهبطوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (بعض) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (لبعض) جارّ ومجرور متعلّق بعدوّ ... وهو خبر المبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مستقرّ- نعت تقدم على المنعوت- (مستقر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (متاع)

_ (1) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة للاسترحام، وجملة ظلمنا في محلّ نصب مقول القول. (2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة مقول القول في محلّ نصب. (3) يجوز أن تكون معطوفة على جملة تغفر لنا تأخذ محلّها من الإعراب في الحالين. (4) في الآية (20) من هذه السورة.

[سورة الأعراف (7) : آية 25]

معطوف على مستقرّ مرفوع (إلى حين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع. جملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «اهبطوا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «بعضكم لبعض عدوّ» : في محلّ نصب حال. وجملة «لكم.. مستقرّ» : في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.. أو استئنافيّة لا محلّ لها. [سورة الأعراف (7) : آية 25] قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ (25) الإعراب: (قال) مثل السابق، (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (تحيون) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة في الموضعين (فيها تموتون) مثل فيها تحيون (منها) مثل فيها متعلّق ب (تخرجون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. جملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تحيون» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «تموتون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة تحيون. وجملة «تخرجون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة تحيون. الصرف: (تحيون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تحياون، التقى ساكنان الألف وواو الجماعة، حذفت الألف وفتح ما قبل الواو- أو ظل مفتوحا- دلالة عليها، وزنه تفعون.

[سورة الأعراف (7) : آية 26]

[سورة الأعراف (7) : آية 26] يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الإعراب: (يا) حرف نداء (بني) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكر (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، ممنوع من الصرف (قد) حرف تحقيق (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... (ونا) ضمير فاعل للتعظيم (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (لباسا) مفعول به منصوب (يواري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (سوءات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ريشا) معطوف على لباس منصوب مثله، وهو نائب عن موصوف محذوف أي لباسا ريشا أي زينة (الواو) استئنافيّة (لباس) مبتدأ مرفوع (التقوى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» . و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (خير) خبر الإشارة مرفوع (ذلك) مثل الأول (من آيات) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ ذلك (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لعلّ) حرف مشبه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يذّكّرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة النداء «يا بني ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد أنزلنا ... » : لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) أو بدل من لباس التقوى، أو عطف بيان له، و (خير) خبر لباس.

الصرف:

وجملة «يواري ... » في محلّ نصب نعت ل (لباسا) . وجملة «لباس التقوى ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ذلك خير» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (لباس التقوى) . وجملة «ذلك من آيات الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لعلّهم يذّكّرون» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «يذّكّرون» : في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (ريشا) ، اسم لما ينبت على الطائر، أو هو مصدر سماعيّ لفعل راش يريش أي وضع فيه ريشا، وقد يحتمل الحالين بآن واحد، وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة 1- الاستعارة المكنية التخيلية: في قوله تعالى: «وَلِباسُ التَّقْوى» ومثلها كثير الوقوع في كلام الشعراء، ومنه: إذا المرء لم يلبس لباسا من التقى ... تقلب عريانا وإن كان كاسيا [سورة الأعراف (7) : آية 27] يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الإعراب: (يا بني آدم) مثل الأولى «1» ، (لا) ناهية جازمة (يفتننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم و (النون)

_ (1) في الآية السابقة (26) .

للتوكيد و (كم) ضمير مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أخرج) فعل ماض، والفاعل هو (أبوي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء و (كم) ضمير مضاف إليه (من الجنّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرج) . والمصدر المؤوّل (ما أخرج) في محلّ جرّ بالكاف على حذف مضاف، متعلّق بمفعول مطلق عامله يفتننّكم أي: فتنة كفتنة إخراج أبويكم ... (ينزع) مضارع مرفوع، والفاعل هو (عن) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزع) ، (لباس) مفعول به منصوب و (هما) ضمير مضاف إليه (اللام) للتعليل (يري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (هما) ضمير مفعول به، والفاعل هو (سوءات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و (هما) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يريهما) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ينزع) . (إنّ حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر (الواو) عاطفة (قبيل) معطوف على الضمير المستتر فاعل يرى و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يراكم) ، (لا) نافية (ترون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (إنّا) مثل أنّه (جعلنا) فعل ماض مبني على السكون ...

الصرف:

(ونا) فاعل (الشياطين) مفعول به منصوب (أولياء) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بأولياء (لا) نافية (يؤمنون) مثل ترون ... جملة «يا بني آدم..» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لا يفتننّكم الشيطان» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أخرج أبويكم» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «ينزع..» : في محلّ نصب حال من أبويكم أي منزوعا عنهما لباسهما أو من ضمير الفاعل في (أخرج) أي نازعا عنهما لباسهما. وجملة «يريهما ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة «إنّه يراكم ... » : لا محلّ لها تعليل للنهي في قوله: لا يفتننّكم. وجملة «يراكم ... » : في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة «لا ترونهم» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «إنا جعلنا ... » : لا محلّ لها تعليل آخر للنهي. وجملة «جعلنا ... » : في محلّ رفع خبر إنّ الثاني. وجملة «لا يؤمنون» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (قبيل) ، اسم للجماعة يكونون من ثلاثة فأكثر، وليست القبيلة تأنيث القبيل، وجمعه قبل بضمتين، وفي المصباح: القبيلة لغة في القبيل، وزنه فعيل.

الفوائد

الفوائد 1- الحوار في القرآن الكريم: قد جرى التنويه إلى هذه الخاصة من خصائص القرآن وهي الحوار وأكثر ما يكون بين شركاء في الحديث ومادته «القول» وهي طريقة مبتكرة قد اتخذها القرآن وسيلة للقصص وعرض الأخبار فهي أدعى للفهم وأقوى في التأثير ولله بالغ الحكمة.. 2- روابط الخبر بالمبتدأ إذا كان جملة أربعة: أ- الضمير البارز أو المستتر نحو «الظلم مرتعه وخيم» . ب- الإشارة إليه نحو و «لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ» . ج- إعادة المبتدأ بلفظه: نحو «الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» ء- العموم نحو «خالد نعم الرجل» . فخالد مبتدأ وجملة نعم خبره والرابط هو العموم. [سورة الأعراف (7) : آية 28] وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (28) إعراب: (الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (فعلوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (فاحشة) مفعول به منصوب (قالوا) مثل فعلوا (وجدنا) فعل ماض مبني على السكون.. (ونا) فاعل (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من آباء «1» أي عاكفين

_ (1) هذا إذا كان الفعل متعدّيا لواحد ... وهو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان الفعل متعدّيا لاثنين.

عليها (آباء) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أمر) فعل ماض، والفاعل هو، و (نا) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمر) ، (قل) فعل أمر والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يأمر) مضارع مرفوع والفاعل هو (بالفحشاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخيّ (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقلون) بتضمينه معنى تتقوّلون (ما) اسم موصول «1» مبني في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (تعلمون) مثل تقولون. جملة «فعلوا....» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قالوا....» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «وجدنا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «الله أمرنا بها» : في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «أمرنا....» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنّ الله لا يأمر....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا يأمر بالفحشاء» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «تقولون....» : لا محلّ لها استئناف داخل في حيّز القول. وجملة «لا تعلمون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت له ... أمّا العائد فمحذوف في النوعين أي: تعلمونه.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 29 إلى 30]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 29 الى 30] قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل أنت (أمر) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمر) ، (الواو) عاطفة (أقيموا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (أقيموا) ، (كلّ) مضاف إليه مجرور (مسجد) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ادعوا) مثل أقيموا و (الهاء) ضمير مفعول به (مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوه، وعلامة النصب الياء (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمخلصين (الدين) مفعول به لاسم الفاعل منصوب. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدري (بدأ) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (ما بدأكم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله الفعل الآتي أي: تعودون عودا كبدء خلقكم. (تعودون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة «قل....» : لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة «أمر ربّي....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أقيموا....» : في محلّ نصب معطوفة على مضمون جملة مقول القول «1» . وجملة «ادعوه» : في محلّ نصب معطوفة على جملة أقيموا. وجملة «بدأكم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «تعودون» : لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل للأمر أقيموا. (30) (فريقا) مفعول به مقدّم «2» منصوب عامله هدى (هدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) عاطفة (فريقا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أضلّ (حق) فعل ماض (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّ) ، (الضلالة) فاعل مرفوع «3» ، (إنّهم اتّخذوا الشياطين) مثل إنّه يراكم «4» ، (أولياء) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأولياء (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يحسبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1) لأن قوله: أمر ربّى بالقسط بمعنى أقسطوا، فجملة مقول القول خبريّة لفظا إنشائية معنى، فصحّ عطف جملة أقيموا عليها.. ويجوز أن تعطف جملة أقيموا على جملة صلة الموصول الحرفيّ المأخوذة من المصدر (القسط) ، لأن المعنى: أمر ربّي بأن أقسطوا وأقيموا.. (2) أو حال منصوبة من فاعل تعودون، أي تعودون فريقا مهديّا، والجملة بعده نعت له. (3) جاء الفاعل في حال التذكير لأن الفاعل المؤنّث (الضلالة) مؤنّث مجازي. (4) في الآية (27) من هذه السورة.

الصرف:

للتوكيد- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب سم أنّ (مهتدون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أنّهم مهتدون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون. وجملة «هدى....» : لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة «حقّ عليهم الضلالة» : معطوفة على جملة هدى تأخذ إعرابها. وجملة «إنّهم اتّخذوا» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «اتّخذوا....» : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يحسبون....: في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّخذوا «2» . الصرف: (مسجد) ، اسم مكان من سجد الثلاثي باب نصر، وزنه مفعل بكسر العين على غير قياس، فالقياس أن تكون العين مفتوحة لأنه مضموم العين في المضارع.... وقد يكون مصدرا ميميّا على غير قياس أيضا. البلاغة 1- التشبيه: في قوله تعالى «كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ» حيث شبه سبحانه الإعادة بالإبداء تقريرا لإمكانها والقدرة عليها.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من فاعل بدأ وهو الله، وذلك بتقدير قد. [.....] (2) يجوز أن تكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة حال من فاعل اتّخذوا.

الفوائد

2- فن التقديم: في قوله تعالى «كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ» حيث قدم سبحانه المشبه به على المشبه لينبه العاقل على أن قضاء الشؤون لا يخالف القدر والعلم الأزلي البتة. الفوائد - من رسم الكتابة في القرآن؟ يرى المتأمل كثيرا من الكلمات قد غايرت في كتابتها ما ألفناه من قواعد الكتابة مثل «فحشة، الضللة، الشياطين» وكان حقها أن تكتب «فاحشة، الضلالة، الشياطين» ومثل ذلك أكثر من الكثير في رسم القرآن الكريم وحق ذلك أن يدرس ويجمع وتؤلف به رسالة. وقد عرفنا مراحل تطور هذه اللغة نحوها، وتنقيطها، وعزّ علينا أننا لم نجد أيّة إشارة لها تاريخ لهذه القفزة الإصلاحية في كتابة لغتنا حتى حصل هذا التفاوت بين ما نحن عليه في رسم الكلمات اليوم وبين ما نجد مستقرا في القرآن الكريم ونتحرّج من تغييره أو تبديله تكريما لهذا الكتاب وحفظا له من عبث العابثين. [سورة الأعراف (7) : آية 31] يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الإعراب: (يا بني آدم) مرّ إعرابها «1» ، (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (زينة) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب «2» متعلّق ب (خذوا) ، (كلّ

_ (1) في الآية (27) من هذه السورة. (2) أو زمان.

الصرف:

مسجد) مثل الأولى «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (كلوا، اشربوا) مثل خذوا (لا) ناهية جازمة (تسرفوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إنّه لا يحبّ) مثل إنّه يرى.. «2» والفعل منفيّ ب (لا) (المسرفين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «يا بني آدم....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «خذوا....» : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «كلوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة خذوا.. وجملة «اشربوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة خذوا ... وجملة «لا تسرفوا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة خذوا ... وجملة «إنّه لا يحبّ....» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «لا يحبّ المسرفين» : في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (زينة) ، اسم لما يتزيّن به، أو اسم مصدر من تزيّن، وزنه فعلة بكسر فسكون. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» . أي: خذوا لباسكم، والزينة حالة في اللباس، فعبّر بالحال وأراد المحلّ. فالعلاقة حالية.

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) في الآية (27) من هذه السورة.

[سورة الأعراف (7) : آية 32]

[سورة الأعراف (7) : آية 32] قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حرّم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (زينة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (التي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت لزينة (أخرج) مثل حرّم (لعباد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرج) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الطيّبات) معطوف على زينة منصوب وعلامة النصب الكسرة (من الرزق) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الطيبات (قل) مثل الأول (هي) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هي (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) «1» ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (خالصة) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف أي هي كائنة لهم يوم القيامة حالة كونها خالصة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالصة (القيامة) مضاف إليه مجرور (الكاف) حرف جرّ «2» وتشبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول

_ (1) يجوز أن يتعلّق بالخبر الذي تعلّق به (للذين آمنوا) . (2) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته. أي نفصّلها تفصيلا مثل ذلك التفصيل.

الفوائد

مطلق عامله الفعل بعده و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نفصّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفصّل) ، (يعلمون) مضارع مرفوع.... والواو فاعل. جملة «قل ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «من حرّم ... » : في محلّ رفع خبر (من) . وجملة «أخرج.» : لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة «قل (الثانية) » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «هي للذين آمنوا» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «نفصل.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يعلمون» في محلّ جر نعت لقوم. الفوائد 1- من أسباب النزول: قال ابن عباس أسباب نزول هذه الآية أن العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة النهار للرجال والليل للنساء وكانوا يقولون لا نطوف بثياب عصينا الله فيها، وكأن المعصية لا تتجاوز الثياب إلى القلوب فنزلت هذه الآية. 2- كان للرشيد طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن الحسين بن وافد: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، فقال له: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه. قال: وما هي؟ قال: قوله تعالى: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا» فقال

[سورة الأعراف (7) : آية 33]

الطبيب ولا يؤثر عن رسولكم شيء في الطب. فقال: قد جمع رسولنا الطب في ألفاظ يسيرة. قال: وما هي؟ قال: قوله: «المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء» فقال الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا. [سورة الأعراف (7) : آية 33] قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (33) الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (إنما) كافة ومكفوفة (حرم) فعل ماض (رب) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير في محلّ جر مضاف إليه (الفواحش) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من الفواحش (ظهر) مثل حرم (من) حرف و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من فاعل ظهر (الواو) عاطفة (ما بطن) مثل ما ظهر ومعطوف عليه (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الإثم، البغي) اسمان معطوفان على الفواحش منصوبان مثله «2» ، (بغير) جار ومجرور بمحذوف حال من البغي (الحق) مضاف إليه مجرور. (أن) حرف مصدري ونصب (تشركوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (تشركوا) ، (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به عامله تشركوا (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ينزل) مضارع مجزوم والفاعل

_ (1) في الآية السابقة (22) . (2) يجوز أن يكون (الإثم) مفعولا به لفعل محذوف تقديره حرم، والعطف يصبح حينئذ من عطف الجمل.

هو (الباء) حرف جر و (الهاء) في محلّ جر متعلق ب (ينزّل) ، (سلطانا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تشركوا) في محلّ نصب معطوف على البغي ... أو مفعول به لفعل محذوف تقديره حرم أي حرم الشرك بالله «1» . (أن تقولوا على الله ما) مثل أن تشركوا بالله ما «2» ، (لا) نافية (تعلمون) مثل يعلمون «3» . جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «حرم ربي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ظهر منها» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة «بطن..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «تشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «لم ينزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة «تقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. والمصدر المؤوّل (أن تقولوا) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.

_ (1) ويصبح العطف حينئذ من عطف الجمل. (2) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له، والعائد محذوف في كلا الإعرابين. (3) في الآية السابقة (32) .

[سورة الأعراف (7) : آية 34]

[سورة الأعراف (7) : آية 34] وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لكل) جار ومجرور متعلّق بخبر مقدم (أمة) مضاف إليه مجرور (أجل) مبتدأ مؤخر (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل مبني في محلّ نصب متعلّق بالجواب يستأخرون (جاء) فعل ماض (أجل) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) حرف نفي (يستأخرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يستأخرون) ، (الواو) عاطفة (لا يستقدمون) مثل لا يستأخرون. جملة «لكل أمة أجل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «جاء أجلهم....» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «لا يستأخرون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «لا يستقدمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. [سورة الأعراف (7) : الآيات 35 الى 37] يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (37)

الإعراب:

الإعراب: (يا بني آدم) مرّ إعرابها «1» ، (إن) حرف شرط جازم (ما) حرف زائد (يأتين) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط ... و (النون) للتوكيد و (كم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق بمحذوف نعت لرسل (يقصون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (عليكم) مثل منكم متعلّق ب (يقصون) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدرة على ما قبل الياء ... و (الياء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط الأول (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اتقى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أصلح) في محلّ جزم معطوف على (اتقى) فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (لا) حرف للنفي مهمل «2» ، (خوف) مبتدأ مرفوع «3» ، (عليهم) مثل منكم متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) حرف زائد لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مثل يقصون.

_ (1) في الآية (27) من هذه السورة. (2) أو يعمل عمل ليس، واسمه (خوف) وخبره (عليهم) . [.....] (3) جاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على النفي.

جملة النداء وجوابها ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يأتينكم رسل....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «يقصون....» في محلّ رفع نعت ثان لرسل «1» . وجملة «من اتقى....» في محلّ جزم جواب الشرط إن مقترنة بالفاء. وجملة «اتقى....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة «أصلح) في محلّ رفع معطوفة على جملة اتقى. وجملة «لا خوف عليهم» في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء. وجملة «هم يحزنون» في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب الثاني. وجملة «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (36) (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (كذّبوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (استكبروا) مثل كذبوا (عن) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (استكبروا) بتضمينه معنى ابتعدوا (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ «2» ، و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (فيها) مثل عنها متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من (رسل) لأن النكرة قد وصفت. (2) يجوز أن يكون بدلا من اسم الموصول، وخبر الموصول هو أصحاب ...

وجملة «الذين كذّبوا....» في محلّ جزم معطوفة على جملة من اتقى. وجملة «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «استكبروا عنها» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أولئك أصحاب....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب، والعامل فيها معنى الإشارة. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جر (من) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بأظلم (افترى) مثل اتقى (على الله) جار ومجرور متعلق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «1» ، (أو) حرف عطف (كذّب) فعل ماض والفاعل هو (بآيات) مثل الأول متعلق ب (كذب) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أولئك) مثل الأول (ينال) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (نصيب) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (من الكتاب) جار ومجرور متعلق بحال من نصيب (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق ب (قالوا) ، (جاءت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (يتوفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (هم) مثل السابق (قالوا) مثل كذّبوا (أين) اسم استفهام مبني في محلّ نصب على الظرفية المكانية متعلّق بمحذوف خبر

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه، إذ الافتراء مرادف الكذب ... أو هو مصدر في موضع الحال.

مقدم (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون ... و (تم) ضمير اسم كان (تدعون) مثل يقصون (من دون) جار ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف أي تدعونه من دون الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قالوا) مثل كذّبوا وكذلك (ضلّوا) ، (عنّا) مثل عنها متعلّق ب (ضلّوا) . (الواو) استئنافية (شهدوا) مثل كذبوا (على أنفس) جار ومجرور متعلّق ب (شهدوا) و (هم) ضمير مضاف إليه (أنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أن (كانوا) مثل كنتم (كافرين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أنهم كانوا كافرين) في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلّق ب (شهدوا) أي شهدوا على أنفسهم بكونهم كافرين أو بكفرهم. جملة «جاءتهم رسلنا ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «يتوفونهم» في محلّ نصب حال من رسلنا. وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «أين ما كنتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كنتم تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «تدعون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «ضلوا عنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «شهدوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.

الصرف:

الصرف: (يتوفونهم) ، جرى فيه مجرى الإعلال في (يتوفّون) - بالبناء للمجهول- في الآية (234) من سورة البقرة. البلاغة 1- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً» وقوله «أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» ففي الأول: الاستفهام للإنكار وفي الثاني الاستفهام للتوبيخ والتقريع. الفوائد حتى تكون على خمسة أنواع: أ- حتى الابتدائية، وهي حرف يدخل على الجمل الاسمية ب- حتى التي تضمر أن بعدها وتدخل على الفعل المضارع. ج- حتى التي يرتفع المضارع بعدها. ء- حتى التي تكون حرف جر وهي بمنزلة «إلى» وتدل على انتهاء الغاية سواء أكانت مكانية أم زمانية. هـ- حتى العاطفة وهي تعطف بشروط، ولكل من الأنواع الخمسة شروط يتعذر لدينا شرحها في هذا المقام، مقام الإيجاز والاختصار. [سورة الأعراف (7) : آية 38] قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (38)

الإعراب:

الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (ادخلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والفاعل الضمير الواو (في أمم) جار ومجرور متعلّق ب (ادخلوا) بحذف مضاف أي في بعض أمم (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.... و (التاء) للتأنيث (من قبل) جار ومجرور متعلّق ب (خلت) «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (من الجن) جار ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأمم (الواو) عاطفة (الإنس) معطوف على الجن مجرور (في النار) جار ومجرور متعلّق ب (ادخلوا) «2» ، (كلما) ظرف بمعنى حين «3» متضمن معنى الشرط متعلّق بالجواب لعنت (دخلت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث (أمة) فاعل مرفوع (لعنت) مثل دخلت (أخت) مفعول به منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه. (حتى إذا) مر إعرابها «4» ، (اداركوا) مثل كذّبوا «5» ، (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (ادّاركوا) ، (جميعا) حال منصوبة من فاعل ادّاركوا (قالت) مثل دخلت (أخرى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (لأولى) جار ومجرور متعلّق ب (قالت) وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف و (هم) مثل الأول (رب) منادى محذوف منه أداة النداء مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف

_ (1) يجوز أن يكون متعلقا بمحذوف نعت لأمم. (2) تعلّق حرفا الجر (في) بعامل واحد لأن الأول ليس للظرفية بل للمعية أي: مصاحبين أمما ... أو يجوز أن يكون الثاني بدل اشتمال من الأول، والظرفية في الأولى مجاز. (3) يجوز أن يكون لفظ (كل) فيه معنى الظرف و (ما) حرفا مصدريا ... والمصدر المؤوّل في محلّ جر مضاف إليه. (4) في الآية السابقة (37) . (5) في الآية (36) من هذه السورة.

إليه (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (أضلّوا) مثل كذّبوا «1» و (نا) ضمير مفعول به (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (آت) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة و (هم) ضمير مفعول به أول (عذابا) مفعول به ثان منصوب (ضعفا) نعت ل (عذابا) منصوب، (من النار) جار ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ثان ل (عذابا) «2» ، (قال) مثل الأول (لكل) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدم (ضعف) مبتدأ مؤخر مرفوع (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (لا) حرف نفي تعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ادخلوا....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قد خلت ... » في محلّ جر نعت لأمم. وجملة «دخلت أمة» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «لعنت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (كلما) . وجملة «ادّاركوا» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «قالت أخراهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) . وجملة «النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول «3» . وجملة «هؤلاء أضلّونا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «أضلونا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) .

_ (1) في الآية (36) من هذه السورة. (2) يجوز أن يتعلّق بمحذوف حال من (عذابا) لأنه وصف. (3) يجوز أن تكون جملة وحدها اعتراضية استرحامية.

الصرف:

وجملة «آتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «1» . وجملة «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «لكل ضعف» في محلّ نصب مقول القول. وجملة لا تعلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (ادّاركوا) ، فيه إبدال أصله تداركوا، أبدلت التاء دالا، ثم سكّنت ليصح إدغامها ثم أدخل عليها همزة الوصل ليصح النطق ... وزنه أتفاعلوا. (أخراهم) ، انظر الآية (184) من سورة البقرة. (أولاهم) ، مؤنث الأول وهو صفة مشتقة وزنه فعلى بضم الفاء، والألف ملحقة للتأنيث. [سورة الأعراف (7) : آية 39] وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) الإعراب: (الواو) عاطفة (قالت ... لأخراهم) مثل قالت ... لأولاهم «2» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق بخبر مقدم لكان (على) حرف جر و (نا) ضمير في محلّ جر متعلّق بفضل

_ (1) يجوز أن تكون جواب شرط مقدر أي إن كانوا يستحقون العذاب فآتهم ... (2) في الآية السابقة (38) . [.....]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 40 إلى 41]

(من) حرف جر زائد (فضل) مجرور لفظا مرفوع محلا اسم كان مؤخر (الفاء) لربط المسبب بالسبب (ذوقوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الباء) حرف جر للسببية (ما) حرف مصدري (كنتم) فعل ماض ناقص ناسخ واسمه (تكسبون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكسبون) في محلّ جر بالباء متعلّق ب (ذوقوا) . جملة «قالت أولاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت أخراهم «1» . وجملة «ما كان..» جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم ضالين بسببنا فما كان، وجملة الشرط المقدرة مع جوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ذوقوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» . وجملة «كنتم تكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة «تكسبون» في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة الأعراف (7) : الآيات 40 الى 41] إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)

_ (1) في الآية السابقة (38) . (2) فإذا كان الكلام هو من قول الله وليس من قول الطائفة فالجملة استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إن (كذّبوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (بآيات) جار ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (استكبروا) مثل كذبوا (عن) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (استكبروا) بتضمينه معنى ترفعوا (لا) حرف نفي (تفتح) مضارع مبني للمجهول مرفوع (اللام) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (تفتح) ، (أبواب) نائب الفاعل مرفوع (السماء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) مثل الأول (يدخلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الجنة) مفعول به منصوب (حتى) حرف غاية وجر (يلج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى (الجمل) فاعل مرفوع (في سمّ) جار ومجرور متعلّق ب (يلج) ، (الخياط) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يلج الجمل) في محلّ جر ب (حتى) متعلّق ب (يدخلون) . (الواو) استئنافية- أو اعتراضية- (الكاف) حرف جر وتشبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (المجرمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة «إن الذين كذبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا ... وجملة «لا تفتح ... أبواب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «يدخلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تفتح. وجملة «يلج الجمل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «نجزي المجرمين» لا محلّ لها استئنافيّة ... (41) (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر مقدم (من جهنم) جار ومجرور متعلّق بحال من مهاد- نعت تقدم على المنعوت- (مهاد) مبتدأ مؤخر مرفوع (الواو) عاطفة (من فوق) جار ومجرور متعلّق بخبر مقدم و (هم) ضمير مضاف إليه (غواش) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص (وكذلك نجزي الظالمين) مثل وكذلك نجزي المجرمين ... وجملة «لهم من جهنم مهاد» لا محلّ لها استئنافية «1» . وجملة «من فوقهم غواش» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «نجزي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من المجرمين.

الصرف:

الصرف: (الجمل) ، اسم جامد للحيوان المعروف، وفي القاموس: الجمل حبل السفينة وزنه فعل بفتحتين. (سم) ، اسم جامد لثقب الإبرة وزنه فعل بفتح فسكون- ويجوز ضم السين وكسرها- ويجمع على سموم وسمام. (الخياط) ، اسم جامد للآلة التي يخاط بها، وزنه فعال بكسر الفاء. (مهاد) ، انظر الآية (206) من سورة البقرة. (غواش) ، جمع غاشية مؤنث غاش، اسم فاعل من غشي الناقص وزنه فاع ووزن غواش فواع، فيه إعلال بالحذف، والتنوين فيه تنوين عوض أي عوض من الياء المحذوفة «1» . البلاغة 1- في قوله تعالى: «حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ» فن بلاغي يسمى المذهب الكلامي. وحدّه أنه احتجاج المتكلم على ما يريد وإثباته بحجة تفلّ سلاح المعاند المكابر، وتقطع بينته على طريقة علماء الكلام. لأن علم الكلام عبارة عن إثبات أصول الدين بحجج عقلية وبراهين قاطعة تدحض اللجاج، ومنه نوع منطقي تستنتج فيه النتائج الصحيحة من المقدمات

_ (1) جاء في حاشية الجمل على الجلالين ما يلي: «الإعلال أي التغيير والتصرف بالحذف مقدم على منع الصرف أي حذف التنوين، فأصله غواشي- بتنوين الصرف- استثقلت الضمة على الياء فسكنت، اجتمع ساكنان الياء والتنوين فحذفت الياء ... ثم لوحظ كونه على صيغة فواعل في الأصل فحذفت تنوين الصرف وخيف من رجوع الياء فيحصل الثقل فأتي بتنوين العوض. فغواش المنون ممنوع من الصرف، والتنوين هنا هو تنوين عوض.... وإنما كان الراجح تقديم الإعلال لأن سببه ظاهر الثقل وسبب منع الصرف خفي ... اه.

الفوائد

الصادقة. وفي الآية التي نحن بصددها وجه استنتاج النتيجة من المقدّمتين أن يقال: إن الكفار لا يدخلون الجنة أبدا حتى يلج الجمل في خرم الإبرة، والجمل لا يدخل في خرم الإبرة أبدا، فهم لا يدخلون الجنة أبدا، لأن تعليق الشرط على مستحيل يلزم منه استحالة وقوع المشروط. الفوائد 1- غواش: هو اسم منقوص وهو في محلّ رفع مبتدأ مؤخر. وكان حقه أن يقال «غواشي ولما كانت ياؤه ساكنة ولا تظهر الضمة عليها فقد التقى ساكنان الياء الساكنة والتنوين الذي هو نون ساكنة فاقتضى أن نحذف الياء الساكنة لدلالة الكسرة عليها، وقيل إن هذا التنوين هو تنوين العوض لأنه عوض عن الياء الساكنة المحذوفة. وجمع غاشية «غواش» وفي اعرابه مذهبان الجمهور أنه ممنوع من الصرف، وآخرون قالوا إنه منصرف. [سورة الأعراف (7) : آية 42] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (42) الإعراب: (الواو) استئنافية (الذين) موصول مبتدأ (آمنوا) مثل كذّبوا «1» ، (الواو) عاطفة (عملوا) مثل كذبوا «2» ، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لا) حرف نفي (نكلف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (نفسا) مفعول به منصوب (إلا) حرف للحصر (وسع) مفعول به ثان منصوب، و (ها)

_ (1، 2) في الآية (40) من هذه السورة.

[سورة الأعراف (7) : آية 43]

ضمير مضاف إليه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجنة) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق بخالدون (خالدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «لا نكلف....» لا محلّ لها اعتراضية «1» . وجملة «أولئك أصحاب....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيه الإشارة. [سورة الأعراف (7) : آية 43] وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)

_ (1) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين آمنوا....) بتقدير العائد وهو قوله منهم أي: لا نكلف نفسا منهم ... وحينئذ تعرب جملة أولئك أصحاب الجنة.... خبرا ثانيا، أو تقطع على الاستئناف.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (نزعنا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (في صدور) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير مضاف إليه (من غلّ) جار ومجرور متعلق بحال من العائد في الصلة أو من الموصول (تجري) ، مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» (هم) مثل الأول (الأنهار) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جار ومجرور متعلق بخبر محذوف (الذي) اسم موصول في محلّ جر نعت للفظ الجلالة (هدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو، (اللام) حرف جر (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق ب (هدى) ، (الواو) عاطفة «2» (ما) نافية (كنا) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه (اللام) لام الجحود (نهتدي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط (أن) حرف مصدري (هدانا) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. والمصدر المؤول (أن نهتدي) في محلّ جر باللام متعلق بمحذوف خبر كنا. والمصدر المؤول (أن هدانا الله) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف وجوبا، والتقدير: لولا هداية الله لنا موجودة.

_ (1) أو بمحذوف حال من الأنهار. (2) أو استئنافية، والجملة بعدها لا محلّ لها على الاستئناف.

(اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (رسل) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه (بالحق) جار ومجرور متعلق بحال من رسل أي جاؤوا متلبسين بالحق (الواو) عاطفة (نودوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب الفاعل (أن) حرف تفسير «1» (تلكم) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (الجنة) بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان له «2» مرفوع (أورثتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... و (تم) ضمير نائب الفاعل و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الضم و (ها) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر (ما) حرف مصدري (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه (تعملون) مضارع مرفوع والواو فاعل. والمصدر المؤول (ما كنتم ... ) في محلّ جر بالباء متعلق ب (أورثتموها) . جملة «نزعنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أولئك أصحاب «3» ... وجملة «تجري.... الأنهار» في محلّ نصب حال من الضمير في (صدورهم) .

_ (1) أو مخفف من (أن) الثقيلة واسمه ضمير الشأن محذوف، والجملة بعده خبر. (2) يجوز أن يكون خبرا لاسم الإشارة، والجملة بعده حالا منه. (3) في الآية السابقة (42) .

الصرف:

وجملة «قالوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تجري. وجملة «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هدانا لهذا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «ما كنا لنهتدي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «نهتدي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة «هدانا الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الظاهر. والجملة الاسميّة «لولا أن هدانا الله» : في محلّ نصب حال «1» . وجواب لولا محذوف دلّ عليه ما قبله أي لولا أن هدانا الله ما كنّا لنهتدي. وجملة «جاءت رسل ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة «نودوا ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة قالوا «2» . وجملة «تلكم الجنّة ... » : لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة «أورثتموها ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلكم) . وجملة «كنتم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «تعملون» : في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (غلّ) ، مصدر سماعيّ لفعل غلّ يغلّ باب ضرب، وزنه فعل

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. (2) أو مقطوعة على الاستئناف.

الفوائد

بكسر الفاء، وثمّة مصدر آخر للفعل هو غليل وزنه فعيل. (نودوا) ، فيه قلب الألف واوا لمناسبة البناء للمجهول وأصله نادى، ثمّ فيه إعلال بالحذف وأصله نوديوا- بضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت- إعلال بالتسكين- ونقلت الحركة الى الدال، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح نودوا، وزنه فوعوا. الفوائد 1- يلحق اسم الإشارة ضمير، هو كاف المخاطب للدلالة على نوع المخاطب، ولذلك يتصرف بتصرفه، فيقال: تلكم وتلكما وتلكن إلخ وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة توضيح ذلك كقوله تعالى: «فَذانِكَ بُرْهانانِ» وقول امرأة العزيز: «فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ» ولنا عودة على هذا الموضوع في مواطن أخرى إن شاء الله. [سورة الأعراف (7) : آية 44] وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الإعراب: (الواو) استئنافية (نادى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أصحاب) فاعل مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور (أصحاب) مفعول به منصوب (النار) مضاف إليه مجرور (أن) تفسيريّة «1» ، (قد) حرف تحقيق (وجدنا) فعل ماض مبني على

_ (1) أو مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف أي: أنه قد وجدنا ... وخبرها الجملة بعدها. [.....]

السكون ... (ونا) فاعل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (وعدنا) فعل ماض ومفعوله (ربّ) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (حقّا) مفعول به ثان منصوب «1» ، (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (وجدتم) مثل وجدنا (ما وعد ربّكم حقّا) مثل ما وعدنا ربّنا حقا والمفعول الأول محذوف أي وعدكم أو وعدنا ... (قالوا) فعل ماض وفاعله (نعم) حرف جواب (الفاء) استئنافيّة (أذّن) فعل ماض (مؤذّن) فاعل مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أذن) «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (أن) مثل الأول «3» ، (لعنة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ. جملة «نادى أصحاب الجنّة ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد وجدنا....» : لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة «وعدنا ربّنا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «هل وجدتم» : لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة «وعد ربّكم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «قالوا....» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... وناب حرف الجواب عن جملة مقول القول أي: نعم قد وجدنا ذلك. وجملة «أذّن مؤذّن....» : لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.

_ (1) أو حال إن كان الفعل متعدّيا لواحد بمعنى لقينا. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لمؤذّن. (3) أو مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف أي: أنّه لعنة الله على الظالمين.

الصرف:

وجملة «لعنة الله على الظالمين....» : لا محلّ لها تفسيريّة. الصرف: (نادى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نادي- بالياء في آخره- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (مؤذّن) ، اسم فاعل من أذّن الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. [سورة الأعراف (7) : آية 45] الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (45) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (يصدّون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يبغون) مثل يصدّون و (ها) ضمير مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال بتأويل مشتقّ أي معوجّة، منصوب (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة « (هم) الذين ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يصدّون ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت للظالمين في الآية السابقة (44) ... أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني.

[سورة الأعراف (7) : آية 46]

وجملة «يبغونها ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «هم.... كافرون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ... أو في محلّ نصب حال. [سورة الأعراف (7) : آية 46] وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر مقدّم و (هما) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (حجاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (على الأعراف) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر (يعرفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (كلّا) مفعول به منصوب (بسيما) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعرفون) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (نادوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (أصحاب) مفعول به منصوب (الجنّة) مضاف إليه مجرور (أن سلام) مثل أن لعنة «1» ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ سلام (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يدخلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة (هم) ضمير مبتدأ (يطمعون) مثل يعرفون.

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة ... وجاز بالابتداء بالنكرة لأنها دالّة على عموم ففيها معنى الدعاء.

الصرف:

جملة «بينهما حجاب ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «على الأعراف رجال» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «يعرفون ... » : في محلّ رفع نعت لرجال. وجملة «نادوا ... » : في محلّ رفع معطوفة على جملة يعرفون. وجملة «سلام عليكم» : لا محلّ لها تفسيرية. وجملة «لم يدخلوها ... » : في محلّ نصب حال من فاعل نادوا وليس ثمّة فاصل بين الحال وصاحبها لأن الكلام بينهما من تمام صلة النداء. وجملة «هم يطمعون» : لا محلّ استئنافيّة. وجملة «يطمعون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (حجاب) ، اسم جامد لما يحجب به، وزنه فعال بكسر الفاء وهو على لفظ المصدر. (الأعراف) ، قيل هو سور الجنّة فهو اسم جامد، أو اسم علم للحجاب الفاصل بين الجنّة والنار وزنه أفعال. (سيماهم) ، اسم جامد بمعنى العلامة، وجاء مقصورا وأصله ممدود سيماء، وزنه فعلاء بكسر الفاء والياء منقلبة عن واو سوماء، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء. (نادوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، وأصله نادوا، حذفت الألف قبل واو الجماعة لمجيئها ساكنة معها، وبقيت الفتحة على الدال دلالة على الألف المحذوفة وزنه فاعوا بفتح العين.

[سورة الأعراف (7) : آية 47]

[سورة الأعراف (7) : آية 47] وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (صرفت) فعل ماض مبنيّ للمجهول ... والتاء للتأنيث (أبصار) نائب الفاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (تلقاء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (صرفت) ، (أصحاب) مضاف إليه مجرور (النار) مضاف إليه مجرور (قالوا) فعل ماض وفاعله (ربّ) منادى مضاف منصوب حذفت منه أداة النداء و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) حرف جازم ناه (تجعل) مضارع مجزوم و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل (تجعل) ، (القوم) مضاف إليه مجرور (الظالمين) مثل القوم وعلامة الجرّ الياء. جملة «صرفت أبصارهم ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «ربّنا لا تجعلنا ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «لا تجعلنا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (تلقاء) ، الاسم من اللقاء استخدم ظرفا وزنه تفعال بكسر التاء، وقد يستعمل مصدرا، قيل: لم يجئ من المصادر على التفعال بالكسر غير التلقاء والتبيان، وهو ممدود.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 48 إلى 49]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 48 الى 49] وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (نادى أصحاب الأعراف رجالا) مثل نادى أصحاب الجنة أصحاب «1» ، (يعرفونهم بسيماهم) مثل يعرفون كلّا بسيماهم «2» ، (قالوا) مثل السابق «3» ، (ما) حرف نفي (أغنى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنى) ، (جمع) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون و (تم) ضمير اسم كان (تستكبرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تستكبرون) في محلّ رفع معطوف على المصدر الصريح جمعكم. جملة «نادى أصحاب الأعراف ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يعرفونهم ... » : في محلّ نصب نعت ل (رجالا) ... أو حال من أصحاب الأعراف.

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة. (2) في الآية (46) من هذه السورة. (3) في الآية السابقة (47) .

وجملة «قالوا ... » : في محلّ نصب حال من الفاعل أصحاب «1» . وجملة «ما أغنى ... جمعكم» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «كنتم تستكبرون» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة «تستكبرون» : في محلّ نصب خبر كنتم. (49) (الهمزة) للاستفهام (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (أقسمتم) فعل ماض مبني على السكون. و (تم) ضمير فاعل (لا) حرف نفي (ينال) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينال) ، (ادخلوا) فعل أمر مبني على حذف حرف النون ... والواو فاعل (الجنّة) مفعول به منصوب (لا) حرف نفي مهمل «2» ، (خوف) مبتدأ مرفوع «3» ، (عليكم) مثل عنكم متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تحزنون) مثل تستكبرون. وجملة «هؤلاء الذين ... » : لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق. وجملة «أقسمتم..» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «لا ينالهم الله ... » : لا محلّ لها جواب القسم. وجملة «ادخلوا ... » : في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانّي. (2) أو عامل عمل ليس و (خوف) اسمه و (عليكم) خبره. (3) جاء المبتدأ نكرة لأنه اعتمد على نفي.

الصرف:

أي: قال الله لهم: ادخلوا الجنّة ... وجملة «القول المقدرّة في محلّ رفع خبر ثاني لاسم الإشارة أي: هؤلاء قال الله لهم ... وجملة «لا خوف عليكم» : في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوا. وجملة «أنتم تحزنون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال الأخيرة. وجملة «تحزنون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (أغنى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أغني، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل. (جمعكم) ، مصدر سماعيّ لفعل جمع يجمع باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الأعراف (7) : الآيات 50 الى 51] وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (51) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (نادى أصحاب ... الجنّة أن) مثل نادى أصحاب.. النار أن «1» . (أفيضوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (على) حرف

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة.

جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا) (من الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفيضوا) ، (أو) حرف عطف (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا) ، (رزق) فعل ماض (وكم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (حرّم) فعل ماض و (هما) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّمهما) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة «نادى أصحاب ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أفيضوا ... » : لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة «رزقكم الله» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «إنّ الله حرّمهما ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «حرّمهما ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. (51) (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ نعت للكافرين «1» ، (اتّخذوا) مثل قالوا (دين) مفعول به أول منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لهوا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لعبا) معطوف على (لهوا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (غرّت) فعل ماض. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الحياة) فاعل مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الفاء) استئنافيّة (اليوم) ظرف

_ (1) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسمّية استئناف بياني ... ويجوز أن يكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني أو أذمّ.

زمان منصوب متعلّق ب (ننساهم) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف ... و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ما) حرف مصدري (نسوا) مثل اتّخذوا وقالوا (لقاء) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ نعت ليوم «2» . والمصدر المؤول (ما نسوا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق ... (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضمّ ... والواو اسم كان (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجحدون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (يجحدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة «اتّخذوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «غرّتهم الحياة ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «ننساهم» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «نسوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول. وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.

_ (1) أو هي للتعليل. [.....] (2) أو بدل أو عطف بيان له.

الفوائد

وجملة «يجحدون» : في محلّ نصب خبر كانوا. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول. الفوائد 1- المشاكلة، وهي أن يستعمل لفظ مجاراة للفظ آخر وإن كان مخالفا في مفهومه وفحواه، فقد استعمل سبحانه لفظ النسيان وأسنده إلى نفسه مشاكلة ومعاملة بالمثل للكافرين الذين تناسوا يوم البعث والجزاء وحاشى لله أن يتصف بالنسيان وعدم التذكير وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. [سورة الأعراف (7) : آية 52] وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (جئنا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير مفعول به (بكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئناهم) ، (فصّلناه) مثل جئناهم (على علم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الهاء- أي مشتملا على علم- أو من الفاعل أي ونحن عالمون (هدى) حال منصوبة على حذف مضاف أي ذا هدى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (رحمة) معطوف على هدى منصوب (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى ورحمة) أو بنعت لهما (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «جئناهم ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر «1» .

_ (1) وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الأعراف (7) : آية 53]

وجملة «فصّلناه ... » : في محلّ جرّ نعت لكتاب. وجملة «يؤمنون» : في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة الأعراف (7) : آية 53] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (53) الإعراب: (هل) حرف استفهام بمعنى النفي (ينظرون) مثل يؤمنون «1» ، (إلّا) حرف للحصر (تأويل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقول) ، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (تأويل) فاعل مرفوع و (الهاء) مثل الأول (يقول) مثل يأتي (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (نسوا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نسوه) ، (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض. و (التاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل أي مؤيّدين بالحقّ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) مثل الأول من غير نفي (اللام)

_ (1) في الآية السابقة (52) .

حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (شفعاء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الفاء) فاء السببيّة (يشفعوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يشفعوا) . والمصدر المؤوّل (أن يشفعوا.) معطوف على شفعاء، والتقدير هل لنا شفعاء فشفاعة لنا. (أو) حرف عطف (نردّ) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل نحن، وفي الكلام استفهام مقدّر أي هل نردّ (فنعمل) مثل فيشفعوا (غير) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون ... و (نا) ضمير اسم كان (نعمل) مضارع مرفوع ... والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن. والمصدر المؤوّل (أن نعمل ... ) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق ... والتقدير: هل ثمّة ردّ لنا فعمل أخر ... (قد) حرف تحقيق (خسروا) مثل نسوا (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ضلّ) مثل جاء (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى بعد (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل «1» ، والعائد محذوف (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه (يفترون) مثل ينظرون. جملة «هل ينظرون ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ رفع فاعل.

[سورة الأعراف (7) : آية 54]

وجملة «يأتي تأويله» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «يقول ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «نسوه» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «جاءت رسل ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «هل لنا من شفعاء» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنّا قد ضللنا فهل لنا من ... وجملة «يشفعوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة «نردّ ... » : معطوفة على جملة هل لنا من شفعاء. وجملة «نعمل ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة «كنّا نعمل» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «نعمل ... » : في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة «قد خسروا أنفسهم» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «ضلّ عنهم ما ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة خسروا لا محلّ لها وجملة: «كانوا....» لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفي. وجملة «يفترون» : في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الأعراف (7) : آية 54] إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (54)

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّ) اسم إنّ منصوب (كم) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (الذي) موصول في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب مثله (في ستّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (أيّام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (استوى) مثل خلق، والفتح مقدّر على الألف (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) ، (يغشي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الليل) مفعول به أوّل منصوب (النهار) مفعول به ثان منصوب (يطلب) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الليل «1» ، (حثيثا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي طلبا حثيثا «2» (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الشمس، القمر، النجوم) معطوفة على السموات منصوبة (مسخّرات) حال منصوبة من الألفاظ الثلاثة وعلامة النصب الكسرة (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمسخّرات و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ألا) حرف استفتاح وتنبيه (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم

_ (1) إذا كان الاسمان يصلح كلّ منهما أن يكون فاعلا ومفعولا به وجب جعل الفاعل في المعنى متقدّما على المفعول في المعنى لدفع الالتباس. (2) يجوز أن يكون حالا من فاعل يطلب أي حاثّا أو من مفعوله أي محثوثا.

الصرف:

(الخلق) مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (الأمر) معطوف على الخلق مرفوع مثله (تبارك) مثل خلق «1» ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ربّ) نعت للفظ الجلالة مرفوع (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة «إنّ ربّكم الله» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «خلق....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «استوى ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «يغشي....» : في محلّ نصب حال من فاعل خلق «2» . وجملة «يطلبه» : في محلّ نصب حال من الليل أو من النهار. وجملة «له الخلق» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «تبارك الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (استوى) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن ياء لمجيئها- أي الياء- متحرّكة بعد فتح. (العرش) ، اسم جامد بمعنى سرير الملك لغة، وجاء في التفسير أنّه الجسم النورانيّ المرتفع على كلّ الأجسام المحيط بكلها. (حثيثا) ، صفة مشتقّة من صفات المبالغة من حثّ يحث باب نصر وزنه فعيل. (مسخّرات) ، جمع مسخّرة مؤنث مسخّر ... (انظر الآية 164 من سورة البقرة) . (الخلق) ، اسم جمع بمعنى الناس، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) يجعله بعضهم جامدا فلا يأتي منه المضارع ولا الأمر. (2) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها.

الفوائد

الفوائد 1- يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يكاد يكون مجيء الغين مع الشين فاء وعينا للفعل مفيدا معنى متشابها أو متقاربا مفاده الستر والتغطية وهذا من فقه اللغة وأسرارها الدقيقة. [سورة الأعراف (7) : الآيات 55 الى 56] ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الإعراب: (ادعوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (تضرّعا) مصدر في موضع الحال من ضمير الفاعل «1» ، (الواو) عاطفة (خفية) معطوفة على (تضرّعا) منصوب (إنه) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- واسمه (لا) حرف نفي (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل هو (المعتدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة «ادعوا....» : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «إنه لا يحبّ ... » : لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة. وجملة «لا يحبّ ... » : في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله، أو مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه معبّر عن نوعه أي دعاء التضرّع والخفاء.

الصرف:

(56) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تفسدوا) ، (إصلاح) مضاف إليه مجرور و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ادعوه خوفا وطمعا) مثل ادعوا ربّكم تضرّعا وخفية (إنّ) مثل الأول، (رحمة) اسم إنّ منصوب (الله) مضاف إليه مجرور (قريب) خبر إنّ مرفوع (من المحسنين) جارّ ومجرور متعلّق بقريب. وجملة «لا تفسدوا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوا. وجملة «ادعوه....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تفسدوا. وجملة «إنّ رحمة الله قريب» : لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة. الصرف: (طمعا) ، مصدر سماعيّ لفعل طمع يطمع باب فرح وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى هي طماع بفتح الطاء، وطماعية بفتح الياء المخفّفة. (قريب) ، انظر الآية (186) من سورة البقرة ... وقد جاء اللفظ مذكّرا لأن الرحمة بمعنى الثواب، فعاد النعت الى المعنى. الفوائد 1- اختلف اللغويون والنحاة اختلافا كبيرا حول تذكير كلمة «قريب» مع أنها صفة للرحمة التي هي مؤنثة، ولعلّ قول الفراء أقرب إلى الحق فقد قال: إذا كان القريب بمعنى المسافة فهو يذكر ويؤنث، وإن كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم فيقال: دارك منا قريب أو قريبة وفلانة منا قريبة قال تعالى: «لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً» ....!

[سورة الأعراف (7) : آية 57]

[سورة الأعراف (7) : آية 57] وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر (يرسل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو- أي الله- (الرياح) مفعول به منصوب (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بشرا) ، (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (رحمة) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه. (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سقناه (أقلت) فعل ماض.... والتاء) للتأنيث والفاعل هي أي الرياح (سحابا) مفعول به منصوب (ثقالا) نعت ل (سحابا) منصوب «1» ، (سقنا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به «2» (لبلد) جار ومجرور متعلّق ب (سقناه) ، (ميت) نعت لبلد مجرور (الفاء) عاطفة (أنزلنا) مثل سقنا (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (أنزلنا) ، (الماء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أخرجنا به) مثل أنزلنا به والباء

_ (1) جاء (ثقالا) جمعا مراعاة لمعنى سحاب، وهو اسم جمع جنسيّ. (2) جاء الضمير مفردا مذكّرا مراعاة للفظ سحاب.

للسببية في كل منهما (من كل) جار ومجرور متعلّق ب (أخرجنا) ، (الثمرات) مضاف إليه مجرور. (الكاف) حرف جر وتشبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نخرج و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نخرج) مضارع مرفوع والفاعل نحن للتعظيم (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (لعل) حرف مشبه للفعل- ناسخ- للترجي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعل (تذكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربكم «1» .... وجملة «يرسل....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «أقلّت ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «سقناه....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «أخرجنا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة «نخرج الموتى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «لعلكم تذكرون» لا محلّ لها تعليلية أو استئناف بياني. وجملة «تذكرون» في محلّ رفع خبر لعل.

_ (1) في الآية (54) من هذه السورة، وما بينهما نوع من الاعتراض، ... ويجوز أن تكون الجملة استئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (بشرا) ، جمع بشور، صفة مشتقة مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بفتح الفاء، أو جمع بشير، وبشر بضم الباء وسكون الشين وهو مخفف من بشر بضمتين. (ثقالا) ، جمع ثقيل وثقال بفتح الثاء وضمها، من ثقل يثقل باب نصر، وهو صفة مشبّهة وزن ثقال فعال بكسر الفاء وفتح العين ... وثمة جمع آخر لثقيل هو ثقلاء بضمّ الثاء، وثقل بضمتين. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» . أي كما أحيينا الأرض بعد موتها بإنزال الماء عليها، وإخراج النبات والثمرات منها نخرج الموتى من الأرض ونبعثهم أحياء في اليوم الآخر. ووجه الشبه في إخراج الأموات بإخراج النبات أن المنزلة فيهما سواء، والقادر على أحدهما قادر على الآخر في مقتضى العقل. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ» أي قدام رحمته وهو من المجاز، والمراد بالرحمة المطر. وسمي رحمة لما يترتب عليه بحسب جري العادة من المنافع. والعلاقة هي السببية، لأن اليد سبب الإنعام، والإنعام الرحمة. 3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى» أي مثل ذلك الإخراج وهو إخراج الثمرات «نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» وسمي مرسلا لذكر أداة التشبيه.

[سورة الأعراف (7) : آية 58]

[سورة الأعراف (7) : آية 58] وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (البلد) مبتدأ مرفوع (الطيّب) نعت للبلد مرفوع مثله (يخرج) مضارع مرفوع (نبات) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (بإذن) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نبات «1» (رب) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مثل الأول (الواو) عاطفة (الذي) موصول في محلّ رفع مبتدأ (خبث) فعل ماض والفاعل هو- وهو العائد- (لا) حرف ناف (يخرج) مثل الأول والضمير الفاعل يعود على النبات (إلا) أداة حصر (نكدا) حال منصوبة «2» (كذلك نصرف الآيات) مثل كذلك نخرج الموتى «3» ، (لقوم) جار ومجرور متعلّق ب (نصرّف) ، (يشكرون) مثل تذكرون «4» . جملة «البلد ... يخرج» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يخرج نباته ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة «الذي خبث....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «خبث....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «لا يخرج....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .

_ (1) أو متعلّق ب (يخرج) إذا كانت الباء للسببية. (2) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر- فهو صفته- أي خروجا نكدا. [.....] (3) في الآية السابقة (57) . (4) في الآية السابقة (57) .

الصرف:

وجملة «نصرّف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يشكرون» في محلّ جر نعت لقوم. الصرف: (نكدا) ، صفة مشبهة من فعل نكد ينكد باب فرح وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين. [سورة الأعراف (7) : الآيات 59 الى 64] لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (64) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (نوحا) مفعول به منصوب (إلى قوم) جار ومجرور متعلق ب (أرسلنا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض والفاعل هو (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... و (الياء) ضمير في محلّ

جر مضاف إليه (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ما) حرف نفي (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (من) حرف جر زائد (إله) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر (غير) نعت لإله تبعه في المحلّ فهو مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أخاف) ، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت ليوم مجرور. جملة «أرسلنا....» لا محلّ لها جواب قسم مقدر ... وجملة القسم استئناف. وجملة «قال....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة النداء «يا قوم....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اعبدوا....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ما لكم من إله....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «إني أخاف عليكم ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة «أخاف عليكم ... » في محلّ رفع خبر إن. (60) (قال) مثل الأول (الملأ) فاعل مرفوع (من قوم) جار ومجرور متعلق بحال من الملأ و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّا) مثل إني (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (في ضلال) جار ومجرور متعلق ب (نراك) ،

(مبين) نعت لضلال مجرور. جملة «قال الملأ....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «إنا لنراك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نراك....» في محلّ رفع خبر إن. (61) (قال) مثل الأول (يا قوم) مثل الأولى (ليس) فعل ماض ناقص- ناسخ- جامد (الباء) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم (ضلالة) اسم ليس مؤخر مرفوع (الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للاستدراك و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لكن (رسول) خبر مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق بنعت لرسول (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. جملة «قال....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ليس بي ضلالة» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «لكني رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. (62) (أبلغ) مثل أخاف و (كم) ضمير مفعول به (رسالات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (رب) مضاف إليه مجرور و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنصح) مثل أخاف (لكم) مثل عليكم متعلق ب (أنصح) ، (الواو) عاطفة (أعلم) مثل أخاف (من الله) جار

ومجرور متعلق ب (أعلم) «1» ، (ما) اسم موصول «2» في محلّ نصب مفعول به (لا) حرف ناف (تعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل. جملة «أبلغكم ... » في محلّ رفع نعت ثان لرسول «3» . وجملة «أنصح لكم» في محلّ رفع معطوفة على جملة أبلغكم. وجملة «أعلم....» في محلّ رفع معطوفة على جملة أبلغكم. وجملة «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (63) (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة (عجبتم) مثل أرسلنا (أن) حرف مصدري (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (ذكر) فاعل مرفوع (من رب) مثل الأول متعلق بنعت لذكر و (كم) ضمير مضاف إليه (على رجل) جار ومجرور متعلق بنعت ثان لذكر (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بنعت لرجل (اللام) للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لتتقوا) مثل لينذر، وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن جاءكم ... ) في محلّ جر بحرف جر محذوف تقديره من ... متعلق ب (عجبتم) .

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف حال من (ما) أو من العائد أي أعلم ما لا تعلمونه كائنا من الله. (2) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده في محلّ نصب نعت له، والعائد محذوف. (3) أو في محلّ نصب حال من رسول لأنه وصف ... ويجوز أن تكون منقطعة على الاستئناف.

والمصدر المؤول (أن ينذر) في محلّ جر باللام متعلق ب (جاءكم) . والمصدر المؤول (أن تتقوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (جاءكم) لأنه معطوف على المصدر (أن ينذر) . (الواو) عاطفة (لعلكم ترحمون) مثل لعلكم تذكرون «1» ... والفعل مبني للمجهول، والواو نائب الفاعل. جملة «عجبتم....» لا محلّ لها معطوفة بالواو على جملة مستأنفة «2» . وجملة «جاءكم ذكر» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الأول. وجملة «ينذركم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة «تتقوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث. وجملة «لعلكم ترحمون» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعل. (64) (الفاء) استئنافية (كذّبوا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (أنجينا) مثل أرسلنا و (الهاء) مثل السابق (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في (أنجيناه) ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف الصلة المحذوفة

_ (1) في الآية (57) من هذه السورة. (2) أي: أكذبتم وعجبتم أن جاءكم....، والجملة المستأنفة داخلة في حيّز الكلام المسوق من نوح عليه السّلام لقومه ... فالآية امتداد للآية السابقة.

الصرف:

و (الهاء) ضمير مضاف إليه (في الفلك) جار ومجرور متعلق بالصلة المحذوفة (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل أرسلنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (كذبوا) مثل الأول (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (إنهم) مثل إني (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم ... والواو اسم كان (قوما) خبر كان منصوب (عمين) نعت لقوم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «أنجيناه....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه. وجملة «كذّبوا بآياتنا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنهم كانوا....» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «كانوا قوما ... » في محلّ رفع خبر إن. الصرف: (رسالات) ، جمع رسالة الاسم من أرسل، وقد تكون اسما جامدا دالا على الشيء المرسل، وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها. (عمين) ، جمع عم، صفة مشبهة من عمي يعمى باب فرح وزنه فع بفتح الفاء وكسر العين، وفي عم إعلال بالحذف، حذفت منه الياء لأنه اسم منقوص ... وفي عمين إعلال بالحذف أيضا أصله عميين بياءين، الأولى مكسورة والثانية ساكنة، حذفت الأولى لاستثقال الكسرة عليها وتسكينها ونقل حركتها إلى الميم قبلها، وبسبب التقاء الساكنين بعد ذلك.

البلاغة

البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» وقوله «لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ» فقد جعل الضلال ظرفا والضلال ليس ظرفا يحل فيه الإنسان. لأنه معنى من المعاني، إنما يحل في مكانه فاستعمال الضلال في مكانه مجاز مرسل أطلق فيه الحال وأريد المحلّ، فعلاقته الحاليّة، وفائدته المبالغة في وصفه بالضلال وإيغاله فيه، حتى كأنه مستقر في ظلماته لا يتزحزح عنها. الفوائد 1- اتفق العلماء على أن اللام الموطئة للقسم تأتي متصلة ب «قد» تجاوبا مع تأكيد ما أقسم عليه، وشذت عن هذه القاعدة أقوال ندّت عن لسان قائليها ولا يقاس عليه كقول امرئ القيس: حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال وكان حقه أن يقول: لقد ناموا فحذف قد استجابة لصحة الوزن. فتأمل....! [سورة الأعراف (7) : الآيات 65 الى 72] وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ (66) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ (72)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (إلى عاد) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره أرسلنا (أخا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (هودا) بدل من (أخاهم) أو عطف بيان منصوب (قال يا قوم ... إله غيره) مرّ إعرابها «1» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تتقون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة «أرسلنا إلى عاد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قال....» في محلّ نصب حال بتقدير قد «2» .

_ (1) في الآية (59) من هذه السورة. (2) أو استئناف بياني لا محلّ لها.

وجملة «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اعبدوا....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ما لكم من إله....» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «تتقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدرة أي أتغفلون فلا تتقون. (66) (قال الملأ) مرّ إعرابها «1» ، (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع نعت للملأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (من قوم) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل كفروا و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنا لنراك في سفاهة) مثل إنا لنراك في ضلال «2» ، (الواو) عاطفة (إنا لنظنّك من الكاذبين) مثل إنا لنراك في ضلال «3» ... والجار والمجرور مفعول ثان ل (نظنك) . وجملة «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنا لنراك....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نراك....» في محلّ رفع خبر إن. وجملة «إنا لنظنك....» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة «نظنك» في محلّ رفع خبر إن الثاني. (67) (قال يا قوم ... رب العالمين) مر إعراب نظيرها مفردات وجملا «4» .

_ (1، 2، 3) في الآية (60) من هذه السورة. (4) في الآية (61) من هذه السورة.

(68) (أبلغكم رسالات ربي) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) حالية (أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بناصح ... وهو خبر المبتدأ مرفوع (أمين) خبر ثان مرفوع. جملة أبلغكم ... » في محلّ رفع نعت ثان لرسول في الآية السابقة «2» . وجملة «أنا لكم ناصح ... » في محلّ نصب حال «3» . (69) (أو عجبتم أن جاءكم.... لينذركم) مرّ إعرابها «4» ، (الواو) عاطفة (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.... والواو فاعل (إذ) اسم مبني في محلّ نصب مفعول به عامله اذكروا «5» ، (جعل) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ربكم (خلفاء) مفعول به ثان منصوب، ومنع من التنوين لأنه ملحق بالممدود على وزن فعلاء (من بعد) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لخلفاء (قوم) مضاف إليه مجرور (نوح) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (زادكم) مثل جعلكم (في الخلق) جار ومجرور متعلق ب (زادكم) «6» (بسطة) مفعول

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) أو هي حال أو استئنافيّة. (3) أو معطوفة على جملة (لكني رسول من ربّ العالمين) ... انظر الآية (61) من هذه السورة. [.....] (4) في الآية (63) من هذه السورة. (5) قد يخلص إذ للظرفيّة المحضة فيتعلّق بمحذوف تقديره نعمة أي: اذكروا نعمة ربّكم إذ جعلكم ... (6) أو بمحذوف حال من (بسطة) - نعت تقدّم على المنعوت-.

به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدر (اذكروا) مثل الأول (آلاء) مفعول به منصوب (الله) مضاف إليه مجرور (لعل) حرف مشبه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعل (تفلحون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة «عجبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة «1» . وجملة «جاءكم ذكر....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة «ينذركم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المقدر. وجملة «اذكروا» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدر أي: لا تعجبوا أو تدبروا أمركم واذكروا ... وجملة «جعلكم ... » في محلّ جر بإضافة إذ إليها. وجملة «زادكم ... » في محلّ جر معطوفة على جملة جعلكم. وجملة «اذكروا.... (الثانية) » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن عرفتم فضل الله عليكم فاذكروا آلاء الله. وجملة «لعلكم تفلحون» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعل. (70) (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (جئت) فعل ماض مبني على السكون وفاعله و (نا)

_ (1) أي: كذبتم وعجبتم أن جاءكم ... والجملة المستأنفة داخلة في حيّز الكلام لمسبوق من هود عليه السّلام.

ضمير مفعول به (اللام) للتعليل (نعبد) مضارع والفاعل نحن وهو منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (وحد) حال منصوبة من لفظ الجلالة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤول (أن نعبد) في محلّ جر باللام متعلق ب (جئتنا) . (الواو) عاطفة (نذر) مضارع منصوب معطوف على (نعبد) ، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على آباء «1» ، (يعبد) مضارع مرفوع، ومفعوله محذوف أي يعبده (آباء) فاعل يعبد مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائت) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (ائت) ، (تعد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، و (التاء) ضمير اسم كنت (من الصادقين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كنت. وجملة «قالوا....» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «جئتنا....» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «نعبد....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة «نذر....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.

_ (1) تنازع على لفظ الآباء الفعلان (كان، يعبد) ، ويجوز أن يكون اسم كان لفظ آباؤنا.

وجملة «كان ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «يعبد آباؤنا» : في محلّ نصب خبر كان. وجملة «ائتنا ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا بما تقول فأتنا. وجملة «تعدنا» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة «كنت من الصادقين» : لا محلّ لها استئنافيّة «1» وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين فأتنا بما تعدنا. (71) (قال) مثل الأول (قد) حرف تحقيق (وقع) مثل قال (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وقع) ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (وقع) بتضمينه معنى وجب «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (رجس) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (غضب) معطوف على رجس مرفوع (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تجادلون) مثل تتّقون و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به (في أسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجادلون) «3» ، (سمّيتم) مثل عجبتم و (الواو) زائدة حركة إشباع الميم، (ها) ضمير مفعول به (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل فاعل سمّيتم (الواو) عاطفة (آباء) معطوف على الضمير المتّصل فاعل سمّيتم و (كم) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (نزّل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل) على حذف مضاف أي بعبادتها (من) حرف جرّ زائد (سلطان)

_ (1) أو هي تفسير لجملة الشرط المقدّرة المتقدّمة. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من رجس- نعت تقدّم على المنعوت-. (3) على حذف مضاف أي في ذوي أسماء سميتموها.

مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انتظروا) مثل اعبدوا (إنّي) مثل إنّا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بالمنتظرين و (كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ. وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قد وقع ... رجس» : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «تجادلونني....» : لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة «سمّيتموها» : في محلّ جرّ نعت ثان لأسماء. وجملة «ما نزّل الله.....» : في محلّ جرّ نعت ثان لأسماء «1» . وجملة «انتظروا....» : جواب شرط مقدّر في محلّ جزم أي إن لم تصدّقوا فانتظروا.. وجملة «إنّي معكم ... » : لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه. (72) (الفاء) عاطفة (أنجينا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (الذين معه) مرّ إعرابها «2» (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنجيناه) والباء سببيّة (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة (الواو) عاطفة (قطعنا) مثل أنجينا (دابر) مفعول به منصوب (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (كذّبوا) مثل كفروا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) نافية، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على

_ (1) أو في محلّ نصب حال من أسماء لأنه وصف. (2) في الآية السابقة (64) .

الصرف:

الضمّ ... والواو ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «أنجيناه ... » : معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: أرسلت عليهم الريح ... فأنجيناه. وجملة «قطعنا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه. وجملة «كذّبوا....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «ما كانوا مؤمنين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (سفاهة) ، مصدر سماعيّ لفعل سفه يسفه باب كرم بمعنى جهل، وزنه فعالة بفتح الفاء، ومجيء هذا الوزن لمصدر فعل مضموم العين غالب، وثمّة مصدر آخر لهذا الفعل هو سفاه بغير التاء المربوطة وبفتح السين أيضا. (أمين) ، صفة مشتقّة فعله أمن يأمن باب فرح، والوزن فعيل بمعنى مفعول أي مأمون على الرسالة. (آلاء) ، جمع إلي بكسر الهمزة وسكون اللام كحمل وأحمال أو ألي بضم الهمزة وسكون اللام كقفل وأقفال أو إلى بكسر الهمزة وفتح اللام كعنب وأعناب أو ألى بفتح الهمزة واللام كقفا وأقفاء ... وهو اسم بمعنى النعمة، وفيه قلب الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، وأصله آلاي. (وحده) ، مصدر سماعيّ لفعل وحد يحد باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي (وحدة) بفتح الواو و (وحدة) بكسر الحاء و (وحود) بضمّ الواو ... ثمّ (وحادة) بفتح الواو، و (وحودة) بضمّ

البلاغة

الواو مصدران لفعل وحد يحد بضمّ الحاء في الماضي وكسرها في المضارع- على غير قياس-. (تعدنا) ، فيه إعلال بالحذف لأنه مضارع المثال المكسور العين حيث تحذف فاؤه أبدا، وزنه تعلنا. البلاغة 1- الكناية: وذلك في قوله تعالى «قالَ: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ» فقد كنى عن تكذيبهم بقولهم لهود عليه السّلام: إنا لنراك في سفاهة. 2- العدول إلى الاسمية: أتى في قصة هود بالجملة الاسمية فقال «وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ» وأتى في قصة نوح بالجملة الفعلية حيث قال «وَأَنْصَحُ لَكُمْ» وفي هذا العدول عن الفعلية إلى الاسمية ما لا يخفى. ولعل التعبير بها هنا وبالفعلية فيما تقدم لتجدد النصح من نوح دون هود عليهما السّلام. 3- الكناية: في قوله تعالى «قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا» فالكلام كناية عن الاستئصال، والدابر الآخر أي أهلكناهم بالكلية ودمرناهم عن آخرهم. الفوائد 1- إنّ المكسورة تقع بعد القول الذي لا يتضمن معنى الظنّ وهو موضع من اثني عشر موضعا يتحتم فيها كسر همزة «إنّ» سيكون لنا معها حديث مفصّل إن شاء الله.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 73 إلى 79]

2- من قصص القرآن: لا نريد أن نتعرض لهذه الآيات وما فيها من رائع الحوار، ومن الإيجاز والاختصار، والتصوير الفني والحركة الحيوية وإنما هذا مجمل لقصة عاد. زعم التاريخ أن عادا قد تبسطوا في البلاد ما بين عمان وحضرموت وكانت لهم أوثان يعبدونها من دون الله وهي صداء وصمود والهباء فبعث الله إليهم هودا نبيا من أوسطهم حسبا ونسبا. فكذبوه وازدادوا عتوّا وتجبّرا فأمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين حتى جهدوا وكان الناس إذا نزل بهم البلاء طلبوا من الله الفرج وفزعوا إلى بيته المحرّم، فأرسلت عاد إلى مكة سبعين رجلا من أماثلهم فدخلوا مكة، فقال قيل بن عنتر أحد زعماء الوفد: اللهم اسق عادا ما كنت تسقيهم. فأنشأ الله سحابا ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ثم ناداه من السماء: يا قيل: اختر لنفسك ولقومك. فقال اخترت السوداء فإنها أكثرهنّ ماء. فخرجت على عاد من واد لهم يقال له: المغيث فاستبشروا بها وقالوا: هذا عارض ممطرنا، فجاءتهم منها ريح عقيم فأهلكتهم ونجا هود والمؤمنون معه، فأتوا مكة فعبدوا الله فيها حتى ماتوا. إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب....! [سورة الأعراف (7) : الآيات 73 الى 79] وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)

الإعراب:

الإعراب: (وإلى ثمود ... إله غيره) مرّ إعراب نظيرها في الآية (65) من هذه السورة (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض، والتاء للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (بيّنة) فاعل ومرفوع (من رب) جار ومجرور متعلّق ب (جاءتكم) «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (ناقة) خبر مرفوع «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق بمحذوف حال من آية «3» - نعت تقدم على المنعوت- (آية) حال من ناقة منصوبة والعامل فيها معنى الإشارة (الفاء) لربط

_ (1) أو متعلّق بنعت لبيّنة. (2) يجوز أن يكون بدلا من ذه أو عطف بيان، و (لكم) هو الخبر لاسم الإشارة. (3) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف خبر ثان لاسم الإشارة.

المسبب بالسبب «1» ، (ذروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (تأكل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في أرض) جار ومجرور متعلّق ب (تأكل) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (بسوء) جار ومجرور متعلّق ب (تمسوها) ، (الفاء) فاء السببية (يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. والمصدر المؤول (أن يأخذكم ... ) معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم مس بسوء فأخذكم بعذاب. جملة « (أرسلنا) إلى ثمود....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليلية. وجملة «قد جاءتكم بينة....» لا محلّ لها استئناف في معرض قول صالح. وجملة «هذه ناقة الله....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «ذروها....» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه ناقة الله «2» .

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. [.....] (2) أو هي جواب الشرط المقدّر في محلّ جزم أي إن كنتم أهلا للإيمان فذروها ...

وجملة «تأكل....» لا محلّ لها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء «1» . وجملة «لا تمسوها بسوء» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروها. وجملة «يأخذكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. (74) (الواو) عاطفة (اذكروا إذ ... بعد عاد) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (الواو) عاطفة (بوأكم) فعل ماض ومفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (في الأرض) جار ومجرور متعلّق ب (بوّأكم) ، (تتخذون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (من سهول) جار ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «3» ، (ها) ضمير مضاف إليه (قصورا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (تنحتون) مثل تتخذون (الجبال) مفعول به منصوب (بيوتا) حال مقدرة «4» منصوبة بتأويل مشتق أي مسكونة (فاذكروا آلاء الله) مرّ إعرابها «5» ، (الواو) عاطفة (لا تعثوا) مثل لا تمسوا (في الأرض) جار ومجرور متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال منصوبة مؤكدة من ضمير الفاعل، وعلامة النصب الياء.

_ (1) أي إن تتركوها تأكل. (2) في الآية (69) من هذه السورة. (3) أو متعلّق بمحذوف حال من (قصورا) إذا كان الفعل متعدّيا لواحد.. كما يجوز تعليقه بالفعل. (4) لأن البيوت لم تكن موجودة حال النحت.. ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا بتضمين تنحتون معنى تتّخذون.. أو هو مفعول به و (الجبال) منصوب على نزع الخافض أي من الجبال. (5) في الآية (69) من هذه السورة.

جملة «اذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي تدبروا ... وجملة «جعلكم ... » في محلّ جر بإضافة إذ إليها. وجملة «بوّأكم....» في محلّ جر معطوفة على جملة جعلكم. وجملة «تتخذون» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (بوّأكم) . وجملة «تنحتون....» في محلّ نصب معطوفة على جملة تتخذون. وجملة «اذكروا آلاء....» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم فضل الله عليكم فاذكروا آلاء الله. وجملة «لا تعثوا في الأرض» معطوفة على جملة اذكروا آلاء الله. (75) (قال الملأ ... من قومه) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (اللام) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلّق ب (قال) ، (استضعفوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (لمن) مثل للذين وهو بدل من الأول بإعادة الجار في محلّ جر (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل في (آمن) ، (الهمزة) للاستفهام (تعلمون) مثل تتخذون (أنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد (صالحا) اسم أن منصوب (مرسل) خبر أن مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلّق ب (مرسل) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.

_ (1) في الآية (66) من هذه السورة.

والمصدر المؤول (أن صالحا مرسل ... ) في محلّ نصب سد مسد مفعولي تعلمون. (قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إن (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلّق ب (مؤمنون) ، (أرسل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي صالح (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (أرسل) ، (مؤمنون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «استكبروا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «استضعفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «تعلمون....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «قالوا....» لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «إنا ... مؤمنون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «أرسل....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (76) (قال الذين استكبروا) مثل قال الملأ الذين استكبروا «1» ، (إنّا) مثل المتقدم (بالذي) مثل للذين متعلّق ب (كافرون) ، (آمنتم) فعل ماض مبني على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (به) مثل المتقدم متعلّق ب (آمنتم) ، (كافرون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) في الآية (66) من هذه السورة.

وجملة «قال الذين ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة «إنا ... كافرون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة «آمنتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . (77) (الفاء) استئنافية (عقروا) مثل قالوا (الناقة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (عتوا) مثل قالوا، والبناء على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عن أمر) جار ومجرور متعلّق ب (عتوا) ، (رب) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قالوا) مثل الأول (يا) أداة نداء (صالح) منادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب (ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين) مرّ إعراب نظيرها «1» . وجملة «عقروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «عتوا....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة النداء «يا صالح» في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة «ائتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «تعدنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة «كنت من المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن كنت من المرسلين فأتنا بما تعدنا.

_ (1) في الآية (70) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة، وجملة ائتنا ... مقول القول.

(78) (الفاء) عاطفة (أخذت) مثل جاءت و (هم) ضمير مفعول به (الرجفة) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (أصبحوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم ... والواو ضمير اسم أصبح «1» ، (في دار) جار ومجرور متعلّق بجاثمين و (هم) ضمير مضاف إليه (جاثمين) خبر أصبح منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «أخذتهم الرجفة» لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروا الناقة. وجملة «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الرجفة. (79) (الفاء) عاطفة (تولى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي صالح (عن) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (تولى) ، (الواو) عاطفة (قال) مثل الأول (يا قوم) مثل الأولى «2» (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (أبلغت) مثل آمنتم و (كم) ضمير مفعول به (رسالة) مفعول به ثان منصوب (ربي) مثل ربهم «3» (الواو) عاطفة (نصحت) مثل آمنتم (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (نصحت) (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (لا) نافية (تحبون) مثل تتخذون (الناصحين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة «تولى عنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبحوا.

_ (1) يجوز أن يكون الفعل تامّا، والواو فاعلا، و (جاثمين) حالا. (2) في الآية (73) من هذه السورة. (3) في الآية 77 من هذه السورة.

الصرف:

وجملة «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (تولى) «1» . وجملة «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة «أبلغتكم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدر، وجملة القسم المقدرة جواب النداء. وجملة «نصحت لكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة «لا تحبون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نصحت. الصرف: (ناقة) ، اسم جامد معروف، والألف منقلبة عن واو، جمعه ناق ونوق وأنوق وأنؤق وأونق وأينق ونياق وناقات وأنواق، وجمع الجمع أيانق ونياقات. (سهول) ، جمع سهل، اسم جامد للأرض المنبسطة، وهو في الأصل صفة مشتقة سمي به اسم ذات وزنه فعل، ووزن سهول فعول بضم الفاء. (قصورا) ، جمع قصر، اسم جامد للمنزل المنيف، وهو في الأصل مصدر سمي به اسم ذات، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن قصور فعول بضم الفاء. (عتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله عتاوا، التقى ساكنان: الألف والواو، حذفت الألف وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها، وزنه فعوا. (الرجفة) ، مصدر مرة من رجف يرجف باب نصر، وزنه فعلة بفتح

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالية بتقدير (قد) . [.....] (2) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة، وجملة أبلغتكم مقول القول.

البلاغة

الفاء وسكون العين. (جاثمين) ، جمع جاثم، اسم فاعل من جثم الثلاثي، وزنه فاعل. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَعَقَرُوا النَّاقَةَ» . حيث أسند العقر إلى الجميع والعاقر لها واحد يسمى قدار. فعلاقة هذا المجاز العموم. الفوائد 2- ولكن لا تحبون الناصحين. معنى «لكن» الاستدراك والتوكيد. وإذا خففت «لكنّ» أهملت وبطل عملها عند الجمهور وخالفهم يونس والأخفش فأجاز إعمالها. وإذا جاء بعد إنّ أو إحدى أخواتها ظرف أو جار ومجرور كان اسمها مؤخرا فلينتبه إليه خشية الوقوع في الخطأ. [سورة الأعراف (7) : الآيات 80 الى 84] وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (لوطا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (إذ) اسم ظرفي بدل من (لوطا) في محلّ نصب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لقوم) جار ومجرور متعلق ب (قال) ، و (الهاء) ضمير في محلّ جر مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخي (تأتون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (الفاحشة) مفعول به منصوب (ما) نافية (سبق) مثل قال و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف حال من أحد أي متلبسا بها (من) حرف جر زائد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل سبق (من العالمين) جار ومجرور متعلق بنعت لأحد. جملة « (اذكر) لوطا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قال ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة «تأتون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة «ما سبقكم ... أحد» : في محلّ نصب حال من الفاعل في (تأتون) ، أي: مبتدئين بها، أو من الفاحشة أي: غير مسبوقة من غيركم «2» . (81) (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (تأتون) مثل الأول (الرجال) مفعول به منصوب (شهوة) مفعول لأجله منصوب «3» ، (من دون) جارّ ومجرور في

_ (1) جاء في حاشية الجمل: «لم يقدّر هنا أرسلنا، لأن الإرسال لم يكن وقت قوله المذكور، فالظرف هنا مانع من تقدير الإرسال ... » اه. (2) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها (3) أو مصدر في موضع الحال أي مشهين.. وإذا قدّر (تأتون) بمعنى تشتهون فيكون (شهوة) مفعولا عن المصدر فهو اسم مصدر.

محلّ نصب حال من الرجال أي متجاوزين بفتح الواو، أو من الفاعل أي متجاوزين بكسر الواو (النساء) مضاف إليه مجرور (بل) حرف إضراب وابتداء (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (قوم) خبر مرفوع (مسرفون) نعت لقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة «إنّكم لتأتون....» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «تأتون ... » : في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «أنتم قوم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. (82) (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (جواب) خبر كان مقدّم منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلّا) حرف للحصر (أن) حرف مصدري (قالوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (أخرجوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (من قرية) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (إنّهم) مثل إنّكم (أناس) خبر إنّ مرفوع (يتطهرون) مثل تأتون. وجملة «وما كان جواب ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قالوا ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (أن) الحرفيّ. وجملة «أخرجوهم ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «إنّهم أناس ... » : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «يتطهّرون» : في محلّ رفع نعت لأناس.

الصرف:

(83) (فأنجيناه وأهله) مرّ اعراب نظيرها «1» ، (إلا) حرف للاستثناء (امرأة) مستثنى بإلّا منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (كانت) فعل ماض ناقص- ناسخ-، و (التاء) للتأنيث، واسمه ضمير مستتر تقديره هي (من الغابرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كانت، وعلامة الجرّ الياء. وجملة «أنجيناه ... » : معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أرادوا إخراجه فأنجيناه أو همّوا بإخراجه فأنجيناه. وجملة «كانت من الغابرين» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (84) (الواو) حاليّة «2» ، (أمطرنا) مثل أنجينا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطرنا) بتضمينه معنى أرسلنا (مطرا) . مفعول به منصوب (الفاء) استئنافيّة (انظر) فعل أمر والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان مقدّم (كان) مثل الأول (عاقبة) اسم كان مرفوع (المجرمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة «أمطرنا ... » : في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة «انظر ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «كان عاقبة المجرمين» : في محلّ نصب مفعول به لفعل انظر المعلّق بالاستفهام كيف. الصرف: (جواب) ، اسم مصدر لفعل أجاب، وزنه فعال بفتح

_ (1) في الآية (72) من هذه السورة. (2) جاء الإمطار قبل الإنجاء إذ أمطروا أوّلا ثم كانت نجاة لوط وأهله، ولهذا كان من المناسب أن تكون الجملة حاليّة.. ويجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف.

الفوائد

الفاء. (الغابرين) ، جمع الغابر اسم فاعل من غبر الثلاثيّ بمعنى بقي أو مكث، وزنه فاعل. (مطرا) ، اسم جامد لماء السحاب، هو على وزن المصدر ولكنه قصد به اسم الذات، وزنه فعل بفتحتين. الفوائد 1- بل تكون للإضراب والعطف والعدول عن حكم إلى آخر وذلك إذا وقعت بعد كلام مثبت وتكون للاستدراك مثلها مثل «لكن» إذ جاءت بعد نفي أو نهي. وإن تلتها جملة لم تكن للعطف بل تكون حرف ابتداء ويفيد الاضراب الابطالي أو الانتقالي: فالابطالي كقوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ. بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ. والانتقالي: نحو ما ورد في هذه الآية التي نحن بصددها «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ» . 1- ممن فرّق بين الثلاثي (مطر) والرباعي (أمطر) الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط فقال: أمطرهم الله لا يقال الا في العذاب، وفي ذلك خلاف..! [سورة الأعراف (7) : الآيات 85 الى 87] وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (87)

الإعراب:

الإعراب: (وإلى مدين أخاهم ... من إله غيره) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (قد جاءتكم بنّية من ربّكم) مرّ إعرابها «2» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (أوفوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الكيل) مفعول به مصوب (الواو) عاطفة (الميزان) معطوف على الكيل منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تبخسوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (الناس) مفعول به منصوب (أشياء) مفعول به ثان منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تفسدوا) مثل لا تبخسوا (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تفسدوا) ، (إصلاح) مضاف إليه مجرور و (ها) ضمير في محلّ جرّ

_ (1) في الآية (65) من هذه السورة. (2) في الآية (73) من هذه السورة.

مضاف إليه (ذلكم) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (كم) حرف خطاب (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون. و (بم) ضمير اسم كان، وهو في محلّ جزم فعل الشرط (مؤمنين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة « (أرسلنا) إلى مدين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «قال ... » : في محلّ نصب حال بتقدير (قد) «1» . وجملة «النداء وجوابها ... » : في محلّ نصب مقول القول. وجملة «اعبدوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء. وجملة «ما لكم من إله غيره» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «قد جاءتكم بينة» : لا محلّ لها استئناف في حيّز قول شعيب. وجملة «أوفوا الكيل» : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن آمنتم بالبيّنة فأوفوا.... «2» . وجملة «لا تبخسوا..» : معطوفة على جملة أوفوا الكيل. وجملة «لا تفسدوا ... » : معطوفة على جملة أوفوا الكيل. وجملة «ذلكم خير لكم» : لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «كنتم مؤمنين» : لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط

_ (1) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها. (2) يجوز أن تكون الفاء لربط المسبب بالسبب فتعطف جملة أوفوا الإنشائيّة على جملة جاءتكم الخبرية.

محذوف دلّ عليه معنى ما سبق أي: إن كنتم مؤمنين فافعلوا ذلك الخير «1» . (86) (الواو) عاطفة (لا تقعدوا) مثل لا تبخسوا (بكل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقعدوا) «2» ، (صراط) مضاف إليه مجرور (توعدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (تصدون) مثل توعدون (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تصدّون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (آمن) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمن) ، (الواو) عاطفة (تبغون) مثل توعدون و (ها) ضمير مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال أي معوجّة منصوب (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل أوفوا (إذ) ظرف مبني في محلّ نصب على الظرفية متعلّق بمحذوف هو مفعول الفعل اذكروا.. أي اذكروا نعمة الله في هذا الوقت «3» ، (كنتم) مثل الأول (قليلا) خبر كنتم منصوب (الواو) عاطفة (كثّر) فعل ماض، والفاعل هو أي الله و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (انظروا) مثل أوفوا (كيف كان عاقبة المفسدين) مثل كيف كان عاقبة المجرمين «4» . وجملة «لا تقعدوا: في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تفسدوا..

_ (1) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة بين متعاطفين أي بين جملة لا تفسدوا ... وبين جملة لا تقعدوا في الآية التالية. (2) والباء للإلصاق، أو للظرفيّة.. ويجوز أن تكون للمصاحبة فالتعليق بمحذوف حال من الفاعل أي متلبّسين بكلّ صراط. (3) يجوز نصب (إذ) على المفعوليّة حيث يقع الذكر على الوقت الذي يتحدّث عنه. (4) في الآية (84) من هذه السورة. [.....]

وجملة «توعدون» : في محلّ نصب حال من فاعل تقعدوا. وجملة «تصدّون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة توعدون. وجملة «آمن» : لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة «تبغونها ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة توعدون. وجملة «اذكروا» : في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تقعدوا. وجملة «كنتم قليلا» : في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة «كثّركم» : في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم قليلا. وجملة «انظروا.» : معطوفة على جملة اذكروا. وجملة «كان عاقبة ... » : في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف. (87) (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ناقص- ناسخ- مبني في محلّ جزم فعل الشرط (طائفة) اسم كان مرفوع (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لطائفة (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا) ، (أرسلت) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون.. و (التاء) ضمير نائب الفاعل (به) مثل الأول متعلّق ب (أرسلت) «1» ، (الواو) عاطفة (طائفة) معطوف على اللفظ الأول، وقد حذف نعته لدلالة نعت الأول عليه (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يؤمنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل

_ (1) أو بمحذوف حال من النائب الفاعل في (أرسلت) .

الصرف:

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (اصبروا) مثل أوفوا (حتى) حرف غاية وجرّ (يحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد (حتّى) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بين) ظرف منصوب متعلق ب (يحكم) ، و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤول (أن يحكم الله) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (اصبروا) . (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة «آمنوا.» : في محلّ نصب خبر كان. وجملة «أرسلت به» : في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا. ومتعلّق الفعل محذوف دلّ عليه متعلّق الفعل السابق أي لم يؤمنوا بالذي أرسلت به. وجملة «اصبروا» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة «يحكم الله» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة «هو خير ... » : في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (مدين) اسم علم لمدينة بعينها وزنه فعيل بفتح الفاء والياء بينهما عين ساكنة ولم تعل الياء لسكون ما قبلها.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافا بيانيا فلا محلّ لها.

الفوائد

الفوائد - أبو العلاء ولزوم ما لا يلزم في هذه الآية لفظتان «قريتنا وملتنا» وقد انتهت كل منهما بنفس الحرفين التاء والنون، وهو ضرب من المحسنات اللفظية عضّ عليه الشعراء والكتاب بالنواجذ حتى وصل إلى عصر المعري وإذا به مذهب من التصنع وليس من الصنعة ومع ذلك فقد اتخذه المعري خطة ملتزمة في ديوانه «اللزوميات» وقد بلغ أبو العلاء من الالتزام في لزومياته ما لم يبلغه شاعر قط، فقد التزم في احدى قصائده أربعة أحرف والتزم في أخرى خمسة أحرف منها: ضرائرهم، وسرائرهم، وصرائرهم. الا إنه لكشف عن إمكانات لغتنا وثروتها في المفردات. ولكن شهد الله إنه لمقتلة للذوق الشعري وتصنع لا يغني ولا يفيد. انتهى الجزء الثامن

[سورة الأعراف (7) : الآيات 88 إلى 89]

الجزء التّاسع بقية سورة الأعراف من الآية 88- إلى الآية 206 وسورة الأنفال من الآية 1- إلى الآية 40 [سورة الأعراف (7) : الآيات 88 الى 89] قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا قالَ أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ (89) الإعراب: (قال) فعل ماض (الملأ) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للملأ (استكبروا) فعل ماض مبنيّ على

الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل استكبروا و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نخرجنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (يا) أداة نداء (شعيب) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المخاطب في (نخرجنّك) ، (آمنوا) مثل استكبروا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من قرية) جارّ ومجرور متعلّق ب (نخرجنّ) ، و (نا) ضمير في محل جرّ مضاف إليه (أو) حرف عطف (اللام) مثل الأول (تعودنّ) مضارع مرفوع «1» وعلامة الرفع ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال و.. الواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مرفوع «2» . و (النون) نون التوكيد (في ملّة) جارّ ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل تعودنّ و (نا) ضمير مضاف إليه «3» ، (قال) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) واو الحال «4» ، (لو)

_ (1) تامّ أو ناقص.. ويقدر ناقصا بمعنى تصيرون لأن شعيبا لم يكن من ملّتهم حتى يعود إليها.. ويؤوّل تامّا على قاعدة التغليب إذ أنّ قوم شعيب كانوا من ملّة المستكبرين. (2) أو هي اسم للفعل إذا قدّر ناقصا. (3) والجارّ والمجرور خبر للفعل إذا قدّر ناقصا. (4) هذا الإعراب على رأي الزمخشري، ولكن أبا حيان يقول: «هذه الواو هي واو العطف عطفت على حال محذوفة كقوله عليه السلام: «ردّوا السائل ولو بظلف محرق» ليس المعنى ردّوه في حال الصدقة عليه بظلف محرق بل المعنى ردّوه مصحوبا بالصدقة ولو مصحوبا بظلف محرّق..» . اه

حرف موصول «1» (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (كارهين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: قال الملأ ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: استكبروا ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: نخرجنّك لا محلّ لها جواب قسم مقدر، وجملة القسم المقدّر في محلّ نصب مقول القول. وجملة النداء: يا شعيب لا محلّ لها معترضة للتهديد. وجملة: آمنوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: تعودنّ لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم المقدّر معطوفة على جملة القسم الأولى في محلّ نصب. وجملة: قال ... لا محلّ لها استئنافيّة بيانية.. وجملة مقول القول محذوفة والتقدير: أنعود فيها. وجملة: كنّا كارهين في محلّ نصب حال من الضمير في الفعل المقدّر نعود. (قد) حرف تحقيق (افترينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترينا) ، (كذبا) مفعول به منصوب «2» ، (إن) حرف شرط جازم (عدنا) مثل افترينا،

_ (1) قال الجمل في حاشيته: «لو في مثل هذا المقام ليست لبيان انتفاء الشيء لانتفاء غيره بل لمجرد الربط» اه. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر إن ضمّن (افترى) معنى كذب.

والفعل في محلّ جزم فعل الشرط «1» ، (في ملّتكم) مثل في ملّتنا (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عدنا) ، (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (نجّانا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. ومفعوله (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نجّانا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (يكون) مضارع تامّ بمعنى ينبغي مرفوع (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (نعود) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن «2» ، (فيها) مثل منها متعلّق بمحذوف حال. والمصدر المؤوّل (أن نعود) في محلّ رفع فاعل يكون. (إلّا) حرف للاستثناء (أن يشاء) مثل أن نعود (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ربّ) نعت للفظ الجلالة مرفوع مثله و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ نصب على الاستثناء من عموم الأحوال أي إلّا حال مشيئة الله «3» . (وسع) فعل ماض (ربّنا) فاعل مرفوع، و (نا) ضمير مضاف إليه (كلّ) مفعول به منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (علما) تمييز منصوب محوّل عن الفاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّلنا) وهو مثل افترينا (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف منه حرف النداء و (نا) ضمير

_ (1) انظر الحاشية رقم (1) في الصفحة 6. (2) بجعل الفعل ناقصا أو تاما. (3) أو ما يكون لنا أن نعود فيها في وقت من الأوقات إلا وقت مشيئة الله.. وهذا التقدير لا يصح في حق الأنبياء لأنهم معصومون في كل وقت.

مضاف إليه (افتح) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (افتح) ، و (نا) مثل المتقدّم (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه (قوم) مضاف إليه مجرور و (نا) مثل المتقدّم (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (افتح) بتضمينه معنى احكم (الواو) استئنافيّة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الفاتحين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: قد افترينا ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: عدنا في ملّتكم لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله، أي إن عدنا فقد افترينا. وجملة: نجّانا الله ... في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: ما يكون ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قد افترينا «1» . وجملة: نعود لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: يشاء الله لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: وسع ربّنا ... لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: توكّلنا لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: ربّنا ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: افتح ... لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: أنت خير الفاتحين لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) لأنّ الفعل (افترينا) بمعنى المستقبل نفتري على الرغم من تقدم (قد) عليه.

الصرف:

الصرف: (كارهين) ، جمع كاره، اسم فاعل من كره الثلاثيّ، وزنه فاعل. (نجّانا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نجّينا- بالياء- فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا نجّانا، وزنه فعّلنا. (الفاتحين) ، جمع الفاتح، اسم فاعل من فتح الثلاثيّ، وزنه فاعل. [سورة الأعراف (7) : آية 90] وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (90) الإعراب: (قال الملأ ... من قومه) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اتّبعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. و (تم) ضمير فاعل (شعيبا) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إذا) حرف جواب لا عمل له «2» ، (اللام) لام القسم التي تفيد ربط الجواب بالقسم «3» ، (خاسرون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) في الآية (88) من هذه الصورة. (2) ولكن تفيد التوكيد.. وقال أبو حيان في البحر المحيط: وزعم بعض النحويين انها في موضع الظرف والعامل فيه لخاسرون والنون عوض من المحذوف والتقدير: إنكم إذا ابتعتموه لخاسرون، فلما حذف ما أضيف إليه عوض من ذلك النون ... مثل التعويض في يومئذ وحينئذ ونحوه، وما ذهب إليه هذا الزاعم ليس بشيء لأنه لم يثبت التعويض والحذف في إذا التي للاستقبال في موضع فيحمل عليه هذا ... » أهـ. [.....] (3) وهي المزحلقة من غير القسم.

[سورة الأعراف (7) : آية 91]

وجملة: قال الملأ.. لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الملأ الذين استكبروا. وجملة: كفروا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: اتّبعتم في محلّ نصب مقول القول. وجملة: إلّكم.. لخاسرون لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. [سورة الأعراف (7) : آية 91] فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (91) الإعراب: (الفاء) عاطفة (أخذت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الرجفة) فاعل مرفوع (الفاء) مثل الأولى (أصبحوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم أصبح (في دار) جارّ ومجرور متعلّق بجاثمين وهو خبر أصبح منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: أخذتهم الرجفة لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الملأ ... وجملة: أصبحوا ... جاثمين لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الرجفة. [سورة الأعراف (7) : الآيات 92 الى 93] الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ (93)

الإعراب:

الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (شعيبا) مفعول به منصوب (كأنّ) مخفّفة من الثقيلة، واسمها محذوف تقديره كأنهم (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يغنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغنوا) ، (الذين كذّبوا شعيبا) مثل الأولى (كانوا) مثل أصبحوا «1» ، (هم) ضمير فصل (الخاسرين) خبر كانوا منصوب. جملة: الذين كذّبوا ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: كذّبوا ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: كأن لم يغنوا ... في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: يغنوا ... في محل رفع خبر كأن المخفّفة. وجملة: الذين كذّبوا (الثانية) لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة. وجملة: كذّبوا (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: كانوا.. الخاسرين في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني. (الفاء) عاطفة (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تولّى) ، (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) حرف للنداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة ضمير

_ (1) في الآية (91) السابقة.

الصرف:

مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أبلغت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (كم) ضمير مفعول به (رسالات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (ربّ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (نصحت) مثل أبلغت (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصحت) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (آسى) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (آسى) ، (كافرين) نعت لقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء. وجملة: تولّى ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبحوا.. جاثمين «1» . وجملة: قال ... لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى. وجملة النداء: يا قوم في محلّ نصب مقول القول. وجملة: قد أبلغتكم لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّر جواب النداء. وجملة: نصحت لا محلّ لها معطوفة على جملة أبلغت.. وجملة: آسى ... في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي، إن لم تؤمنوا فكيف آسى.. الصرف: (يغنوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله يغناوا، حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، ثمّ بقيت الفتحة على النون دلالة على

_ (1) في الآية (91) السابقة وما بين الجملتين في حكم الاعتراض.

البلاغة

الألف المحذوفة. (آسى) ، المدّة فيه منقلبة عن همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة وأصله أأسى. وفيه إعلال بالقلب حيث قلبت الياء فيه- وهي لام الفعل- إلى ألف لمجيئها متحرّكة بعد فتح فماضيه أسي والمضارع أصله يأسي- بالياء- ثمّ أصبح بأسى- بالألف-. البلاغة 1- التكرير: في قوله تعالى «الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً» وذلك مبالغة في ردّ مقالة الملأ لأشياعهم، وتسفيه لرأيهم، واستهزاء بنصحهم لقومهم، واستعظام لما جرى عليهم. 2- وصف لحال النفس في ترددها: فقد اشتدّ حزنه على قومه، ثم أنكر على نفسه، فقال: فكيف يشتدّ حزني على قوم ليسوا بأهل للحزن عليهم لكفرهم واستحقاقهم ما نزل بهم. [سورة الأعراف (7) : الآيات 94 الى 96] وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (96) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (في قرية) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، (من) حرف جرّ زائد (نبيّ) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) حرف للحصر (أخذنا) مثل أرسلنا (أهل) مفعول به

منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (بالبأساء) جارّ وجرور متعلّق بفعل أخذنا بتضمينه معنى عاقبنا (الواو) عاطفة (الضرّاء) معطوفة على البأساء مجرور (لعلّ) حرف للترجّي والنصب- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يضّرّعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: أرسلنا ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: أخذنا ... في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: لعلّهم يضّرّعون لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: يضّرّعون في محلّ رفع خبر لعلّ. (ثمّ) حرف عطف (بدّلنا) مثل أرسلنا (مكان) مفعول به ثان مقدّم «1» منصوب (السيّئة) مضاف إليه مجرور (الحسنة) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي مكان الحسنة (حتى) حرف غاية وجرّ (عفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (الواو) حرف عطف (قالوا) فعل ماض وفاعله (قد) حرف تحقيق (مسّ) فعل ماض (آباء) مفعول به مقدّم منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الضرّاء) فاعل مرفوع (السرّاء) معطوف على الضرّاء بالواو (الفاء) عاطفة (أخذنا) مثل أرسلنا و (هم) ضمير مفعول به (بغتة) مصدر في موضع الحال من فاعل أخذناهم أو من مفعوله «2» ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع. والواو فاعل.

_ (1) أو منصوب على نزع الخافض أي بمكان السيّئة، وذلك لأن الفعل بدّل إذا لحقت الباء أحد مفعوليه كان هو المفعول الثاني المتروك. (2) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بتضمين أخذناهم معنى بغتناهم. أو هو دالّ على نوع المصدر أي أخذناهم أخذ المباغتة.

وجملة: بدّلناهم ... في محلّ نصب معطوفة على جملة أخذنا. وجملة: عفوا ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.. والمصدر المؤوّل (أن عفوا) في محل جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (بدّلنا) . وجملة: قالوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة عفوا. وجملة: قد مسّ.. الضرّاء في محلّ نصب مقول القول. وجملة: أخذناهم ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا وبين الجملتين رابطة المسبّب والسبب. وجملة: هم لا يشعرون في محلّ نصب حال مؤكّدة. وجملة: لا يشعرون في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (أهل) اسم أنّ منصوب (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (آمنوا) مثل قالوا (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل عفوا. والمصدر المؤوّل (أنّ أهل القرى..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت إيمان أهل القرى وتقواهم. (اللام) واقعة في جواب لو (فتحنا) مثل أرسلنا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فتحنا) بتضمينه معنى صببنا (بركات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبركات (الواو) عاطفة (الأرض) معطوفة على السماء مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (كذّبوا) مثل قالوا (الفاء) - عاطفة سببيّة (أخذنا) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ للسببيّة

الصرف:

(ما) حرف مصدريّ «1» (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه (يكسبون) مثل يضرّعون. والمصدر المؤوّل (ما كانوا يكسبون) في محلّ جر بالباء متعلّق ب (أخذناهم) بتضمينه عذّبناهم. وجملة: (ثبت) إيمان ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا من قرية. وجملة: آمنوا في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: اتّقوا في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: فتحنا لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: كذّبوا ... في محل رفع معطوفة على جملة آمنوا.. وجملة: أخذناهم في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّبوا. وجملة: كانوا يكسبون لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: يكسبون في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (يضّرّعون) ، فيه إبدال التاء ضادا لمقاربة المخرج في كلا الحرفين لأنّ أصله يتضرّعون فلما قلبت التاء ضادا سكّنت الضاد الأولى لمناسبة الإدغام، وزنه يتفعّلون. (بركات) ، جمع بركة، وهو اسم من بارك الرباعيّ بمعنى النماء والزيادة، وزنه فعلة لفتحتين.

_ (1) أو اسم موصول في محل جر بالباء متعلّق ب (أخذناهم) .. وجملة كانوا يكسبون لا محلّ لها صلة الموصول والعائد محذوف.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 97 إلى 100]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 97 الى 100] أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أمن) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع (القرى) مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به (بأس) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بياتا) ظرف زمان منصوب «1» متعلّق ب (يأتي) ، (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نائمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة أمن أهل القرى لا محلّ لها استئنافيّة ... أو معطوفة على جملة (ثبت) إيمان أهل القرى «2» . وجملة: يأتيهم بأسنا لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو هو حال من المفعول أي غافلين ليلا، وقد يكون حالا من الفاعل أي متخفيا ليلا. (2) في جعل الفاء عاطفة ذهب المعربون مذاهب شتى وتأويلات مختلفة.. فبعضهم عطف على جملة أخذناهم بغتة، وجعل ما بين المعطوف والمعطوف عليه معترضا- وهو رأي الزمخشري، وتبعه أبو حيّان- وذهب آخرون إلى تقدير معطوف عليه محذوف بين الهمزة والفاء ... وكلّهم يفعل ذلك لأنّ الفاء عندهم عاطفة، ويمكن استبعاد هذه التأويلات بجعل الفاء استئنافيّة، والمعنى لا يأباه.

وجملة: هم نائمون في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في يأتيهم. والمصدر المؤوّل (أن يأتيهم بأسنا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره (من) متعلّق ب (أمن) .. أو هو في محلّ نصب مفعول به عامله أمن. (أو أمن ... وهم) تعرب كنظيرتها المتقدّمة، والواو بعد الاستفهام عاطفة (يلعبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: أمن أهل القرى.. لا محلّ لها معطوفة على جملة أمن أهل (الأولى) . وجملة: يأتيهم بأسنا لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: هم يلعبون في محلّ نصب حال من ضمير المفعول. وجملة: يلعبون في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. والمصدر المؤوّل (أن يأتيهم بأسنا) كالمصدر المؤوّل السابق. (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (أمنوا) فعل ماض وفاعله (مكر) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) تعليليّة «1» ، (لا) نافية (يأمن) مضارع مرفوع (مكر) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إلا) أداة حصر (القوم) فاعل مرفوع (الخاسرون) نعت للقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) لأن ما بعدها تعليل لمقدّر، وتقدير الكلام: أفأمنوا مكر الله.. إنهم واهمون لأنّه لا يأمن مكر الله إلّا القوم الخاسرون ويقول العكبري: «الفاء للتنبيه على أن العذاب يعقب أمن مكر الله» أهـ.

وجملة: أمنوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أمن أهل القرى.. وجملة: لا يأمن.. إلا القوم لا محلّ لها تعليل لمقدّر. (الهمزة) مثل الأولى وللتوبيخ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يهد) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يهد) بتضمينه معنى يتّضح ويتبيّن (يرثون) مثل يلعبون (الأرض) مفعول به منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرثون) ، (أهل) مضاف إليه مجرور (ها) ضمير مضاف إليه (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف (لو) حرف شرط غير جازم (نشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير تقديره نحن (أصبنا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن لو نشاء ... ) في محلّ رفع فاعل يهد «1» ، أي أو لم يتّضح للوارثين إصابتنا إيّاهم بذنوبهم لو شئنا ذلك. (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصبنا) والباء للسببيّة و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (نطبع) مثل نشاء (على) قلوب جارّ ومجرور متعلّق ب (نطبع) ، و (هم) مثل الأخير (الفاء) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يسمعون) مثل يلعبون. وجملة: لم يهد ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أمنوا مكر الله.

_ (1) يجوز أن يكون الفاعل ضميرا مستترا يعود على لفظ الجلالة.. ويصبح المصدر المؤوّل مفعولا به. كما يجوز أن يكون ضميرا يعود على ما يفهم من سياق الكلام أي أو لم يهد ما جرى للأمم السابقة. والمصدر المؤوّل مفعول.

الصرف:

وجملة: يرثون ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: نشاء في محلّ رفع خبر أن المخفّفة. وجملة: أصبناهم لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: نطبع ... لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: هم لا يسمعون لا محلّ لها معطوفة على جملة نطبع. وجملة: لا يسمعون في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (الضحى) ، بالضمّ والقصر، اسم دالّ على أول ارتفاع الشمس، وزنه فعل بضمّ ففتح، والألف منقلبة عن واو لأنه مأخوذ من ضحا يضحو أي برز للشمس، وإنما رسمت الألف برسم الياء لأنه من الثلاثيّ المضموم الأول الذي أجاز فيه العلماء رسمه بوجهين: الألف الطويلة- الضحا- والألف القصيرة، الياء غير المنقوطة- الضحى- كالربا والربى، والعلا والعلى ... (مكر) ، مصدر سماعيّ لفعل مكر يمكن باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.. ومكر الله على المجاز ومعناه مجازاة المرء على المكر. (يهد) ، فبه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يهدي، وزنه يفع. (يرثون) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال، حذفت فاؤه في المضارع لأنّ عينه جاءت مكسورة وزنه يعلون.

_ (1) لا يجوز أن تكون (الواو) قبل الفعل عاطفة، وبالتالي لا يجوز أن تكون الجملة معطوفة على ما سبق وهو جواب لو أي جملة أصبناهم لأنّ الجواب في حيز النفي- الجواب ممتنع لامتناع الشرط- و (نطبع) في حيز الإثبات إذ المراد إثباته، ولهذا كانت (الواو) استئنافيّة والجملة بعدها مستأنفة.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 101 إلى 103]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 101 الى 103] تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (101) وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (102) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) الإعراب: (تي) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (القرى) بدل من تلك أو عطف بيان «1» ، (نقصّ) مضارع مرفوع والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق ب (نقصّ) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (جاءت) فعل ماض.. و (هم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءتهم) ، (الفاء) عاطفة (ما) حرف نفي (كانوا) ماض ناقص- ناسخ مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير اسم كان (اللام) لام الجحود (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لاسم الإشارة وهو اختيار أبي حيان في النهر المادّ من البحر قال: «والقرى خبر ونقصّ جملة حالية نحو قوله تعالى فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا» وفي الإخبار بالقرى معنى التعظيم لها ولمهلكها كما قيل في قوله ذلك الكتاب، وفي قوله عليه السلام أولئك الملأ من قريش، ولمّا كان الخبر مقيّدا بالحال أفاد التقييد بالصفة» أهـ.

في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤمنوا) ، والعائد محذوف «1» ، (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّبوا) . والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا أي: ما كانوا مؤهّلين أو مستعدّين للإيمان. (الكاف) حرف جرّ «2» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عاملة يطبع (واللام) للبعد، و (كاف) لخطاب (يطبع) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطبع) ، (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: تلك القرى نقصّ.. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: نقصّ ... في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك «3» . وجملة: جاءتهم رسلهم ... لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: ما كانوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: يؤمنوا ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو هو حرف مصدري يؤوّل مع ما بعده بمصدر في محلّ جرّ، والباء سببيّة أي ما كانوا ليؤمنوا بسبب كذبهم من قبل. (2) أو اسم بمعنى مثل في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته. [.....] (3) أو خبر ثان بكون القرى خبر أوّل، أو في محلّ نصب حال والقرى هو الخبر.

وجملة: كذّبوا ... لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: يطبع الله ... لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة. (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (وجدنا) فعل ماض وفاعله (لأكثر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من عهد «1» و (هم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (عهد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله وجد (للواو) عاطفة (إن) مخفّفة من الثقيلة، مهملة «2» ، (وجدنا) مثل الأول (أكثر) مفعول به أوّل منصوب و (هم) مثل الأخير (اللام) هي الفارقة (فاسقين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: وجدنا لأكثرهم ... لا محلّ لها معطوفة على جملة يطبع.. أو على جملة ما كانوا ليؤمنوا. وجملة: إن وجدنا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة ما وجدنا. (ثمّ) حرف عطف (بعثنا) مثل وجدنا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) «3» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) ، و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة

_ (1) هذا إذا كان الفعل (وجد) متعديا لواحد.. وهو المفعول الثاني إذا كان متعدّيا لاثنين. (2) إن المخفّفة إذا باشرت الفعل وجب إهمالها، ولكنّ العكبري والزمخشري أعملاها، والاسم عند العكبري ضمير المتكلم، وعند الزمخشري ضمير الشأن. (3) أو بمحذوف حال من (موسى) أي رسولا من بعدهم.

البلاغة

والعجمة (الواو) عاطفة (ملأ) معطوف على فرعون مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ظلموا) مثل كذّبوا (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلموا) بتضمينه معنى كفروا «1» ، (الفاء) استئنافيّة (انظر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان مقدّم (عاقبة) اسم كان مرفوع (المفسدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: بعثنا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدنا. وجملة: ظلموا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا. وجملة: انظر.. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: كان عاقبة ... في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف. البلاغة وضع الظاهر موضع الضمير: في قوله تعالى «كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ» «أي قلوبهم) فوضع المظهر موضع المضمر ليدل على أن الطبع بسبب الكفر، وإظهار الاسم الجليل بطريق الالتفات لتربية المهابة وإدخال الروعة. الفوائد - اللام الفارقة هي اللام المفتوحة التي تقع في أول خبر «إن» المخففة من

_ (1) الباء سببيّة والمفعول محذوف أي ظلموا أنفسهم أو الناس أي الصدود عن الإيمان بسبب هذه الآيات.

[سورة الأعراف (7) : آية 104]

الثقيلة، وغرضها أن تفرق بين «إن» المخففة وإن النافية. و «إن» هذه إذا وليها (فعل) تهمل وجوبا، وإن وليها «اسم» فيكثر إهمالها ويقلّ إعمالها نحو إن خالدا لمجتهد..! [سورة الأعراف (7) : آية 104] وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (104) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (يا) حرف نداء (فرعون) منادى مفرد على مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رسول) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (رسول) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: قال موسى ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: يا فرعون في محلّ نصب مقول القول. وجملة: إنّي رسول ... لا محلّ لها جواب النداء. الفوائد فرعون: ممنوع من الصرف، والمانع له علتان، هما: العلمية والعجمة، وكل اسم ممنوع من الصرف لا بد أن يشتمل على علتين تمنعانه من الصرف، يستثني من ذلك صيغتا منتهى الجموع «مفاعل ومفاعيل» وألف التأنيث الممدودة. وللبحث تتمة سنستأنفه في موضع آخر. [سورة الأعراف (7) : آية 105] حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (105)

الإعراب:

الإعراب: (حقيق) خبر ثان للحرف المشبّه بالفعل إنّ «1» ، (على) حرف جرّ (أن) حرف مصدري ونصب (لا) حرف ناف (أقول) مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقول) بتضمينه معنى ادّعي (إلا) أداة حصر (الحق) مفعول به منصوب «2» . والمصدر المؤوّل (أن لا أقول..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (حقيق) على معنى حريص «3» . (قد) حرف تحقيق (جئت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (ببيّنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئتكم) (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبيّنة «4» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أرسل) فعل أمر والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أرسل) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من التنوين للعلميّة والعجمة. جملة: أقول ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: قد جئتكم في محلّ رفع خبر ثالث للحرف المشبّه بالفعل انّ «5» .

_ (1) في الآية السابقة، أو هو نعت لرسول في الآية السابقة.. أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة مستأنفة. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. (3) بعض المعربين يجعل الجارّ (على) بمعنى الباء- وكذا جاءت قراءة أبيّ- وبهذا يضمّن حقيق معنى جدير. (4) أو متعلّق ب (جئتكم) ، و (من) لابتداء الغاية. (5) أو خبر ثان للمبتدأ المحذوف أنا.

الصرف:

وجملة: أرسل.. في محلّ جزم جواب شرط أي مقدر أي ان كنت بقولي مؤمنا فأرسل. الصرف: (حقيق) ، صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول، والغالب أنّه بمعنى الفاعل لأنه يأتي بمعنى واجب وحريص وجدير. [سورة الأعراف (7) : آية 106] قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل هو (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محل جزم فعل الشرط، و (التاء) اسم كان (جئت) فعل ماض وفاعله (بآية) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئت) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ائت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائت) ، (إن كنت) مثل الأولى (من الصادقين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنت، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كنت جئت) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جئت بآية» في محلّ نصب خبر كنت. وجملة: «ائت بها» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «كنت من الصادقين» لا محلّ لها استئناف لتأكيد ما تقدّم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأت بها.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 107 إلى 108]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 107 الى 108] فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) الإعراب: (الفاء) عاطفة (ألقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عصا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «1» ، (إذا) فجائيّة «2» ، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ثعبان) خبر مرفوع (مبين) نعت لثعبان مرفوع. وجملة: «ألقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «3» . وجملة: «هي ثعبان» لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى. (الواو) عاطفة (نزع) فعل ماض والفاعل هو (يد) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (فاذا هي بيضاء) مثل فإذا هي ثعبان (للناظرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بيضاء) بمعنى عجيبة. وجملة: «نزع يده» لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى عصاه. وجملة: «هي بيضاء» لا محلّ لها معطوفة على جملة نزع ...

_ (1) هذه الفاء زائدة لازمة عند الفارسيّ والمازنيّ وجماعة.. وبعضهم يجعلها للسببيّة المحضة دون العطف. (2) هي على القول المشهور حرف يأتي لمجرّد الربط.. وعند بعضهم ظرف للمكان، وعند آخرين ظرف للزمان. (3) في الآية السابقة (106) .

الصرف:

الصرف: (ثعبان) ، اسم جامد لذكر الحيّات أو العظيم الضخم، وزنه فعلان بضمّ الفاء وسكون العين. (بيضاء) ، مؤنّث أبيض صفة مشبّهة باسم الفاعل، وزنه فعلاء يجمع على فعل بضمّ فسكون أي بيض. [سورة الأعراف (7) : الآيات 109 الى 110] قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَماذا تَأْمُرُونَ (110) الإعراب: (قال الملأ) فعل ماض وفاعله المرفوع (من قوم) جار ومجرور متعلّق بحال من الملأ (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة (إن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) تفيد التوكيد (ساحر) خبر مرفوع (عليم) نعت لساحر مرفوع. جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ هذا لساحر» في محلّ نصب مقول القول. (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يخرج) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (من أرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- «1» ، (ما) اسم استفهام مبتدأ في

_ (1) إن كان الكلام الذي تلاها من كلام الملأ فهي للعطف، وإن كان من كلام فرعون- وهو الظاهر- فهي للاستئناف أي فقال: ماذا تأمرون، ويدلّ على ذلك قولهم بعد ذلك: قالوا أرجه ... [.....]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 111 إلى 112]

محلّ رفع (ذا) اسم موصول في محلّ رفع خبر، (تأمرون) - بفتح النون- مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ نصب مفعول به. وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع خبر ثان ل «إنّ» «1» . وجملة: «ماذا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف.. وجملة القول المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها «2» . وجملة: «تأمرون» لا محلّ لها صلة الموصول، والعائد محذوف أي ماذا تأمروننيه «3» . [سورة الأعراف (7) : الآيات 111 الى 112] قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (112) الإعراب: (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أرجه) فعل أمر مبنيّ على السكون الظاهر على الهمزة المحذوفة للتخفيف أصله أرجئ «4» .. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير

_ (1) أو هي حال من ساحر لأنه وصف.. أو هي نعت ثان لساحر.. أو هي استئناف بيانيّ. (2) يجوز أن تكون جملة: ماذا ... معطوفة على جملة يريد أن يخرجكم. هذا ويجوز أن تكون (ماذا) كلمة واحدة اسم استفهام مفعول به ثان لفعل الأمر، والمفعول الأول ضمير المتكلّم المقدّر. (3) إذا أعربت كلمة (ماذا) من غير تجزئة فجملة تأمرون معطوفة على جملة يريد أو هي مقول القول للقول المحذوف. (4) أو مبنيّ على حذف حرف العلّة إن كان الفعل معتلّا كما تشير كتب اللغة.

الصرف:

مستتر تقديره أنت (الواو) عاطفة (أخا) معطوف على الضمير المتّصل الغائب، منصوب وعلامة النصب الألف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أرسل) مثل أرجئ (في المدائن) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسل) بتضمينه معنى انشر (حاشرين) مفعول به منصوب- وهو نعت لموصوف محذوف أي رجالا حاشرين-. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرجه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرسل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أرجه. (يأتوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتوك) ، (ساحر) مضاف إليه مجرور (عليم) نعت لساحر مجرور مثله. وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترسل.. يأتوك. الصرف: (المدائن) ، جمع المدينة اسم على وزن فعلية فيه الياء زائدة في المفرد لذلك قلبت همزة في الجمع وهو من مدن يمدن بالمكان إذا أقام من باب نصر، ووزن المدائن فعائل. (حاشرين) ، جمع حاشر اسم فاعل من حشر الثلاثيّ، وزنه فاعل. [سورة الأعراف (7) : الآيات 113 الى 114] وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (113) قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاء) فعل ماض (السحرة) فاعل مرفوع (فرعون) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) للتأكيد (أجرا) اسم إنّ مؤخّر منصوب (إن) حرف شرط جازم (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (نحن) ضمير فصل «1» ، (الغالبين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «جاء السحرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «إنّ لنا لأجرا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كنّا نحن الغالبين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فهل لنا أجر. (قال) مثل جاء، والفاعل هو (نعم) حرف جواب (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول و (كم) ضمير اسم إنّ (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (من المقرّبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. والجملة المقدّرة بعد حرف الجواب في محلّ نصب مقول القول أي نعم إنّكم مأجورون.

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل (نا) . (2) أو هي حال بتقدير (قد) .

الصرف:

وجملة: «إنّكم لمن المقرّبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (السحرة) ، جمع ساحر، اسم فاعل وزنه فاعل من الثلاثيّ سحر.. ووزن السحرة فعلة بفتحتين. [سورة الأعراف (7) : الآيات 115 الى 116] قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) الإعراب: (قالوا) مثل السابق «1» ، (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (إمّا) حرف تخيير (أن) حرف مصدري ونصب (تلقي) مضارع منصوب، والفاعل أنت. والمصدر المؤوّل (أن تلقي) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره مبدوء به «2» . (الواو) عاطفة (إمّا) مثل الأول (أن نكون) مثل أن تلقي، والفعل ناقص ناسخ، واسمه نحن، (نحن الملقين) مثل نحن الغالبين «3» . والمصدر المؤوّل (أن نكون..) مثل المصدر المؤوّل الأول. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (113) من هذه السورة. (2) أو مفعول به بفعل محذوف تقديره: اختر إلقاءك. (3) في الآية (113) من هذه السورة.

وجملة: «النداء وصلتها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إلقاؤك (مبدوء به) » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تلقي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كون إلقائنا (مبدوء به) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «نكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب سحروا (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (سحروا) مثل قالوا «1» ، (أعين) مفعول به (الواو) عاطفة (جاؤوا) مثل قالوا «2» . (بسحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا) «3» ، (عظيم) نعت لسحر مجرور. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ألقوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ألقوا- بفتح القاف-» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سحروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استرهبوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة سحروا. وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سحروا.

_ (1، 2) في الآية (113) من هذه السورة. (3) أو بمحذوف حال من فاعل جاؤوا.

الصرف:

الصرف: (الملقين) ، جمع الملقي، اسم فاعل من ألقى الرباعيّ وزنه المفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالحذف حيث اجتمع ياءان ساكنان فحذف الياء الذي هو لام الكلمة تخلّصا من التقاء الساكنين، ووزن الملقين مفعين وذلك لأنه اسم منقوص. (ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله ألقيوا، جاءت الياء مضمومة فاستثقلت عليها الحركة فسكّنت ونقلت الحركة إلى القاف قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فصار ألقوا، وزنه أفعوا. [سورة الأعراف (7) : الآيات 117 الى 122] وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (120) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (122) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (إلى موسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا) ، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف ممنوع من الصرف (أن) حرف تفسير (ألق) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عصا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية لا محلّ لها (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تلقف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (يأفكون) مضارع مرفوع، والواو فاعل،

_ (1) أجاز بعضهم أن تكون (ما) مصدرية، وهذا بعيد إذ كيف يتمّ تلقّف الإفك وهو

والعائد محذوف أي يأفكونه. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة ألق ... لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة هي تلقف ... لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة والتقدير فألقاها فإذا هي تلقف.. والجملة المحذوفة لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا. وجملة: «تلقف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي. وجملة: «يأفكون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الفاء) عاطفة (وقع) فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (بطل) مثل وقع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل «1» ، (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ ... والواو اسم كان (يعملون) مثل يأفكون. وجملة: «وقع الحقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هي تلقف. وجملة: «بطل ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقع الحقّ. وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الفاء) عاطفة (غلبوا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ. والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (هنالك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (غلبوا) و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب

_ حدث بينما المعنى أن العصا تلقّفت الحبال والعصيّ؟ إلّا إذا ضمّنا تلقّف معنى تبطل فحينئذ يصحّ كونها مصدريّة. (1) أو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل فاعل بطل. [.....]

الصرف:

(الواو) عاطفة (انقلبوا) فعل ماض وفاعله (صاغرين) حال منصوبة من فاعل انقلبوا، وعلامة النصب الياء. وجملة: «غلبوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة بطل.. وجملة: «انقلبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة غلبوا. (الواو) عاطفة! (ألقي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، (السحرة) نائب الفاعل مرفوع، (ساجدين) حال منصوبة من نائب الفاعل وعلامة النصب الياء. وجملة: «القي السحرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة انقلبوا. (قالوا) مثل انقلبوا، (آمنّا) مثل أوحينا، (برت) جارّ ومجرور متعلق ب (آمنّا) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. (ربّ) بدل من ربّ الأول مجرور «2» ، (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف ممنوع من المصرف (الواو) عاطفة (هارون) معطوف على موسى مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة. الصرف: (ألق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء فهو أمر المعتلّ يلقي، وزنه أفع. (هارون) ، انظر الآية (248) من سورة البقرة.

_ (1) أو في محلّ نصب حال ثانية من نائب الفاعل السحرة، بتقدير (قد) ، أو من الضمير في ساجدين. (2) أو هو عطف بيان لربّ، وأجاز الجمل أن يكون نعتا لربّ العالمين.

الفوائد

الفوائد - فن القصة القرآنية هو فن مغاير لفن القصة قديمها وحديثها، فهو يتخذ طريق الحوار من جهة، وهو يتناول من القصة المواطن الهامة فيها، ويهمل مادون ذلك. ولكن القارئ والسامع يقرأ ما بين السطور «كما يقال» فيقف على مجرى القصة من أولها إلى آخرها. [سورة الأعراف (7) : الآيات 123 الى 124] قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) الإعراب: (قال) فعل ماض (فرعون) فاعل مرفوع (آمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل، وهمزة استفهام قبله محذوفة وهي للإنكار والتوبيخ (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ حرف مصدري ونصب (آذن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (آذن) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (مكر) خبر مرفوع (مكرتم) مثل آمنتم و (الواو) زائدة إشباع لحركة الميم و (الهاء) مفعول به (في المدينة) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل مكرتم «1» ، (اللام) لام العاقبة أو للتعليل- (اخرجوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والواو فاعل (منها) مثل به متعلّق ب (تخرجوا) (أهل) مفعول به منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه.

_ (1) أو هو متعلق ب (مكرتموه) .

والمصدر المؤوّل (أن تخرجوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مكرتموه) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف للمستقبل (تعلمون) مثل يعملون «1» ، ومفعول تعلمون مقدّر أي عاقبة فعلكم. جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنتم به» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) والمصدر المؤول (أن آذن..) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّ هذا لمكر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز قول فرعون. وجملة: «مكرتموه» في محلّ رفع نعت لمكر. وجملة: «سوف تعلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن فعلتم فسوف تعلمون ... (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أقطعنّ) مصارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع لتجريده من الناصب والجازم.. و (النّون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (أيدي) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أرجلكم) معطوف على أيدي منصوب.. و (كم) مضاف إليه (من خلاف) جارّ ومجرور في محلّ نصب حال (ثمّ) حرف عطف (لأصلّبنّ) مثل لأقطّعنّ و (كم) ضمير مفعول به (أجمعين) توكيد للضمير المتّصل المنصوب تبعه في النصب وعلامة النصب الياء. وجملة: «اقطّعنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، والقسم وجوابه تفسير للتهديد المتقدّم «2» .

_ (1) في الآية (118) من هذه السورة. (2) أو استئناف بيانيّ.

الصرف:

وجملة: «أصلّبنّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم بإعادة اللام «1» . الصرف: (آذن) ، حرف المدّ فيه أصله همزتان الأولى همزة المضارعة متحرّكة بالفتح والثانية أصلية ساكنة أي أأذن، فالقاعدة المعروفة أن تقلب الهمزتان مدّة فوق ألف واحدة. (المدينة) ، اسم جامد وزنه فعلية جمعه مدن زنة فعل بضمتين ومدائن زنة فعائل. [سورة الأعراف (7) : الآيات 125 الى 126] قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (125) وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ (126) الإعراب: (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (إنّا) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- واسمه (إلى رب) جار ومجرور متعلّق ب (منقلبون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (منقلبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا ... منقلبون» في محلّ نصب مقول القول. (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (تنقم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب

_ (1) أو هو جواب قسم مقدّر آخر، وجملة القسم معطوفة على جملة القسم الأولى.

(تنقم) بتضمينه معنى تنكر (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدري (آمنّا) مثل آمنتم «1» ، (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (ربّ) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن آمنّا) في محلّ نصب مفعول به. (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب المحذوف (جاءت) فعل ماض و (التاء) تاء التأنث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. (ربّنا) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء.. و (نا) ضمير مضاف إليه (أفرغ) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أفرغ) بتضمينه معنى أنزل (صبرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (توفّ) فعل أمر دعائيّ مبنيّ على حذف حرف العلّة، و (نا) ضمير مفعول به (مسلمين) حال منصوبة من مفعول توفّنا، وعلامة النصب الياء. وجملة: «تنقم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «آمنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جاءتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط المحذوف تقديره آمنّا فسّره المذكور قبله. وجملة النداء وجوابها لا محلّ لها استئناف في حيّز قول السحرة. وجملة: «أفرغ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «توفّنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) في الآية (123) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (منقلبون) ، جمع منقلب، اسم فاعل من الخماسيّ انقلب، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة 1- تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى «وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا» أي ما تعيب منا. إلا الإيمان بآيات الله، أرادوا: وما تعيب منا إلا ما هو أصل المناقب والمفاخر كلها، وهو الإيمان ومنه قوله: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب 2- الاستعارة: في قوله تعالى «رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً» أي أفض علينا صبرا يغمرنا كما يفرغ الماء، أو صب علينا ما يطهرنا من الآثام وهو الصبر على وعيد فرعون، (فأفرغ) على الأول استعارة تبعية تصريحية و (صبرا) قرينتها، والمراد هب لنا صبرا تاما كثيرا، وعلى الثاني يكون (صبرا) استعارة أصلية مكنية و (أفرغ) تخييلية. الفوائد - لمّا حرف شرط، وتسمى حرف وجود لوجود. ومن العلماء من يجعلها ظرفا للزمان بمعنى «حين» وتسمى لمّا الحينية، وتضاف إلى جملة الشرط. وهذا هو المشهور. والمحققون يزعمون أنها حرف للربط. والحق أن في هذا البحث تفصيلا حريّ بالتحقيق لولا أن الإطالة غير مرغوب بها في هذا الموجز. [سورة الأعراف (7) : آية 127] وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (127)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال الملأ من قوم فرعون) مرّ إعرابها «1» ، (الهمزة) للاستفهام (تذر) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين، (الواو) عاطفة (قوم) معطوف على موسى منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) لام العاقبة (يفسدوا) مثل تخرجوا «2» ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفسدوا) . والمصدر المؤوّل (أن يفسدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تذر) . (الواو) عاطفة «3» ، (يذر) مضارع منصوب معطوف على (يفسدوا) ، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (آلهة) معطوفة على الضمير المتّصل المخاطب في (يذرك) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل هو (السين) حرف استقبال (نقتّل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم، (أبناءهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (نستحيي) مضارع مرفوع (نساءهم) مثل أبناءهم (الواو) حاليّة (إنا) مثل السابق «4» ، (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قاهرون) ، (وهم) مضاف إليه (قاهرون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) في الآية (109) من هذه السورة. (2) في الآية (123) من هذه السور. (3) أو واو المعيّة والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعيّة. والمصدر المؤوّل معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام السابق أي: أو ذرّ- أي ترك- لموسى منك ووذر للالهة ولك منه. (4) في الآية (125) من هذه السورة.

الصرف:

جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تذر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يفسدوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يذرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يفسدوا. وجملة: «قال» ... لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سنقتّل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نستحيي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّا فوقهم قاهرون» في محلّ نصب حال من فاعل نقتّل ونستحيي «1» . الصرف: (قاهرون) ، جمع قاهر اسم فاعل من الثلاثيّ قهر، وزنه فاعل. [سورة الأعراف (7) : آية 128] قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) الإعراب: (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين (لقوم) جار ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا) ،. (الواو) عاطفة (اصبروا) مثل استعينوا (إنّ) حرف مشبّه

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف، فلا محلّ لها.

[سورة الأعراف (7) : آية 129]

بالفعل- ناسخ- (الأرض) اسم إنّ منصوب (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (يورث) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يورث (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من العائد المحذوف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (العاقبة) مبتدأ مرفوع (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استعينوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اصبروا» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّ الأرض لله» لا محلّ لها تعليليّة، أو استئناف بيانيّ. وجملة: «يورثها ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «1» . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «العاقبة للمتّقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الأرض لله. [سورة الأعراف (7) : آية 129] قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف، فلا محل لها كما يجوز أن تكون خبرا ثانيا في محلّ رفع.

الإعراب

الإعراب «قالوا» فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (أوذينا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون و (نا) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوذينا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تأتي) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. والمصدر المؤوّل (أن تأتينا) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (من بعد) مثل من قبل (ما) حرف مصدري (جئتنا) فعل ماض ... و (التاء) فاعل ... و (نا) مفعول به (قال) فعل ماض، والفاعل هو (عسى) فعل ماض ناقص جامد (ربّ) اسم عسى مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (أن يهلك) مثل أن تأتي (عدوّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يستخلف) مضارع منصوب معطوف على (يهلك) ، و (كم) ضمير مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستخلفكم) . والمصدر المؤوّل (أن يهلك..) في محلّ نصب خبر عسى. (الفاء) عاطفة (ينظر) مضارع منصوب معطوف على (يستخلف) ، والفاعل هو أي الله (كيف) اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محلّ نصب حال من فاعل تعملون (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوذينا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تأتينا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جئتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

الفوائد

وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «عسى ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يهلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «يستخلفكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهلك. وجملة: «ينظر ... » لا محلّ له معطوفة على جملة يستخلفكم. وجملة: «تعملون» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف. الفوائد - كيف: اسم مبهم غير متمكن، مبني على الفتح ويستفهم به عن حالة الشيء. والاستفهام بها قد يكون حقيقيا، وقد يكون غير حقيقي، نحو «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ» . وتعرب خبرا مقدما، نحو «كيف أنت» . أو خبر لكان نحو «كيف كنت» ؟ أو مفعولا ثانيا لظن وأخواتها. وقد تدخل الباء في خبرها من حروف الجر، فتكون الباء حرف جر زائد، وتكون كيف في محل رفع خبر متقدم. وقد تكون في محل نصب مفعول مطلق نحو: «كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ» . وقد تقع حالا قبل ما يتم به الكلام. أما «كيف الشرطية» فتقتضي فعلين متفقي اللفظ والمعنى، غير مجزومين، نحو «كيف تصنع أصنع» . وبحث «كيف» دقيق فتأمّل.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 130 إلى 131]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 130 الى 131] وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل للتعظيم (آل) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (بالسنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذنا) بتضمينه معنى عاقبنا- أو ابتلينا- وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الواو) عاطفة (نقص) معطوف على السنين مجرور (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (نقص) فهو مصدر أو اسم مصدر (لعلّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يذّكّرون) مثل تعملون في الآية المتقدمّة (129) . وجملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «لعلّهم يذّكّرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يذّكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) ، (جاء) فعل ماض (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الحسنة) فاعل مرفوع (قالوا) مثل المتقدّم «1» ، (اللام) حرف جرّ و (نا)

_ (1) في الآية (129) من هذه السورة. [.....]

ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ها) حرف للتنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (الواو) حرف عطف (إن) حرف شرط جازم (تصب) مضارع مجزوم و (هم) ضمير مفعول به (سيّئة) فاعل مرفوع (يطّيّروا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بموسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطّيّروا) ، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على موسى (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلا) أداة تنبيه واستفتاح (إنّما) كافّة ومكفوفة (طائر) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) مثل الأخير (لا) حرف ناف (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة: «جاءتهم الحسنة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لنا هذه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تصبهم سيّئة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المتقدّمة، وهي معطوفة بالفاء على جملة القسم المقدّرة المستأنفة. وجملة: «يطّيّروا..» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «طائرهم عند الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة طائرهم عند الله.

الصرف:

وجملة: «لا يعلمون ... » في محل رفع خبر لكن. الصرف: (السنين) ، جمع سنة، وفيه لغتان أشهرهما إجراؤه مجرى جمع المذكّر السالم فيرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء، وتحذف نونه للإضافة، واللغة الثانية أن يجعل الإعراب على النون ولكن مع الياء خاصّة، وهو رأي الفرّاء وانظر الآية (155) من سورة البقرة. (يطّيّروا) ، فيه إبدال تاء التفعّل طاء لاقتراب المخارج بينهما، وأصله يتطيّروا، وكانت الطاء الأولى مفتوحة كما كانت التاء ثمّ سكّنت ليصحّ إدغام الطاءين، وزنه يتفعّلوا. (طائرهم) ، اسم فاعل من طار الثلاثيّ وزنه فاعل بقلب حرف العلّة فيه إلى همزة، وقد استعمل بمعنى قدرهم أو نصيبهم. وفي المصباح: طائر الإنسان عمله الذي يقلّده.. والاسم الطيرة وزان عنبة وهو التشاؤم. البلاغة - في تعريف الحسنة وتنكير السيئة فن عجيب من فنون علم المعاني، ففي تعريف الحسنة، وذكرها بأداة التحقيق، للإيذان بكثرة وقوعها، وتعلق الإرادة بها بالذات كما أن تنكير السيئة، وإيرادها بحرف الشك، للإشعار بندورة وقوعها، وعدم تعلق الإرادة بها إلا بالعرض. الفوائد - التطير: لا أصل للتطير في الحقيقة وإنما هو وهم، ومرض نفسي، أخذ به علماء النفس المعاصرون، واعتبروا مصدره ضعف الأعصاب، وتشتت الأفكار. وقد نهى الإسلام عن التطير، واعتبره مخالفا لقواعد الإيمان. وقد اشتهر ابن الرومي بالتطير، وكان يشعر بفرقة، ويتخذ الحذر ما وسعه الحذر، وفيه يقول: فآمن ما يكون المرء يوما ... إذا لبس الحذار من الخطوب

[سورة الأعراف (7) : آية 132]

[سورة الأعراف (7) : آية 132] وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) مرّ إعرابها (مهما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظاهر تقديره (تعطنا) ، وهذا المقدّر يأتي بعد اسم الشرط لأن له الصدارة «1» ، (تأت) مضارع مجزوم فعل الشرط للتفسير، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأتنا) ، (من آية) جارّ ومجرور تمييز للضمير في به «2» ، (اللام) للتعليل (تسحر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (بها) مثل به متعلّق بفعل (تسحر) . والمصدر المؤوّل (أن تسحرنا) في محلّ جرّ متعلّق ب (تأتي) . (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) حرف ناف عامل عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما، (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مؤمنين) (الباء) حرف جرّ زائدة (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. والجملة المقدرة: (تعطنا) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تأتنا» لا محلّ لها تفسيريّة.

_ (1) ذلك أن الظاهر تعدّى إلى المفعول الثاني بوساطة الباء في قوله (تأتنا به) . (2) أو متعلّق بحال من ضمير في به.

الصرف:

وجملة: «ما نحن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (مهما) ، فيه ثلاثة أقوال ... أحدها أنّه مكوّن من (مه) بمعنى اكفف و (ما) اسم للشرط كقوله: ما يفتح الله للناس من رحمة. الثاني أنّ أصل (مه) هو ما الشرطيّة زيدت عليها ما كما زيدت في قوله: إمّا يأتينّكم.. ثمّ أبدلت الألف الأولى هاء لئلّا تتوالى كلمتان من لفظ واحد. الثالث أنّها بأسرها كلمة واحدة غير مركّبة «1» . الفوائد وقال في ابن طالب الكاتب: ويدعى أبوه طالبا وكفاكم ... به طيرة ان المنية طالب وكان رسول الله/ صلّى الله عليه وآله وسلّم/ يكره الطيرة ويقول: إذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا. - مهما: قد استدل بعض النحاة على أنها حرف بقول زهير بن أبي سلمى: ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم فلم يكن في هذا البيت ل «مهما» محل من الإعراب، وذهب بعض المحققين إلى أن مهما في هذا البيت في محل رفع مبتدأ، وهو الأرجح. أما ابن مالك فقد ذكر أن ما ومهما تردان ظرفي زمان فقال: وقد أتت مهما وما ظرفين في ... شواهد من يعتضد بها كفى وللعلماء ردود عليه، وعلى رأسهم الزمخشري، لا نرى الخوض فيها، فنخرج عن مجرى الكتاب.

_ (1) العكبري في (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب..)

[سورة الأعراف (7) : آية 133]

[سورة الأعراف (7) : آية 133] فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133) الإعراب: (الفاء) عاطفة (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا) ، (الطوفان) مفعول به منصوب (الجراد.. الدم) ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الطوفان منصوبة مثله (آيات) حال منصوبة من الألفاظ الخمسة، وعلامة النصب الكسرة (مفصّلات) نعت لآيات منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) عاطفة (استكبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (كانوا) ناقص يعرب مثل استكبروا.. والواو اسم كان (قوما) خبر كانوا منصوب (مجرمين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ... «1» . وجملة: «استكبروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا. الصرف: (الطوفان) ، فيه قولان: أحدهما هو جمع طوفانة أي هو اسم جنس كقمح وقمحة. الثاني هو مصدر كالنقصان، وزنه فعلان بضمّ فسكون. (الجراد) ، اسم جنس واحدته جرادة للذكر والأنثى، قال بعضهم أنّه مشتقّ من الجرد، وزنه فعال بفتح الفاء.

_ (1) في الآية (132) السابقة.

البلاغة

(القمّل) ، اسم جنس واحدته قملة للذكر والأنثى، وزنه فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة، وفي لفظه لغة أخرى هي القمل بفتح القاف وسكون الميم. (الضفادع) ، جمع ضفدع بوزن درهم، ويجوز كسر الدال، والضفدع مؤنّث، ويفرّق بين ذكره وأنثاه بالوصف فيقال ضفدع ذكر وضفدع أنثى. وفي القاموس الضفدع كزبرج بكسر الدال وجعفر وجندب بضمّ الضاد والدال ودرهم- وهذا أقلّ أو مردود- الواحدة بهاء، والجمع ضفادع وضفادي. (مفصّلات) ، جميع مفصّلة مؤنّث مفصّل.. اسم مفعول به (فصّل) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. وانظر الآية (144) من سورة الأنعام. البلاغة سر استعمال القمّل: وردت لفظة «القمّل» في الآية حسنة مستساغة، وذلك لأنها جاءت مندرجة في ضمن كلام متناسب ولم ينقطع الكلام عندها، فقد تضمنت الآية خمسة ألفاظ هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وأحسن هذه الألفاظ الخمسة هي الطوفان والجراد والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمسة بجملتها قدم معها الطوفان والجراد وأخرت لفظة الدم آخرا، وجعلت لفظة القمل والضفادع في الوسط، ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهي إليه آخرا. ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 134 إلى 136]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 134 الى 136] وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (136) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (وقع) فعل ماض (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وقع) ، (الرجز) فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (ما) اسم «1» موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) «2» ، (عهد) مثل وقع، والفاعل هو (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (عهد) و (الكاف) مثل المتقدّم (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (كشف) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط و (التاء) ضمير فاعل (عنا) مثل لنا متعلّق ب (كشفت) ، (الرجز) مفعول به منصوب (اللام) لام القسم (نؤمننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون

_ (1) أو هو حرف مصدريّ أي: بعهده عندك. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (ادع) ، أي ادعه متوسّلا بالذي عهد عندك.

التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤمننّ) ، (الواو) عاطفة (لنرسلنّ) مثل لنؤمننّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نرسلنّ) «1» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة. جملة: «وقع ... الرجز» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يا موسى ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ادع لنا ربّك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «عهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «كشفت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو تفسير لموضوع الدعاء وغرضه. وجملة «نؤمننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم «2» . وجملة: «نرسلنّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (الفاء) عاطفة (لمّا) مثل الأول (كشفنا عنهم الرجز) مثل كشفت عنّا الرجز (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (كشفنا) ، (هم) ضمير منفصل

_ (1) أو بمحذوف حال من بني إسرائيل. (2) أبو حيّان: (جملة القسم حال من فاعل قالوا. أي قالوا ادع لنا ... مقسمين) .

مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالغو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو، وحذفت النون للإضافة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إذا) حرف مفاجأة (هم) مثل الأول (ينكثون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «كشفنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم بالغوه» في محلّ جرّ نعت لأجل. وجملة: «هم ينكثون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ينكثون» في محلّ رفع خبر (هم) . (الفاء) عاطفة في الموضعين «1» ، (انتقمنا) مثل كشفت (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انتقمنا) ، (أغرقنا) مثل كشفت و (هم) ضمير مفعول به (في اليمّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أغرقناهم) ، (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كذّبوا) مثل قالوا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّهم كذّبوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أغرقناهم) ، والباء سببيّة. (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (عنها) مثل عنّا متعلّق ب (غافلين) ، (غافلين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتمثّل في مفتتح الآيات السابقة: فلمّا وقع.. فلمّا كشفنا ...

_ (1) يجوز أن تكون الفاء زائدة في (أغرقناهم) ، والجملة حينئذ بدل من (انتقمنا) .

الصرف:

وجملة: «أغرقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتقمنا. وجملة: «كذّبوا» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّبوا. الصرف: (اليمّ) ، اسم جامد ذات بمعنى البحر، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ» أي ينقضون العهد، وأصل النكث فل طاقات الصوف المغزول ليغزل ثانيا، فاستعير لنقض العهد بعد إبرامه. [سورة الأعراف (7) : آية 137] وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (137) الإعراب: (الواو) استئنافيّة. (أورثنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (القوم) مفعول به أوّل منصوب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للقوم (كانوا) مثل المتقدّم «1» ، (يستضعفون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير نائب الفاعل (مشارق) مفعول به ثان منصوب (الأرض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (مغارب) معطوف على

_ (1) في الآية السابقة (136) .

مشارق منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لمشارق الأرض ومغاربها (باركنا) مثل أورثنا (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (باركنا) ، (الواو) عاطفة (تمّت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الحسنى) نعت لكلمة مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (على بني) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمّت) ، (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (صبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تمّت) . (الواو) عاطفة (دمّرنا) مثل أورثنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كان) فعل ماض ناقص ناسخ، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما «1» ، (يصنع) مضارع مرفوع (فرعون) فاعل يصنع مرفوع (الواو) عاطفة (قوم) معطوف على فرعون مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما كانوا يعرشون) مثل ما كان يصنع ... ومعطوفة عليها.

_ (1) أي دمّرنا الذي كان مصنوعا من قبل فرعون.. وقد أجاز النحويون أوجها أخرى في إعراب هذه الآية منها: آ- أن يكون اسم كان ضميرا مستترا وجوبا تقديره هو يعود على فرعون، وفرعون الظاهر فاعل يصنع وعائد الموصول محذوف أي دمّرنا ما كان يصنعه فرعون.. ويجوز أن يكون فرعون الظاهر هو اسم كان وفاعل يصنع ضمير مستتر يعود على فرعون أي ما كان فرعون يصنعه. ب- أن يكون (كان) زائدا و (ما) حرفا مصدريا أي دمّرنا صنع فرعون.. ذكره العكبريّ. ويصحّ أن تكون ما موصولة. ج- (كان) فعل ناقص اسمه ضمير الشأن و (ما) حرف مصدريّ وجملة يصنع خبر كان.

الفوائد

جملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «كانوا يستضعفون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يستضعفون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «باركنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «تمّت كلمة ربّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثنا. وجملة: «صبروا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «دمّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثنا. وجملة: «كان يصنع» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «يصنع فرعون» في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «يعرشون» في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد - جاء رسم «التاء» في هذه الآية مبسوطة، وهي إحدى الأماكن التي يخالف بها رسم كلمات القرآن ما نحن عليه من قواعد الكتابة والاملاء. ويحسن أن نشير إلى أن هذا النوع من الرسم لا يقاس عليه ولا يعتدّ به في تدريسنا لأصول الكتابة، لأنّه وقف على القرآن الكريم دون غيره من الكتب. [سورة الأعراف (7) : آية 138] وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاوزنا) مثل أورثنا «1» (ببني إسرائيل) مثل على بني إسرائيل «2» متعلّق ب (جاوز) ، (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أتوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتوا) بتضمينه معنى قدموا (يعكفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (على أصنام) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعكفون) ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأصنام (قالوا) مثل صبروا «3» ، (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (اجعل) فعل أمر والفاعل أنت أي: اصنع (لنا) مثل لهم متعلّق ب (اجعل) ، (إلها) مفعول به منصوب (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف نعت ل (إلها) ، (لهم) مثل الأول، متعلّق بمحذوف صلة ما.. الجارّ والمجرور- عند ابن هشام- خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي الأصنام (آلهة) بدل من الضمير المستتر في صلة ما أي كالتي استقرّت هي لهم آلهة. جملة: «جاوزنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. وجملة: «يعكفون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يا موسى ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اجعل لنا إلها» لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1، 2، 3) في الآية السابقة (137) .

[سورة الأعراف (7) : آية 139]

(قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (قوم) خبر إنّ مرفوع (تجهلون) مثل يعكفون. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّكم قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تجهلون» في محلّ رفع نعت لقوم. [سورة الأعراف (7) : آية 139] إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (139) الإعراب: (إنّ) حرف توكيد ونصب (ها) للتنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم انّ (متّبر) خبر مرفوع «1» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل لاسم المفعول متبّر (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر هم (الواو) عاطفة (باطل) معطوفة على متّبر مرفوع مثله (ما) حرف مصدريّ «2» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمير اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ رفع فاعل لاسم الفاعل باطل. جملة: «إنّ هؤلاء متبّر..» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.

_ (1) أو خبر مقدّم للموصول بعده، والجملة الاسميّة من الموصول وصلته والخبر خبر إنّ. وكذلك (باطل) يجوز أن يكون خبرا، والمصدر المؤوّل مبتدأ، والجملة معطوفة على جملة الموصول وخبره. (2) أو موصول والعائد محذوف. [.....]

الصرف:

وجملة: «هم فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ له صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (متبر) ، اسم مفعول من تبّر الرباعيّ أي هلك، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة الأعراف (7) : آية 140] قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (140) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل هو (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ التعجّبيّ (غير) مفعول به مقدم (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أبغي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (كم) ضمير مفعول به على حذف اللام، والأصل أبغي لكم (إلها) تمييز لغير منصوب «1» ، (الواو) واو الحال (هو) ضمير مبتدأ (فضّل) فعل ماض، والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلكم) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أبغيكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو فضّلكم ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة أو من ضمير المخاطب الجمع «2» .

_ (1) ويجوز أن يكون حالا ويجوز في التوجيهات التالية: (إلها) مفعول به (غير) حال من (إلها) - نعت تقدّم على المنعوت-. (2) يجوز قطع الجملة على الاستئناف فلا محلّ لها.

البلاغة

وجملة: «فضّلكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هو. البلاغة خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً» فالاستفهام هنا للإنكار. [سورة الأعراف (7) : آية 141] وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أنجينا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنجينا) ، (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (يسومون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو ضمير فاعل و (كم) مثل الأخير (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف إليه مجرور (يقتّلون) مثل يسومون (أبناء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يقتّلون أبناءكم (الواو) استئنافيّة (في) حرف جرّ (ذلكم) اسم إشارة مبنىّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلق بمحذوف نعت لبلاء و (كم) ضمير مضاف إليه (عظيم) نعت ثان لبلاء مرفوع «1» جملة: «أنجيناكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) انظر إعراب الآية بتمامها في سورة البقرة الآية (49) .

[سورة الأعراف (7) : آية 142]

وجملة: «يسومونكم ... » في محلّ نصب حال من آل فرعون. وجملة: «يقتّلون ... » في محلّ نصب بدل من جملة يسومونكم وجملة: «يستحيون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقتّلون. وجملة: «في ذلكم بلاء» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الأعراف (7) : آية 142] وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (واعدنا) مثل أنجينا «1» ، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين (ثلاثين) مفعول به ثان منصوب وهو على حذف مضاف أي تمام ثلاثين، وعلامة النصب الياء (ليلة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (أتممنا) ، مثل أنجينا «2» ، و (ها) ضمير مفعول به (بعشر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتممنا) ، (الفاء) عاطفة (تمّ) فعل ماض (ميقات) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أربعين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء «3» ، (ليلة) مثل الأول (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لأخي) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير

_ (1) في الآية السابقة (141) . (2) في الآية السابقة (141) . (3) يجوز أن يكون مفعولا به إذا ضمّن فعل تمّ معنى بلغ.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 143 إلى 144]

مضاف إليه (هارون) بدل من أخيه- أو عطف بيان- مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (اخلف) فعل أمر و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اخلف) و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أصلح) مثل اخلف (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبع) مضارع مجزوم والفاعل أنت (سبيل) مفعول به منصوب (المعتدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «واعدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتممناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة واعدنا. وجملة: «تمّ ميقات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتممناها. وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اخلفني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أصلح» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «لا تتّبع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. [سورة الأعراف (7) : الآيات 143 الى 144] وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قال (جاء) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لميقات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (كلّم) مثل جاء و (الهاء) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (قال) مثل جاء، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة وهي المضاف إليه (أرني) فعل أمر، دعائيّ، مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنظر) مضارع مجزوم، جواب الطلب «1» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنظر) ، (قال) مثل الأول (لن) حرف نفي نصب (تراني) مضارع منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف ... و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (انظر) فعل امر والفاعل أنت (إلى الجبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (انظر) ، (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (استقرّ) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (مكان) منصوب على نزع الخافض أي بمكانه ... و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (تراني) مثل الأول (الفاء) عاطفة (لمّا تجلّى) مثل لمّا جاء، وبناء الفتح مقدّر على الألف (ربّه) مثل الأول (للجبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجلّى) ، (جعله) مثل كلّمه (دكّا) مفعول به ثان منصوب أي مدكوكا (الواو) (الواو) عاطفة (خرّ)

_ (1) هذا بحسب الظاهر، ولكنّ المعنى أن فعل (أنظر) هو جواب شرط مقدّر والمعنى هيّئ لي سبيل الرؤية، فإن فعلت أو تمّ ذلك أنظر إليك.

مثل جاء (موسى) فاعل كالمتقدّم، (صعقا) حال منصوبة (فلمّا أفاق) مثل فلمّا تجلّى (قال) مثل الأول (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (تبت) فعل ماض وفاعله (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبت) ، (الواو) عاطفة (أنا) ضمير مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوّل) خبر مرفوع (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «جاء موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كلّمه ربّه» في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء موسى. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة النداء وجوابها ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنظر إليك» لا محلّ لها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «قال الثانية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لن تراني» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انظر..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «استقرّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة انظر فهي في حيّز القول. وجملة: «سوف تراني» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «تجلّى ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الأول وفعله وجوابه.

وجملة: «جعله دكّا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «خرّ موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعله. وجملة: «أفاق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الثاني وفعله وجوابه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «سبحانك» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «تبت..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا أوّل المؤمنين» في محلّ نصب معطوفة على جملة تبت إليك. (قال) مثل الأول (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اصطفيت) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله و (الكاف) ضمير مفعول به (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفيتك) ، (برسالات) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفيت) و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بكلامي) مثل برسالاتي إعرابا وتعليقا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتيت) مثل اصطفيت والمفعول الثاني محذوف أي آتيتك إياه (الواو) عاطفة (كن) فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كن، وعلامة النصب الياء. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

الصرف:

وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي اصطفيتك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اصطفيتك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «خذ ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أتتك آياتي فخذ.. وجملة: «آتيتك ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «كن من الشاكرين» معطوفة على جملة خذ. الصرف: (تراني) ، مثل نرى.. فيه حذف الهمزة- وهي عين الكلمة- تخفيفا، وأصله ترأى وزنه تفل بفتحتين. (تجلّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله تجلّي- بالياء-، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (دكّا) ، مصدر سماعيّ لفعل دكّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (صعقا) ، صفة مشبّهة من فعل صعق يصعق باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر. (أفاق) ، الألف فيه منقلبة عن واو لأنّ مجرّده فاق يفوق فوقا، فلمّا جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا. (كلامي) ، اسم مصدر لفعل كلّم الرباعيّ، وقد يطلق على الكتاب المنزل من تسمية الشيء باسم المصدر وزنه فعال بفتح الفاء. الفوائد رؤية الله في الدنيا وفي الآخرة: أما في الدنيا، فقد نصت الآية على نفيها بقوله تعالى: لن تراني. وأما في الآخرة، فقد شجر خلاف بين المعتزلة والأشعرية، فالمعتزلة ينفون الرؤية في

[سورة الأعراف (7) : آية 145]

الآخرة، ويقولون أن «لن» للتأبيد، مما يدل على امتناع الرؤية مطلقا وأما الأشعرية فيستدلون على جواز الرؤية بآيات أخرى، منها قوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ» . وقد اتسع الخلاف، وبلغ المهاترات وكيل التّهم، ولكل وجهة نظر. وما أغنى الناس عن ولوجهم في أمور هي خارج مدركاتهم الحسية، وهي وراء المنطقة المضيئة كما يقول الفلاسفة. فتدبّر الأمر ولا تخض مع الخائضين. [سورة الأعراف (7) : آية 145] وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (145) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كتبنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتبنا) ، (في الألواح) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتبنا) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من موعظة (شيء) مضاف إليه مجرور (موعظة) مفعول به منصوب «1» ، (تفصيلا) معطوف على موعظة بالواو، منصوب (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفصيلا) «2» ، (شيء) مثل الأول. (الفاء) عاطفة (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت و (ها) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل خذ أي متلبّسا «3» ، (الواو) عاطفة (أؤمر) مثل خذ (قوم) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يأخذوا) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بأحسن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأخذوا) بتضمينه

_ (1) جعله بعضهم بدلا من الجارّ والمجرور قبله (من كل شيء) ، لأن محلّه النصب. (2) يجوز جعل اللام زائد للتقوية و (كلّ) منصوب محلّا مفعول به للمصدر (تفصيلا) . (3) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور حالا بمعنى خذها جادّا أو مجتهدا.

الصرف:

معنى يتمسّكوا، وعلامة الجرّ الكسرة و (ها) ضمير مضاف إليه (السين) حرف استقبال (أوري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به أوّل، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (دار) مفعول به ثان منصوب (الفاسقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «كتبنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خذها ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل قلنا محذوف، والجملة المحذوفة لا محلّ لها معطوفة على جملة كتبنا. وجملة: «أؤمر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها. وجملة: «يأخذوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «سأريكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (الألواح) جمع لوح، اسم جامد ذات معروف، وزنه فعل بفتح فسكون. وجملة: (وأمر) ، فيه حذف همزة الوصل، والأصل أؤمر- بهمزة وصل ثمّ همزة ثانية مرسومة على واو، لأن حركة الوصل الضمّ- فلمّا جاء حرف العطف حذفت همزة الوصل ثمّ كتبت الهمزة الثانية على ألف، وزنه وفعل بسكون الفاء وضمّ العين. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ» فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، والقصد المبالغة في الحث وفي وضع الإراءة موضع الاعتبار، إقامة المسبب مقام السبب مبالغة أيضا.

[سورة الأعراف (7) : آية 146]

[سورة الأعراف (7) : آية 146] سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (146) الإعراب: (سأصرف) مثل سأوري «1» ، (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصرف) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يتكبّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتكبّرون) ، (بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يتكبّرون (الحقّ) مضاف إليه مجرور و (إن) حرف شرط جازم (يروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (كلّ) مفعول به منصوب (آية) مضاف إليه مجرور (لا) حرف نفي (يؤمنوا) مضارع مجزوم جواب الشرط الواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا) ، (الواو) عاطفة (إن يروا سبيل ... ) مثل نظيرتها المتقدّمة و (الهاء) في (يتّخذوه) مفعول به أوّل (سبيلا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (إن يروا ... ) الثانية تعرب مثل الأولى (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب، والإشارة إلى الصرف (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على

_ (1) في الآية السابقة (145) .

الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ ... والواو اسم كان (عنها) مثل بها متعلّق ب (غافلين) وهو خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «سأصرف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتكبّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «إن يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لا يؤمنوا بها» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يروا (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يروا الأولى. وجملة: «لا يتّخذوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يروا (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يروا الثانية. وجملة: «يتّخذوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثالث غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليليّة. وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كانوا عنها غافلين» في محلّ رفع معطوفة على جملة خبر أن «1» .

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أنّهم كذّبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . البلاغة الطباق: بين سبيل الرشد وسبيل الغي. [سورة الأعراف (7) : آية 147] وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (147) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ (كذّبوا بآياتنا) مثل السابقة «1» (الواو) عاطفة (لقاء) معطوفة على آيات مجرور مثله (الآخرة) مضاف إليه مجرور (حبطت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (أعمال) فاعل مرفوع (هم) ضمير مضاف إليه (هل) حرف استفهام بمعنى النفي (يجزون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كانوا ... (كانوا) مثل السابق «2» ، (يعملون) مثل يتكبّرون «3» . جملة: «الذين كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «حبطت أعمالهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «4» .

_ (1) في الآية السابقة (146) . (2، 3) في الآية (146) السابقة. [.....] (4) يجوز أن تكون حالا من فاعل كذّبوا بتقدير (قد) ، وجملة يجزون خبر.

الصرف:

وجملة: «هل يجزون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كان. الصرف: (يجزون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يجزاون، جاءت الألف ساكنة قبل الواو الساكنة، حذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين. الفوائد - الاستفهام: هو طلب الفهم بالأدوات المخصوصة. أ- للاستفهام حرفان: هل والهمزة ب- وله تسعة أسماء هي: «ما ومن وأي وكم وكيف وأنى ومتى وأين وأيّان» . ج- جميع أسماء الاستفهام لطلب التصور. ء- «هل» فإنها لطلب التصديق فقط. هـ- والهمزة مشتركة بين التصور والتصديق. [سورة الأعراف (7) : آية 148] وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (148) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اتّخذ) فعل ماض (قوم) فاعل مرفوع (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف

_ (1) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) .

للتعذّر، وهو ممنوع من الصرف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّخذ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من حليّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (عجلا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (عجلا) مفعول به أوّل منصوب (جسدا) نعت ل (عجلا) بمعنى مجسّد، منصوب «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (خوار) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محل نصب اسم أنّ (لا) حرف نفي (يكلّم) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (لا يهديهم) مثل لا يكلّمهم (سبيلا) مفعول به ثان منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّه لا يكلّمهم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.. أو المفعول الواحد. (اتّخذوا) مثل الاول والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها (الواو) عاطفة (كانوا ظالمين) مثل كانوا غافلين «2» . جملة: «اتّخذ قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «له خوار» في محلّ نصب نعت ل (عجلا) . وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يكلّمهم» في محلّ رفع خبر أنّ.

_ (1) أو بدل من (عجلا) منصوب.. والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها. (2) في الآية (146) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «لا يهديهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يكلّمهم. وجملة: «اتّخذوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الأولى. وجملة: «كانوا ظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتخذوه. الصرف: (حليّهم) ، جمع حلي بفتح الحاء ويجوز أن يكون حلي- بالفتح- جمعا الواحدة حلية كطبية. (جسدا) ، اسم ذات في الأصل، ثمّ استعمل استعمال الصفة بمعنى مجسّد أو متجسّد، وزنه فعل بفتحتين. (خوار) ، مصدر خار يخور، ولمّا كان دالّا على صوت فله ضابط تقريبيّ كونه على وزن فعال بضمّ الفاء. الفوائد - السامري والعجل: أمر الله موسى أن يتطهر، وأن يصوم ثلاثين يوما، ثم يأتي إلى طور سيناء حتى يكلمه ربه، ويتلقى أمره في كتاب يكون لهم المرجع والمآب. طال غياب موسى عن قومه حتى بلغ أربعين يوما. تحركت في نفس السامري نزوة الشر والفساد، فاغتنم الفرصة، وجمع الحلي من بني إسرائيل، وصهرها على النار وصنع منها عجلا له خوار. فتن بنو إسرائيل بهذا العجل، وراحوا يعبدونه، ولما عاد موسى ورأى قومه وما هم عليه، كاد يبطش بأخيه هارون، ولما سكت عنه الغضب، أخذ العجل فحرقه وألقى برماده في الماء. ثم استتاب بني إسرائيل فتابوا وندموا، وراحوا يعاقبون نفوسهم بالذل والحرمان، حتى تاب الله عليهم. وقاطع بنو إسرائيل السامري، فكان هذا جزاءه في دنياه، والجزاء في الآخرة أشد وأبقى.

[سورة الأعراف (7) : آية 149]

[سورة الأعراف (7) : آية 149] وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (149) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (سقط) ماض مبنيّ للمجهول (في أيدي) جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب الفاعل و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رأوا) فعل ماض وفاعله (أنّهم) مثل أنّه «1» ، (قد) حرف تحقيق (ضلّوا) مثل رأوا (قالوا) مثل رأوا (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يرحمنا) مضارع مجزوم فعل الشرط.. و (نا) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يغفر) مضارع مجزوم معطوفة على (يرحمنا) ، و (لنا) متعلق ب (يغفر) (اللام) لام القسم (نكوننّ) مضارع ناقص- ناسخ- مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «سقط في أيديهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سقط ... وجملة: «قد ضلّوا» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إن لم يرحمنا ... » في محلّ نصب مقول القول «2» .

_ (1) في الآية السابقة (148) . (2) ان قدّرت جملة القسم المحذوفة مقولا للقول كانت جملة الشرط استئنافا في حيّز القول.

البلاغة

وجملة: «يغفر لنا» في محلّ نصب معطوفة على جملة يرحمنا. وجملة: «نكوننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. والمصدر المؤوّل (أنّهم قد ضلوا ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي رأوا. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» أي ندموا على ما فعلوا غاية الندم، فإن ذلك كناية عنه، لأن النادم المتحسر يعض يده غما، فتصير يده مسقوطا فيها. وقال الزجاج: معناه سقط الندم في أنفسهم، أما بطريق الاستعارة بالكناية، أو بطريق التمثيل. [سورة الأعراف (7) : آية 150] وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) مثل السابق «1» فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف ممنوع من التنوين (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق به (رجع) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (غضبان) حال منصوبة ممنوع من التنوين للوصفية وزيادة الألف

_ (1) في الآية السابقة (149) .

والنون (أسفا) حال ثانية منصوبة (قال) ماض (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير الفاعل- أي الخلافة- والمخصوص بالذّم محذوف تقديره خلافتكم (خلفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الميم و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلفتموني) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (عجلتم) مثل خلفتم (أمر) مفعول به منصوب «1» ، (ربّ) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (ألقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الألواح) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أخذ) مثل رجع والفاعل هو (برأس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) بتضمينه معنى مسك (أخي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يجرّ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يجرّ) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجرّ) ، (قال) مثل الأول (ابن أمّ) منادى مبنيّ على الضمّ المقدّر على آخره منع من ظهوره حركة البناء الأصليّ وهو فتح الجزأين لأنه تركيب أشبه خمسة عشر في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (القوم) اسم إنّ منصوب (استضعفوا) مثل قالوا «2» ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (كادوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو ضمير اسم كاد (يقتلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (النون) الثانية للوقاية

_ (1) أو منصوب على نزع الخافض، والأصل أعجلتم عن أمر ربّكم. (2) في الآية السابقة (149) .

و (الياء) مفعول به (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (تشمت) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تشمت) ، (الأعداء) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا تجعل) مثل لا تشمت و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجعل) ، (القوم) مضاف إليه مجرور (الظالمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «رجع موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «بئسما ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلفتموني» في محلّ نصب نعت ل (ما) ، والعائد محذوف. وجملة: «عجلتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ألقى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى. وجملة: «يجرّه ... » في محلّ نصب حال من فاعل أخذ أو من رأس. وجملة: «قال (الثانية) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ابن أمّ ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «انّ القوم ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) أو اعتراضيّة، ومقول القول جملة انّ القوم استضعفوني.

الصرف:

وجملة: «استضعفوني» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كادوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استضعفوني. وجملة: «يقتلونني» في محلّ نصب خبر كادوا. وجملة: «لا نشمت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا تجعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تشمت. الصرف: (غضبان) صفة مشبّهة من فعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعلان بفتح فسكون. (أسفا) ، صفة مشبّهة من فعل أسف يأسف باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر. الفوائد 1- ابن أمّ: في اعراب هذين اللفظين رأيان: أ- الرأي الراجح أنهما اسمان مبنيان على الفتح لأنهما مركبان تركيب الأعداد. مثل: خمسة عشر، وصباح مساء. وعلى هذا الرأي فحركتهما حركة بناء. ب- رأي الكوفيين أنّ ابن مضاف لأم وأم مضاف إلى ياء المتكلم وقد قلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف واجتزئ عنها بالفتحة، وعليه فحركة ابن حركة اعراب وهو مضاف لأم وأم في محل جرّ بالإضافة، وعلى الرأيين فأداة النداء محذوفة. وقد اقتصر على ذكر الأم لأن ذكرها أعطف للقلب، فتأمل حكمة الله في كتابه الكريم..!

[سورة الأعراف (7) : آية 151]

[سورة الأعراف (7) : آية 151] قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل هو أي موسى (ربّ) منادى منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (الواو) عاطفة (لأخ) جارّ ومجرور متعلّق ب (اغفر) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أدخل) مثل اغفر و (نا) ضمير مفعول به (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أدخل) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (أرحم) خبر مرفوع (الراحمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ الندائيّة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أدخلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أنت أرحم ... » في محلّ نصب حال. [سورة الأعراف (7) : آية 152] إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اتّخذوا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعل (العجل) مفعول به أوّل منصوب، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها «1» ، (السين) حرف استقبال (ينال) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (غضب) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينال) «2» و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ذلّة) معطوف على غضب مرفوع (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (ذلّة) «3» ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (المفترين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سينالهم غضب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو استئنافية.

_ (1) إذا ضمّن (اتّخذوا) معنى عبدوا فالعجل مفعول به ليس غير. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لغضب. (3) أو متعلّق بكلّ من غضب وذلّة.

الصرف:

الصرف: (المفترين) ، جمع المفتري، اسم فاعل من افترى الخماسيّ، وفيه حذف الياء لام الكلمة لالتقاء الساكنين. [سورة الأعراف (7) : آية 153] وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين عملوا السيّئات) مثل الذين اتّخذوا العجل «1» وعلامة النصب في المفعول الكسرة والموصول مبتدأ (ثم) حرف عطف (تابوا) مثل اتخذوا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تابوا) ، (وها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (آمنوا) مثل اتّخذوا «2» ، (إنّ) مثل السابق «3» ، (ربّ) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من بعدها) مثل الأول متعلّق ب (غفور) وهو خبر إن مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «الذين عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين اتّخذوا «4» . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تابوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا. وجملة: «إنّ ربك ... » في محلّ رفع خبر الذين والرابط محذوف تقديره غفور لهم رحيم بهم.

_ (1، 2، 3، 4) في الآية السابقة (152) . [.....]

[سورة الأعراف (7) : آية 154]

[سورة الأعراف (7) : آية 154] وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا سكت) مثل لمّا رجع «1» ، (عن موسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (سكت) ، وعلامة الجر الفتحة المقدّرة على الألف فهو ممنوع من الصرف (الغضب) فاعل مرفوع (أخذ) فعل ماض والفاعل هو (الألواح) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (في نسخة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (ها) ضمير مضاف إليه (هدى) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على هدى مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بكلّ من هدى ورحمة «2» ، (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) زائدة للتقوية «3» ، (ربّ) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به مقدّم عاملة يرهبون و (هم) ضمير مضاف إليه (يرهبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «سكت ... الغضب» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أخذ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «في نسختها هدى» في محلّ نصب حال. وجملة: «هم ... يرهبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية (150) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لرحمة. (3) أو هي أصلية جاءت للتعليل، ومفعول يرهبون محذوف تقديره يرهبون عقابه، ويعلّق الجارّ ب (يرهبون) وقد يضمّن معنى يذعنون.

الصرف:

وجملة: «يرهبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (نسخة) ، اسم جامد بمعنى الألواح لأنها نسخت من اللوح المحفوظ في نسخة ثانية منه ... أو هو اسم مشتقّ بمعنى المنسوخ أي المكتوب فيها، فهي فعلة بضمّ فسكون بمعنى مفعول. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ» ففي الكلام استعارة مكنية، حيث شبه الغضب بشخص ناه آمر، وأثبت السكوت على طريق التخييل وقال السكاكي: إن فيه استعارة تبعية، حيث شبه سكون الغضب وذهاب حدته بسكون الآمر الناهي، والغضب قرينتها وقيل: الغضب استعارة بالكناية عن الشخص الناطق، والسكوت استعارة تصريحية لسكون هيجانه وغليانه، فيكون في الكلام مكنية قرينتها تصريحية لا تخييلية، وأيا ما كان ففي الكلام مبالغة وبلاغة لا يخفى علو شأنهما. [سورة الأعراف (7) : الآيات 155 الى 157] وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (اختار) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (قوم) منصوب على نزع الخافض أي من قوم و (الهاء) ضمير مضاف إليه (سبعين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء «1» ، (رجلا) تمييز منصوب (لميقات) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختار) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قال (آخذت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الرجفة) فاعل مرفوع (قال) مثل اختار (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف، و (الباء) المحذوفة مضاف إليه (لو) حرف امتناع لامتناع، حرف شرط غير جازم (شئت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (الياء) فاعل (أهلكت) مثل شئت و (هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أهلكتهم) ، (الواو) عاطفة (إيّاي) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير الغائب المتّصل (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الاستعطاف (تهلك) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدري «2» ،

_ (1) أجاز أبو البقاء العكبري إعرابه بدلا من قوم على ضعف، وقوم هو المفعول الأول، أمّا المفعول الثاني فمقدّر وفي تقديره تكلّف كما يتكلّف الرابط للبدل. (2) يجوز أن يكون اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة أي بالذي فعله السفهاء.

(فعل) مثل اختار (السفهاء) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من السفهاء والمصدر المؤول (ما فعل السفهاء) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تهلكنا) (إن) حرف نقي (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فتنة) خبر مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (تضلّ) مثل تلك (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تضلّ) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشاء) مثل تهلك (الواو) عاطفة (تهدي من تشاء) مثل تضلّ من تشاء (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (وليّ) خبر مرفوع (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (لنا) مثل منّا متعلّق ب (أغفر) ، (الواو) عاطفة (أرحم) مثل أغفر و (نا) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أنت خير) مثل أنت وليّ (الغافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «أخذتهم الرجفة» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لمّا) . وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لو شئت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أهلكتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة: «تهلكنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «فعل السفهاء» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «هي ... فتنتك» لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد معنى الإهلاك. وجملة: «تضلّ ... » في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب. وجملة: «تضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «تهدي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تضلّ.

وجملة: «تشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «أنت وليّنا» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «اغفر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أذنبنا فاغفر لنا. وجملة: «ارحمنا» معطوفة على جملة اغفر لنا. وجملة: «أنت خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت وليّنا. (الواو) عاطفة (اكتب) مثل اغفر (لنا) مثل منّا متعلّق ب (اكتب) ، (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (اكتب) «1» ، (الدنيا) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (حسنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في (الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف يفسّره المذكور اكتب (حسنة) مفعول به عامله الفعل المحذوف منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هدنا) ، (قال) مثل الأول (عذاب) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (أصيب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (به) مثل بها متعلّق ب (أصيب) (من) مثل الأول (أشاء) مثل أصيب، ومفعول أشاء محذوف تقديره إصابته (الواو) عاطفة (رحمتي) مثل عذابي، (وسعت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (كلّ) مفعول به منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة لربط المسبّب

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الضمير المجرور في لنا، أو حال من حسنة- نعت تقدّم على المنعوت-

بالسبب (السين) حرف استقبال (أكتب) مثل أصيب و (ها) مفعول به (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أكتبها) ، (يتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (يؤتون) مثل يتّقون (الزكاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول ومعطوف عليه (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (يؤمنون) مثل يتّقون. وجملة: «اكتب لنا ... » معطوفة على جملة اغفر لنا. وجملة: «إنّا هدنا ... » لا محلّ لها تعليل للدعاء السابق. وجملة: «هدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «عذابي أصيب ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أصيب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عذابي) . وجملة: «أشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «رحمتي وسعت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «وسعت كلّ..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (رحمتي) . وجملة: «سأكتبها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وسعت. وجملة: «يتقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم ... يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (الذين) بدل من الذين يتقون في محلّ جرّ «1» ، (يتّبعون) مثل يتّقون (الرسول) مفعول به منصوب (النبيّ) بدل من الرسول- أو نعت له- منصوب (الأميّ) نعت للنبيّ منصوب (الذي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ثان للنبيّ (يجدون) مثل يتّقون و (الهاء) ضمير مفعول به (مكتوبا) حال منصوبة من ضمير الغائب في (يجدونه) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يجدون) «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (في التوراة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجدون) «3» ، (الواو) عاطفة (الإنجيل) معطوف على التوراة مجرور (يأمر) مضارع مرفوع، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة (ينهاهم) مثل يأمرهم (عن المنكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهاهم) ، (الواو) عاطفة (يحلّ) مثل يأمر (لهم) مثل لنا متعلّق ب (يحلّ) ، (الطيّبات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) حرف عطف (يحرّم عليهم الخبائث) مثل يحلّ لهم الطيّبات (الواو) عاطفة (يضع عنهم إصرهم) مثل يحلّ لهم الطّيبات (الواو) عاطفة (الأغلال) معطوفة على إصر منصوب (التي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للأغلال (كانت) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (التاء) للتأنيث، واسمه ضمير مستتر تقديره هي (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كانت. (الفاء) استئنافيّة (الذين) موصول مبنيّ مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على

_ (1) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ بمحذوف وجوبا تقديره هم، وقد قطع عن النعت للمدح أو في محلّ نصب بفعل محذوف على المدح. (2، 3) أو متعلّق ب (مكتوبا) .

الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (به) مثل الأول متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (عزّروا، نصروا، اتّبعوا) ، مثله آمنوا و (الهاء) في الفعلين مفعولان (النور) مفعول به منصوب (الذي) مثل التي (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (معه) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أنزل) ، و (الهاء) مضاف إليه (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (المفلحون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يتّبعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يجدونه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يأمرهم ... » في محلّ نصب حال من الرسول. وجملة: «ينهاهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأمرهم. وجملة: «يحلّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأمرهم. وجملة: «يحرّم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأمرهم. وجملة: «يضع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأمرهم. وجملة: «كانت عليهم» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «عزّروه» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره (المفلحون) ، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) .

الصرف:

وجملة: «نصروه» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «أنزل معه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «أولئك هم المفلحون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين آمنوا) . الصرف: (اختار) ، الألف فيه منقلبة عن ياء، وأصله اختير بفتح الياء لأن المصدر اختيار حيث عادت الياء إلى أصلها، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه افتعل. (الغافرين) ، جمع الغافر اسم فاعل من غفر الثلاثيّ وزنه فاعل. (هدنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فهو معتلّ أجوف هاد يهود بمعنى رجع وأصله هودنا، فلمّا بني الدال على السكون والتقى ساكنان حذف حرف العلّة، وزنه فلنا. (الأمّيّ) ، انظر بحثا عن تصريف هذه الكلمة في الآية (78) من سورة البقرة. (مكتوبا) ، اسم مفعول من كتب الثلاثيّ على وزن مفعول. (الخبائث) ، جمع خبيثة مؤنّث خبيث، صفة مشبّهة من فعل خبث يخبث باب كرم وزنه فعيل، ووزن الخبائث فعائل، قلبت الياء همزة لأنها مسبوقة بألف ساكنة، وهي زائدة. (الأغلال) ، جمع غلّ، اسم جامد لما يقيّد به وأستعير هنا للشدّة، وزنه فعل بكسر الفاء.

الفوائد

الفوائد - في هذه الآية إشارة صريحة إلى أن التوراة والإنجيل قد بشرا صراحة برسالة محمد صلّى الله عليه واله وسلم. ولكن اليهود كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه، لطمس تلك البشارة، وتحريف الكلم، إما بتجاوز بعض ما ورد في التوراة وإخفائه، وإما بتفسيره تفسيرا مغايرا للمقصود، وكلاهما وقع من يهود المدينة وخيبر ومن لفّ لفّهما. [سورة الأعراف (7) : آية 158] قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (يا) حرف نداء (أيّ) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا- أو عطف بيان- (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رسول) خبر إنّ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رسول) (جميعا) حال منصوبة من ضمير إليكم (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (السموات) مضاف إليه مجرور و (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة استثناء

_ (1) أو هو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف على المدح، ويجوز على ضعف أن يكون نعتا للفظ الجلالة.

(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ «1» . (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (تميت) مثل يحيي (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (النبيّ) بدل من رسول مجرور (الأميّ) نعت للنبيّ مجرور (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت ثان للنبيّ «2» ، (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (كلمات) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّبعوا) مثل آمنوا و (الهاء) ضمير مفعول به (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تهتدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي رسول ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: « (هو) الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «له ملك السموات» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا إله إلّا هو» لا محلّ لها بدل من جملة الصلة.

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من محلّ (لا إله) إذ محلّه الرفع لأنه مبتدأ في الأصل. (2) يجوز أن يقطع للمدح فيكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.

[سورة الأعراف (7) : آية 159]

وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها بدل من جملة لا إله إلّا هو. وجملة: «يميت» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الهداية والفوز بالجنّة فآمنوا ... «1» . وجملة: «يؤمن بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «اتّبعوه» معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأعراف (7) : آية 159] وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّر على الألف فهو ممنوع من الصرف (أمّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يهدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يهدون أي حال كونكم متلبّسين بالحقّ (الواو) عاطفة (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعدلون) وهو مثل يهدون. جملة: «من قوم موسى أمّة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهدون ... » في محلّ رفع نعت لأمّة.

_ (1) يجوز أن يكون الفاء عاطفا لربط المسبّب بالسبب، وأن تكون الجملة معطوفة على جملة جواب النداء: إنّي رسول اللَّه إليكم ...

الصرف:

وجملة: «يعدلون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدون. الصرف: (يهدون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يهديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت وحرّكت الدال بالضمّ- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح يهدون، وزنه يفعون. [سورة الأعراف (7) : آية 160] وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قطّعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير مفعول به (اثنتي) حال منصوبة من ضمير الغائب في (قطّعناهم) ، وعلامة النصب الياء «1» ، (عشرة) جزء عدديّ لا محلّ له «2» ، (أسباطا) بدل (من اثنتي) عشرة منصوب مثله (أمما) بدل من (أسباط) منصوب مثله- أو نعت له- (الواو) عاطفة (أوحينا) مثل قطّعنا (إلى موسى) جار ومجرور متعلّق ب (أوحينا) ، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (أوحينا) ، (استسقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الهاء) ضمير مفعول به (قوم)

_ (1) إذا ضمّن (قطّعنا) معنى صيّرنا ف (اثنتي) يكون مفعولا ثانيا. [.....] (2) أنّث لفظ (عشرة) لأنّ التمييز المحذوف مؤنّث تقديره فرقة أو أمّة.

فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (أن) حرف تفسير «1» ، (اضرب) فعل أمر، والفاعل أنت (بعصاك) جار ومجرور متعلّق ب (اضرب) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف ... و (الكاف) مضاف إليه (الحجر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (انبجس) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انبجست) ، (اثنتا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف، وحذفت النون لمشابهة التركيب للإضافة (عشرة) جزء عدديّ لا محلّ له (عينا) تمييز منصوب (قد) حرف تحقيق (علم) فعل ماض (كلّ) فاعل مرفوع (أناس) مضاف إليه مجرور (مشرب) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ظلّلنا) مثل قطّعنا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلّلنا) ، (الغمام) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنزلنا ... المنّ) مثل ظلّلنا عليهم الغمام (الواو) عاطفة (السلوى) معطوف على المنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كلوا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) مثل قطّعنا و (كم) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة «2» ، (ما) حرف ناف (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل و (نا) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- والواو اسمه (أنفس) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير مضاف

_ (1) أو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل معمول أوحينا بوساطة حرف الجرّ ... وجملة اضرب صلة الموصول الحرفيّ. (2) وهي عاطفة عند بعضهم عطفت الجملة بعدها على جملة مقدّرة أي: ظلموا بكفرهم بتلك النعم وما ظلمونا بذلك.

إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قطّعناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «استسقاه قومه» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «انبجست ... اثنتا عشرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة مستأنفة أي فضرب فانبجست. وجملة: «قد علم كلّ ... » في محلّ رفع نعت ل (اثنتا عشرة) عينا «1» . وجملة: «ظلّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قطّعناهم. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلّلنا ... وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قلنا لهم كلوا. وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي: ما رزقناكم إيّاه أو رزقناكموه. وجملة: «ما ظلمونا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمونا. وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) والرابط محذوف تقديره منها ... أو هي لا محلّ لها استئنافيّة بغير تقدير الرابط.

الفوائد

الفوائد 1- قام العلماء وقعدوا حول اعراب «أسباطا» ، ما بين البدلية والتمييز والصفة. والرأي الذي ترتاح له النفس ويخرجنا من الإشكالات والاعتراضات أن نجعل أسباطا صفة لموصوف محذوف تقديره «اثنتي عشرة فرقة أسباطا» . 2- اعراب العدد المركب من أحد عشر إلى تسعة عشر يعرب «جزءان مركبان مبنيان على الفتح الا اثني عشر فتعرب اعراب المثنى. وفي تأنيث هذه المركبات وتذكيرها، تقسم بالنسبة إلى الجزء الأول قسمين: 1- إحدى واثنتا أو ثنتا توافقان المعدود. 2- من ثلاث عشرة إلى تسع عشرة تخالف المعدود ملاحظة: العشرة مع التركيب توافق المعدود تذكيرا وتأنيثا، وفي حالة الإفراد تخالف المعدود. [سورة الأعراف (7) : الآيات 161 الى 163] وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ (162) وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (163) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ للزمن الماضي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قيل) فعل ماض مبنيّ

للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (اسكنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (القرية) بدل من اسم الإشارة منصوب (الواو) عاطفة (كلوا) مثل اسكنوا (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) ، (حيث) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (كلوا) ، (شئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (قولوا) ومثل اسكنوا (حطّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره مسألتنا أو أمرنا (الواو) عاطفة (ادخلوا) مثل اسكنوا (الباب) مفعول به منصوب (سجّدا) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (نغفر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (لكم) مثل لهم متعلّق ب (نغفر) ، (خطيئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (السين) حرف استقبال (نزيد) مضارع مرفوع.. والفاعل نحن للتعظيم (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: « (اذكر) المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اسكنوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «كلوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة اسكنوا. وجملة: «شئتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) لأنها جملة مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.. والمعربون يجعلون نائب الفاعل مقدّرا أي قيل القول، والجملة تفسيرية أو هي استئناف بيانيّ وبالتالي الجمل المعطوفة عليها.

وجملة: «قولوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة اسكنوا. وجملة: « (أمرنا) حط» ي محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة اسكنوا. وجملة: «نغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدخلوا نغفر ... وجملة: «سنزيد ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- «1» . (الفاء) عاطفة (بدّل) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (منهم) مثل منها متعلّق بمحذوف حال من فاعل ظلموا (قولا) مفعول به منصوب «2» (غير) نعت ل (قولا) منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (قيل لهم) مثل الأولى، ونائب الفاعل هو العائد (الفاء) عاطفة (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا) (رجزا) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (رجزا) ، (الباء) حرف جرّ سببيّ (ما) حرف مصدريّ (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير اسم كان (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أرسلنا) .

_ (1) انظر الآيتين (57، 58) من سورة البقرة إعرابا وصرفا. (2) والمفعول الثاني لفعل بدّل محذوف والتقدير: فبدّل الذين ظلموا منهم بالذي قيل لهم قولا غير ...

وجملة: «بدّل الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أمروا فبدّلوا. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدّل الذين ... وجملة: «كانوا يظلمون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «1» . وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا «2» . (الواو) عاطفة (اسأل) فعل أمر، والفاعل أنت و (هم) ضمير مفعول به (عن القرية) جارّ ومجرور متعلّق ب (اسأل) (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للقرية (كانت) فعل ماض ناقص ناسخ.. و (التاء) للتأنيث، واسمه ضمير مستتر تقديره هي وهو العائد (حاضرة) خبر كانت منصوب (البحر) مضاف إليه مجرور (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بحاضرة المشتق (يعدون) مثل يظلمون (في السبت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعدون) ، (إذ) مثل الأول متعلّق ب (يعدون) ، (تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به (حيتان) فاعل مرفوع، و (هم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تأتيهم) ، (سبت) مضاف إليه مجرور و (هم) مثل الأخير (شرّعا) حال منصوبة من حيتان (الواو) عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق ب (لا تأتيهم) ، (لا) حرف نفي (يسبتون) مثل يظلمون (لا) مثل الأول (تأتيهم) مثل الأولى، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الكاف)

_ (1) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول والعائد محذوف.. والجملة صلة ما. (2) انظر الآية (59) من البقرة.

الصرف:

حرف جرّ و (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نبلوهم) «1» ، وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (بما كانوا يفسقون) مثل بما كانوا يظلمون «2» . وجملة: «اسألهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة «اذكر» المقدّرة. وجملة: «كانت حاضرة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «يعدون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تأتيهم حيتانهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يسبتون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تأتيهم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتيهم. وجملة: «نبلوهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا يفسقون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (يعدون) ، مضارع عدا يعدو بمعنى اعتدى وظلم، وفيه إعلال بالحذف أصله يعدوون بضمّ الواو الأولى، ثم سكّنت لثقل الضمّة إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون. (حيتان) ، جمع الحوت، اسم جامد ذات وزنه فعل بضمّ فسكون،

_ (1) يحتمل أن يكون متعلّقا بمحذوف حال.. أي لا تأتيهم شرّعا كذلك. (2) في الآية السابقة (162) .

البلاغة

وفي (حيتان) إعلال قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وأصله حوتان بكسر فسكون، وزنه فعلان بكسر الفاء. (شرّعا) ، جمع شارع من شرع عليه إذا دنا وأشرف، اسم فاعل وزنه فاعل، وشرّع وزنه فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة زنة شرّد. البلاغة 1- حيث للمكان مثل «حين» للزمان. أكثر ما تأتي «حيث» في محل نصب ظرف مكان. وقد تأتي في محل جرّ بالإضافة مثل «لدى حيث القت إلخ» . وفي محل جرّ ب «من» و «مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ» . وقد تقع مفعولا به نحو «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ» . وندر إضافتها إلى مفرد نحو «حيث ليّ العمائم» ملاحظة: إذا اتصلت حيث ب «ما» الكافة ضمّنت معنى الشرط وجزمت فعلي الشرط «جوابه وجزؤه» وتبقى في محل نصب على الظرفية المكانية. 2- إذ: تأتي ظرفية وفجائية وتعليلية أ- الظرفية: تكون ظرفا للزمن الماضي، ومفعولا به وبدلا من المفعول به، وفي محل جرّ بإضافة اسم زمان إليها مثل «يومئذ وحينئذ» وبعد إذ هديتنا ب- الفجائية هي التي تكون بعد «بينا أو بينما» نحو استقدر الله خيرا وارضينّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير ج- التعليلية: وهي بمعنى «لأنّ» نحو قوله تعالى: «قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً» . والجمهور لا يثبتون التعليلية ولا يقولون الا بظرفيتها. فاختر لنفسك وتحقق.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 164 إلى 166]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 164 الى 166] وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (166) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) ظرف معطوف على إذ يعدون ... «1» ، (قال) فعل ماض (والتاء) للتأنيث (أمّة) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأمّة (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (تعظون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (قوما) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مهلك) خبر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (معذّبهم) مثل مهلكهم فهو معطوف عليه (عذابا) مفعول مطلق منصوب عامله معذّب (شديدا) نعت ل (عذابا) منصوب مثله (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (معذرة) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب «2» ، (إلى ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (معذرة) و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يتّقون) مثل تعظون.

_ (1) في الآية (163) السابقة. (2) أو مفعول لأجله أي وعظناهم للمعذرة، وقيل هو مفعول به لفعل محذوف أي: قالوا نطلب معذرة.

وجملة: «قالت أمّة ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «تعظون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله مهلكهم» في محلّ نصب نعت ل «قوما» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (نعتذر) معذرة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لعلّهم يتّقون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يتقون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب أنجينا، (نسوا) فعل ماض مثل قالوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ذكّروا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... والواو نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذكّروا) ، (أنجينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ينهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عن السوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهون) ، (الواو) عاطفة (أخذنا) مثل أنجينا (الذين) مثل الأول (ظلموا) مثل قالوا (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذنا) والباء للتعدية (بئيس) نعت لعذاب مجرور (بما كانوا يفسقون) مرّ إعرابها «1» . وجملة: «نسوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) في الآية السابقة (163) من هذه السورة. [.....]

وجملة: «ذكّروا به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أنجينا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ينهون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كانوا يفسقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أخذنا) «1» . (الفاء) عاطفة (لمّا عتوا) مثل لمّا نسوا ... والبناء على الضمّ مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (عتوا) بتضمينه معنى تكبّروا (نهوا) مثل ذكّروا (عنه) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نهوا) ، (قلنا) مثل أنجينا (اللام) حرف جرّ و (هم) في محلّ جرّ متعلّق ب (قلنا) ، (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون ... والواو ضمير في محلّ رفع اسم كن (قردة) خبر كونوا منصوب (خاسئين) خبر ثان منصوب وعلامة النصب الياء «2» .

_ (1) أو ب (بئيس) الصفة المشبّهة، أي شديد بسبب فسقهم. (2) يجوز أن يكون نعتا لقردة.. أو حالا من اسم كان ... وانظر الآية (65) من سورة البقرة.

الصرف:

وجملة: «عتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قلنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كونوا ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (مهلك) ، اسم فاعل من أهلك الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (معذّب) ، اسم فاعل من عذّب الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (معذرة) ، اسم مصدر من فعل اعتذر الخماسيّ، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، أو هو مصدر ميميّ لفعل عذر جاء على غير قياس، لأنّ القياس فتح الراء، والتاء المربوطة للمبالغة مثل محبّة ومودّة. (بئيس) ، صفة مشبّهة من بؤس يبؤس باب كرم وزنه فعيل، وقال أبو البقاء العكبري: يصحّ أن يكون مصدرا مثل النذير، وتقديره في الآية: بعذاب ذي بأس أي ذي شدّة. (نهوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله نهيوا بضمّ الياء مع النون، استثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الهاء.. ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح نهوا وزنه فعوا بضمّ الفاء والعين. (قردة) ، جمع قرد، اسم جامد للحيوان المعروفة وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قردة فعلة بكسر الفاء وفتح العين.

البلاغة

البلاغة المجاز: في قوله تعالى «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ» أي تركوا ما ذكرهم به صلحاؤهم، فالنسيان مجاز عن الترك، واستظهر أنه استعارة حيث شبه الترك بالنسيان بجامع عدم المبالاة، وجوز أن يكون مجازا مرسلا لعلاقة السببية. [سورة الأعراف (7) : الآيات 167 الى 169] وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (تأذّن) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم «1» ، (يبعثنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبعثنّ) ، (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبعثنّ) «2» ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (من) اسم موصول «3»

_ (1) لأن الفعل (تأذّن) جرى مجرى القسم. (2) يجوز أن يتعلّق ب (تأذّن) . (3) أو نكرة موصوفة ... والجملة بعده في محلّ نصب نعت له.

مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يسوم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو- وهو العائد- و (هم) ضمير مفعول به أوّل (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف إليه مجرور (إن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ربّ) اسم إنّ منصوب و (الكاف) مثل الأخير (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (سريع) خبر إن مرفوع (العذاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لغفور) قبل لسريع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «تأذّن ربك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يبعثّن ... » لا محلّ لها جواب قسم ... وجملة القسم وجوابه سدّ مسدّ مفعول تأذّن «1» . وجملة: «يسومهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّ ربّك لسريع ... » لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه. وجملة: «إنّه لغفور» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لسريع. (الواو) عاطفة (قطّعنا) فعل ماض مبنيّ على الكون.. و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (قطّعنا) ، (أمما) حال منصوبة من ضمير المفعول في (قطّعناهم) «2» ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الصالحون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (منهم) مثل الأول

_ (1) لأن الفعل (تأذّن) بمعنى أعلم من الأذان وهو الاعلام، فهو ملاق أفعال القلوب بالمعنى. (2) إ أضمّن (قطّعنا) معنى صيّرنا ف (أمما) مفعول ثان له.

(دون) ظرف منصوب نعت لموصوف محذوف هو المبتدأ المؤخّر أي ومنهم ناس أو قوم دون ذلك «1» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه. و (للام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الواو) عاطفة (بلونا) مثل قطّعنا و (هم) ضمير مفعول به (بالحسنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (بلونا) ، (الواو) عاطفة (السيّئات) معطوف على الحسنات مجرور (لعلّهم يرجعون) مثل لعلّهم يتّقون «2» . وجملة: «قطّعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في مجرى قصة بني إسرائيل. وجملة: «منهم الصالحون» في محلّ نصب نعت ل (أمما) . وجملة: «منهم دون ذلك» في محلّ نصب معطوفة على جملة منهم الصالحون. وجملة: «بلوناهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة قطّعناهم. وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الفاء) عاطفة (خلف) فعل ماض (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلف) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (خلف) فاعل مرفوع (ورثوا) فعل ماض وفاعله (الكتاب) مفعول به منصوب (يأخذون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عرض) مفعول به منصوب (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة

_ (1) قال الزمخشريّ: «معناه ومنهم ناس منحطّون عن الصلاح، ونحوه» ما منّا إلّا له مقام معلوم» ، يعني ما منّا أحد إلّا له مقام معلوم يعني في كونه حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ... » اه. (2) في الآية (164) من هذه السورة.

مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الأدنى) بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة «1» ، (يقولون) مثل يأخذون (السين) حرف استقبال (يغفر) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل محذوف يفهم من سياق الكلام والتقدير ما فعلناه (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يأت) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به (عرض) فاعل مرفوع (مثل) نعت لعرض مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يأخذوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يؤخذ) مضارع مبني للمجهول مجزوم (عليهم) مثل الأول متعلّق ب (يؤخذ) (ميثاق) نائب الفاعل مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدري ونصب (لا) حرف نفي (يقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقولوا) ، (إلّا) أداة حصر (الحقّ) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ألا يقولوا) في محلّ رفع بدل من ميثاق أو عطف بيان «2» .

_ (1) أو حاليّة، والجملة بعدها في محلّ نصب حال. (2) ويجوز أن يكون مجرورا بلام التعليل- على رأي الزمخشريّ- قال: «ومعناه لئلّا يقولوا على الله إلّا الحقّ ... » وقد فسّر ميثاق الكتاب بقوله: في التوراة من ارتكب ذنبا عظيما فإنّه لا يغفر له إلّا بالتوبة، هذا ويجوز أن يكون (أن) حرف تفسير يفسّر ميثاق الكتاب لأنه بمعنى القول و (لا) حرف نهي. والفعل مجزوم بحرف النهي.. والجملة لا محلّ لها تفسيريّة، ولذلك رسمت في المصحف (أن لا) منفصلة ويجوز في (الحقّ) أن يكون منصوبا على المصدر أي القول الحقّ.

(الواو) عاطفة (درسوا) مثل ورثوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) استئنافيّة (الدار) مبتدأ مرفوع (الآخرة) نعت للدار مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (يتّقون) مثل يأخذون (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية (تعقلون) مثل يأخذون. وجملة: «خلف ... خلف» لا محلّ لها معطوفة على جملة قطّعناهم. وجملة: «ورثوا ... » في محلّ رفع نعت لخلف. وجملة: «يأخذون ... » في محلّ نصب حال من فاعل ورثوا «1» . وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأخذون. وجملة: «سيغفر لنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يأتهم عرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «يأخذوه» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لم يؤخذ ... ميثاق» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «درسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤخذ «3» ، أي: ألم يؤخذ عليهم الميثاق في الكتاب ودرسوا ما جاء فيه، فلم كذّبوا على الله؟

_ (1) أو لا محلّ لها مقطوعة على الاستئناف. (2) الزمخشريّ يجعل الواو قبل الجملة حاليّة والجملة مقتصرة على الحال. (3) جعل العكبريّ هذه الجملة معطوفة على جملة ورثوا، وجملة يؤخذ اعتراضية. [.....]

الصرف:

وجملة: «الدار الآخرة خير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتّقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تعقلون. الصرف: (خلف) ، اسم جمع بمعنى القرن بعد القرن، وزنه فعل بفتح فسكون، وأكثر ما يستعمل في الشرّ إذا جاءت اللام ساكنة، وفي الخير إذا جاءت اللام مفتوحة. الفوائد 1- «دون» نقيض «فوق» وهو ظرف مكان منصوب يقال «هذا دونك» في التحقير والتقريب، فهو من جهة يكون ظرفا فينصب ومن جهة ثانية يكون اسما فيدخل حرف الجرّ عليه، وتكون «دون» بمعنى أمام وبمعنى وراء وبمعنى فوق فهي من الأضداد. فمن معنى وراء قولهم «أمير على مادون الفرات» أي وراءه، وتكون بمعنى «غير» نحو قوله تعالى: «إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ» أي غير الله. وقوله «وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ» . وتتصل بها كاف الخطاب فتصبح اسم فعل أمر مثل دونك الكتاب أي خذه، وفاعله أنت، والكاف للخطاب والكتاب مفعول به. وللبحث تتمة عند ما نتعرض لأسماء الأفعال. [سورة الأعراف (7) : آية 170] وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (يمسّكون) مثل يأخذون «1» (بالكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمسّكون) ، (الواو) عاطفة (أقاموا) مثل ورثوا «2» ، (الصلاة) مفعول به منصوب (إنا) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- واسمه (لا) نافية (نضيع) مضارع مرفوع والفاعل نحن للتعظيم (أجر) مفعول به منصوب (المصلحين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «الذين يمسّكون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمسّكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إنّا لا نضيع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وقد وضع الظاهر موضع الضمير أي عوضا من (لا نضيع أجرهم) .. فتمّ الربط بلفظ المصلحين. وجملة: «لا نضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الأعراف (7) : آية 171] وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (نتقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) فاعل للتعظيم (الجبل) مفعول به منصوب (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نتقنا) بتضمينه معنى رفعنا و (هم) ضمير مضاف إليه (كأنّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1، 2) في الآية السابقة (169) .

للتشبيه- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم كأنّ (ظلّة) خبر مرفوع (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ظنّوا) مثل ورثوا «1» ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير اسم أنّ (واقع) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (واقع) . والمصدر المؤوّل (أنّه واقع بهم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ ظنّ. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل نتقنا و (كم) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور حال من ضمير الخطاب أي مجدّين أو مجتهدين (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل خذوا (ما) مثل الأول (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (لعلّ) للترجّي حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير اسم لعلّ (تتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «نتقنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «كأنّه ظلّة» في محلّ نصب حال من الجبل. وجملة: «ظنّوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نتقنا «2» . وجملة: «خذوا» في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي وقلنا خذوا وجملة القول معطوفة على جملة نتقنا. وجملة: «آتيناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) في الآية (169) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون الجملة حالا من الجبل بتقدير (قد) . كما يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «اذكروا» في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا. وجملة: «لعلّكم تتّقون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (ظلّة) ، اسم جامد ذات، وزنه فعله بضمّ فسكون، والجمع ظلل وظلال، وهو كلّ ما أظلّك. (واقع) ، اسم فاعل من وقع الثلاثيّ وزنه فاعل. البلاغة 1- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ» أي غمامة أو سقيفة، وفسرت بذلك مع أنها كل ما علا وأظل لأجل حرف التشبيه، وفائدة هذا التشبيه هنا إخراج ما لم تجربه العادة إلى ما جرت به العادة. 2- الكناية: في قوله تعالى «خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ» أي اعملوا به ولا تتركوه كالمنسي وهو كناية عن ذلك أو مجاز. [سورة الأعراف (7) : آية 172] وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (172) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ أخذ ربّك) مثل إذ تأذّن ربّك «1» ، (من بني) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) وعلامة الجر الياء (آدم) مضاف إليه

_ (1) في الآية (167) من هذه السورة.

مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (من ظهور) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) لأنه بدل من المجرور الأول بإعادة الجارّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذرّيّة) مفعول به منصوب و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أشهد) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشهد) ، و (هم) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (لست) فعل ماض جامد ناقص- ناسخ- و (التاء) ضمير اسم ليس (الباء) حرف جرّ زائد (ربّ) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس و (كم) ضمير مضاف إليه، (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (بلى) حرف لإيجاب النفي (شهدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (وتقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقولوا) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (إنّا) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (غافلين) وهو خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أن تقولوا) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تقولوا. جملة: «أخذ ربك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أشهدهم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذ ربّك ... وجملة: «ألست بربّكم» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قال: ألست بربّكم «1» .

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها على تقدير أشهدهم معنى سألهم.

[سورة الأعراف (7) : آية 173]

وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «بلى (أنت ربّنا) المقدرة..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «شهدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... إمّا في حيّز القول السابق أي قول الذرّية، وإمّا يعود إلى قول الملائكة. وجملة: «تقولوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ... غافلين» في محلّ رفع خبر إنّا. [سورة الأعراف (7) : آية 173] أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) الإعراب: (أو) حرف عطف (تقولوا) مثل السابق «1» فهو معطوف عليه (إنما) كافّة ومكفوفة (أشرك) فعل ماض (آباء) فاعل مرفوع (نا) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أشرك) (الواو) عاطفة (كنّا) مثل السابق «2» ، (ذريّة) خبر منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لذرّيّة و (هم) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، وهي متأخّرة من تقديم (تهلك) مضارع مرفوع و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ للسبب (ما) حرف مصدري (فعل المبطلون) فعل ماض وفاعله وعلامة رفعه الواو. جملة: «تقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقولوا «3» .

_ (1، 2، 3) في الآية السابقة (172) .

الصرف:

وجملة: «أشرك آباؤنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ذرّيّة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أشرك آباؤنا. وجملة: «تهلكنا ... » جواب شرط مقدّر أي فإن أخطأنا من بعدهم فهل تهلكنا ... وجملة الشرط وجوابه معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «فعل المبطلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما فعل المبطلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تهلكنا) . الصرف: (المبطلون) ، جمع المبطل، اسم فاعل من أبطل الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الأعراف (7) : آية 174] وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل «2» ، (نفصّل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (لعلّهم يرجعون) مثل لعلّكم تتّقون «3» . جملة: «نفصّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تفصيلا مثل ذلك. (2) أي نفصّل الآيات تفصيلا كذلك التفصيل السابق. (3) في الآية (171) من هذه السورة.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 175 إلى 176]

وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استئنافيّة تعليليّة مقدّرة أي لعلّهم يتدبّروها ولعلّهم يرجعون. وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأعراف (7) : الآيات 175 الى 176] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اتل) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اتل) ، (نبأ) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) ضمير فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل) آيات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (انسلخ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انسلخ) ، (فأتبع) مثل فانسلخ و (الهاء) ضمير مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (كان) فأفعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الغاوين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «انسلخ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أتبعه الشيطان) لا محلّ لها معطوفة على جملة انسلخ. وجملة: «كان من الغاوين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعه الشيطان. (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شئنا) مثل آتينا (اللام) واقعة في جواب لو (رفعناه) مثل آتيناه (بها) مثل منها متعلّق ب (رفعنا) ، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم لكنّ (اخلد) مثل انسلخ (إلى الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخلد) ، (الواو) عاطفة (اتّبع) مثل نسلخ (هوى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (مثل) مبتدأ مرفوع و (الهاء) مثل الأخير (الكاف) حرف جرّ «1» ، (مثل) مجرور بالكاف متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الكلب) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (تحمل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل أنت (عليه) مثل عليهم متعلّق ب (تحمل) ، (يلهث) مثل تحمل جواب الشرط (أو) حرف عطف (تتركه يلهث) مثل تحمل ... يلهث، و (الهاء) مفعول به (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، والاشارة إلى المثل (مثل) خبر مرفوع (القوم) مضاف إليه مجرور (الذين) موصول في

_ (1) يجوز أن يكون زائدا، و (مثل) مجرور لفظا مرفوع محلّا خبر المبتدأ مثله.

محلّ جرّ نعت للقوم (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق به (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اقصص) ، فعل أمر، والفاعل أنت (القصص) مفعول به منصوب (لعلّهم يتفكّرون) مثل لعلّكم تتّقون «1» . وجملة: «لو شئنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من الغاوين. وجملة: «رفعناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لكنّه أخلد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شئنا. وجملة: «أخلد ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «اتّبع ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلد. وجملة: «مثله كمثل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلد «2» . وجملة: «إن تحمل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .

_ (1) في الآية (171) من هذه السورة. (2) على رأي الزمخشريّ قال: « ... كان حقّ الكلام أن يقال ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض فحططناه ووضعنا منزلته، فوقع قوله: فمثله كمثل الكلب موضع فحططناه أبلغ حطّ ... » اه. (3) وهي عند الزمخشريّ وأبي البقاء العكبريّ حال من الكلب، ورفض ذلك أبو حيّان قال: « ... أمّا الشرطيّة فلا تكاد تقع بتمامها موضع الحال فلا يقال جاءني زيد إن يسأل يعط على الحال، بل لو أريد ذلك لجعلت الشرطيّة خبرا عن ضمير ما أريد الحال عنه نحو جاء زيد هو إن يسأل يعط، فيكون الواقع موقع الحال هو الاسميّة لا الشرطيّة نعم قد أوقعوا الجمل المصدّرة بحرف الشرط موقع الحال ولكن بعد ما أخرجوها عن حقيقة الشرط ... كأن يتحول إلى معنى التسوية نحو أتيتك وإن لم تأتي فلو تركت الواو لا تلبس بالشرط حقيقة ... » اه.

الصرف:

وجملة: «يلهث» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تتركه» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل. وجملة: «يلهث (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على يلهث (الأولى) «1» . وجملة: «ذلك مثل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اقصص ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا أردت وعظ القوم فاقصص.. وجملة: «لعلّهم يتفكرون» في محلّ نصب حال من فاعل اقصص.. أي مترجّيا تفكّرهم.. أو لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «يتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الغاوين) ، جمع الغاوي، اسم فاعل من غوى الثلاثيّ وزنه فاعل، وفي الغاوي إعلال بالحذف أصله الغاويين، بياءين، جاءت الياء ساكنة قبل الياء علامة الجرّ، حذفت الأولى لالتقاء الساكنين- وكذا شأن المنقوص في الجمع- وزنه الفاعين. (القصص) ، مصدر بمعنى اسم المفعول، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة التشبيه التمثيلي: في الآية الكريمة فقد شبه حال من أعطى شيئا فلم يقبله بالكلب- في الخسة والضعة- الذي إن حملت عليه نبح وولى ذاهبا، وإن تركته

_ (1) أو هي جواب شرط ثان غير مقترنة بالفاء. [.....]

[سورة الأعراف (7) : آية 177]

شدّ عليك ونبح، فهو يعطي الجد والجهد من نفسه في كل حالة من الحالات، وذلك أن سائر الحيوان لا يكون منه اللهث، إلا إذا هيج منه وحرّك، وإلا لم يلهث أما الكلب فهو ذليل دائم الذلة لاهث في الحالتين. [سورة الأعراف (7) : آية 177] ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (177) الإعراب: (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو وقد جاء مميّزا بكلمة (مثلا) وهو تمييز منصوب (القوم) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو، وذلك على حذف مضاف أي مثل القوم «1» ، (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للقوم (كذّبوا بآياتنا) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (أنفس) مفعول به مقدّم منصوب عامله يظلمون و (هم) ضمير مضاف إليه (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «ساء مثلا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول «3» .

_ (1) يجوز أن يكون (القوم) مبتدأ مؤخّر- على حذف مضاف أيضا- خبره الجملة قبله. (2) في الآية (176) السابقة. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

الفوائد

وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد كل فعل ثلاثي صالح للتعجب منه يجوز استعماله على وزن «فَعُلَ» بضم العين مثل قوله تعالى: «ساءَ مَثَلًا ظرف وشرف وفهم وضرب، لإفادة المدح أو الذم، فيجري حينئذ مجرى «نعم وبئس» في حكم الفاعل والمخصوص في المدح أو الذم. كقولك: فهم الرجل علي، وخبث الرجل عمرو. ومنه: ساءَتْ مُرْتَفَقاً، وساءَ مَثَلًا «الآية» . وفيه تفصيل لمن يبغي الفائدة. [سورة الأعراف (7) : آية 178] مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (178) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يهد) مضارع مجزوم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (المهتدي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الواو) عاطفة (من يضلل) مثل من يهد، والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الخاسرون) خبر أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يهد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو المهتدي» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره الخاسرون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

الصرف:

وجملة: «يضلل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أولئك ... الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (المهتدي) ، اسم فاعل من (اهتدى) الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين «1» . [سورة الأعراف (7) : آية 179] وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (179) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ذرأنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (لجهنّم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذرأنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (كثيرا) مفعول به منصوب (من الجنّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (الواو) عاطفة (الإنس) معطوف على الجنّ مجرور (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (قلوب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (لا) نافية (يفقهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفقهون) ، (الواو) عاطفة (لهم أعين لا يبصرون بها) مثل لهم قلوب ... (الواو) عاطفة (لهم آذان لا يسمعون بها) مثل لهم قلوب.. (أولئك) مثل السابق «2» ،، (كالأنعام) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) وانظر الآية (16) من سورة البقرة. (2) في الآية السابقة (178) .

البلاغة

بمحذوف خبر أولئك (بل) حرف إضراب وابتداء (هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (أضلّ) خبر مرفوع (أولئك هم الغافلون) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة: «ذرأنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «لهم قلوب ... » في محلّ نصب حال من (كثيرا) «2» . وجملة: «لا يفقهون بها» في محلّ رفع نعت لقلوب. وجملة: «لهم أعين» في محلّ نصب معطوفة على جملة لهم قلوب. وجملة: «لا يبصرون بها» في محلّ رفع نعت لأعين. وجملة: «لهم آذان» في محلّ نصب معطوفة على جملة لهم قلوب. وجملة: «لا يسمعون بها» في محلّ رفع نعت لآذان. وجملة: «أولئك كالأنعام» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم أضل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أولئك ... الغافلون» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة التشبيه التمثيلي: في الآية الكريمة، حيث شبه اليهود في عظم ما أقدموا عليه من تكذيب رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، مع علمهم أنه النبي الموعود، بمثابة الكثير الذين لا يكاد الإيمان يتأتى منهم، كأنهم خلقوا للنار. ثم شبههم بالأنعام بل بما هو دون الأنعام ارتكاسا وسفها وتدنيا في مهابط الرذيلة.

_ (1) في الآية السابقة (178) . (2) الذي سوّغ جعلها حالا من النكرة كون النكرة موصوفة ... ويجوز في الجملة أن تكون في محلّ نصب نعت ثان ل (كثيرا) .

الفوائد

الفوائد 1- «لا» تأتي في العربية على أنواع عدّة وهي: «لا» الحجازية، كقول النابغة: وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا ... سواها ولا عن حبها متراخيا «لا» حرف جواب، وهي لنفي الجواب، نحو هل جاء فلان؟ فتقول: لا «لا» الزائدة، وتفيد التوكيد، نحو «لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ» «لا» العاطفة، لإخراج الثاني مما دخل فيه الأول، نحو هذا بلد خصب لا جدب. «لا النافية للجنس» وفيها بحث مطوّل. «لا النافية» وتنفي المضارع والماضي والحال. «لا الناهية» وهي للطلب، سواء أكان نهيا أو دعاء، فالأول: يا بنيّ لا تشرك بالله، والثاني: ربنا لا تؤاخذنا ... وهي من جوازم الفعل المضارع. [سورة الأعراف (7) : آية 180] وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (180) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الأسماء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الحسنى) نعت للأسماء مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ادعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ادعوه) ، (الواو) عاطفة (ذروا) مثل ادعوا (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يلحدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (في أسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلحدون) ، و (الهاء) مضاف إليه (السين)

[سورة الأعراف (7) : آية 181]

حرف استقبال (يجزون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كانوا ... (كانوا) فعل ماض ناقص، واسمه (يعملون) مثل يلحدون. وجملة: «لله الأسماء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادعوه بها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . وجملة: «ذروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوه. وجملة: «يلحدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سيجزون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي يعملونه. وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الأعراف (7) : آية 181] وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «2» (خلقنا) فعل ماض وفاعله (أمّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يهدون) مضارع مرفوع والواو فاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يهدون (الواو) عاطفة (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعدلون) ويعرب مثل يهدون.

_ (1) يجوز أن تكون جواب شرط مقدّر أي: إذا دعوتموه فادعوه بها. (2) أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 182 إلى 183]

جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) «1» . وجملة: «ممن خلقنا أمّة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهدون» في محلّ رفع نعت لأمّة. وجملة: «يعدلون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدون. [سورة الأعراف (7) : الآيات 182 الى 183] وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (السين) حرف استقبال (نستدرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نستدرج) ، (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «الذين كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سنستدرجهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «لا يعلمون» في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (أملي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّر على الياء، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت ل (من) .

[سورة الأعراف (7) : الآيات 184 إلى 185]

متعلّق ب (أملي) ، (إنّ) حرف مشبهة بالفعل- ناسخ- (كيدي) اسم إن منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) في محلّ جرّ مضاف إليه (متين) خبر إنّ مرفوع. وجملة: «أملي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنستدرجهم. وجملة: «إن كيدي متين» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة الأعراف (7) : الآيات 184 الى 185] أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يتفكّروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (ما) حرف نفي «1» ، (بصاحب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (جنّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) حرف نفي (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) اداة حصر (نذير) خبر مرفوع (مبين) نعت لنذير مرفوع. جملة: «يتفكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة. وجملة: «ما بصاحبهم من جنّة» في محلّ نصب مفعول به لفعل

_ (1) أجاز بعضهم أن تكون استفهاميّة مبتدأ، والجارّ (بصاحبهم) متعلّق بالخبر، و (من جنّة) حال.

التفكّر المعلّق بالنفي.. وقيل هي مقيّدة بالجارّ يقال: تفكّر بالشيء. وجملة: «إن هو إلّا نذير» لا محلّ لها استئناف بياني. (أو لم ينظروا) مثل أو لم يتفكّروا (في ملكوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينظروا) ، (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوفة على السموات مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على ملكوت (خلق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة مرفوع (من شيء) جارّ ومجرور تمييز (ما) «1» ، (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (عسى) فعل ماض تام (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب، واسمه ضمير الشأن محذوف «2» ، (قد) حرف تحقيق (اقترب) فعل ماض (أجل) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن عسى ... ) من المخفّفة واسمها وخبرها في محلّ جرّ معطوف على ملكوت أي في أنّه عسى كونه اقترب ... والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ رفع فاعل عسى. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الباء) حرف جرّ (أيّ) اسم استفهام مجرور بالباء متعلّق ب (يؤمنون) ، (حديث) مضاف إليه مجرور (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يؤمنون) على حذف مضاف أي بعد خبره أو نزوله (الهاء) ضمير مضاف إليه يعود إلى القرآن أو الرسول (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. وجملة: «لم ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يتفكّروا.

_ (1) أو حال من العائد المحذوف. (2) أو هو أجلهم، وفاعل اقترب ضمير يعود على أجلهم من باب التنازع. [.....]

الصرف:

وجملة: «خلق الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة «1» . وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «اقترب أجلهم) في محلّ نصب خبر يكون. وجملة: «يؤمنون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم يؤمنون ... والجملة الاسميّة لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا لم يؤمنوا بما يدخلهم الجنّة. أو بهذا الحديث- فبأيّ حديث يؤمنون. الصرف: (جنّة) ، مصدر من جنّ- بالبناء للمجهول- أو هو الاسم منه، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. الفوائد - اهتم النحاة بتفصيل معاني «الباء» التي هي حرف جر وذكروا لها من المعاني ثلاثة عشر معنى. وقد مضى تفصيلها فيما مرّ معنا من هذا الكتاب، فعاود تذكرها، ففي الإعادة إفادة ... ! [سورة الأعراف (7) : آية 186] مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك

_ (1) وردت الجملة خبرا وهي إنشاء غير طلبيّ، ويرى أبو حيّان أن هذه مثل قوله تعالى: وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها [النور- 9] في قراءة (أن) مخفّفة بعدها فعل ... فجملة غضب دعاء وهي إنشاء غير طلبيّ، وقد جاز مجيئها خبرا مجيء (أن) مخفّفة.

[سورة الأعراف (7) : آية 187]

بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (هادي) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) حرف استئناف (يذر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (في طغيان) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يعمهون و (هم) ضمير مضاف إليه (يعمهون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا هادي له» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يذرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعمهون» في محلّ نصب حال من مفعول (يذرهم) «1» . [سورة الأعراف (7) : آية 187] يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187) الإعراب: (يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن الساعة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يسألونك (أيّان) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرسى) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه (قل) فعل

_ (1) أو مفعول به ثان إذا جعل (نذرهم) من أفعال التحويل أي نصيّرهم عمهين في طغيانهم.

أمر، والفاعل أنت (إنما) كافّة ومكفوفة (علم) مبتدأ مرفوع و (ها) مثل الأخير (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ربّ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (لا) حرف نفي (يجلّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (ها) ضمير مفعول به (لوقت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجلّيها) و (ها) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ثقلت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ثقلت) ، (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (لا تأتي) مثل لا يجلّي، والفاعل هي و (كم) ضمير مفعول به (إلّا) مثل الأولى (بغتة) مصدر في موضع الحال منصوب «1» (يسألونك) مثل الأولى (كأنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم كأن (حفيّ) خبر مرفوع (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حفيّ) فهو مشتقّ (قل إنما علمها عند الله) مثل الأولى (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) حرف نفي (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أيّان مرساها» في محلّ جرّ بدل من الساعة «2» .

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأن معنى تأتيكم هو تبغتكم. (2) قال أبو حيّان: « ... والبدل على نيّة تكرار العامل ... ولمّا علّق الفعل بالاستفهام- وهو يتعدّى ب (عن) - صارت الجملة في موضع نصب على إسقاط حرف الجرّ، فهو بدل في الجملة على موضع (عن الساعة) لأن موضع المجرور النصب» اه.... وأبو البقاء يجعلها في موضع جرّ ... وهذا ينسجم مع الصنعة النحويّة وعلى ذلك أعربت أعلاه.

الصرف:

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «علمها عند ربّي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا يجلّيها.. إلّا هو» في محلّ نصب بدل من جملة علمها عند ربّي. وجملة: «ثقلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تأتيكم إلّا بغتة» لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما قبلها. وجملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كأنّك حفيّ عنها» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (يسألونك) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد للجملة السابقة. وجملة: «علمها عند الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لكنّ أكثر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «1» . وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ. الصرف: (مرساها) ، مصدر ميميّ من فعل أرسى الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (وقتها) ، ظرف للزمن وزنه فعل بفتح فسكون. (حفيّ) ، صفة مشبهة من فعل حفي يحفي باب فرح، وزنه فعيل أدغمت الياء الزائدة مع لام الكلمة وفعيل هنا بمعنى فاعل، وقد يكون

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

البلاغة

بمعنى مفعول أي مخفيّ زنة مرميّ. البلاغة 1- التكرير: في قوله تعالى «يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها» وفي هذا النوع من التكرير نكتة لا توجد إلا في الكتاب العزيز وهو أجل من أن يشارك فيها، وذاك أن المعهود في أمثال هذا التكرير أن الكلام إذا بني على مقصد، واعترض في أثنائه عارض، فأريد الرجوع لتتميم المقصد الأول وقد بعد عهده، طريّ بذكر المقصد الأول لتتصل نهايته ببدايته، وقد تقدم لذلك في الكتاب العزيز أمثال، وسيأتي. وهذا منها، فإنه لما ابتدأ الكلام بقوله: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها» ثم اعترض ذكر الجواب المضمن في قوله «قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي» إلى قوله «بَغْتَةً» أريد تتميم سؤالهم عنها بوجه من الإنكار عليهم، وهو المضمن في قوله «كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها» وهو شديد التعلق بالسؤال، وقد بعد عهده فطرّي ذكره تطرية عامة، ولا نراه أبدا يطري إلا بنوع من الإجمال، كالتذكرة للأول، مستغنيا عن تفصيله بما تقدم، فمن ثم قيل (يسألونك) ولم يذكر المسؤول عنه وهو الساعة، اكتفاء بما تقدم. فلما كرر السؤال لهذه الفائدة كرر الجواب أيضا مجملا فقال: «قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ» . ويلاحظ هذا في تلخيص الكلام بعد بسطه. 2- التشبيه: في قوله تعالى «يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها» أي يسألونك، مشبها حالك عندهم، بحال من هو حفي عنها، أي مبالغ في العلم بها. الفوائد - أيّان: تكون اسم استفهام، وتكون اسم شرط. وسواء كانت هذه أم هذه فقد اختلف بالمحققون في أصلها، فقيل إنها مشتقة من «أي» على وزن «فعلان» ، وقال آخرون إن أصلها مركبة من «أي وآن» و «أي» لها معنى الشرط، و «آن» فيها معنى «الحين» ، وبعد التركيب أصبحت اسما واحدا يحمل معنى الشرط

[سورة الأعراف (7) : آية 188]

ومختص بالزمان المستقبل. وبناؤه على الفتح. وكثيرا ما تلحقها «ما» الزائدة فتفيدها معنى التوكيد كقول الشاعر: إذا النعجة الأدماء باتت بقفرة ... فأيّان ما تعدل به الريح تنزل [سورة الأعراف (7) : آية 188] قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الإعراب: (قل) مثل السابق (لا) حرف نفي (أملك) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (لنفس) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أملك- أو بحال من (نفعا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (نفعا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ضرّا) معطوف على (نفعا) منصوب (إلّا) حرف استثناء (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و (التاء) ضمير اسم كان (أعلم) مثل أملك (الغيب) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب لو (استكثرت) فعل ماض وفاعله (من الخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (استكثرت) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (مسّني) فعل ماض.. و (نون) الوقاية و (ياء) المتكلّم مفعول به (السوء) فاعل مرفوع (إنّ) حرف نفي (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (نذير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (بشير) معطوف على نذير مرفوع

_ (1) أو نكرة موصوفة، في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 189 إلى 190]

(لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ببشير (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا أملك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كنت أعلم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا أملك. وجملة: «أعلم ... » في محلّ نصب خبر كنت. وجملة: «استكثرت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما مسّني السوء» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «إن أنا إلّا نذير» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يؤمنون» في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة الأعراف (7) : الآيات 189 الى 190] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (خلق) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو، ضمير مستتر (من نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب

(خلقكم) ، (واحدة) نعت لنفس مجرور (الواو) عاطفة (جعل) مثل خلق (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (زوج) مفعول به منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (اللام) للتعليل (يسكن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (إليها) مثل منها متعلّق ب (يسكن) بتضمينه معنى يأوي. والمصدر المؤوّل (أن يسكن) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) . (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب حملت (تغشّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (حملت) فعل ماض.. و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (حملا) مفعول مطلق منصوب «1» ، (خفيفا) نعت منصوب (الفاء) عاطفة (مرّت) مثل حملت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مرّت) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) مثل الأول (أثقلت) مثل حملت (دعوا) فعل ماض ... و (الألف ضمير في محلّ رفع فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) بدل من لفظ الجلالة أو نعت له منصوب و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (آتيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (التاء) ضمير فاعل و (نا) ضمير مفعول به أوّل (صالحا) مفعول به ثان منصوب «2» ، (اللام) لام القسم (نكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في

_ (1) أو مفعول به بمعنى الجنين المحمول. (2) وهو نعت عن منعوت محذوف أي ولدا صالحا أو بشرا سويّا.

محلّ رفع ... والنون نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يسكن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تغشّاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حملت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «مرّت به» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «أثقلت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط (الثاني) . وجملة: «إن آتيتنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسير للدعاء.. وجملة القسم المحذوفة في محلّ نصب حال من فاعل دعوا، أي دعوا الله مقسمين لئن. وجملة: «نكوننّ من الشاكرين» لا محلّ لها جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. (الفاء) عاطفة (لمّا آتاهما) مثل لمّا تغشّاها (صالحا) مثل الأول (جعلا) فعل ماض.. و (الألف) ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان لفعل جعلا ... (شركاء) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين لأنه

الصرف:

ملحق بالمؤنث المنتهي بألف التأنيث الممدودة على وزن فعلاء (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشركاء (آتاهما) مثل الأول. (الفاء) استئنافيّة (تعالى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ (ما) مثل الأول، والجارّ متعلّق ب (تعالى) ، (يشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «آتاهما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جعلا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آتاهما (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. الصرف: (حملا) ، مصدر يحمل باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وللفعل مصدر آخر هو حملان بضمّ الحاء، و (حملا) قد يكون اسما لما تحمله الأنثى في بطنها. (خفيفا) ، صفة مشبّهة من فعل خفّ يخفّ باب ضرب، وزنه فعيل. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «فَلَمَّا تَغَشَّاها» فالكلام كناية عن الجماع، أي فلما جامعها. والتغشي منسوب إلى الذكر، وفيه إيماء إلى أن تكثير النوع علة المؤانسة، كما أن الوحدة علة الوحشة. الفوائد - لمّا: حرف شرط موضوع للدلالة على وجود شيء لوجود غيره. وقد مرّ معنا بحثها مفصلا، فراجعه في مظانّه.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 191 إلى 193]

[سورة الأعراف (7) : الآيات 191 الى 193] أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (193) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (يشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (يخلق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يخلقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. جملة: «يشركون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هم يخلقون» في محلّ نصب حال من فاعل يخلق «2» . وجملة: «يخلقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (لا) نافية (يستطيعون) مثل يشركون (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (نصرا) وهو مفعول به منصوب (ولا) مثل الأول (أنفس) مفعول به مقدّم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (ينصرون) مثل يشركون.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت له. (2) ويعود على (ما) الدالّة على الأصنام وعبّر عنها بضمير ما يعقل لما يلزم العقل لها بزعمهم بأنّها آلهة، وكذلك الأمر في الآية التالية.

وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون. وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون أو جملة لا يستطيعون. (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تدعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (إلى الهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدعوهم) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لا) نافية (يتّبعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (سواء) خبر مقدّم مرفوع (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بسواء (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (دعوتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائد حرف إشباع حركة الميم قبله و (هم) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أدعوتموهم) في محلّ رفع مبتدأ. (أم) حرف عطف معادل للهمزة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (صامتون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «تدعوهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون. وجملة: «لا يتّبعوكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «سواء عليكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما قبلها. وجملة: «دعوتموهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

الصرف:

وجملة: «أنتم صامتون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ «1» . الصرف: (صامتون) ، جمع صامت، اسم فاعل من صمت الثلاثيّ، وزنه فاعل. الفوائد 1- قوله تعالى: أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ؟ الهمزة للاستنكار، وكان هذا المعنى مسار الجدل بين الفلاسفة الملاحدة واللاهوتيين. وقد استدل الآخرون على وجوده تعالى بقولهم: لم يستطع العلم والعلماء حتى اليوم أن يعرفوا حقيقة ذبابه فضلا عن أن يخلقوها..! [سورة الأعراف (7) : آية 194] إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (194) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (تدعون) مضارع مرفوع- والواو فاعل (من دون) جار ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف أي تدعونهم متميّزين عن الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (عباد) خبر إنّ مرفوع (أمثال) نعت لعباد مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «2» ، (ادعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..

_ (1) هذه الجملة الاسميّة في قوة الجملة الفعلية بتقدير أم صمتّم، وتقدير العطف: سواء عليكم دعاؤكم أم صمتكم. (2) أو هي رابطة لجواب شرط مقدّر من مضمون الشرط الآتي أي إن كنتم صادقين في ما تدّعون ... فادعوهم

[سورة الأعراف (7) : آية 195]

والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (اللام) لام الأمر (يستجيبوا) مضارع مجزوم ... والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا) ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «إنّ الذين تدعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ادعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة للربط بين المسبّب والسبب. وجملة: «يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوهم. وجملة: «إن كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم صادقين في ألوهيتها فادعوها. [سورة الأعراف (7) : آية 195] أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (195) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الانكاريّ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أرجل) مبتدأ مرفوع (يمشون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يمشون) ، (أم) هي المنقطعة، وتفيد الإضراب (لهم أيد

يبطشون بها) مثل لهم أرجل يمشون بها، وعلامة الرفع في أيد الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتنوين فهو اسم منقوص (أم لهم ... يسمعون بها) مثل أم لهم أيد ... و (أم) في المواضع الثلاثة بمعنى بل والهمزة للإضراب الانتقاليّ. وجملة: «لهم أرجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمشون بها» في محلّ رفع نعت لأجل. وجملة: «لهم أيد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبطشون بها» في محلّ رفع نعت لأيد. وجملة: «لهم أعين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبصرون بها» في محلّ رفع نعت لأعين. وجملة: «لهم آذان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسمعون بها» في محلّ رفع نعت لآذان. (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ادعوا) مثل المتقدّم «1» ، (شركاء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (كيدوا) مثل ادعوا «2» ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الفاء) حرف عطف (لا) ناهية جازمة (تنظروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة ضمير مفعول به. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1، 2) في الآية السابقة (194) .

الصرف:

وجملة: «كيدون» في محلّ نصب معطوفة على جملة ادعوا. وجملة: «لا تنظرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة كيدون. الصرف: «يمشون» ، فيه إعلال بالحذف أصله يمشيون- بضم الياء الثانية- استثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى الشين وسكّنت الياء، فالتقى ساكنان: الياء والواو، فحذفت الياء فأصبح يمشون، وزنه يفعون. (أيد) ، جمع يد، أصله أيدي، حذفت الياء لمناسبة التنوين لأنه اسم منقوص وزنه أفع.. والتنوين هنا هو تنوين عوض لا تنوين تمكين. البلاغة 1- في قوله تعالى (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) إلى قوله: «فَلا تُنْظِرُونِ) فن بديعي معروف باسم «نفي الشيء بإيجابه» ، وهو أن يثبت المتكلم شيئا في ظاهر كلامه، بشرط أن يكون المثبت مستعارا، ثم ينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي حقيقة في باطن الكلام، هو الذي أثبته لا الذي نفاه، وفي الآيات المتقدمة يقتضي نفي الإلهية جملة عمن يبصر ويسمع من الآلهة المتخذة من دون الله تعالى، فكيف من لا يسمع ولا يبصر منها. الفوائد 1- عطف النسق: هو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف. وأقسامه ثلاثة: أ- العطف على اللفظ ب- العطف على المحل ج- العطف على التوهم 2- حروف العطف «أحد عشر وهي: الواو والفاء ثم حتى أم أو لكن بل لا لا يكون ليس» . والأصل أن يعطف على الأول إلا في حروف الترتيب ...

[سورة الأعراف (7) : آية 196]

3- حروف العطف نوعان: أ- ما يقتضي التشريك في اللفظ والمعنى مطلقا وهو أربعة «الواو، الفاء، ثم، حتى» . ب- ما يقتضي التشريك في اللفظ دون المعنى. إما لكونه يثبت حكما لما بعده، انتفى عما قبله، وهو بل ولكن. وإما لكونه بالعكس، وهو «لا وليس» . وقد فصلنا هذا الحديث في موطن آخر، فليعد إليه من يشدوه. [سورة الأعراف (7) : آية 196] إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (وليّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر إنّ مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (نزّل) فعل ماض، والفاعل هو (الكتاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (يتولّى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (الصالحين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: «إنّ وليّي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «نزّل الكتاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هو يتولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يتولّى الصالحين» في محلّ رفع خبر المبتدأ هو. [سورة الأعراف (7) : آية 197] وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تدعون من دونه) مرّ إعراب نظيرها «1» (لا) حرف ناف (يستطيعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (نصر) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا أنفسهم ينصرون) مثل لا يستطيعون نصركم، والمفعول مقدّم. جملة: «الذين تدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ وليّي الله «2» . وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يستطيعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يستطيعون. [سورة الأعراف (7) : آية 198] وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تدعو) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (إلى الهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدعوهم) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، (لا) نافية (يسمعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر

_ (1) في الآية (194) من هذه السورة. [.....] (2) في الآية السابقة (196) .

[سورة الأعراف (7) : الآيات 199 إلى 200]

تقديره أنت و (هم) مثل السابق (ينظرون) مثل يستطيعون «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينظرون) ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا يبصرون) مثل لا يستطيعون «2» . جملة: «تدعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين تدعون «3» . وجملة: «لا يسمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تراهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعوهم. وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (تراهم) . وجملة: «هم لا يبصرون» في محلّ نصب حال من ضمير الفاعل في (ينظرون) . وجملة: «لا يبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. [سورة الأعراف (7) : الآيات 199 الى 200] خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الإعراب: (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (العفو) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أؤمر) مثل خذ (بالعرف) جارّ ومجرور متعلّق ب (اومر) ، (الواو) عاطفة (أعرض عن الجاهلين) مثل اومر بالعرف، والجارّ والمجرور متعلّق ب (أعرض) وعلامة الجرّ الياء.

_ (1، 2، 3) في الآية السابقة (197) .

الصرف:

جملة: «خذ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اومر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (ما) حرف زائد (ينزغنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) للتوكيد و (الكاف) ضمير مفعول به (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينزغنّك) «1» ، (نزغ) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (استعذ بالله) مثل اومر بالعرف، والجارّ متعلّق ب (استعذ) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (سميع) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «ينزغنّك ... نزغ» لا محلّ لها معطوفة على جملة خذ. وجملة: «استعذ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنه سميع ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (العرف) ، اسم بمعنى المعروف من الأشياء، وزنه فعل بضمّ فسكون. (نزغ) ، مصدر سماعي لفعل نزغ ينزغ باب فتح وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (استعذ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الكلمة في الأمر وزنه استفل.

_ (1) أو بمحذوف حال من نزغ.

البلاغة

البلاغة 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «خُذِ الْعَفْوَ» والمراد اعف عنهم، حيث شبه العفو بأمر محسوس يطلب فيؤخذ. 2- فن الانسجام: في قوله تعالى «خُذِ الْعَفْوَ» إلى آخر الآية، حيث أعجب العرب كثيرا بهذه الآية لما فيها من سهولة سبك، وعذوبة لفظ، وسلامة تأليف، مع ما تضمنته من إشارات بعيدة، ورموز لا تتناهى، وأطلقوا على هذا النوع من الأساليب اسم فنّ يقال له «الانسجام» ، وهو أن يكون الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم، حتى يكون للجملة من المنثور وللبيت من المنظوم وقع في النفوس، وتأثير في القلوب. الفوائد «إعجاز القرآن» 1- أعجب عشاق البيان بقوله تعالى «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» لما فيها من إعجاز وإيجاز ولما فيها من عذوبة جرس، ووضوح بيان. ولأنها ترمز ولا تشرح، وتجمل ولا تفصل، وللبلغاء في هذا الضرب من البلاغة مذاهب، وقد أطلقوا عليه اسم «فن الانسجام» . ولندع هذا الفن، ولننتزع فائدتنا من موضوع هذه الآية، فقد كانت ولا تزال شغل أرباب الاجتهاد الشاغل إذ في قوله: «خُذِ الْعَفْوَ» مبدأ من مبادئ التشريع في الإسلام، وهو التيسير وعدم التعسير. وثمة إشارات كثيرة في هذا الصدد، يتناولها ذوو الرأي والاجتهاد بالتحقيق والتمحيص. وفي قوله تعالى: «وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ» إشارة صريحة إلى اعتبار العرف في الأحكام الشرعية، واحترام العادة في التعامل، ما لم يعارضهما نص صريح من القرآن أو الحديث. وفي اعتبار العرف في الشرع، والأخذ برفع الحرج عن المسلمين، خلاف وتفصيل طويل بين أئمة الاجتهاد، فمن شاء فعليه بكتب الفقه والأصول، ففيهما ريّ وشفاء لذي الغلة الصادي.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 201 إلى 203]

وأما ما في الآية من الانسجام فيدفعنا إلى استعراض هذه الأبيات لصفي الدين لما فيها من بالغ الانسجام: قالت: كحلت الجفون بالوسن ... قلت: ارتقابا لطيفك الحسن قالت: تسلّيت بعد فرقتنا ... قلت: عن مسكني وعن سكني قالت: تشاغلت عن محبتنا ... قلت بفرط البكاء والحزن قالت: تخلّيت، قلت: عن جلدي ... قالت: تغيّرت قلت في بدني إلى أن قال: انحلتني بالبعاد عنك فلو ... ترصدتني العيون لم ترني وقيل ان بعض الأدباء اجتاز بدار الشريف الرضي، وقد جار عليها الزمان، وأذهب بجهتها، وأخلق ديباجتها، ولكن بقايا رسومها تشهد لها بالنضارة، فوقف متعجبا من صروف الزمان متمثلا بهذه الأبيات: ولقد وقفت على ربوعهم ... وطلولها بيد البلى نهب فبكيت حتى ضحّ من لغب ... نضوي وعجّ بعذلي الركب وتلفّتت عيني فمذ خفيت ... عنّي الطلول تلفّت القلب فمرّ به امرؤ فقال: أتعرف لمن هذه الأبيات؟ قال: لا: قال: واللَّه إنها لصاحب هذه الدار، فوقفنا معتبرين، وعلى الدار وصاحبها مترجمين ... فمن كان ذا عجب فليعجب لهذه المصادفة. [سورة الأعراف (7) : الآيات 201 الى 203] إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) مثل السابق «1» (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب تذكّروا أو بمضمونه أي تبصّروا بعد التذكّر (مسّ) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (طائف) فاعل مرفوع (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لطائف (تذكّروا) مثل (اتّقوا) (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (مبصرون) خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «مسّهم طائف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تذكّروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم مبصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. (الواو) عاطفة (إخوان) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه «2» ، (يمدّون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل «3» ، (هم) ضمير مفعول به «4» ،

_ (1) في الآية السابقة (200) . (2) هذا الضمير يعود على الشياطين الذين ذكر جنسهم في الآية السابقة بلفظ المفرد. (3) ضمير الفاعل يعود على الشياطين أيضا. (4) هذا الضمير يعود على الكفار ... والتقدير: وإخوان الشياطين تمدّهم الشياطين، وهذا الإسناد في الخبر جارّ على غير من هو له في المعنى، فالإمداد مسند إلى

(في الغيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمدّون) «1» ، (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (يقصرون) مضارع مثل يمدّون. وجملة: «إخوانهم يمدّونهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين اتّقوا ... وجملة: «يمدّونهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة: «لا يقصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يمدّونهم. (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (لم) حرف للنفي والجزم والقلب (تأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بآية) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأت) ، (قالوا) مثل اتّقوا (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (اجتبيت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (ها) ضمير مفعول به (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافّة ومكفوفة (اتّبع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل

_ الشياطين وهو في اللفظ خبر عن الإخوان.. هذا قول الجمهور وعليه تفسير الطبريّ.. وقال الزمخشريّ هو أوجه لأن إخوانهم في مقابلة الذين اتّقوا ... وهناك من المفسّرين من يجعل لفظ الإخوان هم الشياطين ويجعل الضمير المضاف إليه الجاهلون أو غير المتّقين ... فالخبر على الوجه جارّ على من هو له في المعنى وهو قول قتادة. (1) يصح هذا التعليق في التوجيه الثاني- قول قتادة، إذا كان (في) للسببيّة أي بسبب غوايتهم.. ويجوز أن يتعلّق الجارّ بحال من الفاعل أو المفعول أي كائنين أو مستقرّين في الغيّ.

الصرف:

هو، وهو العائد، (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوحى) ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من النائب الفاعل، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بصائر) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (بصائر) و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) لفظان معطوفان على بصائر مرفوعان، وعلامة الرفع في هدى الضمّة المقدّرة على الألف (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق برحمة (يؤمنون) مثل يمدّون. وجملة: «لم تأتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «اجتبيتها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أتّبع ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يوحى إليّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هذا بصائر ... » لا محلّ لها استئناف في حيز القول. وجملة: «يؤمنون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (طائف) ، اسم فاعل من طاف الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد قلب حرف العلّة- وهو الواو عين الكلمة- إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل الساكنة. (مبصرون) ، جمع مبصر، اسم فاعل من أبصر الرباعي وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

الفوائد

الفوائد 1- لولا حرف امتناع للوجود، وقد عولج شأنها سابقا فعاود مراجعتها ففي الإعادة إفادة. [سورة الأعراف (7) : آية 204] وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذا) مثل السابق «1» متعلّق بمضمون الجواب (قرئ) فعل ماض مبنيّ للمجهول (القرآن) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (استمعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (أنصتوا) مثل استمعوا (لعلّ) حرف ترجّ ونصب- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (ترحمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. جملة: «قرئ القرآن» في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه استئناف. وجملة: «استمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أنصتوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأعراف (7) : آية 205] وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (205) الإعراب: (الواو) عاطفة (اذكر) فعل أمر، والفاعل أنت (ربّ)

_ (1) في الآية (201 و203) من هذه السورة.

الصرف:

مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (في نفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في ربّك و (الكاف) مثل الأول (تضرّعا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (خيفة) معطوفة على (تضرّعا) منصوب (الواو) عاطفة (دون) ظرف منصوب متعلّق بحال معطوفة على الحال الأولى- في نفسك «2» - (الجهر) مضاف إليه مجرور (من القول) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الجهر- أي دون الجهر كائنا من القول- (بالغدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (اذكر) ، (الواو) عاطفة (الآصال) معطوفة بالواو على الغدوّ مجرور (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الغافلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكن، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق. وجملة: «لا تكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر. الصرف: (خيفة) ، مصدر سماعيّ لفعل خاف يخاف، وزنه فعلة بكسر فسكون، وفيه أعلال بالقلب أصله خوفة- بكسر الخاء وسكون الواو- لأن الألف أصلها واو وقد ظهرت في المصدر (الخوف) ، فلمّا كسر ما قبلها قلبت ياء. (الغدوّ) ، جمع غدوة بضمّ الغين وسكون الدال- من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس- وزنه فعلة ووزن الغدوّ فعول بضمّ الفاء ودغمت فيه الواو الزائدة مع لام الكلمة.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال بتأويل مشتقّ أي متضرّعا. (2) أجاز العكبريّ عطفه على (تضرّعا) مضمّنا إيّاه معنى مقتصدين.. وعلى كلّ حال فانّ الظرف فيه معنى الحال.

[سورة الأعراف (7) : آية 206]

(الآصال) ، جمع أصيل وهو من العصر إلى المغرب، وزنه فعيل، ووزن آصال أفعال، والمدّة في آصال أصلها همزتان الأولى متحرّكة بالفتحة والثانية ساكنة أأصال. [سورة الأعراف (7) : آية 206] إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) الإعراب: (إنّ الذين) مرّ إعرابها «1» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (لا) حرف نفي (يستكبرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (عن عبادة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستكبرون) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يسبّحون) مثل يستكبرون و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يسجدون) وهو مثل يستكبرون. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يستكبرون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يسبّحونه» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون. وجملة: «يسجدون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون.

_ (1) في الآية (201) من هذه السورة.

سورة الأنفال

سورة الأنفال من الآية 1- إلى الآية 40.. .. .. [سورة الأنفال (8) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) الإعراب: (يسألون) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون- والواو ضمير في محلّ رفع فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به في محلّ نصب (عن الأنفال) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألون) ، (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الأنفال) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الفاء) لربط الجواب بشرط مقدّر (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (الواو) عاطفة (أصلحوا) مثل اتّقوا (ذات) مفعول به منصوب (بين) مضاف إليه مجرور

الصرف:

و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أطيعوا) مثل اتقوا (الله) لفظ الجلالة مثل الأول (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يسألونك..» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الأنفال لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتقوا الله ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن آمنتم بهذا فاتّقوا الله. وجملة: «أصلحوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله. وجملة: «أطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله. وجملة: «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر.. وجواب الشرط الثاني محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم مؤمنين فاتّقوا الله وأصلحوا.. وأطيعوا. الصرف: (الأنفال) ، جمع نفل، اسم بمعنى الغنيمة وزنه فعل لفتحتين، ووزن الأنفال أفعال. الفوائد 1- مادة (سأل) إذا كان السؤال عن أمور فكرية أو معنوية فيتعدى الفعل ب «عن» نحو الآية «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ» أي عن حكمها، وإذا كانت لطلب

[سورة الأنفال (8) : الآيات 2 إلى 4]

شيء مادي فتتعدّى لمفعولين: نحو: سألت الكريم معونة للفقراء» . 2- من قصة الأنفال «إصلاح ذات البين» . قال عبادة بن الصامت: نزلت آية الأنفال فينا- معشر الذين حضروا بدرا- وقد اختلفنا في قسمة «النفل» ، وهي غنائمنا يوم بدر، وقد ساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، وجعله لرسول الله، فقسمه بالعدل بين المسلمين، وكان في ذلك تقوى الله وطاعة رسوله وإصلاح ذات البين. [سورة الأنفال (8) : الآيات 2 الى 4] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (المؤمنون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلق بالجواب وجلت.. (ذكر) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الله) لفظ الجلالة نائب الفاعل مرفوع (وجلت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إذا تليت.. آياته) مثل ذكر الله، و (التاء) للتأنيث، و (الهاء) مضاف إليه (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تليت) ، (زادت) مثل وجلت والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي الآيات و (هم) ضمير مفعول به (إيمانا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (على ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّلون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يتوكّلون) مثل يسألون «1» .

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. [.....]

جملة: «المؤمنون الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذكر الله» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجلت قلوبهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تليت.. آياته» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «زادتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة الشرط الثاني وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأول. وجملة: «يتوكّلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأول وهي جملة الصلة «1» . (الذين) بدل من الموصول الأول- أو نعت له- (يقيمون) مثل يسألون «2» ، (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينفقون) ، (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير مفعول به (ينفقون) مثل يسألون «3» . وجملة: «يقيمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «رزقناهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيمون.

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف، ويجوز نصبها على الحال من مفعول زادتهم. (2، 3) في الآية (1) من هذه السورة.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 5 إلى 6]

(أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» (المؤمنون) خبر المبتدأ أولئك، وعلامة الرفع الواو (حقّا) مفعول مطلق مؤكّد لمضمون المجلد السابقة «2» ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (درجات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عند) ظرف منصوب متعلّق بدرجات بمعنى أجور «3» ، (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (مغفرة) معطوف على درجات مرفوع ومثله (رزق) ، (كريم) نعت لرزق مرفوع. وجملة: «أولئك.. المؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لهم درجات ... » في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في (المؤمنون) . [سورة الأنفال (8) : الآيات 5 الى 6] كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (5) يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) الإعراب: (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أخرج) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من بيت) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجك) ، و (الكاف) مثل الأخير (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أخرجك

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره المؤمنون، والجملة الاسميّة خبر أولئك. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي المؤمنون إيمانا حقّا. (3) أو متعلّق بمحذوف نعت لدرجات.

أي متلبّسا بالحقّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما أخرجك) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره الحال أو قسمتك الغنائم «2» . (الواو) حاليّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (فريقا) اسم إنّ منصوب (من المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (كارهون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «أخرجك ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «إنّ فريقا.. كارهون» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أخرجك) .

_ (1) أو متعلّق بفعل أخرجك أي أخرجك بسبب الحقّ الذي سيظهر. (2) يجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف مفعول مطلق أي ثبتت الأنفال ثبوتا كإخراجك بالحقّ.. وثمّة أوجه أخرى في تعليق الجارّ وجعلها أبو حيّان في البحر خمسة عشر وجها منقولة عن المفسّرين منها:- تعليقه بمفعول مطلق عامله أصلحوا أي أصلحوا ذات بينكم إصلاحا كإخراجك من بيتك، وفيه التفات من خطاب الجماعة إلى خطاب المفرد. ب- أو بمفعول مطلق عامله أطيعوا أي أطيعوا الله ورسوله كإخراجك من بيتك بالحقّ أي طاعة محقّقة. ج- أو بمفعول مطلق عامله يتوكّلون أي يتوكّلون توكّلا كإخراجك. د- أو هو صفة ل (حقّا) من قولهم هم المؤمنون حقا أي حقا كإخراج.. هـ- أو بمفعول مطلق عامله كارهون أي هم كارهون كراهية كإخراجك ... وقد ردّ أبو حيّان كلّ ذلك فقال: « ... وقبل تسطير هذه الأقوال في البحر ولم يلق بخاطري منها شيء رأيت في النوم أنّي أمشي مع رجل أباحثه في الآية فقلت له: ما مرّ بي شيء مشكل في القرآن مثل هذا ولعلّ ثمّ محذوف يصحّ به المعنى وما وقفت فيه لأحد من المفسّرين على شيء طائل، ثمّ قلت له: إن ذلك المحذوف هو نصرك واستحسنت أنا وذلك الرجل هذا التخريج ثمّ انتبهت من النوم وأنا أذكره ... » إلخ.

البلاغة

(يجادلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (في الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يجادلون (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يجادلون) ، (ما) حرف مصدريّ (تبيّن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الحقّ وهو القتال. والمصدر المؤوّل (ما تبيّن..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (كأنّما) كافّة ومكفوفة (يساقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (إلى الموت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يساقون) ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (ينظرون) مثل يجادلون. وجملة: «يجادلونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يساقون ... » لا محلّ لها استئناف آخر «2» . وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب حال من نائب الفاعل. وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. البلاغة التشبيه التمثيلي: في الآية الكريمة. حيث شبه اختصاصه عليه السلام بالأنفال، وتفويض أمرها إلى حكمه من حيث الإثابة والجزاء، بإخراجه من بيته مطيعا لله تعالى، سامعا لأمره، راضيا بحكمه، على كراهة المؤمنين لذلك في الطاعة، فشبه الله تعالى ثوابه بهذه المزية بطاعته المرضيّة، فكما بلغت طاعته الغاية في نوع الطاعات، فكذلك بلغت إثابة اللَّه له الغاية في جنس المثوبات.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من الضمير في كارهون. (2) يجوز أن تكون حالا ثانية من ضمير كارهون.

الفوائد

التشبيه التمثيلي: في هذه الآية الكريمة، شبه حالهم، في فرط فزعهم ورعبهم، وهم يسار بهم إلى الظفر والغنيمة، بحال من يعقل إلى القتل. الفوائد 3- اختلاف المعربين حول «كما» لم يبق من النحاة والمفسرين أحد إلا وأدلى بدلوه في إعرابها، وقد بلغت الآراء قرابة خمسة عشر وجها، ولولا التطويل لعرضنا عليك جملة آراء النحاة وتقديراتهم ورغم أنها تكاد تخرج من مشكاة واحدة فالذي أشعر بوجاهته أن التشبيه يدور حول موقفين الأول: اختلاف المؤمنين حول توزيع الأنفال، حتى قال فيه عبادة بن الصامت «وساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا» . والثاني: موقفهم من دعوة الرسول لمقابلة جيش قريش، وميولهم للقاء العير بدلا من النفير. فالكاف خبر لمبتدأ محذوف. فالتشبيه قائم بين موقفين كلاهما كان ثقيلا على المؤمنين وكانوا له كارهين، وكأنه سبحانه يقول هذا الحال مثل حال كذا.. وإن كنت من ذوي الطموحات النحوية فعليك بالمطولات ففيها ما يثلج الصدر وينقع الغليل. [سورة الأنفال (8) : الآيات 7 الى 8] وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (يعد) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إحدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الطائفتين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (ها) ضمير في محلّ نصب

اسم أنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّها لكم) في محلّ نصب بدل من المفعول الثاني إحدى.. أي يعدكم ملكية إحدى الطائفتين (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (تودّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) مثل الأول (غير) اسم أنّ منصوب (ذات) مضاف إليه مجرور (الشوكة) مضاف إليه مجرور (تكون) مضارع تام مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي غير ذات الشوكة (لكم) مثل الأول متعلّق ب (تكون) . والمصدر المؤوّل (أنّ غير ذات ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تودّون. (الواو) عاطفة (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يحقّ) مضارع منصوب، والفاعل هو (الحقّ) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يحقّ) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. (بكلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحقّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقطع دابر) مثل يحقّ الحقّ ومعطوف عليه (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: « (اذكروا) إذ يعدكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعدكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تودّون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يعدكم «1» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (يعدكم) .

الصرف:

وجملة: «تكون لكم» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يريد الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يحقّ الحقّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يقطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحقّ. (اللام) لام التعليل (يحقّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الله (الحقّ) مثل الأول (الواو) عاطفة (يبطل الباطل) مثل يحقّ الحقّ ومعطوف عليه (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كره) فعل ماض (المجرمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أن يحقّ ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمركم بالقتال. وجملة: «يحقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يبطل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحقّ ... وجملة: «كره المجرمون» في محلّ نصب حال من مفعول الأمر، والرابط مقدّر أي ولو كره المجرمون ذلك.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه مضمون الكلام السابق أي: لو كره المجرمون القتال فقد أمركم الله به لإحقاق الحقّ. الصرف: (الشوكة) ، اسم بمعنى القوّة والبأس، وزنه فعلة بفتح الفاء وهو مستعار من واحدة الشوك. البلاغة العموم والخصوص: في قوله تعالى «لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ» بعد قوله

[سورة الأنفال (8) : آية 9]

تعالى «يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ» . والتحقيق في التمييز بين الكلامين أن الأول ذكر الإرادة فيه مطلقة غير مقيدة بالواقعة الخاصة، كأنه قيل: وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، ومن شأن الله تعالى إرادة تحقيق الحق وتمحيق الكفر على الإطلاق، ولإرادته أن يحق الحق ويبطل الباطل خصكم بذات الشوكة، فبين الكلامين عموم وخصوص، وإطلاق وتقييد. وفي ذلك ما لا يخفى من المبالغة في تأكيد المعنى بذكره على وجهين: إطلاق، وتقييد. [سورة الأنفال (8) : آية 9] إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) الإعراب: (إذ) بدل من (إذ يعدكم) في محلّ نصب «1» ، (تستغيثون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (استجاب) فعل ماض، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استجاب) ، (أنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (ممدّ) خبر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (بألف) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل ممدّ (من الملائكة) جارّ ومجرور نعت لألف (مردفين) حال من ألف منصوبة وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أنّي ممدّكم) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بأنّي ممدّكم متعلّق ب (استجاب) . جملة: «تستغيثون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «استجاب» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تستغيثون.

_ (1) أو متعلّق بفعل تودّون.

الصرف:

الصرف: (استجاب) ، الألف منقلبة عن واو، أصله استجوب، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت الفاء، وزنه استفعل «1» . (ممدّكم) ، اسم فاعل من أمدّ الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وقد نقلت كسرة العين إلى الحرف الذي قبله لمناسبة التضعيف. (مردفين) ، جمع مردف، اسم فاعل من أردف الرباعيّ، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. الفوائد 1- إذ: ظرف لما مضى من الزمان وقد مرّ معنا ما يستفاد من بحثه فعد إليه في مظانه. 2- من التاريخ: دعا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم المسلمين لاعتراض قافلة قريش العائدة من الشام، وعلم بذلك أبو جهل، فندب قريشا لحمايتها فنفروا لذلك. وكان أبو سفيان على رأس القافلة، فانحاز بها إلى طريق الساحل، ونجا بها. وعلم أبو جهل بذلك. ولكنه ركب رأسه، وأبى إلا أن يبلغ ماء بدر، وينحر الجزور ويشرب الخمور. وعند ما بلغ محمدا خروج قريش، استشار أصحابه من مهاجرين وأنصار، وقرّ الرأي على مقابلة جيش المشركين. ففرح محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: سيروا على بركة الله، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم. وكانت وقعة بدر، وهزم الله

_ (1) الألف والسين والتاء في الفعل زائدة دون الدلالة على شيء، بعكس ذلك في تستغيثون فهي زائدة للطلب.

[سورة الأنفال (8) : آية 10]

المشركين. وقتل المسلمون منهم سبعين وأسروا سبعين، وحديث بدر يطول. وقد اجتزأنا منه هذه القصاصة. [سورة الأنفال (8) : آية 10] وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) «1» الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) حرف نفي (جعل) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (بشرى) مفعول به ثان منصوب «2» وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تطمئنّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تطمئنّ) ، (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تطمئنّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره هيّأ أو فعل أو يسّر «3» . (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (النصر) مبتدأ مرفوع (إلّا) مثل الأولى (من عند) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عزيز) خبر إن مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «جعله الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) انظر اعراب هذه الآية أيضا في سورة (آل عمران) ، الآية (126) . (2) أو مفعول لأجله، والفعل متعدّ لواحد. [.....] (3) يجوز عطفه على (بشرى) - بكونه مفعولا لأجله- وقد جرّ باللام لاختلال شرط النصب.

[سورة الأنفال (8) : آية 11]

وجملة: «تطمئنّ به قلوبكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر. وجملة: «ما النصر إلا من عند الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها تعليليّة. [سورة الأنفال (8) : آية 11] إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (11) الإعراب: (إذ يغشّيكم) مثل إذ يعدكم «1» ، والفاعل هو أي الله (النعاس) مفعول به ثان منصوب (أمنة) حال منصوبة من الفاعل «2» ، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأمنة (الواو) عاطفة (ينزّل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) ، (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينزّل) ، (ماء) مفعول به منصوب (ليطهّر) مثل لتطمئنّ «3» ، والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (به) مثل منه متعلّق ب (يطهّركم) . والمصدر المؤوّل (أن يطهّركم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ينزّل) . (الواو) عاطفة (يذهب) مثل يطهّر ومعطوف عليه (عنكم) مثل عليكم

_ (1) في الآية (7) من هذه السورة. (2) أو من المفعول الأول أي ذوي أمان على حذف مضاف.. ويجوز أن يكون مفعولا لأجله. (3) في الآية (1) السابقة.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 12 إلى 13]

متعلّق ب (يذهب) ، (رجز) مفعول به (الشيطان) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ليربط) مثل ليطهّر (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يربط) و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يربط) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يغشّيكم أو ينزل) . (الواو) عاطفة (يثبّت) مضارع منصوب معطوف على (يربط) ، والفاعل هو (به) مثل منه متعلّق ب (يثبّت) ، (الأقدام) مفعول به منصوب. جملة: «يغشّيكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ينزّل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يغشيكم. وجملة: «يطهّركم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «يربط ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «يثبّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يربط. [سورة الأنفال (8) : الآيات 12 الى 13] إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (12) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (13)

الإعراب:

الإعراب: (إذ) بدل من الأول «1» ، (يوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إلى الملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوحي) ، (أنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّي معكم) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّي معكم ... متعلّق ب (يوحي) . (الفاء) رابطة لجواب مقدّر (ثبّتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله، (السين) حرف استقبال (ألقي) مثل يوحي، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقي) ، (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) مثل آمنوا (الرعب) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (اضربوا) مثل ثبّتوا (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل اضربوا، ومفعول اضربوا محذوف تقديره اضربوهم «2» ، (الأعناق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اضربوا) مثل ثبّتوا (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من كلّ بنان (كلّ) مفعول به منصوب (بنان) مضاف إليه مجرور. جملة: «يوحيّ ربّك» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ثبّتوا ... » جواب شرط مقدّر أي إن بدأ القتال فثبّتوا ...

_ (1) في الآية (11) من هذه السورة ويجوز أن يكون متعلّقا ب (يثبّت) . (2) أجاز بعضهم نقل (فوق) عن الظرفيّة وجعلها مفعولا على السعة، وقد ردّ ذلك أبو حيّان.

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «سألقي» لا محلّ لها تفسير لقوله أنّي معكم ... أو اعتراض بين متعاطفين. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اضربوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ثبّتوا. وجملة: «اضربوا (الثانية) » معطوفة على جملة اضربوا (الأولى) . (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أن (شاقّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (رسول) معطوف بالواو على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّهم شاقّوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك.. أي ذلك العذاب أو العقاب بسبب مشاقّتهم لله تعالى ورسوله (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يشاقق) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (الله) لفظ الجلالة مثل السابق وكذلك (رسوله) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط «1» ، (إن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.

_ (1) أو هي تعليليّة عند من يجعل الجزاء محذوفا، فالجملة بعدها تعليل لهذا الجزاء أي: من يشاقق الله ورسوله يعاقبه فإنّ الله شديد العقاب.

الصرف:

وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة لمضمون العذاب المتقدّم. وجملة: «شاقّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «من يشاقق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاقق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «إن الله شديد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (الأعناق) ، جمع عنق اسم للعضو المعروف، وزنه فعل بضمّ الفاء وضمّ العين أو سكونها وهو مذكّر ومؤنّث. (بنان) ، اسم جامد لأطراف الأصابع أو الأصابع، وزنه فعال بفتح الفاء واحدته بنانة. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ» الكلام مجاز في تسمية الكل باسم الجزء. فالبنان الإصبع، عبّر بالجزء وهو الإصبع، وأراد الكل وهو الأيدي والأرجل. فالعلاقة جزئية. الفوائد - من خصائص اللغة العربية تسهيل النطق ولذلك فقد اصطلح العرب على أمور كلها وسيلة لهذه الغاية منها «الإدغام» وهو على ثلاثة أقسام: أ- واجب: وهو عند ما يتحرك المثلان معا، وذلك بشروط، قد تبلغ أحد عشر شرطا، لا يتسع نهج الكتاب لتفصيلها، نحو «مدّ» أصلها مدد، وملّ وحبّ إلخ. ب- جائز: يجوز الإدغام في ثلاث مسائل (الأولى) إذا كان الفعل ماضيا وقد افتتح بتاءين مثل: تتبّع وتتابع جاز بهما الإدغام، ويتوسّل للنطق به

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الأنفال (8) : آية 14]

بإضافة همزة الوصل، فيقال: اتّبع واتّابع. (والثانية والثالثة) أن تكون الكلمة فعلا مضارعا مجزوما، أو فعل أمر مبنيّا على السكون، فيجوز فيه الفكّ والإدغام، كفعل يشاقق من الآية المنوّه بها. ب- ويمتنع الإدغام إذا تحرّك أحد المثلين، الأول أو الثاني، أو كان الأول هاء سكت، أو مدّة في الآخر، أو همزة منفصلة. [سورة الأنفال (8) : آية 14] ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ (14) الإعراب: (ذلكم) مثل المتقدّم «1» ، والخبر محذوف تقديره واقع أو مستحقّ «2» ، (الفاء) عاطفة «3» ، (ذوقوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أنّ) مثل السابق «4» . (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لأنّ (عذاب) اسم أنّ مؤخّر منصوب (النار) مضاف إليه مجرور. جملة: «ذلكم (واقع) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذو قوه» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّهوا فذوقوه.. والمصدر المؤوّل (أنّ للكافرين عذاب ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره المحتّم أو الواجب.. أو في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره محتّم أي استقرار عذاب النار للكافرين محتّم «5» .

_ (1) في الآية السابقة (13) . (2) يجوز أن يكون (ذلك) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو العقاب. (3) هي جواب لأمر مقدّر عند أبي حيّان أي تنبّهوا فذوقوه. (4) في الآية السابقة (13) . (5) ويجوز أن يكون في محلّ نصب مفعولا به لفعل محذوف تقديره اعلموا.

البلاغة

وجملة المصدر المؤوّل- المبتدأ والخبر- لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى. البلاغة الالتفات: في الآية الكريمة، حيث أن الخطاب فيها مع الكفرة على طريق الالتفات من الغيبة. الفوائد 1- «ذلكم» : معروف لدى جميع النحاة أنّ «ذا» هو اسم إشارة وأن اللام للبعد، وأن الكاف حرف خطاب. والذي نريد أن نوضحه أن اسم الإشارة «ذلك» يتبع دائما بحرف يناسب المخاطب من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث فتقول: ذلك للمفرد وذلكما لا مثنى وذلكم لجمع الذكور، وذلكنّ لجمع الإناث، وفي بحث اسم الإشارة تفصيل وتوضيح تجاوزناه تمشيا مع نهجنا بهذا الكتاب. [سورة الأنفال (8) : الآيات 15 الى 16] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) للتنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أي أو نعت (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إذا) ظرف شرطيّ للمستقبل مبنيّ في محل نصب متعلّق بمضمون الجواب (لقيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (الذين) موصول مفعول به (كفروا) مثل آمنوا (زحفا) مصدر في موضع الحال من الضمير المفعول في (لقيتم) ، أو من ضمير الفاعل، أو منهما

معا «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به أوّل (الأدبار) مفعول به ثان منصوب. جملة النداء «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لقيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لا تولّوهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (الواو) عاطفة (من يولّ) مثل من يشاقق، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يولّ) «2» ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «3» ، (دبر) مفعول به ثان منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلّا) حرف للاستثناء (متحرّفا) منصوب على الاستثناء من حال عامّة مقدّرة «4» ، (لقتال) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل متحرّف (أو) حرف عطف (متحيّزا) معطوف على (متحرّفا) منصوب (إلى فئة) جارّ ومجرور متعلّق ب (متحيّزا) ، (الفاء)

_ (1) أو مفعول مطلق لحال محذوفة أي زاحفين زحفا. [.....] (2) يجوز ان يكون مبنيّا لأنه أضيف الى ظرف مبنيّ وهو (إذ) . (3) التنوين هنا تنوين عوض، فهو عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ لقيتموهم. (4) أي ومن يولّهم ملتبسا بأية حال إلّا متحرّفا ... وإن لم يقدّر ذلك لم يصحّ دخول (إلّا) لأن الشرط موجب لا منفيّ.. وبعضهم يجعل (متحرّفا) مستثنى من الموليّن أي ومن يولّهم.. إلّا رجلا متحرّفا قاله الزمخشريّ.

الصرف:

رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (باء) فعل ماض، والفاعل هو (بغضب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل أي متلبّسا أو مصحوبا بغضب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لغضب (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع، (الواو) عاطفة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل مرفوع.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقدير جهنّم. وجملة: «من يولّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «يولّهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «قد باء بغضب» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «مأواه جهنّم» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (زحفا) ، مصدر سماعيّ لفعل زحف الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. (تولّوا) فيه إعلال بالحذف، أصله تولّيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الحرف قبلها، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء لام الكلمة فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا. (يولّهم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يولّيهم، وزنه يفعّهم.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

البلاغة

(متحرّفا) ، اسم فاعل من تحرّف الخماسيّ فوزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين. (متحيّزا) اسم فاعل من تحيّز الخماسي فوزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين، وفيه إعلال لأن أصله متحيوز، اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى. (باء) ، فيه إعلال بالقلب إذ الألف أصلها واو مضارعة يبوء، وأصله بوأ، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت الفاء. البلاغة فن التعريض: في قوله تعالى: «وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ» ، فقد ذكر لهم حالة تستهجن من فاعلها، فأتى بلفظ الدبر دون الظهر. وبعضهم يدخله في ضمن الكناية. قال السعد التفتازاني: «الكناية إذا كانت عرضية مسوقة لأجل موصوف غير مذكور كان المناسب أن يطلق عليها اسم التعريض، فقال عرضت لفلان وعرضت بفلان، إذا قلت قولا وأنت تعنيه، فكأنك أشرت إلى جانب وتريد جانبا آخر، ومنه المعاريض في الكلام، وهي التورية بالشيء عن الشيء. [سورة الأنفال (8) : آية 17] فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تقتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ-

(الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (قتل) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (ما) نافية (رميت) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (التاء) فاعل (إذا) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (رميت) قبله (رميت) مثل الأول (الواو) عاطفة (لكنّ الله رمى) مثل لكنّ الله قتل (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يبلي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبلي) ، (بلاء) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر (حسنا) نعت لبلاء منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يبلي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل ذلك أي القتل والرمي «1» . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لم تقتلوهم) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تفاخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم. وجملة: «لكنّ الله قتلهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تقتلوهم. وجملة: «قتلهم» في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «ما رميت» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تقتلوهم. وجملة: «رميت (الثانية) » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لكنّ الله رمى» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما رميت.

_ (1) وجملة الفعل المقدّرة معطوفة على جملة الاستدراك: لكنّ الله رمى.

البلاغة

وجملة: «رمى» في محلّ رفع خبر لكنّ (الثاني) . وجملة: «يبلي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. البلاغة فن الاستدراك والرجوع: وهو الكلام المشتمل على لفظة لكن، وذلك في قوله تعالى «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى» فقد أتى الاستدراك في هذه الكلمات في موضعين، كل منهما مرشح للتعطف، فإن لفظة تقتلوهم وقتلهم، ورميت ورمى، تعطف. وهذا أقرب استدراك وقع في الكلام لتوسط حرفه بين لفظي العطف في الموضعين. الفوائد 1- قوله تعالى: «وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى» . حدثنا التاريخ أن أبيّ بن خلف أخذ يدفع بفرسه حتى دنا من رسول الله/ صلّى الله عليه وآله وسلّم/ وقد اعترضه رجال من المسلمين ليقتلوه، فقال لهم رسول الله/ صلّى الله عليه وآله وسلّم/ استأخروا، فاستأخروا، فأخذ رسول الله حربته في يده، فرمى بها أبي بن خلف، وكسر ضلعا من أضلاعه، فرجع أبيّ مع أصحابه ثقيلا، فاحتملوه حين ولّوا قافلين، فطفقوا يقولون: لا بأس، فقال أبيّ حين قالوا له ذلك: والله لو كانت بالناس لقتلتهم، ألم يقل: إني أقتلك إن شاء الله فانطلق به أصحابه ينعشونه، حتى مات ببعض الطريق فدفنوه ، قال ابن المسيب وفي ذلك أنزل الله «وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ» إلخ. (لكن- حرف مشبّه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر. معنى لكنّ الاستدراك

[سورة الأنفال (8) : آية 18]

والتّوكيد: فالاستدراك والتّوكيد. فالاستدراك مثل: خالد كريم لكنه جبان. والتّوكيد، مثل: لو زارني خليل لأكرمته لكنّه لم يزرني. [سورة الأنفال (8) : آية 18] ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (18) الإعراب: (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره محذوف تقديره حقّ «1» ، و (اللام) للبعد، و (الكاف) حرف خطاب، و (الميم) حرف لجمع الذكور (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه للفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أن منصوب (موهن) خبر مرفوع (كيد) مضاف إليه مجرور (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدّر المؤوّل (أنّ الله موهن ... ) في محلّ رفع مبتدأ، خبره محذوف تقديره حقّ «2» . جملة: «ذلكم (حقّ) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة المصدر المؤوّل وخبره لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أي ذلكم الإبلاء حقّ وتوهين كيد الكافرين حقّ. الصرف: (موهن) ، اسم فاعل من أوهن الرباعيّ وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. 19- [سورة الأنفال (8) : آية 19] إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره (الأمر) ذلكم. (2) وقال الزمخشريّ هو معطوف على (ليبلي) في محلّ جرّ.. وقال العكبريّ هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر إنّ الله موهن ...

الإعراب:

الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (تستفتحوا) فعل مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الفتح) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إن تنتهوا) مثل إن تستفتحوا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (الواو) عاطفة (تعودوا) مثل تستفتحوا (نعد) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الواو) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (تغني) مضارع منصوب (عنكم) مثل لكم متعلّق ب (تغني) بتضمينه معنى تدفع (فئة) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (شيئا) مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى تدفع أي شيئا من الضرر «1» ، (الواو) حالية (لو) حرف شرط غير جازم (كثرت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي فئتكم (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أنّ الله مع المؤمنين) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل كذا وكذا لأن الله ... «2» .

_ (1) يجوز أن يحمل الفعل معنى تنفع أو تجدي، فيعرب (شيئا) مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي لا تغني عنكم فئتكم أيّ إغناء أو شيئا من الإغناء. (2) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر أنّ الله مع المؤمنين ... والجملة الاسمية لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 20 إلى 23]

جملة: «ان تستفتحوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد جاءكم الفتح» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن تنتهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هو خير لكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن تعودوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «نعد» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لن تغني عنكم فئتكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كثرت» في محلّ نصب حال من فئتكم «1» . وجملة: « (فعل كذا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة لن تغني. [سورة الأنفال (8) : الآيات 20 الى 23] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الإعراب: (يا) حرف نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على

_ (1) وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله لن تغني عنكم فئتكم.

الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (أطيعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تولّوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تولّوا) ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تسمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أنتم تسمعون» في محلّ نصب حال من فاعل تولّوا. وجملة: «تسمعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (تكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو ضمير في محلّ رفع اسم تكون (الكاف) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكونوا (قالوا) مثل آمنوا (سمعنا) فعل ماض وفاعله (الواو) حالية (هم) لا يسمعون) مثل أنتم تسمعون ... و (لا) نافية. وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تولّوا.

وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هم لا يسمعون» في محلّ نصب حال من فاعل سمعنا. وجملة: «لا يسمعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (شرّ) اسم إن منصوب (الدوابّ) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق باسم التفضيل شرّ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الصمّ) خبر إنّ مرفوع (البكم) خبر ثان مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع نعت للصمّ البكم (لا يعقلون) مثل لا يسمعون. وجملة: «إنّ شرّ الدوابّ ... الصمّ» لها محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «لا يعقلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (علم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (علم) «1» ، (خيرا) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب أو (أسمع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (لو) مثل الأول (أسمعهم) مثل الأولى (اللام) مثل الأول (تولّوا) مثل آمنوا (وهم) مثل الأول (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «لو علم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ شرّ الدوابّ. وجملة: «أسمعهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) أو بمحذوف حال من (خيرا) .

الصرف:

وجملة: «لو أسمعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لو علم الله. وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني. وجملة: «هم معرضون» في محلّ نصب حال من فاعل تولّوا. الصرف: (شرّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ شرّ يشرّ باب باب نصر وضرب وفتح، وقد حذفت فيه الهمزة تخفيفا، وقد يقال أشرّ، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- قوله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ. هو ضرب من فنّ التمثيل لأنه أبلغ للقلوب، وأقدر على الهجوم على العقول. وقد مرّ معنا التنويه بهذا الفن ومقامه في القرآن الكريم. [سورة الأنفال (8) : الآيات 24 الى 25] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (25) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا استجيبوا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجيبوا) ، (الواو) عاطفة (للرسول) مثل لله (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب، (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كم)

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة.

ضمير مفعول به والفاعل أي الرسول- والاستجابة للرسول استجابة لله- (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (دعاكم) ، (يحيي) مضارع. مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) مثل المتقدّم، والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (اعلموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يحول) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يحول) ، (المرء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (قلب) معطوف على المرء مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يحول ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. (الواو) عاطفة (أنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير يعود إلى الله تعالى «1» في محلّ نصب اسم أنّ (الى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أنّه إليه تحشرون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأوّل. جملة النداء: «يأيها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «استجيبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) يجوز أن يكون الضمير هو ضمير الشأن.

وجملة: «دعاكم» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاستجيبوا له. وجملة: «يحييكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجيبوا. وجملة: «يحول ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «تحشرون» في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) . (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل اعلموا (فتنة) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي سبب فتنة (لا) نافية (تصيبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع لتجرّده عن الناصب والجازم.. و (النون) للتوكيد «1» ، (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل في (ظلموا) ، (خاصّة) حال منصوبة من فاعل تصيبنّ العائد على فتنة أي مختصّة بهم، أو من ضمير ظلموا أي مختصّين بهذه الإصابة «2» ، (الواو) عاطفة (اعلموا أنّ الله) مثل

_ (1) لا يقرّ البصريون جواز توكيد المضارع المسبوق ب (لا) النافية، ويؤوّلون مثل هذه الآية أنّ الفعل هو جواب لقسم مقدّر، والجملة لا محلّ لها، وهذا القسم نعت لفتنة، والفعل هنا مؤكّد للضرورة.. هذا الكلام تأباه النصوص العربيّة العالية الأسلوب كالقرآن، إذ يجوز تأكيد الفعل المنفيّ ب (لا) . هذا.. ويجعل بعضهم الفعل في محلّ جزم ب (لا) الناهية، والكلام محمول على المعنى أي لا تدخلوا في الفتنة، فإنّ من يدخل فيها ينزل عليه جزاء عام.. والجملة في محلّ نصب مقول القول لمقدّر هو نعت لفتنة أي: فتنة مقولا فيها لا تصيبنّ ... والنهي في اللفظ للمصيبة وفي المعنى للمخاطبين. [.....] (2) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه صفة له أي إصابة خاصّة.

الصرف:

الأولى (شديد) خبر أنّ مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجيبوا. وجملة: «لا تصيبنّ ... » في محلّ نصب نعت لفتنة. وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا. والمصدر المؤوّل (أنّ الله شديد العقاب) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. الصرف: (خاصة) ، اسم ضد عامّة أو هو ما يشمل فئة دون أخرى وزنه فاعلة وعينه ولامه من حرف واحد. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ» فهو مجاز عن غاية القرب من العبد، لأن من فصل بين شيئين، كان أقرب إلى كل منهما من الآخر، لاتصاله بهما وانفصال أحدهما عن الآخر وظاهر كلام كثير أن الكلام من باب الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون هناك استعارة تبعية، فمعنى يحول يقرب، ولا بعد في أن يكون من باب المجاز المرسل المركب لاستعماله في لازم معناه وهو القرب. الفوائد 1- اختلف النحاة حول «لا» في قوله تعالى «لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» . بين كونها نافية أو ناهية. وتشعب الخلاف فيما بينهم مما نحن في غنى عن ذكره. ونحن نرجح ما تؤيده السليقة العربية، ويهجم فهمه على ذوي الألباب، دون

[سورة الأنفال (8) : آية 26]

اللجوء إلى التحوير والتقدير. «فلا» نافية، ومفهوم الجملة لدى كل من يسمعها مبرّءا من التكليف والتمحل، أن الفتنة إذا وقعت لا تصيب الظالمين وحدهم، إنما تصيب المتقين معهم، وليست قصة تلك المدينة التي أخبر الله أنه سيهلك أهلها جميعا بسبب سبعين رجلا فسقوا عن أمر ربهم فيها. أقول، ليست قصة تلك المدينة ببعيدة عنا، وقد مرّ معنا ذكرها. [سورة الأنفال (8) : آية 26] وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (إذ) اسم ظرفيّ مبني في محلّ نصب مفعول به عامله اذكروا «1» ، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (قليل) خبر مرفوع، (مستضعفون) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مستضعفون) ، (تخافون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (يتخطّف) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به (الناس) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يتخطّفكم الناس) في محلّ نصب مفعول به.

_ (1) هذا رأي الزمخشريّ وقد ردّه أبو حيّان فقال: فيه التصرّف في إذ بنصبها مفعولة وهي من الظروف التي لا تتصرّف إلّا بأن أضيف إليها الأزمان ... اه. وقال ابن عطيّة (إذ) ظرف لمعمول الفعل اذكروا تقديره: واذكروا حالكم الكائنة أو الثابتة إذ أنتم قليل، ولا يجوز أن تكون ظرفا لا ذكروا، إنّما يعمل اذكروا في إذ لو قدرناه مفعولا.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 27 إلى 28]

(الفاء) عاطفة (آوى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كم) مثل المتقدّم، والفاعل هو (الواو) عاطفة (أيّدكم) مثل آواكم (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّدكم) ، (والهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رزقكم) مثل آواكم (من الطيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (رزقكم) ، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مثل تخافون. جملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنتم قليل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تخافون» في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ أنتم «1» . وجملة: «يتخطّفكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آواكم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم قليل. وجملة: «أيّدكم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة آواكم. وجملة: «رزقكم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة آواكم. وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأنفال (8) : الآيات 27 الى 28] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) الإعراب: «يا أيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (لا تخونوا) مثل لا

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (مستضعفون) .

تولّوا «1» ، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب (الواو) عاطفة «2» ، (تخونوا) مجزوم معطوف على (تخونوا) الأول (أمانات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (وكم) ضمير مضاف إليه (وأنتم تعلمون) مثل وأنتم تسمعون «3» . جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تخونوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اذكروا «4» (أنّما) كافّة ومكفوفة (أموال) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أولاد) معطوف على أموال مرفوع و (كم) مثل الأول (فتنة) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (أنّ الله) مرّ إعرابها «5» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله.

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة. (2) أو هي واو المعيّة، والفعل بعدها منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعدها، والمصدر المؤوّل معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق أي لا يكن منكم خيانة لله والرسول وخيانة لأماناتكم (3) في الآية (20) من هذه السورة. (4) في الآية (26) من هذه السورة. (5) في الآية (24) من هذه السورة.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أنّ الله عنده ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا مقدّرا. وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: « (أعلموا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا المذكورة. وجملة: «عنده أجر ... » في محلّ رفع خبر أنّ. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ» فمعنى الخون: النقص، كما أن معنى الوفاء التمام. ومنه تخونه، إذا تنقصه، ثم استعمل في ضدّ الأمانة والوفاء، لأنك إذا خنت الرجل في شيء فقد أدخلت عليه النقصان فيه، وقد أستعير فقيل: خان الدلو الكرب، وخان المشتار السبب، والمشتار مجتني العسل، والسّبب الحبل، وإذا انقطع الحبل فيهما فكأنه لم يقف. والاستعارة هنا تصريحية تبعية. الفوائد 1- اختلف المفسرون في معنى الفرقان إلى أقوال، أوضحها وأرجحها هي قوة في النظر، وهداية في العقل، يفرق بها الإنسان بين الحق والباطل. 2- مواضع إنّ مكسورة الهمزة. تكسر همزتها حيث لا يصح أن يسدّ المصدر مسدّها وذلك في اثني عشر موضعا. أ- أن تقع في ابتداء الكلام نحو «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» . ب- أن تقع بعد حيث «تجلس حيث إن العلم موجود» . ج- أن تقع بعد إذ.

[سورة الأنفال (8) : آية 29]

ء- أن تأتي تالية للموصول. هـ- أن تكون جوابا للقسم. وأن تقع بعد القول. ز- أن يكون ما بعدها حالا. ح- أن يكون ما بعدها صفة لما قبلها. ط- أن تقع صدر جملة استئنافيّة. ي- أن يقع في خبرها لام الابتداء. ك- أن تقع مع ما في حيزها خبرا عن اسم ذات. ل- أن تقع بعد كلا الرادعة نحو «كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى» . وبعض هذه الأقسام متداخل بعضها في بعض فقد يشتمل مثال واحد على قسمين أو ثلاثة من الأقسام المذكورة فتأمل وتدبّر ... [سورة الأنفال (8) : آية 29] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) الإعراب: «يأيّها الذين آمنوا» مرّ إعرابها «1» ، (إن) حرف شرط جازم (تتّقوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (يجعل) مضارع مجزوم جواب الشرط والفاعل هو أي الله (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل) «2» ، (فرقانا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يكفّر مضارع مجزوم معطوف على (يجعل، والفاعل هو (عنكم) مثل لكم متعلّق ب (يكفّر) ، (سيّئات) مفعول به

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة. (2) أو بمحذوف مفعول به ثان لفعل جعل المتعدّيّ المفعولين

[سورة الأنفال (8) : آية 30]

منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يغفر لكم) مثل يجعل لكم فهو معطوف عليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور. وجملة النداء: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل. وجملة: «الله ذو الفضل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الأنفال (8) : آية 30] وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (30) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (يمكر) مضارع مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يمكر) ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (اللام) للتعليل (يثبتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يثبتوك) في محلّ جرّ متعلّق ب (يمكر) ... أو

البلاغة

بفعل محذوف تقديره اجتمعوا. (أو) حرف عطف في الموضعين (يقتلوك، يخرجوك) مثل يثبتوك ومعطوفان عليه (الواو) عاطفة في موضعين (يمكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (يمكر) مثل الأول المتقدّم (الواو) استئنافيّة (الله خير الماكرين) مثل الله ذو الفضل «1» ... وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «يمكر.. الذين ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يثبتوك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يقتلوك» لا محلّ لها معطوفة على جملة يثبتوك. وجملة: «يخرجوك» لا محلّ لها معطوفة على جملة يثبتوك. وجملة: «يمكرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يمكر بك الذين.. وجملة: «يمكر الله» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يمكرون. وجملة: «الله خير الماكرين» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة - قوله تعالى «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» أي يرد مكرهم ويجعل وخامته عليهم أو يجازيهم عليه، أو يعاملهم معاملة الماكرين، ففي الكلام استعارة تبعية، أو مجاز مرسل، أو استعارة تمثيلية، وقد يكتفى بالمشاكلة الصرفة.

_ (1) في الآية (29) السابقة.

[سورة الأنفال (8) : آية 31]

[سورة الأنفال (8) : آية 31] وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب، شرطيّ، متعلّق ب (قالوا) ، (تتلى) ، (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (قد) حرف تحقيق (سمعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) فاعل (لو) حرف شرط غير جازم (نشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) رابطة لجواب لو (قلنا) مثل سمعنا (مثل) مفعول به منصوب عامله قلنا (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) أداة حصر (أساطير) خبر مرفوع (الاوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «تتلى ... آياتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قد سمعنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لو نشاء) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لقلنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إن هذا إلّا أساطير» لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.

البلاغة

البلاغة فن التغاير: في قوله تعالى «قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا» ، وهو تغاير المذهبين، إما في المعنى الواحد، بحيث يمدح إنسان شيئا ويذمه، أو يذم ما مدحه غيره، أو بالعكس. أو يفضل شيئا على شيء ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا، والفاضل مفضولا. ونقول إن التغاير هنا المقصود مغايرتهم أنفسهم، فقد قالت قريش عن القرآن: «ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ» إنكارا منهم لغرابة أسلوبه وما بهرهم من فصاحته. ويلزم هذا الكلام إقرارهم بالعجز عن محاكاته، ثم غايرت قريش نفسها فقالت: قد سمعنا «لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا» ، ولو كان القولان في وقت واحد لكان ذلك تناقضا وهو عيب، ولم يعد في المحاسن، لكن وقوعه في زمنين مختلفين ووقتين متباينين اعتد من المحاسن، ولذلك سمي تغايرا لا تناقضا. الفوائد (قد) حرف. إن دخلت قد على الماضي أفادت تحقيق معناه. وإن دخلت على المضارع أفادت تقليل وقوعه. مثل: (قد جاء خالد) . و (قد يجود البخيل) . وفي الآية: قد سمعنا. [سورة الأنفال (8) : آية 32] وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (32) الإعراب: (وإذ) مثل المتقدّم «1» ، (قالوا) فعل ماض وفاعله (الله) لفظ الجلالة منادى مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (الميم) عوض من حرف النداء المحذوفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة

_ (1) في الآية (30) من هذه السورة.

البلاغة

مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (هو) ضمير فصل (الحقّ) خبر كان منصوب (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ «1» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أمطر) فعل أمر دعائي، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطر) (حجارة) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمطر) «2» ، (أو) حرف عطف (ائت) مثل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت) ، (أليم) نعت لعذاب مجرور. جملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول «3» . وجملة: «كان هذا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أمطر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ائتنا» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ» الكلام استعارة أو مجاز لأنزل. [سورة الأنفال (8) : آية 33] وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)

_ (1) أو هو حال من معنى الحقّ أي الثابت من عندك- العكبريّ. (2) أو هو نعت لحجارة في محلّ نصب. [.....] (3) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة دعائيّة، وجملة كان هذا هو الحقّ هو مقول القول.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (اللام) لام الجحود (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) حاليّة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ أنت. والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. (الواو) عاطفة (ما كان الله) مثل الأولى (معذّب) خبر كان منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (وهم) مثل وأنت (يستغفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «ما كان الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر في الآية السابقة. وجملة: «يعذّبهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أنت فيهم» في محلّ نصب حال. وجملة: «ما كان الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان الله (الأولى) . وجملة: «هم مستغفرون» في محلّ نصب حال. الفوائد 1- لام الجحود وهي التي تسبق بكون منفي، وقد عولجت في آيات سابقة

[سورة الأنفال (8) : آية 34]

فعد إليها في مواطنها. ولما استبدلت اللام والفعل باسم الفاعل نصب على أنه خبر كان. فتأمل. [سورة الأنفال (8) : آية 34] وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34) الإعراب - (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (أن) حرف مصدرّي ونصب (لا) حرف نفي (يعذّب) مضارع منصوب بأن و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ألّا يعذّبهم) في محلّ جرّ ب (في) محذوف متعلّق بما تعلّق به الجار والمجرور في (لهم) أي في الخبر، والتقدير أيّ شيء لهم في انتفاء العذاب. (الواو) حاليّة (هم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (يصدّون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عن المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون) ، (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمر اسم كان (أولياء) خبر كان منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إن) حرف نفي (أولياء) مبتدأ مرفوع و (الهاء) مثل المتقدّم (إلّا) أداة حصر (المتّقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مثل يصدّون. وجملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الأنفال (8) : آية 35]

وجملة: «يعذّبهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «هم يصدّون» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (يعذّبهم) . وجملة: «يصدّون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «ما كانوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: «إن أولياؤه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة. وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أولياؤه. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ. [سورة الأنفال (8) : آية 35] وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص (صلاة) اسم كان مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الصلاة «1» ، (البيت) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (مكاء) خبر كان منصوب (الواو) عاطفة (تصدية) معطوفة على مكاء منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدري (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ-

_ (1) أو متعلّق بالصلاة لأنه مصدر.

الصرف:

واسمه (تكفرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «ما كان صلاتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه طبيعة صلاتكم فذوقوا ... وجملة: «كنتم تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تكفرون» في محلّ نصب خبر كنتم. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذوقوا) . الصرف: (المكاء) ، مصدر سماعيّ لفعل مكا يمكو بمعنى صفّر، وزنه فعال بضمّ الفاء، وهو خاضع لضابط تقريبي لأن الفعل يدلّ على صوت فجاء المصدر كبكاء وصراخ. والهمزة منقلبة عن واو لأن مضارعه يمكو فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد ألف زائدة ساكنة قلبت همزة. (التصدية) ، مصدر قياسي لفعل صدّى يصدّي وزنه تفعله، وأصله تصديّ- بكسر الدال وتشديد الياء- استثقلت الشدّة على الياء فحذفت لام الفعل وبقيت ياء تفعيل- أو حذفت ياء تفعيل وبقيت لام الفعل- واستعيض من المحذوف تاء مربوطة فأصبح تصدية، والتصدية التصفيق. الفوائد 1- كان العرب في الجاهلية يطوفون بالكعبة عراة، رجالا في النهار، ونساء في الليل، مشبكين أصابعهم بعضها إلى بعض، يصفرون فيها، ثم يصفقون. ويزعمون أن هذه هي الصلاة. فندد الله بعملهم هذا، ووصف ما يصدر عنهم من صياح وضجيج وتصفيق بالتصدية، مبالغة في الكفر وضياع المسعى.

[سورة الأنفال (8) : آية 36]

[سورة الأنفال (8) : آية 36] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب (وهم) ضمير مضاف إليه (اللام) للتعليل (يصدّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (السين) حرف استقبال (ينفقون) مثل الأول و (ها) ضمير مفعول به (ثمّ) حرف عطف (تكون) مضارع مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هي (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حسرة) «1» وهو خبر تكون منصوب (ثمّ) حرف عطف (يغلبون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (الواو) عاطفة (الذين) مبتدأ (كفروا) مثل الأول (إلى جهنّم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحشرون) وعلامة الجرّ الفتحة (يحشرون) مثل يغلبون. والمصدر المؤوّل (أن يصدّوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ينفقون) . جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من حسرة- نعت تقدّم على المنعوت-.

الصرف:

وجملة: «ينفقون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يصدّوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «سينفقونها» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكون.. حسرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة سينفقونها. وجملة: «يغلبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون ... وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين كفروا. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يحشرون» في محلّ رفع محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . الصرف: (حسرة) صدر مرّة من حسر على الشيء يحسر باب تعب، وزنه فعلة بفتح الفاء، أو هو مصدر الفعل الثلاثيّ السماعيّ، وثمّة مصدر آخر هو حسرة بفتحتين، أو هو اسم مصدر لفعل تحسّر الخماسيّ. [سورة الأنفال (8) : آية 37] لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (37) الإعراب: (اللام) للتعليل (يميز) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الخبيث) مفعول به منصوب (من الطّيب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يميز) .

والمصدر المؤوّل (أن يميز) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحشرون) أو ب (يغلبون) في الآية السابقة ... و (الخبيث) بمعنى الكافر و (الطّيب) بمعنى المؤمن. (الواو) عاطفة (يجعل) مضارع منصوب معطوف على (يميز) ، والفاعل هو (الخبيث) مثل الأول (بعض) بدل من الخبيث- بعض من كلّ- و (الهاء) ضمير مضاف إليه (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق بالمفعول الثاني لفعل جعل «1» ، (الفاء) عاطفة (يركم) مثل يجعل ومعطوف عليه (الهاء) ضمير مفعول به (جميعا) حال منصوبة من ضمير الغائب في (يركمه) ، (الفاء) عاطفة (يجعله) مثل يركمه (في جهنّم) مثل الى جهنّم «2» ومتعلّق ب (يجعل) ، (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... و (الكاف) للخطاب (هم) ضمير فصل «3» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك، مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يميز الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يميز الله. وجملة: «يركمه» لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل. وجملة: «يجعله» لا محلّ لها معطوفة على جملة يركمه. وجملة: «أولئك ... الخاسرون» لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.

_ (1) أو متعلّق بالفعل جعل، أو بمحذوف حال إذا كان الفعل متعدّيا لواحد. (2) في الآية (36) من هذه السورة. (3) أو هو مبتدأ خبره الخاسرون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 38 إلى 40]

[سورة الأنفال (8) : الآيات 38 الى 40] قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (إن) حرف شرط جازم (ينتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (يغفر) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم جواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (قد) حرف تحقيق (سلف) فعل ماض والفاعل هو وهو العائد «1» (الواو) عاطفة (إن يعودوا) مثل إن ينتهوا ومعطوفة عليه (الفاء) تعليليّة (قد مضت) مثل قد سلف، والبناء على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث (سنّة) فاعل مرفوع (الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إن ينتهوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يغفر لهم» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «قد سلف» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» .

_ (1، 2) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، والجملة نعت لها في محلّ رفع.

وجملة: «إن يعودوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إن ينتهوا. وجملة: «قد مضت سنّة ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن يعودوا ننتقم منهم لأنه قد مضت سنّة الأولين «1» . (الواو) عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (لا) نافية (تكون) مضارع تامّ منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (فتنة) فاعل تكون مرفوع. والمصدر المؤوّل (ألّا تكون فتنة) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوهم) . (الواو) عاطفة (يكون الدين) مثل تكون فتنة ومعطوف عليه «2» (كلّ) توكيد للدين مرفوع مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الدين «3» ، (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (انتهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل، (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدري «4» (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر إنّ مرفوع.

_ (1) يجوز جعل الجملة جوابا للشرط في محلّ جزم. (2، 3) يجوز أن يكون الفعل ناقصا و (الدين) اسمه و (لله) خبره ... وانظر الآية (193) من سورة البقرة. (4) أو هو اسم موصول أو نكرة موصوفة، والجملة بعده إنا صلة وإمّا نعت والعائد محذوف.

والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بصير) . وجملة: «قاتلوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل للذين ... وجملة: «لا تكون فتنة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يكون الدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «إن انتهوا» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره جازاهم الله. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر. وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (الواو) عاطفة (إن تولّوا) مثل إن انتهوا (الفاء) تعليليّة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ الله مولى) مثل إنّ الله بصير و (كم) ضمير مضاف إليه (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (المولى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف ... والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الله (الواو) عاطفة (نعم النصير) مثل نعم المولى. والمصدر المؤوّل (أنّ الله مولاكم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. وجملة: «إن تولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن انتهوا. وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المحذوف أي إن تولّوا فلا تخشوا بأسهم لأنّ الله مولاكم ... أو الجملة جواب الشرط في محلّ جزم.

الصرف:

وجملة: «نعم المولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «نعم النصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة نعم المولى. الصرف: (سنّة) ، اسم بمعنى الطريقة أو السيرة أو الشريعة وزنه فعلة بضم فسكون وعينه ولامه من حرف واحد. (مضت) فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الفعل لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة وزنة فعت.

_ (1) يجوز أن يكون (مولاكم) عطف بيان من لفظ الجلالة وجملة نعم المولى خبر أنّ ونعم النصير معطوفة عليها.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 41 إلى 42]

الجزء العاشر بقية سورة الأنفال من الآية 41- إلى الآية 75 وسورة التوبة من الآية 1- إلى الآية 94 [سورة الأنفال (8) : الآيات 41 الى 42] وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اعلموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- واسمه ضمير

الشأن محذوف (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم «1» ، (غنمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (من شيء) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول غنمتم «2» . والمصدر المؤوّل (أنّ ما غنمتم ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أنّ) مثل الأول «3» ، (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أنّ (خمس) اسم أنّ منصوب و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّ لله خمسة ... ) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره حكمه أي حكمه كون الخمس لله «4» . (الواو) عاطفة في خمسة المواضع الآتية (الرسول، ذي، اليتامى، المساكين، ابن) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة بإعادة الجارّ في الرسول وذي ... وعلامة الجرّ في ذي الياء وفي اليتامى الكسرة المقدرة على الألف، (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (السبيل) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقض- ناسخ- مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان (آمنتم) مثل غنمتم (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنتم) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف

_ (1) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول اسم أنّ، وما بعد الفاء خبر، وزيدت الفاء في الخبر لمشابهة ما للشرط. (2) أو هو تمييز ل (ما) . (3) يجوز في مثل هذا التركيب كسر همزة (أنّ) أيضا. [.....] (4) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل مبتدأ والخبر محذوف أي: أنّ لله خمسه واجب.

على لفظ الجلالة (أنزلنا) فعل ماض وفاعله (على عبد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلنا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفرقان) مضاف إليه مجرور (يوم) ظرف بدل من الأول منصوب (التقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الجمعان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (الواو) اعتراضيّة- أو استئنافيّة- (الله) مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «غنمتم من شيء» في محلّ رفع خبر أنّ «1» . وجملة: « (حكمه) أنّ لله خمسة» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «كنتم آمنتم بالله ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره فاعلموا، أو فامتثلوا ... وجملة: «آمنتم ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «التقى الجمعان» في محلّ جر بإضافة (يوم) إليها. وجملة: (الله ... قدير) لا محلّ لها استئنافيّة. (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل من كلمة يوم «2» ، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بالعدوة) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو هو اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا ... هذا ويجوز تعليقه كظرف بقدير.

بخبر محذوف (الدنيا) نعت للعدوة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (هم بالعدوة القصوى) مثل أنتم بالعدوة الدنيا (الواو) عاطفة (الركب) مبتدأ مرفوع (أسفل) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أسفل) . (الواو) استئنافيّة (لو) شرط غير جازم (تواعدتم) مثل غنمتم (اللام) رابطة لجواب لو (اختلفتم) مثل غنمتم (في الميعاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلفتم) ، (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (اللام) للتعليل (يقضي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أمرا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يقضي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف تقديره جمعكم «1» . (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مفعولا) خبر كان منصوب (ليهلك) مثل ليقضي (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (هلك) فعل ماض، والفاعل هو (عن بيّنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهلك) ، (الواو) عاطفة (يحيا) مضارع منصوب معطوف على يهلك وعلامة النصب والفتحة المقدّرة على الألف (من حيّ عن بيّنة) مثل من هلك عن بيّنة، والجارّ متعلّق ب (يحيا) . والمصدر المؤوّل (أن يهلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مفعولا) «2» .

_ (1) أو تقديره لم تتواعدوا ليقضي الله أمرا. (2) يجوز أن يكون بدلا من المصدر المؤوّل (أن يقضي) بإعادة الجارّ فيتعلّق بما تعلّق به الأول.

والمصدر المؤوّل (أن يحيا) في محلّ جرّ باللام المقدّرة متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل أن يهلك فهو معطوف عليه. (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد (سميع) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «أنتم بالعدوة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم بالعدوة القصوى» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم بالعدوة. وجملة: «الركب أسفل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم بالعدوة. وجملة: «تواعدتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اختلفتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يقضي الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كان مفعولا» في محلّ نصب نعت ل (أمرا) . وجملة: «يهلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «هلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يحيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهلك. وجملة: «حيّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «إنّ الله لسميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (أنّ ما) رسمت في المصحف موصولة وكان حقّها الفصل، وقد ثبت فصلها في بعض المصاحف. (خمس) ، اسم للجزء من خمسة أجزاء، وزنه فعل بضمّتين، جمعه أخماس على وزن أفعال. (العدوة) ، اسم بمعنى جانب الوادي أو حافّته، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين. (القصوى) ، مؤنّث أقصى، والواو فيه أصليّة، ولفظه خارج عن أصل القياس، إذ قياس الاستعمال أن يكون قصيا لأنّه صفة كدنيا وعليا.. وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الاسم والصفة، وزنه فعلى بضمّ فسكون، وأقصى وزنه أفعل، وأصله أقصو، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (الركب) ، اسم جمع وقيل جمع راكب في المعنى لا في اللفظ لأننا نقول في تصغيره ركيب. وزنه فعل بفتح فسكون. (الميعاد) ، مصدر ميميّ- غير قياسيّ- بمعنى المواعدة، وأصله موعاد، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء ففيه إعلال بالقلب. البلاغة 1- فن الاستدراك: في قوله تعالى «وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا» حيث بين الله سبحانه وتعالى أن غلبتهم في مثل هذه الحال ليست إلا صنعا من الله سبحانه، ودليلا على أن ذلك أمر لم يتيسر إلا بحوله وقوته وباهر قدرته، وذلك أن العدوة القصوى التي أناخ بها المشركون كان فيها الماء، وكانت أرضا لا بأس بها. ولا ماء بالعدوة الدنيا وهي رخوة ذات حجرة تسوخ فيها الأرجل. 2- الاستعارة: في قوله تعالى «لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ

الفوائد

بَيِّنَةٍ» حيث أستعير الهلاك والحياة للكفر والإسلام، أي ليصدر كفر من كفر عن وضوح بينة، لا عن مخالجة شبهة، حتى لا تبقى له على الله حجة، ويصدر إسلام من أسلم أيضا من يقين وعلم بأنه دين الحق الذي يجب الدخول فيه والتمسك به. الفوائد ورد في هذه الآية الكريمة بيان لتقسيم الغنائم، فهي خمسة أخماس: لله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. اختلف العلماء هل الغنيمة والفيء شيء واحد؟ أم هما يختلفان. والصحيح أنهما مختلفان. فالفيء ما أخذ من أموال الكفار بغير إيجاف خيل ولا ركاب. والغنيمة، ما أخذ من أموالهم على سبيل القهر، فذكر سبحانه وتعالى في هذه الآية حكم الغنيمة فهي خمسة أخماس ... 1- لله: وقد ذكر أكثر المفسرين والفقهاء أن لله افتتاح كلام على سبيل التبرك. وقال العلماء: سهم الله وسهم رسوله واحد. والغنيمة تقسم خمسة أخماس، أربعة أخماسها لمن قاتل وأحرزها، والخمس الباقي لخمسة أصناف ذكرهم الله تعالى. وسهم الله ورسوله في حياته يقسمه فيما يرى من المصالح، أما بعد وفاته فهو لمصالح المسلمين وما فيه قوة الإسلام. وهذا قول الشافعي وأحمد. 2- وَلِذِي الْقُرْبى: يعني وأن سهما من خمس الخمس لذوي القربى، وهم أقارب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهم بنو هاشم وبنو المطلب، حسب قول الإمام الشافعي، مستندا لحديث في صحيح البخاري. 3- اليتامى: وهم الأطفال الصغار من المسلمين لا أب لهم. 4- المساكين: وهم أهل الفاقة والحاجة من المسلمين. 5- ابن السبيل: هو المسافر البعيد عن ماله، فيعطى من خمس الخمس مع الحاجة إليه. هذا تقسيم الخمس، أما باقي الغنيمة فيعطى للمقاتلين: للفارس ثلاثة أسهم سهمان لفرسه وسهم له، ويعطى الراجل سهما واحدا. هذا قول أكثر

[سورة الأنفال (8) : آية 43]

أهل العلم ومنهم الثوري والأوزاعي ومالك والشافعي وابن المبارك وأحمد واسحق، وقال أبو حنيفة: يعطى للفارس سهمان وللراجل سهم. تقديم الخبر على المبتدأ: ورد في هذه الآية قوله تعالى (فإن لله خمسه) والملاحظ أن اسم إن تأخر وتقدم خبرها الذي هو شبه جملة (شبه الجملة تعني الظرف أو الجار والمجرور) وعلى هذا فإننا نعرب (لله) جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره مستقر أو استقر ونعرب خمسه اسم إن مؤخر. وتكميلا للفائدة فإننا سنعرض الحالات التي يتقدم فيها الخبر على المبتدأ وجوبا وهي: 1- إذا كان المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة كقوله تعالى وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ. 2- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر كقولنا (في الدار ساكنها) وذلك كي لا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة. 3- إذا كان الخبر من أسماء الصدارة كأسماء الاستفهام كقوله تعالى (أَيْنَ الْمَفَرُّ؟) . 4- إذا كان الخبر مقصورا على المبتدأ كقولنا: ما شاعر إلا أنت فقد قصرنا المخاطب على صفة الشاعرية التي لا ينازعه بها أحد. [سورة الأنفال (8) : آية 43] إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (43) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لمحذوف تقديره اذكر (يريك) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (الكاف) ضمير مفعول به أوّل و (هم) ضمير مفعول به ثان (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في منام) جارّ ومجرور متعلّق ب (يري) ،

الصرف:

و (الكاف) ضمير مضاف إليه (قليلا) مفعول به ثالث منصوب (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير مفعول أوّل و (هم) ضمير مفعول ثان، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (كثيرا) مفعول به ثالث منصوب (اللام) رابطة لجواب الشرط (فشلتم) مثل آمنتم «1» ، (الواو) عاطفة (لتنازعتم) مثل لفشلتم (في الأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنازعتم) ، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه للفعل- ناسخ-، و (الهاء) ضمير اسم إنّ (عليم) خبر إنّ مرفوع (بذات) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) (الصدور) مضاف إليه مجرور. جملة: «يريكهم الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لو أراكهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يريكهم. وجملة: «فشلتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تنازعتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فشلتم. وجملة: «لكنّ الله سلّم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أراكهم. وجملة: «سلّم» في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (منامك) ، مصدر ميميّ من فعل نام الثلاثيّ بمعنى النوم، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب، أصله منوم بسكون النون وفتح الواو- ثم نقلت حركة الواو وهي الفتحة الى النون- ثمّ قلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل بعد فتح فأصبح مناما.

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة.

الفوائد

الفوائد همزة التعدية: ورد في هذه الآية قوله تعالى إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا فنحن نعلم بأن الفعل رأى يتعدى إلى مفعولين، ولكنه في هذه الآية تعدى إلى ثلاثة مفاعيل هي الكاف مفعول أول، والهاء مفعول ثان، وقليلا مفعول ثالث. وسبب ذلك دخول همزة التعدية على هذا الفعل، فأصله رأى يرى، وعند دخول همزة التعدية أصبح أرى يرى كما أن هذه الهمزة إذا دخلت على اللازم تجعله متعديا لفعل واحد، كقوله تعالى وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى فالفعلان نزل وخرج لازمان ولكنهما أصبحا متعديين لدخول الهمزة. وكذلك المتعدي لمفعول يصبح متعديا لمفعولين مثل: أربحتك الجائزة، فالكاف مفعول أول، والجائزة مفعول ثان، وكذلك إذا كان متعديا لمفعولين يصبح متعديا لثلاثة كما مر في الآية الكريمة. [سورة الأنفال (8) : آية 44] وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) الإعراب: (الواو) عاطفة (إذ يريكموهم ... قليلا) مثل إذ يريكم قليلا «1» ، والواو في الفعل زائدة هي حركة إشباع الميم، والفاعل هو أي الله (إذ) ظرف مبنيّ متعلّق ب (يري) - ومعناه ماض لأنّه حكاية القوم المتحاربين (التقيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (في أعين) جارّ ومجرور متعلّق ب (قليلا) وهو حال منصوبة من الهاء في (يريكموهم) «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقلّل) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (في أعينهم) مثل في أعينكم

_ (1) في الآية (43) السابقة. (2) لأنّ الرؤية بصريّة هنا.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 45 إلى 47]

متعلّق ب (يقلل) ، (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) مرّ إعرابها «1» . والمصدر المؤوّل (أن يقضي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يقلّلكم) أو بفعلي (يريكموهم ويقللكم) . (الواو) استئنافيّة (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ترجع) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأمور) نائب الفاعل مرفوع. جملة: «يريكموهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «التقيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقلّلكم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يريكموهم. وجملة: «يقضي الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كان مفعولا» في محلّ نصب نعت ل (أمرا) . وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الأنفال (8) : الآيات 45 الى 47] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) الإعراب: (يا) حرف نداء (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على

_ (1) في الآية (42) من هذه السورة.

الضمّ في محلّ نصب ... و (ها) للتنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (لقيتم) مثل التقيتم «1» ، (فئة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تثبتوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل اثبتوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير اسم لعلّ (تفلحون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «يأيّها الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لقيتم ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة: «اثبتوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اثبتوا. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الواو) عاطفة (أطيعوا الله) مثل اذكروا الله (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تنازعوا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى

_ (1) في الآية (44) السابقة.

التاءين وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) فاء السببيّة (تفشلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (وتذهب) مضارع منصوب معطوف على (تفشلوا) ، (ريح) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تفشلوا) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من معنى النهي السابق أي لا يكن منكم تنازع ففشل. (الواو) عاطفة (اصبروا) مثل اثبتوا (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط اثبتوا. وجملة: «لا تنازعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الله. وجملة: «تفشلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تذهب ريحكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تفشلوا. وجملة: «اصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا. وجملة: «إنّ الله مع الصابرين» لا محلّ لها تعليليّة. (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (تكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو ضمير اسم تكون (الكاف) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكونوا (خرجوا) مثل آمنوا (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خرجوا) ، و (هم)

الصرف:

ضمير مضاف إليه (بطرا) حال منصوبة «1» (الواو) عاطفة (رئاء) معطوف على (بطرا) منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يصدّون) مثل تفلحون (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعملون) مثل تفلحون (محيط) خبر المبتدأ مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (محيط) . وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تنازعوا. وجملة: «خرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يصدّون ... » في محلّ نصب معطوفة على الحال المفردة بطرا «2» . وجملة: «الله ... محيط» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «3» . الصرف: (تنازعوا) ، حذفت إحدى التاءين في الفعل للتخفيف وأصله تتنازعوا. (بطرا) ، مصدر سماعيّ لفعل بطر يبطر باب فرح، ووزنه فعل بفتحتين.

_ (1) أو مفعول لأجله منصوب. (2) إذا أوّلت الجملة بمصدر- وهو بعيد- كان المصدر المؤوّل مفعولا لأجله بالعطف في محلّ نصب. (3) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول حذف منه العائد والجملة صلته أي بما يعملونه ...

البلاغة

البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» أي تذهب دولتكم وشوكتكم، فإنها مستعارة للدولة من حيث إنها في تمشي أمرها ونفاذه مشبهة بها في هبوبها وجريانها. [سورة الأنفال (8) : آية 48] وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (زيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (زيّن) ، (الشيطان) فاعل مرفوع (أعمال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قال) مثل زيّن، والفاعل هو (لا) نافية للجنس (غالب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لكم) مثل لهم متعلّق بمحذوف خبر لا (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بخبر لا «1» (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (لكم) ، والعامل هو معنى النفي، (الواو) عاطفة (إنّ) حرف توكيد ونصب و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (جار) خبر مرفوع (لكم) مثل لهم متعلّق ب (جار) . (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط متعلّق ب (نكص) ، (تراءت) فعل

_ (1) لا يجوز أن يكون اليوم متعلّقا ب (غالب) ، ولا يجوز أن يكون (من الناس) حالا من غالب، لأن اسم لا إذا عمل أعرب. [.....]

ماض.. و (التاء) للتأنيث (الفئتان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (نكص) مثل زيّن، والفاعل هو (على عقبي) جارّ ومجرور متعلّق ب (نكص) «1» ، وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قال) مثل زيّن (إنّي بريء منكم) مثل إنّي جار لكم (إنّي) مثل الأول (أرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم الموصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» ، (لا) حرف نفي (ترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إنّي أخاف الله) مثل إنّي أرى ما ... (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة. (الله شديد) مثل الله محيط «3» ، (العقاب) مضاف إليه مجرور. جملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زيّن. وجملة: «قال..» في محلّ جرّ نصب مقول القول. وجملة: «لا غالب لكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي جار لكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا غالب لكم «4» . وجملة: «تراءت الفئتان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نكص ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لمّا) . وجملة: «قال.. (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكص. وجملة: «إنّي بريء منكم» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو هو في محلّ نصب حال. (2) يجوز أن يكون نكرة بمعنى شيء. (3) في الآية السابقة (47) . (4) يجوز أن تكون حالا بعد واو الحال أي لا أحد يغلبكم وأنا جار لكم أي مجير.

البلاغة

وجملة: «إنّي أرى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أرى ما لا ترون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا ترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها استئناف لتأكيد الأول. وجملة: «أخاف الله ... » في محلّ رفع خبر (إنّ) . وجملة: «الله شديد ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ» أي رجع القهقرى فإن النكوص كان عند التلاقي لا عند الترائي، ففي الكلام استعارة تمثيلية، شبه بطلان كيده بعد تزيينه بمن رجع القهقرى عما يخافه كأنه قيل: لما تلاقتا بطل كيده وعاد ما خيل إليهم أنه مجيرهم سبب هلاكهم. الفوائد الأداة (لمّا) . ورد في هذه الآية قوله تعالى فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وردت كلمة (لما) في الآية الكريمة وهي ظرف بمعنى حين، وتعرب حرف وجود لوجود أو حرف وجوب لوجوب. وسنورد فيما يلي الأحوال المختلفة لهذه الكلمة: 1- تختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا ونفيها مستمر إلى زمن التكلم كقوله تعالى بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ وقوله تعالى وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ. 2- وتختص بالماضي فتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود الأولى، نحو «لما

_ (1) يجوز عطفها على جملة مقول القول بكونها من تتمة كلام الشيطان.

[سورة الأنفال (8) : آية 49]

جاءني أكرمته» ويقال فيها حرف وجود لوجود. وبعضهم يقول حرف وجوب لوجوب، وزعم ابن السراج وتبعه الفارسي وتبعهما ابن جني وتبعهم جماعة أيضا أنها ظرف بمعنى حين، وقال ابن مالك بمعنى إذ وهو حسن، لأنها مختصة بالماضي بالإضافة إلى الجملة. ويكون جوابها فعلا ماضيا اتفاقا، كقوله تعالى فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وجملة مقرونة بإذا الفجائية، كقوله تعالى فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ. 3- وتأتي حرف استثناء فتدخل على الجملة الاسمية، كقوله تعالى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ وتدخل على الماضي لفظا لا معنى نحو: (أنشدك الله لما فعلت) أي ما أسألك إلا فعلك. [سورة الأنفال (8) : آية 49] إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) الإعراب: (إذ) بدل من السابق في محلّ نصب (يقول) مضارع مرفوع (المنافقون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الفاعل (في قلوب) جارّ ومجرور خبر مقدّم و (هم) ضمير مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع (غرّ) فعل ماض (ها) للتنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم، (دين) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتوكّل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عزيز) خبر إنّ مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.

[سورة الأنفال (8) : آية 50]

جملة: «يقول المنافقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «في قلوبهم مرض» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «غرّ هؤلاء دينهم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من يتوكّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوكّل على الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه مضمون الكلام بعده أي يغلب. وجملة «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أو تفسير له. [سورة الأنفال (8) : آية 50] وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (50) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر أنت، ومفعوله محذوف أي الكفرة أو حالهم (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ترى) «2» (يتوفّى) (الذين) مضارع مرفوع مثل ترى ... موصول مفعول به مقدّم (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الملائكة) فاعل مرفوع «3» ، (يضربون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل) (وجوه) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أدبارهم) مثل وجوههم ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (ذوقوا) فعل أمر

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) لأنه في معنى الماضي. (3) يجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة يضربون، والجملة حال، وفاعل (يتوفّى) ضمير يعود على الله.

[سورة الأنفال (8) : آية 51]

مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الحريق) مضاف إليه مجرور. جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوفّى ... الملائكة» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يضربون ... » في محلّ نصب حال من الملائكة. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي يقولون لهم ذوقوا ... والجملة المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على جملة يضربون. وجواب (لو) محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما. [سورة الأنفال (8) : آية 51] ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51) الإعراب: (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى التعذيب، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (قدّمت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ما قدّمت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. و (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة

_ (1) أو اسم موصول أو نكرة موصوفة، في محلّ جرّ، والعائد محذوف ... والجملة إمّا صلة وإمّا نعت.

البلاغة

اسم أنّ منصوب (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الباء) حرف جرّ زائد (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (اللام) زائدة للتقوية (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به للمبالغة ظلّام. والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (ما قدّمت) . وجملة: «ذلك بما قدّمت أيديكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قدّمت أيديكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ليس بظلّام ... » في محلّ رفع خبر أنّ. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله «بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ» تقديم الأيدي مجاز عن الكسب والفعل، أي ذلك واقع بسبب ما كسبتم من الكفر والمعاصي، والعلاقة السببية لأن اليد آلة النعمة كما استعملت مجازا بمعنى النعمة. 2- قوله تعالى «وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» عدل عن ظالم الى ظلّام، وقد كان ظاهر الكلام يقضي بنفي الأدنى لأنه أبلغ من نفي الأعلى، لأن نفي الأعلى لا يستلزم نفي الأدنى، وبالعكس، ولكنه عدل عن ذلك لأجل العبيد أو لأن العذاب من العظم بحيث لولا الاستحقاق لكان المعذب بمثله ظلاما بليغ الظلم متفاقمه. [سورة الأنفال (8) : آية 52] كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (52) الإعراب: (كدأب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ

البلاغة

محذوف تقديره دأب هؤلاء (آل) مضاف إليه مجرور (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف بحرف العطف على آل فرعون (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (هم) ضمير مضاف إليه مثل السابق «1» ، (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أخذ) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) والباء للسبيّة و (هم) مضاف إليه (إنّ الله قويّ شديد) مثل إنّ الله عزيز حكيم «2» ، (العقاب) مضاف إليه مجرور. جملة: « (دأبهم) كدأب آل فرعون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أخذهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «إنّ الله قويّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ بيان أن ما حلّ بهم من العذاب بسبب كفرهم لا بشيء آخر، حيث شبه حالهم بحال المعروفين بالإهلاك لذلك، لزيادة تقبيح حالهم، وللتنبيه على أن ذلك سنة مطردة فيما بين الأمم المهلكة. [سورة الأنفال (8) : آية 53] ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)

_ (1) في الآية (50) من هذه السورة. (2) في الآية (49) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (ذلك) مثل السابق «1» ، (الباء) حرف جرّ (أنّ الله) مرّ إعرابها «2» ، (لم) حرف نفي جزم (يك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الله (مغيّرا) خبر يك منصوب (نعمة) مفعول به لاسم الفاعل (مغيّرا) ، (أنعم) فعل ماض، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنعم) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغيّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يغيّروا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (مغيّرا) ، (الواو) عاطفة (أنّ الله سميع عليم) مثل إنّ الله عزيز حكيم «3» . والمصدر المؤوّل (أنّ الله لم يك ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. والمصدر المؤوّل (أنّ الله سميع ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله لم يك ... ) جملة: «ذلك بأنّ الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يك ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «أنعمها ... » في محلّ نصب نعت لنعمة. وجملة: «يغيّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1، 2) في الآية (51) من هذه السورة. (3) في الآية (49) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (يك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم لأنه فعل معتلّ أجوف، حذفت عينه، أصله يكون. وفيه حذف النون تخفيفا «1» ، وزنه يف. (مغيّرا) ، اسم فاعل من غيّر الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. الفوائد حذف النون تخفيفا من (يكن) : ورد في هذه الآية قوله تعالى ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ الملاحظ بأن النون حذفت من يكن في قوله تعالى لَمْ يَكُ وقد أجاز النحويون حذف النون من يكن للتخفيف بشروط: 1- أن يكون الفعل مجزوما بالسكون أي غير متصل بضمير. 2- ألا تكون الكلمة التي تليها مبدوءة بساكن مثل: لم يكن الله ليغفر لهم، ففي هذا الموضع لا يجوز حذف النون. وقد ورد ذلك كثيرا في القرآن الكريم، كقوله تعالى وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا فأقول في إعرابها أك فعل مضارع ناقص يرفع الأول وينصب الثاني، مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون المقدرة على النون المحذوفة للتخفيف. [سورة الأنفال (8) : آية 54] كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ (54) الإعراب: (كدأب آل فرعون ... بذنوبهم) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (الواو) عاطفة (أغرقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) ضمير فاعل،

_ (1) تحققت شروط الحذف فيه وهي: المضارع المجزوم المتلوّ بحرف متحرّك. [.....] (2) في الآية (52) من هذه السورة.

[سورة الأنفال (8) : الآيات 55 إلى 57]

ومثله (أهلكنا) قبلة، (آل) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ-، والواو اسم كان في محلّ رفع (ظالمين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: (دأبهم) كدأب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أهلكناهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا. وجملة: «أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكناهم. وجملة: «كلّ كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا ظالمين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) . [سورة الأنفال (8) : الآيات 55 الى 57] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (شرّ) اسم إنّ منصوب (الدوابّ) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق باسم التفضيل شرّ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) موصول في محلّ رفع خبر إنّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الفاء) تعليليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) حرف نفي (يؤمنون) مضارع

_ (1) جاز الابتداء بالنكرة لأنها على نيّة الإضافة أي كلّ آل فرعون والذين من قبلهم ... ولأنّها تدلّ على عموم

مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «إنّ شرّ الدوابّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم لا يؤمنون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (الذين) بدل من الأول «1» ، (عاهدت) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من العائد المحذوف «2» ،، (ثمّ) حرف عطف (ينقضون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (عهد) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقضون) ، (مرّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هم لا يتّقون) مثل هم لا يؤمنون. وجملة: «عاهدت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم لا يتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون «3» . وجملة: «لا يتّقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (الفاء) عاطفة «4» ، (إن) حرف شرط جازم (ما) حرف زائد (تثقفنّ)

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، أو مبتدأ خبره جملة إمّا تثقفنّهم.. ودخلت الفاء لشبه المبتدأ بالشرط. هذا ويجوز قطعه عن الصفة للذمّ فيكون في محلّ نصب. (2) أو بالفعل عاهدت بتضمينه معنى أخذت. أو تكون (من) تبعيضيّة. (3) ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال بعد واو الحال. (4) أو هي زائدة في الخبر لأنّ المبتدأ شابه الشرط.

[سورة الأنفال (8) : آية 58]

مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) للتوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هم) مفعول به (في الحرب) جارّ ومجرور متعلّق ب (تثقفنّهم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (شرّد) فعل أمر، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شرّ) والباء سببيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (هم) ضمير مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير اسم لعلّ في محلّ نصب (يذّكّرون) مثل يؤمنون. وجملة: «تثقفنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ شرّ الدواب. وجملة: «شرّد بهم» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «لعلّهم يذّكّرون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «يذّكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأنفال (8) : آية 58] وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ (58) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إمّا تخافنّ) مثل إمّا تثقفنّ «1» (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من خيانة- نعت تقدّم على المنعوت- (خيانة) مفعول به منصوب (فانبذ إليهم) مثل فشرّد بهم «2» ، ومفعول انبذ محذوف أي العهد (على سواء) جارّ ومجرور حال من الفاعل والمفعول معا أي حال كونكم مستوين معهم أو حال كونهم مستوين معكم ... في العلم

_ (1، 2) في الآية (56) من هذه السورة.

الصرف:

بنقض العهد (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخائنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «تخافنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انبذ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله لا يحبّ ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «لا يحب الخائنين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (خيانة) ، مصدر سماعيّ لفعل خان يخون باب نصر، وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي خون بفتح الخاء وسكون الواو وخانة ... ثمّ مصدر ميميّ مخانة بفتح الميم. البلاغة 1- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فالخوف مستعار للعلم، أي وإما تعلمن من قوم معاهدين لك نقض عهد فيما سيأتي بما يلوح لك منهم من الدلائل «فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ» . 2- فن الإشارة: في قوله تعالى: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ وبعضهم يدرجه في باب الإيجاز لأنه تفرع عنه، ولكن قدامة فرعه من ائتلاف اللفظ مع المعنى، وشرحه هو أن يكون اللفظ القليل دالا على المعنى الكثير، حتى تكون دلالة اللفظ على المعنى كالإشارة باليد، فإنها تشير بحركة واحدة إلى أشياء كثيرة لو عبّر عنها بأسمائها احتاجت الى عبارة طويلة وألفاظ كثيرة. فقوله تعالى فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ تشير الى الأمر بالمقاتلة بنبذ العهد كما نبذوا عهدك، مع ما يدل عليه سال. مر بالمساواة في الفعل من العدل، فإذا أضفت الى ذلك ما تشير إليه كلمة خيانة من وجود معاهدة سابقة، تبين لك

الفوائد

ما انطوت عليه هذه الإشارات الخفية من دلالات كأنها أخذة السحر. الفوائد 1- متى ينقض العهد مع الكافرين؟ بينت هذه الآية حكما فقهيا، وهو جواز فسخ عقود الأمان مع الكفار، عند ما نخشى غدرهم وخيانتهم، كما فعل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) مع بني قريظة والنضير عند ما بدت خيانتهم، كما يجب إعلامهم بذلك الفسخ، حتى لا يبقى لوم على المسلمين، أما إن غدروا وخانوا العهد فلا يشترط إعلامهم، كما حصل لكفار مكة عند ما نقضوا صلح الحديبية، فإن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) سار إليهم دون أن يعلمهم. وقد ورد حديث بهذا الصدد يقول: عن سليم بن عامر عن رجل من حمير قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدرا، فإذا هو عمرو بن عنبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله فقال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشدّ عقدة ولا يحلّها حتى ينقضي أجلها، أو ينبذ إليهم على سواء فرجع معاوية. أخرجه أبو داود والترمذي. 2- ما (الزائدة) ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ نحن هنا بصدد (إما) وهي مؤلفة من إن الشرطيّة وما الزائدة وقال النحويون: إنه في هذه الحال يجوز توكيد الفعل وعدم توكيده، ولكن أسلوب القرآن الكريم جرى على توكيده. وترد ما الزائدة في كثير من المواضع سنذكر أهمها: 1- بعد إذا مثل قول الشاعر: إذا ما الملك سام الناس خسفا ... أبينا أن نقر الذل فينا 2- بعد بعض حروف الجر كالباء، مثل قوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ. وبعد عن، كقوله تعالى: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ. 3- وتزاد بين المتبوع ومتبوعه، كقوله تعالى: مَثَلًا ما بَعُوضَةً قال الزجاج:

[سورة الأنفال (8) : آية 59]

ما حرف زائد للتوكيد عند جميع البصريين وبعوضة بدل. 4- وتزاد بعد سيّ كقول امرئ القيس: ألا رب يوم لك منهن صالح ... ولا سيما يوم بدارة جلجل [سورة الأنفال (8) : آية 59] وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم و (النون) للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل «1» ، والمفعول الأول محذوف تقديره أنفسهم (كفروا) فعل ماض وفاعله (سبقوا) مثل كفروا (إنّ) حرف توكيد ونصب و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يعجزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «لا تحسبنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّهم لا يعجزون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يعجزون» في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الأنفال (8) : الآيات 60 الى 63] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)

_ (1) أجاز العكبريّ جعل الفاعل مقدرا أي (من خلفهم) أو (أحد) ، فالموصول يصبح مفعولا به أوّل.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أعدّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعدّوا) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (استطعتم) فعل ماض وفاعله (من قوّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف (الواو) عاطفة (من رباط) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به من قوّة (الخيل) مضاف إليه مجرور (ترهبون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترهبون) ، (عدوّ) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عدوّكم) معطوف على الأول منصوب ... و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (آخرين) معطوف على عدوّ الأول منصوب وعلامة النصب الياء (من دون) جارّ ومجرور نعت لآخرين و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (تعلمون) مثل ترهبون و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع و (هم) مثل السابق ... والمفعول الثاني للفعل محذوف تقديره فازعين أو محاربين، والظاهر أنّ الفعل الأول متعدّ لواحد أي لا تعرفونهم (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تنفقوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (من شيء) تمييز منصوب أو حال

منصوبة (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (تنفقوا) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يوفّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف العلة مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إليكم) مثل لهم متعلّق ب (يوفّ) ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع ... والواو نائب الفاعل. جملة: «أعدّوا لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استطعتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف تقديره استطعتموه. وجملة: «ترهبون به ... » في محلّ نصب حال من فاعل أعدّوا أو من مفعوله. وجملة: «لا تعلمونهم» في محلّ نصب نعت ثان لآخرين «1» . وجملة: «الله يعلمهم» في محلّ نصب نعت ثالث أو آخر «2» . وجملة: «يعلمهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يوفّ إليكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «أنتم لا تظلمون» في محلّ نصب حال من الضمير في (إليكم) .

_ (1) أو نعت لعدوّ وعدوّكم وآخرين معا. (2) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا لا محلّ لها.

وجملة: «لا تظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (جنحوا) ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل (للسلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جنحوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اجنح) فعل أمر، والفاعل أنت (لها) مثل لهم متعلّق ب (اجنح) ، (الواو) عاطفة (توكّل) مثل اجنح (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّل) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل «1» ، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «جنحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تنفقوا. وجملة: «اجنح لها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «توكّل ... » في محلّ جزم معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «إنّه هو السميع» لا محلّ لها تعليليّة. (الواو) عاطفة (إن يريدوا) أداة شرط وفعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون (أن) حرف مصدريّ ونصب (يخدعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (حسب) اسم انّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يخدعوك) في محلّ نصب مفعول به. (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره السميع، والجملة الاسميّة خبر إنّ.

في محلّ رفع خبر (أيّد) فعل ماض، والفاعل هو و (الكاف) مثل السابق (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّد) ، (والهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (بالمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ السابق فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «يريدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جنحوا. وجملة: «يخدعوك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّ حسبك الله» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة. وجملة: «أيدك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . (الواو) عاطفة (ألّف) مثل أيّد (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألّف) ، (قلوب) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (لو) حرف شرط غير جازم (أنفقت) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة (ما) حرف نفي (ألّفت) مثل أنفقت (بين قلوبهم) مثل الأول متعلّق ب (ألّفت) ، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (ألّف) مثل أيّد (بين) مثل الأول متعلّق ب (ألّف) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّه عزيز حكيم) مثل إنّ الله قويّ شديد «1» . وجملة: «ألّف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أيّدك. وجملة: «أنفقت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (52) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «ما ألّفت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لكنّ الله ألّف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ألّف ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «إنّه عزيز ... » لا محلّ لها في حكم التعليليّة. الصرف: (رباط) ، مصدر سماعيّ لفعل ربط الثلاثيّ، وليس هو مصدر الرباعيّ رابط لأنه هنا بمعنى الحبس.. وقال الزمخشريّ: الرباط اسم للخيل التي تربط في سبيل الله، ويجوز أن تسمّى بالرباط الذي هو المرابطة، ويجوز أن يكون جمع ربيط بمعنى مربوط، والمصدر هنا مضاف إلى مفعوله. وفي المصباح: الرباط اسم من رابط مرابطة إذا لازم ثغر العدو. (يوفّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذف منه الألف وزنه يقعّ. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ.. أي أعدوا لهم ما استطعتم من أسلحة، لأنها تعطي القوة والثقة في النفس والقدرة على القتال، فالقوة، هنا مسببة عن السلاح، فالعلاقة هنا المسببية. الفوائد التصوير الفني في القرآن الكريم: ورد في هذه الآية قوله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ السلم هو الصلح، وهو شيء معنوي، ولكن التعبير القرآني يجسده كأنما هو شيء محسوس، باستخدام الفعل (جنح) . ومن ناحية أخرى فإن الفعل جنح يرسم بجرسه

[سورة الأنفال (8) : آية 64]

ومعناه وما ينشئه في الخيال معنى الميل والعطف على الصلح والسلام، فهنا يبلغ التصوير والتجسيد منتهاه، ويتتبع الخيال صورة الصلح والميل نحوه كأنه حاضر ماثل. ولو حاولنا أن نستبدل بالفعل جنح فعلا آخر يرادفه أو يقاربه في المعنى لاختفت تلك الصورة وماتت فيها الحركة والحياة، ومن هنا يكمن السحر والإعجاز في كلام الله عز وجل، فقد جاء اختيار الكلمة أو الفعل أو الحرف في موضع هو له لا يمكن تبديله أو تغييره، وكأنما وضعت الكلمة بميزان، ونزلت في مكانها المخصص تنزيلا. [سورة الأنفال (8) : آية 64] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (النبيّ) بدل من أيّ أو عطف بيان له تبعه في الرفع لفظا (حسبك) مبتدأ مرفوع- و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على لفظ الجلالة «1» ، (اتّبع) فعل ماض، والفاعل هو و (الكاف) ضمير مفعول به (من المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الخطاب. وجملة: «النداء يأيّها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حسبك الله» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اتّبعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الفوائد قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره حسبك ... والواو لعطف الجمل.

[سورة الأنفال (8) : آية 65]

حسبك: مبتدأ، والكاف في محلّ جر بالإضافة، والله لفظ الجلالة خبر ويجوز حسبك خبر مقدم، والله لفظ الجلالة مبتدأ مؤخر. وقد عقد ابن هشام فصلا ذكر فيه متى نعرب الجملة مبتدأ وخبرا، أو خبرا ومبتدأ، فقال: يجب الحكم بابتدائية المقدم من الاسمين في ثلاث مسائل: 1- أن يكونا معرفتين تساوت رتبتهما نحو: (الله ربنا) أو اختلفت نحو (زيد الفاضل) و (الفاضل زيد) . هذا هو المشهور. وقيل: يجوز العكس. وقيل: المشتق خبر وإن تقدم نحو «القائم زيد» 2- أن يكونا نكرتين صالحتين للابتداء بهما نحو: «أفضل منك أفضل مني» 3- أن يكونا مختلفين تعريفا وتنكيرا والأول هو المعرفة، مثل: زيد قائم، وأما إن كان هو النكرة فإن لم يكن له ما يسوغ الابتداء به فهو خبر اتفاقا نحو: خز ثوبك، وذهب خاتمك.. وإن كان له مسوغ فهو كذلك عند الجمهور، وأما سيبويه فيعربه مبتدأ إن كان له مسوغ مثل: كم مالك، وخير منك زيد، وحسبنا الله. ويقول ابن هشام: ويتجه عندي جواز الوجهين. [سورة الأنفال (8) : آية 65] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (65) الإعراب: (يأيّها النبيّ) مرّ إعرابها «1» ، (حرّض) فعل أمر، والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إن) حرف شرط جازم (يكن) مضارع ناقص- ناسخ- «2» مجزوم فعل الشرط (من) حرف

_ (1) في الآية السابقة (64) . [.....] (2) أو تامّ فاعله عشرون.

جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر يكن «1» ، (عشرون) اسم يكن مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (صابرون) نعت ل (عشرون) مرفوع مثله (يغلبوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (مائتين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (إن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا) مثل الأولى (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (ألفا) ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بافعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قوم) خبر مرفوع (لا) نافية (يفقهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة النداء: «يأيّها النبيّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حرّض ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن يكن منكم عشرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو استئناف في سياق الجواب. وجملة: «يغلبوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يكن منكم مائة» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يكن منكم الأولى. وجملة: «يغلبوا (الثانية) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو متعلّق ب (يكن) التامّ، ويجوز أن يتعلّق بمحذوف حال من (عشرون) إذا كان الفعل تامّا.

الصرف:

وجملة: «يفقهون» في محلّ رفع نعت لقوم. والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يغلبوا) في الموضعين، أي بسبب كونهم جهلة. الصرف: (عشرون) ، اسم لأول أسماء العقود وهو ملحق بجمع المذكر وزنه فعلون بكسر فسكون. [سورة الأنفال (8) : آية 66] الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) الإعراب: (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (خفّف) وهو فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خفّف) ، (الواو) عاطفة (علم) مثل خفّف، والفاعل هو (أنّ) مثل السابق «1» (فيكم) مثل عنكم متعلّق بمحذوف خبر أنّ مقدّم (ضعفا) اسم أنّ مؤخّر منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ فيكم ضعفا) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم. (الفاء) استئنافيّة وإن يكن منكم ... يغلبوا ألفين) مثل نظيرتيهما «2» ، (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يغلبوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

_ (1، 2) في الآية السابقة (65) .

الصرف:

وجملة: «خفّف الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «علم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إن يكن منكم مائة ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «يغلبوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يكن منكم ألف» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يكن منكم (الأولى) . وجملة: «يغلبوا (الثانية) » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «الله مع الصابرين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ضعفا) ، مصدر سماعيّ لفعل ضعف يضعف باب نصر وباب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى من هذين البابين، فمن باب نصر يوجد ضعف بضمّ فسكون، ومن باب كرم يوجد ضعافة بفتح الضاد، وضعافية. [سورة الأنفال (8) : آية 67] ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) الإعراب: (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص- أو تامّ. منصوب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر يكون- أو ب (يكون) -، (أسرى) اسم يكون- أو فاعله- مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ رفع اسم كان. (حتّى) حرف غاية وجرّ (يثخن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يثخن) ، (تريدون) مضارع مرفوع، والفاعل الواو (عرض) مفعول به منصوب، (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الآخرة) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يثخن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بمحذوف خبر يكون الناقض- أو ب (يكون) التامّ. (الواو) استئنافيّة (الله) مثل الأول (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «ما كان لنبيّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكون له أسرى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يثخن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تريدون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله يريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تريدون. وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ» أصل معنى الثخانة الغلظ والكثافة في الأجسام، ثم أستعير للمبالغة في القتل والجراحة، لأنها لمنعها

الفوائد

من الحركة صيرته كالثخين الذي لا يسيل، وقيل: ان الاستعارة مبنية على تشبيه المبالغة المذكورة بالثخانة في أن كل منهما شدة في الجملة. الفوائد فداء أسرى بدر: روى عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم بدر، جيء بالأسرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ما تقولون في هؤلاء، فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأن بهم، لعل الله أن يتوب عليهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار، وقال عمر: يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فدعنا نضرب أعناقهم، مكّن عليّا من عقيل فيضرب عنقه، ومكّن حمزة من العباس فيضرب عنقه، ومكني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر، فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فلم يجبهم، ثم دخل فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس، يأخذ بقول عمر، ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فقال: إن الله ليليّن قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن، ويشد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم، قال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، ومثلك يا عمر مثل نوح، قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) اليوم أنتم عالة، فلا يفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق، قال ابن عباس: قال عمر: فهوي رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت. وفي الغد نزل الوحي على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يحمل هذه الآية: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [سورة الأنفال (8) : آية 68] لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68) الإعراب: (لولا) حرف شرط غير جازم «1» ، (كتاب) مبتدأ مرفوع

_ (1) حرف امتناع لوجود.

البلاغة

على حذف مضاف أي حكم كتاب، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (من الله) جارّ ومجرور نعت لكتاب «1» ،، (سبق) فعل ماض، والفاعل هو (اللام) رابطة لجواب لولا (مسّ) مثل سبق و (كم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ متعلّق ب (مسّكم) ، والعائد محذوف أي أخذتموه (أخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (عذاب) فاعل مسّكم (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله. جملة: «كتاب من الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سبق» في محلّ رفع نعت ثان لكتاب. وجملة: «مسّكم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أخذتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . البلاغة فن التعليل: في قوله تعالى «لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» وفن التعليل هو أن يريد المتكلم ذكر حكم واقع أو متوقع، فيقدم قبل ذكره علة وقوعه لكون رتبة العلة التقدم على المعلول، وهنا في الآية الكريمة لولا حكم منه تعالى سبق إثباته في اللوح المحفوظ وهو أن لا يعاقب قوما قبل تقديم ما يبين لهم أمرا أو نهيا. [سورة الأنفال (8) : آية 69] فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) الإعراب: (الفاء) عاطفة (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) مثل السابق «2» متعلّق ب

_ (1) أو متعلّق ب (سبق) . (2) في الآية السابقة (68) .

[سورة الأنفال (8) : الآيات 70 إلى 71]

(كلوا) ، (غنمتم) مثل أخذتم «1» ، (حلالا) حال منصوبة «2» من العائد المقدّر (طيّبا) حال ثانية منصوبة أو نعت ل (حلالا) منصوب «3» ، (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل كلوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «كلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة هي سبب لها أي: قد أبحت لكم الغنائم فكلوا ممّا غنمتم. وجملة: «غنمتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليل لقول كلوا ... واتّقوا. [سورة الأنفال (8) : الآيات 70 الى 71] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) الإعراب: (يأيّها النبيّ) مرّ إعرابها «4» ، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) ، (في أيدي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من، وعلامة الجرّ

_ (1) في الآية السابقة (68) . (2) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته أي أكلا حلالا. (3) انظر الآية (168) من سورة البقرة ففيها مزيد من أوجه الإعراب. (4) في الآية (64) من هذه السورة.

الكسرة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه (من الأسرى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الموصول «1» وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (إن) حرف شرط جازم (يعلم) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان و (كم) ضمير مضاف إليه (خيرا) مفعول به منصوب (يؤت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (خيرا) مفعول به ثان منصوب (ممّا) مرّ إعرابه «2» متعلّق باسم التفضيل (خيرا) ، (أخذ) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (منكم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذ) ، (الواو) عاطفة (يغفر) مثل يؤت ومعطوف عليه (لكم) مثل منكم متعلّق ب (الواو) عاطفة (الله غفور رحيم) مرّ إعراب نظيرها «3» . جملة النداء: «يأيّها النبيّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن يعلم الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يؤتكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «أخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يغفر لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتكم. وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) أو من الضمير المستكنّ في الصلة المقدّرة. (2) في الآية السابقة (69) . (3) في الآية (67) من هذه السورة.

الصرف:

(الواو) عاطفة (إن يريدوا) مرّ إعرابها «1» ، (خيانة) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (خانوا) فعل ماض وفاعله (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خانوا) ، (الفاء) عاطفة (أمكن) فعل ماض والفاعل هو (منهم) مثل منكم «2» متعلّق ب (أمكن) ، (والله عليم حكيم) مرّ إعراب نظيرها «3» . وجملة: «إن يريدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «قد خانوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أمكن منهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يريدوا. وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمكن منهم. الصرف: (خيرا) الأول، مصدر، و (خيرا) الثاني اسم تفضيل محذوف منه الهمزة. [سورة الأنفال (8) : آية 72] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)

_ (1) في الآية (62) . [.....] (2) في الآية (66) من هذه السورة. (3) في الآية (67) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (هاجروا، جاهدوا، آووا، نصروا) مثل آمنوا (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (أنفسهم) مثل أموالهم ومعطوف عليه (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) معطوف على الأول (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. و (الكاف) حرف خطاب (بعض) مبتدأ ثان مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أولياء) خبر المبتدأ بعض مرفوع (بعض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) مثل الأولى (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يهاجروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (ما) حرف نفي (لكم) مثل المتقدّم» متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من ولاية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء و (هم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يهاجروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (استنصروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (استنصروكم) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ، والجار والمجرور خبر مقدّم (النصر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (إلّا) أداة استثناء (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف هو المنصوب

_ (1) في الآية (70) من هذه السورة.

على الاستثناء أي إلّا النصر على قوم (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر مقدّم و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينهم) مثل الأول ومعطوف عليه (ميثاق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ما) حرف مصدريّ «1» (تعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بصير) خبر المبتدأ الله مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بصير) . جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هاجروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاهدوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «آووا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «نصروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آووا. وجملة: «أولئك بعضهم أولياء» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «بعضهم أولياء» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «آمنوا (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «لم يهاجروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا (الثانية) . وجملة: «ما لكم ... من شيء» في محلّ رفع خبر. وجملة: «يهاجروا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر

_ (1) أو اسم موصول، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يهاجروا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بمحذوف خبر شيء. وجملة: «استنصروكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عليكم النصر» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «بينكم ... ميثاق» في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة: «الله ... بصير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (آووا) ، فيه إعلال بالحذف أصله آواوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه أفعوا بفتح العين، والمدّة فيه منقلبة عن همزتين الأولى متحرّكة بالفتح والثانية ساكنة أي أأووا لأنّ المضارع يؤوى. (ولاية) ، اسم بمعنى الموالاة في الدين أي النصرة، وقد تكسر الواو فيصبح مصدرا تشبيها له بالمصدر الدالّ على الحرفة والعمل، وزنه فعالة بفتح الفاء. الفوائد الملاحظ في قوله تعالى وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أن الفعل آوى عند ما اتصل بواو الجماعة حذف آخره وفتح ما قبل الواو. وبهذا المجال سيوضح شيئا عما يتعلق بالفعل الناقص (أي المختوم بحرف علة) : 1- إذا اتصل الفعل المعتل الناقص بواو الجماعة فإنه يحذف آخره، سواء كان في حالة الماضي أم المضارع، أم الأمر مثل: مشوا- يمشون- امشوا. 2- ننظر إلى الحرف المحذوف، فإن كان ألفا فتحنا ما قبل واو الجماعة، لأن الفتحة دليل على الألف المحذوفة، مثل: آووا- يرضون- ارضوا. أما إذا كان المحذوف واوا أو

[سورة الأنفال (8) : الآيات 73 إلى 75]

ياء، فإننا نضم ما قبل واو الجماعة مثل: نسوا- يمشون- يعلمون- امشوا- ادعوا ... إلخ. ونفس الحكم ينطبق على هذه الأفعال إذا اتصلت بياء الخطاب، فنفتح ما قبل الياء إن كان المحذوف ألفا مثل: أنت تنسين- انسي ... ويكسر ما قبل الياء إن كان المحذوف واو أو ياء مثل: أنت تمشين- أنت امشي- أنت تدعين- أنت ادعي ... [سورة الأنفال (8) : الآيات 73 الى 75] وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (بعضهم أولياء بعض) مرّ إعرابها «1» ، (إن) حرف شرط جازم (لا) نافية (تفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به وهو تولّي المسلمين وقطع الكفّار (تكن) مضارع تامّ جواب الشرط مجزوم (فتنة) فاعل تكن مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفتنة (الواو) عاطفة (فساد) معطوف

_ (1) في الآية السابقة (72) .

على فتنة مرفوع مثله (كبير) نعت لفساد مرفوع. جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «بعضهم أولياء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «تفعلوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكن فتنة» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. (الواو) عاطفة (الذين آمنوا) مثل الذين كفروا ... (وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) عاطفة (الذين آووا) معطوف على مثل المتقدّم «2» ، (هم) ضمير فصل «3» ، (المؤمنون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو (حقّا) مفعول مطلق مؤكّد لمضمون الجملة السابقة «4» منصوب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مغفرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (رزق) معطوف على مغفرة مرفوع (كريم) نعت لرزق مرفوع. وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هاجروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «آووا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

_ (1، 2) في الآية السابقة (72) . (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (المؤمنون) ، والجملة خبر أولئك. (4) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي المؤمنون إيمانا حقّا.

وجملة: «نصروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آووا. وجملة: «أولئك ... المؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الأول. وجملة: «لهم مغفرة» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) ... أو في محلّ نصب حال من الضمير في (المؤمنون) والعامل فيها الإشارة. و (الواو) عاطفة (الذين آمنوا) مثل الأولى (من) حرف جرّ (بعد) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ، متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (هاجروا، جاهدوا) مثل كفروا (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (هاجروا، جاهدوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) زائدة زيدت في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (أولئك) مثل الأول (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (أولو) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (الأرحام) مضاف إليه مجرور (بعض) مبتدأ ثان مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (أولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (في كتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أولى) ، أي أحقّ في حكم الله «1» (إن الله ... عليم) مثل إنّ الله غفور «2» ، (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) (شيء) مضاف إليه مجرور. وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا..

_ (1) أجاز الجمل في حاشيته أن يكون الجارّ خبرا لمبتدأ محذوف أي: هذا الحكم المذكور موجود في كتاب الله. (2) في الآية (69) من هذه السورة.

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هاجروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك منكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «أولو الأرحام ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم. وجملة: «بعضهم أولى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولو الأرحام) . وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة.

سورة التوبة

سورة التوبة من الآية 1- إلى الآية 90.. .. [سورة التوبة (9) : آية 1] بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) الإعراب: (براءة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه «1» ، (من الله) جارّ ومجرور نعت لبراءة (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (براءة) ، (عاهدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف أي عاهدتموهم. جملة: « (هذه) براءة ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «عاهدتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (براءة) ، مصدر سماعيّ لفعل برأ يبرأ باب فرح بمعنى قطع العصمة ولم يبق ثمّة علاقة أو صلة، أو بمعنى التباعد، وزنه فعالة بفتح الفاء. الفوائد تضاربت الأقوال عن سبب عدم ذكر التسمية في بداية هذه السورة، فقال محمد بن الحنفية: قلت لأبي يعني علي بن أبي طالب: لم لم تكتبوا في براءة «بسم الله

_ (1) أو مبتدأ خبره (إلى الذين عاهدتم) أي براءة.. واصلة إلى الذين، وهو اختيار أبي حيان في البحر المحيط. والأظهر أنّها على حذف مضاف أي ذات براءة.

[سورة التوبة (9) : آية 2]

الرحمن الرحيم» قال يا بني إن براءة نزلت بالسيف (أي بذكر القتال وأحكامه وتهديد المشركين بالسيف إن لم يعودوا لجادة الصواب وهو الإسلام) وإن «بسم الله الرحمن الرحيم» أمان. وسئل سفيان بن عينية عن هذا فقال: لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين. وقيل: إن الصحابة اختلفوا في الأنفال وبراءة هل هما سورتان أم سورة واحدة؟ فتركوا بينهما فرصة، تنبيها على من يقول: هما سورتان، ولم يذكروا والتسمية، تنبيها على من يقول هما سورة واحدة. [سورة التوبة (9) : آية 2] فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (2) الإعراب: (الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّب (سيحوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (سيحوا) ، (أربعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سيحوا) ، (أشهر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل سيحوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (غير) خبر أنّ مرفوع (معجزي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أنّكم غير ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. (الواو) عاطفة (أنّ الله مخزي الكافرين) مثل أنّكم غير ... وعلامة الجرّ في (الكافرين) الياء. والمصدر المؤوّل (أنّ الله مخزي) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. جملة: «سيحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة «1» .

_ (1) يجوز أن تكون مقول القول لقول محذوف أي فقل لهم: سيحوا في الأرض.

الصرف:

وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيحوا. الصرف: (مخزي) ، اسم فاعل من الرباعيّ أخزى، وزنه مفعول بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة الإظهار: في قوله تعالى «وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ» حيث أظهر الاسم الجليل لتربية المهابة وتهويل أمر الاخزاء وهو الاذلال بما فيه فضيحة وعار. [سورة التوبة (9) : آية 3] وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (3) الإعراب: (الواو) عاطفة (أذان) مبتدأ مرفوع «1» (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (أذان) (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الحجّ) مضاف إليه (الأكبر) نعت للحجّ مجرور (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بريء) خبر مرفوع (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بريء) (الواو) عاطفة (رسول) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه.. والخبر محذوف تقديره بريء «2» والمصدر المؤوّل (أنّ الله بريء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا أذان ... أو هذه الآيات أذان و (من الله، إن الناس) متعلقان بأذان. (2) يجوز أن يكون (رسول) معطوف على الضمير المستكنّ في (بريء) وهو في محلّ رفع لأنه فاعل الصفة بريء، والمسوّغ لهذا العطف كونه فصل بقوله من المشركين. [.....]

متعلّق بنعت ل (أذان) «1» (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ أي المتاب (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (الواو) عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن تبتم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا أنّكم غير معجزي الله) مرّ اعرابها «2» ، (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم الذين آمنوا و (نصروا) معطوف على (آووا) ويعربان مثل كفروا (أولئك) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر) «3» ، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله. جملة: «أذان من الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «رسوله (بريء) » في محلّ رفع معطوفة على الخبر بريء. وجملة: «إن تبتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو خير لكم» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «إن تولّيتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبتم. وجملة: «اعلموا ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. والمصدر المؤوّل (أنّكم غير معجزي الله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لأذان، و (إلى الناس) متعلّق بأذان. (2) في الآية السابقة. (3) وقد جاء بالفعل على سبيل التهكّم منهم.

الصرف:

وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (أذان) ، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصادر أخرى سماعية هي إذن بكسر الهمزة وسكون الذال وأذن بفتح الهمزة وسكون الذال وأذانة بفتح الهمزة.. أو هو اسم مصدر من الرباعيّ آذن فلانا الأمر وبالأمر، أعلمه به. الفوائد 1- قوله تعالى أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ في إعراب كلمة رسوله تضاربت أقوال النحاة إلى عدة أقوال. وقد ذكرها أبو البقاء البكري في كتابه إعراب القرآن فقال: يقرأ بالرفع، وفيه ثلاثة أوجه: 1- هو معطوف على الضمير في بريء، وما بينهما يجري مجرى التوكيد، فلذلك ساغ العطف. 2- هو خبر مبتدأ محذوف، أي ورسوله بريء. 3- هو معطوف على موضع الابتداء، وهو عند المحققين غير جائز، لأن (أن المفتوحة) لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة. ويقرأ بالنصب عطفا على اسم أن. 2- سبب وضع علم النحو: جيء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل يقرأ «أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ» بالجر. فسأله، فقال: هكذا قرأت في المدينة، فقال عمر: ليس هكذا، إنما هي ورسوله بضم اللام، فإن الله لا يبرأ من رسوله، ثم أمر ألا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية، ودعا بأبي الأسود الدؤلي، فأمره أن يضع النحو. [سورة التوبة (9) : آية 4] إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)

الإعراب:

الإعراب: (إلّا) أداة استثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «1» ، (عاهدتم من المشركين) مر إعرابها «2» ، (ثمّ) حرف عطف (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ينقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... الواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (شيئا) مفعول به ثان منصوب «3» ، (الواو) عاطفة (لم يظاهروا) مثل لم ينقصوا (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يظاهروا) ، (أحدا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أتمّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (أتمّوا) (عهد) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (إلى مدّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من عهدهم «4» ، و (هم) مثل السابق (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المتقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «عاهدتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم ينقصوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لم يظاهروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أتمّوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا فعلوا ذلك فأتمّوا.

_ (1) والمستثنى منه قوله (الذين عاهدتم من المشركين) في الآية الأولى- على رأي الزجاج-، وبعضهم يجعل المستثنى منه محذوفا والتقدير: اقتلوا المشركين المعاهدين إلّا الذين عاهدتم ... وعند أبي حيّان هو استثناء منقطع لبعد المستثنى منه و (إلّا) بمعنى لكن، والموصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أتمّوا. (2) في الآية (1) . (3) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر. (4) أو متعلّق ب (أتمّوا) ومعنى الجارّ إلى انتهاء الغاية.

[سورة التوبة (9) : آية 5]

وجملة: «إنّ الله يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحبّ المتّقين» في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة التوبة (9) : آية 5] فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (انسلخ) فعل ماض (الأشهر) فاعل مرفوع (الحرم) نعت للأشهر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (المشركين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (اقتلوا) ، (وجدتم) مثل عاهدتم «1» ، و (الواو) حركة إشباع الميم و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (خذوهم، احصروهم، اقعدوا) مثل اقتلوا (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اقعدوا) ، (كلّ) ظرف مكان نائب عن المفعول فيه منصوب متعلّق ب (اقعدوا) «2» (مرصد) مضاف إليه مجرور. (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل (الواو) عاطفة في الموضعين (أقاموا، آتوا) مثل تابوا ومعطوف عليه (الصلاة، الزكاة) كلّ منهما مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (خلّوا) مثل اقتلوا (سبيل) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ الله) مرّ إعرابها «3» (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر

_ (1) في الآية السابقة (4) . (2) أو هو منصوب على نزع الخافض أي في كلّ مرصد أو على كلّ مرصد. (3) في الآية السابقة (4) .

الصرف:

ثان مرفوع. جملة: «انسلخ الأشهر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... والشرط وفعله وجوابه كلام مستأنف يعطف عليه ما بعده. وجملة: «اقتلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «وجدتموهم» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها. وجملة: «خذوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «احصروهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «اقعدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «إن تابوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا. وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا. وجملة: «خلّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (مرصد) ، اسم مكان من فعل رصد يرصد باب نصر وزنه مفعل بفتح الميم والعين. الفوائد فائدة حول كلمة (كل) : ورد قوله تعالى في الآية وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ. تضاربت الأقوال في إعرابها إلى وجوه هي: 1- ظرف مكان. 2- نائب مفعول مطلق بتقدير وارصدوهم كلّ مرصد. 3- منصوب بنزع الخافض والتقدير واقعدوا لهم بكل مرصد. وقد رجح الزجاج والعكبري أنها ظرف مكان. وكلمة كل اسم معرب حسب موقعه من الجملة، لكنه

[سورة التوبة (9) : آية 6]

يأتي أحيانا توكيدا، بشرط أن يسبق بمؤكد، وأن يشتمل على ضمير يعود على المؤكد، كقوله تعالى: فسجد الملائكة كلّهم أجمعون. وأحيانا يكتسب إعرابه من الاسم الذي يضاف إليه، فإن أضيف إلى الظرف أعرب ظرفا مثل: سأزورك كلّ صباح، سرت كلّ الأميال. وإذا أضيف إلى مصدر من لفظ الفعل أعرب نائب مفعول مطلق كقوله تعالى: فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ [سورة التوبة (9) : آية 6] وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) مثل السابق (أحد) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل استجارك (من المشركين) جارّ ومجرور نعت لأحد، وعلامة الجرّ الياء (استجار) فعل ماض، و (الكاف) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أجره) فعل أمر ومفعوله، والفاعل أنت (حتّى) حرف غاية وجرّ (يسمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل هو (كلام) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يسمع) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أجره) . (ثمّ) حرف عطف (أبلغه) مثل أجره (مأمنه) منصوب على نزع الخافض أي: إلى مأمنه. و (الهاء) ضمير مضاف إليه. (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الأمرين المذكورين.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قوم) خبر مرفوع (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. جملة: « (استجارك) أحد..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تابوا.

الصرف:

وجملة: «استجارك الظاهرة» لا محلّ لها تفسيرية. وجملة: «أجره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يسمع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أبلغه ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع نعت لقوم. الصرف: (أجره) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أجيره، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه أفله. (مأمن) ، اسم مكان من أمن يأمن باب فرح، وزنه مفعل بفتح الميم والعين. ويجوز أن يكون مصدرا ميميّا للفعل المذكور أي أبلغه أمانه. الفوائد ذكاء واصل بن عطاء وفطنته: ذكر المبرد في كتابه الكامل، في باب الخوارج، أن واصل بن عطاء كان في جماعة له، فوجدوا أنفسهم قد وقعوا في منطقة الخوارج، فعند ذلك أيقنوا بالهلاك. فقال لهم واصل: لا تتكلموا شيئا، فأنا حجيجكم. فسألهم الخوارج: من أنتم، فقال واصل: كفار مستأمنون، نريد أن نسمع كلام الله، فأخذهم الخوارج، وأسمعوهم شيئا من القرآن. فبعد ذلك قال واصل: نريد أن تبلّغونا مأمننا، فأوشك الخوارج أن يوقعوا بهم، فتلا عليهم واصل هذه الآية، فاستجابوا لطلبه، وأبلغوهم مأمنهم. [سورة التوبة (9) : آية 7] كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) الإعراب: (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر يكون وقدّم

للصدارة «1» ، (يكون) مضارع ناقص مرفوع (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (عهد) نعت تقدّم على المنعوت- (عهد) اسم يكون الناقص مرفوع «2» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عهد) «3» (الله) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عند رسوله) مثل الأولى ومعطوفة عليها، و (الهاء) مضاف إليه (إلّا الذين عاهدتم) مثل المتقدّمة «4» ، (عند المسجد) مثل عند الله متعلّق ب (عاهدتم) ، (الحرام) نعت للمسجد مجرور (الفاء) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ متضمّن معنى الشرط «5» ، (استقاموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استقاموا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (استقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (لهم) مثل لكم متعلّق ب (استقيموا) . والمصدر المؤوّل (ما استقاموا لكم) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (استقيموا) (إنّ الله يحبّ المتّقين) مرّ إعرابهم «6» . جملة: «يكون للمشركين عهد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عاهدتم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) يحتمل أن يكون حالا من عهد إذا أعرب (يكون) فعلا تامّا، أو أعرب ناقصا وكان الخبر (للمشركين) أو (عند الله) . (2) أو فاعل (يكون) التامّ (3) أو متعلّق بمحذوف نعت لعهد. (4) في الآية (4) من هذه السورة. [.....] (5) أو هي اسم شرط جازم في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة- وهو اختيار العكبريّ- أو هي اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة استقاموا، والتقدير: أيّ وقت استقاموا فيه لكم فاستقيموا لهم- وهو اختيار الحرفيّ. (6) في الآية (4) من هذه السورة.

البلاغة

وجملة: «استقاموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «استقيموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «1» . وجملة: «انّ الله يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه. وجملة: «يحبّ المتّقين» في محلّ رفع خبر أنّ. البلاغة 1- التكرير: في قوله تعالى «وَعِنْدَ رَسُولِهِ» فتكرير كلمة عند للإيذان بعدم الاعتداد به عند كل منهما على حده. 2- فن الاستدراك: في قوله تعالى «إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» فالكلام استدرك من النفي المفهوم من الاستفهام المتبادر شموله لجميع المعاهدين. [سورة التوبة (9) : آية 8] كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (8) الإعراب: (كيف) مثل المتقدّم «2» ، والمستفهم عنه محذوف دلّ عليه المذكور أي كيف يكون لهم عهد، وهو تكرار لاستبعاد ثباتهم على العهد (الواو) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (يظهروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يظهروا) ، (لا) نافية (يرقبوا) مثل يظهروا جواب الشرط (فيكم) مثل عليكم متعلّق ب (يرقبوا) ، (إلّا) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (ذمّة) معطوف على (إلّا) منصوب و (لا) زائدة لتأكيد النفي. (يرضون) مثل يعلمون «3» ، و (كم)

_ (1) أو في محلّ جزم جواب (ما) الشرطيّة الجازمة لاقترانها بالفاء. وعند ابن مالك أنّ (ما) المصدريّة الزمانيّة تكون شرطيّة جازمة. (2) في الآية السابقة 7. (3) في الآية (6) من هذه السورة.

الصرف:

مفعول به (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرضون) و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (تأبى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع و (هم) مثل الأخير (فاسقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «كيف وما تعلّقت به ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يظهروا عليكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . وجملة: «يرقبوا» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يرضونكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأبى قلوبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرضونكم «2» . وجملة: «أكثرهم فاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرضونكم. الصرف: (إلّا) ، اسم بمعنى العهد أو القرابة، وجمعه إلال كقدح وقداح، وزنه فعل بكسر الفاء. (ذمّة) ، اسم بمعنى العهد أو الضمان! وقال بعضهم: سمّيت ذمّة لأن كل حرمة يلزمك من تضييعها الذّم يقال لها ذمّة- وقال الأزهريّ: الذمّة: الأمان، وزنه فعلة بكسر الفاء جاء عينه ولامه من حرف واحد. (تأبى) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن ياء لأنه من باب فتح أبى يأبى وترجع الياء مع إسناده إلى ضمير المتكلّم في الماضي أبيت ... فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1) الجملة المصدّرة بالاستفهام المتقدّمة خبريّة من حيث المعنى لأنّ الاستفهام بمعنى النفي ... هذا وقد جعل أبو حيّان جملة يظهروا حاليّة لأنّ الشرط قد خرج عن معناه والواو قبل الجملة حاليّة. (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال.

[سورة التوبة (9) : الآيات 9 إلى 12]

[سورة التوبة (9) : الآيات 9 الى 12] اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) الإعراب: (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب (الفاء) عاطفة (صدّوا) مثل اشتروا (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ جامد «1» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل «2» ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره عملهم هذا (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّهم ساء ما كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متصرّف متعدّ فاعله المصدر المؤوّل أو الموصول ومفعوله محذوف أي ساءهم عملهم أو ساءهم الذي كانوا يعملونه.. (2) أو هو حرف مصدريّ يؤوّل مع الفعل بعده بمصدر.

وجملة: «ساء ما كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي يعملونه. وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. (لا) نافية (يرقبون) مثل يعملون (في مؤمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرقبون) ، (إلّا ولا ذمّة) مرّ إعرابها «1» (الواو) عاطفة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «2» ، (المعتدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «لا يرقبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. أو تعليل للذمّ. وجملة: «أولئك هم المعتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يرقبون «3» . (الفاء) عاطفة (إن تابوا ... الزكاة) مرّ إعرابها «4» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إخوان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم و (كم) ضمير مضاف إليه (في الدين) جار ومجرور متعلق ب (إخوان) لأنّ فيه معنى المشاركة في السرّاء والضرّاء. (الواو) استئنافيّة (نفصّل) مضارع مرفوع.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جرّ ومجرور متعلّق ب (نفصّل) ، (يعلمون) مثل يعلمون. وجملة: «تابوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك هم المعتدون. وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا. وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا. وجملة: « (هم) إخوانكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) في الآية (8) من هذه السورة. (2، 3) أو على جملة إنّهم ساء ... وتصبح جملة: لا يرقبون اعتراضيّة. (4) في الآية (5) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «نفصّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم. (الواو) عاطفة (إن نكثوا) مثل إن تابوا، (إيمان) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (نكثوا) ، (عهد) مضاف إليه مجرور و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (طعنوا) مثل تابوا ومعطوف على (نكثوا) ، (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (طعنوا) و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (أئمّة) مفعول به منصوب (الكفر) مضاف إليه مجرور (إنّهم) مثل الأول (لا) نافية للجنس (أيمان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف، خبر لا (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (ينتهون) كيعملون. وجملة: «نكثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا وما بينهما اعتراض. وجملة: «طعنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكثوا. وجملة: «قاتلوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّهم لا أيمان لهم» لا محلّ لها تعليليّة لأمر القتال. وجملة: «لا أيمان لهم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لعلّهم ينتهون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... أو تعليليّة. وجملة: «ينتهون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (أئمّة) ، جمع إمام، اسم لمن يقتدى به، وزنه فعال بكسر الفاء، ووزن أئمّة أفعلة، والأصل أأممة بسكون الهمزة الثانية وكسر الميم الأولى وفتح الثانية.. نقلت حركة الميم الأولى إلى الساكن قبلها ثمّ أدغمت الميمان والبصريون يوجبون قلب الهمزة الثانية ياء- ولم

البلاغة

يجز ذلك قراءة- وغيرهم يبقيها أو يسهّل الثانية بين بين أو يدخل الألف بينهما للتخفيف. (ينتهون) ، فيه إعلال بالحذف أصله ينتهيون، استثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الهاء- إعلال بالتسكين- فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء وأصبح ينتهون وزنه يفتعون. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ والذي نكث بعضهم، فذكر العام وأراد الخاص، فعلاقة هذا المجاز العموم. [سورة التوبة (9) : آية 13] أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) الإعراب: (ألا) أداة تحضيض (تقاتلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (قوما) مفعول به منصوب (نكثوا) فعل ماض وفاعله (أيمان) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (همّوا) مثل نكثوا (بإخراج) جارّ ومجرور متعلّق ب (همّوا) ، (الرسول) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بدؤوا) مثل نكثوا و (كم) ضمير مفعول به (أوّل) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي بدءا أوّلا (مرّة) مضاف إليه مجرور (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (تخشون) مثل تقاتلون و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أحقّ) خبر مرفوع «1» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تخشوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به.

_ (1) أو هو خبر مقدّم، والمصدر المؤوّل (أن تخشوه) مبتدأ مؤخّر، وهو قول العكبريّ.. وأجاز

والمصدر المؤوّل (أن تخشوه) في محلّ رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة أي خشية الله أحقّ «1» . (إن) مثل السابق «2» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (مؤمنين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «تقاتلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نكثوا ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «همّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نكثوا. وجملة: «هم بدؤوكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نكثوا. وجملة: «بدؤوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. وجملة: «تخشونهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله أحقّ ... » جواب شرط مقدّر أي إن خشيتم أحدا فالله أحقّ ... وجملة: «تخشوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب إن محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فاخشوا الله.

_ ابن عطيّة أن يكون أحقّ مبتدأ خبره المصدر المؤوّل وسوّغ الابتداء بالنكرة لأنها اسم تفضيل، وقد أجاز سيبويه أن تكون المعرفة خبرا للنكرة في مثل قولهم: اقصد رجلا خير منه أبوه. [.....] (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جر محذوف هو الباء أي: أحقّ بالخشية من غيره. (2) في الآية (8) من هذه السورة.

الفوائد

الفوائد قوله تعالى أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ ورد في هذه الآية الكريمة الأداة (ألا) وهي هنا أداة حض، وسنتعرض لهذه الأداة بشيء من البيان، فهي: 1- أداة تنبيه، فتدل على تحقق ما بعدها، كقوله تعالى أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ويقول المعربون فيها: أداة استفتاح، فيبنون مكانها ويهملون معناها. ومثله (أما) ويليها القسم كقول الشاعر حاتم الطائي: أما والذي لا يعلم الغيب غيره ... ويحيي العظام البيض وهي رميم 2- تأتي بمعنى التوبيخ والإنكار، كقول الشاعر: ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته ... وآذنت بمشيب بعده هرم 3- وتأتي للتمني كقول الشاعر: ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه ... فيرأب ما أثأت به الغفلات ومعنى يرأب: يصلح. وأثأت: أفسدت. 4- الاستفهام عن النفي، كقول الشاعر قيس بن الملّوح: ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد ... إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي 5- العرض والتحضيض: ومعناهما طلب الشيء، لكن العرض طلب بلين، والتحضيض طلب بحثّ. وتختص ألا هذه بالفعلية، نحو قوله تعالى: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وكما ورد في هذه الآية أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ [سورة التوبة (9) : الآيات 14 الى 15] قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)

الإعراب:

الإعراب: (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (يعذّب) مضارع مجزوم بجواب الطلب و (هم) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعذّبهم) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (يخز، ينصر، يشف) أفعال مضارعة مجزومة معطوفة على (يعذّب) ، وعلامة جزم الأول والثالث حذف حرف العلّة، وفاعل كلّ من الأفعال الثلاثة ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة والضميران (هم، كم) في محلّ نصب مفعول به، (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينصر) ، (صدور) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (مؤمنين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قاتلوهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعذّبهم الله» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقاتلوهم يعذّبهم الله. وجملة: «يخزهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم. وجملة: «ينصركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم. وجملة: «يشف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم. (الواو) عاطفة (يذهب) مضارع مجزوم معطوف على (يعذّب) ، والفاعل هو (غيظ) مفعول به منصوب (قلوب) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (يتوب) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) كالأول (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) ، (يشاء) مثل يتوب (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.

الصرف:

وجملة: «يذهب» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم. وجملة: «يتوب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يخزهم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يخزيهم، وزنه يضعهم، كما أنّ فيه حذف الهمزة للتخفيف لأن ماضيه أخز، وكان حقّه أن يكون يؤخزهم ولكن جرى فيه الحذف مجرى يؤمنون «1» . (يشف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يشفي، وزنه يفع. [سورة التوبة (9) : آية 16] أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (16) الإعراب: (أم) حرف بمعنى بل والهمزة أي للإضراب الانتقاليّ والاستفهام الانكاريّ (حسبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتركوا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لمّا) حرف نفي وجزم (يعلم) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (جاهدوا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاهدوا (الواو) عاطفة «2» ، (لم) مثل لمّا (يتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة

_ (1) انظر الآية (3) من سورة البقرة. (2) أو حاليّة والجملة بعدها حال من فاعل جاهدوا، أي: جاهدوا حال كونهم غير متّخذين وليجة.

الصرف:

الجزم حذف النون ... والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يتخذوا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي المفهوم من قوله من دون (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) مثل لأخيرة (المؤمنين) مثل رسول وعلامة الجرّ الياء (وليجة) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ان تتركوا) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعول حسبتم. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خبير) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير) . جملة: «حسبتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تتركوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يعلم الله» في محلّ نصب حال. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يتّخذوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «الله خبير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (وليجة) ، اسم بمعنى البطانة، وكلّ شيء أدخلته في شيء وليس منه، وزنه فعلية، ويستعمل بلفظ واحد للمفرد والمثنّى والجمع، وقد يجمع على ولائج وولج كصحائف وصحف. [سورة التوبة (9) : آية 17] ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (17)

_ (1) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي تعملونه.

الإعراب:

الإعراب: (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعمروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (مساجد) مفعول به منصوب (الله) مضاف إليه مجرور (شاهدين) حال منصوبة من فاعل يعمروا، وعلامة النصب الياء (على أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاهدين) و (هم) ضمير مضاف إليه (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاهدين) . والمصدر المؤوّل (أن يعمروا) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (حبطت) فعل ماض. و (التاء) للتأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) مثل الأول (الواو) عاطفة (في النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خالدون) ، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خالدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «ما كان للمشركين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعمروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أولئك حبطت ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «حبطت أعمالهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «هم خالدون» في محلّ رفع معطوفة على جملة حبطت أعمالهم. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أن يعمروا: أن حرف مصدري ونصب تؤول مع الفعل بعدها بمصدر له محل من الإعراب، وهو في الآية في محل رفع اسم كان، والتأويل (ما كان للمشركين عمارة مساجد الله) لذا إذا سبق الفعل بحرف مصدري فإنه يؤول معه بمصدر له محل من الإعراب حسب موقعه. وسنوضح شيئا عن الأحرف المصدرية وهي:

[سورة التوبة (9) : آية 18]

1- أنّ مع اسمها وخبرها. كقولنا: يسرني أنك ناجح، فالمصدر المؤول في محل رفع فاعل والتأويل يسرني نجاحك. 2- أن الناصبة للمضارع، مثل: أحب أن أفعل الخير. أي أحب فعل الخير. 3- كي، مثل ذهبت كي أبحث عن المعرفة، والتأويل ذهبت للبحث عن الحقيقة. 4- لو، وتسبق بفعل رغب أو (ودّ) وما في معناهما، كقوله تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ والتأويل ودّوا ادّهانك. 5- همزة التسوية: وسميت كذلك لأنها تسبق غالبا بكلمة سواء، مثل قوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. 6- (ما) وتأتي مصدرية، كقوله تعالى ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ أي حرجا من قضائك وتأتي مصدرية ظرفية، كقوله تعالى وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا أي مدة حياتي. [سورة التوبة (9) : آية 18] إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (يعمر) مضارع مرفوع (مساجد الله) مرّ إعرابها «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوفة على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (الواو) عاطفة (أقام) مثل آمن، (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتى الزكاة) مثل أقام الصلاة (الواو)

_ (1) في الآية السابقة (18)

الفوائد

عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يخش) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، (الفاء) عاطفة (عسى) فعل ماض ناقص جامد (أولئك) إشارة في محلّ رفع اسم عسى، و (الكاف) للخطاب (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكونوا) مضارع ناقص منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يكون (من المهتدين) جارّ ومجرور خبر يكون. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا) في محلّ نصب خبر عسى. جملة: «يعمر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أقام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «آتى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لم يخش إلّا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «عسى أولئك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعمر. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الفوائد 1- ورد في هذه الآية قوله تعالى وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ. فنعرب إلا أداة حصر، والله لفظ الجلالة منصوب على التعظيم. والاستثناء على أنواع: 1- تام مثبت: والتام هو ما ذكر فيه المستثنى منه، والمثبت هو ما لم يسبق بنفي، كقولنا: عاد المسافرون إلا زيدا. فالجملة مثبتة والاستثناء تام لوجود المستثنى منه وهو «المسافرون» . وفي هذه الحال نعرب إلا أداة استثناء وزيدا مستثنى بإلا منصوب لا غير.

[سورة التوبة (9) : آية 19]

2- إذا كان الاستثناء تاما منفيا، أي مسبوقا بنفي، مثل: ما عاد المسافرون إلا زيدا، وإلا زيد. فهنا نعرب زيدا مستثنى بإلا، أو إلا أداة حصر وزيد بدل من المسافرون مرفوع مثله بالضمة. 3- ناقص منفيّ: والناقص هو ما حذف منه المستثنى منه، أما المنفي فهو ما سبق بنفي. ففي هذه الحالة نعرب إلّا أداة حصر، ونعرب ما بعدها حسب موقعه من الجملة مثل: ما جاء إلا زيد: إلا أداة حصر، زيد: فاعل مرفوع. ما رأيت إلّا زيدا إلّا أداة حصر، زيدا: مفعول به. وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ: إلّا أداة حصر، رسول: خبر مرفوع. 2- عمارة المساجد: اختلف العلماء في هذا المعنى الوارد في الآية الكريمة، وهو عمارة المساجد، فقسم قال: بناؤها وتشييدها وقسم قال: ارتيادها وعمارتها بالصلاة والذكر. وقد استنبط الفقهاء من قوله تعالى إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ بأن عمارة المساجد وبناءها لا يصح إلا ممن آمن بالله واليوم الآخر، فمن لم يكن مؤمنا بالله امتنع أن يعمر موضعا يعبد الله فيه، وقد وردت أحاديث صحيحة في فضل بناء المساجد، عن عثمان رضي الله عنه قال: من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له بيتا في الجنة، وفي رواية بنى الله له في الجنة مثله. [سورة التوبة (9) : آية 19] أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (جعلتم) فعل ماض مبني على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (سقاية) مفعول به منصوب (الحاجّ)

مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عمارة المسجد) مثل سقاية الحاجّ ومعطوفة عليه (الحرام) نعت للمسجد مجرور (الكاف) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (جعلتم) «1» (آمن بالله واليوم الآخر) مر إعرابها «2» (الواو) عاطفة (جاهد) مثل آمن «3» ، (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهد) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (لا) نافية (يستوون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يستوون) ، (الله) مثل اللفظ الأخير (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (القوم) مفعول به منصوب (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «جعلتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمن بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لا يستوون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .

_ (1) أو متعلّق بحال إذا تعدّى الفعل لمفعول، واحد، وهو على تأويل حذف مضاف أي كإيمان من آمن.. ويجوز تقدير الحذف في سقاية أي أهل سقاية الحاجّ أو أصحاب سقاية الحاجّ. (2، 3) في الآية السابقة (18) .

الصرف:

الصرف: (سقاية) ، مصدر سقى يسقي كسعاية وحماية، أو هو اسم لموضع السقي استعمل استعمال المصدر بمعنى السقي، وزنه فعالة بكسر الفاء، ولم تقلب الياء همزة لمجيء تاء التأنيث بعدها. (الحاجّ) ، اسم فاعل من الثلاثيّ حجّ، وزنه فاعل وعينه ولامه من حرف واحد. (عمارة) ، مصدر يعمر الله منزله أي جعله عامرا. وزنه فعالة بكسر الفاء. (يستوون) ، فيه إعلال بالتسكين ثمّ بالحذف، أصله يستويون- بضم الياء الثانية- استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الواو قبلها وسكّنت- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- الياء وواو الجماعة- فأصبح يستوون، وزنه يفتعون. البلاغة التشبيه الصناعي الذي خرج به الكلام مخرج الإنكار: في قوله تعالى «أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» فهذا إنكار أن يشبه المشركون بالمؤمنين، وأعمالهم المحبطة بأعمالهم المثبتة، وأن يسوى بينهم، وفي ذلك أو في دلالة على تعظيم حال المؤمن بالإيمان، وهو أحد أغراض التشبيه الصناعي. [سورة التوبة (9) : آية 20] الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (20) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله ومثله (هاجروا، جاهدوا) ، (في سبيل) جارّ ومجرور

الصرف:

متعلّق ب (جاهدوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، «1» و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنفسهم) مثل أموالهم ومعطوف عليه (أعظم) خبر المبتدأ الذين (درجة) تمييز منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (أعظم) ، (الله) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «2» ، (الفائزون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هاجروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (أعظم) اسم تفضيل فعله عظم يعظم باب كرم، وزنه أفعل ... والمفضّل عليه محذوف أي أعظم من غيرهم. (الفائزون) ، جمع الفائز، اسم فاعل من فاز يفوز، وزنه فاعل، وقد انقلب حرف العلّة- الواو- إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل وأصله فاوز، وهذا القلب مطّرد. [سورة التوبة (9) : آية 21] يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)

_ (1) مرّ اعراب نظيرها في الآية (72) من سورة الأنفال. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره (الفائزون) ، والجملة الاسميّة خبر أولئك.

الإعراب:

الإعراب: (يبشّر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر) ، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (رحمة) (الواو) عاطفة (رضوان) معطوفة على رحمة مجرور (الواو) عاطفة (جنّات) معطوفة على رحمة مجرور (لهم) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فيها) مثل منه متعلّق بما تعلّق به لهم (نعيم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مقيم) نعت لنعيم مرفوع مثله. جملة: «يبشّرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة «1» . وجملة: «لهم فيها نعيم ... » في محلّ جرّ نعت لجنّات. الصرف: (نعيم) ، اسم بمعنى رغد العيش والدعة وطيب الحياة، وزنه فعيل بمعنى فاعل لأنّه وصف استعمل اسما. البلاغة اللف والنشر: في قوله تعالى (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ) .. لما وصف المؤمنين بثلاث صفات: الإيمان والهجرة والجهاد بالنفس والمال، قابلهم على ذلك بالتبشير بثلاثة: الرحمة، والرضوان، والجنة. وبدأ سبحانه بالرحمة في مقابلة الايمان، لتوقّفها عليه، ولأنها أعم النعم وأسبقها، كما أن الإيمان هو السابق وثنى تعالى بالرضوان، الذي هو نهاية الإحسان، في مقابلة الجهاد الذي فيه بذل النفس والأموال وثلث عز وجل بالجنان في مقابلة الهجرة وترك الأوطان، إشارة الى أنهم لما آثروا تركها بدلهم بدار الكفر الجنان. وهذا فن طريف عرّفوه: بأنه ذكر متعدد على وجه التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (الفائزون) .

[سورة التوبة (9) : آية 22]

لكل واحد من المتعدد من غير تعيين، ثقة بأن السامع يميز ما لكل واحد منها، ثم يرده الى ما هو له. [سورة التوبة (9) : آية 22] خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) الإعراب: (خالدين) حال منصوبة مقدّرة من الضمير المنصوب في (يبشّرهم) «1» ، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدين) (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الهاء) مضاف إليه (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله. جملة: «إنّ الله عنده أجر ... » لا محلّ لها. وجملة: «عنده أجر ... » في محلّ رفع (إنّ) . [سورة التوبة (9) : آية 23] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- أو نعت له- (أمنوا) فعل ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (آباء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إخوانكم) معطوف على آباء ... ومضاف إليه (أولياء) مفعول به ثان

_ (1) في الآية السابقة، والحال المقدّرة تسمىّ أيضا المستقبلة.

منصوب (إن) حرف شرط جازم (استحبّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط ... والواو فاعل (الكفر) مفعول به منصوب (على الإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا. (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتولّ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل يتولّهم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبتدأ في محلّ رفع ... و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الظالمون) خبر المبتدأ أولئك.. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تتّخذوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «استحبّوا ... » في محلّ نصب حال من الآباء والإخوان «2» ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن استحبّ آباؤكم وإخوانكم الكفر فلا تتّخذوهم أولياء. وجملة: «من يتولّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «يتولّهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ و (الظالمون) خبر، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك. (2) الشرط هنا لفظيّ إذ التقدير لا تتخذوهم أولياء مستحبّين الكفر على الإيمان في كلّ حال ... ويجوز جعل الجملة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة حال. [.....] (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة التوبة (9) : آية 24]

وجملة: «أولئك ... الظالمون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. [سورة التوبة (9) : آية 24] قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (24) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (آباء) اسم كان مرفوع (كم) ضمير مضاف إليه (أبناؤكم ... عشيرتكم) أسماء مضاف إليها ضمير خطاب الجمع معطوفة بحروف العطف على آباء مرفوعة مثله (أموال، تجارة، مساكن) أسماء معطوفة على آباء بحروف العطف مرفوعة (اقترفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الميم و (ها) ضمير مفعول به (تخشون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (كساد) مفعول به منصوب و (ها) مضاف إليه (ترضون) مثل تخشون و (ها) ضمير مفعول به (أحبّ) خبر كان منصوب (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحب) (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحبّ) (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (جهاد) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جهاد) ، و (الهاء) مثل الأخير (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تربّصوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..

والواو فاعل «1» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، و (الهاء) مثل الأخير. والمصدر المؤوّل (أن يأتي الله) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تربّصوا) . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (القوم) مفعول به منصوب (الفاسقين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كان آباؤكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اقترفتموها» في محلّ رفع نعت لأموال. وجملة: «تخشون ... » في محلّ رفع نعت لتجارة. وجملة: «ترضونها» في محلّ رفع نعت لمساكن. وجملة: «تربّصوا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يأتي الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .

_ (1) والمفعول محذوف أي تربّصوا عذاب الله أي انتظروا عذابه.

الصرف:

الصرف: (عشيرتكم) ، اسم بمعنى الأهل الأدنون، وقيل هي الجماعة المجتمعة بنسب أو عقد أو وداد، وهو مأخوذ من العشرة بفتح العين، فإن العشيرة ترجع إلى عقد كعقد العشرة فبين الاشتقاقين نوع من المناسبة، وتجمع العشيرة على عشائر وعشيرات. (كساد) ، مصدر سماعيّ لفعل كسد يكسد باب نصر وباب كرم، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو كسود بضمّ الكاف. (مساكن) ، جمع مسكن، اسم مكان من سكن وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة. (جهاد) ، مصدر سماعيّ لفعل جاهد الرباعيّ- مصدره القياسيّ مجاهدة- وزنه فعال بكسر الفاء. [سورة التوبة (9) : آية 25] لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (نصر) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في مواطن) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصر) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو على صيغة منتهى الجموع (كثيرة) نعت لمواطن مجرور (الواو) عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق بما تعلّق به (في مواطن) لأنه معطوف عليه «1» ، (حنين) مضاف إليه مجرور (إذ) ظرف للزمن الماضي

_ (1) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره اذكر، لأنّ (إذ أعجبتكم) بدل من يوم حنين، فلو كان الناصب الظاهر لاختلف المعنى بعض اختلاف لأنّ كثرتهم لم تعجبهم في

الصرف:

مبنيّ بدل من يوم (أعجبت) مثل نصر و (التاء) للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (كثرة) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (تغن) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي الكثرة (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تغن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما (الواو) عاطفة (ضاقت) مثل أعجبت (عليكم) مثل عنكم متعلّق ب (ضاقت) ، (الأرض) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ما) حرف مصدريّ (رحبت) مثل أعجبت (ثمّ) حرف عطف (ولّيتم) مثل اقترفتم «1» ، (مدبرين) حال مؤكّدة لمعنى الفعل منصوبة.. والمصدر المؤوّل (ما رحبت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف حال من الأرض لأنّ الباء للملابسة أي ضاقت ملتبسة برحبها. جملة: «نصركم الله» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «أعجبتكم كثرتكم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لم تغن ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أعجبتكم. وجملة: «ضاقت ... الأرض» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أعجبتكم. وجملة: «رحبت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ولّيتم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت. الصرف: (مواطن) جمع موطن اسم مكان لفعل وطن يطن باب

_ جميع تلك المواطن، ولم يكونوا كثيرين في جميعها. (1) في الآية السابقة (24) .

الفوائد

ضرب وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنّ عينه في المضارع مكسورة، ووزن مواطن مفاعل. (حنين) ، اسم واد بين مكّة والطائف، وزنه فعيل بضمّ الفاء وفتح العين. (كثرة) ، مصدر سماعيّ لفعل كثر يكثر باب كرم، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو كثارة بفتح الكاف. (مدبرين) ، جمع مدبر اسم فاعل من أدبر الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. الفوائد 1- يوم حنين: حنين واد قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا. وقصة المعركة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) بعد فتح مكة خرج إلى حنين لقتال هوازن وثقيف في اثني عشر ألفا، وكان المشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف، وكان على هوازن مالك بن عوف، وعلى ثقيف كنانة بن عبد يا ليل فلما التقى الجمعان قال بعض المسلمين: لن نغلب اليوم من قلة، وكان المشركون قد كمنوا في الوادي، وأمطروا المسلمين بوابل من السهام فانكشف المسلمون، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلّم يركض بغلته قبل الكفار، ولم يبق حوله إلا العباس وأبو سفيان بن الحرث وأيمن ابن أم أيمن، وقد قتل بين يديه نفر قليل، قال العباس: وأنا آخذ بالجام بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أكفها إرادة أن لا تسرع، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أي عباس، ناد أصحاب السمرة، فنادى العباس، وكان رجلا صيّتا: يا أصحاب السمرة، فو الله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: لبيك لبيك، واشتدت المعركة، وحمي الوطيس، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ورمى وجوه الكفار بحصيات، ثم قال: انهزموا ورب محمد. يقول الراوي: فانهزموا بعد ذلك وقد روى سعيد بن جبير، أن الله عز

وجل أمد رسوله بخمسة آلاف من الملائكة، وهرب المشركون إلى الطائف، فحاصرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ثم تراجع عنهم، ودعا لهم بالهداية، فأتوه بعد ذلك مهتدين، ثم قسم الغنائم، وتألف بها قلوب أناس، فقال بعض الأنصار مقالا يعترض على قسمة رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ، فجمعهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وقال لهم: أما ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ، والله لو سلك الناس شعبا والأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، ألا إن موعدكم الحوض، فبكى القوم واعتذروا. 2- نحن في هذه الآية بصدد كلمة (مواطن) حيث جرت بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف. وسنبّين فيما يلي جانبا من الصيغ الممنوعة من الصرف، لأنها عرضة للنسيان، والذكرى تنفع وتجدّد وتفيد، وهذه الصيغ: 1- ما كان على وزن (مفاعل) مثل مساجد، أو (مفاعيل) مثل مصابيح، وما شابه هذين الوزنين مثل: (فعائل) كخزائن، (وفعالل) كقماقم، أو (فعاليل) مثل بهاليل (مفردها بهلول وهو السيد الشريف) . وتسمى هذه الأوزان وأشباهها صيغ منتهى الجموع. 2- الصفة النكرة على وزن (أفعل) ، إذا كان مؤنثها فعلاء، مثل: أسمر سمراء، أو فعلان، إذا كان وزن مؤنثها فعلى، مثل: عطشان عطشى. 3- كل اسم مختوم بألف التأنيث الممدودة، مثل: غيداء- صحراء، أو المقصورة مثل صغرى- كبري. 4- الجموع على وزن (فعلاء) مثل (شرفاء) ، و (أفعلاء) مثل (أنبياء) . هذا ويوجد حالات أخرى لمنع الاسم من التنوين لا مجال لذكرها هنا فليرجع إليها في مظانها. ملاحظة هامة: يجرّ الاسم الممنوع من الصرف بالفتحة عوضا عن الكسرة إلا إذا كان مضافا أو معرفا ب (ال) فإنه يجر بالكسرة.

[سورة التوبة (9) : آية 26]

[سورة التوبة (9) : آية 26] ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (26) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (سكينة) مفعول به منصب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (على رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، و (الهاء) مثل الأخير (الواو) عاطفة على المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به المجرور الأول لأنّه معطوف عليه (الواو) عاطفة (أنزل جنودا) مثل أنزل سكينة.. (لم) حرف نفي وجزم (تروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (عذّب) مثل أنزل والفاعل هو (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كفروا) فعل ماض وفاعله. (الواو) استئنافيّة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (جزاء) خبر مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «أنزل الله ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ولّيتم «1» . وجملة: «أنزل جنودا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزل الله ... وجملة: «لم تروها» في محلّ نصب نعت ل (جنودا) . وجملة: «عذّب ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزل الله. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذلك جزاء الكافرين» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) في الآية السابقة (25) .

[سورة التوبة (9) : آية 27]

[سورة التوبة (9) : آية 27] ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27) الإعراب: (ثم) حرف للاستئناف «1» ، (يتوب) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوب) ، (ذلك) مثل السابق مضاف إليه في محلّ جرّ (على) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) ، (يشاء) مثل يتوب والفاعل هو، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «يتوب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله غفور..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. [سورة التوبة (9) : آية 28] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «2» ، (إنّما) كافة ومكفوفة

_ (1) ترد (ثمّ) في الكتاب الكريم ولا يراد منها العطف لاستحالة المعنى وذلك كما جاء في الآية (19) من سورة العنكبوت: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ... فإنّ (ثمّ) فيها للاستئناف لا للعطف وذلك لاستحالة رؤيتهم إعادة الخلق لأنها لم تقع ... وفي هذه الآية التي نحن بصددها فإن عطف التوبة- وهو فعل للمستقبل- على إنزال الجنود وتعذيب الكافرين- وهو فعل ماض تمّ وقوعه- إنّ هذا العطف لا ينسجم مع المعنى. (2) في الآية (23) من هذه السورة.

(المشركون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (نجس) خبر مرفوع على حذف مضاف أي: ذوو نجس (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «1» ، (لا) ناهية جازمة (يقربوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (المسجد) مفعول به منصوب (الحرام) نعت للمسجد منصوب (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا يقربوا) ، (عام) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ عطف بيان لعام أو بدل منه (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير فاعل (عيلة مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (يغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يغني) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إن) مثل الأول (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عليم) خبر إن مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «المشركون نجس» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (لا يقربوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة هي

_ (1) أو هي رابطة لجواب شرط مقدّر.

الصرف:

استئناف بيانيّ جاءت جوابا لسؤال مقدّر، والتقدير: تنبّهوا فلا يقرب المشركون المسجد الحرام «1» . وجملة: «إن خفتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «سوف يغنيكم الله» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره فعل. وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (نجس) مصدر سماعيّ لفعل نجس ينجس باب فرح وباب كرم وفي لغة من باب نصر، وزنه فعل بفتحتين. وفي القاموس النجس بالفتح وبالكسر وبالتحريك ككتف وعضد. (عيلة) ، مصدر عال يعيل باب سار، وزنه فعلة بفتح فسكون. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ إنه تشبيه بليغ يخلع على المشركين صفة النجاسة، فهم ليسوا متنجسين فحسب، وإنما هم نجس خالص. وبهذا يتحدد معنى الشرك والكفر كيف أنه يصم صاحبه بمنتهى أوصاف القذارة والقبح والخبث، فقد تحول هذا المخلوق، عند ما تنكب جادة الإيمان، وامتطى شيطان الكفر إلى نجس وقذر، فهو لا يستحق الوجود، ولا يمكن أن نتعامل معه أو نتعايش معه، بل لا بد من التطهّر منه وتخليص المجتمع من وبائه وضرره، فليس هناك تعبير أشدّ وأدهى من هذا التعبير ليجسد معنى الكفر والشرك، في واقع

_ (1) أو هي جواب شرط مقدّر أي إذا عزموا زيارة مكّة فلا يقربوا المسجد الحرام.

[سورة التوبة (9) : آية 29]

الناس وحياتهم. وجمهور الفقهاء على أن النجس معنوي في الآية الكريمة، فالذي يمس الكافر لا ينجس، كما أنه إذا مات يبقى طاهر الجسد. والله أعلم. [سورة التوبة (9) : آية 29] قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (29) الإعراب: (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الذين) موصول مفعول به (لا) نافية، (يؤمنون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (باليوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا يؤمنون) - معطوف على الجارّ الأول- (الآخر) نعت لليوم مجرور (الواو) عاطفة (لا يحرّمون) مثل لا يؤمنون (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حرّم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا يدينون) مثل لا يؤمنون (دين) مفعول به منصوب «1» ، (الحقّ) مضاف إليه مجرور «2» ، (من) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل يدينون (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول ... والواو نائب الفاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (يعطوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الجزية) مفعول به منصوب، والمفعول الثاني محذوف (عن

_ (1) أو مفعول مطلق بكونه مصدرا. (2) هذا إذا كان (الحقّ) اسما من أسماء الله، أو على حذف مضاف أي دين أهل الحقّ.

الصرف:

يد) جارّ ومجرور حال من فاعل يعطوا أي منقادين. والمصدر المؤوّل (أن يعطوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوا) . (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (صاغرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قاتلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يحرّمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «حرّم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يدينون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يؤمنون. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يعطوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «هم صاغرون» في محلّ نصب حال. الصرف: (الجزية) ، اسم لما يؤخذ من الذمّيّ، وهو يعادل الخراج المأخوذ من المسلم، مأخوذ من المجازاة أو من الجزاء بمعنى القضاء، وزنه فعلة بكسر فسكون، والجمع جزى بكسر الجيم وبالقصر، وجزي بإثبات الياء وسكون الزاي، وجزاء. البلاغة الكناية: في قوله تعالى عَنْ يَدٍ كناية عن الانقياد، أي عن يد مؤاتية غير

[سورة التوبة (9) : آية 30]

ممتنعة، لأن من أبى وامتنع لم يعط يده، بخلاف المطيع المنقاد، ولذلك قالوا: أعطى بيده إذا انقاد، ألا ترى الى قولهم: نزع يده عن الطاعة، كما يقال: خلع ربقة الطاعة عن عنقه. [سورة التوبة (9) : آية 30] وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (اليهود) فاعل مرفوع (عزيز) مبتدأ مرفوع «1» (ابن) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (قالت النصارى ... الله) مثل نظيرها المتقدّمة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (قول) خبر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من قول عامله الإشارة و (هم) مثل الأخير (يضاهئون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (قول) مفعول به منصوب (الذين) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا) ، (قاتل) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب حال «2» ، (يؤفكون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل.

_ (1) جاء عزيز منونا لأن (ابن) خبره، وثبّتت الألف فيه. (2) أو هو ظرف متعلّق بمحذوف حال. [.....]

الصرف:

جملة: «قالت اليهود ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عزير ابن الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالت النصارى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت اليهود. وجملة: «المسيح ابن الله» في محلّ نصب مقول القول للقول الثاني. وجملة: «ذلك قولهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يضاهئون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في قولهم أو من القول والعائد محذوف أي يضاهئون به «1» . وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قاتلهم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤفكون» في محلّ نصب حال من مفعول قاتلهم الله. الصرف: (عزير) ، بعضهم يمنعه من التنوين لأنه أعجميّ، وبعضهم يرى أنّه عربيّ، وقراءة حفص كذلك لأنه منوّن، فهو على وزن التصغير فعيل بضمّ الفاء وفتح العين. (يضاهئون) ، قراءة حفص بإثبات الهمزة بعد الهاء، والجمهور بحذفها (يضاهون) ، وفيه إعلال بحذف الياء وأصله يضاهيون، وفي إثبات الهمزة مراعاة للغة ثقيف. وفي المصباح: ضاهأه مضاهأة مهموز عارضة وباراه، ويجوز التخفيف فيقال ضاهيته مضاهاة، وهي مشاكلة الشيء بالشيء.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة.

البلاغة

البلاغة قوله تعالى ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ إيهام بأن القول لا يكون إلا بالفم، فما معنى ذكر أفواههم؟ قلت فيه وجهان: أحدهما: أن يراد أنه قول لا يعضده برهان، فما هو إلا لفظ يفوهون به، فارغ من معنى تحته، كالألفاظ المهملة التي هي أجراس ونغم لا تدل على معان، والثاني: أن يراد بالقول المذهب، كقولهم: قول أبي حنيفة، يريدون مذهبه وما يقول به. كأنه قيل: ذلك مذهبهم ودينهم بأفواههم لا بقلوبهم. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى: مِنْ قَبْلُ ويقال في إعرابها: اسم مبني على الضم في محل جر بمن. وسنوضح الآن حكم كلمتي: قبل وبعد من البناء والإعراب: 1- إذا قطعتا عن الإضافة لفظا لا معنى، فهما مبنيتان على الضم في محل نصب على الظرفية، كقولنا: جئت قبل وذهبت بعد، أو في محل جر بحرف الجر كقوله تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد. ومعنى الانقطاع عن الإضافة لفظا: أنه لم يأت بعدهما مضاف إليه، ومعنى عدم انقطاعهما معنى، أنه يقدر بعدهما مضاف إليه والتقدير: لله الأمر من قبل ذلك ومن بعد ذلك. 2- إذا قطعتا عن الإضافة لفظا ومعنىّ: (أي لم يأت بعدهما مضاف إليه، ولا يمكن أن نقدر بعدهما مضاف إليه) ، فإنهما معربتان كقول الشاعر: وساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغصّ بالماء الفرات فالشاهد فيه قبلا وهي ظرف زمان منصوب بالفتحة لانقطاعها عن الإضافة لفظا ومعنىّ.

[سورة التوبة (9) : آية 31]

[سورة التوبة (9) : آية 31] اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) الإعراب: (اتّخذوا) فعل ماض وفاعله (أحبار) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رهبان) معطوف على أحبار منصوب و (هم) مثل الأول (أربابا) مفعول به ثان منصوب (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (أربابا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (المسيح) معطوف على أحبار منصوب «1» ، (ابن) نعت للمسيح منصوب (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) حاليّة (أمروا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (اللام) للتعليل (يعبدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والواو فاعل (إلها) مفعول به منصوب (واحدا) نعت ل (إلها) منصوب (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف وتقديره موجود «2» ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره سبّح و (الهاء) ضمير مضاف إليه (عن) حرف جرّ و (ما) حرف مصدريّ (يشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق بالمصدر سبحان.

_ (1) أو هو مفعول به لفعل محذوف (اتّخذوا) ، والمفعول الثاني محذوف تقديره ربّا. (2) أو بدل من محلّ (لا واسمها) ، فهو مرفوع على الابتداء.

[سورة التوبة (9) : آية 32]

والمصدر المؤوّل (أن يعبدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمروا) . وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق. وجملة: «ما أمروا ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يعبدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئناف مقرّ للتوحيد «1» . وجملة: « (سبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشركون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . [سورة التوبة (9) : آية 32] يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (32) الإعراب: (يريدون) مثل يشركون «2» ،، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يطفئوا) مثل يعبدوا «3» ، (نور) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (بأفواههم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطفئوا) ... و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يأبى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر «4» (أن) مثل الأول (يتمّ) مضارع منصوب، والفاعل هو (نور) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه.

_ (1) أو في محلّ نصب نعت ثان ل (إلها) . (2، 3) في الآية السابقة (31) . (4) الذي سوّغ مجيء الاستثناء المفرّغ من الموجب أن (يأبى) فيه معنى النفي أي: لا يريد.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن يتمّ ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يأبى. (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كره) فعل ماض (الكافرون) فعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يطفئوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يأبى الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يتمّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «لو كره الكافرون» في محلّ نصب حال.. وجواب (لو) محذوف دلّ عليه ما قبله أي فالله متمّ نوره. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ فالنور استعارة أصلية تصريحية، وإضافته الى الله تعالى قرينة، والمراد من الإطفاء الرد والتكذيب، أي يريد أهل الكتابين أن يردوا ما دل على توحيد الله تعالى وتنزيهه عما نسبوه إليه سبحانه (بأفواههم) أي بأقاويلهم الباطلة. ويجوز أن يكون في الكلام استعارة تمثيلية بأن يشبه حالهم في محاولة إبطال نبوته (صلى الله عليه وسلّم) بالتكذيب بحال من يريد أن ينفخ في نور عظيم منبث في الآفاق، ويكون قوله تعالى وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ترشيحا للاستعارة لأن إتمام النور زيادة في استنارته وفشو ضوئه، فهو تفريع على المشبه به.

الفوائد

الفوائد قوله تعالى: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ إيهام بأن القول لا يكون إلا بالفم فما معنى ذكر أفواههم؟ ولكن السر كامن في الأفواه، وهو أن ما تندبه لا يكون إلا مجرد قول لا يؤبه له ولا يعضده برهان، ولا تنهض به حجة، فما هو إلا لفظ فارغ، وهراء لا طائل تحته، كالألفاظ المهملة التي هي أجراس ونغم، لا تنطوي على معان، وما لا معنى له لا يعدو الشفتين. [سورة التوبة (9) : آية 33] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (أرسل) فعل ماض، والفاعل هو (رسول) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسل) «1» (الواو) عاطفة (دين) معطوف على الهدى مجرور مثله (الحقّ) مضاف إليه مجرور (اللام) تعليليّة (يظهر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو و (الهاء) ضمير مفعول به (على الدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يظهر) ، (كلّ) توكيد للدين مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (ولو كره المشركون) مثل كره الكافرون «2» . والمصدر المؤوّل (أن يظهره ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل) .

_ (1) أو بمحذوف حال من رسول أي ملتبسا بالهدى. (2) في الآية السابقة (32) .

[سورة التوبة (9) : آية 34]

جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يظهره ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لو كره المشركون) في محلّ نصب حال ... وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فسيظهر دين الحقّ على الدين كلّه «1» . [سورة التوبة (9) : آية 34] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (34) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «2» ، (انّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من الأحبار) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (الواو) عاطفة (الرهبان) معطوف على الأحبار مجرور (اللام) المزحلقة للتوكيد (يأكلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأكلون أو من مفعوله أي متلبّسين أو متلبّس بالباطل (الواو) عاطفة (يصدّون) مثل يأكلون (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بحذف مضاف أي سبيل دين الله (الواو) عاطفة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكنزون) مثل يأكلون (الذهب) مفعول به منصوب

_ (1) يعلّق كثير من النحويين معنى (لو) بالمستقبل في هذه الآية لذا يمتنع كون الجملة، حالا، فهي استئنافيّة. (2) في الآية (23) .

البلاغة

(الفضّة) معطوف بالواو على الذهب منصوب مثله (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفقون) مثل يأكلون و (ها) ضمير مفعول به «1» (في سبيل الله) مثل عن سبيل الله متعلّق ب (ينفقون) ، (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت و (هم) ضمير مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر) ، (أليم) نعت لعذاب مجرور. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ كثيرا ... ليأكلون» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يأكلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يصدّون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون. وجملة: «الذين يكنزون ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «يكنزون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لا ينفقونها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكنزون. وجملة: «بشّرهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . البلاغة 1- قوله تعالى: إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ والتعبير عن الأخذ بالأكل مجاز مرسل، والعلاقة العلية والمعلولية، أو اللازمية والملزومية، فإن الأكل ملزوم للأخذ كما قيل. وجوز أن يكون المراد من الأموال

_ (1) الضمير يعود على الكنوز من قوله (يكنزونها) أو على أنواع الذهب والفضّة، أو على الفضّة كرمز للأموال.. إلخ.

[سورة التوبة (9) : آية 35]

الأطعمة التي تؤكل مجازا مرسلا. ومن ذلك قوله: يأكلن كل ليلة أكافا. فإنه يريد علفا يشترى بثمن أكاف. واختار هذا العلامة الطيبي، وهو أحد وجهين ذكرهما الزمخشري، وثانيهما أن يستعار الأكل للأخذ، وذلك على أن يشبه حالة أخذهم أموال الناس من غير تمييز بين الحق والباطل وتفرقة بين الحلال والحرام، بحاله منهك جائع لا يميز بين طعام وطعام في التناول. 2- إفراد الضمير: في قوله تعالى: يُنْفِقُونَها مع أنه ذكر شيئين وهما الذهب والفضة، ذهابا بالضمير الى المعنى دون اللفظ، لأن كل واحد منهما جملة وافية وعدة كثيرة ودنانير ودراهم. [سورة التوبة (9) : آية 35] يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف يدلّ عليه عذاب- في الآية السابقة- أي يعذّبون يوم ... «1» (يحمى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الوقود «2» (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحمى) ، (في نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحمى) ، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (تكوى) مثل يحمى (بها) مثل عليها متعلّق ب (تكوى) ، (جباه) نائب الفاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (جنوبهم،

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (أليم) بمعنى مؤلم- في الآية السابقة-. (2) هذا إذا كان مضارعا للرباعيّ أحمي، وإذا كان مضارعا للثلاثيّ حمي كان الجارّ (عليها) هو نائب الفاعل.

ظهورهم) اسمان معطوفان بحرفي العطف على جباههم.. مضافان إلى ضمير الغائب و (هم) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (كنزتم) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير فاعل (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كنزتم أو مفعوله (الفاء) لربط جواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) موصول مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كنتم ... (كنتم) فعل ماض ناقص ... و (ثم) اسم كان (تكنزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «يحمى عليها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تكوى.. جباههم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحمى عليها. وجملة: «هذا ما كنزتم» في محلّ رفع نائب فاعل لفعل مقدّر تقديره يقال أي: يقال لهم هذا ما كنزتم «1» . وجملة: «كنزتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنزتم فلم تنفقوا فذوقوا «2» . وجملة: «كنتم تكنزون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «3» وجملة: «تكنزون» في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) والإشارة هنا إلى الكيّ. يجوز أن تكون الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب، وجملة ذوقوا معطوفة على [.....] (2) جملة هذا ما كنزتم فهي من تمام القول الذي يقال لهم. (3) يجوز أن تكون (ما) مصدريّة ... والجملة صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

الصرف:

الصرف: «يحمى) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله يحمي جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (تكوى) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى (يحمى) . (جباه) ، جمع جبهة، اسم للعضو المعروف، وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة 1- قوله تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ خصت بالذكر، لأن غرض الكانزين من الكنز والجمع أن يكونوا عند الناس ذوي وجاهة ورياسة بسبب الغنى، وأن يتنعموا بالمطاعم الشهية والملابس البهية، فلوجاهتهم كان الكي بجباههم، ولامتلاء جنوبهم بالطعام كووا عليها، ولما لبسوه على ظهورهم كويت، أو لأنهم إذا رأوا الفقير السائل زووا ما بين أعينهم، وازوروا عنه وأعرضوا وولوه ظهورهم واستقبلوا جهة أخرى. الفوائد شدة الوعيد لمن يمنع الزكاة: اشتملت هذه الآية على تهديد ووعيد لمن يكنزون الذهب والفضة ولا يؤدون زكاتها. وقد تضاربت أقوال المفسرين حول معنى الكنز الموجب لهذه العقوبة، لكن أصحها ما قاله ابن عمران: كل مال أديت زكاته فليس بكنز ولا يحرم على صاحبه اكتنازه، وإن كثر. وإن كل مال لم تؤد زكاته، فصاحبه معاقب عليه على منع الزكاة بالوعيد من الله، ويدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها (أي الزكاة) إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره، كلما ردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، فقيل يا رسول والإبل؟ قال:

[سورة التوبة (9) : آية 36]

ولا صاحب إبل لا يؤدي حقها، ومن حقها حلبها يوم ورودها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أولاها ردّ عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإمّا إلى النار، وكذلك البقر والغنم كما ورد في هذا الحديث الصحيح. [سورة التوبة (9) : آية 36] إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (عدّة) اسم إنّ منصوب (الشهور) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق بعدّة، فهو مصدر، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اثنا) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الألف لأنه ملحق بالمثنّى (عشر) لفظ عدديّ مبنيّ على الفتح لا محلّ له (شهرا) تمييز منصوب (في كتاب) جارّ ومجرور نعت ل (اثنا عشر) ، (الله) مثل الأول (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بما تعلّق به الجارّ (في كتاب) «1» من معنى الاستقرار (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أربعة) مبتدأ مؤخّر مرفوع

_ (1) أو متعلّق بالكتاب إن جعل مصدرا ... أو متعلّق بفعل محذوف تقديره كتب ذلك يوم خلق..

(حرم) نعت لأربعة مرفوع (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد و (الكاف) للخطاب والإشارة إلى التحريم (الدين) خبر المبتدأ مرفوع (القيّم) نعت للدين مرفوع (الفاء) استئنافيّة «1» . (لا) ناهية جازمة (تظلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تظلموا) ، (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (المشركين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء) (كافّة) حال من ضمير الفاعل أو من المشركين، منصوبة (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يقاتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) في محلّ نصب مفعول به (كافّة) مثل الأول (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ الله) مثل إنّ عدّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «إنّ عدّة الشهور ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «منها أربعة حرم» في محلّ رفع نعت ل «اثنا عشر» «2» . وجملة: «ذلك الدين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تظلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قاتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تظلموا ... وجملة: «يقاتلونكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تظلموا ...

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر أي إن كنتم فيهنّ فلا تظلموا.. (2) أو استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّ الله مع المتّقين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. الصرف: «القيّم) ، صفة مشبّهة بمعنى المستقيم مشتقّ من قام يقوم، ففيه إعلال بالقلب، أصله قيوم زنة فيعل بكسر العين، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة منهما قلبت الواو إلى ياء، ثمّ أدغمت الياءان لسكون الأولى فهو (قيّم) . الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فإعراب كلمة اثنا عشر كالتالي: اثنا: خبر إن مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، عشر: جزء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وهنا نحن سنوضح جانبا من إعراب الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر فنقول: 1- الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، مبنيّة على فتح الجزأين، في محلّ رفع أو نصب أو جر. كقولنا: جاء خمسة عشر رجلا، فأقول في إعرابها: خمسة عشر مبني على فتح الجزأين في محل رفع فاعل. وقوله تعالى إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً أحد عشر: مبني على الفتح الجزأين في محل نصب مفعول به. 2- أما العدد (اثنا عشر) فيعرب جزؤه الأول إعراب المثنى، بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، وجزؤه الثاني مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. ومن أراد مزيد بيان فليراجع إلى كتب النحو. وقد بينت ذلك لأنه عرضة للغفلة والنسيان والله الموفق. [سورة التوبة (9) : آية 37] إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (37)

الإعراب:

الإعراب: «إنّما) كافّة ومكفوفة (النسيء) مبتدأ مرفوع (زيادة) خبر مرفوع (في الكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (زيادة) ، (يضلّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يضلّ) والباء للسببيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (يحلّون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عاما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحلّونه) ، (الواو) عاطفة (يحرّمونه عاما) مثل يحلّونه عاما والظرف متعلّق ب (يحرّمونه) ، (اللام) تعليليّة (يواطئوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (عدّة) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (حرّم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (يحلّوا) مضارع منصوب معطوف على (يواطئوا) ، (ما) موصول مفعول به (حرّم الله) مثل الأولى (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (لهم) مثل به متعلّق ب (زيّن) ، (سوء) نائب الفاعل مرفوع (أعمال) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يواطئوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحرّمون) «1» . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (القوم) مفعول به منصوب (الكافرين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «إنّما النسيء زيادة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بالفعلين (يحلّونه، ويحرّمونه) .

الصرف:

وجملة: «يضلّ به الذين» في محلّ رفع خبر ثان للنسيء «2» . وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يحلّونه ... » في محلّ نصب حال من الموصول (الذين) . وجملة: «يحرّمونه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّونه. وجملة: «يواطئوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «حرّم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يحلّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يواطئوا. وجملة: «حرّم الله (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «زيّن لهم سوء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله لا يهدي القوم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: «النسيء) ، هو مصدر على رأي الزمخشريّ، وزنه فعيل من أنسأ أي أخّر، أو اسم مصدر لأنه نقص عن عدد حروف فعله، وقيل هو صفة مشتقّة بمعنى مفعول أي منسوء، وفي المختار. النسيء في الآية فعيل بمعنى مفعول به قولك نسأه من باب قطع أي أخّره فهو منسوء فحوّل منسوء إلى نسيء كما حوّل مقتول إلى قتيل. (زيادة) ، مصدر سماعيّ لفعل زاد يزيد وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي زيد بفتح الزاي وكسرها وسكون الياء، وزيد بفتحتين،

_ (2) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة التوبة (9) : آية 38]

وزيدان بفتح الزاي والياء، والمصدر الميميّ منه مزيد بفتح الميم وكسر الزاي على غير القياس. [سورة التوبة (9) : آية 38] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) الإعراب: «يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (إذا) ظرف محض مجرّد من الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (اثّاقلتم) «2» ، (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (لكم) مثل الأول متعلّق ب (قيل) ، (انفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل الله) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (انفروا) ، (اثّاقلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) فاعل (إلى الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (اثّاقلتم) ، (أرضيتم) همزة استفهام للتوبيخ وفعل وفاعل (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضيتم) ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضيتم) بتضمينه معنى استعضتم «3» ، (الفاء) استئنافيّة تعليليّة (ما) نافية (متاع) مبتدأ مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) مثل الأول (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قليل) ، (إلّا) أداة

_ (1) في الآية (23) من هذه السورة. (2) لأنّ جملة اثّاقلتم لها محلّ من الإعراب كما سيأتي. (3) يجوز أن يكون الجارّ حالا من الحياة أي بديلا من الآخرة.

الصرف:

حصر (قليل) خبر المبتدأ مرفوع. جملة النداء: «يأيّها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «قيل لكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انفروا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «اثّاقلتم ... » في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم) «2» . وجملة: «رضيتم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما متاع.. إلّا قليل» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: «اثّاقلتم) ، أصله تثاقلتم، ثمّ قلبت التاء ثاء للإدغام بعد سكونها وزيادة همزة الوصل لمناسبة السكون وكان وزنه تفاعلتم ثمّ أصبح افّاعلتم أو أتفاعلتم قياسا على وزن اضطرب افتعل حيث لا يتغيّر الوزن بوجود الإبدال في الكلمة «3» . الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى: ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ تدعو هذه الآية المؤمنين إلى أن ينفروا في سبيل الله، وتبيّن حالة التثاقل التي تعتريهم عند ذلك، ويستعمل القرآن الكريم الفعل (اثّاقلتم) ، وإذا تدبّرنا هذا الفعل بجرسه وإيحائه، فإننا نراه يعبّر عن حالة التباطؤ والالتصاق

_ (1) لأنها في حال البناء للفاعل هي جملة مقول القول. (2) أي ما لكم متثاقلين في كل وقت يقال لكم فيه انفروا. (3) انظر الصرف لكلمة (ادّارأتم) ، الآية (72) من البقرة.

[سورة التوبة (9) : آية 39]

بالأرض التي تعتري الإنسان عند ما يدعى إلى أمر ثقيل على نفسه، ونكاد نشعر بجرس هذا الفعل وإيحائه أنه يصّور ذلك الجسم الثقيل المشدود إلى الأرض ونحن نحاول إنهاضه ولكنه يفلت من يدنا ويعود ليلتصق بالأرض، وتأتي الثاء المشدّدة في أوّل الفعل لتشارك في رسم هذه الحالة وإبرازها، ولو استبدلنا بالفعل تثاقلتم الفعل (اثاقلتم) الوارد في الآية لتلاشى ذلك الجرس والإيحاء وقوة التعبير وانطفأت القوة السارية في معنى هذا الفعل، وهذا جانب من جوانب إعجاز كلام الله عز وجل وتميّزه عن كلام البشر. [سورة التوبة (9) : آية 39] إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) الإعراب: «إن) حرف شرط جازم (لا) نافية (تنفروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (يعذّب) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر، منصوب (أليما) نعت ل (عذابا) منصوب (الواو) عاطفة (يستبدل) مثل يعذّب ومعطوف عليه (قوما) مفعول به منصوب (غير) نعت ل (قوما) منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (تضرّوا) مثل تنفروا ومعطوف على فعل يعذّبكم و (الهاء) ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي لا تضرّوه ضررا ما. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع.

_ (1) إضافة (غير) إلى الضمير لم تزده معرفة، ولهذا صحّ إعرابه نعتا ل (قوما) ، أمّا المفعول الآخر لفعل يستبدل فمحذوف تقديره يستبدل بكم قوما غيركم. [.....]

[سورة التوبة (9) : آية 40]

جملة: «تنفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعذّبكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يستبدل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبكم. وجملة: «لا تضرّوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبكم. وجملة: «الله ... قدير» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة التوبة (9) : آية 40] إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) الإعراب: «إلّا تنصروا) مثل إلّا تنفروا «1» ، و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (نصر) فعل ماض و (الهاء) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (نصره) ، (أخرجه) مثل نصره، والفاعل هو اسم الموصول (الذين) في محلّ رفع، (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (ثاني) حال منصوبة من ضمير الغائب في (أخرجه) ، (اثنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (إذ) مثل الأول وبدل منه (هما) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الغار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (إذ) مثل الأول وبدل من الثاني (يقول)

_ (1) في الآية السابقة (39) .

مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النبيّ عليه السلام (لصاحب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقول) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (تحزن) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و (نا) ضمير مضاف إليه. (الفاء) استئنافيّة (انزل مثل نصر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (سكينة) مفعول به منصوب و (الهاء ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) والضمير في (عليه) يعود على أبي بكر (الواو) عاطفة (أيّد) مثل نصر و (الهاء) ضمير مفعول به ويعود إلى الرسول عليه السلام (الجنود) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّد) ، (لم) حرف نفي وجزم (تروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (جعل) مثل نصر، والفاعل هو (كلمة) مفعول به منصوب (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) مثل الأول (السفلى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. (الواو) استئنافيّة (كلمة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هي) ضمير فصل «1» ، (العليا) خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) استئنافيّة (الله عزيز) مثل الله قدير «2» ، (حكيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) أو ضمير منفصل مبنيّ مبتدأ خبره العليا، والجملة الاسميّة هي العليا خبر المبتدأ كلمة الله. (2) انظر في الآية السابقة (39) .

الصرف:

جملة: «إلّا تنصروه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد نصره الله» لا محلّ لها تعليليّة لجملة الجواب المحذوفة، والتقدير إلّا تنصروه فسوف ينصره الله لأنّ الله قد نصره ... وجملة: «أخرجه الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هما في الغار» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تحزن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله معنا» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أيّده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «لم تروها» في محلّ جرّ نعت لجنود. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل الله. وجملة: «كفروا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كلمة الله ... العليا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله عزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: «ثاني) اسم عدديّ على وزن فاعل يدلّ على الترتيب. (الغار) ، اسم للكهف أو المغارة يجمع على غيران، وألف الغار منقلبة عن واو حيث يفتش عنه في مادة (غ ور) .

[سورة التوبة (9) : آية 41]

(السفلى) ، مؤنّث الأسفل، وهو اسم تفضيل، وقد أنّث وجوبا لأنه محلّى ب (أل) وصف لكلمة (كلمة) ، ووزن السفلى فعلى بضمّ الفاء. (العليا) ، مؤنّث الأعلى، وهو اسم تفضيل، وقد أنّث وجوبا أيضا مثل السفلى وهو وصف ل (كلمة) ووزن العليا فعلى بضمّ الفاء، والياء فيه أصليّة وليست منقلبة عن واو- كما في الدنيا «1» - لأنّ فعله واويّ اللام ويائيّها.. علا يعلو وعلي يعلى باب فرح، وعلى يعلي باب ضرب. [سورة التوبة (9) : آية 41] انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) الإعراب: «انفروا) فعل أمر.. والواو فاعل (خفافا) حال منصوبة من فاعل انفروا (ثقالا) معطوف بالواو على (خفافا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (جاهدوا) مثل انفروا (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنفسكم) معطوفة على أموالكم ويعرب مثله مجرور (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (جاهدوا) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع.. (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «انفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) انظر الآية (85) من سورة البقرة.

[سورة التوبة (9) : آية 42]

وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إن كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم تعلمون أنّه خير لكم فلا تثّاقلوا ... وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة التوبة (9) : آية 42] لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (42) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه محذوف دلّ عليه سياق الكلام أي كان ما دعوتم إليه (عرضا) خبر كان منصوب (قريبا) نعت ل (عرضا) منصوب (الواو) عاطفة (سفرا) معطوف على الخبر منصوب مثله (قاصدا) نعت ل (سفرا) منصوب (اللام) رابطة لجواب لو (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ لا محلّ له ... والواو فاعل و (الكاف) مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (بعدت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث، (على حرف جرّ و (هم) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (بعدت) ، (الشقّة) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (يحلفون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون) ، (لو) مثل الأول (استطعنا فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (اللام) مثل الأول (خرجنا) مثل استطعنا (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (خرجنا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (يهلكون) مثل يحلفون

الصرف:

(أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (كاذبون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «كان عرضا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّبعوك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «بعدت عليهم الشقّة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «سيحلفون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لو استطعنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر دلّ عليه قوله سيحلفون وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول أي: سيحلفون بالله قائلين.. وجملة: «خرجنا ... » لا محلّ لها جواب لو «1» . وجملة: «يهلكون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «انّهم لكاذبون» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم.. وقد كسرت همزة (انّ) لدخول اللام في الخبر. الصرف: (قاصدا) ، على وزن اسم الفاعل، اسم مشتقّ بمعنى

_ (1) وهي جواب القسم وجواب الشرط بآن واحد على رأي أبي حيّان. (2) وجعلها الزمخشريّ حالا من فاعل يحلفون أو بدلا من جملة يحلفون، وقد رفض أبو حيّان الوجهين.

[سورة التوبة (9) : آية 43]

السهل القريب أو الوسط. (الشقّة) ، اسم للمسافة التي تقطع بمشقّة إذ هي مشتقّة من المشقّة، وزنه فعلة بضمّ فسكون. [سورة التوبة (9) : آية 43] عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (43) الإعراب: (عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفا) ، (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق ب (أذنت) وحذفت الألف من اسم الاستفهام لدخول حرف الجرّ عليه (أذنت) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (التاء) فاعل (لهم) مثل عنك متعلّق ب (أذنت) «1» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (لك) مثل عنك متعلّق ب (يتبيّن) ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (صدقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الواو) عاطفة (تعلم) مثل يتبيّن ومعطوف عليه، والفاعل أنت (الكاذبين) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يتبيّن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بفعل محذوف يقتضيه سياق الكلام أي هلّا أخرجتهم معك، أو هلّا توقّفت عن الإذن. جملة: «عفا الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) اللام في (لم) للتعليل، واللام في (لهم) للتبليغ، ولهذا جاز التعليق فيهما بالفعل نفسه.

[سورة التوبة (9) : آية 44]

وجملة: «أذنت لهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... أو هي تعليل للعتاب المتقدّم. وجملة: «يتبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «صدقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. [سورة التوبة (9) : آية 44] لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) لإعراب: (لا) نافية (يستأذن) مضارع مرفوع (الكاف) ضمير مفعول به (الذين) مثل الذين صدقوا «1» ، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يجاهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بأموالهم وأنفسهم) مثل بأموالهم وأنفسكم «2» . والمصدر المؤوّل (أن يجاهدوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره (في) أي: في أن يجاهدوا ... متعلّق ب (يستأذنك) أي يستأذنوك في الجهاد «3» .

_ (1) في الآية السابقة (43) . (2) في الآية (41) من هذه السورة. (3) يجوز أن يكون الجارّ المحذوف هو (عن) ، فيتعلّق بمحذوف تقديره التخلف أو القعود أي يستأذنوك في التخلّف أو القعود عن الجهاد.

[سورة التوبة (9) : آية 45]

(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء. جملة: «لا يستأذنك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يجاهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة التوبة (9) : آية 45] إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (يستأذنك الذين ... الآخر) مثل نظيرها «1» و (لا) نافية (الواو) عاطفة (ارتابت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في ريب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتردّدون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يتردّدون) مثل يؤمنون «2» . جملة: «يستأذنك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ارتابت قلوبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم ... يتردّدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتابت. وجملة: «يتردّدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. [سورة التوبة (9) : آية 46] وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (46)

_ (1، 2) في الآية السابقة (44) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أرادوا) فعل ماض وفاعله (الخروج) مفعول به منصوب (اللام) رابطة لجواب لو (أعدّوا) مثل أرادوا (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعدّوا) ، (عدّة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لكن كره) مثل لكن بعدت «1» ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (انبعاث) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ثبّط) فعل ماض، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اقعدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (اقعدوا) ، (القاعدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «أرادوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعدّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كره الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ثبّطهم» لا محلّ لها معطوفة على كره الله ... وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على كره الله. وجملة: «اقعدوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . الصرف: (الخروج) ، مصدر سماعيّ لفعل خرج يخرج باب نصر،

_ (1) في الآية (42) من هذه السورة. (2) لأنها مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.. أو هي تفسير للنائب الفاعل المقدّر وهو المصدر (القول) .

البلاغة

وزنه فعول بضمّ الفاء. (العدّة) ، اسم بمعنى ما أعددته من مال وسلاح، وقد يكون اسم مصدر لفعل أعدّ الرباعيّ بمعنى الاستعداد، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وجمعه إذا كان اسما العدد بضمّ العين. (انبعاث) ، مصدر قياسيّ لفعل انبعث الخماسيّ، فهو على وزن الماضي بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره. البلاغة 2- التتميم: في الآية الكريمة بذكر مع القاعدين وعدم الاكتفاء بذكر اقعدوا، وهذا من تنبيهاته الحسنة ونزيده بسطا فنقول: لو قيل اقعدوا مقتصرا عليه، لم يفد سوى أمرهم بالقعود، وكذلك، كونوا مع القاعدين، ولا تحصل هذه الفائدة مع إلحاقهم بهؤلاء الأصناف الموصوفين عند الناس بالتخلف والتقاعد، الموسومين بهذه السمة، إلا من عبارة الآية.. [سورة التوبة (9) : آية 47] لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) الإعراب: (لو خرجوا) مثل لو أرادوا «1» ، (في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خرجوا) على حذف مضاف أي في جيشكم (ما) حرف نفي (زادوا) مثل أرادوا، و (كم) ضمير مفعول به (الّا) أداة حصر (خبالا) مفعول به ثان منصوب «2» ، (الواو) عاطفة (اللام) رابطة لجواب لو (أوضعوا) مثل أرادوا، (خلال) ظرف

_ (1) في الآية (46) السابقة. [.....] (2) هو على رأي الزمخشريّ مستثنى ب (إلا) متّصل، والمفعول الثاني محذوف أي ما زوّدوكم شيئا إلا خبالا.

الصرف:

مكان مبنيّ متعلّق ب (أوضعوا) ، و (كم) مضاف إليه (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به «1» ، (الفتنة) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (فيكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سمّاعون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (لهم) مثل فيكم متعلّق ب (سمّاعون) ، (الواو) استئنافيّة (الله عليم بالظالمين) مثل الله عليم بالمتّقين «2» . جملة: «خرجوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما زادوكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوضعوا..» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «يبغونكم» في محلّ نصب حال من فاعل أوضعوا. وجملة: «فيكم سمّاعون ... » في محلّ نصب حال من مفعول يبغونكم أو فاعله «3» . وجملة: «الله عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (خلال) ، اسم ظرف غير متصرّف مبنيّ، فإذا أصبح ذا معان أخرى غدا معربا وخرج عن الظرفيّة. البلاغة استعارة مكنية: في قوله تعالى وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ففي الكلام استعارة مكنية حيث شبهت النمائم بالركائب في جريانها وانتقالها، وأثبت لها الإيضاح

_ (1) هذا الضمير مجرور باللام في الأصل أي يبغون لكم، فلمّا حذفت اللام اتّصل الضمير بالفعل فكان مفعولا به على السعة. (2) في الآية (44) من هذه السورة. (3) يجوز أن تكون مستأنفة فلا محلّ لها.

[سورة التوبة (9) : آية 48]

على سبيل التخييل، والمعنى ولسعوا بينكم بالنميمة وإفساد ذات البين. وقيل: فيه استعارة تبعية، حيث شبه سرعة إفسادهم ذات البين بالنمائم بسرعة سير الراكب، ثم أستعير لها الإيضاع وهو للإبل، والأصل ولأوضعوا ركائب نمائمهم خلالكم، ثم حذف النمائم، وأقيم المضاف إليه مقامه، فقيل لأوضعوا ركائبهم ثم حذفت الركائب. [سورة التوبة (9) : آية 48] لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ (48) الإعراب: (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ابتغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الفتنة) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ابتغوا) ، (الواو) عاطفة (قلّبوا) مثل ابتغوا (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قلّبوا) ، (الأمور) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجر «1» ، (جاء) فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (ظهر أمر) مثل جاء الحقّ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (كارهون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أن جاء ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قلّبوا) «2» . جملة: «ابتغوا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «قلّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتغوا ...

_ (1) أو حرف ابتداء، والجملة بعده استئنافيّة لا محلّ لها. (2) أو متعلّق بمحذوف أي: استمرّوا في تقليب الأمور حتّى جاء.

الصرف:

وجملة: «جاء الحقّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ظهر أمر الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء الحقّ. وجملة: «هم كارهون» في محلّ نصب حال. الصرف: (ابتغوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله ابتغاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف لهذه المناسبة وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه افتعوا. البلاغة المجاز: في قوله تعالى وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ أي المكايد، وتقليبها مجاز عن تدبيرها أو الآراء، وهو مجاز عن تفتيشها، أي دبروا لك المكايد والحيل، أو دوروا الآراء في إبطال أمرك. الفوائد فائدة هامة في (حتى) : ورد في هذه الآية قوله تعالى وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ ل (حتى) حالات كثيرة. ولكننا سنوضح حالتها في هذه الآية، توخيا للفائدة، ولأن ذلك يفوت كثيرا من الناس. وقد أورد ابن هشام عدة حالات لحتى، ومن جملة ما قال: ومن أوجه حتى أن يقع حرف ابتداء، أي حرفا تستأنف بعده الجملة فيدخل على الجملة الاسمية كقول الفرزدق: فوا عجبا حتى كليب تسبّني ... كأنّ أباها نهشل أو مجاشع كما أنها تدخل على الجملة الفعلية التي فعلها مضارع، كقول حسان: يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل وكذلك تدخل على الجملة الفعلية التي فعلها ماض، كما ورد في الآية التي نحن بصددها، وكذلك قوله تعالى ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا

[سورة التوبة (9) : آية 49]

قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ وقد زعم ابن مالك أن حتى هنا حرف غاية وجر وأنّ بعدها أن مضمرة، ولا أعرف له في ذلك سلفا، وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة وكذا قال ابن مالك في حتى الداخلة على إذا في قوله تعالى حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ واعتبر (إذا) في موضع جر بحتى، وهذه المقالة سبقه إليها الأخفش وغيره، والجمهور على خلافها وأنها حرف ابتداء. [سورة التوبة (9) : آية 49] وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لخبر محذوف مقدّم أي بعض منهم.. (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (ائذن) فعل أمر دعائيّ والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائذن) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة دعائية (تفتن) مضارع مجزوم و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ألا) حرف تنبيه (في الفتنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (سقطوا) وهو فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (جهنّم) اسم إنّ منصوب وهو ممنوع من التنوين (اللام) المزحلقة للتوكيد (محيطة) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيطة) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «منهم من يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ائذن ... » في محلّ نصب مقول القول.

البلاغة

وجملة: «لا تفتنّي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ائذن. وجملة: «سقطوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ جهنّم لمحيطة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سقطوا. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا والعلاقة الحالية، أي في جهنم، فأطلق الحال وأريد المحل، لأن الفتنة لا يسقط فيها الإنسان، لأنها معنى من المعاني، وإنما يحل في مكانها، فاستعمال الفتنة في مكانها مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل. 2- التمثيل: في قوله تعالى وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ فقد يجعل الكلام تمثيلا بأن تشبه حالهم في احاطة الأسباب بحالهم عند احاطة النار، وكون الأعمال التي هم فيها هي النار بعينها، لكنها ظهرت بصورة الأعمال في هذه النشأة، وتظهر بالصورة النارية في النشأة الأخرى، كما قيل نظيره في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً [سورة التوبة (9) : آية 50] إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط، (الكاف) ضمير مفعول به (حسنة) فاعل مرفوع (تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط و (هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) عاطفة (إن تصبك مصيبة) مثل إن تصبك حسنة (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط الثاني وعلامة الجزم حذف

الصرف:

النون ... والواو فاعل (قد) حرف تحقيق (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (أمرنا) مفعول به منصوب.. و (نا) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا) ، (الواو) عاطفة (يتولّوا) مثل يقولوا ومعطوف عليه (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فرحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «تصبك حسنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسؤهم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء. وجملة: «تصبك مصيبة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء. وجملة: «قد أخذنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يتولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولوا. وجملة: «هم فرحون» في محلّ نصب حال من فاعل يتولّوا. الصرف: (يتولّوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله يتولّاوا ... التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف وزنه يتفعّوا. [سورة التوبة (9) : آية 51] قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لن) حرف نفي ونصب (يصيب) مضارع منصوب (ونا) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كتب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع والعائد

البلاغة

محذوف أي كتبه (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) ، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «1» ، (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن يصيبنا إلّا ما ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كتب الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هو مولانا ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو اعراضيّة-. وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت الاصابة من الله، أو إن كان المكتوب من الله فليتوكّل المؤمنون على الله. البلاغة الإظهار في مقام الإضمار في قوله تعالى وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. حيث إظهار الاسم الجليل في مقام الإضمار لإظهار التبرك والاستلذاذ به. [سورة التوبة (9) : آية 52] قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)

_ (1) قال الجمل في حاشيته على تفسير الجلالين، «الفاء سببيّة.. للدلالة على استحبابه تعالى للتوكّل كما في قوله «فإيّاي فارهبون» اه.

الإعراب:

الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (تربّصون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تربّصون) «2» ، (إلا) أداة حصر (إحدى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الحسنيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نتربّص) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بكم) مثل بنا متعلّق ب (نتربّص) ، (أن) حرف مصدري ونصب (يصيب) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصيب) ، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (عذاب) و (الهاء) مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (عذاب) معطوف على الجارّ قبله و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به عامله نتربّص. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (تربّصوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّا نصب اسم انّ (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (متربّصون) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (متربّصون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل تربّصون بنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية السابقة (51) . (2) أو متعلّق بفعل محذوف، والتقدير هل تربّصون أن يقع بنا إلّا إحدى الحسنيين.

الصرف:

وجملة: «نحن نتربّص ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «نتربّص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «يصيبكم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تربّصوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان كلّ يلقى ما ينتظره فتربّصوا ... وجملة: «إنّا.. متربّصون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (الحسنيين) ، مثنّى الحسنى مؤنّث الأحسن.. وانظر الآية (95) من سورة النساء. (متربّصون) ، جمع متربّص، اسم فاعل من تربّص الخماسيّ، وزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين. البلاغة فن التعطف أو المشاركة: وهو أن يعلن المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها ويعلقها بمعنى آخر، وهما مفترقتان كل لفظة منهما في طرف من الكلام، وهو في قوله تعالى قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ فقد أتى التعطف من صدر الآية في قوله تَرَبَّصُونَ بِنا ومن عجزها في قوله: فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ مع تجنيس الازدواج. ووقع مع التعطف مقابلة معنوية، خرج الكلام فيها مخرج إيجاز الحذف، فإن مقتضى البلاغة أن يكون تقدير ترتيب اللفظ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين: أن يصيبنا الله بعذاب من عنده أو بأيديكم، ونحن نتربص بكم أن

[سورة التوبة (9) : آية 53]

يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا، فحذف لتوخي الإيجاز وتفسير الحسنيين من الجملة الأولى، وأثبته في الجملة الثانية فرارا من تكرار اللفظ وتكثيره كما حذف الحسنيين من الجملة الثانية استغناء بذكرها أولا، فحصل في الآية التعطف والمقابلة والإيجاز، فاكتملت فيها أربعة أضرب من البديع وهذا هو السحر الحلال، وإن من البيان لسحرا. [سورة التوبة (9) : آية 53] قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (53) الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف (النون.. والواو فاعل (طوعا) مصدر في موضع الحال منصوب (الواو) عاطفة (كرها) معطوفة على (طوعا) منصوب «2» ، (لن) حرف نفي ونصب (يتقبّل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل محذوف دلّ عليه قوله (أنفقوا) أي: لن يتقبّل منكم ما أنفقتموه (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتقبّل) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (تم) ضمير اسم كان (قوما) خبر كان منصوب (فاسقين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لن يتقبّل منكم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّكم كنتم قوما ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنتم قوما ... » في محلّ رفع خبر إنّكم.

_ (1) في الآية (51) من هذه السورة. (2) انظر الآية (83) من سورة آل عمران.

[سورة التوبة (9) : آية 54]

[سورة التوبة (9) : آية 54] وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (54) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (منع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقبل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول (منهم) مثل منكم «1» متعلّق ب (تقبل) ، (نفقات) نائب الفاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تقبل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي من أن تقبل «2» متعلّق ب (منع) . (إلّا) أداة حصر (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) عاطفة (برسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (يأتون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كسالى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لا ينفقون إلّا وهم كارهون) مثل لا يأتون ... هم كسالى. والمصدر المؤوّل (أنّهم كفروا..) في محلّ رفع فاعل منع «3» .

_ (1) في الآية السابقة (53) . (2) أو في محلّ نصب مفعول به ثان عامله منع. (3) يجوز أن يكون الفاعل هو الله، (أنّهم كفروا) مفعول لأجله أي لأنّهم كفروا. [.....]

[سورة التوبة (9) : آية 55]

وجملة: «ما منعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في الآية السابقة. وجملة: «تقبل ... نفقاتهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لا يأتون» في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «هم كسالى» في محلّ نصب حال من فاعل يأتون. وجملة: «لا ينفقون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يأتون. وجملة: «هم كارهون ... » في محلّ نصب حال من فاعل ينفقون. [سورة التوبة (9) : آية 55] فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (55) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة «1» (لا) ناهية جازمة (تعجب) مضارع مجزوم و (الكاف) ضمير مفعول به (أموال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولادهم) معطوفة على أموالهم مرفوع مثله. (إنّما) كافّة ومكفوفة (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) زائدة «2» (يعذب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (هم) ضمير مفعول به والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعذّب) أي بسببها (في الحياة) جارّ

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن نظرت إليهم فلا تعجبك أموالهم. (2) جاءت بعد فعل متعدّ أي يريد الله أن يعذّبهم بها ...

[سورة التوبة (9) : آية 56]

ومجرور متعلّق ب (يعذّب) ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (تزهق) مضارع منصوب معطوف على (يعذّب) ، (أنفسهم) فاعل مرفوع ومضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محل نصب مفعول به عامله يريد وهو المحلّ البعيد، والجرّ وهو القريب. (الواو) حاليّة (هم) منفصل مبتدأ (كافرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «لا تعجبك أموالهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يريد الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعذّبهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تزهق أنفسهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم. وجملة: «هم كافرون» في محلّ نصب حال. [سورة التوبة (9) : آية 56] وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يحلفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة وهي مؤكدّة للقسم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الواو) حاليّة (ما) نافية (هم) ضمير منفصل مبتدأ «1» (منكم) مثل

_ (1) أو في محلّ رفع اسم (ما) العاملة عمل ليس، ومنكم الخبر.

[سورة التوبة (9) : آية 57]

الأول متعلّق بمحذوف خبر هم (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لكنّ (قوم) خبر لكنّ مرفوع (يفرقون) مثل يحلفون. جملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّهم لمنكم» لا محلّ لها جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يحلفون. وجملة: «ما هم منكم» في محلّ نصب حال. وجملة: «لكنّهم قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال «1» . وجملة: «يفرقون» في محلّ رفع نعت لقوم. [سورة التوبة (9) : آية 57] لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (يجدون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (ملجأ) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (مغارات) معطوف على ملجأ منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة، ومثله (مدّخلا) ، (اللام) واقعة في جواب لو (ولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ولّوا) ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير مبتدأ (يجمحون) مثلا يجدون. جملة: «يجدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ولّوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط.

_ (1) أو استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «هم يجمحون» في محلّ نصب حال من فاعل ولّوا. وجملة: «يجمحون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (ملجأ) ، اسم مكان من فعل لجأ الثلاثيّ وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو صحيح مضارعه مفتوح العين «1» . (مغارات) ، جمع مغارة بفتح الميم وضمّها، أو جمع مغار بفتح الميم وضمّها، اسم مكان من غار الثلاثيّ والألف منقلبة عن واو أصلها مغورة- بفتح الواو- جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (مدّخلا) ، اسم مكان من ادّخل الخماسيّ، فهو على وزن مفتعل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة التوبة (9) : آية 58] وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) الإعراب: (ومنهم من يلمز) مثل ومنهم من يقول «2» ، و (الكاف) ضمير مفعول به (في الصدقات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلمز) على حذف مضاف أي في قسم الصدقات (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أعطوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو نائب الفاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعطوا) والجارّ للتبعيض أو للبيان (رضوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل، وهو في محلّ جزم جواب الشرط (الواو) عاطفة (إنّ) مثل

_ (1) يصحّ في (ملجأ) أن يكون هو وما بعده مصادر ميميّة بمعنى اللجوء والاختباء والدخول، أي لو استطاعوا ذلك لولّوا.. (2) في الآية (49) من هذه السورة.

الصرف:

الأول (لم) حرف للنفي (يعطوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو نائب الفاعل (منها) مثل الأول متعلّق ب (يعطوا) ، (إذا) فجائيّة (هم يسخطون) مثل هم يجمحون «1» جملة: «منهم من يلمزك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة. وجملة: «يلمزك» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إن أعطوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يلمزك. وجملة: «رضوا» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن لم يعطوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أعطوا. وجملة: «هم يسخطون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة ب (إذا) الفجائيّة. وجملة: «يسخطون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (أعطوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله أعطيوا بضمّ الهمزة والياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الطاء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح أعطوا وزنه أفعوا. (يعطوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله يعطاوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف فأصبح يعطوا وزنه يفعوا بفتح العين، وقد تركت الفتحة على الطاء دلالة على الألف المحذوفة.

_ (1) في الآية السابقة (57) .

الفوائد

الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ فقد أعرب النحويون (إذا) حرف للمفاجاة. وسنوضح شيئا مما يتعلق بهذا الحرف، لأنه قد يخفى على الكثير. 1- إذا الفجائية تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، وتدل على الحال لا على الاستقبال، مثل: خرجت فإذا الأسد بالباب. ومنه قوله تعالى فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى وقد اختلف العلماء فيها إلى عدة أقوال: أ- هي حرف عند الأخفش، ويرجح هذا القول قولهم: خرجت فإذا إنّ زيدا بالباب، بكسر إن لأنّ (إنّ) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. ب- وظرف مكان عند المبرّد، وظرف زمان عند الزجاج، وقد اختار ابن مالك أنها حرف للمفاجاة، واختار ابن عصفور أنها ظرف مكان، واختار الزمخشري أنها ظرف زمان. والقول الأول الذي يعتبرها حرفا للمفاجاة هو أرجح الأقوال، لعدم احتياجه إلى تأويل، أما الذين اعتبروها ظرفا فقد قدّروا لها عاملا محذوفا ونحن مع علم أصول النحو حيث قرر الأصوليون القاعدة التالية: إذا استوى مسألتان إحداهما تحتاج إلى تقدير والثانية لا تحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى. 2- إذا وقعت (إذا) الفجائية مقترنة بجملة جواب الشرط الجازم، كما في هذه الآية الكريمة، فالجملة في محلّ جزم جواب الشرط، ومن المعلوم أن جملة جواب الشرط الجازم يجب أن تقترن بالفاء أو إذا الفجائية حتى تكون في محلّ جزم جواب الشرط. [سورة التوبة (9) : آية 59] وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ (59) الإعراب: (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف

مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (رضوا) مثل السابق «1» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (حسب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّهم رضوا) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت رضاهم ... (السين) حرف استقبال (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (نا) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤتي) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة الأخير و (الهاء) مثل الأخير (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (راغبون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: « (ثبت) رضاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: «رضوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: آتاهم الله ... لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «وقالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة رضوا. وجملة: «حسبنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية السابقة (58) .

الصرف:

وجملة: «سيؤتينا الله ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل أو الشرح لمقول القول. وجملة: «إنّا ... راغبون» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة أو تفسيريّة. وجواب الشرط (لو) محذوف أي لو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم. الصرف: (راغبون) ، جمع راغب، اسم فاعل من رغب وزنه فاعل. [سورة التوبة (9) : آية 60] إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) الإعراب: (انّما) كافّة ومكفوفة (الصدقات) مبتدأ مرفوع (للفقراء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة في المواضع السبعة الآتية (المساكين، العاملين، المؤلّفة الغارمين، ابن ... ) ألفاظ مجرور معطوفة على الفقراء، وعلامة الجرّ الياء في الألفاظ، المساكين، العاملين، الغارمين (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (العاملين) ، (قلوب) نائب فاعل لاسم المفعول المؤلّفة، مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (في الرقاب) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف ومعطوف على الجارّ الأول (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف ومعطوف على الجارّ الأول (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ومثله (السبيل) ، (فريضة) مفعول مطلق لفعل محذوف «1» منصوب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (فريضة) ، (الواو)

_ (1) أو مصدر في موضع الحال.. وقد يكون (فريضة) بمعنى مفروضة فهو جار مجرى

الصرف:

استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «الصدقات للفقراء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (فرض) فريضة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (المؤلّفة) ، اسم مفعول من الرباعيّ ألّف، وزنه مفعّلة بضم الميم وفتح العين. (الغارمين) ، جمع الغارم، اسم فاعل من الثلاثيّ غرم، ومنه فاعل. البلاغة مخالفة الحروف: في قوله تعالى إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ إلى آخر الآية، وهو فن طريف من فنون البلاغة لطيف المأخذ، دقيق المغزى، فقد عدل عن «اللام» الى «في» في الأربعة الأخيرة، وذلك لسرّ يخفى على المتأمل السطحي، وهو أن الأصناف الأربعة الأوائل ملاك لما عساه يدفع إليهم، وإنما يأخذونه ملكا، فكان دخول اللام لائقا بهم. وأما الأربعة الأواخر فلا يملكون ما يصرف نحوهم، بل ولا يصرف إليهم، ولكن في مصالح تتعلق بهم فالمال الذي يصرف في الرقاب إنما يتناوله السادة المكاتبون والبائعون، فليس نصيبهم مصروفا الى أيديهم حتى يعبّر عن ذلك باللام المشعرة بتملكهم لما يصرف نحوهم، وإنما هم محالّ لهذا الصرف والمصلحة المتعلقة به، وكذلك العاملون إنما يصرف نصيبهم لأرباب ديونهم تخليصا لذممهم لا لهم. وأما سبيل الله فواضح فيه ذلك. وأما ابن السبيل فكأنه كان مندرجا في سبيل الله، وإنما أفرد بالذكر تنبيها على خصوصيته، مع أنه مجرد من الحرفين جميعا

_ الاسم المشتقّ، وهذه الحال من الضمير المستكنّ في خبر الصدقات.

الفوائد

وعطفه على المجرور باللام ممكن، ولكن على القريب منه أقرب. الفوائد مصارف الزكاة. حددت هذه الآية الأصناف الثمانية الذين تجب لهم الزكاة وهم: 1- الفقراء. 2- المساكين: وهم المحتاجون الذين لا يفي دخلهم بحاجتهم، ثم اختلف العلماء في الفرق بين الفقير والمسكين، فقال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة والزهري: الفقير الذي لا يسأل والمسكين السائل، وقال الشافعي: الفقير من لا مال له ولا حرفة، والمسكين من له مال أو حرفة، ولكن لا تقع منه موقعا لكفايته. وقال الفقهاء الفقير من كان مورده أقل من نصف حاجته، والمسكين من كان مورده أكثر من نصف حاجته. 3- الْعامِلِينَ عَلَيْها: وهم السعاة الذين يتولون جباية الصدقات وقبضها من أهلها ووضعها في جهتها، فيعطون من مال الصدقات بقدر أجور أعمالهم، سواء كانوا فقراء أم أغنياء. وهذا قول ابن عمر، وبه قال الشافعي. 4- الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: وهم قسمان: مسلمون وكفار، فالمسلمون قسمان: قسم من أشراف العرب ووجوه القبائل كان (صلى الله عليه وسلّم) يعطيهم ليتألف قلوبهم، وكان إسلامهم ضعيفا وقوم أسلموا وكان إسلامهم قويا، لكن النبي (صلى الله عليه وسلّم) كان يعطيهم تألفا لقومهم. وأما القسم الثاني، فهم المسلمون البعيدون عن إخوانهم، والمتاخمون للكفار، وهم ضعفاء، فيعطون ليبقى إيمانهم قويا، وكي لا يغرّر بهم الكفار، وأما المؤلفة من الكفار فهم قوم يخشى شرهم ويرجى إسلامهم. 5- وَفِي الرِّقابِ: وهم المكاتبون، يعطون ليعتقوا. وهذا قول الشافعي وأكثر الفقهاء. وقول آخر بأنه يشتري عبيد ويعتقهم. 6- الغارمين: الذين عجزوا عن وفاء الدين، بشرط ألا يكون سبب الدين معصية الله.

[سورة التوبة (9) : آية 61]

7- في سبيل الله: أي في الجهاد أو كل عمل يرضي الله عز وجل. 8- ابن السبيل: المسافر المنقطع عن ماله، يعطى ما يبلغه مقصده. [سورة التوبة (9) : آية 61] وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (61) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ وهو نعت لخبر مقدّم محذوف أي بعض منهم (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يؤذون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (النبيّ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يقولون) مثل يؤذون (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أذن) خبر مرفوع (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (أذن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (خير) مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (أذن) (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (يؤمن) مثل الأول (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) بتضمينه معنى يصدّق أو يسلّم (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على أذن مرفوع (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (رحمة) (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منكم) مثل منهم متعلّق بحال من فاعل آمنوا (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (يؤذون رسول الله) مثل يؤذون النبيّ، ولفظ الجلالة مضاف إليه (لهم) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر

الصرف:

مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «منهم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤذون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هو أذن..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (هو) أذن خير» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يؤمن بالله» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف «1» . وجملة: «يؤمن للمؤمنين» في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن بالله. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «الذين يؤذون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يؤذون رسول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين) . الصرف: (أذن) ، اسم للعضو المعروف، واستعمل في الآية الكريمة مجازا أي مستمع، وزنه فعل بضمّتين. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى هُوَ أُذُنٌ وهي في الأصل اسم للجارحة، وإطلاقها على الشخص بالمعنى المذكور من باب المجاز المرسل، كاطلاق العين

_ (1) أو في محلّ رفع نعت ثان لأذن.

[سورة التوبة (9) : آية 62]

على ربيئة القوم حيث كانت العين هي المقصودة منه، وذلك من اطلاق الجزء على الكل، والعلاقة تسمى الجزئية، قال الشاعر: إذا ما بدت ليلى فكلي أعين ... وإن هي ناجتني فكلي مسامع [سورة التوبة (9) : آية 62] يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ (62) الإعراب: (يحلفون بالله) مرّ إعرابها «1» ، (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون) ، (اللام) للتعليل (يرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يرضوكم) في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون) . (الواو) حاليّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع (الهاء) مضاف إليه (أحقّ) خبر المبتدأ مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يرضوا) مثل الأول و (الهاء) مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يرضوه) في محلّ رفع بدل من اسم الجلالة أو من رسول «2» .

_ (1) في الآية (56) من هذه السورة. (2) وإذا كان بدلا من أحدهما فثمّة وجه ليكون بدل الآخر ... والمعنى: إرضاء الله وإرضاء رسوله أحقّ من إرضاء غيرهما ... وفي الآية توجيهات أخرى في الإعراب منها: (أحقّ) خبر مقدّم والمصدر المؤوّل مبتدأ مؤخّر، والجملة خبر ل (الله ورسوله) أي: الله ورسوله إرضاؤهما أحقّ.. وقيل: (أحق) خبر الرسول لأنه الأقرب، وخبر لفظ الجلالة محذوف دل عليه المذكور.. وقيل: المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أحقّ) ، أي أحقّ بالإرضاء- وقد رفض ابن هشام هذا التخريج الأخير- هذا وقد جاء لفظ (أحقّ) خبرا عن الاسمين (الله، رسوله) لأن أمر الرسول تابع لأمر الله، وقد أفرد وهو في موضع التثنية، أو لأنّ (أحقّ) وهو اسم تفضيل جاء مجرّدا من (ال) والإضافة ومن التفضيليّة مقدّرة.

الصرف:

(إن) حرف شرط جازم (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمير اسم كان، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرضوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «الله ورسوله أحقّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل يحلفون. وجملة: «يرضوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الظاهر. وجملة: «كانوا مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كانوا مؤمنين فالله ورسوله أحقّ بالإرضاء. الصرف: (يرضوكم) ، فيه اعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يرضيوكم- بضمّ الياءين- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الضاد- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- فأصبح يرضوكم، وزنه يفعوكم. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ فقد أعرب النحويون: الله لفظ الجلالة مبتدأ، ورسوله: اسم معطوف. أما الخبر فقد تضاربت فيه أقوال النحاة: ما يقوله أبو البقاء العكبري: الخبر هو (أحقّ) وهو خبر للمبتدأ الذي هو (الله) ، والرسول مبتدأ ثان وخبره محذوف دل عليه خبر الأول ويصبح التقدير (والله أحق أن ترضوه ورسوله أحق) .

[سورة التوبة (9) : آية 63]

ما يقوله سيبويه: أما سيبويه فقد قال أحق خبر الرسول وخبر الأول محذوف، لأن (رسوله أقرب للخبر. وهذا أقوى، إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ وخبره، وفيه أيضا أنه خبر الأقرب إليه، ومثله قول الشاعر: نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف فالشاهد أن (راض) خبر أنت ولا تصلح أن تكون خبر نحن. وهذا يؤيد قول سيبويه، لأن راض أقرب إلى المبتدأ (أنت) . وقيل (أحقّ) خبر عن الاسمين لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى، وقيل أفرد كلمة (أحقّ) وهي بمعنى التثنية، والمصدر المؤول من (أن ترضوه) في محلّ جر بالياء المقدرة ويصبح التقدير (أحق بالرضا) . [سورة التوبة (9) : آية 63] أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ الإنكاريّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ- وهو ضمير الشأن- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحادد) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أنّ) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ (نار) اسم أنّ مؤخّر منصوب (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (خالدا) حال منصوبة من الضمير في (له) ، (فيها) مثل له متعلّق ب (خالدا) .

[سورة التوبة (9) : آية 64]

والمصدر المؤوّل (أنّه من ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.. أو مفعوله بمعنى يعرفوا. والمصدر المؤوّل (أنّ له نار ... ) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف- أو مبتدأ والخبر محذوف- والتقدير: فأمره كون نار جهنّم له ... أو فكون نار جهنّم له أمر حقّ. (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والاشارة إلى العذاب، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الخزي) خبر مرفوع (العظيم) نعت للخزي مرفوع. جملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يحادد ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يحادد الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: « (أمره) أنّ له نار» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ذلك الخزي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة التوبة (9) : آية 64] يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ (64) الإعراب: (يحذر) مضارع مرفوع (المنافقون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (أن) حرف مصدريّ ونصب (تنزّل) مضارع مبنيّ للمجهول

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]

منصوب (على) جارّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تنزّل) «1» ، (سورة) نائب الفاعل مرفوع (تنبّئ) مثل يحذر و (هم) ضمير مفعول به والفاعل هي (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنبّئهم) ، (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تنزّل) في محلّ نصب مفعول به «2» . (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (استهزءوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مخرج) خبر إنّ مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل مخرج، والعائد محذوف (تحذرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «يحذر المنافقون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تنزّل ... سورة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تنبئّهم ... » في محلّ رفع نعت لسورة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «استهزءوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله مخرج ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... أو تعليليّة.

_ (1) قال الزمخشري: الضمير في (عليهم) يعود إلى المؤمنين، والضمير في (تنبّئهم) يعود إلى المنافقين ... وقال غيره: الضمير فيهما يعود إلى المنافقين لأنّ السورة إذا نزلت في حقّهم فهي نازلة عليهم تنبّئهم. (2) الفعل يحذر عند المبرّد لازم، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف تقديره (من) أي يحذر المنافقون من أن تنزّل ... ولكنّ أبا حيّان ردّ رأي المبرّد.

[سورة التوبة (9) : آية 65]

وجملة: «تحذرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة التوبة (9) : آية 65] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (65) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (سألت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط ... و (التاء) فاعل و (هم) ضمير مفعول به والمفعول الثاني محذوف أي: عن استهزائهم بك (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال ... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. و (النون) نون التوكيد (إنّما) كافّة ومكفوفة (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (نخوض) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (الواو) عاطفة (نلعب) مثل نخوض (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ الإنكاريّ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تستهزئون) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (آيات، (رسول) معطوفان بالعاطفين على لفظ الجلالة مجروران مثله، و (الهاء) فيهما مضاف إليه (كنتم) مثل كنّا (تستهزئون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «كنّا نخوض ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نخوض ... » في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: «نلعب» في محلّ نصب معطوفة على جملة نخوض.

الفوائد

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم تستهزئون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تستهزئون» في محلّ نصب خبر كنتم. الفوائد عبث المنافقين: قال ابن إسحاق: كان جماعة من المنافقين، منهم وديعة بن ثابت ورجل من أشجع يقال له مخشّن بن حميّر يشيرون إلى رسول (صلّى الله عليه وسلّم) وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد بني الأصفر (أي الروم) كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين في الحبال، إرجافا وترهيبا للمؤمنين. فقال مخشّن والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة، وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه. وقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) - فيما بلغني- لعمار بن ياسر: أدرك القوم، فإنهم قد احترقوا، فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا، فانطلق إليهم عمار فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يعتذرون إليه، فقال وديعة: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله عز وجل وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ فقال مخشّن بن حميّر: يا رسول الله، قعد بي اسمي واسم أبي، فكان الذي عفي عنه في هذه الآية مخشّن، فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة في قتال المرتدين، فلم يوجد له أثر. [سورة التوبة (9) : آية 66] لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (66) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (تعتذروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (قد) حرف تحقيق (كفرتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفرتم) ،

الصرف:

(إيمان) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (نعف) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (عن طائفة) جارّ ومجرور متعلّق ب (نعف) ، (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (الطائفة (نعذّب) مضارع مجزوم جواب الشرط والفاعل نحن (طائفة) مفعول به منصوب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم أنّ (كانوا) ماض ناقص ... والواو اسم كان (مجرمين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أنّهم كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نعذّب) . جملة: «لا تعتذروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد كفرتم» لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ. وجملة: «إن نعف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعذّب ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (نعف) ، فيه إعلال بالحذف بسبب الجزم وأصله نعفو وزنه نفع بضمّ العين. [سورة التوبة (9) : آية 67] الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ (67)

الإعراب:

الإعراب: (المنافقون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (المنافقات) معطوف على المبتدأ مرفوع (بعض) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور خبر بعضهم على حذف مضاف أي من جنس بعض (يأمرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالمنكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون) ، (الواو) عاطفة (ينهون عن المعروف) مثل يأمرون بالمنكر، والجارّ متعلّق ب (ينهون) ، (الواو) عاطفة (يقبضون) مثل يأمرون (أيديهم) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (نسوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (نسي) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (المنافقين) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الياء (هم) ضمير فصل «1» ، (الفاسقون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «المنافقون.. بعضهم من بعض» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعضهم من بعض» في محلّ رفع خبر المبتدأ (المنافقون) . وجملة: «يأمرون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ «2» . وجملة: «ينهون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: «يقبضون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: «نسوا ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ «3» .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الفاسقون) ، والجملة الاسميّة خبر إن. (2) يحتمل أن تكون بدلا من جملة (بعضهم من بعض) ... ويجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

البلاغة

وجملة: «نسيهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة نسوا. وجملة: «إنّ المنافقين ... الفاسقون» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) عن الإنفاق في طاعة الله ومرضاته، وقبض اليد كناية عن الشح والبخل، كما أن بسطها كناية عن الجود، لأن من يعطي يمد يده بخلاف من يمنع. 2- المجاز: في قوله تعالى نَسُوا اللَّهَ والنسيان مجاز عن الترك، وهو كناية عن ترك الطاعة، فالمراد لم يطيعوه سبحانه. 3- المشاكلة: في قوله تعالى فَنَسِيَهُمْ أي منع لطفه وفضله عنهم والتعبير بالنسيان للمشاكلة. [سورة التوبة (9) : آية 68] وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (68) الإعراب: (وعد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (المنافقين) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (المنافقات) معطوف على المنافقين منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الكفّار) معطوف على المنافقين منصوب (نار) مفعول به ثان منصوب (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (خالدين) حال منصوبة من المنافقين- وهي حال مقدّرة- وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدين) (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حسب) خبر مرفوع (وهم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لعن) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة

البلاغة

(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مقيم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «وعد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هي حسبهم» في محلّ نصب حال من نار جهنم. وجملة: «لعنهم الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «لهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. البلاغة المجاز العقلي: في قوله تعالى وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ فهي كما في قوله تعالى عِيشَةٍ راضِيَةٍ والمجاز هنا في وصف العذاب بالإقامة. [سورة التوبة (9) : آية 69] كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (69) الإعراب: (الكاف) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم «1» (من) حرف جر (قبل) اسم مجرور بحرف الجرّ متعلّق بمحذوف صلة أي مضوا من قبلكم و (كم) ضمير مضاف إليه (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (أشدّ) خبر كانوا منصوب (من)

_ (1) جعل العكبريّ الجارّ والمجرور نعتا لمصدر محذوف بحذف مضاف أي وعدا كوعد الذين من قبلكم.

حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أشدّ) ، (قوّة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (أكثر أموالا) مثل أشدّ قوّة فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (أولادا) معطوف على (أموالا) منصوب (الفاء) عاطفة (استمعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (بخلاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (استمتعوا) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الفاء) عاطفة (استمتعتم) فعل ماض وفاعله (بخلاقكم) مثل بخلافهم متعلّق ب (استمتعتم) ، (الكاف) مثل الأول (ما) حرف مصدريّ (استمتع) مثل الأول (الذين) موصول فاعل في محلّ رفع (من قبلكم) مثل الأول متعلّق ب (استمتع) (بخلافهم) مثل الأول متعلّق ب (استمتع) . والمصدر المؤوّل (ما استمتع) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي استمتعتم استمتاعا كاستمتاع الذين من قبلكم. (الواو) عاطفة (خضتم) مثل استمتعتم (كالذي) مثل كالذين متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي خوضا كالذي خاضوه (خاضوا) مثل استمتعوا، والعائد محذوف أي خاضوه (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... و (الكاف) حرف خطاب (حبطت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (حبطت) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير فصل «1» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: « (أنتم) كالذين من قبلكم» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الخاسرون) ، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) .

الصرف:

وجملة: «كانوا أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «استمتعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا. وجملة: «استمتعتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استمتعوا. وجملة: «استمتع الذين.» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «خضتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة استمتعتم. وجملة: «خاضوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أولئك حبطت أعمالهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حبطت أعمالهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أولئك ... الخاسرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك حبطت. الصرف: (خضتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون لأنه معتلّ أجوف، وأصله خوضتم بسكون الواو والضاد، حذفت الواو لالتقاء الساكنين، وزنه فلتم بضمّ الفاء لأنّ الحرف المحذوف هو الواو. البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ التفات من الغيبة الى الخطاب للتشديد. 2- التكرير: في ترديد استمتعوا، ذلك أنه شبه حالهم بحال الأولين، ففي التكرير تأكيد ومبالغة في ذم المخاطبين، وتقبيح حالهم واستهجان أمرهم. 3- الاستعارة: في خضتم، حيث شبه الباطل بماء واستعار له كلمة خضتم أي دخلتم في الباطل.

[سورة التوبة (9) : آية 70]

[سورة التوبة (9) : آية 70] أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم (يأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به (نبأ) فاعل مرفوع (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة و (هم) ضمير مضاف إليه (قوم) بدل من الموصول مجرور (نوح) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (عاد، ثمود) معطوفان على نوح مجروران (قوم) معطوف على قوم الأول مجرور (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (أصحاب) معطوف على قوم مجرور (مدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة ممتنع من التنوين (المؤتفكات) معطوف على قوم مجرور وهو على حذف مضاف أي أهل المؤتفكات «1» ، (أتت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع، و (هم) ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتتهم) ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (اللام) لام الجحود (يظلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك

_ (1) المؤتفكات: قرى قوم لوط.

الصرف:

(كانوا) مرّ إعرابه «1» . (أنفس) مفعول به مقدّم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «لم يأتهم نبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتتهم رسلهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما كان الله ليظلمهم) لا محلّ لها معطوفة على جمل مقدّرة أي فكذّبوهم فأهلكوا فما كان الله ... وجملة: «يظلمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لكن كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان ... وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. الصرف: (نبأ) ، مفرد أنباء.. انظر الآية (44) من سورة آل عمران. (المؤتفكات) ، جمع المؤتفكة مؤنّث المؤتفك بمعنى المنقلب الذي يجعل عالية سافلة، وهو اسم فاعل من الخماسيّ ائتفك ... ويقال: أفكته فأتفك أي قلبته فانقلب ... ووزن المؤتفك مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.

_ (1) في الآية السابقة (69) .

[سورة التوبة (9) : آية 71]

[سورة التوبة (9) : آية 71] وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (المؤمنون والمؤمنات ... ويطيعون الله) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة و (الهاء) مضاف إليه (أولئك سيرحمهم الله) مثل أولئك حبطت أعمالهم «2» ، و (السين) حرف استقبال، و (هم) ضمير مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عزيز) خبر إنّ مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «المؤمنون ... بعضهم أولياء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (بعضهم أولياء بعض) في محلّ رفع خبر المبتدأ (المؤمنون) . وجملة: «يأمرون ... » في محلّ رفع خبر ثان «3» . وجملة: «ينهون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: «يقيمون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: «يؤتون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: «يطيعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: «أولئك سيرحمهم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (67) من هذه السورة. (2) في الآية (69) من هذه السورة. (3) أو هي استئناف بيانيّ فلا محلّ لها، وكذلك الجمل المعطوفة عليها.

[سورة التوبة (9) : آية 72]

وجملة: «سيرحمهم الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها في الحكم التعليليّة. [سورة التوبة (9) : آية 72] وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) الإعراب: «وعد الله ... جنّات) مرّ إعراب نظيرها «1» ، وعلامة نصب جنّات الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «2» ، و (ها) ضمير مضاف إليه على حذف مضاف أي من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال من المؤمنين منصوبة- وهي حال مقدّرة- وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدين) ، (الواو) عاطفة (مساكن) معطوف على جنّات منصوب مثله ومنع من التنوين لكونه على صيغة منتهى الجمع (طيّبة) نعت لمساكن منصوب (في جنّات) جارّ ومجرور نعت ثان لمساكن (عدن) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (رضوان) مبتدأ مرفوع (من الله) جارّ ومجرور نعت لرضوان (أكبر) خبر مرفوع (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفوز) خبر المبتدأ ذلك (العظيم) نعت للفوز مرفوع مثله. جملة: «وعد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (68) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار- نعت تقدّم على المنعوت-[.....]

الصرف:

وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «رضوان ... أكبر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: «طيّبة) ، مؤنّث طيّب جمعه طيّبات ... انظر الآية (57) من سورة البقرة. (عدن) ، مصدر استعمل صفة، ولذا فهو يبقى مفردا مع المفرد والمثنّى والجمع وهو بمعنى إقامة وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر لفعل عدن يعدن باب نصر وباب ضرب هو عدون بضمّ العين. [سورة التوبة (9) : آية 73] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) الإعراب: «يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (النبيّ) بدل من أيّ أو عطف بيان تبعه في الرفع لفظا (جاهد) فعل أمر، والفاعل أنت، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الكفّار) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (المنافقين) معطوف على الكفّار منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (اغلظ) مثل جاهد (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغلظ) ، (الواو) استئنافيّة «1» ، (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة

_ (1) قال العكبريّ: إن قيل كيف حسنت الواو هنا والفاء أشبه بهذا الموضع ففيه ثلاثة أجوبة: أحدها أنّها واو الحال والتقدير أفعل ذلك في حال استحقاقهم جهنّم وهي حال كفرهم، والثاني أنّ الواو جيء بها تنبيها على إرادة فعل محذوف أي واعلم أنّ مأواهم، والثالث أن الكلام محمول على المعنى وهو أنّه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد وعذاب الآخرة بجهنّم) اه.

[سورة التوبة (9) : آية 74]

المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم. وجملة: «يأيّها النبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاهد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اغلظ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاهد. وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة مأواهم جهنّم «1» . [سورة التوبة (9) : آية 74] يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (74) الإعراب: «يحلفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون) ، (ما) نافية (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل، ومفعول قالوا محذوف أي ما بلغك عنهم من السبّ (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قالوا) مثل الأول (كلمة) مفعول به منصوب (الكفر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كفروا) مثل قالوا (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (كفروا) ،

_ (1) أو خبر مقدّم إن أعرب المخصوص مبتدأ.

(إسلام) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (همّوا) مثل قالوا (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (همّوا) ، (لم) حرف نفي وجزم (ينالوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل. (الواو) استئنافيّة (ما نقموا) مثل ما قالوا (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (أغنى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) مضاف إليه. (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (يتوبوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (يك) مضارع مجزوم ناقص جواب الشرط وعلامة الجزم السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي طلب التوبة (خيرا) خبر يكن منصوب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (إن يتولّوا) مثل إن يتوبوا (يعذّب) مضارع مجزوم جواب الشرط الثاني و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق منصوب (أليما) نعت منصوب (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعذّب) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على النداي مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (في الأرض) جارّ ومجرور حال من (وليّ) - نعت تقدّم على المنعوت- (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ

_ (1) أو نكرة موصوفة والعائد محذوف

البلاغة

تبعه في الجرّ لفظا. جملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما قالوا» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «همّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «لم ينالوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما نقموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أن أغناهم) في محلّ نصب مفعول به عامله نقموا. وجملة: «أغناهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إن يتوبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يتولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يتوبوا. وجملة: «يعذّبهم الله» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ما لهم ... من وليّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم. البلاغة تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ففيه تهكم وتأكيد الشيء بخلافه، كقوله: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم- البيت. والمقصود وما نقموا الإيمان لأجل شيء إلا لإغناء الله تعالى إياهم.

الفوائد

الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ونحن هنا بخصوص (من) حيث وردت زائدة، والاسم بعدها (ولي) مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر، وسنبيّن فيما يلي بعض أحكام (من) الزائدة: 1- هناك ثلاثة شروط لزيادتها: آ- أن يتقدمها نفي أو نهي أو استفهام بهل، مثل قوله تعالى وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ. ب- تنكير مجرورها كما ورد في الأمثلة السابقة. ج- ومجرورها يقع في محلّ رفع فاعل، أو نصب مفعول به، أو مبتدأ. 2- القياس أنها لا تزاد في ثاني مفعولي ظن، ولا ثالث مفعولات أعلم، لأنهما في الأصل خبر، وهي تدخل على المبتدأ كما علمنا. [سورة التوبة (9) : آية 75] وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) الإعراب: «الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (عاهد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و (نا) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به والفاعل هو (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتى) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم (نصدّقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون

_ (1) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

الصرف:

التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (الواو) عاطفة (لنكوننّ) مثل لنصدّقنّ وهو ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «منهم من ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عاهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إن آتانا ... » لا محلّ لها تفسير لمعنى عهد الله. وجملة: «نصدّقنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «نكوننّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة نصدّقنّ. الصرف: «نصدّقنّ) ، فيه إدغام تاء التفعّل في الصاد، وأصله نتصدقنّ، وزنه نتفعّلن. [سورة التوبة (9) : آية 76] فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) الإعراب: «الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط (آتاهم من فضله) مثل آتانا من فضله «1» ، (بخلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بخلوا) ، (الواو) عاطفة (تولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «أتاهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) في الآية السابقة (75) ، والفعل لا محلّ له.

الفوائد

وجملة: «بخلوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بخلوا. وجملة: «هم معرضون» في محلّ نصب حال. الفوائد قصة ثعلبة: اسمه ثعلبة بن حاطب، وقد أورد المفسرون قصته، ومفادها أنه كان رجلا فقيرا، وكان لا يبرح المسجد حتى لقب بحمامة المسجد، وكان يقول لرسول الله (صلى الله عليه وسلّم) : ادع الله أن يرزقني مالا، ولئن رزقني لأعطينّ كل ذي حق حقه، فكان يقول له رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) : أما ترضى أن تكون مثلي، والذي نفسي بيده، لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا وفضة لسارت. ثم سأله فقال له: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فألح على النبي (صلى الله عليه وسلّم) فدعا له فقال اللهم ارزق ثعلبة مالا، فاتخذ غنما فنمت بسرعة كما ينمو الدود، فضاقت عليه المدينة فتنحى، فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما، وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمو كما ينمو الدود، حتى ترك الجمعة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ما فعل ثعلبة؟ فأخبروه، فقال: يا ويح ثعلبة. وأنزل الله جل ثناؤه خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) رجلين لجباية الزكاة وقال لهما: مرّا بثعلبة وبفلان السلمي. فخرجا حتى أتيا ثعلبة فأقرآه كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وسألاه الصدقة، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، ما هذا؟ انطلقا حتى تفرغا، ثم مرّا علي. فرجعا إليه، فقال مثل مقالته الأولى، فلما أتيا النبي (صلّ الله عليه وسلّم) قال لهما: يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما، ودعا للسلمي بالبركة، لأنه (أعطى واتقى وصدّق بالحسنى) فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والسلمي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ولم يقبل منه رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ولا الخلفاء من بعده الصدقة، حتى توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه.

[سورة التوبة (9) : آية 77]

[سورة التوبة (9) : آية 77] فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (77) الإعراب: «الفاء) عاطفة (أعقب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله «1» ، (نفاقا) مفعول به ثان منصوب (في قلوب) جارّ ومجرور نعت ل (نفاقا) ، و (هم) مضاف إليه (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ثان ل (نفاقا) أي متّصل، (يلقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أخلفوا) فعل ماض وفاعله (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (وعدوا) مثل أخلفوا و (الهاء) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (ما أخلفوا) في محلّ جرّ بالباء- وهي للسببيّة- متعلّق ب (أعقبهم) . (الواو) عاطفة (بما كانوا) مثل بما أخلفوا.. والواو اسم الفعل الناقص (يكذبون) مثل يلقون. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول فهو معطوف عليه. جملة: «أعقبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بخلوا أو تولّوا «2» عطف المسبّب على السبب. وجملة: «يلقونه» في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن يكون الضمير عائدا على البخل أي أورثهم البخل نفاقا متمكّنا في قلوبهم متّصلا إلى يوم يلقونه. (2) في الآية السابقة (76) .

الصرف:

وجملة: «أخلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «وعدوه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «يكذبون» في محلّ نصب خبر (كانوا) . الصرف: (نفاقا) ، مصدر سماعي لفعل نافق الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء ... أما القياسيّ فهو المنافقة. [سورة التوبة (9) : آية 78] أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) الإعراب: «الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل. ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل هو (سرّ) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (نجواهم) معطوفة على سرّهم منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (أنّ الله) مثل الأول (علّام) خبر أنّ مرفوع (الغيوب) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا. والمصدر المؤوّل (أنّ الله علّام..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول عطف تعليل أي ولأنّ الله ...

[سورة التوبة (9) : آية 79]

وجملة: «لم يعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ. [سورة التوبة (9) : آية 79] الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (79) الإعراب: «الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (يلمزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (المطّوّعين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من المؤمنين) جارّ ومجرور حال من المطّوّعين (في الصدقات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلمزون) على حذف مضاف أي في دفع الصدقات (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على المطّوّعين في محلّ نصب (لا) نافية (يجدون) مثل يلمزون (إلّا) أداة حصر (جهد) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (يسخرون) مثل يلمزون (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يسخرون) ، (سخر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (منهم) مثل الأول متعلّق ب (سخر) و (الواو) عاطفة (لهم) مثل منهم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. وجملة: «الذين يلمزون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يلمزون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يجدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يسخرون منهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يلمزون.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم.

الصرف:

وجملة: «سخر الله منهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين يلمزون) «1» . وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. الصرف: «المطّوّعين) ، جمع المطّوّع، اسم فاعل من الخماسيّ تطوّع.. فيه إبدال تاء التفعّل طاء وأصله المتطوّع، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة التوبة (9) : آية 80] اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (80) الإعراب: «استغفر) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استغفر) ، (أو) حرف للتخيير (لا) ناهية جازمة (تستغفر) مضارع مجزوم والفاعل أنت (لهم) مثل الأول متعلّق ب (تستغفر) ، (إن) حرف شرط جازم (تستغفر لهم) مثل الأول وهو فعل الشرط (سبعين) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (مرّة) تمييز منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يغفر) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق ب (يغفر) ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى امتناع المغفرة لهم ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1) أو هي استئنافيّة إذا لم تكن خبرا، أو كانت جملة يسخرون هي الخبر على زيادة: الفاء ... أو هي تفسيريّة إذا أعرب (الذين يلمزون) مفعولا به لفعل محذوف يفسّره: سخر الله منهم.

البلاغة

و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الفاسقين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «استغفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تستغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ان تستغفر لهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لن يغفر الله ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّهم كفروا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ. وجملة: «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . البلاغة خروج الأمر والنهي عن معناهما الأصلي الى معنى آخر وهو التسوية بين الأمرين: كما في قوله تعالى: أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً والبيت: أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية أثقلت

[سورة التوبة (9) : آية 81]

كأنه يقول لها امتحني محلك عندي وقوة محبتي لك، وعامليني بالاساءة والإحسان، وانظري هل يتفاوت حالي معك مسيئة أو محسنة. وكذلك معنى الآية استغفر لهم أو لا تستغفر لهم وانظر هل يغفر لهم في حالتي الاستغفار وتركه، وهو من أبلغ الكلام. [سورة التوبة (9) : آية 81] فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ (81) الإعراب: «فرح) فعل ماض (المخلّفون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (بمقعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (فرح) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (خلاف) ظرف زمان أو مكان منصوب متعلّق بالمصدر الميميّ مقعد» ، (رسول) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كرهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ (يجاهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بأموال) جارّ ومجرور ب (يجاهدوا) ، و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أنفسهم) معطوف على أموال مجرور ومضاف إليه (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجاهدوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (قالوا) مثل كرهوا (لا) ناهية جازمة (تنفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (في الحرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنفروا) «2» . (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (نار) مبتدأ

_ (1) يجوز أن يكون (خلاف) مصدر بمعنى المخالفة، فهو حينئذ مفعول لأجله عامله فرح أو مقعد أي فرحوا لأجل مخالفتهم رسول الله أو بقعودهم لمخالفتهم له. أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل دلّ عليه الكلام لأنّ مقعدهم تخلّف. (2) أو بمحذوف حال من فاعل تنفروا أي كائنين في الحرّ.

الصرف:

مرفوع (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (أشدّ) خبر مرفوع (حرّا) تمييز منصوب (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص.. والواو اسم كان (يفقهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «فرح المخلّفون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كرهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أن يجاهدوا) في محلّ نصب مفعول به عامله كرهوا. وجملة: «يجاهدوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا تنفروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نار جهنّم أشد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كانوا يفقهون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفقهون» في محلّ نصب خبر كانوا ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما تخلّفوا. الصرف: (المخلّفون) ، جمع المخلّف، اسم مفعول من خلّف الرباعيّ، وزنه مفعّل وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. (مقعد) ، مصدر ميمي من قعد، وزنه مفعل بفتح الميم والعين. (خلاف) ، إمّا مصدر خالف الرباعيّ، فهو مصدر سماعيّ بمعنى المخالفة وزنه فعال بكسر الفاء، أو اسم دالّ على الظرفية، أو اسم مصدر لفعل تخلّف الخماسيّ.

[سورة التوبة (9) : آية 82]

(الحرّ) ، اسم منقول عن المصدر لفعل حرّ يحرّ باب نصر وباب ضرب وباب فتح ضدّ البرد، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة التوبة (9) : آية 82] فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (82) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «1» ، (اللام) لام الأمر (يضحكوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «2» ، (الواو) عاطفة (ليبكوا كثيرا) مثل ليضحكوا قليلا (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله الضحك والبكاء «3» ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (كانوا يكسبون) مثل كانوا يفقهون «4» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) . جملة: «يضحكوا....» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن فرحوا وكروا وقالوا ... فليضحكوا ... «5» . البلاغة 1- الطباق: بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة ... 2- إخراج الخبر في صورة الأمر: للدلالة على تحتم وقوع المخبر به، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر، فاستعمل في لازم معناه، وذلك في

_ (1) أو عاطفة لربط المسبّب بالسبب. (2) أو ظرف زمان نائب عن لفظ الظرف الأصليّ أي زمنا قليلا. (3) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزون جزاء. [.....] (4) في الآية السابقة (81) . (5) أو معطوفة على جملة فرح وما عطف عليها في الآية السابقة ... وجملة قل ... اعتراضيّة. قال أبو حيّان: الأمر بالضحك والبكاء في معنى الخبر والمعنى فسيضحكون قليلا ويبكون كثيرا ...

الفوائد

قوله تعالى فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً. 3- الكناية: في قوله تعالى فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً فالضحك كناية عن الفرح، والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم، والكثرة عبارة عن الدوام. الفوائد المنصوبات المتشابهة: يرد أحيانا اسم منصوب في جملة يحتمل أكثر من وجه، وهذا يؤدي أحيانا إلى الحيرة والاضطراب، أو الخلاف. ولما كان لهذا الأمر شأن خطير، فأحببنا أن نكشف عنه القناع، فقد ورد في هذه الآية قوله تعالى فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا فإنه يجوز في إعراب قليلا نائب مفعول مطلق والتقدير فليضحكوا ضحكا قليلا، كما يجوز في إعرابها الظرفية الزمانية بتقدير زمنا قليلا، وقد عقد ابن هشام فصلا لهذا الموضوع في المغني فقال: 1- ما يحتمل نائب المفعول المطلق أو المفعول به، مثل: ولا يظلمون نقيرا، ثم لم ينقصوكم شيئا. 2- ما يحتمل أن يكون نائب مفعول مطلق أو ظرفا أو حالا: مثل سرت طويلا: أي سيرا طويلا، أو زمنا طويلا، أو سرته طويلا، ومثله قوله تعالى وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ فغير تحتمل الأوجه الثلاثة التي ذكرناها. 3- ما يحتمل نائب المفعول المطلق والحال: مثل: جاء زيد ركضا والتقدير يركض ركضا أو راكضا. ومثله قوله تعالى: ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فجاءت الحال في قوله أَتَيْنا طائِعِينَ في موضع المصدر السابق ذكره، وطوعا يجوز فيها: نائب مفعول مطلق، أو حال حسب التقدير السابق ... 4- ما يحتمل نائب مفعول مطلق والحال أو المفعول لأجله: من ذلك قوله تعالى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً والتقدير فتخافون خوفا، أو خائفين أو لأجل الخوف. ونقول جاء زيد رغبة والتقدير: يرغب رغبة، أو مجيء رغبة، أو راغبا، أو للرغبة.

[سورة التوبة (9) : آية 83]

5- ما يحتمل المفعول به والمفعول معه: مثل: أكرمتك وزيدا يجوز اعتبار (وزيدا) معطوف على المفعول به وهو الكاف، ويجوز أن يكون مفعولا معه أي أكرمتك مع زيد، ونستطيع اعتبار (زيدا) مفعولا به بإضمار فعل والتقدير أكرمتك وأكرمت زيدا. [سورة التوبة (9) : آية 83] فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (83) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (رجع) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط و (الكاف) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلى طائفة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رجع) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لطائفة (الفاء) عاطفة (استأذنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم معطوف على رجع.. والواو فاعل و (الكاف) مثل الأول (للخروج) جارّ ومجرور متعلّق ب (استأذنوك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لن) حرف نفي ونصب (تخرجوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (لن تخرجوا) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخرجوا) ، (الواو) عاطفة (لن تقاتلوا معي) مثل لن تخرجوا معي (عدوّا) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رضيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) فاعل (بالقعود) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضيتم) ، (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله القعود، منصوب (مرّة) مضاف إليه

الصرف:

مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اقعدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (مع) مثل الأول متعلّق ب (اقعدوا) «1» ، (الخالفين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «رجعك الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استأذنوك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لن تخرجوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لن تقاتلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّكم رضيتم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «رضيتم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اقعدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر ... أي إن رضيتم بالقعود أوّل مرّة فاقعدوا مع الخالفين في كلّ مرّة. الصرف: (الخالفين) ، جمع المخالف، اسم فاعل من خلف الثلاثيّ، وزنه فاعل. [سورة التوبة (9) : الآيات 84 الى 85] وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (84) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (85) «2» الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (لا) ناهية جازمة (تصلّ)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل اقعدوا. (2) هذه الآية الثانية تكرار وتأكيد للآية (55) من هذه السورة.

مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل أنت (على أحد) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تصلّ) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (أحد) «1» ، (مات) فعل ماض، والفاعل هو (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا تصلّ) ، (الواو) عاطفة (لا تقم على قبره) مثل لا تصل على أحد، و (الهاء) مضاف إليه (إنّهم كفروا بالله ورسوله) مرّ إعراب نظيرها «2» (الواو) عاطفة (ماتوا) مثل كفروا (الواو) حاليّة (هم فاسقون) مثل هم معرضون «3» . وجملة: «لا تصلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... أو معطوفة على جملة إن رجعك الله ... في الآية السابقة. وجملة: «مات» في محلّ جرّ نعت لأحد. وجملة: «لا تقم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تصلّ. وجملة: «إنّهم كفروا.....» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ماتوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا «4» . وجملة: «هم فاسقون» في محلّ نصب حال. (الواو) عاطفة (لا تعجب) مثل لا تصلّ وعلامة الجزم السكون و (الكاف) ضمير مفعول به (أموالهم) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل مات أي مات حال كونه منهم أي منافقا. (2) في الآية (80) من هذه السورة. (3) في الآية (76) من هذه السورة. (4) أو لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

الصرف:

إليه (أولادهم) معطوف على أموالهم بالواو مرفوع (إنّما) كافّة ومكفوفة (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعذّب) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعذّب) والباء للسببيّة (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعذّبهم) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. (الواو) عاطفة (تزهق) مثل يعذّب ومعطوف عليه (أنفس) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (وهم كافرون) مثل وهم فاسقون. وجملة: «لا تعجبك أموالهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تصلّ ... وجملة: «إنّما يريد الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعذّبهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تزهق أنفسهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «هم كافرون» في محلّ نصب حال. الصرف: (تصلّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم حذفت الياء لام الكلمة وزنه تفعّ. البلاغة المخالفة والفرق بين الألفاظ: في قوله تعالى وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ

الفوائد

وَأَوْلادُهُمْ إلخ وفي الآية التي سبق ذكرها وهي «فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ» وسر التكرار والحكمة فيه فهو أن تجدد النزول له شأن في تقرير ما نزل له وتأكيده، وإرادة أن يكون على بال من المخاطب لا ينساه ولا يسهو عنه، وأن يعتقد أن العمل به مهمّ يفتقر الى فضل عناية به، لا سيما إذا تراخى ما بين النزولين فأشبه الشيء الذي أهم صاحبه، فهو يرجع إليه في أثناء حديثه ويتخلص إليه، وإنما أعيد هذا المعنى لقوته فيما يجب أن يحذر منه. الفوائد البراءة من المنافقين: أمر الله تعالى رسوله (صلى الله عليه وسلّم) أن يبرأ من المنافقين، وأن لا يصلي على أحد منهم إذا مات، وأن لا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له، لأنهم كفروا، بالله ورسوله وماتوا عليه، وهذا حكم عام في كل من عرف نفاقه، وإن كان سبب نزول الآية في عبد الله ابن أبيّ رأس المنافقين- كما قال البخاري- فالعبرة بعموم المعنى لا بخصوص السبب. وقد روي بسبب نزول هذه الآية عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فسأله أن يعطيه قميصه عليه، فقام رسول الله (صلّ الله عليه وسلّم) ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ يثوب رسول الله (صلّ الله عليه وسلّم) فقال: يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) إنما خيّرني الله فقال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وسأزيد على السبعين قال: إنه منافق! قال: فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فأنزل الله عز وجل هذه الآية. فما صلى بعده رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل. [سورة التوبة (9) : آية 86] وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (86)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (استأذنك) ، (أنزلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (سورة) نائب الفاعل مرفوع (أن) حرف تفسير «1» ، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (جاهدوا) مثل آمنوا (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (جاهدوا) ، و (رسول) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (استأذن) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (الطول) مضاف إليه مجرور (منهم) مثل السابق «2» متعلّق بحال من (أولو الطول) ، (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (ذر) فعل أمر و (نا) ضمير مفعول به والفاعل أنت (نكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الطلب (مع القاعدين) مثل مع الخالفين «3» . جملة: «أنزلت سورة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «جاهدوا» لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: «استأذنك أولو ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ذرنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نكن.» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. الفوائد الجزم بجواب الطلب. ورد في هذه الآية قوله تعالى ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ فالفعل (نكن) فعل

_ (1) لأنّ فعل (أنزلت) فيه معنى القول دون حروفه ... ويجوز أن يكون حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل مجرور بباء محذوفة، والجار والمجرور متعلّق ب (أنزلت) . (2) في الآية (84) من هذه السورة. (3) في الآية (83) من هذه السورة.

[سورة التوبة (9) : آية 87]

مضارع ناقص، يرفع الأول وينصب الثاني، مجزوم بجواب الطلب. وهذا الأسلوب وارد عند العرب ويسبق الفعل المجزوم بطلب، ويشتمل الطلب على فعل أمر كقولنا: ادرس تنجح، أو مضارع مقترن بلام الأمر مثل لتزرع الخير تحصد الحمد، أو مضارع مقترن ب (لا) الناهية مثل (لا تدن من الأشرار تسلم) . والجزم بجواب الطلب يشبه الجزم بأدوات الشرط التي تجزم فعلين، وعلى هذا نخرّج الأمثلة السابقة: إن تدرس تنجح، إن تزرع الخير تحصد الحمد، إن لم تدن من الأشرار تسلم. ولا يجوز أن نقول: لا تدن من الأشرار تؤذ لأنه يفسد المعنى ويصبح (إن لم تدن من الأشرار تؤذّ) كما أجاز النحويون أن اسم فعل الأمر يكون سببا لجزم المضارع بجواب الطلب، واستدلوا بقول الشاعر عمرو بن الإطنابة: وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستر يحي في هذا البيت الشاعر يخاطب نفسه، ومعنى جشأت وجاشت أي اضطربت. والشاهد فيه قوله (مكانك تحمدي) حيث جزم الفعل تحمدي بالطلب الذي هو (مكانك) وهو اسم فعل أمر بمعنى اثبتي، وجملة الطلب نقول فيها: جواب الطلب لا محل لها من الاعراب. [سورة التوبة (9) : آية 87] رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87) الإعراب: (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكونوا) مضارع ناقص منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يكون (مع الخوالف) مثل مع الخالفين «1» . (الواو) عاطفة (طبع) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على قلوب) جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب الفاعل و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالمسبب (هم) ضمير منفصل

_ (1) في الآية (83) من هذه السورة.

الصرف:

مبتدأ (لا) نافية (يفقهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رضوا) . جملة: «رضوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها تعلّيل لما سبق. وجملة: «يكونوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «طبع على قلوبهم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هم لا يفقهون» لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع على قلوبهم. وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (الخوالف) ، جمع الخالفة وهي المرأة المتخلّفة وهو مؤنّث خالف، اسم فاعل من خلف الثلاثيّ وزنه فاعل. [سورة التوبة (9) : الآيات 88 الى 89] لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) الإعراب: (لكن) حرف استدراك وحرك آخره بالكسرة لالتقاء الساكنين (الرسول) مبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الرسول (آمنوا) مثل رضوا «1» (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (جاهدوا) مثل رضوا «2» ، (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنفسهم) معطوف على أموالهم مجرور، ومضاف إليه

_ (1، 2) في الآية السابقة (87) .

(الواو) استئنافيّة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محل رفع مبتدأ ... و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الخيرات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير فصل «2» ، (المفلحون) خبر المبتدأ أولئك. جملة: «الرسول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاهدوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة: «أولئك لهم الخيرات» في محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «لهم الخيرات» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أولئك ... المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك لهم ... (أعدّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لهم) مثل المتقدّم «4» متعلّق ب (أعدّ) ، (جنّات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري ... العظيم) مرّ إعرابها «5» . وجملة: «أعدّ الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ للفلاح. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (المفلحون) ، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك. [.....] (3) أو معطوفة على الاستئنافيّة لكن الرسول.. (4) في الآية السابقة (88) . (5) في الآية (72) من هذه السورة.

[سورة التوبة (9) : آية 90]

الجزء الحادي عشر بقية سورة التّوبة من الآية 93- إلى الآية 129 سورة يونس من الآية 1- إلى الآية 109 وسورة هود من الآية 1- إلى الآية 5 90- [سورة التوبة (9) : آية 90] وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (90) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاء) فعل ماض (المعذّرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (من الإعراب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف

الصرف:

حال من (المعذّرون) ، (اللام) لام التعليل (يؤذن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، وهو مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ وهو نائب فاعل في محل رفع. والمصدر المؤوّل (أن يؤذن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جاء) . (الواو) عاطفة (قعد) مثل جاء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كذبوا) مثل رضوا «1» ، (اللَّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) مضاف إليه «2» ، (السين) حرف استقبال (يصيب) مضارع مرفوع (الذين) موصول مفعول به (كفروا) مثل رضوا «3» (منهم) مثل لهم متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (عذاب) فاعل مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «جاء المعذّرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤذن لهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «قعد الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كذبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سيصيب.. عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. الصرف: (المعذّرون) ، جمع المعذّر اسم فاعل إمّا من عذّر أي

_ (1، 3) في الآية (87) من هذه السورة. (2) أي قعدوا عن المجيء فلم يعتذروا.

[سورة التوبة (9) : آية 91]

تكلّف الاعتذار بمجيء التضعيف، أو من فعل اعتذر الخماسيّ ثمّ قلبت التاء ذالا بعد تسكينها ونقل حركتها إلى العين قبلها.. وفي كلّ حال وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. (الأعراب) ، اسم جمع جنسيّ وهم أهل البدو، الواحد أعرابيّ، ووزن أعراب أفعال. [سورة التوبة (9) : آية 91] لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- (على الضعفاء) جارّ ومجرور خبر ليس مقدّم (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (على المرضى) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجار الأول فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه (لا) نافية (يجدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) نكرة موصوفة «1» في محلّ نصب مفعول به (ينفقون) مثل يجدون (حرج) اسم ليس مؤخّر مرفوع (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط مبنىّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (نصحوا) فعل ماض وفاعله (للَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصحوا) (الواو) عاطفة

_ (1) أو اسم موصول في محلّ نصب، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.

البلاغة

(رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (على المحسنين) جارّ ومجرور خبر مقدّم وعلامة الجرّ الياء (من سبيل) جارّ زائد ومجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «ليس على الضعفاء ... حرج» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يجدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ينفقون ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) ، والعائد محذوف. وجملة: «نصحوا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إذا نصحوا.. فليس عليهم حرج. وجملة: «ما على المحسنين من سبيل» لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله. وجملة: «اللَّه غفور» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة فن التلميع أو التلميح: في قوله تعالى «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ» وهو أن يشار في فحوى الكلام الى مثل سائر أو شعر نادر أو قصة مشهورة أو ما يجري مجرى المثل، وهذه الجملة من الآية استئناف مقرر لمضمون ما سبق على أبلغ وجه وألطف سبك، وهو من بليغ الكلام، لأن معناه لا سبيل لعاتب

[سورة التوبة (9) : آية 92]

عليهم، أي لا يمر بهم العاتب ولا يجوز في أرضهم، فما أبعد العتاب عنهم. وهو جار مجرى المثل. [سورة التوبة (9) : آية 92] وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (92) الإعراب: (الواو) عاطفة (على الذين) مثل السابق «1» ، (إذا) مرّ اعرابه «2» متعلّق بالجواب قلت (ما) زائدة (أتوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تحمل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قلت) فعل ماض وفاعله (لا) نافية (أجد) مضارع مرفوع.. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) نكرة موصوفة «3» في محلّ نصب مفعول به (أحمل) مثل أجد و (كم) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحملكم) . والمصدر المؤوّل (أن تحملهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أتوك) . (تولّوا) مثل أتوا (الواو) حاليّة (أعين) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (تفيض) مضارع مرفوع، والفاعل هي (من الدمع) جارّ

_ (1، 2) في الآية السابقة (91) . (3) أو اسم موصول في محلّ نصب، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.

ومجرور تمييز «1» ، (حزنا) مفعول لأجله منصوب «2» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يجدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (ما) نكرة موصوفة «3» في محلّ نصب مفعول به (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ألّا يجدوا ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله عامله حزنا.. أو عامله تفيض «4» . جملة الشرط وفعله وجواب ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أتوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تحملهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «قلت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «5» . وجملة: «لا أجد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أحملكم عليه» في محلّ نصب نعت ل (ما) . وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) وهو محوّل من الفاعل أي يفيض دمعها، وقد يكون (من) لابتداء الغاية فيتعلّق المجرور به ب (تفيض) . (2) أو مصدر في موضع الحال.. أو مفعول مطلق لفعل محذوف. (3) أو اسم موصول في محلّ نصب ... والجملة صلة، والعائد محذوف أي ما ينفقونه. (4) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بلام محذوفة أو من.. متعلّق ب (تفيض) . (5) يجوز أن تكون جملة (تولّوا..) هي الجواب، وجملة قلت في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .

الفوائد

وجملة: «أعينهم تفيض ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «تفيض ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أعين) . وجملة: «يجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ينفقون» في محلّ نصب نعت ل (ما) . الفوائد خروج (إذا) عن الاستقبال: الأغلب في إذا أنها تفيد مع فعلها معنى الاستقبال، ولكنها تخرج أحيانا عن هذا المعنى كما ورد في هذه الآية الكريمة، وقد بيّن ذلك ابن هشام في المغني فقال: تخرج إذا عن الاستقبال، وذلك في وجهين: 1- أن تجيء للماضي، وذلك كقوله تعالى وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ وقوله تعالى وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها. 2- أن تجيء للحال وذلك بعد القسم: نحو قوله تعالى وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، فقد دلت هنا على الحال. [سورة التوبة (9) : آية 93] إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (السبيل) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (يستأذنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ

نصب مفعول به (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أغنياء) خبر مرفوع ومنع من التنوين لأنه ملحق بألف التأنيث الممدودة فهو على وزن أفعلاء (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (أن) حرف ناصب ومصدريّ (يكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسمها (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر يكونوا (الخوالف) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رضوا) (الواو) عاطفة (طبع) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبع) ، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (هم) منفصل مبتدأ (لا) نافية (يعلمون) مثل يستأذنون. جملة: «السبيل على الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستأذنونك..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم أغنياء» في محلّ نصب حال. وجملة: «رضوا..» لا محلّ لها استئناف في معرض التعليل.. أو هي استئناف بيانيّ. وجملة: «يكونوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «طبع اللَّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رضوا.. وجملة: «هم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع اللَّه. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .

[سورة التوبة (9) : آية 94]

[سورة التوبة (9) : آية 94] يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) الإعراب: (يعتذرون) مثل يستأذنون «1» ، (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعتذرون) ، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (يعتذرون) ، (رجعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (إليهم) مثل إليكم متعلّق ب (رجعتم) ، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لا) ناهية جازمة (تعتذروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (لكم) مثل إليكم متعلّق ب (نؤمن) «2» ، (قد) حرف تحقيق (نبأ) فعل ماض و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل لفظ الجلالة (اللَّه) مرفوع (من أخبار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للمفعول الثاني المقدّر أي طرفا من أخباركم و (كم) ضمير مضاف إليه «3» ، (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (اللَّه) مثل الأخير (عمل) مفعول به منصوب و (كم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (تردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (إلى عالم) جارّ ومجرور متعلّق ب

_ (1) في الآية (93) من هذه السورة. [.....] (2) قيل (اللام) حرف جرّ زائد و (كم) ضمير مفعول به عامله نؤمن بمعنى نصدّق. (3) وإذا كان الفعل متعدّيا لثلاثة مفعولات كان المفعول الثالث محذوفا تقديره مثبتة.

(تردّون) (الغيب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الشهادة) معطوف على الغيب مجرور مثله (الفاء) عاطفة (ينبّئ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان وتعلمون مثل يتعذرون. وجملة: «يعتذرون إليكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رجعتم إليهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تعتذروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لن نؤمن لكم» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «قد نبّأنا اللَّه ... » لا محلّ لها تعليليّة لانتفاء الإيمان والتصديق. وجملة: «سيرى اللَّه» لا محلّ لها معطوفة على جملة نبأنا ... وجملة: «تردّون» لا محلّ لها معطوفة على جملة سيرى اللَّه ... وجملة: «ينبّئكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تردّون. وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئكم) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة صلة (ما) ، والعائد محذوف أي تعملونه.

[سورة التوبة (9) : آية 95]

[سورة التوبة (9) : آية 95] سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (95) الإعراب: (السين) حرف استقبال (يحلفون) مثل يستأذنون «1» ، (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون) ، (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون) ، (إذا انقلبتم إليهم) مثل إذا رجعتم إليهم «2» ، (اللام) لام التعليل (تعرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تعرضوا) . والمصدر المؤوّل (أن تعرضوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحلفون) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أعرضوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (عنهم) مثل الأول متعلّق ب (أعرضوا) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رجس) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر المبتدأ مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (جزاء) مفعول لأجله منصوب «3» ، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كنتم تعملون «4» .

_ (1) في الآية (93) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (94) . (3) لأن في قوله مأواهم جهنم معنى الاستقرار.. أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف. (4) في الآية السابقة.

[سورة التوبة (9) : آية 96]

والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) . جملة: «سيحلفون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «انقلبتم ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: «تعرضوا عنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أعرضوا عنهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن حلفوا لكم.. فأعرضوا ... وجملة: «إنّهم رجس ... » لا محلّ لها تعليل لأمر الإعراض. وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم رجس. وجملة: «كانوا يكسبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة التوبة (9) : آية 96] يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (96) الإعراب: (يحلفون لكم) مثل سيحلفون لكم «2» ، (لترضوا عنهم) مثل لتعرضوا عنهم «3» . (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ترضوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (عنهم) مثل السابق «4» متعلّق ب (ترضوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل السابق «5» ،

_ (1) يجوز أن تكون بدلا من جملة يعتذرون في الآية السابقة. (2، 3، 4، 5) في الآية السابقة.

[سورة التوبة (9) : آية 97]

(اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يرضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (عن القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرضى) ، (الفاسقين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجر الياء. جملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها بدل من جملة سيحلفون في الآية السابقة. وجملة: «ترضوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إن ترضوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف أي لا ينفعهم رضاكم. وجملة: «إنّ اللَّه لا يرضى..» لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر. وجملة: «لا يرضى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة التوبة (9) : آية 97] الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) الإعراب: (الأعراب) مبتدأ مرفوع (أشدّ) خبر مرفوع (كفرا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (نفاقا) معطوف على التمييز منصوب (الواو) عاطفة (أجدر) معطوف على أشدّ مرفوع (أن) حرف مصدريّ (لا) حرف نفي (يعلموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (حدود) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أنزل) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، و (الهاء) مضاف إليه.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ألّا يعلموا..) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أجدر) أي أجدر بألّا يعلموا ... (الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «الأعراب أشدّ كفرا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنزل اللَّه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اللَّه عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أجدر) ، اسم تفضيل من فعل جدر يجدر باب نصر وزنه أفعل وهو بمعنى أحقّ وأولى.. وقد نبه الراغب على أصل اشتقاقه وأنه من الجدار أي الحائط، ولكنّ الجمل يقول: والذي يظهر أن اشتقاقه من الجدر أي أصل الشجرة فكأنه ثابت كثبوت الجدر.. [سورة التوبة (9) : آية 98] وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) الاعراب: (الواو) عاطفة (من الأعراب) جارّ ومجرور نعت لخبر مقدّم محذوف أي بعض من الأعراب (من) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخّر (يتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (ما) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ينفق) مثل يتّخذ، والعائد محذوف أي ينفقه (مغرما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (يتربّص) مثل يتّخذ (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتربّص) ، (الدوائر) مفعول به منصوب (عليهم) مثل بكم متعلّق بخبر

الصرف:

مقدّم (دائرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السوء) مضاف إليه مجرور (واللَّه سميع عليم) مثل اللَّه عليم حكيم «1» . جملة: «من الأعراب من ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الأعراب أشدّ.. «2» وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ينفق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يتربص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتّخذ. وجملة: «عليهم دائرة ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «اللَّه سميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مغرما) ، مصدر ميميّ من غرم يغرم باب فرح وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مفتوحة (الدوائر) ، جمع الدائرة.. انظر الآية (52) من سورة المائدة. (السوء) ، الفساد أو مصدر معنى المساءة، وزنه فعل بفتح الفاء. [سورة التوبة (9) : آية 99] وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) الإعراب: (الواو) عاطفة (من الأعراب من يؤمن) مثل نظيرها «3» ، (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (ويتّخذ ... قربات)

_ (1) في الآية السابقة (97) . (2، 3) في الآية السابقة (98) .

الصرف:

مثل نظيرها «1» ، وعلامة نصب قربات الكسرة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يتّخذ) «2» ، (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (صلوات) معطوف على قربات منصوب، وعلامة النصب مثله «3» ، (الرسول) مضاف إليه مجرور. (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (ها) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (قربة) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقربة (السين) حرف استقبال (يدخل) مضارع مرفوع (هم) ضمير مفعول به (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخل) ، و (الهاء) مضاف إليه (إنّ) مثل الأول (اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «من الأعراب من يؤمن) لا محلّ لها معطوفة على جملة من الأعراب من «4» . جملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن.. وجملة: «ينفق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّها قربة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيدخلهم اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيدخلهم اللَّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة. وجملة: «أنّ اللَّه غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (قربات) ، جمع قربة، اسم لما يتقرّب به إلى اللَّه تعالى وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين، ووزن قربات فعلات بضمّتين فحسب

_ (1، 4) في الآية السابقة (98) . (2) أو متعلّق بقربات ... أو هو نعت لقربات. (3) يجوز أن يكون معطوفا على (ما ينفق) ، أي ويتّخذ صلوات الرسول قربة. [.....]

الفوائد

الفوائد (عند) وأحوالها ورد في هذه الآية قوله تعالى وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ و (عند) في هذه الآية، ظرف مكان متعلق بصفة محذوفة ل (قربات) تقديرها (قربات كائنة عند اللَّه) . وسنوضح فيما يلي أشياء جديدة، كثيرا ما تخفى على الدارس، وقد أورد ذلك ابن هشام في المغني فقال: 1- هي اسم للحضور الحسي، كقوله تعالى فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ والحضور المعنوي كقوله تعالى: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ، وتفيد القرب كقوله تعالى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى. 2- ولا تقع إلا ظرفا أو مجرورة بمن، وقول العامة ذهبت إلى عنده، لحن (أي خطأ) وتأتي ظرف مكان كما ورد في الآية الكريمة، وتأتي للزمان مثل (الصبر عند الصدمة الأولى) و (جئت عند طلوع الفجر) . 3- هناك كلمتان تأتيان بمعنى (عند) وهما: آ- لدى: مطلقا، كقوله تعالى إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ، وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ. ب- لدن: وتأتي إذا كان المحل ابتداء غاية مثل: جئت من لدنه وقد اجتمعت عند ولدن في قوله تعالى: آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً، وعند، ولدن تجران أما (لدى) فلا يجوز جرها. [سورة التوبة (9) : آية 100] وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) الأعراب: (الواو) استئنافيّة (السابقون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع

الواو (الأولون) نعت للمبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو «1» ، (من المهاجرين) جارّ ومجرور حال من المبتدأ «2» وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (الأنصار) معطوف على المهاجرين مجرور (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على المهاجرين (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به وهو عائد على المهاجرين والأنصار (بإحسان) جارّ ومجرور حال من فاعل اتّبعوهم (رضي) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رضي) ، (الواو) عاطفة (رضوا) مثل اتّبعوا (عنه) مثل عنهم متعلّق ب (رضوا) ، (الواو) عاطفة (أعدّ) مثل رضي والفاعل هو (لهم) مثل عنهم متعلّق ب (أعدّ) ، (جنّات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (تحت) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجري) و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين ... الفوز العظيم) مرّ إعرابها «3» . جملة: «السابقون الأولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «اتّبعوهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «رضي اللَّه عنهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون) . وجملة: «رضوا عنه» في محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللَّه.

_ (1) أو هو خبر للمبتدأ أي السابقون هم الأولون من أهل الملّة، وجملة رضي اللَّه استئناف. (2) أو هو خبر المبتدأ. (3) في الآية (89) من هذه السورة. (4) أو معطوفة بالواو على استئناف متقدّم.

الصرف:

وجملة: «أعدّ ... » لا محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللَّه. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. الصرف: (السابقون) ، جمع السابق، اسم فاعل من سبق الثلاثيّ، وزنه فاعل. (المهاجرين) ، جمع المهاجر، اسم فاعل من هاجر الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين. الفوائد السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ اختلف العلماء في السابقين الأولين، فقال سعيد بن المسيب، وقتادة وابن سيرين وجماعة: هم الذين صلوا إلى القلبتين، وقال عطاء بن أبي رباح: هم أهل بدر، وقال الشعبي: هم أهل بيعة الرضوان بالحديبية، وقال محمد بن كعب القرظي: هم جميع الصحابة لأنهم حصل لهم السبق بصحبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واختلف العلماء في أول الناس إسلاما بعد اتفاقهم على أن خديجة أول الخلق إسلاما وأوّل من صلى مع رسول صلّى الله عليه وآله وسلم. فقال بعض العلماء: أول من آمن بعد خديجة علي بن أبي طالب. وهذا قول جابر بن عبد الله. وقيل: إنه أسلم ابن عشر سنين، وقيل أقل من ذلك. وقال بعضهم: أول من أسلم بعد خديجة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهذا مروي عن علي، وهذا قول ابن عباس والنخعي والشعبي، وقال الزهري وعروة بن الزبير: أول من أسلم بعد خديجة زيد بن حارثة مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وكان اسحق بن إبراهيم الحنظلي يجمع بين هذه الروايات فيقول: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي بن أبي طالب، ومن العبيد زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهم.

[سورة التوبة (9) : الآيات 101 إلى 102]

[سورة التوبة (9) : الآيات 101 الى 102] وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) الإعراب: (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (كم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (منافقون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به ممّن، فهو خبر معطوف على الأول «1» ، (المدينة) مضاف إليه مجرور (مردوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (على النفاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (مردوا) ، (لا) نافية (تعلم) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نعلمهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن، والمفعول الثاني مقدّر أي نعلمهم منافقين (السين) حرف استقبال (نعذّبهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (يردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (إلى عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون) ، (عظيم) نعت لعذاب مجرور. جملة: «ممّن ... منافقون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.

_ (1) أو هو خبر مقدّم لمبتدأ مؤخّر تقديره قوم مردوا.

وجملة: «مردوا ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق «1» . وجملة: «لا تعلمهم» في محلّ نصب حال من فاعل مردوا «2» . وجملة: «نحن نعلمهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نعلمهم» في محلّ رفع خبر نحن. وجملة: «سنعذّبهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يردّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنعذّبهم. (الواو) عاطفة (آخرون) معطوفة على (منافقون) مرفوع «3» وعلامة الرفع الواو (اعترفوا) مثل مردوا (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعترفوا) ، و (هم) مضاف إليه (خلطوا) مثل مردوا (عملا) مفعول به منصوب (صالحا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (آخر) معطوف على (عملا) منصوب ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (سيّئا) نعت لآخر منصوب (عسى) فعل ماض جامد ناقص- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن) حرف مصدريّ (يتوب) مضارع منصوب بأن، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) . والمصدر المؤوّل (أن يتوب) في محلّ نصب خبر عسى. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ رفع نعت ل (منافقون) .. أو هي نعت لمبتدأ محذوف تقديره قوم والخبر هو الجارّ والمجرور قبله (من أهل المدينة) ، ويصبح العطف حينئذ من عطف الجمل. (2) أو في محلّ رفع نعت ثان ل (منافقون) . (3) في الآية السابقة (101) .. ويجوز أن يكون مبتدأ موصوف بجملة (اعترفوا) خبره جملة خلطوا.

الصرف:

وجملة: «اعترفوا ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) . وجملة: «خلطوا ... » في محلّ رفع نعت ثان ل (آخرون) «1» . وجملة: «عسى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (سيّئا) ، صفة مشتقّة من ساء يسوء، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله سيوئ بسكون الياء وتحريك الواو بالكسر، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الأولى فأصبح سيّئا. [سورة التوبة (9) : آية 103] خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) الإعراب: (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (خذ) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (صدقة) مفعول به منصوب (تطهّر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هي «2» ، (الواو) عاطفة (تزكّيهم) مثل تطهّرهم والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تزكّي) ، (الواو) عاطفة (صلّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صلّ) ، (أنّ) مثل السابق، (صلاة) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (سكن) خبر مرفوع (لهم) مثل بها متعلّق ب (سكن) ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر

_ (1) أو هي خبر للمبتدأ آخرون. (2) أو أنت أي تطهّرهم أنت (والجملة حال من فاعل خذ) .

الصرف:

ثان مرفوع. جملة: «خذ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تطهّرهم» في محلّ نصب نعت لصدقة «1» . وجملة: «تزكّيهم بها» في محلّ نصب معطوفة على جملة تطهّرهم «2» . وجملة: «صلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خذ. وجملة: «إنّ صلاتك سكن ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (صلّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يصلّي، وزنه فعّ. (سكن) ، انظر الآية (96) من سورة الأنعام، وسكن فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي مسكونة، وهو هنا كناية عن الاطمئنان والرحمة. [سورة التوبة (9) : آية 104] أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (هو)

_ (1) والرابط مقدّر إذا كان الفاعل أنت أي تطهرهم بها.. ويجوز أن تكون حالا من ضمير خذ. (2) سواء أكانت جملة تطهّرهم نعتا أم حالا.

البلاغة

ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (يقبل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (التوبة) مفعول به منصوب (عن عباد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقبل) بتضمينه معنى يتجاوز «2» ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يأخذ) مثل يقبل (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أنّ الله هو) مثل الأولى (التوّاب) خبر أنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. يقبل) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا. والمصدر المؤوّل الثاني (أنّ الله.. التواب) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومؤكّد لمعناه. جملة: «لم يعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو يقبل ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يقبل ... » في محلّ رفع خبر هو. وجملة: «يأخذ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقبل. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ» أي يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله، فالأخذ هنا استعارة للقبول، وجوز أن يكون اسناد الأخذ إلى الله تعالى مجازا مرسلا.

_ (1) لا يعرب الضمير هنا فصلا لأن ما بعده لا يحتمل الوصفيّة أو لا يوهم الوصفيّة.. أما الضمير الثاني فيجوز إعرابه فصلا لأن (التوّاب) يحتمل الوصفيّة. (2) جاء في حاشية الجمل ما يلي: «عن عباده متعلّق ب (يقبل) ، وإنما تعدّى بعن لأن معنى من ومعنى عن متقاربان، قال ابن عطيّة: وكثيرا ما يتوصّل في موضع واحد بهذه وبهذه نحو لا صدقة إلّا عن غنى ومن غنى» أهـ. [.....]

[سورة التوبة (9) : آية 105]

[سورة التوبة (9) : آية 105] وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قل) مثل خذ «1» ، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة (سيرى الله ... كنتم تعملون) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «2» و (المؤمنون) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعملوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سيرى الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» والإنباء مجاز عن المجازاة أو كناية، أي يجازيكم حسب ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ففي الآية وعد ووعيد. [سورة التوبة (9) : آية 106] وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) الإعراب: (الواو) عاطفة (آخرون) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (مرجون) نعت مرفوع وعلامة الرفع الواو (لأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (مرجون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إمّا) حرف إبهام- أو شك- (يعذّب) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (إمّا

_ (1) في الآية (103) من هذه السورة. (2) في الآية (94) من هذه السورة.

الصرف:

يتوب) مثل الأول ومعطوف عليه، وفاعل الفعلين ضمير هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب) ، (واللَّه عليم حكيم) مثل واللَّه سميع عليم «1» . جملة: «آخرون.. إمّا يعذّبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.. «2» . وجملة: «يعذّبهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخرون) . وجملة: «يتوب عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّبهم. وجملة: «اللَّه عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مرجون) ، جمع مرجا، وهو محفّف عن مرجأ، اسم مفعول من الرباعيّ أرجى، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.. ومرجون فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع، وأصله مرجيون، حيث نقلت ضمّة الياء إلى الجيم فالتقى ساكنان، حذفت الياء لالتقاء الساكنين. [سورة التوبة (9) : آية 107] وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107) الإعراب: (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر لخبر مقدّم أي منهم الذين اتّخذوا مسجدا «3» ، (اتّخذوا) فعل

_ (1) في الآية (103) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة، أو هي استئنافيّة أصلا.. ويجوز في جملة: يعذّبهم أن تكون خبرا ثانيا إذا كان (مرجون) خبرا أول. (3) أو خبره: في من وصفنا الذين ... والزمخشريّ جعل الموصول في محلّ نصب على الاختصاص.

ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (مسجدا) مفعول به منصوب (ضرارا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (كفرا، تفريقا، إرصادا) أسماء معطوفة على (ضرارا) منصوبة (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (تفريقا) ، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (إرصادا) ، (حارب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد «2» (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حارب) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يحلفنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتولي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. و (النون) نون التوكيد (ان) نافية (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (إلّا) أداة حصر (الحسنى) مفعول به منصوب، وهو نعت لمنعوت محذوف أي إلّا الخصلة الحسنى (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (كاذبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: « (منهم) الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آخرون «3» ..

_ (1) أو مصدر في موضع الحال.. أو مفعول به ثان للفعل اتّخذوا.. وأجاز بعضهم- غير أبي حيّان- أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي يضارّون المؤمنين ضرارا. (2) وهو أبو عامر الراهب الذي حارب الرسول (ص) . (3) في الآية السابقة (106) .

الصرف:

وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «حارب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يحلفنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «إن أردنا ... » لا محلّ لها جواب قسم معبّر عنه بقوله يحلفنّ «1» . وجملة: «الله يشهد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشهد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب مفعول به عامله يشهد، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في خبرها. الصرف: (تفريقا) ، مصدر قياسيّ لفعل فرّق الرباعيّ، وزنه تفعيل. (إرصادا) ، مصدر قياسيّ لفعل أرصد الرباعيّ، وزنه إفعال. الفوائد قصة مسجد الضّرار نزلت هذه الآية في جماعة من المنافقين بنوا مسجدا يضارّون به مسجد قباء. وكانوا اثني عشر رجلا من أهل النفاق، بنوا هذا المسجد ضرارا أي لإيقاع الضرر بين المسلمين) وكفرا (أي ليكفروا فيه بالله ورسوله) ، ولتفريق الكلمة. وكان يصلي بهم فيه مجمع بن جارية وكان شابا يقرأ القرآن، لكنه لم يعلم بأمرهم وخبثهم، فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول الله: إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا وتصلي فيه، وتدعو بالبركة، فقال له صلّى الله عليه وآله وسلم: إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء الله تعالى أتينا

_ (1) أو هي جواب قسم مقدّر آخر، وجملة القسم الثانية مقول القول لقول مقدّر- وهو حال من فاعل يحلفنّ- أي يحلفنّ قائلين والله إن أردنا إلّا الحسنى ...

[سورة التوبة (9) : آية 108]

فصلينا فيه. ولما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم راجعا من تبوك نزل بذي أوان، وهو موضع قريب من المدينة، فأتاه المنافقون وسألوه أن يأتي مسجدهم، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فأنزل الله هذه الآية، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشيا، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا مسرعين، حتى دخلوا المسجد، وفيه أهله، فأحرقوه وجعلوه إنقاضا، وتفرق عنه أهله. ففي هذه القصة عبرة عظيمة كيف أن أعداء الدين يحاربون الدين من خلال الدين ومن خلال بناء المساجد، فليحذر المسلمون ولا ينخدعوا بالمظاهر. [سورة التوبة (9) : آية 108] لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (تقم) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقم) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقم) ، (اللام) لام الابتداء (مسجد) مبتدأ مرفوع (أسّس) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على التقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسس) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من أول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس) ، (يوم) مضاف إليه مجرور (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقوم) مضارع منصوب، والفاعل أنت (فيه) مثل الأول، متعلّق ب (تقوم) . والمصدر المؤوّل (أن تقوم) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أحقّ) أي بأن تقوم. (فيه) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) مثل الأول (يتطهّروا) مضارع

الصرف:

منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يتطهّروا) في محلّ نصب مفعول به عامله يحبّون. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المطّهّرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «لا تقم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لمسجد أسّس ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أسّس ... » في محلّ رفع نعت لمسجد. وجملة: «تقوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «فيه رجال ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» . وجملة: «يحبّون» في محلّ رفع نعت لرجال. وجملة: «يتطهّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «الله يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحبّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (المطّهّرين) ، جمع المطّهّر، اسم فاعل من فعل تطهّر الخماسيّ، فيه إبدال تاء التفعّل طاء لاقتراب المخرجين، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة، والجمع المتفعّلون. البلاغة فن الترويد: في قوله تعالى: «أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. فِيهِ رِجالٌ» وفن الترويد هو

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير الهاء في (فيه) الأولى، أو من مسجد لأنه وصف كما يجوز أن يكون نعتا لمسجد.

[سورة التوبة (9) : آية 109]

أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها، ويعلقها بمعنى آخر، كقوله تعالى: «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ» فيعلمون الأولى منفية، والثانية مثبته، ولكل من المعنيين مناسبة اقتضت ذلك المعنى، وقوله الذي نحن بصدده، فإن فيه الأولى متعلقة بتقوم، وفيه الثانية خبر مقدم. ولكل منهما معنى. [سورة التوبة (9) : آية 109] أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (الفاء) استئنافيّة «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ (أسس) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بنيان) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (على تقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بتقوى بتضمينه معنى مخافة (الواو) عاطفة (رضوان) معطوف على تقوى مجرور (خير) خبر المبتدأ من (أم) حرف عطف (من) مثل الأول ومعطوف عليه (أسّس بنيانه على شفا) مثل الأولى نظيرها، والجارّ متعلّق بالفعل الثاني (جرف) مضاف إليه مجرور (هار) نعت لجرف مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو منقوص- أو الكسرة الظاهرة فهو صحيح- (الفاء) عاطفة (انهار) ، مثل أسّس، والفاعل هو أي البنيان أو الجرف الهار (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهار) «2» (في نار)

_ (1) هي عاطفة على مقدّر عند جماعة المعربين، أي: أبعد ما علم حالهم فمن أسّس..، ولكن ليس من ضرورة لذلك. (2) هذا إذا كانت الباء للتعدية.. أو متعلّق بمحذوف حال إذا كانت الباء للمصاحبة.

الصرف:

جارّ ومجرور متعلّق ب (أنهار) ، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) استئنافيّة (الله لا يهدي القوم) مثل يحبّ المطّهّرين «1» ، و (لا) نافية (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «من أسّس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسّس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أسّس (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية. وجملة: «أنهار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسّس الثانية. وجملة: «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (البنيان) ، اسم مأخوذ من لفظ المصدر لكلّ ما يبنى، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وقيل هو جمع واحده بنيانه، والفعل بنى يبني باب ضرب. (جرف) ، اسم بمعنى الهوّة أو ما يجرفه السيل من الأودية، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بضمّ فسكون في قراءة سبعيّة. (هار) ، قيل أصله هاير أو هاور لأنه من فعل هار يهور أو هار يهير، ثمّ قلب حرف العلّة همزة شأن كلّ فعل معتلّ أجوف، ثمّ حذفت الهمزة اعتباطا- أي لا لسبب معيّن- وحركة الإعراب هي حركة ظاهرة وزنه فال.. وقيل هو منقوص بالقلب حيث قدّمت اللام على العين فوزنه فالع قبل حذف حرف العلّة وفال بعد الحذف.. وقيل أصله هور أو هير فتحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله فقلب ألفا، فالحركة هي حركة ظاهرة ووزنه فعل بفتح فسكون. وهار معناه ساقط متداع منهال.

_ (1) في الآية السابقة (108) .

البلاغة

البلاغة 1- الاستعارة التصريحية التحقيقية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ» حيث شبه الباطل والنفاق بشفا جرف هار، في قلة الثبات. ثم أستعير لذلك. والقرينة هي: وضع شفا الجرف في مقابلة التقوى. وقوله تعالى «فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ» ترشيح. 2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ» حيث شبهت فيه التقوى بقواعد البناء، تشبيها مضمرا في النفس. ودل عليه ما هو من روادفه ولوازمه، وهو التأسيس والبنيان. الفوائد تجسيد المعنويات لقد بلغ القرآن الكريم شأوا بعيدا في إعجاز كلامه، وتجسيد المعاني. وفي هذه الآية دليل على ذلك فالإيمان والتقوى مفهومان معنويان، ولكن القرآن يجسدهما عند ما يشبههما بالبنيان، وكذلك الضلال يجسده تعالى بكلمة (بنيان) ثم يعقد مقارنة بين البناءين، فيقول تعالى: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ هنا يجسد الإيمان ببنيان أساسه التقوى ورضوان الله، فنتصوره بناء متينا راسخا، موصولا بعناية الله. أما الكافرين، فبنيانهم على حافة هاوية منهارة. وهنا يبلغ التصوير الفني منتهاه في الإبداع والتخييل والتجسيد، فها نحن مع بنيان الكفر، وهو على حافة، فهو مخلخل يوشك أن يتهاوى والحافة على جانب هاوية سحيقة، فهو بناء يحمل الخطر والموت، وإذا بالبناء ينهار بصاحبه في نار جهنم، فقد لمسنا بالعين والحس والخيال صورة الكفر الفاسدة المتداعية المتساقطة التي لا تستند إلى دعائم ولا تقوم على أساس إلا أساس من التخلخل والتصدع والاهتزاز، فتتهاوى في الجحيم هنا يبرز فن التعبير والتصوير، بتجسيده المعاني ضمن إطار من الصور والمرئيات والمحسوسات، بصورة متكاملة متناهية. وذلك إعجاز كلام الله عز وجل وبلوغه المنتهى، والكمال!

[سورة التوبة (9) : آية 110]

[سورة التوبة (9) : آية 110] لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) الإعراب: (لا يزال) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع، و (لا) نافية (بنيان) اسم الفعل الناقص مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الذي) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لبنيان (بنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (ريبة) خبر الناقص منصوب على حذف مضاف أي سبب ريبة (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لريبة و (هم) مثل الأخير (إلّا) حرف للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقطّع) مضارع منصوب- حذف منه إحدى التاءين- (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) مثل الأخير. والمصدر المؤوّل (أن تقطّع..) في محلّ نصب على الاستثناء بحذف مضاف أي إلّا حال تقطّع قلوبهم أو وقت تقطّع قلوبهم «1» . (والله عليم حكيم) مرّ إعرابها «2» . جملة: «لا يزال بنيانهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تقطّع قلوبهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بنوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله بناوا، التقى ساكنان،

_ (1) المستثنى منه محذوف وهو إمّا عموم الأحوال أو عموم الأوقات أي لا يزال ريبة في كلّ حال أو في كلّ وقت إلّا ... [.....] (2) في الآية (106) من هذه السورة.

[سورة التوبة (9) : آية 111]

الألف والواو، فحذفت الألف وتركت الفتحة على ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا. (ريبة) ، أي ريبا صيغة ومعنى، وهي الشكّ وقلق النفس واضطرابها، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. [سورة التوبة (9) : آية 111] إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الله) اسم إنّ منصوب (اشترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشترى) ، وعلامة الجرّ الياء، (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أموالهم) مثل أنفسهم ومعطوف عليه (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الجنّة) اسم أنّ منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم الجنّة) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشترى) بتضمينه معنى استبدل «1» . (يقاتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقاتلون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) عاطفة (يقتلون) مثل يقاتلون (الواو) عاطفة (يقتلون) مضارع مبنيّ للمجهول

_ (1) سمّاها أبو البقاء العكبري باء المقابلة أي باستحقاقهم الجنّة.

مرفوع.. والواو نائب الفاعل (عدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي وعدهم وعدا وهو مؤكّد لمضمون ما قبله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدا) ، (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون ما قبله أي حقّ ذلك الوعد حقّا «1» ، (في التوراة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (وعدا) «2» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (الإنجيل القرآن) لفظان معطوفان بحرفي العطف على التوراة مجروران (الواو) اعتراضيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوفى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى) ، و (الهاء) مضاف إليه (من اللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (استبشروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ببيع) جارّ ومجرور متعلّق ب (استبشروا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الذي) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لبيع (بايعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (به) مثل عليه متعلّق ب (بايعتم) ، (الواو) استئنافيّة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (هو) ضمير فصل «3» (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع. جملة: «إنّ اللَّه اشترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اشترى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أجاز أبو البقاء جعله صفة المصدر الأول (وعدا) . (2) أو متعلّق ب اشترى) لأن معناه وعدهم اللَّه الجنّة على الجهاد في سبيله.. وكلّ أمّة أمرت بالجهاد ووعدت عليه بالجنّة لذلك عطف على التوراة (الإنجيل والقرآن) . (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الفوز) ، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك.

البلاغة

وجملة: «يقاتلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة «1» . وجملة: «يقتلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقاتلون. وجملة: «يقتلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقاتلون. وجملة: «من أوفى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «استبشروا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن بايعتم اللَّه على الجنّة فاستبشروا ببيعكم.... وجملة: «بايعتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ذلك.. الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. البلاغة 1- الاستعارة المكنية والتبعية: في قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» حيث عبر عن قبول الله تعالى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم التي بذلوها في سبيله تعالى، وإثابته إياهم بمقابلتها الجنة بالشراء على طريقة الاستعارة التبعية، ثم جعل المبيع- الذي هو العمدة والمقصد في العقد- أنفس المؤمنين وأموالهم، والثمن- الذي هو الوسيلة في الصفقة- الجنة. 2- الالتفات: في قوله تعالى «فَاسْتَبْشِرُوا» التفات إلى الخطاب، تشريفا لهم على تشريف، وزيادة لسرورهم على سرور. والاستبشار إظهار السرور، والسين فيه ليست للطلب كاستوقد وأوقد، والفاء لترتيب الاستبشار أو الأمر به على ما قبله أي فإذا كان كذلك فسروا نهاية السرور، وأفرحوا غاية الفرح، بما فزتم به من الجنة. 3- التذييل: وهو أن يذيل المتكلم كلامه بعد تمام معناه بجملة تحقق ما قبلها وتلك الزيادة على ضربين:

_ (1) ولا يصحّ أن تعرب حالا لأن الجملة خبر في اللفظ إنشاء في المعنى لأنها أمر، وما كان أمرا لا يكون حالا.

[سورة التوبة (9) : آية 112]

آ- ضرب لا يزيد على المعنى الأول، وإنما يؤكده ويحققه. ب- وضرب يخرجه المتكلم مخرج المثل السائر، ليشتهر المعنى، لكثرة دورانه على الألسنة، وقد جاء في هذه الآية الكريمة الضربان: آ- قوله تعالى «وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا» فإن الكلام قد تم وكمل قبل ذلك، ثم أتت جملة التذييل لتحقق ما قبلها وتؤكده. ب- قوله: «وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ» مخرجا ذلك مخرج المثل فسبحان المتكلم بمثل هذا الكلام. [سورة التوبة (9) : آية 112] التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) الإعراب: (التائبون) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم فهو صفة مقطوعة للمدح «1» ، وعلامة الرفع الواو (العابدون ... الآمرون) كلّ لفظ من هذه الألفاظ خبر للمبتدأ المحذوف مرفوع وعلامة الرفع الواو (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (الآمرون) ، (الواو) عاطفة (الناهون) معطوف على (الآمرون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (عن المنكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (الناهون) ، (الواو) عاطفة (الحافظون) معطوف على (الآمرون أو التائبون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (لحدود) جارّ ومجرور متعلّق ب (الحافظون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ وما بعده خبر متعدّد.. أو مبتدأ موصوف بما بعده خبره الآمرون.. أو محذوف الخبر تقديره من أهل الجنّة.. وقيل يجوز أن يكون (التائبون) بدلا من الضمير في يقاتلون في الآية السابقة.

الصرف:

جملة: « (هم) التائبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (التائبون) ، جمع التائب اسم فاعل من تاب، وزنه فاعل، وقد قلبت عينه همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله تاوب، وكذا شأن اسم الفاعل لكلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة إلى همزة. (الحامدون) ، جمع الحامد، اسم فاعل من حمد الثلاثيّ، وزنه فاعل. (السائحون) ، جمع السائح اسم فاعل من ساح الثلاثيّ، وزنه فاعل وقد عومل معاملة التائب في القلب، وأصله سايح. (الآمرون) ، جمع الآمر، اسم فاعل من أمر الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد أدغمت الهمزة التي هي فاء الكلمة بألف فاعل وفوقها مدّة، والأصل أمر. (الناهون) ، جمع الناهي، اسم فاعل من نهى الثلاثيّ وزنه فاعل، والناهي فيه إعادة الياء إلى أصلها لانكسار ما قبلها، وفي (الناهون) إعلال بالحذف لأنه منقوص وأصله الناهيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى الهاء- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- إعلال بالحذف-. (الحافظون) ، جمع الحافظ، اسم فاعل من حفظ الثلاثيّ وزنه فاعل. [سورة التوبة (9) : آية 113] ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113) الإعراب: (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للنبيّ) جارّ

ومجرور خبر كان مقدّم (الواو) عاطفة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على النبيّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (يستغفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستغفروا) ، وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أن يستغفروا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص.. واسمه (أولي) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء ملحق بجمع المذكّر (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بالاستغفار المنفيّ (ما) حرف مصدريّ «1» (تبيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيّن) ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (ما تبيّن) في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنهم أصحاب..) في محلّ رفع فاعل تبيّن. جملة: «ما كان للنبيّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . جملة: «يستغفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «كانوا أولي قربى» في محلّ نصب حال من المشركين.. وجواب لو محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي لو كانوا ... فما كان لهم أن يستغفروا ...

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي الذي تبيّن لهم به، ولكن تقدير العائد مع الجارّ قليل.

الفوائد

وجملة: «تبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الفوائد تضاربت أقوال المفسرين في أسباب نزول هذه الآية، فقال قوم: نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلّى الله عليه وسلم، وذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر له بعد موته فنهاه الله عن ذلك، ويدل على ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله ابن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) يعرضها عليه ويعودا لتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملة عبد المطلب ولم يقل الشهادة، فقال الرسول (صلّى الله عليه وسلم) لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال قتادة قال النبي (صلّى الله عليه وسلم) : لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل الله هذه الآية. وروى الطبري بسنده قال: ذكر لنا أن رجالا من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قالوا: يا نبي الله إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني ويوفي الذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال النبي (صلّى الله عليه وسلم) : بلى والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل الله عز وجل هذه الآية. [سورة التوبة (9) : آية 114] وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما كان) مثل المتقدّمة «1» ، (استغفار) اسم كان مرفوع (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق باستغفار وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه

_ (1) في الآية السابقة (113)

الصرف:

(إلّا) أداة حصر (عن موعدة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان «1» ، (وعد) فعل ماض و (ها) ضمير مفعول به أوّل (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، والفاعل هو أي إبراهيم (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن للشرط متعلّق ب (تبرّأ) ، (تبيّن له أنّه عدو) مثل تبيّن لهم أنّهم أصحاب «2» ، (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (عدوّ) ، (تبرأ) مثل وعد (منه) مثل له متعلّق ب (تبرّأ) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (إبراهيم) اسم إنّ منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (اللام) المزحلقة للتوكيد (آوّاه) خبر إنّ مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّه عدوّ) في محلّ رفع فاعل تبيّن. جملة: «ما كان استغفار ... » لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير ما سبق «3» وجملة: «وعدها إيّاه» في محلّ جرّ نعت لموعدة. وجملة: «تبيّن أنّه عدوّ» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تبرّأ منه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ إبراهيم لأواه» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (استغفار) ، مصدر قياسيّ لفعل استغفر السداسيّ، وزنه استفعال- على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل الآخر- (موعدة) ، مصدر ميميّ لفعل وعد الثلاثيّ، والتاء زيدت للمبالغة،

_ (1) أي إلّا ناشئا عن موعدة. (2) في الآية (113) من هذه السورة. (3) قيل هي استئناف بيانيّ على الرغم من دخول الواو.

[سورة التوبة (9) : آية 115]

وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين لأن فعله معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع. (أوّاه) ، مبالغة من التأوّه على غير قياس، وزنه فعّال، وقد حكى قطرب وحده أنّ ثمّة فعلا ثلاثيّا هو آه يؤوه كقام يقوم، ولكن النحويين أنكروا عليه ذلك. والأوّاه لها معان كثيرة أشهرها قول أبو عبيدة أي المتأوّه شفقة وفرقا، والمتضرّع يقينا ولزوما وطاعة. [سورة التوبة (9) : آية 115] وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (ما كان) مثل السابقة «1» ، (الله) اسم كان مرفوا (اللام) لام الجحود- أو الإنكار- (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (قوما) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يضلّ) ، (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير مفعول به والفاعل هو (حتى) حرف غاية وجرّ (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إنّ الله.. عليم) مثل إنّ إبراهيم لأوّاه «2» ، (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم، (شيء) مضاف إليه مجرور. جملة: «ما كان ليضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان استغفار «3» .. أو هي استئنافيّة.

_ (1) في الآية السابقة (113) . (2، 3) في الآية السابقة (114) [.....]

[سورة التوبة (9) : آية 116]

وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر. والمصدر المؤوّل (أن يضلّ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. وجملة: «هداهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يبيّن لهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يبيّن..) في محلّ جرّ (حتّى) متعلّق ب (يضلّ) . وجملة: «يتّقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها في حكم التعليل. 116- [سورة التوبة (9) : آية 116] إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116) الإعراب: (إنّ الله) مثل إنّ إبراهيم «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بحرف العطف مجرور (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يميت) مضارع مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية (لكم) مثل له (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت «2» - (الله) لفظ الجلالة مضاف

_ (1) في الآية (114) من هذه السورة. (2) يجوز أن يتعلّق بالخبر الذي يتعلّق به (لكم)

الفوائد

إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ تبعه في الجرّ لفظا. جملة: «إنّ الله ... » لا محلّ له استئنافيّة. وجملة: «له ملك السموات ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يحيي ... » في محلّ رفع خبر ثان «1» . وجملة: «يميت» في محلّ رفع معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «لكم.. وليّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الفوائد أنواع الخبر الخبر سواء كان للمبتدأ أو لإن أو لكان مع أخواتهما فإنه يتنوّع فيأتي: 1- مفردا (أي ليس جملة ولا شبه جملة) مثل: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. 2- بجملة فعلية مثل قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا فجملة يدافع في محل رفع خبر إنّ. 3- جملة اسمية كما ورد في الآية، وذلك كقولنا: العلم فوائده عظيمة. فالعلم مبتدأ أول. فوائده مبتدأ ثان. عظيمة خبر للمبتدأ الثاني. وجملة فوائده عظيمة في محل رفع خبر للمبتدأ الأول. ويلاحظ بوجود ضمير في المبتدأ الثاني يعود على المبتدأ الأول، وهذا شرط إذا كان الخبر جملة فعلية أو اسمية، ففي الجملة الفعلية يكون الضمير مستترا كما مر أو متصلا كقوله تعالى إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ فواو

_ (1) أو في محلّ رفع بدل من جملة له ملك السموات، بدل اشتمال.

[سورة التوبة (9) : آية 117]

الجماعة، في الجملة الفعلية يخادعون ضمير متصل يعود على الاسم (المنافقين) ، أما في الجملة الاسمية فيكون الضمير متصلا كما مرّ. 4- شبه جملة (أي ظرفا أو جارا أو مجرورا) ومثال الظرف: موعدنا يوم السبت، ومثال الجار والمجرور: الخير بي وبأمتي. ومعنى ذلك أننا نعلق الظرف أو الجار والمجرور بخبر محذوف تقديره كائن، فنقول: يوم مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر محذوف تقديره كائن، والتقدير (موعدنا كائن يوم السبت) . [سورة التوبة (9) : آية 117] لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (117) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (تاب) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على النبيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (المهاجرين، الأنصار) اسمان معطوفان على النبيّ مجروران وعلامة جرّ الأول الياء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للمهاجرين والأنصار (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في ساعة) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّبعوه) ، (العسرة) مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب) ، (ما) حرف مصدريّ (كاد) فعل ماض ناقص- ناسخ- «1» واسمه ضمير الشأن محذوف «2» ، (يزيغ) مضارع مرفوع

_ (1) بعد كلام طويل حول كاد وخبره جعل أبو حيّان الفعل زائدا- كما تزاد كان في بعض الأحيان فيقول: «ويخلص من هذه الإشكالات اعتقاد كون كاد زائدة ومعناها مراد ولا عمل لها إذ ذاك في اسم ولا خبر فتكون مثل كان إذا زيدت يراد معناها ولا عمل لها.. أهـ. (2) يجوز أن يكون الاسم ضميرا تقدير هم يعود إلى القوم المفهوم من قوله فريق منهم.. أو ضميرا يعود على القلوب.

[سورة التوبة (9) : آية 118]

(قلوب) فاعل مرفوع «1» ، (فريق) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لفريق (ثمّ) حرف عطف (تاب) مثل الأول (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (تاب) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (بهم) مثل منهم متعلّق ب (رؤف) وهو خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما كاد....) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «تاب اللَّه ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «اتّبعوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كاد يزيغ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يزيغ قلوب ... » في محلّ نصب خبر كاد. وجملة: «تاب عليهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وهي مؤكّدة لها. وجملة: «إنّه بهم رؤف» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة التوبة (9) : آية 118] وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) الإعراب: (الواو) عاطفة (على الثلاثة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب) «2» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جر نعت للثلاثة (خلّفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (حتّى)

_ (1) جاز في الفعل أن يكون مذكّرا مفردا لأن الفاعل جمع تكسير. (2) في الآية السابقة (117) ، وهذا الجار والمجرور معطوف على (عليهم) .. أي تاب عليهم وعلى الثلاثة..

حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ضاقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضاقت) ، (الأرض) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (رحبت) مثل ضاقت، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) عاطفة (ضاقت عليهم أنفسهم) مثل ضاقت عليهم الأرض، و (هم) متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (ظنّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) نافية للجنس (ملجأ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بملجأ بحذف مضاف أي من عذاب اللَّه أو من سخط اللَّه (إلّا) أداة استثناء «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ بدل من مستثنى منه مقدّر «2» ، (ثمّ) حرف عطف (تاب) فعل ماض (عليهم) مثل الأول متعلّق ب (تاب) ، (اللام) للتعليل (يتوبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ (هو) ضمير فصل «3» ، (التوّاب) خبر إنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما رحبت..) في محلّ جرّ بالباء والجارّ والمجرور حال من الأرض، أي ضاقت حال كونها رحبة.. أي مع رحبها.

_ (1) أو أداة حصر.. والجار والمجرور (إليه) متعلّق بخبر لا. (2) أي لا ملجأ من عذاب اللَّه لأحد إلّا إليه. (3) أو هو ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره (التوّاب) والجملة الاسميّة (هو التوّاب..) في محلّ رفع خبر إنّ.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن لا ملجأ..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا. المصدر المؤوّل (أن يتوبوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تاب) . جملة: «خلّفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه المقدّر..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ضاقت.. الأرض» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رحبت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ضاقت.. أنفسهم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت الأولى. وجملة: «ظنّوا..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت الأولى. وجملة: «لا ملجأ ... » في محلّ رفع خبر أن المخفّفة. وجملة: «تاب عليهم» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط المقدّر أي لجؤوا إليه ثمّ تاب اللَّه. وجملة: «يتوبوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ اللَّه هو التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ» أي قلوبهم، وعبر عنها بذلك مجازا لأن قيام الذات بها، ومعنى ضيقها غمها وحزنها كأنها لا تسع

_ (1) جواب إذا مقدر يعطف عليه قوله تابَ عَلَيْهِمْ أي إذا ضاقت عليهم ... لجؤوا إليه، أو تابوا ثمّ تاب اللَّه.. وقد يكون (إذا) مجرّدا من الشرط فلا يحتاج إلى جواب، والمعنى: تاب على الذين خلّفوا إلى هذا الوقت.

الفوائد

السرور لضيقها. الفوائد حديث الثلاثة الذين خلفوا روى هذا الحديث عبد الله بن كعب، عن والده الذي تخلف عن غزوة تبوك. وسنورده مختصرا لطوله: لقد تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك، وكان في صحة ومال ولا عذر له، وكانت هذه الغزوة في الحر الشديد، وعند ما رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من تبوك جاء المنافقون يحلفون ويعتذرون، فقبل منهم، وترك باطنهم لله عز وجل. أمّا كعب فقد صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وقال: تخلفت ولا عذر لي، وكنت ميسورا. فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) : قم حتى يقضي الله في أمرك. فسأل كعب: هل أحد لقي مثل ما لقيت؟ فقيل له: نعم، رجلان: هلال بن أمية ومرارة بن الربيع ثم نهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن تكليم هؤلاء الثلاثة المخلفين، فقاطعهم المسلمون، ويقول كعب: لقد تسورت جدار ابن عمي أبي قتادة، وهو أحب الناس لي، فسلمت عليهم، فلم يرد السلام، فقلت له: أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ فقال: الله أعلم. فخرجت من عنده حزينا. وفي اليوم الأربعين من المقاطعة، بعث إلينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن نعتزل نساءنا ولا نقربها، فبعثت زوجتي إلى أهلها، وضاقت علي الأرض، وضاقت علي نفسي ثم في هذه الأثناء، بعث لي ملك غسان كتابا، يرغبني في القدوم إليه، ويقول: سمعنا بأن صاحبك قد جفاك، فقلت: والله هذا من البلاء. وحرقت الكتاب. وفي تمام الليلة الخمسين، كنت أصلي الصبح على ظهر سطح بيتي، فسمعت صوتا يناديني بتوبة الله علي، وجاء المبشرون، ففرحت كثيرا، وذهبت إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى المسجد فهنأني بالتوبة، وعند ما دخلت المسجد قام إليّ طلحة بن عبيد الله فاستقبلني، وهنأني، ما قام إليّ غيره، وكان كعب لا ينساها لطلحة، ثم تصدقت بجميع مالي، جزاء التوبة، فأمرني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن أمسك شيئا، فأمسك سهمي بخبير، ولقد نجاني الله بالصدق وتاب علي، فما ابتلي أحد بصدق الحديث كما ابتليت، وسمّينا بالمخلفين ليس لتخلفنا عن الغزوة، وإنما لأن الله خلف أمرنا وأرجأه.

[سورة التوبة (9) : آية 119]

[سورة التوبة (9) : آية 119] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل نصب بدل من أيّ أو عطف بيان (آمنوا) مثل ظنوا «1» ، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (كونوا) أمر ناقص.. والواو اسم كن (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر كونوا (الصادقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «النداء يأيّها الذين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. [سورة التوبة (9) : آية 120] ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) الإعراب: (ما كان لأهل) مثل ما كان للنبيّ «2» ، (المدينة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على

_ (1) في الآية السابقة (118) . (2) في الآية 113 من هذه السورة.

أهل (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (هم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور حال من الموصول من (أن يتخلّفوا) مثل أن يستغفروا «1» ، (عن رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتخلّفوا) ، (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) نافية (يرغبوا) معطوف على (يتخلّفوا) منصوب وعلامة النصب حذف النون «2» .. والواو فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغبوا) ، و (هم) مثل الأخير (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغبوا) ، و (الهاء) مثل هم (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) (للخطاب) (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يصيب) مضارع مرفوع و (هم) مفعول به (ظمأ) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (نصب، مخمصة) معطوفان على ظمأ مرفوعان (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمخمصة «3» ، (الله) مثل الأخير (لا) نافية (يطؤون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (موطئا) مفعول به منصوب «4» ، (يغيظ) مثل يصيب، والفاعل هو أي الموطئ «5» ، (الكفّار) مفعول به منصوب (لا ينالون) مثل لا يطؤون (من عدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينالون) ، (نيلا) مفعول مطلق منصوب «6» ، (إلّا) أداة حصر (كتب) فعل

_ (1) في الآية 113 من هذه السورة. [.....] (2) يجوز أن يكون مجزوما ب (لا) على أنّها ناهية. (3) أو نعت للظمأ والنصب والمخمصة. (4) أو مفعول مطلق منصوب أي يدوسون دوسا. (5) اسم مكان أو مصدرا. (6) أو هو مفعول به منصوب- أي شيئا ينال-

ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) ، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) والباء للسببيّة «1» ، (عمل) نائب الفاعل مرفوع (صالح) نعت لعمل مرفوع (إنّ الله) مرّ إعرابها «2» ، (لا يضيع) مثل لا يصيب، والفاعل هو أي الله (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «ما كان لأهل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتخلّفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يتخلّفوا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. وجملة: «يرغبوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتخلّفوا. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يصيبهم ظمأ» في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يصيبهم ... ) في محلّ جر بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . وجملة: «لا يطؤون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يصيبهم. وجملة: «يغيظ..» في محلّ نصب نعت ل (موطئا) . وجملة: «لا ينالون ... » في محل رفع معطوفة على جملة لا يصيبهم.

_ (1) أي بسبب كلّ واحد من الأمور الخمسة. (2) في الآية (118) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «كتب.. عمل» في محلّ نصب حال من المؤمنين المطيعين. وجملة: «إنّ الله لا يضيع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (ظمأ) ، مصدر سماعيّ لفعل ظمئ يظمأ باب فرح، وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى هي: ظمء بفتح فسكون، وظماء بفتح الظاء، وظماءة بفتح الظاء. (نصب) ، مصدر سماعيّ لفعل نصب ينصب باب فرح وزنه فعل بفتحتين. (موطئا) ، اسم مكان من وطأ الثلاثيّ باب فرح، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأن الفعل معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع.. وهو أيضا مصدر ميميّ للفعل نفسه وعلى الوزن نفسه. (نيلا) ، مصدر نال ينال، وزنه فعل بفتح فسكون.. وقد يقصد به الشيء المنال فيستعمل اسما. الفوائد في هذه الآية دليل على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيه وحركته وسكونه كلها حسنة مكتوبة عند الله، واختلف العلماء في حكم هذه الآية. فقال قتادة: هذا الحكم خاص برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إذا غزا بنفسه لم يكن لأحد أن يتخلف عنه، وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي وابن المبارك وابن جابر وسعيدا يقولون في هذه الآية: إنها لأول هذه الأمة وآخرها، فعلى هذا تكون هذه الآية محكمة لم تنسخ، وقال ابن زيد: هذا حين كان أهل الإسلام قليلا، فلما كثروا

[سورة التوبة (9) : آية 121]

نسخها الله عز وجل، وأباح التخلف لمن شاء بقوله: وما كان المؤمنون لينفروا كافة، ولكن القول السديد في هذا المقام ما نقله الواحدي عن عطية أنه قال: ما كان لهم أن يتخلفوا عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا دعاهم وأمرهم لأنه لا تتوجب الطاعة إلا إذا أمر، وكذا غيره من الأئمة والولاة إذا ندبوا أو عينوا وجبت الطاعة. [سورة التوبة (9) : آية 121] وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (121) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفقون نفقة) مثل يطؤون موطئا «1» ، (صغيرة) نعت لنفقة منصوب، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (كبيرة) معطوف على صغيرة منصوب (الواو) عاطفة (لا يقطعون واديا) مثل لا يطؤون موطئا «2» ، (إلّا) أداة حصر (كتب لهم) مثل المتقدّمة «3» ، وتقدير نائب الفاعل العمل الدال على النفقة وقطع الوادي (اللام) لام التعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أحسن) مفعول به ثان منصوب (ما) حرف مصدريّ «4» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يعملون) مثل يطؤون «5» . والمصدر المؤوّل (أن يجزيهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (كتب) . والمصدر المؤوّل (ما كانوا) في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (واديا) ، اسم جامد للمنخفض بين جبلين، وزنه فاعل،

_ (1، 2، 5) في الآية السابقة (120) . (3) في الآية السابقة (120) . (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والجملة صلة والعائد محذوف.

[سورة التوبة (9) : آية 122]

واشتقّ الوادي من فعل يدي يدي وديا الشيء بمعنى سال لأن الماء يدي فيه أي يسيل والفعل من باب ضرب. [سورة التوبة (9) : آية 122] وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما كان) مرّ إعرابها «1» ، (المؤمنون) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الواو (اللام) لام الجحود (ينفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (كافّة) حال من الفاعل منصوبة. والمصدر المؤوّل (أن ينفروا) في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. (الفاء) استئنافيّة (لولا) أداة تحضيض بمعنى هلّا (نفر) فعل ماض (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من طائفة- نعت تقدّم على المنعوت- (فرقة) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لفرقة (طائفة) فاعل نفر مرفوع (اللام) للتعليل (يتفقّهوا) مضارع مثل ينفروا (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتفقّهوا) ، (الواو) عاطفة (لينذروا) مثل (ليتفقّوا) ، (قوم) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يتفقّهوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نفر) . والمصدر المؤوّل (أن ينذروا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومتعلّق بما تعلّق به.

_ (1) في الآية السابقة (120) .

[سورة التوبة (9) : آية 123]

(إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ينذروا) ، (رجعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إليهم) مثل منهم متعلّق ب (رجعوا) ، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يحذرون) مثل يطؤون «1» . جملة: «ما كان المؤمنون لينفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان لأهل «2» . وجملة: «ينفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «نفر.. طائفة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتفقّهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ينذروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «رجعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لعلّهم يحذرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحذرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة التوبة (9) : آية 123] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)

_ (1، 2) في الآية السابقة (120) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا قاتلوا) مثل يأيّها ... اتّقوا «1» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (من الكفّار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يلونكم (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجدوا) «2» ، (غلظة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا «3» ، (أنّ اللَّه) مثل إنّ اللَّه «4» ، (مع المتقين) مثل مع الصادقين «5» . جملة: « (النداء) يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قاتلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يلونكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «6» . والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه مع المتّقين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. الصرف: (يلونكم) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يليونكم بضمّ الياء الثانية، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت

_ (1) في الآية (119) من هذه السورة. (2) أو متعلق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يجدوا. [.....] (3، 5) في الآية (119) من هذه السورة. (4) في الآية (118) من هذه السورة. (6) يجوز أن تكون مقطوعة للاستئناف لا محلّ لها أيضا.

[سورة التوبة (9) : الآيات 124 إلى 125]

الحركة إلى اللام.. ولمّا التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء فأصبح يلونكم، وفيه إعلال بالحذف أيضا لأن ماضيه لفيف مفروق تحذف فاؤه في المضارع وهي الواو فالوزن يعونكم. (غلظة) ، مصدر سماعيّ لفعل غلظ يغلظ من أبواب نصر وضرب وكرم.. وزنه فعلة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى بضمّ الفاء وفتحها، وغلظ بكسر الغين وغلاظة بكسر الغين. [سورة التوبة (9) : الآيات 124 الى 125] وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (125) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (ما) زائدة (أنزلت) فعل ماض للمجهول والتاء للتأنيث (سورة) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (زادت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (إيمانا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) مثل رجعوا «2» ، (الفاء) واقعة في جواب أمّا

_ (1) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور نعتا لخبر محذوف مقدّم أي فريق منهم.. أو بعض منهم. (2) في الآية (122) من هذه السورة.

(زادتهم إيمانا) مثل زادته إيمانا (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يستبشرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «أنزلت سورة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «منهم من يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أيّكم زادته هذه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «زادته هذه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّكم) . وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «زادتهم إيمانا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «هم يستبشرون ... » في محلّ نصب حال من الهاء في (زادتهم) . وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (أمّا الذين) مثل الأولى (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (هم) ضمير مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع (فزادتهم رجسا) مثل فزادتهم إيمانا (إلى رجس) جارّ ومجرور نعت ل (رجسا) ، و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (ماتوا) مثل رجعوا (وهم) ضمير مبتدأ (كافرون) خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «الذين في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا ...

_ (1) كانت الفاء الرابطة في صدر الجملة الاسميّة لأن أصل التعبير: مهما يكن من شيء فالذين ... ، فلمّا حلّت أمّا محلّ مهما انتقلت الفاء إلى الخبر.

الفوائد

وجملة: «في قلوبهم مرض..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «زادتهم رجسا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «ماتوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة زادتهم. وجملة: «هم كافرون» في محلّ نصب حال من فاعل ماتوا. الفوائد أيّ وأحوالها: ورد في هذه الآية قوله تعالى فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً ونحن بصدد (أيّ) المشدّدة الياء وهي في الآية الكريمة اسم استفهام مبتدأ مرفوع وسنوضح فيما يلي أحوالها لما فيه من الفائدة العظيمة. أيّ هي اسم وتأتي على خمسة أوجه: 1- اسم شرط: مثل قوله تعالى: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى. 2- اسم استفهام: مثل قوله تعالى أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً. 3- اسم موصول: كقوله تعالى ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا والتقدير: لننزعن الذي هو أشد. وهناك خلاف حول هذه الآية، فقد قال ذلك سيبويه. وخالفه الكوفيون وجماعة من البصريين، وزعموا أنها في الآية استفهامية وأنها مبتدأ وأشدّ خبر. 4- تأتي دالة على معنى الكمال، فتقع صفة للنكرة نحو: زيد رجل أيّ رجل، أي كامل في صفات الرجال. وتأتي حالا بعد المعرفة وتدل أيضا على الكمال مثل: مررت بعبد اللَّه أيّ رجل. 5- يتوصل بها إلى نداء ما فيه ال نحو: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ [سورة التوبة (9) : آية 126] أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية و (الواو) عاطفة (يرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (يفتنون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفتنون) ، (عام) مضاف إليه مجرور (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب أي: فتنة واحدة (أو) حرف عطف (مرّتين) معطوف على مرّة منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (لا يتوبون) مثل لا يطؤون «1» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم يذكّرون) مثل هم يستبشرون «2» . والمصدر المؤوّل (أنّهم يفتنون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يرون «3» . جملة: «يرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم «4» . وجملة: «يفتنون..» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لا يتوبون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون. وجملة: «هم يذّكّرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون. وجملة: «يذّكّرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة التوبة (9) : آية 127] وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (127)

_ (1) في الآية (120) من هذه السورة. (2) في الآية (124) من هذه السورة. (3) هذا إذا كان الفعل قلبيّا، أو سدّت مسدّ المفعول إذا كان بصريّا. (4) وهي جملة الشرط وفعله وجوابه في أوّل الآية (124) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (وإذا ما أنزلت سورة) مرّ إعرابها «1» ، (نظر) فعل ماض (بعض) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (نظر) ، (هل) حرف استفهام (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الألف و (كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يرى (ثمّ) حرف عطف (انصرفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (صرف) مثل نظر (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قلوب) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (أنّهم) مثل السابق «2» ، (قوم) خبر أنّ مرفوع (لا يفقهون) مثل لا يطؤون «3» . والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (صرف) ، والباء للسببيّة. جملة: «أنزلت سورة..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نظر بعضهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هل يراكم من أحد ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وهذا القول المقدر في محلّ نصب حال من فاعل نظر أي يقولون هل يراكم ... وجملة: «انصرفوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر بعضهم. وجملة: «صرف اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.. أو استئناف لمجرّد الإخبار. وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع نعت لقوم.

_ (1) في الآية (124) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (126) . (3) في الآية (120) من هذه السورة.

[سورة التوبة (9) : الآيات 128 إلى 129]

[سورة التوبة (9) : الآيات 128 الى 129] لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءكم) فعل ماض.. والضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من أنفس) جارّ ومجرور نعت لرسول «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (عزيز) نعت لرسول مرفوع «2» ، (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بعزيز (ما) حرف مصدريّ «3» ، (عنتّم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل. والمصدر المؤوّل (ما عنتّم) في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة عزيز. (حريص) نعت آخر لرسول مرفوع (عليكم) مثل عليه متعلّق بحريص (بالمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (رؤف) وهو نعت لرسول مرفوع وكذلك (رحيم) . جملة: «جاءكم رسول ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عنّتم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ. (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، وقد حذف من الفعل إحدى التاءين تخفيفا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل

_ (1) أو متعلّق ب (جاءكم) أي منكم. [.....] (2) أو خبر مقدم، والمصدر المؤوّل (ما عنّتم) مبتدأ مؤخر، والجملة نعت لرسول. (3) أو اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي عنّتم به أي بسببه، أو هو فاعل الصفة المشبهة عزيز.

الصرف:

أنت (حسبي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (اللَّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر- أو من محلّ لا مع اسمها- (عليه) مثل الأول متعلّق ب (توكّلت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (هو) مبتدأ في محلّ رفع (ربّ) خبر مرفوع (العرش) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للعرش مجرور. جملة: «إن تولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّر. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «حسبي اللَّه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محل نصب حال «1» . وجملة: «توكّلت» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمقول القول- أو اعتراضيّة. وجملة: «هو ربّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. الصرف: (حريص) ، صفة مشبّهة لفعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه فعيل، مؤنّثه حريصة والجمع حرصاء بضم الحاء وحراص بكسر الحاء وتخفيف الراء وحرّاص بضمّ الحاء وتشديد الراء، وجمع حريصة حراص بكسر الحاء وحرائص. انتهت سورة التوبة ويليها سورة يونس

_ (1) يصح مجيء الحال من الخبر ومن المبتدأ، كما يصح مجيئها من الفاعل والمفعول والمجرور بالحرف ومن المضاف إليه إذا كان المضاف جزءا من المضاف إليه.

سورة يونس

سورة يونس من الآية 1- إلى الآية 109 [سورة يونس (10) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (1) الإعراب: (الر) ، أحرف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب- انظر أول سورة البقرة- (تلك) اسم اشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، والإشارة إلى آيات القرآن (آيات) خبر المبتدأ مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الحكيم) نعت للكتاب مجرور. جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. الصرف: (الحكيم) ، صفة مشتقّة، وزنها فعيل بمعنى مفعول أي

الفوائد

المحكم بفتح الكاف أي الممتنع من الفساد، وقد يكون بمعنى فاعل أي الحاكم أو بمعنى ذي الحكم. الفوائد - قوله تعالى (الر) أورد أبو البقاء العكبري في إعرابها عدة أوجه سنوردها توخيا للفائدة وحسن الاطلاع. 1- هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم، لأنّ كل واحد منها يدل على معنى في نفسه، وهي مبنية. وفي موضع (الر) ثلاثة أوجه: آ- الجر بحرف قسم محذوف، كما قالوا: الله ليفعلن (في لغة من جر) . ب- موضعها النصب: وفيه وجهان: أحدهما على تقدير حذف القسم كما تقول الله لأفعلنّ. والناصب فعل محذوف تقديره: التزمت الله، أي اليمين به. والثاني هي مفعول به تقديره: اتل: الر. ج- الرفع: على أنها مبتدأ وما بعدها الخبر. معاني هذه الحروف: جمهور أهل العلم والتفسير على أن هذه الحروف لا يعلمها إلا الله عز وجل، فهي مما اختص به الله دون سواه، وهي سرّ من أسرار القرآن الكريم لذلك يقال في تفسيرها، الله أعلم بمراده وأسرار كتابه، وقد وأورد العلماء فائدتين من ورود هذه الحروف في بدايات السور: 1- هي تشير إلى أن هذا القرآن عربي، نزل بلغة العرب الذين خاطبهم، وكأن الله عز وجل يقول لهم: لقد أنزلنا إليكم قرآنا بلغتكم وحروفكم، ومع هذا فأنتم عاجزون عن الإتيان بمثله. 2- من عادة العرب في شعرها ونثرها أن تستفتح بما يسترعي الانتباه ويشد السامع، لذا فقد افتتح الله عز وجل بعض سوره بشيء غير مألوف بالنسبة للعرب آنذاك، فكانوا إذا سمعوا ذلك أصاخوا السمع، فيهجم عليهم القرآن ببيانه الساحر

[سورة يونس (10) : آية 2]

ما أورد الخازن في تفسيره حول (الر) . قال ابن عباس والضحاك معناه: أن الله أرى، وقال ابن عباس في رواية أخرى عنه (الر) و (حم) و (ن) هي حروف الرحمن مقطعة. وبه قال سعيد بن جبير وسالم بن عبد الله، وقال قتادة (الر) اسم من أسماء القرآن. وقيل هي اسم للسورة والله أعلم. [سورة يونس (10) : آية 2] أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (2) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للناس) جارّ ومجرور حال من (عجبا) - نعت تقدم على المنعوت- (عجبا) خبر كان مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (إلى رجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرجل (أن) حرف تفسير «1» (أنذر) فعل أمر، والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن أوحينا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (الواو) عاطفة (بشّر) مثل أنذر (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنّ)

_ (1) يجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا يؤوّل مع ما بعده بمصدر وهو مجرور بباء محذوفة أي: أوحينا بإنذار، وهو اختيار أبي حيّان في البحر.. كما يجوز أن يكون مخفّفا من الثقلية واسمه ضمير الشأن محذوف، والمصدر المؤوّل مجرور بالباء المحذوفة أيضا.

الصرف:

حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للتوكيد (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم (قدم) اسم أنّ مؤخّر منصوب (صدق) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت لقدم صدق (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه في محلّ جرّ. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم قدم..) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (بشّر) ، أي بشّرهم بأن لهم.. (قال) فعل ماض (الكافرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (إنّ) مثل أنّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (ساحر) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لساحر مرفوع. جملة: «كان للناس عجبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنذر الناس ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: إنّ هذا لساحر ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (عجبا) ، مصدر سماعيّ لفعل عجب يعجب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.. وقيل هو بمعنى معجب اسم المفعول أو الفاعل «1» . (قدم) ، لفظ يدلّ على العضو المعروف، وهو هنا مستعار لكلّ سابق

_ (1) وبهذا المعنى يصحّ تعليق (للناس) به، لأن المصدر إذا وقع موقع اسم الفاعل أو المفعول جاز أن يتقدّم معموله عليه.

البلاغة

في خير، قال أبو عبيدة: كلّ سابق في خير أو شر هو عند العرب قدم. وقال الليث: القدم السابقة، أي سبق لهم عند الله خير، والسبب في اطلاق لفظ القدم على هذه المعاني أن السعي والسبق لا يكون إلّا بالقدم، فسمّي المسبّب باسم السبب على سبيل المجاز المرسل، كما سمّيت النعمة يدا. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ» أي سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم. وإنما عبر عنها بها إذ بها يحصل السبق والوصول إلى المنازل الرفيعة، كما يعبر عن النعمة باليد، لأن العطاء يكون بها، فالعلاقة هنا السببية ونزيد هنا أن المجاز لا يكون مطردا، فلا يصح أن يقال قدم سوء، وهذه خاصة عجيبة من خصائص المجاز يكاد الحكم فيها أن يكون مرده الى الذوق [سورة يونس (10) : آية 3] إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ربّ) اسم إنّ منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الله) خبر إن مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (في ستة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (أيام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (استوى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) ، (يدبّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الأمر)

مفعول به منصوب (ما) حرف نفي (من) حرف جرّ زائد (شفيع) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) حرف للحصر (من بعد) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (إذن) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ذلكم) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الخالق المدبّر.. و (اللام) للبعد و (كم) حرف خطاب (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّكم) بدل من لفظ الجلالة، ومضاف إليه (الفاء) لربط المسبّب بالسبب «1» ، (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين تخفيفا.. والواو فاعل. جملة: «إنّ ربّكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يدبّر ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «2» وجملة: «ما من شفيع..» في محلّ رفع خبر ثالث ل (إنّ) «3» . وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعبدوه» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبهوا فاعبدوه «4» . وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أغفلتم فلا تذكّرون.

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (2، 3) أو في محلّ نصب حال.. أو لا محلّ لها استئنافيّة. (4) أو هي جواب شرط مقدر أي إن أقررتم بألهوهيّته فاعبدوه.

[سورة يونس (10) : آية 4]

[سورة يونس (10) : آية 4] إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (4) الإعراب: (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل يبدأ و (الهاء) ضمير مفعول به (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله مثله (عملوا) ، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجزي) «1» . والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعيده) . (الواو) استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) مثل آمنوا (لهم شراب) مثل إليه مرجع (من حميم) جارّ ومجرور نعت لشراب (الواو) عاطفة (عذاب) معطوف على شراب مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» ، (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع..

_ (1) أو بحال من فاعل يجزي أو من مفعوله. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد مقدّر.

البلاغة

والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بأليم «1» . جملة: «إليه مرجعكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (وعد) وعد الله» لا محلّ لها استئناف لتأكيد مضمون ما سبق. وجملة: « (حق) حقا» لا محلّ لها لتأكيد مضمون ما سبق. وجملة: «إنّه يبدأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. وجملة: «يبدأ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يعيده» في محلّ رفع خبر معطوفة على جملة يبدأ. وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لهم شراب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «كانوا يكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة المناسبة اللفظية بين حميم وأليم: والمناسبة ضربان: مناسبة في المعاني ومناسبة في الألفاظ.

_ (1) أو متعلّق بفعل دلّ عليه الكلام أي عذّبوا بما كانوا يكفرون.

[سورة يونس (10) : آية 5]

أما هنا فالمناسبة لفظية، وهي عبارة عن الإتيان بلفظات متزنات وغير مقفيات، فهو تام وناقص. وقد وقعت الناقصة في الكلام الفصيح أكثر لأن التقفية غير لازمة فيها. [سورة يونس (10) : آية 5] هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الشمس) مفعول به منصوب (ضياء) مفعول به ثان منصوب على حذف مضاف أي ذات ضياء «1» ، (الواو) عاطفة (القمر نورا) مثل الشمس ضياء ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (قدّر) مثل جعل، والفاعل هو و (الهاء) مفعول به (منازل) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قدّره) «2» ، (اللام) لام التعليل (تعلموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (عدد) مفعول به منصوب (السنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (الحساب) معطوف على عدد منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تعلموا) في محل جرّ باللام متعلق ب (قدّره) . (ما) حرف نفي (خلق) مثل جعل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (إلّا) حرف للحصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال

_ (1) يجوز أن يكون (ضياء) حالا إن كان (جعل) بمعنى خلق. (2) أو هو حال أي متنقّلا.. أو مفعول به وضمير الغائب في محلّ نصب على نزع الخافض أي قدّر له منازل.. أو مفعول ثان إن كان الفعل بمعنى جعله.

الصرف:

من لفظ الجلالة (يفصّل) مضارع مرفوع.. والفاعل هو (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفصّل) (يعلمون) مثل يكفرون «1» جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل الشمس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ما خلق الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفصّل ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة. وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (الشمس) اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتح فسكون. (ضياء) ، مصدر ضاء يضوء وزنه فعال بكسر الفاء، وقد يكون اسما لما تدرك به العين الأشياء، والياء فيه منقلبة عن واو لانكسار ما قبلها، أصله ضواء- بكسر الضاد- والهمزة في آخره أصليّة. (القمر) ، اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتحتين. (منازل) ، جمع منزل، اسم مكان من نزل ينزل باب ضرب وزنه فعل بكسر العين لأن مضارعه مكسور العين. (عدد) ، الاسم من عدّ يعدّ باب نصر وزنه فعل بفتحتين، جمعه أعداد زنة أفعال. الفوائد إعجاز القرآن. ورد في هذه الآية قوله تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً

_ (1) في الآية السابقة (4) . [.....]

[سورة يونس (10) : آية 6]

وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ. لقد اشتملت هذه الآية على دقة في التعبير، وسلامة في المعنى، تدل دلالة قاطعة على أن القرآن الكريم كلام اللَّه، وأنه صادر عن خالق الكون بما فيه الشمس والقمر وقد أورد العلماء الفرق بين معنى الضياء والنور، وذكروا أن الضياء أكمل وأعم من النور، وأسطع وأقوى. وأما النور فدونه. ويترتب عن ذلك الليل والنهار. ولو كان النور واحدا في الشمس والقمر لما حدث التمييز بين الليل والنهار، كما اشتملت الآية على إشارات فلكية بقوله تعالى وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ فالمولى عز وجل قد جعل للقمر منازل ومواضع يترتب عنها معرفة الشهور القمرية والسنين القمرية، وهذا يحدث باطراد منتظم دون خلل أو شذوذ، ودون زيغ أو انحراف. وقد مضى على ذلك سنون لا يحصيها العدّ، ونحن مع هذا النظام الثابت الدقيق الذي لا يخل أبدا، فما كان لبشر أن يأتي بمثل هذا الكلام مهما أوتي من الحكمة وفصل الخطاب. [سورة يونس (10) : آية 6] إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) «1» الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في اختلاف) جارّ ومجرور خبر مقدّم (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (النهار) معطوف على الليل مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على اختلاف (خلق) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب مؤخّر وعلامة النصب الكسرة (لقوم يتّقون) مثل لقوم

_ (1) وانظر الآية (190) من سورة آل عمران.

[سورة يونس (10) : الآيات 7 إلى 8]

يعلمون «1» ، والجارّ نعت لآيات. جملة: «إنّ في اختلاف ... لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يتّقون» في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة يونس (10) : الآيات 7 الى 8] إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ (7) أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (8) الإعراب: (إنّ) مثل السابق «2» ، (الذين) موصول اسم إنّ (لا) نافية (يرجون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (لقاء) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رضوا) فعل ماض وفاعله (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضوا) ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (اطمأنوا) مثل رضوا (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اطمأنّوا) ، (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول ومعطوف عليه (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (غافلون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (غافلون) خبر المبتدأ (هم) مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «رضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) في الآية السابقة. (2) في الآية السابقة (6) .

[سورة يونس (10) : الآيات 9 إلى 10]

وجملة: «اطمأنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» وجملة: «هم.. غافلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. (أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (مأوى) مبتدأ ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) متّصل مضاف إليه (النار) خبر المبتدأ مأوى (الباء) حرف جرّ (ما كانوا يكسبون) مثل ما كانوا يكفرون «2» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الكلام أي عوقبوا بما كانوا.. وجملة: «أولئك مأواهم النار ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «مأواهم النار ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ (أولئك) . وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة يونس (10) : الآيات 9 الى 10] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (10) الإعراب: (إنّ الذين) مرّ إعرابها «3» ، (آمنوا) مثل رضوا «4» وكذلك (عملوا) ، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (يهدي)

_ (1) يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة في محلّ نصب حال من فاعل رضوا بتقدير قد. (2) في الآية (4) من هذه السورة. (3، 4) في الآية (7) من هذه السورة.

مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (بإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) ، والباء للسببيّة و (هم) مثل الأخير (تجري) مثل يهدي (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» ، و (هم) مثل الأخير (الأنهار) فاعل مرفوع (في جنّات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الأنهار «2» ، (النعيم) مضاف إليه مجرور. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يهديهم ربّهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تجري.. الأنهار» لا محلّ لها استئنافية «3» . (دعوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بدعوى (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللهمّ) لفظ الجلالة منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (الميم) المشدّدة عوض من (يا) المحذوفة (الواو) عاطفة (تحيّتهم فيها) مثل دعواهم فيها «4» ، (سلام) خبر المبتدأ تحيّة مرفوع «5» ، (الواو) عاطفة (آخر) مبتدأ مرفوع (دعوى) مضاف إليه مجرور

_ (1) أو بحال من الأنهار- نعت تقدّم على المنعوت- (2) أو متعلّق ب (تجري) ، ويجوز أن يكون خبرا آخر ل (إنّ) . (3) أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) ، أو في محلّ نصب حال من مفعول يهديهم. (4) والمجرور والجارّ يجوز أن يكون حالا من ضمير الغائب في تحيّتهم. (5) أو مبتدأ خبره محذوف أي سلام عليكم، والجملة خبر تحيّتهم.

الصرف:

وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (هم) مثل الأخير (أن) هي المخفّفة من الثقيلة «1» ، واسمها ضمير الشأن واجب الحذف (الحمد) مبتدأ مرفوع (للَّه) جارّ ومجرور خبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «دعواهم فيها ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: (نسبّح) سبحانك» في محلّ رفع خبر المبتدأ دعواهم «3» . وجملة النداء: «اللهمّ» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «تحيّتهم.. سلام» لا محلّ لها معطوفة على جملة دعواهم ... وجملة: «آخر دعواهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دعواهم ... وجملة: «الحمد للَّه ... » في محلّ رفع خبر أن المخفّفة. والمصدر المؤوّل من أن المخفّفة واسمها وخبرها في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخر) . الصرف: (دعوى) ، مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو، وزنه فعلى بفتح الفاء فسكون العين. (تحيّة) ، مصدر قياسي لفعل حيّا يحيّي، وقد عوض من إحدى الياءات الثلاث تاء مربوطة، وأصل المصدر تحيية.. فلمّا اجتمعت ياءان وأريد إدغامهما حرّكت الحاء بالكسر وسكّنت الياء الأولى، فالوزن تفعلة،

_ (1) وهو اختيار أبي حيّان.. وابن هشام يجعلها زائدة لأنها لم تسبق بما يدلّ على اليقين. (2) أو خبر ثالث ل (إنّ) . (3) خلت الجملة من الرابط الذي يربطها بالمبتدأ لكنها تلتقي مع المبتدأ في المعنى. [.....]

الفوائد

وأصله تفعيل. وإضافة التحيّة إلى الضمير إمّا من إضافة المصدر إلى الفاعل إذا كانوا هم الذين يحيّون الملائكة.. أو من إضافة المصدر إلى المفعول إذا كان اللَّه يحيّيهم. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ ونحن هنا بخصوص كلمة (سبحانك) فإننا نعربها مفعولا مطلقا لفعل محذوف، وهناك مصادر تجري على هذا المنوال وتعرب إعرابها، ولما كان ذلك من الأمور الهامة ويخفى على الكثير رأينا تتميما للفائدة أن نذكرها. هناك مصادر مسموعة شاع استعمالها ولا أفعال لها، ولكن القرائن دالة عليها. مثل: (سمعا وطاعة، عجبا، حمدا وشكرا لا كفرا معاذ اللَّه) ، ومن المفيد أن نعرض هنا طائفة من هذه المصادر المسموعة لدورانها على الألسنة: 1- فمنها مالا يستعمل إلا مضافا مثل: سبحان اللَّه، معاذ اللَّه. وقد ورد منها مثناة المصادر الآتية: (لبيك، لبيك وسعديك، وحنانيك، ودواليك، وحذاريك) والمتكلم يريد بذلك التكثير فكأنه يقول تلبية لك بعد تلبية، حنانا بعد حنان. 2- ومنها ما استعمل غير مضاف كالأمثلة الأولى وك (حجرا محجورا) بمعنى منعا ممنوعا) . 3- في تفصيل مجمل أو بيان عاقبة مثل فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً. 4- ورد مصادر لا أفعال لها مثل (ويل، ويب) في الدعاء على الإنسان، و (ويح، ويس) في الدعاء له، و (بلها) يقدرون لها عاملا من معناها ولا يلفظونه، ومتى أضيفت هذه المصادر وجب نصبها، فإذا لم تضف جاز النصب والابتداء بها نقول: (ويل للظالم، وويلا للظالم) أما مثل: (ويل الظالم) فليس غير النصب لأنها أضيفت.

[سورة يونس (10) : آية 11]

[سورة يونس (10) : آية 11] وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (يعجّل) مضارع مرفوع (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعجّل) ، (الشرّ) مفعول به منصوب (استعجالهم) منصوب على نزع الخافض «1» أي: كاستعجالهم.. و (هم) مضاف إليه (بالخير) جارّ ومجرور حال من المفعول المقدّر للمصدر استعجال أي استعجالهم الأمور بالخير «2» ، (اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قضي) ، (أجل) نائب الفاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (نذر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الذين) موصول مبنيّ في محل نصب مفعول به (لا يرجون لقاءنا) مرّ إعرابها «3» في (طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعمهون) ، و (هم) مثل الأخير (يعمهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «يعجّل اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قضي إليهم أجلهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة فيها استدراك لما سبق أي: لو يعجّل اللَّه الشرّ للناس لأهلكهم، لكننا نمهلهم فنذر.. ففي الكلام التفات.

_ (1) أو هو مفعول مطلق ولكن بتقدير شيئين: مصدر الفعل عجّل، والصفة التي هي مضاف أي: يعجّل اللَّه تعجيلا مثل استعجالهم بالخير. (2) يجوز أن يكون متعلقا بالمصدر استعجال. (3) في الآية (7) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «لا يرجون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعمهون» في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (استعجال) مصدر قياسي للسداسي استعجل، وزنه استفعال. البلاغة - التنكيت: في قوله تعالى «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ» أصله «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ» تعجيله لهم الخير، فوضع «اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ» موضع تعجيله لهم الخير اشعارا بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل لهم. وهو كلام رصين يدل على دقة صاحبه إذ لا يكاد يوضع مصدر مؤكد مقارنا لغير فعله في الكتاب العزيز بدون مثل هذه الفائدة الجليلة. والنحاة يقولون في ذلك: أجرى المصدر على فعل مقدر دل عليه المذكور، ولا يزيدون عليه وإذا راجع الفطن قريحته وناجى فكرته علم أنه إنما قرن بغير فعله لفائدة. وهي في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» التنبيه على نفوذ القدرة في المقدور وسرعة إمضاء حكمها حتى كأن إنبات الله تعالى لهم نفس نباتهم، أي إذا وجد الإنبات وجد النبات حتما حتى كأن أحدهما عين الآخر فقرن به. [سورة يونس (10) : آية 12] وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (12)

_ (1) يجوز أن تكون الجملة مفعولا ثانيا إذا قدّر الفعل (نذر) متعدّيا لمفعولين.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (دعانا) ، (مسّ) فعل ماض (الإنسان) مفعول به مقدّم منصوب (الضرّ) فاعل مرفوع (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (نا) ضمير مفعول به (لجنب) جارّ ومجرور حال من فاعل دعا و (الهاء) مضاف إليه (أو) حرف عطف (قاعدا) معطوف على الحال الأولى منصوب ومثله (قائما) . الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (مرّ) كشف) مثل مسّ و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كشفنا) ، (ضرّ) مفعول به منصوب و (الهاء) مثل الأخير (مرّ) مثل مسّ، والفاعل هو (كأن) حرف تشبيه ونصب مخفّف من التثقيلة، واسمه محذوف أي كأنّه.. (لم) حرف نفي وجزم (يدعنا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (نا) مثل الأخير (إلى ضرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعنا) على حذف مضاف أي إلى دفع ضرّ أو إزالة ضرّ (مسّ) مثل الأول و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو أي الضرّ. جملة: «مسّ.. الضرّ..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعانا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كشفنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «مرّ ... » لا محلّ لها جواب الشرط (لمّا) . وجملة: «كأن لم يدعنا ... » في محلّ نصب حال من فاعل مرّ. وجملة: «لم يدعنا ... » في محلّ رفع خبر كأن. وجملة: «مسّه» في محلّ جرّ نعت لضرّ. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله زيّن الآتي.. (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (للمسرفين) جارّ ومجرور

البلاغة

متعلّق ب (زيّن) ، وعلامة الجرّ الياء (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (كانوا..) في محلّ رفع نائب الفاعل. وجملة: «زيّن للمسرفين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة - التقسيم أو صحة الأقسام: وهو عبارة عن استيفاء المتكلم جميع أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه، بحيث لا يغادر منه شيئا. وقوله: «دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً» استوفى جميع الهيئات التي يكون عليها الإنسان وقد تردد التقسيم في آل عمران. الفوائد - خلجات النفوس وأوضاع الناس: هذه الآية الكريمة تصور لنا نموذجا بشريا في الناس لا يختص بزمان أو مكان، وإنما يتكرر ويتوالى على مدار الزمان والمكان، وهو نموذج شائع، ويشكل الغالبية العظمى، إلا من رحم ربك، وقليل ما هم فنحن في هذه الآية مع الإنسان حين يمسه الضر أو تنزل به مصيبة فإنه يدعو الله في جميع أحواله مضطجعا أو قائما أو قاعدا، ولكن عند ما يكشف الله عنه الضر فإنه ينسى الله ويمرّ كأن لم يكن بالأمس شيء! فهذا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم أنه يصور النفس البشرية بكافة أبعادها، وجميع حالاتها، ونرى هذا التصوير يصدق على الجنس البشري في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة. ولا عجب لأن الله خالق الإنسان ويعلم ما هو عليه، ولا تخفى عليه خافية في الأنفس والآفاق.

[سورة يونس (10) : الآيات 13 إلى 14]

[سورة يونس (10) : الآيات 13 الى 14] وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أهلكنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (القرون) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (لمّا ظلموا) مثل لمّا كشفنا «1» ، (الواو) حاليّة (جاءت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءتهم) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كانوا) مثل السابق «2» ، (اللام) لام الجحود (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام. والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا. (كذلك) مثل السابق «3» ، والعامل فعل (نجزي) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (المجرمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء و (القوم) مفعول به منصوب. جملة: أهلكنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «ظلموا» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا ظلموا أهلكناهم.

_ (1، 2، 3) في الآية السابقة (12) .

[سورة يونس (10) : آية 15]

وجملة: «جاءتهم رسلهم» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «ما كانوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ظلموا. وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة. (ثمّ) حرف عطف (جعلنا) مثل أهلكنا و (كم) ضمير مفعول به (خلائف) مفعول به ثان منصوب (في الأرض) جارّ ومجرور نعت لخلائف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلناكم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) للتعليل (ننظر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (تعملون) وهو مضارع مرفوع. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن ننظر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلناكم) . وجملة: «جعلناكم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة المستأنفة في الآية السابقة. وجملة: «ننظر» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تعملون» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. [سورة يونس (10) : آية 15] وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) مثل السابق «1» متعلّق ب (قال) ، (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلى) ، (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بيّنات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لا يرجون لقاءنا) مرّ إعرابها «2» ، (ائت) فعل أمر، والفاعل أنت (بقرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت) (غير) نعت لقرآن مجرور (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أو) حرف عطف (بدّل) مثل ائت و (الهاء) ضمير مفعول به (قل) مثل ائت (ما) نافية (يكون) مضارع تام مرفوع «3» ، (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) ، (أن) حرف مصدريّ (أبدّل) مضارع منصوب والفاعل أنا و (الهاء) ضمير مفعول به (من تلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أبدّله) ، (نفس) مضاف إليه مجرور و (الياء) ضمير مضاف إليه (إن) حرف نفي (أتّبع) مثل أبدّل وهو مرفوع (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (اليّ) مثل لي متعلّق ب (يوحى) . والمصدر المؤوّل (أن أبدّله) في محلّ رفع فاعل يكون. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أخاف) مثل أبدّل وهو مرفوع (إن) حرف شرط جازم (عصيت) فعل

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة. (2) في الآية (7) من هذه السورة. (3) أي ما ينبغي لي ...

[سورة يونس (10) : آية 16]

ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير فاعل (ربّ) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مثلها في نفسي (عذاب) مفعول به عامله أخاف، منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت ليوم مجرور. جملة: «تتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ائت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بدّله» في محلّ نصب معطوفة على جملة ائت. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما يكون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أبدّله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: إن أتّبع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يوحى إليّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها تعليل آخر. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إن عصيت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فإنّي أخاف عذاب اللَّه. [سورة يونس (10) : آية 16] قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16)

الإعراب:

الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) نافية (تلوت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عليكم) مثل عليهم «2» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (أدرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللَّه (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أدرى) ، (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (لبثت) مثل تلوت (في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لبثت) ، (عمرا) مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثت) ، وهو على حذف مضاف أي مدة عمر أو أمد عمر (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبثت) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لو شاء اللَّه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما تلوته ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا أدراكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لبثت ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة مستأنفة أي أغاب عنكم ذلك فلا تعقلون. الصرف: (أدرى) ، فيه إعلال بالقلب أصله أدري- بالياء- جاءت

_ (1) في الآية السابقة (15) . (2) انظر الآية (21) من سورة الأنعام والآية (37) من سورة الأعراف.

[سورة يونس (10) : آية 17]

الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل (عمرا) ، الاسم من عمر يعمر باب ضرب، وباب نصر بمعنى الحياة أو ما طال منها، وزنه فعل بضمّتين. [سورة يونس (10) : آية 17] فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأظلم (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (على اللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به «1» ، (أو) حرف عطف (كذّب) فعل ماض، والفاعل هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّب) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (المجرمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إنّه لا يفلح المجرمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يفلح المجرمون» في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه.

البلاغة

البلاغة خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً» استفهام إنكاري معناه النفي، أي لا أحد أظلم من ذلك، ونفي الأظلمية كما هو المشهور كناية عن نفي المساواة. والمراد أنه أظلم من أي ظالم. [سورة يونس (10) : آية 18] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من فاعل يعبدون أي متجاوزين الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا يضرّ) مثل لا يفلح «2» ، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (ينفعهم) مثل يضرّهم (الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شفعاء) خبر مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بشفعاء، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التعجّبيّ (تنبّئون) مثل يعبدون (الله) لفظ الجلالة مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ «3» متعلّق ب (تنبّئون) ، (لا يعلم) مثل لا يضرّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعلم) ، (الواو) عاطفة

_ (1) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعده نعت. (2) في الآية السابقة (17) . (3) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعده نعت. [.....]

[سورة يونس (10) : آية 19]

(لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول لأنّه معطوف عليه (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تعالى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل هو (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يشركون) مثل يعبدون. والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق ب (تعالى) . جملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يضرّهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا ينفعهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدون. وجملة: «هؤلاء شفعاؤنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أتنبّئون الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: « (نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «تعالى» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . [سورة يونس (10) : آية 19] وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (ما) نافية (كان) فعل ماض

[سورة يونس (10) : آية 20]

ناقص- ناسخ- (الناس) اسم كان مرفوع (إلّا) أداة حصر (أمّة) خبر كان منصوب (واحدة) نعت لأمّة منصوب (الفاء) عاطفة (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره موجودة (سبقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لولا (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي العذاب المفهوم من سياق الكلام (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قضي) ، (في) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «ما كان الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. أو معطوفة على جملة يعبدون.. وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «سبقت» في محلّ رفع نعت لكلمة. وجملة: «قضي بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة يونس (10) : آية 20] وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) الإعراب: (الواو) عاطفة (يقولون) مثل يختلفون «1» ، (لولا) حرف

_ (1) في الآية السابقة.

[سورة يونس (10) : آية 21]

تحضيض بمعنى هلّا (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافّة ومكفوفة (الغيب) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر آخر (انتظروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدون «3» . وجملة: «لولا أنزل.. آية» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » جواب شرط مقدّر أي إن يقولوا هذا القول فقل.. وجملة: «الغيب لله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انتظروا....» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم تؤمنوا فانتظروا.. وجملة: «إنّي.. من المنتظرين» لا محلّ لها في حكم التعليل. [سورة يونس (10) : آية 21] وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (21)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف نعت لآية. (2) أو متعلّق بخبر إنّ. (3) في الآية (18) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (أذقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (الناس) مفعول به منصوب (رحمة) مفعول به ثان منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أذقنا) ، (ضرّاء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو منته بألف التأنيث الممدودة (مسّ) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (إذا) حرف فجائي (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مكر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (في آيات) جارّ ومجرور متعلّق بمكر بحذف مضاف أي في تأويل آياتنا و (نا) ضمير مضاف إليه (قل) فعل أمر والفاعل أنت (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أسرع) خبر مرفوع (مكرا) تمييز منصوب (إنّ) مثل السابق «1» ، (رسل) اسم إنّ منصوب و (نا) مضاف إليه (يكتبون) مثل يختلفون «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تمكرون) مثل يختلفون «3» . جملة: «أذقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «مسّتهم» في محلّ جرّ نعت لضرّاء. وجملة: «لهم مكر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله أسرع ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ رسلنا يكتبون..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يكتبون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة. (2، 3) في الآية (19) من هذه السورة.

البلاغة

وجملة: «تمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. البلاغة الإشارة: وفي قوله: «قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً» فن الإشارة، لأن أفعل التفضيل دلّ على أن مكرهم كان سريعا، ولكن مكر الله أسرع منه. وإذا الفجائية يستفاد منها السرعة. والمعنى أنهم فاجؤوا المكر أي أوقعوه على جهة الفجاءة والسرعة. [سورة يونس (10) : الآيات 22 الى 23] هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (يسيّر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسيّر) ، (الواو) عاطفة (البحر) معطوف على البرّ مجرور (حتّى) حرف ابتداء (إذا) مثل السابق «1» متعلّق ب (جاءتها) ، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و (تم) اسم كان (في الفلك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنتم (الواو) عاطفة (جرين) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون)

_ (1) في الآية السابقة.

نون النسوة أي الفلك (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جرين) ، وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة (بريح) جارّ ومجرور متعلّق ب (جرين) «1» ، (طيّبة) نعت لريح مجرور (الواو) عاطفة (فرحوا) فعل ماض وفاعله (بها) مثل بهم متعلّق ب (فرحوا) ، (جاءت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث و (ها) ضمير مفعول به (ريح) فاعل مرفوع (عاصف) نعت لريح مرفوع (الواو) عاطفة (جاءهم الموج) مثل جاءتها ريح (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (مكان) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ظنّوا) مثل فرحوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أحيط) فعل ماض مبنيّ للمجهول (بهم) مثل الأول في محلّ رفع الفاعل (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (مخلصين) حال منصوبة من فاعل دعوا، وعلامة النصب الياء (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمخلصين الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين منصوب (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أنجيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل و (نا) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنجيتنا) اللام) لام القسم (نكونن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أنّهم أحيط.) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.

_ (1) الباء في (بهم) للتعدية، والباء في (بريح) للسببيّة ولذلك جاز تعليقهما بعامل واحد.. ويجوز أن تكون الباء الثانية للملابسة فالجار والمجرور حال.

جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسيّركم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «كنتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جرين ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم. وجملة: «فرحوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم «1» . وجملة: «جاءتها ريح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جاءهم الموج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «أحيط بهم» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «إن أنجيتنا» لا محلّ لها تفسير لمعنى الفعل دعوا «3» . وجملة: «نكوننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (أنجى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إذا) فجائيّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل

_ (1) أو حال من ضمير (بهم) بتقدير (قد) . (2) أو بدل من جملة ظنّوا بدل اشتمال. (3) لأن دعوا بمعنى قالوا.. ويجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدّر أي قائلين: لئن ...

(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبغون) ، (بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يبغون أي مجانبين للحقّ (الحقّ) مضاف إليه مجرور. (يا) حرف نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (إنّما بغيكم على أنفسكم) مثل إنّما الغيب لله و (كم) مضاف إليه في اللفظين (متاع) مفعول مطلق لفعل محذوف «1» ، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ننبّئ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (كم) ضمير مفعول به (بما كنتم تعملون) مثل بما كانوا يكفرون «2» . وجملة: «أنجاهم ... » في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها. وجملة: «هم يبغون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يبغون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. وجملة: «يأيّها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّما بغيكم على أنفسكم» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (تتمتّعون) متاع..» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .

_ (1) أو مصدر في موضع الحال.. وهو ظرف عند أبي حيّان، والعامل في الحال والظرف هو الاستقرار في الخبر وليس المصدر بغيكم.. وبعضهم أعربه مفعولا لأجله على أن يتعلّق الجار (على أنفسكم) بالمصدر بغيكم، أي: بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الدنيا مذموم. (2) في الآية (4) من هذه السورة. (3) أو حال من ضمير المخاطب. [.....]

الصرف:

وجملة: «إلينا مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «ننبئكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إلينا مرجعكم. وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (عاصف) ، اسم فاعل من عصف يعصف باب ضرب، وهو صفة تطلق على المذكّر والمؤنّث، ويقال أيضا عاصفة، وزنه فاعل. (الموج) ، اسم على وزن المصدر لما ارتفع من الماء على سطحه، وزنه فعل بفتح فسكون، واحدته موجة، جمعه أمواج. (يبغون) ، انظر الآية (83) من سورة آل عمران.. الصرف واحد ولكن المعنى مختلف. البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى: «حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ» التفات من الخطاب إلى الغيبة للإيذان بما لهم من سوء الحال، الموجب للإعراض عنهم كأنه يذكر لغيرهم مساوئ أحوالهم. 2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ» أي أهلكوا ففي الكلام استعارة تبعية، وقيل: إن الإحاطة استعارة لسد مسالك الخلاص، تشبيها له بإحاطة العدو بإنسان، ثم كنى بتلك الاستعارة عن الهلاك، لكونها من روادفها ولوازمها. 3- المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ» معناه: إنما

الفوائد

بغيكم وبال على أنفسكم لأن البغي لا يقع على الأنفس، وإنما هو الوبال. ولما كان البغي هو سببه ذكره على طريق المجاز المرسل والعلاقة السببية. الفوائد الأمور التي يتعدّى بها الفعل القاصر. ورد في هذه الآية قوله تعالى هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ والملاحظ أن الفعل يسيّر قد تعدى إلى مفعول به وأصل الفعل (سار) هو لازم فعند ما أصبح سيّر على وزن فعّل صار متعدّيا. وإتماما للفائدة سنورد الحالات التي يصبح فيها الفعل اللازم متعدّيا وهي: 1- دخول همزة التعدية على أوله، كقوله تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ ورَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ. وقد ينقل المتعدي إلى واحد بالهمزة إلى التعدي لاثنين: نحو «ألبست زيدا ثوبا» ولم ينقل المتعدي إلى اثنين إلى ثلاثة بالهمزة إلا في رأى وعلم مثل: أعلم الجندي القائد الأمر خطيرا. 2- ألف المفاعلة، تقول في جلس زيد ومشى وسار جالست زيدا، وماشيته، وسايرته. 3- صوغه على وزن «فعلت» لإفادة الغلبة، تقول: كرمت زيدا أي غلبته في الكرم. 4- صوغه على وزن: استفعل للطلب أو النسبة إلى الشيء ك «استخرجت المال» و «واستحسنت زيدا» أي طلبت استخراج المال ونسبت الحسن إلى زيد. 5- تضعيف العين: تقول في فرح زيد: فرّحته، ومنه قوله تعالى الوارد في هذه الآية: «هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ» . [سورة يونس (10) : آية 24] إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)

الإعراب:

الإعراب: (إنّما مثل الحياة الدنيا كماء) مثل إنّما الغيب لله «1» ، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلناه) ، (الفاء) عاطفة (اختلط) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلط) ، (نبات) فاعل مرفوع (الأرض) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نبات الأرض (يأكل) فعل مضارع مرفوع (الناس) فاعل مرفوع (الأنعام) معطوف على الناس بالواو مرفوع. (حتّى إذا) مرّ إعرابها «2» ، (أخذت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (الأرض) فاعل مرفوع (زخرف) مفعول به منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ازيّنت) مثل أخذت، والفاعل هي (الواو) عاطفة (ظنّ) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قادرون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر (أتاها) مثل أنجاهم «3» ، (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتى) ، (أو) حرف عطف (نهارا) معطوف على

_ (1) في الآية (4) من هذه السورة. (2) في الآية (22) من هذه السورة. (3) في الآية (23) من هذه السورة.

(ليلا) منصوب ومتعلّق بما تعلّق به المعطوف عليه (الفاء) عاطفة (جعلنا) مثل أنزلنا و (ها) ضمير مفعول به أوّل (حصيدا) مفعول به ثان منصوب (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف (لم) حرف نفي وجزم (تغن) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هي (بالأمس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغن) ، (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نفصّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفصّل) ، (يتفكّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «مثل الحياة.. كماء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلناه» في محلّ جرّ نعت لماء. وجملة: «اختلط به نبات ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلناه. وجملة: «يأكل الناس» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أخذت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ازيّنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذت؟ الأرض. وجملة: «أتاها أمرنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.

الصرف:

وجملة: «كأن لم تغن ... » في محلّ نصب حال من مفعول جعلناها. وجملة: «لم تغن ... » في محلّ رفع خبر كأن. وجملة: «نفصّل الآيات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتفكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (ازّيّنت) ، فيه إبدال التاء زايا وأصله تزيّنت، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت للإدغام، ثمّ جيء بهمزة الوصل تخلّصا من البدء بالساكن، وزنه اتفعّلت. (حصيدا) ، صفة مشتقّة من حصد يحصد باب نصر، وزنه فعيل بمعنى مفعول أي محصودا بمعنى كالمحصود. (تغن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، ففيه ألف محذوفة، وزنه تفع بفتح العين. (الأمس) ، اسم ظرفي دال على الزمن الماضي البعيد وزنه فعل بفتح فسكون.. جمعه آمس بضم الميم وأموس بضم الهمزة والميم وآماس.. والنسبة إليه إمسيّ بكسر الهمزة وسكون الميم على غير القياس. البلاغة 1- التشبيه المركب: في الآية الكريمة وفي قوله تعالى «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ» شبهت الآية حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال، بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطاما بعد ما التف وتكاثف وزين الأرض بخضرته ورفيفه. 2- الاستعارة بالكناية: في قوله تعالى «حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها

الفوائد

وَازَّيَّنَتْ» ففي الكلام استعارة بالكناية، حيث شبهت الأرض بالعروس، وحذف المشبه به، وأقيم المشبه مقامه. وإثبات أخذ الزخرف لها تخييل، وما بعده ترشيح. 3- الاستعارة: في قوله تعالى «فَجَعَلْناها حَصِيداً» استعارة مصرحة. والأصل جعلنا نباتها هالكا. فشبه الهالك بالحصيد، وأقيم اسم المشبه به مقامه، ولا ينافيه تقدير المضاف، كما توهم، لأنه لم يشبه الزرع بالحصيد بل الهالك به. وذهب السكاكي إلى أن في الكلام استعارة بالكناية حيث شبهت الأرض المزخرفة والمزينة بالنبات الناضر المونق الذي ورد عليه ما يزيده ويغنيه وجعل الحصيد تخيلا. الفوائد - التناسق في المعنى: لقد عبرت هذه الآية الكريمة عن سرعة زوال الحياة الدنيا وفنائها، وأنها زخرف خادع، سرعان ما يبهت وينطفئ بريقه، وهناك لفتات في التعبير توحي بهذا المعنى إيحاء شديدا، فقد قال تعالى إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ نحن هنا في التعبير على سرعة زوال الدنيا، لذلك جاء المعنى متناسقا مع هذه الفكرة، ونرى كيف أن النبات هو الذي يسرع ليستقبل ماء السماء مع أن ماء السماء هو الذي يسقط على النبات، وفي هذا قوة في المعنى تمنحه بعدا عميقا، وكذلك يقفز الزمن مراحل سريعة، فسرعان ما تأخذ الأرض زخرفها وتتزين، وسرعان ما يظن أهلها أنهم مقيمون في نعيمها، وسرعان ما يأتيها أمر اللَّه ليلا أو نهارا، فتصبح حصيدا كأن لم تغن بالأمس، تناسق بديع وملاءمة بين المعنى والمبنى تبلغ قمة الكمال! [سورة يونس (10) : آية 25] وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يدعو)

[سورة يونس (10) : الآيات 26 إلى 27]

مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل هو (إلى دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو) ، (السلام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يهدي) مثل يدعو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي اللَّه، والعائد محذوف أي من يشاء اللَّه هدايته (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور. جملة: «اللَّه يدعو ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدعو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يدعو. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة يونس (10) : الآيات 26 الى 27] لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (27) الإعراب: (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أحسنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (زيادة) معطوف على الحسنى مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (يرهق) مضارع مرفوع (وجوه) مفعول به مقدّم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (قتر) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة

لتأكيد النفي (ذلّة) معطوف على قتر مرفوع مثله (أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «للذين أحسنوا الحسنى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يرهق.. قتر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . وجملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك «2» . (الواو) عاطفة (الذين) مبتدأ مبنيّ في محلّ رفع «3» ، (كسبوا) مثل أحسنوا (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جزاء) مبتدأ مرفوع (سيئة) مضاف إليه مجرور (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر جزاء أي مستقرّ، أو مقدّر «4» ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ترهق) مثل يرهق و (هم) ضمير مفعول به (ذلّة) فاعل مرفوع (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من الله)

_ (1) يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة حال عامله الاستقرار الذي تعلّق به الخبر. (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة. (3) أو في محلّ جرّ معطوف على الموصول المتقدّم (للذين) .. أو جزاء هو مبتدأ خبره الموصول المتقدّم عليه بإسقاط الجارّ أي وللذين كسبوا.. جزاء سيّئة فيتعادل التقسيم، والعطف يصبح من عطف الجمل. (4) يجوز أن يتعلق الجارّ بجزاء، والخبر حينئذ محذوف تقديره واقع أو لهم.. وقال ابن كيسان إن الباء زائدة أي جزاء سيّئة مثلها كما جاء في الآية: وجزاء سيّئة سيّئة مثلها.

جارّ ومجرور متعلّق بعاصم (من) حرف جرّ زائد (عاصم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (كأنّما) كافّة ومكفوفة (أغشيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (وجوه) نائب الفاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (قطعا) مفعول به منصوب بتضمين فعل أغشيت معنى ألبست (من الليل) جارّ ومجرور نعت ل (قطعا) (مظلما) ، حال من الليل منصوبة «1» (أولئك.... خالدون) مثل الأولى. وجملة: «الذين كسبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة للذين أحسنوا الحسنى. وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جزاء سيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «ترهقهم ذلّة» في محلّ رفع معطوفة على جملة جزاء سيّئة «2» .. وجملة: ما لهم.. من عاصم» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «كأنّما أغشيت وجوههم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك «5» .

_ (1) والعامل في الحال هو الاستقرار الذي تعلّق به (من الليل) ، أي قطعا مستقرّة وكائنة من الليل في حال إظلامه. (2) يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والاسميّة حال. (3) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين) .. والجملتان بين المبتدأ والخبر معترضتان. (4) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين) والجمل الثلاث بين المبتدأ والخبر معترضة وهو احتمال مردود. (5) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين) والجمل الأربع بين المبتدأ والخبر معترضة وهو احتمال مردود أيضا.

الصرف:

الصرف: (قتر) ، اسم بمعنى الغبار الذي فيه سواد، أو هو الدخان، ومنه غبار القدر، وقد يراد به اللون دون المادة، وزنه فعل بفتحتين، وهو مأخوذ من فعل قتر يقتر باب نصر وباب ضرب وباب فرح. (عاصم) ، اسم فاعل من عصم الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فاعل. (قطعا) ، جمع قطعة، اسم لما يقتطع من الشيء، وزنه فعلة بكسر فسكون، ووزن قطع فعل بكسر ففتح. (مظلما) ، اسم فاعل من أظلم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة يونس (10) : الآيات 28 الى 29] وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (29) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (نحشر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (هم) ضمير مفعول به ويعود إلى الخلق، (جميعا) حال منصوبة من ضمير المفعول (ثمّ) حرف عطف (نقول) مثل نحشر (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (نقول) ، (أشركوا) مثل أحسنوا «1» ، (مكانكم) اسم فعل أمر بمعنى اثبتوا منقول عن الظرف، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنتم «2» ، (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر في اسم الفعل «3» ، والواو) عاطفة (شركاء) معطوف على الضمير

_ (1) في الآية (26) من هذه السورة. [.....] (2) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره الزموا أو لازموا.. أو هو ظرف لفعل محذوف تقديره قفوا. (3) أو توكيد لفاعل الأفعال المقدّرة الواردة في الإعراب المتقدّم.

المستتر تبعة في الرفع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (زيّلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (زيّلنا) ، و (هم) مثل كم الأخير (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (شركاء) فاعل مرفوع و (هم) مثل كم (ما) نافية (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه، (إيّانا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «نحشرهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشرهم. وجملة: «أشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «مكانكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «زيّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال شركاؤهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّلنا ... وجملة: «ما كنتم ... تعبدون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعبدون» في محلّ نصب خبر كنتم. (الفاء) عاطفة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائدة (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) تمييز منصوب «1» ، (بيننا) مثل بينهم متعلّق بشهيد (الواو) عاطفة (بينكم) مثل بينهم ومعطوف على بيننا (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمه ضمير محذوف أي إنّنا (كنّا) مثل كنتم (عن عبادة) جارّ ومجرور متعلّق بغافلين و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة التي تميّز إن

_ (1) أو حال منصوبة.. وانظر الآية (6) من سورة النساء.

الصرف:

المخفّفة من غيرها (غافلين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «كفى بالله ... » في محلّ نصب معطوف على جملة ما كنتم.. تعبدون «1» . وجملة: «إن كنّا ... » لا محلّ لها في حكم العليليّة. وجملة: «كنّا ... غافلين» في محلّ رفع خبر إن المخفّفة. الصرف: (زيّلنا) ، قيل فيه إعلال بالقلب، مجرّده زال يزول، وأصله زيولنا.. فلمّا اجتمعت الياء والواو وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية وزنه فيعلنا.. وقيل إن مجرّدة زال يزيل، يقال زلت الشيء عن مكانه أزيله، وعلى ذلك فليس فيه إعلال، وزنه فعّل بالتضعيف للتكثير لا للتعدية، وهذا هو الأظهر. الفوائد - أسماء الأفعال: ورد في هذه الآية قوله تعالى مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ و (مكانكم) اسم فعل أمر بمعنى «الزموا» . ولعله من المفيد أن نعرض أهم ما يتعلق بأسماء الأفعال. 1- أسماء الأفعال تدل على معنى الفعل وزمنه، لذلك تشبه الفعل كما أنها لا تقبل النواصب والجوازم، وبهذا تشبه الاسم ومن هنا جاءت تسميتها أسماء الأفعال. 2- أسماء الأفعال مبنية حسب حركة آخرها. 3- وتنقسم إلى أقسام: آ- مرتجلة: وهي ما وضعت أصلا في اللغة لهذا الغرض دون غيره. وتنقسم إلى اسم فعل ماض مثل: هيهات. أي بعد، واسم فعل مضارع مثل: أفّ أي أتضجّر واسم فعل أمر مثل: آمين: استجب. ب- منقولة: وهي المنقولة عن ظرف مثل: دونك الكتاب: خذه. ومنقولة عن جار ومجرور مثل إليك عني: ابتعد، ومنقولة عن مصدر مثل:

_ (1) لأن الكلام لا يزال للشركاء الذين اتّخذوا آلهة- بالبناء للمجهول-

[سورة يونس (10) : آية 30]

رويد أخاك: أمهل. بله الشرّ: اترك. ج- قياسية: وتؤخذ من الفعل الثلاثي التام المتصرف على وزن (فعال) مثل: نزال وحذار ولا يأتي من هذا الوزن (فعال) إلا ما يفيد الأمر. ملاحظة: اسم الفعل المنقول الذي تلحقه كاف الخطاب، فإنها تتصرف بحسب المخاطب، إفرادا وتثنية وجمعا، وتذكيرا وتأنيثا. وهي حرف لا محل له من الإعراب. [سورة يونس (10) : آية 30] هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (30) الإعراب: (هنا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة- أي في ذلك الموقف- «1» متعلّق ب (تبلوا) ، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (تبلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الواو (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أسلفت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي كلّ نفس (الواو) عاطفة (ردّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ردّوا) ، (مولى) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (هم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لمولى مجرور (الواو) عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول «2» في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) أو هو مستعار للزمان أي في ذلك اليوم. (2) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت له.

[سورة يونس (10) : آية 31]

جملة: «تبلو كلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسلفت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «ردّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ضلّ عنهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة يونس (10) : آية 31] قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرزق) فعل مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرزق) ، (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله (أم) حرف بمعنى بل وهي المنقطعة للإضراب الانتقاليّ (من يملك) مثل من يرزق (السمع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الأبصار) معطوف على السمع منصوب (الواو) عاطفة (من يخرج الحيّ) مثل من يملك السمع (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (يخرج الميّت من الحيّ) مثل نظيرها المتقدّمة (الواو) عاطفة (من يدبّر الأمر) مثل من يملك السمع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (يقولون) مثل يفترون «1» ، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي الله يفعل كلّ ذلك «2» ، (الفاء)

_ (1) في الآية السابقة (30) . (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الفاعل ذلك الله.

عاطفة (قل) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تتّقون) مثل يفترون «1» . جملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يرزقكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يرزقكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «من يملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول المتقدّم. وجملة: «يملك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «من يخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يخرج ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثالث. وجملة: «يخرج (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج الأولى. وجملة: «من يدبّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يدبّر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الرابع. وجملة: «سيقولون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن سألتموهم ذلك فسيقولون. وجملة: «الله (يفعل ذلك..) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) . وجملة: «أفلا تتّقون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتصرون على الضلال فلا تتقون.

_ (1) في الآية السابقة (30) .

[سورة يونس (10) : آية 32]

[سورة يونس (10) : آية 32] فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الفعّال لهذه الأشياء، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب، و (الميم) حرف لجمع الذكور (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لربّ مرفوع (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وفيه معنى النفي «1» ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحقّ) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (الضلال) بدل من اسم الاستفهام تبعه في الرفع (الفاء) عاطفة (أنّي) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله تصرفون «2» ، (تصرفون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. جملة: «ذلكم الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ماذا بعد الحقّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «3» . وجملة: «أنّى تصرفون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة يونس (10) : آية 33] كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33) الإعراب: (الكاف) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلق

_ (1) يجوز أن يكون (ما) اسم استفهام مبتدأ، وفيه معنى النفي (ذا) اسم موصول خبر (بعد) ظرف متعلّق بالصلة. (2) أو في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تصرفون) . (3) أو هي تعليليّة لمقدّر أي آمنوا فليس بعد الحقّ إلّا.

[سورة يونس (10) : آية 34]

بمحذوف مفعول مطلق عامله حقّت «1» ، (حقّت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الكاف) مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّت) ، (فسقوا) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يؤمنون) في محلّ رفع بدل من (كلمة) «2» . جملة: «حقّت كلمة..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فسقوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر أنّ. [سورة يونس (10) : آية 34] قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هل) حرف استفهام (من شركاء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم و (كم) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول «3» مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل

_ (1) أو الكاف اسم بمعنى مثل مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي حقّت كلمة ربّك حقّا مثل صرف أولئك عن الإيمان. (2) أو في محلّ جرّ بلام التعليل المحذوفة أي: لأنهم لا يؤمنون.. إذا دلت (كلمة ربّك) على عذاب الله. [.....] (3) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعده نعت له.

[سورة يونس (10) : آية 35]

يبدأ و (الهاء) ضمير مفعول به (قل) مثل الأول (الله) مبتدأ مرفوع (يبدأ ... يعيده) مثل الأولى (فأنّى تؤفكون) مثل فأنّى تصرفون «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل من شركائكم من..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبدأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يعيده» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله يبدأ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبدأ الخلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) وجملة: «يعيده ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ. وجملة: «تؤفكون» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الثانية) . [سورة يونس (10) : آية 35] قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) الإعراب: (قل.. يهدي) مثل نظيرها «2» ، (إلى الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) ، (قل الله..) مثل نظيرها «3» ، (للحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) الثاني (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يهدي إلى الحق) كالأولى (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يتّبع) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب..

_ (1) في الآية (32) من هذه السورة. (2، 3) في الآية السابقة (34) .

ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يتّبع) في محلّ جرّ بباء محذوفة والجارّ والمجرور متعلّق بأحقّ أي: أحقّ بأن يتّبع، والمفضّل عليه محذوف أي ممن لا يهدي «1» . (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من لا يهدّي) مثل من يهدي «2» (إلّا) أداة حصر (أن يهدى) مثل أن يتّبع. والمصدر المؤوّل (أن يهدى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (يهدّي) ، أي: لا يهدّي إلّا بأن يهدى «3» . (الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للتوبيخ والإنكار مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من فاعل (تحكمون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل من شركائكم من يهدي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله يهدي ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز أن يكون لفظ (أحقّ) صفة لا تدلّ على التفضيل، وحينئذ لا حاجة لتقدير المفضّل عليه المحذوف. (2) وخبر (من) محذوف تقديره أحق أن يتّبع. (3) يحتمل أن يكون (إلّا) حرف استثناء والاستثناء إمّا منقطع فإلّا بمعنى لكن.. وإمّا متّصل، وهو استثناء من أعمّ الأحوال أي: من لا يهدّي في كلّ حال إلّا في حال أن يهدى.

الصرف:

وجملة: «من يهدي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هل من شركائكم ... وجملة: «يهدي (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «يتّبع» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «من لا يهدّي» في محلّ نصب معطوفة على جملة من يهدي ... وجملة: «لا يهدّي» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: «يهدى (بالبناء للمفعول) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تحكمون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم) «1» . الصرف: (يهدّي) ، فيه قلب التاء دالا وإدغامها مع الدال الثانية، أصله يهتدي، فلمّا أريد إدغام الدالين سكنت الأولى، وقد كانت الهاء قبل ذلك ساكنة، فكسرت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه يفتعل. (يهدي) ، بالبناء للمجهول، فيه إعلال بالقلب، أصله يهدي بفتح الدال وضمّ الياء بالضمّة المقدّرة، فلمّا فتح ما قبل الياء المتحركة في الأصل قلبت ألفا، وزنه يفعل بضمّ الياء وفتح العين. البلاغة مخالفة حروف الجر: وهذا باب ينطوي على السر في مخالفة حروف الجر.

_ (1) يمكن الوقوف على (لكم) .. فالجملة بعدها لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد

وأكثر الناس يضعون هذه الحروف في غير مواضعها، ويجهلون الدقائق الكامنة في وضعها حيث وضعت، وهنا عدّى فعل هدى إلى الحق بإلى مرتين، وفي الثالثة عدّاه باللام، والنحاة يغفلون عن هذا السر ويقولون: إن ما يصح جره بإلى يجوز جره باللام التي تفيد الغاية مثلها، ولا عكسه، فلا يقال في قلت له، قلت إليه، ويقولون: الماء في الكأس لأن في للظرفية، ويجيزون التعدي بالباء لأنها تخلفها في الظرفية. ولا يجوز أن يقال في مررت به: مررت فيه. إذا تقرر هذا نقول، والله أعلم، إن هناك سرا وراء الصورة، فالهداية لما أسندت إليهم وجبت تعديتها بإلى التي تفيد البعد، كأنها ضمنا بعيدة عنهم ولكنها لما أسندت إلى الله تعالى، وجب تعديتها باللام التي تفيد القرب، كأنها من خصائصه وحده، وملك يمينه، وهو المنفرد بها على وجه الديمومة والكمال. الفوائد حلّ لإشكال. ورد في هذه الآية قوله تعالى أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى قد يقول قائل: الأصنام جماد، لا تتصور هدايتها، ولا أن تهدى، فكيف قال: إلا أن يهدى؟ فقد ذكر العلماء في ذلك وجوه: 1- أن معنى الهداية في حق الأصنام الانتقال من مكان إلى مكان، فيكون المعنى أنها لا تنتقل إلا بفعل فاعل، فبيّن سبحانه وتعالى عجز الأصنام. 2- أن ذكر الهداية في حق الأصنام على وجه المجاز، وذلك أن المشركين لما اتخذوا الأصنام آلهة، وأنزلوها منزلة من يسمع ويعقل، عبر عنها بما يعبر به عمّن يسمع ويعقل ويعلم، ووصفها بهذه الصفة وإن كان الأمر ليس كذلك. 3- يحتمل أن يكون المراد من قوله هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ الأصنام، ومن قوله هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ رؤساء الكفر والضلالة، فالله سبحانه تعالى هدى الخلق إلى الدين بما أظهر من الدلائل الدالة على وحدانيته، وأما رؤساء الكفر والضلالة فإنهم لا يقدرون على هداية غيرهم إلا إذا

[سورة يونس (10) : آية 36]

هداهم الله إلى الحق، فكان اتباع دين الله والتمسك بهدايته أولى من اتباع غيره. [سورة يونس (10) : آية 36] وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) حرف ناف (يتّبع) مضارع مرفوع (أكثر) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (ظنّا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه نوعه أي إلّا اتباع الظنّ، ومفعول يتّبع محذوف أي يتّبعون الأصنام اتّباع الظنّ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الظنّ) اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (من الحقّ) جارّ ومجرور حال من (شيئا) - نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي لا يغني إغناء ما لا قليلا ولا كثيرا «1» ، (إنّ الله) مثل إنّ الظنّ (عليم) خبر إنّ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» (يفعلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم. جملة: «يتّبع أكثرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الظنّ لا يغني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا يغني ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو مفعول به إذا ضمن يغني معنى يدفع. (2) أو هو اسم موصول- أو نكرة موصوفة- في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة أو نعت.

[سورة يونس (10) : آية 37]

[سورة يونس (10) : آية 37] وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان له- مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يفتري) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من دون) جارّ ومجرور حال من ضمير نائب الفاعل «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (تصديق) معطوف على خبر كان «2» ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يفتري) في محلّ نصب خبر كان، وهذا المصدر على معنى اسم المفعول أي مفترى. (الواو) عاطفة (تفصيل) معطوف على تصديق منصوب ويأخذ كلّ حالات إعرابه (الكتاب) مضاف إليه مجرور، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بتصديق أو

_ (1) أو متعلّق ب (يفتري) . (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.. أو مفعول لأجله عامله مقدّر أي أنزل للتصديق.

الصرف:

بتفصيل ويكون من باب التنازع «1» ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «ما كان هذا القرآن..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفتري ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ نصب حال من الكتاب «2» . الصرف: (يفتري) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يفتري بضمّ الياء الأولى وإثبات ياء أخيرة، ويعامل معاملة يهدى «3» . (تصديق) ، مصدر قياسيّ لفعل صدّق الرباعيّ، وزنه تفعيل. [سورة يونس (10) : آية 38] أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (38) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل للإضراب الانتقاليّ (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (افترى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بسورة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) (مثل) نعت لسورة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ادعوا) مثل ائتوا (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (استطعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (من دون الله) مرّ إعرابها «4» متعلّق بحال

_ (1) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور حالا من الكتاب. (2) صح مجيء الحال من المضاف إليه لأن المضاف عامل في المعنى في المضاف إليه، ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة، كما يجوز أن تكون اعتراضيّة بين عامل ومعمول إذا علّق (من ربّ) بتفصيل. (3) في الآية (35) من هذه السورة. [.....] (4) في الآية (38) السابقة.

الصرف:

من الموصول (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افتراه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم صادقين فأتوا. وجملة: «ادعوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ائتوا. وجملة: «استطعتم....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها صلة استئنافيّة «1» .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه المذكور أي إن كنتم صادقين في أنه افتراء فأتوا بسورة مثله. الصرف: (فأتوا) ، حذفت همزة الوصل لدخول الفاء على الفعل، أصله ائتوا، فلمّا دخلت الفاء حذفت همزة الوصل وكتبت الهمزة الثانية على ألف «2» [سورة يونس (10) : آية 39] بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) الإعراب: (بل) حرف إضراب (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ

_ (1) أو تفسير للشرط المقدّر المتقدّم. (2) أنظر الآية (23) من سورة البقرة.

جرّ متعلّق ب (كذّبوا) ، (لم) حرف نفي وجزم (يحيطوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بعلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحيطوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (لمّا) مثل لم (يأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به (تأويل) فاعل مرفوع و (الهاء) مثل الأخير (الكاف) حرف جرّ (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مطلق عامله كذّب.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (كذّب) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول، و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (عاقبة) اسم كان مرفوع (الظالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يحيطوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتهم تأويله» في محلّ نصب حال من فاعل يحيطوا «1» . وجملة: «كذّب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي تنبّه فانظر «2» . «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به عامله انظر المعلّق بالاستفهام كيف.

_ (1) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (2) أو هي معطوفة على جملة كذّب الذين.. لأنها إنشائيّة لفظا خبريّة معنى، ومعناها: أهلكناهم.

البلاغة

البلاغة - ل «لما» في قوله تعالى «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» سرّ عجيب، أفاد الكلام معنى، لم يكن ليتأتى لولا دخولها، لأنها تفيد التوقع بعد نفي الإحاطة بعلمه، فقد أفادت الأمور التالية: 1- أنهم كذبوا به على البديهة قبل التدبر ومعرفة التأويل. 2- تقليدا للآباء. 3- كان التكذيب قبل الإحاطة بعلمه ربما يوهم عذرا ما للكذب، فجاءت كلمة لما مشعرة بأنهم قد أحاطوا بعلمه حتى تنحسم أعذارهم ويتحقق شقائهم. [سورة يونس (10) : الآيات 40 الى 41] وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر محذوف «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (منهم من لا يؤمن به) مثل نظيرها المثبتة (الواو) استئنافيّة (ربّ) مبتدأ (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (أعلم) خبر مرفوع (بالمفسدين) جارّ ومجرور متعلّق بأعلم، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «منهم من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمن به» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «منهم من لا يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يؤمن به» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

_ (1) أو متعلّق بنعت لخبر محذوف أي بعض منهم.

وجملة: «ربّك أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كذّبوا) فعل ماض مبني على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (عمل) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكم عملكم) مثل لي عملي، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بريئون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» (أعمل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو) عاطفة (أنا بريء مما تعملون) مثل نظيرها المتقدّمة.. و (تعملون) مضارع مرفوع وفاعله. وجملة: «كذّبوك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يؤمن ... وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لي عملي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لكم عملكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أنتم بريئون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول.

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين متعاطفين. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.

الصرف:

وجملة: «أنا بريء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنتم بريئون. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. الصرف: (أعلم) ، صفة جاءت على وزن التفضيل ولم يقصد به التفضيل بل قصد به الوصف أي عالم وزنه أفعل (بريئون) ، جمع بريء.. انظر الآية (112) من سورة النساء. [سورة يونس (10) : الآيات 42 الى 43] وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (43) الإعراب: (الواو) عاطفة (منهم من) مرّ إعرابها «1» ، (يستمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستمعون) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تسمع) مضارع مرفوع، والفاعل أنت ضمير مستتر (الصمّ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (لا) نافية (يعقلون) مثل يستمعون. جملة: «منهم من ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق. وجملة: «يستمعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنت تسمع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسمع الصمّ» في محلّ رفع خبر أنت.

_ (1) في الآية (40) من السورة.

البلاغة

وجملة: «كانوا لا يعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت تسمع. وجملة: «لا يعقلون» في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فأنت لا تسمع الصمّ. (الواو) عاطفة (منهم من ينظر إليك) مثل منهم من يؤمن به «1» ، (أفأنت تهدي.. لا يبصرون) مثل نظيرها المتقدّمة. وجملة: «منهم من ينظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يستمعون. وجملة: «ينظر إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنت تهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تهدي العمي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) . وجملة: «كانوا لا يبصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت تهدي. وجملة: «لا يبصرون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ» إلى آخر الآية استعارة تمثيلية، فقد شبههم في عدم الاهتداء بالصم والعمي، بل هم أعظم، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، ولأن الأصم العاقل ربما استعان بالفراسة على الاستدلال، والأعمى الذي له في قلبه بصيرة قد يحدس ويتظنّن. وقد جاء المشبه به مركبا لأن المشبه مركب أيضا.

_ (1) في الآية (40) من هذه السورة.

[سورة يونس (10) : آية 44]

[سورة يونس (10) : آية 44] إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) الإعراب: (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يظلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (الواو) عاطفة (لكنّ) مثل إنّ وللاستدراك (الناس) اسم لكنّ منصوب (أنفس) مفعول به مقدّم «1» منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «إنّ اللَّه لا يظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يظلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لكنّ الناس.. يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يظلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ. [سورة يونس (10) : الآيات 45 الى 48] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (45) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب

_ (1) أو توكيد معنوي للناس منصوب مثله.

(يتعارفون) الآتي «1» ، (يحشر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي اللَّه (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف تقديره هم (لم) حرف نفي وجزم (يلبثوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (من النهار) جارّ ومجرور نعت لساعة (يتعارفون) مثل يظلمون «2» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يتعارفون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (خسر) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، (اللَّه) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) حرف ناف (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (مهتدين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يحشرهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كأن لم يلبثوا ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب. وجملة: «لم يلبثوا ... » في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة. وجملة: «يتعارفون» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «خسر الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما كانوا مهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة خسر الذين..

_ (1) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر لهم أو أنذرهم. (2) في الآية (44) من السورة. (3) إذا تعلّق (يوم) بالفعل المحذوف، فالجملة هنا حال مقارنة أو مقدّرة. [.....]

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نرينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. والنون للتوكيد و (الكاف) ضمير مفعول به (بعض) مفعول به ثان منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (نعد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (هم) ضمير مفعول به (أو) حرف عطف (نتوفّينّك) مثل نرينّك (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر و (هم) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شهيد) خبر مرفوع (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (يفعلون) مثل يظلمون «2» . والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بشهيد. وجملة: «نرينّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتعارفون «3» . وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «نتوفّينّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك. وجملة: «إلينا مرجعهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «اللَّه شهيد» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (الواو) عاطفة (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (أمّة) مضاف إليه مجرور (رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن

_ (1) أو هو اسم موصول، والجملة صلة، والعائد محذوف أي يفعلونه. (2) في الآية (44) من هذه السورة. (3) أو على جملة (اذكر ... أو أنذر) المقدّرة إذا كانت جملة يتعارفون حالا.

المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قضي) ، (جاء) فعل ماض (رسول) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل محذوف تقديره القضاء (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قضي) ، و (هم) مثل الأخير (بالقسط) جارّ ومجرور حال من نائب الفاعل «1» ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. جملة: «لكلّ أمّة رسول» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم. وجملة: «جاء رسولهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قضي بينهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال مؤكّدة. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر محذوف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (الوعد) بدل من ذا- أو عطف بيان- مرفوع (إنّ) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و (تم) اسم كان، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكلّ أمّة رسول. وجملة: «متى هذا الوعد..» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو متعلّق بفعل قضي.

الفوائد

وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فمتى يحلّ العذاب. الفوائد توكيد المضارع بالنون ورد في هذه الآية الكريمة توكيد الفعل المضارع بنون التوكيد الثقلية في قوله تعالى وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ وسنوضح فيما يلي قاعدة توكيد الفعل المضارع. 1- يجب توكيد المضارع إذا وقع جوابا للقسم، دالا على الاستقبال غير منفي، وغير مفصول عن لام القسم بفاصل كقوله تعالى: فو ربك لنحشرنّهم والشياطين. 2- يجوز توكيد المضارع في الحالات التالية: آ- بعد إن الشرطية المدغمة بما الزائدة كما مر في الآية ب- بعد (لا) الناهية مثل: لا تصاحبنّ الأشرار. ج- بعد الاستفهام مثل: هل تكرمنّ الضيف ملاحظة: 1- إذا اتصل المضارع بنون التوكيد بني على الفتح. 2- نون التوكيد نوعان ثقيلة وهي المشدّدة، وخفيفة وهي الساكنة، واجتمع ذلك في قوله تعالى لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ [سورة يونس (10) : آية 49] قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لا) حرف ناف (أملك) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (لنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أملك) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه (ضرّا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على المفعول منصوب مثله، (إلّا) أداة

البلاغة

استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل «1» ، (شاء) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكلّ أمّة أجل) مثل لكلّ أمّة رسول «2» ، (إذا جاء أجلهم) مثل إذا جاء رسولهم «3» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (يستأخرون) مثل يقولون «4» ، (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يستأخرون) ، (الواو) عاطفة (لا يستقدمون) مثل لا يستأخرون. جملة: «قل ... » استئنّاف بيانيّ لا محلّ لها. وجملة: «لا أملك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «شاء اللَّه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لكلّ أمّة أجل..» لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «جاء أجلهم..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يستأخرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يستقدمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ» كناية عن كونه له حد معين وأجل مضروب لا يتعداه، بقطع النظر عن التقدم والتأخر كقول الحماسي:

_ (1) هو منقطع على رأي الزمخشريّ أي لكن ما شاء الله من ذلك كائن فكيف أملك لكم الضرر ولكلّ أمّة أجل.. وهو متّصل على رأي ابن حيّان أي إلا ما شاء الله أن أملكه وأقدر عليه. (2، 3) في الآية (47) من هذه السورة. (4) في الآية السابقة (48) .

[سورة يونس (10) : آية 50]

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متقدم عنه ولا متأخر فإنه أراد حبسني الهوى في موضع تستقرين فيه فألزمه ولا أفارقه وأنا معك مقيمة وظاعنة لا أعدل عنك ولا أميل إلى سواك. [سورة يونس (10) : آية 50] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (الهمزة) للاستفهام (رأيتم) فعل ماض وفاعله- بمعنى أخبروني «2» - (إن) حرف شرط جازم (أتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (بياتا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتاكم) ، (أو) حرف عطف (نهارا) معطوف على الظرف منصوب، متعلّق بما تعلّق به الأول (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «3» (يستعجل) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من المفعول المحذوف أي: يستعجله منه (المجرمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية السابقة (49) . (2) قال الحوفيّ الرؤية من رؤية القلب التي بمعنى العلم لأنها داخلة على جملة الاستفهام التي بمعنى التقرير، ففعل الرؤية على رأي الحوفي باق على معناه لا يتضمّن معنى أخبروني، وجملة الاستفهام سدّت مسدّ المفعولين. (3) أعرب (ماذا) مبتدأ ولم يعرب مفعولا به لأن المفعول ضمير يعود على العذاب أي: يستعجله منه المجرمون.. هذا وقد أجاز أبو حيّان أن يكون (ماذا) مفعولا به، كأنه قيل: أيّ شيء يستعجله من العذاب المجرمون، وهو اختياره.

[سورة يونس (10) : آية 51]

وجملة: «أتاكم عذابه» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن أتاكم عذاب الله فأخبروني عنه ماذا يستعجل منه المجرمون «1» . وجملة: «ماذا يستعجل ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أرأيتم «2» . وجملة: «يستعجل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ماذا) . [سورة يونس (10) : آية 51] أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ النصب متعلّق- (آمنتم) ، (ما) زائدة (وقع) فعل ماض، والفاعل هو أي العذاب (آمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنتم) ، والضمير يعود على الله (الهمزة) للاستفهام (الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف تقديره تؤمنون (الواو)

_ (1) انظر مزيدا من الشرح والإعراب حول هذا التعبير في الآية (40) من سورة الأنعام.. ويجوز أن يكون الجواب المقدّر دلّ عليه مضمون الاستفهام الآتي أي: فماذا يستعجل المجرمون، أو استعجلتموه. (2) أمّا المفعول الأول فمحذوف على رأي أبي حيّان ولم يضمر لأن الإضمار مختصّ بالشعر أو قليل في الكلام، وهو ضمير مستتر وجوبا يعود على كلمة (عذابه) على رأي غير أبي حيّان، والكلام من باب التنازع بين الفعلين (رأيتم) و (أتاكم) ، فأعمل الثاني إذ هو المختار على مذهب البصريين وهو الذي ورد به السماع أكثر من إعمال الأول، فلمّا أعمل الثاني حذف ولم يضمر على رأي أبي حيّان، والمعنى: قل لهم يا محمّد أخبروني عن عذاب الله إن أتاكم أي شيء تستعجلون منه، أو أضمر على رأي آخر.

الصرف:

حاليّة (قد) حرف تحقيق (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان (به) مثل الأول متعلّق (تستعجلون) بتضمينه معنى تكذبون (تستعجلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أرأيتم «1» . وجملة: «وقع ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنتم به ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «الآن (تؤمنون) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم به تستعجلون» في محلّ نصب حال من فاعل تؤمنون. وجملة: «تستعجلون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (الآن) ، أدغمت همزة الاستفهام مع همزة الوصل في (ال) التعريف بألف واحدة فوقها مدّة، وكذا شأن كلّ همزة وصل في (ال) التعريف إذا سبقت بهمزة. قيل هذا الادغام واجب وقيل هو جائز بحذف همزة الوصل أصلا وبقاء همزة الاستفهام، وقد وقع من هذا القبيل ستة مواضع في القرآن أدغم فيها الألفان.. اثنان في الأنعام وهما (الذكرين) «2» مرّتين، وثلاثة في هذه السورة هي (الآن) هنا «3» ، ولفظ (الله) «4» ، ولفظ (الله) في سورة النمل «5» .

_ (1) في الآية السابقة (50) . (2) في الآية (143) و (144) . [.....] (3) وفي الآية (91) . (4) في الآية (60) من هذه السورة. (5) في الآية (59) .

[سورة يونس (10) : آية 52]

[سورة يونس (10) : آية 52] ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الخلد) مضاف إليه مجرور (هل) حرف استفهام في معنى النفي (تجزون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (كنتم) مثل المتقدّم «1» (تكسبون) مثل تستعجلون «2» . والمصدر المؤوّل (ما كنتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل تجزون «3» . جملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الآن (تؤمنون) «4» . وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل. وجملة: «تجزون ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «كنتم تكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تكسبون» في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1، 2) في الآية السابقة (51) . (3) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول، والجملة صلة، والعائد محذوف. (4) في الآية السابقة (51) .. أو في محلّ نصب معطوفة على الجملة ذاتها إذا كانت مقول القول لقول محذوف.

البلاغة

البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ» أي المؤلم على الدوام. [سورة يونس (10) : آية 53] وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يستنبئون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (حقّ) خبر مقدم مرفوع «1» ، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إي) حرف جواب (الواو) واو القسم (ربّ) مجرور بالواو وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره متعلّق بفعل أقسم المقدّر و (الياء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) لام القسم «2» ، (حقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «يستنبئونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حقّ هو» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يستنبئون المعلّق بالاستفهام. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (أقسم) بربّي..» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو مبتدأ معتمد على استفهام، و (هو) فاعل للمصدر سدّ مسدّ الخبر. (2) وهي اللام المزحلقة في غير القسم.

الفوائد

وجملة: «إنّه لحقّ» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «ما أنتم بمعجزين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم الفوائد - إي بالكسر والسكون: ورد في هذه الآية قوله تعالى قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ف (إي) هي حرف جواب. وسنبين ما أورده ابن هشام عنها: هي حرف جواب بمعنى (نعم) فيكون لتصديق المخبر، ولإعلام المستخبر، ولوعد الطالب، فتقع بعد: قام زيد، وهل قام زيد، واضرب زيدا ونحو هنّ، كما تقع نعم بعدهن، وزعم ابن الحاجب أنها تقع بعد الاستفهام كقوله تعالى وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ولا تقع عند الجميع إلا قبل القسم كما في الآية «إِي وَرَبِّي» [سورة يونس (10) : آية 54] وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (لكلّ) جارّ ومجرور خبر مقدّم (نفس) مضاف إليه مجرور (ظلمت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي كلّ نفس (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ مؤخّر (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما. والمصدر المؤوّل (أنّ لكلّ ... ما في الأرض) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي ثبت وجود..

[سورة يونس (10) : آية 55]

(اللام) واقعة في جواب لو (افتدت) مثل ظلمت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدت) ، (الواو) عاطفة (أسرّوا) فعل ماض وفاعله (الندامة) مفعول به منصوب (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (قضي ... لا يظلمون) مرّ إعرابها «1» . جملة: « (ثبت) امتلاك ما في الأرض» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظلمت ... » في محلّ جرّ نعت لنفس. وجملة: «افتدت» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أسرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «قضي بينهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة يونس (10) : آية 55] أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (55) الإعراب: (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبه بالفعل (لله) جارّ ومجرور

_ (1) في الآية (47) من هذه السورة. (2) أو استئنافيّة إذا كان الإسرار في الآخرة.

[سورة يونس (10) : آية 56]

خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (ألا إنّ) مثل الأولى (وعد) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (حقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ) مثل إنّ (أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «إنّ لله ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ وعد الله حقّ. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ. [سورة يونس (10) : آية 56] هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل هو (الواو) عاطفة (يميت) مثل يحيي (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع والواو نائب الفاعل. جملة: «هو يحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحيي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هو. وجملة: «يميت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة يونس (10) : آية 57]

[سورة يونس (10) : آية 57] يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا- أو عطف بيان- (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (موعظة) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لموعظة «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (شفاء) معطوف على موعظة مرفوع (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشفاء «2» (في الصدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان بحرفي العطف على موعظة مرفوعان، وعلامة الرفع في (هدى) الضمّة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق برحمة وعلامة الجرّ الياء. جملة: «النداء يأيّها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءتكم موعظة ... » لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (شفاء) ، مصدر سماعيّ لفعل شفى يشفي باب ضرب، ثمّ جعل وصفا للمبالغة، أو هو اسم لما يشفي كالدواء، وزنه فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال أو إبدال بقلب حرف العلّة همزة، أصله شفاي، فلمّا تطرّفت الياء بعد ألف ساكنة قلبت همزة.

_ (1) أو متعلّق ب (جاءتكم) إذا كان (من) لابتداء الغاية.. والتركيب مجازيّ. (2) هذا إذا كان (شفاء) اسما بمعنى دواء.. وإذا كان مصدرا فإن (اللام) زائدة للتقوية و (ما) في محلّ نصب مفعول به لشفاء.

الفوائد

الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ نحن هنا بصدد الاسم (هدى) وهو معطوف على موعظة مرفوع مثلها بالضمة المقدرة على الألف المحذوفة لفظا للتنوين ولكنها مثبتة خطا، وقد يتوهم متوهم أن التنوين على الألف حركة إعراب، فهو ليس كذلك وإنما هو دليل على الألف المحذوفة، وبيانا لهذه الناحية نقول: إذا تجرد الاسم المقصور من التعريف بأل، وتجرد من الإضافة، فانه ينون في جميع حالات الإعراب، وتقدر الحركات على ألفه المحذوفة بسبب التنوين، ومعلوم بأن هذه الألف محذوفة لفظا ومثبتة كتابة لكننا في الإعراب نعتبرها محذوفة، أما إذا لم ينون، الاسم المقصور، وذلك في حالة مجيئه مضافا أو معرفا (بأل) فإننا نعربه بحركات مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. [سورة يونس (10) : آية 58] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (بفضل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور بعده أي: يحسن الفرح بمجيء فضل الله «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (بفضل) فهو معطوف عليه و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) زائدة للربط بما قبلها (الباء) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من (فضل الله) بإعادة الجارّ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الفاء) هي الفصيحة لإفادة معنى السببيّة «2» ،

_ (1) وفي الكلام حذف مضاف كما هو ظاهر.. أو متعلّق بفعل جاءتكم موعظة مقدّر بعد قل. (2) من الواضح أن الفاء إذا أفادت معنى السببيّة خرجت عن العطف الصريح، لهذا يصحّ عطف الخبر على الإنشاء بها وبالعكس. [.....]

[سورة يونس (10) : آية 59]

(اللام) لام الأمر (يفرحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (هو) ضمير منفصل مبتدأ (خير) خبر مرفوع «1» ، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ، متعلّق بخير «2» ، (يجمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يحسن الفرح) بفضل الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يفرحوا ... » في محلّ نصب معطوفة مقول القول «3» : أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن جاءهم الفضل والرحمة من الله فليفرحوا.. أو إن فرحوا لشيء فليفرحوا بسبب فضل الله ... وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يجمعون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة يونس (10) : آية 59] قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) الإعراب: (قل أرأيتم) مرّ إعرابها «4» أي أخبروني.. (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل «5» (أنزل) فعل ماض (الله)

_ (1) والضمير المبتدأ يعود على الفرح المفهوم من سياق الآية. (2) والعائد محذوف.. أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جر ب (من) وليس ثمّة عائد. (3) وفي الكلام حذف مضاف كما هو ظاهر.. أو متعلّق بفعل جاءتكم موعظة مقدّر بعد قل. (4) في الآية (50) من هذه السورة. (5) أعربها بعضهم اسم استفهام مفعول به لفعل أنزل، أو مبتدأ على تقدير حذف المفعول أي أنزله، والجملة سدّت مسدّ مفعولي أرأيتم.

الصرف:

فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من رزق) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف (الفاء) عاطفة (جعلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعلتم) «1» ، و (من) للتبعيض (حراما) مفعول به منصوب (حلالا) معطوف بالواو على (حراما) منصوب (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أذن) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) مثل الأول متعلّق ب (أذن) ، (أم) هي المنقطعة بمعنى بل للإضراب الانتقاليّ (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفترون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «جعلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى. وجملة: «الله أذن ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «أذن لكم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تفترون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (حراما) ، مصدر حرم يحرم باب فرح وباب كرم، استعمل صفة للمبالغة وزنه فعال بفتح الفاء.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (جعل) . (2) والمفعول الثاني لفعل أرأيتم محذوف دلّ عليه الكلام المذكور بعده، والتقدير: أرأيتم ما أنزل الله لكم ... من أمركم بهذا التحريم والتحليل؟

البلاغة

البلاغة المجاز: في قوله تعالى «قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ» فاستعمال أنزل فيما ذكر مجاز من اطلاق المسبب على السبب، وجوز أن يكون الإسناد مجازيا بأن أسند الإنزال إلى الرزق لأنه سببه كالمطر منزل. [سورة يونس (10) : آية 60] وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ظنّ) خبر مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفترون) ، (الكذب) مفعول به منصوب «1» ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بظنّ (القيامة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (فضل) مضاف إليه مجرور (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لكنّ) مثل إنّ للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يشكرون) مثل يفترون. جملة: «ما ظنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ الله لذو ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثرهم لا يشكرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الأخيرة.

_ (1) أو هو مفعول مطلق.. انظر الآية (50) من سورة النساء.

[سورة يونس (10) : آية 61]

وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ. [سورة يونس (10) : آية 61] وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (61) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية في المواضع الثلاثة (تكون) مضارع ناقص «1» مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في شأن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (تتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنت (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلو) ، والضمير يعود إلى الله، ومن ابتدائيّة «2» ، (من) حرف جرّ زائد (قرآن) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلا) أداة حصر (كنّا) فعل ماض ناقص مبني على السكون.. و (نا) اسمه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهودا) وهو خبر كنّا منصوب (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (شهودا) ، (تفيضون) مضارع مرفوع والواو فاعل (فيه) مثل منه متعلّق ب (تفيضون) ، (الواو) عاطفة (يعزب) مضارع منفي مرفوع (عن ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعزب) ، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (مثقال) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يعزب (ذرّة) مضاف إليه مجرور (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (مثقال

_ (1) أو تام، والفاعل أنت و (في شأن) متعلّق به. (2) يجوز أن يعود الضمير على الشأن و (من) تعليليّة.. أي تتلو قرآنا من أجل الشأن الذي نزل بك.

الصرف:

ذرّة) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق ب (في الأرض) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي «1» (أصغر) معطوف على مثقال ذرّة لفظا مجرور مثله، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للوصفيّة ووزن أفعل (من) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأصغر.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الواو) عاطفة (لا أكبر) مثل لا أصغر (إلّا) بمعنى لكن للاستثناء المنقطع (في كتاب) جارّ ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي كلّ الأشياء (مبين) نعت لكتاب مجرور. جملة: «ما تكون في شأن..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما تتلو ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا تعملون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كنّا عليكم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «تفيضون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما يعزب.. من مثقال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (هو) في كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (شأن) ، مصدر سماعيّ لفعل شأنت أشأن باب فتح، وهو بمعنى اسم المفعول، وزنه فعل بفتح فسكون. (شهودا) ، جمع شاهد أو شهيد، الأول اسم فاعل، والثاني صفة مشبهة.

_ (1) هي عند الزمخشريّ نافية للجنس اسمها أصغر وخبرها في كتاب و (إلّا) حينئذ أداة حصر وهو توجيه جيّد لوجود قراءة (أصغر) بالرفع على الابتداء.

البلاغة

(أصغر) ، اسم تفضيل من صغر الثلاثيّ، وزنه أفعل. (أكبر) ، اسم تفضيل من كبر الثلاثيّ، وزنه أفعل وانظر الآية (217) من سورة البقرة. البلاغة - في قوله سبحانه وتعالى «وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ» حيث قدمت الأرض على السماء، بخلاف قوله في سورة سبأ «عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ» وحق السماء أن تقدم على الأرض، ولكنه لما ذكر شهادته على شؤون أهل الأرض وأحوالهم وأعمالهم، ووصل بذلك قوله «لا يَعْزُبُ عَنْهُ» لاءم ذلك تقديم الأرض على السماء. [سورة يونس (10) : الآيات 62 الى 64] أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) الإعراب: (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (أولياء) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية مهملة «1» ، (خوف) مبتدأ مرفوع «2» ، (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) يجوز أن تكون عاملة عمل ليس و (خوف) اسم لا و (عليهم) خبرها. (2) جاء نكرة لأنه معتمد على نفي.

جملة: «إنّ أولياء الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لأولياء «1» ، (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (يتّقون) مثل يحزنون. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يتّقون» في محلّ نصب خبر كانوا. (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (البشرى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بالبشرى «2» ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (في الآخرة) مثل في الحياة إعرابا وتعليقا فهو معطوف عليه (لا) نافية للجنس (تبديل) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لكلمات) جارّ ومجرور خبر لا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (هو) ضمير فصل «3» ، (الفوز) خبر اسم

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. أو مبتدأ خبره جملة: لهم البشرى الآتية.. أو خبر ثان ل (إنّ) . [.....] (2) أو متعلّق بمحذوف حال من البشرى، والعامل الاستقرار الذي تعلّق ب (لهم) . (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفوز، والجملة الاسميّة خبر ذلك.

الصرف:

الإشارة مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع. وجملة: «لهم البشرى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تبديل لكلمات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك هو الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تبديل) ، مصدر قياسيّ لفعل بدّل الرباعيّ، وزنه تفعيل. الفوائد - مفهوم الوليّ: اختلف العلماء فيمن يستحق هذا الاسم، فقال ابن عباس: هم الذين يذكر الله لرؤيتهم، وروى الطبري بسنده عن سعيد بن جبير مرسلا قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عن أولياء الله فقال: هم الذين إذا رؤوا ذكر الله. وقال ابن زيد: هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، ولن يتقبل الإيمان إلا بالتقوى، وقال قوم: هم المتحابون في الله، ويدل على ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله. قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. وقال أبو بكر الأصم: أولياء الله هم الذين تولى الله هدايتهم، وتولوا القيام بحق العبودية لله والدعوة إليه. [سورة يونس (10) : آية 65] وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (يحزن) مضارع مجزوم

[سورة يونس (10) : آية 66]

و (الكاف) ضمير مفعول به (قول) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ العزّة) مثل إنّ أولياء» ، (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (جميعا) حال من العزّة «2» منصوبة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (السميع) خبر مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «لا يحزنك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ العزّة لله» لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة «3» . وجملة: «هو السميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. [سورة يونس (10) : آية 66] أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (66) الإعراب: (ألا إنّ) مرّ إعرابها «4» ، (لله) جارّ ومجرور خبر إنّ مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (الواو) عاطفة (من في الأرض) مثل من في السموات ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (ما) نافية «5» ، (يتّبع)

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) أجاز الجمل في حاشيته أن يكون توكيدا للعزّة، ولم يؤنث لفظ (جميعا) لأنه على وزن فعيل يستوي فيه التذكير والتأنيث. (3) مقول القول محذوف أي: لست مرسلا، أو غيره. (4) في الآية (62) من هذه السورة. (5) أي إنّ الذين جعلوهم آلهة وأشركوهم مع الله في الربوبيّة ليسوا شركاء حقيقة إذ الشركة في الألوهية مستحيلة وإن كانوا أطلقوا عليهم اسم شركاء. ويجوز أن يكون (ما) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله يتّبع.. وشركاء مفعول يدعون أي: وأيّ شيء يتّبع أولئك الذين يدعون مع الله إلها آخر، إنّهم لا يتّبعون شيئا.. وأجاز الزمخشريّ أن يكون (ما) اسم موصول في محلّ نصب

الفوائد

مضارع مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من شركاء، أو من المفعول المحذوف ل (يدعون) أي أصناما أو آلهة، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (شركاء) مفعول به ل (يدعون) «1» منصوب (إن) نافية (يتّبعون) مثل يدعون (إلّا) أداة حصر (الظنّ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إن) مثل الأولى (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) مثل الأولى (يخرصون) مثل يدعون. جملة: «إنّ لله من في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يتّبع الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إن يتّبعون إلّا الظنّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إن هم إلّا يخرصون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتّبعون ... وجملة: «يخرصون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الفوائد - إن النافية: وردت في هذه الآية إن النافية في قوله تعالى وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ أي

_ معطوف على اسم إنّ أي ولله الشركاء الذين يتّبعهم الذين يدعون من دون الله.. وأجاز غيره أن يكون (ما) موصولا في محلّ رفع مبتدأ والخبر محذوف أي: الذي يتّبعه هؤلاء.. باطل. (1) أو مفعول به لفعل يتّبع، ومفعول يدعون محذوف تقديره آلهة. (2) أو هي استئنافيّة إن أعرب (ما) اسم استفهام.. وهي صلة (ما) إن أعرب اسم موصول.

[سورة يونس (10) : آية 67]

وما هم إلا يخرصون. وسنوضح ما يتعلق بها. (إن) النافية تدخل على الجملة الاسمية كقوله تعالى إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ أي وما أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به، فحذف المبتدأ وبقيت صفته. كما أنها تدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً. وقول بعضهم: لا تأتي إن النافية إلا وبعدها إلا كهذه الآيات، أو لمّا المشددة التي بمعناها كقوله تعالى إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ. هذا القول مردود بدليل قوله تعالى إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ ولقد اجتمعت الشرطية والنافية في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ أي ولئن زالتا ما أمسكهما من أحد من بعده. وجمهور النحاة على أنها مهملة وهذا قول سيبويه والفراء وأجاز الكسائي والمبرّد إعمالها عمل ليس، وسمع من أهل العالية إعمالها عمل ليس في قولهم: «إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية» . [سورة يونس (10) : آية 67] هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل) ، و (اللام) للتمليك (الليل) مفعول به منصوب (اللام) لام التعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) «1» .

_ (1) جعل بمعنى خلق ولهذا اكتفى بالمفعول الواحد.. أمّا (مبصرا) فهو حال، وقد يكون مفعولا ثانيا إذا كان الفعل بمعنى صير، والمفعول الثاني ل (جعل) الأول محذوف أي: جعل الليل مظلما.

الصرف:

(الواو) عاطفة (النهار) مفعول به لفعل محذوف دلّ عليه ما قبله أي: جعل النهار.. (مبصرا) حال «1» منصوبة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (لآيات) لام الابتداء للتوكيد، واسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور نعت لآيات (يسمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل لكم الليل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: « (جعل) النهار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يسمعون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (مبصرا) ، اسم فاعل من أبصر الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة المجاز العقلي: في قوله تعالى «وَالنَّهارَ مُبْصِراً» اسناد الأبصار إلى النهار مجازي كالذي في قول جرير: لقد لمتنا يا أم غيلان في السّرى ... ونمت وما ليل المطيّ بنائم وقولهم:- نهاره صائم-

_ (1) انظر الحاشية (1) في الصفحة السابقة.

[سورة يونس (10) : آية 68]

[سورة يونس (10) : آية 68] قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (68) الإعراب: (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (اتّخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ولدا) مفعول به منصوب «1» ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الغنيّ) خبر مرفوع (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات ومعطوف عليه (إن) حرف ناف (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (كم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائدة (سلطان) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الباء) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لسلطان (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولون) بتضمينه معنى تفترون (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف «2» ، (لا) نافية (تعلمون) مثل تقولون. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذ الله ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) تعدى الفعل بمفعول واحد لأنه ضمّن معنى تبنّى. (2) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، والجملة صفة. [.....]

[سورة يونس (10) : آية 69]

وجملة: (نسبح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «هو الغنيّ..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «له ما في السموات..» لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليليّة. وجملة: «إن عندكم من سلطان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقولون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة يونس (10) : آية 69] قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (69) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يفترون) مثل تقولون «1» ، (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفترون) ، (الكذب) مفعول به منصوب «2» ، (لا يفلحون) مثل لا تعلمون «3» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الذين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يفلحون» في محل رفع خبر إنّ. [سورة يونس (10) : آية 70] مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (70) الإعراب: (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة

_ (1، 3) في الآية السابقة (68) . (2) انظر الآيات (50) من سورة النساء و (103) من سورة المائدة و (60) من هذه السورة.

[سورة يونس (10) : الآيات 71 إلى 76]

على الألف (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) مثل الأول (نذيق) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (العذاب) مفعول به ثان منصوب (الشديد) نعت للعذاب منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نذيق) أي بسبب كفرهم. جملة: « (ذاك) متاع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إلينا مرجعهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «نذيقهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة يونس (10) : الآيات 71 الى 76] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اتل) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اتل) ، (نبأ) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بنبإ (قال) فعل ماض والفاعل هو (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره، و (الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير الشأن «1» ، (كبر) مثل قال (عليكم) مثل عليهم متعلّق ب (كبر) (مقامي) فاعل كبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تذكيري) مثل مقامي ومعطوف عليه (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بتذكيري (الله) لفظ

_ (1) أو ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود إلى (مقامي) لأن في الكلام تنازعا بين فعلي (كان، كبر) هذا وقد يكون الفعل (كان) زائدا للتزيين لا يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي، وعلى هذا فإن (كبر) هو فعل الشرط.

الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكلّت) وهو فعل ماض وفاعله (الفاء) عاطفة (أجمعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف النون والواو فاعل (أمر) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (شركاء) معطوف على أمر منصوب مثله «1» ، و (كم) مثل الأول (ثمّ) حرف عطف (لا) ناهية جازمة (يكن) مضارع ناقص مجزوم (أمر) اسم يكن مرفوع و (كم) مثل الأول (عليكم) مثل عليهم متعلّق ب (غمّة) وهو خبر يكن منصوب (ثمّ) مثل الأول (اقضوا) مثل أجمعوا (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اقضوا) ، (الواو) عاطفة (لا) مثل الأول (تنظروا) مضارع مجزوم بلا وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به. جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كان ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كبر عليكم مقامي» في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «على الله توكّلت» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط «2» . وجملة: «أجمعوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) وهو على حذف مضاف أي أمر شركائكم.. وأجاز بعضهم- أبو عليّ الفارسيّ وتبعه ابن هشام- نصبه على أنه مفعول معه عامله أجمعوا أي: أجمعوا أمركم مع شركائكم. (2) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة برغم دخول الفاء، وجواب الشرط جملة أجمعوا لأن توكّل نوح لا يتوقّف على الشرط.

وجملة: «لا يكن أمركم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أجمعوا ... وجملة: «اقضوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا يكن أمركم. وجملة: «لا تنظرون» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا يكن أمركم. (الفاء) عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن كان.. و (تم) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (سألت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان (إن) حرف ناف (أجري) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (على الله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (التاء) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ (أكون) مضارع ناقص منصوب.. واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المسلمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون، وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ نصب مفعول به لفعل أمرت أي: أمرت كوني مسلما «1» . وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء السابق. وجملة: «ما سألتكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو هو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أمرت) ، أي: أمرت بأن أكون....

وجملة: «إن أجري إلّا على الله» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أمرت ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليلية. وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) (الفاء) عاطفة في الموضعين (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (نجّينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (الهاء) مثل الأول (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (نجيّناه) ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الهاء) ضمير مضاف إليه (في الفلك) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الصلة «1» ، (الواو) حاليّة (جعلناهم) مثل نجيّناه (خلائف) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل نجيّنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (كذّبوا) مثل الأول (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت «2» ، (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان مقدّم، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (عاقبة) اسم كان مرفوع (المنذرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «كذّبوه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال في قوله، إذ قال. وجملة: «نجيّناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كذّبوه. وجملة: «جعلناهم..» في محلّ نصب حال من الموصول بتقديره قد. وجملة: «أغرقنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجيّنا.

_ (1) يجوز أن يتعلق ب (نجيّناه) ، أي وقع الإنجاء في هذا المكان. (2) يجوز أن يكون الخطاب للرسول أو للمستمع.

وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنظر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيت قصة قوم نوح فانظر ... وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف. (ثمّ) حرف عطف (بعثنا) مثل نجّينا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) ، و (الهاء) مضاف إليه (رسلا) مفعول به منصوب (إلى قومهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) .. و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (جاؤوا) مثل كذّبوا و (هم) ضمير مفعول به (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءوهم) «1» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ ... والواو اسم كان (اللام) لام الجحود- أو الإنكار- (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا) ، (كذّبوا) مثل الأول (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّبوا) ، (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّبوا) «2» . والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا. أي ما كانوا مؤهّلين للإيمان. (الكاف) حرف جر (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نطبع.. و (اللام) لبعد، و (الكاف) للخطاب (نطبع) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على قلوب) جارّ ومجرور

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل (جاؤوا) ، أي متلبّسين بالبيّنات. (2) أي من قبل بعث الرسل إليهم، وبعد أن جاءهم الرسل بالبيّنات.

متعلّق ب (نطبع) ، (المعتدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «بعثنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أغرقنا ... وجملة: «جاءوهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثنا. وجملة: «ما كانوا ليؤمنوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوهم. وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كذّبوا به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «نطبع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (ثمّ بعثنا من بعدهم موسى) مثل ثمّ بعثنا من بعده رسلا.. وعلامة النصب في موسى الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (هارون) معطوف على موسى منصوب (إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (ملئه) معطوف على فرعون مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (بآياتنا) مثل السابق متعلّق ب (بعثنا) (الفاء) عاطفة (استكبروا) مثل كذّبوا (الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (قوما) خبر كان منصوب (مجرمين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «بعثنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ما كانوا ليؤمنوا. وجملة: «استكبروا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثنا. وجملة: «كانوا قوما ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استكبروا. (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط مبنيّ في

الصرف:

محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) ، (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل كذّبوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (سحر) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لسحر مرفوع. وجملة: «جاءهم الحقّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ هذا لسحر ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (تذكير) ، مصدر قياسيّ لفعل ذكّر الرباعيّ، وزنه تفعيل بزيادة التاء على الماضي وتخفيف الكاف وإضافة ياء قبل الآخر. (غمّة) ، الاسم من غمّ عليه الأمر بالبناء للمجهول بمعنى خفي واستعجم، واستعمل استعمال الصفة المشتقة بمعنى خفيّ ومبهم. وزنه فعلة بضمّ فسكون. (المنذرين) ، جمع المنذر- بفتح الذال- اسم مفعول من أنذر الرباعيّ المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة 1- الكناية الإيمائية: في قوله تعالى «يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي» أي نفسي، على أنه في الأصل اسم مكان وأريد منه النفس بطريق الكناية الإيمائية كما يقال: المجلس السامي. 2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ» . أي أدوا إلي ذلك الأمر الذي تريدون ولا تمهلوني، على أن القضاء من قضى دينه إذا أداه، وفيه استعارة مكنية، والقضاء تخييل، شبه الأمر المحذوف

الفوائد

بالدين ثم حذف المشبه به وأخذ شيئا من خصائصه وهو القضاء. الفوائد 1- ورد في هذه الآية قوله تعالى فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ورد خلاف بين النحويين في إعراب (وَشُرَكاءَكُمْ) وسنورد أوجه الإعراب كما أوردها ابن هشام فقال: وشركاءكم بالنصب فتحتمل الواو أن تكون عاطفة مفردا على مفرد بتقدير مضاف أي وأمر شركاءكم، أو جملة على جملة بتقدير فعل أي واجمعوا شركاءكم باعتبار أن همزة الفعل المقدرة همزة وصل. وموجب التقدير بالوجهين أن أجمع يستعمل للمعاني كقولك: أجمعوا على قول كذا. بخلاف جمع فإنه مشترك بين الذوات والمعاني بدليل قوله تعالى فَجَمَعَ كَيْدَهُ الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ وهناك قراءة برفع الشركاء عطفا على واو الجماعة في (أجمعوا) . وأورد أبو البقاء العكبري، وجها آخر باعتبار الواو للمعية و (شركاءكم) مفعول معه. 2- موافقة المبنى للمعنى: ورد في هذه الآية موقف نوح عليه الصلاة والسلام من قومه وكلنا يعلم بأنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الخير والهدى ولكنه لم يجد منهم إلا الصدود والإعراض لذلك كان خطابه لهم في هذه الآية يعكس موقفه النفسي منهم بعد أن استيأس وعلم أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن لذا كانت الآية بنفسها المديد وحروف العطف المتتالية وجملها الطويلة تعكس ضجره عليه الصلاة والسلام منهم وبهذا يتوافق المعنى والمبنى ويعكسان الحالة النفسية بأبلغ عبارة وأورع بيان. [سورة يونس (10) : آية 77] قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) الإعراب: (قال موسى) فعل وفاعل وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة

الصرف:

على الألف (الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخيّ (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (للحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولون) «1» ، (لمّا جاءكم) مثل لمّا جاءهم «2» ، ومقول القول محذوف تقديره: إنّه لسحر (الهمزة) مثل الأولى (سحر) خبر مقدّم مرفوع (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (الواو) حاليّة (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الساحرون) فاعل مرفوع والواو علامة الرفع. جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقولون ... » في محلّ نصب مقول القول «3» . وجملة: «جاءكم ... » في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها «4» . وجملة: «أسحر هذا» لا محلّ لها استئنافيّة داخلة في حيّز القول الأول. وجملة: «لا يفلح الساحرون» في محلّ نصب حال من ضمير المخاطبين والرابط الواو. الصرف: (الساحرون) ، جمع الساحر، اسم فاعل من سحر الثلاثيّ وزنه فاعل. الفوائد - حذف المفعول: ورد في هذه الآية قوله تعالى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا يقول أبو البقاء العكبري في مفعول (أتقولون) بأنه محذوف، أي أتقولون له هو سحر فجملة هو سحر المقدرة في محل نصب مفعول به للفعل أتقولون، هذا وقد عقد ابن

_ (1) أي في شأن الحقّ ولأجله. (2) في الآية السابقة (76) . (3) لقول موسى.. أمّا قولهم فمحذوف دلّ عليه جملة الإنكار، والتقدير هذا سحر أو إنه لسحر- كما ذكر- (4) هذا الظرف مجرّد من الشرط فلا جواب له. [.....]

[سورة يونس (10) : آية 78]

هشام فصلا لهذه الناحية وبينها بقوله: يكثر حذف المفعول بعد لو شئت كقوله تعالى فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أي فلو شاء هدايتكم. وبعد نفي العلم ونحوه، كقوله تعالى أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ أي لا يعلمون أنهم سفهاء، وعائدا على الاسم الموصول كقوله تعالى أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا أي بعثه. وما يعود على الموصوف، كقول جرير: أبحت حمى تهامة بعد نجد ... وما شيء حميت بمستباح والتقدير وما شيء حميته. وكذلك ما يعود على المخبر عنه دونهما كقول امرئ القيس: فأقبلت زحفا على الركبتين ... فثوب نسيت وثوب أجرّ والتقدير فثوب نسيته وثوب أجره. وورد في مواضع متفرقة كقوله تعالى فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ أي فمن لم يجد الرقبة (أي عتق عبد) وقوله تعالى فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً أي فمن لم يستطع الصوم. ويكثر حذفه في الفواصل كقوله تعالى وَما قَلى أي وما قلاك. ويجوز حذف مفعولي أعطى كقوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وثانيهما فقط كقوله تعالى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ وأولهما فقط- خلافا للسهيلي- كقوله تعالى حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ أي يعطوكم الجزية. [سورة يونس (10) : آية 78] قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (78) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام (جئت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تلفت) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (نا) مثل الأول (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تلفت) ، (وجدنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من

الصرف:

آباء «1» ، (آباء) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تلفت) ، (اللام) حرف جرّ و (كما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للناقص (الكبرياء) اسم تكون مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور حال من الكبرياء «2» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (لكما) مثل الأول متعلّق بمؤمنين (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أن تلفتنا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جئتنا) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جئتنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تلفتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «وجدنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تكون لكما الكبرياء» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلفتنا. وجملة: «ما نحن.. بمؤمنين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «3» . الصرف: (الكبرياء) ، مصدر سماعيّ لفعل كبر يكبر باب فرح وزنه فعلياء بكسر الفاء، وقصد بها الملك في الآية الكريمة لأنه أكبر ما يطلب في الدنيا. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ» .

_ (1) أو مفعول به ثان لفعل وجدنا المتعدي إلى مفعولين. (2) أو متعلق بالكبرياء.. أو بحال من ضمير الخاطب في (لكما) . (3) يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الخطاب في (لكما) .

[سورة يونس (10) : الآيات 79 إلى 86]

أي ويكون لك أنت وأخوك الملك، فعبّر بالكبرياء وأراد الملك لأنه مسبب عنه. فالعلاقة المسببية. [سورة يونس (10) : الآيات 79 الى 86] وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَما آمَنَ لِمُوسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (86) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (فرعون) فاعل مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، (ساحر) مضاف إليه مجرور (عليم) نعت لساحر مجرور. جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائتوني ... » في محلّ نصب مقول القول. (الفاء) عاطفة (لمّا جاء السحرة) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (قال..

_ (1) في الآية (76) من هذه السورة.

موسى) مرّ إعرابها «1» ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ملقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «جاء السحرة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه معطوفة على جملة مقدّرة أي فأتوه فلمّا أتى السحرة ... وجملة: «قال لهم موسى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ألقوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنتم ملقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. (الفاء) عاطفة (لمّا ألقوا قال موسى) مثل نظيرها المتقدّمة (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (جئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون، وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جئتم) ، (السحر) خبر المبتدأ ما. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (السين) حرف استقبال (يبطل) مضارع مرفوع، والفاعل هو و (الهاء) ضمير مفعول به (إنّ الله) مثل الأولى (لا) نافية (يصلح) مثل يبطل (عمل) مفعول به منصوب (المفسدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

_ (1) في الآية (77) من هذه السورة. (2) أو هو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ- وهو اختيار أبي حيّان- أو في محلّ نصب مفعول به على الاشتغال و (السحر) خبر لمبتدأ محذوف أي هو السحر.. وجملة هو السحر بدل من الجملة الاستفهاميّة ما جئتم به؟ ويجوز أن يكون (السحر) بدلا من (ما) بتقدير همزة الاستفهام وهو مرفوع.

وجملة: «لما ألقوا قال موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لما جاء السحرة. وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما جئتم به السحر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جئتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة: «إنّ الله سيبطله» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سيبطله» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يصلح عمل ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) . (الواو) عاطفة (يحقّ) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الحقّ) مفعول به منصوب بتضمينه معنى يظهر (بكلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحقّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كره) فعل ماض (المجرمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يحقّ الله الحقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله سيبطله. وجملة: «كره المجرمون» في محلّ نصب حال من الحقّ والرابط الواو. (الفاء) عاطفة (ما) نافية (آمن) فعل ماض (لموسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) بتضمينه معنى انقاد واستسلم وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف (إلّا) أداة حصر (ذريّة) فاعل مرفوع (من قوم) جارّ ومجرور نعت لذريّة و (الهاء) مضاف إليه ويعود إلى موسى أو إلى فرعون على خلاف في

_ (1) أو خبر ل (ما) الاستفهاميّة.

ذلك «1» ، (على خوف) جارّ ومجرور حال من ذريّة أي خائفين من فرعون (من فرعون) جارّ ومجرور متعلّق بخوف، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (ملئهم) معطوف على فرعون.. ومضاف إليه «2» ، (أن) حرف مصدريّ (يفتن) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي فرعون. والمصدر المؤوّل (أن يفتنهم) في محلّ جرّ بدل من فرعون بدل اشتمال «3» . (الواو) اعتراضيّة (إنّ فرعون) مثل إنّ الله (اللام) المزحلقة (عال) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص منوّن (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بعال (الواو) عاطفة (إنّه لمن المسرفين) مثل إنّ الله لعال.. الاسم ضمير والخبر جارّ ومجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «ما آمن.. إلّا ذريّة» لا محلّ لها معطوفة على جملة: لما ألقوا قال. وجملة: «يفتنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «إنّ فرعون لعال» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّه لمن المسرفين» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. (الواو) عاطفة (قال موسى) مثل قال فرعون، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (يا) حرف نداء (قوم

_ (1) قال ابن حيّان: «إنّ الضمير في قومه عائد على موسى ولا يعود على فرعون لأن موسى هو المحدّث عنه في هذه الآية وهو أقرب مذكور ولو كان عائدا على فرعون لكان التركيب: على خوف منه ومن ملئهم..» 1 هـ، ومن القائلين بعود الضمير على فرعون ابن عطيّة.. (2) عود هذا الضمير فيه خلاف أيضا. قال بعضهم: إنّه يعود على معنى قوم فرعون، وقال آخرون يعود على الذرّية.. (3) أو في محلّ نصب مفعول به للمصدر خوف.

إن) مرّ إعرابها «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) اسم كان (آمنتم) فعل ماض وفاعله (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توكلّوا) وهو أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (إن كنتم) مثل الأول (مسلمين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة النداء اعتراضية «2» . وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آمن ... وجملة: «إن كنتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنتم بالله» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «توكلّوا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كنتم مسلمين» لا محلّ لها استئناف لتأكيد الشرط الأول وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الأول. (الفاء) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (على الله) مثل الأول متعلّق ب (توكّلنا) وهو فعل ماض وفاعله (ربّ) منادى مضاف منصوب- حذف منه أداة النداء- و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية جازمة دعائيّة (تجعل) مضارع مجزوم و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للقوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفتنة (الظالمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال موسى. وجملة: «توكّلنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية (71) من هذه السورة. (2) أو هي مقول القول، وجملة إن كنتم.. لا محلّ لها جواب النداء.

الصرف:

وجملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها استئناف في حيز القول. وجملة: «لا تجعلنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. (الواو) عاطفة (نجّ) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، وهو مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به (برحمة) جارّ ومجرور حال من مفعول نجّنا و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّنا) ، (الكافرين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «نجّنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجعلنا ... الصرف: (ملقون) ، جمع الملقي، اسم فاعل من ألقى الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع فهو اسم منقوص، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، أصله الملقيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف بعد تسكينها، فلما اجتمع ساكنان حذفت الياء فأصبح الملقون وزنه المفعون. (عال) اسم فاعل من علا يعلو الثلاثيّ وزنه فاع، فيه إعلال بالقلب وإعلال بالحذف، لفظه مع (ال) العالي، أصله العالو بكسر اللام، كسر ما قبل الواو الساكنة، للحركة المقدّرة، فقلبت الواو ياء- إعلال بالقلب- ولما حذف (ال) التعريف وأريد تنوينه التقى سكون العلّة مع سكون التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، والتنوين المذكور هو تنوين العوض لا تنوين التمكين، أي عوض من الياء المحذوفة. (نجّنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه ينجّي، فلمّا انتقل إلى الأمر بني على حذف حرف العلّة، وزنه فعّنا. البلاغة المجاز والاعتراض التذييلي: في قوله تعالى «وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ

[سورة يونس (10) : الآيات 87 إلى 88]

وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ» استعمال العلو بالغلبة والقهر مجاز معروف، والجملتان اعتراض تذييلي مؤكد لمضمون ما سبق وفيهما من التأكيد ما لا يخفى. [سورة يونس (10) : الآيات 87 الى 88] وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (88) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل للتعظيم (إلى موسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا) ، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (أخي) معطوف على موسى مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أن) حرف تفسير «1» ، (تبّوأا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبّوأا) ، و (كما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (بمصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبوّأا) «2» ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (بيوتا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اجعلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بيوت) مفعول به أوّل منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (قبلة) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (أقيموا الصلاة) مثل

_ (1) أو حرف مصدريّ، وهو والفعل بعده مصدر مؤوّل في محلّ نصب مفعول به عامله أوحينا أي أوحينا إليهما التبوّء. (2) يجوز أن يكون حالا من (بيوتا) - نعت تقدّم على المنعوت- أو حال من فاعل تبوّأا وفيه ضعف على رأي أبي البقاء العكبريّ. [.....]

اجعلوا بيوت (الواو) عاطفة (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبوّأا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «اجعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة التفسيريّة. وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة التفسيريّة. وجملة: «بشرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة التفسيريّة. (الواو) عاطفة (قال موسى) مرّ إعرابها «1» ، (ربّنا) مثل السابقة «2» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (آتيت) فعل ماض وفاعله (فرعون) مفعول به منصوب وامتنع من التنوين للعلمية والعجمة (الواو) عاطفة (ملأ) معطوف على فرعون منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (زينة) مفعول به ثان منصوب (أموالا) معطوف بالواو على زينة منصوب (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتيت) ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ربّنا) مثل السابقة «3» ، (اللام) لام العاقبة (يضلّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضلوا) ، و (الكاف) مضاف إليه (ربّنا) مثل السابقة «4» ، (اطمس) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (على أموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (اطمس) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اشدد على قلوبهم) مثل اطمس على أموالهم (الفاء) فاء السببيّة «5» ، (لا) نافية (يؤمنوا) مضارع

_ (1) في الآية (84) من هذه السورة. (2، 3، 4) في الآية (85) من هذه السورة. (5) يجوز أن تكون عاطفة عطفت فعل (لا يؤمنوا) على (يضلوا) .. وما بينهما دعاء معترض.. ويجوز أن يكون (لا) حرف نهي دعائي والفعل مجزوم بحرف النهي.

منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (حتّى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الأليم) نعت للعذاب منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يضلّوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (آتيت) . والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) معطوف على مصدر متصيّد من الدعاء السابق أي ليكن منك شدّ على قلوبهم فعدم إيمان منهم. والمصدر المؤوّل (أن يروا..) في محلّ جرّ (حتّى) متعلّق ب (اشدد) . وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا إلى موسى ... وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «إنّك آتيت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «آتيت فرعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «النداء الثانية» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يضلّوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ربّنا.. الثالثة» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول «2» . وجملة: «اطمس ... » لا محلّ لها جواب النداء الثالث. وجملة: «اشدد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اطمس. وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر الثاني.

_ (1، 2) أو اعتراضيّة للاسترحام والدعاء.

[سورة يونس (10) : آية 89]

وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر الثالث. [سورة يونس (10) : آية 89] قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي الله (قد) حرف تحقيق (أجيبت) فعل ماض مبني للمجهول. و (التاء) للتأنيث (دعوة) نائب الفاعل مرفوع و (كما) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (استقيما) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعانّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة.. و (الألف) فاعل، و (النون) نون التوكيد الثقيلة «1» ، (سبيل) مفعول به منصوب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. جملة: «قال ... » لا محلّ استئناف بيانيّ. وجملة: «أجيبت دعوتكما» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «استقيما» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبها فاستقيما ... وجملة: «لا تتّبعانّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استقيما. وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) الفعل المسند إليه ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة إذا دخلته نون التوكيد يكون معربا، وتكون النون مكسورة مشدّدة مع ألف الاثنين. هذا ويجوز أن تكون (لا) نافية والفعل حينئذ مرفوع بثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال.. والجملة مستأنفة.

الصرف:

الصرف: (دعوة) ، مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو بمعنى الدعاء، وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة التنويع في الخطاب: فقد نوع سبحانه في خطابهم، فثنى أولا، ثم جمع، ثم وحد آخرا. والسر في ذلك أن موسى وهارون خوطبا بأن يتبوءا لقومهما بيوتا ويختاراها للعبادة، ثم سيق الخطاب عاما لهما ولقومهما باتخاذ المساجد للصلاة فيها، لأن ذلك واجب على الجمهور، ثم خص آخرا موسى بالبشارة التي هي الغرض الأسمى تعظيما لها وللمبشر بها. الفوائد - توكيد الفعل بالنون: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فالفعل (وَلا تَتَّبِعانِّ) قد دخلت على آخره نون التوكيد الثقلية وإدخال هذه النون يكون على المضارع والأمر ولا تدخل على الماضي. وهناك قاعدة دقيقة في توكيد الفعل سنوضحها فيما يلي: 1- إذا كان المضارع مسندا للاسم الظاهر أو ضمير الواحد فتح ما قبل النون، سواء كان الفعل صحيحا أو ناقصا، فنقول: لينصرنّ علي وليدعونّ، وليرمينّ، وليسعينّ. 2- وإن كان مسندا لألف الاثنين كسرت نون التوكيد بعد الألف، فنقول: لينصرنّ، وليدعوانّ، وليرميانّ، وليسعيانّ. 3- وإن كان مسندا لواو الجماعة ضم ما قبل النون وحذف من الناقص آخره مطلقا، وحذفت أيضا واو الجماعة، إلا في المعتل بالألف فتبقى محركة بحركة مجانسة لها فنقول: لينصرنّ، وليدعنّ، وليرمنّ، وليسعونّ.

[سورة يونس (10) : الآيات 90 إلى 92]

4- وإن كان مسندا لياء المخاطبة كسر ما قبل النون وحذفت من الناقص آخره مطلقا، وحذفت أيضا ياء المخاطبة إلا في المعتل بالألف فتبقى بحركة مجانسة لها فتقول: لتنصرنّ، ولتدعنّ، ولترمنّ، ولتسعينّ. 5- وإن كان مسندا لنون النسوة زيدت ألف بين النونين وكسرت نون التوكيد فتقول: لينصرنانّ، ليدعونانّ، ليرمينانّ، ليسعينانّ. وكالمضارع في ذلك الأمر فتقول: انصرنّ، ادعونّ، ارمينّ، اسعينّ وهلم جرا. [سورة يونس (10) : الآيات 90 الى 92] وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (92) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاوزنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (ببني) جارّ ومجرور متعلق ب (جاوزنا) «1» ، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أتبع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (فرعون) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (جنود) معطوف على فرعون بالواو مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (بغيا) مفعول لأجله منصوب «2» ، (عدوا) معطوف على (بغيا) بالواو منصوب (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (قال) ، (أدرك) فعل ماض و (الهاء) ضمير

_ (1) الباء هنا للتعدية أي: أجزنا بني إسرائيل البحر. (2) أو هو مصدر في موضع الحال أي باغين.

مفعول به (الغرق) فاعل مرفوع (قال) مثل أدرك، والفاعل هو (آمنت) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل ناسخ- للتوكيد و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب وخبر لا محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ (إلّا) حرف للاستثناء (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر «1» (آمنت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنت) ، (بنو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مثل الأول. والمصدر المؤوّل (أنّه لا إله ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (آمنت) أي: آمنت بأنّه لا إله إلّا ... (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من المسلمين) جارّ ومجرور خبر المبتدأ وعلامة الجرّ الياء. جملة: «جاوزنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتبعهم فرعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاوزنا. وجملة: «أدركه الغرق» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا إله إلّا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «آمنت به بنو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنا من المسلمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) أعرب بدلا لأن الجملة قبل أداة الاستثناء منفيّة.. ويجوز في الموصول أن يكون في محلّ نصب على الاستثناء.

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف تقديره تؤمن (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (عصيت) مثل آمنت (قبل) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (عصيت) ، (الواو) عاطفة (كنت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) ضمير اسم كان في محلّ رفع (من المفسدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: « (تؤمن) الآن ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو استئناف بياني. وجملة: «قد عصيت» في محلّ نصب حال من الفاعل في (تؤمن) . وجملة: «كنت من المفسدين» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. (الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ننجيك) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الكاف) ضمير مفعول به.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ببدن) جارّ ومجرور حال من ضمير الخطاب و (الكاف) مضاف إليه (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت- (آية) خبر تكون منصوب و (خلف) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الكاف) مثل الأخير. والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ننجيك) . (الواو) اعتراضيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من الناس) جارّ ومجرور نعت ل (كثيرا) ، (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (غافلون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) هي المزحلقة

الصرف:

تفيد التوكيد (غافلون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «ننجيك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: «إنّ كثيرا من الناس ... » لا محلّ لها اعتراض تذييلي لتقرير الكلام المحكيّ. الصرف: (الغرق) ، مصدر سماعيّ لفعل غرق يغرق باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة التورية: في قوله تعالى «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ» إذا فسر البدن بالدرع. أما إذا فسر بالجسم، فيكون المعنى ننجيك في الحال التي لا روح فيك، وإنما أنت بدن، أما تفسير البدن بالدرع فيدل عليه قول عمرو بن معد يكرب: أعاذل شكّتي بدني وسيفي ... وكلّ مقلّص سلس القياد وكانت لفرعون درع من ذهب يعرف بها، وعندئذ صح في البدن التورية، وهي أن البدن في القريب الظاهر بمعنى الجسم، وفي البعيد الخفي بمعنى الدرع، ومراده الخفي، فإن نجاة فرعون أي خروجه من البحر بعد الغرق بدرعه أعجب آية من خروجه مجردا. والتورية باختصار هي: أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان: قريب ظاهر غير مراد، وبعيد خفي هو المراد. [سورة يونس (10) : آية 93] وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف

تحقيق (بوأنا) مثل جاوزنا «1» ، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إسرائيل) مثل السابق «2» ، (مبوّأ) مفعول به منصوب «3» ، (صدق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (رزقنا) مثل جاوزنا «4» ، و (هم) ضمير مفعول به (من الطيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (رزقنا) (الفاء) عاطفة (ما) نافية (اختلفوا) فعل ماض وفاعله (حتى) حرف غاية وجرّ (جاء) فعل ماض و (هم) مثل الأخير (العلم) فاعل مرفوع (إنّ ربّ) مثل إنّ كثيرا «5» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يقضي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يقضي) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقضي) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يقضي) ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (في) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن جاءهم) في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا) . جملة: «بوّأنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «رزقناهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «ما اختلفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقناهم. وجملة: «جاءهم العلم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: «إنّ ربك يقضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.

_ (1، 2، 4) في الآية (90) من هذه السورة. (3) بتضمين (بوّأ) معنى أنزل.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا على أنه مصدر ميميّ.. أو هو ظرف متعلّق ب (بوّأنا) على أنه اسم مكان. (5) في الآية (92) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «يقضي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (مبوّأ) ، مصدر ميميّ- أو اسم مكان- ويصح أخذ الاعتبارين في الآية.. وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة يونس (10) : آية 94] فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (94) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) اسم كان (في شكّ) جارّ ومجرور خبر كنت (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشكّ (أنزلنا) مثل جاوزنا «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اسأل) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يقرءون) مثل يختلفون «2» ، (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقرءون) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (لقد جاء) مثل بوّأنا مبني على الفتحة «3» ، و (الكاف) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم ... و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الممترين) جارّ ومجرور خبر

_ (1) في الآية (90) من هذه السورة. (2، 3) في الآية السابقة (93) .

الفوائد

تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «كنت في شكّ....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اسأل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يقرءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءك الحقّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «لا تكوننّ من الممترين» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا وعيته فلا تكوننّ.... الفوائد هل يشك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بما أنزل إليه؟ ورد حول هذه الآية سؤال واعتراض. وهو أن يقال: هل شك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فيما أنزل عليه في نبوته حتى يسأل؟ وإذا كان شاكا في نبوة نفسه، كان غيره أولى بالشك منه. والجواب عن هذا السؤال ما قاله القاضي عياض في كتابه الشفاء: احذر ثبّت الله قلبك أن يخطر ببالك ما ذكره بعض المفسرين عن ابن عباس أو غيره من إثبات هذا الشك للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) - فيما أوحي إليه- فإنه من البشر، فمثل هذا لا يجوز عليه (صلّى الله عليه وآله وسلم) جملة. بل قد قال ابن عباس: لم يشك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، ولم يسأل. ونحوه عن سعيد بن جبير والحسن البصري. وحكي عن قتادة أنه قال: بلغنا أن النبي صلّى عليه وآله وسلم قال عند نزول هذه الآية: ما أشك ولا أسأل. وعامة المفسرين على هذا، تم كلام القاضي عياض رحمه الله تعالى. ثم اختلفوا في معنى الآية ومن المخاطب على قولين: أحدهما أن الخطاب للنبي صلّى الله عليه وآله وسلم في الظاهر والمراد به غيره، فهو كقوله (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ومعلوم أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يشرك، فثبت أن المراد به غيره. ومن أمثلة العرب «إياك أعني واسمعي يا جارة» ويدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى في آخر هذه السورة قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي، وقيل: إن

[سورة يونس (10) : آية 95]

الله سبحانه وتعالى علم أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يشك قط، فيكون المراد بهذا التهييج فإنه صلّى الله عليه وآله وسلم إذا سمع هذا الكلام يقول: لا أشك يا رب ولا أسأل. وقال الزجاج إن الله خاطب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) في قوله (فإن كنت في شك) وهو شامل للخلق، فهو كقوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ. وهذا وجه حسن. ولكن فيه بعد لاندراج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في هذا الخطاب وبقاء الاعتراض قائما. والقول الآخر أن هذا الخطاب ليس هو للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) البتة، ووجه هذا القول أن الناس كانوا في زمنه ثلاث فرق: مصدقا به، ومكذبا له، وشاكا، فخاطب تعالى الفرقة الثالثة بهذا الكلام، والله أعلم. واختلفوا في المسؤول عنه في قوله تعالى في هذه الآية فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ فقال المحققون من أهل التفسير: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه، لأنهم هم الموثوق بأخبارهم. [سورة يونس (10) : آية 95] وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (95) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا تكونن) مثل السابقة «1» ، (من) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر تكونن (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الخاسرين) مثل من الممترين «2» . والمصدر المؤوّل (أن تكون) معطوف على مصدر متصيّد من النبي السابق أي لا يكن منك كذب بآيات الله فخسران. جملة: «لا تكوننّ ... » معطوفة على جملة لا تكوننّ من الممترين «3» . وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1، 2، 3) في الآية (94) . [.....]

[سورة يونس (10) : الآيات 96 إلى 98]

وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. [سورة يونس (10) : الآيات 96 الى 98] إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (98) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محل نصب اسم إنّ (حقّت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّت) ، (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الكاف) في محلّ جرّ بالإضافة (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «إنّ الذين حقّت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حقّت.. كلمة....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر إنّ. (الواو) واو الحال (لو) حرف شرط غير جازم (جاءت) مثل حقّت و (هم) ضمير مفعول به (كلّ) فاعل مرفوع (آية) مضاف إليه مجرور (حتى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الأليم) نعت للعذاب منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يروا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (لا يؤمنون) . وجملة: «جاءتهم كلّ آية ... » في محلّ نصب حال من فاعل يؤمنون.. وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. (الفاء) عاطفة (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا فيه معنى التوبيخ (كانت) فعل ماض ناقص «1» و (التاء) للتأنيث (قرية) اسم كانت مرفوع (آمنت) مثل حقّت «2» ، (الفاء) عاطفة (نفع) فعل ماض و (ها) ضمير مفعول به (إيمان) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قوم) مستثنى منصوب «3» (يونس) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (كشفنا) ، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كشفنا) فعل ماض وفاعله (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كشفنا) ، (عذاب) مفعول به منصوب (الخزي) مضاف إليه مجرور (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بعذاب «4» ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (متّعنا) مثل كشفنا و (هم) ضمير مفعول به (إلى حين) جارّ ومجرور متعلّق ب (متّعناهم) . جملة: «لولا كانت قرية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّم. وجملة: «آمنت ... » في محلّ نصب خبر كانت «5» . وجملة: «نفعها إيمانها» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنت.

_ (1) أو تام فاعله (قرية) ، وجملة آمنت نعت لقرية.. ولفظ قرية مجاز مرسل قصد به أهلها. (2) في الآية (96) من هذه السورة. (3) قيل: الاستثناء منقطع لأن القوم ليس من جنس القرية.. وقيل بل هو متصل لأنه قصد بالقرية أهلها. (4) أو بحال منه. (5) أو هي نعت لقرية، وجملة نفعها إيمانها خبر كانت بزيادة الفاء في الخبر.

الصرف:

وجملة: «آمنوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كشفنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. الصرف: (يونس) ، اسم أعجميّ، جاء في لسان العرب: «يونس- بضمّ النون وفتحها وكسرها- ثلاث لغات- اسم رجل، وحكي فيه الهمز أيضا» أهـ. الفوائد - إعجاز القرآن: في هاتين الآيتين وجه من وجوه إعجاز كتاب الله عز وجل، فهو يثبت فيهما: أن الذين حقت عليهم كلمة الكفر لا يؤمنون أبدا، ولا يعترفون بصدق الإسلام حتى يروا العذاب الأليم يوم القيامة، ووجه الإعجاز أننا نرى بأعيننا طائفة من الناس تلجّ في الكفر وتمعن به، وأنها لا تؤمن أبدا مهما بيّنت لها من حجة ودليل وإقناع، وتبقى مصرة على الكفر، حتى لو أريتها الله جهرة لقالت: هذا سحر وبطلان، وهذه الفئة لا تختص بزمن دون زمن، بل هي قائمة من لدن آدم وذريته إلى قيام الساعة، فإذا رأيت إنسانا يلجّ في الكفر ولا يقتنع أبدا بالإسلام وهو الحق، فهذا دليل صدق القرآن الكريم، وأنه من عند الله عز وجل الذي خلق الإنسان ويعلم ما هو عليه. - ذكر قصة قوم يونس: ذكر ذلك عبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير ووهب وغيرهم، قالوا: إن قوم يونس كانوا بقرية بنينوى من أرض الموصل، وكانوا أهل كفر وشرك، فأرسل الله سبحانه إليهم يونس عليه الصلاة والسلام، يدعوهم إلى الإيمان بالله، فأبوا عليه فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبحهم إلى ثلاث، فأخبرهم بذلك، فقالوا: إنا لم نجرب عليه كذبا قط، فانظروا، فإن بات فيكم الليلة فليس بشيء، وإن لم يبت فاعلموا

أن العذاب مصبحكم فلما كان جوف الليل، خرج يونس من بين أظهرهم، فلما أصبحوا تغشاهم العذاب، فكان فوق رؤوسهم. قال ابن عباس: إن العذاب كان أهبط على قوم يونس، حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، فلما دعوا كشف الله عنهم ذلك، وقال سعيد بن جبير: غشي قوم يونس العذاب كما يغشى الثوب القبر، وقال وهب: عند ما غشيهم العذاب خرجوا بأطفالهم وبهائمهم ونسائهم إلى الصحراء، ولبسوا المسوح، وأعلنوا الإسلام والتوبة، وكانوا صادقين، فرحمهم ربهم، واستجاب دعاءهم، وكشف عنهم ما نزل بهم. فهذا من عظيم رحمة الله بعباده، وأنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، ولا يصب سوط عذابه إلا على قوم لا يرجى إيمانهم. - ورد في هذه الآية قوله تعالى فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ فقد وردت آراء حول (لولا) في هذه الآية، وقد تكلم ابن هشام في هذا الموضوع فقال: وذكر الهروي أن لولا تكون نافية بمنزلة لم، وجعل منه (لولا) الواردة في هذه الآية، والظاهر أن المعنى على التوبيخ، أي فهلّا كانت قرية واحدة من القرى المهلكة ثابت عن الكفر قبل مجيء العذاب فنفعها ذلك، وهو تفسير الأخفش والكسائي والفراء وعلي بن عيسى والنحاس، ويؤيده قراءة أبيّ وعبد الله (فهلّا كانت) . ويلزم من هذا المعنى النفي، لأن التوبيخ يقتضي عدم الوقوع، وقد يتوهم أن الزمخشري قائل بأنها للنفي لقوله: والاستثناء منقطع بمعنى لكن، ويجوز كونه متصلا والجملة في معنى النفي كأنه قيل: «ما آمنت» ولعله إنما أراد وما ذكرنا، ولهذا قال: والجملة في معنى النفي ولم يقل: «ولولا للنفي» ، وقد أجمعت السبعة (أي القراء) على النصب في (إلا قوم) فدل على أن الكلام موجب، ولكن فيه رائحة غير الإيجاب، كقول الأخطل: وبالصريمة منزل منزل خلق ... عاف تغيّر إلا النؤي والوتد عاف: دارس (خرب) . النؤي: حفرة حول الخباء تمنع عنه الماء. وفي هذا البيت رائحة النفي لأن تغير بمعنى لم يبق على حاله.

[سورة يونس (10) : الآيات 99 إلى 100]

[سورة يونس (10) : الآيات 99 الى 100] وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو شاء) مثل لو جاء «1» ، (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) رابطة لجواب لو (آمن) فعل ماض (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) توكيد معنويّ لاسم الموصول تبعه في الرفع و (هم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال مؤكّدة من اسم الموصول منصوبة (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (تكره) مضارع مرفوع والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (يكونوا) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.. والواو ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تكره) . جملة: «لو شاء ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمن من في الأرض» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أنت تكره ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة: «تكره الناس ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت.

_ (1) في الآية (97) من هذه السورة. (2) أو فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور على أسلوب الاشتغال أي: أتكره (أنت) الناس ... ذلك لأن همزة الاستفهام أعلق بالفعل منها بالاسم.

[سورة يونس (10) : آية 101]

وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- «1» ، (لنفس) جار ومجرور خبر مقدّم «2» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تؤمن) مضارع منصوب، والفاعل هي. والمصدر المؤوّل (أن تؤمن) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (إلّا) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تؤمن أي إلّا ملتبسة بإذن الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (يجعل) مضارع مرفوع والفاعل هو (الرجس) مفعول به منصوب (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان لفعل يجعل (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. وجملة: «ما كان لنفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء ربّك. وجملة: «تؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدرة أي فيأذن لبعض في الإيمان ويجعل ... إلخ. وجملة: «لا يعقلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . [سورة يونس (10) : آية 101] قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101)

_ (1) يجوز أن يكون تامّا بمعنى صحّ أو استقام، والفاعل هو المصدر المؤوّل. (2) أو متعلّق بالفعل التام كان.

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (انظروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية «2» ، (تغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، (الآيات) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (النذر) معطوف على الآيات مرفوع (عن قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغني) ، (لا يؤمنون) مثل لا يعقلون «3» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ماذا في السموات ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة: «تغني الآيات» لا محلّ لها اعتراض تذييلي للجملة السابقة. وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة يونس (10) : آية 102] فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ينتظرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هل) استفهاميّة بمعنى النفي (إلّا) أداة حصر (مثل) مفعول به منصوب (أيّام) مضاف إليه مجرور (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (خلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر و (في السموات) صلة. (2) أو اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: أيّ غناء (3) في الآية السابقة (100) .

[سورة يونس (10) : آية 103]

الساكنين.. والواو فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) ، و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (قل) مثل المتقدّم «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انتظروا) مثل انظروا «2» ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين و (كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور خبر إنّ. جملة: «هل ينتظرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انتظروا ... » جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تنتظرون ذلك فانتظروا ... وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي معكم من المنتظرين» لا محلّ لها في حكم التعليليّة. [سورة يونس (10) : آية 103] ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (ننجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (رسل) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على رسل (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الكاف) حرف جرّ (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق

_ (1، 2) في الآية السابقة (101) . (3) يجوز أن يكون في محلّ جزم جواب شرط جازم مقدّر أي: إن كانت النذر لا تغنيهم فهل ينتظرون مثل أيام من خلو....؟ [.....]

البلاغة

بمحذوف مفعول مطلق عامله ننجي.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي حقّ ذلك حقّا «1» ، (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّا) ، (ننجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، وقد حذفت الياء برسم المصحف لأنها سقطت لفظا لالتقاء الساكنين، والفاعل نحن للتعظيم (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ننجي ... » معطوفة على كلام مقدّر أي: نهلك الأمم ثمّ ننجي رسلنا. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: « (حقّ) حقا..» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ننجي (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ» أي مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم، ونهلك المشركين، فقد شبه نجاة من بقي من المؤمنين بنجاة من مضى، ووجه الشبه استحقاق كل منهم النجاة. [سورة يونس (10) : الآيات 104 الى 106] قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (106)

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من المصدر الذي تعلّق به (كذلك) .

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو اسم كان (في شكّ) جارّ ومجرور خبر كنتم (من ديني) جارّ ومجرور متعلّق بشك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (أعبد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (أعبد الله) مثل أعبد الذين (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (يتوفّى) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (التاء) نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (أكون) مضارع ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المؤمنين) جارّ ومجرور خبر أكون، وعلامة الجر الياء. والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محل جرّ بحرف جر محذوف متعلّق ب (أمرت) ، أي بأن أكون «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كنتم في شك» لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل مفعولا به لفعل أمرت.

وجملة: «لا أعبد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أعبد الله» في محل جزم معطوفة على جملة لا أعبد. وجملة: «يتوفّاكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أمرت ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد. وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (الواو) عاطفة (أن) حرف تفسير «1» بإضمار فعل أي أوحي إليّ أن ... (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (للدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقم) ، (حنيفا) حال منصوبة من ضمير الفاعل في أقم، أو من الدين (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محل جزم.. و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من المشركين) جارّ ومجرور خبر تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «أقم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. والجملة المقدّرة: أوحي إليّ.. في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد ... وجملة: «لا تكوننّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. (الواو) عاطف (لا) ناهية جازمة (تدع) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (من دون) جارّ ومجرور حال من الموصول ما (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الواو) عاطفة (لا يضرّك) مثل لا ينفعك،

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل نائب الفاعل لفعل أوحي اليّ، أو قيل لي.

الصرف:

(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (فعلت) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إذا) حرف جواب لا عمل له (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «لا تدع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم «1» . وجملة: «لا ينفعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يضرّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إن فعلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّك.. من الظالمين» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم. الصرف: (تدع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله تدعو، وزنه تفع. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ فقد أورد جلّ وعلا صفة (التوفي) في هذه الآية، وسنورد الحكمة من ذلك كما قاله المفسرون: إن المراد أن الذي يستحق العبادة فأعبده أنا وأنتم، هو الذي خلقكم أولا ولم تكونوا شيئا، ثم يميتكم ثانيا، ثم يحييكم بعد الموت. فاكتفى بذكر الوفاة تنبيها على الباقي، وأن المحيي والمميت أولى بالعبادة من غيره وقيل: لما كان الموت أشدّ الأشياء على النفس، ذكر في هذا المقام، ليكون أقوى في الزجر والردع وقيل: إنه لما استعجلوا بطلب العذاب أجابهم بقوله: ولكن أعبد الله الذي هو قادر على إهلاككم ونصري عليكم فهذا من إعجاز كلام الله عز وجل، وأنه ما من كلمة إلا ووضعت في موضعها.

_ (1) أو هي معطوفة على جملة قل يأيّها الناس.. ويجوز أن تكون استئنافيّة.

[سورة يونس (10) : آية 107]

[سورة يونس (10) : آية 107] وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) «1» الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يمسس) مضارع مجزم فعل الشرط و (الكاف) ضمير مفعول به (الله) فاعل مرفوع (بضرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمسس) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كاشف) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (إلّا) حرف استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر- أو من محلّ لا واسمها- (الواو) عاطفة (إن يردك بخير فلا رادّ لفضله) مثل إن يمسسك.. كاشف له، والهاء الأخيرة مضاف إليه (يصيب) مضارع مرفوع، والفاعل هو (به) مثل له متعلّق ب (يصيب) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يصيب.. والمفعول محذوف أي إصابته أو ضرّه (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (الغفور) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «يمسسك الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا كاشف له ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يردك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يمسسك الله. وجملة: «لا رادّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني.

_ (1) انظر الآية (17) من سورة الأنعام.

الصرف:

وجملة: «يصيب به ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو الغفور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب. الصرف: (رادّ) ، اسم فاعل من ردّ الثلاثيّ، وزنه فاعل وأدغمت العين مع اللام فجاءت عينه ساكنة. [سورة يونس (10) : الآيات 108 الى 109] قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (109) الإعراب: (قل يأيّها الناس) مرّ إعرابها «1» ، (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلق ب (جاءكم) «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (يهتدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (لنفس) جارّ ومجرور متعلق ب (يهتدي) ، (والهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (من ضلّ ... يضل) مثل نظيرها (على) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يضلّ) بتضمينه معنى يجرّ الوبال عليها (الواو) عاطفة (ما) نافية حجازيّة عاملة عمل ليس

_ (1) في الآية (104) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بحال من الحقّ.

(أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عليكم) مثل عليها متعلّق بوكيل (الباء) حرف جرّ زائد و (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأيّها الناس» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد جاءكم الحقّ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «إنّما يهتدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى. وجملة: «ضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إنّما يضلّ عليها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما أنا.. بوكيل» لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء. (الواو) عاطفة (اتّبع) فعل أمر، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يوحى) ، (الواو) عاطفة (اصبر) مثل اتّبع (حتّى) حرف غاية وجرّ (يحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (هو خير) مثل هو الغفور «3» ، (الحاكمين) مضاف

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) في الآية (107) من هذه السورة.

الصرف:

إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أن يحكم..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (اصبر) . وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «يوحى إليك ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع. ويحكم اللَّه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (الحاكمين) ، جمع الحاكم، اسم فاعل من حكم الثلاثيّ، وزنه فاعل. انتهت سورة يونس

_ (1) أو هي في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.

سورة هود

سورة هود من الآية 1- إلى الآية 5 [سورة هود (11) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) الإعراب: (الر) ، حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب «1» ، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا القرآن (أحكمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (الهاء) ضمير في محلّ القرآن (أحكمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (فصّلت) مثل أحكمت، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من) حرف جر (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (فصّلت) أو ب (أحكمت) «2» ، (حكيم) مضاف إليه مجرور (خبير) بدل من حكيم أو نعت له مجرور. جملة: « (هذا..) كتاب..» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أحكمت آياته ... » في محلّ رفع نعت لكتاب.

_ (1) انظر الآية الأولى من سورة البقرة. (2) يجوز أن يتعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هذا، كما يجوز أن يكون نعتا لكتاب.

الفوائد

وجملة: «فصّلت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أحكمت. الفوائد ورد في هذه الآية قوله تعالى ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ لدن: هي ظرف بمعنى عند. وقد أورد أبو البقاء العكبري، وابن هشام، الفارق بينهما وسنوضح ذلك فيما يلي: 1- ما يقوله العكبري: هي مبنية على الرغم من مجيئها مضافة، لأن علة بنائها خروجها عن نظيرها، لأن لدن بمعنى عند، ولكن هي (أي لدن) مخصوصة بملاصقة الشيء وشدة مقاربته، و (عند) ليست كذلك، بل هي للقريب وما بعد عنه، وتفيد معنى الملك. 2- ما يقوله ابن هشام: تعاقب (عند) كلمتان (ومعنى تعاقب أي تشابه وتقارب في المعنى) وهما: لدى «مطلقا» كقوله تعالى إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ وقوله تعالى وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ. و (لدن) وتستعمل إذا كان المحل محل ابتداء غاية، نحو (جئت من لدنه) . وقد اجتمعتا في قوله تعالى آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً فقد اجتمع عند ولدن في هذه الآية. وتختلف (لدن) عن (عند) بأن جرها بمن أكثر من نصبها، حتى إنها لم تجيء في التنزيل منصوبة، أما (عند) فتجر كثيرا. وأما (لدى) فيمتنع جرها. وهناك فرق آخر وهو أن (عند) و (لدى) معربان و (لدن) مبنية في لغة الأكثرين. وكذلك فإن (لدن) قد تضاف للجملة، بخلاف عند ولدي، كقول القطامي: صريع غوان راقهنّ ورقنه ... لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب

[سورة هود (11) : آية 2]

[سورة هود (11) : آية 2] أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) الإعراب: (أن) حرف مصدريّ ونصب «1» ، (لا) نافية «2» ، (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (الله) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ألّا تعبدوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بألّا تعبدوا، أو لئلّا تعبدوا.. متعلّق بفعل فصّلت «3» . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنذير (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنذير «4» ، (نذير) خبر إنّ مرفوع (بشير) معطوف بالواو على نذير مرفوع مثله. جملة: «تعبدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ «5» . وجملة: «إنّني.. نذير» لا محلّ لها في حكم التعليليّة أو استئناف بيانيّ.

_ (1) أو مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن و (لا) ناهية جازمة، والجملة خبر أن المخففة وحينئذ يستحسن إملائيّا أن تكتب منفصلة (أن لا) .. أو هو حرف تفسير- وهو اختيار أبي حيّان. (2) أو ناهية جازمة في حال كون (أن) مخفّفة من الثقيلة، أو تفسيريّة. [.....] (3) أجاز بعضهم أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي.. وقد ردّ ذلك أبو حيان. (4) يعود الضمير على الكتاب.. ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف حال- نعت تقدّم على المنعوت- ويعود الضمير حينئذ على لفظ الجلالة أو على الكتاب. (5) أو هي تفسيريّة، سبقت (أن) بفعل فصلت وفيه معنى القول دون حروفه، وهذا أظهر لأنه لا يحتاج إلى إضمار.

[سورة هود (11) : آية 3]

[سورة هود (11) : آية 3] وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) الإعراب: (الواو) عاطفة (أن) مثل السابق «1» ، (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (يمتّع) مضارع مجزوم جواب الطلب و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (متاعا) مفعول مطلق نائب عن مصدره الأصليّ تمتيع، منصوب (حسنا) نعت لمتاع منصوب (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يمتّعكم (مسمّى) نعت لأجل مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الواو) عاطفة (يؤت) مضارع مجزوم معطوف على (يمتّع) وعلامة الجزم حذف حرف العلّة والفاعل هو (كلّ) مفعول به منصوب (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (فضل) مضاف إليه مجرور (فضله) مفعول به ثان منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن استغفروا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (ألّا تعبدوا) . (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أخاف) فعل مضارع والفاعل أنا (على)

_ (1) في الآية السابقة (2) .

[سورة هود (11) : آية 4]

حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخاف) «1» ، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (كبير) نعت ليوم مجرور. جملة: «استغفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) «2» . وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا. وجملة: «يمتّعكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تتوبوا يمتّعكم. وجملة: «يؤت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يمتّعكم. وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي أخاف ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة هود (11) : آية 4] إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) الإعراب: (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة «3» ، (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «إلى الله مرجعكم..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بمحذوف حال من عذاب- نعت تقدّم على المنعوت. (2) أو معطوفة على التفسيرية في الآية السابقة إذا أعربت (أن) تفسيريّة. (3) أو هي الواو الحال، والجملة بعدها حال من لفظ الجلالة، والعامل فيها هو الاستقرار.

[سورة هود (11) : آية 5]

وجملة: «هو.. قدير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة هود (11) : آية 5] أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (5) الإعراب: (ألا) أداة تنبيه (إنّهم) مثل إنّي «1» ، (يثنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (صدور) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (اللام) للتعليل (يستخفوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستخفوا) ، والضمير يعود على الله. والمصدر المؤوّل (أن يستخفوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يثنون) . (ألا) مثل الأولى (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلم) «2» ، (يستغشون ثيابهم) مثل يثنون صدورهم (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «3» ، والعائد محذوف (يسرّون) مثل يثنون (الواو) عاطفة (ما يعلنون) مثل ما يسرّون ومعطوف عليه (إنّه) مثل إنّي «4» ، (عليم) خبر مرفوع (بذات) جارّ

_ (1) في الآية (3) من هذه السورة. (2) علّق الزمخشريّ الظرف بمحذوف تقديره يريدون الاستخفاء حين يستغشون.. وذلك حتّى لا يلزم تقييد علمه تعالى سرّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص. وعلّق أبو البقاء الظرف بمحذوف تقديره يستخفون وبفعل يعلم. وعلّقه أبو حيّان وغيره بفعل يعلم لأنه لا ضرورة للتقدير إذ لا التباس في المعنى. (3) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مفعول به. (4) في الآية- 3- من هذه السورة.

الصرف:

ومجرور متعلّق بعليم (الصدور) مضاف إليه مجرور. جملة: «إنّهم يثنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يثنون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يستخفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يستغشون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسرّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «يعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (يثنون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يثنيون بضمّ الياءين، استثقلت الضمّة على الياء الثانية فسكّنت ونقلت حركتها إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- وزنه يفعون. (يستخفوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى يثنون ... وزنه يستفعون. (يستغشون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى يثنون وزنه يستفعون. (ثياب) ، جمع ثوب، اسم جامد بمعنى اللباس، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن ثياب فعال بكسر الفاء.

[سورة هود (11) : الآيات 6 إلى 11]

الجزء الثّاني عشر بقية سورة هود من الآية 6- إلى الآية 123 سورة يوسف من الآية 1- إلى الآية 52 [سورة هود (11) : الآيات 6 الى 11] وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (8) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (في الأرض) جارّ ومجرور نعت لدابّة، (إلّا) أداة حصر (على الله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (رزق) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (الواو) عاطفة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مستقرّ) مفعول به منصوب و (ها) مثل الأول (الواو) عاطفة (مستودعها) مثل مستقرّها ومعطوف عليه (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (في كتاب) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (مبين) نعت لكتاب مجرور. جملة: «ما من دابّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «على الله رزقها» في محلّ رفع خبر المبتدأ دابّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر السابقة. وجملة: «كلّ في كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (خلق) فعل ماض، والفاعل هو، وهو العائد (السموات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (في ستة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (أيّام) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (عرش) اسم كان مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (على الماء) جارّ ومجرور خبر كان (اللام) للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به.

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة أنّها دالّة على عموم، وأنها على تقدير مضاف أي: كلّ شيء في الحياة.. أو كلّ ما ذكر في مستهلّ الآية.

والمصدر المؤوّل (أن يبلوكم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (أحسن) خبر مرفوع (عملا) تمييز منصوب (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (قلت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (مبعوثون) (الموت) مضاف إليه مجرور (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إن) حرف ناف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (سحر) خبر مرفوع (مبين) نعت لسحر مرفوع. وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة ما من دابة.. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الذي. وجملة: «كان عرشه على الماء» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يبلوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أيّكم أحسن ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل البلاء المعلّق عن العمل بالاستفهام «1» . وجملة: «قلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هذا على رأي الزمخشريّ وتبعه أبو حيّان لأن البلوى فيها معنى العلم، ولكن ابن هشام رفض هذا التخريج فالجملة استئنافيّة لا محلّ لها.

وجملة: «إنّكم مبعوثون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يقولنّ الذين كفروا» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إن هذا إلّا سحر» في محلّ نصب مقول القول الثاني. (الواو) عاطفة (لئن أخّرنا) مثل لئن قلت (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخّرنا) ، (العذاب) مفعول به منصوب (إلى أمّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخّرنا) ، (معدودة) نعت لأمّة مجرور (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين ضمير في محلّ رفع فاعل، و (النون) نون التوكيد (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحبس) مضارع مرفوع، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو. (ألا) أداة تنبيه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (مصروفا) ، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة عي الياء، والفاعل هو أي العذاب و (هم) ضمير مفعول به (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مصروفا) خبر ليس منصوب (عنهم) مثل الأول متعلّق ب (مصروفا) ، (الواو) عاطفة (حاق) فعل ماض (بهم) مثل عنهم متعلّق ب (حاق) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (به) مثل عنهم متعلّق ب (يستهزئون) وهو فعل مضارع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل. وجملة: «إن أخرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن قلت. وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط

محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «ما يحبسه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يحبسه» في محلّ رفع خبر ما. وجملة: «يأتيهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ليس مصروفا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حاق بهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ليس مصروفا. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الواو) عاطفة (لئن أذقنا) مثل لئن قلت (الإنسان) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من رحمة- نعت تقدّم على المنعوت- (رحمة) مفعول به ثان منصوب (ثمّ) حرف عطف (نزعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل، والفعل في محلّ جزم معطوف على (أذقنا) ، و (ها) ضمير مفعول به (منه) مثل منّا متعلّق ب (نزعنا) ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد «1» . (يئوس) خبر إنّ مرفوع مرفوع (كفور) خبر ثان مرفوع. وجملة: «إن أذقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن قلت.. وجملة: «نزعناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أذقنا. وجملة: «إنّه ليؤوس ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..

_ (1) وهذه اللام واجبة هنا لأن الجملة جواب القسم، فاللام بحكم لام القسم. [.....]

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. (الواو) وعاطفة (لئن أذقنا) مثل لئن قلت، و (الهاء) ضمير مفعول به (نعماء) مفعول به ثان منصوب، ومنع من التنوين لأنه منته بألف التأنيث الممدودة (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أذقناه) ، (ضرّاء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو مثل نعماء (مسّ) فعل ماض، و (التاء) تاء التأنيث، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ليقولنّ) مثل الأول والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذهب) مثل خلق (السيّئات) فاعل مرفوع (عنّي) مثل عنهم، وفيه نون الوقاية قبل ياء المتكلّم، متعلّق ب (ذهب) ، (إنّه لفرح فخور) مثل إنّه ليؤوس كفور. وجملة: «إن أذقناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن قلت. وجملة: «مسّته ... » في محلّ جرّ نعت لضرّاء. وجملة: «يقولنّ» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «ذهب السيّئات» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه لفرح ... » في محلّ نصب حال من الضمير المجرور فهي حال مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها «1» . (إلّا) حرف استثناء «2» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «3» (صبروا) مثل كفروا، ومثله (عملوا) ، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (أولئك)

_ (1) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. (2) وقد تكون بمعنى لكن، وما بعدها جملة اسميّة من مبتدأ وخبر. (3) من الإنسان المتقدّم في الآية السابقة الدال على الجنس.. وقد يكون الاستثناء منقطعا إذا كان الإنسان رجلا بعينه.

الصرف:

اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مغفرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أجر) معطوف على مغفرة بالواو مرفوع (كبير) نعت لأجر مرفوع. وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك لهم مغفرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . الصرف: (مصروفا) ، اسم مفعول من صرف الثلاثيّ، ووزنه مفعول. (حاق) ، فيه إعلال بالقلب أصله حيق، مضارعه يحيق، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.. وانظر الآية (10) من سورة الأنعام. (يئوس) ، مبالغة اسم الفاعل من يئس ييئس باب فرح، وزنه فعول.. وقد يكون صفة مشبّهة. (كفور) مبالغة اسم الفاعل من كفر يكفر باب نصر، وزنه فعول.. الصرف: (نوفّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله نوفّي، وقد يكون صفة مشبّهة. (نعماء) ، اسم بمعنى النعمى، من نعم ينعم من الأبواب الأول والثالث والرابع، وزنه فعلاء، والهمزة زائدة للتأنيث. البلاغة 1- قوله تعالى: «إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ» أي مثله في الخديعة والبطلان، فالتركيب من التشبيه البليغ، والمراد إنكار البعث بطريق الكناية الإيمائية.

الفوائد

2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً» أي أعطيناه نعمة من صحة وأمن وجدة، والإذاقة في الأصل تناول الشيء بالفم لإدراك الطعام، ثم أستعير للذات، تشبيها لها بما يذاق ثم يزول بسرعة كما تزول الطعوم. 3- الطباق: بين النعماء والضراء. الفوائد - تعليق الفعل عن العمل: ورد في هذه الآية قوله تعالى لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا في هذه الآية نقول بأن الفعل (يبلوكم) علّق عن نصب المفعول به لمجيء المفعول به جملة اسمية مصدرة باستفهام، ونقول في الإعراب: أيكم مبتدأ مرفوع والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم للجمع، أحسن خبر مرفوع، وجملة أيكم أحسن في محل نصب مفعول به ثان للفعل يبلوكم. ومن المفيد في هذا المقام أن نذكر نبذة عما يتعلق بهذا البحث الهام: 1- قد يعلق الفعل المتعدي لمفعول واحد عن العمل، وذلك عند ما تصدّر الجملة باستفهام كقوله تعالى فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً وقوله تعالى يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ 2- وقد يعلق الفعل المتعدي إلى مفعولين عن العمل، إذا تصدرت الجملة باستفهام. ونعربها جملة سدت مسد المفعولين. كقوله تعالى وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى [سورة هود (11) : آية 12] فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي «1» - ناسخ- (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تارك) خبر مرفوع (بعض) مفعول به لاسم الفاعل تارك منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوحى) ، (الواو) عاطفة (ضائق) معطوف على تارك مرفوع «2» ، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بضائق (صدر) فاعل اسم الفاعل ضائق مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (يقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (كنز) نائب الفاعل مرفوع (أو) حرف عطف (جاء) فعل ماض (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (جاء) «3» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ملك) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن يقولوا «4» (إنّما) كافّة ومكفوفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نذير) خبر المبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بوكيل (شيء) مضاف إليه مجرور (وكيل)

_ (1) وقيل هو للتقرير.. وقيل هو للاستفهام.. وقيل هو للتبعيد لأن الترجيّ المقتضي التوقّع لا يليق بمقام النبوّة. (2) أو هو خبر مقدّم و (صدرك) مبتدأ مؤخّر.. والجملة معطوفة على تارك. (3) أو متعلّق بحال من ملك. (4) يجوز أن يكون مجرورا بلام التعليل المقدّرة المنفيّة أي لئلّا يقولوا ...

الصرف:

خبر مرفوع. جملة: «لعلّك تارك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوحى إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنزل عليه كنز» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاء معه ملك» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أنت نذير» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تسمع لهم لأنك نذير لهم. وجملة: «الله.. وكيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت نذير. الصرف: (تارك) ، اسم فاعل من ترك الثلاثيّ، وزنه فاعل. (ضائق) ، اسم فاعل من ضاق الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد قلب حرف العلّة فيه إلى همزة، وهذا شأن كلّ فعل معتلّ أجوف. (كنز) ، اسم بمعنى المكنوز من فعل كنز يكنز باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد - هل يكتم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعض ما أنزل عليه؟ ورد في هذه الآية قوله تعالى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ الخطاب للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) . يقول الله عز وجل لنبيه: فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك ربك أن تبلغه إلى من أمرك أن تبلغ ذلك إليه. وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ يعنى ويضيق صدرك بما يوحى إليك، فلا تبلغهم إياه، وذلك لأن كفار مكة قالوا: ائت بقرآن غير هذا، ليس فيه سب آلهتنا. فهمّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يترك ذكر آلهتهم ظاهرا،

[سورة هود (11) : آية 13]

فأنزل الله عز وجل: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ من ذكر آلهتهم. هذا ما ذكره المفسرون وأجمع المسلمون على أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيما كان طريقه البلاغ، فإنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء منه، وأنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) بلّغ جميع ما أنزل الله عليه إلى أمته، ولم يكتم منه شيئا وأجمعوا على أنه لا يجوز على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) خيانة في الوحي والإنذار، ولا ترك شيئا مما أوحي إليه، وقد ردّ العلماء على هذه الشبهة في الآية بقولهم: إن الكفار كانوا يستهزئون بالقرآن، ويضحكون منه، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يضيق صدره بذلك، فأمره الله سبحانه وتعالى بتبليغ ما أوحى إليه، وأن لا يلتفت إلى استهزائهم، وبين له أن تحمل ضررهم أهون من كتم شيء من الوحي عنهم وقيل: إن الله سبحانه وتعالى، مع علمه بأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا يترك شيئا من الوحي، هيجه لأداء الرسالة وطرح المبالاة باستهزائهم، وقال تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [سورة هود (11) : آية 13] أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر يفسّره الشرط الآتي (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بعشر) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، (سور) مضاف إليه مجرور (مثل) نعت لعشر مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (مفتريات) نعت لعشر مجرور «1» ، (الواو) عاطفة (ادعوا) مثل ائتوا (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (استطعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه

_ (1) أو حال من عشر لأن النكرة مختصّة بالإضافة، منصوبة.

الصرف:

مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. والضمير (تم) في محلّ رفع اسم كان (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افتراه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ائتوا....» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تدّعون فأتوا بعشر.... وجملة: «ادعوا ... » معطوفة على جملة ائتوا. وجملة: «استطعتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كنتم صادقين......» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم. الصرف: (مفتريات) ، جمع مفتراة مؤنّث مفترى، وهو اسم مفعول من الخماسيّ افترى، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.. وفي كلمة (مفترى) إعلال بالقلب، أصله مفتري- بياء في آخره- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وقد عادت الياء في الجمع. [سورة هود (11) : آية 14] فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إن) مثل المتقدّم (لم) حرف نفي (يستجيبوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، وعلامة الجزم حذف النون..

_ (1) انظر الآية (24) من سورة البقرة ففيها مزيد تفصيل حول جزم فعل الشرط المسبوق ب (لم) .

والواو فاعل (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا) مثل ائتوا «1» ، (أنّما) كافّة ومكفوفة (أنزل) فعل ماض مبنيّ لمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (بعلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل أي ملتبسا بعلم الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) حرف للاستثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام فيه معنى الأمر (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «يستجيبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «اعلموا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أنزل بعلم الله» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي اعلموا «3» . وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر أن المخفّفة. وجملة: «هل أنتم مسلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أنزل القرآن بعلم الله فهل أنتم مسلمون «4» . والمصدر المؤوّل (أن لا إله إلّا هو) في محلّ نصب معطوف على

_ (1) في الآية السابقة (13) . (2) أو معطوفة على الجملة المقدّرة بعد قل في الآية السابقة في محلّ نصب. (3) يحتمل أن تكون الجملة صلة ل (ما) الموصولة وهي اسم أنّ، والخبر بعلم الله، وحينئذ تكتب أنّ ما منفصلة. (4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة هود (11) : آية 15]

محلّ أنّما أنزل بعلم الله. [سورة هود (11) : آية 15] مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (15) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الحياة) مفعول به منصوب (الدنيا) نعت للحياة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (زينة) معطوف على الحياة منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (نوفّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوفّ) ، (أعمال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (نوفّ) ، (أعمال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوفّ) ، (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فيها) مثل الأول متعلّق ب (يبخسون) ، (لا) نافية (يبخسون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. جملة: «من كان يريد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يريد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يريد الحياة ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «نوفّ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]

[سورة هود (11) : الآيات 16 إلى 17]

وجملة: «هم.. لا يبخسون» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «لا يبخسون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة هود (11) : الآيات 16 الى 17] أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17) الإعراب: (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (ليس) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المقدّر «1» ، (إلّا) أداة حصر (النار) اسم ليس مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (حبط) فعل ماض (ما) حرف مصدريّ «2» ، (صنعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (فيها) مثل المتقدّم «3» متعلّق ب (صنعوا) . والمصدر المؤوّل (ما صنعوا) في محلّ رفع فاعل حبط. (الواو) عاطفة (باطل) خبر مقدّم مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر والعائد محذوف «4» .

_ (1) أو متعلّق بحال من النار. (2) أو اسم موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف. (3) في الآية (15) من هذه السورة. (4) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ رفع مبتدأ، أي باطل عملهم.

(كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ليس لهم.. إلّا النار» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «حبط ما صنعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «صنعوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «باطل ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حبط.. وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره محذوف تقديره كغيره، أو: كمن ليس كذلك (كان) مثل السابق «1» ، (على بيّنة) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان (من ربّ) جارّ ومجرور نعت لبيّنة و (الهاء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الهاء) ضمير مفعول به (شاهد) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشاهد، والضمير عائد على الله، (الواو) عاطفة (من قبل) جارّ ومجرور حال من كتاب، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (كتاب) معطوف على شاهد «2» مرفوع (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة

_ (1) في الآية (15) من هذه السورة. (2) لا مانع من عطف (كتاب) على (شاهد) مع وجود الفاصل لأن الفاصل هو الجار.. ويجوز أن يكون (كتاب) مبتدأ خبره الجارّ والمجرور قبله، والعطف هو من عطف الجمل.

على الألف فهو ممنوع من الصرف (إماما) حال منصوبة من كتاب عاملها يتلوه، (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على (إماما) منصوب (أولئك) مثل الأول (يؤمنون) مثل يعملون (به) مثل منه متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (من) مرّ إعرابه «1» ، (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (به) مثل منه متعلّق ب (يكفر) ، (من الأحزاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يكفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (النار) مبتدأ مرفوع (موعد) خبر مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت «2» ، (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بخبر تك (منه) مثل الأول متعلّق بنعت لمرية (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) مثل الأول متعلّق بحال من الحقّ.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يؤمنون) مثل يعملون. وجملة: «من كان علي بيّنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين ... وجملة: «كان على بيّنة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يتلوه شاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك يؤمنون به ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .

_ (1) في الآية (15) من هذه السورة. (2) الخطاب للرسول عليه السلام والمقصود به غيره.

الصرف:

وجملة: «من يكفر به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك يؤمنون به. وجملة: «يكفر به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «النار موعده» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تك في مرية» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة استئنافيّة أي تنبّه فلا تك في مرية «2» . وجملة: «إنّه الحقّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر لكنّ. الصرف: (موعد) ، اسم مكان من فعل وعد الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنه معتل مثال محذوف الفاء في المضارع. (مرية) ، اسم مصدر من (ماري) الرباعيّ، وهنا بمعنى الشكّ بكسر الميم، وزنه فعلة، وقد تضمّ عند أسد وتميم. الفوائد - من الاستفهامية: ورد في هذه الآية قوله تعالى أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، ومن المعلوم أن (من) تأتي استفهامية وموصولة وشرطيه وموصوفة، ولكننا سنتكلم عن جانب منها وهو الاستفهام: 1- هي اسم مبني على السكون، يفيد الاستفهام، كقوله تعالى: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) الرابط هو رابط السببية ولذا يصح أن تكون الجملة جوابا لشرط مقدر يفهم من السياق السابق أي: إن كان القرآن من عند الله فلا تك في مرية منه ...

[سورة هود (11) : الآيات 18 إلى 19]

فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى. وفي قوله تعالى وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ فمن في الآية استفهامية أشربت معنى النفي أي لا يغفر الذنوب إلا الله. ولا يشترط بمن التي أشربت معنى الاستفهام أن تسبق بالواو، خلافا لابن مالك، بدليل قوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ. 2- إذا قيل: من ذا لقيت؟ فمن مبتدأ وذا خبر موصول والعائد محذوف: أي ذا اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع خبر، والعائد في الفعل لقيت محذوف تقديره (من ذا لقيته) . 3- يكون إعرابها كما يلي: آ- مبتدأ: إذا وليها اسم كقوله تعالى فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى. ويجوز كونها خبرا مقدما وما بعدها مبتدأ مؤخر، وكذلك إذا وليها فعل لازم مثل: (من جار على أخيه أولا؟ وكذلك إذا وليها فعل متعد استوفى مفعوله مثل قوله تعالى مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا. ب- وتعرب في محل نصب مفعولا به مقدما، إذا وليها فعل متعد لم يستوف مفعوله. مثل: (من أكرم الأمير) . ج- وتعرب في محل نصب خبر مقدم لكان أو إحدى أخواتها، إذا وليها فعل ناقص، مثل (من أصبح صديقك) (من كان جارك) . [سورة هود (11) : الآيات 18 الى 19] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (19) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بأظلم (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر،

والفاعل هو (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى) (كذبا) مفعول به «1» ، منصوب (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (يعرضون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع ... و (الواو) نائب الفاعل (على ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعرضون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقول) مضارع مرفوع (الأشهاد) فاعل مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبتدأ (الذين) اسم موصول خبر (كذبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (على ربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذبوا) ، و (الهاء) مضاف إليه (ألا) حرف تنبيه (لعنة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف. جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أولئك يعرضون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعرضون على ربّهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «يقول الأشهاد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يعرضون، والرابط مقدّر أي يقول الأشهاد فيهم «2» . وجملة: «هؤلاء الذين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كذبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لعنة الله على الظالمين» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأن الكذب مرادف للافتراء، ومفعول افترى محذوف. (2) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة الاستئناف (أولئك يعرضون..) فلا محلّ لها.

الصرف:

(الذين) موصول في إعرابه عدّة وجوه: الأول: في محلّ جرّ نعت للظالمين. الثاني: في محلّ رفع بدل من (الذين) المتقدّم. الثالث: في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف وجوبا على الذمّ تقديره هم «1» . الرابع: في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أذمّ. (يصدّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يبغون) مثل يصدّون و (ها) ضمير مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال منصوب (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون) خبر المبتدأ مرفوع (هم) الثاني توكيد لفظيّ للأول. وجملة: «يصدّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يبغونها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم ... كافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (الأشهاد) ، جمع شاهد زنة فاعل أو شهيد زنة فعيل، صفة مشتقّة من شهد يشهد باب فرح. (يبغون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يبغيون بضمّ الياء الثانية، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت- وهو إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى الغين قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- وزنه يفعون.

_ (1) والجملة استئنافيّة.

[سورة هود (11) : آية 20]

[سورة هود (11) : آية 20] أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (20) الإعراب: (أولئك) مبتدأ «1» ، (لم) حرف نفي وجزم (يكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم كان (معجزين) خبر المبتدأ منصوب وعلامة النصب الياء (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمعجزين (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) ماض ناقص- ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (من دون) جارّ ومجرور حال من أولياء (من) حرف جرّ زائد (أولياء) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف، اسم منته بألف التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (يضاعف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق ب (يضاعف) ، (العذاب) نائب الفاعل (ما) مثل الأولى «2» ، (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يستطيعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (السمع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ما كانوا يبصرون) مثل ما كانوا يستطيعون. جملة: «أولئك لم يكونوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يكونوا معجزين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «ما كان لهم ... أولياء» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

_ (1) انظر الآية (18) من هذه السورة. [.....] (2) أجاز العكبريّ جعلها مصدريّة ظرفيّة أي مدّة استطاعتهم السمع..

البلاغة

وجملة: «يضاعف لهم العذاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كانوا يستطيعون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يستطيعون السمع» في محلّ نصب خبر كانوا (الأول) . وجملة: «ما كانوا يبصرون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «يبصرون» في محلّ نصب خبر كانوا (الثاني) . البلاغة الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ» أي أنهم كانوا يستثقلون سماع الحق الذي جاء به الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم ويستكرهونه إلى أقصى الغايات، حتى كأنهم لا يستطيعونه، وهو نظير قول القائل: العاشق لا يستطيع أن يسمع كلام العاذل. [سورة هود (11) : آية 21] أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (21) الإعراب: (أولئك الذين) مبتدأ وخبر- وقد مرّ إعرابهما «1» -، (خسروا) مثل كذبوا «2» ، (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (كانوا يفترون) مثل كانوا يستطيعون «3» . جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة. (2) في الآية (18) من هذه السورة. (3) في الآية السابقة (20) .

[سورة هود (11) : آية 22]

وجملة: «ضلّ.. ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كانوا يفترون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة هود (11) : آية 22] لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) الإعراب: (لا) نافية للجنس (جرم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب «1» ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (الأخسرون) ، (هم) ضمير فصل «2» ، (الأخسرون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أنهم.. الأخسرون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أو من أي: في أنهم.. أو من أنّهم. متعلّق بخبر لا. جملة: «لا جرم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (جرم) ، قد يكون اسما بمعنى محالة أو بمعنى حدّ أو منع أو قطع.. وقد يكون فعلا بمعنى كسب أو بمعنى حقّ وثبت.. وزنه فعل بفتحتين «3»

_ (1) آثرنا إعراب الجمهور- خلافا لسيبويه- لأنه أسهل ولا يحتاج إلى تأويل. ويجوز إعراب الآية كما يلي: لا: نافية. جرم: فعل ماض بمعنى وجب أو حقّ أو ثبت.. والمصدر المؤوّل (أنّهم.. الأخسرون) في محلّ رفع فاعل أي: ثبت خسرانهم في الآخرة. وقد يجمع اللفظان (لا جرم) بكلمة واحدة بمعنى حقّا، فهو في محلّ نصب مفعول مطلق.. والمصدر المؤوّل في محلّ رفع فاعل للمصدر حقا أي: حقّا خسرانهم. وثمّة أوجه أخرى ضربنا الصفح عنها لبعدها. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الأخسرون.. والجملة الاسميّة خبر أنّ. (3) هكذا ورد في المخطوط، قال في المنجد: جرم النخل: قطف ثمره، وجرم الشيء: أتمّه، واجترم لأهله: اكتسب.

[سورة هود (11) : آية 23]

[سورة هود (11) : آية 23] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (23) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (عملوا) ومثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أخبتوا) مثل آمنوا (إلى ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخبتوا) و (هم) ضمير مضاف إليه (أولئك) مبتدأ كالسابق «1» ، (أصحاب) خبر مرفوع (الجنة) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أخبتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب «2» . [سورة هود (11) : آية 24] مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24) الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع (الفريقين) مضاف إليه مجرور وعلامة

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة. (2) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) .

الصرف:

الجرّ الياء (كالأعمى) جارّ ومجرور خبر المبتدأ على حذف مضاف أي كمثل الأعمى، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الأصمّ) معطوف على الأعمى بالواو مجرور ومثله (البصير) على حذف مضاف أي مثل البصير، مجرور (السميع) معطوفة على البصير بالواو مجرور (هل) حرف استفهام للإنكار «1» (يستويان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (مثلا) تمييز منصوب (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مضارع مرفوع وحذف منه إحدى التاءين.. والواو فاعل. جملة: «مثل الفريقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل يستويان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي أجهلتم فلا تذكّرون. الصرف: (الأصمّ) ، صفة مشبّهة على وزن أفعل من صمّ يصمّ باب فتح مؤنثة صمّاء وجمعه صمّ وصمان بضمّ الصاد فيهما (تذكّرون) ، حذفت فيه إحدى التاءين للتخفيف، أصله تتذكّرون. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ» أي كحال من جمع بين العمى والصمم، ومن جمع بين البصر والسمع. فهناك تشبيهان: الأول تشبيه حال الكفرة الموصوفين بالتعامي والتصامّ عن آيات الله بحال من خلق أعمى أصم لا تنفعه عبارة ولا إشارة والثاني تشبيه حال الذين آمنوا وعملوا الصالحات فانتفعوا بأسماعهم وأبصارهم، بحال من هو بصير سميع، يستفيء بالأنوار في الظلام، ويستفيء بمغانم الإنذار والإشارة فوزا

_ (1) أو للنفي أي لا يستويان مثلا.

[سورة هود (11) : الآيات 25 إلى 27]

بالمرام. ويحتمل أن يكون هناك أربع تشبيهات، بأن يعتبر تشبيه حال كل من الفريقين: الفريق الكافر والفريق المؤمن، بحال اثنين. أي مثل الفريق الكافر كالأعمى، ومثله أيضا كالأصم ومثل الفريق المؤمن كالبصير، ومثله أيضا كالسميع وللآية على احتمالاتها شبه في الجملة بقول امرئ القيس: كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي ففي البيت تشبيه قلوب الطير الرطبة بالعناب، وتشبيه قلوب الطير اليابسة بالحشف البالي. ولكن الآية زادت بتشبيه اثنين بأربعة كما هو واضح. فقد شبهت كل واحد من الكافر والمؤمن تشبهين. [سورة هود (11) : الآيات 25 الى 27] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (27) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (نوحا) مفعول به منصوب (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (نذير) وهو خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لنذير مرفوع.

جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم وجوابها لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي لكم نذير ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. والقول المقدّر حال من (نوحا) . (أن) حرف تفسير «1» ، (لا) ناهية جازمة (تعبدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّي) مثل الأول (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (أخاف) «2» ، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (أليم) نعت ليوم مجرور «3» . وجملة: «لا تعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيرية. وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض (الملأ) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للملأ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل كفروا و (الهاء) مضاف إليه (ما) نافية (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و (الكاف) ضمير مفعول به (إلّا) أداة

_ (1) سبق الحرف بفعل فيه معنى القول دون حروفه وهو قوله: إنّي لكم نذير مبين أي أنذركم أي أقول لكم منذرا وثمّة توجيهات أخرى جائزة كما في الآية (2) من هذه السورة (الجزء 11) . (2) أو بمحذوف حال من عذاب. (3) الألم يصف العذاب لا اليوم، ولذا فهو من الإسناد المجازيّ.

حصر (بشرا) مفعول به ثان منصوب «1» ، (مثل) نعت ل (بشرا) منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه «2» ، (الواو) عاطفة (ما نراك) مثل الأولى (اتّبع) فعل ماض و (الكاف) مفعول به (إلّا) مثل الأولى (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل «3» ، (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أراذل) خبر مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بادي) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبع) «4» ، (الرأي) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما نرى) مثل الأولى (لكم) مرّ إعرابه متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (نرى) ، (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فضل- نعت تقدّم على المنعوت- (من) حرف جرّ زائد (فضل) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل (بل) حرف إضراب (نظنّكم) مثل نراك، والضمّة ظاهرة (كاذبين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما نراك (الأولى) » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو حال إذا كانت الرؤية بصريّة. [.....] (2) أو حال ثانية من ضمير الخطاب. (3) يجوز أن يكون (إلّا) حرفا للاستثناء، والذين بدل من الفاعل المقدّر أي ما نراك اتّبعك إنسان إلّا الذين.. ويجوز أن يكون الموصول منصوبا على الاستثناء. (4) أو بفعل نراك. وقد جاء في لسان العرب: «وانتصاب من همز ومن لم يهمز- أي بادئ أو بادي- بالاتباع على مذهب المصدر أي اتّبعوك اتّباعا ظاهرا أو اتّباعا مبتدأ. وإذا كانت بادي الرأي بمعنى ظاهر الرأي يجوز إعرابها منصوبة على نزع الخافض أي: في بادي الرأي» .

الصرف:

وجملة: «ما نراك (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «اتّبعك إلّا الذين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (نراك) الثانية «1» . وجملة: «هم أراذلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما نرى....» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «نظنّكم كاذبين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أراذل) ، جمع أرذل- بضمّ الذال- وهو جمع رذل- بسكونها- صفة مشتقّة غلبت عليها الاسميّة ولا يكاد يذكر الموصوف معها، كالأبطح والأبرق. وقيل (أراذل) هو جمع أرذل زنة أكبر فهو ليس جمع الجمع، ووزن أراذل أفاعل. (بادي) ، إمّا من فعل بدأ وزنه فاعل أي بادئ ثمّ خفّفت الهمزة فانقلب ياء لانكسار ما قبله.. أو هو من فعل بدا يبدو وزنه فاعل، وفيه إعلال بقلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها أصله بادو.. وفي كلا الاعتبارين هو مصدر مثل العافية والعاقبة. (الرأي) ، وهو الرؤية بالعقل كما الرؤية بالعين.. انظر الآية (13) من سورة آل عمران. البلاغة التعريض: في قوله تعالى «فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ» . وغرضهم هنا منه

_ (1) وإذا كانت رأي بصريّة، فالجملة في محلّ نصب حال بتقدير قد.

الفوائد

التعريض بأنهم أحق منه بالنبوة وأن الله لو أراد أن يجعلها في أحد لجعلها فيهم، وقد زعم هؤلاء أنهم يحجون نوحا من وجهين: أحدهما أن المتبعين أراذل ليسوا قدوة ولا أسوة، والثاني أنهم مع ذلك لم يتروّوا في اتباعه، ولا أمعنوا الفكرة في صحة ما جاء به، وإنما بادروا إلى ذلك ارتجالا وفي غير فكرة ولا رويّة. الفوائد - (أن) وما فيها من وجوه الإعراب: ورد في هذه الآية قوله تعالى أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ (أن) في هذه الآية، فيها ثلاثة أوجه، سنوردها ونبين ما يترتب على ما بعدها من إعراب: 1- أن: حرف تفسير، ولا ناهية جازمة، والفعل بعدها مجزوم. 2- أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، ولا ناهية جازمة، والفعل بعدها مجزوم. والتقدير أنه لا تعبدوا إلا الله. 3- أن حرف ناصب، ولا نافية لا عمل لها، والفعل تعبدوا منصوب بأن. [سورة هود (11) : الآيات 28 الى 31] قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (28) وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء

المحذوفة و (الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (رأيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل بمعنى أخبروني، ومفعول رأيتم محذوف دلّ عليه لفظ البيّنة بعد الشرط أي أرأيتم البيّنة (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) اسم كان (على بيّنة) جارّ ومجرور خبر كنت (من ربّ) جارّ ومجرور نعت لبيّنة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (رحمة) مفعول به ثان منصوب (من عند) جارّ ومجرور نعت لرحمة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (عمّيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي- أي البيّنة- (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عمّيت) ، (الهمزة) للاستفهام (نلزم) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به و (الواو) زائدة هي حركة إشباع الميم و (ها) ضمير مفعول به ثان. والفاعل نحن للتعظيم (الواو) واو الحال (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كارهون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرأيتم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كنت على بيّنة ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «آتاني رحمة ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين جملة كنت

على بيّنة وجملة عمّيت المعطوفة عليها «1» . وجملة: «عمّيت عليكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة كنت على بيّنة. وجملة: «أنلزمكموها» في محلّ نصب مفعول به ثان ل (رأيتم) . وجملة: «أنتم لها كارهون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب مفعول الفعل. (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) نافية (أسأل) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (عليه) مثل عليكم متعلّق بحال من (مالا) وهو مفعول به ثان منصوب (إن) حرف نفي (أجري) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (على الله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (طارد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ملاقو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، وحذفت النون للإضافة (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه، و (الميم) لجمع الذكور (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لكنّ (أرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (قوما) مفعول به ثان منصوب (تجهلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

_ (1) يجوز أن يكون الضمير في عمّيت يعود على رحمة.. وحينئذ تعطف جملة آتاني.. على جملة كنت على بيّنة.

وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء الأولى. وجملة: «لا أسألكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أن أجري ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ما أنا بطارد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّهم ملاقو ... » لا محلّ لها تعليلية لعدم الطرد. وجملة: «لكنّي أراكم ... » لا محل لها معطوفة على التعليليّة الثانية أو على جملة جواب النداء المعطوفة ما أنا بطارد. وجملة: «أراكم ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «تجهلون» في محلّ نصب نعت ل (قوما) . (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ينصر) مضارع مرفوع و (النون) نون الوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينصر) بتضمينه معنى يمنع ويحمي (أن) حرف شرط جازم (طردت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مثل تجهلون وقد حذف إحدى التاءين للتخفيف. وجملة النداء: «يا قوم» في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء الأولى «1» .

_ (1) وتكرار النداء (يا قوم) للاستدراج.

وجملة: «من ينصرني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ينصرني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «طردتهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم. وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي أتجهلون فلا تذكّرون ... (الواو) عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (لكم) مثل لها متعلّق ب (أقول) ، (عندي) ظرف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و (الياء) مضاف إليه (خزائن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (إنّي) مثل إنّهم (ملك) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أقول) «1» ، (تزدري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (أعين) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه، والعائد محذوف أي تزدريهم (لن) حرف ناصب وناف (يؤتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (خيرا) مفعول به ثان منصوب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) مضاف إليه (إنّي) مثل إنّهم (إذا) حرف جواب لا عمل له (اللام) هي المزحلقة (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.

_ (1) اللام بمعنى (في) ، وفي الكلام حذف مضاف أي في شأن الذين ...

الصرف:

وجملة: «لا أقول (الأولى) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الأول أو الثاني (لا أسألكم) . وجملة: «عندي خزائن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول. وجملة: «لا أقول (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول الأولى. وجملة: «إنّي ملك» في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة: «لا أقول (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول الأولى. وجملة: «تزدري أعينكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن يؤتيهم الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثالث. وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّي.. لمن الظالمين» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (طارد) ، اسم فاعل من (طرد) الثلاثيّ، وزنه فاعل. (تزدري) ، فيه إبدال التاء دالا وأصله تزتري، جاءت التاء بعد الزاي قلبت دالا، وكذا شأن التاء في كلّ حال تأتي بعد الزاي، وزنه تفتعل. البلاغة الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ» أي أخفيت، حيث شبه خفاء الدليل بالعمى، في أن كلا منهما يمنع الوصول إلى المقاصد. وقيل: الكلام على القلب، والأصل فعميتم عنها، كما تقول العرب: أدخلت القلنسوة في رأسي، ومنه قول الشاعر: ترى الثور فيها يدخل الظل رأسه، وقوله تعالى:

الفوائد

«فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» وفي هذه الآيات فن رفيع من فنون البديع، وهو الجمع مع التقسيم. وهو أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر، ثم يقسم ما جمع. وفي هذه الآيات رد على ما أورده من شبه، حيث قالوا «ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ» فرد عليهم ردا يمكن إرجاعه إلى ما أوردوه من شبه، فكأنه يقول: إن كان نفيكم الفضل عني متعلقا بفضل المال والجاه، فأنا لم أدّعه، ولم أقل لكم إن خزائن الله عندي حتى تنازعوني في ذلك وتنكروه. الفوائد 1- الكلمة الموحية: ورد في هذه الآية قوله تعالى أَنُلْزِمُكُمُوها وقد جاءت هذه الكلمة في سياق خطاب نوح عليه الصلاة والسلام إلى قومه، وقد أعرضوا عن الهدى، وصممّوا على رفض الهدى والإسلام، لذا فإن نوحا عليه الصلاة والسلام أحس بالصعوبة الشديدة في إبلاغهم الهداية، بل هي مستحيلة، وكأنك ترغم إنسانا على شيء وهو كاره له نافر منه، فجاءت كلمة (أنلزمكموها) بلفظها المديد أولا، وقد حشر فيها الضميران الكاف (وها) ، وأشبعت حركة الميم التي هي ضمة فأصبحت واوا ثانيا، وورود الاستفهام الاستنكاري في بدايتها ثالثا، وجرس حروفها وإيقاعها رابعا، لتتضافر هذه العوامل، وترسم معنى الإكراه ومحاولة إبلاغ الشيء بصعوبة شديدة إلى من يرفضه ويأباه، ولو وضعنا بديلا عنها أنلزمكم إياها لتلاشى ذلك الجرس والإيقاع الذي كان لها، وضعفت فيها القوة التي كانت تؤديها فهذا سرّ من أسرار الإعجاز، وهو أن كلام الله عز وجل- بتنسيقه وتأليفه وترتيبه واختياره- يتميز بروح قوية سارية تمنحه قوة وحيوية، وتميزه عن كلام البشر، فيغدو الفرق بعيدا بعيدا بين كلام الخالق والمخلوق، كالفرق بين تمثال أصم جامد وبين بشر ناطق عاقل حيّ.

[سورة هود (11) : آية 32]

2- الأنبياء أفضل أم الملائكة؟ ورد في هذه الآية قوله تعالى، على لسان نوح عليه الصلاة والسلام: (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) . وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تفضيل الملائكة على الأنبياء قال: لأن نوحا عليه الصلاة والسلام قال: وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ لأن الإنسان إذا قال أنا لا أدعي كذا وكذا لا يحسن إلا إذا كان ذلك الشيء أفضل وأشرف من أحوال ذلك القائل، فلما قال نوح عليه الصلاة والسلام هذه المقالة وجب أن يكون الملك أفضل منه. والجواب: أن نوحا عليه الصلاة والسلام، قال هذه المقالة في مقابلة قولهم ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا، لما كان في ظنهم أن الرسل لا يكونون من البشر إنما يكونون من الملائكة، فأعلمهم بأن هذا ظن باطل وأن الرسل إلى البشر إنما يكونون من البشر، فلهذا قال سبحانه وتعالى وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ولم يرد أن درجة الملائكة أفضل من درجة الأنبياء. [سورة هود (11) : آية 32] قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) الإعراب: (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (يا) حرف نداء (نوح) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (قد) حرف تحقيق (جادلت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (أكثرت) مثل جادلت (جدال) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نا) مفعول به (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ائت) ، والعائد محذوف (تعد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت و (نا) مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير اسم كان (من الصادقين) جارّ ومجرور خبر كنت.

[سورة هود (11) : الآيات 33 إلى 34]

جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء يا نوح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد جادلتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أكثرت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «ائتنا....» في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن كنت صادقا في ما تقول فأتنا. وجملة: «تعدنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إن كنت من الصادقين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر «1» .. [سورة هود (11) : الآيات 33 الى 34] قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّما) كافّة ومكفوفة (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتي) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إن) حرف شرط (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو، والمفعول محذوف أي شاء تعجيله لكم (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد زيد في الخبر (معجزين)

_ (1) أو هي استئنافيّة شرطيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين فأتنا ...

منصوب محلا، مجرور لفظا وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يأتيكم به الله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف أي فإنّ أمره إلى الله. وجملة: «ما أنتم بمعجزين» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في يأتيكم. (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (نصحي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إن أردت) مثل إن شاء.. و (التاء) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (أنصح) مضارع منصوب، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنصح) ، (إن كان) مثل كنت «1» ، (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (يريد) مثل ينفع، والفاعل هو (أن يغوي) مثل أن أنصح و (كم) مفعول به (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ربّكم) خبر مرفوع ومضاف إليه (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أن أنصح) في محلّ نصب مفعول به عامله أردت. والمصدر المؤوّل (أن يغويكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. وجملة: «لا ينفعكم نصحي» في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتيكم به الله.

_ (1) في الآية السابقة (32) .

الصرف:

وجملة: «أردت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلا ينفعكم نصحي. وجملة: «إن كان الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الشرط الأول وجوابه أي: إن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي «1» . وجملة: «أنصح ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أن يغويكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «هو ربّكم» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (نصح) ، مصدر سماعيّ لفعل نصح ينصح باب فتح، وزنه فعل بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي نصح بفتح النون ونصاحة بفتح النون وكسرها، ونصاحية بفتح النون.

_ (1) جاء في حاشية الجمل ما يلي: «وجواب الشرط الثاني هو الشرط الأول وجوابه، والتقدير: وإن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي وذلك لأنه إذا اجتمع في الكلام شرطان وجواب يجعل الشرط الثاني شرطا في الأول فلا يقع الجواب إلّا إذا حصل الشرط الثاني ووجد في الخارج قبل وجود الأول لأن الشرط مقدّم على المشروط في الخارج فلو انعكس الأمر بأن وجد الأول أولا لم يقع المعلّق، فلو قال لعبده: أنت حرّ إن كلّمت زيدا إن دخلت داره لم يعتق إلّا إذا وجد دخول الدار قبل كلام زيد.. وعبارة البيضاوي هكذا تقرير الكلام: إن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي» أهـ أي إن نفع النصح إن أراده الرسول لا يتمّ إلّا بشرط إرادة الله.

الفوائد

الفوائد - اعتراض شرط على آخر: ورد في هذه الآية الكريمة شرطان، وهو قوله تعالى وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قال ابن هشام: في هذه الآية نظر، إذ لم يتوال شرطان وبعدهما جواب، كما في قول الشاعر: إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا ... منا معاقيل عزّ زانها كرم إذ الآية الكريمة لم يذكر فيها جواب، وإنما تقدم على الشرطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول، فينبغي أن يقدر إلى جانبه. ويكون الأصل: إن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم. وقد بنى الفقهاء على ذلك حكما وهو: إذا قال أحدهم: إن أكلت إن شربت فأنت طالق. فإن المرأة لا تطلق حتى تقدم المؤخر وتؤخر المقدم، وذلك لأن التقدير حينئذ: إن شربت فإن أكلت فأنت طالق، وجواب الشرط للسابق منهما. [سورة هود (11) : آية 35] أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) الإعراب: (أم يقولون افتراه قل) مرّ إعرابها «1» ، (إن افتريت) مثل إن أردت «2» ، و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (إجرامي) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بريء) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (تجرمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما تجرمون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ببريء.

_ (1) في الآية (13) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (34) .

الصرف:

جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افتراه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إن افتريته ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة: «عليّ إجرامي» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أنا بريء» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط «1» . الصرف: (إجرام) ، مصدر قياسيّ لفعل أجرم الرباعيّ، وزنه أفعال. [سورة هود (11) : الآيات 36 الى 37] وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أوحي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (إلى نوح) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحي) ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ- وهو ضمير الشأن- (لن) حرف نفي ونصب (يؤمن) مضارع منصوب (من قوم) جارّ ومجرور حال من فاعل يؤمن و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل يؤمن (قد) حرف تحقيق (آمن) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تبتئس) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حاليّة من ضمير المتكلّم في (عليّ) ، والعامل فيها معنى الاستقرار. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي: يفعلونه. [.....]

الضمّ.. والواو اسم كان (يفعلون) مضارع مرفوع والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تبتئس) . والمصدر المؤوّل (أنّه لن يؤمن..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي. جملة: «أوحي إلى نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن يؤمن ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة: «قد آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «لا تبتئس» في محلّ جزم (الواو) جواب شرط مقدّر أي إن كان المؤمنون قلّة فلا تبتئس. وجملة: «كانوا يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يفعلون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الواو) عاطفة (اصنع) فعل أمر، والفاعل أنت (الفلك) مفعول به منصوب (بأعين) جارّ ومجرور حال من فاعل اصنع و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (وحينا) معطوف على أعيننا، ومضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخاطب) فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تخاطب) على حذف مضاف أي في أمر الذين ... (ظلموا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (مغرقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

الصرف:

وجملة: «اصنع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تبتئس. وجملة: «لا تخاطبني» معطوفة على جملة اصنع الفلك. وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّهم مغرقون» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (أعين) ، جمع عين، اسم للعضو المعروف، وهنا مستعمل على المجاز أي بحفظنا ورعايتنا. (وحي) ، هو مصدر وحي يحي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يطلق على ما يرسله الله إلى الأنبياء أو هو الملك الذي ينقل رسالة الله إلى النبيّ. (مغرقون) ، جمع مغرق، اسم مفعول من أغرق الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة في قوله تعالى «إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» مجيء الخبر إنكاريا مؤكدا بإن تأكيدا للكلام وتنزيلا للسامع منزلة المتردد، لأنه للنفس اليقظى مظنة التردد في حكم الخبر، ومؤونة الطلب له، فقال أولا: ولا تخاطبني في الذين ظلموا، أي لا تدعني يا نوح في استدفاع العذاب عنهم، ثم قال: إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ، لأن الكلام مظنة أن يتردد نوح بأنه هل يصيبهم بأس بل بأنهم هل هم مغرقون، بملاحظة ما تقدم من قوله واصنع الفلك، فأورد الخبر مؤكدا، فقال: إنهم محكوم عليهم بالإغراق. [سورة هود (11) : الآيات 38 الى 39] وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (39)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (يصنع) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الفلك) مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة «1» (كلّما) ظرف زمان متضمّن معنى الشرط «2» متعلّق ب (سخروا) ، (مرّ) فعل ماض (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مرّ) ، (ملأ) فاعل مرفوع (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لملأ و (الهاء) مضاف إليه (سخروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منه) مثل عليه متعلّق ب (سخروا) ، (قال) مثل مرّ (إن) حرف شرط جازم (تسخروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والراو فاعل (منّا) مثل عليه متعلّق ب (تسخروا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (نسخر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (منكم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نسخر) ، (الكاف) حرف تشبيه وجرّ (ما) حرف مصدريّ (تسخرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما تسخرون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (نسخر) . جملة: «يصنع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مرّ عليه ملأ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه جملة لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «سخروا منه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إن تسخروا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو هي واو الحال، والجملة بعدها في محلّ نصب حال. (2) أو (كلّ) ظرف نائب عن مقدّر أي: كلّ وقت مرور.. و (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مضاف إليه في محلّ جرّ.

[سورة هود (11) : آية 40]

وجملة: «إنّا نسخر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «نسخر منكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تسخرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (الفاء) عاطفة (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تخسرون (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (يخزيه) مثل يأتيه، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على عذاب (الواو) عاطفة (يحلّ) مثل يصنع (عليه) مثل الأول متعلّق ب (يحل) ، (عذاب) فاعل مرفوع (مقيم) نعت لعذاب مرفوع. وجملة: «سوف تعلمون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يأتيه عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يخزيه ... » في محلّ رفع نعت لعذاب (الأول) . وجملة: «يحلّ عليه عذاب» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة. [سورة هود (11) : آية 40] حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) الإعراب: (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (قلنا) ، (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (فار التنور) مثل جاء أمرنا (قلنا) فعل ماض وفاعله (احمل) فعل أمر والفاعل أنت (في) حرف جرّ

_ (1) أو اسم استفهام مبتدأ، والجملة بعده خبر، وقد سدّت جملة الاستفهام مسدّ مفعولي تعلمون.

الصرف:

و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (احمل) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من زوجين «1» - نعت تقدّم على المنعوت- (زوجين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (اثنين) نعت لزوجين منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنى (الواو) عاطفة (أهل) معطوف على زوجين منصوب و (الكاف) مضاف إليه (إلّا) حرف للاستثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (سبق.. القول) مثل جاء أمرنا (عليه) مثل فيها متعلّق ب (سبق) ، (الواو) عاطفة (من آمن) مثل من سبق ومعطوف عليه (الواو) واو الحال (ما) نافية (آمن) مثل جاء (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمن) ، (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (قليل) فاعل مرفوع. جملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فار التنّور ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء أمرنا. وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «احمل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سبق عليه القول» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «آمن (الثانية) » في محلّ نصب حال «2» . (فار) فيه إعلال بالقلب أصله فور بفتحتين قلبت الواو ألفا لمجيئها بعد فتح وزنه فعل. الصرف: (التّنور) ، جاء في لسان العرب مادة (ت ن ر) : «التنور:

_ (1) أو متعلّق ب (احمل) . (2) أو استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

[سورة هود (11) : آية 41]

الذي يخبز فيه، يقال هو في جميع اللغات كذلك، وقال أحمد بن يحيى: التّنور تفعول من النار، قال ابن سيده: وهذا من الفساد بحيث تراه وإنّما هو أصل لم يستعمل إلّا في هذا الحرف وبالزيادة، وصاحبه تنّار. والتنور: وجه الأرض فارسيّ معرّب، وقيل هو بكلّ لغة» أهـ، فوزن تنّور فعّول لأن اشتقاقه من (تنر) . [سورة هود (11) : آية 41] وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي نوح بحسب الظاهر (اركبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (فيها) كالسابقة «1» متعلّق ب (اركبوا) بتضمينه معنى ادخلوا (باسم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مجرى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (مرساها) مثل مجراها ومعطوف عليه عليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّ) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اركبوا فيها ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية (40) السابقة. (2) يجوز أن يكون الجارّ متعلّقا بمحذوف حال من فاعل اركبوا أي قائلين أو متبرّكين باسم الله، وحينئذ يعرب مجرى ظرفا للزمان أو المكان متعلّقا بحال، أو هو ظرف للزمان فقط على نيّة الحذف كما تقول جئتك مقدم الحاج أي وقت قدومه.. أو هو حال إن كان مصدرا ميميّا كقولنا آتيك خفوق النجم. وهذا التخريج ينطبق على (مرسى) لأنه معطوف عليه.

الصرف:

وجملة: «باسم الله مجراها ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (فيها) » . وجملة: «إنّ ربّي لغفور ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. الصرف: (باسم) ، رسمت في المصحف بحذف همزة الوصل (بسم) ، والقاعدة الإملائيّة بعدم الحذف لأن حذف همزة الوصل لا يتمّ إلّا في البسملة الكاملة (بسم الله الرحمن الرحيم) ، أمّا إذا قلت باسم الله آكل، أو باسم الله أركب فلا حذف. (مجرى) ، اسم زمان أو مكان من فعل جرى الثلاثيّ، ووزنه مفعل بفتح الميم والعين، وهو مصدر ميميّ من الفعل نفسه والوزن نفسه لأن الفعل معتلّ ناقص. (مرسى) ، اسم زمان أو مكان من فعل أرسى الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، أو هو مصدر ميميّ من الفعل نفسه، والوزن نفسه. [سورة هود (11) : آية 42] وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (42) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هي (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الفاعل (في موج) جارّ ومجرور حال ثانية من فاعل تجري (كالجبال) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لموج (الواو) عاطفة لا للترتيب (نادى) فعل ماض

_ (1) لا يجوز أن تكون حالا من فاعل اركبوا لأنه ليس فيها عائد عليه.. ويجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول.

مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (نوح) فاعل مرفوع (ابن) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (الواو) اعتراضيّة «1» ، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في معزل) جارّ ومجرور خبر كان (يا) أداة نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة و (الياء) المحذوفة تخفيفا ضمير مضاف إليه (اركب) فعل أمر، والفاعل أنت (معنا) مثل معه «2» متعلّق ب (اركب) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (مع) مثل السابق «3» متعلّق بخبر تكن (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «هي تجري ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي. وجملة: «نادى ... » معطوفة على جملة هي تجري. وجملة: «كان في معزل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يا بنيّ ... » في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي نادى يقول يا بني «5» . وجملة: «اركب معنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تكن مع الكافرين ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

_ (1) أو حاليّة والجملة في محلّ نصب حال. (2، 3) في الآية (40) من هذه السورة. (4) يجوز أن تكون (الواو) واو الحال، والجملة في محلّ نصب حال من مقدّر أي: ركبوا وساروا وهي تجري. (5) أو لا محلّ لها تفسير للنداء في قوله: نادى نوح ابنه.. وانظر الآية (22) من سورة الأعراف.

الصرف:

الصرف: (معزل) ، اسم مكان من عزل الثلاثيّ باب ضرب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأن عينه في المضارع مكسورة. (بنيّ) ، هو تصغير ابن، وأصله بثلاث ياءات، الأولى ياء التصغير والثانية لام الكلمة- أو عينها على الأصل- والثالثة ياء المتكلّم، ثمّ حذفت ياء المتكلّم تخفيفا وأدغمت ياء التصغير في لام الكلمة. [سورة هود (11) : آية 43] قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي ابن نوح (السين) حرف استقبال (آوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (إلى جبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آوي) ، (يعصمني) مضارع مرفوع.. و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به، والفاعل هو (من الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعصم) ، (قال) مثل الأول، والفاعل هو أي نوح (لا) نافية للجنس (عاصم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من أمر الله «1» ، (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب تأويل معنى عاصم «2» ، (رحم) فعل ماض، والفاعل هو أي الله «3» (الواو) عاطفة (حال) فعل ماض (بين) ظرف مكان منصوب

_ (1) لا يجوز أن يكون (عاصم) عاملا في اليوم، إذ لو كان كذلك لنّون.. وأجاز بعضهم تعليق (اليوم) بخبر لا ورده العكبري. (2) فعلى المتّصل أي لا عاصم إلّا الله، وعلى المنقطع أي لكن من رحمه الله يعصم، وقد يكون (عاصم) بمعنى معصوم فالاستثناء متّصل. [.....] (3) ومفعول (رحم) محذوف وهو العائد.

[سورة هود (11) : آية 44]

متعلّق ب (حال) ، و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الموج) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المغرقين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سآوي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعصمني ... » في محلّ جرّ نعت لجبل. وجملة: «قال (الثانية) ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا عاصم.. من أمر الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «رحم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «حال.. الموج ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كان من المغرقين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حال. [سورة هود (11) : آية 44] وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (يا) أداة نداء (أرض) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (ابلعي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ماءك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يا سماء أقلعي) مثل يا أرض ابلعي (الواو) عاطفة (غيض) مثل قيل، (الماء) نائب الفاعل مرفوع (الواو) عاطفة (قضي الأمر) مثل غيض الماء (الواو) عاطفة (استوت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء للتأنيث، والفاعل هي أي السفينة

الصرف:

(على الجوديّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوت) ، (الواو) عاطفة (قيل) مثل الأول (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي ابعدوا أو بعدوا على الدعاء (للقوم) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر (بعدا) «1» ، (الظالمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا أرض ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «ابلعي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يا سماء ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يا أرض. وجملة: «أقلعي ... » لا محلّ لها جواب النداء الثاني. وجملة: «غيض الماء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قضي الأمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «استوت على الجوديّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قيل (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: « (بعد) بعدا..» في محلّ رفع نائب الفاعل «3» . الصرف: (غيض) ، فيه عودة الألف إلى الياء وكسر فاء الكلمة.

_ (1) قال أبو حيّان: واللام في (للقوم) من صلة المصدر، ومنع جماعة التعليق بالمصدر فقالوا تتعلّق بقوله و (قيل) ، والتقدير: وقيل لأجل الظالمين إذ لا يمكن أن يخاطب الهالك إلّا على سبيل المجاز. وقال غيره: هي للتخصيص والتبيين متعلّقة ب (قيل) .. وقيل: الجار والمجرورة متعلق بخبر والمبتدأ محذوف تقديره الدعاء: أي الدعاء للقوم الظالمين.. فثمة جملتان في التركيب.. (2، 3) لأنها في الأصل مقول القول.. والجمهور يجعل نائب الفاعل محذوفا تقديره (القول) ، والجملة مفسّرة.

البلاغة

لمناسبة الياء. (استوت) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، جاءت الألف ساكنة قبل تاء التأنيث فحذفت، وزنه افتعت. (الجوديّ) ، اسم جامد لجبل بعينه، ويقال: كلّ جبل يقال له جوديّ. (بعدا) ، مصدر سماعيّ لفعل بعد يبعد باب كرم وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة 1- النظر في هذه الآية الكريمة من أربع جهات: من جهة علم البيان ومن جهة علم المعاني، وهما مرجعا البلاغة ومن جهة الفصاحة المعنوية ومن جهة الفصاحة اللفظية. أما النظر فيها من جهة علم البيان وهو النظر فيما فيها من المجاز والاستعارة والكناية وما يتصل بذلك من القرينة والترشيح والتعريض، فهو أنه عز سلطانه لما أراد أن يبني معنى: أردنا أن نردّ ما انفجر من الأرض إلى بطنها فارتدّ، وأن نقطع طوفان السماء فانقطع، وأن نفيض الماء النازل من السماء ففاض، وأن نقضي أمر نوح عليه السلام وهو إنجاز ما كنا وعدناه من إغراق قومه فقضي، وأن نسوي السفينة على الجودي فاستوت وأبقينا الظّلمة غرقى بنى سبحانه الكلام على تشبيه المراد منه بالمأمور الذي لا يتأتّى منه- لكمال هيبته من الآمر- العصيان وتشبيه تكوين المراد بالأمر الجزم النافذ في تكون المقصود تصويرا لاقتداره سبحانه العظيم، وأن هذه الأجرام العظيمة من السموات والأرض تابعة لإرادته تعالى إيجادا وإعداما لمشيئته فيها تغييرا وتبديلا كأنها عقلاء مميزون ثم بنى على مجموع التشبيهين نظم الكلام فقال جل وعلا: «قيل ... » على سبيل المجاز عن الإرادة من باب ذكر المسبب وإرادة السبب، لأن الإرادة تكون سببا لوقوع القول في الجملة، وجعل قرينة هذا

المجاز خطاب الجماد وهو «يا أرض ... » «ويا سماء ... » ، وهذا الخطاب للأرض والسماء على سبيل الاستعارة للشبه المذكور، والظاهر أنه أراد أن هناك استعارة بالكناية حيث ذكر المشبه (أعني السماء والأرض المراد منهما حصول أمر) وأريد المشبه به (أعني المأمور الموصوف بأنه لا يتأتى منه العصيان ادعاء) بقرينة نسبة الخطاب إليه ودخول حرف النداء عليه- وهما من خواص المأمور المطيع- ويكون هذا تخييلا. ثم استعار لغور الماء في الأرض البلع الذي هو عمل الجذب في المطعوم للشبه بينهما وهو الذهاب إلى مقر خفي. وفي الكشاف: جعل البلع مستعارا لنشف الأرض الماء وهو أولى، فإن النشف دال على جذب من أجزاء الأرض لما عليها كالبلع بالنسبة إلى الحيوان، ولأن النشف فعل الأرض والغور فعل الماء، مع الطباق بين الفعلين تعديا، ثم استعار الماء للغذاء استعارة بالكناية تشبيها له بالغذاء لتقوى الأرض بالماء في الإنبات للزروع والأشجار تقوي الآكل بالطعام، وجعل قرينة الاستعارة لفظة «ابلعي ... » لكونها موضوعة للاستعمال في الغذاء دون الماء. ثم قال جل وعلا: «ماءك ... » بإضافة الماء إلى الأرض، على سبيل المجاز تشبيها لاتصال الماء بالأرض باتصال الملك بالمالك، واختار ضمير الخطاب لأجل الترشيح، وحاصله أن هناك مجازا لغويا في الهيئة الإضافية الدالة على الاختصاص الملكي، ولهذا جعل الخطاب ترشيحا لهذه الاستعارة من حيث أن الخطاب يدل على صلوح الأرض للمالكية. ثم اختار لاحتباس لمطر الإقلاع الذي هو ترك الفاعل الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان من المطر أو الفعل، ففي «أقلعي ... » استعارة باعتبار جوهره، وكذا باعتبار صيغته أيضا. وهي مبنية على تشبيه تكوين المراد بالأمر الجزم النافذ، والخطاب فيه أيضا ترشيح لاستعارة النداء. ثم قال سبحانه «وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ

بُعْداً ... » فلم يصرح جل وعلا بمن غاض الماء، ولا بمن قضى الأمر وسوى السفينة وقال بعدا. كما لم يصرح سبحانه بقائل «يا أَرْضُ ... » «وَيا سَماءُ ... » في صدر الآية، سلوكا في كل واحد من ذلك لسبيل الكناية، لأن تلك الأمور العظام لا تصدر إلا من ذي قدرة لا يكتنه، قهار لا يغالب فلا مجال لذهاب الوهم إلى أن يكون غيره جلت عظمته قائلا: «يا أَرْضُ ... » و «يا سَماءُ ... » ، ولا غائضا ما غاض، ولا قاضيا مثل ذلك الأمر الهائل، أو أن يكون تسوية السفينة وإقرارها بتسوية غيره. ثم إنه تعالى ختم الكلام بالتعريض، تنبيها لسالكي مسلك أولئك القوم، في تكذيب الرسل عليهم السلام، ظلما لأنفسهم لا غير وإظهارا لمكان السخط ولجهة استحقاقهم إياه، وأن قيامة الطوفان، وتلك الصورة الهائلة، ما كانت إلا لظلمهم، كما يؤذن بذلك الدعاء بالهلاك بعد هلاكهم، والوصف بالظلم مع تعليق الحكم به. وأما النظر فيها من جهة علم المعاني، وهو النظر في فائدة كل كلمة فيها، وجهة كل تقديم وتأخير فيما بين جملها، فذلك أنه اختير «يا ... » دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال، وأنها دالة على بعد المنادي الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة، وإبداء شأن العزة والجبروت. وأما من حيث النظر إلى ترتيب الجمل، فذلك أنه قدم النداء على الأمر، فقيل: «يا أَرْضُ ابْلَعِي ... » «وَيا سَماءُ أَقْلِعِي ... » دون أن يقال: ابلعي يا أرض واقلعي يا سماء، جريا على مقتضى اللازم- فيمن كان مأمورا حقيقة- من تقديم التنبيه، ليتمكن الأمر الوارد عقيبه في نفس المنادي، قصدا بذلك لمعنى الترشيح للاستعارة المكنية في الأرض والسماء، ثم قدم أمر الأرض على أمر السماء، لكونها الأصل، نظرا إلى كون ابتداء الطوفان منها حيث فار تنورها أولا. هذا كله نظرا في الآية من جانبي البلاغة، وقد ذكر ابن أبي الإصبع أن فيها عشرين ضربا من البديع مع أنها سبع عشرة لفظة، وذلك: المناسبة التامة في «ابلعي ... » و «اقلعي ... » ، والاستعارة فيها، والطباق بين الأرض والسماء، والمجاز في

الفوائد

«يا سَماءُ ... » فإن الحقيقة يا مطر السماء، والإشارة في «وَغِيضَ الْماءُ ... » فإنه عبر به عن معان كثيرة لأن الماء لا يفيض حتى يقلع مطر السماء وتبلع الأرض ما يخرج منها فينقص ما على وجه الأرض، والإرداف في «وَاسْتَوَتْ ... » ، والتمثيل في «وَقُضِيَ الْأَمْرُ ... » ، والتعليل فإن غيض الماء علة للاستواء، وصحة التقسيم فإنه استوعب أقسام الماء حال نقصه، والاحتراس في الدعاء لئلا يتوهم أن الغرق لعمومه شمل من لا يستحق الهلاك فإن عدله تعالى يمنع أن يدعو على غير مستحق، وحسن النسق، وائتلاف اللفظ مع المعنى، والإيجاز فإنه سبحانه قص القصة مستوعبة بأخصر عبارة، والتسهيم لأن أول الآية يدل على آخرها، والتهذيب لأن مفرداتها موصوفة بصفات الحسن، وحسن البيان من جهة أن السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء منه، والتمكين لأن الفاصلة مستقرة في محلها مطمئنة في مكانها والانسجام، وزاد الجلال السيوطي الاعتراض. الفوائد 1- الإعجاز البلاغيّ في القرآن: لقد اشتملت هذه الآية على فنون من البلاغة تجاوزت خمسة وعشرين فنا، قد ذكرها علماء البلاغة مفصلة ولا مجال لعرضها، ولا يسع الإنسان إلا أن يخر ساجدا لعظمة الله عز وجل، وينحني أمام بيانه المعجز، مقرا بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. ويروى أن عالما كبيرا حاول أن ينتقد القرآن الكريم وذلك باكتشاف عيب بسيط فيه، واستمرت المحاولة شهورا، وكان له جماعه يترددون عليه ويسألونه ما صنع؟ ولكنه في نهاية المطاف كسر القلم والدواة وقال: هذا كلام الله لا يناقش، ثم مر على مسجد فسمع غلاما يتلو هذه الآية فقال: ما كان لبشر أن يقول مثل هذا الكلام. 2- تعليق الإمام النسفي على هذه الآية: ومن جهة الفصاحة المعنوية، وهي كما ترى نظم للمعاني لطيف، وتأدية لها

[سورة هود (11) : آية 45]

ملخصة مبينة، لا تعقيد يعتري الفكر في طلب المراد، ولا التواء يشكّك الطريق إلى المرتاد. ومن جهة الفصاحة اللفظية، فألفاظها على ما ترى عربية مستعملة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة، عذبة على العذبات، سلسة على الأسلات، كل منها كالماء في السلاسة، وكالعسل في الحلاوة، وكالنسيم في الرقة ومن ثم أطبق المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية. ولله درّ شأن التنزيل، لا يتأمل العالم آية من آياته إلا أدرك لطائف لا تسع الحصر، ولا تظنّن الآية مقصورة على المذكور، فلعلّ المتروك أكثر من المسطور. [سورة هود (11) : آية 45] وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (نادى نوح ربّه) مثل نادى نوح ابنه «1» ، (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ابني) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (من أهل) جارّ ومجرور بخبر إنّ و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّ وعدك) مثل إنّ ابني، والفتحة ظاهرة (الحقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحكم) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء جملة: «نادى نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى وهو عطف تفسير أو تفصيل.

_ (1) في الآية (42) من هذه السورة.

الفوائد

وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «إنّ ابني من أهلي» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ وعدك الحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أنت أحكم الحاكمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. الفوائد هل كنعان الغريق ابن نوح؟ أكثر المفسرين أنه ابن نوح من صلبه. وهذا هو القول الصحيح. وما سوى ذلك فهو باطل. وقد نقل الجمهور ما صح عن ابن عباس أنه قال: ما بغت (ما زنت) امرأة نبي قط. ونص تعالى بقوله وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ كما ناداه أبوه بقوله (يا بني اركب معنا) . وقال المفسرون: إذا كفرت زوجة النبي فهذا لا يعيبه ولا يمس شرفه، أما الزنى فإنه معيب ولا يجوز أن يقع من زوجة نبي قط، كما ورد عن ابن عباس والذي يظهر لي والله أعلم أن قوله تعالى: إنه ليس من أهلك أي أنه باختياره الكفر قد انقطعت القرابة المعنوية بينه وبين أبيه، لأن الإيمان هو الرابط الأساسي والقرابة الحق. [سورة هود (11) : آية 46] قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (46) الإعراب: (قال يا نوح) مرّ إعرابها «2» ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من أهلك) مثل من أهلي

_ (1) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها، والجملة بعدها مقول القول. (2) في الآية (32) من هذه السورة.

متعلّق بخبر ليس «1» (إنّه) مثل الأول (عمل) خبر إنّ مرفوع على حذف مضاف أي ذو عمل (غير) نعت لعمل مرفوع (صالح) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية حازمة (تسألن) مضارع مجزوم.. و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (ليس) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم (به) مثل لك متعلق بحال من (علم) وهو اسم لبس مؤخّر مرفوع (إنّي) مثل إنّه (أعظ) مضارع مرفوع، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (تكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون. والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من متعلّق ب (أعظك) بمعنى أنهاك «3» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا نوح ... » في محلّ نصب مقول القول «4» . وجملة: «إنّه ليس من أهلك» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ليس من أهلك» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّه عمل ... » لا محلّ لها تعليلية.

_ (1) في الآية السابقة (45) . (2) أو هو نكرة موصوفة بمعنى شيء.. والجملة بعده في محلّ نصب نعت له. (3) أو هو في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي: أعظك كراهة أن تكون من الجاهلين. (4) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها، والجملة بعدها مقول القول.

الفوائد

وجملة: «لا تسألن ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: أي إن جاءك علم هذا فلا تسألني ... وجملة: «ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّي أعظك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعظك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الفوائد 1- عصمة الأنبياء: استدل بهذه الآيات من لا يرى عصمة الأنبياء، بأن قوله تعالى إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ المراد منه السؤال، وهو محظور، فلهذا نهاه عنه بقوله فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، وقوله سبحانه وتعالى إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ يدل على أن ذلك السؤال كان جهلا، ففيه زجر وتهديد، وطلب المغفرة والرحمة له يدل على صدور الذنب. والجواب أن الله عز وجل كان قد وعد نوحا عليه الصلاة والسلام بأن ينجيه وأهله، فأخذ نوح ظاهر اللفظ واتبع التأويل بمقتضى الظاهر، ولم يعلم ما غاب عنه ولم يشك في وعد الله سبحانه وتعالى، فأقدم على هذا السؤال لهذا السبب، فعاتبه الله عز وجل على سؤاله ما ليس له به علم، وبين له أنه ليس من أهله الذين وعده بنجاتهم، لكفره وعمله الذي هو غير صالح، وأعلمه الله سبحانه وتعالى أنه مغرقه مع الذين ظلموا، ونهاه عن مخاطبته فيهم، فأشفق نوح من إقدامه على سؤال ربه، فيما لم يؤذن له فيه وخاف من ذلك الهلاك فلجأ إلى ربه عز وجل، وخشع له وعاذ به، وسأله المغفرة والرحمة، لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، وليس في الآية ما يقتضي صدور ذنب ومعصية من نوح عليه الصلاة والسلام سوى تأويله وإقدامه على سؤال ما لم يؤذن له فيه، وهذا ليس بذنب ولا معصية. ويقال في هذه الحادثة ما قيل في فداء النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لأسرى بدر، والله أعلم.

[سورة هود (11) : آية 47]

2- حذف الياء تخفيفا: ورد في القرآن الكريم حذف الياء من بعض الأسماء والأفعال دون سبب نحوي يقتضي ذلك، وقال النحويون بأن سبب حذفها هو التخفيف، وأثناء الإعراب نعتبرها موجودة ونعربها، وقد وردت في هذه الآية في قوله تعالى: فلا تسألن: أصلها فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، وهي ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وورد في سورة الكهف قوله تعالى ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ أي نبغي، وورد أيضا في موضع آخر من القرآن الكريم وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وورد في الآية السابقة رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي أي (ربي) وهذه سمة لكلام الله عز وجل تميزه عن كلام البشر، وحذف الياء فيه مغزى وحكمة وتناسق وانسجام للنغم الموسيقي المتآلف في القرآن الكريم، وفيه لفتة إلى بعض المعاني اللطيفة. ففي قوله تعالى مثلا رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ فيه لفتة إلى قرب الله عز وجل من العبد واستجابته له قبل أن يتم كلمة (ربي) . والله أعلم. [سورة هود (11) : آية 47] قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (47) الإعراب: (قال ربّ) مر إعرابها «1» ، (إنّي) مثل إنّه «2» ، (أعوذ) مثل أعظ «3» ، (الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعوذ) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (أسأل) مضارع منصوب، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (ما ليس لي به علم) مثل ما ليس لك به علم «4» . والمصدر المؤوّل (أن أسألك..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن أسألك.. متعلّق ب (أعوذ) .

_ (1) في الآية (45) من هذه السورة. (2، 3، 4) في الآية (46) السابقة.

[سورة هود (11) : آية 48]

(الواو) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (لا) نافية (تغفر) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (لي) مثل لك، متعلّق ب (تغفر) ، (الواو) عاطفة (ترحم) مضارع مجزوم معطوف على (تغفر) ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره (أنا) (من الخاسرين) جارّ ومجرور خبر أكن. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي أعوذ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أسألك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ليس لي به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة: «إلّا تغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «ترحمني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تغفر. وجملة: «أكن من الخاسرين» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. [سورة هود (11) : آية 48] قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (48)

_ (1) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة بمعنى شيء.

الإعراب:

الإعراب: (قيل) ماض مبنيّ للمجهول (يا نوح) مرّ إعرابها «1» ، (اهبط) فعل أمر، والفاعل أنت (بسلام) جار ومجرور حال من فاعل اهبط (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لسلام «2» ، (الواو) عاطفة (بركات) معطوف على سلام مجرور (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لبركات «3» ، (الواو) عاطفة (على أمم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبركات- أو ببركات- فهو معطوف على المجرور الأول بإعادة الجار (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأمم (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (أمم) مبتدأ مرفوع.. خبره محذوف أي: من ذرّيتك أمم (السين) حرف استقبال (نمتع) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (ثمّ) حرف عطف (يمسّهم) مثل نمتّعهم (منّا) مثل الأول متعلّق بحال من (عذاب) وهو فاعل يمسّهم مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا نوح ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «4» . وجملة: «اهبط بسلام» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «من ذرّيتك أمم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سنمتّعهم» في محلّ رفع نعت لأمم. وجملة: «يمسّهم منّا عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنمتّعهم.

_ (1) في الآية 32 من هذه السورة. [.....] (2) أو متعلّق بسلام. (3) أو متعلّق ببركات. (4) لأنها في الأصل مقول القول.. وانظر الآية (11) من سورة البقرة.

[سورة هود (11) : آية 49]

[سورة هود (11) : آية 49] تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) الإعراب: (تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ «1» ، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ «2» ، (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل نحن للتعظيم و (ها) ضمير مفعول به (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيها) ، (ما) نافية (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه (تعلمها) مثل نوحيها والفاعل أنت ضمير مستتر (أنت) ضمير بارز منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للفاعل (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (قوم) معطوف على الضمير المستتر فاعل تعلم، مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعلمها) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «3» ، (الفاء) استئنافيّة «4» ، (اصبر) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ العاقبة) حرف مشبّه بالفعل واسمه المنصوب (للمتّقين) جارّ ومجرور خبر إنّ. جملة: «تلك من أنباء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نوحيها ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك «5» .

_ (1) والإشارة إلى الآيات التي تروي قصة نوح عليه السلام. (2) أو حال من الضمير الظاهر في (نوحيها) . (3) والإشارة إلى القرآن الكريم. (4) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (5) أو في محلّ نصب حال من أنباء.

[سورة هود (11) : آية 50]

وجملة: «ما كنت تعلمها» في محلّ رفع خبر ثالث «1» . وجملة: «تعلمها» في محلّ نصب خبر كنت. وجملة: «اصبر» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «إنّ العاقبة للمتّقين» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة هود (11) : آية 50] وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (50) الإعراب: (الواو) عاطفة (إلى عاد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره أرسلنا «3» ، (أخاهم) مفعول به للمحذوف منصوب وعلامة النصب الألف.. (وهم) ضمير مضاف إليه (هودا) بدل من (أخاهم) منصوب (قال) فعل ماض (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (غير) نعت لإله مرفوع تبعه محلّا و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف نفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة

_ (1) يجوز أن تكون حالا.. إمّا من ضمير المفعول في (نوحيها) ، أو من الضمير المجرور في إليك) . (2) أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أوذيت في تبليغ ما أرسل إليك فاصبر. (3) يجوز أن يكون المجرور معطوفا على المجرور في قوله (أرسلنا نوحا إلى قومه) - الآية 25-، (أخاهم) معطوفة على (نوحا) ، والعطف حينئذ من عطف المفردات كما نقول: ضرب زيد عمرا وبكر خالدا.. ولكن الإعراب أعلاه أقرب لطول الفصل، والعطف فيه من عطف الجمل كما يأتي.

[سورة هود (11) : الآيات 51 إلى 52]

حصر (مفترون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: « (أرسلنا) إلى عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم: أرسلنا نوحا «1» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إن أنتم إلّا مفترون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. [سورة هود (11) : الآيات 51 الى 52] يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) الإعراب: (يا قوم) مثل السابقة «3» ، (لا أسألكم ... على الذي) مرّ إعراب نظيرها «4» ، (فطر) فعل ماض، والفاعل هو أي الله، وهو العائد و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «يا قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا أسألكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) في الآية (25) من هذه السورة. (2) أو في محلّ نصب حال من (أخاهم) بتقدير قد. (3) في الآية (50) السابقة. [.....] (4) في الآية (29) من هذه السورة.

وجملة: «إن أجري إلّا على الذي..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «فطرني» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أجهلتم فلا تعقلون. (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل السابقة، (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (يرسل) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل هو (السماء) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي ماء السماء «1» ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يرسل) بتضمينه معنى ينزّل (مدرارا) حال منصوبة من السماء «2» ، (الواو) عاطفة (يزد) مضارع مجزوم معطوف على (يرسل) ، والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (قوّة) مفعول به ثان منصوب (إلى قوّة) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لقوّة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (مجرمين) حال من فاعل تتولّوا. جملة النداء: «يا قوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء في السابقة. وجملة: «استغفروا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «توبوا إليه» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) أو هو مجاز مرسل علاقته المكانيّة. (2) انظر الآية (6) من سورة الأنعام ففيها مزيد شرح وإيضاح.

[سورة هود (11) : آية 53]

وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يزدكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. وجملة: «لا تتولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا. [سورة هود (11) : آية 53] قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا هود) مثل يا نوح «1» ، (ما) نافية (جئتنا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (ببيّنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئتنا) «2» (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (تاركي) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (آلهتنا) مضاف إليه مجرور.. و (نا) ضمير مضاف إليه (عن قول) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في تاركي أي صادرين عن قولك (الواو) عاطفة (ما نحن) مثل الأولى (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمؤمنين (بمؤمنين) مثل بتاركي. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا هود ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما جئتنا ببيّنة» لا محلّ لها جواب النداء، استئنافيّة. وجملة: «ما نحن بتاركي ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) في الآية (46) من هذه السورة. (2) أو بمحذوف حال من فاعل جئت.

الفوائد

وجملة: «ما نحن لك بمؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. الفوائد - زيادة الباء: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فقد زيدت الباء بخبر (ما) النافية التي تعمل عمل ليس، فنقول الباء حرف جر زائد، مؤمنين: مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما، وسنورد فيما يلي مواضع زيادة الباء إكمالا للفائدة مع العلم أن الباء الزائدة تزيد المعنى توكيدا. 1- تزاد مع الفاعل. وزيادتها غالبة وواجبة كما في قولنا أحسن بزيد والأصل أحسن زيد، وتغلب زيادتها في فاعل كفى كقوله تعالى كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً 2- في المفعول به، كقوله تعالى وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ 3- في المبتدأ، كقولنا (بحسبك درهم) و (خرجت فإذا بزيد في الباب) . 4- في الخبر، مثل قوله تعالى أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ووَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ 5- في الحال المنفي عاملها، كقول القحيف العقيلي: فما رجع بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيب منتهاها الشاهد فيه قوله (بخائبة) والأصل فما رجعت خائبة. [سورة هود (11) : الآيات 54 الى 56] إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) الإعراب: (إن) حرف نفي (نقول) مضارع مرفوع، والفاعل نحن

(إلّا) أداة حصر (اعترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير مفعول به (بعض) فاعل مرفوع (آلهتنا) مثل السابق «1» ، (بسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتراك) ، (قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّي أشهد) مثل إنّي أعوذ «2» ، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والمشهود عليه محذوف دلّ عليه الآتي (الواو) عاطفة (اشهدوا) فعل مثل استغفروا «3» ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (بريء) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (تشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «إن نقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعتراك» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّي أشهد ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة: «أشهد الله» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اشهدوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي أشهد.. وجملة: «تشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (أنّي بريء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّي بريء.. متعلّق ب (اشهدوا) . والمصدر المؤوّل (ما تشركون) في محلّ جرّ بحرف جرّ من متعلّق ببريء.

_ (1) في الآية (53) السابقة. (2) في الآية (47) من هذه السورة. (3) في الآية (52) من هذه السورة.

(من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمفعول تشركون المحذوف أي تشركون آلهة من دونه و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيدوا) مثل استغفروا «1» ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (جميعا) حال من فاعل كيدوا منصوبة (ثمّ) حرف عطف (لا تنظروا) مثل لا تتولّوا «2» ، و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة تخفيفا ضمير مفعول به. وجملة: «كيدوني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن استطعتم أن تكيدوني فكيدوني. وجملة: «لا تنظرون» معطوفة على جملة كيدوني. (إنّي) مثل الأول (توكّلت) فعل ماض وفاعله (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّلت) ، (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّ الأول مجرور.. و (كم) مضاف إليه (ما) حرف نفي (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) أداة حصر (هو) ضمير منفصل مبتدأ (آخذ) خبر هو مرفوع (بناصيتها) جارّ ومجرور متعلّق بآخذ.. و (ها) مضاف إليه (إنّ ربّي) مرّ إعرابها «3» (على صراط) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مستقيم) نعت لصراط مجرور. وجملة: «إنّي توكّلت ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «توكّلت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما من دابة إلّا هو آخذ ... » لا محلّ لها تعليل آخر. وجملة: «هو آخذ ... » في محلّ رفع خبر دابّة.

_ (1، 2) في الآية (52) من هذه السورة. (3) في الآية (41) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إنّ ربّي على صراط ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (اعتراك) ، فيه إعلال بالقلب، أصله اعتري، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح اعترى- بألف أخيرة- وزنه افتعل، والياء التي هي لام الكلمة منقلبة عن واو مجرّده عرا يعرو، والمصدر عروة. (ناصية) ، اسم لمقدم الرأس، أو الشعر النابت في المقدّمة، وفي الكلمة إعلال بالقلب: نقول نصوت الرجل أي أخذت بناصيته، والأصل ناصوة- بكسر الصاد وفتح الواو- فلمّا تحرّكت الواو وكسر ما قبلها قلبت ياء فأصبح ناصية، وزنه فاعلة، والأخذ بالناصية كناية عن الغلبة والقهر. البلاغة 1- في قوله تعالى «قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ» . فإنه إنما قال: أشهد الله واشهدوا، ولم يقل وأشهدكم ليكون موازنا له وبمعناه، لأن إشهاده الله على البراءة من الشرك صحيح ثابت، وأما إشهادهم فما هو إلا تهاون بدينهم، ودلالة على قلة المبالاة بهم، ولذلك عدل به عن لفظ الأول لاختلاف ما بينهما، وجيء به على لفظ الأمر، كقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه: اشهد عليّ أني لا أحبك، تهكما به واستهانة بحاله هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن صيغة الخبر لا تحتمل سوى الإخبار بوقوع الاشهاد منه، فلما كان إشهاده لله واقعا ومحققا عبر عنه بصيغة الخبر، لأنه إشهاد صحيح وثابت، وعبر في جانبهم بصيغة الأمر التي تتضمن الاستهانة بدينهم، وهو مراده في هذا المقام، ومن جهة ثالثة إنما عدل إلى صيغة الأمر عن صيغة الخبر، للتمييز بين خطابه الله تعالى وخطابه لهم، بأن يعبر عن خطاب الله تعالى بصيغة الخبر التي هي أجل وأشرف وأوفر للمخاطب من صيغة الأمر. 2- المجاز: في قوله تعالى «ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها» أي إلا هو مالك

[سورة هود (11) : آية 57]

لها، قادر عليها، يصرفها كيف يشاء، غير مستعصية عليه سبحانه واستعمال الأخذ بالناصية في القدرة والتسلط مجاز أو كناية. 3- التمثيل: في قوله تعالى «إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» مندرج في البرهان، وهو تمثيل واستعارة، لأنه تعالى مطلع على أمور العباد، مجاز لهم بالثواب والعقاب، كاف لمن اعتصم به، كمن وقف على الجادة فحفظها، وهو كقوله سبحانه وتعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» . [سورة هود (11) : آية 57] فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة «1» (قد) حرف تحقيق (أبلغت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أرسلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) ضمير نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت) «2» ، (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت) . (الواو) استئنافيّة (يستخلف) مضارع مرفوع (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (قوما) مفعول به منصوب (غيركم) نعت ل (قوما) منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (تضرّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء)

_ (1) أو رابطة لجواب الشرط، والجملة بعدها في محلّ جزم جواب الشرط وإن كان فيها معنى التعليل. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل أي أرسلت مكلّفا بتبليغه إليكم، وفي الكلام حذف مضاف.

الفوائد

ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه من نوع الصفة أي ضررا ما (إنّ ربّي على كلّ) مثل المتقدّمة «1» ، والجارّ متعلّق بحفيظ (شيء) مضاف إليه مجرور (حفيظ) خبر إنّ مرفوع. جملة: «إن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد أبلغتكم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تتولّوا لا أبال لأنني قد أبلغتكم. وجملة: «أرسلت به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يستخلف ربّي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تضرّونه شيئا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّ ربّي.... حفيظ» لا محلّ لها تعليليّة. الفوائد - حذف جملة جواب الشرط: 1- يجب حذف جواب الشرط إذا تقدم ما يدل عليه، مثل: هو ظالم إن فعل والتقدير إن فعل فهو ظالم. 2- ويجوز حذف الجواب في غير ذلك، كقوله تعالى فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أي فافعل. ووَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أي لما آمنوا به، بدليل وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ. 3- التحقيق والصواب أن من الحالات التي يحذف بها الجواب: قوله تعالى مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ لأن الجواب سبب عن الشرط، وأجل الله آت سواء وجد الرجاء أم لم يوجد، وإنما الأصل أن جواب الشرط محذوف وتقديره: فليبادر بالعمل فإن أجل الله لآت. ومثله قوله تعالى وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ أي

_ (1) في الآية السابقة (56) .

[سورة هود (11) : آية 58]

فاصبر فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ. وقوله تعالى إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ أي فاصبروا فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ. ومن قبيل ذلك ما ورد في الآية التي نحن بصددها، فقد حذف جواب الشرط (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أي الجواب فلا لوم علي (فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ) . [سورة هود (11) : آية 58] وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (58) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (نجينا) ، (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (نجّينا) فعل ماض وفاعله (هودا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على (هودا) ، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، و (الهاء) مضاف إليه (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجينا) والباء سببيّة (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة (الواو) واو الاستئناف (نجّينا) مثل الأولى و (هم) ضمير مفعول به (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّيناهم) ، (غليظ) نعت لعذاب مجرور. جملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نجّيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .

_ (1) النجاة الأولى في الدنيا، والثانية في الآخرة فلا تتقيّد بالشرط فلم تعطف على الأولى. [.....]

[سورة هود (11) : الآيات 59 إلى 60]

[سورة هود (11) : الآيات 59 الى 60] وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (تلك) مرّ إعرابها «1» ، (عاد) خبر مرفوع (جحدوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جحدوا) ، (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (رسل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّبعوا) مثل جحدوا (أمر) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (جبّار) مثل كلّ (عنيد) نعت لجبّار مجرور. جملة: «تلك عاد ... » لا محلّ لها استئنافية. وجملة: «جحدوا ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك «2» . وجملة: «عصوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا. وجملة: «اتّبعوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا. (الواو) عاطفة (أتبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ متعلّق ب (أتبعوا) ، (الدنيا) بدل من اسم الإشارة تبعه في الجرّ وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لعنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب

_ (1) في الآية (49) من هذه السورة. (2) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

الصرف:

(أتبعوا) فهو معطوف شبه الجملة (في هذه) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (عادا) اسم إنّ منصوب (كفروا) مثل جحدوا (ربّهم) مفعول به منصوب بتضمين كفروا معنى جحدوا، كما ضمّن جحدوا معنى كفروا في الآية السابقة.. و (هم) ضمير مضاف إليه (ألا) مثل الأول (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لعاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعدا) «1» ، (قوم) بدل من عاد مجرور (هود) مضاف إليه مجرور. وجملة: «أتبعوا ... » معطوفة على جملة جحدوا تأخذ إعرابها. وجملة: «إنّ عادا كفروا ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: « (أبعدوا) بعدا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (عنيد) ، صفة مشبهة من فعل عند يعند باب نصر وباب ضرب وباب فرح وباب كرم، وزنه فعيل، مخالف للحقّ وهو عارف به. (هود) ، صرف لأنه ليس أعجميّا، فهو عربيّ: قال ابن هشام في الشذور «2» . ليس بين الأنبياء من هو عربيّ إلّا هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه. وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَتِلْكَ عادٌ» الإشارة للبعيد المحسوس والاسناد المجازي. أو هو من مجاز الحذف، أي تلك قبور عاد.

_ (1) انظر إعراب: بعدا للقوم الظالمين (الآية- 44- من هذه السورة) . (2) الشذور ص: (555) .

[سورة هود (11) : آية 61]

[سورة هود (11) : آية 61] وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) الإعراب: (وإلى ثمود.. إله غيره) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنشأ) فعل ماض، والفاعل هو (كم) ضمير مفعول به (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنشأكم) ، (الواو) عاطفة (استعمركم) مثل أنشأكم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استعمركم) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (إنّ ربّي قريب مجيب) مثل إنّ ربّي لغفور رحيم «2» . جملة: « (أرسلنا) إلى ثمود ... » معطوفة على جملة (أرسلنا) إلى عاد «3» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة النداء: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.

_ (1) في الآية (50) من هذه السورة. (2) في الآية (41) من هذه السورة. (3) في الآية (50) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «هو أنشأكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أنشأكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هو. وجملة: «استعمركم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأكم. وجملة: «استغفروه» جواب شرط مقدّر أي: إن أذنبتم فاستغفروه. وجملة: «توبوا إليه» معطوفة على جملة استغفروه. وجملة: «إنّ ربّي قريب» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (ثمود) ، اسم علم لأبي القبيلة، سمّيت به لشهرته، وهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة، وقبيلة ثمود هي التي كانت تسكن الحجر وهو مكان بين الشام والمدينة. (صالح) ، اسم علم، وهو لفظ عربيّ لأنه على وزن فاعل، وهذا الوزن أعلق بالأسماء منه بالأفعال، ولذلك صرف. (مجيب) ، اسم فاعل من أجاب الرباعيّ، فهو على وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب.. سكّن حرف العلّة ونقلت حركته إلى الحرف الذي قبله وهو الجيم، وأصل مجيب مجوب- بسكون الجيم وكسر الواو- لأن الواو تظهر في المصدر جواب، فلمّا سكّنت وكسر ما قبلها قلبت ياء فهو مجيب. [سورة هود (11) : آية 62] قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (صالح) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (قد) حرف تحقيق (كنت) فعل ماض ناقص واسمه (في) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق

ب (مرجوا) وهو خبر الناقص منصوب (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر و (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (تنهى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت و (نا) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل نعبد (آباء) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن نعبد..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن متعلّق ب (تنهانا) (الواو) واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشكّ (تدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنت، و (نا) ضمير مفعول به (مريب) نعت لشكّ مجرور مثله. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا صالح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد كنت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أتنهانا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «نعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يعبد آباؤنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّنا لفي شكّ..» في محلّ نصب حال من المفعول في (تنهانا) .

الصرف:

وجملة: «تدعونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. الصرف: (مرجوّا) ، اسم مفعول من رجا يرجو وزنه مفعول، وقد أدغمت واو مفعول مع لام الكلمة، ومعناه أن نضع فيك رجاءنا أن تكون سيّدا لنا أو مستشارا في الأمور. (تنهى) ، فيه إعلال بالقلب، فأصل الألف ياء لأن المصدر نهي، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (مريب) ، اسم فاعل من أراب الرباعيّ أي أوقعه في الريب أو من أراب اللازم أي صار ذا ريب، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين، أصله مريب بسكون الراء وكسر الياء، استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الراء قبلها فأصبح (مريب) . [سورة هود (11) : الآيات 63 الى 64] قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (64) الإعراب: (قال يا قوم ... منه رحمة) مرّ إعرابها «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من ينصرني.. إن عصيته) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (تزيدون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به أوّل (غير) مفعول به ثان منصوب (تخسير) مضاف إليه مجرور. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (28) من هذه السورة. (2) في الآية (30) من هذه السورة.

وجملة: «النداء: يا قوم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرأيتم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن كنت على بيّنة» لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «آتاني منه رحمة» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة: «من ينصرني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عصيت الله فمن ينصرني منه، وجملة الشرط المقدّرة وجوابها في محلّ جزم جواب الشرط إن كنت. وجملة: «إن عصيته المذكورة» لا محلّ لها تفسيريّة للشرط المقدّر ... والمفعول الثاني لفعل رأيتم محذوف يدل عليه قوله: من ينصرني من الله إن عصيته أي أأعصيه في ترك ما أنا عليه. وجملة: «ينصرني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «ما تزيدونني ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ناقة) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت- (آية) حال من ناقة، عاملها الإشارة (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ذروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (تأكل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هي (في أرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل) ، (الله) لفظ الجلالة مثل الأول (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (بسوء) جارّ ومجرور

الصرف:

متعلّق ب (تمسّوا) ، (الفاء) فاء السببيّة (يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (قريب) نعت لعذاب مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يأخذكم..) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم مسّ لها فأخذ لكم بعذاب. وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى. وجملة: «هذه ناقة الله ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ذروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: تنبّهوا فذروها. وجملة: «تأكل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تتركوها تأكل. وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروها. الصرف: (تخسير) مصدر قياسي للرباعي خسّر، وزنه تفعيل. الفوائد - ناقة صالح عليه الصلاة والسلام: ذكر محمد بن إسحاق، ووهب بن منبه، وغيرهما من أصحاب السير والأخبار، أنه لما ألح صالح- عليه الصلاة والسلام- على قومه بالدعاء والتذكير والتحذير، سألوه أن يريهم آية تكون مصداقا على ما يقول، قال صالح: أي آية تريدون. قالوا: تخرج معنا إلى عيدنا، فتدعو إلهك، وندعوا آلهتنا، فإن استجيب لك اتبعناك، وإن استجيب لنا اتبعتنا، فدعوا أصنامهم ألا يجاب لصالح، ثم سألوه أن يخرج لهم من الصخرة ناقة بأوصاف معينة حسنة حتى يؤمنوا به، فأخذ منهم المواثيق على ذلك، فرضوا، فصلّى صالح ركعتين ودعا ربه، فتمخضت الصخرة عن ناقة بالأوصاف التي طلبوها، فآمن

[سورة هود (11) : الآيات 65 إلى 66]

به رئيس القوم (جندع بن عمرو) ورهط معه، وامتنع الباقون لعنادهم وإصرارهم، فقال لهم صالح: هذه الناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فكانت تشرب يوما وتدع يوما، وتسقيهم حليبا كثيرا عوضا عما شربت من الماء. لكن الأشرار منهم لم يرق لهم ذلك، فائتمروا بينهم، وكانوا تسعة رهط، فانطلق (قدار) وصحبه، فرصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وقد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وعند ما وصلت الناقة حثته فتاة جميلة على عقرها، فشدّ على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها، ورغت رغاة واحدة فتحدر سقيها من الجبل، ثم طعن قدار في لبتها فنحرها، فخرج أهل البلد فاقتسموا لحمها فلما علم صالح عليه الصلاة والسلام بالأمر قال لقومه: أدركوا فصيلها، فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب. فخرجوا في طلبه، فرأوه على الجبل، وجاء صالح عليه الصلاة والسلام، فلما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه، ثم رغا ثلاثا، ثم انفجرت الصخرة فدخلها، فقال صالح عليه الصلاة والسلام لقومه: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذوب. [سورة هود (11) : الآيات 65 الى 66] فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) الإعراب: (الفاء) عاطفة (عقروا) فعل ماض وفاعله و (ها) ضمير مفعول به (الفاء) مثل الأولى (قال) فعل ماض والفاعل هو (تمتّعوا) مثل ذروا «1» ، (في دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّعوا) «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (ثلاثة) مفعول فيه ظرف زمان منصوب- أضيف إلى ظرف- متعلّق ب (تمتّعوا) ، (أيّام) مضاف إليه مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في

_ (1) في الآية السابقة (64) . (2) أو بمحذوف حال من فاعل تمتّعوا.

محلّ رفع مبتدأ (وعد) خبر مرفوع (غير) نعت لوعد مرفوع مثله (مكذوب) مضاف إليه مجرور. جملة: «عقروها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فأبوا سماع كلامه فعقروها. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها. وجملة: «تمتّعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ذلك وعد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الفاء) عاطفة (لمّا جاء ... برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (من خزي) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره نجّيناهم (يوم) مضاف إليه مجرور (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين العوض من جملة محذوفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (رب) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل للتوكيد «2» ، (القويّ) خبر إن مرفوع (العزيز) خبر ثان مرفوع. وجملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: « (نجّينا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة نجينا الأولى. وجملة: «إنّ ربّك.. القويّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (58) من هذه السورة. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره القويّ، والجملة الاسميّة في محلّ رفع خبر إنّ.

الصرف:

الصرف: (مكذوب) ، اسم مفعول من كذب الثلاثيّ، وزنه مفعول، وقيل هو مصدر على وزن مفعول مثل المعقول والمنضور ... إلخ. (القويّ) ، صفة مشبّهة من فعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعيل، أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة. البلاغة الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ» على المجاز كأن الواعد قال له: أفي بك. فإن وفي به صدقه، وإلا كذبه. فهناك استعارة مكنية تخييلية، وقيل مجاز مرسل بجعل «مكذوب» بمعنى باطل ومتخلف. ولا يخفى ما في تسمية ذلك وعدا من المبالغة في التهكم. [سورة هود (11) : الآيات 67 الى 68] وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (68) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أخذ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الصيحة) فاعل أخذ مرفوع (الفاء) عاطفة (أصبحوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- «1» والواو اسم أصبح (في ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاثمين) خبر أصبح «2» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (جاثمين) خبر أصبحوا منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «أخذ.. الصيحة» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .

_ (1) أو فعل تام، والواو فاعل.. وجاثمين حال من الفاعل. [.....] (2) أو متعلّق بالفعل التام أصبحوا. (3) أو معطوفة على جملة جواب الشرط في الآية السابقة، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض.

الصرف:

وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (كأن) مخفّفة من الثقيلة، اسمها ضمير محذوف يعود إلى ثمود (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يغنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (يغنوا) ، (ألا إنّ ثمود ... بعدا لثمود) مرّ إعراب نظيرها «1» . وجملة: «كأن لم يغنوا ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (أصبحوا) التام «2» . وجملة: «لم يغنوا ... » في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة. وجملة: «إنّ ثمود كفروا» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: « (ابعدوا) بعدا..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الصيحة) ، مصدر مرّة من صاح يصيح الثلاثيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون. (يغنوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يغناوا، فلما التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفعوا. [سورة هود (11) : الآيات 69 الى 70] وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (70)

_ (1) في الآية (60) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون خبرا ثانيا للناقص أصبحوا.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (إبراهيم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (بالبشرى) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (قالوا) فعل ماض وفاعله (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسلّم (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي إبراهيم (سلام) مبتدأ مرفوع «2» ، خبره محذوف أي سلام عليكم (الفاء) عاطفة (ما) نافية «3» ، (لبث) مثل قال (أن) حرف مصدريّ (جاء) مثل قال (بعجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (حنيذ) نعت لعجل مجرور. والمصدر المؤوّل (أن جاء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بأن جاء- أو في أن جاء- أو عن أن جاء.. متعلّق ب (لبث) «4» . جملة: «جاءت رسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (نسلّم) سلاما» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سلام (عليكم) » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو متعلّق ب (جاءت) . (2) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها تدلّ على عموم وهي للمدح، ويجوز أن يكون (سلام) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: قولي أو ردّي أو جوابي سلام. (3) أو هي مصدريّة، والمصدر المؤوّل مبتدأ خبره المصدر المؤوّل (أن جاء) أي: لبثه مقدار مجيئه، وذلك على حذف مضاف وهو مقدار. (4) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل فاعل لفعل لبث إذا لم يكن الفاعل الضمير العائد على إبراهيم أي ما تأخّر مجيئه.

وجملة: «ما لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المستأنفة. وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (الفاء) عاطفة (لمّا رأى) مثل لمّا جاء «1» ، والفاعل هو (أيدي) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (تصل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تصل) ، (نكر) فعل ماض والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أوجس) مثل نكر (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوجس) ، (خيفة) مفعول به منصوب «2» ، (قالوا) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (تخف) مضارع مجزوم والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير نائب الفاعل (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، (لوط) إليه مجرور. وجملة: «رأى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تصل ... » في محلّ نصب حال من الأيدي. وجملة: «نكرهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوجس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) في الآية (66) من هذه السورة. (2) أوجس بمعنى أضمر.. والإيجاس حديث النفس أو الدخول، ووجس خطر.

الصرف:

وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (إنّ) . الصرف: (حنيذ) ، مبالغة اسم الفاعل من حنذ يحنذ اللحم باب ضرب أي شواه، وزنه فعيل. (تخف) ، فيه إعلال لمناسبة الجزم، وأصله تخاف، فلمّا جزم التقى ساكنان فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفل. (لوط) ، اسم علم أعجمي صرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ ... » كناية عن أنهم لا يمدون إليه أيديهم. ويلزمه أنهم لا يأكلون الفوائد - مسوغات الابتداء بالنكرة: ورد في هذه الآية قوله تعالى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ وفي إعراب سلام وجهان: خبر لمبتدأ محذوف، أي أمري سلام. أو مبتدأ والخبر تقديره سلام عليكم، وبهذا يكون المبتدأ نكرة، وأصل القاعدة أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد. وقد ذكر ابن هشام حالات يجوز فيها الابتداء بالنكرة وهي: 1- أن تكون موصوفة: كقوله تعالى وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ 2- أن تكون عاملة (هل مسافر أخوك) . 3- العطف، بشرط أن يكون المعطوف أو المعطوف عليه مما يسوغ الابتداء بالنكرة كقوله تعالى قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً. 4- أن يكون الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا كقوله تعالى وَلَدَيْنا مَزِيدٌ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ. 5- أن تكون عامة، إما بذاتها كأسماء الشرط وأسماء الاستفهام، أو بغيرها نحو: (ما رجل في الدار) وقوله تعالى أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ.

[سورة هود (11) : آية 71]

6- أن تكون مرادا بها صاحب الحقيقة من حيث هي: نحو مؤمن خير من كافر. 7- أن تكون بمعنى الفعل كقوله تعالى وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ بها معنى الدعاء. 8- أن يكون ثبوت ذلك الخبر للنكرة من خوارق العادة مثل: شجرة سجدت، بقرة تكلمت ... 9- أن تقع بعد إذا الفجائية: خرجت فإذا أسد بالباب. 10- أن تقع في أول جملة حالية كقول الشاعر: سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محيّاك أخفى ضوءه كلّ شارق الشاهد: قوله ونجم قد أضاء، فنجم مبتدأ نكرة في بداية جملة حالية. 11- أن تكون النكرة للتفصيل كقول امرئ القيس فأقبلت زحفا على الركبتين ... فثوب نسيت وثوب أجرّ [سورة هود (11) : آية 71] وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (71) الإعراب: (الواو) استئنافيّة «1» ، (امرأة) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قائمة) خبر مرفوع (الفاء) عاطفة (ضحكت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء) عاطفة (بشّرنا) فعل ماض وفاعله و (ها) ضمير مفعول به (بإسحاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرنا) على حذف مضاف أي بولادة إسحاق، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (من وراء) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره وهبنا (إسحاق) مضاف إليه مجرور، (يعقوب) مفعول به للفعل المحذوف

_ (1) أو واو الحال، والجملة بعدها حال من فاعل قالوا لا تخف في الآية السابقة.

الصرف:

منصوب «1» ، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة. جملة: «امرأته قائمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ضحكت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «بشّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضحكت. وجملة: « (وهبنا) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بشرناها. الصرف: (إسحاق) ، اسم علم أعجميّ ممنوع من الصرف، والألف فيه تحذف (إسحاق) أو تبقى (إسحاق) . [سورة هود (11) : آية 72] قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) الإعراب: (قالت) مثل ضحكت «2» ، (يا) أداة نداء وتعجّب (ويلتا) منادى متعجّب به مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن ياء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، و (الألف) المنقلبة عن ياء في محلّ جرّ مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (ألد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (الواو) واو الحال (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عجوز) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بعلي) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (التاء) ضمير مضاف إليه (شيخا) حال من بعلي، والعامل ما في الإشارة من معنى الفعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (هذا) مثل الأول في محلّ

_ (1) بعضهم يعطف يقعوب على إسحاق المجرور، ولكن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بفاصل وهو بعيد. (2) في الآية السابقة (71) .

الصرف:

نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (شيء) خبر إنّ مرفوع (عجيب) نعت لشيء مرفوع. جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا ويلتا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ألد ... » لا محلّ لها جواب النداء والتعجّب. وجملة: «أنا عجوز..» في محلّ نصب حال من فاعل ألد. وجملة: «هذا بعلي ... » في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة. وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ويلتا) ، ويلة، والألف منقلبة عن ياء المتكلّم، كلمة تقال لدى أمر عظيم خيرا كان أم شرّا، والويل في الأصل مصدر لفعل لا وجود له في اللغة، شأنه في ذلك شأن (ويح، ويس، ويب) ، وانقلاب الياء ألفا هو بسبب مدّ الصوت في التعجّب كالندبة. (عجوز) ، صفة مشبّهة من عجز يعجز باب نصر وباب كرم، وزنه فعول، وهذه الصفة يستوي فيها التذكير والتأنيث، جمعه عجز بضمّتين وعجائز. (شيخا) ، صفة مشبّهة من شاخ يشيخ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (عجيب) ، صفة مشبّهة من عجب يعجب باب فرح، وزنه فعيل. [سورة هود (11) : آية 73] قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ

الصرف:

(تعجبين) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجبين) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (رحمة) مبتدأ مرفوع (الله) مثل السابق (الواو) معطوف على رحمة (بركات) مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (أهل) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء «1» ، منصوب (البيت) مضاف إليه مجرور (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حميد) خبر مرفوع (مجيد) خبر ثان مرفوع. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعجبين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «رحمة الله.. عليكم» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «2» . وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئناف في معرض الرحمة. وجملة: «إنّه حميد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مبيّنة لحقيقة الاستفهام. الصرف: (مجيد) ، صفة مشبهة من فعل مجد يمجد باب كرم وزنه فعيل، وقد يأتي من باب نصر، وأصل المجد في كلامهم السعة. [سورة هود (11) : آية 74] فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف للمدح أو التعظيم أي نمدح أهل البيت أو نعظّمهم.. وأجاز أبو حيّان نصبه على الاختصاص. [.....] (2) أو هي استئنافيّة مجرّدة من الدعاء، لأن الدعاء- على رأي أبي حيّان- أمر يترجى ولم يحصل.

الصرف:

الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ذهب) فعل ماض (عن إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الروع) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (جاءت) مثل ذهب، و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (البشرى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (يجادل) مضارع مرفوع و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلنا) على حذف مضاف أي في شأن قوم لوط (لوط) مضاف إليه مجرور. جملة: «ذهب.. الروع ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره اجترأ على خطابهم أو فطن إلى مجادلتهم، دلّ على ذلك الجملة المستأنفة يجادلنا «1» . وجملة: «جاءته البشرى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهب «2» . وجملة: «يجادلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- تفسر جواب الشرط «3» . الصرف: (الروع) ، مصدر سماعيّ لفعل راع يروع باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو روعا. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ ... » أي يجادل رسلنا

_ (1) هذا الإعراب اختيار الزمخشريّ، وقيل: الجواب جملة يجادلنا، وضع المضارع موضع الماضي، وهو اختيار أبي حيان.. وقيل: الجواب محذوف تقديره قلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا، وهو اختيار أبو عليّ الفارسيّ.. وقيل: الجواب محذوف تقديره ظلّ أو أخذ يجادلنا لدلالة ظاهر الكلام عليه. (2) يجعل بعضهم هذه الجملة جواب الشرط بزيادة الواو- كما في المغني-.. أو هي حال من إبراهيم بتقدير (قد) . (3) هي خبر لجواب الشرط المحذوف ظلّ أو أخذ.. وهي حال إذا قدّر الجواب أقبل.

[سورة هود (11) : آية 75]

في حالهم وشأنهم، ففيه مجاز في الاسناد. [سورة هود (11) : آية 75] إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) الإعراب: (إنّ إبراهيم) حرف مشبّه بالفعل واسمه.. (اللام) المزحلقة (حليم) خبر مرفوع (أوّاه، منيب) خبر إن. «والجملة ... » . لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (منيب) ، اسم فاعل من أناب الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين أصله منيب- بضمّ الميم وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها فأصبح (منيب) .. وفيه إعلال بالقلب أيضا لأن الياء أصلها واو فهو من ناب ينوب بمعنى رجع، فلما تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء. [سورة هود (11) : آية 76] يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) الإعراب: (يا إبراهيم) مثل يا صالح «1» ، (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّهم) مثل إنّه (آتي) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مضاف إليه (عذاب) فاعل اسم الفاعل مرفوع «2» ، (غير) نعت لعذاب مرفوع (مردود) مضاف إليه مجرور.

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) أو هو مبتدأ مؤخّر والخبر آتيهم، وأضيف اسم الفاعل إلى مفعوله والجملة خبر إنهم.

الصرف:

جملة: «يا إبراهيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعرض عن هذا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّه قد جاء أمر ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «جاء أمر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّهم آتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (مردود) ، اسم مفعول من ردّ الثلاثيّ، وزنه مفعول، فكّ الإدغام لتكون واو مفعول بين عين الكلمة ولأمها. [سورة هود (11) : الآيات 77 الى 78] وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا جاءت) مثل لمّا ذهب «1» ، (والتاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف (لوطا) مفعول به منصوب (سيء) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سيء) ، (الواو) عاطفة (ضاق) فعل ماض، والفاعل هو (بهم) مثل الأول متعلّق ب (ضاق) ، (ذرعا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (قال) مثل ضاق (هذا) اسم إشارة مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (عصيب) نعت ليوم مرفوع. جملة: «جاءت رسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) في الآية (74) من هذه السورة.

وجملة: «سيء بهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ضاق بهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب مقول القول. (الواو) عاطفة (جاءه قومه) مثل جاءت رسلنا (يهرعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يهرعون) ، (الواو) حالية (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعملون) ، (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان (يعملون) مثل يهرعون (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بناتي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء «2» ، و (الياء) مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «3» ، (أطهر) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأطهر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله)

_ (1) هذا الفعل مع ماضيه- أهرع- يستعمل في الغالب بصيغة البناء للمجهول ومعناه معلوم أي يسرعون ولذا يحتاج إلى فاعل لا إلى نائب الفاعل، ولكن بعض المعربين- وهم قلّة- يعربون الواو نائب الفاعل كما في حاشية الجمل. (2) يجوز أن يكون (بنات) بدلا أو عطف بيان لاسم الإشارة، والخبر أطهر، وهنّ ضمير فصل. (3) أو ضمير فصل.

لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخزوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به (في ضيفي) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخزوا) على حذف مضاف أي في شأن ضيفي.. و (الياء) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- (منكم) مثل لكم متعلّق بخبر مقدّم (رجل) اسم ليس مؤخّر مرفوع (رشيد) نعت لرجل مرفوع. وجملة: «جاءه قومه....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف من الشرط وفعله وجوابه. وجملة: «يهرعون إليه» في محلّ نصب حال من قوم. وجملة: «كانوا يعملون ... » في محلّ نصب حال من قوم «1» . وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء وجوابها..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هؤلاء بناتي» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هنّ أطهر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «اتّقوا الله» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم راشدين فاتّقوا الله. وجملة: «لا تخزون ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله.

_ (1) أو اعتراضيّة لا محلّ لها. (2) يجوز أن تكون حالا من بناتي والعامل فيه معنى الإشارة.

الصرف:

وجملة: «أليس منكم رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مفسّرة لجملة الشرط المقدّر. الصرف: (ضاق) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ضيق- مضارعه يضيق- فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (ذرعا) ، مصدر سماعيّ لفعل ذرع يذرع باب فتح بمعنى قاس بالذراع، قال الأزهريّ الذرع يوضع موضع الطاقة، والذرع كناية عن الوسع، وزنه فعل بفتح فسكون. (عصيب) ، صيغة مبالغة لاسم الفاعل من فعل عصب يعصب الشيء: ربطه باب ضرب وهو متعدّ، أو هو صفة مشبّهة من فعل عصب يعصب اللحم كثر عصبه من باب فرح، والصفة منه تأتي على وزن فعل بفتح فكسر. (ضيف) ، الضيف في الأصل مصدر، ثمّ أطلق على الطارق ليلا فأصبح اسما جامدا، ويطلق على مفرد وجمع وعلى مذكر ومؤنّث، وقد يثنى فيقال ضيفان، ويجمع فيقال أضياف وضيوف وضيفان، وزنه فعل بفتح فسكون. (رشيد) ، صفة مشبّهة من فعل رشد يرشد باب نصر وباب فرح وكلاهما لازم، ويقال رشد أمره أي رشد فيه- بكسر الشين- أي استقام، وزنه فعيل. الفوائد - تزويج المؤمنة للكافر هل يصح؟ ورد في هذه الآية التباس مؤداه أن لوطا عليه الصلاة والسلام قال لقومه الكافرين، عند ما دخلوا عليه، وهموا بإيقاع الفاحشة في ضيوفه من الملائكة، وهم جاهلون لحالهم، قال لهم: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وقد كشف المفسرون

[سورة هود (11) : الآيات 79 إلى 80]

القناع حول الالتباس الوارد في الآية الكريمة وردوا على ذلك بعدة أقوال: 1- قيل بأنه في ذلك الوقت كان يباح تزويج المسلمة بالكافر وقال الحسن بن المفضل: عرض بناته عليهم بشرط الإسلام 2- وقال مجاهد وسعيد بن جبير أراد ببناته نساء قومه، وأضافهنّ إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته، وهو كالوالد لهم. وهذا القول هو الصحيح، وأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى. والدليل عليه أن بنات لوط كانتا اثنتين وليستا بكافيتين للجماعة، وليس من المروءة أن يعرض الرجل بناته على أعدائه ليزوجهن إياهم، فكيف يليق ذلك بمنصب الأنبياء أن يعرضوا بناتهم على الكفار. 3- وقيل: إنما قال ذلك لوط على سبيل الدفع لقومه، لا على سبيل التحقيق، وإرشادا لهم إلى طريق الصواب والزواج المحلّل. [سورة هود (11) : الآيات 79 الى 80] قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (79) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمت) فعل ماض وفاعله (ما) حرف ناف (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في بنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حقّ و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، والعائد محذوف (نريد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن.

_ (1) أجاز العكبريّ جعلها استفهاميّة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة نريد، والجملة مفعول تعلم وقد علّق بالاستفهام وأجاز الجمل جعلها حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مفعول تعلم.

جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «علمت ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما لنا ... من حقّ» في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي. وجملة: «إنّك لتعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «تعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (لي) مثل لنا متعلّق بخبر مقدّم (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من قوّة «1» - نعت تقدّم على المنعوت- (قوّة) اسم أنّ منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ لي بكم قوّة) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت وجود قوّة لي (أو) حرف عطف (آوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (إلى ركن) جارّ ومجرور متعلّق ب (آوي) ، (شديد) نعت لركن مجرور. جملة: «لو (ثبت) وجود قوّة ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل قال.. وجملة قال لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب (لو) محذوف تقديره لبطشت بكم.

_ (1) أي: قوة لصدّكم، فالباء للتعليل، وفيه حذف مضاف. [.....]

الصرف:

وجملة: «آوي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة (ثبت) المقدّرة «1» . الصرف: (ركن) ، اسم للناحية من جبل أو غيره، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أركان وأركن بفتح فضمّ. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» . أي ألجأ إلى عشيرة قوية تمنعني منكم، والركن حقيقة في أركان البناء التي يعتمد عليها البناء، ثم يتجوز به عن العشيرة المعتمد عليها في النصرة والمؤازرة، تشبيها للاعتماد عليها باعتماد البناء على الأركان. استعارة الركن للمعين أبلغ، لأن الركن مرئي وملموس في اعتماد البناء عليه بخلاف المعين فهو لا يحس من حيث هو معين، فالاستعارة هنا أصلية. الفوائد - زيادة (من) : ورد في هذه الآية (من) وهي حرف جر زائد في قوله تعالى ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ فمن حرف جر زائد، وحق مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والتقدير: مالنا حق في بناتك. وإكمالا للفائدة سنتكلم عن زيادة من: 1- تأتي من الزائدة لتوكيد العموم مثل: (ما جاءني من أحد) وشرط زيادتها ثلاثة أمور. آ- تقدم نفي أو نهي أو استفهام بهل: كقوله تعالى وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ب- كون مجرورها نكرة، كما مر في الأمثلة.

_ (1) هذا رأي المبرّد على الرغم من مجيّ (آوي) مضارعا.. أو هي خبر ل (أنّي) مقدّرة أي وأنّي آوي، والمصدر المؤوّل معطوف على المصدر المؤول فاعل ثبت.. هذا ويجوز على رأي أبي البقاء أن تكون الجملة مستأنفة أي بل اوي.

[سورة هود (11) : الآيات 81 إلى 83]

ج- كون مجرورها فاعلا، كما مر في قوله تعالى وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها أو مفعولا به كقوله تعالى فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ أو مبتدأ كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ [سورة هود (11) : الآيات 81 الى 83] قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) الإعراب: (قالوا يا لوط) مثل قالوا يا صالح «1» ، (إنّا رسل) مثل إنّا.. «2» .. و (رسل) خبر أنّ مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (لن) حرف نفي ونصب (يصلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصلوا) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أسر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (بقطع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) ، (من الليل) جارّ ومجرور نعت لقطع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يلتفت) مضارع مجزوم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (أحد) فاعل يلتفت مرفوع

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) في الآية (70) من هذه السورة.

(إلّا) حرف للاستثناء (امرأتك) مستثنى منصوب «1» .. و (الكاف) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن اسم إنّ (مصيب) خبر مقدّم و (ها) ضمير مضاف إليه «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (أصاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (إنّ) مثل الأول (موعدهم) اسم إنّ منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الصبح) خبر إنّ مرفوع (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (ليس) فعل ماض ناقص (الصبح) اسم ليس مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (قريب) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء يا لوط ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: إنّا رسل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لن يصلوا إليك» لا محلّ لها تفسير لجواب النداء «3» . وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: تنبّه فأسر ... وجملة: «لا يلتفت منكم أحد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسر ...

_ (1) والاستثناء منقطع سواء أكان المستثنى منه (أهل) أو (أحد) . قال أبو حيّان في البحر: « ... لم يقصد بالاستثناء إخراجها- أي امرأته- عن المأمور بالإسراء بهم ولا من المنهييّن عن الالتفات فكان يجب فيه إذ ذاك النصب قولا واحدا» أهـ أي إنّ الاستثناء هنا منقطع. (2) أو هو مبتدأ والموصول بعده خبر. (3) جملة جواب النداء أتت في المعنى تعليلا لجملة لن يصلوا إليك فهي كالتمهيد للبدل فجاز أن تكون الجملة بدلا من جواب النداء.

وجملة: «إنّه مصيبها ما ... » لا محلّ لها تعليل للاستثناء. وجملة: «مصيبها ما أصابهم» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّ موعدهم الصبح» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أليس الصبح بقريب» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (فلمّا جاء أمرنا) مرّ إعرابها «1» ، (جعلنا) فعل ماض وفاعله (عالي) مفعول به منصوب و (ها) مضاف إليه (سافل) مفعول به ثان منصوب و (ها) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أمطرنا) مثل جعلنا (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطر) بتضمينه معنى أنزلنا أو أسقطنا (حجارة) مفعول به منصوب (من سجّيل) جارّ ومجرور نعت لحجارة (منضود) نعت لسجّيل مجرور. وجملة: «جاء أمرنا ... » في محل جرّ مضاف إليه ... والشرط وفعله وجوابه معطوف على جملة قالوا الاستئنافيّة. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. (مسوّمة) حال منصوبة من حجارة «2» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مسوّمة) ، (ربّك) مضاف إليه مجرور و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما، (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ببعيد (الباء) حرف جرّ زائد (بعيد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.

_ (1) في الآية (66) من هذه السورة. (2) صحّ مجيّ الحال من حجارة لأنها وصفت.. ويجوز أن تكون نعتا.

الصرف:

وجملة: «ما هي ... » في محلّ نصب حال من حجارة «1» . الصرف: (أسر) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يسري، وفيه عودة الهمزة المحذوفة في المضارع، ماضيه أسرى.. وزنه أفع. (قطع) ، اسم ومعناه نصف الليل لأن قطعة منه مساوية لباقيه.. وانظر الآية (27) من سورة يونس. (مصيب) ، اسم فاعل من أصاب الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي الكلمة إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب.. أمّا التسكين ففي جعل حرف العلة ساكنا ونقل الحركة إلى الصاد قبله، أصله مصيب- بكسر الياء- فأصبح مصيب- بكسر الصاد وسكون الياء. والإعلال بالقلب هو قلب الواو- لأنه من الصواب- إلى ياء لسكونها وكسر ما قبلها، والأصل مصوب نقل إلى مصيب. (الصبح) ، اسم للوقت المحدد المعروف ويمتد إلى ما قبل طلوع الشمس. (سافل) ، اسم فاعل من سفل يسفل باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فاعل، وهو الجزء المنخفض من البناء أو المدينة. (سجّيل) ، اسم جامد ذات، بمعنى الطين اليابس، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة. (منضود) ، اسم مفعول من نضد الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة إرسال المثل أو التمثيل: في قوله تعالى «أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» وهو فن يمكن تعريفه: أن يكون ما يخرجه المتكلم ساريا مسير الأفعال السائرة.

_ (1) يجوز قطع الجملة على الاستئناف، فلا محلّ لها.

[سورة هود (11) : الآيات 84 إلى 86]

[سورة هود (11) : الآيات 84 الى 86] وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) الإعراب: (وإلى مدين ... إله غيره) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تنقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الميزان) معطوف على المكيال منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أراكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنا.. و (كم) ضمير مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان- أو حال- (الواو) عاطفة (إنّي أخاف) مثل إنّي أرى (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخاف) ، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (محيط) نعت ليوم مجرور. جملة: « (أرسلنا) إلى مدين ... » معطوفة على جملة (أرسلنا) المذكورة في سياق قصص الأنبياء المتقدّم ذكرها «2» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) في الآية (50) من هذه السورة.. وانظر الآية (85) من سورة الأعراف. (2) في الآية (50) من هذه السورة.

وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا تنقصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدوا. وجملة: «إنّي أراكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أراكم بخير ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) . وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي أراكم. وجملة: «أخاف عليكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) . (الواو) عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها «1» ، (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الميزان) معطوف على المكيال بالواو منصوب (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل أوفوا (الواو) عاطفة (لا تبخسوا الناس) مثل ولا تنقصوا المكيال (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تعثوا) مثل لا تنقصوا (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال مؤكّدة لمضمون الجملة منصوبة وعلامة النصب الياء. وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم السابقة. وجملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تبخسوا الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) في الآية (50) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. (بقيّة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخير (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (ما أنا عليكم بحفيظ) مثل ما هي من الظالمين ببعيد «1» . وجملة: «بقيّة الله خير» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فإنّ بقيّة الله خير لكم، فالخير مشروط بالإيمان. وجملة: «ما أنا.. بحفيظ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة إن كنتم مؤمنين. الصرف: (المكيال) ، اسم آلة من كال الثلاثيّ المتعدّي، وزنه مفعال بكسر الميم. (بقيّة) ، رسمت في المصحف بالتاء المفتوحة، وليس في القرآن غيرها رسمت كذلك. البلاغة التكرار: في قوله تعالى «وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ» . فقد وقع التكرار في هذه القصة من ثلاثة أوجه، لأنه قال ولا تنقصوا

_ (1) في الآية (83) من هذه السورة.

[سورة هود (11) : آية 87]

المكيال والميزان، وهذا عين الأول، وليس فيه إلا التعبير بتبخسوا الناس أشياءهم. والفائدة فيه، أن القوم لما كانوا مصرين على ذلك العمل القبيح احتيج في المنع منه إلى المبالغة في التأكيد، والتكرير يفيد شدة الاهتمام بالشيء وقد نهوا أولا عن القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان، ثم ورد الأمر بالإيفاء مصرحا بلفظه، ليكون أهيج عليه وأدعى إلى الترغيب فيه. [سورة هود (11) : آية 87] قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) الإعراب: «قالوا يا شعيب» مثل قالوا يا صالح «1» ، (الهمزة) للاستفهام التهكّميّ (صلاتك) مبتدأ مرفوع.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (تأمرك) مضارع مرفوع.. و (الكاف) ضمير مفعول به والفاعل هي (أن) حرف مصدريّ ونصب (نترك) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل تأمر (آباؤنا) فاعل مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (أن نفعل) مثل أن نترك (في أموالنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفعل) .. و (نا) مثل الأخير (ما) مثل الأول (نشاء) مثل تأمر، والفاعل نحن. والمصدر المؤوّل (أن نترك) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمر «2» . والمصدر المؤوّل (أن نفعل..) في محلّ نصب- أو جرّ- معطوف على المصدر المؤوّل الأول. (إنّك) مثل إنّي «3» ، (اللام) المزحلقة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. [.....] (2) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تأمر) ، أي تأمرك بأن نترك. (3) في الآية (84) من هذه السورة.

الصرف:

محلّ رفع مبتدأ (الحليم) خبر مرفوع (الرشيد) خبر ثان مرفوع. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا شعيب ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أصلاتك تأمرك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تأمرك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ صلاتك. وجملة: «نترك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول. وجملة: «يعبد آباؤنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «نفعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة: «نشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنك لأنت الحليم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أنت الحليم» في محلّ رفع خبر (إنّك) . الصرف: (شعيب) اسم علم، وزنه فعيل على وزن التصفير وهو من الأوزان الأعلق بالأسماء ولذلك صرف. الفوائد - رأي سديد في إعراب (أن نفعل) : قال تعالى في هذه الآية أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا فإنه يتبادر إلى الذهن عطف (أَنْ نَفْعَلَ) على (أَنْ نَتْرُكَ) وذلك باطل لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، وإنما هو عطف على ما، فهو معمول للترك، والمعنى أن نترك أن نفعل نعم من قرأ تفعل وتشاء بالتاء لا بالنون فالعطف على أن نترك، وموجب الوهم المذكور أن المعرب يرى أن والفعل مرتين، وبينهما حرف عطف.

[سورة هود (11) : الآيات 88 إلى 89]

وقد أكد أبو البقاء العكبري نفس هذا الإعراب فقال: (أَوْ أَنْ نَفْعَلَ) في موضع نصب عطفا على ما يعبد، والتقدير أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس بالمعنى أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا. [سورة هود (11) : الآيات 88 الى 89] قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) الإعراب: (قال يا قوم ... رزقا حسنا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، والمفعول الثاني محذوف تقديره هل أخالف أمره «2» (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (أريد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن أخالفكم) مثل أن نترك «3» ، و (كم) مفعول به والمصدر المؤوّل (أن أخالفكم) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد المنفي. (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخالف) «4» ، (أنهاكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على

_ (1) في الآية (28) من هذه السورة. (2) أو هل أخون وحيه.. أو أأتّبع الضلال. أو هل أبخس الناس أشياءهم.. إلخ. (3) في الآية (87) من هذه السورة. (4) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ.. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.

الألف، والفاعل أنا.. و (كم) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهاكم) ، (إن) حرف نفي (أريد) مثل الأول (إلّا) أداة حصر (الإصلاح) مفعول به منصوب (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (استطعت) فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤوّل (ما استطعت..) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (أريد) ، أي أريد الإصلاح مدة استطاعتي. (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (توفيقي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (إلّا) مثل الأولى (بالله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (عليه) مثل عنه متعلّق ب (توكّلت) ويعرب مثل استطعت (الواو) عاطفة (إليه) مثل عنه متعلّق ب (أنيب) ويعرب مثل أريد. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرأيتم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن كنت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق. وجملة: «رزقني ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة: «ما أريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أخالفكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنهاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إن أريد ... » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «استطعت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ما توفيقي إلّا بالله» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «عليه توكّلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «إليه أنيب» لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّلت. (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (يجرمنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به أوّل (شقاقي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه «1» ، (أن يصيبكم) مثل أن أخالفكم «2» ، (مثل) فاعل مرفوع «3» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أصاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (قوم) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف في الموضعين (قوم هود- قوم صالح) مثل قوم نوح معطوفان عليه (الواو) استئنافيّة (ما قوم لوط منكم ببعيد) مثل ما هي من الظالمين ببعيد «4» . والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يجرمنّكم. وجملة: «يا قوم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى. وجملة: «لا يجرمنكم شقاقي» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يصيبكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) هذا الضمير في المعنى هو مفعول المصدر أي معاداتكم لي. (2) في الآية (88) من هذه السورة. (3) وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف أي عذاب مثل ما أصاب ... (4) في الآية (83) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «أصاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما قوم.. ببعيد» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة. الصرف: (استطعت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله استطاعت، فلمّا بني الفعل على السكون لاتّصاله بضمير الرفع حذف الألف لالتقاء الساكنين، وزنه استفلت. [سورة هود (11) : آية 90] وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) الإعراب: (الواو) عاطفة (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (رحيم) خبر إنّ مرفوع (ودود) خبر ثان مرفوع. جملة: «استغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة. وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا. وجملة: «إنّ ربّي رحيم» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (ودود) ، من صيغ المبالغة لفعل ودّ يودّ المتعدّي باب فتح، وزنه فعول. [سورة هود (11) : آية 91] قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (91)

الإعراب:

الإعراب: (قالوا يا شعيب) مثل قالوا يا صالح «1» ، (ما) نافية (نفقه) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) «2» ، (تقول) مثل نفقه والفاعل أنت (الواو) عاطفة (إنّا) مثل إنّي «3» ، (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (نراك) مضارع مثل أراكم «4» ، والفاعل نحن (في) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نراك) ، (ضعيفا) حال منصوبة من ضمير الخطاب «5» ، (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (رهطك) مبتدأ مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه، والخبر محذوف (اللام) واقعة في جواب لولا (رجمنا) فعل ماض وفاعله (الكاف) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (علينا) مثل فينا متعلّق ب (عزيز) ، (الباء) حرف جرّ زائد (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما نفقه ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «إنّا لنراك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «نراك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ. (3، 4) في الآية (84) من هذه السورة. (5) أو مفعول به ثان لفعل الرؤية إذا كانت قلبيّة. [.....]

الصرف:

وجملة: «لولا رهطك» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «رجمناك» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما أنت.. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «1» . الصرف: (رهط) ، اسم جمع.. قال الزمخشريّ من الثلاثة إلى العشرة، وقيل إلى التسعة، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أرهط، وهذا يجمع على أراهط. [سورة هود (11) : آية 92] قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) الإعراب: (قال يا قوم) مرّ إعرابها «2» ، (الهمزة) للاستفهام (رهطي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (أعزّ) خبر مرفوع (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأعزّ (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بأعزّ (الواو) واو الحال (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة، إشباع حركة الميم (الهاء) ضمير مفعول به (وراءكم) ظرف منصوب متعلّق ب (اتّخذتم) «3» . و (كم) ضمير مضاف إليه (ظهريّا) مفعول به ثان منصوب لفعل اتّخذتم «4» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة

_ (1) يجوز أن تكون حالا من ضمير الخطاب في (رجمناك) . (2) في الآية (78) من هذه السورة. (3) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من (ظهريّا) ويجوز أن يكون المفعول الثاني ل (اتّخذتم) ، وظهريّا حال. (4) وهو حال من المفعول إذا كان الفعل متعديّا لمفعول واحد.

الصرف:

المقدّرة.. و (الياء) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (محيط) خبر إنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحيط. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرهطي أعزّ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اتّخذتموه ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «إنّ ربّي.. محيط» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. الصرف: (ظهريّا) ، لفظ منسوب إلى الظهر، وزنه فعليّ بكسر الفاء، والكسر من تغييرات النسب، والفتح أقيس. [سورة هود (11) : آية 93] وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) الإعراب: (الواو) عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها «2» ، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على مكانة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اعملوا أي حاصلين على مكانتكم.. و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عامل) خبر إنّ مرفوع (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تعملون «3» ، (من) اسم موصول في

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. (2) في الآية (78) من هذه السورة. (3) في الآية السابقة.

البلاغة

محلّ نصب مفعول به «1» ، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (يخزيه) مثل يأتيه (الواو) عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبتدأ (كاذب) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ارتقبوا) مثل اعملوا (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معكم) ظرف منصوب متعلّق برقيب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (رقيب) خبر إنّ مرفوع. جملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء المتقدّمة «2» . وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّي عامل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «يأتيه عذاب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) «3» . وجملة: «هو كاذب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «ارتقبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.. وما بين المعطوف والمعطوف عليه نوع من الاعتراض. وجملة: «إنّي معكم رقيب» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة 1- الاستئناف البياني: في قوله تعالى «وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» .

_ (1) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة: يأتيه عذاب. (2) في الآية السابقة (92) . (3) أو هي خبر للمبتدأ (من) الاستفهاميّة.

[سورة هود (11) : الآيات 94 إلى 95]

فإن قلت: أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في «سَوْفَ تَعْلَمُونَ» ؟ قلت: إدخال الفاء: وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل، ونزعها: وصل خفي تقديريّ بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدّر، كأنهم قالوا: فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت؟ فقال: سوف تعلمون، فوصل تارة بالفاء، وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة، كما هو عادة بلغاء العرب وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف، وهو باب من أبواب علم البيان تتكاثر محاسنه. 2- التعريض: في قوله تعالى «إِنِّي عامِلٌ» فقد ذكر لهم احدى العاقبتين، دون ذكر الثانية وهو تعريض أبلغ من التصريح. وقد تقدم نظير هذا في سورة الأنعام إذ قال «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ» فذكر هناك إحدى العاقبتين لأن المراد بهذه العاقبة عاقبة الخير واستغنى عن ذكر مقابلتها. [سورة هود (11) : الآيات 94 الى 95] وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا جاء أمرنا ... برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (أخذت الذين ... جاثمين) مرّ إعراب نظيرها «2» . جملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية (66) من هذه السورة. (2) في الآية (67) من هذه السورة.

[سورة هود (11) : الآيات 96 إلى 97]

وجملة: «أخذت ... الصيحة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أصبحوا ... جاثمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذت ... (كأن لم يغنوا ... بعدا لمدين) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (بعدت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (ثمود) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما بعدت ثمود) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (بعدا) . وجملة: «كأن لم يغنوا ... » في محلّ نصب خبر ثان للفعل الناقص أصبحوا «2» . وجملة: «لم يغنوا فيها ... » في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة. وجملة: (بعدت) بعدا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعدت ثمود» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . [سورة هود (11) : الآيات 96 الى 97] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (96) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف

_ (1) في الآية (68) من هذه السورة. (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في (أصبحوا) التام.. ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير المستكن في (جاثمين) خبر الفعل الناقص أصبحوا.. [.....]

[سورة هود (11) : آية 98]

تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه في محلّ جر (الواو) عاطفة (سلطان) معطوف على آيات مجرور (مبين) نعت لسلطان مجرور. جملة: «القسم المقدّرة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم. (إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (ملئه) معطوف على فرعون مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (أمر) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) حاليّة «1» ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (أمر) اسم ما مرفوع (فرعون) مثل الأخير (الباء) حرف جرّ زائد (رشيد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة «2» . وجملة: «ما أمر فرعون برشيد» في محلّ نصب حال «3» . [سورة هود (11) : آية 98] يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) الإعراب: (يقدم) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي فرعون (قومه)

_ (1) أو استئنافيّة. (2) أي: فكفر بها فرعون، وأمرهم فرعون بالكفر، فاتّبعوا أمر فرعون.. ويجوز أن تكون معطوفة على جملة أرسلنا. (3) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقدم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أورد) فعل ماض «1» ، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به أوّل (النار) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذم (الورد) فاعل بئس مرفوع، وفيه حذف مضاف أي مكان الورد «2» ، (المورود) وهو المخصوص بالذم خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «3» . جملة: «يقدم قومه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أوردهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «بئس الورد ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . الصرف: (الورد) ، الاسم لفعل ورد يرد باب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي بمعنى الورود مصدرا. (المورود) ، اسم مفعول من الثلاثي ورد وزنه مفعول. الفوائد - أفعال المدح والذم: ورد في هذه الآية قوله تعالى فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ فالفعل

_ (1) قال أبو حيان في البحر: «عدل عن فيوردهم إلي فأوردهم لتحقّق وقوعه لا محالة فكأنه قد وقع، ولما في ذلك من الإرهاب والتخويف.. أو هو ماض حقيقة أي فأوردهم في الدنيا النار أي موجبه وهو الكفر، ويبعد هذا التأويل الفاء» أهـ. (2) احتيج إلى تقدير المضاف ليطابق فاعل بئس المخصوص بالذم. (3) أجاز ابن عطيّة أن يكون (المورود) نعتا للورد فاعل بئس، والمخصوص بالذم محذوف تقديره النار، وردّ ذلك ابن السّراج والفارسيّ وتبعهما أبو حيّان لأن فاعل أفعال المدح والذم لا يوصف على الصحيح. (4) أو حاليّة.

[سورة هود (11) : آية 99]

بئس هو فعل جامد من أفعال الذم، وسنورد فيما يلي شيئا عن أفعال المدح والذم. 1- نعم وحبذا فعلان للمدح، بئس ولا حبذا فعلان للذم. 2- يجب في فاعل نعم وبئس أن يكون مقترنا ب ال: (نعم الخلق الصدق) (بئس الخلق الكذب) ، أو مضافا لمقترن بها (نعم فعل الرجل الإحسان) (بئس فعل الرجل الإساءة) أو ضميرا مميزا بنكرة (نعم خلقا الكرم) (بئس خلقا البخل) ، أو مميزا بكلمة (ما) (بئس ما صنعت الخديعة) . 3- يجوز تقديم المخصوص بالمدح أو الذم على فعله مثل: الصدق نعم الخلق، الكذب بئس الخلق. 4- وتستعمل حبذا كنعم، ولا حبذا كبئس. مثل: حبذا الصدق. لا حبذا الكذب. 5- نعرب نعم: فعل ماض لإنشاء المدح، وبئس فعل ماض لإنشاء الذم، ونعرب حبذا فعل ماض للمدح، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل. ونعرب لا حبذا: فعل ماض جامد دل تركيبه مع لا على إنشاء الذم، وذا اسم إشارة فاعل. 6- المشهور في إعراب المخصوص بالمدح أو الذم أنه يعرب خبرا لمبتدأ محذوف. ويجوز إعرابه مبتدأ والجملة قبله خبره. أما إذا تقدم على الفعل فوجب إعرابه مبتدأ والجملة بعده خبره. [سورة هود (11) : آية 99] وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أتبعوا في هذه ... يوم القيامة) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (بئس الرفد المرفود) مثل بئس الورد المورود «2» . جملة: «أتبعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (60) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (98) .. والمخصوص بالذم محذوف في رأي الزمخشريّ تقديره رفدهم بجعل المرفود نعتا للرفد وهذا ما ردّه ابن السرّاج وغيره، والظاهر أن المعنى في الآية بئس عاقبة الرفد العذاب المرفود بلعنة الآخرة.

الصرف:

وجملة: «بئس الرفد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الرفد) ، الاسم لفعل رفد يرفد باب ضرب وهو ما يستعان به من مال وغيره، وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر فبفتح الفاء. (المرفود) ، مثل المورود، اسم مفعول من فعل رفد الثلاثيّ، وزنه مفعول. [سورة هود (11) : الآيات 100 الى 102] ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) الإعراب: (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب والإشارة إلى المذكور من قصص الأنبياء (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر «1» (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (الهاء) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (قائم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (حصيد) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره منها حصيد. جملة: «ذلك من أنباء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نقّصه عليك ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ذلك) .

_ (1) واختار أبو حيّان أن يكون الجارّ والمجرور حالا من الهاء في (نقّصه) .

وجملة: «منها قائم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: « (منها) حصيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة منها قائم. (الواو) عاطفة (ما) نافية (ظلمنا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (ظلموا) فعل ماض وفاعله (أنفسهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) مثل الأولى (أغنت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنت) ، (آلهتهم) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لآلهة (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من آلهة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي إغناء ما (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (زادوا) مثل ظلموا.. (هم) ضمير مفعول به (غير) مفعول به ثان منصوب (تتبيب) مضاف إليه مجرور. وجملة: «ما ظلمناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من أنباء. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم. وجملة: «ما أغنت.. آلهتهم» جواب شرط مقدّر أي لمّا جاء أمر الله

_ (1) هي عند العكبريّ حال من الضمير في (نقصّه) وجعل ذلك أبو حيّان من باب التجوّز.

فما أغنت «1» . وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «لمّا جاء أمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا جاء أمر ربّك فما أغنت ... وجملة: «ما زادوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنت جواب الشرط. (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ «2» ، (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (أخذ) مبتدأ مؤخر مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر أخذ «3» (أخذ) فعل ماض، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف «4» ، (الواو) واو الحال (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ظالمة) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (أخذه) اسم إنّ منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (أليم) خبر إنّ مرفوع (شديد) خبر ثان مرفوع. وجملة: «كذلك أخذ ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم «5» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة. (2) أو اسم بمعنى مثل في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر أخذ. (3) يجوز أن يكون الظرف شرطيّا والجواب محذوف أي إذا أخذ القرى كان أخذه كذلك. [.....] (4) في الكلام تنازع بين المصدر أخذ والفعل أخذ، وقد أعمل الثاني وحذف الضمير من المصدر أي أخذ ربّك إياها. (5) أو على جملة ذلك من أنباء ...

الصرف:

وجملة: «أخذ القرى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هي ظالمة..» في محلّ نصب حال من القرى. وجملة: «إنّ أخذه أليم» لا محلّ لها تعليليّة «1» . الصرف: (أغنت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، أصله أغنات، جاءت الألف ساكنة مع تاء التأنيث فحذفت، وزنه أفعت. (تتبيب) ، مصدر قياسيّ لفعل تبّب الرباعيّ، وزنه تفعيل. (أخذ) ، مصدر سماعيّ لفعل أخذ الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر سماعيّ آخر هو تأخاذ وزنه تفعال بفتح التاء. [سورة هود (11) : الآيات 103 الى 109] إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109) الإعراب: (انّ) حرف توكيد (في) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ

_ (1) أو هي تفسير لجواب الشرط المقدّر إذا ضمّن الظرف معنى الشرط.

جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لآية (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عذاب) مفعول به منصوب (الآخرة) مضاف إليه مجرور (ذلك) مرّ إعرابه «1» والإشارة إلى يوم القيامة (يوم) خبر مرفوع (مجموع) نعت ليوم مرفوع «2» ، (اللام) جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمجموع (الناس) نائب الفاعل لمجموع فهو اسم مفعول مرفوع (الواو) عاطفة (ذلك يوم مشهود) مثل ذلك يوم مجموع. جملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خاف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ذلك يوم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. (الواو) عاطفة (ما) نافية (نؤخّرة) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلّا) أداة حصر (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤخّره) ، (معدود) نعت لأجل مجرور مثله. وجملة: «ما نؤخّره» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك يوم مجموع.. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم) ، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الياء، والفاعل هو يعود على يوم في

_ (1) في الآية (100) من هذه السورة. (2) أجاز ابن عطيّة أن يكون خبرا مقدّما للمبتدأ (الناس) ، وردّ ذلك أبو حيّان لأن ضمير مجموع هو مفرد وحقّه أن يكون جمعا أي مجموعون له الناس.

(يوم مجموع..) «1» ، (لا) نافية (تكلّم) مضارع مرفوع حذف منه إحدى التاءين (نفس) فاعل مرفوع (إلّا) مثل الأولى (بإذنه) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تكلّم) «2» .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) تعليليّة (منهم شقيّ وسعيد) مثل منها قائم وحصيد «3» . وجملة: «يأتي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تكلم نفس» في محلّ نصب حال من فاعل يأتي، والعائد في الجملة محذوف أي: لا تكلّم نفس فيه. وجملة: «منهم شقيّ..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: « (منهم) سعيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد الإعلال.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الذين (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محل جرّ متعلّق بالخبر المحذوف «4» ، (زفير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شهيق) معطوف على زفير بالواو مرفوع مثله. وجملة: «الذين شقوا ... » لا محلّ لها معطوفة التعليليّة. وجملة: «شقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو على لفظ الجلالة كقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ.. ولكن الإعراب أعلاه أظهر. (2) أو بمحذوف نعت لنفس أي: إلّا متحدّثة بإذنه. (3) في الآية (100) من هذه السورة. (4) أو بمحذوف حال من زفير- نعت تقدّم على المنعوت-.

وجملة: «لهم.. زفير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، والعامل فيها ما عمل في الجارّ والمجرور وعلامة النصب الياء (فيها) مثل الأول متعلّق بخالدين (ما) مصدريّة ظرفيّة (دامت) فعل ماض تام.. و (التاء) للتأنيث (السموات) فاعل مرفوع (الأرض) معطوف على السموات بالواو مرفوع مثله. والمصدر المؤوّل (ما دامت..) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بخالدين أي مدّة بقائهما «2» (إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع «3» (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه، ومفعول شاء محذوف أي إنقاذه من النار، أو زيادة مدّتهما (إنّ ربّك فعّال) مثل إنّ أخذه أليم «4» ، (اللام) زائدة للتّقوية (ما) اسم موصول محلّه البعيد النصب على أنّه مفعول به للمبالغة فعّال (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله. وجملة: «دامت السموات» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «إنّ ربّك فعّال» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من النار. (2) المراد بهذا التوقيت التأبيد لقول العرب ما أقام ثبير، وما لاح كوكب، وضع العرب ذلك للتأبيد من غير نظر لفناء ثبير أو الكوكب أو لعدم فنائهما. (3) من المحتمل أن يكون (ما) بمعنى (من) ويعني بذلك الكافرين الذين شقوا.. ومن المحتمل أن يكون بمعنى المدّة أي مدّة بقاء السموات والأرض إلّا المدّة التي يريد الله زيادتها على ذلك. (4) في الآية (102) من السورة.

(الواو) عاطفة (أمّا الذين.. شاء ربّك) مثل الأولى نظيرها و (سعدوا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (عطاء) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (غير) نعت لعطاء منصوب (مجذوذ) مضاف إليه مجرور. وجملة: «الذين سعدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين شقوا.. وجملة: «دامت السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبرتك (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (يعبد) مضارع مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ما) نافية (يعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» (يعبد) مثل الأول (آباؤهم) فاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعبد) . والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الأول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بمرية.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.. ويجوز التعليق بنعت لمرية. [.....] (2) أو اسم موصول في محل جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة وتقدير المعنى. ما يعبدون إلّا أصناما كالتي يعبدها آباؤهم.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الثاني في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل يعبدون أي: ما يعبدون إلّا عبادة كعبادة آبائهم. (الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة (موفّوهم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (هم) ضمير مضاف إليه (نصيبهم) مفعول به لاسم الفاعل موفّوهم.. و (هم) مثل الأخير (غير) حال منصوبة من نصيب (منقوص) مضاف إليه مجرور. وجملة: «لا تك في مرية ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك العلم بهذا فلا تك «1» . وجملة: «يعبد هؤلاء» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ما يعبدون إلّا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعبد آباؤهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «إنّا لموفّوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (مجموع) ، اسم مفعول من جمع الثلاثيّ، وزنه مفعول. (مشهود) اسم مفعول من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعول. (شقيّ) ، صفة مشبّهة من شقي يشقى باب فرح وزنه فعيل.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو إلى الياء لأن أصله شقيو، والمصدر الشقاوة والشقوة.. اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى..

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

(سعيد) ، صفة مشبّهة من سعد يسعد باب فرح، وزنه فعيل. (زفير) ، مصدر زفر يزفر باب ضرب وزنه فعيل، وهذا الوزن هو ضابط مصدر الفعل الدالّ على صوت.. وثمّة مصدر آخر هو زفر بفتح فسكون.. والزفير إخراج النفس، وقد يكون مأخوذا من الزفر وهو الحمل على الظهر. (شهيق) ، مصدر شهق يشهق باب فرح وزنه فعيل، وهو ضدّ الزفير. (شقوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله شقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها بعد تسكينها، ولمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا بضمّ العين. (فعّال) صيغة مبالغة اسم الفاعل، ووزنه هو لفظه. (عطاء) ، اسم مصدر من فعل أعطى الرباعيّ، مصدره القياسيّ إعطاء، والهمزة الأخيرة منقلبة عن حرف العلة الياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة. (مجذوذ) ، اسم مفعول من جذّ الثلاثيّ على وزن مفعول بفكّ إدغامه. (مرية) ، انظر الآية (17) من هذه السورة. (موفّوهم) ، اسم فاعل من وفّى الرباعيّ، وزنه مفعوّهم بضمّ الميم والعين.. في الكلمة إعلال بالحذف أصله موفّيوهم بضمّ الميم والياء وكسر الفاء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الفاء، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين. (منقوص) ، اسم مفعول من نقص الثلاثيّ، وزنه مفعول.

البلاغة

البلاغة 1- استعمال اسم المفعول مكان فعله: في قوله تعالى «ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» والسر في ذلك هو لما في اسم المفعول من دلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنه يوم لا بدّ من أن يكون ميعادا مضروبا لجمع الناس له، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة، وهو أثبت أيضا لإسناد الجمع إلى الناس، وأنهم لا ينفكون منه ونظيره قول المتهدد: إنك لمنهوب مالك عروب قومك، فيه من تمكن الوصف وثباته ما ليس في الفعل والاتساع في الظرف. 2- الكناية: في قوله تعالى «وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ» أي لانتهاء مدة قليلة، فالعد كناية عن القلة، وقد يجعل كناية عن التناهي. 3- الجمع مع التفريق: فالجمع في قوله تعالى «لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ» والتفريق في قوله «فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ» . 4- التقسيم: في قوله تعالى «فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا» إلى آخر الآية. 5- الاستعارة: في قوله تعالى «لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ» . والمراد الدلالة على كربهم وغمهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه، أو تشبيه أصواتهم بأصوات الحمير. ففي الكلام استعارة تمثيلية أو استعارة مصرحة. الفوائد - الاستثناء الوارد في الآيتين: (107- 108) ورد في هاتين الآيتين بيان خلود أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة، بيد أنه ورد استثناء وهو قوله تعالى إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ. وسنورد فيما يلي آراء العلماء في هذا الاستثناء: اختلف العلماء في الاستثناءين، فقال ابن عباس والضحاك. الاستثناء الأول، المذكور في أهل الشقاء، يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها، ويدل على صحة هذا التأويل ما روي عن جابر

[سورة هود (11) : آية 110]

قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) إن الله سبحانه وتعالى يخرج قوما من النار بالشفاعة فيدخلهم الجنة، وفي رواية أن الله يخرج ناسا من النار فيدخلهم الجنة. أخرجه البخاري ومسلم. وأما الاستثناء الثاني المذكور في أهل السعادة، فيرجع إلى مدة لبث هؤلاء في النار قبل دخولهم الجنة، فعلى هذا القول يكون معنى الآية: فأما الذين شقوا ففي النار، لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك أن يخرجهم منها فيدخلهم الجنة. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ أن يدخلهم النار أولا ثم يخرجهم منها فيدخلهم الجنة، فحاصل هذا القول أن الاستثناءين يرجع كل واحد منهما إلى قوم مخصوصين، هم في الحقيقة سعداء، أصابوا ذنوبا استوجبوا بها عقوبة يسيرة في النار، ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة، لأن إجماع الأمة على أن من دخل الجنة لا يخرج منها أبدا. وقيل: إن الاستثناءين يرجعان إلى الفريقين السعداء والأشقياء، وهو مدة تعميرهم في الدنيا، واحتباسهم في البرزخ، وهو ما بين الموت إلى البعث، ومدة وقوفهم للحساب. وقيل معنى إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ: سوى ما شاء ربك، فيكون المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة على ذلك. وهو كقولك لفلان عليّ ألف إلا ألفين، أي سوى ألفين. وقيل: إلا بمعنى الواو، يعني وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وخلود هؤلاء في الجنة. وقيل: لو شاء ربك لأخرجهم منها، ولكنه لم يشأ، لأنه حكم لهم بالخلود فيها. قال الفراء: هذا استثناء استثناه الله ولا يفعله. والصحيح هو القول الأول عن ابن عباس. ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى «إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» بإخراج من أراد من النار وإدخالهم الجنة. والله أعلم. [سورة هود (11) : آية 110] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)

الإعراب:

الإعراب: (ولقد آتينا موسى) الآية مرّ إعرابها «1» ، (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (اختلف) فعل ماض مبنيّ للمجهول (في) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ، والجارّ والمجرور نائب الفاعل في محلّ رفع (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا (سبقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (سبقت) .. و (الكاف) ضمير مضاف اليه (اللام) رابطة لجواب لولا (قضي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل محذوف مفهوم من السياق تقديره العذاب (بين) ظرف منصوب متعلق ب (قضي) و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّهم) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بشك (مريب) نعت لشك مجرور. جملة: «آتينا موسى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اختلف فيه» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا. وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «سبقت ... » في محلّ رفع نعت لكلمة. وجملة: «قضي بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّهم لفي شكّ..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) في الآية (96) من هذه السورة.

[سورة هود (11) : آية 111]

[سورة هود (11) : آية 111] وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (كلّا) اسم إنّ منصوب (لمّا) حرف نفي وجزم وقلب حذف فعله المجزوم به، والتقدير لمّا يوفوا أعمالهم «1» ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يوفّينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (أعمالهم) مفعول به ثان منصوب.. و (هم) مضاف إليه (إنّه) مثل الأول مع اسمه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (خبير) خبر إنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير) . جملة: «إنّ كلّا لمّا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لمّا (يوفوا أعمالهم) » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يوفّينّهم ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .

_ (1) أي إنهم إلى الآن لم يوفّوها وسيوفّونها.. هذا رأي ابن هشام في المغني.. وقدره ابن الحاجب: لمّا يهملوا، أو لمّا يتركوا.. وقد ردّ ابن هشام هذا التقدير بقوله: «إنّ منفيّ (لمّا) متوقّع الثبوت، والإهمال غير متوقّع الثبوت» .. أمّا أبو حيّان فقد قدّر الفعل بقوله: وإنّ كلّا لمّا ينقص من جزاء عمله، لأن جواب القسم في قوله تعالى: ليوفّينهم ربّك أعمالهم يدلّ عليه. هذا وإنّ حذف منفيّ (لمّا) وارد في لسان العرب يقولون: قاربت المدينة ولمّا.. أي ولمّا أدخلها. وثمّة أقوال كثيرة في تأويل (لمّا) المشدّدة وكلّها ضعيفة. (2) جملة القسم المقدّرة مع جوابها لا محلّ لها صلة الموصول أو نعت ل (ما) .. عند من يجعل كلمة (لمّا) مركبة من ثلاث كلمات: اللام- وهي المزحلقة- ومن حرف الجرّ، وما اسم موصول أو نكرة موصوفة.

الفوائد

وجملة: «إنّه ... خبير» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «1» . الفوائد - أسرار القرآن الكريم: حار علماء النحو واللغة في إعراب قوله تعالى في هذه الآية وهو وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ولم يصلوا إلى رأي قاطع، وهذا وإن دلّ على شيء فإنما يدل على عظمة كلام الله عز وجل وأن عقول البشر مهما بلغت لا تستطيع أن تدرك أسراره ومعانيه إدراكا تاما، فكلام الله عز وجل فوق البشر وفوق عقولهم وتصوراتهم، ومن ناحية أخرى فكلام الله أكبر من أن تتسع له قواعد اللغة وعقول النحاة، فهو فيض عظيم لا يمكن أن ينحصر في قوالب النحاة، ويأتي على قياس القواعد، فهو الأصل، وهو النبع، وهو الفيض، وما سواه ضحل قاصر لا يبلغ قطرة من بحره، ولا زهرة من جنانه وقصارى القول: إنه كلام الله. [سورة هود (11) : الآيات 112 الى 113] فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (استقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الكاف) حرف جر «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (التاء) نائب الفاعل، والعائد محذوف أي أمرتها (الواو) عاطفة (من) اسم

_ (1) يجوز أن تكون صلة ل (ما) وهو اسم موصول، والعائد محذوف أي بما يعملونه. (2) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي استقم استقامة مثل التي أمرت بها.

موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على فاعل استقم «1» (تاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (معك) ظرف منصوب متعلق ب (تاب) «2» و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطغوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إنّه بما تعملون بصير) مثل إنّه ... خبير «3» . جملة: «استقم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أمرت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا تطغوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّه ... بصير» لا محل لها تعليليّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (الواو) عاطفة (لا تركنوا) مثل لا تطغوا (إلى) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تركنوا) ، (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الفاء) فاء السببيّة (تمسّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء و (كم) ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تمسّكم..) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم ركون إلى الذين ظلموا فمسّ النار لكم.

_ (1) لم يؤكّد بالضمير المنفصل لوجود الفاصل.. ويجوز أن يكون الموصول مفعولا معه بعد واو المعيّة. (2) أو بمحذوف حال من فاعل تاب. (3) في الآية السابقة (111) .

الصرف:

(الواو) واو الحال (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بخبر مقدّم (من دون) جارّ ومجرور حال من أولياء (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (أولياء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تنصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل. وجملة: «لا تركنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تطغوا. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تمسّكم النار» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ما لكم.. من أولياء» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (تمسّكم) «1» . وجملة: «لا تنصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة ما لكم.. من أولياء. الصرف: (استقم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أستقيم، بسكون الياء والميم، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه استفل. (تطغوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تطغاوا، لمّا التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه تفعوا، بفتح العين.. والألف في الفعل منقلبة عن ياء لأن مصدره الطغيان. البلاغة 1- الإيجاز: في قوله تعالى «فَاسْتَقِمْ» ذلك لأن الاستقامة هي الاستمرار في

_ (1) أي تمسّكم في حال انتفاء الناصر لكم.

[سورة هود (11) : الآيات 114 إلى 115]

جهة واحدة وأن لا يعدل يمينا أو شمالا، وبالجملة فهذا الأمر منتظم لجميع محاسن الأحكام الأصلية والفرعية والكمالات النظرية والعملية، والخروج من عهدته في غاية ما يكون من الصعوبة، ولذلك قال رسول الله (ص) : شيبتني سوره هود. 2- ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» . إذ لما كان الركون إلى الذين ظلموا دون فعل الظالمين، وجب أن يكون العقاب عليه دون عقاب الظالمين، ومسّ النار في الحقيقة دون الإحراق، ولما كان الإحراق عقابا للظالم، أوجب العدل أن يكون المسّ عقاب الراكن إلى الظالم. ولم يقل الظالمين، وعدل عن ذلك إلى قوله «الَّذِينَ ظَلَمُوا» ، لما يحتمل الأول من استمرار الظلم الذي لا يلائم المساس، ولا تحصل به المبالغة التي تحصل من لفظ الثاني من وقوع الظلم على سبيل الندور ليلائم المعنى. [سورة هود (11) : الآيات 114 الى 115] وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) الإعراب: (الواو) عاطفة (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الصلاة) مفعول به منصوب (طرفي) ظرف زمان منصوب متعلّق بأقم، وعلامة النصب الياء (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (زلفا) معطوف على طرفي منصوب (من الليل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (زلفا) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الحسنات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (يذهبن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى طلب

الصرف:

الاستقامة.. و (اللام) للبعد، (والكاف) للخطاب (ذكرى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (للذاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى «1» ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «أقم الصلاة» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الطلبيّة في الآية السابقة «2» . وجملة: «إنّ الحسنات يذهبن ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يذهبن ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ذلك ذكرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (اصبر) مثل أقم (الفاء) تعليليّة (إنّ الله لا يضيع) مثل إنّ الحسنات يذهبن و (لا) نافية (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «اصبر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: «إنّ الله لا يضيع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (طرفي) ، اسم استعمل ظرفا لأنه أضيف إلى الظرف.. وانظر الآية (127) من سورة آل عمران. (زلفا) ، جمع زلفة، وهي الطائفة من الليل، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين، ووزن زلف فعل بضمّ ففتح، وقد يجمع زلفة على زلفات بضمّتين. (الذاكرين) ، جمع الذاكر، اسم فاعل من ذكر الثلاثيّ وزنه فاعل.

_ (1) أو بنعت لذكرى. (2) أو هي استئنافيّة بعد واو الاستئناف.

الفوائد

الفوائد - شروط التوبة: دلت هذه الآية الكريمة على التوبة، وأن فعل الحسنات يكون سببا لانمحاق الذنوب والسيئات. وورد حديث صحيح عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بمعنى هذه الآية وهو: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» لكن الأمر يحتاج إلى توبة نصوح ولها شروط: 1- الإقلاع عن الذنب بالكلية 2- الندم على فعله. 3- العزم التام ألا يعود إليه في المستقبل. فإذا حصلت هذه الشرائط صحت التوبة، وكانت مقبولة، إن شاء الله تعالى. وأضاف العلماء أنه ينبغي للتائب أن يرد الحقوق إلى أهلها، وأن يقضي ما فاته من حقوق الله كصلاة وصيام، فإن عاجلته المنية قبل أن يتمكن من الوفاء كلا أو بعضا، فإن الله عز وجل يغفر له. [سورة هود (11) : آية 116] فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ (116) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض فيه معنى النفي (كان) ماض تام (من القرون) جارّ ومجرور متعلّق ب (كان) «1» ، (من قبل) جار ومجرور متعلّق بنعت للقرون «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (أو لو) فاعل مرفوع لفعل كان، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (بقية) مضاف إليه مجرور (ينهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عن

_ (1) أو بمحذوف حال من (أولو بقيّة) . [.....] (2) وذلك بكون (ال) جنسيّة لا تعرّف الداخلة عليه.. وإذا كانت عهديّة فالجار والمجرور حال من القرون.

الفساد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهون) ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بالفساد «1» ، (إلّا) حرف للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب والاستثناء متّصل أو منقطع «2» (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا) ، (أنجينا) فعل ماض وفاعله (من) كالأول و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من المفعول المحذوف أي أنجيناه منهم (الواو) عاطفة (اتّبع) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أترفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (فيه) مثل منهم متعلّق ب (أترفوا) ، (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (مجرمين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «لولا كان من القرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينهون ... » في محلّ رفع نعت ل (أولو) «3» . وجملة: «أنجينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اتّبع الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فما نهوا عن الفساد واتّبع الذين ... وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أترفوا فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كانوا مجرمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع

_ (1) أو بحال منه. (2) إذا كان التحضيض على معناه فالاستثناء منقطع و (إلّا) بمعنى لكن. (3) أو في محلّ نصب حال من (أولو) لأنه تخصّص بالإضافة.

الصرف:

الذين «1» . الصرف: (بقيّة) ، فيها وجهان: صفة على فعيلة للمبالغة بمعنى فاعلة ولذلك دخلت عليها التاء، والمراد بها جيّد الشيء وخياره.. أو مصدر بمعنى البقوى كالتقيّة بمعنى التقوى أي ذوو بقاء.. وانظر الآية (86) من هذه السورة. [سورة هود (11) : آية 117] وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (117) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) ماض ناقص (ربّك) اسم كان مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يهلك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بظلم) جارّ ومجرور حال من فاعل يهلك. (الواو) واو الحال (أهلها) مبتدأ مرفوع.. و (ها) ضمير مضاف إليه (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أن يهلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. جملة: «ما كان ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أهلها مصلحون» في محلّ نصب حال من القرى «2» .

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضا تذييليّا. (2) ولكن لا باعتبار تقييد الفعل بما وقع حالا من فاعله بل مطلقا عن ذلك.

[سورة هود (11) : الآيات 118 إلى 120]

[سورة هود (11) : الآيات 118 الى 120] وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) رابطة لجواب لو (جعل) مثل شاء، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (أمّة) مفعول به ثان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب (الواو) عاطفة (لا يزالون) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع.. والواو اسم لا يزال (مختلفين) خبر لا يزالون منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل الناس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يزالون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استئنافيّة مقدّرة أي لكنه لم يشأ فاختلف الناس ولا يزالون مختلفين. (إلّا) حرف استثناء (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء (رحم ربّك) مثل شاء ربّك (الواو) استئنافيّة (اللام) حرف جرّ «1» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقهم) «2» ..

_ (1) قال أبو حيّان: «هذه اللام في التحقيق هي لام الصيرورة.. أي خلقهم ليصير أمرهم إلى الاختلاف، ولا يتعارض هذا مع قوله: وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون لأن معنى هذا الأمر بالعبادة. (2) وقد اختلف المفسّرون في المشار إليه كثيرا والأظهر أنه يعود إلى الاختلاف وإلى الرحمة.

و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (خلق) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (تمّت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنا (جهنّم) مفعول به منصوب (من الجنّة) جار ومجرور متعلّق ب (أملأن) ، (الناس) معطوف على الجنّة بالواو مجرور مثله (أجمعين) توكيد معنويّ للناس مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «رحم ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «خلقهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تمّت كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم. وجملة: «أملأن ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة. (الواو) عاطفة (كلّا) مفعول به مقدّم عامله نقصّ «1» ، (نقص) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (من أنباء) جار ومجرور متعلّق بنعت ل (كلّا) «2» ، (الرسل) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من (كلّا) «3» ، (نثبّت) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (فؤادك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال (جاءك) فعل ماض.. و (الكاف) مفعول به (في) حرف جرّ (ها)

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي كلّ قصص نقصّ، ومفعول نقصّ قوله: ما نثبّت.. (2) أو متعلّق ب (نقصّ) . (3) أو نكرة موصوفة، أو مصدريّة. أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

الصرف:

حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من (الحقّ) «1» وهو فاعل جاء مرفوع (الواو) عاطفة في الموضعين (موعظة، ذكرى) اسمان معطوفان على الحقّ مرفوعان، وعلامة الرفع في ذكرى الضمّة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «نقصّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم. وجملة: «نثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» . وجملة: «جاءك.. الحقّ» في محلّ نصب حال من الأنباء بتقدير قد. الصرف: (مختلفين) ، جمع مختلف، اسم فاعل من اختلف الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة هود (11) : الآيات 121 الى 122] وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) ، (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على مكانتكم إنّا عاملون) مرّ إعراب نظيرها «3» ، وعلامة رفع الخبر الواو.

_ (1) أو متعلّق ب (جاء) . (2) أو في محلّ نصب نعت للنكرة الموصوفة (ما) .. أو هي صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب. (3) في الآية (93) من هذه السورة. [.....]

[سورة هود (11) : آية 123]

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اعملوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا عاملون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليليّة. (الواو) عاطفة (انتظروا إنّا منتظرون) مثل اعملوا.. إنّا عاملون. وجملة: «انتظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اعملوا. وجملة: «إنّا منتظرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليليّة. [سورة هود (11) : آية 123] وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (غيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (يرجع) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (كلّه) توكيد معنويّ للأمر مرفوع مثله.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعبد) فعل أمر، والفاعل أنت و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (توكّل) مثل اعبد (عليه) مثل إليه متعلّق ب (توكّل) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ربّك) اسم ما مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1»

_ (1) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف في الحالين أي تعملونه.

(تعملون) مثل يؤمنون «1» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بغافل. جملة: «لله غيب السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرجع الأمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة: «اعبده..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان الأمر كلّه لله فاعبده. وجملة: «توكّل ... » معطوفة على جملة اعبده. وجملة: «ما ربّك بغافل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لله غيب ... وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . انتهت سورة هود

_ (1) في الآية (121) من هذه السورة.

سورة يوسف

سورة يوسف من الآية 1- إلى الآية 52 [سورة يوسف (12) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (1) الإعراب: (الر) حرف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب «1» ، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى آيات السورة.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر المبتدأ مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (المبين) نعت للكتاب مجرور. جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. البلاغة براعة التخلص: في السورة الكريمة: وهو فن مشهور ذائع في كلام البلغاء، وهو امتزاج ما يقدمه الكاتب أو الشاعر في البسط بأول ما استهل به كلامه- كالبيت الأول من القصيدة والفقرة الأولى من المقالة- على أن يختلس ذلك اختلاسا رشيقا دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني، لشدة الممازجة والالتئام، كأنهما أفرغا في قالب واحد، أو يوطئ الكاتب فيه بفصل لفصل

_ (1) انظر الآية الأولى من سورة البقرة (الم) .

الفوائد

يريد أن يأتي بعده، وإما بنكتة تشير إلى معنى الفصل المستقبل كقوله تعالى «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ» فإنه سبحانه وطأ بهذا الفصل إلى ما يأتي بعده من سرد قصة يوسف عليه السلام، فتخلص به إلى ذكر القصة تخلصا بارعا، فإن النكتة التي أشارت إلى وصف هذه القصة بنهاية الحسن دون سائر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن، وهي قوله: «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» فإن المخاطب إذا قرع سمعه هذا الوصف للقصة تنبه إلى تأملها، فيجد كل قضية فيها ختمت بخير، وكل ضيق انتهى إلى سعة، وكل شدة آلت إلى رخاء. الفوائد أسباب نزول السورة: 1- في سبب نزولها قولان: آ- روي عن سعيد بن أبي العاص رضي الله عنه قال: لما أنزل القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله عز وجل اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ إلى قوله تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ. ب- روى الضحاك عن ابن عباس قال: سألت اليهود النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقالوا: حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف، فأنزل الله عز وجل الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ [سورة يوسف (12) : آية 2] إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنزلنا) فعل ماض.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (قرآنا) حال موطّئة منصوبة «1» ، (عربيّا) نعت ل

_ (1) جاز مجيء الحال لفظا جامدا لأنه وصف.. ويجوز إعرابه بدلا من الهاء في (أنزلناه) .

الفوائد

(قرآنا) منصوب (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (كم) ضمير اسم لعل في محلّ نصب (تعقلون) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. جملة: «إنّا أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو تعليليّة. وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الفوائد 1- ورود الحال جامدة: من المعلوم أن الحال تأتي اسما مشتقا تبين حال اسم سابق لها يسمى صاحب الحال، والحالة العامة أن تأتي الحال مشتقة لشبهها بالصفة، والصفة شيء مشتق، لكننا كما نعلم بأنه لكل قاعدة شواذ، وقد أجاز النحويون مجيء الحال جامدة إذا أمكن تأويلها بمشتق، وقد ورد هذا في الآية الكريمة في قوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا فقرآنا اسم جامد وقد جاء حالا، وهذا كثير في لغة العرب وأساليبهم، ومثله قولنا: (كرّ علي أسدا) يمكن تأويلها ب (كر علي شجاعا) . 2- هل يمكن أن يقال: في القرآن شيء بغير العربية؟ قال أبو عبيدة من زعم أن في القرآن لسانا غير العربية فقد قال بغير الحق، وأعظم على الله القول. واحتج بهذه الآية إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا. وروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة، أن فيه من لسان غير العربية مثل: سجيل- المشكاة- اليمّ- إستبرق. وهذا هو الصحيح المختار. وكلا القولين صواب إن شاء الله تعالى ووجه الجمع بينهما، أن هذه الألفاظ لما تكلمت بها العرب، ودارت على ألسنتهم، صارت عربية فصيحة، وإن كانت غير عربية في الأصل وبهذا نجمع بين القولين، وفي علم أصول النحو قرر العلماء قاعدة مفادها بأنه إذا دخل كلمة أو أكثر إلى لغة قوم

[سورة يوسف (12) : الآيات 3 إلى 4]

وتداولوها وصارت شائعة بينهم ومستعملة، فإنها تصبح من صميم لغتهم، ولا ضير في ذلك، فأمم الأرض يتأثر بعضها ببعض ويكتسب بعضها من بعض، وهذه ظاهرة عالمية، بل في جميع لغات الدنيا [سورة يوسف (12) : الآيات 3 الى 4] نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (3) إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (4) الإعراب: (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (أحسن) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر «1» ، (القصص) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أوحينا) مثل أنزلنا «2» ، (إليك) مثل عليك متعلّق ب (أوحينا) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «3» ، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان له- منصوب (الواو) واو الحال (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (التاء) اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بالغافلين، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة لا عمل لها (من الغافلين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنت، وعلامة الجرّ الياء.

_ (1) هذا إذا كان لفظ (القصص) مصدرا صرفا، ومفعول نقصّ محذوف أي القصص.. أما إذا كان مصدرا واقعا موقع المفعول- أي المقصوص- كان لفظ (أحسن) مفعولا به، والمعنى نقصّ عليك أحسن الأشياء المقصوصة. (2) في الآية (2) السابقة. (3) الظاهر أن في الكلام تنازعا، ففعل (نقصّ) ، وفعل (أوحينا) كلاهما متسلّط على (هذا القرآن) يطلبه مفعولا به له، ولكن أعمل الثاني وأضمر الأول ثمّ حذف لأنه فضلة، والتقدير: نقصّه عليك ...

والمصدر المؤوّل (ما أوحينا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نقصّ) . جملة: «نحن نقصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نقصّ ... » في محلّ رفع خبر نحن. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّه كنت ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «كنت.. من الغافلين» في محلّ رفع خبر (إن) المخفّفة. (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالغافلين «1» ، (قال) فعل ماض (يوسف) فاعل مرفوع، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، و (الهاء) مضاف إليه (يا) حرف نداء (أبت) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، ونقلت الكسرة- كسرة المناسبة- إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّي) مثل إنّا «2» (رأيت) فعل ماض وفاعله (أحد عشر) جزءان عدديان مبنيّان على الفتح في محلّ نصب مفعول به (كوكبا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (الشمس، القمر) اسمان معطوفان على أحد عشر منصوبان (رأيت) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ساجدين) ، وهو حال من مفعول رأيت لأن الرؤية بصريّة وإن كانت في النوم. وجملة: «قال يوسف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن يتعلّق بفعل قال يا بنيّ في الآية الآتية.. وهو اسم ظرفيّ- عند غير أبي حيّان- مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ... (2) في الآية (2) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «يا أبت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي رأيت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «رأيت أحد عشر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «رأيتهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (يوسف) اسم أعجمي عبرانيّ.. (أبت) ، يجوز كتابة التاء المبدلة من ياء المتكلّم مبسوطة (أبت) ، أو مربوطة (أبة) ، وقد كسرت التاء في قراءة حفص «1» . (أحد عشر) ، لفظ (أحد) لا يكون إلّا مع العشرة، أمّا مع ألفاظ العقود فيستعمل (واحد) زنة فاعل وانظر الآية (102) من سورة البقرة في تصريف (أحد) . البلاغة 1- في قوله سبحانه وتعالى «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» فذكر كلمة رأيتهم ليس بتكرار، وإنما هو كلام مستأنف على تقدير سؤال وقع جوابا له، كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً» : كيف رأيتها سائلا عن حال رؤيتها؟ فقال: «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» . 2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» حيث شبه المذكورات بقوم عقلاء ساجدين، والضمير والسجود قرينة، أو أحدهما قرينة تخيلية والآخر ترشيح. الفوائد - الرؤيا: ورد في هذه الآية ما يثبت أن الرؤيا حق، وأنّ وراءها ما وراءها. وقد جاءت

_ (1) ويجوز فتحها على تقدير إبدال الياء ألفا ثمّ حذفت الألف، والأصل يا أبتا.

[سورة يوسف (12) : الآيات 5 إلى 6]

أحداث القصة لتثبت رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام. وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنها لا تضره. وهناك ما يسمّى بأضغاث الأحلام، وهو عبارة عن أوهام يراها النائم، نتيجة لوضعه النفسي، ولا شيء وراءها. [سورة يوسف (12) : الآيات 5 الى 6] قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يعقوب (يا) حرف نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (تقصص) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (رؤياك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (على إخوة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقصص) .. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) فاء السببيّة (يكيدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكيدوا) بمعنى يحتالوا «1» ، (كيدا) مفعول به منصوب «2» ، (إنّ) حرف توكيد ونصب، (الشيطان) اسم إنّ منصوب

_ (1) أي يحتالون لك أمرا يكيدونك به.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا واللام في (لك) زائدة لأن كاد يتعدّى بنفسه. (2) أو مفعول مطلق منصوب.

(للإنسان) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (عدو) «1» ، وهو خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لعدوّ. والمصدر المؤوّل (أن يكيدوا) معطوف على مصدر مقدّر مستخرج من الكلام المتقدّم أي لا يكن منك قصّ للرؤيا فكيد منهم لك. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا بنيّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تقصص ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يكيدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الشيطان.. عدوّ» لا محلّ تعليليّة. (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «2» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يجتبيك.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (يجتبي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (الكاف) مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة «3» ، (يعلّمك) مثل يجتبيك (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعلّم) ، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يتمّ) مثل يجتبي (نعمته) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (عليك) مثل لك متعلّق ب (يتمّ) «4» ، (الواو) عاطفة (على آل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (عليك) فهو معطوف عليه (يعقوب) مضاف

_ (1) أو متعلّق بعدوّ. (2) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. [.....] (3) وليست للعطف لأن التعليم غير داخل في حيّز التشبيه. (4) أو بنعمة فهو مصدر.

الصرف:

إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أتمّ) فعل ماض، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (على أبويك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّها) وعلامة الجرّ الياء.. و (الكاف) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتمّها) . والمصدر المؤوّل (ما أتمّها) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يتمّ.. أي يتمّ نعمته إتماما كإتمامها على أبويك. (إبراهيم) بدل من أبويك مجرور وعلامة الجرّ الفتحة- أو عطف بيان- (إسحاق) معطوف على إبراهيم بالواو مجرور (إنّ ربك عليم) مثل إنّ الشيطان عدوّ.. و (الكاف) في ربّك مضاف إليه (حكيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «يجتبيك ربّك» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «1» . وجملة: «يعلّمك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتمّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلّمك. وجملة: «أتمّها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّ ربّك عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. الصرف: (بنيّ) ، صيغة التصغير لابن، والتصغير يعيد الأشياء إلى أصولها، فالألف في ابن عوض من واو، أصله بنو، فلمّا أريد التصغير أعيدت الواو إلى أصلها وهي حرف علّة فقلبت ياء وأدغمت مع ياء التصغير فأصبح بنيّ زنة فعيل، ولمّا أضيف إلى ياء المتكلّم اجتمعت

_ (1) أو هي استئناف في حيّز القول.

[سورة يوسف (12) : آية 7]

الياءات الثلاث فحذفت واحدة لتوالي الأمثال، فظلّ لفظه (بنيّ) مع الإضافة. (رؤيا) ، اسم لما يراه الإنسان في نومه، فعله رأى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، والألف رسمت طويلة- وإن كانت رابعة- لأن ما قبلها ياء، جمعه رؤي زنة فعل بفتح العين وضمّ الفاء. (إخوة) ، جمع أخ، اسم محذوف اللام أصله أخو لأن مثنّاه أخوان، وزنه فع، ووزن إخوة فعلة. (كيدا) ، مصدر كاد، واستعمل في موضع الاسم، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة يوسف (12) : آية 7] لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (في يوسف) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان مقدّم، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (إخوته) معطوف على يوسف مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (آيات) اسم كان مؤخّر مرفوع (للسائلين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات «1» . جملة: «كان في يوسف.. آيات» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة يوسف (12) : آية 8] إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) لام الابتداء (يوسف) مبتدأ

_ (1) أو متعلّق بآيات فهو بمعنى العبر.

الصرف:

مرفوع وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (أخوه) معطوف على يوسف مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (الهاء) مضاف إليه (أحبّ) خبر مرفوع (إلى أبينا) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحبّ) ، وعلامة الجرّ الياء.. و (نا) مضاف إليه «1» ، (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب. (أحبّ) ، (الواو) واو الحال (نحن) ضمير مبتدأ (عصبة) خبر مرفوع (إنّ) حرف توكيد ونصب (أبانا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) ضمير مضاف إليه (أبانا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مبين) نعت لضلال مجرور. جملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ليوسف ... أحبّ» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نحن عصبة» في محلّ نصب حال، والرابط الواو. وجملة: «إنّ أبانا لفي ضلال..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (أحبّ) ، اسم تفصيل من حبّ الثلاثيّ وزنه أفعل، وقد أدغمت عين الكلمة مع لأمها. (عصبة) ، لفظ يدلّ على ما زاد على عشرة، وقيل: الثلاثة نفر، فإذا زادوا إلى تسعة كانوا رهطا، فإذا بلغوا العشرة فما فوق فهم عصبة، وقيل غير ذلك، فهو من نوع اسم الجمع، والمادّة تدلّ على الإحاطة من العصابة لإحاطتها بالرأس.

_ (1) في استعمال أحبّ شيء من التفريق إذا تعدّى ب (إلى) أو باللام فإذا قلت خالد أحبّ إليّ من زيد كان خالد محبوبا منك أكثر من زيد- أي كان حبّك لخالد أكثر من زيد- وإذا قلت خالد أحبّ لي من زيد كان حبّ خالد لك أكثر من حبّ زيد.. وفي الآية حبّ الأب ليوسف وأخيه أكثر من حبّه لإخوتهما.

[سورة يوسف (12) : آية 9]

[سورة يوسف (12) : آية 9] اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (9) الإعراب: (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (يوسف) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (اطرحوا) مثل اقتلوا و (الهاء) ضمير مفعول به (أرضا) منصوب على نزع الخافض أي في أرض «1» ، (يخل) مضارع مجزوم جواب الطلب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخل) ، (وجه) فاعل مرفوع (أبيكم) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (يخل) ، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بصالحين، و (الهاء) مضاف إليه (قوما) خبر الناقص منصوب (صالحين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «اقتلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اطرحوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوا.. وجملة: «يخل لكم وجه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تطرحوه يخل ... وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخل لكم وجه.. الصرف: (يخل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يخلو، وزنه يفع.

_ (1) والزمخشريّ يجعله ظرفا كالظروف المبهمة وقد ردّ ذلك ابن عطيّة وتبعه في ذلك أبو حيّان.. ولكن إذا ضمّن فعل (اطرحوه) معنى أنزلوه ف (أرضا) مفعول به ثان.

البلاغة

البلاغة الكناية: في قوله تعالى «يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ» وفي الكلام كناية تلويحية عن خلوص المحبة. والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها. [سورة يوسف (12) : آية 10] قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (10) الإعراب: (قال) فعل ماض (قائل) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقائل (لا) ناهية جازمة (تقتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (يوسف) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في غيابه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقوه) ، (الجبّ) مضاف إليه مجرور (يلتقطه) مضارع مجزوم و (الهاء) مفعول به (بعض) فاعل مرفوع (السيّارة) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (نا) اسم كان (فاعلين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الباء. جملة: «قال قائل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تقتلوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ألقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يلتقطه بعض ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إنّ تلقوه يلتقطه بعض السيّارة. وجملة: «كنتم فاعلين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط

الصرف:

محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم فاعلين فافعلوا هذا القدر من التفريق. الصرف: (قائل) ، اسم فاعل من قال الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد قلبت عينه إلى همزة لأنها جاءت بعد ألف فاعل وهذا القلب مطّرد في اسم الفاعل للفعل الأجوف. (ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله ألقيوا- بكسر القاف وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى القاف- وهذا إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- (غيابة) ، اسم لسدّ أو طاق في البئر قريب من الماء يغيب ما فيه عن العيون.. أو هو قعر الجبّ، وزنه فعالة بفتح الفاء. (الجبّ) ، اسم للبئر، وسمّي بذلك لأنه قطع في الأرض، وزنه فعل بضمّ فسكون. (السيّارة) ، جمع السيّار من صيغ المبالغة، وزنه فعّال. (فاعلين) ، جمع فاعل، اسم فاعل من الثلاثيّ، ووزنه هو لفظه. [سورة يوسف (12) : الآيات 11 الى 12] قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (12) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (لا) نافية (تأمنّا) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على النون لمناسبة الإدغام.. و (نا) ضمير مفعول به،

والفاعل أنت (على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمنّا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ اسم إنّ (له) مثل لك متعلّق ب (ناصحون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو و (اللام) المزحلقة. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما لك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تأمنّا» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب. وجملة: «إنّا له لناصحون» في محلّ نصب حال من (يوسف) أو من ضمير المفعول في (تأمنّا) . (أرسله) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، و (الهاء) مفعول به (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسله) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (غدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أرسله) ، (يرتع) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (يلعب) مجزوم معطوف على (يرتع) بالواو (الواو) واو الحال (إنّا له لحافظون) مثل إنّا له لناصحون. وجملة: «أرسله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يرتع..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يلعب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرتع. وجملة: «إنّا له لحافظون» في محلّ نصب حال من ضمير المتكلم في (معنا) ، أو من ضمير الغائب في (أرسله) .

[سورة يوسف (12) : آية 13]

[سورة يوسف (12) : آية 13] قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّي) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) للتوكيد (يحزن) مضارع مرفوع و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (تذهبوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تذهبوا) . والمصدر المؤوّل (أن تذهبوا..) في محلّ رفع فاعل يحزن. (الواو) عاطفة (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن) مثل الأول (يأكله) مضارع منصوب.. و (الهاء) مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يأكله..) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف. (الواو) واو الحال (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عنه) مثل به متعلّق ب (غافلون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّي ليحزنني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يحزنني ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أخاف ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

الصرف:

وجملة: «يأكله، ومثلها تذهبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنتم عنه غافلون ... » في محلّ نصب حال. الصرف: (الذئب) ، اسم جامد للحيوان المفترس المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد - لام الابتداء: 1- تفيد توكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها في باب إن عن صدر الجملة كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين، لأن (إنّ) كذلك تفيد التوكيد. وتفيد أيضا تخليص المضارع للحال، أي دلالته على الزمن الحاضر. ومثال ذلك قوله تعالى في هذه الآية إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ. 2- وتدخل باتفاق في موضعين: 1- المبتدأ: كقوله تعالى لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً. 2- بعد إن (وتسمى المزحلقة) لزحلقتها من المبتدأ إلى الخبر. وتدخل بعد إن على ثلاثة أشياء: آ- الاسم: كقوله تعالى إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ ب- والمضارع: إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ. ج- والجار والمجرور أو الظرف كقوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة يوسف (12) : آية 14] قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (14) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أكل) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط و (الهاء) مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع (الواو) واو الحال (نحن عصبة) مرّ

البلاغة

إعرابها «1» ، (إنّا.. لخاسرون) مثل إنّا لناصحون «2» ، (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن أكله الذئب ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نحن عصبة ... » في محلّ نصب حال والرابط الواو. وجملة: «إنّا إذا لخاسرون ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «إنا إذا لخاسرون ... » مجاز عن الضعف والعجز والعلاقة هي السببية. [سورة يوسف (12) : آية 15] فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (ذهبوا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذهبوا) ، (الواو) عاطفة «3» ، (أجمعوا) مثل ذهبوا (أن) حرف مصدريّ (يجعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في غيابة الجبّ) جارّ ومجرور ومضاف إليه، متعلّق ب (يجعلوه) .

_ (1) في الآية (8) من هذه السورة. (2) في الآية (11) من هذه السورة. (3) يجوز أن تكون حاليّة، والجملة بعدها حال بتقدير قد.

والمصدر المؤوّل (أن يجعلوه..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي على أن يجعلوه، متعلّق ب (أجمعوا) بتضمينه معنى عزموا «1» . (الواو) استئنافيّة (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (إليه) مثل به متعلّق ب (أوحينا) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تنبّئنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنبّئنّ) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من أمر- أو عطف بيان- (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «ذهبوا به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب لمّا محذوف تقديره جعلوه فيها «2» . وجملة: «أجمعوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهبوا «3» . وجملة: «يجعلوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «تنبّئنّهم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به لفعل أجمعوا، لأنه يقال: أجمع الأمر وأزمعه. (2) يجوز أن يكون الجواب جملة قالوا يا أبانا.. الآتية.. (3) يجوز أن تكون حاليّة بتقدير قد. (4) هذه الجملة هي جواب لمّا عند الكوفيّين بزيادة الواو، ونظيره كثير في القرآن على قولهم.. كقوله تعالى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أي ناديناه. وقوله: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها أي فتحت.. وهو رأي صائب.

[سورة يوسف (12) : آية 16]

وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة «1» . وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تنبّئنّهم) . وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة يوسف (12) : آية 16] وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاؤوا) فعل ماض وفاعله (أباهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (عشاء) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (جاؤوا) ، (يبكون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبكون ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاؤوا. الصرف: (عشاء) ، اسم للوقت بين المغرب والعتمة، وقيل أوّل الظلام، وقيل آخر النهار، وزنه فعال بكسر الفاء ومثله العشيّ. [سورة يوسف (12) : آية 17] قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (17) الإعراب: (قالوا يا أبانا) مرّ إعرابها «2» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ذهبنا) مثل أوحينا «3» ، (نستبق) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (الواو) عاطفة (تركنا) مثل أوحينا «4» ، (يوسف) مفعول به منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب

_ (1) لأن أوحينا فيه معنى القول دون حروفه. [.....] (2) في الآية (11) من هذه السورة. (3، 4) في الآية (15) من هذه السورة.

(تركنا) ، (متاعنا) مضاف إليه مجرور.. و (نا) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أكل) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمن) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (صادقين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يا أبانا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّا ذهبنا ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «ذهبنا نستبق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نستبق ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهبنا. وجملة: «تركنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ذهبنا. وجملة: «أكله الذئب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا ذهبنا. وجملة: «ما أنت بمؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنّا صادقين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «2» .. وجواب لو محذوف تقديره فما أنت بمؤمن لنا لأنك محبّ ليوسف.

_ (1) يجوز أن تكون جوابا للنداء لا محلّ لها، وجملة النداء في محلّ نصب مقول القول. (2) أو حاليّة.. وبعض النحويين يجعل (لو) بمعنى إنّ الشرطيّة أي تعليق معناها بالمستقبل فلا يصحّ كونها حالا.

[سورة يوسف (12) : آية 18]

[سورة يوسف (12) : آية 18] وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (18) الإعراب: (الواو) عاطفة (جاؤوا) مرّ إعرابه «1» ، (على قميصه) جارّ ومجرور ومضاف إليه، متعلّق بمحذوف حال من دم «2» ، (بدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا) ، (كذب) نعت لدم مجرور وهو على حذف مضاف أي ذي كذب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (بل) حرف إضراب (سوّلت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سوّلت) ، (أنفسكم) فاعل مرفوع، و (كم) ضمير مضاف إليه (أمرا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (صبر) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره صبري أو أمري أو شأني (جميل) نعت لصبر مرفوع (الواو) عاطفة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (المستعان) خبر المبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول «3» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالمستعان (تصفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنت بمؤمن «4» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سوّلت لكم أنفسكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لكلام

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة. (2) هذا رأي العكبريّ وقد أيّده أبو حيّان على الرغم من أن الحال المتقدّمة على المجرور بحرف جرّ أصليّ فيها خلاف بين النحويين، والظاهر صحة مجيئها كذلك. (3) أو هو حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.. أي على وصفكم الكاذب. (4) في الآية السابقة (17) .

الصرف:

مقدّر هو مقول القول والتقدير: لم تصدقوا في كلامكم بل سوّلت لكم ... وجملة: « (صبري) صبر جميل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّلت لكم أنفسكم. وجملة: «اللَّه المستعان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (صبري) صبر جميل. وجملة: «تصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي تصفونه. الصرف: (قميص) ، اسم لما يلبس على الجلد، يذكّر ويؤنّث جمعه أقمصة وقمص بضمّتين وقمصان بضمّ القاف، وزنه فعيل. (المستعان) ، اسم مفعول من فعل استعان السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وفتح العين وفي الفعل إعلال بالقلب، مجردة عان أصله عون من العون تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وبقي الإعلال في المزيد والمشتق. البلاغة المبالغة: في قوله تعالى «بِدَمٍ كَذِبٍ ... » وصف بالمصدر مبالغة، كأنه نفس الكذب وعينه، كما يقال للكذاب: هو الكذب بعينه، والزور بذاته. ونحوه: - فهنّ به جود وأنتم به بخل- [سورة يوسف (12) : آية 19] وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (19)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاءت) مثل سوّلت «1» ، (سيارة) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (أرسلوا) مثل جاؤوا «2» (واردهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أدلى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (دلوه) مثل واردهم (قال) مرّ إعرابه «3» ، (يا) أداة نداء وتعجّب (بشرى) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (غلام) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (أسرّوا) مثل جاؤوا «4» ، و (الهاء) ضمير مفعول به وهو على حذف مضاف أي أمره «5» ، (بضاعة) حال من فاعل أسرّوا «6» ، (الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «7» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (ما يعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم. جملة: «جاءت سيّارة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أدلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلوا. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ متعلّق بالكلام المقدّر في مجرى القصّة أي: فتعلّق يوسف بالدلو فأخرجه الوارد فلمّا رآه قال يا بشرى.

_ (1، 2، 3، 4) في الآية السابقة (18) . (5) والضمير في أسرّوا عائد على إخوة يوسف، وقيل يعود على السيّارة. (6) هو في حقيقة المعنى مفعول به لعامل مقدّر هو حال من فاعل أسروا أي جاعليه بضاعة.. وقد جاز جعله حالا وهو جامد لأن الكلام بتأويل مشتقّ أي مكسبا. (7) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي يعملونه.

الصرف:

وجملة: «التعجّب يا بشرى ... » لا محلّ لها اعتراض تعجّبي. وجملة: «هذا غلام ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أسرّوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اللَّه عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. الصرف: (وارد) ، اسم فاعل من ورد الثلاثيّ، وزنه فاعل. (أدلى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أدلي، مضارعه يدلي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل. (دلو) ، اسم جامد لما يستقى به، يذكّر ويؤنّث غالبا، جمعه دلاء بكسر الدال وأدل بتنوين اللام وحذف الواو من آخره، ودليّ بضمّ الدال وكسرها وتشديد الياء، ودلى بفتح الدال مع ألف مقصورة بعد اللام، ووزن دلو فعل بفتح فسكون. (بضاعة) ، اسم لما أعدّ للتجارة، جمعه بضائع، وزنه فعائل، ووزن بضاعة فعالة بكسر الفاء. [سورة يوسف (12) : آية 20] وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) الإعراب: (الواو) عاطفة (شروا) مثل جاؤوا «1» ، و (الهاء) ضمير مفعول به (بثمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (شروا) (بخس) نعت لثمن مجرور (دراهم) بدل من ثمن مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من

_ (1) في الآية (18) من هذه السورة.. وإذا فسّر (شروه) بمعنى باعوه كان الضمير عائدا على إخوة يوسف، وإن فسّر بمعنى اشتروه فالضمير يعود على السيّارة، وقد أخذه هؤلاء بثمن بخس لظنّهم أن به عيبا.

الصرف:

الصرف (معدودة) نعت لدراهم مجرور (الواو) عاطفة «1» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالزاهدين، هذا التعليق صحيح- خلافا لرأي البصريين الذين يمنعون تقدم الصلة على الموصول- ذلك لعدم وجود اللبس وللبعد عن التكلف والتأويل. انظر النحو الوافي ج 1 ص 273 هامش «2» . والضمير يعود على يوسف أو على الثمن على اختلاف في التفسير (من) الزاهدين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كانوا، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «شروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرّوه «3» . وجملة: «كانوا فيه من الزاهدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة شروه. الصرف: (بخس) ، صفة مشبّهة بلفظ المصدر من بخس يبخس باب فتح، بمعنى نقصه أو عابه، وزنه فعل بفتح فسكون. (دراهم) ، جمع درهم، اسم جامد أعجميّ من اليونانية للقطعة المضروبة للمعاملة (دراخمة) ، وهي كلمة تطلق اليوم على النقد بعامّة، وزنه فعلل بكسر الفاء وفتح اللام أو كسرها. ويجوز أن يكون دراهم جمعا لدرهام بكسر الدال.. ووزن دراهم فعالل. (الزاهدين) ، جمع الزاهد، اسم فاعل لفعل زهد الثلاثيّ، وزنه فاعل. الفوائد البدل: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ فدراهم

_ (1) أو حاليّة، وجملة كانوا.. في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . [.....] (2) في الآية (18) من هذه السورة. (3) في الآية (19) السابقة.

[سورة يوسف (12) : آية 21]

بدل من ثمن، مجرورة مثلها بالفتحة عوضا عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف، وإتماما للفائدة سنوضح أهم ما يتعلق بهذا البحث: البدل: هو تابع (أي يتبع المبدل منه في الإعراب) يمهّد له بذكر اسم قبله (وهو المبدل منه) غير مقصود لذاته (وإنما يذكر تمهيدا للبدل) . والبدل أربعة أنواع: 1- بدل مطابق، كقوله تعالى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ فصراط الثانية بدل من الصراط. 2- بدل بعض من كل، نحو (انقضى النهار ربعه) ربعه بدل من النهار. 3- بدل اشتمال، نحو (يسعك الأمير عفوه) 4- بدل الخطأ: أعط السائل ثلاثة أربعة. يريد أربعة ولكنه أخطأ فقال: ثلاثة. فأربعة بدل من ثلاثة. ويجب في بدل البعض والاشتمال أن يتصلا بضمير يعود على المبدل منه، كما مر في الأمثلة. فالهاء ب (ربعه) تعود إلى النهار وب (عفوه) تعود للأمير. كما يبدل الفعل من الفعل، كقوله تعالى وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فالفعل (يضاعف) أبدل من الفعل (يلق) . [سورة يوسف (12) : آية 21] وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اشتراه) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من مصر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اشترى، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (لامرأته) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه (أكرمي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..

و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (مثواه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أن ينفع) مضارع منصوب بأن الناصب و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (أن ينفعنا..) في محلّ رفع فاعل عسى. (أو) حرف عطف (نتّخذ) مضارع منصوب معطوف على ينفع، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والفاعل نحن (ولدا) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا، والإشارة إلى التمكين من قلب العزيز.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (مكّنّا) مثل أوحينا «2» ، (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنّا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنّا) ، (الواو) عاطفة، (اللام) لام التعليل (نعلّمه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نعلّمه) ، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن نعلّمه) في محلّ جرّ باللام معطوف على مصدر مؤوّل محذوف متعلّق ب (مكّنّا) أي مكّنّا ليوسف لنملّكه ولنعلّمه «3» .

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي مثل ذلك التمكين ... (2) في الآية (15) من هذه السورة. (3) أو متعلّق بمحذوف يأتي تاليا، والواو قبله حينئذ استئنافيّة أي ولنعلّمه من تأويل الأحاديث كان ذلك الإنجاء.. هذا ويجوز أن تكون الواو زائدة فيتعلّق الجارّ ب (مكّنا) .

[سورة يوسف (12) : آية 22]

(الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غالب) خبر مرفوع (على أمره) جارّ ومجرور متعلّق بغالب، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب- ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قال الذي اشتراه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اشتراه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أكرمي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عسى أن ينفعنا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ينفعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نتّخذه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا. وجملة: «مكّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعلمه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «اللَّه غالب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ. [سورة يوسف (12) : آية 22] وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (آتيناه) ، (بلغ) فعل ماض، والفاعل هو

الصرف:

أشدّه مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (آتيناه) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل (حكما) مفعول به ثان منصوب (علما) معطوف على المفعول الثاني بالواو منصوب (وكذلك) مرّ إعرابه «1» ، (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نجزي ... » لا محلّ استئنافيّة. الصرف: (أشدّ) ، جمع شدّة- على رأي سيبويه- مثل نعمة وأنعم.. وقال آخرون هو جمع لا واحد له، أو مفرد جاء على بناء الجمع، وزنه أفعل بفتح الهمزة وضمّ العين. وقد أدغمت العين واللام معا. [سورة يوسف (12) : الآيات 23 الى 29] وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ (25) قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (26) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (29)

_ (1) في الآية السابقة (21) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (راودت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في بيتها) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ و (ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت) ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (غلّقت) مثل راودت والفاعل هي (الأبواب) مفعول به (الواو) عاطفة (قالت) مثل راودت، والفاعل هي (هيت) اسم فعل ماض بمعنى تهيّأت «1» ، (اللام) حرف جرّ- وهي لام التبيين «2» -، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف تقديره أقول (قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ «3» ، (ربيّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة

_ (1) أو اسم فعل أمر بمعنى أقبل أو أسرع، والفاعل أنت. (2) «أي تبيين المفعول أي المخاطب ... فكأنها تقول: أقول لك أو الخطاب لك كما في سقيا لك ورعيا لك» 1 هـ ملخّصا من الجمل. (3) وهو يعود على سيّده، أو يعود على الباري تعالى وهو أحسن.. وقال بعضهم: الضمير هو ضمير الشأن و (ربي أحسن مثواي) مبتدأ وخبر، وهذه الجملة خبر إنّ.

المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (أحسن) فعل ماض، والفاعل هو (مثواي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الياء) مضاف إليه (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «راودته التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو في بيتها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «غلّقت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هيت لك» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: « (أعوذ) معاذ اللَّه» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه ربيّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أحسن مثواي» في محلّ رفع خبر إنّ ثان «1» . وجملة: «إنّه لا يفلح الظالمون» لا محلّ لها بدل من التعليليّة. وجملة: «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إنّ. (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (همت) مثل راودت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (همت) ، (الواو) عاطفة (همّ) فعل ماض، والفاعل هي (بها) مثل به، متعلّق ب (همّ) ، (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (رأى)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من (ربّ) ، والعامل فيها ما في إنّ من معنى التوكيد.

فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (برهان) مفعول به منصوب (ربّه) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (كذلك) مرّ إعرابه «1» ، والجارّ متعلّق بمحذوف يقدّر بحسب التفسير: أريناه، أو عصمناه، أو فعلنا به ... إلخ (اللام) للتعليل (نصرف) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن للتعظيم (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصرف) ، (السوء) مفعول به منصوب (الفحشاء) معطوف على السوء بالواو منصوب. والمصدر المؤوّل (أن رأى) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة.. وجواب لولا محذوف يفسره الكلام قبله أي: لولا أن رأى ... لهمّ بها «2» . والمصدر المؤوّل (أن نصرف..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف الذي تعلّق به كذلك. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (من عبادنا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (نا) ضمير مضاف إليه (المخلصين) نعت لعباد مجرور، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «همت به ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «همّ بها» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «3» .

_ (1) في الآية (21) من هذه السورة. (2) قال أبو حيان في كتاب البحر: «طوّل المفسّرون في تفسير هذين الهمّين، ونسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفسّاق، والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه همّ بها البتّة بل هو منفي لرؤية البرهان كما تقول: لقد قارفت لولا أن عصمك اللَّه ... نقول: إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه.. فهنا التقدير لولا أن رأى برهان ربّه لهم بها، وجدت رؤية البرهان فانتفى الهمّ ... » هـ ملخّصا. (3) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا جاء الوقف على (همت به) .

والجملة الاسميّة: «لولا رؤية البرهان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «نصرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: «إنّه من عبادنا ... » لا محلّ لها تعليليّة. (الواو) عاطفة (استبقا) فعل ماض.. و (الألف) ضمير في محلّ رفع فاعل (الباب) منصوب على نزع الخافض أي إلى الباب «1» ، (الواو) عاطفة (قدّت) مثل راودت (قميصه) مفعول به منصوب. و (الهاء) مضاف إليه (من دبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّت) ، (الواو) عاطفة (ألفيا) مثل استبقا (سيدها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه (لدى) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي موجودا لدى الباب (الباب) مضاف إليه مجرور (قالت) مثل راودت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (جزاء) خبر مرفوع (من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (أراد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا) .. و (الكاف) مضاف إليه (سوءا) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (يسجن) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يسجن..) في محلّ رفع بدل من جزاء. (أو) حرف عطف (عذاب) معطوف على محلّ المصدر المؤوّل مرفوع مثله (أليم) نعت لعذاب مرفوع. وجملة: «استبقا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المقدّر. وجملة: «قدّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.

_ (1) أو هو مفعول به إذا ضمّن استبق معنى بادر. [.....]

وجملة: «ألفيا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما جزاء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يسجن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . (قال) فعل ماض، والفاعل هو (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (راودت) مثل الأول و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هي (عن نفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت) ، و (الياء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (شهد) فعل ماض (شاهد) فاعل مرفوع (من أهلها) جارّ ومجرور نعت لشاهد.. و (ها) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (قميصه) اسم كان مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (قدّ) فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّ) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صدقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث «1» ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من الكاذبين) جارّ ومجرور خبر، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «هي راودتني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «راودتني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي. وجملة: «شهد شاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال..

_ (1) اقترن الماضي بالفاء لأنه ماض لفظا ومعنى، ولهذا تقدّر (قد) معه ليقترب الماضي من الحاضر.

وجملة: «كان قميصه قدّ ... » لا محلّ لها تفسر الشهادة «1» . وجملة: «قدّ من قبل» في محلّ نصب خبر كان. وجملة: « (قد) صدقت ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هو من الكاذبين» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. (الواو) عاطفة (إن كان ... وهو من الصادقين) مثل نظيرها مفردات وجملا. (الفاء) عاطفة (لما رأى قميصه) مثل لما بلغ أشدّه «2» ، (قدّ من دبر) مثل قدّ من قبل (قال) كالسابق (إنّه من كيدكنّ) مثل إنّه من عبادنا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (كيدكنّ) اسم منصوب.. و (كنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (النون) المشدّدة علامة جمع الإناث (عظيم) خبر مفوع. وجملة: «رأى قميصه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قدّ من دبر ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّه من كيدكنّ» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ كيدكنّ عظيم» لا محلّ لها في حكم التعليليّة. (يوسف) منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضم في محلّ نصب (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة

_ (1) لأن شهد بمعنى القول دون حروفه.. ويجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدّر أي شهد يقول. (2) في الآية (22) من هذه السورة.

الصرف:

(استغفري) مثل أكرمي «1» ، (لذنبك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استغفري) «2» .. و (الكاف) مضاف إليه (إنّك) حرف مشبه بالفعل.. و (الكاف) اسم إنّ (كنت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) ضمير اسم كان (من الخاطئين) جارّ ومجرور خبر كان وجملة النداء: «يوسف ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «3» . وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «استغفري ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إنّك كنت ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنت من الخاطئين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (هيت) ، اختلف في تخريج هذا اللفظ، فبعضهم جعل التاء أصليّة، واللفظ هو اسم فعل ماض أو أمر، وبعضهم جعل التاء ضمير الرفع دخل على فعل هاء يهيء مثل جاء يجيء، أو هاء يهاء مثل شاء يشاء، وخفّفت الهمزة ياء ساكنة على لغة أهل الحجاز ... إلخ. (معاذ) ، مصدر ميميّ من عاذ يعوذ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين.. وفيه إعلال بالقلب لأن الألف أصلها واو، والأصل فيه معوذ بفتح الميم والواو، فلما جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (المخلصين) ، جمع المخلص، اسم مفعول من الرباعي أخلصهم اللَّه أي اجتباهم واختارهم، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (لدى) اسم ظرفي فيه إعلال قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، وتعود

_ (1) في الآية (21) من هذه السورة. (2) أي اطلبي الغفران من أجل هذا الذنب، فاللام سببيّة. (3) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

البلاغة

الياء بإضافة الظرف إلى ضمير. (قبل) ، اسم ضد الدبر مأخوذ من قبل قبلا أي قدم وقرب، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بسكون الباء. (الخاطئين) ، جمع الخاطئ، اسم فاعل من خطئ يخطأ باب فرح، وزنه فاعل، مؤنّثه خاطئة. البلاغة 1- تقرير الغرض المسوق له الكلام: وذلك في قوله تعالى «وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ» فإيراد الموصول، دون امرأة العزيز، مع أنه أخصر وأظهر لتقرير المراودة، فإن كونه في بيتها مما يدعو إلى ذلك، قيل لواحدة: ما حملك على ما أنت عليه مما لا خير فيه؟ قالت: قرب الوساد، وطول السواد ولإظهار كمال نزاهته عليه السلام، فإن عدم ميله إليها مع دوام مشاهدته لمحاسنها، واستعصاءه عليها مع كونه تحت يدها، ينادى بكونه عليه السلام في أعلى معارج العفة. 2- قوله تعالى «هِيَ راوَدَتْنِي» فإن «هي» ضمير باتفاق، وليس هو للغائب بل لمن بالحضرة، وكذا (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) وهذا في المتصل وذاك في المنفصل. وقال السراج البلقيني في رسالته المسماة «نشر العبير لطي الضمير» : الضمير المفسر لضمير الغائب، إما مصرح به، أو مستغنى بحضور مدلوله حسا أو علما. فالحسن نحو قوله تعالى «هِيَ راوَدَتْنِي» و «يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ» كما ذكر ابن مالك، وتعقبه بأنه ليس كما مثل به، لأن هذين الضميرين عائدان على ما قبلهما، فضمير «هِيَ راوَدَتْنِي» عائد على الأهل في قولها: (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) ولما كنت عن نفسها بذلك ولم تقل بي بدل (بأهلك) كنى هو عليه السلام عنها بضمير الغيبة فقال: (هِيَ راوَدَتْنِي) ولم يخاطبها بأنت

الفوائد

راودتني، ولا أشار إليها بهذه راودتني، وكل هذا على سبيل الأدب في الألفاظ والاستحياء في الخطاب الذي يليق بالأنبياء عليهم السلام، فأبرز الاسم في صورة ضمير الغائب تأدبا مع العزيز وحياء منه، وضمير (استأجره) عائد على موسى فمفسره مصرح بلفظه، وكأن ابن مالك تخيل أن هذا موضع إشارة لكون صاحب الضمير حاضرا عند المخاطب، فاعتقد أن المفسر يستغني عنه بحضور مدلوله حسا، فجرى الضمير مجرى اسم الإشارة. الفوائد 1- عصمة الأنبياء: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ لقد كثرت أقوال المفسرين بصدد هذه الآية. وسنورد أقربها إلى الصواب إن شاء اللَّه تعالى، ولكونها مثار تساؤل الكثيرين. 1- ولقد همّت به وهمّ بها: قال بعض المحققين الهمّ همّان همّ ثابت، وهو ما كان معه العزم والقصد والعقيدة والرضا، مثل هم امرأة العزيز فالعبد مأخوذ به ومحاسب عليه، بدليل قوله تعالى وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ والهم الثاني، هو الهم العارض، وهو الخطرة في القلب، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه الصلاة والسلام فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به. والدليل على أن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يكن عازما ولا راضيا بالفاحشة قوله تعالى قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ. 2- لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ للمفسرين أقوال كثيرة بهذا الصدد وسننقل أهمها: 1- قال جعفر بن محمد الصادق: البرهان هو النبوة التي جعلها الله عز وجل في قلبه، حالت بينه وبين ما يسخط الله عز وجل. 2- البرهان حجة الله عز وجل على العبد في تحريم الزّنا، والعلم بما على الزاني

[سورة يوسف (12) : الآيات 30 إلى 31]

من العقاب. 3- إن الله عز وجل طهر نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الأخلاق الذميمة والأفعال الرذيلة، وجبلهم على الأخلاق الشريفة الطاهرة، التي تحجزهم عن فعل ما لا يليق فعله، وتكرّه إليهم الفسوق والعصيان، وتزين الإيمان والطاعة في قلوبهم بدليل قوله تعالى كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ. 2- حذف أداة النداء: قال النحويون: إنه يجوز حذف أداة النداء وتقديرها، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة بقوله تعالى يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وفي آيات أخرى كقوله تعالى رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا أي يا ربنا، وهذا كثير وشائع في أساليب العرب، وأداة النداء المحذوفة المقدرة هي (يا) لكونها أشهر أدوات النداء، ولا ينادى اسم الله عز وجل إلا بها. وإذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل (ألا يا اسجدوا) والحرف كقوله تعالى (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً وقولهم يا ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة والجملة الاسمية: كقول الشاعر يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار فقيل بأن (يا) فيما سبق للنداء والمنادي محذوف، وقيل هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وهذا هو الصواب والله تعالى أعلم. وقال ابن مالك إن وليها دعاء كالبيت السابق أو أمر كما في قولنا (ألا يا اسجدوا) فهي للنداء، لكثرة وقوع النداء قبل الدعاء والأمر كقوله تعالى يا آدَمُ اسْكُنْ يا نُوحُ اهْبِطْ وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ وإلا فهي للتنبيه. [سورة يوسف (12) : الآيات 30 الى 31] وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (نسوة) فاعل مرفوع (في المدينة) جارّ ومجرور نعت لنسوة (امرأة) مبتدأ مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (تراود) مضارع مرفوع (فتاها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تراود) .. و (الهاء) مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (شغفها) فعل ماض.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (حبّا) تمييز منصوب منقول عن الفاعل (إنّا) مرّ إعرابه «1» ، (اللام) للتوكيد (نراها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (ها) مفعول به، والفاعل نحن (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مبين) نعت لضلال مجرور. جملة: «قال نسوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «امرأة العزيز تراود ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تراود فتاها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة: «قد شغفها ... » لا محلّ لها تعليليّة «2» . وجملة: «إنّا لنراها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نراها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية (17) من هذه السورة. (2) أو هي في محلّ نصب حال إمّا من فاعل تراود أو من مفعوله.

(الفاء) عاطفة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أرسلت) ، (سمعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (بمكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (سمعت) ، (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أرسلت) مثل سمعت (إلى) حرف جرّ و (هن) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت) ، (الواو) عاطفة (أعتدت) مثل سمعت (لهنّ) مثل إليهنّ متعلّق ب (أعتدت) ، (متّكأ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتت) مثل سمعت (كلّ) مفعول به أوّل منصوب (واحدة) مضاف إليه مجرور (منهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بنعت لكلّ واحدة (سكّينا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (قالت) مثل سمعت (اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (عليهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بحال من فاعل اخرج «1» ، (فلما) مثل الأول (رأين) فعل ماض مبني على السكون.. و (النون) ضمير فاعل و (الهاء) مفعول به (أكبرنه) مثل رأينه (الواو) عاطفة (قطّعن) مثل رأين (أيدي) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قلن) مثل رأين (حاش) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة للتخفيف» ، والفاعل هو أي يوسف (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل حاش أي مطيعا لله «3» ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بشرا)

_ (1) أو متعلّق بفعل اخرج، ومعنى: اخرج عليهنّ.. ابرز لهنّ. (2) أي جانب يوسف المعصية.. ويجوز أن يكون اسما منصوبا على المصدر أي تنزيها لله. قال الغلاييني في جامع الدروس: «متى استعملت (حاشا) للتنزيه المجرّد كانت اسما مرادفا للتنزيه منصوبا على المفعولية المطلقة.. وإن لم تضف ولم تنوّن كانت مبنيّة ... » . (3) أو اللام للتعليل، وهو متعلّق بالفعل، وذلك على حذف مضاف أي جانب يوسف المعصية لأجل طاعة الله.

الصرف:

خبر ما منصوب (إنّ) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) أداة حصر (ملك) خبر مرفوع (كريم) نعت لملك مرفوع. وجملة: «سمعت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أرسلت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أعتدت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «آتت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «اخرج عليهنّ» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «رأينه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أكبرنه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قطّعن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه. وجملة: «قلن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه. وجملة: «حاش لله» في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «ما هذا بشرا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إن هذا إلّا ملك....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستئناف السابق. الصرف: (نسوة) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده امرأة، وهو بكسر النون- قالوا وقد تضمّ- وهو حينئذ اسم جمع بلا خلاف. (العزيز) ، لقب للوزير الذي كان على خزائن مصر واسمه (قطفير) كما جاء في التفاسير.

_ (1) أو هي اعتراضيّة دعائية، ومقول القول جملة ما هذا بشرا.

البلاغة

(فتاها) ، الألف فيه منقلبة عن ياء، جمعه فتية، ومثنّاه فتيان، أصله فتي، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (مكرهنّ) ، مصدر سماعيّ لفعل مكر يمكر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (متّكأ) ، اسم مكان من اتكأ الخماسيّ، استعمل في الآية اسما بمعنى الوسادة أو الطعام الذي يحتاج إلى اتّكاء، وسكين لقطعه ... فهو على وزن اسم المفعول.. وفي الكلمة إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها بعد تاء الافتعال، وأصله موتكأ.. ثمّ أدغمت التاءان معا. (سكّينا) ، اسم جامد للآلة القاطعة، وزنه فعّيل بكسر الفاء مع تشديد العين. (حاشى) ، هو فعل رباعيّ مضارعه يحاشي، ورسم الألف فيه قصيرة جاء لكونها رابعة، فإذا كان حرف جرّ رسمت الألف طويلة (حاشا) ، وهو عند آخرين اسم بمعنى تنزيها حيث ينوّن آخره، وقد يخفّف التنوين ضرورة أي حاشا- بالتنوين- وحاشا- من غير تنوين- (كريم) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل من كرم يكرم وزنه فعيل. البلاغة 1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ» فقد شبهن يوسف بالملك من دون ذكر الأداة، والمقصود منه إثبات الحسن لأنه تعالى ركب في الطبائع أن لا شيء أحسن من الملك، وقد عاين ذلك قوم لوط في ضيف إبراهيم في الملائكة، كما ركب في الطباع أن لا شيء أقبح من الشيطان، وكذلك قوله تعالى في صفة جهنم «طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ» فكذلك قد تقرر أن لا شيء أحسن من الملك، فلما أرادت النسوة وصف يوسف بالحسن

الفوائد

شبهنه بالملك. ولكن الأسلوب القرآني شاء أن يتجاوز المألوف من تشبيهات العرب لكل ما راعهم حسنه من البشر بالجن فأدخل فيه فنا آخر لا يبدو للناظر للوهلة الأولى، وهو فن عرفوه بأنه سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلا منه. ليخرج كلامه مخرج المدح، أو ليدل- كما هنا- على شدة الوله في الحب وقد يقصد به الذم أو التعجب أو التوبيخ أو التقرير، ويسمى هذا الفن تجاهل العارف. 2- المجاز: في قوله تعالى «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً» أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد، فقد نهى النبي صلّى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله وأن يأكل متكئا ، وقيل أريد به نفس الطعام. قال العتبي: يقال: اتكأنا عند فلان أي أكلنا، ومن ذلك قول جميل: فظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله وعبّر بالهيئة التي يكون الآكل المترف عن ذلك مجازا، وقيل: هو باب الكناية. الفوائد - حاشا: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً يقول أبو البقاء العكبري بصدد (حاشى) في هذه الاية الكريمة: يقرأ بألفين (حاشا) . والجمهور على أنه هنا فعل. وقد صرف منه أحاشي. ويؤيد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى. ولو كان حرف جر لما جاء بعده حرف جر وفاعله مضمر تقديره (حاشا يوسف) : أي بعد من المعصية بحرف الله. وأصل الكلمة من حاشيت الشيء، ويقرأ بحذف الألف للتخفيف. هذا ما أورده أبو البقاء العكبري. وإتماما للفائدة، فإننا سنوضح ما يتعلق ب (حاشا) لأنها تبهم على الكثير فحاشا ترد على ثلاثة أوجه: 1- أن نكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، والدليل قول النابغة الذبياني:

[سورة يوسف (12) : آية 32]

ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد 2- أن تكون تنزيهيه، كما مر في الآية الكريمة (حاشى لله) وهي اسم للتنزيه كقوله تعالى مَعاذَ اللَّهِ ونعربها نائب مفعول مطلق. 3- وتكون للاستثناء، وغالب أحوالها أنها حرف جر يفيد الاستثناء، والاسم بعدها مجرور، كقولنا: كلكم مخطئ حاشا زيد وذهب بعض النحاة إلى جواز وجه آخر وهو أن نعتبرها فعلا جامدا يفيد الاستثناء والاسم بعدها مفعول به منصوب كقولهم: (اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان) . [سورة يوسف (12) : آية 32] قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) الإعراب: (قالت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ذلكنّ) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، و (اللام) للبعد و (كنّ) حرف خطاب جمع الإناث (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (لمتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تنّ) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (النون) نون الوقاية (الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لمتنّ) على حذف مضاف أي في حبّه «1» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (راودت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودته) .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (استعصم) فعل ماض والفاعل هو (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من مفعول لمتنّ، أي لمتنّني مغرمة في حبّه.

الصرف:

محلّ نصب مفعول به (آمره) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا (اللام) لام القسم (يسجننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد وهو مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (ليكوننّ) لام القسم ومضارع ناقص مثل يسجننّ في البناء، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الصاغرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر يكونن. جملة: «قالت» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلكنّ الذي» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتنّ قد لمتنني فذلك الذي لمتنني فيه.. وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لمتنّني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «راودته» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها. وجملة: «استعصم» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة: «إن لم يفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمره» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. وجملة: «يسجننّ» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «يكونن من الصاغرين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. الصرف: (لمتنّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فهو فعل معتل أجوف حذفت عينه لذلك، وزنه فلتنّ.

البلاغة

البلاغة الحذف: في قوله تعالى «فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ» والتقدير في حبه، لأن الذوات لا يتعلق بها لوم. ودليل تقدير في حبه قوله «قَدْ شَغَفَها حُبًّا» في مراودته، ولعلها أولى بدليل قوله: «تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ» . وإنما قلنا أولى لأنه فعلها، بخلاف الحب، فإنه أمر قهري لا يلام عليه إلا من حيث تعاطي أسبابه، أما المراودة فهي حاصلة باكتسابها، فهي قادرة على دفعها، فيتأتى اللوم عليها، بخلاف الحب، فإنه ليس فعلا لها، ولا تقدر على دفعه، لأن الحب المفرط قد يقهر صاحبه ولا يطيق أن يدفعه، وحينئذ فلا يلام عليه. وعلى كل حال فهو من أسبابه. [سورة يوسف (12) : الآيات 33 الى 35] قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (السجن) مبتدأ مرفوع (أحبّ) خبر مرفوع (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ، (يدعون) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) نون النسوة فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) مفعول به (إليه) مثل إليّ متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لا) حرف نفي (تصرف) مضارع مجزوم فعل الشرط (عنّي) مثل إليّ متعلّق ب (تصرف) ،

(كيدهنّ) مفعول به منصوب.. و (هنّ) ضمير مضاف إليه (أصب) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنا (إليهنّ) مثل إليّ متعلّق ب (أصب) ، (الواو) عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (أصب) ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكن. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «السجن أحبّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يدعونني إليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إلّا تصرف عنّي ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة: «أصب إليهنّ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «أكن من الجاهلين» لا محلّ لها جواب معطوفة على جملة أصب. (الفاء) عاطفة (استجاب) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق به (استجاب) ، (ربّه) فاعل مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (صرف) مثل استجاب، والفاعل هو (عنه) مثل له متعلّق ب (صرف) ، (كيدهنّ) مثل الأول (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل «1» ، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (السميع) ، والجملة الاسميّة خبر إنّ. [.....]

وجملة: «استجاب له ربّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. وجملة: «صرف عنه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجاب.. وجملة: «إنّه.. السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة. (ثمّ) حرف عطف (بدا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم في قوله (السجن أحبّ) ، والتقدير: بدا لهم أن يسجنوه «1» ..، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بدا) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بدا) ، (ما) حرف مصدريّ (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة. والمصدر المؤوّل (ما رأوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يسجننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين- الواو والنون من الأولى المشدّدة- فاعل.. و (النون) المشدّدة نون التوكيد، و (الهاء) ضمير مفعول به (حتّى) حرف جرّ (حين) مجرور بحرف الجرّ متعلّق ب (يسجننّه) . وجملة: «بدا لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صرف.. وجملة: «رأوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يسجننّه» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم وجوابها في محلّ نصب معمولة لقول مقدّر هو حال من ضمير الغائب في

_ (1) يجوز أن يكون الفاعل هو مصدر الفعل بدا أي: بدا لهم بداء، كما يقال: بدا لي رأي.

الصرف:

لهم أي: بدا لهم أن يسجنوه قائلين والله ليسجننّه حتّى حين «1» . الصرف: (السجن) ، اسم جامد للمكان المخصّص لحجر الحرّيّة، وزنه فعل بكسر فسكون.. وبفتح السين هو مصدر. (أصب) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أصبو، وزنه أفع. الفوائد هل تقع الجملة فاعلا أو نائب فاعل أو مبتدأ؟ هذا مثار خلاف بين النحاة. وسنورد ما ذكره ابن هشام في المغني بهذا الصدد. قوله تعالى ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ فجملة ليسجننه، قيل: هي مفسرة للضمير في بدا الراجع إلى البداء المفهوم منه، والتقدير ثم بداء لهم البداء سجنه. والتحقيق أنها جواب لقسم مقدر، وأن القسم المقدر مع جوابه هو الجملة المفسرة. وقال الكوفيون الجملة (ليسجننه) فاعل، ثم قال هشام وثعلب وجماعة: يجوز ذلك في كل جملة، وقال الفراء وجماعة: جوازه مشروط بكون الجملة السابقة فعلها قلبي، وأن تقترن الجملة الواقعة فاعلا بأداة معلقة، نحو: ظهر لي أقام زيد، وعلم هل قعد عمرو، ويقول ابن هشام تعليقا على ذلك: وبعد فعندي أن المسألة صحيحة، ولكن مع الاستفهام خاصة دون سائر المعلقات. وفي قوله تعالى وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ زعم ابن عصفور أن البصريين يقدرون نائب الفاعل في قيل ضمير المصدر، أي وإذا قيل لهم قول وجملة لا تفسدوا مفسرة لذلك الضمير، والصواب أن النائب عن الفاعل هي الجملة (لا تفسدوا) لأنها كانت قبل حذف الفاعل منصوبة بالقول، فكيف انقلبت مفسرة؟ والمفعول به هو الذي ينوب عن الفاعل؟ وقولهم «الجملة لا تكون فاعلا ولا نائبا عنه» جوابه أن التي يراد بها لفظها يحكم لها بحكم المفردات، ولهذا تقع في محل رفع مبتدأ أيضا

_ (1) يجوز أن تكون جملة القسم وجوابه تفسيرا لما قبلها، لا محلّ لها.

[سورة يوسف (12) : آية 36]

في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة» وفي المثل «زعموا مطية الكذب» فجملة (لا حول ولا قوة إلا با لله) في محل رفع مبتدأ. ومن هنا لم يحتج الخبر إلى رابط في نحو «قولي لا إله إلا الله» . [سورة يوسف (12) : آية 36] وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) الإعراب: (الواو) عاطفة (دخل) فعل ماض (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (دخل) .. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (السجن) مفعول به منصوب (فتيان) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الألف (قال) مثل دخل (أحدهما) فاعل مرفوع، و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّي أراني) مثل إنّا لنراها «1» ، و (النون) للوقاية، والفاعل أنا (أعصر) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (خمرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (قال الآخر ... أحمل) مثل المتقدّمة (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أحمل) «2» ، (رأسي) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (خبزا) مفعول به منصوب (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأكل) ، (نبّئنا) فعل أمر.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (بتأويله) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (نبّئ) ، (إنّا نراك من المحسنين) مثل إنّا لنراها في ضلال «3» ، وعلامة الجرّ الياء.

_ (1، 3) في الآية (30) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من (خبزا) .

الصرف:

وجملة: «دخل.. فتيان» لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي فسجن يوسف ومعه دخل السجن فتيان.. جملة: «قال أحدهما ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي أراني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أراني أعصر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أعصر خمرا» في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «قال الآخر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال أحدهما. وجملة: «إنّي أراني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أراني أحمل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أحمل.. خبزا» في محلّ نصب حال- أو مفعول به ثان- وجملة: «تأكل الطير منه» في محلّ نصب نعت ل (خبزا) . وجملة: «نبّئنا بتأويله» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «إنّا تراك ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «نراك من المحسنين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (خبزا) ، اسم جامد، وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً» أي عنبا. والعلاقة ما يؤول إليه، فقد سمى العنب خمرا لأنه يؤول إلى الخمر لكونه المقصود من العصر. وقيل الخمر هو العنب حقيقة بلغة عمان. وفي قراءة ابن مسعود أعصر عنبا.

_ (1) أجاز بعضهم أن تكون الجملة مفعولا ثانيا لأن الرؤية هي من نوع الرؤية القلبيّة.

[سورة يوسف (12) : الآيات 37 إلى 38]

[سورة يوسف (12) : الآيات 37 الى 38] قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (لا) حرف نفي (يأتيكما) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كما) ضمير مفعول به (طعام) فاعل مرفوع (ترزقانه) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الألف) ضمير نائب الفاعل، و (الهاء) مفعول به (إلّا) أداة حصر (نبأت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (كما) ضمير مثل الأول (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبّأت) .. و (الهاء) مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نبّأت) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتيكما) مضارع منصوب.. و (كما) مثل الأول، والفاعل هو أي طعام. والمصدر المؤوّل (أن يأتيكما) في محلّ جرّ مضاف إليه. (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (ما) حرف للتثنية (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ، والعائد محذوف أي علّمني إيّاه ربّي (علّمني) فعل ماض و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إنّ)

حرف مشبه بالفعل- ناسخ. و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (تركت) مثل نبّأت (ملّة) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (لا) مثل الأول (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يؤمنون (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون) ، (هم) مثل الأول وتأكيد له (كافرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا يأتيكما طعام ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ترزقانه ... » في محلّ رفع نعت لطعام. وجملة: «نبّأتكما» في محلّ رفع نعت ثان لطعام «1» . وجملة: «يأتيكما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ذلكما ممّا علّمني ... » لا محلّ لها استئناف بياني- أو تعليليّة- وجملة: «علّمني ربّي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّي تركت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تركت ملّة ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا يؤمنون بالله» في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة: «هم.. كافرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يؤمنون. (الواو) عاطفة (اتّبعت ملّة آبائي) مثل تركت ملّة قوم، وعلامة نصب

_ (1) أو في محلّ نصب حال من طعام لأنه موصوف بالجملة.

آباء الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إبراهيم) بدل من آباء مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، ومثله (إسحاق، يعقوب) معطوفين عليه بحرفي العطف (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (أن نشرك) مثل أن يأتي، والفاعل نحن (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نشرك) ، (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن نشرك..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (ذلك من فضل..) مثل ذلكما ممّا علّمني (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (علينا) لأنه معطوف عليه، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا يشكرون) مثل لا يؤمنون. وجملة: «اتّبعت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تركت. وجملة: «ما كان لنا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نشرك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ذلك من فضل الله..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من فضل الله. وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

[سورة يوسف (12) : آية 39]

[سورة يوسف (12) : آية 39] يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (39) الإعراب: (يا) أداة نداء (صاحبي) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء (السجن) مضاف إليه مجرور (الهمزة) للاستفهام (أرباب) مبتدأ مرفوع (متفرّقون) نعت لأرباب مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خير) خبر مرفوع (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (الله) معطوف على أرباب مرفوع (الواحد) نعت للفظ الجلالة (القهّار) نعت ثان مرفوع. جملة النداء: «يا صاحبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أأرباب.. خير» لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (متفرّقون) ، جمع متفرّق اسم فاعل من تفرّق الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين. (القهّار) ، من صيغ المبالغة، وزنه فعّال من قهر الثلاثيّ. [سورة يوسف (12) : آية 40] ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) الإعراب: (ما) نافية (تعبدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أسماء. و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أسماء) مفعول به منصوب (سمّيتموها) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة بتباع حركة الميم و (ها) ضمير مفعول به (أنتم) ضمير منفصل تأكيد للمتّصل فاعل الفعل في محلّ رفع (الواو) عاطفة (آباؤكم) معطوف على ضمير

الفاعل مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (ما) كالأول (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) على حذف مضاف أي بعبادتها (من سلطان) مثل من شيء «1» (إن) حرف نفي (الحكم) مبتدأ مرفوع (إلّا) مثل الأول (لله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (أمر) فعل ماض، والفاعل هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) مثل الأول (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدوا. والمصدر المؤوّل (ألّا تعبدوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أمر وهو المفعول الثاني، أمّا الأول محذوف أي: أمر الناس عدم عبادة إله غير الله.. أو عبادة الله. (ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى التوحيد (الدين) خبر مرفوع (القيّم) نعت للدين مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ ... لا يعلمون) مثل لكنّ ... يشكرون «2» . جملة: «ما تعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سمّيتموها» في محلّ نصب نعت لأسماء. وجملة: «ما أنزل الله بها من سلطان» في محلّ نصب نعت ثان لأسماء «3» . وجملة: «إن الحكم إلّا لله» لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لما سبق. وجملة: «أمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليل آخر.

_ (1، 2) في الآية (38) من هذه السورة. (3) أو في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (سمّيتموها) .

[سورة يوسف (12) : آية 41]

وجملة: «ذلك الدين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ. [سورة يوسف (12) : آية 41] يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (41) الإعراب: (يا صاحبي السجن) مرّ إعرابها «1» ، (أمّا) حرف شرط وتفصيل (أحدكما) مبتدأ مرفوع.. و (كما) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط «2» ، (يسقي) مضارع مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (ربّه) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (خمرا) مفعول به ثان «3» منصوب (الواو) عاطفة (أمّا الآخر) مثل أما أحدكما (الفاء) رابطة (يصلب) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) عاطفة (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من رأسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل) ، و (الهاء) مضاف إليه (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للأمر (في) حرف جرّ

_ (1) في الآية (39) من هذه السورة. (2) هذه الفاء تأخّرت من تقديم والأصل: مهما يكن من أمر فأحدكما يسقي. (3) جاء في لسان العرب: سقاه الله الغيث وأسقاه.. ويقال: سقيته لشفته وأسقيته لدابّته وأرضه.. سيبويه: سقاه وأسقاه جعل له ماء أو سقيا- بكسر السين- فسقاه ككساه، وأسقى كألبس. أبو الحسن يذهب إلى التسوية بين فعلت وأفعلت، وأن (أفعلت) غير منقولة من فعلت بضرب من المعاني كنقل أدخلت» هـ فالفعل متعدّ لاثنين كما ترى.

[سورة يوسف (12) : آية 42]

و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تستفتيان) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) فاعل. جملة النداء: «يا صاحبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحدكما فيسقي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يسقي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أحدكما) . وجملة: «الآخر فيصلب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «يصلب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الآخر) . وجملة: «تأكل الطير ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يصلب. وجملة: «قضي الأمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تستفتيان» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . [سورة يوسف (12) : آية 42] وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (اللام) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (ظنّ) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ناج) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتنوين، فهو اسم منقوص (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في ناج (اذكرني) فعل أمر، و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به،

الصرف:

والفاعل أنت (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (اذكر) ، (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّه ناج..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ. (الفاء) عاطفة (أنساه) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (الهاء) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (ذكر) مفعول به ثان منصوب (ربّه) مثل ربّك (الفاء) عاطفة (لبث) مثل قال (في السجن) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبث) ، (بضع) ظرف زمان منصوب نائب عن الظرف الصريح متعلّق ب (لبث) ، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «اذكرني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنساه الشيطان» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فخرج فأنساه «1» ... وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنساه الشيطان. الصرف: (ناج) ، اسم فاعل من نجا الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه إعلال بالحذف فهو اسم منقوص حذف حرف العلّة لمناسبة التنوين، وحرف العلّة قبل الحذف ياء منقلبة عن واو، وأصله الناجو- بكسر الجيم- قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.. ثمّ حذفت الياء للتنوين.

_ (1) وإذا كان الضمير الغائب في (أنساه) يعود على يوسف، فإنّ الجملة استئنافيّة لا محلّ لها.

الفوائد

(بضع) ، كناية عن عدد يتراوح بين الثلاثة والتسعة، ويكون مذكّرا مع المؤنّث وبالعكس، مفردا ومركّبا ومعطوفا عليه، وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد التعليق والإلغاء في أفعال القلوب: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا فنقول الفعل ظن يتعدى إلى مفعولين، وقد علق عن العمل ولم يظهر مفعولاه. ولكن المصدر المؤوّل من أن واسمها وخبرها (أنه ناج) سد مسد المفعولين. وسنوضح هذه القاعدة لأهميتها ودقتها: التعليق إبطال عمل أفعال القلوب لفظا لا محلا، وذلك لقيام مانع يمنعها من عملها، فتكون الجملة في محل نصب تسد مسد مفعول أو أكثر، وهذه مواضع التعليق: 1- أن يلي الفعل ماله الصدارة، وهو هنا الاستفهام، أو لام الابتداء، أو لام القسم. مثل: علمت أين أخوك، قلت لعليّ أحبّ إليّ، ولقد علمت لتأتينّ منيتي. 2- أن يليه إحدى الأدوات النافية مثل: وجدت لا المدّعي صادق ولا المدّعى عليه. فالجمل في جميع الأمثلة السابقة سدت مسد المفعولات. وأما الإلغاء فإبطال العمل لفظا ومحلا. وذلك جائز حين يتوسط الفعل بين مفعولين أو يتأخر عنهما. مثل: خالدا ظننت مسافرا أو خالد ظننت مسافر، خالدا مسافرا ظننت أو خالد مسافر ظننت، فإذا توسط الفعل فالإلغاء والإعمال سواء، أما إذا تأخر الفعل فالإلغاء أحسن. [سورة يوسف (12) : آية 43] وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (43)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال الملك إنيّ أرى) مثل قال أحدهما إنّي أراني «1» ، (سبع) مفعول به منصوب (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور (يأكلهنّ) مضارع مرفوع.. و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (سبع) فاعل مرفوع (عجاف) نعت لسبع مرفوع (الواو) عاطفة (سبع سنبلات) مثل سبع بقرات فهو معطوف عليه (خضر) نعت لسنبلات مجرور (الواو) عاطفة (أخر) معطوف على سبع سنبلات منصوب، ومنع من التنوين لأنه نعت معدول عن لفظ آخر «2» ، (يابسات) نعت لأخر «3» ، (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الملأ) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتوني) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، و (النون) للوقاية، والياء مفعول به (في رؤياي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفتوا) على حذف مضاف أي في تفسير رؤياي.. علامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، و (الياء) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (اللام) زائدة للتقوية (الرؤيا) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به مقدّم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (تعبرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: «قال الملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (36) من هذه السورة. (2) عدل عن (آخر) بفتح الخاء وهو مفرد مذكّر إلى الجمع (أخر) - أي جمع أخرى- خلافا للقياس لأن اسم التفضيل إذا لم يكن مضافا ولا محلّى ب (ال) وجب أن يبقى مفردا مذكّرا. [.....] (3) وهو صفة نابت عن موصوف أي: سنبلات أخر يابسات.

الصرف:

وجملة: «إنّي أرى ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يأكلهنّ» في محلّ جرّ نعت لبقرات «1» وجملة النداء: «يأيّها الملأ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أفتوني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كنتم.. تعبرون» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم.. فأفتوني. وجملة: «تعبرون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (سمان) ، جمع سمينة مؤنّث سمين، صفة مشبّهة من فعل سمن يسمن باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سمان فعال بكسر الفاء. (عجاف) ، جمع عجفاء مؤنّث أعجف، صفة مشبّهة من عجف يعجف باب فرح وباب كرم، وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء، والجمع فعال بكسر الفاء. وقد يكون عجاف جمعا لعجفة مؤنّث عجف زنة فعل بفتح الفاء وكسر العين، أي ضعيف هزيل. (خضر) ، جمع خضراء مؤنّث أخضر، صفة مشبّهة من خضر يخضر باب فرح وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء والجمع فعل بضم الفاء وسكون العين. (أفتوني) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أفتيوني بضمّ الياء قبل الواو، ثمّ سكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء

_ (1) أو في محلّ نصب نعت لسبع.. ويجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من سبع أو من بقرات لأنها وصفت وبعضهم يجعل الرؤيا في المنام قلبيّة، فالجملة مفعول به ثان.

الفوائد

الساكنين، وزنه أفعوني. الفوائد - عقد بعض النحاة فصلا ضمنه خصائص كان من بين سائر أخواتها فوجدها ستة أشياء: أ- أنها قد تأتي زائدة وتكون زيادتها بشرطين: أولا: أن تكون بلفظ الماضي وشذت زيادتها بلفظ المضارع. ثانيا: أن تكون بين شيئين متلازمين. وأكثر ما تزاد بين «ما» وفعل التعجب نحو: ما «كان» أعدل عمر!» . ب- انها تحذف هي واسمها ويبقى خبرها. وكثر ذلك بعد إن ولو الشرطيتين. نحو: سر مسرعا إن راكبا وإن ماشيا. قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا ج- قد تحذف وحدها ويبقى اسمها وخبرها كقول الشاعر: أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر د- قد تحذف هي واسمها وخبرها جميعا ويعوض عن الجميع «ما» الزائدة وذلك بعد إن الشرطية، نحو «افعل هذا إمّا لا..!» . هـ- قد تحذف هي واسمها وخبرها بلا عوض، نحو: قالت بنات الحي يا سلمى وإن ... كان فقيرا معدما قالت وإن وانه يجوز حذف نون المضارعة منها، بشرط أن يكون مجزوما بالسكون، وأن لا يكون بعده ساكن ولا ضمير متصل، نحو قوله تعالى: «لَمْ أَكُ بَغِيًّا» وقول الشاعر: فإن لم تك المرآة أبدت وسامة ... فقد أبدت المرأة جبهة ضيغم

[سورة يوسف (12) : الآيات 44 إلى 45]

[سورة يوسف (12) : الآيات 44 الى 45] قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (44) وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (أضغاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه أو تلك (أحلام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بتأويل) جارّ ومجرور متعلّق بعالمين (الأحلام) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ زائد (عالمين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (هي) أضغاث ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما نحن.. بعالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (نجا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل نجا (الواو) عاطفة (ادّكر) مثال قال (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ادّكر) ، (أمّة) مضاف إليه مجرور (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنبّئكم) مضارع مرفوع.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا ضمير مستتر (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئكم) ..

الصرف:

و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب «1» ، (أرسلون) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل، و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف وفاصلة الآية ضمير مفعول به. وجملة: «قال الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ... وجملة: «نجا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ادّكر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أنا أنبّئكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنبّئكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) . وجملة: «أرسلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تهيّؤوا فأرسلون. الصرف: (أضغاث) ، جمع ضغث، اسم لما اختلط من النبات- أصلا- كالحزمة من الحشيش فاستعير للرؤيا الكاذبة، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أضغاث أفعال. (أحلام) ، جمع حلم اسم للرؤيا، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أحلام أفعال. (عالمين) ، جمع عالم، اسم فاعل من علم الثلاثيّ، وزنه فاعل. (نجا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نجو، مضارعه ينجو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (ادّكر) ، فيه إبدالان، الأول إبدال التاء دالا، أصله اذتكر على وزن افتعل- مجرّدة ذكر- تقلب تاء الافتعال دالا بعد الذال، ثمّ قلبت الذال

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن أردتم تفسير الرؤيا فأرسلون.

البلاغة

دالا لاقتراب المخرجين، ثمّ أدغمت الدالان فأصبح ادّكر. (أمّة) ، بضمّ الهمزة وتشديد الميم وتاء منونة، ومعناها المدة أو الحين، وسمّي الحين أمّة لأنه جماعة أيّام لأن الأمة في الأصل الجماعة. البلاغة 1- المبالغة: في قوله تعالى «أَضْغاثُ أَحْلامٍ» فقد جمعوا الضغث، فقالوا أضغاث أحلام. وجعلوه خيرا للرؤيا، مع أنها واحدة، للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان، وهو كما تقول: فلان يركب الخيل ويلبس عمائهم الخز، لمن لا يركب إلا فرسا واحدا وماله إلا عمامة فردة. 2- نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ» . فقد أراد البارئ جل وعلا نفي الأحلام الباطلة خاصة، كأنهم قالوا: ولا تأويل للأحلام الباطلة فنكون به عالمين. وقول الملك لهم أولا (إن كنتم للرؤيا تعبرون) للتدليل على أنهم لم يكونوا في علمه عالمين بها، لأنه أتى بكلمة «إن» التي تفيد التشكيك رجاء اعترافهم بالقصور مطابقا لشك الملك الذي أخرجه مخرج الاستفهام عن كونهم عالمين بالرؤيا أولا، وقول الفتى أنا أنبئكم بتأويله إلى قوله لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون دليل على ذلك أيضا والله أعلم. [سورة يوسف (12) : آية 46] يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) الإعراب: (يوسف) منادى مفرد علم حذف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أيّ) بدل من يوسف مبنيّ على الضمّ في

الصرف:

محلّ نصب «1» ، (ها) حرف تنبيه (الصدّيق) نعت لأي- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (في سبع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفت) على حذف مضاف أي في رؤيا سبع.. (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور- أو لسبع- (يأكلهنّ سبع عجاف) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (سبع سنبلات ... يابسات) مرّ إعرابها «3» ، (لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجي- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (أرجع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرجع) ، (لعلّهم) مثل لعلّي (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة النداء: «يوسف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أفتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يأكلهنّ سبع ... » في محلّ جرّ نعت لبقرات أو لسبع «4» . وجملة: «لعلّي أرجع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أرجع ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «لعلّهم يعلمون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر لعلّهم. الصرف: (الصدّيق) ، انظر الآية (75) من سورة المائدة. (أفتنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء.. مضارعه يفتي بضمّ الياء الأولى، وزنه أفعنا.

_ (1) أو هي منادى لأداة نداء ثانية محذوفة. (2، 3) في الآية (43) من هذه السورة. (4) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال، لأن النكرة وصفت.

[سورة يوسف (12) : الآيات 47 إلى 49]

[سورة يوسف (12) : الآيات 47 الى 49] قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (تزرعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (سبع) ظرف زمان منصوب ناب عن الظرف الأصليّ متعلّق ب (تزرعون) ، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (دأبا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب «1» ، (الفاء) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حصدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ذروة) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (في سنبلة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذروة) ، و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء من الهاء في (ذروة) ، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا) ، (تأكلون) مثل تزرعون. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تزرعون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «حصدتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون. وجملة: «ذروة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي دائبين، أو ذوي دأب.

وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. (ثمّ) حرف عطف (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء (من) بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (سبع) فاعل يأتي مرفوع (شداد) نعت لسبع مرفوع (يأكلن) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قدّمتم) فعل ماض مثل حصدتم (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل قدّمتم «1» ، (إلّا قليلا ممّا تحصنون) مثل إلّا قليلا ممّا تأكلون. وجملة: «يأتي.. سبع» في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون. وجملة: «يأكلن ... » في محلّ رفع نعت لسبع «2» . وجملة: «قدّمتم لهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تحصنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. (ثم يأتي.. عام) مثل ثمّ يأتي ... سبع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغاث) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الناس) نائب الفاعل مرفوع (الواو) عاطفة (فيه) مثل الأول متعلّق ب (يعصرون) وهو مثل تزرعون. وجملة: «يأتي.. عام» في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتي سبع. وجملة: «يغاث الناس» في محلّ رفع نعت لعام.

_ (1) أي ما قدم للناس فيهنّ، فالتعبير على هذا مجازيّ. (2) أو في محلّ نصب حال من سبع لأنه وصف.

الصرف:

وجملة: «يعصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يغاث. الصرف: (دأبا) ، مصدر سماعي للثلاثي دأب، وزنه فعل بفتحتين وثمة مصدر آخر بفتح فسكون. (شداد) ، جمع شديد، صفة مشبّهة، وزنه فعيل، ووزن شداد فعال.. وثمة جمع آخر هو أشدّاء وكذلك شدود بضمّ الشين. (يغاث) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يغيث بضمّ الياء الأولى وفتح الثانية، إذ المضارع المعلوم يغيث «1» فلمّا أصبح مجهولا وتحرّكت الياء ثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الغين، ثمّ قلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فأصبح يغاث. الفوائد - القرآن كلام الله عز وجل: ورد في هذه الآية قوله تعالى فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ في هذه الآية لفتة علمية، وهي أن الحصيد إذا بقي في سنبله فإنه يبقى مصونا من السوس والتلف وقد ثبت ذلك بالخبرة والعلم، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لم يكن مزارعا وليست لديه خبرة كهذه الخبرة، مما يثبت قطعا بأن هذا القرآن ليس من عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بل هو من عند الله عز وجل. وفي القرآن الكريم لفتات كثيرة من هذا القبيل، سنوردها في مواضعها إن شاء الله تعالى. [سورة يوسف (12) : آية 50] وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) الإعراب - (الواو) استئنافيّة (قال الملك) فعل وفاعل (ائتوا) فعل

_ (1) وقد يكون اللفظ من الغوث أي يغوث.

أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (جاءه) فعل ماض.. و (الهاء) مفعول به (الرسول) فاعل مرفوع (قال) مثل جاء، والفاعل هو أي يوسف (ارجع) فعل أمر، والفاعل أنت (إلى ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارجع) .. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اسأله) فعل أمر ومفعول به.. والفاعل أنت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بال) خبر مرفوع (النسوة) مضاف إليه مجرور (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للنسوة (قطّعن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (أيديهنّ) مفعول به منصوب.. و (هنّ) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (بكيد) جارّ ومجرور متعلّق بعليم و (هنّ) مثل الأول (عليم) خبر إنّ مرفوع. وجملة: «قال الملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائتوني به ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لمّا جاءه ... قال» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الملك. وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ارجع ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اسأله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثاني.

الصرف:

وجملة: «ما بال ... » لا محلّ لها تفسير للسؤال «1» . وجملة: «قطّعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة: «إن ربّي ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بال) اسم بمعنى الحال والعيش والشأن، وقد يأتي بمعنى القلب، والألف منقلبة عن واو. انتهى المجلد السادس

_ (1) لأن سأل بمعنى القول دون حروفه.. أو هي استئناف بيانيّ.. أو هي مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام (ما) .

[سورة يوسف (12) : آية 51]

الجزء الثالث عشر بقية سورة يوسف من الآية 51- إلى الآية 111 [سورة يوسف (12) : آية 51] قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) الإعراب - (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الملك (ما خطبكنّ) مثل ما بال النسوة «1» (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بخطب (راودتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (تنّ) ضمير في محلّ رفع فاعل (يوسف) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راود) و (الهاء) مضاف إليه (قلن) مثل قطّعن «2» ، (حاش لله) مرّ إعرابها «3» ، (ما) نافية

_ (1، 2) في الآية السابقة (50) . (3) في الآية (31) من هذه السورة.. ووجه إعراب (حاش) مفعولا مطلقا بمعنى تنزيها لله هنا هو أولى من كونه فعلا.

(علمنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (علمنا) بتضمينه معنى أخذنا (من) حرف جرّ زائد (سوء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (قالت) فعل ماض.. و (التاء) تاء التأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (الآن) ظرف زمان مبنىّ على الفتح في محلّ منصب متعلّق ب (حصحص) وهو فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (راودته عن نفسه) مثل راودتنّ يوسف عن نفسه (الواو) عاطفة (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه، (اللام) المزحلقة (من الصادقين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر (إنّ) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما خطبكنّ..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «راودتنّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قلن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «حاش لله» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية. وجملة: «ما علمنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالت امرأة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حصحص الحقّ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا راودته ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق. وجملة: «راودته ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) . وجملة: «إنّه لمن الصادقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنا راودته ...

الصرف:

الصرف: (خطب) ، اسم بمعنى الشأن، وفيه معنى الفعل في الآية أي: ما فعلتنّ وما أردتنّ به.. ولهذا صح تعليق الظرف (الآن) به، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- الآن حصحص الحق: في الرباعي المضعّف مذهبان: أ- الكوفيون يرون أن العرب يبدلون إذا توالت الأمثال في مثل: وسّس، وحثّث ولبّب الحرف الثاني من الأحرف المتماثلة بالحرف الأول من الفعل فيصبح وسوس، وحثحث، ولبلب، وهكذا. ب- البصريون يرون أنهما لغتان: حصّص لغة، وحصحص لغة أخرى وينكرون تبادل الحروف إذا تباعدت مخارجها. 2- الآن ظرف يدل على الزمن الحاضر. وهو مبني على الفتح. ولبنائه على الفتح تعليلان: أ- ذهب أبو العباس المبرد والزمخشري وغيرهما، أن سبب بنائه على الفتح أنه جاء من أصله معرفا بالألف واللام فشبّه بالحرف وبني بناء الحروف. ب- أما الفراء فقال: إن أصله من آن أو أنى، وهما فعلان ماضيان، فلما أدخلنا عليه الألف واللام بقي على بنائه على الفتح. فتدبّر واختر ألهمك الله الصواب. [سورة يوسف (12) : آية 52] ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (52) الإعراب - (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره قلت، والمتكلّم هي امرأة العزيز و (اللام) للبعد، و (الكاف)

للخطاب» ، (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل هو أي يوسف «2» والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ متعلّق بالفعل المقدّر. (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لم) حرف نفي وجزم وقلب (أخنه) مضارع مجزوم و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا (بالغيب) جارّ ومجرور حال من فاعل أخنه أو من مفعوله «3» . والمصدر المؤوّل (أنّى لم أخنه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم. (الواو) حرف عطف (أنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (كيد) مفعول به منصوب (الخائنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أنّ الله لا يهدي..» في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. جملة: « (قلت) ذلك ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق لامرأة العزيز «4» .

_ (1) هذا اختيار أبي حيّان، وقد ردّ توجيهات المفسّرين الأخرى قال: «.. ومن ذهب إلى أن قوله (ذلك ليعلم..) من كلام يوسف يحتاج إلى تكلّف ربط بينه وبين ما قبله، ولا دليل يدلّ على أنه من كلام يوسف..» أهـ. [.....] (2) أو هو عزيز مصر إن كان الكلام قد قاله يوسف على الرأي الآخر. (3) أو هو ظرف محض متعلّق ب (أخنه) . (4) أو هي في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف على التأويل الآخر، أي فقال يوسف: (طلبت) ذلك ليعلم ... وجملة الفعل المحذوف معطوفة على جملة مستأنفة أي: فأخبر يوسف فقال....

الصرف:

وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لم أخنه ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأوّل) . وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) . الصرف: (أخنه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أخونه، حذفت الواو لالتقائها ساكنة مع النون في حال الجزم، وزنه أفله بضمّ الفاء وذلك للدلالة على نوع الحرف المحذوف. الفوائد 1- رجح البلاغيون أن يكون الكلام «ذلِكَ لِيَعْلَمَ ... » من قول زليخا، لأنه أقرب إلى المقام، وأليق بمقام الغزل، حيث يفدي المحب من يحب بنفسه ألا ترى أنه عند ما استحكمت المحنة، وبلغت النهاية، فدته بنفسها فقالت: (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) وتقربت إلى قلبه بقولها (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) . ويثبت ذلك أيضا قولها للنسوة اللواتي سمعت بمكرهن: فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ غير مكترثة لما فضحها به. 2- قال صاحب (الانتصاف) : «الصحيح من مذاهب أهل السنة تنزيه الأنبياء عن الكبائر والصغائر جميعا، وتتبع الآي المشعرة بوقوع الصغائر بالتأويل. وذهب منهم طائفة مع القدرية الى تجويز الصغائر عليهم، بشرط أن لا تكون منفرة، والصحيح عندنا في قصة يوسف عليه السلام أنه مبرأ عن الوقوع فيما يؤاخذ به، وإن الوقف عند قوله هَمَّتْ بِهِ ثم يبدأ وَهَمَّ بِها. لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كما تقول: قتلت زيدا لولا أنني أخاف الله، فلا يكون الهم واقعا لوجود المانع منه، وهو رؤية البرهان. 3- إن وأخواتها حروف مشبّهة بالفعل، لوجود معنى الفعل في كل واحدة

[سورة يوسف (12) : آية 53]

منها. فإن التأكيد والتّشبيه والاستدراك والتّمني والتّرجي من معاني الأفعال، والحروف هي: إنّ وأنّ للتّوكيد، لكنّ للاستدراك كأنّ للتّشبيه، ليت للتّمنّي لعلّ للتّرجي. عملها: يدخل الحرف من هذه الحروف على المبتدأ والخبر فينصب الأول ويسمّى اسمها ويرفع الثاني ويسمّى خبرها. [سورة يوسف (12) : آية 53] وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) حرف نفى (أبرّئ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (نفسي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (النّفس) اسم إنّ منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد (أمّارة) خبر إنّ مرفوع (بالسوء) جارّ ومجرور متعلّق بأمّارة (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «1» ، (رحم) فعل ماض (ربّى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مثل الأول (إنّ ربّي) مثل إنّ النفس (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «ما أبرّئ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» .

_ (1) لأنّ (ما) بمعنى (من) تعبّر عن نفس من النفوس، و (ال) في النفس دالّة على استغراق الجنس. (2) في الآية السابقة أي جملة: (قلت) ذلك ليعلم أنّي لم أخنه..

الصرف:

وجملة: «إنّ النفس لأمّارة ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «رحم ربّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ ربّي غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. الصرف: (أمّارة) ، صيغة مبالغة من فعل أمر الثلاثيّ، وزنه فعّالة، والتاء إمّا للتأنيث فمذكّره أمّار، وإمّا للمبالغة مثل فهّامة. [سورة يوسف (12) : آية 54] وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الملك) فاعل مرفوع (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني) ، (أستخلصه) مضارع مجزوم بجواب الطلب، و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (لنفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أستخلصه) ، و (الياء) ضمير في محلّ جر مضاف إليه (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال) ، (كلّمه) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، أي الملك «1» .. و (الهاء) مفعول به (قال) مثل كلّم، والفاعل هو أي الملك (إنّك) حرف مشبّه بالفعل ... و (الكاف) اسم إنّ في محلّ نصب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) (لدينا) ظرف مكان مبنيّ على السكون

_ (1) يجوز أن يكون الفاعل هو يوسف لا الملك.

الصرف:

في محلّ نصب متعلّق بمكين ... و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (مكين) خبر إنّ مرفوع (أمين) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال الملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائتوني به ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أستخلصه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كلّمه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لمّا) . وجملة: «إنّك ... مكين» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (مكين) ، صفة مشبّهة من مكن يمكن باب كرم، وزنه فعيل. [سورة يوسف (12) : آية 55] قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (اجعلني) فعل أمر دعائي، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به، والفاعل أنت (على خزائن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «1» ، (الأرض) مضاف إليه مجرور (إنّي حفيظ عليم) مثل إنّك مكين أمين. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «اجعلني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي حفيظ ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) وإذا كان الفعل متعدّيا لواحد فالجار متعلّق بمحذوف حال من مفعول اجعلني.

[سورة يوسف (12) : الآيات 56 إلى 57]

[سورة يوسف (12) : الآيات 56 الى 57] وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (57) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (مكّنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا) ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا) ، (يتبوّأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من) حرف جرّ (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتبوّأ) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يتبوّأ) ، (يشاء) مثل يتبوّأ، والفاعل هو (نصيب) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (برحمتنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصيب) .. و (نا) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مثل نصيب (الواو) عاطفة (لا) نافية (نضيع) مثل نصيب (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «مكّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتبوّأ ... » في محلّ نصب حال من يوسف. وجملة: «يشاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن يكون اسما بمعنى مثل فهو في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والعامل فعل مكّنّا أي: مثل ذلك التمكين في نفس الملك مكّنا ليوسف في الأرض، والمعنى مكّنا له في الأرض تمكينا مثل ذلك التمكين

الفوائد

وجملة: «نصيب ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا نضيع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نصيب. (الواو) واو الحال (اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد (أجر) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (كانوا) مثل آمنا وهو ناقص- ناسخ- و (الواو) اسم كان في محلّ رفع (يتّقون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل. وجملة: «أجر الآخرة خير ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «يتّقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد 1- حيث: ظرف للمكان مبنيّ على الضم نحو «اجلس حيث يجلس أهل الفضل» . وهي في لغة بعض الأعراب «حوث» . وهي تلازم الإضافة إلى الجملة والأكثر ما تكون جملة فعلية، نحو: الآية التي نحن بصددها «حيث يشاء» ولا تضاف إلى المفرد، فإن ورد بعدها مفرد رفع على أنه مبتدأ خبره محذوف، مثل «اجلس حيث خالد» وقد تجرّ ب «من أو إلى» : ارجع من حيث أتيت. وإذا لحقتها «ما» كانت اسم شرط. 2- نسج أرباب السير حوادث حول هذه القصة الرائعة من نسج الخيال، ولفقوا روايات يبدو عليها البطلان لتفاهتها وركاكتها، أو منافاتها للعقل فعلى المرء أن يمحص تلك الروايات البادية التلفيق.

[سورة يوسف (12) : الآيات 58 إلى 60]

[سورة يوسف (12) : الآيات 58 الى 60] وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جاء) فعل ماض (إخوة) فاعل مرفوع (يوسف) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (دخلوا) مثل آمنوا «1» ، (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلوا) (الفاء) عاطفة (عرفهم) فعل ماض.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (له) مثل عليه متعلّق ب (منكرون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو «2» . جملة: «جاء إخوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «دخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عرفهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلوا. وجملة: «هم له منكرون ... » في محلّ نصب حال من مفعول عرفهم «3» . (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال) ، (جهّزهم) مثل عرفهم (بجهازهم) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) في الآية السابقة (57) . (2) أو اللام في (له) زائدة للتقوية، فمحلّ الهاء البعيد مفعول به لاسم الفاعل. (3) يجوز أن تكون معطوفة على جملة عرفهم فلا محل لها.

ب (جهّزهم) بتضمينه معنى أكرمهم ... و (هم) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل هو (ائتوني) مرّ إعرابه «1» ، (بأخ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأخ (من أبيكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأخ، وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة ... و (كم) ضمير مضاف إليه (ألا) أداة عرض «2» (ترون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (أنّي) حرف مشبّه بالفعل ... و (الياء) اسم أنّ (أوفي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (الكيل) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (خير) خبر مرفوع (المنزلين) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أنّي أوفي ... ) في محلّ نصب سد مسد مفعولي ترون. وجملة: «جهزهم ... » في محل جر مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ائتوني ... » في محل نصب مقول القول. وجملة: «ألا ترون ... » لا محل لها استئناف في حيز القول «3» . وجملة: «أوفي ... » في محل رفع خبر أن. وجملة: «أنا خير ... » في محل رفع معطوفة على جملة أوفي. (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تأتوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «4» .. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول

_ (1) في الآية (54) من هذه السورة. (2) - أو الهمزة للاستفهام و (لا) نافية. (3) أو لا محل لها اعتراضية بين المتعاطفين في هذه الآية والآية التالية. [.....] (4) لأن (لم) تقلب معنى الفعل من المضارع إلى الماضي، لهذا كانت هنا نافية فقط ولم تكن هي الجازمة.

الصرف:

به (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر بالباء متعلق ب (تأتوا) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كيل) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (لكم) مثل الأول متعلق بخبر لا (عندي) ظرف منصوب متعلق بالخبر وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة «1» ، (تقربون) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعل، و (النون) حرف وقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به. وجملة: «لم تأتوني ... » في محل نصب معطوفة على جملة ائتوني. وجملة: «لا كيل لكم ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تقربون ... » في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. الصرف: (منكرون) ، جمع منكر، اسم فاعل من (أنكر) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. (جهاز) ، اسم لحوائج المسافر أو غيره، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد تكسر على قلة. (المنزلين) ، جمع المنزل، اسم فاعل من (أنزل) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. [سورة يوسف (12) : آية 61] قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ (61)

_ (1) أو هي نافية، والجملة بعدها استئنافية.. قال أبو حيان: «هو نفي مشتق ومعناه النهي، وحذفت النون وهو مرفوع كما حذف في (فبم تبشرون) ، أو هو نفي داخل في الجزاء معطوف على محل (لا كيل) أي مجزوم ... » أهـ.

الإعراب:

الإعراب: (قالوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل (السين) حرف استقبال (نراود) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (عن) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (نراود) ، (أباه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) حرف مشبه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير في محل نصب اسم إن (اللام) المزحلقة (فاعلون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قالوا ... » لا محل لها استئناف بياني. وجملة: «سنراود ... » في محل نصب مقول القول. وجملة: «إنا لفاعلون ... » في محل نصب معطوفة على جملة مقول القول للتوكيد. [سورة يوسف (12) : الآيات 62 الى 63] وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (63) الإعراب: (الواو) استئنافية (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لفتيانه) جار ومجرور متعلق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه (اجعلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (بضاعتهم) مفعول به منصوب ... و (هم) ضمير متصل مضاف إليه (في رحالهم) جار ومجرور متعلق ب (اجعلوا) ، و (هم) مثل الأخير (لعل) حرف مشبه بالفعل للترجي- ناسخ- و (هم) ضمير في محل نصب اسم لعل (يعرفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب

متعلّق بمضمون الجواب (انقلبوا) مثل قالوا «1» ، (إلى أهلهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انقلبوا) .. و (هم) مضاف إليه (لعلّهم يرجعون) مثل لعلّهم يعرفون. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اجعلوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لعلّهم يعرفونها ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعرفونها ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف. دلّ عليه ما قبله أي: إذا انقلبوا ... فلعلّهم يعرفونها. وجملة: «لعلّهم يرجعون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يرجعون ... » في محلّ رفع خبر (لعلّ) الثاني. (الفاء) عاطفة (لمّا) مرّ إعرابه «2» ، (رجعوا) مثل قالوا «3» ، (إلى أبيهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (رجعوا) وعلامة الجرّ الياء، و (هم) مضاف إليه (قالوا) مثل السابق «4» ، (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف ... و (نا) مضاف إليه (منع) ماض مبنيّ للمجهول (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (منع) (الكيل) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أرسل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (معنا) ظرف منصوب متعلّق بحال من (أخانا) ... و (نا) مضاف إليه (أخانا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف ... و (نا) مثل الأخير (نكتل) مضارع مجزوم

_ (1) في الآية (61) من هذه السورة. (2) في الآية (59) من هذه السورة. (3، 4) في الآية (61) من هذه السورة.

الصرف:

جواب الطلب، والفاعل نحن (الواو) حاليّه (إنّا له لحافظون) مثل إنّا لفاعلون «1» ، والجارّ متعلّق ب (حافظون) . وجملة: «رجعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «منع منا الكيل ... » لا محلّ لها جواب النداء «2» . وجملة: «أرسل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبت في الكيل فأرسل. وجملة: «نكتل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترسل معنا أخانا نكتل ... وجملة: «إنّا له لحافظون ... » في محلّ نصب حال من فاعل نكتل «3» . الصرف: (بضاعة) ، اسم قصد به الثمن المدفوع لقاء ما اشترى من ميرة. (رحال) ، جمع رحل اسم لما يجعل على ظهر البعير كالسرج أو الوعاء الذي يحمل الحوائج، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن رحال فعال بكسر الفاء، وثمّة جمع آخر هو أرحل بفتح الهمزة وضمّ الحاء. (نكتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله نكتال، فلمّا التقى

_ (1) في الآية 63 من هذه السورة. (2) ذلك بجعل (منع) ماضيا حقيقة ... أمّا إذا كان الفعل ماضيا لفظا مستقبلا معنى فالجملة جواب شرط مقدّر أي إن لم يذهب معنا أخانا يمنع منّا الكيل في المرّة القادمة ... والظاهر أنّ المعنى الأول أقوى لقراءة (يكتل) بالياء قراءة سبعيّة. (3) يجوز أن تكون الجملة جوابا لقسم مقدّر لوجود اللام في الخبر.. كما يجوز أن تكون معطوفة على جملة نكتل ...

[سورة يوسف (12) : آية 64]

ساكنان حذفت الألف، وزنه نفتل.. والألف منقلبة عن ياء، وأصل اللفظ نكتيل- بفتح التاء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت ألفا لانفتاح ما قبلها وتحرّكها في الأصل، فأصبح نكتال. [سورة يوسف (12) : آية 64] قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يعقوب (هل) حرف استفهام وفيه معنى النفي (آمنكم) مضارع مرفوع ... و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل أنا (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنكم) ، (إلّا) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أمنت) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (التاء) فاعل و (كم) مفعول به (على أخيه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمنتكم) ، وعلامة الجرّ الياء ... و (الهاء) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أمنتكم) ، (الفاء) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع (حافظا) تمييز منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أرحم) خبر مرفوع (الراحمين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (ما أمنتكم ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: آمنكم عليه أمانا كأماني على أخيه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو حال منصوبة.

الصرف:

وجملة: «هل آمنكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أمنتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «الله خير حافظا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «هو أرحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله خير ... الصرف: (آمن) ، المدّة مكوّنة من همزتين، همزة المضارعة وهمزة فاء الكلمة، وإذا جاءت الهمزة الثانية ساكنة أدغمت الألفان ووضع فوقها مدّة، وزنه أفعل. (أرحم) ، اسم تفضيل من رحم الثلاثيّ، وزنه أفعل. (الراحمين) ، جمع الراحم، اسم فاعل من رحم الثلاثيّ، وزنه فاعل. الفوائد 1- خَيْرٌ حافِظاً، جوّز النحاة إعراب «حافظا» أنها منصوبة على التمييز أو على الحال. ويبدو أن الرأي الوجيه هو التمييز، لأننا لو اعتبرنا «خير» صفة مشبهة باسم الفاعل فيصبح نصب الاسم بعدها على التمييز «وفي بحثها تفصيل» . ولو اعتبرنا «خير» اسم تفضيل فهو ينصب ما بعده على التمييز فهو وجه من وجوه إعراب الاسم بعده. كقولنا فلان أكرم نفسا وأجمل وجها إلخ. [سورة يوسف (12) : آية 65] وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)

_ (1) أو هي جواب شرط مقدّر أي إن أرسلته معكم فالله خير حافظا.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا فتحوا ... وجدوا) مثل لمّا رجعوا ... قالوا «1» ، (متاعهم) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (بضاعتهم) مثل متاعهم (ردّت) فعل ماض مبنيّ للمجهول ... و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ردّت) ، (قالوا: يا أبانا) مرّ إعرابها «2» (ما) اسم استفهام «3» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله (نبغي) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل نحن (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بضاعتنا) بدل مرفوع- أو عطف بيان- و (نا) مضاف إليه (ردّت إلينا) مثل ردّت إليهم (الواو) عاطفة (نمير) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (أهلنا) مثل متاعهم (الواو) عاطفة (نحفظ أخانا) مثل نمير أهلنا ... وعلامة النصب هنا الألف (الواو) عاطفة (نزداد) مثل نمير (كيل) تمييز منصوب (بعير) مضاف إليه مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (كيل) خبر مرفوع (يسير) نعت لكيل مرفوع. جملة: «فتحوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجدوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر. وجملة: «ردّت إليهم ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما نبغي ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) في الآية (63) من هذه السورة. (2) في الآية (63) من هذه السورة. (3) أجاز أبو البقاء جعلها نافية و (نبغي) بمعنى نظلم أو نعتدي ... والزجّاج جعلها نافية والفعل بمعنى نطلب أي ما بقي لنا ما نطلب ...

الصرف:

وجملة: «هذه بضاعتنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «ردّت إلينا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذه) . وجملة: «نمير أهلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه بضاعتنا. وجملة: «نحفظ أخانا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه بضاعتنا. وجملة: «نزداد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه بضاعتنا. وجملة: «ذلك كيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. الصرف: (بعير) ، اسم جامد للجمل البازل يطلق للذكر والأنثى، جمعه بعران- بضمّ الباء- وأبعرة وجمع الجمع أباعر وأباعير، والأوزان على التوالي فعيل بفتح الفاء، وفعلان بضمّها، وأفعلة، وأفاعل، وأفاعيل. [سورة يوسف (12) : آية 66] قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (66) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لن) حرف نفي واستقبال (أرسله) مضارع منصوب، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (تؤتون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل، و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف مفعول به (موثقا) مفعول به ثان منصوب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (موثقا) «3» .

_ (1) وقال أبو حيّان: هي موضّحة لقولهم ما نبغي والجمل بعدها معطوفة ... [.....] (2) أو متعلّق بالفعل أرسله. (3) أي موثقا مشهدا عليه من الله.

والمصدر المؤول (أن تؤتون) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أرسله) . (اللام) لام القسم لأنّ الميثاق يمين (تأتنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النّون) المشدّدة نون التوكيد و (النّون) المخفّفة للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأتنّ) ، (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحاط) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أن يحاط ... ) في محلّ نصب على الاستثناء على حذف مضاف أي لتأتنّني به في كلّ حال إلّا حال الإحاطة بكم «1» . (الفاء) عاطفة (لمّا أتوه ... قال) مثل لمّا رجعوا ... قالوا» ، (موثقهم) مفعول به منصوب ... و (هم) مضاف إليه، وفاعل قال هو أي يعقوب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «3» ، (نقول) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (وكيل) خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن أرسله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «توتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تأتنّني به ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «آتوه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو لا تمتنعون عن الإتيان به لأي سبب إلّا سبب الإحاطة بكم. (2) في الآية (63) من هذه السورة. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ ... والعائد محذوف، والجملة بعده صلة الموصول.

الصرف:

وجملة: «قال (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الله ... وكيل» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (موثقا) ، مصدر ميّمي من فعل وثق يثق، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنه مثال محذوف الفاء في المضارع. (يحاط) ، فيه إعلال بالقلب للبناء للمجهول، فالمضارع المعلوم يحيط، فلمّا فتح ما قبل آخره ونقلت الفتحة إلى الحرف الذي قبل الياء لسكونه، قلبت الياء المتحركة في الأصل ألفا لانفتاح ما قبلها. والياء في (يحيط) منقلبة عن واو، مضارعه المجرّد يحوط، والأصل يحوط بضمّ الياء وكسر الواو، فلمّا استثقلت الكسرة على الواو سكّنت ونقلت الحركة إلى الحرف قبلها، كسر ما قبل الواو الساكنة قلبت ياء فأصبح يحيط. [سورة يوسف (12) : آية 67] وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) الإعراب: (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض والفاعل هو أي يعقوب (يا) أداة نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر، و (الياء) الثانية مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (تدخلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل (من باب) جار ومجرور متعلّق ب (تدخلوا) ، (واحد) نعت لباب مجرور (الواو) عاطفة (ادخلوا) فعل

أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (من أبواب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ادخلوا) ، (متفرّقة) نعت لأبواب مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية ب (أغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (عن) حرف جرّ (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغني) ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من شيء (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق أي ما أغني عنكم أي إغناء أو شيئا من الإغناء «1» . (إن) حرف نفي (الحكم) مبتدأ مرفوع (إلّا) أداة حصر (لله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (عليه) مثل عنكم متعلّق ب (توكّلت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (عليه) مثل الأول متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم (المتوكّلون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال في الآية السابقة «2» . وجملة النداء: «يا بنيّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تدخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «ما أغني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إن الحكم إلّا لله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «توكّلت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يتوكّل المتوكّلون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان الحكم لله فليتوكّل المتوكّلون عليه ... وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به بتضمين أغني معنى أدفع أي لا أدفع- أو يدفع- عنكم- أو عنهم- شيئا من القدر. (2) أو هي استئنافيّة أصلا.

[سورة يوسف (12) : آية 68]

معطوفة على الاستئناف السابق «1» . [سورة يوسف (12) : آية 68] وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (68) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا دخلوا) مثل لمّا رجعوا «2» ، (من) حرف جرّ (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلوا) ، (أمرهم) فعل ماض، و (هم) ضمير مفعول به (أبوهم) فاعل مرفوع ... و (هم) مضاف إليه (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي دخلوهم متفرّقين (يغني) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو أي الدخول (عنهم) مثل عنكم، متعلّق ب (يغني) (من الله من شيء) مرّ إعرابها «3» ، (إلّا) أداة استثناء (حاجة) منصوب على الاستثناء المنقطع (في نفس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لحاجة (يعقوب) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (قضاها) فعل ماض و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (علم) مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «4» (علّمنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) فاعل و (الهاء)

_ (1) أو هي استئنافيّة أصلا. (2) في الآية (63) من هذه السورة. (3) في الآية السابقة (67) ، وانظر الحاشية رقم (1) في الصفحة السابقة. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة صلة، والعائد محذوف أي لما علّمناه إيّاه.

الصرف:

ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى الجملة المنفيّة: ما كان يغني عنهم.... أي: أصابهم ما أصابهم «1» . وجملة: «ما كان يغني ... » في محلّ نصب حال من فاعل دخلوا ... أي غير مفيدهم الهرب من قدر الله «2» . وجملة: «يغني ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «قضاها ... » في محلّ نصب نعت لحاجة. وجملة: «إنّه لذو علم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «علّمناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لذو علم ... وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. والمصدر المؤوّل (ما علّمناه ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (علم) . الصرف: (حاجة) ، اسم لما يحتاج إليه، وزنه فعلة بفتح الفاء، جمعه حاج وحوج- بكسر الحاء وفتح الواو- وحاجات وحوائج، وهذا الأخير على

_ (1) امتنع كون جملة ما كان يغني أن تكون جوابا لأنّ (ما) النافية لا يعمل ما بعدها في ما قبلها ولأنّ جملة الجواب تعمل في (لمّا) ... ويجوز أن تكون جملة ما كان يغني جوابا إذ أعرب (لمّا) حرف وجود لوجود (أو وجوب لوجوب) . (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا كان الجواب مقدّرا.

[سورة يوسف (12) : آية 69]

تقدير حائجة ... والألف في (حاجة) منقلبة عن واو أصله حوجة، جاءت الواو بعد فتح قلبت ألفا. [سورة يوسف (12) : آية 69] وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (69) الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا دخلوا ... آوى) مثل لمّا رجعوا ... قالوا «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آوى) ، (أخاه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف ... و (الهاء) مضاف إليه (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أخوك) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو ... و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (تبتئس) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (تبتئس) ، والعائد محذوف، (كانوا) فعل ماض ناقص ... و (الواو) اسم كان (يعلمون) مثل السابق «2» . جملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «3» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» .

_ (1) في الآية (63) من هذه السورة. [.....] (2) في الآية السابقة (68) . (3) يجعل بعضهم هذه الجملة جوابا للشرطين معا. (4) أو هي حال بتقدير (قد) .

الصرف:

وجملة: «إنّي أنا أخوك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا أخوك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا تبتئس ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه. فلا تبتئس. وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: [آوى) ، الألف فيه منقلبة عن ياء- إعلال بالقلب- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. والمدّة مكوّنة من همزة بعدها ألف ثانية فهو على وزن فاعل، مضارعه يؤاوى.. وانظر الآية (72) من سورة الأنفال. [سورة يوسف (12) : آية 70] فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (70) الاعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا جهّزهم ... جعل) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (السقاية) مفعول به منصوب (في رحل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعل) ، (أخيه) مضاف إليه مجرور ... و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أذّن) فعل ماض (مؤذّن) فاعل مرفوع (أيّتها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ... (ها) حرف تنبيه (العير) بدل من أيّة- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (إنّكم) مثل إنّي «2» ، (اللام) المزحلقة (سارقون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) في الآية (63) من هذه السورة. (2) في الآية السابقة (69) .

الصرف:

جملة: «جهّزهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أذّن مؤذّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «أيّتها العير ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّكم لسارقون ... » لا محلّ لها تفسير للأذان. الصرف: (السقاية) ، اسم جامد للإناء الذي يسقى به، ووزنه فعالة بكسر الفاء ... وانظر الآية (19) من التوبة. (العير) ، اسم لكلّ ما يحمل عليه من الإبل والحمير والبغال، وأريد به هنا أصحاب الإبل ... وفي المصباح: العير بالكسر اسم للإبل التي تحمل الميرة في الأصل ثمّ غلب على كلّ قافلة. البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وعلاقته المجاورة، والمراد هنا أصحاب العير، كما في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «يا خيل الله اركبي» . الفوائد - ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ: أي: يتوسّل بها لنداء المعرف بأهل، وهي اسم مبني على الضم. وقد مرّ معنا نظيرها، حيث اقتضى تفصيل هذا البحث، فعد إليه حيث اقتضى التفصيل. والعير بدل من المنادي. [سورة يوسف (12) : آية 71] قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ماذا تَفْقِدُونَ (71)

الإعراب:

الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (الواو) واو الحال (أقبلوا) مثل قالوا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقبلوا) ، (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (تفقدون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أقبلوا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «تفقدون ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة يوسف (12) : آية 72] قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (نفقد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (صواع) مفعول به منصوب (الملك) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (جاء) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جاء) ، (حمل) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بعير) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (أنا زعيم) مثل أنا أخوك «2» ، (به) مثل الأول متعلّق ب (زعيم) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة تفقدون صلة الموصول والعائد محذوف أي تفقدونه، وجملة ماذا مقول القول. (2) في الآية (69) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «نفقد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لمن جاء ... حمل» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة: «جاء به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنا به زعيم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي وقال المؤذّن أنا به زعيم ... وجملة القول المقدّرة استئنافيّة، الصرف: (صواع) ، اسم لآلة الكيل، وهو السقاية المتقدم ذكرها في الآية السابقة، والصواع لفظ يذكّر ويؤنّث وزنه فعال بضمّ الفاء زنة غراب. (زعيم) ، صفة مشبّهة من زعم يزعم باب فتح وباب نصر أي كفل به، وزنه فعيل، جمعه زعماء زنة فعلاء بضمّ الفاء وفتح العين. [سورة يوسف (12) : آية 73] قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ (73) الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (التاء) تاء القسم (الله) لفظ الجلالة مجرور بتاء القسم متعلّق بمحذوف تقديره نقسم (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (علمتم) فعل ماض مبنيّ السكون ... و (تم) ضمير فاعل (ما) نافية (جئنا) مثل علمتم (اللام) لام التعليل (نفسد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن (في الأرض) جار ومجرور متعلّق ب (نفسد) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كنّا) ماض ناقص واسمه (سارقين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (نقسم) بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد علمتم ... » لا محلّ لها جواب القسم.

[سورة يوسف (12) : آية 74]

وجملة: «ما جئنا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي. وجملة: «نفسد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن نفسد) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جئنا) . وجملة: «ما كنا سارقين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة (ما) جئنا. [سورة يوسف (12) : آية 74] قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ (74) الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (جزاؤه) خبر مرفوع ... و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (كاذبين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما جزاؤه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان سارقا وكنتم كاذبين فما جزاؤه؟ .. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم كاذبين ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر الأوّل ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه (ما) قبله أي: إن كنتم كاذبين فما جزاؤه. [سورة يوسف (12) : آية 75] قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)

الإعراب:

الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (جزاؤه) مبتدأ مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه.. والخبر محذوف تقديره بيّن أو واضح أو معروف.. إلخ «1» ، (من) اسم شرط جازم «2» مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (وجد) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الصواع (في رحله) جارّ ومجرور متعلّق ب (وجد) ، و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع- أي السجن أو الاسترقاق- (جزاؤه) خبر مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «3» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل نحن (الظّالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «جزاؤه (بيّن) ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من وجد ... » لا محلّ لها تفسير لما سبق «4» . وجملة: «وجد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هو جزاؤه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1) أعربه بعضهم خبرا لمبتدأ محذوف تقديره المسؤول عنه ... وهو رأي الزمخشري وردّه أبو حيّان لأنّ هذا التقدير ليس فيه كبير فائدة. 2- أو هو اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (جزاؤه) على حذف مضاف أي جزاؤه سجن من وجد، أو استرقاق من وجد في رحله ... وجملة هو جزاؤه تقرير لحكم فهي استئنافيّة وهو اختيار أبي حيّان. (3) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر. (4) أو هي خبر إن كان (من) اسم موصول كما جاء في الحاشية رقم (2) .

[سورة يوسف (12) : آية 76]

[سورة يوسف (12) : آية 76] فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) الإعراب: (الفاء) عاطفة (بدأ) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف- أو وكيله- (بأوعيتهم) جار ومجرور متعلّق ب (بدأ) .. و (هم) ضمير مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بدأ) ، (وعاء) مضاف إليه مجرور (أخي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (استخرجها) ، مثل بدأ.. و (ها) مفعول به (من وعاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استخرجها) ، (أخيه) مثل الأول (كذلك) مرّ إعرابها «1» ، (كدنا) فعل ماض.. و (نا) ضمير فاعل (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (كدنا) بتضمينه معنى دبّرنا، وعلامة الجرّ الفتحة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي يوسف (اللام) لام الجحود والإنكار (يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أخاه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأخذ) ، (الملك) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يأخذ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. (إلّا) حرف للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يشاء) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.

_ (1) في الآية السابقة (75) .

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يشاء ... ) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «1» . (نرفع) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (درجات) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نرفع) «2» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مثل نرفع (الواو) عاطفة (فوق) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (كلّ) مضاف إليه مجرور (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (علم) مضاف إليه مجرور (عليم) مبتدأ مؤخّر مرفوع. جملة: «بدأ بأوعيتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فأرجعوا إلى يوسف فبدأ بأوعيتهم ... وجملة: «استخرجها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدأ. وجملة: «كدنا ليوسف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كان ليأخذ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يأخذ أخاه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نرفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «فوق كلّ.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة نرفع ... الصرف: (أوعية) ، جمع وعاء، اسم لما يوعى فيه الشيء ويحفظ، وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة منقلبة عن ياء أصله وعاي لأن الجمع أوعية، فلمّا تطرفت الياء بعد ألف ساكنة قلبت همزة فأصبح وعاء، وجمع الجمع أواع.

_ 1- أي (ما) كان ليأخذ أخاه في دين الملك لكن بمشيئة الله أخذه على شريعة يعقوب. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي نرفعه رفعا متمكّنا. [.....]

[سورة يوسف (12) : آية 77]

(كدنا) ، فيه إعلال بالحذف، وأصله كيدنا، فلمّا بني الفعل على السكون لدخول ضمير جمع المتكلّم حذفت الياء للتخلّص من التقاء الساكنين، وزنه فلنا بكسر الفاء. [سورة يوسف (12) : آية 77] قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (77) الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (إن) حرف شرط جازم (يسرق) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (سرق) فعل ماض (أخ) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأخ (من) حرف جرّ (قبل) اسم ظرفي مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (سرق) ، (الفاء) عاطفة (أسرّها) مثل سرق ... و (ها) ضمير مفعول به (يوسف) فاعل مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (في نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرّ) .. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يبدها) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبدها) ، (قال) فعل ماض، والفاعل هو (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرّ) خبر مرفوع (مكانا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (تصفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي تصفونه.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما تصفون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن يسرق ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد سرق أخ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أسرّها يوسف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لم يبدها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرها. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنتم شرّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله أعلم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (أعلم) ، لم يقصد بهذا الوصف حقيقة التفضيل وإنّما هو بمعنى اسم الفاعل أي عالم. [سورة يوسف (12) : آية 78] قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) الإعراب: (قالوا) فعل وفاعل (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (العزيز) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللام) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ (أبا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة (شيخا) نعت ل (أبا) منصوب (كبيرا) نعت ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت

[سورة يوسف (12) : آية 79]

(أحد) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (مكانه) مفعول به ثان بتضمين خذ معنى اجعل «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (إنّا) مثل الأول.. و (نا) ضمير اسم إنّ (نراك) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (من المحسنين) جارّ ومجرور حال من ضمير المفعول. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يا أيّها العزيز ... » لا محلّ لها اعتراضية «2» . وجملة: «إنّ له أبا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خذ ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان لا بدّ من أخذ أحد فخذ أحدنا ... وجملة: «إنّا نراك ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نراك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة يوسف (12) : آية 79] قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (79) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (نأخذ) مضارع منصوب، والفاعل نحن (إلّا) أداة حصر بتضمين معاذ الله معنى لا يصحّ ولا يجوز.. (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (وجدنا) فعل ماض وفاعله، (متاعنا) مفعول به منصوب ...

_ (1) أو ظرف مكان متعلّق ب (خذ) . (2) أو هي مقول القول، وجملة إنّ له أبا جواب النداء لا محلّ لها.

[سورة يوسف (12) : الآيات 80 إلى 82]

و (نا) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (وجدنا) ، و (الهاء) مضاف إليه (إنّا) مرّ إعرابه «1» ، (إذا) حرف جواب لا عمل له (اللام) المزحلقة (ظالمون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (أعوذ) معاذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نأخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن نأخذ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: من أن نأخذ.. متعلّق ب (معاذ) ، وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّا ... لظالمون» لا محلّ لها تفسير لشرط مقدّر مع جوابه أي إن أخذنا مكانه ظلمنا ... [سورة يوسف (12) : الآيات 80 الى 82] فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إِلاَّ بِما عَلِمْنا وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ (81) وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنَّا لَصادِقُونَ (82)

_ (1) في الآية السابقة (78) .

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (خلصوا) ، (استيئسوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استيئسوا) ، (خلصوا) مثل استيئسوا (نجيّا) حال من فاعل خلصوا أي متناجين «1» ، منصوبة (قال) فعل ماض (كبيرهم) فاعل مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (تعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (أباكم) اسم أنّ منصوب، وعلامة النصب الألف.. و (كم) ضمير مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (أخذ) فعل ماض، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذ) ، (موثقا) مفعول به منصوب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) ، (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (فرّطتم) على زيادة ما «2» ، (فرّطتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل (في يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (فرّطتم) ، وعلامة الجرّ الفتحة، (الفاء) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (أبرح) مضارع منصوب، والفاعل أنا (الأرض) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأذن) مثل أبرح، منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأذن) ، (أبي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على (ما) قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه.

_ (1) جاء في حاشية الجمل (ما) يلي: «وقد أفردت الحال وصاحبها جمع إما لأنّ النجيّ فعيل بمعنى المفاعل، كالعشير بمعنى المعاشر، وهذا يأتي في الاستعمال مفردا أبدا، يقال (هم) خليطك وعشيرتك أي مخالطوك ومعاشروك، وإمّا لأنّه صفة على فعيل بمنزلة صديق، وقد أفرد لأنّه على وزن المصدر كالصهيل، وإمّا لأنّه مصدر بمعنى التناجي ... » اه. (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا فيتعلّق الجارّ حينئذ بمحذوف خبر عند الزمخشريّ، وإن قطع الظرف عن الإضافة، والمصدر المؤوّل مبتدأ مؤخّر، وردّ ذلك أبو حيّان ردّا قاطعا لأنّ الظرف إذا بني لا يصح أن يكون خبرا جرّ أو لم يجرّ.

والمصدر المؤوّل (أن يأذن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أبرح) . (أو) حرف عطف (يحكم) مثل يأذن ومعطوف عليه «1» ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لي) مثل الأول متعلّق ب (يحكم) ، (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «استيئسوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «خلصوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قال كبيرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألم تعلموا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد أخذ ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ أباكم قد أخذ..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي فعل تعلموا» . وجملة: «فرّطتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «لن أبرح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة فرّطتم. وجملة: «يأذن ... أبي» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (ارجعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إلى أبيكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارجعوا) ، وعلامة الجرّ الياء.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قولوا) مثل ارجعوا (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل

_ (1) أو منصوب بأن مضمرة بعد أو المعتمد على النفي. (2) أو مفعول تعلموا إذا كان بمعنى تعرفوا.

(ابنك) اسم إنّ منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (سرق) فعل ماض، والفاعل هو (الواو) عاطفة (ما) نافية (شهدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (إلّا) أداة حصر (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (شهدنا) ، والعائد محذوف (علمنا) مثل شهدنا (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (كنّا) فعل ماض ناقص.. و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (للغيب) جار ومجرور متعلّق ب (حافظين) خبر كنّا، منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «ارجعوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «قولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ارجعوا. وجملة: «يا أبانا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّ ابنك سرق ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سرق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما شهدنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ ابنك سرق. وجملة: «علمنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما كنّا ... حافظين» في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ ابنك سرق. (الواو) عاطفة (اسأل) فعل أمر، والفاعل أنت (القرية) مفعول به منصوب «1» ، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت للقرية (كنّا) مثل الأول (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر كنّا (الواو) عاطفة (العير

_ (1) وهو على حذف مضاف أي أهل القرية، ومثله العير أي أصحاب العير، وإذا لم يقدّر المضاف فالكلام مجاز.

الصرف:

الّتي) مثل القرية التي ومعطوف عليه (أقبلنا) فعل ماض وفاعله (فيها) مثل الأول متعلّق ب (أقبلنا) ، (الواو) عاطفة (إنّا لصادقون) مثل إنّا لظالمون «1» . وجملة: «اسأل القرية ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «كنّا فيها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «أقبلنا فيها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) الثاني. وجملة: «إنّا لصادقون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (استيئسوا) ، ترسم الهمزة على نبرة لأنها متحرّكة بعد ياء ساكنة. (نجيّا) ، صفة مشتقّة على وزن فعيل، أو مصدر على الوزن نفسه بمعنى التناجي وهو السرّ، وفي اللفظ إعلان بالقلب لأنّ لام الكلمة واو من نجا ينجو ولأنّ الاسم النجوى، وأصله نجيو- بسكون الياء وتحريك الواو- فلمّا اجتمعتا، والأولى منهما ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فأصبح (نجيّا) . البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وسؤال القرية عبارة عن سؤال أهلها مجازا في القرية، لإطلاقها عليها بعلاقة الحالية والمحلية، وحاصل المعنى أرسل من تثق به إلى أهل القرية واسألهم عن القصة.

_ (1) في الآية (79) من هذه السورة.

الفوائد

الفوائد 1- وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ في إعراب «ما» وجوه حملت النحاة على كثير من الاختلاف، بعضه مفيد وبعضه لا طائل تحته. أحدها: زائدة، وهو قول ابن هشام، أي لتحسين اللفظ، والثاني: مصدرية، تؤول مع ما بعدها بمصدر في محلّ رفع مبتدأ. والثالث: أنها موصولة، ومحله الرفع على الابتداء. وأحسب أننا لو أخذنا بالرأي الأول فهو أيسر فهما وأقل تقديرا.. [سورة يوسف (12) : الآيات 83 الى 84] قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) الاعراب: (قال) فعل ماض (بل) حرف إضراب «1» ، (سوّلت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سوّلت) ، (أنفسكم) فاعل مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (أمرا) مفعول به منصوب، (الفاء) عاطفة (صبر) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره صبري (جميل) نعت لصبر مرفوع مثله (عسى) فعل ماض جامد ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن يأتي) مثل أن نأخذ في الآية (79) ، والفاعل هو و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (بهم) مثل لكم متعلّق

_ (1) ثمة كلام محذوف قبل بل ليصح بها الإضراب أي: ليس الأمر كما أخبرتم حقيقة بل سوّلت لكم أنفسكم.

ب (يأتي) ، (جميعا) حال منصوبة من الضمير المجرور في (بهم) . والمصدر المؤوّل (أن يأتيني ... ) في محلّ نصب خبر عسى. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (العليم) خبر المبتدأ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سوّلت لكم أنفسكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة مقول القول محذوفة «1» . وجملة: « (صبري) صبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّلت ... وجملة: «عسى الله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يأتيني بهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) . وجملة: «إنّه هو العليم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «هو العليم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (الواو) عاطفة (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (تولّى) ، (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء وتحسّر (أسفى) منادى متحسّر به مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف، و (الألف) المنقلبة عن ياء في محلّ جرّ مضاف إليه (على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق بأسف «2» ، (الواو) استئنافيّة (ابيضّت) مثل سوّلت (عيناه) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف ... و (الهاء) مضاف إليه (من الحزن) جارّ ومجرور

_ (1) ثمّة كلام محذوف قبل بل ليصحّ بها الإضراب أي: ليس الأمر كما أخبرتم حقيقة بل سوّلت لكم أنفسكم. (2) أو متعلّق ب (يا) التي فيها معنى أتحسّر.

الصرف:

متعلّق ب (ابيضّت) ومن سببيّة (الفاء) عاطفة (هو كظيم) مثل هو العليم. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ... وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ابيضّت عيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو كظيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ابيضّت عيناه. الصرف: (أسفى) ، رسمت الألف قصيرة برسم الياء لأنها عوض من الياء، أصلها يا أسفى بكسر الفاء وفتح الياء، فلمّا أريد مدّ الصوت فتحت الفاء فانقلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. (الحزن) ، مصدر سماعيّ لفعل حزنه يحزنه باب نصر وزنه فعل بضمّ فسكون. (كظيم) ، صفة مبالغة من كظم يكظم باب ضرب، وزنه فعيل، ويصح أن يكون صفة مشبّهة على الرغم من تعدية الفعل بنفسه وذلك لأن يعقوب قد لازمة الحزن طويلا. البلاغة (1) الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ. شبه امتلاء قلبه بالحزن على يوسف بامتلاء القربة بالماء، وشبهه في صبره وتركه الشكوى إلى غير الله، برابط ربط على فم القربة المليء بالماء حتى لا يخرج منها شيء وهذا هو معنى الكظم.

الفوائد

الفوائد - يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ. هذا ضرب من التوجّع والتفجّع الداخل في باب الندبة وجوزوا في آخر المنادي المندوب ثلاثة أوجه: أ- أن يختم بألف زائدة لتوكيد التفجع والتوجع نحو «وا كبدا» . ب- أن يختم بالألف الزائدة وهاء السكت نحو «وا حسيناه» . ج- أن تبقيه على حاله نحو «وا فلان» . وإذا كان المندوب مضافا إلى ياء المتكلم، فلك أن تحذف الياء وتضيف ألف الندبة، ولك ان تقلب الياء ألفا نحو «يا أسفا على يوسف» كما لك أن تفتح الياء نحو «وا أسفي» . وليس في هذه العجالة ما يروي غلّة الصادي فليعد طالب المزيد إلى المطولات في كتب النحو. [سورة يوسف (12) : آية 85] قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ (85) الإعراب: (قالوا تالله) مرّ إعرابها «1» ، (تفتأ) مضارع ناقص حذف منه حرف النفي، مرفوع واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (تذكر) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (يوسف) مفعول به، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (حتّى) حرف غاية وجرّ (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (حرضا) خبر منصوب.

_ (1) في الآية (73) من هذه السورة. [.....]

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تذكر) . (أو) عاطفة (تكون) مثل الأول ومعطوف عليه (من الهالكين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر تكون الثاني جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة القسم وجوابها ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (لا) تفتأ تذكر ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «تذكر ... » في محلّ نصب خبر (لا) تفتأ. وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تكون (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون (الأولى) . الصرف: (حرضا) ، مصدر سماعيّ لفعل حرض يحرض باب فرح بمعنى أشرف على الهلاك ومرض ... وزنه فعل بفتحتين. (الهالكين) ، جمع الهالك، اسم فاعل من هلك الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة (1) ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً وهذا الفن أصيل في البلاغة، وهو نسمة الحياة في الفن، وعموده الذي يقوم عليه. ويتلخص بأن تكون ألفاظ المعنى المراد متلائمة بعضها مع بعض، ليس فيها لفظة نابية أو قلقة عن أخواتها بحيث يمكن استبدالها. الفوائد - فنّ ائتلاف الألفاظ مع المعاني هو ذروة البلاغة وقمة فنّ البيان، ولعظماء الأمة وبلغائها شأو واسع في هذا المضمار. كقول زياد: إن لي فيكم

[سورة يوسف (12) : آية 86]

لصرعى، فحذار أن تكونوا من صرعاي وقول الحجاج: إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها.. والقرآن الكريم كلام الله، حاشا أن يجارى في مجال فصاحة، أو يبارى في مضمار بلاغة واستمع إلى قوله تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ إلى أي مدى بلغ التوافق بين ألفاظ الكتاب ومعانيه. [سورة يوسف (12) : آية 86] قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (86) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يعقوب (إنّما) كافّة ومكفوفة (أشكو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنا (بثّي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (حزني) مثل بثّي ومعطوف عليه (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشكو) ، (الواو) عاطفة (أعلم) مثل أشكو، والحركة ظاهرة (من الله) جار ومجرور متعلّق ب (أعلم) ، (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) حرف نفي (تعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أشكو ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أعلم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «لا تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (بثّي) ، مصدر سماعيّ لفعل بثّ يبثّ من بابي ضرب ونصر أي أذاع ونشر ... وزنه فعل بفتح الفاء.

_ (1) أو نكرة موصوفة ... والجملة بعدها في محلّ نصب نعت.

[سورة يوسف (12) : آية 87]

[سورة يوسف (12) : آية 87] يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ (87) الإعراب: (يا) أداة نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، و (الياء) الثانية ضمير مضاف إليه (اذهبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الفاء) عاطفة (تحسّسوا) مثل اذهبوا (من يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحسّسوا) «1» ، (الواو) عاطفة (أخيه) معطوف على يوسف مجرور وعلامة الجرّ الياء ... و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تيئسوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعل (من روح) جارّ ومجرور متعلّق ب (تيئسوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّه) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير الشأن اسم إنّ في محلّ نصب (لا) نافية (ييئس) مضارع مرفوع (من روح الله) مثل الأولى، والجارّ متعلّق ب (ييئس) ، (إلّا) أداة حصر (القوم) فاعل مرفوع (الكافرون) نعت للقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اذهبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تحسّسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا تيئسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إنّه لا ييئس ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا ييئس ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في المعجم: تحسّس منه: تخبّر خبره.

الصرف:

الصرف: (تيئسوا، ييئس) ، رسمت الهمزة على نبرة لأنها مسبوقة بياء ساكنة. (روح) ، مصدر بمعنى الراحة وهو استراحة القلب من غمّه، وأستعير هذا اللفظ للرحمة، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة (1) الاستعارة: في قوله تعالى وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ أي لا تقنطوا من فرجه سبحانه وتنفيسه، وأصل معنى الروح- بالفتح كما قال الراغب- التنفس- يقال أراح الإنسان إذا تنفس، ثم أستعير للفرج، وفسر بالرحمة على أنه استعارة من معناها المعروف، لأن الرحمة سبب الحياة كالروح، وإضافتها إلى الله تعالى لأنها منه سبحانه. [سورة يوسف (12) : آية 88] فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا دخلوا عليه قالوا) مثل لمّا استيئسوا منه خلصوا «1» ، (يأيّها العزيز) مرّ إعرابها «2» ، (مسّنا) فعل ماض مبنيّ على الفتح.. و (نا) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أهلنا) معطوف على ضمير النصب، منصوب ... و (نا) ضمير مضاف إليه (الضرّ) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة

_ (1) في الآية (80) من هذه السورة. (2) في الآية (78) من هذه السورة.

الصرف:

(جئنا) فعل ماض وفاعله (ببضاعة) جار ومجرور متعلّق ب (جئنا) ، (مزجاة) نعت لبضاعة مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أوف) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوف) ، (الكيل) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (تصدّق) مثل أوف (علينا) مثل لنا متعلّق ب (تصدّق) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يجزي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء ... والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المتصدّقين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يأيّها العزيز ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «مسّنا ... الضرّ» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «جئنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مسّنا. وجملة: «أوف ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رضيتها فأوف ... وجملة: «تصدّق ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أوف. وجملة: «إنّ الله يجزي ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يجزي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (مزجاة) ، مؤنّث مزجي، وهو اسم مفعول من أزجى الرباعيّ، بمعنى مردود أو مدفوع لعلّة الفساد أو غيره، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين ... والألف منقلبة عن واو لأن مجرّد الفعل زجا يزجو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.

[سورة يوسف (12) : آية 89]

(أوف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذف حرف العلّة الياء من المضارع لمّا انتقل إلى الأمر وزنه أفع بفتح الهمزة. (المتصدّقين) ، جمع المتصدّق، اسم فاعل من تصدّق الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. [سورة يوسف (12) : آية 89] قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ (89) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو (هل) حرف استفهام (علمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (فعلتم) مثل علمتم (بيوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (فعلتم) ، (الواو) عاطفة (أخيه) معطوف على يوسف مجرور وعلامة الجرّ الياء ... و (الهاء) مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (فعلتم) (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (جاهلون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل علمتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنتم جاهلون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فعلتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. [سورة يوسف (12) : آية 90] قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)

_ (1) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مفعول علمتم.

الإعراب:

الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام التقريريّ- أو الاستخباريّ- (إنّك) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) لام الابتداء (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (يوسف) خبر مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة العجمة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (أنا يوسف) مثل أنت يوسف (الواو) حرف عطف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أخي) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (منّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (منّ) ، (إنّه) مرّ إعرابه «2» ، (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتّق) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يصبر) مثل يتّق معطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يضيع) مضارع مرفوع والفاعل هو (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّك لأنت يوسف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنت يوسف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنا يوسف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هذا أخي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أنا يوسف.

_ (1) الأحسن أن يكون ضميرا منفصلا- لا فصلا- لأنّ لفظ يوسف لا يلتبس بالنعت. (2) في الآية 87 من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «منّ الله علينا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «1» . وجملة: «إنّه من يتّق ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «من يتّق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يتّق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «يصبر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يتّق ... وجملة: «إنّ الله لا يضيع ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (يتّق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم حيث حذف منه لام الكلمة وأصله يتّقي، وزنه يفتع ... وفيه إعلال بالقلب أو إبدال.. انظر الآية. (21) من سورة البقرة. [سورة يوسف (12) : آية 91] قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (91) الإعراب: (قالوا تالله لقد) مرّ إعرابها «3» ، (آثرك) فعل ماض، و (الكاف) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (علينا) مثل السابق «4» متعلّق ب (آثرك) ، (الواو) عاطفة (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف هو ضمير المتكلّم (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (اللام) هي الفارقة (خاطئين) خبر الناقص منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) لا يصح أن تكون حالا لضعف العامل، ولأنّ الإشارة لواحد والرابط (علينا) يعود على اثنين ... إنّما يجوز أن تكون خبرا للإشارة و (أخي) بدل منه. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) في الآية (73) من هذه السورة. (4) في الآية السابقة (90) .

الصرف:

جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تالله لقد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آثرك الله ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «إن (نا) كنّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «كنّا لخاطئين ... » في محلّ رفع خبر (إن) المخفّفة. الصرف: (آثر) ، المدّة مكوّنة من همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأثر زنة أفعل لأنّ المضارع يؤثر مثل أكرم يكرم.. [سورة يوسف (12) : الآيات 92 الى 93] قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) الإعراب: (قال) فعل ماض والفاعل هو (لا) نافية للجنس (تثريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليكم) مثل علينا «1» متعلّق بخبر لا (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بخبر لا «2» ، (يغفر) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل علينا «3» ، متعلّق ب (يغفر) ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أرحم) خبر المبتدأ مرفوع (الراحمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1، 3) في الآية (73) من هذه السورة. (2) أو متعلّق ب (يغفر) .

الصرف:

وجملة: «لا تثريب عليكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يغفر الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول للدعاء. وجملة: «هو أرحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر الله. (اذهبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (بقميصي) جارّ ومجرور متعلّق ب (اذهبوا) «1» و (الياء) مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من قميصي- أو عطف بيان- (الفاء) عاطفة (ألقوا) مثل اذهبوا و (الهاء) ضمير مفعول به (على وجه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقوه) ، (أبي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (يأت) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، وفاعله هو (بصيرا) حال منصوبة من الفاعل (الواو) عاطفة (ائتوا) مثل اذهبوا، و (النون) للوقاية (الياء) ضمير مفعول به (بأهلكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) «2» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (أجمعين) توكيد معنويّ لأهل مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «اذهبوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «القوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهبوا. وجملة: «يأت ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ائتوني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهبوا ... الصرف: (تثريب) ، مصدر قياسيّ لفعل ثرّب الرباعيّ، وزنه تفعيل. البلاغة (1) الاستعارة: في قوله تعالى قالَ لا تَثْرِيبَ أي لا تأنيب ولا لوم «عليكم»

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل اذهبوا. [.....] (2) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل ائتوني.

الفوائد

وأصله من الثرب، وهو الشحم الرقيق في الجوف وعلى الكرش، وأستعير للّوم الذي يمزق الأعراض ويذهب بهاء الوجه، لأنه بإزالة الشحم يبدو الهزال وما لا يرضى، كما أنه باللّوم تظهر العيوب، فالجامع بينهما طريان النقص بعد الكمال. الفوائد يَأْتِ بَصِيراً: يجزم الفعل المضارع بعامل من عوامل ثلاثة. أ- أحد أحرف الجزم التي تجزم فعلا واحدا. ب- إحدى أدوات الشرط التي تجزم فعلين، فعل الشرط وجوابه. ج- الطلب، فيجزم جوابه. وعلامات جزم الفعل المضارع ثلاث: أ- السكون: إذا كان الفعل المضارع صحيح الآخر. ب- حذف النون: إذا كان من الأفعال الخمسة. ج- حذف حرف العلة من آخره: إذا كان معتل الآخر، كما في الآية المنوّه بها. وقد تجاوزنا التمثيل استجابة لمنهج الكتاب. فاطلب الأمور في مظانها. [سورة يوسف (12) : آية 94] وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قال) ، (فصلت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث (العير) فاعل مرفوع (قال) فعل ماض (أبو هم) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.. و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّي) حرف مشبّه بالفعل، و (الياء) اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (أجد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (ريح) مفعول به

الفوائد:

منصوب (يوسف) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (تفنّدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تفنّدون..) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي لولا تفنيدكم لي موجود.. وجواب لولا محذوف تقديره لصدّقتموني. جملة: «فصلت العير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال أبوهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّي لأجد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أجد ريح ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تفنيدكم موجود ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تفنّدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الفوائد: لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ: هذه النون للوقاية، وأما نون رفع الفعل المضارع فقد حذفت بعد أن نصب ب «أن» ، وقد حذفت ياء المتكلم لمراعاة الفواصل وجرس الكلام. وهذه الخاصة كثيرا ما ترد في القرآن الكريم، مرة بحذف الموجود، ومرة بإضافة المفقود، نحو قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ فقد أضيفت الهاء إلى الضمير «هي» لمراعاة الفواصل، ولعمري فإن لموسيقا الحرف والكلمة في القرآن الكريم، تأثيرا يفوق صنع البشر. [سورة يوسف (12) : آية 95] قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (95) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (تالله) تاء القسم ومجرورها،

الصرف:

متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إنّك) مثل إنّي «1» ، (اللام) للتوكيد (في ضلالك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ ... و (الكاف) مضاف إليه (القديم) نعت لضلال مجرور. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تالله أي (أقسم) بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّك لفي ضلالك ... » لا محلّ لها جواب القسم. الصرف: (القديم) ، صفة مشبّهة من فعل قدم يقدم باب كرم، وزنه فعيل. [سورة يوسف (12) : آية 96] فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (96) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف متعلّق ب (ألقاه) ، متضمّن معنى الشرط (أن) حرف زائد (جاء) فعل ماض (البشير) فاعل مرفوع (ألقاه) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي البشير (على وجهه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقاه) .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ارتدّ) مثل جاء، والفاعل هو أي يعقوب (بصيرا) حال منصوبة «2» ، (قال) مثل جاء (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (أقل) مضارع مجزوم، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ

_ (1) يمكن تضمين فعل ارتدّ معنى صار فتكون (بصيرا) خبرا. (2) في الآية السابقة (94) .

الفوائد

متعلّق ب (أقل) ، (إنّي) كالسابق «1» (أعلم من الله ما لا تعلمون) مرّ إعرابها «2» . جملة: «جاء البشير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ألقاه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ارتدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقاه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم أقل ... » في محلّ نصب مقول القول للقول الأول. وجملة: «إنّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول للقول الثاني. وجملة: «أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. الفوائد - فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ: للنحاة في «أن» هذه آراء متغايرة، وبعضها متناقضة والنفس ترتاح للأخذ برأي القائلين بأنها زائدة. ولها لدى النحاة عدة أحوال: أ- تكون ناصبة: تنصب الفعل المضارع، وهي مصدرية تؤوّل مع ما بعدها بمصدر يأخذ محله من الإعراب. ب- وتأتي مخففة من «أنّ» فتقع بعد أفعال الظن أو اليقين. ج- وتأتي مفسرة، وهي التي تأتي بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه، نحو «فأوحينا إليه أن اصنع الفلك» .

_ (1) في الآية السابقة (94) . (2) في الآية (86) من هذه السورة.

[سورة يوسف (12) : آية 97]

ء- وقد تكون زائدة، تفيد معنى التوكيد، كما وردت في هذه الآية. وقد ذهب إلى هذا الرأي ابن هشام والصلاح الصفدي وغيرهما كثير. [سورة يوسف (12) : آية 97] قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (97) الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا أبانا) مرّ إعرابها «1» ، (استغفر) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استغفر) ، (ذنوبنا) مفعول به منصوب.. و (نا) ضمير مضاف إليه، (إنّا كنّا خاطئين) مثل إن كنّا لخاطئين «2» . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنّا خاطئين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة يوسف (12) : آية 98] قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو (سوف) حرف استقبال (أستغفر) مضارع مرفوع.. والفاعل أنا (لكم) مثل لنا «3» متعلّق ب (أستغفر) ، (ربّي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء،

_ (1) في الآية (81) من هذه السورة. (2) في الآية (91) من هذه السورة. (3) في الآية السابقة (97) .

[سورة يوسف (12) : الآيات 99 إلى 100]

و (الياء) ضمير مضاف إليه (إنّه هو الغفور الرحيم) مثل إنّه هو العليم الحكيم «1» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أستغفر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه هو الغفور ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «هو الغفور ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة يوسف (12) : الآيات 99 الى 100] فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف متعلّق ب (آوى) ، (دخلوا) فعل ماض وفاعله (على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (دخلوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (آوى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آوى) ، (أبويه) مفعول به منصوب

_ (1) في الآية (83) من هذه السورة.

وعلامة النصب الياء، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (مصر) مفعول به منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (آمنين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء. جملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن شاء الله دخولكم آمنين دخلتم. (الواو) عاطفة (رفع) فعل ماض، والفاعل هو (أبويه) مثل الأول (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (رفع) (الواو) عاطفة (خرّوا) مثل دخلوا (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خرّوا) ، (سجّدا) حال منصوبة من فاعل خرّوا (الواو) عاطفة (قال) مثل رفع (يا) أداة نداء (أبت) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، ونقلت الكسرة- كسرة المناسبة- إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم.. و (ياء) المتكلّم المحذوفة ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تأويل) خبر مرفوع (رؤياي) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (رؤياي) «1» ،

_ (1) أو بحال من الرؤيا عاملها الإشارة.

(قد) حرف تحقيق (جعلها) مثل رفع.. و (الهاء) ضمير مفعول به (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (حقّا) مفعول به ثان منصوب «1» (الواو) عاطفة (قد أحسن) مثل قد جعل (بي) مثل له متعلّق ب (أحسن) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (أحسن) ، (أخرج) مثل رفع و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (من السجن) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجني) ، (الواو) عاطفة (جاء) مثل رفع (بكم) مثل له متعلّق ب (جاء) ، (من البدو) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (أن) حرف مصدريّ (نزغ) مثل رفع (الشيطان) فاعل مرفوع (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (نزغ) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه (إخوتي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (لطيف) خبر إنّ مرفوع و (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (لطيف) بمعنى مدبّر (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (أن نزغ..) في محلّ جرّ بإضافة (بعد) إليه. (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (العليم) خبر مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر بكونه صفة له أي جعلا حقّا.

جملة: «رفع ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر تابع لمجرى القصّة أي: لمّا دخل يوسف مصر جلس على سريره ورفع أبويه على السرير» . وجملة: «خرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع. وجملة: «النداء: يا أبت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «هذا تأويل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جعلها ربّي ... » في محلّ نصب حال مقدّرة أو مقارنة. وجملة: «أحسن بي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جعلها ربّي.. «2» . وجملة: «أخرجني ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جاء بكم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخرجني. وجملة: «نزغ الشيطان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّ ربّي لطيف ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّه هو العليم ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.

_ (1) يجوز أن تكون معطوفة على جملة جواب الشرط المتقدّم.. آوى اليه أبويه، وذلك بحسب تفسير زمان الرفع ومكانه.. (2) يجوز أن تقطع على الاستئناف فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «هو العليم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (البدو) ، اسم للبسيط من الأرض يبدو الشخص فيه من بعد، وقد سمّي باسم المصدر.. وقد يطلق على سكّان البادية من القبائل الرّحل.. والبدو بمعنى الصحراء جمعه باديات وبواد. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ. ومعلوم أنهم لا يستوعبون البلد كلها، وإنما يدخلون جزاء منها، فعبّر بالكل وأراد الجزء. فعلاقة هذا المجاز الكلية. [سورة يوسف (12) : آية 101] رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (آتيت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) ضمير فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (من الملك) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتيتني) «1» ، (الواو) عاطفة (علّمتني) مثل

_ (1) و (من) هي لبيان الجنس.. ويجوز أن تكون للتبعيض- وهو اختيار أبي حيّان الوحيد- فتتعلّق بنعت للمفعول المقدّر أيّ: آتيني عظيما من الملك. [.....]

آتيتني (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (علّمتني) «1» ، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور، (فاطر) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء «2» ، (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (وليّي) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (في الدّنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (وليّ) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الآخرة) معطوف على الدنيا بالواو مجرور (توفّني) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (النّون) للوقاية و (الياء) مفعول به، والفاعل أنت (مسلما) حال من الياء منصوبة (الواو) عاطفة (ألحقني) مثل توفّني (بالصّالحين) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألحق) ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «النداء: ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيتني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «علّمتني ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «النداء: فاطر السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو بدل من جملة النداء. وجملة: «أنت وليّي ... » لا محلّ لها جواب النداء الثاني.

_ (1) أو هي تبعيضية مثل الأولى، متعلّقة بنعت للمفعول المحذوف أي: علّمتني حظّا من تأويل الأحاديث. (2) أو هو بدل من (ربّ) ، أو عطف بيان، أو نعت ...

[سورة يوسف (12) : الآيات 102 إلى 104]

وجملة: «توفّني ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء. وجملة: «ألحقني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة توفّني. [سورة يوسف (12) : الآيات 102 الى 104] ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (104) الإعراب: (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى المذكور من قصّة يوسف، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحيه) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيه) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون ... و (التاء) ضمير اسم كان (لدى) ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر كنت.. و (هم) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بالخبر المحذوف (أجمعوا) فعل ماض وفاعله (أمرهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مثل الأخير (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يمكرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «ذلك من أنباء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نوحيه ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ذلك) «1» . وجملة: «ما كنت لديهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أجمعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم يمكرون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يمكرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أكثر) اسم ما مرفوع (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة «2» (لو) حرف شرط غير جازم (حرصت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمنين) خبر ما منصوب محلّا، مجرور لفظا، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «ما أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت لديهم. وجملة: «حرصت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. والجواب محذوف دلّ عليه ما قبله أي لو حرصت على إيمان أكثر الناس فما هم بمؤمنين. (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (تسألهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من أجر (من) حرف جرّ زائد (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن) حرف نفي (هو) مثل هم (إلّا) للحصر (ذكر) خبر مرفوع (للعالمين) جار ومجرور متعلّق ب (ذكر) «3» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال، والعامل فيها الإشارة. (2) يجوز أن تكون حاليّة، والجملة بعدها حال. (3) أو متعلّق بنعت لذكر.

البلاغة

وجملة: «ما تسألهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أكثر الناس ... وجملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة 1- فن الاحتجاج النظري: في الآية فن لطيف، يسمى في علم البيان بالاحتجاج النظري، وبعضهم يسميه المذهب الكلامي، وهو أن يلزم الخصم ما هو لازم لهذا الاحتجاج والمعنى أن هذا النبأ غيب، لم تعرفه إلا بالوحي، لأنك لم تحضر أخوة يوسف عليه السلام حين عزموا على ما هموا به من أن يجعلوه في غيابة الجب وهم يمكرون به، ومن المعلوم الذي لا يخفى على مكذبيك، أنك ما لقيت أحدا سمع ذلك فتعلمته منه. وقال بعض المحققين: إن هذا تهكم بمن كذبه، وذلك من حيث أنه تعالى جعل المشكوك فيه كونه عليه السلام حاضرا بين يدي أولاد يعقوب عليه السلام ماكرين، فنفاه بقوله وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ. 2- فن الاعتراض: في الآية 103، والاعتراض ينقسم إلى قسمين: أحدهما لا يأتي في الكلام إلا لفائدة، وهو جار مجرى التوكيد، والآخر: أن يأتي في الكلام لغير فائدة فإما أن يكون دخوله فيه كخروجه منه، وإما أن يؤثر في تأليفه نقصا وفي معناه فسادا. فالقسم الأول كهذه الآية، وفائدة الاعتراض في وجهين أولهما: تصوير حرصه صلّى الله عليه واله وسلّم على إيمان قومه وهدايتهم، وتهالكه على ردعهم عن غيهم، وحرفهم عن مظان الخطأ ومواطن الضلال، واستهدافه للأذى في سبيل هذا الحرص، مع علمه بعدم جدوى ذلك واستحالة إقلاعهم عما هم فيه وثاني الوجهين: تصوير لجاجتهم وجحود عقليتهم، وإصرارهم على الغي الذي هم شارعون، وبه آخذون. والقرآن الكريم حافل بهذا القسم.

الفوائد

الفوائد - وَلَوْ حَرَصْتَ: جملة اعتراضية. والاعتراض فنّ من فنون البلاغة، وبنفس الوقت بحث يهتم به النحاة ويحدّدون أماكنه. لذلك سنعرض لك مواقعه بإيجاز: 1- بين الفعل وفاعله. 2- بين الفعل ومفعوله. 3- بين المبتدأ وخبره. 4- بين ما أصله المبتدأ والخبر، نحو قول الشاعر: إن الثمانين وبلغتها ... أحوجت سمعي الى ترجمان 5- بين الشرط وجوابه. 6- بين القسم وجوابه. 7- بين الموصوف وصفته. 8- بين الموصول وصلته. 9- بين حرف التسويف والفعل. 10- بين حرف النفي ومنفيّه. هذه الأماكن يقع فيها الاعتراض على وجه الترجيح، لا على وجه الإحاطة. ومن شاء الاستقصاء، فعليه بكتب النحو الشاملة ذات الاستقراء والاستقصاء. [سورة يوسف (12) : الآيات 105 الى 107] وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (105) وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (107)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن عدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (من آية) جارّ ومجرور تمييز الكناية (في السموات) جارّ ومجرور نعت لآية (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (يمرّون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يمرّون) ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (عنها) مثل عليها متعلّق ب (معرضون) وهو الخبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «كأيّن من آية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمرّون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) . وجملة: «هم عنها معرضون ... » في محلّ نصب حال. (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (يؤمن) مضارع مرفوع (أكثرهم) فاعل مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (إلّا) حرف للحصر (وهم مشركون) مثل وهم معرضون. وجملة: «ما يؤمن أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة. وجملة: «هم مشركون ... » في محلّ نصب حال. (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة «1» ، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به (غاشية) فاعل مرفوع (من عذاب) جارّ ومجرور نعت لغاشية (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (أو) حرف عطف (تأتيهم الساعة) مثل تأتيهم غاشية ومعطوف عليه (بغتة) مصدر في موضع الحال منصوب (وهم لا يشعرون) مثل وهم يمكرون.. في الآية (102) و (لا) نافية.

_ (1) أو استئنافيّة، والجملة بعدها مستأنفة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أمنوا. جملة: «أمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يؤمن أكثرهم. وجملة: «تأتيهم غاشية ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تأتيهم الساعة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم غاشية. وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (غاشية) ، مؤنّث غاش، اسم فاعل من غشي الثلاثيّ، وزنه فاعل، ومؤنّثه فاعلة، و (الياء) أصليّة. الفوائد - ليس في القرآن شعر: قد يعمد القرآن- أحيانا- للتوافق الموسيقي في نظمه، وقد نوهنا بهذه الخاصة في مواطن سابقة. وقد لحظ هذه الخاصة كبار العلماء والأدباء، منهم الفراء، والجاحظ وابن قتيبة. فيرى الجاحظ أن التنزيل قد أولى اللفظ عناية خاصة، فاختاره بدقة، ليدل على المعاني بدقة. كما أنه تعرض لما جرى عليه نظم القرآن، من نغم وموسيقى ووزن خاص رتيب، مكون من وحدات مترابطة منسجمة وقد أنفق كثيرا من الجهد لينفي عن القرآن وزن الشعر. فقد زعم أحدهم أن قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ شعر، وأتى بوزنها من التفعيلات. فردّ عليه الجاحظ قائلا: لو اعترضت أحاديث الناس

[سورة يوسف (12) : الآيات 108 إلى 109]

وخطبهم ورسائلهم، لوجدت الكثير منها يشتمل على كثير من التفاعيل، ومع ذلك لا يحق لنا أن نسميه شعرا، وصاحبه لم يقصد به الشعر.. ويرى ابن قتيبة في كتابه «مشكل القرآن» أن النغم الموسيقي والنظم والتوقيع الداخلي في الآيات، هي إحدى الخصائص التي يقوم عليها إعجاز القرآن، فيقول: «وجعله متلوّا على طول التلاوة، ومسموعا لا تمجّه الآذان، وغضا لا يخلق على كثرة الردّ» . 2- قصص القرآن: أما طريقة القرآن في عرض القصة، فلها صور متعددة، وكلها لا تخرج عن الإيجاز والإعجاز. فقد يسرد القصة من أولها إلى آخرها، كما ورد في قصة يوسف وقد يعود فيلفّها بعد نشرها، كما رأينا في آخر السورة نفسها. وقد يعرض لجانب منها في سورة، والجانب الآخر في سورة أخرى وقد يعرضها مرة مبسوطة، ومرة مقبوضة وفي سائر الأحوال يراعى مكان العبرة، ومقتضى المقام، والغرض من القصة. [سورة يوسف (12) : الآيات 108 الى 109] قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (109)

الإعراب:

الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (سبيلي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (أدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على (الواو) ، والفاعل أنا (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أدعو) ، (على بصيرة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل أدعو «1» ، أي مستيقنا (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد لفاعل أدعو، (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير المستتر فاعل أدعو «2» ، (اتّبعني) فعل ماض، و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبح (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي عامل عمل ليس «3» ، (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (من المشركين) جارّ ومجرور خبر ما، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هذه سبيلي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أدعوا إلى الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» وجملة: «اتّبعني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: « (أسبح) سبحان ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) أو متعلّق ب (أدعو) .. أو هو خبر مقدّم و (أنا) مبتدأ مؤخّر. (2) أو معطوف على المبتدأ المؤخّر (أنا) ... ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي داع إلى الله على بصيرة.. (3) أو مهمل.. و (أنا) مبتدأ و (من المشركين) خبره. (4) أو تفسير للقول المتقدّم.

وجملة: «ما أنا من المشركين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ولا عمل له (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (رجالا) مفعول به منصوب (نوحي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحي) ، (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (رجالا) ، (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يسيروا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسيروا) «1» ، (الفاء) عاطفة (ينظروا) مثل يسيروا ومعطوف عليه (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان الماضي الناقص- الناسخ- (عاقبة) اسم كان مرفوع (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول.. و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (دار) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ (الّذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (أفلا) مثل أفلم والحرف غير جازم (تعقلون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل. وجملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف

_ (1) أو حال من فاعل يسيروا.

[سورة يوسف (12) : آية 110]

قل ... وجملة: «نوحي إليهم ... » في محلّ نصب نعت ل (رجالا) «1» . وجملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا «2» . وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به عامله فعل النظر المعلّق عن العمل المباشر بالاستفهام (كيف) . وجملة: «دار الآخرة خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلتم فلا تعقلون. [سورة يوسف (12) : آية 110] حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) الإعراب: (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (جاءهم) ، (استيئس) فعل ماض (الرسل) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (ظنّوا) فعل ماض وفاعله (أنّهم) حرف مشبّه بالفعل ... و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قد) حرف تحقيق (كذبوا) ماض مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (جاء) مثل استيئس و (هم) ضمير مفعول به (نصرنا) فاعل مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (نجّي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل

_ (1) الجملة بحكم المفرد لذا تقدّمت في الوصفية على الجارّ (من أهل..) . (2) وهي- على رأي الزمخشريّ- معطوفة على مقدّر أي أمكنوا فلم يسيروا.

[سورة يوسف (12) : آية 111]

(نشاء) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الواو) استئنافيّة «1» (لا) نافية (يردّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (بأسنا) نائب الفاعل مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه (عن القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّ) ، (المجرمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «استيئس الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظنّوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استيئس الرسل. وجملة: «قد كذبوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّهم قد كذبوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.. وجملة: «جاءهم نصرنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نجّي من نشأ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا يردّ بأسنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . [سورة يوسف (12) : آية 111] لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)

_ (1) أو حاليّة والجملة بعدها في محلّ نصب حال. [.....] (2) أو في محلّ نصب حال.

الإعراب:

الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كان) ماض ناقص- ناسخ- (في قصصهم) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم ل (كان) .. و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (عبرة) اسم كان مرفوع (لأولي) جارّ ومجرور نعت لعبرة، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور (ما) نافية (كان) مثل الأول، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (حديثا) خبر منصوب (يفتري) مضارع مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك مهمل (تصديق) معطوف على (حديثا) منصوب (الّذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (يديه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تفصيل) معطوف على تصديق منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على تصديق بحر في العطف منصوبان (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (رحمة) ، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «قد كان في قصصهم عبرة ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «ما كان حديثا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفتري ... » في محلّ نصب نعت ل (حديثا) . وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. البلاغة 1- في قوله تعالى لِأُولِي الْأَلْبابِ فن يطلق عليه القدامى الاسم الآنف الذكر، وهو من البيان بمثابة القلب من الإنسان، وهو يدق إلا على من صفت قرائحهم، واستغزرت ملكة الفصاحة فيهم. وفي هذه الجملة اختلاف صيغة

اللفظة، ونعني به نقلها من هيئة إلى هيئة، حيث انتقل من الإفراد إلى التثنية والجمع، وذلك في لفظة «اللب» الذي هو العقل لا لفظة اللب الذي تحت القشر، فإنها لا تحسن في الاستعمال إلا مجموعة وكذلك وردت هنا. نهاية سورة يوسف عليه السلام

سورة الرعد

سورة الرّعد آياتها 43 آية [سورة الرعد (13) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (1) الإعراب: (المر) حروف مقطّعة لا محلّ لها «1» ، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، والاشارة إلى آيات القرآن كلّها أو إلى آيات السورة ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) «2» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الحقّ) خبر المبتدأ الموصول «3» (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف

_ (1) وانظر الآية الأولى من سورة البقرة. (2) يجوز أن يكون حالا من الحقّ- نعت تقدّم على المنعوت- (3) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو ... وحينئذ يعرب (الذي أنزل ... ) معطوف على آيات الكتاب الذي هو بدل من تلك- أو نعت له-، وجملة هو الحقّ خبر المبتدأ (تلك) .

الفوائد

استدراك ونصب- ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب (النّاس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل. جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «الّذي أنزل ... الحقّ» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «أنزل إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذي أنزل ... الحقّ. وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. الفوائد - ذكرنا رأينا فيما سبق، حول افتتاح بعض السور بمثل هذه الحروف فعد إليه في مظانه. [سورة الرعد (13) : الآيات 2 الى 4] اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)

الإعراب:

الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الّذي) موصول خبر «1» ، (رفع) ، فعل ماض، والفاعل هو (السّموات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (بغير) جارّ ومجرور حال من السموات أي خالية عن عمد «2» ، (عمد) مضاف إليه مجرور (ترونها) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به «3» ، (ثمّ) حرف عطف (استوى) مثل رفع والفتح مقدّر على الألف (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (سخّر الشّمس) مثل رفع السموات (القمر) معطوف على الشمس بالواو منصوب (كلّ) مبتدأ مرفوع «4» ، (يجري) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجري) ، (مسمّى) نعت لأجل مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (يدبّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله (الأمر) مفعول به منصوب (يفصّل الآيات) مثل يدبّر الأمر، وعلامة نصب المفعول الكسرة (لعلّكم) حرف ترجّ ونصب- ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (بلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (توقنون) ، (ربّكم) مضاف إليه مجرور.. و (كم) ضمير مضاف إليه (توقنون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل. جملة: «الله الذي رفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون نعتا للفظ الجلالة.. وجملة يدبّر الأمر خبرا للفظ الجلالة. (2) أو غير معتمدة على شيء. (3) وهو إمّا أن يعود على السموات أو على العمد.. وحينئذ يختلف إعراب جملة ترونها بحسب عودة الضمير. (4) النكرة هنا دالّة على عموم، والمضاف إليه مقدّر أي كلّ كوكب.

وجملة: «رفع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي) . وجملة: «ترونها ... » في محلّ نصب حال من السموات «1» . وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.. وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.. وجملة: «كلّ يجري ... » في محلّ نصب حال من مفعول سخّر. وجملة: «يجري ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) . وجملة: «يدبّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «يفصّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم ... توقنون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «توقنون» في محلّ رفع خبر لعلّكم. (الواو) عاطفة (هو الّذي مدّ الأرض) مثل الله الذي رفع السموات.. (الواو) عاطفة (جعل) مثل رفع (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل) ، (رواسي) مفعول به منصوب (أنهارا) معطوف على رواسي بالواو (الواو) عاطفة (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعل) «3» ، (الثمرات) مضاف إليه مجرور (جعل) مثل رفع (فيها) مثل الأول متعلّق ب (جعل) ، (زوجين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (اثنين) نعت لزوجين منصوب مثله وهو ملحق بالمثنّى (يغشي) مضارع، مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل هو أي الله (الليل) مفعول به «4» منصوب (النهار) مفعول به

_ (1) والحال مقدّرة لأننا لم نكن مخلوقين حين الرفع، ويجوز أن تكون مستأنفة فلا محلّ لها ... وإذا كان الضمير في (ترونها) يعود على العمد فالجملة في محلّ جرّ نعت لعمد. (2) يجوز أن تكون حالا من فاعل استوى على العرش ... ومثلها جملة يفصّل.. (3) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من اثنين- نعت تقدّم على المنعوت. (4) أو منصوب على نزع الخافض والتقدير يغشي النهار بالليل.

ثان (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات (يتفكّرون) مثل توقنون. وجملة: «هو الّذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله الذي رفع.. وجملة: «مدّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي) . وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جعل (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى. وجملة: «يغشي ... » في محلّ نصب حال من فاعل مدّ «1» . وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتفكّرون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. (الواو) عاطفة (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف (قطع) مبتدأ مؤخّر مرفوع (متجاورات) نعت لقطع مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة الآتية (جنّات، زروع، نخيل) ألفاظ معطوفة على قطع بحروف العطف مرفوعة (من أعناب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لجنّات (صنوان) نعت لنخيل مرفوع (غير) معطوف على صنوان بالواو مرفوع (صنوان) مضاف إليه مجرور (يسقى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي ما ذكر من الجنّات والزروع والنخيل (بماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسقى) ، (واحد) نعت لماء مجرور (الواو) عاطفة (نفضّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (بعضها) مفعول به منصوب و (ها) مضاف إليه (على بعض) جارّ ومجرور

_ (1) يجوز قطعها على الاستئناف.. فلا محلّ لها.

الصرف:

متعلّق ب (نفضّل) ، (في الأكل) جارّ ومجرور متعلّق بحال من بعضها (إنّ في ذلك ... يعقلون) مثل إن في ذلك ... يتفكّرون. وجملة: «في الأرض قطع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «يسقى ... » في محلّ رفع نعت لما ذكر من الأنواع. وجملة: «نفضّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة في الأرض قطع. وجملة: «إنّ في ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعقلون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (عمد) ، جمع عماد- على غير قياس- لأنّ قياسه أن يجمع على عمد بضمّتين، اسم جامد للحجر على أيّ شكل كان، ويجوز أن يكون عمد- بفتحتين- اسم جمع. (رواسي) ، جمع رأس، اسم للجبل، وهو في الأصل اسم فاعل من رسا الناقص، وزنه فاعل، وقد حذف حرف العلّة لأنه اسم منقوص لالتقاء الساكنين، وبدون حذف (الراسي) فيه إعلال بالقلب لأنّ لام الكلمة واو من فعل رسا يرسو، أصله (الراسو) بكسر السين.. ثمّ قلبت (الواو) ياء لانكسار ما قبلها. (قطع) ، انظر الآية (27) من سورة يونس. (متجاورات) ، جمع متجاورة، مؤنّث متجاور، اسم فاعل من تجاور الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (زرع) ، اسم للمزروع جاء على لفظ المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون.

البلاغة

(صنوان) ، جمع صنو اسم بمعنى الأخ الشقيق أصلا، وهنا فرع النخلة، وزنه فعل بكسر الفاء وفتحها، وله جمع آخر هو أصناء. البلاغة (1) الاستعارة: في قوله تعالى اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ أي دعائم، والمراد هنا قدرة الله تعالى، وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، فيكون العمد على هذا استعارة. (2) نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها أي رفع السموات خالية من العمد، فالوجه انتفاء العمد والرؤية جميعا فلا رؤية ولا عمد. الفوائد - قوله في الآية الثالثة جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يتردد ذكر الزوجية في القرآن الكريم، سواء في عالم الإنسان أو عالم النبات. وفي ذلك ما فيه من الأدلة القطعية على وجود الإله القادر العالم المنظم لشؤون هذا الكون، وقد قال أحد الفلاسفة المعاصرين: إن وجود الزوجية في الأحياء لدليل على وجود الله، وأعظم من ذلك دلالة وجودها في النبات الذي لا يعقل ولا يفكر. وإنما يخضع لقوانين تملى عليه من الخالق المبدع، ولا يمكن أن توجد بالمصادفة في حال من الأحوال. [سورة الرعد (13) : آية 5] وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (5) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تعجب) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عجب) خبر

مقدّم مرفوع (قولهم) مبتدأ مؤخّر مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (إذا) ظرف للزمن المستقبل غير متضمّن معنى الشرط متعلّق بمحذوف تقديره أنبعث- أو- أنحشر- (كنّا) فعل ماض ناقص.. و (نا) ضمير اسم كان (ترابا) خبر منصوب (الهمزة) مثل الأولى (إنّنا) حرف توكيد ونصب- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) للتوكيد (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (جديد) نعت لخلق مجرور (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (كفروا) فعل ماض وفاعله (بربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) .. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (الأغلال) مبتدأ ثان مرفوع (في أعناقهم) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الثاني.. و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (أصحاب) خبر أولئك مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع (الواو) . جملة: «إن تعجب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عجب قولهم..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... والظرف والجملة بعده مقول القول لقولهم. وجملة: «إنّا لفي خلق ... » لا محلّ لها تفسيريّة لمضمون متعلّق الظرف إذا. وجملة: «أولئك الّذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) .

الصرف:

وجملة: «أولئك ... (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين.. وجملة: «الأغلال في أعناقهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أولئك.. وجملة: «هم فيها خالدون ... » في محلّ رفع خبر ثان لأولئك «1» . الصرف: (جديد) ، صفة مشبّهة من فعل جدّ يجدّ باب ضرب، وزنه فعيل. [سورة الرعد (13) : الآيات 6 الى 7] وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7) الإعراب: (الواو) عاطفة (يستعجلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الكاف) ضمير مفعول به (بالسيّئة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستعجلون) ، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من السيّئة (الحسنة) مضاف إليه مجرور (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء سكون التاء مع سكون الألف.. و (التاء) للتأنيث (من قبلهم) جار ومجرور متعلّق ب (خلت) .. و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (المثلات) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إنّ)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من أصحاب، والعامل فيها الإشارة. [.....]

حرف توكيد ونصب- ناسخ- (ربّك) اسم إنّ منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (مغفرة) مضاف إليه مجرور (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (مغفرة) ، (على ظلمهم) جارّ ومجرور حال من الناس عاملها مغفرة.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّ ... لشديد) مثل إنّ ... لذو (العقاب) مضاف إليه مجرور. جملة: «يستعجلونك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين.. «1» وجملة: «خلت.. المثلات» في محلّ نصب حال «2» . وجملة: «إنّ ربّك لذو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستعجلونك. وجملة: «إنّ ربّك لشديد ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة السابقة. (الواو) عاطفة (يقول) مضارع مرفوع (الّذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآية.. و (الهاء) مضاف إليه (إنّما) كافّة ومكفوفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (منذر) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدم (قوم) مضاف إليه مجرور (هاد) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف المحذوفة، فهو اسم منقوص «3» وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو.. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية السابقة (5) . (2) يجوز أن تكون استئنافيّة بعد واو الاستئناف لا محلّ لها. (3) وهو نعت لمنعوت محذوف أي نبيّ هاد.

الصرف:

وجملة: «أنزل.. آية» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّما أنت منذر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لكلّ قوم هاد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت منذر. الصرف: (المثلات) ، جمع المثلة، اسم للعقوبة الفاضحة، وزنه فعلة بفتح الفاء وضمّ العين، ووزن مثلات فعلات بفتح الفاء وضمّ العين. (هاد) ، اسم فاعل من هدى الثلاثيّ، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف فهو منقوص حذفت ياؤه لالتقاء الساكنين. الفوائد 1- ذو: هي من الأسماء الخمسة، ومنهم من اعتبرها ستة، وهي: أب أخ حم فم ذو، والسادس هو «الهن» . أ- إعرابها فيه ثلاثة آراء: 1- الرأي الراجح: ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء. 2- الرأي الثاني «المرجوح» : أنها تعرب إعراب الاسم المقصور، فتلزمها الألف في آخرها. 3- ومن العرب من زعم بأنها تعرب بالحركات كغيرها من الأسماء. ب- شروط إعرابها بالأحرف: أن تكون مفردة، وأن تكون مضافة، وأن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم. ج- إذا ثنيت الأسماء الخمسة أعربت إعراب المثنى، بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا. وإذا جمعت أعربت إعراب جمع التكسير بالحركات، إلا ذو فتعرب إعراب جمع المذكر السالم، لأنها ملحقة به. وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم، فتعرب بحركات مقدّرة على ما قبل الياء، لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة. وتنفرد «ذو» من بين الأسماء

[سورة الرعد (13) : آية 8]

الخمسة بأنها قد تأتي موصولة. وتأتي للإشارة، وتأتي بمعنى صاحب وكل يبحث في مقامه. فلا تتعجّل. 2- من خصائص لغتنا العربية «القلب» وهو نوعان: أ- قلب في الاسناد ومنه «يجعلون الأغلال في أعناقهم والقيود في أيديهم» . وهو خلاف الحقيقة، لأن الأعناق هي التي تكون في الأغلال والأيدي هي التي تكون في القيود، وليس العكس هو الصحيح. ب- القلب في الأحرف، مثله خيرزان، وخيزران. وسجادة، وسداجة. وله نظائر كثيرة في الفعل والاسم. ملاحظة: هناك نوع من الاقلاب يحصل في تلاوة القرآن الكريم فتقلب النون الساكنة أو التنوين ميما في مواضع خاصة مكانها علم التجويد فمن شاء فليراجعها هناك. [سورة الرعد (13) : آية 8] اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، والعائد محذوف (تحمل) مثل يعمل (كلّ) فاعل مرفوع (أنثى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (ما تغيض الأرحام وما تزداد) مثل ما تحمل كلّ أنثى، وفاعل تزداد ضمير تقديره هي (الواو) عاطفة (كلّ) مبتدأ مرفوع (شيء) مضاف إليه مجرور (عنده) ظرف منصوب متعلّق

_ (1) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مفعول به.. وأجازوا أن يكون اسم استفهام معمولا لفعل تحمل- مفعولا به- وجملة تحمل معمولة للعلم المعلّق بالاستفهام.

الصرف:

بنعت لكلّ أو لشيء «1» و (الهاء) ضمير مضاف إليه (بمقدار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ كلّ. جملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تحمل كلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «تغيض الأرحام ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «تزداد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (مقدار) ، يحتمل أن يكون مصدرا بمعنى القدرة أو بمعنى القدر- بسكون الدال- ويحتمل أن يكون اسما لما يعرف به قدر الشيء من معدود وكيل وموزون، وزنه مفعال بكسر الميم وجمعه مقادير زنة مفاعيل. البلاغة 1- الطباق: في قوله تعالى اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ أي ما تنقص وتزيد. [سورة الرعد (13) : آية 9] عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9) الإعراب: (عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «2» ، (الغيب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الشهادة) معطوف على الغيب مجرور (الكبير) خبر ثان مرفوع (المتعال) خبر ثالث مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من مقدار أو متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر. (2) أو مبتدأ خبره الكبير.

الصرف:

المحذوفة للتخفيف أو لمناسبة فواصل الآي. جملة: «هو عالم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (المتعال) ، اسم فاعل من فعل تعالى الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين، و (الياء) المحذوفة منقلبة عن واو، أصله المتعالو- بكسر اللام- لأن مجرّده علا يعلو.. ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وقد رسمت الكلمة محذوفة الياء في المصحف للتخفيف، وقد تلفظ الياء في الوقف. [سورة الرعد (13) : آية 10] سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10) الإعراب: (سواء) خبر مقدّم «1» مرفوع (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في سواء الذي هو بمعنى مستو (من) اسم موصول مبتدأ مؤخّر في محلّ رفع (أسرّ) فعل ماض، والفاعل هو، وهو العائد (القول) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (من جهر) مثل من أسرّ ومعطوف عليه (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جهر) ، (الواو) عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مستخف) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص منوّن (بالليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (مستخف) (الواو) عاطفة (سارب بالنهار) مثل مستخف بالليل. جملة: «سواء ... من أسرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو مبتدأ موصوف بقوله (منكم) ، والخبر من أسرّ..

الصرف:

وجملة: «أسرّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «جهر به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «هو مستخف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. الصرف: (مستخف) ، اسم فاعل من (استخفى) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وحذفت الياء- أصله المستخفي- لالتقاء الساكنين لمناسبة التنوين. (سارب) ، اسم فاعل من (سرب) الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة 1- المبالغة: في قوله تعالى وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ مبالغ في الاختفاء، كأنه مختف (بالليل) وطالب للزيادة، وتقديم الإسرار والاستخفاء لإظهار كمال علمه تعالى، فكأنه في التعلق بالخفيات أقدم منه بالظواهر، وإلا فنسبته إلى الكل سواء. [سورة الرعد (13) : آية 11] لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11) الإعراب: (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (معقّبات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من بين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمعقّبات (يديه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (من خلفه) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ السابق فهو معطوف عليه.. و (الهاء) مثل الأخير (يحفظون) مضارع مرفوع.. و (الواو)

فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من أمر) جار ومجرور متعلّق ب (يحفظون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغيّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغيّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (ما بأنفسهم) مثل ما بقوم.. و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يغيّروا..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يغيّر) . (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب «1» ، (أراد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا) وهو مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (مردّ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (له) مثل الأول متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (ما) حرف ناف (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (من دونه) مثل من خلفه متعلّق بحال من وال (من) حرف جرّ زائد (وال) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص. جملة: «له معقّبات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحفظونه ... » في محلّ رفع نعت آخر لمعقّبات «2» . وجملة: «إنّ الله لا يغيّر ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) وتقدير الكلام: إذا أراد الله بقوم سوءا وقع أو لم يردّ- بالبناء للمجهول- (2) أو في محلّ نصب حال من معقّبات لأنه موصوف.

الصرف:

وجملة: «لا يغيّر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يغيّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أراد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا مردّ له ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما لهم ... من وال» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. الصرف: (معقّبات) ، جمع معقّبة مؤنّث معقّب، اسم فاعل من عقّب الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. (مردّ) ، مصدر ميميّ من (ردّ) الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مضمومة. (وال) ، اسم فاعل من الثلاثيّ ولي، وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لمناسبة التنوين. الفوائد 1- قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ. لقد جرت هذه الآية مجرى المثل، ولكن الناس فهموا فحواها على وجوه. وأغلب الظن أن الراجح من وجوهها الكثيرة وجهان: أ- أحدهما، وهو الذي يهجم على الفكر، وهو أن يكون الناس في صورة من صور الضرّ والشرّ، فيلهجون بالدعاة إلى الله، ليرفع عنهم غائلة الشر. فالآية تذكرهم بأن عليهم أن يصلحوا أنفسهم أولا، وبالتالي يصلح الله لهم أمرهم. ب- الوجه المقابل لهذا، أن يكون الناس في نعمة وخير، فإذا تغيرت نفوسهم وتنكرت لأنعمه تعالى، تأذّن الله بأن يذهب عنهم نعمه، ويستبدل لهم النعماء بالبأساء، والخير العميم بالشر الوخيم. فاستأذن في فهمك، وتخيّر في رأيك، وكل مجتهد وله نصيب من الأجر.

[سورة الرعد (13) : الآيات 12 إلى 13]

[سورة الرعد (13) : الآيات 12 الى 13] هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (13) الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يريكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (البرق) مفعول به ثان منصوب (خوفا) مصدر في موضع الحال من المفعول في (يريكم) «1» ، (الواو) عاطفة (طمعا) معطوف على (خوفا) منصوب (الواو) عاطفة (ينشئ) مثل يري (السحاب) مفعول به منصوب (الثقال) نعت للسحاب منصوب. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ينشئ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. (الواو) عاطفة (يسبّح) مضارع مرفوع (الرعد) فاعل مرفوع (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسبّح) «2» ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (الملائكة) معطوف على الرعد مرفوع (من خيفته) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) أي يريكم البرق خائفين.. وقد جعله العكبريّ مفعولا لأجله، ومنع ذلك الزمخشريّ لاختلاف الفاعل بين الفعل والمصدر، ففاعل الفعل هو الله، وفاعل المصدر هو الناس ... (2) أو متعلّق بحال من الرعد.

الصرف:

ب (يسبّح) ، ومن سببيّة و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يرسل الصواعق) مثل ينشئ السحاب (الفاء) عاطفة (يصيب) مثل يسبّح (الباء) حرف عطف و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصيب) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله يصيب (يشاء) مثل يسبّح، ومفعول يشاء محذوف تقديره إصابته، وفاعل يشاء الله (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يجادلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (في الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلون) ، (الواو) واو الحال (هو) مثل هم (شديد) خبر مرفوع (المحال) مضاف إليه مجرور. وجملة: «يسبّح الرعد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم «1» . وجملة: «يرسل الصواعق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسبّح الرعد. وجملة: «يصيب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم يجادلون ... » في محلّ نصب حال من الموصول من «2» . وجملة: «هو شديد ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة. الصرف: (الرعد) ، في التفسير: الرعد اسم ملك من الملائكة أو هو صوته.. أو هو مصدر أطلق على صوت الشرارة الكهربائيّة الحاصلة من احتكاك السحب ... وقال أبو حيّان: المفسّرون لم يجمعوا على أنّ الرعد اسم لملك وعلى تقدير أن يكون اسما لملك لا يلزم أن يكون ذلك الملك يدبّر لا

_ (1) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

البلاغة

السحاب ولا غيره ... إلخ. وانظر الآية (19) من سورة البقرة. (المحال) ، قيل: الميم فيه أصل من محلّ بفلان إذا كاده وعرّضه للهلاك فهو على هذا مصدر سماعيّ للفعل الذي يأتي من باب فتح وباب فرح وباب كرم.. وقيل أيضا: المحال المكايدة والقوّة.. وجاء في القاموس: المحال ككتاب الكيد وروم الأمر بالحيل والتدبير والقدرة والجدال والعذاب والعقاب والعداوة والقوة والشدّة.. ومحلّ به مثلّث الحاء محلا ومحالا حاده بسعاية إلى السلطان وماحله مماحلة ومحالا قاواه حتّى يتبيّن أيهما أشدّ. في كلّ ما سبق الميم أصليّة، وزنه فعال.. وقيل: الميم زائدة من الحول والحيلة، أعلّ على غير قياس لأن قياسه عدم الإعلال، كما يقال محور ومقود ومرود.. وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين. البلاغة 1- هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً والمراد من البرق معناه المتبادر وعن ابن عباس، أن المراد به الماء فهو مجاز، من باب اطلاق الشيء على ما يقارنه غالبا. 2- وفي الآية فن رائع من فنون البلاغة وهو «صحة الأقسام» ، ويمكن تحديده بأنه عبارة عن استيفاء المعنى من جميع أقسامه ووجوهه، بحيث لا يغادر المتكلم منها شيئا ففي الآية المذكورة، استوفى قسمي رؤية البرق، إذ ليس فيها إلا الخوف من الصواعق، والطمع في الأمطار، ولا ثالث لهذين القسمين. ولكن مجرد استيفاء الأقسام لا يعتبر بيانا، بل هناك أبعد من ذلك، وأدق وأبعد منالا، وهذا الأمر هو تقديم ما هو أولى بالذكر، وأجدر بالتقديم، حيث قدم الخوف على الطمع، إذا كانت الصواعق يجوز وقوعها من أول برقة ولا يحصل المطر إلّا بعد

الفوائد

تواتر الإبراق، لأن تواتره لا يكاد يخلف، ولهذا كانت العرب تعد سبعين برقة وتنتجع، فلا تخطئ الغيث والكلأ. الفوائد 1- يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ رغم اختلاف العلماء حول هذه الباء، فقد عقدوا البسيط، وصعّبوا السهل ولم يتفقوا. ونحن نعلم أن المعنى الأصلي للباء هو الإلصاق، وهو لا يفارقها في جميع معانيها، ولذلك اقتصر عليه سيبويه، وسواء قلنا إن الباء هنا للإلصاق أو الاستعانة أو السببية، فجميعها تخرج من مشكاة واحدة، وهو الملاصقة والمصاحبة، ولا حاجة لنا للتكلف والتّمحّل، ونشير هنا إلى أن العلماء ذكروا للباء ثلاثة عشر معنى. [سورة الرعد (13) : الآيات 14 الى 15] لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (15) الإعراب: (له دعوة) مثل له معقّبات «1» ، (الحقّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يدعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول يدعون المقدّر و (الهاء) مضاف إليه (لا) نافية (يستجيبون) مثل يدعون (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبون) (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستجيبون) على معنى يجيبون (إلّا) أداة حصر (كباسط) جارّ

_ (1) في الآية (11) من هذه السورة. [.....]

الصرف:

ومجرور «1» متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: إلّا استجابة كاستجابة باسط كفّيه «2» ، فهو على حذف مضاف (كفّيه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. و (الهاء) مضاف إليه (إلى الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (باسط) (اللام) للتعليل (يبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الماء (فاه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف.. و (الهاء) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يبلغ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (باسط) . (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل اسم ما في محلّ رفع (الباء) زائدة (بالغة) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.. و (الهاء) مثل الأخير (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (دعاء) مبتدأ مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (إلّا) أداة حصر (في ضلال) جارّ ومجرور خبر المبتدأ. جملة: «له دعوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الّذين يدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يستجيبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يبلغ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر. وجملة: «ما هو ببالغه ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «ما دعاء الكافرين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (دعوة) ، مصدر مرّة من دعا يدعو، وزنه فعلة بفتح الفاء،

_ (1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.. (2) وهو تخريج الزمخشري وتبعه في ذلك أبو البقاء العكبريّ.. وثمّة توجيهات أخرى كثيرة في تفسير الآية يرجع إليها في كتب التفسير.

البلاغة

وقد يكون مصدرا خالصا مجرّدا من الوحدة. (كفّيه) ، مثنّى كف، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون. (الواو) عاطفة (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد) وهو مضارع مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (طوعا) مصدر في موضع الحال أي طائعا (كرها) معطوف على (طوعا) بالواو منصوب (الواو) عاطفة (ظلالهم) معطوف على الموصول من مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (بالغدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد) ، (الآصال) معطوف على الغدوّ بالواو مجرور مثله. وجملة: «يسجد ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة السابقة. البلاغة 1- التشبيه المركب التمثيلي: في قوله تعالى وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ أي لكونه جمادا لا يشعر بعطشه وبسط يديه إليه، حيث شبه آلهتهم حين استكفائهم إياهم ما أهمهم بلسان الاضطرار في عدم الشعور فضلا عن الاستطاعة للاستجابة وبقائهم لذلك في الخسارة بحال ماء بمرأى من عطشان باسط كفيه إليه يناديه عبارة وإشارة فهو لذلك في زيادة الكباد والبوار. وعن أبي عبيدة، أن ذلك تشبيه بالقابض على الماء، في أنه لا يحصل على شيء، ثم قال: والعرب تضرب المثل في الساعي فيما لا يدركه بالقابض على الماء، وأنشد قول الشاعر: فأصبحت فيما كان بيني وبينها ... في الود مثل القابض الماء باليد

[سورة الرعد (13) : آية 16]

2- التهكم: في الآية الكريمة، حيث أخرج الكلام مخرج التهكم بهم، فقيل لا يستجيبون لهم شيئا من الاستجابة إلا استجابة كائنة في هذه الصورة التي ليست فيها شائبة الاستجابة قطعا، فهو في الحقيقة من باب التعلق بالحال. 3- الاستعارة: في قوله تعالى وَلِلَّهِ يَسْجُدُ حيث استعار السجود للانقياد والخضوع. [سورة الرعد (13) : آية 16] قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (16) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ربّ) خبر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (قل) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره ربّ السموات (قل) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أولياء- نعت تقدّم على المنعوت- و (الهاء) مضاف إليه (أولياء) مفعول به منصوب (لا يملكون لأنفسهم) مثل لا يستجيبون لهم «1»

_ (1) في الآية (14) من هذه السورة.

(نفعا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ضرا) معطوف على (نفعا) منصوب مثله (قل) مثل الأول (هل) حرف استفهام (يستوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الأعمى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (البصير) معطوف على الأعمى بالواو مرفوع (أم) بمعنى بل للإضراب (هل تستوي.. النور) مثل هل يستوي ... البصير (أم) مثل الأول وبعده همزة مقدّرة (جعلوا) فعل ماض وفاعله (لله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (شركاء) وهو مفعول جعلوا منصوب (خلقوا) مثل جعلوا (كخلقه) جار ومجرور نعت لمحذوف هو مفعول به «1» - و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (تشابه) فعل ماض (الخلق) فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تشابه) ، (قل الله) مثل السابقة (خالق) خبر المبتدأ مرفوع (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الواحد) خبر مرفوع (القهّار) خبر ثان مرفوع. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل (الثانية) ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لحكاية قولهم. وجملة: «الله (ربّ السموات) ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل (الثالثة) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذتم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول

_ (1) بكون الخلق اسم جمع أو بمعنى المخلوق.. أو هو مفعول مطلق بكون الخلق مصدرا.

البلاغة

أي: أأقررتم بالجواب فاتّخذتم.. أو أعلمتم أنّ الله ربّ السموات والأرض فاتّخذتم «1» . وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب نعت لأولياء. وجملة: «قل (الرابعة) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل يستوي الأعمى ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هل تستوي الظلمات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقوا ... » في محلّ نصب نعت لشركاء. وجملة: «تشابه الخلق ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلقوا. وجملة: «قل (الخامسة) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله خالق ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو الواحد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» . البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ والأعمى هو المشرك الجاهل بالعبادة ومستحقها، والبصير هو الموحد العالم بذلك. وقيل: إن الكلام على التشبيه، والمراد لا يستوي المؤمن والكافر كما لا يستوي الأعمى والبصير فلا مجاز. 2- التهكم: في قوله تعالى أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ في سياق الإنكار، جيء به للتهكم، فإن غير الله تعالى لا يخلق شيئا لا مساويا ولا منحطا.

_ (1) يجوز أن تكون الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والجملة جواب الشرط أي: إن أقررتم بربوبيّة الله فلم اتّخذتم.. (2) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة غير واقعة في حيّز القول.

الفوائد

الفوائد استعارة السجود للانقياد والخضوع في قوله تعالى وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وهما من خصائص العقلاء للكائنات العاقلة وغير العاقلة، والطوع الناشئ عن اختيار، وهو الصادر عن الإنسان، والكره الناشئ عن غير اختيار وهو الصادر عن الجماد. ومعنى انقياد الظلال مطاوعتها لما يراد منها كطولها وقصرها وامتدادها وتقلصها. ولأبي حيان كلام لطيف نثبته فيما يلي، دفعا للأوهام، قال: «وكون الظلال يراد بها الأشخاص كما قال بعضهم ضعيف، وأضعف منه قول ابن الأنباري: إنه تعالى جعل للظلال عقولا تسجد لها، وتخشع بها، كما جعل للجبال أفهاما حتى خاطبت وخوطبت، لأن الجبل لا يمكن أن يكون له عقل بشرط تقدير الحياة، وأما الظل فعرض لا يتصور قيام الحياة به» . [سورة الرعد (13) : آية 17] أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (17) الإعراب: (أنزل) فعل ماض، والفاعل هو (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» ، (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (سالت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (أودية) فاعل مرفوع (بقدرها) جارّ ومجرور متعلّق ب (سالت) «2» و (ها) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (احتمل) مثل أنزل (السيل) فاعل مرفوع (زبدا) مفعول به منصوب (رابيا) نعت للمفعول

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من ماء- نعت تقدّم على المنعوت. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لأودية.

منصوب (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (يوقدون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوقدون) ، (في النّار) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في (عليه) «1» ، (ابتغاء) مفعول لأجله «2» ، (حلية) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (متاع) معطوف على حلية مجرور (زبد) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مثله) نعت لزبد مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضرب، والإشارة إلى المذكور المتقدّم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يضرب) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الحقّ) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي مثل الحقّ (الباطل) معطوف على (الحقّ) بالواو منصوب (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الزبد) مبتدأ مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يذهب) مثل يضرب، والفاعل هو (جفاء) حال منصوبة (الواو) عاطفة (أمّا) مثل الأول (ما) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (ينفع الناس) مثل يضرب.. الحقّ، والفاعل هو وهو العائد، (فيمكث) مثل فيذهب (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمكث) ، (كذلك يضرب الله الأمثال) مثل كذلك ... الحق. جملة: «أنزل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سالت أودية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «احتمل السيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سالت. وجملة: «يوقدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ممّا يوقدون ... زبد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل فهي

_ (1) أو متعلّق ب (يوقدون) . (2) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين حلية..

الصرف:

مثل آخر. وجملة: «يضرب الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أمّا الزبد فيذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضرب الله.. وجملة: «يذهب جفاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزبد) «1» . وجملة: «ما ينفع الناس فيمكث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الزبد فيذهب. وجملة: «ينفع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يمكث ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «يضرب الله (الثانية) ... » لا محلّ لها استئنافيّة للتأكيد. الصرف: (سالت) فيه إعلال بالقلب أصله سيلت قلبت الياء ألفا لتحرّكها وفتح ما قبلها وزنه فعلت. (السيل) ، اسم جامد سمّي به الماء الكثير السائل باسم المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون. (زبدا) ، اسم للوسخ والوضر وما يعلو وجه الماء كالحبب، وزنه فعل بفتحتين. (رابيا) ، اسم فاعل من ربا يربو بمعنى زاد، وهنا بمعنى عال، وزنه فاعل، و (الياء) منقلبة عن واو بالإعلال لأنها متحرّكة بعد كسر، والأصل رابوا بكسر الباء. (حلية) ، اسم لما يزيّن به من المعدن الثمين أو الأحجار الكريمة، وزنه

_ (1) أصل الكلام: مهما يكن من شيء فالزبد يذهب جفاء، فلما استعيض من الشرط بأمّا انقلبت الفاء إلى الخبر.

البلاغة

فعلة بكسر الفاء وفتح العين، جمعها حلي بكسر الحاء وضمّها- والأخير على غير قياس- أمّا حليّ بضمّ وكسرها مع تشديد الياء فهو جمع الحلي، بفتح الحاء وسكون اللام.. انظر الآية (148) من سورة الأعراف. (جفاء) ، اسم لما يلقيه السيل على الجانبين مما لا ينتفع به من جفأ النهر أي رمى بالزبد والقذى، وعلى هذا فالهمزة أصلية.. ويقال: جفأت القدر بزبدها، وأجفأت.. ويقال جفأ الوادي وأجفأ إذا نشف والعكبري يجعل الهمزة منقلبة عن حرف وليس بذلك. البلاغة - المثل: في الآية الكريمة مثل ضربه الله للحق وأهله والباطل وحزبه، كما ضرب الأعمى والبصير والظلمات والنور مثلا لها، فمثل الحق وأهله بالماء الذي ينزله من السماء، فتسيل به أودية الناس، فيحيون به وينفعهم أنواع المنافع وبالفلز الذي ينتفعون به في صوغ الحليّ منه واتخاذ الأواني والآلات المختلفة، وشبّه الباطل في سرعة اضمحلاله ووشك زواله وانسلاخه عن المنفعة، بزبد السيل الذي يرمي به، وبزبد الفلز الذي يطفو فوقه إذا أذيب. وقد انطوت تحت هذا المثل الرائع أنواع من البلاغة نوردها باختصار: آ- تنكير الأودية، لأن المطر لا يأتي إلا على طريق التناوب بين البقاع. ب- الاحتراس بقوله «بقدرها» أي بمقدارها الذي عرف الله أنه نافع للمطمور عليهم غير ضار، وإلا فلو طما واستحال سيلا لاجتاح الأخضر واليابس ولأهلك الحرث والنسل. ج- مراعاة النظير في ألفاظ الماء والسيل والزبد والربو، وفي ألفاظ النار والجوهر والفلزات المعدنية والإيقاد والحلية والمتاع. د- اللف والنشر الموشى في قوله تعالى فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً إلى آخر الآية.

[سورة الرعد (13) : آية 18]

[سورة الرعد (13) : آية 18] لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (18) الإعراب: (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» (استجابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (لربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (لم) حرف نفي وجزم (يستجيبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا) ، (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (لهم) مثل له متعلّق بخبر أنّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (في الأرض) جار ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة من ضمير الاستقرار الذي هو خبر. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم ما في الأرض) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.. وهو فعل الشرط.

_ (1) أو متعلّق ب (يضرب) في الآية السابقة- على رأي الزمخشريّ- و (الحسنى) هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي: استجابوا الاستجابة الحسنى. (2) أو هو في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول (للذين) .

(الواو) عاطفة (مثله) معطوف على محلّ ما منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثله.. و (الهاء) مثل الأخير (اللام) واقعة في جواب لو (افتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدوا) ، (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (سوء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (مأواهم) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع، وامتنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (الواو) واو الحال (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أو جهنّم. جملة: «استجابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «للذين استجابوا ... الحسنى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذين لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: « (ثبت) ملك الأرض ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «افتدوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أولئك لهم سوء ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) «2» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال.. أو لا محلّ لها استئنافيّة في حال عطف الموصول الثاني على الأول. [.....] (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الرعد (13) : الآيات 19 إلى 25]

وجملة: «لهم سوء الحساب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «مأواهم جهنّم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم سوء الحساب. وجملة: «بئس المهاد ... » في محلّ نصب حال. [سورة الرعد (13) : الآيات 19 الى 25] أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (أنّ) حرف توكيد ونصب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، و (الكاف) مضاف إليه (الحقّ) خبر أنّ مرفوع (الكاف) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر الموصول من (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أعمى) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إنّما) كافّة ومكفوفة (يتذكّر) مثل يعلم (أولو) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع (الواو) فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور. جملة: «من يعلم ... كمن هو أعمى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» والمصدر المؤوّل (أنّ ما أنزل.. الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي يعلم. وجملة: «هو أعمى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «إنّما يتذكّر أولو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون (أنّما) كافّة ومكفوفة، وجملة أنزل تسدّ مسدّ مفعولي يعلم المعلّق ب (ما) الكافّة.

(الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت- (أولو) «1» ، (يوفون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوفون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينقضون) مثل يوفون (الميثاق) مفعول به منصوب. وجملة: «يوفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذّين) . وجملة: «لا ينقضون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (الواو) عاطفة (الذين يصلون) مثل الذين يوفون ومعطوف عليه (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أمر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمر) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يوصل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤوّل (أن يوصل) في محلّ جرّ بدل من الضمير في (به) . (الواو) عاطفة (يخشون ربّهم) مثل ينقضون الميثاق.. و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يخافون سوء) مثل ينقضون الميثاق (الحساب) مضاف إليه مجرور. وجملة: «يصلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أمر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يوصل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو بدل منه.. أو مبتدأ خبره (أولئك لهم عقبى الدار) .. أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.

وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلون. وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلون. (الواو) عاطفة (الّذين) مثل الأول ومعطوف عليه (صبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب «1» ، (وجه) مضاف إليه مجرور (ربّهم) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أقاموا) مثل صبروا (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أنفقوا) مثل صبروا (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) ، (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به (سرّا) مصدر في موضع الحال «2» ، (علانية) معطوف على (سرّا) بالواو منصوب (يدرءون) مثل يوفون (بالحسنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدرءون) ، (السيّئة) مفعول به منصوب (أولئك لهم عقبى الدار) مثل أولئك لهم سوء الحساب «3» . وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يدرءون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صبروا. وجملة: «أولئك لهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» .

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يسرّونه سرّا. (3) في الآية (18) من هذه السورة. (4) أو هي خبر للموصول الأول (الذين يوفون ... ) وما عطف عليه إذا أعرب مبتدأ.

وجملة: «لهم عقبى الدار ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . (جنّات) بدل من عقبى «1» مرفوع (عدن) مضاف إليه مجرور (يدخلون) مثل يوفون و (ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على ضمير الفاعل في (يدخلونها «2» (صلح) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (من آبائهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير العائد.. و (هم) مضاف إليه (أزواجهم) معطوف على آبائهم بالواو مجرور فهو مثله، وكذلك (ذرّيّاتهم) ، (الواو) استئنافيّة (الملائكة) مبتدأ مرفوع (يدخلون) مثل يوفون (عليهم) مثل لهم متعلّق ب (يدخلون) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخلون) ، (باب) مضاف إليه مجرور. وجملة: «يدخلونها ... » في محلّ رفع نعت لجنّات «3» . وجملة: «صلح ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الملائكة يدخلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة) . (سلام) مبتدأ مرفوع «4» (عليكم) مثل لهم متعلّق بمحذوف خبر (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «5» ، (صبرتم) فعل ماض وفاعله.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي ... أو مبتدأ خبره جملة يدخلونها، وجاز الابتداء بالنكرة لأنها خصّت بالإضافة. (2) الذي سوّغ العطف من غير تأكيد الضمير بضمير منفصل وجود الفاصل وهو ضمير المفعول. (3) أو في محلّ نصب حال من جنّات فهو مضاف. (4) الذي سوّغ البدء بالنكرة كونها دعاء. (5) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة صلة، والعائد محذوف تقديره له، وفي هذا التخريج ضعف بسبب التأويل.

والمصدر المؤوّل (ما صبرتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (عليكم) «1» ، (الفاء) عاطفة (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (عقبى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الدار) مضاف إليه مجرور، والمخصوص بالمدح محذوف أي الجنّة، أو عقباهم. وجملة: «سلام عليكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون: سلام عليكم.. والجملة المقدّرة في محلّ نصب حال. وجملة: «صبرتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «نعم عقبى الدار ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سلام عليكم. (الواو) استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (ينقضون) مثل (يوفون) ، (عهد) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقضون) ، (ميثاقه) مضاف إليه مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقطعون ما ... أن يوصل) مثل يصلون ما ... أن يوصل (الواو) عاطفة (يفسدون) مثل يوفون (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفسدون) ، (أولئك لهم اللعنة، ولهم سوء الدار) مثل أولئك لهم عقبى الدار. وجملة: «الّذين ينقضون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «يقطعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون. وجملة: «أمر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يوصل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: هذا الثواب بسبب صبركم.

الصرف:

وجملة: «أولئك لهم اللعنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين. وجملة: «لهم اللعنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «لهم سوء الدّار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم اللعنة. الصرف: (عقبى) ، اسم بمعنى الجزاء أو آخر كلّ أمر، وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين. البلاغة 2- فن الاحتراس: في قوله تعالى وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ فقد انتفى بقوله ابتغاء وجه ربهم أن يكون صبرهم ناشئا عن حب الجاه والشهرة، أو ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل، لئلا يشمت به الأعداء. كقول أبي ذؤيب: وتجلّدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتزعزع ولا اعتقادا منهم بأن الأمر مقدور ولا مفر منه ولا طائل من الهلع ولا مرد للفائت ولا دافع لقضاء الله. [سورة الرعد (13) : آية 26] اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (26) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يبسط) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الرّزق) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبسط) ، (يشاء) مثل يبسط (الواو) عاطفة (يقدر) مثل يبسط (الواو) استئنافيّة (فرحوا) فعل ماض وفاعله، ويعود إلى الذين

البلاغة

ينقضون عهد الله.. (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (فرحوا) ، (الدّنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) واو الحال (ما) ناف مهمل (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدّنيا) مثل الأول، مرفوع (في الآخرة) جار ومجرور حال من الحياة الدّنيا أي مقيسة في جنب الآخرة.. وفيه حذف مضاف (إلّا) أداة حصر (متاع) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «الله يبسط ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبسط الرّزق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط. وجملة: «فرحوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما الحياة ... إلّا متاع» في محلّ نصب حال. البلاغة - المجاز: في قوله تعالى وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا أي بما بسط لهم فيها من النعيم، لأن فرحهم ليس بنفس الدنيا، فنسبة الفرح إليها مجازية. أو هناك تقديرا أي يبسط الحياة، أو الحياة الدنيا مجاز عما فيها. [سورة الرعد (13) : الآيات 27 الى 28] وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يقول) مضارع مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّه) جارّ ومجرور نعت لآية «1» .. و (الهاء) مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يضلّ) مثل يقول، والفاعل هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يقول، والفاعل هو أي الله (الواو) عاطفة (يهدي) مثل يقول (إليه) مثل عليه متعلّق ب (يهدي) ، (من) مثل الأول (أناب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد. جملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنزل عليه آية ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّ الله يضلّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يضلّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من الموصول الثاني (من) - أو عطف بيان «2» (آمنوا) مثل كفروا (الواو) عاطفة (تطمئنّ) مثل يقول (قلوبهم)

_ (1) أو متعلّق بفعل أنزل. [.....] (2) ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم.

البلاغة

فاعل مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (بذكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تطمئنّ) «1» ، (الله) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (بذكر الله تطمئنّ القلوب) مثل تطمئنّ قلوبهم ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تطمئنّ قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تطمئنّ القلوب ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. البلاغة - العدول إلى صيغة المضارع: في قوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ فقد عدل عن عطف الماضي على الماضي، فلم يقل واطمأنت قلوبهم لسر من الأسرار يدق إلا على العارفين بأسرار هذه اللغة. وذلك لإفادة دوام الاطمئنان وتجدده حسب تجدد المنزل من الذكر. [سورة الرعد (13) : آية 29] الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29) الإعراب: (الذين) موصول مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (طوبى) مبتدأ مرفوع «2» ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ طوبى (الواو) عاطفة (حسن) معطوف على طوبى مرفوع (مآب) مضاف إليه مجرور.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من قلوبهم. (2) الذي سوّغ الابتداء به وهو نكرة على الظاهر، إمّا كونه علما بعينه وإمّا كون النكرة جاءت على معنى الدعاء كسلام عليك، وويل له.

الصرف:

جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «طوبى لهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . الصرف: (طوبى) ، مصدر من الطيب مثل البشرى والرجعى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، وفيه إعلال بالقلب وأصله طيبي بضمّ الطاء وسكون الياء ... فهو من طاب يطيب، فلمّا جاءت الياء ساكنة بعد ضمّ قلبت واوا. الفوائد (1) يقول ابن مالك: ولا يجوز الابتداء بالنكرة ... ما لم تخصّص كعند زيد تمرة فالأصل في المبتدأ أن يكون معرفة، ولا يكون نكرة الا بمسوّغ، والمسوغات كثيرة، قد تبلغ نيفا وثلاثين مسوغا، وترجع جميعها إلى العموم والخصوص. وإليك أهم هذه المسوغات: أ- أن يتقدم الخبر على النكرة. ب- أن يتقدم استفهام على النكرة. ج- أن يتقدم عليها نفي. ء- أن توصف النكرة. هـ- أن تكون النكرة عاملة. وأن تكون مضافة. ز- أن تكون شرطا. ح- أن تكون جوابا. ط- أن تكون عامة. ي- أن تكون دعاء.

[سورة الرعد (13) : آية 30]

ك- أن يكون فيها معنى التعجب. ل- أن تكون خلفا عن موصوف. م- أن تكون مصغرة. ن- أن يقع قبلها واو الحال. س- أن تكون معطوفة على معرفة. ع- أن يعطف عليها موصوف. ف- أن تكون مبهمة. ص- أن تقع بعد لولا. وثمة مسوغات أخرى ترجع إلى ما ذكرنا لك من المسوغات. وهذا بحث دقيق حقيق بالمراجعة والمعاودة. [سورة الرعد (13) : آية 30] كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (30) الإعراب: (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أرسلناك، والإشارة إلى إرسال الرسل، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (في أمّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلناك) أي إلى أمّة (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ

_ (1) اختلف المفسّرون والمعربون في تعليق الكاف، فقيل هي متعلّقة بالمعنى الذي في قوله: يضلّ من يشاء ويهدي أي كما هدى الله من أناب كذلك أرسلناك.. وعلّق العكبري الكاف بخبر لمبتدأ مقدّر أي: كذلك الأمر أرسلناك.

على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث، (من قبلها) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلت) .. و (ها) ضمير مضاف إليه (أمم) فاعل خلت مرفوع (اللام) للتعليل (تتلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلو) ، (الّذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أوحينا) مثل أرسلنا (إليك) مثل عليهم متعلّق بفعل أوحينا. والمصدر المؤوّل (أن تتلو..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلناك) . (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (بالرّحمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هو) مثل هم (ربّي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب.. وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (عليه) مثل عليهم متعلّق ب (توكّلت) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (إليه) مثل عليهم متعلّق بخبر مقدّم (متاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه أي متابي. جملة: «أرسلناك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد خلت.. أمم» في محلّ جرّ نعت لأمّة. وجملة: «تتلو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هم يكفرون ... » في محلّ نصب حال.

الصرف:

وجملة: «يكفرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) «1» . وجملة: «توكّلت ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبدأ (هو) «2» . وجملة: «إليه متاب ... » في محلّ معطوفة على جملة توكّلت. الصرف: (متاب) ، مصدر ميميّ من تاب يتوب، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب، أصله متوب- بسكون التاء وفتح الواو- ثمّ سكّنت الواو ونقلت الحركة إلى التاء قبلها، ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها. [سورة الرعد (13) : آية 31] وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (قرآنا) اسم أنّ منصوب (سيّرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول، و (التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ

_ (1، 2) يجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول.

متعلّق ب (سيّرت) والباء سببيّة (الجبال) نائب الفاعل مرفوع (أو) حرف عطف في الموضعين (قطّعت به الأرض، كلّم به الموتى) مثل سيّرت به الجبال.. وعلامة الرفع في الموتى الضمّة المقدّرة على الألف. والمصدر المؤوّل (أنّ قرآنا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. (بل) حرف إضراب (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (الأمر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (جميعا) حال منصوبة من الأمر، والعامل فيه معنى الاستقرار (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (ييئس) مضارع مجزوم (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (آمنوا) فعل ماض وفاعله (أن) مخفّفة من الثقيلة «1» ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لو) مثل الأولى (يشاء) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (جميعا) حال من الناس منصوبة. والمصدر المؤوّل (أنه) لو يشاء.. في محلّ نصب مفعول به لفعل ييئس بتضمينه معنى يعلم «2» . (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (يزال) مضارع ناقص- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع اسم لا يزال (كفروا) فعل ماض وفاعله (تصيبهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «3» ، (صنعوا) مثل كفروا (قارعة) فاعل تصيبهم مرفوع (أو)

_ (1) هذا قول الجمهور.. واختار أبو حيّان أن تكون (أن) زائدة في صدر جملة جواب القسم المقدّر، والتقدير: أقسم أن لو يشاء الله لهدى.. (2) وقالوا هي لغة هوازن أو حيّ من النخع بمعنى يعلم. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي: بما صنعوه.

حرف عطف (تحلّ) مثل تصيب، والفاعل: إمّا القارعة وإمّا ضمير الخطاب الموجّه إلى الرسول عليه السلام (قريبا) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تحلّ) - وهو صفة لموصوف محذوف أي مكانا قريبا- (من دارهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قريبا) .. و (هم) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ما صنعوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تصيب) . (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (وعد) فاعل مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ ب (حتّى) ، متعلّق ب (تحلّ) . (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يخلف) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الميعاد) مفعول به منصوب. جملة: « (ثبت) تسير الجبال ... » لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف تقديره لما آمنوا أو لكان هذا القرآن. وجملة: «سيّرت به الجبال ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «قطّعت به الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سيّرت. وجملة: «كلّم به الموتى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قطّعت. وجملة: «لله الأمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ييئس الذين آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أغفلوا عن كون الأمر لله فلم يعلموا.. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يشاء الله ... » في محلّ رفع خبر أن المخفّفة. وجملة: «هدى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) الثاني.

الصرف:

وجملة: «لا يزال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «تصيبهم.. قارعة» في محلّ نصب خبر لا يزال. وجملة: «صنعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تحلّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تصيبهم. وجملة: «يأتي وعد الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) مضمرا. وجملة: «إنّ الله لا يخلف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يخلف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (قارعة) . مؤنّث قارع، اسم فاعل من قرع الثلاثيّ، وزنه فاعل والمؤنّث فاعلة. البلاغة الإيجاز: في قوله تعالى وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ إلى آخر الآية، حيث أن جواب «لو» محذوف لانسياق الكلام إليه، واختلف المفسرون والمعربون في تقديره، فقدره الزمخشري «لما آمنوا به» ولكنه جعله مرجوحا وقدر الأرجح بقوله «لكان هذا القرآن» . - اختلف المعربون في تقدير جواب «لو» في هذه الآية، وذهبوا به مذاهب، والذي يتسارع إلى الذهن من سياق الكلام أن يكون الجواب «لما آمنوا» فتدبر فإن التقدير ملكة من الذوق وحسن الإدراك. [سورة الرعد (13) : آية 32] وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (32)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (استهزئ) ماض مبنيّ للمجهول (برسل) جارّ ومجرور نائب الفاعل (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استهزئ) ... و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أمليت) فعل ماض وفاعله (اللام) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أمليت) ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (ثمّ) حرف عطف (أخذتهم) مثل أمليت.. و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام فيه معنى الوعيد والتقرير خبر (كان) الناقص (عقاب) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، ولفاصلة الآي.. و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه. جملة: «استهزئ برسل ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «أمليت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أخذتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت. وجملة: «كان عقاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت «1» . [سورة الرعد (13) : آية 33] أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33)

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة بعد الفاء الاستئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وخبره محذوف تقديره كمن ليس كذلك.. (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قائم) خبر مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قائم) (نفس) مضاف إليه مجرور (بما كسبت) مثل بما صنعوا «1» ، والفاعل هي عائد على النفس (الواو) استئنافيّة «2» ، (جعلوا) مثل كفروا «3» ، (الله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (شركاء) وهو مفعول به منصوب قل فعل أمر والفاعل أنت (سمّوهم) فعل أمر مبني على حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (هم) ضمير مفعول به (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (تنبّئونه) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنبّئون) ، (لا) حرف ناف (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو، وهو العائد (في الأرض) جار ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يعلم «4» ، (أم) مثل الأول (بظاهر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره تسمّونهم (من القول) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (ظاهر) ، (بل) للإضراب (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (للذين كفروا) مرّ إعرابها «5» ، والجار متعلّق ب (زيّن) ، (مكرهم) نائب الفاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (صدّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول، مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) نائب فاعل. (عن السبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوا) ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرّك بالكسر

_ (1) في الآية (31) من هذه السورة. (2) أو حاليّة، والجملة بعدها في محلّ نصب حال. (3) في الآية السابقة (32) . (4) والمفعول الأول محذوف أي لا يعلمه موجودا في الأرض. (5) في الآية السابقة (32) . [.....]

لالتقاء الساكنين (الله) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، أو هو اسم ما العاملة عمل ليس مؤخّر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره لأنه اسم منقوص، وحذفت الياء لمناسبة التنوين. جملة: «من هو قائم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو قائم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفيّ. وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سمّوهم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تنبّئونه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: « (تسمّونهم) بظاهر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «زيّن.. مكرهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن ... وجملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما له من هاد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو في محلّ نصب حال. (2) يجوز أن تكون (أم) متّصلة فتعطف ما بعدها على جملة تنبّئونه ... أو تعطف الجارّ بظاهر على الجارّ بما لا يعلم.

الصرف:

الصرف: (سمّوهم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصله سميوهم حذفت الياء بعد نقل حركتها إلى الميم وزنه فعّوهم. البلاغة (1) الاستفهام الإنكاري: في قوله تعالى أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ الخبر محذوف، أي كمن ليس كذلك، إنكارا لذلك. وإدخال الفاء لتوجيه الإنكار إلى توهم المماثلة، وحذف الخبر تصريحا في التوبيخ والزراية عليهم. (2) وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ فوضع المظهر موضع المضمر، للتنصيص على وحدانيته ذاتا واسما، وللتنبيه على اختصاصه باستحقاق العبادة مع ما فيه من البيان بعد الإبهام. 3- التعجيز: في قوله تعالى قُلْ سَمُّوهُمْ تبكيت إثر تبكيت، أي سموهم من هم وما أسماؤهم؟ وفي البحر: أن المعنى أنهم ليسوا ممن يذكر ويسمى، انما يذكر ويسمى من ينفع ويضر، وهذا مثل أن يذكر لك أن شخصا يوقر ويعظم، وهو عندك لا يستحق ذلك، فتقول لذاكره: سمه حتى أبين لك زيفه وأنه بمعزل عن استحقاق ذلك. 4- الكناية: في قوله تعالى أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أي بشركاء مستحقين للعبادة لا يعلمهم سبحانه وتعالى، والمراد نفيها بنفي لازمها على طريق الكناية، لأنه سبحانه إذا كان لا يعلمها وهو الذي لا يغرب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، فهي لا حقيقة لها أصلا. 5- الاستدراج: بقوله أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ ليحثهم على التفكير دون القول المجرد من الفكر، كقوله في مكان آخر ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها وهذا الاحتجاج من أعجب الأساليب وأقواها.

[سورة الرعد (13) : آية 34]

[سورة الرعد (13) : آية 34] لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (34) الإعراب: (لهم عذاب) مثل إليه متاب «1» ، (في الحياة الدّنيا) مرّ إعرابها «2» ، والجارّ متعلّق بنعت لعذاب (الواو) عاطفة (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (عذاب) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (أشقّ) خبر مرفوع. (الواو) عاطفة (ما لهم من واق) مثل ماله من هاد «3» ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (واق) «4» . جملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعذاب الآخرة أشقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «5» . وجملة: «ما لهم.. من واق» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (أشقّ) ، اسم تفضيل من شقّ الثلاثيّ، وزنه أفعل، وقد أدغمت عينه ولامه فهما حرف واحد. (واق) ، اسم فاعل من وقى الثلاثيّ، وزنه فاع، ففيه إعلال بالحذف

_ (1) في الآية (30) من هذه السورة. (2) في الآية (26) من هذه السورة. (3) في الآية (33) السابقة. (4) أو متعلّق بالخبر المتقدّم. (5) يحتمل أن تكون الجملة حالا من الضمير الغائب في (لهم) ، والرابط مقدّر أي أشقّ لهم.. أو يكتفى بالواو والعامل في الحال الاستقرار.

الفوائد

لالتقاء الساكنين لأنه اسم منقوص ولمناسبة التنوين. الفوائد (1) يجد القارئ في هذه الآيات تكرار حذف الياء، مراعاة للفواصل وجرس الكلام. ولكن حذف المذكور ليس من نوع واحد. ففي لفظ «عقاب» حذفت ياء المتكلم، والقارئ يقدرها من سياق الكلام، وفي كلمتي «هاد وواق» حذفت الياء التي هي من أصل الكلمة، وسبب حذفها التقاء الساكنين «التنوين والياء الساكنة في آخر الاسم المنقوص. ولدى الوقوف على أواخر الآيات يحصل الجرس المطلوب الذي نلحظه دائما وأبدا في نسق القرآن الكريم. وهو عامل من عوامل إعجازه وبلاغته. [سورة الرعد (13) : آية 35] مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (35) الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور.. والخبر محذوف تقديره كائن في ما نقصّه أو نتلوه (الّتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للجنّة (وعد) فعل ماض مبنيّ للمجهول (المتّقون) نائب الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو، والعائد محذوف أي وعد بها (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحتها) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» .. و (ها) ضمير مضاف إليه مجرور (الأنهار) فاعل مرفوع (أكلها)

_ (1) أو بمحذوف حال من الأنهار.

الصرف:

مبتدأ مرفوع.. و (ها) مثل الأخير (دائم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ظلّها) معطوف على أكلها «1» ، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب، والإشارة إلى الجنّة (عقبى) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (عقبى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع كالأول (الكافرين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء (النار) خبر مرفوع. جملة: «مثل الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «تجري.. الأنهار ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «أكلها دائم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «تلك عقبى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عقبى الكافرين النار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك عقبى.. الصرف: (دائم) ، اسم فاعل من دام الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة لأن فعله معتلّ أجوف أصله دوام- الألف أصلها واو، مضارعه يدوم-.

_ (1) أو هو مبتدأ، والخبر محذوف، والعطف من عطف الجمل. (2) أو في محلّ نصب حال من العائد المقدّر أي وعد بها المتّقون جارية من تحتها الأنهار. (3) أو في محلّ نصب حال ثانية من العائد المقدّر أي دائما أكلها.

[سورة الرعد (13) : آية 36]

[سورة الرعد (13) : آية 36] وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الّذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (آتيناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل، و (هم) ضمير مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (يفرحون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرحون) ، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (من الأحزاب) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (ينكر) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (بعضه) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافّة ومكفوفة (أمرت) مثل أنزل.. و (التاء) نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ (أعبد) مضارع منصوب، والفاعل أنا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (أشرك) مثل أعبد ومعطوف عليه (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أشرك) . والمصدر المؤوّل (أن أعبد..) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت. (إليه) مثل به متعلّق ب (أدعو) وهو مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الواو) عاطفة (إليه) مثل به متعلّق بخبر مقدّم (مآب)

[سورة الرعد (13) : آية 37]

مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه. جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يفرحون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «أنزل إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «من الأحزاب من ينكر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ينكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أمرت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا أشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعبد. وجملة: «أدعو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «1» . وجملة: «إليه مآب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إليه أدعو. [سورة الرعد (13) : آية 37] وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك أنزلناه) مثل كذلك أرسلناك «2» ، (حكما) حال منصوبة من الضمير الغائب أي حاكما (عربيّا) نعت ل (حكما)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل أشرك. (2) في الآية (30) من هذه السورة.

الفوائد

منصوب «1» ، (الواو) استئنافيّة، (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اتّبعت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل (أهواءهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبعت) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (جاءك) فعل ماض.. و (الكاف) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من العلم) جارّ ومجرور حال من العائد (مالك ... ولا واق) مرّ إعراب نظيرها «2» ، و (لا) زائدة لتأكيد النفي (واق) معطوف على وليّ يأخذ إعرابه. جملة: «أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن اتّبعت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءك من العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما لك.. من وليّ» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. الفوائد - يتساءل المعرب: لماذا لم تقترن جملة ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ بالفاء؟ والجواب على ذلك: أنه قد اجتمع في الآية قسم وشرط، وقد تقدم القسم على الشرط، فجاء الجواب للمتقدم وأما جواب الشرط، فقد دلّ عليه جواب القسم، وجواب القسم لا يقتضي لزوم ارتباطه بالفاء. فعد إلى هذا البحث في مظانه فقد أوليناه حقه هناك.

_ (1) أو حال ثانية منصوبة- الجمل في حاشيته-. [.....] (2) في الآية (33) من هذه السورة.

[سورة الرعد (13) : آية 38]

[سورة الرعد (13) : آية 38] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (38) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (رسلا) مفعول به منصوب (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل أرسلنا (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعلنا) «1» ، (أزواجا) مفعول به منصوب (ذرّيّة) معطوف على (أزواجا) بالواو منصوب (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (لرسول) جارّ ومجرور خبر كان (أن يأتي) مثل أن أعبد «2» ، (بآية) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، (إلّا) استثناء (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مستثنى من أعمّ الأحوال (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ رفع اسم كان. (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (أجل) مضاف إليه مجرور (كتاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع. جملة: «أرسلنا رسلا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (جعلنا) . (2) في الآية (36) من هذه السورة.

[سورة الرعد (13) : آية 39]

وجملة: «ما كان لرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» . وجملة: «لكلّ أجل كتاب ... » لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ. [سورة الرعد (13) : آية 39] يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (39) الإعراب: (يمحو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يثبت) مثل يشاء (الواو) عاطفة (عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.. و (الهاء) مضاف إليه (أمّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه. جملة: «يمحو الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يثبت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عنده أمّ الكتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . البلاغة - فن الاستخدام: في قوله تعالى لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، أطلق عليه علماء هذا الفن اسم «فن الاستخدام» ، وعرفوه بتعريفات لا تخلو من غموض. فأما تعريفه كما أورده ابن أبي الإصبع وابن منقذ وصاحب نهاية الأرب فهو: أن يأتي المتكلم بلفظة لها محملان، ثم يأتي بلفظتين تتوسط تلك اللفظة بينهما

_ (1) أو معطوفة على جملة القسم المقدّرة المستأنفة. (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل يمحو، ويثبت.

الفوائد

وتستخدم كل لفظة منهما أحد محملي اللفظة المتوسطة، ففي الآية المذكورة لفظة «كتاب» تحتمل الأمد المحتوم، بدليل قوله تعالى حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ أي أمده، أي أمد العدة، وأجله منتهاه، والكتاب المكتوب، وقد توسطت لفظة كتاب بين لفظتي «أجل» و «يمحو» ، فاستخدمت لفظة أجل أحد مفهوميها وهو الأمد، واستخدمت لفظة يمحو مفهومها الآخر وهو المكتوب، فيكون التقدير على ذلك: لكل حد مؤقت مكتوب يمحى ويثبت. الفوائد - نزلت هذه الآية ردا على الذين استنكروا النسخ من المشركين، واتخذوه وسيلة للطعن بالقرآن والتشهير بالرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/. وقد فند مزاعمهم مبينا أن التغيير كما يقول الفقهاء يحصل بالفروع التي لا ينكر تغير أحكامها بتغير الزمان والمكان. فهي تدور في فلك المنفعة العامة ومصالح الناس. وأما المقاصد الثابتة، والمبادئ العامة، فهي الباقية الخالدة التي لا ينالها تبديل أو تغيير، وهي المشار إليها ب «أم الكتاب» . فتأمل فقه هذا الدين، عصمنا الله وإياكم من الزلل والأوهام. [سورة الرعد (13) : الآيات 40 الى 41] وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (41) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم أدغم مع ما و (ما) زائدة (نرينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (النون)

للتوكيد و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (بعض) مفعول به ثان منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (نعدهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (أو) حرف عطف (نتوفّينّك) مثل نرينّك ومعطوف عليه (الفاء) تعليليّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (علينا الحساب) مثل عليك البلاغ. جملة: «نرينّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فذلك شافيك. وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «نتوفّينّك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فلا لوم عليك. وجملة: «عليك البلاغ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «علينا الحساب ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يروا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (أنّا) حرف توكيد ونصب.. و (نا) اسم أن (نأتي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل نحن للتعظيم (الأرض) مفعول به منصوب (ننقصها) مثل نأتي.. و (ها) مفعول به (من أطرافها) جارّ ومجرور متعلّق ب (ننقصها) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحكم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (لا) نافية للجنس (معقّب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لحكمه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع

الصرف:

مبتدأ (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور. وجملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك. وجملة: «نأتي ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّا نأتي..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا. وجملة: «ننقصها ... » في محلّ نصب حال من فاعل نأتي، أو من مفعوله. وجملة: «الله يحكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها حكم التعليل. وجملة: «يحكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «لا معقّب لحكمه ... » في محلّ نصب حال أي نافذا حكمه. وجملة: «هو سريع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يحكم. الصرف: (معقّب) ، اسم فاعل من الرباعيّ عقّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة - الالتفات: في قوله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ التفات من المتكلم إلى الغيبة، وبناء الحكم على الاسم الجليل من الدلالة على الفخامة، وتربية المهابة، وتحقيق مضمون الخبر، بالإشارة إلى العلة التي هي السبب في إتيان الأرض وانتقاص أطرافها، ونقل السيطرة من الظالمين بالأمس إلى المظلومين، ومن الغالبين بالأمس إلى المغلوبين، وهذه الفخيمة لا تتأتى إلّا بإيراد الكلام في معرض الغيبة. [سورة الرعد (13) : آية 42] وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (مكر) فعل ماض (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول ... و (هم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (المكر) مبتدأ مرفوع (جميعا) حال منصوبة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) حرف مصدريّ «1» (تكسب) مثل يعلم (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (يعلم) مثل الأول (الكفّار) فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عقبى) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الدار) مضاف إليه مجرور. جملة: «مكر الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لله المكر ... » في محلّ جواب شرط مقدّر أي إن يمكروا فلله المكر «2» . وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تكسب كلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. والمصدر المؤوّل (ما تكسب ... ) في محلّ نصب مفعول به. وجملة: «سيعلم الكفّار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قد مكر الذين ... وجملة: «لمن عقبى الدار ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالاستفهام (من) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده صلة له، والعائد محذوف اي تكسبه. (2) يجوز أن تكون تعليليّة لكلام مقدّر أي: لا عبرة لمكرهم فلله المكر.

[سورة الرعد (13) : آية 43]

[سورة الرعد (13) : آية 43] وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يقول) مضارع مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لست) فعل ماض ناقص جامد مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم ليس (مرسلا) خبر منصوب (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائد (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) تمييز منصوب «1» ، (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينكم) مثل الأول ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على محلّ لفظ الجلالة (عنده) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.. و (الهاء) مضاف إليه (علم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور. جملة: «يقول الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لست مرسلا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كفى بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عنده علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . انتهت سورة الرعد بعون الله

_ (1) أو حال منصوبة.

سورة إبراهيم

سورة إبراهيم من الآية 1 إلى الآية 52 [سورة إبراهيم (14) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) الإعراب: (الر) حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب «1» ، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (أنزلناه) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل، و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلناه) ، (اللام) لام التعليل (تخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الناس) مفعول به منصوب (من الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج) ، (إلى النور) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج) ، (بإذن) جار ومجرور متعلّق بحال من فاعل تخرج أي ملتبسا بإذن ربّهم (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى صراط) بدل من (إلى

_ (1) انظر الآية الأولى من سورة البقرة.

البلاغة

النور) بإعادة الجارّ (العزيز) مضاف إليه مجرور (الحميد) بدل من العزيز مجرور- أو نعت له- جملة: « (هذا) كتاب ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع نعت لكتاب. وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلناه) . البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ. وفي الكلام ثلاث استعارات. إحداهما في الإذن، والأخيرات في (الظلمات) و (النور) . ويجوز أن تكون كلها استعارة مركبة تمثيلية بتصوير الهدى بالنور والضلال بالظلمة، وقوله «بإذن ربهم» أي بتيسيره وتوفيقه تعالى، وهو مستعار من الإذن الذي يوجب تسهيل الحجاب. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 2 الى 3] اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (3) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة بدل من الحميد- أو من العزيز- «1» ،

_ (1) في الآية السابقة (1) .. ويجوز أن يكون عطف بيان..

(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات ومعطوف عليه (الواو) عاطفة ويل مبتدأ مرفوع «1» ، (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ ويل (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (ويل) «2» ، (شديد) نعت لعذاب مجرور. جملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول الذي. وجملة: «ويل للكافرين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هذا) كتاب في الآية السابقة. (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «3» ، (يستحبّون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل (الحياة) مفعول به منصوب (الدّنيا) نعت للحياة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (على الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستحبّون) بتضمينه معنى يفضّلون (الواو) عاطفة (يصدّون) مثل يستحبّون (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يبغونها) مثل يستحبّون و (ها) ضمير في محلّ نصب مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال أي معوجّة «4» ، (أولئك) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها دالّة على دعاء. (2) أو متعلّق بمحذوف تقديره يضجّون أو يولون، ولا يجوز التعليق بويل لوجود الفاصل وهو الخبر (للكافرين) . (3) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أذمّ.. أو في محلّ جرّ بدل من الكافرين. هذا وقد ردّ أبو حيّان رأي الزمخشري وأبي البقاء العكبريّ بكونه صفة للكافرين لوجود الفاصل. (4) أو هو مفعول به لفعل يبغون إذا جعل الضمير الغائب في (يبغونها) منصوبا على نزع الخافض أي يبغون لها عوجا.. وانظر الآية (99) من سورة آل عمران. [.....]

البلاغة

مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ أولئك (بعيد) نعت لضلال مجرور مثله. جملة: «الذين يستحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستحبّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «يصدّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يبغونها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك في ضلال ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الّذين) . البلاغة 1- المجاز العقلي: في قوله تعالى فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ وصف الضلال بالبعد هو من الاسناد المجازي، والبعد في الحقيقة للضالّ، لأنه هو الذي يتباعد عن الطريق، فوصف به فعله، كما تقول جدّ جدّه. وداهية دهياء. 2- وفي جعل الضلال ظرفا مجاز أيضا، كأنه قد أحاط بهم وجلبهم بسواده، فهم منغمسون فيه إلى الأذقان، يتخبطون في متاهاته ويتعسفون في ظلماته. الفوائد - الويل كلمة تفيد التهديد والوعيد ومعناها الهلاك، ويقال: ويلا لفلان فينصب، ويقال أيضا ويل له كما يقال سلام عليه. [سورة إبراهيم (14) : آية 4] وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (أرسلنا) مثل أنزلنا «1» ، (من) حرف جرّ زائد (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) أداة حصر (بلسان) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من رسول «2» ، أي ناطقا أو ملتبسا (قومه) مضاف إليه مجرور.. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) للتعليل (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) . والمصدر المؤوّل (أن يبيّن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) «3» . (الفاء) استئنافيّة (يضلّ) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يضلّ (الواو) عاطفة (يهدي) مثل يضلّ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (من يشاء) مثل الأولى (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (العزيز) خبر مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يضلّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «يشاء (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2) جاز أن يكون صاحب الحال نكرة وهو (رسول) لأن اللفظ يدلّ على عموم. (3) هذا الفعل مقيّد مفعوله بكون لسانه من لسان قومه.

البلاغة

البلاغة - المجاز: في قوله تعالى: إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ أي متكلما بلغة من أرسل إليهم من الأمم، والعلاقة السببية، لأن اللسان آلة النطق. الفوائد - يشترط في تعدّد الخبر أن يكون لكل من الخبرين أو الثلاثة معنى مستقلّ كما في هذه الآية وإذا كان الخبران يشكلان صفة واحدة فلا يكون من تعدد الخبر، فإذا قلنا: «الرمّان حلو حامض» فليس هذا من تعدد الخبر، لأن الرمان في هذه الحالة «يكون مزّا» أي «لفّانا» . فتبصّر قبل أن تحكم. [سورة إبراهيم (14) : آية 5] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) مثل أنزلنا «1» ، (موسى) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآياتنا) جارّ ومجرور حال من موسى.. و (نا) ضمير مضاف إليه (أن) تفسيريّة «2» ، (أخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (قومك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (من الظلمات إلى النور) جارّ ومجرور مكرّر متعلّقان ب (أخرج) ، (الواو) عاطفة (ذكّرهم) مثل أخرج.. و (هم) ضمير مفعول به (بأيّام) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذكّر) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف توكيد ونصب (في) حرف جرّ (ذلك)

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مجرور بباء مقدّرة للتعدية.

الصرف:

اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات، (صبّار) مضاف إليه مجرور (شكور) نعت لصبّار مجرور. جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها تفسيريّة «1» . وجملة: «ذكّرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرج. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (صبّار) ، من صيغ المبالغة على وزن فعّال بفتح الفاء والعين المشدّدة، من فعل صبر الثلاثيّ. (شكور) ، من صيغ المبالغة على وزن فعول بفتح الفاء من فعل شكر الثلاثيّ. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 6 الى 8] وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) «2»

_ (1) أو هي صلة الموصول الحرفى (ان) (2) وانظر الاية (49) من سورة البقرة فهي نظير الاية أعلاه

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لقومه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) .. و (الهاء) ضمير مفعول به (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعمة «2» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (نعمة) «3» ، (أنجاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنجى) ، (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (يسومونكم) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (كم) مثل الأخير (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يذبّحون) مثل يسومون (أبناءكم) مفعول به منصوب.. و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يذبّحون أبناءكم (الواو) عاطفة (في) حرف جرّ (ذلكم) مثل ذلك «4» - إعرابا وتعليقا- (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبلاء.. و (كم) ضمير مضاف إليه (عظيم) نعت ثان لبلاء مرفوع.

_ (1) أبو حيّان يرفض إخراج (إذ) عن الظرفيّة المحضة، ويعلّق الظرف بمحذوف يقتضيه سياق الكلام. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من نعمة. (3) أو في محلّ نصب بدل اشتمال من نعمة. (4) في الآية السابقة (5) .

جملة: « (اذكر) إذ قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اذكروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنجاكم ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: «يسومونكم ... » في محلّ نصب حال من (آل فرعون) ، أو من ضمير الخطاب في (أنجاكم) . وجملة: «يذبّحون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسومونكم. وجملة: «يستحيون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسومونكم. وجملة: «في ذلك بلاء ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (الواو) عاطفة (إذ تأذّن) مثل إذ أنجى ومعطوف عليه «1» ، (ربّكم) فاعل مرفوع، و (كم) مضاف إليه (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (شكرتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (اللام) لام القسم (أزيدنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (كم) ضمير مفعول به والفاعل أنا (الواو) عاطفة (لئن كفرتم) مثل لئن شكرتم (إنّ) حرف توكيد ونصب (عذابي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (اللام) للتوكيد- لام القسم أو المزحلقة- (شديد) خبر إنّ مرفوع.

_ (1) فهو من كلام موسى عليه السلام، ومن حيث المعنى مفعول اذكروا.

وجملة: «تأذّن ربّكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إن شكرتم ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره يقول «1» . وجملة: «أزيدنّكم ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «كفرتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة شكرتم. وجملة: «إنّ عذابي لشديد ... » لا محلّ لها جواب القسم الثاني ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. (الواو) عاطفة (قال موسى) مثل الأولى (إن) حرف شرط جازم (تكفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لفاعل تكفروا (الواو) عاطفة (من) اسم موصول معطوف على الواو في (تكفروا) في محلّ رفع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من الموصول من (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ الله لغنيّ) مثل إنّ عذابي لشديد (حميد) خبر ثان مرفوع. وجملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال موسى الأولى. وجملة: «تكفروا ... » في محلّ نصب مقول القول.. وجواب الشرط محذوف تقديره فقد آذيتم أنفسكم.. أو فإنّما ضرر كفركم لاحق بكم. وجملة: «إنّ الله لغنيّ ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المحذوف.

_ (1) وإذا أجرى (تأذن) مجرى قال كانت الجملة تفسيريّة.

الفوائد

الفوائد - ولادة موسى: حفظ لنا التاريخ أن كاهنا من كهنة فرعون تقدم إليه بأنه سيولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكه على يده، فثارت ثائرته وسدر في بهتانه، وأمعن في غيّه، فأمر بأن يذبح أبناؤهم، وتستحيي نساؤهم. ولكن قدرة الله تعالى تسامت أن يقف أمامها تدبير ظالم، فقدّر في أزله أن يخرج من أوساط هؤلاء المستضعفين من يتزلزل على يديه ملك الجبابرة، ويقضى بواسطته على أعظم الفراعنة. [سورة إبراهيم (14) : آية 9] أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (يأتكم) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (كم) ضمير مفعول به (نبأ) فاعل مرفوع (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (من قبلكم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول.. و (كم) مضاف إليه (قوم) بدل من الموصول مجرور (نوح) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في المواضع الآتية (عاد، ثمود، الذين) أسماء معطوفة على قوم بحروف العطف «1» ، (من بعدهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول.. و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يعلمهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (الله)

_ (1) يجوز إعراب (الذّين) الأخير مبتدأ خبره جملة: لا يعلمهم إلّا الله، والجملة الاسميّة معطوفة على الاستئنافيّة. [.....]

لفظ الجلالة فاعل مرفوع (جاءت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (رسلهم) فاعل مرفوع، و (هم) مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسلهم (الفاء) عاطفة (ردّوا) فعل ماض وفاعله (أيديهم) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه (في أفواههم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ردّوا) بتضمينه معنى وضعوا و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (قالوا) مثل ردّوا (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كفرنا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفرنا) ، (أرسلتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل أرسلتم (إنّا) مثل الأول (اللام) المزحلقة (في شكّ) جار ومجرور متعلّق بخبر إنّ (ممّا) مثل بما متعلّق بشكّ «1» ، (إليه) مثل به متعلّق ب (تدعوننا) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل، و (نا) ضمير مفعول به (مريب) نعت لشكّ مجرور مثله. جملة: «لم يأتكم نبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمهم إلّا الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «جاءتهم رسلهم ... » لا محلّ لها تفسير للنبأ «3» . وجملة: «ردّوا أيديهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءتهم رسلهم. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ردّوا ... وجملة: «إنّا كفرنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو بمحذوف نعت لشك. (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكن في الصلة التي تعلّق بها من بعدهم. (3) أو استئنافيّة.

البلاغة

وجملة: «كفرنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أرسلتم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «إنّا لفي شك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تدعوننا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ المراد أنهم عضوا أيديهم غيظا من شدة نفرتهم من رؤية الرسل وسماع كلامهم، واليد والفم على حقيقتهما، والرد كناية عن العض. والكلام يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أن يكون استعارة تمثيلية، بأن يراد برد أيدي القوم إلى أفواه الرسل عليهم السلام عدم قبول كلامهم واستماعه مشبها بوضع اليد على فم المتكلم لإسكاته. الفوائد - فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ: اختلف المفسرون في تحقيق معنى هذه الجملة على وجوه. قال أبو عبيدة العرب تقول للرجل إذا أضرب عن الجواب وسكت: قد ردّ يده في فيه كناية عن الغيظ والضجر فهو ضرب من المثل أي لم يؤمنوا ولم يستجيبوا لدعوته. [سورة إبراهيم (14) : آية 10] قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)

الإعراب:

الإعراب: (قالت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث (رسلهم) فاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (في الله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (شكّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (فاطر) نعت للفظ الجلالة- أو بدل مجرور (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (يدعوكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (اللام) للتعليل (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) ، (من ذنوبكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للمفعول المحذوف «1» ، و (كم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يغفر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعوكم) . (الواو) عاطفة (يؤخّركم) مثل يغفر ومعطوف عليه، و (كم) ضمير مفعول به (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤخّر) (مسمّى) نعت لأجل مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (قالوا) فعل ماض وفاعله (إن) حرف نفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) حرف للحصر (بشر) خبر مرفوع (مثلنا) نعت لبشر مرفوع، و (نا) مضاف إليه (تريدون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (أن) حرف مصدريّ (تصدّونا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و (الواو) فاعل و (نا) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تصدّونا) ، (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (يعبد) مثل يدعو (آباؤنا) فاعل مرفوع، و (نا) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (بسلطان) جارّ

_ (1) و (من) تبعيضيّة أي يغفر لكم شيئا من ذنوبكم أو متعلّق بالفعل بتضمينه معنى يخلّص.

[سورة إبراهيم (14) : آية 11]

ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، (مبين) نعت لسلطان مجرور مثله. والمصدر المؤوّل (أن تصدّونا..) في محلّ نصب مفعول به عامله تريدون. جملة: «قالت رسلهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أفي الله شكّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يدعوكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يؤخّركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إن أنتم إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تريدون ... » في محلّ رفع نعت ثان لبشر «1» . وجملة: «تصدّونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كان يعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعبد آباؤنا ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم رسلا فأتوا بسلطان. [سورة إبراهيم (14) : آية 11] قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (قالت.. رسلهم) مرّ إعرابها «1» ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قالت) ، (إن نحن إلّا بشر مثلكم) كمثل إن أنتم إلّا بشر مثلنا «2» ، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب- ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يمنّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (على) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يمنّ) ، (يشاء) مثل يمنّ (من عباده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول يشاء المقدّر أي يشاء تكليفه بالرسالة كائنا من عباده، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (أن) حرف مصدريّ (نأتيكم) مضارع منصوب، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (بسلطان) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نأتيكم (إلّا) للحصر (بإذن) جارّ ومجرور حال من الفاعل «3» (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن نأتيكم..) في محلّ رفع اسم كان. (الواو) عاطفة (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قالت.. رسلهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن نحن إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لكنّ الله يمنّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) في الآية (10) السابقة. (2) في الآية (10) السابقة. (3) يجوز أن يكون (بإذن الله) خبرا لكان، و (لنا) متعلّق بحال من إذن الله.

[سورة إبراهيم (14) : آية 12]

وجملة: «يمنّ ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ما كان ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «نأتيكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يتوكّل المؤمنون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عزم المؤمنون على أمر فليتوكّلوا على الله.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. [سورة إبراهيم (14) : آية 12] وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لنا) مثل السابق «1» ، متعلّق بخبر ما (ألّا نتوكّل) مثل أن نأتيكم «2» ، و (لا) حرف نفي (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نتوكّل) ، (الواو) واو الحال (قد) حرفت تحقيق (هدانا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (سبلنا) مفعول به ثان منصوب.. و (نا) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ألّا نتوكّل..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في.. والجارّ متعلّق بمحذوف حال، والتقدير: ما لنا ساعين في ترك التوكّل.. أو أيّ عذر لنا ممعنين في ترك التوكّل.

_ (1) في الآية السابقة (11) . (2) في الآية السابقة (11) .

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 13 إلى 17]

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نصبرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل نحن (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (آذيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة حركة إشباع الميم و (نا) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (على الله ... المتوكّلون) مرّ إعراب نظيرها «2» . جملة: «ما لنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «نتوكّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قد هدانا ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «نصبرنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «آذيتمونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يتوكّل المتوكّلون ... » جواب شرط مقدّر. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 13 الى 17] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ (17)

_ (1) أو موصول في محلّ جرّ، والجملة صلة، والعائد محذوف أي آذيتمونا به. (2) في الآية السابقة (11) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لرسلهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نخرجنّ) مثل نصبرنّ «1» ، و (كم) ضمير مفعول به (من أرضنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نخرجنّ) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (لتعودنّ) لام القسم ومضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) للتوكيد (في ملّتنا) مثل من أرضنا متعلّق ب (تعودنّ) ، (الفاء) عاطفة (أوحى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحى) ، (ربّهم) فاعل مرفوع، و (هم) مضاف إليه (لنهلكنّ) مثل لنخرجنّ (الظّالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قال الّذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «نخرجنّكم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر مقول القول في محلّ نصب. وجملة: «تعودنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «أوحى.. ربّهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «نهلكنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة وجوابها تفسير للإيحاء. (الواو) عاطفة (لنسكننّكم) مثل لنخرجنّكم (الأرض) مفعول به منصوب (من بعدهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نسكن) و (هم) ضمير مضاف

_ (1) في الآية السابقة (12) .

إليه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى النصر وإيراث الأرض.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ (من) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (مقامي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (خاف وعيد) مثل خاف مقامي.. وحذف ضمير المتكلّم تخفيفا لمناسبة الفاصلة. وجملة: «نسكننّكم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة السابقة. وجملة: «ذلك لمن خاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «خاف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «خاف (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية. (الواو) عاطفة (استفتحوا) فعل ماض وفاعله، والضمير يعود على الأنبياء (الواو) عاطفة (خاب) فعل ماض (كلّ) فاعل مرفوع (جبّار) مضاف إليه مجرور (عنيد) نعت لجبّار مجرور. وجملة: «استفتحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحى. وجملة: «خاب كلّ جبّار ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فنصروا وخاب كلّ جبّار ... (من ورائه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم.. و (الهاء) مضاف إليه (جهنّم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (يسقى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الجبّار (من ماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسقى) ، (صديد) بدل من ماء مجرور.

وجملة: «من ورائه جهنّم ... » في محلّ رفع نعت ل (كلّ جبّار) ، أو في محلّ جرّ نعت لجبّار «1» . وجملة: «يسقى ... » معطوفة على جملة من ورائه جهنّم تأخذ إعرابها. (يتجرّعه) مضارع مرفوع، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (لا) نافية (يكاد) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (يسيغه) مثل يتجرّعه (الواو) عاطفة (يأتيه) مثل يتجرّعه، والضمّة مقدّرة (الموت) فاعل مرفوع (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتيه) ، (مكان) مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) ، حرف جرّ زائد (ميّت) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الواو) عاطفة (من ورائه عذاب) مثل من ورائه جهنّم (غليظ) نعت لعذاب مرفوع مثله. وجملة: «يتجرّعه ... » في محلّ جرّ نعت لماء «2» . وجملة: «لا يكاد يسيغه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتجرّعه «3» . وجملة: «يسيغه ... » في محلّ نصب خبر يكاد. وجملة: «يأتيه الموت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يكاد ... وجملة: «ما هو بميّت ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «من ورائه عذاب ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يأتيه الموت..

_ (1) أو في محلّ نصب حال من كلّ جبّار. [.....] (2) أو حال من ضمير (يسقى) .. أو استئنافيّة لا محلّ لها. (3) ولا سيّما في توجيه الحال، ويجوز أن تكون حالا من فاعل يتجرّعه أو من مفعوله.

الصرف:

الصرف: (مقامي) ، اسم مكان من قام الثلاثيّ- وهو عند الفرّاء مصدر ميميّ- وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، وزنه مفعل وأصله مقوم- بسكون القاف وفتح الواو-. (وعيد) ، مصدر وعد يعد السماعيّ إذا وعده الشرّ، وزنه فعيل. (صديد) ، اسم لما يسيل من قيح ودم من الجرح أو الدمّل، وزنه فعيل. البلاغة 1- المبالغة: في قوله تعالى وَلا يَكادُ فدخول فعل يكاد للمبالغة، يعني ولا يقارب أن يسيغه، فكيف تكون الإساغة، كقوله «لم يكد يراها» أي لم يقرب من رؤيتها فكيف يراها. 2- المجاز: في قوله تعالى وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ أي أسبابه من الشدائد وأنواع العذاب، فالكلام على المجاز، أو بتقدير مضاف. 3- الكناية: في قوله تعالى عَذابٌ غَلِيظٌ فوصف العذاب بالغلظة، كناية عن قوته واتصاله، لأن الغلظة تستوجب القوة وتستدعي أن يكون متصلا تتصل به الأزمنة كلها فلا انفصال بينها. 4- الغلو: بذكر «كاد» وهذا يطرد في كل كلام تستعمل فيه أداة المقاربة. 5- التتميم: وهو أنواع ثلاثة: تتميم النقص، وتتميم الاحتياط، تتميم المبالغة، فقد قال يتجرعه، ولو قال جرعه لما أفاد المعنى الذي أراده، لأن جرع الماء لا يشير إلى معنى الكراهية، ولكنه عند ما أتى بالتاء على صيغة التفعل أفهم أنه يتكلف شربه تكلفا، وأنه يعاني من جراء شربه مالا يأتي الوصف عليه من تقزز وكراهية، ثم احتاط للأمر لأنه قد يوهم بأنه تكلف شربه ثم هان عليه الأمر بعد ذلك، فأتى بالكيدودة، أي أنه تكلف شربه وهو لا يكاد يشربه، ولو اكتفى بالكيدودة لصلح المعنى دون مبالغة، ولكن عند ما جاءت يسيغه أفهم أنه لا يسيغه بل

الفوائد

يغص به فيشربه بعد اللتيا والتي، جرعة غب جرعة، فيطول عذابه تارة بالحرارة وتارة بالعطش. الفوائد - لحرف العطف «أو» عدة معان نوجزها بما يلي: الشك، والإبهام، والإباحة، والتخيير، وللجمع بين شيئين مثل الواو، والإضراب مثل «بل» ، والتقسيم، وأن تكون بمعنى «إلا» وبمعنى «إلى» وتأتي للتقريب، والشرطية، والتبعيض. وجملتها اثنا عشر معنى تجد شرحها في المطولات، وكذلك التمثيل عليها..! [سورة إبراهيم (14) : آية 18] مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (18) الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع (الّذين) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (بربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، و (هم) مضاف إليه، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: فيما يتلى عليكم، ومكانه قبل المبتدأ (أعمالهم) مبتدأ مرفوع «1» ... و (هم) مضاف إليه (كرماد) جارّ ومجرور خبر المبتدأ أعمالهم (اشتدّت) فعل ماض ... و (التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتدّت) بتضمينه معنى طارت (الريح)

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من المبتدأ (مثل) .. والجارّ (كرماد) خبر المبتدأ.

الصرف:

فاعل مرفوع (في يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتدّت) ، عاصف نعت ليوم مجرور (لا) نافية (يقدرون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من شيء (كسبوا) مثل كفروا (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقدرون) ، (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب، والإشارة إلى التمثيل عن أعمالهم (هو) ضمير فصل (الضلال) خبر المبتدأ ذلك مرفوع (البعيد) نعت للضلال مرفوع. جملة: «مثل الّذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الوصول (الّذين) . وجملة: «أعمالهم كرماد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «اشتدّت به الريح ... » في محلّ جرّ نعت لرماد. وجملة: «لا يقدرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ذلك.. الضلال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (رماد) ، اسم جامد وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: بقوله مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ. حاصل التمثيل: تشبيه أعمالهم، في حبوطها وذهابها هباء منثورا لابتغائها على غير أساس من معرفته الله تعالى والايمان به وكونها لوجهه، برماد طيرته الريح العاصف وفرقته، فالمشبه مركب وهم الذين كفروا وأعمالهم، والمشبه به الرماد، ووجه الشبه أن الريح العاصف تطير الرماد وتفرق أجزاءه، كما أن الكفر يحبط الأعمال.

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 19 إلى 20]

2- المجاز العقلي: في اسناد العصف لليوم في قوله تعالى «في يوم عاصف» العصف اشتداد الريح، وصف به زمان هبوبها على الاسناد المجازي، كنهاره صائم وليله قائم للمبالغة. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 19 الى 20] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (أنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السّموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل خلق أو مفعوله (إن) حرف شرط جازم (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط (يذهبكم) مضارع مجزوم جواب الشرط ... و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل للفعلين ضمير تقديره هو (يأت) مضارع مجزوم معطوف على الفعل يذهبكم، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (بخلق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأت) ، (جديد) نعت لخلق مجرور. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله خلق ... ) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تر وجملة: «يشأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يذهبكم ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.

الفوائد

وجملة: «يأت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم. (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (على الله) جارّ ومجرور متعلّق بعزيز (الباء) حرف جرّ زائد (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: «ما ذلك.. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يشأ ... الفوائد - وما ذلك على الله بعزيز: الباء حرف جرّ زائد وقد سبقت بنفي. وسبق وتحدثنا عن أنواع الباء ومنها الزائدة وتفيد التوكيد، ومحلّ (عزيز) من الإعراب يختلف باختلاف اعتبارنا ل «ما» فإن كانت حجازية ف «عزيز» في محل نصب خبر «ما» وإن كانت تميميّة فهي في محلّ رفع خبر و «ما» مهملة لا عمل لها. وقوله «من محيص» على شاكلة «بعزيز» . [سورة إبراهيم (14) : آية 21] وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (برزوا) فعل ماض وفاعله (لله) جار ومجرور متعلّق ب (برزوا) وهو على حذف مضاف أي جزاء الله- أو حساب الله-

(جميعا) حال منصوبة فاعل برزوا (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض (الضعفاء) فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (استكبروا) مثل برزوا (إنّا) حرف توكيد ونصب ... و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (اللام) حرف جرّ وك (م) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (تبعا) - نعت تقدّم على المنعوت- (تبعا) خبر كنّا منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام للتوبيخ (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مغنون) خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (عن) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مغنون) ، (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من شيء (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد «1» ، (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله مغنون (قالوا) مثل برزوا (لو) حرف شرط غير جازم (هدانا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و (نا) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (هديناكم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (نا) ضمير فاعل، و (كم) ضمير مفعول به (سواء) خبر مقدّم مرفوع (علينا) مثل عنّا متعلّق بسواء (الهمزة) حرف مصدري للتسوية (جزعنا) مثل هدينا (أم) حرف عطف (صبرنا) مثل هدينا (ما) نافية مهملة (لنا) مثل لكم متعلّق بخبر مقدم (من محيص) مثل من شيء، والاسم مرفوع محلّا مبتدأ. جملة: «برزوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال الضعفاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أو هو حرف جرّ أصلي للتبعيض، فيتعلّق مع مجروره ب (مغنون) .

الصرف:

وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا.. تبعا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هل أنتم مغنون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءنا العذاب، فهل أنتم ... وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لو هدانا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هديناكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة: «سواء علينا أجزعنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. والمصدر المؤوّل (أجزعنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. وجملة: «جزعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة) . وجملة: «صبرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزعنا. وجملة: «ما لنا من محيص ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (تبعا) ، إمّا أن يكون جمعا لتابع مثل خدم وخادم.. فهو اسم فاعل من تبع الثلاثيّ وزنه فاعل.. وإما أن يكون مصدرا سماعيّا لفعل تبع استعمل استعمال اسم الفاعل، ووزن تبع فعل بفتحتين. (مغنون) ، جمع المغني، اسم فاعل من (أغنى) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي (مغنون) إعلال بالحذف، حذفت الياء بعد تسكينها ونقل حركتها إلى النون بسبب التقاء الساكنين ووزن مغنون مفعون- بضمّ الميم والعين-.

[سورة إبراهيم (14) : آية 22]

[سورة إبراهيم (14) : آية 22] وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال الشيطان) مثل قال الضعفاء «1» ، (لمّا) ظرف متضمّن معنى الشرط بمعنى حين مبني في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب الفاعل (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (وعدكم) فعل ماض، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (وعد) مفعول به ثان منصوب (الحقّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (وعدتكم) فعل، وفاعل، ومفعول به (الفاء) عاطفة (أخلفتكم) مثل وعدتكم والمفعول الثاني محذوف أي أخلفتكم الوعد (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من سلطان (من) حرف جرّ زائد (سلطان) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ (دعوتكم) مثل وعدتكم (الفاء) عاطفة (استجبتم) فعل ماض وفاعله (لي) مثل الأول متعلّق ب (استجبتم) .

_ (1) في الآية السابقة (21) .

والمصدر المؤوّل (أن دعوتكم..) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تلوموني) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعل و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لوموا) فعل أمر مبنيّ على حذف (النون) .. و (الواو) فاعل (أنفسكم) مفعول به منصوب.. و (كم) مضاف إليه (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (مصرخكم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.. و (كم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (ما أنتم بمصرخيّ) مثل ما أنا بصرخكم، وعلامة الجرّ الياء لأنّه جمع مذكّر سالم، وحذفت النون للإضافة و (الياء) الثانية مضاف إليه (إنّ) مثل الأول و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كفرت) مثل استجبتم (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أشركتم) مثل استجبتم، و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أشركتم) «1» ، (إنّ الظالمين) مثل إنّ الله، وعلامة النصب الياء (لهم) مثل لي متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «قال الشيطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قضي الأمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبل أي: قال الشيطان.. والشرط فعله وجوابه لا محلّ لها اعتراضيّة.

_ (1) أو متعلّق ب (كفرت) .

الصرف:

وجملة: «إنّ الله وعدكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «وعدكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «وعدتكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ الله. وجملة: «أخلفتكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة وعدكم. وجملة: «ما كان لي.. سلطان» في محلّ نصب معطوفة على جملة قول القول. وجملة: «دعوتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «استجبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دعوتكم. وجملة: «لا تلوموني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الحقّ فلا تلوموني ... وجملة: «لوموا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تلوموني.. وجملة: «ما أنا بمصرخكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما أنتم بمصرخيّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «إنّي كفرت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كفرت ... » في محلّ خبر إنّ. وجملة: «أشركتموني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. والمصدر المؤوّل (ما أشركتموني ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كفرت) . وجملة: «إنّ الظّالمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (مصرخ) ، اسم فاعل من الرباعيّ أصرخ بمعنى أغاث، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

_ (1) هذه الجملة قد تكون من كلام الله تعالى- وهو الظاهر- أو من تمام قول الشيطان المتقدّم.

البلاغة

البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ فالاشراك استعارة بتشبيه الطاعة به، وتنزيلها منزلته أو لأنهم لما أشركوا الأصنام ونحوها بإيقاعه لهم في ذلك فكأنهم أشركوه، والكفر مجاز عن التبري وكما في قوله تعالى وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ والمراد: إن كان إشراككم لي بالله تعالى هو الذي أطمعكم في نصرتي لكم، وخيل إليكم أن لكم حقا علي، فإني تبرأت من ذلك ولم أحمده، فلم يبق بيني وبينكم علاقة، وقد حذف المشبه وأبقى المشبه به على طريق الاستعارة التصريحية التبعية. الفوائد 1- الحوار، هو أحد الأساليب القرآنية المعتمدة، ورغم أن الحوار عنصر من عناصر القصة، إلّا انه في كثير من مواطن القرآن الكريم يرد لتقرير حقيقة أو عرض صورة، فهو والمثل صنوان، فنحن نرى في هذه الآيات صورة شاخصة تمثل المستضعفين، والمستكبرين وثالثهم الشيطان، وقد قاموا يتحاورون بين يدي الله، وكل يلقي اللوم على الآخر ولكن ذلك لم يغن عنهم أمام الله شيئا..! [سورة إبراهيم (14) : آية 23] وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أدخل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (آمنوا) فعل ماض وفاعله (عملوا) مثل آمنوا (الصّالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جنّات) مفعول به عامله أدخل منصوب وعلامة النصب الكسرة

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 24 إلى 25]

(تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحتها) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» ، وهو على حذف مضاف أي تحت أشجارها أو بيوتها، و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال من الموصول (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (بإذن) جارّ ومجرور حال ثانية من الموصول «2» ، (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) ضمير مضاف إليه (تحيّتهم) ، مبتدأ مرفوع.. و (هم) مثل الأخير (فيها) مثل الأول متعلّق ب (تحيتهم) ، (سلام) مبتدأ ثان مرفوع وخبره محذوف تقديره عليكم.. والجملة الاسميّة خبر التحيّة. جملة: «أدخل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «تحيّتهم ... سلام» في محلّ نصب حال من الموصول. وجملة: «سلام (عليكم) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ تحيّتهم. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 24 الى 25] أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)

_ (1) أو بمحذوف حال من الأنهار. (2) أو حال من الضمير المستكنّ في خالدين.

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (ضرب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مثلا) مفعول به منصوب (كلمة) بدل من المفعول منصوب «1» ، (طيّبة) نعت لكلمة منصوبة (كشجرة) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لكلمة «2» ، (أصلها) مبتدأ مرفوع.. و (ها) مضاف إليه (ثابت) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (فرعها في السماء) مثل أصلها ثابت، والخبر جاء شبه جملة- جار ومجرور-. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ضرب الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام. وجملة: «أصلها ثابت ... » في محلّ جرّ نعت لشجرة «3» . وجملة: «فرعها في السماء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصلها ثابت. (تؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هي أي الشجرة (أكلها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه (كلّ) اسم نائب عن الظرف منصوب متعلّق ب (تؤتي) ، (حين) مضاف إليه مجرور (بإذن ربّها) مثل بإذن ربّهم «4» ، والجار والمجرور حال من فاعل تؤتي (الواو) استئنافيّة (يضرب) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الأمثال) مفعول به منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضرب) بتضمينه معنى يبيّن (لعلّهم)

_ (1) وبعضهم- كالزمخشريّ- يعدّي (ضرب) إلى مفعولين.. (كلمة) المفعول الأول و (مثلا) المفعول الثاني. (2) يجوز أن يكون الجارّ متعلّقا بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي هي كشجرة. (3) أو في محلّ نصب حال من شجرة لأنها وصفت. (4) في الآية (23) من هذه السورة.

الصرف:

حرف ترجّ ونصب.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يتذكّرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «تؤتي ... » في محلّ نصب حال من شجرة «1» . وجملة: «يضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّهم يتذكّرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتذكّرون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (ثابت) ، اسم فاعل من الثلاثي ثبت، وزنه فاعل. (فرعها) اسم هو مصدر في الأصل وزنه فعل بفتح فسكون ثم انتقل إلى معنى اسم الفاعل بمعنى المتفرع من الأصل. البلاغة - التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ فقد ذكر تعالى في هذا التشبيه شجرة موصوفة بأربع صفات، ثم شبه الكلمة الطيبة بها، الصفة الأولى كونها (طيبة) والثانية كون (أصلها ثابت) والثالثة كون (فرعها في السماء) والرابعة كونها (دائمة الثمر) . ووجه الشبه في تمثيل الإيمان بالشجرة أن الشجرة لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرق راسخ وأصل قائم وفرع عال، كذلك الإيمان، لا يتم إلا بثلاثة أشياء: تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأبدان، فوجود الصفات الثلاث في جانب المشبه به حسية بينما هي في جانب المشبه معنوية.

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت لشجرة. [.....]

[سورة إبراهيم (14) : آية 26]

[سورة إبراهيم (14) : آية 26] وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (26) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (مثل) مبتدأ مرفوع (كلمة) مضاف إليه مجرور (خبيثة) نعت لكلمة مجرور (كشجرة) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ، على حذف مضاف أي كمثل شجرة (خبيثة) نعت لشجرة مجرور (اجتثّت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من فوق) جارّ ومجرور متعلّق ب (اجتثّت) (الأرض) مضاف إليه مجرور (ما لها من قرار) مثل ما لها من محيص «1» . جملة: «مثل كلمة ... كشجرة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اجتثّت ... » في محلّ جرّ نعت لشجرة. وجملة: «ما لها من قرار» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . الصرف: (قرار) ، مصدر سماعيّ لفعل قرّ الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء. وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: قرور بضمّ القاف، وقرّ بفتح القاف، وتقرار، وتقرة بفتح التاء وكسر القاف. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: أيضا في تشبيه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة غير الثابتة كأنها اجتثت أو كأنها ملقاة على وجه الأرض، فلا تغوص إلى الأرض بل عروقها في وجه الأرض، ولا غصون لها تمتد صعدا إلى السماء. وهذا معنى قوله ما لَها مِنْ قَرارٍ.

_ (1) في الآية (21) من هذه السورة. (2) أو في محلّ جرّ نعت ثان لشجرة.. أو في محلّ نصب حال من الضمير في (اجتثّت) .

الفوائد

البلاغة 2- المجاز العقلي في قوله تُؤْتِي أُكُلَها. ففعل الإيتاء مسند إلى غير فاعله الحقيقي، لأن النخلة لا تؤتي أكلها. الفوائد - تقريظ الكلمة: مهما عظّم أولو الفكر من مقام الكلمة وطلبوا لها من الحرية والتقديس لم يبلغوا في تقييمها ما أراد لها الله من التقدير والتقديس، وبيان عظيم خطرها في المجتمعات. فالكلمة الطيبة مثلها مثل الشجرة الطيبة، جذورها ضاربة في الأرض، وفروعها سابحة في السماء. أما الكلمة الخبيثة، فشأنها شأن الشجرة الخبيثة التي استؤصلت عن سطح الأرض ليس لها قرار أو استقرار. [سورة إبراهيم (14) : آية 27] يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ (27) الإعراب: (يثّبت) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (بالقول) جارّ ومجرور ومتعلّق ب (يثّبت) ، (الثابت) نعت للقول مجرور (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يثّبت) ، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به المجرور الأول فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (يضلّ الله الظالمين) مثل يثّبت الله الذين.. وعلامة نصب المفعول الياء (الواو) عاطفة (يفعل الله

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 28 إلى 30]

ما يشاء) مثل يثبّت الله الذين آمنوا، وفاعل يشاء ضمير مستتر تقديره هو. جملة: «يثبّت الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذّين) . وجملة: «يضلّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يفعل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة إبراهيم (14) : الآيات 28 الى 30] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) الإعراب: (لم تر) مرّ إعرابها «1» ، (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تر) بتضمينه معنى تنظر (بدّلوا) فعل ماض وفاعله (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كفرا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (أحلّوا قومهم دار) مثل بدّلوا نعمة الله كفرا ... و (هم) ضمير مضاف إليه (البوار) مضاف إليه مجرور. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بدّلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «أحلّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (جهنّم) بدل من (دار البوار) «2» ، منصوب (يصلونها) مضارع مرفوع..

_ (1) في الآية (24) من هذه السورة. (2) أو عطف بيان ... أو مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده والجملة بعده تفسيريّة.

و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به (الواو) واو الحال (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (القرار) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي. وجملة: «يصلونها ... » في محلّ نصب حال من جهنّم. وجملة: «بئس القرار ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب «1» . (الواو) عاطفة (جعلوا) مثل بدّلوا (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول ثان (أندادا) مفعول به منصوب (اللام) لام العاقبة (يضلّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (عن سبيله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضلّوا) بتضمينه معنى يبعدوا، و (الهاء) مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (تمتّعوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (مصيركم) اسم إنّ منصوب، و (كم) ضمير مضاف إليه (إلى النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ. والمصدر المؤوّل (أن يضلّوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلوا) . وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة: بدّلوا.. وجملة: «يضلّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تمتّعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ مصيركم إلى النار ... » لا محلّ لها تعليليّة «2» .

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها. (2) أو هي تعليل لمقدّر أي: لن يفيدكم التمتّع لأنّ مصيركم إلى النار.

الصرف:

الصرف: (البوار) ، مصدر بار يبور، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو بور بضمّ الباء بمعنى الهلاك، والبوار في الأصل الكساد ثمّ أستعير للهلاك لأنه إذا كسد صار غير منتفع به، فأشبه الهلاك من هذا الوجه. البلاغة 1- التعجب الوارد بصيغة الاستفهام: في قوله تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً تعجيب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم أو لكل أحد مما صنع الكفرة من الأباطيل التي لا تكاد تصدر عمن له أدنى إدراك أي ألم تنظر إلى الذين بدلوا نعمة الله أي شكر نعمته تعالى بأن وضعوا موضعه «كفرا» عظيما وغمطا لها. 1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ.. لما كان الإضلال أو الضلال نتيجة للجعل المذكور، شبه بالغرض والعلة الباعثة فاستعمل له حرفة على سبيل الاستعارة التبعية. [سورة إبراهيم (14) : آية 31] قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (31) الإعراب: (قل) مثل السابق «1» ، (لعبادي) جارّ ومجرور متعلّق ب (قل) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لعباد (آمنوا) مثل بدّلوا «2» .. ومفعول

_ (1، 2) في الآية السابقة (30) .

قلّ محذوف تقديره أقيموا الصلاة (يقيموا) مضارع مجزوم بجواب الطلب للفعل المقدّر أقيموا، وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ينفقوا) مثل يقيموا ومعطوف عليه (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينفقوا) ، والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه (رزقناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل، و (هم) مفعول به (سرّا) مصدر في موضع الحال منصوب «1» ، (علانية) معطوف على (سرّا) بالواو منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقيموا) أو (ينفقوا) ، (أن) حرف مصدريّ (يأتي) مضارع منصوب (يوم) فاعل مرفوع (لا) نافية (بيع) مبتدأ مرفوع «2» ، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (خلال) معطوف على بيع مرفوع مثله. والمصدر المؤوّل (أن يأتي ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «يقيموا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن يؤمروا بإقامة الصلاة يقيموها. وجملة: «ينفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيموا. وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتي يوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا بيع فيه ... » في محلّ رفع نعت ليوم.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه نوعه أي إنفاق السرّ. (2) أو اسم (لا) العاملة عمل ليس، وخبر لا هو الجار والمجرور فيه.

الصرف:

الصرف: (خلال) ، مصدر سماعيّ للرباعي خالّه أي صادقة، وزنه فعال بكسر الفاء، وهو مفرد.. أو هو جمع خلة بكسر الخاء بمعنى المصادقة والإخاء. البلاغة - حذف المقول: من قوله تعالى قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا.. إلخ اتفق أكثر المعربين على أن مقول القول محذوف، يدل عليه جوابه، أي قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا. وقد رد الحذاق على هذا الإعراب بقوله «وفي هذا الإعراب نظر، لأن الجواب حينئذ يكون خبرا، فإنه إن قال لهم هذا القول امتثلوا مقتضاه فأقاموا الصلاة وأنفقوا، لكنهم قد قيل لهم فلم يمتثل كثير منهم، وخبر الله يجل عن الخلف. وهذه النكتة هي الباعثة لكثير من المعربين على العدول عن هذا الوجه من الاعراب، مع تبادره فيما ذكر بادي الرأي. ويمكن تصحيحه بحمل العام على الغالب لا على الاستغراق. ويقوى بوجهين لطيفين: أحدهما أن هذا النظم لم يرد إلا لموصوف بالايمان الحق المنوه بإيمانه عند الأمر، كهذه الآية وغيرها، مثل قوله تعالى قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ. والثاني تكرر مجيئه للموصوفين بأنهم عباد الله المشرفون بإضافتهم إلا اسم الله تعالى. وقد قالوا: إن لفظ العباد لم يرد في الكتاب العزيز إلا مدحة للمؤمنين، وخصوصا إذا انضاف إليه تعالى إضافة التشريف. والحاصل أن المأمور في هذه الآية من هو بصدد الامتثال وفي حيّز المسارعة للطاعة، فالخبر في امتثالهم حق وصدق، إما على العموم إن أريد، أو على الغالب. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 32 الى 34] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (33) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)

الإعراب:

الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (الواو) عاطفة (أنزل) مثل خلق (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» ، (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أخرج) مثل خلق (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرج) ، (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (رزقا) - نعت تقدّم على المنعوت، ومن تبعيضيّة- (رزقا) مفعول به منصوب عامله أخرج (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (رزقا) «2» ، (الواو) عاطفة (سخّر) مثل خلق (لكم) مثل الأول متعلّق ب (سخّر) ، (الفلك) مفعول به منصوب (اللام) للتعليل (تجري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هي (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) ، (بأمره) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل تجري.. و (الهاء) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تجري) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سخّر) . (الواو) عاطفة (سخّر لكم الأنهار) مثل سخّر لكم الفلك.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من ماء. (2) انظر الآية (22) من سورة البقرة.

جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة الصّلة. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة الصّلة. وجملة: «تجري ... » لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «سخّر ... (الثانية) » لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة خلق. (الواو) عاطفة (سخّر لكم الشّمس) مثل سخّر لكم الفلك (القمر) معطوف على الشمس بالواو ومنصوب (دائبين) حال منصوبة من الشمس والقمر، وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (سخّر لكم الليل) مثل سخّر لكم الفلك (النهار) معطوف على الليل بالواو منصوب. وجملة: «سخّر لكم الشّمس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق، أو سخّر. وجملة: «سخّر لكم اللّيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق، أو سخّر. (الواو) عاطفة (آتاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (من كلّ) جار ومجرور متعلّق ب (آتاكم) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «1» ، (سألتم) فعل

_ (1) أجاز بعضهم جعله حرفا مصدريّا، فالضمير الغائب يعود على الموصول.

الصرف:

ماض وفاعله و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (الهاء) ضمير مفعول به، ويعود على الله (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تعدّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (تحصوها) مضارع مجزوم جواب الشرط، ومثل تعدّوا.. و (ها) ضمير مفعول به (إنّ) حرف توكيد ونصب (الإنسان) اسم إنّ منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد (ظلوم) خبر إنّ مرفوع (كفّار) خبر ثان مرفوع. وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة المتقدّمة «1» . وجملة: «سألتموه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعدّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحصوها ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الإنسان لظلوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (دائبين) ، مثنّى دائب، اسم فاعل من دأب الثلاثيّ، وزنه فاعل. (نعمة) ، اسم بمعنى المنعم به، وهو اسم جنس لا يراد به الواحد بل الجمع، وزنه فعلة بكسر الفاء. (ظلوم) مبالغة اسم الفاعل من ظلم الثلاثيّ، وزنه فعول.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة بعد واو الاستئناف.

البلاغة

البلاغة - التأكيد الذي جعل الخبر إنكاريا: بقوله إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ فقد اشتملت هذه الآية على أربعة تأكيدات أولها «إن» وثانيها «اللام المزحلقة أو لام التأكيد» وصيغة «ظلوم» وصيغة «كفّار» . [سورة إبراهيم (14) : الآيات 35 الى 38] وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (38) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (اجعل) فعل أمر دعائيّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (البلد) بدل من ذا- أو عطف بيان- منصوب (آمنا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (اجنب) مثل اجعل و (النون) للوقاية

و (الياء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (بنيّ) معطوف على ضمير المتكلّم المفعول منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.. و (الياء) مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل نحن (الأصنام) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن نّعبد ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي عن أن نعبد.. متعلّق ب (أجنبي) . جملة: «قال إبراهيم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: « (يا) ربّ ... وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اجنبي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء. وجملة: «نعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (ربّ) مثل الأول (إنّهنّ) حرف مشبّه بالفعل.. وهنّ ضمير في محلّ نصب اسم أنّ أي الأصنام (أضللن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (كثيرا) مفعول به منصوب (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبعني) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ... و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّه) مثل إنّهنّ (من) حرف جرّ و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة (من عصاني فإنّك) مثل من تبعني فإنّه.. (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: « (يا) ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.

وجملة: «إنّهنّ أضللن ... » لا محلّ لها تعليل لطلب الاجتناب ... وجملة: «أضللن ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «من تبعني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهنّ أضللن. وجملة: «تبعني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «إنّه منّي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من عصاني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من تبعني. وجملة: «عصاني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «2» . وجملة: «إنّك غفور ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنه بالفاء «3» (ربنا) منادى مضاف منصوب.. و (نا) ضمير مضاف إليه (إنّي أسكنت) مثل إنّهنّ أضللن (من ذريتيّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للمفعول المحذوف أي بعضا من ذريتيّ.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (بواد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسكن) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (غير) نعت لواد مجرور (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (زرع) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لواد (بيتك) مضاف إليه مجرور ... و (الكاف) ضمير مضاف إليه (المحرّم) نعت لبيتك مجرور (ربّنا) مثل الأول (اللام) للتعليل (يقيموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (الصّلاة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اجعل) فعل أمر دعائي، والفاعل أنت (أفئدة) مفعول به منصوب (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأفئدة (تهوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، وجملة: «النداء ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....] (3) يجوز أن تكون الجملة تعليلا للجواب المقدّر ...

والفاعل هي (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تهوي) (الواو) عاطفة (ارزقهم) مثل اجعل.. و (هم) ضمير مفعول به (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارزق) ، (لعلّهم) حرف ترجّ ونصب.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يشكرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «إنّي أسكنت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أسكنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ربّنا (الثانية) ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء. وجملة: «اجعل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تكرمهم فاجعل ... وجملة: «تهوي ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل اجعل. وجملة: «ارزقهم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اجعل. وجملة: «لعلّهم يشكرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشكرون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. والمصدر المؤوّل (أن يقيموا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسكنت) .. وجملة يقيموا صلة الموصول الحرفيّ. (ربّنا) مثل الأول (إنّك) مثل إنّهنّ.. (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نخفي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن (الواو) عاطفة (ما نعلن) مثل ما نخفي (الواو) واو الحال «1» ، (ما) نافية (يخفى) مضارع مرفوع،

_ (1) أو اعتراضيّة إن كانت الجملة بعدها من كلامه تعالى ... ويحتمل كون (الواو) استئنافيّة والجملة بعدها من قول إبراهيم.

البلاغة

وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخفى) ، (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يخفى (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) لأنه معطوف عليه. وجملة: «النداء.. ربّنا» لا محلّ لها استئناف لتأكيد التضرّع. وجملة: «إنّك تعلم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نخفي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. وجملة: «نعلن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف. وجملة: «ما يخفى ... من شيء» في محلّ نصب حال. البلاغة 1- المجاز العقلي: في اسناد الإضلال للأصنام في قوله أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ أي تسببن له في الضلال، فاسناد الإضلال إليهن مجازي لأنهن جماد لا يعقل منهن ذلك، والمضل في الحقيقة هو الله تعالى وقد يكون مجاز مرسل والعلاقة هي السببية لأنهن سبب الإضلال. 2- الطباق: بصورة متعددة كقوله تعالى رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ.

الفوائد

الفوائد 1- «ربّ» منادى مضاف إلى ياء المتكلم. والمنادي بحسب الإعراب قسمان: 1- مبني على الضم في محلّ نصب. وهو المفرد العلم والنكرة المقصودة. 2- معرب منصوب، وهو النكرة غير المقصودة، والمضاف، والشبيه بالمضاف. وهكذا تكون أقسام المنادي خمسة: مفرد علم، ونكرة مقصودة، ونكرة غير مقصودة، ومضاف، وشبيه بالمضاف، وقد حذف المضاف إليه وهو الياء. وقد جرت معالجة نظير له فعد إليه في مظانه. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 39 الى 41] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (41) الإعراب: (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الّذي) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (وهب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وهب) (على الكبر) جارّ ومجرور حال من الياء (إسماعيل) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (إسحاق) معطوف على إسماعيل بالواو منصوب مثله (إنّ) حرف توكيد ونصب (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة

النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (اللام) المزحلقة للتوكيد (سميع) خبر إنّ مرفوع (الدّعاء) مضاف إليه مجرور. جملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز دعاء إبراهيم. وجملة: «وهب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي) . وجملة: «إنّ ربي لسميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (ربّ) مرّ إعرابه «1» ، (اجعلني) مثل اجنبي «2» ، (مقيم) مفعول به ثان منصوب (الصّلاة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (من ذرّيّتي) مرّ إعرابها «3» . متعلّق بنعت مقدّر معطوف على ضمير المتكلّم في (اجعلني) أي: اجعلني مقيم الصلاة وبعضا من ذريّتي «4» ، (ربّنا) مرّ إعرابه «5» ، (الواو) عاطفة (تقبّل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (دعاء) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف- أو لمناسبة رؤوس الآي- و (الياء) المحذوفة ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اجعلني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «تقبّل دعاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الأول. (ربّنا) مثل السابقة «6» ، (اغفر) مثل تقبّل (لي) مثل الأول متعلّق

_ (1، 2) في الآية (35) من هذه السورة. (3) في الآية (37) من هذه السورة. (4) قال أبو حيّان في البحر: «و (من) للتبعيض لأنه أعلم أنّ من ذرّيّته من يكون كافرا أو من يهمل إقامتها وإن كان مؤمنا» . (5، 6) في الآية (37) من هذه السورة.

الصرف:

ب (اغفر) ، (الواو) عاطفة (لوالديّ) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الياء، و (الياء) الثانية مضاف إليه (الواو) عاطفة (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الياء، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق به (اغفر) ، (يقوم) مضارع مرفوع (الحساب) فاعل مرفوع. وجملة: «ربّنا اغفر لي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز الدعاء الجاري. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يقوم الحساب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (مقيم) ، اسم فاعل في أقام الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب، أصله مقوم- بسكون القاف وكسر الواو- ثمّ سكّنت (الواو) ونقلت الحركة إلى القاف- إعلال بالتسكين- فلمّا كسر ما قبل (الواو) الساكنة قلبت ياء. البلاغة - الاستعارة: في قوله تعالى يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ أي يثبت ويتحقق، واستعمال القيام فيما ذكر إما مجاز مرسل أو استعارة، ومن ذلك قامت الحرب، وجوز أن يكون قد شبه الحساب برجل قائم على الاستعارة المكنية وأثبت له القيام على التخييل، وأن يكون المراد يقوم أهل الحساب فحذف المضاف أو أسند إلى الحساب ما لأهله مجازا. الفوائد بناء الكعبة:

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 42 إلى 43]

أفضى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل بسر رهيب وأمر عجيب قال له: يا بنيّ ان الله أمرني أن أبني هنا بيتا.. وأشار إلى مكان الكعبة، وأخذا يرفعان القواعد من البيت وهما يسألان الله قائلين: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. وقد جعل إسماعيل يهيئ الأدوات ويأتي بالحجارة وإبراهيم يرفع بالبناء، ثم قال إبراهيم يا بني انشد لي حجرا أضعه تحت قدميّ لعلي أستطيع إتمام ما بدأت وأشرف على ما بنيت. عثر إسماعيل على الحجر الأسود فقدمه إلى أبيه حيث أقام عليه بيني وإسماعيل يناوله وينتقل حول البناء حتى تم بناء البيت الذي أصبح مثابة للناس واستجاب الله دعوة إبراهيم: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ سورة إبراهيم الآية 38. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 42 الى 43] وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، والفاعل أنت و (النون) للتوكيد (الله) لفظ الجلالة مفعول به أول منصوب (غافلا) مفعول به ثان منصوب (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» (يعمل) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو (إنّما) كافّة ومكفوفة (يؤخّرهم) مثل يعمل ... و (هم) ضمير

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي يعمله الظالمون.

مفعول به، والفاعل هو (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق به (يؤخّر) ، (تشخص.. الأبصار) مثل يعمل الظالمون (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (تشخص) . جملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعمل الظّالمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما يعمل ... ) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (غافلا) وجملة: «يؤخّرهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تشخص فيه الأبصار ... » في محلّ جرّ نعت ليوم. (مهطعين) حال منصوبة من الأبصار لأنها دالّة على أصحابها وعلامة النصب الياء «1» ، (مقنعي) حال ثانية منصوبة مثل معطهين (رؤوسهم) مضاف إليه مجرور و (هم) مضاف إليه (لا) حرف للنفي (يرتدّ) مثل يعمل (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق- (يرتدّ) ، (طرفهم) فاعل مرفوع، و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أفئده) مبتدأ مرفوع و (هم) مثل الأخير (هواء) خبر مرفوع. وجملة: «لا يرتدّ إليهم طرفهم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في مقنعي «2» . وجملة: «أفئدتهم هواء ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يرتدّ ... «3» .

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره تراهم، فالرؤية قلبية، أو حال من الضمير في (تراهم) ، فالرؤية بصرية. (2) أو هي بدل من مقنعي. (3) أو هي حال من غير عطف، والعامل فيها ما عمل في الحال قبلها، أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

الصرف: (مهطعين) ، جمع مهطع، اسم فاعل من أهطع بمعنى أسرع. وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (مقنعي) ، جمع مقنع، حذفت نونه للإضافة، اسم فاعل مثل مهطع، وزنه مفعل. (طرف) ، هو في الأصل مصدر، ثم أطلق على الباصرة، وزنه فعل بفتح فسكون. (هواء) ، اسم جامد في الأصل، واستعمل هنا كصفة بمعنى فارغة أو خاوية، ولهذا قدّر فيه معنى التاء الدالّة على الجمع فبقي مفردا، وزنه فعال بفتح الفاء.. والهمزة المتطرّفة منقلبة عن ياء لأنه يجمع على أهوية، فلمّا تطرّفت الياء بعد ألف ساكنة قلبت همزة. الفوائد 1- عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ: إذا دخل «حرف الجر عن» على «ما» الموصولية كتبت بالألف، كما هي في هذه الآية. وإذا دخل على «اسم استفهام» حذفت الألف وكتبت بالميم فحسب، كقوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ؟ .. 2- (مهطعين) : حال، والحال: اسم نكرة منصوب يبين هيئة الفاعل أو المفعول به، أو هما معا عند وقوع الفعل. مثال الحال التي تبين هيئة الفاعل، مثل: (سأزحف ثائرا متمردا) ، وهيئة المفعول مثل: (ركب عليّ السيارة مسرعة) . أنواع الحال: آ- الحال المفردة: وهي ما ليست جملة ولا شبه جملة، وتطابق صاحبها في النوع (التذكير والتأنيث) وفي العدد (الإفراد أو التثنية والجمع) مثل: (واجه الصّعاب قويا) ، (واجها الصّعاب قويين) ، (واجهوا الصّعاب أقوياء) . ب- الحال شبه الجملة، وهي التي تأتي متعلق (ظرف أو جار ومجرور) ،

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 44 إلى 45]

نحو: (الصيف على الجبال أجمل منه على الشاطئ) . ج- الحال جملة (اسمية أو فعلية) ، نحو: رأيت زيدا وهو خارج، ورأيت زيدا يخرج. يشترط في الجملة التي تقع حالا أن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال وهذا الرابط قد يكون: (1) الواو فقط، مثل: (لن نفعل والعدوّ متربص) . (2) أو الضمير فقط، مثل: (جئت وقد هبط الظلام) . (3) أو الضمير والواو معا، مثل: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 44 الى 45] وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أنذر) فعل أمر، والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب (يوم) مفعول به ثان منصوب وهو على حذف مضاف أي أنذرهم أهواله (يأتيهم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و (هم) ضمير مفعول به، (العذاب) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (يقول) مثل يأتي (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ربّنا) مرّ إعرابها «1» ، (أخّرنا) ، مثل انذر.. و (نا) ضمير مفعول به (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخّرنا) ، (قريب) نعت لأجل مجرور

_ (1) في الآية (37) من هذه السورة.

(نجب) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل نحن (دعوتك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (نتّبع الرسل) مثل نجب دعوتك وحرّك آخر الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين (الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) اسم تكون (أقسمتم) فعل ماضي مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (زوال) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخر. جملة: «أنذر الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأتيهم العذاب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول الذين ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يأتيهم العذاب. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «النّداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أخّرنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نجب ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «نتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجب.. وجملة: «لم تكونوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وجملة: «القول المقدّرة معطوفة على جملة يقول الذين ظلموا. وجملة: «أقسمتم ... » في محلّ نصب خبر تكونوا. وجملة: «ما لكم من زوال ... » لا محلّ لها جواب القسم. (الواو) عاطفة (سكنتم) مثل أقسمتم (في مساكن) جارّ ومجرور متعلّق ب (سكنتم) ، (الّذين) موصول مضاف إليه (ظلموا) مثل الأول (أنفسهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (تبيّن) فعل ماض

الصرف:

والفاعل محذوف مفهوم من سياق الكلام أي تبيّن حالهم (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها (فعلنا) وهو فعل وفاعل (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فعلنا) ، (الواو) استئنافيّة (ضربنا) مثل فعلنا (لكم) مثل الأول متعلّق ب (ضربنا) ، (الأمثال) مفعول به منصوب. وجملة: «سكنتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أقسمتم «1» . وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «تبيّن لكم (الحال) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّ. وجملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (زوال) مصدر الثلاثي زال وزنه فعال بفتح الفاء وثمّة مصادر أخرى منها زول بفتح وسكون وزوالان زنة فعلان بفتحتين. [سورة إبراهيم (14) : الآيات 46 الى 48] وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (مكروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... و (الواو) فاعل (مكرهم) مفعول مطلق منصوب «2» . (هم)

_ (1) يجوز أن تكون حالا بتقدير قد. (2) قال أبو حيّان: «المحفوظ أن مكر لا يتعدّى إلى مفعول به بنفسه، قال تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا، ولا يحفظ زيد ممكور وإنّما يقال ممكور به» اه.

مضاف إليه (الواو) عاطفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مكرهم) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وهو على حذف مضاف أي جزاء مكرهم أو علم مكرهم.. و (هم) مثل الأوّل (الواو) استئنافيّة (إن) نافية «1» ، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ «2» - (مكرهم) اسم كان مرفوع، و (هم) مثل الأول (اللام) لام التعليل «3» ، (تزول) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تزول) ومن سببيّة (الجبال) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تزول) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان «4» . جملة: «قد مكروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عند الله مكرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كان مكرهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. «5» وجملة: «تزول منه الجبال ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو مخفّفة من (إنّ) ، أي إنّهم مكروا لإزالة ما يوازي الجبال ثبوتا ولكنّهم عجزوا عن ذلك. وهي شرطيّة على رأي ابن هشام. [.....] (2) أو هي تامّ أي: ما وجد مكرهم لتزول منه الشرائع والنبوّات التي هي كالجبال في رسوخها. (3) رفض ابن هشام أن تكون اللام للجحود وقال مختصرا: «في هذا القول نظر لأنّ حرف النفي هو غير (ما) أو (لم) كما أنّ فاعلي (كان) و (تزول) مختلفان.. والظاهر أنّها لام كي و (إن) شرطيّة أي: وعند الله جزاء مكرهم وهو مكر أعظم منه، وإن كان مكرهم لشدّته معدّا لأجل زوال الأمور العظيمة المشبّهة في عظمتها بالجبال» اه، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فعند الله جزاء مكرهم. (4) أو متعلّق ب (كان) التامّ. (5) وتقرير المعنى: ما كان مكرهم معدّا لإزالة الجبال، وهو تمثيل لأمر الرسول صلى الله عليه وسلّم.

(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «1» ، (لا تحسبنّ الله مخلف) مثل ولا تحسبنّ الله غافلا «2» ، (وعده) مضاف إليه مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (رسله) مفعول به أول لاسم الفاعل مخلف المضاف إلى مفعوله الثاني وعد «3» و (الهاء) مثل الأخير (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (عزيز) خبر إنّ مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو (انتقام) مضاف إليه مجرور. وجملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي تنبّه فلا تحسبنّ.. أو معطوفة على الاستئناف المتقدّم قد مكروا ... «4» . وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها تعليليّة. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بانتقام «5» ، (تبدّل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأرض) نائب الفاعل مرفوع (غير) مفعول به منصوب «6» ، (الأرض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (السموات) معطوف على نائب الفاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (برزوا) مثل مكروا (لله) جارّ ومجرور ومتعلّق ب (برزوا) على حذف مضاف أي لجزاء الله (الواحد) نعت للفظ الجلالة مجرور (القهّار) نعت ثان مجرور.

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (2) في الآية (42) من هذه السورة. (3) إذا تعدّى (مخلف) إلى واحد فإنّ (رسل) يكون مفعولا للمصدر وعد. (4) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن كان حال الظالمين كذلك من المكر فلا تحسبنّ الله ... (5) أو متعلّق بمخلف وعده رسله.. وإنّ وما بعدها اعتراض. أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (6) وهو في الأصل نعت لمحذوف أي أرضا غير الأرض.

الصرف:

وجملة: «تبدّل الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «برزوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» ، أو حال بتقدير قد. الصرف: (مخلف) ، اسم فاعل من أخلف الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة - الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ فقد شبه بقوله لتزول منه الجبال مكرهم لتفاقمه وشدته، وافتتانهم فيه وبلوغهم الغاية منه، وشبه شريعته وآياته وما أنزله على نبيه من تعاليم سامية، وحجج بينة، شبهها بالجبال في رسوخها وتمكنها من نفوس المؤمنين. الفوائد 1- مُخْلِفَ وَعْدِهِ: مخلف مفعول به ثان للفعل «تحسبنّ» وهو مضاف. ولو قرئ منقطعا عن الإضافة منونا «مخلفا وعده» لكان عمل عمل اسم الفاعل، وأصبح وعده مفعولا به لاسم الفاعل. ولهذا البحث تتمة سنوفيه حقه فيما سيأتي. (2) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ. ذهب المفسرون والمفكرون مذاهب في التبديل أهمها مذهبان: الأول أن التبديل من حال إلى حال مع بقاء الأصل كما هو. والثاني أن التبديل هو الذهاب بالشيء واستبداله بآخر.

_ (1) والجمل يجيز عطفها على جملة تبدّل، ويجعل الماضي في حكم المضارع أي ويوم يبرزون لله ...

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 49 إلى 51]

[سورة إبراهيم (14) : الآيات 49 الى 51] وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (49) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ترى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (المجرمين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (يومئذ) ظرف منصوب «1» متعلّق ب (ترى) .. إذ ظرف مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين عوض من جملة محذوفة (مقرّنين) حال منصوبة من المجرمين، وعلامة النصب الياء (في الأصفاد) جار ومجرور متعلّق بمقرّنين «2» . جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . (سرابيلهم) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (من قطران) جار ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة (تغشى) مثل ترى (وجوههم) مفعول به منصوب، و (هم) مثل الأول (النار) فاعل تغشى مرفوع. وجملة: «سرابيلهم من قطران ... » في محلّ نصب حال من المجرمين «4» . وجملة: «تغشى ... النار» في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة. (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (كلّ) مفعول به منصوب (نفس) مضاف إليه مجرور

_ (1) أو مبنيّ ركّب مع إذ كالمركّبات الظرفيّة المبنيّة. (2) أو متعلّق بحال ثانية من المجرمين. (3) أو معطوفة على جملة برزوا في حال الاستئناف. [.....] (4) أو استئنافيّة.

الصرف:

(ما) موصول مفعول به، والعائد محذوف (كسبت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي. والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل ذلك. (إنّ الله سريع) مثل إنّ الله عزيز «1» ، (الحساب) مضاف إليه مجرور. وجملة: «يجزي الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله سريع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مقرّنين) ، جمع مقرّن، اسم مفعول من قرّن الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (الأصفاد) ، جمع صفد اسم للقيد والغلّ- بضمّ الغين- وزنه فعل بفتحتين، ووزن الجمع أفعال. (سرابيل) ، جمع سربال، اسم للثوب، وزنه فعلال بكسر الفاء وسكون العين. (قطران) ، اسم للمادّة التي تطلي بها الإبل من الجرب، وزنه فعلان بفتح فكسر- وقد تسكّن الطاء «2» . [سورة إبراهيم (14) : آية 52] هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)

_ (1) في الآية (27) من هذه السورة. (2) وقيل: إنّها مكونة من كلمتين: قطر أي نحاس وآن اسم فاعل من أنى يأنى بمعنى تناهي في الحرارة..

الإعراب:

الإعراب: (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بلاغ) خبر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ببلاغ «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (ينذروا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينذروا) والباء سببيّة. والمصدر المؤوّل (أن ينذروا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أنزل ذلك «2» معطوفا على مقدّر أي: أنزل ذلك لينصحوا ولينذروا ... (الواو) عاطفة (ليعلموا) مثل لينذروا في البناء للمعلوم (أنّما) كافّة ومكفوفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يذّكّر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع (الواو) ، فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور. جملة: «هذا بلاغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينذروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. والمصدر المؤوّل (أن يعلموا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل (لينذروا) لأنه معطوف عليه.

_ (1) أو بمحذوف نعت لبلاغ. (2) أو متعلّق ببلاغ إذا كان الجارّ (للناس) نعتا.

والمصدر المؤول (أنّما هو إله واحد) في محلّ نصب سدّ سدّ مفعولي يعلموا ولا عبرة ب (ما) الكافة إذ يبقى (أنّ) على مصدريته. وجملة: «يذّكّر أولو الألباب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث. والمصدر المؤوّل (أن يذّكّر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل (لينذروا) لأنه معطوف عليه. انتهى الجزء الثالث عشر بعون الله تعالى

سورة الحجر

الجزء الرّابع عشر سورة الحجر آياتها 99 آية [سورة الحجر (15) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) الإعراب (الر) حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، في محلّ رفع مبتدأ، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (قرآن) معطوف على الكتاب بالواو مجرور (مبين) نعت القرآن مجرور. والجملة الاسمية لا محلّ لها ابتدائيّة.

[سورة الحجر (15) : آية 2]

[سورة الحجر (15) : آية 2] رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (2) الإعراب (ربما) كافّة ومكفوفة (يودّ) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لو) حرف مصدريّ (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) في محلّ رفع اسم كان (مسلمين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (لو كانوا مسلمين) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ. جملة: «يودّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «كانوا مسلمين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) . البلاغة 1- التعبير بالضد: في قوله تعالى رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ اختلف علماء البلاغة في المراد بهذا التعبير. وقد قرر النحاة أن ربما لا تدخل إلا على الماضي؟ وما المراد بمعنى التقليل الذي تفيده رب؟ وقد أجيب عن الأول بأن المترقب في أخبار الله تعالى بمثابة الماضي المقطوع به في تحققه، فكأنه قيل ربما ود، وأجيب عن الثاني بأن هذا مذهب وارد على سنن العرب في قولهم لعلك ستندم على فعلك. وربما ندم الإنسان على ما يفعل، ولا يشكون في ندامته ولا يقصدون تقليله. والعقلاء يتحرزون من التعرض من المظنون، كما يتحرزون من المتيقن الثابت. وهذا الجواب جميل، ولكن الأجمل منه أن يقال: إن العرب تعبر عن المعنى بما يؤدي عكس مقصوده.

[سورة الحجر (15) : آية 3]

[سورة الحجر (15) : آية 3] ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) الإعراب (ذرهم) فعل أمر مبنيّ على السكون.. و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت (يأكلوا) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (يتمتّعوا) مثل يأكلوا ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (يلههم) مضارع مجزوم معطوف على يأكلوا وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (هم) مثل الأول (الأمل) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل، ومفعول يعلمون محذوف تقديره عاقبة أمرهم. جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأكلوا....» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. أي إن تتركهم يأكلوا.. وجملة: «يتمتّعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأكلوا. وجملة: «يلههم الأمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأكلوا. جملة: «سوف يعلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن يشغلهم أمر الدنيا فسوف يعلمون. الصرف: (الأمل) ، مصدر سماعيّ لفعل أمل، وزنه فعل بفتحتين. [سورة الحجر (15) : آية 4] وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (4)

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (أهلكنا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ زائد- لاستغراق الجنس- (قرية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) للحصر (الواو) واو الحال (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (كتاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (معلوم) نعت لكتاب مرفوع. جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لها كتاب ... » في محلّ نصب حال من قرية لوجود الواو. الصرف: (معلوم) ، اسم مفعول من علم الثلاثيّ، وزنه مفعول. [سورة الحجر (15) : آية 5] ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (5) الإعراب (ما) حرف نفي (تسبق) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ زائد- لاستغراق الجنس- (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تسبق (أجلها) مفعول به منصوب.. و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول (يستأخرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «ما تسبق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يستأخرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تسبق.. [سورة الحجر (15) : الآيات 6 الى 7] وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) الإعراب (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه

الصرف:

(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب عطف بيان من أيّ- أو بدل- (نزّل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل) ، (الذكر) نائب الفاعل مرفوع (إنّك) حرف مشبه بالفعل- ناسخ-، و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (مجنون) خبر إنّ مرفوع. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نزّل عليه الذكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّك لمجنون» لا محلّ لها جواب النداء. (لوما) أداة عرض (تأتينا) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بالملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأتينا) ، (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير في محلّ رفع اسم كان (من الصادقين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنت، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «تأتينا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كنت من الصادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين في ما تدّعيه فأتنا بالملائكة الصرف: (مجنون) ، اسم مفعول من الثلاثيّ جنّ، وزنه مفعول. [سورة الحجر (15) : آية 8] ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8)

الإعراب

الإعراب (ما) نافية (ننزّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الملائكة) مفعول به منصوب (إلّا) للحصر (بالحق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملائكة «1» ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص و (الواو) اسم كان (إذا) حرف جواب لا عمل له (منظرين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: «ما ننزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كانوا.. منظرين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. البلاغة - اللف والنشر المشوش: في قوله تعالى ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ. فالكلام مسوق منه سبحانه إلى نبيه صلّى الله عليه واله وسلّم جوابا عن مقالتهم المحكية وردا لاقتراحهم الباطل الصادر عن محض التعصب والعناد وهو قوله لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ أما رده على مقالتهم الأولى وهي إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ فهو قوله تعالى الذي سيأتي إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ. [سورة الحجر (15) : آية 9] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9) الإعراب (إنّ) حرف توكيد ونصب.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «2» . (نزّلنا) فعل ماض وفاعله (الذكر) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إنّا) مثل الأول (اللام)

_ (1) أو متعلّق ب (ننزّل) ، والباء للاستعانة.. وجعله الزمخشريّ نعتا لمفعول مطلق محذوف أي إلّا تنزيلا متلبّسا بالحقّ. (2) أو ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيد لاسم إنّ.

[سورة الحجر (15) : الآيات 10 إلى 11]

حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حافظون) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (حافظون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «إنّا نحن نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نحن نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ نحن. وجملة: «إنّا له لحافظون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة الحجر (15) : الآيات 10 الى 11] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (11) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) مثل نزّلنا «1» ، (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (في شيع) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للمفعول المقدّر أي أرسلنا رسلا في شيع.. (الأوّلين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء «2» . جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (يأتيهم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي (إلّا) للحصر (كانوا) فعل ماض

_ (1) في الآية السابقة (9) . (2) وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي شيع الأمم الأولين.

الصرف:

ناقص.. و (الواو) اسم كان (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستهزئون) وهو مضارع مرفوع. و (الواو) فاعل. وجملة: «ما يأتيهم من رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا «1» . وجملة: «كانوا.. يستهزئون» في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم. وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. «2» الصرف: (شيع) ، جمع شيعة، اسم للفرقة المتّفقة على طريق، وفي المصباح: كلّ قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة. ثمّ صارت اسما لجماعة مخصوصة، ووزن شيعة فعلة بكسر فسكون، ووزن شيع فعل بكسر ففتح. البلاغة اللف والنشر المشوش في قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ثم أردف ذلك بقوله ولقد أرسلنا من قبلك إلى آخر الآية أي أن هذا ديدنهم وديدن الجاهلية مع جميع الأنبياء فلا تبتئس واقتد بمن قبلك وتأس بهم. يطلق على: [سورة الحجر (15) : الآيات 12 الى 13] كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)

_ (1) أو على جملة القسم المقدّرة. (2) أو من رسول، ولا تصحّ نعتا لرسول.

الإعراب

الإعراب (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نسلك، والإشارة إلى الاستهزاء والتكذيب، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (نسلكه) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (الهاء) ضمير مفعول به «1» ، (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نسلكه) ، (المجرمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «نسلكه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنون) والباء سببيّة، والضمير عائد على الإشارة «2» ، (الواو) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (التاء) للتأنيث (سنّة) فاعل مرفوع (الأولين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير ل (نسلكه) - «3» . وجملة: «خلت سنّة الأولين» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) اختلف المفسّرون في إعادة الضمير، فقال الزمخشريّ يعود على الذكر، والإشارة عنده إلى السلك، وقال ابن عطيّة يعود على الاستهزاء والشرك، ويروى عن مجاهد: نسلك التكذيب، وأبو حيّان يختار قول ابن عطيّة ... (2) يجوز أن يتعلّق (به) بمحذوف حال من فاعل يؤمنون المنفي أي مستهزئين به. (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في نسلكه أي: غير مؤمن به- على صيغة اسم المفعول- وضمير الغائب هو الذكر. [.....]

البلاغة

البلاغة - التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ إلخ.... ففي الكلام تشبيه تمثيلي للعناد المستحوذ عليهم، والعناد الراسخ في صدورهم، وتفصيل ذلك أن الله تعالى سلك القرآن في قلوبهم وأدخله في سويداءاتها كما سلك ذلك في قلوب المؤمنين المصدقين، فكذب به هؤلاء، وصدّق به هؤلاء كل على علم وبينة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة، ولئلا يكون للكفار على الله حجة بأنهم ما فهموا وجوه الإعجاز كما فهمها من آمن فأعلمهم الله تعالى من الآن، وهم في مهلة وإمكان، إنهم ما كفروا إلا على علم، معاندين باغين، ليكون أدحض لأية حجة يختلقونها، وأنفى لكل ادعاء يدعون به. [سورة الحجر (15) : الآيات 14 الى 15] وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (فتحنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فتحنا) ، (بابا) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (بابا) ، (الفاء) عاطفة (ظلّوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) اسم ظلّ (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعرجون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.

الصرف:

جملة: «فتحنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظلّوا.. يعرجون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يعرجون» في محلّ نصب خبر ظلّوا. (اللام) واقعة في جواب لو (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّما) كافّة مكفوفة (سكّرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) للتأنيث (أبصارنا) نائب الفاعل مرفوع.. و (نا) مضاف إليه (بل) للإضراب الانتقالي (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قوم) خبر مرفوع (مسحورون) نعت لقوم مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة: «سكّرت أبصارنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نحن قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مسحورون) ، جمع مسحور، اسم مفعول من سحر الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا فقد أرادوا بذلك أنه فسدت أبصارنا واعتراها خلل في إحساسها كما يعتري عقل السكران ذلك فيختل إدراكه. 2- وفي كلمتي الحصر والإضراب دلالة على أنهم يبتنون القول بذلك، وأن ما يرونه لا حقيقة له، وإنما هو أمر خيل إليهم بالسحر. وإيضاح ذلك أنهم قالوا: «إنما» وهي تفيد الحصر في المذكور آخرا، فيكون الحصر في الأبصار لا في التسكير، فكأنهم قالوا سكرت أبصارنا لا عقولنا. ونحن وإن كنا نتخيل بأبصارنا

[سورة الحجر (15) : الآيات 16 إلى 20]

هذه الأشياء، لكنا نعلم بعقولنا أن الحال بخلافه، أي لا حقيقة له. ثم قالوا «بل» كأنهم أضربوا عن الحصر في الأبصار وقالوا بل جاوز ذلك إلى عقولنا بسحر صنعه لنا. [سورة الحجر (15) : الآيات 16 الى 20] وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (18) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (20) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جعلنا) فعل ماض وفاعله (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلنا) بمعنى خلقنا «1» ، (بروجا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (زيّناها) مثل جعلنا.. و (ها) مفعول به (للناظرين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الغائب «2» . جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «زيّناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا. (الواو) عاطفة (حفظناها من كلّ) مثل زيّناها للناظرين، والجارّ متعلّق

_ (1) إن كان متعدّيا لاثنين فالجارّ متعلّق بمحذوف هو المفعول الثاني. (2) أو متعلّق ب (زيّناها) واللام للتمليك المعنوي.

ب (حفظناها) ، (شيطان) مضاف إليه مجرور (رجيم) نعت لشيطان مجرور. وجملة: «حفظناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناها. (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل «1» ، (استرق) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (السمع) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أتبعه) مثل استرق.. و (الهاء) مفعول به (شهاب) فاعل مرفوع (مبين) نعت لشهاب مرفوع. وجملة: «استرق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أتبعه شهاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (الواو) عاطفة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده (مددناها) مثل زيّناها (الواو) عاطفة (ألقينا) مثل جعلنا (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ألقينا) ، (رواسي) مفعول به منصوب (وأنبتنا فيها) مثل وألقينا فيها (من كلّ) جارّ ومجرور نعت لمقدّر أي أنواعا من كلّ شيء (شيء) مضاف إليه مجرور (موزون) نعت لشيء مجرور. وجملة: « (مددنا) الأرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا ... وجملة: «مددناها (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «ألقينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (مددنا) الأرض. وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (مددنا) الأرض. (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في

_ (1) أي لكن من استرق السمع خطفه الشهاب.. أو من استرق السمع سمع من خبرها شيئا. وأجاز أبو البقاء العكبريّ أن يكون (من) مبتدأ خبره جملة أتبعه والفاء زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط وحينئذ فالاستثناء منقطع.

الصرف:

محلّ جرّ متعلّق ب (جعلنا) بمعنى خلقنا «1» (فيها) مثل السابق متعلّق ب (جعلنا) ، (معايش) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على معايش «2» ، (لستم) فعل ماضي ناقص جامد مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم ليس (اللام) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ متعلّق برازقين (الباء) حرف جرّ زائد (رازقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «جعلنا لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (مددنا) الأرض. وجملة: «لستم.. برازقين» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (شهاب) ، اسم جامد للجرم المحترق النازل من السماء، وزنه فعال بكسر الفاء، جمعه شهب بضمّتين. (موزون) ، اسم مفعول من وزن الثلاثيّ، وزنه مفعول. (معايش) ، جمع معيشة اسم لما يعيش به الإنسان مدّة حياته من مطعم ومشرب.. وملبس، ووزن معيشة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين حيث سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى العين قبلها. لم تقلب الياء همزة في (معايش) لأنها أصلية. البلاغة - المجاز: في قوله تعالى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ أي مقدر بمقدار معين

_ (1) إن كان متعدّيا لاثنين فالجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف هو المفعول الثاني. (2) وهو- على رأي الزجّاج- مفعول به لفعل محذوف تقديره أعشنا من لستم.. وقيل هو مبتدأ خبره محذوف لدلالة المعنى عليه أي: من لستم له برازقين جعلنا له فيها معايش. وقال الكوفيّون ومعهم الأخفش هو في محلّ جرّ معطوف على الضمير في (لكم) .

[سورة الحجر (15) : آية 21]

تقتضيه الحكمة، فهو مجاز مستعمل في لازم معناه، أو كناية أو من كل شيء مستحسن متناسب من قولهم: كلام موزون. [سورة الحجر (15) : آية 21] وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) الإعراب (الواو) استئنافيّة (إن) نافية (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) للحصر (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و (نا) ضمير مضاف إليه (خزائنه) مبتدأ مؤخّر مرفوع. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) نافية (ننزّله) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلّا) مثل الأولى (بقدر) جارّ ومجرور متعلّق ب (ننزّله) «1» ، (معلوم) نعت لقدر مجرور. جملة: «إن من شيء إلّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عندنا خزائنه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (شيء) . وجملة: «ننزّله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (قدر) ، اسم لما يقدّره الله، وتعلّق الإرادة في أوقاتها، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة - الاستعارة: في قوله تعالى وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ. حيث شبهت مقدوراته تعالى الغائبة للحصر المندرجة تحت قدرته الشاملة في كونها مستورة

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من المفعول أي متلبّسا بقدر معلوم.

الفوائد

عن علوم العالمين، ومصونة عن وصول أيديهم بنفائس الأموال المخزونة في الخزائن السلطانية فذكر الخزائن على طريقة الاستعارة التخييلية، وجوز أن يكون قد شبه اقتداره تعالى على كل شيء وإيجاده لما يشاء بالخزائن المودعة فيها الأشياء المعدة لأن يخرج منها ما شاء، فذكر ذلك على سبيل الاستعارة التمثيلية. الفوائد وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ. «إن» هذه نافية، ولذلك جاءت بعدها «من» وهي حرف جرّ زائد ورد لإفادة التوكيد. ول «إن» عدة أنواع. وقد استوفينا الحديث بشأنها في أماكن سابقة لذلك اجتزأنا بأن نذكر بها فحسب. [سورة الحجر (15) : الآيات 22 الى 25] وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) الإعراب (الواو) استئنافيّة (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (الرياح) مفعول به منصوب (لواقح) حال منصوبة (الفاء) عاطفة (أنزلنا ... ماء) مثل أرسلنا الرياح (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة (أسقينا) مثل أرسلنا و (الكاف) ضمير مفعول به و (الميم) لجمع الذكور و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (الهاء) ضمير مفعول به ثان (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسمها (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخازنين (الباء: حرف

جرّ زائد (خازنين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما. جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «أسقيناكموه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. وجملة: «ما أنتم ... بخازنين» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (أسقيناكم) «1» . (الواو) عاطفة (إنّا) حرف توكيد ونصب.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إن (اللام) المزحلقة للتوكيد (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة نحيي (نحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (الواو) عاطفة (نميت) مضارع مرفوع (نحن) مثل الأول (الوارثون) خبر نحن الثاني مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «إنّا لنحن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسقيناكموه. وجملة: «نحن نحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نحيي ... » في محلّ رفع خبر نحن. وجملة: «نميت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي. وجملة: «نحن الوارثون» في محلّ رفع معطوفة على جملة نحن نحيي. (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمنا) مثل أرسلنا (المستقدمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ و (كم) ضميرا في محلّ جرّ متعلّق بحال من المستقدمين (ولقد علمنا المستأخرين) مثل المتقدّمة.

_ (1) أي حالة كونكم غير قادرين على إيجاده.

الصرف:

وجملة: «قد علمنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لنحن.. وجملة: «قد علمنا (الثانية) » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم الأولى. (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (ربك) اسم إنّ منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحشرهم) مثل نميت.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إنّه) مثل إنّا (حكيم) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «إنّ ربّك هو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة. وجملة: «هو يحشرهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يحشرهم ... » في محلّ رفع خبر هو. وجملة: «إنّه حكيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (لواقح) ، جمع لاقحة مؤنّث لاقح، اسم فاعل من لقح الثلاثيّ «1» ، وزنه فاعل. (خازنين) ، جمع خازن، اسم فاعل من خزن الثلاثيّ، وزنه فاعل. (المستقدمين) ، جمع المستقدم، اسم فاعل من استقدم السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. (المستأخرين) ، جمع المستأخر، اسم فاعل من استأخر السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

_ (1) يقال إنّه جمع ملقح بضمّ الميم وكسر القاف من ألقح الرباعيّ وجمعه ملاقح ثمّ حذفت الميم تخفيفا. وفي المختار ألقح الفحل الناقة والريح السحاب، وريح لواقح ولا تقل ملاقح وهو من النوادر اه. وفي المحيط: ألقحت الرياح الشجر فهي لواقح وملاقح.

البلاغة

البلاغة - التشبيه البليغ: في قوله تعالى وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ اللواقح جمع لاقح بمعنى حامل، ووصف الرياح بذلك على التشبيه البليغ شبهت الريح المحملة بالسحاب الماطر بالناقة الحامل، لأنها حاملة لذلك السحاب أو للماء الذي فيه والمراد ملقحات للسحاب أو الشجر، فيكون قد أستعير اللقح لصب المطر في السحاب أو الشجر. [سورة الحجر (15) : الآيات 26 الى 27] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (27) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لقد خلقنا الإنسان) مثل لقد علمنا المستقدمين «1» ، (من صلصال) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقنا) ، (من حمأ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لصلصال «2» ، (مسنون) نعت لحمأ مجرور. جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (الجانّ خلقناه) مثل الأرض «3» مددناها (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقناه) ، (من نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقناه) ، (السموم) مضاف إليه مجرور.

_ (1) في الآية (24) من هذه السورة. (2) أو هو بدل من صلصال بإعادة الجارّ. (3) في الآية (19) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: « (خلقنا) الجانّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا الإنسان. وجملة: «خلقناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. الصرف: (صلصال) ، اسم للطين اليابس، وزنه فعلال. (حمأ) ، اسم للطين الأسود، وزنه فعل بفتحتين. (مسنون) ، اسم مفعول من سنّ الثلاثيّ، وزنه مفعول. (الجانّ) ، اسم جمع للجنّ، وهو على وزن فاعل، جمعه جنّان بكسر الجيم وفتح النون المشدّدة. (السموم) ، اسم للريح الحارّة أو النار التي لا دخان لها، وزنه فعول فتح الفاء. [سورة الحجر (15) : الآيات 28 الى 29] وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (29) الإعراب (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، (إنّي) مثل إنّا «1» (خالق) خبر إنّ مرفوع (بشرا) مفعول به لاسم الفاعل خالق، منصوب (من صلصال من حمأ مسنون) مرّ إعرابها «2» والمجرور الأول متعلّق بخالق.

_ (1) في الآية (23) من هذه السورة. (2) في الآية (26) من هذه السورة.

[سورة الحجر (15) : الآيات 30 إلى 31]

جملة: «قال ربك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّي خالق ... » في محلّ نصب مقول القول. (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (سوّيت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (نفخت) مثل سوّيت (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نفخت) ، (من روحي) جارّ متعلّق بنفخت وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (له) فيه متعلّق ب (قعوا) «1» ، (ساجدين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء. وجملة: «سوّيته ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نفخت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سوّيته. وجملة: «قعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. [سورة الحجر (15) : الآيات 30 الى 31] فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) الإعراب (الفاء) استئنافيّة (سجد) فعل ماض (الملائكة) فاعل مرفوع (كلّهم) توكيد معنويّ للملائكة مرفوع مثله و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (أجمعون) توكيد معنويّ ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «سجد الملائكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بساجدين.. [.....]

[سورة الحجر (15) : آية 32]

(إلّا) أداة استثناء (إبليس) اسم منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل على الخلاف المعروف بحقيقة إبليس هل هو من الملائكة أو لا (أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (أن) حرف نصب ومصدريّ (يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون (الساجدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أبي «1» . وجملة: «أبى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة الحجر (15) : آية 32] قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) الإعراب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) حرف نداء (إبليس) منادى مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفرد علم (ما) اسم استفهام- للتوبيخ- مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تكون مع الساجدين) مثل يكون مع الساجدين «2» ، واسمه أنت والمصدر المؤوّل (ألّا تكون ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو في متعلّق بمحذوف حال، أي: مالك في ألّا تكون مع الساجدين.. أي ما عذرك حالة كونك غير ساجد مع الآخرين. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا إبليس مالك ... » في محلّ نصب مقول القول. «3»

_ (1، 2) أي أبى كونه ساجدا.. والسيوطيّ جعل المصدر مجرورا بحرف جرّ محذوف أي من كونه ساجدا ... (3) في الآية (31) السابقة.

[سورة الحجر (15) : آية 33]

وجملة: «مالك ... » لا محلّ لها جواب النداء. [سورة الحجر (15) : آية 33] قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) الإعراب (قال) مثل السابق «1» ، (لم) حرف نفي وجزم (أكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) لام الجحود (أسجد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود، والفاعل أنا (لبشر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسجد) . والمصدر المؤوّل (أن أسجد ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر أكن. (خلقته) مثل سوّيته «2» (من صلصال ... مسنون) مرّ إعرابها «3» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم أكن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أسجد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «خلقته ... » في محلّ جرّ نعت لبشر. [سورة الحجر (15) : الآيات 34 الى 35] قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ (35) الإعراب (قال) مثل السابق «4» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر

_ (1) في الآية (32) السابقة. (2) في الآية (29) من هذه السورة. (3، 4) في الآية (26) من هذه السورة.

البلاغة

(اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اخرج) ، (الفاء) تعليليّة (إنّك) حرف توكيد ونصب.. و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رجيم) خبر إنّ مرفوع. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اخرج ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم ترض السجود فاخرج.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّك رجيم» لا محلّ لها تعليليّة. (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ مقدّم (اللعنة) اسم إنّ مؤخّر منصوب (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق باللعنة «1» ، (الدين) مضاف إليه مجرور. وجملة: «إنّ عليك اللعنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك رجيم. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى فَإِنَّكَ رَجِيمٌ أي مطرود من كل خير وكرامة، فإن من يطرد يرجم بالحجارة فالكلام من باب الكناية. [سورة الحجر (15) : آية 36] قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) الإعراب (قال) فعل ماض، والفاعل هو إبليس (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوف مضاف إليه (الفاء) رابطة

_ (1) أو متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر.

[سورة الحجر (15) : الآيات 37 إلى 38]

لجواب شرط مقدّر (انظرني) فعل أمر دعائيّ و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنظر) ، (يبعثون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) نائب الفاعل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انظرني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن طردتني ولعنتني فأنظرني.. وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه. [سورة الحجر (15) : الآيات 37 الى 38] قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) الإعراب (قال) مثل السابق «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّك) مرّ إعرابه «2» ، (من المنظرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّك من المنظرين» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الإنظار فإنّك من المنظرين، وجملة الشرط المقدّر في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية (36) . (2) في الآية (34) من هذه السورة.

[سورة الحجر (15) : الآيات 39 إلى 40]

(إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بالمنظرين (الوقت) مضاف إليه مجرور (المعلوم) نعت للوقت مجرور. [سورة الحجر (15) : الآيات 39 الى 40] قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) الإعراب (قال ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (الباء) حرف جرّ «2» ، (ما) حرف مصدريّ (أغويتني) فعل ماض وفاعله.. و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به (اللام) لام القسم (أزيّننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و (النون) للتوكيد، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أزيّننّ) ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول أزيّننّ المقدّر أي: أزيّننّ لهم المعاصي كائنة في الأرض «3» . والمصدر المؤوّل (ما أغويتني) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم أي: أقسم بإغوائك لأزيّننّ «4» . (الواو) عاطفة (لأغوينّهم) مثل لأزيّننّ، و (هم) ضمير مفعول به (أجمعين) توكيد لضمير الغائب هم منصوب- أو حال منه- وعلامة النصب الياء.

_ (1) في الآية 36. (2) هي للسببيّة عند بعض المفسّرين لأن القسم بالإغواء غير متعارف، وهي باء القسم عند آخرين لأن الإغواء يقسم به بكونه من فعل الله ... (3) أو حال من الضمير في (لهم) . (4) انظر الآية (16) من سورة الأعراف فهي نظير هذه في الإعراب، وفيها مزيد من توضيح في تعليق الباء وجواز جعلها سببيّة.

الفوائد

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أغويتني» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «أزيننّ لهم ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة القسم وجوابها جواب النداء. وجملة: «أغوينّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (إلّا) أداة استثناء (عبادك) مستثنى منصوب.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من عبادك (المخلصين) نعت لعبادك منصوب، وعلامة النصب الياء. الفوائد - قوله: رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي. بعض النحاة اعتبر أن «الباء» للقسم وكأنه يقول: اقسم بإغوائك إياي، ونحن لا نرى هذا الرأي فالباء هنا سببية، فهو يقول: سوف أزيّن لهم في الأرض وأغويهم أجمعين بسبب اغوائك إياي، فالمعنى على هذا الوجه أقرب للسليقة العربية وأغنى عن التقدير الذي لا حاجة إليه. [سورة الحجر (15) : الآيات 41 الى 44] قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)

الإعراب

الإعراب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (صراط) خبر مرفوع (على) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لصراط (مستقيم) نعت ثان مرفوع. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هذا صراط ... » في محلّ نصب مقول القول. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (عبادي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (ليس) فعل ماض ناقص جامد (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (عليهم) مثل عليّ متعلّق بحال من سلطان- نعت تقدّم على المنعوت- (سلطان) اسم ليس مؤخّر (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «1» ، (اتّبعك) فعل ماض، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من الغاوين) جارّ ومجرور حال من ضمير الفاعل. وجملة: «إنّ عبادي ليس ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق. وجملة: «ليس لك.. سلطان» في محلّ رفع خبر إنّ. (الواو) عاطفة (إنّ جهنّم) مثل إنّ عبادي، ومنع جهنّم من التنوين للعلميّة والتأنيث (اللام) المزحلقة للتوكيد (موعدهم) خبر إنّ مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (أجمعين) توكيد للضمير في موعدهم مجرور وعلامة الجرّ الياء.

_ (1) قيل هو استثناء لأنّ العباد هم جميع المكلّفين استثنى منهم من اتّبع الشيطان.. أمّا المنقطع فلأن جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان. واتّباعهم له بالتزيين.

الصرف:

وجملة: «إنّ جهنّم لموعدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ عبادي.. (لها) مثل لك متعلّق بخبر مقدّم (سبعة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أبواب) مضاف إليه مجرور (لكلّ) جارّ ومجرور خبر مقدّم (باب) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (جزء) «1» وهو مبتدأ مؤخّر مرفوع (مقسوم) نعت لجزء مرفوع. وجملة: «لها سبعة أبواب» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «2» . وجملة: «لكلّ باب.. جزء ... » في محلّ رفع نعت لسبعة أبواب والرابط مقدّر أي لكلّ باب منها.. «3» . الصرف: (جزء) ، اسم لبعض الشيء من جزأ يجزأ باب فتح، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أجزاء زنة أفعال. ومثل الجزء بالضمّ الجزء بالفتح والجزاء بالفتح أيضا. (مقسوم) ، اسم مفعول من قسم الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة 1- الإيجاز: في قوله تعالى قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ولعله من أبلغ الإيجازات، لأنه قسيم الإيجاز بالحذف، فهو إيجاز بالتقدير. وهو قسمان: أحدهما ما ساوى لفظه معناه، وثانيهما ما زاد معناه على لفظه ويسمى بالقصر، إذ يدل لفظه على محتملات عديدة ومشتملات كثيرة ولا يمكن التعبير عنه بمثل ألفاظه

_ (1) جزء بمعنى فريق أو حزب. [.....] (2، 3) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

[سورة الحجر (15) : الآيات 45 إلى 48]

وفي عدتها، بل يستحيل ذلك فقوله «هذا» إشارة تدل على القرب فكأنه يشير إلى ما هو على مرأى من عيونهم، ومسمع من آذانهم، وبين متناول أيديهم، وصراط تدل على الطريق المسلوكة التي تفضي بسالكها إلى حيث يختار لنفسه من مذاهب لكن الطريق قد تكون معوجة ملتوية كثيرة المنعطفات، فيتيه السالك في متاهاتها، وتلتبس عليه أوجه الاستهداء في سلوكها، فجاء بكلمة «مستقيم» والمستقيم هو أقصر بعد بين نقطتين وأقل انحراف يخرجه عن سنن الاستقامة وحدودها. وكلمة «علي» تعني الإلزام والإيجاب، تقول علي عهد الله لأفعلن كذلك، فتشعر أنك قد ألزمت نفسك بما هو حق مفروض الأداء. ثم إن الإشارة تضمنت كل ما يحتويه الاستثناء فيما بعد وهو قوله إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فكأنه أخذ على نفسه وأوجب على ذاته حقا لا انفكاك له عنه وهو تخليص المخلصين من إغوائه. 2- التهكم: قوله سبحانه وتعالى إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لا يخفى ما في جعل جهنم موعدا لهم من التهكم والاستعارة فكأنهم على ميعاد، وفيه أيضا إشارة إلى أن ما أعد لهم فيها مما لا يوصف في الفظاعة. [سورة الحجر (15) : الآيات 45 الى 48] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (47) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (48) الإعراب (إنّ المتّقين) مثل إنّ عبادي «1» ، وعلامة النصب في المتّقين

_ (1) في الآية (42) من هذه السورة.

الياء (في جنّات) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (عيون) معطوف على جنّات بالواو مجرور. جملة: «إنّ المتّقين في جنّات» لا محلّ لها استئنافيّة. (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل و (ها) ضمير مفعول به (بسلام) جارّ ومجرور حال من الفاعل (آمنين) حال ثانية «1» من ضمير الفاعل منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: «ادخلوها ... » في محلّ نصب لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة ادخلوها.. (الواو) عاطفة (نزعنا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في صدورهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما ... و (هم) مضاف إليه (من غلّ) جارّ ومجرور حال من العائد في الصلة المقدّرة (إخوانا) حال من الضمير الغائب في صدورهم «2» ، (على سرر) جارّ ومجرور نعت ل (إخوانا) ، (متقابلين) نعت ثان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «نزعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (لا) نافية (يمسّهم) مضارع مرفوع، و (هم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل يمسّ (نصب) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (منها) مثل فيها متعلّق ب (مخرجين) (الباء) حرف جرّ زائد

_ (1) هذا إذا كان السلام بمعنى التحيّة، وأما إذا كان السلام بمعنى الأمان وضدّ الخوف فجاز أن يكون (آمنين) بدلا من الحال الأولى. (2) لأنّ المضاف جزء من المضاف إليه، ويجوز أن يكون حالا من فاعل ادخلوها- قاله العكبريّ- وجاز مجيء الحال جامدة لأنها موصوفة.

الصرف:

(مخرجين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة النصب الياء. وجملة: «لا يمسّهم.. نصب» في محلّ نصب حال من الضمير في متقابلين «1» . وجملة: «ما هم منها بمخرجين» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. الصرف: (سرر) ، جمع سرير، اسم لما يجلس عليه موطّأ للسرور، وهو مأخوذ منه لأنه مجلس سرور، وزنه فعيل. (متقابلين) ، جمع متقابل، اسم فاعل من تقابل الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (مخرجين) ، جمع مخرج، اسم مفعول من أخرج الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة الحجر (15) : الآيات 49 الى 52] نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) الإعراب (نبّئ) فعل أمر، والفاعل أنت (عبادي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (أنّ) حرف توكيد ونصب و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (الغفور) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) أو لا محلّ لها استئنافيّة.. (2) أو ضمير منفصل في محلّ نصب توكيد لاسم أنّ، وأستعير لمحلّ النصب، وكونه فصلا ضعيف لأن ما بعده لا يلتبس بالصفة.

والمصدر المؤوّل (أنّي أنا الغفور..) في محلّ نصب سدّ مسدّ المفعولين لثاني والثالث لفعل نبّأ. جملة: «نبّيء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنا الغفور ... » في محلّ رفع خبر أنّ. (الواو) عاطفة (أنّ عذابي هو العذاب الأليم) مثل أنّي أنا الغفور الرحيم. والمصدر المؤوّل (أن عذابي ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «هو العذاب ... » في محلّ رفع خبر أنّ. (الواو) عاطفة (نبّئهم) مثل الأول.. و (هم) ضمير مفعول به (عن ضيف) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبّئ) ، (إبراهيم) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الفتحة. وجملة: «نبّئهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبّئ عبادي. (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ضيف) «1» . (دخلوا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلوا) ، (الفاء) عاطفة (قالوا) مثل دخلوا (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف أي نسلّم سلاما (قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّا) مثل إنّي (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وجلون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) بكونه مصدرا.. أو متعلّق بمحذوف مضاف أي عن خبر ضيف إبراهيم إذ دخلوا ...

الصرف:

وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا. وجملة: « (نسلّم) سلاما» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّا منكم ووجلون» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (ضيف) ، اسم للزائر، وأصل الضيف مصدر لذلك استوى فيه الواحد والجمع في غالب كلامهم، وقد يجمع على أضياف وضيوف وضيفان. ووزن ضيف فعل بفتح فسكون. (وجلون) ، جمع وجل، صفة مشبّهة من وجل يوجل باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر. الفوائد - إن ورود الآية نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ على وزن البحر المجتث، ليس دليلا على أن القرآن الكريم شعر، لأن ذلك ورد عرضا غير مقصود لذاته، وليس هناك من مانع أن ينطبق عليه وزن الشعر. وهذا يدفعنا للتعرض لأوزان أبحر الشعر وأسمائها: قال الأخفش: سألت الخليل: لم سمّيت الطويل طويلا قال لأنه طال بتمام أجزائه، قلت: فالبسيط قال: لأنه انبسط عن مدى الطويل، قلت: فالوافر؟ قال لوفور أجزائه وتدا بوتد، قلت فالكامل؟ قال: لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر، قلت: فالهزج، قال: لأنه يضطرب شبيه بهزج الصوت قلت فالرجز؟ قال: لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام، قلت فالرمل؟ قال لأنه يرمل بضم بعض إلى بعض، قلت: فالسريع؟ قال: لأنه يسرع على اللسان، قلت فالمنسرح؟ قال: لانسراحه وسهولته، قلت: فالخفيف؟ قال: لأنه أخف السباعيات، قلت: فالمقتضب؟ قال: لأنه اقتضب من السريع، قلت:

[سورة الحجر (15) : آية 53]

فالمضارع، قال: لأنه ضارع المقتضب، قلت فالمجتث؟ قال: لأنه اجتث أي قطع من طويل دائرته، قلت: فالمتقارب؟ قال: لتقارب أجزائه لأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضا. [سورة الحجر (15) : آية 53] قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) الإعراب (قالوا) ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة (توجل) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (إنّا) مثل إنّي «1» ، (نبشّرك) مضارع مرفوع، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (بغلام) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبشّر) ، (عليم) نعت لغلام مجرور. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا توجل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا نبشّرك ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «نبشّرك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ. فالإنسان لا يولد غلاما عليما بالأمور إنما يولد طفلا لا يعلم شيئا، وأطلق عليه هذين اللفظين باعتبار ما سيكون. [سورة الحجر (15) : آية 54] قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) الإعراب (قال) فعل ماض والفاعل هو (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (بشّرتم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (النون) للوقاية

_ (1) في الآية (49) من هذه السورة.

[سورة الحجر (15) : آية 55]

و (الياء) مفعول به (على) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ (مسّني) فعل ماض، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (الكبر) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن مسّني..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بحال من ضمير المتكلّم أي أبشّرتموني كبيرا. (الفاء) عاطفة (الباء) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تبشّرون) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أبشّرتموني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «مسّني الكبر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تبشّرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. [سورة الحجر (15) : آية 55] قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (55) الإعراب (قالوا) فعل ماض وفاعلة (بشّرنا) فعل ماض وفاعله و (الكاف) ضمير مفعول به (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشرنا) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من القانطين) جارّ ومجرور خبر تكن، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بشّرناك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تكن ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف تعليليّ أي تنبّه فلا تكن من القانطين.

الصرف:

الصرف: (القانطين) ، جمع القانط، اسم فاعل من قنط الثلاثيّ، وزنه فاعل. [سورة الحجر (15) : آية 56] قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (56) الإعراب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (الواو) عاطفة (من) اسم استفهام فيه معنى النفي مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يقنط) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من رحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقنط) ، (ربّه) مضاف إليه مجرور، و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) للاستثناء (الضالّون) بدل من فاعل يقنط مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يقنط ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة أي قال لا أقنط ومن يقنط ... وجملة: «يقنط ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ من. الفوائد - «من» اتفق النحاة على أن من هي في الأصل للاستفهام عن الشخص العاقل، نحو «من فعل هذا» ؟ وقد تشرب معنى النفي الإنكاري نحو: مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ومنه الآية التي بين أيدينا قال: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ الا الضالون؟!» . وتأتي «من» شرطيه كقوله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ. وقد تأتى نكرة موصوفة وذلك إذا وصلت بمفرد أو سبقت ب «ربّ» الجارة نحو «رأيت من محبّا لك» أي شخصا محبا لك. ومنه قول حسان بن ثابت. فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا أي على قوم غيرنا

[سورة الحجر (15) : آية 57]

[سورة الحجر (15) : آية 57] قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) الإعراب (قال) كالسابق «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خطبكم) خبر مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (ها) حرف تنبيه (المرسلون) نعت لأيّ- أو بدل- تبعه في الرفع لفظا، وعلامة الرفع الواو. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما خطبكم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جئتم لسبب غير البشارة فما خطبكم.. وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أيّها المرسلون» لا محلّ لها اعتراض تذييليّ. الصرف: (خطبكم) ، اسم بمعنى الشأن، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الحجر (15) : الآيات 58 الى 60] قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (60) الإعراب (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و (نا) اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبني على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، (مجرمين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.

_ (1) في الآية (56) .

الصرف:

جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّا أرسلنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (إلّا) أداة استثناء (آل) مستثنى منصوب، متّصل أو منقطع «1» . (لوط) مضاف إليه مجرور (إنّا) مثل الأول (اللام) المزحلقة للتوكيد (منجّوهم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (هم) ضمير مضاف إليه (أجمعين) توكيد معنويّ للضمير الغائب في (منجّوهم) مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «إنّا لمنجّوهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (إلّا امرأته) مثل إلّا آل.. و (الهاء) مضاف إليه، والاستثناء من آل لوط (قدّرنا) فعل ماض وفاعله (إنّها) مثل إنّا (اللام) مثل الأولى (من الغابرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «قدّرنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّها لمن الغابرين» في محلّ نصب مفعول به لفعل قدّرنا المضمّن معنى علمنا والمعلّق ب (إنّ) المكسورة الهمزة لمجيء اللام في خبرها. الصرف: (منجّوهم) ، جمع المنجّي أو منج، اسم فاعل من نجّى الرباعيّ، وزنه مفع، وفيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين بسبب التنوين، ووزن منجّوهم مفعّوهم بضمّ الواو لأنه منقوص. [سورة الحجر (15) : الآيات 61 الى 62] فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)

_ (1) الظاهر أنّه منقطع لأنّ المستثنى منه (قوم مجرمين) .

الإعراب

الإعراب (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال) ، (جاء) فعل ماض (آل) مفعول به مقدّم منصوب (لوط) مضاف إليه مجرور (المرسلون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «جاء ... المرسلون» في محلّ جرّ مضاف إليه. (قال) مثل جاء (إنّكم) مثل إنّا «1» . (قوم) خبر إنّ مرفوع (منكرون) نعت لقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّكم قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (منكرون) ، جمع منكر، اسم مفعول من أنكر الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين «2» . [سورة الحجر (15) : الآيات 63 الى 65] قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) الإعراب (قالوا) فعل ماض وفاعله (بل) للإضراب الانتقاليّ (جئناك) فعل ماض وفاعله.. و (الكاف) مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (جئناك) ، (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه

_ (1) في الآية (58) من هذه السورة. (2) وانظر الآية (104) من سورة آل عمران، هناك اسم وهنا وصف.

(في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يمترون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف تقديره لسنا بمنكرين. وجملة: «جئناك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يمترون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الواو) عاطفة (أتيناك) مثل جئناك (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل أتينا أي ملتبسين بالحقّ أو من مفعوله أي ملتبسا به (الواو) عاطفة (إنّا) مثل السابق «1» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (صادقون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أسر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) «2» .. و (الكاف) مضاف إليه (بقطع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) ، (من الليل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لقطع (الواو) عاطفة (اتّبع) مثل أسر (أدبارهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يلتفت) مضارع مجزوم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من أحد- نعت تقدّم على المنعوت- (أحد) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (امضوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (حيث) ظرف مكان مبنيّ

_ (1) في الآية (58) من هذه السورة. (2) أو بمحذوف حال من الفاعل. [.....]

الصرف:

على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (امضوا) ، (تؤمرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب فاعل. وجملة: «أتيناك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جئناك. وجملة: «إنّا لصادقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتيناك «1» . وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا أردت الخلاص من قومك فأسر بأهلك.. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسر. وجملة: «لا يلتفت منكم أحد» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع ... وجملة: «امضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يلتفت منكم أحد ... وجملة: «تأمرون في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (امضوا) ، في إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين أصله امضيوا، حذفت الياء بعد نقل حركتها إلى الضاد. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يجوز أن يكون المعنى لا ينصرف أحدكم، ولا يتخلف لغرض، فيصيبه ما يصيب المجرمين. فالالتفات مجاز، لأن الالتفات إلى الشيء يقتضي محبته وعدم مفارقته فيتخلف عنده، أو جعل النهي عن الالتفات كناية عن مواصلة السير وترك التواني والتوقف، لأن من يتلفت لا بد له في ذلك من أدنى وقفة.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل أتيناك.

[سورة الحجر (15) : آية 66]

[سورة الحجر (15) : آية 66] وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) الإعراب (الواو) استئنافيّة (قضينا) مثل جئنا «1» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قضينا) بتضمينه معنى أوحينا (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الأمر) بدل من ذا- أو عطف بيان- (أنّ) حرف توكيد ونصب (دابر) اسم أنّ منصوب (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (مقطوع) خبر مرفوع (مصبحين) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في مقطوع «2» ، وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أنّ دابر.. مقطوع) في محلّ نصب بدل من الأمر جملة: «قضينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مقطوع) ، اسم مفعول من قطع الثلاثيّ، وزنه مفعول. (مصبحين) ، جمع مصبح، اسم فاعل من أصبح الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الحجر (15) : آية 67] وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) الإعراب (الواو) استئنافيّة (جاء) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع (المدينة) مضاف إليه مجرور (يستبشرون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل.

_ (1) في الآية (63) من هذه السورة. (2) إنّ دابر هؤلاء في معنى مدبري هؤلاء، فمقطوع بمعنى مقطوعين لذلك جاءت الحال بصيغة الجمع.

[سورة الحجر (15) : الآيات 68 إلى 69]

جملة: «جاء أهل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستبشرون» في محلّ نصب حال من أهل. [سورة الحجر (15) : الآيات 68 الى 69] قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ (69) الإعراب (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي لوط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (هؤلاء) تنبيه، واسم إشارة في محلّ نصب اسم إنّ (ضيفي) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الباء، و (الياء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تفضحون) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (النون) للوقاية، وقبلها (الواو) فاعل و (الياء) المحذوفة لمناسبة رأس الآي مفعول به. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّ هؤلاء ضيفي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تفضحون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تكرموني فلا تفضحون وجملة الشرط المقدّر استئناف في حيّز القول. (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا تخزون) مثل لا تفضحون. وجملة: «اتّقوا الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تفضحون. وجملة: «لا تخزون» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تفضحون أو جملة اتّقوا.

الصرف:

الصرف: (تخزون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله تخزيون- بضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الزاي- إعلال بالتسكين- ثمّ التقى ساكنان، (الياء) و (الواو) ، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تخزون، وزنه تفعون. [سورة الحجر (15) : آية 70] قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (70) الإعراب (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (ننهك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (عن العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (ننهك) على حذف مضاف أي عن ضيافة العالمين، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم ننهك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة. أي: ألم ننذرك وننهك عن العالمين «1» . [سورة الحجر (15) : آية 71] قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (71) الإعراب (قال هؤلاء بناتي) مثل قال إنّ هؤلاء ضيفي «2» ، وهنا مبتدأ وخبر «3» ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط و (تم) في محلّ رفع اسم كنتم (فاعلين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.

_ (1) أو هي جملة مقول القول على زيادة الواو. (2) في الآية (68) من هذه السورة. (3) وفي الكلام حذف أي فتزوّجوهنّ.. ويجوز أن يكون (بناتي) بدلا من اسم الإشارة والخبر محذوف تقديره أطهر لكم..

[سورة الحجر (15) : آية 72]

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هؤلاء بناتي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم فاعلين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فتزوّجوهنّ «1» . [سورة الحجر (15) : آية 72] لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الإعراب (اللام) لام الابتداء (عمرك) مبتدأ مرفوع، و (الكاف) مضاف إليه، والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي (إنّهم) حرف توكيد ونصب.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة- أو لام القسم- (في سكرتهم) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، و (هم) مضاف إليه (يعمهون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «لعمرك (قسمي) ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّهم لفي سكرتهم ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «يعمهون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في سكرتهم «2» . الصرف: (لعمر) ، بفتح العين وسكون الميم لغة في عمر بضمّتين فهما بمعنى واحد، وهو مدّة عيش الإنسان في الدنيا، ولكنّ العرب التزموا بفتح العين في القسم لأنه أخفّ في اللفظ. (سكرة) ، مصدر مرّة من سكر الثلاثيّ، وزنه فعله بفتح الفاء.

_ (1) أو إن كنتم فاعلين ما آمركم به من الرجوع عن الغيّ فافعلوا. (2) والعامل فيه لفظ سكرة لأنه مصدر.

[سورة الحجر (15) : الآيات 73 إلى 74]

[سورة الحجر (15) : الآيات 73 الى 74] فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) الإعراب (الفاء) عاطفة (أخذت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (الصيحة) فاعل مرفوع (مشرقين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (أخذتهم) ، وعلامة النصب الياء. جملة: «أخذتهم الصيحة ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر «1» . (الفاء) عاطفة (جعلنا) فعل ماض وفاعله (عاليها) مفعول به منصوب.. و (ها) ضمير مضاف إليه (سافلها) مفعول به ثان.. و (ها) مثل الأول (الواو) عاطفة (أمطرنا) مثل جعلنا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطرنا) ، (حجارة) مفعول به منصوب (من سجّيل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لحجارة. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة. الصرف: (مشرقين) ، اسم فاعل مفرده مشرق من الرباعيّ أشرق أي دخل في الشروق وزنه مفعل. [سورة الحجر (15) : الآيات 75 الى 77] إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77)

_ (1) أي: فأبوا الانصياع فأخذتهم الصيحة.. وجملة أبوا معطوفة على جملة قال هؤلاء- الآية (71) .

الإعراب

الإعراب (إنّ) حرف توكيد ونصب (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (اللام) الثانية للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (للمتوسّمين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات، وعلامة الجرّ الياء «1» . جملة: «إنّ في ذلك لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (إنّها) مثل (إنّهم) «2» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (بسبيل) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مقيم) نعت لسبيل مجرور. وجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك. (إن في ذلك لآية للمؤمنين) مثل نظيرها: إنّ ... للمتوسّمين. والجملة لا محلّ لها استئنافيّة مؤكدّة للأولى. الصرف: (المتوسّمون) ، جمع المتوسّم، اسم فاعل من (توسّم) الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين. الفوائد - إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ. اللام المزحلقة: هي لام التوكيد، وتسمى أيضا لام الابتداء، وموضعها في الأصل في بدء الكلام، ولكن إذا حلّت إن في أول الكلام طردت اللام فانتقلت إلى الخبر، سواء أكان الخبر مفردا أو جملة أو شبه جملة، كما في هذه الآية وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مقيم» .

_ (1) أو متعلق بآيات وهي بمعنى علامات. (2) في الآية (72) من هذه السورة.

[سورة الحجر (15) : الآيات 78 إلى 79]

وقد عالجنا هذا الموضوع في غير موضع فعد إليه في مواطنه. [سورة الحجر (15) : الآيات 78 الى 79] وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (79) الإعراب (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (أصحاب) اسم كان مرفوع (الأيكة) مضاف إليه مجرور (اللام) هي الفارقة (ظالمين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: « (إن) هـ كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان أصحاب ... » في محلّ رفع خبر (إن) المخففة. (الفاء) عاطفة (انتقمنا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انتقمنا) ، (الواو) استئنافيّة (إنّهما) حرف مشبّه بالفعل، و (هما) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ «1» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (بإمام) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مبين) نعت لإمام مجرور مثله. وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف السابقة. وجملة: «إنّهما لبإمام ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الأيكة) ، اسم للشجر الكثيف الملتفّ، وزنه فعلة بفتح فسكون، وقد يكون اسم علم لمكان بعينه.

_ (1) والضمير يعود على لوط وشعيب، وقد فهم من السياق، أو يعود على قوم لوط وقوم شعيب.

البلاغة

البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ مجاز مرسل علاقته الحالية، لأن الأيكة هي شجر ملتف مزدحم. 2- الاستعارة التصريحية: لأن الطريق سبيل للوصول، والمسافر فيه يتبعه حتى النهاية، فاستعمل المشبه به بدلا عن المشبه. الفوائد - قوله تعالى وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ اختلف النحاة اختلافا كبيرا حول ضمير التثنية في «انهما» ..! على وجوه: أ- قرى قوم لوط والأيكة. ب- قيل يعودان على الأيكة ومدين لأن شعيبا كان مبعوثا لكليهما. ج- وقيل يعود على لوط وشعيب. د- وقيل يعود على الخبرين خبر إهلاك قوم لوط وخبر إهلاك قوم شعيب. [سورة الحجر (15) : الآيات 80 الى 84] وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (81) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (84)

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كذّب) فعل ماض (أصحاب) فاعل مرفوع (الحجر) مضاف إليه مجرور (المرسلين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: «كذّب أصحاب ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. (الواو) عاطفة (آتينا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به (آياتنا) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة.. و (نا) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) اسم كان (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (معرضين) وهو خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب أصحاب. وجملة: «كانوا عنها معرضين» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناهم. (الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (ينحتون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل (من الجبال) جارّ ومجرور متعلّق بفعل ينحتون بتضمينه معنى يتّخذون (بيوتا) مفعول به منصوب (آمنين) حال من فاعل ينحتون منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا.. معرضين «1» . وجملة: «ينحتون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. (الفاء) عاطفة (أخذتهم الصيحة مصبحين) مثل أخذتهم.. مشرقين «2» .

_ (1) أو اعتراضيّة بين جملة آتيناهم.. وجملة أخذتهم الصيحة.. ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في معرضين بتقدير قد. (2) في الآية (73) من هذه السورة. [.....]

الصرف:

وجملة: «أخذتهم الصيحة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر «1» . (الفاء) عاطفة (ما) حرف نفي (أغنى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنى) ، (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف (كانوا يكسبون) مثل كانوا ينحتون «3» . وجملة: «أغنى.. ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا أي يكسبونه. الصرف: (الحجر) ، اسم علم هو واد بين المدينة والشام، وزنه فعل بكسر فسكون. [سورة الحجر (15) : الآيات 85 الى 86] وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (86) الإعراب (الواو) استئنافيّة (ما خلقنا) مثل ما أغنى.. و (نا) فاعل (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على

_ (1) أي فبغوا فأخذتهم الصيحة ... (2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل فاعل.. أو هو نكرة موصوفة، والعائد محذوف، والجملة نعت له. (3) في الآية (82) من هذه السورة.

الصرف:

السموات بالواو منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما.. و (هما) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي إلّا خلقا ملتبسا بالحقّ (الواو) عاطفة (إنّ) حرف توكيد ونصب (الساعة) اسم إنّ منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد (آتية) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اصفح) فعل أمر، والفاعل أنت (الصفح) مفعول مطلق منصوب (الجميل) نعت للصفح منصوب. جملة: «ما خلقنا.. إلّا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الساعة لآتية» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اصفح ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أوذيت فاصفح. (إنّ ربّك) مثل إنّ الساعة.. و (الكاف) مضاف إليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الخلّاق) خبر المبتدأ هو، مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها تعليليّة للأمر المتقدّم. وجملة: «هو الخلّاق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (الصفح) ، مصدر سماعيّ لفعل صفح الثلاثيّ باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (الجميل) . صفة مشبّهة من فعل جمل الثلاثيّ باب كرم، فعل وزنه فعيل.

_ (1) أو ضمير فصل و (الخلّاق) خبر إنّ.

[سورة الحجر (15) : آية 87]

(الخلّاق) ، مبالغة اسم الفاعل من خلق الثلاثيّ، وزنه فعّال. [سورة الحجر (15) : آية 87] وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (آتيناك) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل، و (الكاف) مفعول به (سبعا) مفعول به ثان منصوب (من المثاني) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (سبعا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء (الواو) عاطفة (القرآن) معطوف على (سبعا) منصوب (العظيم) نعت للقرآن منصوب. جملة: «آتيناك ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة. الصرف: (المثاني) ، جمع المثنى وهو كلّ شيء يكرر، وقد اختلف في تفسير المثاني الواردة في الآية الكريمة فقيل هي الفاتحة لأن آياتها سبع أو لأنها تكرّر في كلّ صلاة وفي كلّ ركعة، وثمّة أقوال أخرى فيها.. وقيل إنّ المثاني هي السبع الطوال أوّلها سورة البقرة وآخرها سورة الأنفال وبراءة.. وقيل هي السور التي تبدأ ب (حم) .. وقيل المراد بها جميع القرآن ... إلخ، ووزن المثاني مفاعل. الفوائد 1- اختلف المفسرون في السبع المثاني على آراء، أوجهها رأيان: أ- قيل انها الفاتحة، لأنها تقرأ في كل ركعة، وهي سبع آيات. ب- وقيل هي السور السبع الطوال، لأنه تكرر بها أمور كثيرة.

[سورة الحجر (15) : الآيات 88 إلى 89]

[سورة الحجر (15) : الآيات 88 الى 89] لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) الإعراب (لا) ناهية (تمدّن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) للتوكيد، والفاعل أنت (عينيك) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء و (الكاف) مضاف إليه (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تمدّن) (متّعنا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (متّعنا) ، (أزواجا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (أزواجا) ، (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (تحزن) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (تحزن) ، (الواو) عاطفة (اخفض) فعل أمر، والفاعل أنت (جناحك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (اخفض) . جملة: «لا تمدّنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متّعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تمدّنّ. وجملة: «اخفض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تمدّنّ. (الواو) عاطفة (قل) مثل اخفض (إنّي) حرف مشبّه بالفعل.. و (الياء)

البلاغة

ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (النذير) خبر المبتدأ أنا مرفوع (المبين) خبر ثان مرفوع. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تمدّنّ. وجملة: «إنّي أنا النذير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا النذير ... » في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ كناية عن التواضع لهم والرفق بهم، وأصل ذلك أن الطائر إذا أراد أن يضم فرخه إليه بسط جناحيه له، والجناحان من ابن آدم جانباه. [سورة الحجر (15) : الآيات 90 الى 91] كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) الإعراب (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق «3» (أنزلنا) مثل متّعنا «4» ، (على المقتسمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلنا) .

_ (1) يجوز أن يكون الضمير مستعارا لمحلّ النصب، توكيدا لاسم إنّ. (2) أو اسم بمعنى مثل مفعول مطلق. (3) اختلف السادة المفسّرون المعربون في تقدير هذا المحذوف، وكلّها ترجع إلى التأويل القريب أو البعيد، وأقربها هو: آتيناك إيتاء كالذي أنزلنا على المقتسمين.. واختار أبو حيّان أن يكون نعتا لمصدر محذوف تقديره قل قولا كالذي أنزلناه على المقتسمين. (4) في الآية (88) من هذه السورة.

الصرف:

جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمقتسمين «1» ، (جعلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (القرآن) مفعول به منصوب (عضين) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر. وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (المقتسمين) ، جمع المقتسم أي الذي اقتسم الكتاب فآمن ببعض وكفر ببعض، وهو اسم فاعل من فعل اقتسم الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. (عضين) ، جمع عضة، وأصلها عضوة من عضا الشاة إذا جعلها أعضاء، وقيل عضهة من عضهته إذا بهتّه وفي المختار: قال الكسائيّ: العضة الكذب والبهتان وجمعها عضون مثل عزة وعزون.. قيل نقصانه الواو وهو من عضوته أي فرّقته لأنّ المشركين فرّقوا أقاويلهم فجعلوه كذبا وكهانة وشعرا، وقيل نقصانه الهاء وأصله عضهة لأن العضة والعضين في لغة قريش السحر. «2» الفوائد - كلمة «عضين» تعرب إعراب جمع المذكر السالم فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء، لأنها من ملحقاته. وكنا تعرضنا للملحقات جمع المذكر السالم، ولاستيفاء الفائدة نفصل هنا ما أجملناه هناك:

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة استئناف بيانيّ. (2) حاشية الجمل للجلالين.

[سورة الحجر (15) : الآيات 92 إلى 93]

الملحقات بجمع المذكر هي ما يعرب إعرابه ولم يستوف شروطه. وهي أربعة زمر: أ- الأول، أسماء جموع وهي «أولو، وعالمون، والعقود من عشرين إلى تسعين» . ب- الثانية: جموع التكسير وهي «بنون، وأرضون، وسنون، وعضون، وعزون، وثبوت. ج- الثالثة جموع تصحيح لم تستوف شروط الجمع نحو «أهلون ووابلون» . ء- الرابعة، ما سمّي من هذا الجمع ومما ألحق به مثل: زيدون وعليون. وهكذا عرضنا لك الفصيح من ملحقات هذا الجمع، وسكتنا عن الشواذ خشية الإطالة. فإن كنت ذا نفس طويل فأنشد تمام هذا البحث في المطولات من كتب النحو. [سورة الحجر (15) : الآيات 92 الى 93] فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (93) الإعراب (الفاء) استئنافيّة (الواو) واو القسم (ربّك) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام القسم (نسألنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) للتوكيد، والفاعل نحن، و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (أجمعين) توكيد للضمير الغائب منصوب «1» ، وعلامة النصب الياء. جملة: « (أقسم) بربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو حال منصوبة من الضمير المفعول.

[سورة الحجر (15) : الآيات 94 إلى 96]

وجملة: «نسألنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم. (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (كانوا) فعل ماض ناقص.. و (الواو) اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (نسألنّهم) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ. وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الحجر (15) : الآيات 94 الى 96] فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) الإعراب (الفاء) استئنافيّة (اصدع) فعل أمر، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (اصدع) ، (الواو) عاطفة (أعرض) مثل اصدع و (تؤمر) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن المشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعرض) . جملة: «اصدع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تؤمر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» .

_ (1) أو موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.. (2) والعائد محذوف تقديره تؤمره.. بحذف الجارّ وتعدية الفعل إلى الضمير.. ولا يصحّ أن يكون (ما) حرفا مصدريّا إذ لا يمكن تأويل المصدر الصريح من المبنيّ للمجهول مع الحرف المصدريّ.

البلاغة

وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصدع. (إنّا) مثل إنّي «1» ، (كفيناك) مثل آتيناك «2» ، (المستهزئين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «إنّا كفيناك ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كفيناك ... » في محلّ رفع خبر إنّا. (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمستهزئين «3» ، (يجعلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إلها) مفعول به أوّل منصوب (آخر) نعت ل (إلها) منصوب، ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (الفاء) استئنافيّة (سوف) حرف استقبال (يعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، ومفعوله محذوف أي يعلمون عاقبة أمرهم. وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة - الاستعارة المكنية: في قوله تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ فالمستعار منه الزجاجة، والمستعار الصدع وهو الشق، والمستعار له هو عقوق المكلفين، وهو من استعارة المحسوس للمعقول، والمعنى صرح بجميع ما أوحي إليك وبين كل ما أمرت ببيانه، وإن شق ذلك على بعض القلوب فانصدعت.

_ (1) في الآية (89) من هذه السورة. [.....] (2) في الآية (87) من هذه السورة. (3) أو في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة سوف يعلمون بزيادة الفاء لمشابهة المبتدأ للشرط.. أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره ...

[سورة الحجر (15) : الآيات 97 إلى 99]

[سورة الحجر (15) : الآيات 97 الى 99] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق «1» (نعلم) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (أنّ) حرف توكيد ونصب و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (يضيق) مثل نعلم (صدرك) فاعل مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يقولون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّك يضيق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي نعلم. والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يضيق) . جملة: «نعلم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يضيق صدرك ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سبّح) فعل أمر، والفاعل أنت (بحمد) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل سبّح أي مشتملا- أو مصحوبا- بحمد ربّك (ربّك) مضاف إليه مجرور ... و (الكاف) مضاف إليه (الواو)

_ (1) لأنّ علم الله محقّق في كلّ آن.

عاطفة (كن) فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الساجدين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كن. وجملة: «سبّح ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن ضاق صدرك فسبّح. وجملة: «كن من الساجدين» في محلّ جزم معطوفة على جملة سبّح. (الواو) عاطفة (اعبد) مثل سبّح (ربّك) مفعول به منصوب ... و (الكاف) مضاف إليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتيك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى ... و (الكاف) مفعول به، (اليقين) فاعل مرفوع. وجملة: «اعبد ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة كن من الساجدين. وجملة: «يأتيك اليقين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر انتهت سورة الحجر.

سورة النحل

سورة النّحل آياتها 128 آية [سورة النحل (16) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) الإعراب (أتى) فعل ماض «1» مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أمر) فاعل مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «2» ، (لا) ناهية جازمة (تستعجلوه) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تعالى) فعل ماض مثل أتى، والفاعل هو (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «3» (يشركون) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون ... و (الواو) فاعل.

_ (1) إمّا على بابه وهو بمعنى قرب.. أو هو مستقبل معنى لأنّه محقّق الوقوع، فكأنه وقع. (2) أو عاطفة لربط المسبّب بالسبب.. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يشركونه.

الفوائد

والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (تعالى) . جملة: «أتى أمر الله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «لا تستعجلوه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن طلبتم الأمر فلا تستعجلوه. وجملة: « (نسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الفوائد 1- أَتى أَمْرُ اللَّهِ عبّر سبحانه عن المستقبل بالماضي إيذانا بوقوع أمره ولزوم تحقيقه، وهذه من لطائف بلاغة القرآن الكريم فتأمل. 2- تَعالى هذا الفعل ناقص التصرف وقد قيل: الفعل من حيث أداؤه معنى لا يتعلق بزمان أو يتعلق به قسمان: جامد ومتصرف. لأنه إذا تعلق بزمان كان ذلك داعيا لاختلاف صوره لإفادة حدوثه في زمان مخصوص. وإن لم يتعلق بزمان كان هذا موجبا لجموده على صورة واحدة. من ذلك الترجي بواسطة الفعل «عسى» ، والذم بواسطة الفعل «بئس» ، وكذلك المدح بالفعل «نعم» ، ثم التعجب، كل ذلك لا يختلف باختلاف الزمان، ولذلك كانت أفعاله جامدة. وهو إما أن يلازم صيغة الماضي مثل عسى وليس ونعم وبئس وتبارك وتعالى. أو صيغة المضارع، أو صيغة الأمر مثل هب وهات وتعال وهلمّ في لغة تميم.

[سورة النحل (16) : آية 2]

[سورة النحل (16) : آية 2] يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) الإعراب (ينزّل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الملائكة) مفعول به منصوب (بالروح) جارّ ومجرور حال من الملائكة أي مصحوبة بالوحي «1» ، (من أمره) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الروح «2» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) ، (يشاء) مثل ينزّل (من عباده) جارّ ومجرور حال من الموصول.. و (الهاء) مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ «3» ، (أنذروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (أنّ) حرف توكيد ونصب و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) حرف استثناء (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر. والمصدر المؤوّل (أن أنذروا ... ) في محلّ جرّ بدل من الروح. والمصدر المؤوّل (أنّه لا إله إلّا أنا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنه لا إله إلّا أنا.. متعلّق ب (أنذروا..) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقون) مثل أنذروا، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به.

_ (1) الروح جاء تفسيره: الوحي والقرآن وأرواح الخلق والرحمة والهداية وجبريل.. إلخ. (2) أو متعلّق ب (ينزّل) ومن للتبعيض. (3) أو حرف تفسير لأنّ التنزيل وحي فيه معنى القول لا بحروفه.

[سورة النحل (16) : آية 3]

وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنذروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا إله إلّا أنا» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «اتّقون» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما ذكر من تنزّل الملائكة على الأنبياء فاتّقون «1» . [سورة النحل (16) : آية 3] خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) الإعراب (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور حال من فاعل خلق (تعالى عمّا يشركون) مرّ إعرابها «2» . جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . [سورة النحل (16) : الآيات 4 الى 8] خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8)

_ (1) أو إذا أردتم النجاة في الآخرة فاتّقوني بتوحيدي. (2) في الآية (1) من هذه السورة.

الإعراب

الإعراب (خلق الإنسان) مثل خلق السموات «1» ، (من نطفة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خصيم) خبر مرفوع (مبين) نعت لخصيم مرفوع. جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو خصيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (الواو) عاطفة (الأنعام) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي خلق الأنعام (خلقها) مثل الأول، و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقها) «2» ، (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (دفء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (منافع) معطوف على دفء بالواو مرفوع (الواو) عاطفة (فيها) مثل منها متعلّق ب (تأكلون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.

_ (1) في الآية (3) السابقة. (2) يجوز الوقف في قوله خلقها، فيتعلّق (لكم) بخبر مقدّم لدفء، وهذا يتوافق مع الآية 6 الآتية ... ويجوز أن يكون (لكم) حالا من دفء، و (فيها) خبر..

وجملة: « (خلق) الأنعام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق الإنسان. وجملة: «خلقها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فيها دفء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «منها تأكلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء. (الواو) عاطفة (لكم فيها جمال) مثل لكم فيها دفء، خبر مقدّم ومبتدأ مؤخّر «2» ، (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بجمال «3» ، (تريحون) مثل تأكلون (الواو) عاطفة (حين تسرحون) مثل حين تريحون. وجملة: «لكم فيها جمال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء. وجملة: «تريحون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تسرحون» في محلّ جرّ بإضافة حين الثاني إليها. (الواو) عاطفة (تحمل) مضارع مرفوع، والفاعل هي أي الأنعام (أثقالكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (إلى بلد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحمل) (لم) حرف نفي وجزم (تكونوا) مضارع ناقص ومجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) اسم تكون (بالغيه) خبر منصوب وعلامة النصب الياء ... و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (بشقّ) جارّ ومجرور حال من الضمير المستكنّ في بالغيه (الأنفس) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّكم) اسم إنّ منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (رؤف) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الهاء في (خلقها) . [.....] (2) يجوز أن يكون (لكم) حالا من جمال، والعامل فيها معنى الاستقرار. (3) أو متعلّق بنعت لجمال.

الصرف:

وجملة: «تحمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء. وجملة: «لم تكونوا بالغيه ... » في محلّ جرّ نعت لبلد. وجملة: «إنّ ربّكم لرؤوف ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. (الواو) عاطفة (الخيل) مثل الأنعام «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (البغال، الحمير) اسمان معطوفان على الخيل منصوبان مثله (اللام) للتعليل (تركبوها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تركبوها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل خلق المقدّر. (زينة) مفعول لأجله منصوب معطوف على محلّ المصدر المؤوّل «2» (تخلق) مثل تحمل، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «3» ، والعائد محذوف أي تعلمونه (لا) نافية (تعلمون) مثل تأكلون. وجملة: « (خلق) الخيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (خلق) الأنعام. وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (خلق) الخيل «4» . وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (الإنسان) ، اسم معروف، أصله إنسيان لأن العرب قاطبة

_ (1) يجوز أن يكون معطوفا على الأنعام منصوبا مثله. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف: تنزيّنوا زينة بها. (3) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعده نعت له. (4) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة.

قالوا في تصغيره أنيسيان، فدلّت الياء الأخيرة على الياء في تكبيره، إلّا أنّهم حذفوها لمّا كثر في كلامهم، جمعه الناس، وإذا قالوا أنا سين فهو جمع بيّن مثل بستان وبساتين، وإذا قالوا أناسيّ كثيرا فخفّفوا الياء أسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه، يبيّن جواز أناسي، بالتخفيف، قول العرب أناسية كثيرة، والواحد إنسيّ وأناس، ووزن إنسيان إفعلان- بكسر الهمزة- من النسيان، وقد حذفت الياء فقيل إنسان.. وانظر الآية (8) من سورة البقرة. (نطفة) ، اسم لماء الرجل والمرأة، جمعه نطف بضمّ وفتح ونطاف بضم النون، ولا فعل للنطفة على رأي أبي زيد. (دفء) ، في المختار: الدفء نتاج الإبل وما ينتفع به فهو اسم، وهو السخونة اسم من دفئ يدفأ باب طرب وسلم، فالذكر دفئان والأنثى دفأى. وفي المصباح لا يقال اسم الفاعل دفيء وزان كريم بل وزان تعب. وفي القاموس الدفء بالكسر ويحرّك نقيض حدّة البرد، وزنه فعل بكسر فسكون. (جمال) ، مصدر جمل يجمل باب كرم، وزنه فعال بفتح الفاء والعين. (أثقال) ، جمع ثقل، اسم لمتاع المسافر، وزنه فعل بفتحتين، وأثقال وزنه أفعال. (بلد) ، اسم على وزن فعل بفتحتين، جمعه بلاد وبلدان. (شقّ) ، اسم لنصف الشيء، والمعنى على المجاز أيّ لم يكونوا بالغيه إلّا بنقصان قوّة النفس وذهاب نصفها. وفي المختار: الشقّ أيضا المشقّة، وقيل المفتوح الصدر والمكسور الاسم، وزنه فعل بكسر فسكون. (الخيل) ، انظر الآية (14) من سورة آل عمران. (البغال) ، جمع بغل، اسم للحيوان المتولّد بين الخيل والحمير، وزنه فعل بفتح فسكون.

البلاغة

(الحمير) ، جمع الحمار اسم للحيوان المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء، ويجمع أيضا على أحمرة بفتح الهمزة وكسر الميم، وحمر بضمّتين، وحمور بضمّ الحاء وحمرات بضمّتين، ومؤنّثه بتاء. البلاغة - التقديم: في قوله تعالى حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وتقديم الإراحة على السرح، مع أنها متأخرة في الوجود عنه، لكونها أظهر منه في استتباع ما ذكر من الجمال وأتم في استجلاب الأنس والبهجة، إذ فيها حضور بعد غيبة، وإقبال بعد إدبار على أحسن ما يكون، ملأى البطون حافلة الضروع. [سورة النحل (16) : آية 9] وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (9) الإعراب (الواو) استئنافيّة (على الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (قصد) مبتدأ مؤخّر على حذف مضاف أي بيان قصد السبيل (السبيل) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (جائر) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي سبيل جائر (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض، والفاعل هو ومفعوله محذوف أي هدايتكم (اللام) واقعة في جواب لو (هداكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (أجمعين) توكيد لضمير الخطاب في (هداكم) ، منصوب وعلامة النصب الياء «1» .

_ (1) أو حال من الضمير المذكور، منصوبة.

الصرف:

جملة: «على الله قصد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «منها جائر ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. وجملة: «هداكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم الصرف: (قصد) ، مصدر قصد بمعنى إقامة السبيل أو تعديل السبيل وليس مصدر (قصدته) بمعنى أتيته. وهو مصدر يوصف به.. يقال سبيل قصد بمعنى قاصد أي مستقيم كأنّه يقصد الوجه الذي يؤمّه السالك لا يعدل عنه، وزنه فعل بفتح فسكون. (جائر) ، اسم فاعل من جار يجوز أي حاد عن الاستقامة، وزنه فاعل، وفيه إبدال حرف العلّة الواو همزة لمجيئه بعد ألف فاعل، وهذا شأن اسم الفاعل من كلّ فعل معتلّ أجوف. [سورة النحل (16) : آية 10] هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) الإعراب (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (أنزل) فعل ماض والفاعل هو (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» ، (ما) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم «2» ، (من) حرف جرّ و (الهاء)

_ (1) أو حال من ماء.. (2) يصحّ الوقوف عند (لكم) ، فهو إذا نعت لماء، (ومنه) خبر مقدّم للمبتدأ شراب.

الصرف:

ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من شراب (شراب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (منه شجر) مثل منه شراب ومعطوف عليه (فيه) مثل منه متعلّق بفعل (تسيمون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لكم منه شراب» في محلّ نصب نعت لماء «1» . وجملة: «تسيمون» في محلّ رفع نعت لشجر. الصرف: (شجر) ، اسم جمع واحدته شجرة، وهو ما قام على ساق من نبات الأرض، وجمع شجر أشجار وشجراء وجمع شجرة شجرات ووزن شجر فعل بفتحتين. [سورة النحل (16) : الآيات 11 الى 13] يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) الإعراب (ينبت) مضارع مرفوع، والفاعل هو (لكم) متعلّق ب (ينبت) ، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبت) ،

_ (1) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها لبيان فائدة الماء، فهي استئناف بيانيّ.

والباء سببيّة، والضمير يعود على الماء (الزرع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الزيتون، النخيل، الأعناب) أسماء معطوفة على الزرع بحروف العطف منصوبة مثله (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمنعوت محذوف أي وشيئا من كلّ ... ومن تبعيضيّة (الثمرات) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (اللام) الثانية للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (لقوم) جارّ ومجرور نعت لآية (يتفكّرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «ينبت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتفكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم. (الواو) عاطفة (سخّر) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) متعلّق ب (سخّر) ، (الليل) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (النهار، الشمس، القمر،) أسماء معطوفة على الليل منصوبة مثله (النجوم) مبتدأ مرفوع (مسخّرات) خبر مرفوع (بأمره) جارّ ومجرور متعلّق بمسخّرات ... و (الهاء) مضاف إليه (إنّ في ... يعقلون) مثل إنّ في.. يتفكّرون وعلامة نصب آيات الكسرة. وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينبت. وجملة: «النجوم مسخّرات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّر. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

[سورة النحل (16) : الآيات 14 إلى 16]

(الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف أيّ سخّر لكم ما ... «1» ، (ذرأ) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) متعلّق ب (ذرأ) ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذرأ) ، (مختلفا) حال منصوبة من العائد أي ما ذرأ لكم مختلفا (ألوانه) فاعل لاسم الفاعل مختلفا.. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّ في.. يذّكّرون) مثل إنّ في.. يتفكّرون. وجملة: « (سخّر) ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّر لكم الليل. وجملة: «ذرأ لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يذّكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة النحل (16) : الآيات 14 الى 16] وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) الإعراب (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر (سخّر البحر) مثل سخّر الليل «2» .

_ (1) يجوز أن يكون معطوفا بالواو على الليل فيكون من عطف المفردات، ولا جملة. (2) في الآية (12) من هذه السورة.

(اللام) للتعليل (تأكلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأكلوا) على حذف مضاف أي من حيواناته «1» ، (لحما) مفعول به منصوب (طريّا) نعت ل (لحما) منصوب (الواو) عاطفة (تستخرجوا) مثل تأكلوا ومعطوف عليه (منه) مثل الأول متعلّق ب (تستخرجوا) ، (حلية) مفعول به منصوب (تلبسونها) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به (الواو) اعتراضيّة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (الفلك) مفعول به منصوب (مواخر) حال منصوبة (فيه) مثل منه متعلّق بمواخر (الواو) عاطفة (لتبتغوا) مثل لتأكلوا (من فضله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا) ، (الواو) عاطفة (لعلّكم) حرف ترجّ ونصب.. و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مثل تلبسون. والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سخّر) . والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سخّر) لأنه معطوف عليه. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «سخّر البحر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تستخرجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأكلوا. وجملة: «تلبسونها ... » في محلّ نصب نعت لحلية. وجملة: «ترى الفلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من (لحما) ، نعت تقدّم على المنعوت. (2) أو هي معطوفة بالواو على استئناف متقدّم. [.....]

وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «لعلّكم تشكرون ... » لا محلّ لها تعليليّة، وهي معطوفة على التعليل المتقدّم المستعمل له اللام «1» . وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الواو) عاطفة (ألقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقى) مضمّنا معنى خلق (رواسي) مفعول به منصوب- صفة لموصوف محذوف أي جبالا رواسي- ومنع من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تميد) مضارع منصوب، والفاعل هي (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تميد) . والمصدر المؤوّل (أن تميد) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي مخافة أن تميد بكم، (الواو) عاطفة في الموضعين (أنهارا، سبلا) اسمان معطوفان على رواسي منصوبان مثله (لعلّكم تهتدون) مثل لعلّكم تشكرون. وجملة: «ألقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّر البحر. وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل-. وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الواو) عاطفة (علامات) معطوف على رواسي منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (الواو) استئنافيّة (بالنجم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهتدون) ،

_ (1) أو معطوفة على تعليل متقدّم مقدّر أي لعلّكم تدركون فضله ولعلّكم تشكرون.

الصرف:

(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يهتدون) مثل تلبسون. وجملة: «هم يهتدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهتدون» في محلّ رفع خبر. الصرف: (طريّا) ، صفة مشبّهة من طرو يطرو باب كرم وطري يطري باب فرح، فإذا جاء من باب كرم ففيه إعلال بالقلب، أصله طريو فيه واو والياء المتقدمة ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فأصبح طريّ زنة فعيل. (مواخر) ، جمع ماخرة مؤنّث ماخر، اسم فاعل من مخر البحر أي جرى فيه وشقّه، وزن مواخر فواعل. (علامات) ، جمع علامة، اسم للإشارة من أعلمت على كذا من الكتاب وغيره، وزنه فعالة بفتح الفاء. البلاغة 1- التتميم: في قوله تعالى لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا تتميم احتياط. والتتميم فن يشتمل على كلمة لو طرحت من الكلام نقص معناه. وهو ثلاثة أنواع: تتميم نقص، وتتميم احتياط، وتتميم مبالغة. ونقول هنا إنه علم سبحانه أنه إذا لم يصف اللحم بالطراوة لم يكن مظنة للفساد، ولكن المعروف أن الفساد إلى اللحم الطري أكثر من غيره، فلزم وصفه بها ليسارع إلى أكله خيفة الفساد عليه. 2- الالتفات: في قوله تعالى وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ فإخراج الكلام عن سنن الخطاب، وتقديم الجار والضمير للتخصيص كأنه قيل: وبالنجم خصوصا

[سورة النحل (16) : آية 17]

هؤلاء خصوصا يهتدون، فالاعتبار بذلك والشكر عليه بالتوحيد الزم لهم وأوجب عليهم. [سورة النحل (16) : آية 17] أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17) الإعراب (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يخلق) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (الكاف) حرف جرّ (من) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (لا) نافية (يخلق) مثل الأول (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (لا) مثل الأولى (تذكّرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «من يخلق كمن لا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني) . وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . لبلاغة 1- التشبيه المقلوب: وذلك في قوله تعالى أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ إذ مقتضى الظاهر عكسه، لأن الخطاب لعباد الأوثان، حيث سموها آله تشبيها به تعالى، فجعلوا غير الخالق كالخالق، فجاءت المخالفة في الخطاب، كأنهم لمبالغتهم في عبادتها ولإسفافهم- بالتالي- وارتكاس عقولهم صارت عندهم كالأصل، وصار الخالق الحقيقي هو الفرع، فجاء الإنكار على وفق ذلك. 2- التغليب: في الآية الكريمة. حيث أتى «بمن» تغليبا لذوي العلم على غيرهم، مع ما فيه من

_ (1) أو معطوفة على استئناف متقدّم مقدّر أي أجهلتم هذا فلا تذكّرون.

الفوائد

المشاكلة، أو ذوو العلم خاصة، ويعرف منه حال غيرهم بدلالة النص، فإن من يخلق حيث لم يكن كمن لا يخلق وهو من جملة ذوي العلم. فما ظنك بالجماد. فالمراد إذا بمن لا يخلق الأصنام، وجاء بمن الذي هو للعقلاء ذوي العلم، وذلك لأنهم لما عبدوها وسموها آلهة، أجروها مجرى أولى العلم، فجيء بمن على اعتقادهم، ووفق ما هو مركوز في سلائقهم. الفوائد 1- من طرائف الفقهاء أنهم يقولون: إذا حلف الرجل لا يأكل لحما فأكل سمكا لم يحنث. فإذا اعترض عليهم معترض بأن الله تعالى سماه لحما، قالوا: إن الأمر مبنيّ على العادة، وعادة الناس إذا ذكر اللحم على إطلاقه لا يفهم منه السمك. قالوا: ألا ترى أنه لو حلف لا يركب دابة فركب كافرا لا يحنث، وإن الله سماه دابة في قوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى آخر هذه المباحث التي يرجع إليها في المطولات من كتب الفقه. 2- كتابة الهمزة: أ- القياس في كتابة الهمزة أن تكتب على الحرف الذي تسهل إليه فيما لو خففت. والتخفيف جائز في اللغة العربية فتقول: سال وقرا ولولو وذياب وخطيّة وميّة إلخ. ب- الهمزة المبدوء بها: لا تكون إلا متحركة محققة النطق بها، ويجب إثباتها كتابة على صورة الألف بأية حركة تحركت. مثل: أمل وإبل وأحد. ج- الهمزة المتطرفة في آخر الكلمة. إمّا أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا: 1- ان كان ما قبلها ساكنا كتبت على السطر مثل المرء الجزء الخبء المقروء الشيء النوء. 2- ان كان ما قبلها متحركا كتبت بحرف يناسب حركة ما قبلها نحو:

[سورة النحل (16) : الآيات 18 إلى 21]

الخطأ، والتواطؤ، ويستهزئ. ج- الهمزة المتوسطة: إذا كانت ساكنة تكتب على حرف يناسب حركة الحرف الذي قبلها. مثل رأس وسؤل وبئر، وإن كانت متحركة تكتب على حرف يجانس حركة الأقوى منها ومن الحرف الذي قبلها، مثل: سأل، سئم، تؤجج، خؤون، فئات. وثمة شواذات عن هذه القواعد الكلية نضرب صفحا عن ذكرها خشية التطويل وخروجنا عن خطة الكتاب. [سورة النحل (16) : الآيات 18 الى 21] وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ (19) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) الإعراب (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تعدّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (تحصوها) مثل تعدّوا جواب الشرط.. و (ها) ضمير مفعول به (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب، (اللام) المزحلقة للتوكيد (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إن تعدّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحصوها ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء

وجملة: «إنّ الله لغفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تسرّونه «1» ، (تسرّون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (ما تعلنون) مثل ما تسرّون. وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تعدّوا ... وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تسرّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. (الواو) عاطفة (الّذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يدعون) مثل تسرّون (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يخلقون) مثل تسرّون (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يخلقون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل. وجملة: «الّذين يدعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم. وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «لا يخلقون شيئا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الّذين) . وجملة: «يخلقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «هم يخلقون» في محلّ نصب حال «2» .

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مفعول به.. (2) أو في محلّ رفع معطوفة بالواو على جملة (لا يخلقون..) .

الفوائد

(أموات) خبر ثان للمبتدأ (هم) «1» ، مرفوع (غير) نعت لأموات مرفوع وأفاد التوكيد (أحياء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية (يشعرون) مثل تسرّون (أيّان) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (يبعثون) ، وهو مثل يخلقون بالبناء للمجهول. وجملة: «ما يشعرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون (الخبر) . وجملة: «يبعثون ... » في محلّ نصب مفعول به للفعل يشعرون المعلّق. بالاستفهام أيّان ... أو على نزع الخافض. الفوائد - أَيَّانَ يُبْعَثُونَ. تأتي «أيان» بدون «ما» وتأتي متصلة بها. وفي كلتا الحالتين هي اسم شرط جازم للزمان. أ- مجردة، نحو: أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا ... لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا ب- متصلة- ب «ما» نحو إذا ما النعجة الأدماء باتت بقفرة ... فأيان ما تعدل به الريح تنزل ملاحظة: قد تكون «أيان» اسم استفهام عن الزمان وهي مركبة من كلمتين «أي وآن» .

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم والجملة استئنافيّة.

[سورة النحل (16) : آية 22]

[سورة النحل (16) : آية 22] إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) الإعراب (إلهكم) مبتدأ مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع (الفاء) استئنافيّة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (قلوبهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (منكرة) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (هم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (مستكبرون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «إلهكم إله واحد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الّذين لا يؤمنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «قلوبهم منكرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الّذين) . وجملة: «هم مستكبرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة قلوبهم منكرة «1» . الصرف: (مستكبرون) ، جمع مستكبر، اسم فاعل من استكبر السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة النحل (16) : آية 23] لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)

_ (1) يجوز أن تكون حالية فهي في محلّ نصب.

الإعراب

الإعراب (لا) نافية للجنس (جرم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محل نصب «1» ، (أنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما يسرّون وما يعلنون) مرّ إعرابها «2» . والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لا جرم من أنّ الله.. متعلّق بخبر لا (إنّه) حرف توكيد ونصب.. و (الهاء) ضمير اسم إنّ (لا) نافية (يحبّ) مثل يعلم (المستكبرين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: «لا جرم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يسرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنّه لا يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة النحل (16) : آية 24] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) الإعراب (الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر «3» ،

_ (1) انظر الآية (22) من سورة هود ففي إعراب (لا جرم) مزيد شرح. (2) في الآية (19) من هذه السورة. (3) أو (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله أنزل.

[سورة النحل (16) : آية 25]

(أنزل) فعل ماض (ربّكم) فاعل مرفوع.. و (كم) مضاف إليه، والعائد محذوف أي أنزله (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره المنزل «1» (الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ماذا أنزل ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «أنزل ربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: « (المنزل) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة النحل (16) : آية 25] لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (25) «3» الإعراب (اللام) لام العاقبة (يحملوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل (أوزارهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه (كاملة) حال منصوبة من أوزار (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحملوا) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور.

_ (1) أو ما تدّعون نزوله. (2) لأنها في الأصل جملة مقول القول، وهي عند الجمهور تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول ... (3) انظر إعراب القسم الأخير من الآية في سورة الأنعام (الآية 31) .

[سورة النحل (16) : الآيات 26 إلى 29]

والمصدر المؤوّل (أن يحملوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قالوا) «1» . (الواو) عاطفة (من أوزار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحملوا) ومن تبعيضيّة (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يضلّونهم) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (هم) مفعول به (بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يضلّون أو من مفعوله بحسب تخريج المعنى (علم) مضاف إليه مجرور (ألا) حرف تنبيه (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نكرة تمييز الفاعل في محلّ نصب (يزرون) مثل يضلّون. جملة: «يحملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يضلّونهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «ساء ما يزرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يزرون ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) . [سورة النحل (16) : الآيات 26 الى 29] قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)

_ (1) في الآية السابقة (24) .. هذا وقد علّقه ابن عطيّة بمحذوف تقديره قدّر ذلك ليحملوا أوزارهم، وعنده اللام للتعليل.

الإعراب

الإعراب (قد) حرف تحقيق (مكر) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول.. و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أتى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع وهو على حذف مضاف أي أتى أمر الله (بنيانهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مثل الأخير (من القواعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتى) أي من ناحية القواعد (الفاء) عاطفة (خرّ) مثل مكر (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خرّ) ، (السقف) فاعل مرفوع (من فوقهم) جارّ ومجرور حال من السقف وهو توكيد لما قبله و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أتاهم) مثل الأول.. و (هم) ضمير مفعول به (العذاب) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتاهم) ، (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «مكر الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتى الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «خرّ عليهم السقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتى الله.. وجملة: «أتاهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتى الله ...

وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. (ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخزيهم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (يخزيهم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يقول) مثل يخزي، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم (شركائي) مبتدأ مؤخّر وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (الّذين) موصول في محلّ رفع نعت لشركاء (كنتم) فعل ماض ناقص ناسخ.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تشاقّون) مثل يشعرون (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل تشاقّون (قال) مثل مكر (الّذين) اسم موصول فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ (الخزي) اسم إنّ منصوب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخزي (الواو) عاطفة (السوء) معطوف على الخزي منصوب (على الكافرين) جارّ ومجرور خبر إنّ وعلامة الجرّ الياء. جملة: «يخزيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكر الذين ... وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخزيهم. وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم تشاقّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «تشاقّون فيهم» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «إنّ الخزي.. على الكافرين» في محلّ نصب مقول القول. (الّذين) موصول في محلّ جرّ نعت للكافرين «1» ، (تتوفّاهم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (هم) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (ظالمي) حال من ضمير المفعول منصوبة وعلامة النصب الياء (أنفسهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (السّلم) مفعول به منصوب (ما) نافية (كنّا) فعل ماض ناقص.. و (نا) ضمير اسم كان (نعمل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (من) حرف جرّ زائد (سوء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (بلى) حرف جواب (إنّ الله) مثل إنّ الخزي (عليم) خبر إنّ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» ، (كنتم تعملون) مثل كنتم تشاقّون. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (عليم) . وجملة: «تتوفّاهم الملائكة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «ألقوا السلم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كنّا نعمل ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «3» . وجملة: «نعمل من سوء ... » في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: «إنّ الله عليم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر

_ (1) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف وجوبا على الذمّ تقديره هم.. وعلى مذهب الأخفش هو مبتدأ خبره جملة ألقوا بزيادة الفاء لمشابهة المبتدأ للشرط. [.....] (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة. أو معطوفة على جملة الصلة- تتوفّاهم-.. وقيل هي معطوفة على جملة هم الذين.. إذا أعرب الموصول خبرا. (3) أو تفسيريّة للسلم إذا كان بمعنى القول، فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (أبواب) مفعول به منصوب (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (خالدين) حال من فاعل ادخلوا منصوبة، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام التوكيد (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (مثوى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المتكبّرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي جهنّم. وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول إنّ الله عليم.. وجملة: «لبئس مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (السقف) ، اسم جامد لما يقابل الأرض من البيت، جمعه سقوف بضمّ السين وسقف بضمّتين. (المتكبّرين) ، جمع المتكبّر، اسم فاعل من تكبّر الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة (1) الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ الكلام تمثيل، يعني أن حالهم في تسويتهم المنصوبات والحيل ليمكروا بها رسل الله تعالى عليهم الصلاة والسلام وإبطال الله تعالى إياها وجعلها سببا لهلاكهم، كحال قوم

الفوائد

بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين، فأتى ذلك من قبل أساطينه بأن ضعضعت فسقط عليهم السقف وهلكوا تحته ووجه الشبه أن ما نصبوه وخيلوه سبب التحصن والاستيلاء صار سبب البوار والفناء، فالأساطين بمنزلة المنصوبات، وانقلابها عليهم مهلكة كانقلاب تلك الحيل على أصحابها، والبنيان ما كان زوروه ورجوا فيه تلك المنصوبات وتطأطؤوا عليه من الرأي المدعم بالمكائد، ويشبه ذلك قولهم: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا. 2- الاحتراس: في قوله تعالى فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ فإن لقائل أن يقول: السقف لا يكون إلا من فوق، فما معنى ذكر من فوقهم. والجواب أنه احتراس من احتمال أن السقف قد يكون أرضا بالنسبة لغيرهم، فإن كثيرا من السقوف يكون أرضا لقوم وسقفا لقوم آخرين، فرفع الله تعالى هذا الاحتمال بعبارتين، وهما قوله «عليهم» وقوله «خر» لأنها لا تستعمل إلا فيما يهبط أو يسقط من العلو إلى الأسفل. الفوائد - بلى: حرف جواب، وتختص بإبطال النفي، سواء النفي المحض نحو زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ: بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ. أو مقرونا بالاستفهام الحقيقي نحو «أليس عليّ بآت» والجواب: بلى.. أو بالاستفهام الذي خرج عن حقيقته للتوبيخ نحو أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى. أو للتقرير نحو قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا: بَلى.. والفرق بين: بلى ونعم، أن بلى لا تأتي الا بعد نفي، وأن نعم تأتي بعد النفي والإثبات..!

[سورة النحل (16) : آية 30]

[سورة النحل (16) : آية 30] وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (30) الإعراب (الواو) استئنافيّة (قيل.. ماذا أنزل ربّكم قالوا) مرّ إعرابها «1» ، (اللام) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (ألقوا) مثل اتقوا «2» ، (خيرا) مفعول به لفعل محذوف أي: أنزل خيرا (للّذين) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (أحسنوا) فعل ماض وفاعله (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أحسنوا) ، (الدنيا) بدل من ذه تبعه في الجرّ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (حسنة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) لام الابتداء (دار) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) لام التأكيد (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (دار) فاعل مرفوع (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هي أي دار الآخرة. جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية (24) من هذه السورة، هذا والأنسب في (ماذا) أن يكون اسما واحدا في محلّ نصب مفعول به لأن جملة الجواب فعلية- أي أنزل خيرا- وليكون ثمّة تناسب بين السؤال والجواب. (2) في الآية (28) من هذه السورة.

[سورة النحل (16) : الآيات 31 إلى 32]

وجملة: «أنزل ربّكم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (أنزل) خيرا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «للذين أحسنوا.. حسنة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لدار الآخرة خير» لا محلّ لها معطوفة على جملة للذين أحسنوا. وجملة: «لنعم دار المتّقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة دار الآخرة خير «3» . [سورة النحل (16) : الآيات 31 الى 32] جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) الإعراب (جنّات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «4» ، (عدن) مضاف إليه مجرور (يدخلونها) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به

_ (1) انظر حاشية (2) في الصفحة (34) .. ويجوز أن تكون الجملة صلة (ذا) الخبر، وجملة: ماذا تصبح نائب الفاعل. (2) جعلها الزمخشريّ بدلا من (خيرا) حكاية لقول الذين اتّقوا ... (3) أو هي جواب قسم مقدّر. (4) أو مبتدأ خبره جملة يدخلونها، أو لهم مضمر.

(تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحتها) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» وفيه حذف مضاف أي من تحت بيوتها أو أشجارها.. و (ها) مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (فيها) مثل لهم متعلّق بالخبر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يشاءون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «2» (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يجزي، والإشارة إلى الجزاء، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (يجزي الله) مثل تجري الأنهار (المتّقين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: « (هي) جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخلونها ... » في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: «تجري.. الأنهار» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (يدخلونها) . وجملة: «لهم فيها ما يشاءون» في محلّ نصب حال من ضمير فاعل يدخلونها أو مفعوله. وجملة: «يشاءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يجزي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الّذين تتوفّاهم الملائكة) مرّ إعرابها «3» ، (طيّبين) حال منصوبة من مفعول تتوفّاهم (يقولون) مثل يدخلون (سلام) مبتدأ مرفوع «4» ، (على) حرف

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار. (2) أو هي اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له.. أو حال من ضمير المصدر، أو هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك.. (3) في الآية (28) من هذه السورة. (4) جاز أن يكون مبتدأ وهو نكرة لأنه بمعنى الدعاء.

[سورة النحل (16) : الآيات 33 إلى 34]

جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (أدخلوا الجنة) مثل ادخلوا أبواب.. «1» ، (بما كنتم تعملون) مرّ إعرابها «2» . وجملة: «تتوفّاهم الملائكة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من الملائكة. وجملة: «سلام عليكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ادخلوا الجنّة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة النحل (16) : الآيات 33 الى 34] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (34) الإعراب (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (ينظرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأتيهم) مضارع منصوب.. و (هم) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (أو) حرف عطف (يأتي) مثل الأول ومعطوف عليه (أمر) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه.

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) في الآية (28) من هذه السورة. [.....]

والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله ينظرون (كذلك فعل الذين) مثل كذلك يجزي الله «1» ، (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين ... و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (ظلمهم) فعل ماض.. و (هم) مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسمه (أنفس) مفعول به مقدّم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مثل ينظرون. جملة: «هل ينظرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأتيهم الملائكة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) ، وجملة: «يأتي أمر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم.. وجملة: «فعل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما ظلمهم الله» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «كانوا ... يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمهم الله. وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. (الفاء) عاطفة (أصابهم سيّئات) مثل ظلمهم الله (ما) حرف مصدريّ (عملوا) فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤوّل (ما عملوا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (حاق) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في

_ (1) في الآية (31) السابقة.. ويقتصر هنا على تعليق الكاف بمفعول مطلق محذوف عامله فعل. (2) يجوز أن تكون الجملة حالية بعد واو الحال..

الفوائد

محلّ جرّ متعلّق ب (حاق) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل «1» ، (كانوا ... يستهزئون) مثل كانوا يظلمون (به) مثل بهم متعلّق ب (يستهزئون) . وجملة: «أصابهم سيّئات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمهم الله «2» . وجملة: «حاق بهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصابهم. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد 1- النظم القرآني: كل من اوتي حظا من ذوق وملكة من فن يدرك إدراكا واعيا وعميقا كيف يلعب التقديم والتأخير دورا كبيرا في تحقيق النظم القرآني وما فيه من جرس موسيقى فانظر إلى قوله تعالى: لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ كيف قدم المفعول «أنفسهم» على الفعل يظلمون، والحظ أثر ذلك في تحقيق محط الآية. ومثله قوله تعالى: وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ فقد قدم «به» على الفعل لنفس الغاية وهذه الملحوظة جديرة بالدراسة على مستوى كتاب الله جملة، لبيان أبعاد هذه الخاصة والوسائل التي تضافرت لتحقيق هذه الغاية. 2- علاقة الحال بالزمان، لو استقرأنا جميع ما يرد في كتاب الله أو غيره من صور الحال لوجدناها بالنسبة لعلاقتها بالزمان لا تخرج عن حالات ثلاث:

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل فاعل على حذف مضاف أي جزاء استهزائهم. (2) أو معطوفة على جملة فعل الذين.. إن أعربت جملة ما ظلمهم الله حالا.

[سورة النحل (16) : آية 35]

1- إما أن تكون الحال مقترنا وقوعها بزمانها، نحو: هذا بَعْلِي شَيْخاً. 2- وإما أن يكون وقوعها ملحوظا في زمن المستقبل، نحو: فَادْخُلُوها خالِدِينَ. 3- وإما أن تكون محكية عن الماضي، نحو جاء خالد البارحة راكبا. وقوله تعالى سَلامٌ عَلَيْكُمْ يتأرجح بين الزمن الحاضر والمستقبل أي بين الدنيا والآخرة. فكلا الوجهين جائز. [سورة النحل (16) : آية 35] وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) الإعراب (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الذين) موصول فاعل (أشركوا) فعل ماض وفاعله (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) مثل قال (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) نافية (عبدنا) فعل ماض وفاعله (من دونه) جارّ ومجرور حال من شيء.. و (الهاء) مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد لضمير المتكلّم نا (الواو) عاطفة (لا) زائد لتأكيد النفي (آباؤنا) معطوف على ضمير المتكلّم الفاعل ... و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (حرّمنا من دونه من شيء) مثل عبدنا من ... من شيء (كذلك.. من قبلهم) مرّ إعرابها «1» ، (الفاء) استئنافيّة (هل) حرف استفهام بمعنى النفي (على الرسل) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (إلّا) أداة حصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع

_ (1) في الآية (33) من هذه السورة.

[سورة النحل (16) : آية 36]

(المبين) نعت للبلاغ مرفوع. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما عبدنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «حرّمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «فعل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل على الرسل إلّا البلاغ» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة النحل (16) : آية 36] وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بعثنا) فعل ماض وفاعله (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) ، (أمّة) مضاف إليه مجرور (رسولا) مفعول به منصوب (أن) حرف تفسير لأن بعثنا بمعنى قلنا.. «1» ، (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اجتنبوا الطاغوت) مثل اعبدوا الله (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «2» ، (هدى)

_ (1) يجوز أن تكون (أن) مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأن اعبدوا.. والجارّ متعلّق ب (بعثنا) . (2) أو هو نكرة في محلّ رفع مبتدأ.

فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (منهم من حقّت.. الضلالة) منهم من هدى الله، و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ متعلّق ب (حقّت) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (سيروا) مثل اعبدوا (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (سيروا) «1» ، (الفاء) عاطفة (انظروا) مثل اعبدوا (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان الفعل الناقص (عاقبة) اسم كان مرفوع (المكذّبين) مضاف إليه مجرور ... جملة: «بعثنا..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «اجتنبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: «منهم من هدى الله ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فكانوا أقساما فمنهم من.. وجملة: «هدى الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول «2» . وجملة: «منهم من حقّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من هدى الله. وجملة: «حقّت عليه الضلالة..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «سيروا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم البرهان واليقين فسيروا.

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل سيروا أي مفكرين أو معتبرين في الأرض. (2) أو في محلّ رفع نعت ل (من) النكرة الموصوفة.

[سورة النحل (16) : آية 37]

وجملة: «انظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيروا. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. [سورة النحل (16) : آية 37] إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (37) الإعراب (إن) حرف شرط جازم (تحرص) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل أنت (على هداهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحرص) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. والفاعل هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي يضلّه (يضلّ) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله (الواو) عاطفة (ما) نافية (اللام) حرف جرّ (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. جملة: «تحرص ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله لا يهدي ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تحرص على هداهم لا تقدر لأنّ الله لا يهدي. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ما لهم من ناصرين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

[سورة النحل (16) : الآيات 38 إلى 39]

[سورة النحل (16) : الآيات 38 الى 39] وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ (39) الإعراب (الواو) استئنافيّة «1» ، (أقسموا) فعل ماض وفاعله (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقسموا) ، (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مبيّن لنوعه (أيمانهم) مضاف إليه مجرور، و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يبعث) مضارع مرفوع (الله) فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يموت) مثل يبعث، والفاعل هو وهو العائد (بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ أي بلى يبعثهم (وعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي وعد ذلك وعدا (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدا) ، (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي: حقّ حقّا «2» ، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل. جملة: «أقسموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يبعث الله..» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «يموت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو عاطفة، والجملة بعدها- أقسموا- معطوفة على جملة: قال الذين أشركوا- الآية (35) - وما بين المعطوف والمعطوف عليه من نوع الاعتراض. (2) يجوز أن يكون المصدر نعتا ل (وعدا) منصوب مثله.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبعثهم المقدّرة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.. وجملة: (وعد) وعدا والجملة المبدلة منها حقّ حقّا.. من نوع الاعتراض لا محلّ لها. (اللام) للتعليل (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الله (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (الّذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يختلفون) مضارع مثل يعلمون (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) . والمصدر المؤوّل (أن يبيّن) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل يبعثهم المقدّر. (الواو) عاطفة (ليعلم) مثل ليبيّن (الذين) موصول فاعل (كفروا) مثل أقسموا (أنّهم) حرف توكيد ونصب.. و (هم) ضمير في محلّ اسم أنّ (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ-.. و (الواو) اسم كان (كاذبين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل (أن يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل يبعثهم المقدّر فهو معطوف على المصدر المؤوّل الأول. والمصدر المؤوّل (أنّهم كانوا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم. وجملة: «يبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي) . وجملة: «يعلم الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

[سورة النحل (16) : آية 40]

وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. [سورة النحل (16) : آية 40] إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40) الإعراب (إنّما) كافّة ومكفوفة (قولنا) مبتدأ مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه (لشيء) جارّ ومجرور متعلّق بقولنا (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (قولنا) (أردناه) فعل ماض وفاعله، و (الهاء) مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (نقول) مضارع منصوب، والفاعل نحن (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقول) ، (كن) فعل أمر تامّ، والفاعل أنت (الفاء) استئنافيّة (يكون) مضارع تامّ مرفوع، والفاعل هو. والمصدر المؤوّل (أن نقول) في محلّ رفع خبر المبتدأ قولنا.. جملة: «قولنا.. أن نقول» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أردناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي: فهو يكون، والجملة على الاستئناف «1» . البلاغة - الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى كُنْ فَيَكُونُ فهو تمثيل لسهولة تأتيّ المقدورات حسب تعلق مشيئته تعالى بها، وتصوير لسرعة حدوثها بما علم من

_ (1) أو جملة يكون.. استئنافيّة أصلا خلافا لابن هشام، وانظر الآية (117) من سورة البقرة، والآية (47) من سورة آل عمران، والآية (73) من سورة الأنعام.

الفوائد

ذلك من طاعة المأمور المطيع لأمر الآمر المطاع، فالمعنى إنما إيجادنا لشيء عند تعلق مشيئتنا به أن نوجده في أسرع ما يكون، وفي الآية من الفخامة والجزالة ما تحار فيه العقول والألباب. الفوائد - «إنما» : يرى الإمام عبد القاهر الجرجاني أن الوقوف في «إنما» عند قول النحاة: انه ليس في انضمام «ما» إلى «إن» فائدة أكثر من أنها تبطل عملها، خطأ بين إذ أصل «إنما» أن تأتي لخبر لا يجهله المخاطب، ولا ينكر صحته، كقوله تعالى «إنما يستجيب الذين يسمعون» ومنه قول ابن الرقيات: انما مصعب شهاب من الله ... تجلّت بوجهه الظلماء كما أنها تفيد فيما يليها من كلام إيجاب الفعل لشيء، ونفيه عن غيره. فإذا قلت: إنما جاءني خالد، فكأنك قلت جاءني خالد وليس سعيد. فأنت تدرك معها إيجاب الفعل لجهة، ونفيه عن جهة أخرى، دفعة واحدة. فتحقق هديت إلى الصواب. [سورة النحل (16) : آية 41] وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41) الإعراب (الواو) استئنافيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ» ، (هاجروا) فعل ماض وفاعله (في الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (هاجروا) على حذف مضاف أي في سبيل الله، أو في إعلاء كلمة الله (من

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور نبوّئنّهم ...

[سورة النحل (16) : آية 42]

بعد جارّ ومجرور متعلّق ب (هاجروا) ، (ما) حرف مصدريّ (ظلموا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) نائب الفاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نبوّئنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبوّئنّ) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (حسنة) مفعول به ثان منصوب بتضمين الفعل معنى نعطينّ «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (أجر) مبتدا مرفوع (الاخرة) مضاف إليه مجرور (أكبر) خبر مرفوع (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا يعلمون) مثل كانوا يظلمون «2» . جملة: «الذين هاجروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هاجروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «نبوّئنّهم» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم المقدّر في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «3» . وجملة: «أجر الآخرة أكبر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب لو محذوف أي لو كان المتخلّفون عن الهجرة يعلمون مقدار ثواب المهاجرين لوافقوهم. [سورة النحل (16) : آية 42] الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)

_ (1) أو بمعنى ننزلنّهم أي دارا حسنة.. واختار أبو حيّان أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي تبوئة حسنة أو أن الفعل بمعنى نحسننّ إليهم حسنة.. [.....] (2) في الآية (33) من هذه السورة. (3) والخبر محذوف عند بعضهم دلّ عليه جواب القسم.

الإعراب

الإعراب (الّذين) موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (صبروا) مثل هاجروا «1» ، (الواو) عاطفة (على ربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّلون) ، و (هم) مضاف إليه (يتوكّلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: « (هم) الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتوكّلون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو على الصلة-. البلاغة - الإخبار عن الماضي بالمستقبل: أبلغ من الإخبار بالفعل الماضي. وذلك في قوله تعالى وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فالظاهر أن المعنى على المضي، والتعبير بالمضارع لاستحضار تلك الصورة البديعة حتى كأن السامع يشاهدها. [سورة النحل (16) : الآيات 43 الى 44] وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) الإعراب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (رجالا) مفعول به منصوب (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. والفاعل نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحي) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر

_ (1) في الآية (41) السابقة.

(اسألوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (أهل) مفعول به منصوب (الذّكر) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «أرسلنا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نوحي ... » في محلّ نصب نعت ل (رجالا) . وجملة: «اسألوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم لا تعلمون إرسالنا الرجال أنبياء فاسألوا ... وجملة: «إن كنتم لا تعلمون» لا محلّ لها اعتراضيّة بين الجارّ- بالبيّنات- ومتعلّقة. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله «1» . (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (نوحي) «2» ، (الواو) عاطفة (الزّبر) معطوف على البيّنات مجرور (الواو) عاطفة (أنزلنا الذّكر) مثل أرسلنا رجالا (إليك) مثل إليهم متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (تبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبيّن) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نزّل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليهم) مثل الأول متعلّق ب (نزّل) .

_ (1) يجوز أن تكون جملة كنتم لا تعلمون تفسيريّة للشرط المقدّر في حالات تعليق الجارّ الأخرى.. (2) يجوز تعليقه بمحذوف نعت ل (رجالا) أي رجالا محمّلين بالبيّنات أو مصاحبين لها.. أو هو متعلّق بفعل أرسلنا داخلا بالحصر مع رجال، أي ما أرسلنا إلّا رجالا بالبينات.. ويجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف بعد إلّا تقديره أرسلناهم.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تبيّن ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) . (الواو) عاطفة (لعلّهم) حرف مشبه بالفعل للترجّي.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يتفكّرون) مثل تعلمون. وجملة: «أنزلنا إليك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «تبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «نزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لعلّهم يتفكّرون» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فيسمعون ذلك ولعلّهم يتفكّرون. الصرف: (الذّكر) ، هو القرآن الكريم، وجاء بلفظ المصدر لأنّ فيه مواعظ وتنبيها للغافلين. الفوائد - تفسير القرآن: تحرّج الصحابة في صدر الإسلام، عن الخوض في شرح ما غمض من ألفاظ القرآن، ومن هذه الزمرة أبو بكر وعمر، رغم أن عمر قد أشار إلى شعر العرب في جاهليتهم، وانه ديوان العرب، وفيه تفسير كتابهم. ولكن هذا التحرج لم يمنع أن تنهض فئة من الصحابة وتشق طريقها في تفسير غريب القرآن، وعلى رأس هذه الفئة عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب، وتبعهما ابن مسعود وأبيّ بن كعب والحسن البصري ومجاهد وعكرمة وقتادة والسدي. يقول أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام ما فحواه: إن هؤلاء المفسرين من الصحابة والتابعين، كانوا ينهجون منهجا يتلخص في الاسترشاد بحديث رسول الله وبروح القرآن وبالشعر العربي والأدب الجاهلي بوجه عام، ثم بعادات العرب في جاهليتها وصدر إسلامها، وما قابلهم من أحداث، وما لقي الرسول من عداء ومنازعات وهجرة وحروب.

[سورة النحل (16) : الآيات 45 إلى 47]

[سورة النحل (16) : الآيات 45 الى 47] أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (47) الإعراب (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) استئنافيّة (أمن) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (مكروا) فعل ماض وفاعله (السيّئات) مفعول به منصوب «1» بتضمينه معنى عملوا، وعلامة النصب الكسرة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يخسف) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخسف) ، (الأرض) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يخسف) في محلّ نصب مفعول به عامله أمن. (أو) حرف عطف (يأتيهم) مثل يخسف ومعطوف عليه. و (هم) ضمير مفعول به (العذاب) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتيهم) ، (لا يشعرون) مثل لا تعلمون «2» . جملة: «أمن الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي مكروا المكرات السيّئات، والمكرات بفتح الكاف جمع مكرة بسكون الكاف مصدر المرّة من المكر.. ويجوز أن يكون مفعولا به ل (أمن) ، أي أمنوا العقوبات السيّئات، وعلى هذا فالمصدر المؤوّل (أن يخسف) بدل منه. (2) في الآية (43) من هذه السورة. (3) أو هي معطوفة بحرف العطف على مقدّر مستأنف أي ألم يتفكّروا فأمنوا- قاله الزمخشريّ- ولكن ما جرينا عليه يبعدنا عن التأويل ولا يأباه المعنى ولا قواعد الإعراب.

[سورة النحل (16) : آية 48]

وجملة: «مكّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يخسف بهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يأتيهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخسف ... وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. (أو) مثل الأول (يأخذهم) مثل يأتيهم (في تقلّبهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من المفعول أي متلبّسين في تقلّبهم (الفاء) تعليليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «يأخذهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتيهم. وجملة: «ما هم بمعجزين ... » لا محلّ لها تعليليّة. (أو يأخذهم على تخوّف) مثل أو يأخذهم في تقلّبهم (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف توكيد ونصب (ربّكم) اسم إنّ منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة للتوكيد (رؤف) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «يأخذهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأخذهم الأولى. وجملة: «إنّ ربّكم لرؤوف ... » لا محلّ لها تعليليّة. [سورة النحل (16) : آية 48] أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (48) الإعراب (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) استئنافيّة (لم) حرف نفي وجزم (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يروا) بتضمينه

الصرف:

معنى ينظروا (خلق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من شيء) جارّ ومجرور حال «1» من العائد المحذوف (يتفيّأ) مضارع مرفوع (ظلاله) فاعل مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (عن اليمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتفيّأ) «2» ، (الواو) عاطفة (الشمائل) معطوف على اليمين مجرور (سجّدا) حال من الظلال منصوبة (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (سجّدا) (الواو) حالية (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، ويعود على الظلال وقد نزّلت منزلة العقلاء (داخرون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يتفيّأ ظلاله» في محلّ جرّ نعت لشيء. وجملة: «هم داخرون» في محلّ نصب حال. الصرف: (اليمين) ، اسم للجهة المعاكسة للشمال، وزنه فعيل. (داخرون) ، جمع داخر، اسم فاعل للثلاثيّ دخر، وزنه فاعل. [سورة النحل (16) : الآيات 49 الى 50] وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (50) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد) وهو مضارع مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) جارّ

_ (1) أو تمييز للموصول (ما) . (2) أو متعلّق بمحذوف حال من الظلال.

البلاغة

ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل نظيرها ومعطوفة عليها (من دابّة) جارّ ومجرور حال من ضمير الاستقرار في الصلة «1» ، (الملائكة) معطوف على الموصول الأول (ما) بالواو مرفوع (وهم لا يستكبرون) و (هم) مثل الأول «2» (لا) نافية (يستكبرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «يسجد ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم لا يستكبرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يستكبرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (يخافون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (ربّهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (من فوقهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رب «3» أي عاليا من فوقهم بالقهر.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يفعلون) مثل يخافون (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (يؤمرون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل والعائد محذوف. وجملة: «يخافون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يستكبرون «4» . البلاغة (1) التغليب: في قوله تعالى وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ.

_ (1) أو تمييز للموصول (ما) الثاني. (2) في الآية السابقة (48) . (3) أو متعلّق ب (يخافون) على حذف مضاف أي يخافون عذاب ربّهم من فوقهم لأنّ العذاب ينزل من فوق. (4) أو هي عطف بيان لنفي الاستكبار. [.....]

الفوائد

فإن قلت: فهلا جيء بمن دون «ما» تغليبا للعقلاء من الدواب على غيرهم؟ قلت: لأنه لو جيء بمن لم يكن فيه دليل على التغليب، فكان متناولا للعقلاء خاصة، فجيء بما هو صالح للعقلاء وغيرهم، إرادة العموم. وقد ذكر في روح المعاني أن «ما» إذا قلنا: أنها مختصة بغير العقلاء فاستعمالها هنا في العقلاء وغيرهم للتغليب. الفوائد قال ابن الصائغ: «أفرد وجمع بالنظر إلى الغايتين لأن ظل الغداة يضمحل حتى لا يبقى منه إلا اليسير، فكأنه في جهة واحدة. وهو بالعشي على العكس، لاستيلائه على جميع الجهات فلحظت الغايتان في الآية. هذا من جهة المعنى، وفيه من جهة اللفظ المطابقة، لأن سجّدا جمع، فطابقه جمع الشمائل، لاتصاله به، فحصل في الآية مطابقة اللفظ للمعنى ولحظهما معا، وتلك الغاية في الإعجاز» . [سورة النحل (16) : الآيات 51 الى 52] وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) الإعراب (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لا) ناهية جازمة (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف

النون.. و (الواو) فاعل (إلهين) مفعول به منصوب «1» ، وعلامة النصب الياء (اثنين) نعت لإلاهين منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنّى «2» (إنّما) كافّة ومكفوفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع مثله (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إيّاي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور ويلي الضمير أي إيّاي ارهبوا (الفاء) زائدة للتزيين (ارهبون) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة ضمير مفعول به. جملة: «قال الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تتّخذوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو إله واحد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إيّاي (ارهبوا) ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن نالكم الخوف فارهبوني أنا دون سواي. وجملة: «ارهبون (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الأرض) معطوف على السموات بالواو ومجرور (الواو) عاطفة (له الدين) مثل له ما في السموات (واصبا) حال من الضمير المستكنّ في الخبر أي: الدين ثابت له حال كونه واصبا (الهمزة)

_ (1) والمفعول الثاني محذوف تقديره معبودين، وإذا ضمّن الفعل معنى تعبدوا فله مفعول واحد. (2) أو هو عطف بيان على جهة التبيين والتوضيح..

الصرف:

للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (غير) مفعول به مقدم منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (تتّقون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. وجملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو إله واحد. وجملة: «له الدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ما في السموات. وجملة: «تتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة له الدين «1» . الصرف: (واصبا) ، اسم فاعل من وصب الشيء يصب باب ضرب بمعنى دام وثبت، وزنه فاعل. البلاغة (1) الاحتراس: وذلك في قوله تعالى وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ. والمعروف أنه لا يجمع بين العدد والمعدود إلا فيما وراء الواحد والاثنين، فيقولون: عندي رجال ثلاثة ونساء ثلاث، لأن المعدود عار عن الدلالة على العدد الخاص، فلو لم تشفعه بصفته لما فهمت العدد المراد. وأما رجل وامرأة ورجلان وامرأتان، فمعدودان فيهما دلالة على العدد، فلا حاجة إلى أن يقال: رجل واحد وامرأة واحدة ورجلان اثنان وامرأتان اثنتان. أما في الآية الكريمة، فالاسم الحامل لمعنى الإفراد والتثنية دال على شيئين: على الجنسية والعدد المخصوص، فإذا أريدت الدلالة على أن المراد به منها، والذي يساق إليه الحديث هو العدد، شفع بما يؤكده، فدل به على القصد إليه والعناية به. ألا

_ (1) هي- وعلى رأي الزمخشريّ- معطوفة على استئناف مقدّر أي أتجهلون فتتقون غير الله..

[سورة النحل (16) : الآيات 53 إلى 55]

ترى أنك لو قلت: إنما هو إله، ولم تؤكده بواحد لم يحسن، وخيل أنك تثبت الإلهية لا الواحدانية فكان لا بد من الاحتراس. (2) الالتفات: في قوله تعالى وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ففيه التفات من الغيبة إلى التكلم، على مذهب الجمهور للمبالغة في التخويف والترهيب، فإن تخويف الحاضر مواجهة أبلغ من تخويف الغائب، سيما بعد وصفه بالوحدة والألوهية المقتضية للعظمة والقدرة التامة على الانتقام. [سورة النحل (16) : الآيات 53 الى 55] وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (53) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) الإعراب (الواو) استئنافيّة (ما) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (من نعمة) جارّ ومجرور حال من الضمير العائد في الصلة- أو تمييز ما- (الفاء) زائدة لمشابهة ما للشرط (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ما (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (مسّكم) فعل ماض.. و (كم) ضمير مفعول به (الضمير) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى) حرف جرّ و (الهاء)

_ (1) لم يعرب اسم شرط حتّى لا يقدّر فعل بعده، إذ لا يحذف فعل الشرط إلّا بعد إن في موضعين: الأول في باب الاشتغال كقوله تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره، والثاني أن يكون إن متلوا بلا، وما تقدّمه يدلّ على الشرط، كقول القائل: فطلّقها فلست لها بكفء ... وإلّا يعل مفرقك الحسام.

ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تجأرون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «ما بكم من نعمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مسّكم الضرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تجأرون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «1» . (ثمّ إذا كشف) مثل ثمّ إذا مسّكم «2» (الضرّ) مفعول به منصوب (عنكم) مثل بكم متعلّق ب (كشف) ، (إذا) فجائيّة (فريق) مبتدأ مرفوع «3» ، (منكم) مثل بكم متعلّق بنعت لفريق (بربّهم) جار ومجرور متعلّق ب (يشركون) .. و (هم) مضاف إليه (يشركون) مثل تجأرون. وجملة: «كشف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فريق منكم.. يشركون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «يشركون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (فريق) . (اللام) لام العاقبة «4» ، (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفروا) ، (آتيناهم) فعل ماض وفاعله.. و (هم) مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يكفروا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون) .

_ (1) مجيء الجارّ قبل هو الذي استدعى الفاء.. ويجوز أن تكون الجملة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنتم، والجملة الاسمية جواب الشرط غير الجازم. (2) الظرف متعلّق بفعل محذوف تقديره أشرك بعضكم، لأن ما بعد (إذا) الفجائيّة لا يعمل في ما قبلها. (3) جاز أن يكون مبتدأ وهو نكرة لأنه وصف. (4) أو لام التعليل.

البلاغة

(الفاء) استئنافيّة (تمتّعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الفاء) تعليليّة (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تجأرون. وجملة: «يكفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سوف تعلمون» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة - الالتفات: في قوله تعالى فَتَمَتَّعُوا التفات إلى الخطاب، للإيذان بتناهي السخط. [سورة النحل (16) : الآيات 56 الى 59] وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (57) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (59) الإعراب (الواو) استئنافيّة (يجعلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق

ب (يجعلون) «1» ، (لا) نافية (يعلمون) مثل يجعلون (نصيبا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (ما) مثل الأول متعلّق بنعت ل (نصيبا) ، (رزقناهم) فعل ماض وفاعله.. و (هم) ضمير مفعول به (تالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تسألنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «2» ، (كنتم) فعل ماض ناقص.. و (تم) اسم كان (تفترون) مثل يجعلون. والمصدر المؤوّل (ما كنتم تفترون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (تسألنّ) . جملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «كنتم تفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تفترون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. (الواو) عاطفة (يجعلون لله البنات) مثل يجعلون لما.. نصيبا، وعلامة النصب للمفعول الكسرة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف و (الهاء)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائذ محذوف، والجملة صلة.

ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعلون) الثاني فهو معطوف على الجارّ لله.. «1» ، (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على البنات مفعولي يجعلون «2» ، (يشتهون) مثل يجعلون. وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعلون (الأولى) . وجملة: « (نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «3» . وجملة: «يشتهون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (ظلّ) ، (بشّر) فعل ماض مبنيّ للمجهول (أحدهم) نائب الفاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (بالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ظلّ) فعل ماض- ناسخ- (وجهه) اسم ظلّ مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (مسودّا) خبر ظلّ منصوب (الواو) واو الحال (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كظيم) خبر مرفوع. وجملة: «بشّر أحدهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظلّ وجهه مسودّا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هو كظيم ... » في محلّ نصب حال. (يتوارى) ، مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو أي أحدهم (من القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوارى) ، (من

_ (1) أو خبر مقدّم و (ما يشتهون) مبتدأ مؤخّر.. والجملة حال من الفاعل في (يجعلون) .. أو استئنافيّة. (2) والمعنى: ويجعلون لهم ما يشتهون أي يختارون لأنفسهم ما يشتهون والإعراب الوارد في الحاشية (2) من الصفحة السابقة. (3) يجوز أن تكون الجملة حاليّة من لفظ الجلالة أي: يجعلون لله البنات وهو منزّه عن ادّعائهم- وهو غير جائز عند ابن هشام لأن الجملة دعائيّة وهي إنشاء-.

الصرف:

سوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوارى) «1» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (بشّر) مثل الأول (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بشّر) ، (الهمزة) للاستفهام (يمسكه) مضارع مرفوع، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي أحدهم (على هون) جارّ ومجرور حال من مفعول يمسكه (أم) حرف عطف (يدسّه) مثل يمسكه (في التراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدسّه) ، (ألا) حرف تنبيه (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز لضمير الفاعل «2» (يحكمون) مثل يجعلون. وجملة: «يتوارى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في كظيم «3» . وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يمسكه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» . وجملة: «يدسّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يمسكه. وجملة: «ساء ما يحكمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحكمون» في محلّ نصب نعت ل (ما) . الصرف: (مسودّا) ، اسم فاعل- أو اسم مفعول- من فعل اسودّ الخماسيّ، وزنه مفعلّ، بضمّ الميم وتشديد اللام وفتح العين، والظاهر أنّه اسم فاعل لأن اسم المفعول يحتاج إلى الجارّ.

_ (1) تعلّق جارّان من لفظ واحد بالفعل نفسه لأن معناهما مختلف، فالأول للابتداء، والثاني للتعليل أي من أجل سوء ما بشّر به.. ويجوز أن يكون المجرور والجارّ الأول حالا من فاعل يتوارى. [.....] (2) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل فاعل ساء. (3) أو هي خبر ثان للمبتدأ هو، في محلّ رفع.. أو هي استئناف بيانيّ. (4) أو هي مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يتوارى أي قائلا لنفسه أيمسكه ...

الفوائد

الفوائد التاء: التاء ستة أنواع وهي: أ- «تا» اسم إشارة للمفردة المؤنثة، وبناؤه على السكون. ب- و «تاء التأنيث» وتأتي في الفعل ساكنة ومتحركة، أما في الاسم فلا تكون الا متحركة، وبما أنها للتفريق بين المذكر والمؤنث فلا تدخل على الصفات الخاصة بالنساء مثل: حامل، حائض، عانس، مرضع.. إلخ. ج- تاء الجمع المكسر الأعجمي مثل: صولج وصوالجة، وطيلسان وطيالسة وصيرف وصيارفة. ء- تاء التمييز، لتمييز الواحد من جنسه، مثل: تمر وتمرة. هـ- تاء العوض: وهي التي تلحق اسما حذفت فاؤه، مثل: زنة أصلها «وزن» . وتاء القسم، كما هي في الآية التي بين أيدينا. يقول سيبويه: إن العرب لا يدخلون تاء القسم في غير «لفظ الجلالة» . فلا يقال: «تربّ الكعبة» . [سورة النحل (16) : الآيات 60 الى 62] لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)

الإعراب

الإعراب (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السوء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لله المثل) مثل للذين مثل (الأعلى) نعت للمثل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (العزيز) خبر مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «للذين ... مثل السوء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لله المثل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لله المثل ... (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (يؤاخذ) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الناس) مفعول به منصوب (بظلمهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤاخذ) ، و (الباء) سببيّة.. و (هم) مضاف إليه (ما) نافية (ترك) فعل ماض، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترك) ، (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (يؤخّرهم) مثل يؤاخذ.. و (هم) ضمير مفعول به (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤخّرهم) ، (مسمّى) نعت لأجل مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفاء)

عاطفة (إذ) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (لا يستأخرون) ، (جاء) فعل ماض (أجلهم) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يستأخرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (لا يستقدمون) مثل لا يستأخرون. وجملة: «يؤاخذ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «ما ترك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يؤخّرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤاخذ الله.. وجملة: «جاء أجلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يستأخرون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) . وجملة: «لا يستقدمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستأخرون. (الواو) عاطفة (يجعلون لله ما) مثل يجعلون لله البنات «1» ، (يكرهون) مثل يستأخرون (الواو) عاطفة (تصف) مثل يؤاخذ (ألسنتهم) فاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (الكذب) مفعول به منصوب (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (الحسنى) اسم أن مؤخّر منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم الحسنى) في محلّ نصب بدل من الكذب «2» . (لا) نافية للجنس (جرم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب «3» ، (أنّ لهم النار) مثل أنّ لهم الحسنى.

_ (1) في الآية (57) من هذه السورة. (2) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّ لهم الحسنى، والجارّ متعلّق بالكذب. (3) انظر حالات إعراب لا جرم في الآيات (22) من سورة هود و (23) من هذه السورة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّ لهم النار) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أنّ لهم.. متعلّق بخبر لا. (الواو) عاطفة (أنّ) مثل الأول و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (مفرطون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أنهم مفرطون) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ لهم النار) . وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤاخذ الله. وجملة: «يكرهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تصف ألسنتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعلون. وجملة: «لا جرم أنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مفرطون) ، اسم مفعول من أفرط فلانا أي تركه، وزنه مفعلون بضمّ الميم وفتح العين. الفوائد - قال أحد النحاة: الفاء العاطفة تكون للترتيب والتعقيب، فإذا قلت: جاء علي فسعيد، فالمعنى أن عليا جاء أولا، وسعيد جاء بعده، بلا مهلة بين مجيئهما. وقد اعترض على هذا الاشتراط بعض النحاة فقال: لا يشترط فيها التعقيب الفوري بل هي للتعقيب على ضوء الاصطلاح العقلي أو الاعتيادي، وضرب لذلك مثلا فقال: لهذا صح أن يقال دخلت البصرة فبغداد، وإن كان بين دخولهما زمان كبير. ولكن يفهم من الكلام أنه طوى المنازل بعد البصرة، ولم يقم بواحد منها إقامة يخرج بها عن حد السفر إلى أن دخل بغداد. وهكذا يتبين معنا أن الفاء ليست للفور الحقيقي. ومثله قوله تعالى: «فإذا جاء أجلهم» فإن مجيء الأجل متراخ عن التعقيب الفوري فتأمل ... !

[سورة النحل (16) : الآيات 63 إلى 64]

[سورة النحل (16) : الآيات 63 الى 64] تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) الإعراب (تالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (إلى أمم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأمم.. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (زيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (زيّن) ، (الشيطان) فاعل مرفوع (أعمالهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (وليّهم) خبر مرفوع.. و (هم) مثل الأخير (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بوليّ «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «القسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «زيّن لهم الشيطان» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

_ (1) في الزمن الماضي أو الحاضر.. وإن دلّ الظرف (اليوم) على المستقبل أي يوم القيامة فهو متعلّق بحال من الضمير في وليّهم، أي معذّبين اليوم.

[سورة النحل (16) : الآيات 65 إلى 67]

وجملة: «هو وليّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.. الشيطان. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو وليّهم. (الواو) عاطفة (ما) نافية (أنزلنا) مثل أرسلنا (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (اللام) للتعليل (تبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والفاعل أنت (لهم) مثل الأول متعلّق ب (تبيّن) ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا) ، (الواو) عاطفة (هدى) مفعول لأجله عامله محذوف تقديره أنزلنا «1» ، (رحمة) معطوف على هدى بالواو منصوب (لقوم) جار ومجرور متعلّق برحمة (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «تبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تبيّن) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) . وجملة: «اختلفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يؤمنون» في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة النحل (16) : الآيات 65 الى 67] وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)

_ (1) لا يجوز عطف (هدى) على محلّ المصدر المؤوّل لأنّ محلّه الجرّ وقد اختلف الفاعل في الفعل أنزلنا وفي المصدر المؤوّل لذلك جرّ باللام بخلاف هدى الذي اتّفق فاعله مع فاعل الفعل فالعطف أصبح من عطف الجمل، وهذا خلاف رأي الزمخشريّ الذي أجاز عطف (هدى) على محل (أن تبيّن) ، وهو النصب.

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أنزل) فعل ماض، والفاعل هو (من السماء) جار ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» ، (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أحيا) مثل أنزل والفتح مقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحيا) ، و (الباء) سببيّة (الأرض) مفعول به منصوب (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحيا) ، (موتها) مضاف إليه مجرور.. و (ها) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (اللام) الثانية للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (لقوم) جارّ ومجرور نعت لآية (يسمعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «الله أنزل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «أحيا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو بحال من ماء.

وجملة: «يسمعون» في محلّ جرّ نعت لقوم. (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ (في الأنعام) جار ومجرور متعلّق بالخبر المقدّر و (في) سببيّة (لعبرة) مثل لآية (نسقيكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نسقيكم) ، (في بطونه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما.. و (الهاء) مضاف إليه (من بين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (لبنا) «1» ، (فرث) مضاف إليه مجرور (دم) معطوف على فرث بالواو مجرور (لبنا) مفعول به ثان منصوب (خالصا) نعت ل (لبنا) منصوب (سائغا) نعت ثان منصوب (للشاربين) جارّ ومجرور متعلّق ب (سائغا) . وجملة: «إنّ لكم.. لعبرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أنزل. وجملة: «نسقيكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (الواو) عاطفة (من ثمرات) جار ومجرور خبر لمبتدأ مقدّر أي ثمر «2» (النخيل) مضاف إليه مجرور (الأعناب) معطوف على النخيل بالواو مجرور (تتّخذون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتّخذون) ، (سكرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رزقا) معطوف على (سكرا) منصوب (حسنا) نعت ل (رزقا) منصوب (إنّ

_ (1) أو ب (نسقي) ومن لابتداء الغاية. (2) واختار أبو حيّان تعليقه ب (تتّخذون) ، وتكرّرت (منه) للتوكيد، والضمير مفرد بمعنى العصير.. أو هو متعلّق ب (نسقيكم) المذكور أو مقدّرا.. ويجوز عطف الجارّ على قوله (في الأنعام) فيكون خبرا أيضا ل (إنّ) ، أي إنّ لكم في الأنعام ومن ثمرات النخيل لعبرة..

الصرف:

في ... يعقلون) مثل إنّ في ... يسمعون. وجملة: «من ثمرات ... ثمر» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أنزل.. وجملة: «تتّخذون..» في محلّ رفع نعت لثمر- المبتدأ المقدّر-. وجملة: «إنّ في ذلك لآية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (فرث) ، اسم للأشياء المأكولة المنهضمة بعض الانهضام في الكرش، وزنه فعل بفتح فسكون. (لبنا) ، اسم للطعام المعروف، وزنه فعل بفتحتين. (خالصا) ، اسم فاعل من خلص الثلاثيّ، وزنه فاعل. (سائغا) ، اسم فاعل من ساغ الثلاثيّ وزنه فاعل وفيه قلب حرف العلّة همزة لمجيئها بعد ألف فاعل شأن كلّ فعل معتلّ أجوف. (الشاربين) ، جمع الشارب، اسم فاعل من شرب الثلاثيّ، وزنه فاعل. (سكرا) ، هو في الأصل مصدر لفعل سكر يسكر باب فرح، وزنه فعل بفتحتين، ثمّ سمّي به الخمر أو الخلّ أو العصير ما دام حلوا.. [سورة النحل (16) : الآيات 68 الى 69] وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (أوحى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (إلى النحل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحى) ، (أن) حرف تفسير «1» ، (اتّخذي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الياء) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (من الجبال) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّخذي) و (من) تبعيضيّة (بيوتا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (من الشجر) جار ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالفعل الأخير ومعطوف على الجارّ الأول (يعرشون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «أوحى ربّك..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذي ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «يعرشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (ثمّ) حرف عطف (كلي) مثل اتخذي (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (كلي) ، (الثمرات) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (اسلكي) مثل اتّخذي، (سبل) مفعول به (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (ذللا) حال من (سبلا) «2» منصوب (يخرج) مضارع مرفوع (من بطونها) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، و (ها) مضاف إليه (شراب) فاعل مرفوع (مختلف) نعت لشراب مرفوع (ألوانه) فاعل اسم الفاعل مختلف مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر

_ (1) أو مصدريّة، والمصدر المؤوّل مفعول به عامله أوحى أو مجرور بحرف الجرّ الباء. (2) أو من فاعل اسلكي..

الصرف:

مقدّم (شفاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بشفاء «1» . (إنّ في.. يتفكّرون) مثل إنّ ... يسمعون «2» . وجملة: «كلي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذي. وجملة: «اسلكي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلي. وجملة: «يخرج.. شراب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «فيه شفاء ... » في محلّ رفع نعت ثان لشراب. الصرف: (النحل) ، اسم جنس الواحدة نحلة وزن فعلة بفتح فسكون ووزن النحل فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- التنكيت: في قوله تعالى أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً: ويتزين هذا المعنى في تبعيض «من» المتعلقة باتخاذ البيوت بإطلاق الأكل، كأنه تعالى وكل الأكل إلى شهواتها واختيارها، فلم يحجر عليها فيه، وإن حجر عليها في البيوت وأمرت باتخاذها في بعض المواضع دون بعض، لأن مصلحة الأكل على الإطلاق باستمراء مشتهاها منه. وأما البيوت فلا تحصل مصلحتها في كل موضع. ولهذا المعنى دخلت «ثم» تفاوت الأمر بين الحجر عليها في اتخاذ البيوت والإطلاق لها في تناول الثمرات، كما تقول: راع الحلال فيما تأكله، ثم كل أي شيء شئت، فتوسط ثم لتفاوت الحجر والإطلاق.

_ (1) أو هي لام التقوية، والمجرور بها منصوب محلّا مفعول به للمصدر شفاء. [.....] (2) في الآية (65) من هذه السورة.

الفوائد

2- التنكير: في قوله تعالى «فيه شفاء» . وتنكيره إما لتعظيم الشفاء الذي فيه، أو لأن فيه بعض الشفاء، وكلاهما محتمل، وعن النبي صلّى الله عليه واله وسلّم أن رجلا جاء إليه فقال: إن أخي يشتكي بطنه، فقال: «اذهب واسقه العسل» فذهب ثم رجع فقال: قد سقيته فما نفع، فقال: «اذهب واسقه عسلا فقد صدق الله وكذب بطن أخيك» فسقاه فشفاه الله فبرئ. 3- الالتفات: في قوله تعالى «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه» إلى آخر الآية: التفات من الخطاب إلى الغيبة، ولو جاء الكلام على النسق الأول لقيل من بطونك، وإنما صرف الكلام هاهنا من الخطاب إلى الغيبة لفائدة، وهي أنه ذكر للبشر العسل وأوصافه وألوانه المختلفة، وأخبرهم أن فيه فوائد شتى لهم، ليلفت انتباههم إليه. ولو قال من بطونك لذهبت تلك الفائدة التي أنتجها خطاب الغيبة. الفوائد - «أن التفسيرية» هي الواقعة بعد جملة تشتمل على معنى القول دون حروفه، وثمة خلاف بين العاملين في العلوم اللغوية حول كونها في هذه الآية تفسيرية أم مصدرية. و «أن» التفسيرية هي بمنزلة «أي» كقوله تعالى: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ. وهكذا ففي الأمر معنى القول. وأتى بعدها جملة. [سورة النحل (16) : الآيات 70 الى 73] وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ (73)

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خلقكم) فعل ماض، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (ثمّ) حرف عطف (يتوفّاكم) مثل خلقكم (الواو) عاطفة (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يردّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى أرذل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّ) ، (العمر) مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يعلم) مضارع منصوب، والفاعل هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعلم) ، (علم) مضاف إليه مجرور (شيئا) مفعول به للمصدر علم «1» .

_ (1) ومفعول يعلم ضمير مستتر يعود على (شيئا) على سبيل التنازع.. وقد يصحّ العكس على مذهب الكوفيّين.

والمصدر المؤوّل (كي لا يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يردّ) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-، (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عليم) خبر إنّ مرفوع (قدير) خبر ثان مرفوع. جملة: «الله خلقكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يتوفّاكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: «منكم من يردّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة. أي: منكم من يبقى سليم الجسم حتّى يموت ومنكم من يردّ ... وجملة: «يردّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا يعلم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (الله فضّل) مثل الله خلقكم (بعضكم) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (على بعض) جار ومجرور متعلّق ب (فضّل) ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية عاملة ليس (الذين) اسم موصول في محلّ رفع اسم ما (فضّلوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ زائد (رادّي) خبر ما منصوب محلّا مجرور لفظا، وعلامة الجرّ الياء (رزقهم) مضاف إليه مجرور، و (هم) مضاف إليه (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (رادّي) (ملكت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (أيمانهم) فاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه، (الفاء) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (سواء) وهو خبر مرفوع (الهمزة) للاستفهام

الإنكاريّ التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجحدون) - بتضمينه معنى يكفرون (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يجحدون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «الله فضّل..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله عليم. وجملة: «ما الذين فضّلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله فضّل. وجملة: «فضّلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ملكت أيمانهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هم فيه سواء» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما الذين فضّلوا «1» . وجملة: «يجحدون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يشركون. به فيجحدون نعمته «2» . (الواو) عاطفة (الله جعل) مثل الله خلقكم.. (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل) «3» (من أنفسكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعل) «4» .. و (كم) مضاف إليه (أزواجا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (جعل لكم من أزواجكم بنين) مثل جعل لكم من أنفسكم أزواجا، وعلامة النصب في بنين الياء، فهو ملحق بجمع المذكّر (الواو) عاطفة (حفدة) معطوف على بنين منصوب (الواو) عاطفة (رزقكم) مثل خلقكم (من الطيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (رزقكم) ، (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (بالباطل) جار ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) وهو مثل يجحدون (الواو) عاطفة

_ (1) أو هي تعليل لجملة النفي المتقدّمة فلا محلّ لها. (2) أو هي استئنافيّة غير معطوفة. (3) بتضمينه معنى خلق.. أو متعلّق بمفعول ثان إن كان بمعنى صيّر. (4) أو بمحذوف حال من أزواج.

(بنعمة الله.. يكفرون) مثل بنعمة الله يجحدون و (هم) ضمير منفصل مبتدأ.. وجملة: «الله جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله فضّل.. وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «جعل (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعل (الأولى) . وجملة: «رزقكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعل. وجملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيكفرون بالله الذي هذا شأنه ويؤمنون بالباطل.. «1» . وجملة: «هم يكفرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنون. وجملة: «يكفرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (يعبدون) مثل يجحدون (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ما (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول «2» في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (يملك) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (لهم) مثل لكم متعلّق بحال من (رزقا) وهو مفعول به منصوب (من السموات) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (رزقا) «3» (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: لا يملكون ملكا لا قليلا ولا كثيرا «4» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (يستطيعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل والمفعول محذوف.

_ (1) أو هي استئنافيّة غير معطوفة. (2) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت في محلّ نصب. (3) أو متعلّق ب (رزقا) على أنّه مصدر.. ويجوز تعليقه بالفعل يملك. (4) أو هو مفعول به للمصدر (رزقا) والسيوطيّ جعله بدلا من (رزقا) .. وردّ ذلك الجمل في حاشيته.

الصرف:

وجملة: «يعبدون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يكفرون «1» وجملة: «لا يملك لهم رزقا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يستطيعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (أرذل) ، اسم تفضيل من رذل الثلاثيّ، وزنه أفعل. (حفدة) ، جمع حافد، وهو المسرع في الخدمة، المسارع في الطاعة، وقيل ولد الولد، اسم على وزن اسم الفاعل، ووزن حفدة فعلة بفتحتين. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً الكلام كناية عن غاية النسيان، أي ليصير نساء، بحيث إذا كسب علما في شيء لم يلبث أن ينساه ويزول عنه علمه من ساعته. يقول لك: من هذا؟ فتقول: فلان، فما يلبث لحظة إلا سألك عنه. الفوائد - لِكَيْ لا يَعْلَمَ. في هذه الآية اجتمع ناصبان لام التعليل و «كي» ثم أعقبهما «لا» النافية، فحالت بين الناصب ومنصوبة الفعل المضارع، وهنا نلاحظ أمرين: الأول: أن «لا» لا تحول دون الناصب ومنصوبه. ولذلك نصب الفعل «يعلم» والثاني: أن الناصب هو «كي» لأنها أقرب إلى الفعل وألصق به من اللام. وقد يكون ثمة اجتهادات أخرى لمن شاء التوغّل في خلافات النحاة.

_ (1) أو هي استئنافيّة بيانيّة لقوله أفبالباطل يؤمنون.

[سورة النحل (16) : آية 74]

[سورة النحل (16) : آية 74] فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (74) الإعراب (الفاء) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تضربوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعل (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تضربوا) ، (الأمثال) مفعول به منصوب (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «لا تضربوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «إنّ الله يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . [سورة النحل (16) : الآيات 75 الى 76] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)

_ (1) أو هي جواب شرط مقدّر أي إن أردتم أن تمثّلوا الأشياء فلا تضربوا لله الأمثال..

الإعراب

الإعراب (ضرب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مثلا) مفعول به منصوب (عبدا) بدل من (مثلا) منصوب (مملوكا) نعت ل (عبدا) منصوب (لا) نافية (يقدر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقدر) ، (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على (عبدا) «1» ، (رزقناه) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل، و (الهاء) مفعول به (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (رزقنا) على حذف مضاف أي من عندنا (رزقا) مفعول به ثان منصوب (حسنا) نعت (رزقا) منصوب (الفاء) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينفق) مثل يقدر (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينفق) (سرّا) مصدر في موضع الحال «2» منصوب (جهرا) معطوف على (سرّا) بالواو منصوب (هل) حرف استفهام (يستوون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور خبر (بل) حرف ابتداء فيه معنى الاستدراك (أكثرهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (لا يعلمون) مثل لا تعلمون.. جملة: «ضرب الله..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يقدر على شيء» في محلّ نصب نعت ثان ل (عبدا) «3» . وجملة: «رزقناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو ينفق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هل يستوون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو هو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعده نعت. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: إنفاق السرّ. [.....] (3) أو في محلّ نصب حال من (عبدا) لأنّه وصف.

وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . (الواو) عاطفة (ضرب الله مثلا رجلين) مثل ضرب الله مثلا عبدا، وعلامة نصب البدل الياء فهو مثنّى (أحدهما) مبتدأ مرفوع، و (هما) ضمير مضاف إليه (أبكم) خبر مرفوع (يقدر على شيء) مثل الأولى (الواو) عاطفة (هو) مثل الأول (كلّ) خبر مرفوع (على مولاه) جارّ ومجرور متعلّق ب (كلّ) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (يأت) - أو ب (يوجّهه) وهو مضارع مجزوم فعل الشرط.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (لا) نافية (يأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (بخير) جارّ ومجرور ويتعلّق ب (يأت) ، (هل) حرف استفهام (يستوي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الرجل الأبكم (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للفاعل بسبب العطف الآتي (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير المستتر فاعل يستوي (يأمر) مثل يقدر (بالعدل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة «1» ، (هو) ضمير مبتدأ (على صراط) جارّ ومجرور خبر المبتدأ هو (مستقيم) نعت لصراط مجرور. وجملة: «ضرب الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب (الأولى) .

_ (1) أو حاليّة، والجملة بعدها حال.

الصرف:

وجملة: «أحدهما أبكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «لا يقدر على شيء ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أحدهما) . وجملة: «هو كلّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يقدر. وجملة: «يوجّهه ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يأت بخير ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «هل يستوي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يأمر بالعدل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو على صراط ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (مملوكا) ، اسم مفعول من ملك الثلاثيّ، وزنه مفعول. (كلّ) ، صفة مشبّهة من كلّ يكلّ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون ومعناه الثقيل أو غير النافع. فوائد - عمل المصدر: يشترط في المصدر ليكون عاملا عمل فعله: أن يقبل أن يحل محله الفعل، إما مقرونا بأن المصدرية، وإما مع «ما» المصدرية. وعمل المصدر منونا هو القياس، لأنه أشبه بالفعل مما سواه، نحو «أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما» ويأتي بالترتيب بعد المنون «المصدر المضاف» نحو «ولولا دفع الله الناس» ، ثم يليه المصدر غير المضاف، ثم يأتي في المؤخرة «المصدر المعرف بأل» نحو «ضعيف الكناية أعداءه» فالنكاية هي المصدر المعرف ب «أل» وأعداءه المفعول به.

_ (1) أو هي نعت لرجلين في محلّ نصب، والرابط الضمير العائد هما..

[سورة النحل (16) : آية 77]

وسوف نتحدث عن اسم المصدر وعمله في موطن آخر. [سورة النحل (16) : آية 77] وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (غيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (أمر) مبتدأ مرفوع (الساعة) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (كلمح) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (البصر) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (هو) ضمير منفصل مبتدأ (أقرب) خبر المبتدأ هو مرفوع (إنّ الله.. قدير) مثل إنّ الله عليم «1» (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور. جملة: «لله غيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أمر.. إلّا كلمح ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هو أقرب» في محلّ رفع معطوفة على الخبر المقدّر للمبتدأ أمر الساعة. وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (لمح) ، مصدر بمعنى إغماض العين أو فتحها من لمح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) في الآية (70) من هذه السورة.

البلاغة

البلاغة - التمثيل: في قوله تعالى وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ فهو تمثيل لسرعة مجيئها حسبما عبر عنها في فاتحة السورة الشريفة بالإتيان. وقال الزجاج: «ولم يرد أن الساعة تأتي في لمح البصر، وإنما وصف سرعة القدرة على الإتيان بها لأنه يقول للشيء كُنْ فَيَكُونُ. [سورة النحل (16) : آية 78] وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) الإعراب (الواو) استئنافيّة (الله أخرجكم) مثل الله خلقكم «1» ، (من بطون) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجكم) (أمّهاتكم) مضاف إليه مجرور. و (كم) ضمير مضاف إليه (لا تعلمون) مرّ إعرابها «2» ، (شيئا) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (جعل لكم السمع) مثل جعل لكم.. أزواجا «3» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (الأبصار، الأفئدة) اسمان معطوفان على السمع بحرفي العطف منصوبان (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.. و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مثل تعلمون «4» . جملة: «الله أخرجكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أخرجكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .

_ (1) في الآية 70 من هذه السورة. (2) في الآية (74) من هذه السورة. (3) في الآية (72) من هذه السورة، والجارّ (لكم) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (4) من الآية رقم (74) .

[سورة النحل (16) : آية 79]

وجملة: «لا تعلمون ... » في محلّ نصب حال من المفعول في (أخرجكم) . وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أخرجكم. وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة النحل (16) : آية 79] أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) الإعراب (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (إلى الطير) جارّ ومجرور متعلّق ب (يروا) بتضمينه معنى ينظروا (مسخّرات) حال منصوبة من الطير وعلامة النصب الكسرة (في جوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (مسخّرات) (السماء) مضاف إليه مجرور (ما) نافية (يمسكهنّ) مضارع مرفوع.. و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إنّ في ... يؤمنون) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يمسكهنّ إلّا الله ... » في محلّ نصب حال ثانية من الطير «2» . وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

_ (1) في الآية (65) من هذه السورة. (2) أو استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

الصرف: (جوّ) ، اسم لما بين السماء والأرض، وغير ذلك، جمعه جواء وأجواء، ووزن جوّ فعل بفتح فسكون. الفوائد - مُسَخَّراتٍ: تعريف جمع المؤنث السالم: «هو ما جمع بألف وتاء زائدتين» لذلك فإن «قضاة وهداة» ليستا من جمع المؤنث، وانما هما جمع تكسير، لأن ألفه وتاءه ليستا زائدتين، وكذلك فإن تاءهما مربوطة بينما تاء جمع المؤنث مفتوحة. ولنا عودة إليه في مستقبل الحديث عن شرائطه. [سورة النحل (16) : الآيات 80 الى 82] وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) الإعراب (الواو) عاطفة (الله جعل ... وجعل.. بيوتا) مثل الله جعل لكم من أنفسكم أزواجا «1» ، (تستخفّونها) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل،

_ (1) في الآية (72) من هذه السورة.

و (ها) مفعول به (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تستخفّونها) ، (ظعنكم) مضاف إليه مجرور.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يوم إقامتكم) مثل يوم ظعنكم (الواو) عاطفة (من أصوافها) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (من جلود..) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أوبارها، أشعارها) اسمان مضافان إلى الضمير معطوفان على أصوافها مجروران مثله (أثاثا) معطوف على (بيوتا) منصوب أي وجعل من أصوافها.. أثاثا (متاعا) معطوف على (أثاثا) منصوب (إلى حين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (متاعا) «1» . جملة: «الله جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أخرجكم «2» . وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «جعل (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعل (الأولى) . وجملة: «تستخفّونها ... » في محلّ نصب نعت ل (بيوتا) . (الواو) عاطفة (الله جعل.. جعل.. وجعل لكم سرابيل) مثل الله جعل لكم.. أزواجا «3» ، (تقيكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (كم) ضمير مفعول به (الحرّ) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (سرابيل تقيكم بأسكم) مثل سرابيل تقيكم الحرّ.. و (كم) الثاني مضاف إليه (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «4» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في

_ (1) أي متاع متمتّع به إلى حين. (2) في الآية (78) من هذه السورة. (3) في الآية (72) من هذه السورة. [.....] (4) أو اسم بمعنى مثل مفعول مطلق نائبة عن المصدر فهو صفته.

محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يتمّ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يتمّ) مضارع مرفوع والفاعل هو (نعمته) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يتمّ) ، و (الميم) لجمع الذكور (لعلّكم تسلمون) مثل لعلّكم تشكرون «1» . وجملة: «الله جعل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله جعل لكم.. سكنا. وجملة: «جعل لكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «خلق» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «جعل لكم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى) . وجملة: «وجعل لكم (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى) أو (الثانية) . وجملة: «تقيكم ... » في محلّ نصب نعت لسرابيل. وجملة: «تقيكم (الثانية) » في محلّ نصب نعت لسرابيل (الثانية) . وجملة: «يتمّ..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تسلمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تسلمون» في محلّ رفع خبر لعلّ. (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الواو) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليك) مثل عليكم متعلّق بخبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (المبين) نعت للبلاغ مرفوع.

_ (1) في الآية (78) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتمّ.. وجملة: «عليك البلاغ ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن تولّوا فلا لوم عليك.. الصرف: (جلود) ، جمع جلد، اسم جامد لما يحيط الجسم، وزنه فعل بكسر فسكون. (ظعنكم) ، مصدر ظعن الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. (إقامتكم) مصدر قياسيّ لفعل أقام الرباعيّ، وقد استعيض من الألف قبل الأخير تاء في آخره لأن فعله معتلّ أجوف. (أصواف) ، جمع صوف، اسم جامد، وزنه فعل بضمّ فسكون. (أوبار) ، جمع وبر، اسم جامد، وزنه فعل بفتحتين. (أشعار) ، جمع شعر، اسم جامد، وزنه فعل بفتح فسكون. (أثاث) ، اسم جمع بمعنى المتاع، وزنه فعال بفتح الفاء. (متاع) ، اسم جامد- أو مصدر- وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (36) من البقرة. (أكنان) ، جمع كنّ، اسم للستر، وفي القاموس الكنّ بالكسر وقاء كلّ شيء وسترة، والكنّ البيت وزنه فعل بكسر فسكون. (سرابيل) ، جمع سربال، اسم للقميص أو كلّ ما يلبس، وزنه فعلال بكسر الفاء. الفوائد - يَوْمَ ظَعْنِكُمْ: قال ابن «درستويه» : أهل اللغة وأكثر النحويين يقولون: كل ما كان الثاني منه (حرف حلق) جاز فيه التسكين والفتح، مثل بحر، ونحر، ونهر، وشعر، وشهر

[سورة النحل (16) : آية 83]

ولكننا نجد الشعراء يتحللون من هذه القاعدة لضرورة الشعر ويحركون عند الضرورة كل ما كان وسطه ساكنا الطريف أننا نجد هذا الترخيص في لغات أقطار عربية بكاملها، منها «اللبنان» ، فإنهم إذا أرادوا أن يقولوا «قرش» قالوا «قرش» ، وإذا قالوا «درب» حركوا الوسط فقالوا «درب» وهكذا سائر الأسماء الساكنة الوسط. ولا ندري هل هذا استمرار وتأثر بقواعد اللغة، أم أنها العامية عملت عملها في ذلك. [سورة النحل (16) : آية 83] يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ (83) الإعراب (يعرفون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (ينكرونها) مثل يعرفون.. و (ها) ضمير مفعول به (الواو) حاليّة (أكثرهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (الكافرون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «يعرفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينكرونها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أكثرهم الكافرون» في محلّ نصب حال مؤكّدة من فاعل ينكرون. [سورة النحل (16) : الآيات 84 الى 87] وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (87)

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (نبعث) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبعث) ، (أمّة) مضاف إليه مجرور (شهيدا) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (يؤذن) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع «1» ، (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ والجار والمجرور نائب الفاعل في محل رفع (كفروا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (هم) ضمير منفصل مبتدأ (يستعتبون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل. جملة: «نبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة متعلّق الظرف استئنافيّة. وجملة: «لا يؤذن ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبعث. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم يستعتبون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يؤذن. وجملة: «يستعتبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (رأى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) مثل كفروا،

_ (1) ومتعلّق الأذن محذوف أي في الرجوع إلى دار الدنيا أو في الكلام والاعتذار..

(العذاب) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا يخفّف) مثل لا يؤذن، ونائب الفاعل هو أي العذاب (عنهم) جار ومجرور متعلّق ب (يخفّف) (الواو) عاطفة (لا هم ينظرون) مثل لا هم يستعتبون. وجملة: «رأى الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يخفّف ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو- أي العذاب- والجملة الاسمية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «1» . وجملة: «هم ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (إذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم) مثل إذا رأى.. العذاب (قالوا) مثل كفروا (ربّنا) منادى مضاف منصوب.. و (نا) مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شركاء) خبر مرفوع و (نا) مثل الأول (الّذين) موصول في محلّ رفع نعت لشركاء (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير اسم كان (ندعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على (الواو) ، الفاعل نحن (من دونك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول ندعو المقدّر أي ندعوهم من دونك.. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ألقوا) ، وهو يعود على الشركاء (القول) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (كاذبون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.

_ (1) لأنّ جملة جواب الشرط من المضارع لا تقترن بالفاء..

وجملة: «رأى الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هؤلاء شركاؤنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كنّا ندعو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «ألقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إنّكم لكاذبون» في محلّ نصب مقول القول للمصدر «1» . (الواو) عاطفة (ألقوا إلى الله.. السلم) مثل ألقوا إليهم القول (يومئذ) ، يوم ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل ألقوا.. و (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عنهم) مثل الأول متعلّق ب (ضلّ) ، (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف (كانوا) فعل ماض ناقص.. و (الواو) اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «ألقوا.. السلم» لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا.. القول. وجملة: «ضلّ عنهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا السلم. وجملة: «كانوا يفترون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) أو لا محلّ لها تفسيريّة. (2) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل فاعل.

[سورة النحل (16) : الآيات 88 إلى 89]

[سورة النحل (16) : الآيات 88 الى 89] الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (89) الإعراب (الّذين) موصول مبتدأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (صدّوا) مثل كفروا (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (زدناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل، و (هم) ضمير مفعول به (عذابا) مفعول به ثان منصوب (فوق) ظرف مكان متعلّق بنعت ل (عذابا) ، (العذاب) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (كانوا يفسدون) مثل كانوا يفترون «1» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا يفسدون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (زدناهم) . جملة: «الّذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «زدناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الّذين) . وجملة: «كانوا يفسدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يفسدون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) في الآية (87) السابقة.

الصرف:

(الواو) عاطفة (يوم نبعث.. شهيدا) مرّ إعرابها «1» ، (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) ، (من أنفسهم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (شهيدا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (جئنا) مثل زدنا (الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جئنا) ، (شهيدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (على) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) الثاني (الواو) استئنافيّة (نزّلنا) مثل زدنا (عليك) مثل عليهم متعلّق ب (نزّلنا) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (تبيانا) ، مفعول لأجله منصوب «2» (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبيانا) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (هدى، رحمة، بشرى) أسماء معطوفة على التبيان بحروف العطف منصوبة مثله، وعلامة النصب في هدى وبشرى الفتحة المقدّرة على الألف (للمسلمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشرى) ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «نبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جئنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبعث. وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تبيانا) ، مصدر سماعيّ لفعل بيّن الرباعيّ، ويبدو أنه لا يوجد سوى هذا المصدر على هذا الوزن مع المصدر تلقاء.. أمّا الأسماء فكثيرة كالتمساح والتمثال.. وزنه تفعال بكسر التاء.

_ (1) في الآية (84) من هذه السورة. (2) أو مصدر في موضع الحال أي مبنيّين ...

[سورة النحل (16) : آية 90]

[سورة النحل (16) : آية 90] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) الإعراب (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بالعدل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (الإحسان، إيتاء) اسمان معطوفان على العدل مجروران (ذي) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ينهى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (عن الفحشاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهى) ، (المنكر، البغي) اسمان معطوفان على الفحشاء بحرفي العطف مجروران (يعظكم) مثل يأمر.. و (كم) ضمير مفعول به (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.. و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تذكّرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «إنّ الله يأمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأمر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ينهى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمر. وجملة: «يعظكم ... » في محلّ نصب حال من فاعل يأمر وينهى. وجملة: «لعلّكم تذكّرون ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» . وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

الصرف:

الصرف: (إيتاء) ، مصدر قياسيّ لفعل آتى الرباعيّ إذ وزنه أفعل، وأصل إيتاء إئتاء، خفّفت الهمزة الثانية، وقلبت الياء المتطرّفة همزة لمجيء الألف الساكنة قبلها. البلاغة 1- إن الآية، كما أخرج البخاري في الأدب، والبيهقي في شعب الايمان، والحاكم وصححه عن ابن مسعود، أجمع آية للخير والشر، وهي سبب استقرار الايمان في قلب عثمان بن مظعون، وقال غير واحد: لو لم يكن في القرآن غير هذه الآية الكريمة لكفت في كونه تبيانا لكل شيء وهدى. 2- وقد اشتملت في الواقع على أفانين من البلاغة نبينها فيما يلي: أ- الإيجاز: فقد أمر في أول الآية بكل معروف، ونهى بعد ذلك عن كل منكر، وختم الآية بأبلغ العظات، وصاغ ذلك في أواخر العبارات. ب- صحة التقسيم: فقد استوفى فيها جميع أقسام المعنى، فلم يبق معروف إلا وهو داخل في نطاق الأمر، ولم يبق منكر إلا وهو داخل في حيز النهي، وقدم ذكر العدل لأنه واجب، وتلاه بالإحسان لأنه مندوب، ليقع نظم الكلام على أحسن ترتيب. ج- حسن النسق: في ترتيب الجمل وعطف بعضها على بعض كما ينبغي، حيث قدم العدل وعطف عليه الإحسان لكون الإحسان اسما عاما وإيتاء ذي القربى خاص، فكأنه نوع من ذلك الجنس، ثم أتى بجملة الأمر مقدمة، وعطف عليها جملة النهي. د- حسن البيان: لأن لفظ الآية لا يتوقف من سمعه في فهم معناه، إذ سلم من التعقيد في لفظه، ودل على معناه دلالة واضحة بأقرب الطرق وأسهلها،

[سورة النحل (16) : الآيات 91 إلى 92]

واستوى في فهمه الذكي والغبي. [سورة النحل (16) : الآيات 91 الى 92] وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) الإعراب (الواو) استئنافيّة (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب (عاهدتّم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تنقضوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (الأيمان) مفعول به منصوب (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنقضوا) ، (توكيدها) مضاف إليه مجرور.. و (ها) مضاف إليه (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (جعلتم) مثل عاهدتم (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كفيلا) بتضمينه معنى شاهدا (كفيلا) مفعول به ثان منصوب (إنّ الله

بعلم) مثل إنّ الله يأمر «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» ، (تفعلون) مثل تذكّرون «3» . جملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عاهدتّم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه المذكور قبله. وجملة: «لا تنقضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «جعلتم ... » في محلّ نصب حال من فاعل تنقضوا.. «4» . وجملة: «إنّ الله يعلم ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ. (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) ضمير اسم تكون (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر تكونوا (نقضت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (غزلها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه، والفاعل هو العائد (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (نقضت) (قوّة) مضاف إليه مجرور (أنكاثا) حال من غزلها منصوبة «5» ، (تتّخذون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (أيمانكم) مفعول به منصوب.. و (كم) مضاف إليه (دخلا) مفعول به ثان منصوب (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (دخلا) ، و (كم) كالأول (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكون) مضارع

_ (1) في الآية (90) السابقة. (2) أو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي تفعلونه. (3) في الآية (90) . (4) أو من فاعل المصدر (توكيد) وإن كان محذوفا. [.....] (5) وعلى رأي الزجّاج هو مفعول مطلق نائب عن المصدر، لأنّ معنى نقضت هو نكثت، فهو مطابق لعامله في المعنى.

ناقص منصوب (أمّة) اسم تكون مرفوع (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (أربى) خبر المبتدأ هي مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (من أمّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أربى) (إنّما) كافّة ومكفوفة (يبلوكم) مضارع مرفوع.. و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبلوكم) ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يبيّننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (يبيّننّ) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يبيّننّ) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (فيه) مثل به متعلّق ب (تختلفون) ، (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه (تختلفون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.. وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تنقضوا.. وجملة: «نقضت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «تتّخذون ... » في محلّ نصب حال من ضمير تكونوا. وجملة: «تكون أمّة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن تكون..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأن تكون.. والجارّ متعلّق بفعل تتّخذون. وجملة: «هي أربى ... » في محلّ نصب خبر تكون. وجملة: «يبلوكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبيّننّ لكم» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «كنتم فيه تختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تختلفون» في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) لم يجز البصريّون جعل (هي) ضمير فصل، لأنّ (أمّة) نكرة.

الصرف:

الصرف: (توكيد) ، مصدر قياسيّ لفعل وكّد الرباعيّ، وزنه تفعيل. (كفيلا) ، صفة مشبّهة من كفل يكفل باب فرح، وزنه فعيل. (غزلها) ، مصدر سماعيّ لفعل غزل الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. (أنكاثا) ، جمع نكث، بمعنى منكوث أي منقوض، والنكث بكسر النون كحمل وأحمال. (دخلا) ، اسم لما يدخل في الشيء وليس منه، وهو العيب وزنه فعل بفتحتين. (أربى) ، اسم تفضيل من ربا يربو، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب، وأصله أربي- بفتح الباء- جاءت الياء- متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وكتبت برسم الياء لأنها رابعة وأصلها واو. الفوائد - المثل في القرآن: ألمحنا إلى هذه الخاصة القرآنية فيما سبق، ونعود للتحدث عنها، لما لها من أهمية في تأدية الرسالة وتبليغ الدعوة. ويبدو أن الله آثر هذا الأسلوب من ضرب الأمثال على غيره، لأنه يعلم سبحانه ما له من تأثير في قلوب السامعين وعقولهم. وتحضرنا هنا طريقة المسيح عليه السلام في تأدية رسالته فقد اتخذ المثل وسيلة كبري من وسائله، فكان يسوق الأمثال لتلامذته ومريديه. ويبدو أن هذا الأسلوب قد أخذ مأخذه من قلوب الناس فكانوا يستزيدونه منه ويستمعون إليه وينتفعون بما سمعوا.. ونكاد لا نجد في القرآن الكريم سورة إلا ويرد فيها من الأمثال ما يبهر ويعجز. ولنستمع إليه تعالى في هذه الآية إذ يقول: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها

[سورة النحل (16) : آية 93]

مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً ففيه حكمة وفيه عبرة وفيه تقرير. أما في علم البلاغة فإن المثل عبارة عن تشبيه تمثيلي لأن وجه الشبه فيه منتزع من عدة صفات. [سورة النحل (16) : آية 93] وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) رابطة لجواب الشرط (جعلكم) مثل شاء، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (أمّة) مفعول به ثان منصوب (واحدة) نعت لأمّة منصوب (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (يضلّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يضلّ (الواو) عاطفة (يهدي من يشاء) مثل نظيرها (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (تسألنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تسألنّ) «1» . (كنتم تعملون) مثل كنتم تختلفون «2» . جملة: «شاء ... الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلكم....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

_ (1) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق ب (تسألنّ) . (2) في الآية (92) من هذه السورة.

[سورة النحل (16) : الآيات 94 إلى 96]

وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «يشاء ... » (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة النحل (16) : الآيات 94 الى 96] وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (96) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لا تتّخذوا.. بينكم) مرّ إعراب نظيرها «1» . (الفاء) فاء السببيّة (تزلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (قدم) فاعل مرفوع (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تزلّ) ، (ثبوتها) مضاف إليه مجرور، و (ها) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تزلّ ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مقدر سابق اي لا يكن منكم اتخاذ ايمان فزلل قدم. (الواو) عاطفة تذوقوا مضارع منصوب معطوف على (تزلّ) ، وعلامة

_ (1) في الآية (91) من هذه السورة.

النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (السوء) مفعول به منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (صددتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صددتم) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (ما صددتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تذوقوا) . (الواو) استئنافيّة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «جملة لا تتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تزلّ قدم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تذوقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «صددتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لكم عذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) عاطفة (لا تشتروا) مثل لا تنقضوا «1» ، (بعهد) جار ومجرور متعلّق ب (تشتروا) بتضمينه معنى تستبدلوا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب (إنّ) حرف مشبه بالفعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ «2» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الله) لفظ الجلالة مثل الأول (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم)

_ (1، 2) رسمت في المصحف موصولة وكان من حقّها أن تكون مفصولة بحسب القواعد الاملائية.

ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (تعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «لا تشتروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تتّخذوا.. وجملة: «إنّ ما عند الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «هو خير لكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم. (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عندكم) مثل الأول، و (كم) ضمير مضاف إليه (ينفد) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (ما عند الله) مثل ما عندكم (باق) خبر ما الثاني مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نجزينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل نحن للتعظيم (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (صبروا) فعل ماض وفاعله (أجرهم) مفعول به ثان منصوب، و (هم) مضاف إليه (بأحسن) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجزينّ) ، (ما) حرف مصدريّ «1» ، (كانوا يعملون) مثل كنتم تعملون «2» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما عندكم ينفد ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق. وجملة: «ينفد ... » في محلّ رفع خبر ما. وجملة: «ما عند الله باق» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة ما عندكم.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. (2) في الآية (93) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «نجزينّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (باق) ، اسم فاعل من (بقي) الثلاثيّ، وزنه فاع، حذفت لامه لمناسبة التنوين فهو اسم منقوص. البلاغة 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها. فالكلام استعارة للوقوع في أمر عظيم، لأن القدم إذا زلت انقلب الإنسان من حال خير إلى حال شر. (2) وفي قوله تعالى فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها. توحيد القدم وتنكيرها: والسر في ذلك استعظام أن تزلّ قدم واحدة عن طريق الحق بعد أن ثبتت عليه، فكيف بأقدام كثيرة. [سورة النحل (16) : آية 97] مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (97) الإعراب (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عمل) فعل ماض، والفاعل هو يعود على اسم الشرط (صالحا) مفعول به منصوب (من ذكر) جارّ ومجرور حال من فاعل عمل «1» ، (أو) حرف عطف (أنثى) معطوف

_ (1) أو تمييز للموصول (من) .

البلاغة

على ذكر مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) واو الحال (هو) ضمير منفصل مبتدأ (مؤمن) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نحيينّه) مضارع مثل نجزينّ «1» ، و (الهاء) مفعول به (حياة) مفعول مطلق منصوب (طيّبة) نعت لحياة منصوب (الواو) عاطفة (لنجزينّهم أجرهم.. يعملون) مثل الآية المتقدّمة «2» . جملة: «من عمل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «نحيينّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابها خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة: «نجزينّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة - التتميم: في قوله تعالى مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ إلى آخر الآية. وقد تكرر التتميم هنا مرتين. الأولى: في قوله تعالى مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى لأنّ من الشرطية أو الموصولية تفيد العموم فكان لا بدّ من تتميمها بذلك

_ (1، 2) في الآية (96) السابقة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النحل (16) : الآيات 98 إلى 100]

للتأكيد، وإزالة لوهم التخصيص، جريا على معتقدات العرب القديمة في تفضيل الذكر على الأنثى وإيثاره بكل ما هو خير. والثانية: في قوله وَهُوَ مُؤْمِنٌ وقد اختلفت الآراء في هذا التتميم، وما هو المراد بالحياة الطيبة التي ينالها من هو بهذه المثابة. وأحسن ما نختاره منها قول الزمخشري في كتابه الكشاف، وننقله بنصه لفائدته فقد قال وأبدع: «وذلك أن المؤمن مع العمل الصالح موسرا كان أو معسرا يعيش عيشا طيبا، إن كان موسرا فلا مقال فيه، وإن كان معسرا فمعه ما يطيب عيشه، وهو القناعة والرضا بقسمة الله، وأما الفاجر فأمره على العكس، إن كان معسرا فلا إشكال في أمره» . [سورة النحل (16) : الآيات 98 الى 100] فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) الإعراب (الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (قرأت) فعل ماض وفاعله (القرآن) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (استعذ) فعل أمر، والفاعل أنت (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعذ) ، (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعذ) ، (الرّجيم) نعت للشيطان مجرور. جملة: «قرأت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «استعذ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (إنّ) حرف توكيد ونصب و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ليس)

الصرف:

فعل ماض ناقص جامد (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (سلطان) اسم ليس مؤخّر مرفوع (على) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (سلطان) فهو بمعنى التسلّط (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (على ربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّلون) ، و (هم) مضاف إليه (يتوكّلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. وجملة: «إنّه ليس له سلطان ... » لا محلّ لها تعليل لمحذوف هو جواب الطلب أي استعذ بالله من الشيطان تكف شرّه. وجملة: «ليس له سلطان» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «يتوكّلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (إنّما) كافّة ومكفوفة (سلطانه) مبتدأ مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (على الذين) مثل الأول متعلّق بخبر المبتدأ (يتولّونه) مثل يتوكّلون.. و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (الّذين) في محلّ جرّ معطوف على الموصول السابق (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الباء) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ متعلّق (مشركون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «سلطانه على الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتولّونه....» لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «هم به مشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) الثاني. الصرف: (سلطان) ، جاء اللفظ هنا بمعنى التسلّط فهو مصدر، وزنه فعلان بضمّ الفاء.

[سورة النحل (16) : آية 101]

[سورة النحل (16) : آية 101] وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) الإعراب (الواو) عاطفة (إذا بدّلنا آية) مثل إذا قرأت القرآن «1» ، (مكان) مفعول به ثان منصوب (آية) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (ينزّل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّما) كافّة ومكفوفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مفتر) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة، فهو اسم منقوص (بل) للإضراب الانتقاليّ (أكثرهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «بدّلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أنت مفتر» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) .

_ (1) في الآية (98) من هذه السورة.

[سورة النحل (16) : آية 102]

[سورة النحل (16) : آية 102] قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (102) الإعراب (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (نزّله) فعل ماض، و (الهاء) ضمير مفعول به (روح) فاعل مرفوع (القدس) مضاف إليه مجرور (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل) ، و (الكاف) مضاف إليه (بالحقّ) جارّ ومجرور حال من الفاعل أو من ضمير الخطاب المجرور (اللام) للتعليل (يثبّت) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤوّل (أن يثبّت..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزّله) . (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (هدى) معطوف على المصدر المؤوّل مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف «1» ، (الواو) عاطفة (بشرى) معطوف على هدى مجرور مثله (للمسلمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشرى) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نزّله روح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الفوائد 1- عودة إلى الهمزة:

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسميّة في محلّ نصب.

لقد تبسطنا في حديثنا عن الهمزة وقواعد كتابتها في حديث سابق، وبما أن الرسم القرآني يخالف تلك القواعد، فهذه همزة «ءامنوا» كتبت على السطر. ومثلها همزة «ءاية» كما ترى خلافا لما قررناه من قواعد لكتابتها. ونعيد هنا ما قلناه سابقا من أنه لا يعتد بالرسم القرآني في رسم الكتابة. 2- بل: حرف عطف، إن وقعت بعد كلام مثبت، تكون للإضراب والعدول عن شيء إلى آخر، مثل الآية التي معنا. وإن وقعت بعد نفي أو نهي، تكون للاستدراك بمنزلة لكن، مثل: ما قام سعيد بل خليل. وقد تكون حرف ابتداء، إذا تلاها جملة، مثل قوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ أي بل هم عباد. الناسخ والمنسوخ في الشريعة: اتخذ المنافقون، وضعفاء العقيدة ومن لم يتمكن الإيمان في قلوبهم اتخذوا نسخ الأحكام ذريعة للطعن في الدين، واتهام الرسول/ صلّى الله عليه واله وسلّم/ بالافتراء. ومنهم من كان يرتد بسبب ذلك. ولكن العاقل الأريب يعلم أن تدرج الأحكام من الحكمة بمكان. ولا سيما عند ما تتعلق أحكام الشريعة بنسخ عادة متأصلة، أو عقيدة مستحكمة، كشرب الخمر وتحول القبلة. وقد يكون للنسخ بعض الصلة بالتطور الذي يرافق مراحل تبليغ الرسالة والذي دفع بالأئمة المجتهدين، فيما بعد، أن يضعوا قاعدتهم القائلة: «لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان» .

[سورة النحل (16) : آية 103]

وهذا ما نراه يستلزم تغيير القوانين الوضعية بين الحين والحين، واستجابة للتطور، وتمشيا مع حالة الدولة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية إلخ. [سورة النحل (16) : آية 103] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق «1» ، (نعلم) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (أنّهم) حرف توكيد ونصب.. و (هم) في محلّ نصب اسم أنّ (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم يقولون..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي نعلم. (إنّما) كافّة ومكفوفة (يعلّمه) مضارع مرفوع.. و (الهاء) ضمير مفعول به (بشر) فاعل مرفوع (لسان) مبتدأ مرفوع (الّذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (يلحدون) مثل يقولون (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يلحدون) ، (أعجميّ) خبر مرفوع (الواو) عاطفة «2» ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى القرآن (لسان) خبر مرفوع (عربيّ) نعت للسان مرفوع «3» ، (مبين) نعت ثان مرفوع.

_ (1) لأنّ علم الله محقّق دائم مستمر. [.....] (2) أو حاليّة، والجملة بعدها حال. (3) أو خبر ثان مرفوع.

البلاغة

جملة: «نعلم..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «إنّما يعلّمه بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لسان الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يلحدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هذا لسان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لسان الذي ... البلاغة - الاستعارة: في قوله تعالى لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ. الإلحاد الإمالة، من ألحد القبر إذا أمال حفره عن الاستقامة، فحفر في شق منه، ثم أستعير لكل إمالة عن الاستقامة، فقالوا: ألحد فلان في قوله وألحد في دينه. والمراد: أي لغة الرجل الذي يميلون إليه القول عن الاستقامة أعجمية غير بينة. [سورة النحل (16) : آية 104] إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (104) الإعراب (إنّ) حرف توكيد ونصب (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع. و (الواو) فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يهديهم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء..

_ (1) هذا رأي الزمخشريّ، واختار أبو حيان أن تكون في محلّ نصب حال وهو أبلغ في رأيه في الإنكار عليهم والضمير في (يلحدون) هو الرابط الذي يربطها بصاحب الحال وهو فاعل يقولون.

[سورة النحل (16) : آية 105]

و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يهديهم الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. [سورة النحل (16) : آية 105] إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (105) الإعراب (إنّما يفتري الكذب الّذين) مثل إنّما يعلّمه بشر «1» ، المفعول مقدّم والفاعل مؤخّر (لا يؤمنون بآيات الله) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «3» ، (الكاذبون) خبر المبتدأ أولئك.. مرفوع وعلامة الرفع الواو.. جملة: «يفتري.. الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «أولئك ... الكاذبون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) في الآية (103) من هذه السورة. (2) في الآية (104) السابقة. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الكاذبون) ، والجملة الاسميّة خبر اسم الإشارة.

[سورة النحل (16) : الآيات 106 إلى 110]

[سورة النحل (16) : الآيات 106 الى 110] مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (106) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (107) أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (108) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (109) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110) الإعراب (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفر) فعل ماض، والفاعل هو يعود على من (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفر) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفر) ، (إيمانه) مضاف إليه مجرور، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (أكره) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) حاليّة (قلبه) مبتدأ مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (مطمئنّ) خبر مرفوع (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (مطمئنّ) (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (من) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرح)

_ (1) ويجوز أن يكون اسم شرط على أن يقدّر مبتدأ لأنه لا يقع بعد الاستدراك شرط أي: لكن (هم) من شرح وجواب الشرط قوله: فعليهم غضب من الله.

فعل ماض والفاعل هو (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (شرح) بتضمينه معنى طاب (صدرا) تمييز منصوب (الفاء) زائدة «1» ، (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (غضب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (غضب) (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (عذاب عظيم) مثل عذاب أليم «2» . جملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .. وجواب الشرط محذوف تقديره فهو مؤاخذ.. أو فلهم عذاب شديد. وجملة: «أكره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قلبه مطمئنّ ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «من شرح.. عليهم غضب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «شرح ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «عليهم غضب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر الأخيرة. (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الوعيد، (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّهم) مشبّه بالفعل.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (استحبّوا) فعل ماض وفاعله (الحياة)

_ (1) أو هي رابطة لجواب الشرط أن أعرب (من) اسم شرط. (2) في الآية (104) من هذه السورة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (4) وقد اقترنت الجملة بالفاء لمشابهة المبتدأ للشرط..

مفعول به منصوب (الدنيا) نعت ل (حياة) منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (على الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (استحبّوا) بتضمينه معنى فضّلوا. والمصدر المؤوّل (أنّهم استحبّوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (الواو) عاطفة (أنّ الله لا يهدي) مثل أنّهم استحبّوا (القوم) مفعول به منصوب (الكافرين) نعت للقوم منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ الله لا يهدي..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر. المؤوّل الأوّل. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «استحبّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) . وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثانيّ) . (أولئك) ، اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (الّذين) موصول في محلّ رفع خبر (طبع) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على قلوبهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبع) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (سمعهم، أبصارهم) مثل قلوبهم ومعطوفان عليه بحرفي العطف (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير فصل «1» ، (الغافلون) خبر المبتدأ أولئك. وجملة: «أولئك الّذين ... » في محلّ نصب حال من القوم «2» .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الغافلون) ، والجملة خبر المبتدأ أولئك. (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «طبع الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك ... الغافلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة أولئك الذين طبع.. (لا جرم) نافية للجنس واسمها مبنيّ على الفتح في محلّ نصب «1» ، (أنّهم) مثل الأول (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (الخاسرون) ، (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ (هم) مرفوع، وعلامة الرفع الواو. المصدر المؤوّل (أنّهم.. هم الخاسرون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره، في، أي لا جرم في أنّهم.. هم الخاسرون، فالجار متعلّق بخبر لا. وجملة: «لا جرم (في) أنّهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم الخاسرون» في محلّ رفع خبر أنّ. (ثمّ) حرف عطف (إنّ) حرف توكيد ونصب (ربّك) اسم إنّ منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) حرف جرّ (الّذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ أي هو ناصر لهم (هاجروا) فعل ماض وفاعله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (هاجروا) ، (ما) حرف مصدريّ (فتنوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (ثمّ) مثل الأول (جاهدوا) مثل هاجروا وكذلك (صبروا) ، (إنّ ربّك من بعدها) مثل الأولى.. و (ها) مضاف إليه (اللام) المزحلقة للتوكيد (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) انظر حالات إعراب (لا جرم) في الآيات (22) من سورة هود و (23، 62) من هذه السورة. [.....] (2) أو هو ضمير أستعير لمحلّ النصب توكيد للضمير اسم أنّ.

الصرف:

وجملة: «إنّ ربّك للذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا جرم.. وجملة: «هاجروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «فتنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما فتنوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا. وجملة: «إنّ ربّك.. لغفور» لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الجملة الأولى «1» . الصرف: (مطمئنّ) ، اسم فاعل من اطمأنّ الخماسيّ، وزنه مفعللّ بضمّ الميم وكسر اللام الأولى. الفوائد المفتونون عن دينهم: - قوله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ.. عند ما اشتد المشركون من أهل مكة على المستضعفين الذين آمنوا بما أنزل على محمد/ صلّى الله عليه وسلّم/ ارتدّ عدد منهم إلى الكفر: وكانوا فئتين: فئة استجابت لإغراء قريش رهبة أو رغبة، وفئة عذبت في الله حتى اضطرت للنطق بكلمة الكفر. منهم عمار بن ياسر وأبوه وأمه، وقد قتلهما أبو جهل فكانا أول شهيدين في الإسلام. ومنهم صهيب وخباب وبلال وسالم، فقد لجؤوا إلى التقية، فقالوا كلمة الكفر في لسانهم وقلوبهم عامرة بالإيمان، وقد قبل الرسول منهم ذلك وأقرّهم عليه، ونزل فيهم من القرآن الكريم قوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ.

_ (1) أو هي بدل من الأولى لا محلّ لها.

[سورة النحل (16) : آية 111]

[سورة النحل (16) : آية 111] يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) الإعراب (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» (تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (تجادل) مضارع مرفوع، والفاعل هي (عن نفسها) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجادل) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (توفّى) فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (كلّ) نائب الفاعل مرفوع (نفس) مثل الأول (ما) حرف مصدريّ (عملت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. والمصدر المؤوّل (ما عملت..) في محلّ نصب مفعول به، على حذف مضاف أي جزاء عملها «2» . (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، و (الواو) نائب الفاعل. جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأتي كلّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تجادل ... » في محلّ رفع نعت لكلّ نفس «3» . وجملة: «توفّى كلّ نفس» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتي.

_ (1) أو هو ظرف زمان منصوب متعلّق برحيم. (2) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة. (3) أو في محلّ نصب حال.

الصرف:

وجملة: «عملت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «و (هم) لا يظلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (توفّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله توفي- بياء في آخره- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا ورسمت برسم الياء لأنها خامسة. الفوائد - يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ: «كل» هي اسم للدلالة على الإحاطة والجمع، أو أجزاء الأفراد، وهي إما نكرة نحو كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ، وإما معرفة نحو وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً. إعرابها: لإعرابها ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون توكيدا لمعرفة، وهو مذهب البصريين. الثاني: أن يكون نعتا لمعرفة، فتدل على كماله نحو: «هم القوم كل القوم يا أم خالد» . الثالث: أن تكون تالية للعوامل، إما مضافة نحو: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. أو غير مضافة نحو: وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ. ومنه نيابتها عن المصدر فتكون منصوبة على أنها مفعول مطلق، نحو فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ وقد تضاف إلى الظرف فتعرب مفعولا فيه. ملاحظة: لفظ كل حكمه الإفراد والتذكير. ومعنى كل بحسب ما تضاف إليه، فيراعى معنى ما تضاف إليه في التنكير

[سورة النحل (16) : آية 112]

والتعريف والإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث، نحو كل نفس ذائقة الموت، وكل حزب بما لديهم فرحون، وكل نفس بما كسبت رهينة. فسائر هذه الأمثلة روعي فيها معنى المضاف إليه ولم يراع لفظ «كل» فتأمّل وتصرّف. هديت إلى الصواب. [سورة النحل (16) : آية 112] وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (112) الإعراب (الواو) استئنافيّة (ضرب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مثلا) مفعول به منصوب (قرية) بدل من (مثلا) منصوب (كانت) فعل ماض ناقص- و (التاء) للتأنيث- واسمه ضمير مستتر تقديره هي (آمنة) خبر كان منصوب (مطمئنّة) خبر ثان منصوب (يأتيها) مثل تأتي «1» ، و (ها) ضمير مفعول به (رزقها) فاعل مرفوع.. و (ها) مضاف إليه (رغدا) مصدر في موضع الحال (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتيها) ، (مكان) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة في الموضعين (كفرت) مثل عملت «2» ، (بأنعم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفرت) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، (أذاقها) مثل عمل «3» .. و (ها) مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لباس) مفعول به ثان منصوب (الجوع) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الخوف) معطوف على الجوع مجرور (الباء) حرف جرّ (ما) حرف

_ (1، 2، 3) في الآية السابقة (111) .

البلاغة

مصدريّ «1» ، (كانوا يصنعون) مثل كانوا يعملون. «2» والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أذاقها) . جملة: «ضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانت آمنة ... » في محلّ نصب نعت لقرية. وجملة: «يأتيها رزقها» في محلّ نصب خبر ثالث للفعل كانت «3» . وجملة: «كفرت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كانت ... وجملة: «أذاقها الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كفرت.. وجملة: «كانوا يصنعون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يصنعون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة (1) المجاز المرسل: في قوله تعالى وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً أي أهل قرية والعلاقة المحلية، إذ أطلق المحلّ وأريد الحال. (2) في قوله تعالى فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ استعارتان مكنيتان. أما الإذاقة، فقد جرت عندهم مجرى الحقيقة، لشيوعها في البلايا والشدائد، وما يمسّ الناس منها، فيقولون: ذاق فلان البؤس والضر، وأذاقه العذاب: شبه ما يدرك من أثر الضرر والألم بما يدرك من طعم المرّ والبشع. وأما اللباس، فقد شبه به لاشتماله على اللابس: ما غشي الإنسان والتبس به من بعض الحوادث، فكأنما قد أحاط بهم واشتمل عليهم كما يشتمل اللباس على لابسه.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. (2) في الآية (97) من هذه السورة. (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير من آمنة.

[سورة النحل (16) : آية 113]

[سورة النحل (16) : آية 113] وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ (113) الإعراب (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءهم) فعل ماض، و (هم) ضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرسول (الفاء) عاطفة الموضعين (كذّبوه) فعل ماض وفاعله، و (الهاء) مفعول به (أخذهم) مثل جاءهم (العذاب) فاعل مرفوع (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «قد جاءهم رسول ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «أخذهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه. وجملة: «هم ظالمون» في محلّ نصب حال. [سورة النحل (16) : آية 114] فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) الإعراب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) ، (رزقكم) فعل ماض.. و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (حلالا) حال من المفعول الثاني المقدّر أي رزقكم إيّاه الله «1» ، (طيّبا) حال ثانية «2» ، (الواو) عاطفة (اشكروا) مثل كلوا

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي أكلا حلالا، ومثله (طيّبا) .. ويجوز أن يكون مفعولا به أي طعاما حلالا. (2) يجوز أن يكون نعتا ل (حلالا) منصوب مثله.

[سورة النحل (16) : آية 115]

(نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «كلوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أتاكم رزق الله فكلوا.. وجملة: «رزقكم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اشكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «كنتم.. تعبدون» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تعبدونه فكلوا من رزقه واشكروا نعمته. وجملة: «تعبدون» في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة النحل (16) : آية 115] إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) الإعراب (إنّما) كافة ومكفوفة (حرّم) فعل ماض، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم) ، (الميتة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الدم، لحم) اسمان معطوفان على الميتة منصوبان (الخنزير) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الميتة بالواو (أهلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (لغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلّ) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ و (الهاء)

الفوائد

ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أهلّ) «1» ، (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اضطرّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) حال منصوبة (باغ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (عاد) مثل باغ ومعطوف عليه (الفاء) رابطة أو تعليليّة (إنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «إنّما حرّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلّ لغير ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «من اضطرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اضطرّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: فلا إثم عليه فإن الله غفور.. الفوائد - قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. قال الفقهاء ما فحواه: إذا حلّت المجاعة بقوم، حتى أشرفوا على الهلكة، ولم يجدوا ما يتبلغون به سوى إحدى الحرمات المذكورة في الآية الآنفة الذكر، فلا إثم عليهم أن يتناولوا مما نصّ على تحريمه، شريطة أن لا يتكثروا منه. وإنما يتناولون ما ينقذهم من الهلاك، فلا يحتكرون ولا يختزنون ولا يستأثرون ولا يتزيدون فوق الضرورة. وهذا معنى قوله: غير عاد ولا باغ.

_ (1) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل أي مضحّى به. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النحل (16) : الآيات 116 إلى 117]

[سورة النحل (16) : الآيات 116 الى 117] وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (117) الإعراب (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (اللام) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (تصف) مضارع مرفوع (ألسنتكم) فاعل مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الكذب) مفعول به عامله تصف منصوب «2» . والمصدر المؤوّل (ما تصف ألسنتكم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تقولوا) ، و (اللام) للتعليل. (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حلال) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (هذا حرام) مثل هذا حلال (اللام) للتعليل (تفتروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون و (الواو) فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفتروا) ، (الكذب) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تفتروا) في محلّ جرّ باللام وهو بدل من المصدر المؤوّل الأوّل بإعادة الجارّ. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ باللام، والعائد محذوف أي تصفه، والجملة بعده صلة ما. [.....] (2) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي لا تقولوا القول الكذب.. كما يجوز أن يكون مفعولا به للقول.

نصب اسم إنّ (يفترون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (على الله الكذب) مثل الأولى (لا) نافية (يفلحون) مثل يفترون. جملة: «لا تقولوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تصف ألسنتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «هذا حلال ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «هذا حرام ... » في محلّ نصب معطوف على جملة مقول القول. وجملة: «تفتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الّذين ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يفلحون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . (متاع) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم أي لهم متاع «2» ، (قليل) نعت لمتاع مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع. وجملة: « (لهم) متاع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

_ (1) وهي في محلّ نصب بدل من الكذب إن أعرب (الكذب) مفعولا به لفعل تقولوا. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره عيشهم أو منفعتهم أو بقاؤهم.. متاع.

البلاغة

البلاغة - الاستعارة بالكناية: في قوله تعالى لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ كأن ألسنتهم لكونها منشأ للكذب ومنبعا للزور شخص عالم بكنهه ومحيط بحقيقته يصفه للناس أوضح وصف ويعرفه أبين تعريف على طريقة الاستعارة بالكناية كما يقال: وجهه يصف الجمال وعينه تصف السحر. وهو من فصيح الكلام وبليغه. الفوائد علق ابن هشام على هذه الآية بقوله: قيل في وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ وفي كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ أن الكذب بدل من مفعول تصف المحذوف، أي لما تصفه. وكذلك في رسولا، بناء على أن «ما» في «كما» موصول اسمي، ويرده أن فيه إطلاق ما على الواحد من أولي العلم. والظاهر أن ما كافة. وأظهر منه أنها مصدرية، لإبقاء الكاف حينئذ على عمل الجر. وقيل في الكذب أنه مفعول لتقولوا، والجملتان بعده بدل منه أي لا تقولوا الكذب، لما تصفه ألسنتكم من البهائم بالحل والحرمة، وإما لمحذوف، أي فتقولون الكذب، وإما لتصف على أن ما مصدرية والجملتان محكيتا القول، أي لا تحللوا وتحرموا لمجرد قول تنطق به ألسنتكم. [سورة النحل (16) : الآيات 118 الى 119] وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)

الإعراب

الإعراب (الواو) استئنافيّة (على) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمنا) ، (هادوا) فعل ماض وفاعله (حرّمنا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قصصنا) مثل حرّمنا (على) مثل الأول (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قصصنا) ، (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قصصنا) «1» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) نافية (ظلمناهم) مثل حرّمنا.. و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه (أنفسهم) مفعول به مقدّم منصوب.. و (هم) مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. جملة: «هادوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «حرّمنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قصصنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما ظلمناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «كانوا ... يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على ما ظلمناهم. وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. (ثمّ) حرف عطف (إنّ ربّك.. السوء) مرّ إعرابها «3» ، (السوء) مفعول به منصوب (بجهالة) جارّ ومجرور حال من فاعل عملوا (ثمّ) مثل الأول (تابوا) فعل مثل هادوا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تابوا) ، (ذلك) اسم الإشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الواو) عاطفة (أصلحوا) مثل هادوا (إنّ ربّك.. رحيم) مرّ إعرابها «4» .

_ (1) وقيل متعلّق ب (حرّمنا) . (2) أو في محلّ نصب حال من ضمير الفاعل في (حرّمنا) . (3، 4) في الآية (110) من هذه السورة.

الفوائد

وجملة: «إنّ ربّك للذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حرّمنا ... وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تابوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أصلحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا. وجملة: «إنّ ربّك.. لغفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى. الفوائد 1- من قبل: قبل ظرف زمان مبنيّ على الضم لإضافته إلى مضاف إليه المحذوف لفظا، الملحوظ عقلا. وقد تقدم البحث عن «قبل وبعد» فلا حاجة للتكرار. 2- السوء: كتبت الهمزة على السطر، لأنها وقعت في آخر الكلمة، وسبقت بساكن. وقد قدمنا بحثا إضافيا عن الهمزة وكتابتها في سائر أحوالها، فعد إليه في مكانه. [سورة النحل (16) : الآيات 120 الى 123] إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) الإعراب (إنّ) حرف توكيد ونصب (إبراهيم) اسم إنّ منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (أمّة) خبر كان منصوب (قانتا) خبر ثان منصوب (لله) جارّ

ومجرور متعلّق ب (قانتا) ، (حنيفا) خبر ثالث منصوب (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يك) مضارع مجزوم ناقص وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر يك. جملة: «إنّ إبراهيم كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان أمّة ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لم يك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان أمّة. (شاكرا) خبر آخر لكان منصوب (لأنعمه) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاكرا) .. و (الهاء) مضاف إليه (اجتباه) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (الهاء) ضمير مفعول به والفاعل هو (الواو) عاطفة (هداه) مثل اجتباه (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (هداه) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور. وجملة: «اجتباه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هداه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه. (الواو) عاطفة (آتيناه) فعل مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير الفاعل، و (الهاء) مفعول به (في الدّنيا) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حسنة- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (حسنة) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (إنّه) حرف مشبّه بالفعل، و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالصالحين (اللام) المزحلقة للتوكيد (من الصّالحين) جارّ ومجرور خبر إنّ.

_ (1) أو متعلّق ب (آتيناه) .

الفوائد

وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه. وجملة: «إنّه في الآخرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه. (ثمّ) حرف عطف (أوحينا) مثل آتينا (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحينآ) ، (أن) حرف تفسير «1» ، (اتّبع) فعل أمر، والفاعل أنت (ملّة) مفعول به منصوب (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (حنيفا) حال من إبراهيم منصوبة (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور خبر كان. وجملة: «أوحينآ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «ما كان من المشركين» في محلّ نصب معطوفة على الحال (حنيفا) . الفوائد - تأتي الحال من المضاف إليه، إذا كان إحدى الحالات التالية: أ- أن يكون المضاف جزءا من المضاف إليه، نحو ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا. ب- أو كان شبيه الجزء من المضاف إليه، نحو الآية اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً. ج- أن يكون المضاف عاملا في الحال نحو إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً.

_ 1- أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أوحينا) .

[سورة النحل (16) : آية 124]

[سورة النحل (16) : آية 124] إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124) الإعراب (إنّما) كافّة ومكفوفة (جعل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (السبت) نائب الفاعل (على الذين) جارّ ومجرور مرّ إعرابه «1» متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى وضع (اختلفوا) فعل ماض وفاعله (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا) ، (الواو) عاطفة (إنّ ربّك) مثل إنّ إبراهيم «2» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة للتوكيد (يحكم) مضارع مرفوع والفاعل هو (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) .. و (هم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) ، (كانوا.. يختلفون) مثل كانوا يظلمون «3» . (فيه) مثل الأول متعلّق ب (يختلفون) . جملة: «جعل السّبت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اختلفوا فيه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «إنّ ربّك ليحكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يحكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانوا ... يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) في الآية (118) من هذه السورة. (2) في الآية (120) من هذه السورة. (3) في الآية (118) من هذه السورة.

[سورة النحل (16) : الآيات 125 إلى 128]

[سورة النحل (16) : الآيات 125 الى 128] ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) الإعراب (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (إلى سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل ادع (ربّك) مضاف إليه مجرور و (الكاف) مضاف إليه (بالحكمة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل ادع (الواو) عاطفة (الموعظة) معطوف على الحكمة مجرور (الحسنة) نعت للموعظة مجرور (الواو) عاطفة (جادلهم) مثل ادع، و (هم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (الّتي) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (جادل) ، وثمّة موصوف محذوف أي: بالمجادلة التي.. (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (إنّ ربّك) مثل إنّ إبراهيم «1» و (الكاف) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير منفصل مبتدأ (أعلم) خبر المبتدأ هو (الباء) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (ضلّ) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عن سبيله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ضلّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو أعلم) مثل الأولى (بالمهتدين) جارّ ومجرور

_ (1) في الآية (120) من هذه السورة.

متعلّق ب (أعلم) الثاني، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «ادع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جادلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّتي) . وجملة: «إنّ ربّك..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو أعلم (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو أعلم (الأولى) . (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (عاقبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عاقبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق ب (عاقبوا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (عوقبتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (تم) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عوقبتم) ، (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن صبرتم) مثل إن عاقبتم (اللام) لام القسم (هو خير) مثل هو أعلم (للصابرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خير) ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «إن عاقبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عاقبوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «عوقبتم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إن صبرتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن عاقبتم.. وجملة: «هو خير للصابرين» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. (الواو) عاطفة (اصبر) مثل ادع (الواو) واو الحال (ما) نافية (صبرك)

مبتدأ مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ صبرك (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تحزن) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحزن) ، (الواو) عاطفة (لا تك) مثل لا تحزن، والفعل مضارع ناقص، وعلامة الجزم السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في ضيق) جارّ ومجرور متعلّق بخبرتك (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (يمكرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. المصدر المؤوّل (ما يمكرون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (ضيق) . وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن عاقبتم ... وجملة: «ما صبرك إلّا بالله» في محلّ نصب حال من فاعل اصبر. وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «لا تك في ضيق..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحزن. وجملة: «يمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ (الّذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (الّذين) مثل الأول ومعطوف عليه (هم محسنون) مثل (هم) ظالمون «2» . وجملة: «إنّ الله مع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) . وجملة: «هم محسنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين الثاني) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف. (2) في الآية (113) من هذه السورة. [.....]

سورة الإسراء

الجزء الخامس عشر سورة الإسراء [سورة الإسراء (17) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الإعراب: (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أسرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بعبده) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى) ، و (الهاء) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أسرى) ، (من المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى) ، (الحرام) نعت لمسجد مجرور (إلى المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى) ، (الأقصى) نعت للمسجد الثاني مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد (باركنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (حوله) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (باركنا) ، و (الهاء) مثل الأول (اللام) للتعليل (نريه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن نريه) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسرى) . (من آياتنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نريه) .. و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (السميع) خبر مرفوع، (البصير) خبر ثان مرفوع. جملة: « (يسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أسرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «باركنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «نريه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّه هو السميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو السميع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (أسرى) ، فيه إعلال بالقلب أصله أسري بالياء، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (الأقصى) ، اسم تفضيل في اللفظ وزنه أفعل، ثم قصد به الوصف لا التفضيل، وفيه إعلال بالقلب، أصله الأقصى- بياء في آخره- ولمّا جاء ما قبل الياء مفتوحا قلبت الياء ألفا.. و (لام) الكلمة واو أو ياء لأنّ فعله قصا يقصو، قصي يقصى ومعناه بعد. البلاغة «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا» 1- الذكر: الإسراء لا يكون إلا بالليل فما معنى ذكر الليل؟ الظاهر أن الغرض من ذكر الليل، وإن كان الإسراء يفيده، تصوير السير

_ (1) أو في محلّ نصب- وهو مستعار لذلك- توكيد للضمير المتّصل الغائب اسم إنّ.

بصورته في ذهن السامع، كأن الإسراء لما دلّ على أمرين أحدهما: السير، والآخر: كونه ليلا. أريد إفراد أحدهما بالذكر تثبيتا في نفس المخاطب وتنبيها على أنه مقصود بالذكر. ونظيره في إفراد أحد ما دلّ عليه اللفظ المتقدم مضموما لغيره قوله تعالى: «وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ» فالاسم الحامل للتثنية دال عليها وعلى الجنسية وكذلك المفرد، فأريد التنبيه، لأن أحد المعنيين وهو التثنية مراد مقصود وكذلك أريد الإيقاظ، لأن الوحدانية هي المقصودة في قوله: (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) ولو اقتصر على قوله (إنما هو إله) لأوهم أن المهم إثبات الإلهية له، والغرض من الكلام ليس إلا الإثبات للوحدانية. 2- التنكير: في قوله «ليلا» . حيث أراد بقوله ليلا بلفظ التنكير: تقليل مدّة الإسراء، وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وذلك أن التنكير فيه قد دلّ على بعض معنى البعضية. ويشهد لذلك قراءة عبد الله وحذيفة: من الليل أي: بعض الليل. 3- الالتفات: في قوله تعالى «الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا- إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» صرف الكلام من الغيبة التي في قوله تعالى «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ» إلى صيغة المتكلم المعظم في «باركنا- ونريه- آياتنا» لتعظيم البركات والآيات، لأنها كما تدل على تعظيم مدلول الضمير تدل على عظم ما أضيف إليه وصدر عنه، كما قيل: إنما يفعل العظيم العظيم وقد ذكروا لهذا التلوين نكتة خاصة وهي أن قوله تعالى «الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا» يدل على مسيره عليه الصلاة والسلام من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، فهو بالغيبة أنسب. وقوله تعالى «بارَكْنا حَوْلَهُ» دلّ على إنزال البركات، فيناسب تعظيم المنزل، والتعبير بضمير العظمة متكفل بذلك. وقوله سبحانه «لنريه» على معنى بعد الاتصال وعزّ الحضور فيناسب المتكلم معه. وقوله تعالى «مِنْ

الفوائد

آياتِنا» عود إلى التعظيم كما سبقت الإشارة إليه وأما الغيبة في قوله عز وجل «إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» على تقدير كون الضمير له تعالى كما هو الأظهر، وعليه الأكثر، فليطابق قوله تعالى «بعبده» ويرشح ذلك الاختصاص بما يوقع هذا الالتفات أحسن مواقعة، وينطبق عليه التعليل أتم انطباق، إذ المعنى قربه، وخصه بهذه الكرامة لأنه سبحانه مطلع على أحواله، عالم باستحقاقه لهذا المقام. الفوائد - اتفق النحاة على أن المعنى الرئيسي ل (من) الجارة هو ابتداء الغاية. وثمة سؤال: هل هي لابتداء الغاية الزمانية والمكانية معا؟ والجواب أن النحاة اتفقوا أنها لابتداء الغاية المكانية، واختلفوا حول كونها لابتداء الغاية الزمانية. فالكوفيون وبعض البصريين يرون ذلك، وهو الصحيح. فقد وردت في الكتاب العزيز وفي الحديث الشريف، وليس بعد ذلك حجة: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) «مطرنا من الجمعة إلى الجمعة» يقول النابغة الذبياني: تخيّرون من أزمان يوم حلية ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب وأمّا «إلى» الجارة، فقد اتفق النحاة على أنها تفيد انتهاء الغاية، سواء كانت زمانية أو مكانية. فمثال «الزمانية» قوله تعالى: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ» ومثال المكانية قوله تعالى: «إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى» . ومن شاء استقصاء معاني الحرفين فعليه بالمطولات، فقيها ريّ لكل ظمآن. [سورة الإسراء (17) : الآيات 2 الى 6] وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (4) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (آتينا) مثل باركنا «1» ، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة- ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة- (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (جعلناه) مثل باركنا.. و (الهاء) ضمير مفعول به (هدى) مفعول به ثان منصوب «2» ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى) «3» ، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة (أن) حرف تفسير «4» ، (لا) ناهية «5» ، (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. «6» و (الواو) فاعل (من

_ (1) في الآية (1) من السورة (2) وإذا ضمّن الفعل معنى قدّمناه فيكون (هدى) مصدرا في موضع الحال. (3) أو متعلّق ب (جعلناه) (4) تقدّمه بما يفيد معنى القول دون حروفه وهو لفظ الكتاب أي قلنا فيه: لا تتّخذوا.. ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا ناصبا. (5) أو زائدة إذا كان (أن) حرفا مصدريّا والتقدير حينئذ: جعلناه هدى.. خشية أن تتّخذوا.. فالمصدر المؤوّل مفعول لأجله على حذف مضاف. (6) أو منصوب بأن وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل

دوني) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول ثان عامله تتّخذوا «1» و (الياء) ضمير مضاف إليه (وكيلا) مفعول به أوّل منصب. جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة «2» . وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.. وجملة: «تتّخذوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. 3- (ذرّية) بدل من (وكيلا) منصوب «3» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (حملنا) مثل (باركنا) «4» (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (حملنا) ، (إنّه) مثل السابق «5» ، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عبدا) خبر كان (شكورا) نعت ل (عبدا) منصوب. وجملة: «حملنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان عبدا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 4- (الواو) عاطفة (قضينا) باركنا «6» ، (إلى بني إسرائيل) مثل لبني إسرائيل «7» متعلّق ب (قضينا) بتضمينه معنى أوحينا أو أنفذنا (في الكتاب) جارّ ومجرور

_ (1) أو هو متعلّق ب (تتّخذوا) ، والمفعول الأول هو (ذرّيّة) والمفعول الثاني (وكيلا) .. ويجوز أن يكون الظرف متعلّقا بحال من (وكيلا) (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. (3) في نصب (ذريّة) أقوال مختلفة للمفسّرين منها: هو مفعول به أوّل لفعل تتّخذوا- كما جاء في حاشية رقم (1) - والمفعول الثاني هو (وكيلا) أي: لا تتّخذوا ذريّة من حملنا مع نوح وكلاء. ومنها أنّه بدل من (وكيلا) - كما جاء في الإعراب أعلاه-. أو هو منصوب على الاختصاص، رأي الزمخشريّ، أو هو منادى، رأي السيوطيّ. (4، 5، 6) في الآية (1) من السورة (7) في الآية (2) من السورة

متعلّق ب (قضينا) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تفسدنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدنّ) ، (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله تفسدنّ، منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (لتعلنّ) مثل (لتفسدنّ) ومعطوف عليه (علوّا) مفعول مطلق منصوب، (كبيرا) نعت ل (علوا) منصوب. وجملة: «قضينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا. وجملة: «تفسدنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر «1» . وجملة: «تعلنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفسدنّ «2» . 5- (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (بعثنا) ، (جاء) فعل ماض (وعد) فاعل مرفوع (أولاهما) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.. و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (بعثنا) مثل باركنا «3» ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بعثنا) ، (عبادا) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (عبادا) ، (أولي) نعت ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (بأس) مضاف إليه مجرور (شديد) نعت لبأس مجرور (الفاء) عاطفة (جاسوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (خلال) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (جاسوا) (الديار) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير

_ (1) أو جواب قسم لقوله: وقضينا.. لأنه ضمّن معنى القسم، ومنه قولهم قضى الله لأفعلنّ فيجرون القضاء والقدر مجرى القسم. (2) أو هي جواب قسم مقدّر معطوف على القسم الأول [.....] (3) في الآية (1) من هذه السورة.

الصرف:

مستتر تقديره هو أي الجوس أو الوعد المذكور (وعدا) خبر كان منصوب (مفعولا) نعت ل (وعدا) منصوب. وجملة: «جاء وعد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بعثنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جاسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا. وجملة: «كان وعدا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . 6- (ثمّ) حرف عطف (رددنا) مثل باركنا «2» ، (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (رددنا) ، (الكرّة) مفعول به منصوب (عليهم) مثل عليكم متعلّق ب (رددنا) «3» ، (الواو) عاطفة (أمددناكم) مثل باركنا «4» ، و (كم) ضمير مفعول به (بأموال) جارّ مجرور متعلّق ب (أمددناكم) ، (بنين) معطوف على أموال بالواو ومجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (الواو) عاطفة (وجعلناكم) مثل أمددناكم (أكثر) مفعول به ثان منصوب (نفيرا) تمييز منصوب. وجملة: «رددنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا. وجملة: «أمددناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا. وجملة: «جعلناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا. الصرف: (تعلنّ) ، حذفت واو الجماعة لالتقاء الساكنين مع النون الأولى من نون التوكيد المشدّدة.. وفيه إعلال بالحذف، أصله تعلوونّ، التقى حرف العلّة لام الكلمة مع واو الجماعة فحذف حرف العلّة لأنّ كليهما ساكن.. ثمّ جرى الحذف كما يجري في الأفعال الصحيحة المسندة إلى واو الجماعة وياء المخاطبة إذا أكّدت بنون التوكيد.. وزنه تفعنّ بفتح التاء وضمّ العين.

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد (2، 3، 4) أو متعلّق بالمصدر (الكرّة.. أو بحال منه) .

[سورة الإسراء (17) : آية 7]

(علوّا) ، مصدر علا يعلو، وهو سماعيّ وزنه فعلّ بضمّتين. (الكرّة) ، مصدر في الأصل لفعل كرّ الثلاثيّ وزنه فعلة بفتح فسكون، وقد يعبّر به عن الغلبة. (نفيرا) ، هو فعيل بمعنى فاعل، أو جمع نفر مثل عبد وعبيد، أو هو مصدر بمعنى الخروج إلى الغزو. [سورة الإسراء (17) : آية 7] إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (7) الإعراب: (إن) حرف شرط جازم (أحسنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (أحسنتم) مثل الأول جواب الشرط (لأنفسكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحسنتم) الثاني.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن أسأتم) مثل إن أحسنتم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره: إساءتكم (الفاء) عاطفة (إذا جاء وعد الآخرة) مثل إذا جاء وعد أولاهما «1» أي المرّة الآخرة (اللام) للتعليل (يسوءوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل (وجوهكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ليدخلوا المسجد) مثل ليسوءوا وجوهكم (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (دخلوه) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (أوّل)

_ (1) في الآية (5) من هذه السورة

مفعول مطلق نائب عن المصدر «1» منصوب (مرّة) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يسوءوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بجواب الشرط المقدّر أي بعثنا.. والمصدر المؤوّل (أن يدخلوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول فهو معطوف عليه. والمصدر المؤوّل (ما دخلوه..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي دخولا كدخولهم أوّل مرة. (الواو) عاطفة (ليتبّروا) مثل ليسوءوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» ، (علوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (تتبيرا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «إن أحسنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحسنتم (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «أسأتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لها (إساءتكم) ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «جاء وعد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب (إذا) الأولى والتقدير: بعثنا عليكم عبادا. وجملة: «يسوءوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو هو مفعول فيه نائب عن الظرف منصوب. (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا ظرفيّا يؤوّل مع ما بعده بمصدر متعلّق ب (يتبّروا) .. أي ليتبّروا مدّة غلبهم على البلاد تتبيرا.

الصرف:

وجملة: «يدخلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «دخلوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يتبّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثالث. الصرف: (علوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، التقت لام الفعل وواو الجماعة، وكلاهما ساكن، فحذفت لام الفعل، حرف العلّة الألف، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين. (تتبيرا) ، مصدر قياسيّ لفعل يتبّروا، وزنه تفعيل. [سورة الإسراء (17) : آية 8] عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (8) الإعراب: (عسى) فعل ماض ناقص- جامد- (ربّكم) اسم عسى مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (يرحمكم) مضارع منصوب.. و (كم) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة (إن عدتم عدنا) مثل إن أحسنتم أحسنتم «1» (الواو) استئنافيّة (جعلنا) فعل ماض.. و (نا) ضمير فاعل (جهنّم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (حصيرا) وهو مفعول به ثان منصوب. جملة: «عسى ربّكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (7) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «يرحمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يرحمكم..) في محلّ نصب خبر عسى وجملة: «إن عدتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عدنا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (عدتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون.. إذ الفعل الأجوف تحذف عينه إذا أسند إلى ضمير الرفع المتحرك ونون النسوة، وزنه فلتم، بضمّ الفاء، (عدنا) ، يعامل معاملة عدتم. (حصيرا) ، صفة مشتقّة، هي فعيل بمعنى فاعل أي حاصرا، وقد يكون (حصيرا) بمعنى البساط يفرش لهم فهو حينئذ جامد. [سورة الإسراء (17) : الآيات 9 الى 10] إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (10) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان- منصوب (يهدي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو «1» ، (اللام) حرف جرّ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق

_ (1) ومفعوله محذوف أي يهدي كلّ الناس ...

ب (يهدي) ، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أقوم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (يبشّر) مثل يهدي (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمؤمنين (يعملون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل (الصالحات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (أنّ) حرف توكيد ونصب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر أنّ (أجرا) اسم أنّ منصوب (كبيرا) نعت ل (أجرا) منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم أجرا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء أي بأنّ لهم أجرا متعلّق ب (يبشّر) . جملة: «إنّ هذا القرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هي أقوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «يبشّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي «1» . وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . 10- (الواو) عاطفة (أنّ) مثل الأول (الذين) موصول اسم أنّ (لا) نافية (يؤمنون) مثل يعملون (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (أعتدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (لهم) مثل الأول متعلّق ب (أعتدنا) ، (عذابا) مفعول به منصوب (أليما) نعت ل (عذابا) منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّ الذين..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل الأول فهو معطوف عليه «2» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة منقطعة على الاستئناف فلا محلّ لها. (2) يجيز بعضهم تعليق الجارّ بمحذوف تقديره يخبر بأنّ الذين لا يؤمنون..

[سورة الإسراء (17) : آية 11]

وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. [سورة الإسراء (17) : آية 11] وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (11) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الإنسان) فاعل مرفوع (بالشرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو) ، (دعاءه) منصوب على نزع الخافض أي كدعائه «1» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه، وهو فاعل المصدر، (بالخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (دعاء) (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (الإنسان) اسم كان مرفوع (عجولا) خبر كان منصوب. جملة: «يدعو الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان الإنسان عجولا ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل. الصرف: (يدع) رسمت في المصحف بإسقاط الواو خلافا لقياس الرسم لأنّ الفعل مرفوع، ولكن لمّا سقطت قراءة لاجتماع الساكنين سقطت كتابة على خلاف القياس، ونظيره سندع الزبانية «2» . (عجولا) ، صفة مشبّهة- أو صيغة مبالغة- من عجل يعجل باب فرح اللازم، وزنه فعول بفتح الفاء.

_ (1) والجارّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي يدعو بالشرّ دعاء كدعائه بالخير. (2) في سورة العلق الآية (18) .

[سورة الإسراء (17) : الآيات 12 إلى 14]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 12 الى 14] وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً (12) وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (جعلنا) فعل ماض.. و (نا) ضمير فاعل (الليل) مفعول به أوّل (النهار) معطوف على الليل بالواو منصوب (آيتين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء (الفاء) عاطفة (محونا) مثل جعلنا، (آية) مفعول به منصوب (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (جعلنا آية النهار) مثل محونا آية الليل (مبصرة) مفعول به ثان منصوب (اللام) تعليليّة (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا) «1» .. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لتعلموا عدد) مثل لتبتغوا فضلا (السنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، (الواو) عاطفة (الحساب) معطوف على عدد منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني..

_ (1) أو متعلّق بنعت ل (فضلا)

والمصدر المؤوّل (أن تعلموا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني ومعطوف على المصدر الأول. (الواو) عاطفة (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (شيء) مضاف إليه مجرور (فصّلناه) مثل جعلنا و (الهاء) ضمير مفعول به (تفصيلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «جعلنا الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «محونا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا الليل. وجملة: «جعلنا (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة محونا. وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: « (فصّلنا) كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «فصّلناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. 13- (الواو) عاطفة (كلّ إنسان ألزمناه) مثل كلّ شيء فصّلناه (طائره) مفعول به ثان منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (في عنقه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من طائره.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (نخرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نخرج) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نخرج) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (كتابا) مفعول به منصوب (يلقاه) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي كلّ إنسان (منشورا) حال من الضمير الغائب منصوب «1» .

_ (1) وإذا كان فاعل يلقى يعود على الكتاب، وضمير الغائب يعود على الإنسان يجوز أن يعرب (منشورا) نعتا ثانيا لكتاب. [.....]

الصرف:

وجملة: « (ألزمنا) كلّ إنسان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ألزمناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «نخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألزمنا كلّ.. وجملة: «يلقاه ... » في محلّ نصب نعت ل (كتابا) . 14- (اقرأ) فعل أمر، والفاعل أنت (كتابك) مفعول به منصوب، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الباء) حرف جرّ زائد (نفسك) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى، و (الكاف) مثل الأول (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفى) ، (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حسيبا) وهو تمييز «1» منصوب. وجملة: «اقرأ ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل نخرج أي قائلين اقرأ.. وجملة: «كفى بنفسك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (طائره) ، الطائر معروف، وصيغته فاعل من طار، وهنا جاء بمعنى العمل أو كتاب الأعمال على الاستعارة، أو هو كناية عمّا قدّر الله هو لازم للمرء وأصل إليه غير منحرف عنه. (عنقه) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بضمّتين. (منشورا) ، اسم مفعول من نشر الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة 1- المجاز: في قوله تعالى «وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً» .

_ (1) أو حال منصوبة، وقد جاء اللفظ مذكّرا لأنّه بمنزلة الشاهد والقاضي والأمين، فحسيب بمعنى حاسب، ويجوز أن تؤوّل النفس بمعنى الشخص.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 15 إلى 16]

فهو مجاز بعلاقة السببية، أو الاسناد مجازي، كما في- نهاره صائم- والمراد يبصر أهلها، والاسناد إلى النهار مجازي أيضا، من الاسناد إلى السبب العادي، والفاعل الحقيقي هو الله تعالى. 2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: «وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» . فقد كانوا يتفاءلون بالطير ويسمونه زجرا، فإذا سافروا ومر بهم طير زجروه، فإن مر بهم سائحا، بأن مر من جهة اليسار إلى اليمين، تيمنوا وإن مر بارحا، بأن مر من جهة اليمين إلى الشمال، تشاءموا. ولذا سمي تطيرا. فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر أستعير استعارة تصريحية لما يشبهها من قدر الله تعالى وعمل العبد، لأنه سبب للخير والشر. ومنه طائر الله تعالى لا طائرك، أي قدر الله جلّ شأنه الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن. [سورة الإسراء (17) : الآيات 15 الى 16] مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً (16) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة

ومكفوفة (يهتدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (لنفسه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يهتدي، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (من ضلّ فإنّما يضلّ) مثل من اهتدى.. (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل يضلّ (الواو) عاطفة (لا) نافية (تزر) فعل مضارع مرفوع (وازرة) فاعل مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي نفس وازرة (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، وهو نعت لمنعوت محذوف أي نفس أخرى (الواو) عاطفة (ما) للنفي (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (نا) اسم كان (معذّبين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء (حتّى) حرف غاية وجرّ (نبعث) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل للتعظيم (رسولا) مفعول به منصوب. جملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يهتدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» . وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى. وجملة: «ضلّ.....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «يضلّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «4» . وجملة: «لا تزر وازرة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ما كنّا معذّبين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا محلّ لها.

_ (1، 3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2، 4) ابن هشام يقدّر مبتدأ محذوفا قبل جملة الجواب التي تصبح خبرا، والجملة الاسميّة هو جواب الشرط.

الصرف:

16- (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أمرنا) ، (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (نهلك) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم، (قرية) مفعول به منصوب (أمرنا) مثل أردنا (مترفيها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.. و (ها) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (فسقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فسقوا) ، (الفاء) عاطفة (حقّ) فعل ماض (عليها) مثل فيها متعلّق ب (حقّ) ، (القول) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (دمّرناها) مثل أردنا.. و (ها) مفعول به (تدميرا) مفعول مطلق منصوب. والمصدر المؤوّل (أن نهلك..) في محلّ نصب مفعول به عامله أردنا. وجملة: «أردنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نهلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أمرنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «فسقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «حقّ عليها القول» لا محلّ لها معطوفة على جملة فسقوا. وجملة: «دمّرناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حقّ عليها القول. الصرف: (مترفيها) ، جمع مترف، اسم مفعول من أترف الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (تدميرا) ، مصدر قياسيّ لفعل دمّر الرباعيّ، وزنه تفعيل. البلاغة 1- الطباق: في قوله تعالى: «مَنِ اهْتَدى - وَمَنْ ضَلَّ» ..

الفوائد

فقد حصل الطباق في الآية بين الهدى والضلال. 2- الالتزام، أو لزوم ما لا يلزم: في قوله تعالى: «أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها» . والالتزام هو: التزام حرف أو حرفين فصاعدا، قبل الروي، على قدر طاقة الشاعر أو الكاتب، من غير كلفة. فقد التزم في قوله: «مترفيها» و «فيها» الفاء قبل ياء الردف، ولزمت الياء، وسيأتي الكثير منه في القرآن الكريم، وهو من أرشق الاستعمالات. 3- المجاز: في قوله تعالى «أَمَرْنا مُتْرَفِيها» . الأصل أمرنا مترفيها بالفسق ففسقوا، إلا أنه يمتنع إرادة الحقيقة، فيحمل على المجاز، اما بطريق الاستعارة التمثيلية بأن يشبه حالهم في تقلبهم في النعم مع عصيانهم وبطرهم بحال من أمر بذلك، أو بطريق الاستعارة التصريحية التبعية، بأن يشبه إفاضة النعم المبطرة لهم وصبها عليهم، بأمرهم بالفسق، بجامع الحمل عليه والتسبب له. 4- الحذف: في قوله تعالى: «أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها» . فقد حذف المأمور به، ولم يقل بماذا أمرهم وإيجازا في القول، واعتمادا على بديهة السامع، لأن قوله «ففسقوا» يدل عليه، وهو كلام مستفيض. يقال: أمرته فقام، وأمرته فقرأ. لا يفهم منه إلا أن المأمور به قيام أو قراءة، ولو ذهبت تقدّر غيره فقد رمت من مخاطبك علم الغيب. الفوائد الاشتغال: هو اسم تقدم على عامل من حقه أن ينصبه، لولا اشتغاله عند بالعمل في

[سورة الإسراء (17) : آية 17]

ضميره، نحو خالد أكرمه. والقول الراجح: أن يرفع الاسم المتقدم على الابتداء والجملة بعده في محل رفع خبر. وثمة أناس قد جوزوا نصبه. وثمة بحث طويل حول نصبه ورفعه تجاوزناه بغية الاختصار. [سورة الإسراء (17) : آية 17] وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أهلكنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (من القرون) تمييز كم (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا) ، (نوح) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (كفى بربّك.. خبيرا) مثل كفى بنفسك حسيبا «1» ، (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (خبيرا أو بصيرا) ، (عباده) مضاف إليه مجرور، و (الهاء) مضاف إليه. جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفى بربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الإسراء (17) : الآيات 18 الى 20] مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20)

_ (1) في الآية (14) في هذه السورة

الإعراب:

الإعراب: (من) مثل السابق «1» ، (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط واسمه ضمير مستتر تقديره هو (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (العاجلة) مفعول به منصوب (عجّلنا) مثل أهلكنا «2» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّلنا) ، (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّلنا) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّلنا) فهو بدل من (له) بإعادة الجارّ (نريد) مثل نشاء (ثمّ) حرف عطف (جعلنا له) مثل عجّلنا له، والجارّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان (جهنّم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (يصلاها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (مذموما) حال من الفاعل منصوبة (مدحورا) حال ثانية منصوبة. جملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يريد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «عجّلنا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

_ (1) في الآية (15) من هذه السورة. (2) في الآية (17) السابقة.. والفعل في محلّ جزم جواب الشرط. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «نريد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عجّلنا.. وجملة: «يصلاها ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (له) ، أو من جهنّم. 19- (الواو) عاطفة (من أراد) مثل من كان، والفاعل هو (الآخرة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (سعى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، في محلّ جزم معطوف على أراد، والفاعل هو (لها) مثل له متعلّق ب (سعى) ، (سعيها) مفعول مطلق منصوب «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) واو الحال (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مؤمن) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (كان) فعل ماض ناقص (سعيهم) اسم كان مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (مشكورا) خبر كان منصوب. وجملة: «من أراد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان.. وجملة: «أراد الآخرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «سعى لها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أراد. وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال من فاعل سعى. وجملة: «أولئك كان سعيهم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كان سعيهم مشكورا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .

_ (1) أو مفعول به بتضمين سعى معنى أعطى، وسعيها أي عملها. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

20- (كلّا) مفعول به مقدّم منصوب (نمدّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة بدل من (كلا) في محلّ نصب (الواو) عاطفة (هؤلاء) مثل الأول ومعطوف عليه (من عطاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (نمدّ) ، (ربك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال «1» (ما) نافية (كان عطاء ربّك محظورا) مثل كان سعيهم مشكورا. وجملة: «نمدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما كان عطاء ربّك ... » في محلّ نصب حال. الصرف: (العاجلة) ، مؤنّث العاجل، اسم فاعل من عجل على وزن فاعل، وهنا استعملت الصفة استعمال الاسم ومعناها الدنيا. (مذموما) ، اسم مفعول من ذمّ الثلاثيّ، وزنه مفعول. (مشكورا) ، اسم مفعول من شكر الثلاثيّ، وزنه مفعول. (محظورا) ، اسم مفعول من حظر الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة - اللف والنشر: في قوله تعالى: «كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ» . لف ونشر مرتب، فهؤلاء الفريق الأول، أي مريد الدنيا وهؤلاء الثانية للفريق الثاني، أي مريد الآخرة. [سورة الإسراء (17) : آية 21] انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)

_ (1) أو استئنافيّة، والجملة بعدها لا محلّ لها استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (فضّلنا) وهو فعل ماض وفاعله (بعضهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا) ، (الواو) حاليّة (اللام) لام الابتداء (الآخرة) مبتدأ مرفوع (أكبر) خبر مرفوع (درجات) تمييز منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أكبر تفضيلا) مثل أكبر درجات. جملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فضّلنا ... » في محلّ نصب مفعول به عامله فعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف ومعناه تفكّر، والجملة مقيّدة بالجارّ المحذوف. وجملة: «الآخرة أكبر ... » في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (تفضيلا) مصدر قياسيّ لفعل فضّل الرباعيّ، وزنه تفعيل. البلاغة - تكلمنا فيما سبق عن «التزام ما لا يلزم» ، وهو التزام حرف أو حرفين أو أكثر قبل حرف الروي في الشعر، وقد يأتي نظيره في النثر. كقوله تعالى: «وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها» . وفي لزوميات المعري ما هبّ ودبّ من هذا الفن كقوله: رويدك قد غررت وأنت حر ... بصاحب حيلة يعظ النساء يحرم فيكم الصهباء صبحا ... ويشربها على عمد مساء يقول لقد غدوت بلا كساء ... وفي لذاتها رهن الكساء واحذر هذا الفن، فإن الإيغال فيه يؤدي إلى التصنع الممقوت، والتكلف المرفوض.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

[سورة الإسراء (17) : آية 22]

[سورة الإسراء (17) : آية 22] لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (تجعل) فعل مضارع مجزوم، والفاعل أنت (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إلها) مفعول به منصوب (آخر) نعت لإله منصوب ومنع من التنوين للوصفيّة ووزن أفعل (الفاء) فاء السببيّة (تقعد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل أنت (مذموما) حال منصوبة (مخذولا) حال ثانية منصوبة.. والمصدر المؤوّل (أن تقعد) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق أي: لا يكن منك جعل إله مع الله فقعود في حال الذمّ والخذلان. جملة: «لا تجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقعد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (مخذولا) ، اسم مفعول من خذل الثلاثيّ، وزنه مفعول. [سورة الإسراء (17) : الآيات 23 الى 24] وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب «1» ، (لا) نافية (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل «2» (إلّا) أداة حصر «3» ، (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «4» ، (الواو) عاطفة (بالوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أحسنوا (إحسانا) مفعول مطلق للفعل المحذوف منصوب «5» .. والمصدر المؤوّل (ألا تعبدوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بألّا تعبدوا.. متعلّق ب (قضى) . (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (يبلغنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم الشرط.. و (النون) للتوكيد (عندك) ظرف منصوب متعلّق ب (يبلغنّ) ، و (الكاف) مضاف إليه (الكبر) مفعول به منصوب (أحدهما) فاعل مرفوع.. و (هما) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (كلاهما) معطوف على أحدهما مرفوع وعلامة الرفع الألف فهو ملحق بالمثنّى، أسند إلى الضمير (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تقل) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق

_ (1) أو حرف مخفّف من (أنّ) الثقيلة، واسمه ضمير الشأن محذوف أي أنّه.. ف (لا) حينئذ ناهية جازمة. (2) أو مجزوم بلا الناهية، وعلامة الجزم حذف النون.. (3) أو هي- على التخريج الثاني- أداة استثناء. [.....] (4) أو في محلّ نصب على الاستثناء، أو بدل من المفعول المحذوف، أي قضى ربّك أنّ (هـ) لا تعبدوا (أحدا) إلّا إيّاه. (5) انظر الآيات (83) من البقرة و (36) من النساء و (151) من الأنعام، ففيها مزيد تفصيل حول اعراب كلمة (إحسانا) وموضع تعليق الجارّ (بالوالدين) .

ب (تقل) ، (أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجّر، والفاعل أنا (الواو) عاطفة (لا تنهر) مثل لا تقل.. و (هما) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لهما) مثل الأول متعلّق ب (قل) (قولا) مفعول به منصوب «1» ، (كريما) نعت ل (قولا) منصوب. جملة: «قضى ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعبدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إمّا يبلغنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تقل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تنهرهما» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تقل. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تقل. 24- (الواو) عاطفة (اخفض لهما جناح) مثل قل لهما قولا.. والجارّ متعلّق ب (اخفض) (الذلّ) مضاف إليه مجرور (من الرحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (اخفض) «2» ، (الواو) عاطفة (قل) مثل الأوّل (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (ارحمهما) مثل قل، و (هما) ضمير مفعول به، والأمر دعاء (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (ربّياني) فعل ماض، و (الألف) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (صغيرا) حال من الياء المفعول منصوبة..

_ (1) بمعنى كلاما، ولو قصد به المصدر لكان مفعولا مطلقا منصوبا. (2) ومن تعليليّة أو لابتداء الغاية، ويجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف حال من جناح الذلّ.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما ربّياني) في محلّ جرّ بالكاف- وهي في معنى التعليل لا التشبيه- متعلّق ب (ارحم) «1» . وجملة: «اخفض ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تقل. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تقل. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ارحمهما ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ربّياني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (كلاهما) ، اسم دال على التثنية ولفظه مفرد مستعمل للمذكر مضافا أبدا. (جناح) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعال بفتح الفاء. (الذلّ) ، مصدر سماعيّ لفعل ذلّ الثلاثيّ، وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة 1- الاستعارة المكنية والتخييلية: في قوله تعالى: «وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ» . حيث شبه الذل بطائر منحط من علو تشبيها مضمرا، وأثبت له الجناح تخييلا، والخفض ترشيحا. فإن الطائر إذا أراد الطيران والعلو، نشر جناحيه ورفعهما ليرتفع، فإذا ترك ذلك خفضهما وأيضا هو إذا رأى جارحا يخافه لصق بالأرض وألصق جناحيه، وهي غاية خوفه وتذلله وقيل: المراد بخفضهما ما يفعله إذا ضم فراخه، للتربية، وأنه أنسب بالمقام.

_ (1) الكاف عند بعضهم للتشبيه فهي متعلّقة بمفعول مطلق، والتقدير ارحمهما رحمة كرحمتهما لي أو كتربيتهما لي.

الفوائد

الفوائد 1- من عجائب هذه اللغة: اختلف النحاة في أسماء الأفعال حول اعتبارها وتسميتها، والصحيح أنها أسماء أفعال، ولا محل لها من الإعراب. و «أف» اسم فعل مضارع بمعنى «أتضجّر» وقد تعدّدت فيه اللغات حتى بلغت لدى بعضهم أربعين لغة، قرئ بسبع منها، ثلاث هنّ المتواتر، وأربع من باب الشواذ. ونحن نقرأ في قراءة حفص «أفّ» بالكسر والتنوين والتشديد. وان كنت من فرسان هذا العلم فعليك بالمطولات، ففيها ما ينقع غلة الصادي. 2- بين الرضى والعقوق: بعد أن يتملّى القارئ من توصية القرآن بطاعة الوالدين، يطيب لنا أن نذكر ما تيسر من سيرة العاقين لوالديهم، فبضدها تتميز الأشياء. يروى أن جريرا كان أعق الناس بأبيه. وكان ابنه بلال عاقا له، فتشاتما يوما، وقد أغلظ بلال لأبيه فقالت له أمه: يا عدوّ الله، أتقول هذا لأبيك؟ فقال جرير: دعيه، فكأنه سمعها مني وأنا أقولها لأبي. وقد كان الحطيئة من عقوق الوالدين بمكان، فقد قال يهجو أباه. فنعم الشيخ أنت لدى المخازي ... وبئس الشيخ أنت لدى الفعال جمعت اللؤم لا حياك ربي ... وأبواب السفاهة والضلال وقال يهجو أمه: لحاك الله ثم لحاك أمّا ... ولقاك العقوق من البنينا أغربالا إذا استودعت سرّا ... وكانونا على المتحدثينا [سورة الإسراء (17) : آية 25] رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (25)

الإعراب:

الإعراب: (ربّكم) مبتدأ مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (في نفوسكم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما.. و (كم) مثل الأول (إن) حرف شرط جازم (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) اسم تكون (صالحين) خبر منصوب، وعلامة النصب الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (للأوّابين) جارّ ومجرور متعلّق ب (غفورا) وهو خبر كان منصوب. جملة: «ربّكم أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن تكونوا صالحين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن تكونوا صالحين فهو يغفر لكم.. إنّه كان للأوّابين غفورا. وجملة: «كان.. غفورا» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (الأوّابون) ، جمع أوّاب، صيغة مبالغة من آب يئوب، وزنه فعّال بفتح الفاء. [سورة الإسراء (17) : الآيات 26 الى 27] وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (آت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (ذا) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الألف (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (حقّه) مفعول به ثان منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (المسكين، ابن) اسمان معطوفان على (ذا) منصوبان، (السبيل) مضاف إليه مجرور (لا) ناهية جازمة (تبذّر) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (تبذيرا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «آت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تبذّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 27- (إنّ) حرف توكيد ونصب (المبذّرين) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الياء (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه (إخوان) خبر كان منصوب (الشياطين) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كان) فعل ماض ناقص (الشيطان) اسم كان مرفوع (لربّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفورا) على حذف مضاف أي لنعمة ربّه.. و (الهاء) مضاف إليه (كفورا) خبر كان منصوب. وجملة: «إنّ المبذّرين ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا إخوان ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كان الشيطان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ المبذّرين «1» . الصرف: (تبذيرا) ، مصدر قياسيّ لفعل بذّر الرباعيّ، وزنه تفعيل. (المبذّرون) ، جمع المبذّر، اسم فاعل من (بذّر) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ وكسر العين.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة

[سورة الإسراء (17) : آية 28]

[سورة الإسراء (17) : آية 28] وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إمّا تعرضنّ) مثل إمّا يبلغنّ «1» ، (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تعرضنّ) ، (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب» ، (رحمة) مضاف إليه مجرور (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق نعت لرحمة «3» ، و (الكاف) مضاف إليه (ترجوها) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو.. و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل لهم قولا ميسورا) مثل قل لهم قولا كريما، جملة: «تعرضنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ترجوها» في محلّ جرّ نعت ثان لرحمة «4» . وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (ميسورا) ، اسم مفعول من (يسر) الثلاثيّ، وزنه مفعول. [سورة الإسراء (17) : الآيات 29 الى 38] وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30) وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (31) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (32) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (33) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35) وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (36) وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (37) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38)

_ (1) في الآية (23) من هذه السورة. (2) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغيا. (3) أو متعلّق ب (ترجوها) (4) أو في محلّ نصب حال من رحمة لكونها موصوفة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تجعل) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (يدك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (مغلولة) مفعول به ثان منصوب (إلى عنقك) جارّ ومجرور متعلّق ب (مغلولة) .. و (الكاف) مثل الأول، (الواو) عاطفة (لا تبسطها) مثل لا تجعل و (ها) ضمير مفعول به (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنّه مضاف إلى المصدر

(البسط) مضاف إليه مجرور (الفاء) فاء السببيّة (تقعد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل أنت (ملوما) حال منصوبة (محسورا) حال ثانية منصوبة.. والمصدر المؤوّل (أن تقعد..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مقدّر من الكلام السابق أي: لا يكن منك غلّ ليدك أو بسط فقعود في الملام والحسرة جملة: «لا تجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تبسطها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجعل. وجملة: «تقعد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 30- (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ربّك) اسم إنّ منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (يبسط) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الرزق) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبسط) ، (يشاء) مثل يبسط وكذلك (يقدر) ، (إنّه كان بعباده خبيرا) مثل إنّه كان للأوّابين غفورا «1» ، (بصيرا) خبر ثان ل (كان) منصوب. وجملة: «إنّ ربك يبسط ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط. وجملة: «إنّه كان بعباده ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان بعباده ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 31- (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقتلوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم

_ (1) في الآية (25) من هذه السورة.

حذف النون.. و (الواو) فاعل (أولادكم) مفعول به منصوب، و (كم) مضاف إليه (خشية) مفعول لأجله منصوب (إملاق) مضاف إليه مجرور (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نرزقهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (إيّاكم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب المفعول (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (قتلهم) اسم إنّ منصوب.. و (هم) مضاف إليه (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (خطئا) خبر كان منصوب (كبيرا) نعت ل (خطئا) منصوب. وجملة: «لا تقتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الطلبيّة لا تجعل. وجملة: «نحن نرزقهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نرزقهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «إنّ قتلهم كان ... » لا محلّ لها تعليل ثان- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «كان خطئا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 32- (الواو) عاطفة (لا تقربوا الزنى) مثل لا تقتلوا أولادكم.. وعلامة نصب المفعول الفتحة المقدّرة على الألف (إنّه كان فاحشة) مثل إنّه كان.. غفورا «1» ، (الواو) عاطفة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (سبيلا) تمييز للضمير الفاعل، منصوب، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هو أي الزنى. وجملة: «لا تقربوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقتلوا.. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان فاحشة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية (25) من هذه السورة.

وجملة: «ساء سبيلا» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر «1» . 33- (الواو) عاطفة (لا تقتلوا النفس) مثل لا تقتلوا أولادكم (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للنفس (حرّم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والمفعول محذوف أي قتلها (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل أي متلبّسين بالحقّ «2» ، (الواو) اعتراضيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قتل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل هو (مظلوما) حال منصوبة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (جعلنا) فعل ماض وفاعله (لوليّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. و (الهاء) مضاف إليه (سلطانا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (يسرف) مضارع مجزوم، والفاعل هو (في القتل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسرف) ، (إنّه كان منصورا) مثل إنّه كان.. غفورا «3» . جملة: «لا تقتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقربوا ... وجملة: «حرّم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «من قتل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «قتل مظلوما ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة: «قد جعلنا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يسرف ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أراد القصاص فلا يسرف.

_ (1) يجوز عطفها على الجملة التعليليّة. (2) أو متعلّق ب (تقتلوا) . [.....] (3) في الآية (25) من هذه السورة. (4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان منصورا» في محلّ رفع خبر إنّ. 34- (الواو) عاطفة (لا تقربوا مال) مثل ولا تقتلوا أولادكم (اليتيم) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (الباء) حرف جرّ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تقربوا) «1» ، والموصول صفة لموصوف محذوف أي بالصفة التي هي.. (هي) ضمير منفصل مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل هو (أشدّه) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (بالعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفوا) ، (إنّ العهد كان مسئولا) مثل إنّ قتلهم كان خطئا «2» . والمصدر المؤوّل (أن يبلغ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تقربوا) . وجملة: «لا تقربوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقتلوا.. وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «يبلغ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقربوا مال.. وجملة: «إنّ العهد كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان مسئولا» في محلّ رفع خبر إنّ. 35- (الواو) عاطفة (أوفوا) مثل السابق (الكيل) مفعول به منصوب (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون

_ (1) وهو استثناء مفرّغ من أعمّ الأحوال أي: لا تقربوا مال اليتيم في كلّ حال إلّا في حال الصفة التي هي أحسن. (2) في الآية (31) من هذه السورة.

الجواب (كلتم) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (زنوا بالقسطاس) مثل أوفوا بالعهد متعلّق ب (زنوا) (المستقيم) نعت للقسطاس مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (خير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (أحسن) معطوف على خير مرفوع (تأويلا) تمييز منصوب. وجملة: «أوفوا الكيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا بالعهد. وجملة: «كلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إذا كلتم فأوفوا الكيل. وجملة: «زنوا بالقسطاس» لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا الكيل. وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها تعليليّة. 36- (الواو) عاطفة (لا تقف) مثل لا تجعل «1» ، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» ، (ليس) فعل ماض ناقص جامد (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس مؤخّر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (السمع) اسم إنّ منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (البصر، الفؤاد) اسمان معطوفان على السمع بحرفي العطف منصوبان (كلّ) مبتدأ مرفوع (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (الكاف) حرف خطاب (كان) ماض ناقص (عنه) مثل به متعلّق ب (مسئولا) وهو خبر كان منصوب. وجملة: «لا تقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زنوا ... وجملة: «ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعده في محلّ نصب نعت.

وجملة: «إنّ السمع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كلّ أولئك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كان عنه مسئولا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) ، 37- (الواو) عاطفة (لا تمش) مثل لا تقف (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمش) ، (مرحا) مصدر في موضع الحال «1» منصوب (إنّك) حرف توكيد ونصب.. و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (تخرق) مضارع منصوب، والفاعل أنت (الأرض) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لن تبلغ الجبال) مثل لن تخرق الأرض (طولا) تمييز منصوب محوّل عن فاعل «2» . وجملة: «لا تمش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقف. وجملة: «إنّك لن تخرق ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لن تخرق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لن تبلغ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تخرق. 38- (كلّ ذلك كان) مثل كلّ أولئك كان (سيّئه) اسم كان مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مكروها) ، (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (مكروها) خبر كان منصوب. وجملة: «كلّ ذلك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان سيّئه.. مكروها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .

_ (1) أجاز العكبريّ أن يكون مفعولا لأجله. (2) أجاز العكبريّ أن يكون مصدرا في موضع الحال من الفاعل أو المفعول، وأن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي تطول الجبال طولا، وأن يكون مفعولا لأجله.. وهو ضعيف لأنّ المصدر غير قلبيّ.

الصرف:

الصرف: (البسط) مصدر سماعيّ لفعل بسط الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون (ملوما) ، اسم مفعول من لام الثلاثيّ المعتلّ الأجوف، على وزن مفعول بحذف واو مفعول بعد الإعلال بالتسكين أصله ملووم- بضمّ الواو الأولى- ثمّ نقلت الضمّة من الواو إلى اللام- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الواو لالتقاء الساكنين فأصبح ملوم مثل مقول. (محسورا) ، اسم مفعول، من حسر الثلاثيّ، وزنه مفعول. (خطئا) ، هو مصدر سماعيّ لفعل خطئ يخطأ باب فرح.. وثمّة قراءة خطأ فتح الخاء والطاء، ووزن خطئا فعل بكسر الفاء وسكون العين. (الزنى) ، مصدر سماعيّ لفعل زنى يزني باب ضرب، وزنه فعل بكسر ففتح.. وفيه إعلال بالقلب حيث قلبت الياء ألفا- لام الكلمة- لمجيئها متحرّكة بعد فتح. (مظلوما) ، اسم مفعول من ظلم الثلاثيّ، وزنه مفعول. (منصورا) ، اسم مفعول من نصر الثلاثيّ، وزنه مفعول. (مسئولا) ، اسم مفعول من سأل الثلاثيّ، وزنه مفعول. (كلتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، لأنّه معتلّ أجوف إذ تحذف عينه في حال بنائه على السكون بإسناده إلى ضمير الرفع المتحرّك، وزنه فلتم. (زنوا) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر إذا كانت عينه مكسورة في المضارع، وزنه علوا بكسر العين. (القسطاس) ، هو روميّ معرّب معناه الميزان، ويقرأ بكسر القاف- كما هنا- وبضمّها. (تأويلا) ، هو مصدر قياسيّ لفعل أوّل الرباعيّ بمعنى رجع، فالتأويل

البلاغة

هنا بمعنى المآل، وزنه تفعيل. (تقف) ، مضارع قفا، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع. (تمش) ، مضارع مشى، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع. (مرحا) ، مصدر سماعيّ لفعل مرح، وزنه فعل بفتحتين. (طولا) ، مصدر سماعيّ لفعل طال يطول، وزنه فعل بضمّ فسكون. (مكروها) ، اسم مفعول من كره الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» . مثّل البخيل بالذي حبست يده عن الإعطاء وشدت إلى عنقه بحيث لا يقدر على مدها، وشبّه السرف ببسط الكف بحيث لا تحفظ شيئا. تمثيلان لمنع الشحيح وإسراف المبذر، زجرا لهما عنهما، وحملا على ما بينهما من الاقتصاد والتوسط بين الإفراط والتفريط، وذلك هو الجود الممدوح، فخير الأمور أوساطها. 2- اللف والنشر المرتب: «فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً» . عاد لفظ «ملوما» إلى البخل، ولفظ «محسورا» إلى الإسراف، أي يلومك الناس إن بخلت، وتصبح مقطوعا إن أسرفت. 3- الإطناب: في قوله تعالى: «وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» فالاطناب: مأخوذ في الأصل من أطنب في الشيء إذا بالغ فيه، يقال أطنبت الريح إذا اشتدت في هبوبها، وأطنب في السير إذا اشتد فيه. وفي اصطلاح البيانيين: هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، فإذا لم تكن في الزيادة فائدة سمي تطويلا.

الفوائد

فمعنى هذه الآية جاء موجزا في قوله تعالى «وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ» لكن الأول أطناب، والثاني إيجاز، وكلاهما موصوف بالمساواة. 4- الاستعارة: في قوله تعالى: «إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا» . أي مسئولا عنه على حذف الجار، ويجوز أن لا يوجد حذف أصلا والكلام على التخييل، كأنه يقال للعهد: لم نكثت وهلا وفّي بك، تبكيتا للناكث كما يقال للموءودة (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) . وقد يعتبر فيه الاستعارة المكنية والتخييلية بأنه يشبه العهد بمن نكث عهده، ونسبة السؤال إليه تخييل. 5- التهكم: في قوله تعالى: «إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ» . تعليل للنهي، وفيه تهكم بالمختال، أي أنك لن تقدر أن تجعل فيها خرقا بدوسك وشدة وطئك، ولن تبلغ الجبال بتعاظمك ومدّ قامتك، فأين أنت والتكبر عليها. الفوائد 1- التوسط في الأمور «وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» . ضرب الله في هذه الآية مثلا للتوسط في الأمور، فجعل الشحّ والإسراف على طرفي نقيض، ودعا الناس إلى الاعتدال والتوسط بين الصفتين، ولهذا المثال نظائره في كل فضيلة من الفضائل حيث، تتوسط بين رذيلتين، إحداهما الإفراط والثانية التفريط. من أمثلة ذلك الجبن والتهور: تتوسطهما الشجاعة. ومثل ذلك كثير، وقد وصف الله ورسوله هذه الأمة بأنها أمة وسط، وأكّد ذلك الرسول بحديثه: خير

الأمور الوسط، أو خير الأمور أوساطها. 2- فاء السببية وواو المعية: تضمر «أن» بعد الفاء والواو بشرطين أساسيين وهما أن يسبقها نفي أو طلب محضان وسواء كان النفي حرفا أو فعلا أو اسما، أو تقليلا أريد به النفي، والتقليل نحو: قلما تأتينا فتحدثنا. وأما الطلب فيشمل سبعة أمور وهي: الأمر والنهي والدعاء، والعرض والتحضيض والاستفهام والتمني، هذه سبعة، ومع النفي تصبح ثمانية، وأضاف بعضهم الترجي، فهي على العموم تسعة، جمعت بقول القائل: مر وانه وادع وسل عرض لحضّهم تمنّ وارج كذاك النفي قد كملا واحترز النحاة بقولهم: «نفي أو طلب محضان» من النفي التالي تقريرا بالهمزة، لأن التقرير إثبات، ومن النفي المتلو بالنفي، لأن نفي النفي إثبات، ومن النفي المنتقض ب «إلّا» وبذلك يتحقق المحض الضروري لتقدير «أن» ونصب الفعل. وهذا موجز ما في الأمر وفي كتب النحو الضافية أشياء كثيرة حول هذين الحرفين. 4- أمور خمسة وعشرون قضى بها الله....! 1- لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ. 2- عبادته وحده. 3- النهي عن عبادة غيره. 4- بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً. 5- فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ. 6- وَلا تَنْهَرْهُما.

[سورة الإسراء (17) : آية 39]

7- وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً. 8- وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ. 9- وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما. 10- وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ 11- وَالْمِسْكِينَ. 12- وَابْنَ السَّبِيلِ. 13- وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً. 14- فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُوراً. 15- وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً. 16- وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ. 17- وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ. 18- وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى. 19- وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ. 20- فلا يسرف في القتل. 21- وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ. 22- وَأَوْفُوا الْكَيْلَ. 23- وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ. 24- وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ. 25- وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً. [سورة الإسراء (17) : آية 39] ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39) الإعراب: (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. (اللام)

[سورة الإسراء (17) : آية 40]

للبعد، و (الكاف) للخطاب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (أوحى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (إلى) حرف جرّ.. و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحى) ، (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (من الحكمة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف أي ممّا أوحاه إليك ربّك حال كونه من الحكمة «1» ، (الواو) عاطفة (لا تجعل ... ملوما مدحورا) مثل لا تجعل.. مذموما مخذولا «2» ، (تلقى) فعل مضارع مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل أنت (في جهنم) جارّ ومجرور وعلامة الجرّ الفتحة، والجارّ متعلّق ب (تلقى) . والمصدر المؤوّل (أن تلقى) معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق جملة: «ذلك ممّا أوحى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوحى إليك ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «لا تجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تلقى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. [سورة الإسراء (17) : آية 40] أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (40) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (أصفاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (كم) ضمير مفعول به (ربّكم) فاعل مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (بالبنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصفاكم) ، (الواو) عاطفة «3» ، (اتّخذ) مثل أصفى، والفاعل هو (من

_ (1) يجوز تعليقه ب (أوحى) ، أو هو بدل من الموصول بإعادة الجارّ. (2) في الآية (22) من هذه السورة. (3) أو حاليّة، والجملة بعدها في محلّ نصب حال و (قد) قبلها مقدّرة.

الصرف:

الملائكة) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول ثان (إناثا) مفعول به أوّل منصوب (إنّكم) حرف مشبّه بالفعل.. و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (تقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (قولا) مفعول به منصوب «1» ، (عظيما) نعت ل (قولا) منصوب. جملة: «أصفاكم ربّكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصفاكم وجملة: «تقولون ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إنكم لتقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (أصفى) ، الألف جاءت رابعة فرسمت برسم الياء وهي منقلبة عن واو، فالثلاثيّ صفا يصفو ... وفي اللفظ إعلال بالقلب، أصله أصفى- بياء في آخره- تحرّكت الياء وفتح ما قبلها قلبت ألفا، وزنه أفعل ... وفي (أصفاكم) أصبحت الألف متوسّطة فرسمت طويلة.. [سورة الإسراء (17) : آية 41] وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (41) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (صرّفنا) فعل ماض وفاعله (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (صرّفنا) ، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان- مجرور (اللام) للتعليل (يذّكّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل (الواو) حاليّة (ما)

_ (1) أو مفعول مطلق منصوب، والمفعول به مقدّر.

الصرف:

نافية (يزيدهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي التصريف (إلّا) للحصر (نفورا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «قد صرّفنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «يذّكّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر المصدر المؤوّل (أن يذّكّروا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صرّفنا) . وجملة «ما يزيد ... » في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (نفورا) ، مصدر سماعيّ لفعل نفر الثلاثيّ، وزنه فعول بضمّ الفاء [سورة الإسراء (17) : آية 42] قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر كان.. و (الهاء) مضاف إليه (آلهة) اسم كان مرفوع (الكاف) حرف جرّ «2» ، (ما) حرف مصدريّ «3» (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (إذا) بالتنوين حرف جواب لا محلّ لها (اللام) رابطة لجواب لو (ابتغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (إلى ذي) جارّ

_ (1) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. (2) أو اسم بمعنى مثل هو نعت لمصدر محذوف مفعول مطلق أي كونا مثل قولهم. [.....] (3) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق، والعائد محذوف، والجملة صلة.

الفوائد

ومجرور متعلّق ب (ابتغوا) ، وعلامة الجرّ الياء (العرش) مضاف إليه مجرور (سبيلا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي لو كان معه آلهة كونا كقولهم.. إذا لابتغوا. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لو كان معه آلهة ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «ابتغوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم الفوائد - قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ إلى آخر الآية. - أدلة منطقية وعقلية- هذه الآية ونظائرها في القرآن الكريم، تحاور المشركين محاورة، قوامها المنطق السليم، ولحمتها وسداها البراهين العقلية المركبة والتي اتخذها علماء المنطق والكلام من فلاسفة المسلمين أدلّة مفحمة على وجود الله ووحدانيته تعالى. وهذه الأدلة العقلية، قد لا تغني لدى بعض من ينشدون الإيمان عن طريق الفطرة الإنسانية والشعور العميق، فهؤلاء يتخذون من خلق الله مما حولهم ومما في أنفسهم برهانا كافيا على وجود الخالق العالم القادر المريد، وهؤلاء يطلقون على منهجهم الذي يتوسلون به لمعرفة الله «قانون الاختراع» أو قانون «الخلق والإبداع» . ولكل وجهة هو مولّيها فاستبقوا الخيرات.. [سورة الإسراء (17) : الآيات 43 الى 44] سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)

الإعراب:

الإعراب: (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب.. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تعالى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (عمّا يقولون) مثل كما يقولون «1» ، (علوّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر، منصوب (كبيرا) نعت ل (علوّا) منصوب. والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ ب (عن) متعلّق ب (تعالى) «2» جملة: « (نسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «3» وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) 44- (تسبّح) مضارع مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تسبّح) ، (السموات) فاعل مرفوع (السبع) نعت للسموات مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الأرض، من) اسمان معطوفان على السموات، والموصول في محلّ رفع (في) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (إن) نافية (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) للحصر (يسبّح) مثل (تسبّح) (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل.. و (الهاء) مضاف إليه، (لكن) حرف استدراك (لا) نافية (تفقهون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (تسبيحهم)

_ (1) في الآية (42) السابقة. (2) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول في محل جر متعلّق بمحذوف مفعول مطلق والعائد محذوف والجملة صلة. (3) أو معطوفة على ما تضمّنه المصدر من معنى الفعل أي تنزّه وتعالى.

الصرف:

مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (إنّه) حرف توكيد ونصب.. و (الهاء) اسم إنّ (كان) فعل ماض ناقص (حليما) خبر كان منصوب.. واسمه ضمير هو (غفورا) خبر ثان منصوب. جملة: «تسبّح له السموات ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: «إن من شيء إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تسبّح له السموات وجملة: «يسبّح بحمده ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (شيء) . وجملة: «لا تفقهون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن من شيء.. وجملة: «إنّه كان حليما ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كان حليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ الصرف: (علوّا) ، اسم مصدر لفعل تعالى الخماسيّ، نقص عن حروف فعله، وزنه فعل بضمّتين. (تسبيح) ، مصدر قياسيّ لفعل سبّح الرباعيّ، وزنه تفعيل. البلاغة - فن التنكيت: في قوله تعالى: «وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» . وهذا الفن هو: قصد المتكلم إلى شيء بالذكر دون غيره مما يسدّ مسدّه، لنكتة في المذكور ترجح مجيئه على ما سواه. فقد خصّ سبحانه «تفقهون» دون «تعلمون» لما في الفقه من الزيادة على العلم، لأنه التصرف في المعلوم بعد علمه واستنباط الأحكام منه، والمراد الذي يقتضيه معنى الكلام: التفقه في معرفة التسبيح من الحيوان والنبات والجماد وكل ما يدخل تحت لفظة شيء.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 45 إلى 46]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 45 الى 46] وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب (قرأت) فعل ماض وفاعله (القرآن) مفعول به منصوب (جعلنا) فعل ماض وفاعله (بينك) ظرف منصوب متعلّق بفعل جعلنا بتضمينه معنى وضعنا «1» .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (حجابا) مفعول به منصوب (مستورا) نعت لحجاب منصوب. جملة: «قرأت القرآن ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) 46- (الواو) عاطفة (جعلنا) مثل الأول (على قلوبهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلنا) «2» .. و (هم) ضمير مضاف إليه (أكنّة) مفعول به منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (يفقهوه) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف

_ (1) وإذا كان الفعل متعدّيا لاثنين فالظرف متعلّق بالمفعول الثاني المقدّر. (2) وفي الجارّ والمجرور حذف مضاف أي في قراءة القرآن.. ويجوز أن يتعلّق بحال من فاعل ذكرت.

الصرف:

النون.. و (الواو) فاعل، و (الهاء) مفعول به (الواو) عاطفة (في آذانهم وقرا) مثل على قلوبهم أكنّة ومعطوف عليه. والمصدر المؤوّل (أن يفقهوه) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن يفقهوه أو كراهة أن.. (الواو) عاطفة (إذا ذكرت ربّك) مثل إذا قرأت القرآن.. و (الكاف) مضاف إليه (في القرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذكرت) «1» ، (وحده) حال منصوب من ربّك.. و (الهاء) مضاف إليه (ولّوا) مثل ابتغوا «2» ، (على أدبارهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل ولّوا.. و (هم) مثل الأول (نفورا) مصدر في موضع الحال «3» منصوب. وجملة: «جعلنا على قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا بينك.. وجملة: «يفقهوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «ذكرت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «ولّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم الصرف: (مستورا) ، اسم مفعول من (ستر) الثلاثيّ، وزنه مفعول.. وهو بمعنى اسم الفاعل، مجاز عقليّ. الفوائد 1- لفظة «وحده» لا تلفظ الا بالنصب باستثناء الشاذ منها. يقال: «يسبح وحده» للمدح وجحيش وحده، للذم. يقال للمعجب برأيه

_ (1) وفي الجار والمجرور حذف مضاف أي في قراءة القرآن ويجوز أن يتعلّق بحال من فاعل ذكرت. (2) في الآية (42) من هذه السورة. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر مرادف له.

[سورة الإسراء (17) : آية 47]

المنفرد بخدمة نفسه وتأويله وحيدا أو منفردا.. ونقول: جاء وحده ومررت به وحده. وفي كل ذلك تعرب حالا. [سورة الإسراء (17) : آية 47] نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (47) الإعراب: (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (يستمعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستمعون) ، (إذا) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بأعلم (يستمعون إليك) مثل يستمعون به، و (الواو) عاطفة (إذ) مثل الأول ومعطوف عليه (هم نجوى) مثل نحن أعلم، وعلامة رفع الخبر الضمّة المقدّرة على الألف «1» ، (إذ) مثل الأول وهو بدل من إذ هم.. (يقول) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو (إن) حرف نفي (تتّبعون) مثل يستمعون (إلّا) للحصر (رجلا) مفعول به منصوب (مسحورا) نعت ل (رجلا) منصوب. جملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يستمعون (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يستمعون (الثانية) » في محلّ بإضافة (إذ) إليها وجملة: «هم نجوى ... » في محلّ جر بإضافة (إذ) الثاني إليها وجملة: «يقول الظالمون ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) الثالث إليها وجملة: «تتّبعون ... » في محلّ نصب مقول القول

_ (1) وهذا الخبر على حذف مضاف إذا كان (نجوى) مصدرا أي: هم ذوو نجوى، وإذا كان جمع نجي فلا تقدير.

[سورة الإسراء (17) : آية 48]

[سورة الإسراء (17) : آية 48] انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (48) الإعراب: (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله ضربوا.. (ضربوا) فعل ماض وفاعله (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربوا) ، (الأمثال) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (ضلّوا) مثل ضربوا (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية (يستطيعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (سبيلا) مفعول به بتضمين الفعل قبله معنى يعرفون أو يجدون. جملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ضربوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر الذي بمعنى تفكّر، وقد علّق الفعل بالاستفهام كيف، وتقيّد بالجارّ وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضربوا وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضلّوا [سورة الإسراء (17) : الآيات 49 الى 52] وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أإذا) ظرف للمستقبل مجرد من الشرط «1» في محلّ نصب متعلّق بمحذوف تقديره أنبعث إذا كنا.. (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (عظاما) خبر منصوب (الواو) عاطفة (رفاتا) معطوف على الخبر منصوب (الهمزة) مثل الأولى (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق نائب ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه أي بعثا «2» ، (جديدا) نعت ل (خلقا) منصوب. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (أنبعث) المقدّر ... » في محلّ نصب مقول القول «3» وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمقول القول.. أو هي تفسير لمقول القول. 50- (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (كونوا) فعل أمر ناقص.. و (الواو) اسم الفعل الناقص (حجارة) خبر كونوا منصوب (أو) حرف عطف (حديدا) معطوف على حجارة منصوب. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «كونوا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز أن يتضمن معنى الشرط فيتعلّق الظرف بالجواب المقدّر أي: أإذا كنّا عظاما.. نبعث. (2) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي: مخلوقين. (3) وإذا تضمّن الظرف معنى الشرط فإنّ الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول.

51- (أو) حرف عطف (خلقا) معطوف على (حديدا) منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (خلقا) ، (يكبر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (في صدوركم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكبر) ، و (كم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعيدنا) مضارع مرفوع، و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) مثل الأوّل (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ «1» وخبره محذوف تقديره يعيدكم (فطركم) فعل ماض، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (أوّل) مفعول فيه نائب عن الظرف منصوب متعلّق ب (فطركم) ، (مرّة) مضاف إليه مجرور (فسينغضون) مثل فسيقولون (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينغضون) ، (رؤوسهم) مفعول به منصوب، و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقولون) مثل الأول (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (هو) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر (قل) مثل الأول (عسى) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث (قريبا) خبر يكون منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ نصب خبر عسى «2» . وجملة: «يكبر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره معيدكم الذي فطركم. [.....] (2) أو هو فاعل عسى التامّ أي عسى كونه قريبا.

وجملة: «يقولون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت أنّ الروح ستعود إليكم بعد الموت «1» فسيقولون.. وجملة: «من يعيدنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يعيدنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «فطركم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «ينغضون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت لهم ذلك فسينغضون.. وجملة: «يقولون ... » معطوفة على جملة ينغضون وجملة: «متى هو ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يكون قريبا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 52- (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا) «2» ، (يدعوكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الفاء) عاطفة (تستجيبون) مثل يقولون (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل تستجيبون بتضمينه معنى تسبّحون.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تظنّون) مثل يقولون (إن) حرف نفي (لبثتم) فعل ماض

_ (1) وقول الرسول هذا مأخوذ من قوله تعالى: كونوا حجارة.. والتقدير: إن كنتم حجارة أو حديدا.. فلا بدّ من إيجاد الروح فيكم يوم البعث. (2) لأنّه على معنى (يوما قريبا) ، أو في زمن قريب.. هذا ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر.

الصرف:

وفاعله (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف فهو صفته أي لبثتم وقتا طويلا. وجملة: «يدعوكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تستجيبون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يدعوكم وجملة: «تظنّون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تستجيبون وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ المعلّق ب (إن) الصرف: (رفاتا) ، اسم جامد لأجزاء الشيء المفتّت، وزنه فعال بضمّ الفاء وهو مفرد البلاغة 1- الاستفهام الإنكاري: في قوله تعالى: «أَإِذا كُنَّا عِظاماً» وتكرير الهمزة في «أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ» لتأكيد النكير، وكذلك تأكيده بإنّ، واللام للإشارة إلى قوة الإنكار. 2- فن التمكين أو الارصاد: في قوله تعالى: «قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ» . وحقيقة هذا الفن هو: أن يمهد المتكلم لقافيته أو سجعه تمهيدا تأتي القافية فيه متمكنة في مكانها، مستقرة في قرارها، غير نافرة ولا قلقة. إن السامع يعلم أنه أراد حجارة أو حديدا، بجاذب من قلبه، ووحي من هاجسه دون أن يسمع بقية الآية. 3- التعجيز والإهانة في الأمر: «قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً»

الفوائد

الفوائد - خصائص عسى، ومثلها اخلولق وأوشك: هذه الأفعال الثلاثة تختص بأنهن قد يكنّ تامات، فلا يحتجن إلى الخبر وذلك إذا وليهنّ «أن والفعل» ، ويؤول المصدر على أنه فاعل لهنّ، نحو: عسى أن تقوم، واخلولق أن تسافروا، وأوشك أن نرحل، ومنه قوله تعالى: عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وعَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً. هذا إذا لم يتقدم عليهنّ اسم هو المسند إليه في المعنى، فإن تقدم عليهن اسم يصح إسنادهنّ إلى ضميره فأنت بالخيار بين أمرين: أ- أن تجعلهن تامات، وهو الأفصح، فيكون المصدر المؤول فاعلا لهن، نحو: علي عسى أن يذهب، وهند عسى أن تذهب، والرجلان عسى أن يذهبا والمسافرون عسى أن يذهبوا بتجريد عسى من الضمير. ب- أن تجعلهن ناقصات، فيكون اسمهن ضميرا بارزا أو مستترا. مطابقا لما قبلهن إفرادا أو تثنية أو جمعا، وتذكيرا أو تأنيثا، نحو: الرجلان عسيا أن يذهبا، والمرأتان عستا أن تذهبا. والأولى أن يجعلهن في مثل ذلك تامات ويجرّدن من الضمير فيبقين بصيغة المفرد المذكر، وفاعلهن المصدر الأول من أن والفعل. وهذه لغة أهل الحجاز والتي نزل بها القرآن الكريم. تختص عسى بأمرين: أ- جواز كسر سينها وفتحها، إذا أسندت إلى تاء الضمير أو نون النسوة، أو «نا» والفتح أولى لأنه الأصل، وقد قرأ عاصم «فهل عسيتم إن توليتم» بكسر السين، وقرأ الباقون عسيتم بفتحها. ب- انها قد تكون حرفا بمعنى «لعلّ» ، فتعمل عملها، تنصب الاسم وترفع الخبر، وذلك إذا اتصلت بضمير النصب وهو قليل. كقول الشاعر:

[سورة الإسراء (17) : آية 53]

فقلت عساها نار كأس وعلّها ... تشكّى فآتي نحوها فأعودها فتسمع قولي قبل حتف يصيبني ... تسرّ به أو قبل حتف يصيدها [سورة الإسراء (17) : آية 53] وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (53) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لعبادي) جارّ ومجرور متعلّق ب (قل) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الشيطان) اسم إنّ منصوب (ينزغ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب ((ينزغ) ، (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ الشيطان) مثل الأولى (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (للإنسان) جارّ ومجرور متعلّق ب (عدوّا) خبر كان منصوب (مبينا) نعت ل (عدوّا) منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تطلب منهم يقولوا ... ومقول القول ل (قل) محذوف أي ما تريد قوله.

_ (1) وهو نعت لمنعوت محذوف أي: يقولوا الكلمة التي أحسن.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 54 إلى 55]

وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «إنّ الشيطان ينزغ ... » لا محلّ لها تعليل ل (يقولوا) «1» وجملة: «ينزغ ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إنّ الشيطان كان ... » لا محلّ لها تعليل ل (ينزغ) وجملة: «كان للإنسان ... » في محلّ رفع خبر إنّ الثاني. [سورة الإسراء (17) : الآيات 54 الى 55] رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (55) الإعراب: (ربّكم) مبتدأ مرفوع، و (كم) ضمير مضاف إليه (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (إن) حرف شرط جازم (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (يرحمكم) مثل يشأ جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به (أو) حرف عطف (ان يشأ يعذّبكم) مثل إن يشأ يرحمكم (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (أرسلناك) فعل ماض وفاعله، و (الكاف) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلناك) ، (وكيلا) حال منصوبة. جملة: «ربّكم أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2»

_ (1) في الحقيقة إنّ المعلّل محذوف يعلم من السياق أي: ولا يقولوا القول الخشن على النفوس لأنّ الشيطان ... (2) أو هي في محلّ نصب بدل من الاسم الموصول (التي) ، أي إنّ الكلمة التي هي أحسن هي قوله: ربّكم أعلم.. وما بين البدل والمبدل منه اعتراض.

الصرف:

وجملة: «إن يشأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يرحمكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يشأ (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يشأ (الأولى) وجملة: «يعذّبكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء وجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . 55- (الواو) عاطفة (ربّك أعلم) مثل ربّكم أعلم (الباء) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (فضّلنا) فعل ماض وفاعله (بعض) مفعول به منصوب (النبيّين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا) ، (الواو) عاطفة (آتينا) مثل فضّلنا (داود) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (زبورا) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «ربّك أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم أعلم وجملة: «قد فضّلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة ربّك أعلم لا محلّ لها وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم الصرف: (زبورا) ، الكتاب الذي أنزل على داود، وزنه فعول إمّا بمعنى المفعول كحلوب، أو هو مصدر بمعناه كالقبول، ويقرأ بفتح الزاي وضمّها، وجاء على صيغة النكرة لأنه كتاب من الكتب.

_ (1) أو معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 56 إلى 57]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 56 الى 57] قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (57) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (ادعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (زعمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل.. ومفعولا الفعل محذوفان أي زعمتموهم آلهة (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (الذين) «1» .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) نافية (يملكون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (كشف) مفعول به منصوب (الضرّ) مضاف إليه مجرور (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالمصدر كشف (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (تحويلا) معطوف على كشف منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «زعمتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..

_ (1) والعامل في الحال فعل ادعوا.. ويبعد تعليق الجارّ بحال من المفعول الأول المقدّر لأنّ العامل يصبح فعل زعمتم، والمشركون لا يزعمون الآلهة معبودين من دون الله بل هم شركاء له.

والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن دعوتموهم فهم لا يملكون. 57- (أولئك) اسم إشارة مبتدأ «1» ، (الذين) اسم موصول في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (يدعون) مثل يملكون، وعائد الموصول محذوف أي يدعونهم آلهة (يبتغون) مثل يملكون (إلى ربهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبتغون) ، (الوسيلة) مفعول به منصوب (أيّهم) اسم موصول مبنيّ على الضمّ في محلّ رفع بدل من فاعل يبتغون «2» .. و (هم) ضمير مضاف إليه (أقرب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، مرفوع (الواو) عاطفة في الموضعين (يرجون رحمته، يخافون عذابه) مثل يملكون كشف الضرّ (إنّ) حرف توكيد ونصب (عذاب) اسم إنّ منصوب (ربّك) مضاف إليه مجرور، و (الكاف) مضاف إليه (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (محذورا) خبر منصوب. وجملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يبتغون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) «3» وجملة: « (هو) أقرب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أيّ) وجملة: «يرجون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبتغون «4» وجملة: «يخافون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبتغون «5»

_ (1) والإشارة إلى الآلهة العقلاء كعيسى وعزير والملائكة.. وغير العقلاء. (2) جاء المؤوّل (أيّ) مبنيّا لأنّه مضاف حذف منه صدر صلته.. ويجوز أن يكون اسم استفهام مبتدأ خبره أقرب. (3) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل يدعون إن كان خبر المبتدأ الموصول (الذين) . (4، 5) أو في محلّ نصب.

الصرف:

وجملة: «إنّ عذاب ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «كان محذورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ الصرف: (كشف) ، مصدر سماعيّ لفعل كشف الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون (تحويلا) ، مصدر قياسيّ لفعل حوّل الرباعيّ، وزنه تفعيل (يبتغون) ، فيه إعلال بالحذف، وإعلال بالتسكين، أصله يبتغيون- بضمّ الياء الثانية- استثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى الغين وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يبتغون، وزنه يفتعون (محذورا) ، اسم مفعول من حذر الثلاثيّ، وزنه مفعول الفوائد - أَيُّهُمْ أَقْرَبُ. لخص النحاة الأوجه التي تأتي بها «أي» فكانت ستة: 1- شرطية: «أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» بدليل جزم تدعو، وإدخال الفاء الرابطة في جوابها. 2- استفهامية: «أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً» ..؟ 3- موصولية: «لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ» . 4- أن تكون دالة على الكمال نحو: زيد رجل أي رجل؟ 5- أن تكون وصلة لنداء ما فيه «ال» نحو: يا أيها الرجل. 6- أن تكون للتعجب: سبحان الله أي رجل هذا! وهي معربة في جميع أحوالها، إلا إذا كانت موصولة مضافة وحذف صدر صلتها، فتبني على الضم. ولها تفصيل في المطولات.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 58 إلى 59]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 58 الى 59] وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (58) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (59) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) نافية (من) زائدة (قرية) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) أداة حصر (نحن) ضمير منفصل مبتدأ (مهلكوها) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (ها) ضمير مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مهلكوها) ، (يوم) مضاف إليه مجرور (القيامة) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (معذّبوها) معطوف على (مهلكوها) يعرب مثله (عذابا) مفعول مطلق منصوب عامله اسم الفاعل معذوبها (شديدا) نعت ل (عذابا) منصوب (كان ... مسطورا) مثل كان محذورا «1» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (مسطورا) . جملة: «إن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نحن مهلكوها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (قرية) وجملة: «كان ذلك ... مسطورا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ 59- (الواو) عاطفة (ما) نافية (منعنا) فعل ماض، و (نا) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (نرسل) مضارع منصوب، والفاعل نحن

_ (1) في الآية السابقة (57) .

للتعظيم (بالآيات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول نرسل المقدّر أي نرسل نبيّا متلبّسا بالآيات «1» والمصدر المؤوّل (أن نرسل ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (منعنا) أي منعنا من أن نرسل (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (كذّب) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّب) ، (الأوّلون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو. والمصدر المؤوّل (أن كذّب ... ) في محلّ رفع فاعل منع (الواو) حالية (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (ثمود) مفعول به أوّل منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الناقة) مفعول به ثان منصوب (مبصرة) حال منصوبة (الفاء) عاطفة (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلموا) بتضمينه معنى كفروا (الواو) عاطفة (ما) نافية (نرسل بالآيات) مثل الأولى، والفعل مرفوع.. (إلّا) مثل الأولى (تخويفا) مفعول لأجله منصوب «2» . جملة: «ما منعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن من قرية ... وجملة: «نرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) وجملة: «كذّب بها الأوّلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «3»

_ (1) يجوز أن يكون الباء حرف جرّ زائدا.. والآيات مفعول نرسل. [.....] (2) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من الفاعل أي مخوّفين- بكسر الواو- أو من المفعول أي مخوّفا بها. (3) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .

الصرف:

وجملة: «ظلموا بها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: «ما نرسل بالآيات إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منعنا الصرف: (مهلكوها) ، بلفظ الجمع للتعظيم، مفرده مهلك.. انظر الآية (164) من سورة الأعراف (معذّبوها) ، بلفظ الجمع للتعظيم، مفرده معذّب.. انظر الآية (164) من سورة الأعراف (مسطورا) ، اسم مفعول من سطر الثلاثيّ، وزنه مفعول (تخويفا) ، مصدر قياسيّ لفعل خوّف الرباعيّ، وزنه تفعيل البلاغة 1- الإسناد المجازي: في قوله تعالى: «وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ» . المنع محال في حقه تعالى، لأن الله لا يمنعه عن إرادته شيء. فالمنع مجاز عن الترك. أي ما كان سبب ترك إرسال الآيات إلا تكذيب الأولين. 2- المجاز العقلي: في قوله تعالى: «النَّاقَةَ مُبْصِرَةً» . لما كانت الناقة سببا في إبصار الحق والهدى، نسب إليها الإبصار ففيه مجاز عقلي، علاقته السببية. [سورة الإسراء (17) : آية 60] وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (60)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قلنا) فعل ماض وفاعله (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ربّك) اسم إنّ منصوب، و (الكاف) مضاف إليه (أحاط) فعل ماض، والفاعل هو (بالناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحاط) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (جعلنا) مثل قلنا (الرؤيا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للرؤيا (أريناك) مثل قلنا.. و (الكاف) ضمير مفعول به، (إلا) أداة حصر (فتنة) مفعول به ثان لفعل جعلنا، منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (فتنة) «1» ، (الشجرة) معطوف على الرؤيا بالواو منصوب (الملعونة) نعت للشجرة منصوب (في القرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (الملعونة) (الواو) عاطفة (نخوّفهم) مضارع مرفوع، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (الفاء) عاطفة (ما) نافية (يزيدهم) مضارع مرفوع، و (هم) مثل الأخير، والفاعل هو أي التخويف (إلّا) مثل الأولى (طغيانا) مفعول به ثان منصوب (كبيرا) نعت ل (طغيانا) منصوب. جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «إنّ ربّك ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أحاط ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة المقدّرة وهي جملة اذكر

_ (1) أو متعلّق بفتنة.. أو هي لام التقوية زائدة والمجرور بها في محلّ نصب مفعول به.

الصرف:

وجملة: «أريناك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «نخوّفهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «ما يزيدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نخوّفهم الصرف: (الرؤيا) ، هي الرؤية البصريّة لا الرؤيا الحلميّة، لأنّ هذه الرؤية حصلت حين أسري بالرسول الكريم وعرج به إلى السماء، وحصل ذلك باليقظة لا بالنوم. (الملعونة) ، مؤنّث الملعون، اسم مفعول من لعن الثلاثيّ، وزنه مفعولة [سورة الإسراء (17) : آية 61] وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61) الإعراب: (وإذ قلنا للملائكة) مثل وإذ قلنا لك «1» ، (اسجدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل (لآدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اسجدوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (سجدوا) فعل ماض وفاعله (إلّا) للاستثناء (إبليس) مستثنى بإلّا منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتصل (قال) فعل ماض والفاعل هو (الهمزة) للاستفهام، (أسجد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أسجد) (خلقت) فعل ماض وفاعله (طينا) منصوب على نزع الخافض أي من طين «2» . جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه

_ (1) في الآية السابقة (60) . (2) أجاز العكبريّ أن يكون حالا على الرغم من كونه جامدا، وذلك لما فيه من معنى الأصالة..

[سورة الإسراء (17) : الآيات 62 إلى 67]

وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «سجدوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أأسجد ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «خلقت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) [سورة الإسراء (17) : الآيات 62 الى 67] قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62) قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (66) وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً (67) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير تقديره هو أي الشيطان (الهمزة) للاستفهام (رأيتك) فعل ماض وفاعله ... و (الكاف) حرف

خطاب «1» ، أي أخبرني (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (كرّمت) مثل رأيت (على) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كرّمت) ... والمفعول الثاني جملة استفهاميّة مقدّرة دلّت عليها صلة الموصول أي لم كرّمته عليّ (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أخّرتن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخّرت) (القيامة) مضاف إليه مجرور (اللام) لام القسم (أحتنكنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنا (ذرّيّته) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أرأيتك ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كرّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «أخّرت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أحتنكنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم 63- (قال) مثل الأول، والفاعل هو أي الله (اذهب) فعل أمر، والفاعل أنت (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبعك) فعل ماض، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل هو، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الفاعل

_ (1) انظر مزيد تفصيل في إعراب نظير الآية في سورة الأنعام، الآية (40) .

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (جهنّم) اسم إنّ منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (جزاؤكم) خبر إنّ مرفوع.. و (كم) ضمير مضاف إليه (جزاء) مفعول مطلق منصوب عامله المصدر قبله «1» ، (موفورا) نعت لجزاء منصوب. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «اذهب ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «من تبعك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال وجملة: «تبعك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: «إنّ جهنّم جزاؤكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء 64- (الواو) استئنافيّة (استفزز) فعل أمر، والفاعل أنت (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (استطعت) مثل كرّمت (منهم) مثل الأول متعلّق بحال من العائد المحذوف أي استطعت أن تستفزّه منهم (بصوتك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استفزز) .. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (اجلب) مثل استفزز (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (اجلب) ، (بخيلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اجلب «2» .. و (الكاف) مثل الأخير (الواو) عاطفة (رجلك) معطوف على خيلك ويعرب مثله (الواو) عاطفة (شاركهم) مثل استفزز.. و (هم) ضمير مفعول به (في الأموال) جارّ ومجرور متعلّق

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تجزون.. وأجاز العكبريّ أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون تمييزا. (2) قال الجمل في حاشيته: «وفي المختار: وجلب على فرسه يجلب جلبا بوزن طلب يطلب طلبا صاح به من خلفه واستحثّه للسبق وكذا أجلب عليه. وهذا يقتضي زيادة الباء ويكون المعنى عليه: وحثّ وأسرع عليهم جندك خيلا ومشاة لتدركهم وتتمكّن منهم» أهـ.

ب (شارك) ، (الواو) عاطفة (الأولاد) معطوف على الأموال مجرور (الواو) عاطفة (عدهم) مثل شاركهم (الواو) حاليّة (ما) نافية (يعدهم) مضارع مرفوع.. و (هم) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنّه صفته أي إلّا وعدا غرورا «1» . وجملة: «استفزز ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «استطعت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «اجلب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استفزز وجملة: «شاركهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استفزز وجملة: «عدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استفزز وجملة: «يعدهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال 65- (إنّ عبادي) مثل إنّ جهنّم، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (ليس) فعل ماض ناقص جامد (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (عليهم) مثل منهم متعلّق بالخبر «2» (سلطان) اسم ليس مرفوع (الواو) عاطفة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الباء) حرف جرّ زائد (ربّك) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى.. و (الكاف) مضاف إليه (وكيلا) حال منصوبة «3» . وجملة: «إنّ عبادي ليس لك ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «ليس لك عليهم سلطان ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «كفى بربّك وكيلا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ عبادي ...

_ (1) وانظر الآيات (120) من النساء و (112) من الأنعام. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من سلطان- نعت تقدّم المنعوت- (3) أو تمييز منصوب.

66- (ربّكم) مبتدأ مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يزجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو وهو العائد (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يزجي) (الفلك) مفعول به منصوب (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يزجي) «1» ، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (من فضله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا) ، و (الهاء) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يزجي) (إنّه) حرف مشبّه بالفعل.. و (الهاء) اسم إنّ (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (بكم) مثل لكم متعلّق ب (رحيما) وهو خبر كان منصوب. وجملة: «ربّكم الذي ... » لا محلّ لها تعليل لكفاية القدرة وبيانها وجملة: «يزجي لكم الفلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر وجملة: «إنّه كان بكم ... » لا محلّ لها تعليل لقوله يزجي وجملة: «كان بكم رحيما ... » في محلّ رفع خبر إنّ 67- (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ضلّ) ، (مسّكم) فعل ماض ... و (كم) ضمير مفعول به (الضرّ) فاعل مرفوع (في البحر) جارّ ومجرور حال من الفاعل أو من المفعول (ضلّ) فعل ماض (من) اسم موصول فاعل في محلّ رفع (تدعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (إلّا) أداة استثناء (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الفلك.

الصرف:

في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (أعرضتم) ، (نجّاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلى البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّاكم) بتضمينه معنى أوصلكم (أعرضتم) فعل ماض وفاعله (الواو) استئنافيّة (كان ... كفورا) مثل كان.. رحيما (الإنسان) اسم كان مرفوع. وجملة: «مسّكم الضرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «ضلّ من تدعون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «نجّاكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «أعرضتم ... » لا محلّ لها جواب الشرط (لمّا) وجملة: «كان الإنسان كفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (موفورا) ، اسم مفعول من وفر الثلاثيّ، وزنه مفعول، وقد استعمل بمعنى اسم الفاعل أي وافرا على أسلوب المجاز العقليّ. (رجلك) ، اسم جمع بمعنى المشاة، وزنه فعل بفتح فكسر، وقد تسكّن العين (عدهم) ، فيه إعلال بالحذف، ماضيه وعد، معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه عل بكسر العين (يعدهم) ، الإعلال فيه من نوع الإعلال في (عدهم) البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: «أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ» .

الفوائد

هذا مجاز في استعمال الرؤية بمعنى الإخبار، فيكون المعنى أخبرني عن هذا الذي كرمته علي، لم كرمته علي وأنا أكرم منه، والعلاقة ما بين العلم والإخبار من السببية والمسببية واللازمية والملزومية. 2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: «وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ» . الآية مثّلت حال الشيطان، حيث أن استفزازه بصوته وإجلابه بخيله ورجله، تمثيلا لتسلطه على من يغويه، فكأن مغوارا وقع على قوم، فصوت بهم صوتا يزعجهم من أماكنهم، وأجلب عليهم بجنده من خيالة ورجالة، حتى استأصلهم. 3- الالتفات: في قوله تعالى: «وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً» . حيث حصل الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة، وكان مقتضى الظاهر أن يقال: وما تعدهم إلا غرورا ولكنه عدل عن ذلك لتقوية معنى الاعتراض، مع ما فيه من صرف الكلام عن خطابه وبيان حاله للناس، ومن الإشعار بعلية شيطنته للغرور، وهو تزيين الخطأ بما يوهم أنه صواب. الفوائد 1- يعمل بالمفعول المطلق عامل من أربعة: أ- مصدر مثله لفظا ومعنى، كما في الآية. ب- أو مصدر معنى لا لفظا، نحو: «أعجبني إيمانك تصديقا» . ج- ما اشتق منه من فعل «وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً» . ء- أو اسم فاعل أو مفعول للمبالغة اشتقا من فعله، نحو:

[سورة الإسراء (17) : الآيات 68 إلى 69]

«وَالصَّافَّاتِ صَفًّا» أو (الخبز مأكول أكلا) الأول مبالغة اسم الفاعل، والثاني مبالغة اسم المفعول، وللحديث تتمة فيما سيأتي بإذن الله. 2- الحال الموطّأة، هو الاسم الجامد الذي يذكر ويوطأ له بصفة مشتقة ليجوز اعتباره حالا، نحو: «فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا» . وبيان ذلك: أن الاسم الجامد لما وصف بما يجوز أن يكون حالا صحّ نفسه أن يكون حالا، فتبصّر..! 3- لمّا الظرفية: هي التي تكون بمعنى «حين أو إذا» وتطلب جملتين فعلاهما ماضيان. وهي منصوبة بجوابها. وهي مضافة إلى فعلها الأول وبعبارة أخرى: الجملة الأولى تكون في محل جر بإضافة «لمّا» إليها. والمحققون من العلماء، يرون أنها وسيلة للربط بين جملتين، ولذلك أطلقوا عليها «حرف وجود لوجود» . أي أنه للدلالة على وجود شيء لوجود غيره. وقد نزيده توضيحا في مكان آخر ان شاء الله. [سورة الإسراء (17) : الآيات 68 الى 69] أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (69)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) استئنافيّة «1» ، (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (نخسف) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم (الباء) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من جانب البرّ «2» ، (جانب) مفعول به منصوب «3» ، (البرّ) مضاف إليه مجرور والمصدر المؤوّل (أن نخسف..) في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (نرسل عليكم حاصبا) مثل نخسف بكم جانب ومعطوف عليه (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تجدوا) مضارع منصوب معطوف على (نرسل) المنصوب، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (لكم) مثل بكم متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (وكيلا) مفعول أوّل منصوب. جملة: «أمنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نخسف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «نرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف وجملة: «تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرسل 69- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (أمنتم أن نعيدكم) مثل أمنتم أن نخسف.. و (كم) ضمير مفعول به، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نعيدكم) ، (تارة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه (أخرى) نعت لتارة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.

_ (1) هي عاطفة عند المعربين عطفت الظاهر على مقدّر أي أنجوتم من الغرق فأمنتم.. (2) يجوز أن تكون الباء سببيّة فتتعلّق بفعل نخسف. [.....] (3) أجاز بعضهم أن يكون ظرفا.. والمفعول مقدّر.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن نعيدكم..) في محلّ نصب مفعول به (الفاء) عاطفة (نرسل عليكم قاصفا) مثل نرسل عليكم حاصبا، والفعل معطوف على (نعيدكم) ، (من الريح) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (قاصفا) ، (الفاء) عاطفة (يفرقكم) مضارع منصوب معطوف على نرسل.. و (كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (الباء) حرف جرّ سببيّة (ما) حرف مصدريّ (كفرتم) مثل أمنتم. والمصدر المؤوّل (ما كفرتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يغرقكم) (ثمّ لا تجدوا لكم ... تبيعا) مثل ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا، والفعل معطوف على يغرقكم (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيعا) ، (به) مثل بكم متعلّق ب (تجدوا) «1» . وجملة: «أمنتم (الثانية) ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» وجملة: «نعيدكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «نرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعيدكم وجملة: «يغرقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرسل وجملة: «كفرتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «لا تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغرقكم الصرف: (جانب) ، اسم بمعنى الجهة على صيغة اسم الفاعل، وزنه فاعل (حاصبا) ، اسم بمعنى الريح أو السحاب، جاء على صيغة اسم الفاعل

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (تبيعا) ، أو بمحذوف حال من (تبيعا) . (2) يجوز أن تكون (أم) هي المتّصلة، فتعطف الجملة على جملة أمنتم الأولى.

[سورة الإسراء (17) : آية 70]

لفعل حصبه من باب ضرب أي رماه بالحصباء، وهي الحجارة الصغيرة (قاصفا) ، اسم للريح الشديدة التي تقصف الأشياء وتكسرها، جاءت على وزن فاعل من قصف الثلاثيّ بمعنى كسر، من باب ضرب (تبيعا) ، لفظ مشتقّ، وزنه فعيل بمعنى فاعل، وهو المطالب بحقّ الملازم للطلب. [سورة الإسراء (17) : آية 70] وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً (70) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كرّمنا) فعل ماض وفاعله (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (حملناهم) مثل كرّمنا.. و (هم) ضمير مفعول به (في البرّ) جارّ ومجرور حال من الضمير المفعول (البحر) معطوف على البرّ بالواو مجرور (الواو) عاطفة (رزقناهم) مثل حملناهم (من الطيّبات) جارّ ومجرور حال من ضمير المفعول أي آكلين «1» ، (الواو) عاطفة (فضّلناهم) هم حملناهم (على كثير) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا) ، (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لكثير (خلقنا) مثل كرّمنا (تفضيلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «كرّمنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «حملناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا ب (رزقناهم) بتضمينه معنى أطعمناهم.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 71 إلى 72]

وجملة: «فضّلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) [سورة الإسراء (17) : الآيات 71 الى 72] يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) الإعراب: (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (ندعو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل نحن للتعظيم (كلّ) مفعول به منصوب (أناس) مضاف إليه مجرور (بإمامهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ندعو) «2» .. و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوتي) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (كتابه) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (بيمينه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتي) ، و (الهاء) مثل الأخير (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (يقرءون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (كتابهم) مثل كتابه (الواو) عاطفة (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل (فتيلا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو صفته. جملة: « (اذكر) يوم ندعو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو ظرف زمان لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي لا يظلمون يوم ندعو. (2) أو متعلّق بحال أي مختلطين بإمامهم.

الصرف:

وجملة: «ندعو ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أوتي كتابه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «أولئك يقرءون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يقرءون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «لا يظلمون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقرءون. 72- (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعمى) وهو خبر كان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعمى) الثاني، وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (أضلّ) معطوف على الخبر أعمى مرفوع (سبيلا) تمييز منصوب. وجملة: «من كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي ... وجملة: «كان ... أعمى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هو ... أعمى» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (أعمى) ، صفة مشبّهة من فعل عمي يعمى باب فرح، وزنه أفعل، ويجوز أن يكون اللفظ اسم تفضيل لورود اسم التفضيل أضلّ بعده.. وانظر الآية (60) من سورة المائدة.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 73 إلى 76]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 73 الى 76] وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (75) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا (كادوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) اسم كاد (اللام) هي الفارقة (يفتنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفتنون) بتضمينه معنى يصرفونك (أوحينا) فعل ماض وفاعله (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحينا) ، (اللام) للتعليل (تفتري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل أنت (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تفتري) ، (غيره) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه.. والمصدر المؤوّل (أن تفتري..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يفتنونك) . (الواو) عاطفة (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (اللام) واقعة

في جواب شرط مقدّر «1» (اتّخذوك) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل، و (الكاف) مثل الأول في الآية (خليلا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «كادوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفتنونك ... » في محلّ نصب خبر كادوا. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تفتري ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «اتّخذوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو فعلت ذلك لاتّخذوك خليلا، وجملة الشرط لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. 74- (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (ثبّتناك) مثل أوحينا.. و (الكاف) ضمير مفعول به (اللام) واقعة في جواب لولا (قد) حرف توقّع- أو تقليل- (كدت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) ضمير في محلّ رفع اسم كاد (تركن) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (إليهم) مثل إليك متعلّق ب (تركن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (قليلا) نعت ل (شيئا) منصوب.. والمصدر المؤوّل (أن ثبّتناك..) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود. وجملة: «لولا تثبيتنا أيّاك بالعصمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كادوا. وجملة: «ثبّتناك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أي: لو فعلت لاتّخذوك- كما ذكر بعد ذلك- والجمل في حاشيته جعلها لام القسم لقسم مقدّر، ولكنّ هذه تقتضي (قد) في الغالب كقوله تعالى: تالله لقد آثرك الله علينا.

وجملة: «كدت تركن ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تركن ... » في محلّ نصب خبر كدت. 75- (إذا لأذقناك) مثل إذا لاتّخذوك (ضعف) مفعول به ثان منصوب (الحياة) مضاف إليه مجرور وفي الكلام حذف مضاف أي: ضعف عذاب الحياة (الواو) عاطفة (ضعف الممات) مثل ضعف الحياة ومعطوف عليه (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تجد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصيرا) وهو مفعول به أوّل منصوب. وجملة: «أذقناك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: لو فعلت- أو ركنت- لأذقناك.. وجملة: «لا تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذقناك. 76- (الواو) عاطفة (إن كادوا ليستفزّونك من الأرض) مثل إن كادوا ليفتنونك عن الذي.. (اللام) للتعليل (يخرجوك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخرجوك) .. والمصدر المؤوّل (أن يخرجوك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يستفزّونك) . (الواو) عاطفة (إذا) بالتنوين، مثل الأول (لا) نافية (يلبثون) مثل يفتنون (خلافك) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثون) ، و (الكاف) مضاف إليه (إلّا) للحصر (قليلا) نائب عن المصدر مفعول مطلق منصوب «1» .

_ (1) أو نائب عن الظرف أي إلّا زمانا قليلا.

الصرف:

وجملة: «إن كادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كادوا الأولى. وجملة: «يستفزّونك ... » في محلّ نصب خبر كادوا. وجملة: «يلبثون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو أخرجوك لا يلبثون ... وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كادوا (الثانية) . الصرف: (خليلا) ، صفة مشبّهة من خلّه أي صادقة، وقد جاءت الصفة من غير الثلاثيّ شذوذا، وزنه فعيل. (أذقناك) ، فيه، إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أذاقناك، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الألف- عين الفعل- لأنه معتلّ أجوف، وزنه أفلناك. البلاغة 1- المبالغة في تقليل الكيدودة: في قوله تعالى: «وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ» . في هذه الآية الكريمة يوجد مبالغة في تقليل الكيدودة، لأن مجرد الملاينة التي تقتضيها السياسة واستماله القوم، أخذت على النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) لأن الذنب يعظم بحسب فاعله، على ما ورد من أن «حسنات الأبرار سيئات المقربين» . 2- الحذف: في قوله تعالى: «لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ» . أصل الكلام: لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات. ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهو الضعف. ثم أضيفت الصفة إضافة الموصوف فقيل: ضعف الحياة، وضعف الممات، كما لو قيل: لأذقناك أليم الحياة وأليم الممات.

الفوائد

الفوائد 1- موقف الرسول من ثقيف. حدثنا التاريخ أن ثقيفا طلبت إلى الرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ أن يخصها بأمور تفخر بها على العرب، منها قولهم أن لا نعشر ولا نحشر ولا نجبّي في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا علينا فهو موضوع عنا وأن تمتعنا باللات سنة، حتى نأخذ ما يهدى لها فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا، وأن تحرم وادينا كما حرمت مكة، فإن قالت العرب: لم فعلت ذلك، فقل: إن الله أمرني به. وجاؤوا بكتابهم، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لثقيف، لا يعشرون ولا يحشرون فقالوا: ولا يحبّون. فسكت رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/. ثم قالوا للكاتب: اكتب لا يحبّون، والكاتب ينظر إلى رسول الله، فقام عمر بن الخطاب فسلّ سيفه فقال: أسعرتم قلب نبينا- يا معشر ثقيف- أسعر الله قلوبكم نارا، فقالوا: لسنا نكلم إياك، وإنما نكلم محمدا. فكان ذلك سببا لنزول الآيات المذكورة. وطبعا: لا نعشر: أي لا يؤخذ منا عشر أموالنا. ولا نحشر: أي لا نساق للجهاد. ولا نجبّي في صلاتنا: أي لا يركعون ولا يسجدون. وفي رواية، أنهم طلبوا إعفاءهم من الصلاة. وقد أجابهم الرسول إلى الطلبين الأولين، ولكن قال: لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود، أو كما قال. ومن الطبعي أن هذه الآيات قد ألغت الاتفاق الذي حاولت ثقيف أن تمليه على رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/ وحددت موقف الإسلام منهم ومن أمثالهم. وبعد، لا بد أن نتناول في البحث الفعل كاد فقد تكرر في هذه الآيات عدة مرات. ولابن هشام كلام ممتع عن هذا الفعل، يردّ فيه على بعض النحاة والمعربين بعض ما اشتهروا به، والذي منه: قولهم: إن «كاد» إثباتها نفي ونفيها إثبات، فإذا قيل: كاد يفعل، معناه انه لم يفعل. وإذا قيل: لم يكد يفعل، فمعناه أنه فعل. وقد ذهب إلى مثل ذلك المعمري في كلام نحن بغنى عن سرده، مخافة الإطالة. والصواب أن

[سورة الإسراء (17) : آية 77]

حكمها حكم سائر الأفعال، في أن نفيها نفي، وإثباتها إثبات بدليل أن معناها المقاربة، «فمعنى كاد يفعل» أي قارب من الفعل، ومعنى «ما كاد يفعل» أي ما قارب الفعل. مثال ذلك «إذا أخرج يده لم يكد يراها» . فتأمل وتبصّر، ألهمك الله الرشد..! [سورة الإسراء (17) : آية 77] سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً (77) الإعراب: (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير: سنّنا ذلك سنّة «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (قبلك) ظرف زمان متعلّق ب (أرسلنا) ، و (الكاف) مضاف إليه (من رسلنا) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول أرسلنا المحذوف أي أرسلناه من رسلنا (الواو) عاطفة (لا تجد.. تحويلا) مثل لا تجد.. نصيرا «2» ، (لسنّتنا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (نا) مضاف إليه. جملة: «قد أرسلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنّنا المقدّرة.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره اتّبع.. وأجاز الفرّاء نصبه على نزع الخافض أي: كسنّة الله فيمن قد أرسلنا، والجارّ متعلّق ب (يستفزّونك) أو ب (لا يلبثون) في السابقة. (2) في الآية (75) من هذه السورة.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 78 إلى 81]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 78 الى 81] أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (79) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (80) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (81) الإعراب: (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الصلاة) مفعول به منصوب (لدلوك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقم) «1» ، (الشمس) مضاف إليه مجرور (إلى غسق) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقم) «2» ، (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (قرآن) معطوف على الصلاة منصوب «3» ، (الفجر) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف توكيد ونصب (قرآن) اسم إنّ منصوب (الفجر) مضاف إليه مجرور (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مشهودا) خبر كان منصوب. جملة: «أقم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هذه اللام بمعنى بعد أي بعد دلوك الشمس كقولهم كتبته لثلاث خلون، وقد تكون للتعليل أي لأجل دلوك الشمس أو بسبب دلوك الشمس. (2) يجوز أن يكون حالا من الصلاة أي مستمرّة.. (3) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره أقم أو الزم، والعطف حينئذ يكون من عطف الجمل. [.....]

وجملة: «إنّ قرآن الفجر ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان مشهودا» في محلّ رفع خبر إنّ. 79- (الواو) عاطفة (من الليل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره اسهر من الليل «1» ، (الفاء) عاطفة (تهجّد) مثل (أقم) (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تهجّد) والضمير يعود على القرآن «2» (نافلة) حال منصوبة من المفعول المحذوف أي فصلّ التهجّد حال كونه نافلة «3» ، (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نافلة) (عسى) فعل ماض تام (أن) حرف مصدريّ ونصب (يبعثك) مضارع منصوب.. و (الكاف) ضمير مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (مقاما) حال منصوبة بتقدير مضاف أي ذا مقام «4» ، (محمودا) نعت ل (مقاما) منصوبا.. والمصدر المؤوّل (أن يبعثك..) في محلّ رفع فاعل عسى. وجملة: « (اسهر) من الليل» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.. وجملة: «تهجّد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (اسهر) . وجملة: «عسى أن يبعثك» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل-. وجملة: «يبعثك ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) (من) هنا إمّا تبعيضيّة أي بعضا من الليل وإمّا بمعنى (في) أي اسهر في الليل أو قم في الليل. (2) أي فصلّ بالقرآن التهجّد، فالتهجّد بمعنى الصلاة.. أو يعود الضمير على الليل أي فاسهر بالليل. (3) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنّه بمعناه أي فتنفّل به نافلة، وإذا فسّر التهجّد بالصلاة كان (نافلة) مفعولا به. (4) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي تقوم مقاما، ويجوز أن يكون ظرفا متعلّقا ب (يبعثك) .

80- (الواو) عاطفة (قل) مثل أقم (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (أدخلني) فعل أمر، و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت ومفعول أدخلني الثاني محذوف تقديره المدينة (مدخل) مفعول مطلق منصوب (صدق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أخرجني مخرج صدق) مثل نظيرها المتقدّمة (الواو) عاطفة (اجعل) مثل أدخل (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من لدنك) جارّ ومجرور متعلّق بالمفعول الثاني.. و (الكاف) مضاف اليه (سلطانا) مفعول به أوّل منصوب (نصيرا) نعت ل (سلطانا) منصوب. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تهجّد. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أخرجني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدخلني. وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدخلني. 81- (الواو) عاطفة (قل) مثل السابق (جاء) فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (زهق الباطل) مثل جاء الحقّ (إنّ الباطل كان زهوقا) مثل إنّ قرآن الفجر كان مشهودا. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) . وجملة: «جاء الحقّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «زهق الباطل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاء الحقّ. وجملة: «إنّ الباطل كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان زهوقا» في محلّ رفع خبر إنّ.

الصرف:

الصرف: (دلوك) ، مصدر فعل دلكت الشمس دلوكا باب نصر أي زالت عن الاستواء أو مالت إلى الغروب، وهو مشتقّ عند الزمخشريّ من الدلك، لأنّ الإنسان يدلك عينيه عند النظر إلى الشمس، وزنه فعول بضمّ الفاء. (غسق) مصدر الفعل الثلاثيّ غسق يغسق الليل باب ضرب أي اشتدّت ظلمته، وزنه فعل بفتحتين. (نافلة) ، اسم للصلاة الزائدة على الفريضة على وزن فاعلة. (مقاما) ، قد يراد به المصدر الميميّ من قام الثلاثيّ، وقد يراد به اسم المكان.. انظر الآية (125) البقرة. (محمودا) اسم مفعول من حمد الثلاثيّ على وزن مفعول. (مدخل) مصدر ميميّ من الرباعيّ أدخل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (مخرج) مصدر ميميّ من الرباعيّ أخرج، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (زهوقا) ، صفة مشبهة من الثلاثيّ زهق يزهق باب فتح بمعنى اضمحلّ وزال، ويجوز أن يكون مبالغة اسم الفاعل، وزنه فعول بفتح الفاء. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ» . أطلق الجزء على الكل. أي قراءة الفجر، والمراد بها الصلاة، لأن القراءة جزء منها، فالعلاقة الجزئية.

الفوائد

2- الإظهار في مقام الإضمار: في قوله تعالى: «إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» بعد قوله: «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ» . فقد حصل الإظهار في مقام الإضمار، ولم يقل سبحانه إنه، لمزيد الاهتمام والعناية. 3- المقابلة اللطيفة: في قوله تعالى: «أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ» و «أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ» وبين «جاءَ الْحَقُّ» «وَزَهَقَ الْباطِلُ» . 4- في التذييل: في قوله تعالى: «وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً» . وهذا الفن هو: أن يذيل الناظم والناثر كلامه، بعد تمامه وحسن السكوت عليه، بجملة تحقيق ما قبلها من الكلام، وتزيده توكيدا، وتجري فيه مجرى المثل، لزيادة التحقيق. وهذه الآية من أعظم الشواهد عليه، فالجملة الأخيرة هي التذييل الذي خرج مخرج المثل السائر. الفوائد 1- اسم المكان واسم الزمان. 1- هما اسمان مصوغان لزمان وقوع الفعل أو مكانه: 2- يصاغان من الثلاثيّ، الذي مضارعه مضموم العين أو مفتوحها، على وزن «مفعل» ، وكذلك إذا كان الفعل معتل اللام نحو مرمى ومسعى.

3- ويصاغان من الثلاثي، إذا كان مكسور العين، أو مثالا، على وزن «مفعل» نحو مجلس وموعد وميسر. 4- يستثني من مضموم العين أحد عشر لفظا، جاءت بالكسر، وهي: منسك ومطلع ومشرق ومغرب ومرفق ومفرق ومجزر ومنبت ومسقط ومسكن ومسجد. 5- يصاغان من غير الثلاثي على وزن اسم المفعول مثل: مدخل ومخرج ومنطلق ومستودع، كما لاحظنا ذلك في الآية التي نحن بصددها. ملاحظة: إذن صيغة الزمان والمكان والمصدر الميمي واسم المفعول من غير الثلاثي على وزن واحد، وكذلك في بعض أوزان الثلاثي، والتفريق بالقرينة. 6- يصاغ بكثرة، من الاسم الجامد، اسم مكان على «مفعلة» ، للدلالة على كثرة الشيء في المكان نحو «مأسدة» و «مسبعة» و «مقثأة» ، للموضع الذي تكثر فيه الأسود أو السباع أو القثاء. ومع كثرة وروده ليس قياسيا، وانما أكثره سماعي. ملاحظة: كما رأينا قد تلحق اسمي الزمان والمكان تاء مربوطة، نحو مقبرة ومطبعة ومدرسة. وكل ذلك سماعي لا قياس عليه. 2- إذا فتحنا مغني اللبيب نجد أن «اللام» الجارة لها اثنان وعشرون معنى، نذكرها لك دون التمثيل تحاشي الإطالة: الملك، شبه الملك، التعدية، التعليل، التوكيد، وهي المعترضة والمقحمة، ولام المستغاث، ثم تقوية العامل وموافقة إلى، ولام القسم، ولام التعجب، ولام الصيرورة والتعدية، والاستعلاء، وموافقة في، وموافقة عند، وموافقة من، ولام التبليغ، وموافقة عن، والتمليك، والتعليل، والداخلة على المضارع، ولام توكيد النفي، ولام التبيين وهي ثلاثة أقسام: لتبيين المفعول، وتبيين الفاعلية الملتبسة لمفعولين، وبالعكس.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 82 إلى 83]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 82 الى 83] وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (82) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (83) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ننزّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (من القرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (ننزّل) «1» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شفاء) خبر مرفوع (رحمة) معطوف على شفاء مرفوع (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (شفاء ورحمة) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (يزيد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الظالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إلّا) للحصر (خسارا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «ننزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو شفاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يزيد ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 83- (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (أعرض) ، (أنعمنا) فعل ماض وفاعله (على الإنسان) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنعمنا) ، (أعرض) فعل ماض، والفاعل هو (الواو) عاطفة (نأى) مثل أعرض، والفتح مقدّر على الألف (بجانبه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نأى) ،

_ (1) (من) هنا لابتداء الغاية أو تبعيضيّة.. وقد تكون بيانيّة فتتعلّق بحال من (ما) . وأبو حيّان لا يجيز ذلك لأنّ (من) البيانيّة لا تتقدّم على ما تبيّنه.

الصرف:

و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إذا) مثل الأول (مسّه) فعل ماض.. و (الهاء) ضمير مفعول به (الشرّ) فاعل مرفوع (كان يئوسا) مثل كان مشهودا «1» . وجملة: «أنعمنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نأى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط. وجملة: «مسّه الشرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كان يئوسا» لا محلّ لها جواب الشرط الثاني. الصرف: (خسارا) ، مصدر سماعيّ لفعل خسر الثلاثيّ باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء.. وثمّة مصادر أخرى للفعل هي خسر بفتح فسكون أو فتح، وخسر بضمّتين أو ضمّ فسكون، وخسارة بفتح الخاء، وخسران بضمّ الخاء. (نأى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نأي- بياء في آخره- لأنّ المصدر النأي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعل. البلاغة - إسناد الخير إلى الله والشر لغيره: في قوله تعالى: «أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ.. وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ» لتعليم الأدب مع الله تعالى.

_ (1) في الآية (78) من هذه السورة.

[سورة الإسراء (17) : آية 84]

[سورة الإسراء (17) : آية 84] قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (84) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (يعمل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (على شاكلته) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعمل) ، و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ربّكم) مبتدأ مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (هو أهدى) مثل هو شفاء «2» ، وعلامة الرفع في أهدى الضمّة المقدّرة على الألف (سبيلا) تمييز منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلّ يعمل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعمل» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) . وجملة: «ربّكم أعلم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «هو أهدى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (شاكلة) ، مؤنّث شاكل، اسم بمعنى المثل والنظير، وزنه فاعلة.

_ (1) الذي سوّغ البدء بالنكرة كون (كلّ) يدلّ على عموم، ثمّ هو على تأويل مضاف أي كلّ امرئ. (2) في الآية (82) من هذه السورة.

[سورة الإسراء (17) : آية 85]

[سورة الإسراء (17) : آية 85] وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يسألونك) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (الكاف) ضمير مفعول به (عن الروح) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألونك) ، (قل) كالسابق «1» ، (الروح) مبتدأ مرفوع (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (ربّي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة «2» ، (ما) نافية (أوتيتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (تم) ضمير نائب الفاعل (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتيتم) «3» (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول به منصوب. جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قلّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الروح من أمر ربّي» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أوتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . الصرف: (الروح) ، اسم لما يحلّ في البدن إشعارا بحياته، وقال بعض المفسّرين إنّه جبريل..

_ (1) في الآية السابقة (84) . (2) أو عاطفة إذا كان الكلام بعدها من تمام قول الرسول الكريم وهو اختيار الجمل. (3) لا يتعلّق الجارّ بمحذوف حال من (قليلا) لوجود (إلّا) حيث لا يعمل ما بعدها في ما قبلها.. (4) أو معطوفة على جملة مقول القول في محلّ نصب.

الفوائد

الفوائد - تعنّت اليهود وتعجيزهم للرسل: روى البخاري ومسلم والترمذي، عن عبد الله قال: بينا أنا مع النبي/ صلّى الله عليه وسلّم/ في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مرّ به اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح. فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم لا يستقبلنكم بشيء تكرهونه، فقالوا: سلوه، فسألوه عن الروح، فأمسك النبي/ صلّى الله عليه وسلّم/ فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي.. إلخ. وقد اختلف الناس في الروح المسؤول عنه.. فذهبوا بذلك مذاهب. الذي نرتاح إليه ما ذهب إليه أهل التأويل: أنهم سألوه عن الروح الذي يكون به حياة الجسد وقال أهل النظر منهم: انما سألوه عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان، وكيفيّة امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به. وهذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل، وهكذا ليعرف الإنسان عجزه عن معرفة حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وحكمة ذلك، تعجيز العقل عن معرفة مخلوق مجاور له، دلالة على أنه عن معرفة خالقه أعجز.. [سورة الإسراء (17) : الآيات 86 الى 87] وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (86) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (87) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (شئنا) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل

الشرط.. و (نا) ضمير فاعل (اللام) لام القسم (نذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) للتوكيد، والفاعل نحن للتعظيم (الباء) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفعل نذهبنّ (أوحينا) مثل شئنا لا محلّ له (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحينا) ، (ثمّ) حرف عطف (لا تجد.. وكيلا) مثل نظيرها «1» ، والجارّ والمجرور (به) متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الجارّ (لك) وهو المفعول الثاني. وجملة: «شئنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على استئناف سابق-. وجملة: «نذهبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم. 87- (إلّا) أداة استثناء (رحمة) منصوبة على الاستثناء المنقطع «2» ، (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (رحمة) «3» ، و (الكاف) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (فضله) اسم إنّ منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كبيرا) وهو خبر كان منصوب.

_ (1) في الآية (75) من هذه السورة. (2) أو المتّصل لأنّ الرحمة من جنس الوكيل على رأي بعض المفسّرين.. وهو عند العكبريّ مفعول لأجله بعد إلّا التي للاستدراك أي لكن حفظناه للرحمة، كما يجوز عنده أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف والتقدير لكن رحمناك رحمة. [.....] (3) أو متعلّق بمحذوف نعت لرحمة.

[سورة الإسراء (17) : آية 88]

وجملة: «إنّ فضله كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان عليك كبيرا» في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الإسراء (17) : آية 88] قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لئن) مثل السابق «1» ، (اجتمعت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث وحرّكت بالكسر لالتقاء الساكنين (الإنس) فاعل مرفوع (الجنّ) معطوف على الإنس بالواو مرفوع (على) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتوا) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان- مجرور (لا) نافية (يأتون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (بمثله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتون) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.. والمصدر المؤوّل (أن يأتوا ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (اجتمعت) . (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (بعضهم) اسم كان مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (لبعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (ظهيرا) وهو خبر كان منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (86) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إن اجتمعت الإنس ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا يأتون ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «كان بعضهم ... » في محلّ نصب حال. الصرف: (ظهيرا) ، صفة مشبّهة من فعل ظهر الثلاثيّ بمعنى أعان، وزنه فعيل. الفوائد - اجتماع واو العطف و «لو» الشرطية: عند ما يتقدم حرف العطف «الواو» قبل «لو» يكون عاطفا على مقدر، ويكون حذف المعطوف عليه مطردا لدلالة المعطوف دلالة واضحة عليه. ففي قوله تعالى: «وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» فالعطف هنا على مقدّر أي لا يأتون بمثله. [سورة الإسراء (17) : آية 89] وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (89) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (صرّفنا) فعل ماض وفاعله (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (صرّفنا) ، (في) حرف جرّ (هذا القرآن) مثل السابقة «1» متعلّق ب (صرّفنا) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمفعول صرّفنا أي صرّفنا عبرة من كلّ مثل- أو مثلا

_ (1) في الآية (88) السابقة.

الصرف:

من كل مثل (مثل) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أكثر) فاعل مرفوع (الناس) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر «1» ، (كفورا) مفعول به منصوب. جملة: «صرّفنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أبى أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (كفورا) ، مصدر سماعيّ لفعل كفر الثلاثيّ، وزنه فعول بضمّ الفاء. [سورة الإسراء (17) : الآيات 90 الى 93] وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (93) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض وفاعله (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل نحن (اللام) حرف جرّ و (الكاف)

_ (1) في الفعل المتقدّم (أبى) معنى النفي أي لم يرضوا الّا كفورا.

ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤمن) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تفجّر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل أنت (لنا) مثل لك متعلّق ب (تفجّر) ، (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفجّر) «1» ، (ينبوعا) مفعول به منصوب.. والمصدر المؤوّل (أن تفجّر..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «لن نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تفجّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 91- (أو) حرف عطف (تكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تفجّر) ، (لك) مثل الأول متعلّق بخبر تكون، (جنّة) اسم تكون مرفوع (من نخيل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لجنّة (عنب) معطوف على نخيل بالواو (الفاء) عاطفة (تفجّر) مثل تفجر معطوف على (تكون) ، (الأنهار) مفعول به منصوب (خلالها) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تفجّر) و (ها) مضاف إليه (تفجيرا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «تكون لك جنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفجر. وجملة: «تفجّر» لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون. 92- (أو تسقط السماء) مثل تفجّر الأنهار (الكاف) حرف جرّ «3» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي إسقاطا كالذي

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من (ينبوعا) . (2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة أبى أكثر الناس السابقة. (3) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي إسقاطا مثل الذي زعمته.

زعمته (زعمت) فعل ماض وفاعله، والعائد محذوف (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تسقط) ، (كسفا) حال منصوبة على حذف مضاف أي ذات كسف (أو تأتي) مثل أو تسقط (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأتي) ، (الملائكة) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور (قبيلا) حال منصوبة من لفظ الجلالة والملائكة «1» . وجملة: «تسقط ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون.. وجملة: «زعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تأتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تسقط. 93- (أو يكون لك بيت من زخرف) مثل أو تكون لك جنّة.. (أو ترقى) مثل أو تسقط، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (ترقى) ، (الواو) عاطفة (لن نؤمن.. علينا كتابا) مثل لن نؤمن ... ينبوعا (نقرؤه) مضارع مرفوع.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل نحن. والمصدر المؤوّل (أن تنزّل..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن) . (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (ربّي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (هل) حرف استفهام للنفي (كنت) فعل ماض ناقص واسمه (إلّا) أداة حصر (بشرا) خبر منصوب (رسولا) نعت ل (بشرا) منصوب «2» .

_ (1) أو من الملائكة فقط إذا كان جمع قبيلة.. وصحّ ذلك على تأويل مشتقّ أي مجتمعين. (2) يجوز أن يكون هو الخبر ويكون (بشرا) حينئذ حالا من (رسولا) .

الصرف:

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (أسبّح) سبحان» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «هل كنت إلّا ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (ينبوعا) ، اسم جامد بمعنى عين الماء، وزنه يفعول كيعقوب من عبّ الماء إذا زخر وكثر موجه (تفجيرا) ، مصدر قياسيّ لفعل فجّر الرباعيّ، وزنه تفعيل. (كسفا) ، جمع كسفة بمعنى قطعة من كسفت الثوب أي قطعته وزنه فعلة بكسر الفاء. (قبيلا) ، إمّا صفّة مشبّهة بمعنى مقابل وزنه فعيل، وإمّا جمع قبيلة اسم جامد. (ترقى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ترقي بالياء في آخره تحركت بعد فتح قلبت ألفا «1» . الفوائد - حجاج قريش: حفظ لنا التاريخ أن رجال قريش، مثل عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبي سفيان والنضر بن الحارث، وأبي جهل وعبد الله بن أمية، وأمية بن خلف وأبي البختري، والوليد بن المغيرة وغيرهم، لما عجزوا عن معارضة القرآن، ولم يرضوا به معجزة، اجتمعوا- فيما ذكر ابن إسحاق وغيره- بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد/ صلّى الله عليه وسلّم/ فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه: أن أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليكلمونك فأتهم.

_ (1) (رقيّك) ، مصدر سماعيّ للثلاثي رقي وزنه فعول بضمتين، فيه إعلال بالقلب اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت ثم كسر ما قبل الياء للمناسبة.

فجاءهم رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/ وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه بدو، وكان حريصا، يحب رشدهم، ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم. فقالوا له: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وشتمت الآلهة، وسفّهت الأحلام، وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح الا قد جئته فيما بيننا وبينك. أو كما قالوا له، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا، فنحن نسوّدك علينا وان كنت تريد به ملكا، ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه، قد غلب عليك- وكانوا يسمون التابع من الجن رئيا- فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطلب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك. فقال لهم رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/: ما بي ما تقولون. ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم، فان تقبلوا مني ما جئتكم به، فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ، أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم، أو كما قال/ صلّى الله عليه وسلّم/ قالوا: يا محمد، فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا، ولا أقل ماء، ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسيّر عنا هذه الجبال التي ضيّقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليخرق لنا فيها أنهارا كأنهار الشام، وليبعث لنا ما مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا قصيّ بن كلاب، فإنه كان شيخا صدوقا فنسألهم عما تقول، أحق هو أم باطل، فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك، وعرفنا به منزلتك من الله تعالى، وأنه بعثك رسولا كما تقول، فقال لهم/ صلّى الله عليه وسلّم/ ما بهذا بعثت إليكم، إنما جئتكم من الله تعالى بما بعثني به، وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك،

[سورة الإسراء (17) : الآيات 94 إلى 96]

سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول، ويراجعنا عنك، واسأله، فليجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة، يغنيك بها عما نراك تبغي، فإنك تقوم بالأسواق، وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك، إن كنت رسولا كما تزعم، فقال لهم/ صلّى الله عليه وسلّم/ ما أنا بفاعل، وما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت بهذا إليكم، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فأسقط علينا كسفا من السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل، فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل، فقال رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/: ذلك إلى الله عز وجل، إن شاء أن يفعله بكم فعل. قالوا يا محمد: أفما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك، ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيعلمك بما تراجعنا به، ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به؟ انما بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل من اليمامة، يقال له الرحمن، وإنا والله لن نؤمن بالرحمن أبدا، فإنا أعذرنا إليك يا محمد، وانا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلك أو تهلكنا. فلما قالوا ذلك: قام عنهم رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/ وانصرف حزينا آسفا إلى أهله، لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه. فنزل من القرآن ما نزل بحق هؤلاء المعاندين الظالمين المشركين. [سورة الإسراء (17) : الآيات 94 الى 96] وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاَّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً (94) قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً (95) قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (96)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (منع) فعل ماض (الناس) مفعول به مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤمنوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يؤمنوا) ، (جاءهم) مثل منع.. و (هم) ضمير مفعول به (الهدى) فاعل جاء مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام التعجبّي (بعث) مثل منع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بشرا) حال من (رسولا) منصوبة (رسولا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله منع. والمصدر المؤوّل (أن قالوا..) في محلّ رفع فاعل منع. جملة: «منع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جاءهم الهدى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «أبعث الله ... » في محلّ نصب مقول القول. 95- (قل) فعل أمر والفاعل أنت (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (ملائكة) اسم كان مرفوع (يمشون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (مطمنّين) حال منصوبة من فاعل يمشون (اللام) واقعة في جواب لو (نزّلنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل) (من السماء) جارّ

ومجرور متعلّق ب (نزّلنا) ، (ملكا) حال منصوبة من (رسولا) المفعول به لفعل نزّلنا. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان في الأرض ملائكة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يمشون ... » في محلّ رفع نعت لملائكة. وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 96- (قل) مثل الأول (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (بالله) مجرور لفظا بالباء ومرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) تمييز منصوب «1» ، (بيني) ظرف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء متعلّق ب (شهيدا) .. و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينكم) معطوف على الظرف الأول ويعرب مثله، ويتعلّق بما تعلّق به وعلامة النصب الفتحة الظاهرة، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (بعباده) جارّ ومجرور متعلّق ب (خبيرا- بصيرا) .. و (الهاء) مضاف إليه (خبيرا) خبر كان منصوب (بصيرا) خبر ثان منصوب. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «كفى بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان بعباده خبيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو حال منصوبة.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 97 إلى 98]

[سورة الإسراء (17) : الآيات 97 الى 98] وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً (97) ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (98) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يهد) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (المهتد) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء- وقد حذفت من الرسم تخفيفا- (الواو) عاطفة (من يضلل) مثل من يهد، والسكون ظاهر، والفاعل هو (الفاء) مثل الأولى (لن) حرف نفي ونصب (تجد) مضارع منصوب، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمفعول ثان مقدّر (أولياء) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين لانتهائه بألف التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأولياء و (الهاء) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (نحشرهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نحشرهم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (على وجوههم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول في (نحشرهم) أي ماشين.. و (هم) ضمير مضاف إليه (عميا) حال ثانية من الضمير منصوبة

(الواو) عاطفة (بكما) معطوف على (عميا) وكذلك (صمّا) ، (مأواهم) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر المبتدأ مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (كلّما) ظرف مبنيّ متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (زدناهم) ، (خبت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (زدناهم) فعل ماض وفاعله، و (هم) ضمير مفعول به أوّل (سعيرا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «يهد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو المهتدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يضلل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لن تجد ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «نحشرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مأواهم جهنّم ... » استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «خبت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «2» . وجملة: «زدناهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 98- (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى العذاب، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (جزاؤهم) خبر مرفوع «3» .. و (هم) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أنّهم) حرف توكيد ونصب.. و (هم)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (نحشرهم) . (2) يجوز جعل (كلّ) وحده منصوبا على الظرفية وإضافته إلى المصدر المؤوّل من (ما) المصدريّة الظرفيّة والفعل أي: كلّ مدة خبو من النار زدناهم.. والظرف وما أضيف إليه حال من جهنّم. (3) أو هو بدل من المبتدأ (ذا) ، و (بأنّهم..) خبر، ويجوز أن يكون مبتدأ ثانيا خبره (بأنّهم..) والجملة خبر الأول. [.....]

الصرف:

ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّهم كفروا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالمصدر جزاؤهم.. أو بحال منه والعامل الإشارة. (الواو) عاطفة (قالوا) مثل كفروا (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ- أو الإنكاريّ- (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (عظاما) خبر كان منصوب (الواو) عاطفة (رفاتا) معطوف على (عظاما) منصوب (الهمزة) مثل الأولى (إنّا) حرف مشبّهة بالفعل.. و (نا) ضمير اسم إنّ (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو مرادفه والعامل مبعوثون أي: مبعوثون بعثا جديدا «1» ، (جديدا) نعت ل (خلقا) منصوب. وجملة: «ذلك جزاؤهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها تفسير للجواب المقدّر أي: أإذا كنّا عظاما.. نبعث من جديد. الصرف: (خبت) ، فيه إعلال بالحذف، أصله خبات، التقى ساكنان فحذف حرف العلّة، وزنه فعت.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي مخلوقين.. وانظر الآية (49) من هذه السورة.

البلاغة

البلاغة - الالتفات: في قوله تعالى: «وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» . فيه التفات من الغيبة إلى التكلم للإيذان بكمال الاعتناء بأمر الحشر. [سورة الإسراء (17) : آية 99] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً (99) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الواو) استئنافيّة (لم) حرف نفي وجزم (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (أنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (قادر) خبر مرفوع (على) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (يخلق) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مثلهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. قادر) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.. والمصدر المؤوّل (أن يخلق) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) . (الواو) عاطفة (جعل) فعل ماض، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ

[سورة الإسراء (17) : آية 100]

و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (أجلا) مفعول به منصوب (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الفاء) عاطفة (أبي) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الظالمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (إلّا) للحصر (كفورا) مفعول به منصوب «1» . جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. وجملة: «لا ريب» في محلّ نصب نعت ل (أجلا) . وجملة: «أبى الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل. [سورة الإسراء (17) : آية 100] قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (100) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لو) حرف شرط غير جازم (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده «2» ، (تملكون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (خزائن) مفعول به منصوب (رحمة) مضاف إليه مجرور (ربّي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (إذا) - بالتنوين- حرف

_ (1) انظر الآية (89) من هذه السورة. (2) أو هو اسم ل (كان) مقدّرا بعد لو.. وجملة تملكون هي خبر كان في محلّ نصب.

الصرف:

جواب (اللام) واقعة في جواب لو (أمسكتم) فعل ماض وفاعله (خشية) مفعول لأجله منصوب (الإنفاق) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (الإنسان) اسم كان مرفوع (قتورا) خبر كان منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (تملكون) المقدّرة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تملكون الظاهرة» لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أمسكتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كان الإنسان قتورا» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. الصرف: (قتورا) ، صفة مشبّهة من (قتر) الثلاثيّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعول بفتح الفاء. الفوائد 1- يرى النحاة، أن الشرط لا يتعلق الا بالأفعال، لأن الفعل يتصف بالحدوث، ولذلك يتعلق الشرط على وقوع الحدث أما الاسم، فهو ثابت ومجرد عن معنى الحدوث. لذلك رأوا أنه إذا دخل اسم الشرط أو حرفه على الاسم، فنحن بحاجة أن نقدر فعلا محذوفا يقع بين أداة الشرط والاسم المباشر لها. وقد ورد عن بعضهم قوله: «لو ذات سوار لطمتني» والتقدير «لو لطمتني ذات سوار» . 2- بعض المتأخرين من النحاة، رأى أن يعامل «إذا» عند ما تنون معاملة «إذ» عند ما تنون أيضا. وكلا التنوينين في «إذا» و «إذ» هو تنوين العوض وهو عوض عن جملة محذوفة، حلّ التنوين محلها، وتفهم من سياق الكلام.

[سورة الإسراء (17) : الآيات 101 إلى 104]

وأتبعوا كلامهم هذا بأن «إذا» المنونة ليست الناصبة للفعل المضارع، لأنها تدخل على الفعل الماضي، كما تدخل على الاسم. وممن رأى هذا الرأي أبو حيان والزركشي وغيرهما وليس ذلك ببعيد. [سورة الإسراء (17) : الآيات 101 الى 104] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (101) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً (102) فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (103) وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً (104) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (آتينا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (تسع) مفعول به ثان منصوب (آيات) مضاف إليه مجرور (بيّنات) نعت ل (تسع) منصوب «1» ، وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اسأل) فعل أمر، والفاعل أنت «2» ، (بني) مفعول به

_ (1) أو نعت لآيات مجرور. (2) والخطاب للرسول عليه السلام وهو اختيار ابن كثير.. ويجيز السيوطي أن يكون الخطاب لموسى عليه السلام أيضا بحسب اختلاف التفسير.

منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف «1» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (آتينا) «2» ، (جاءهم) فعل ماض.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي موسى (الفاء) عاطفة (قال) مثل جاء (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (فرعون) فاعل مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (إنّي) حرف مشبّهة بالفعل.. و (الياء) في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (أظنّك) فعل مضارع مرفوع.. و (الكاف) ضمير مفعول به والفاعل أنا (يا) أداة نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (مسحورا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اسأل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا جاءك بنو إسرائيل فاسألهم عن الآيات التسع.. «3» وجملة الشرط والجواب لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال له فرعون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءهم. وجملة: «إنّي لأظنّك ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) والمفعول الثاني محذوف أي اسألهم يا محمّد عنها سؤال إقرار لأخذ الحجّة عليهم. (2) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره قلنا له- أي موسى- اسأل فرعون بني إسرائيل- أي اطلبهم منه- إذ جاءهم- أي موسى-.. وفي الكلام التفات. وأجاز العكبريّ أن يكون اسما ظرفيّا مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر. (3) أو هي مقول القول لقول مقدّر بحسب التخريج الثاني في توجيه ضمير اسأل أي فقلنا له اسأل..

وجملة: «أظنّك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «النداء: يا موسى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 102- (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي موسى (لقد علمت) مثل لقد آتينا (ما) نافية (أنزل) مثل قال (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (إلّا) أداة حصر (ربّ) فاعل مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (بصائر) حال منصوبة والعامل مقدّر بعد إلّا «1» ، (الواو) عاطفة (إنّي لأظنّك.. مثبورا) مثل إنّي لأظنّك.. مسحورا. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «علمت» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما أنزل ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم الذي تعلّق عن العمل المباشر بالنفي. وجملة: «إنّي لأظنّك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أظنّك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «النداء: يا فرعون» لا محلّ لها اعتراضيّة. 103- (الفاء) عاطفة (أراد) مثل قال والفاعل فرعون (أن) حرف مصدريّ ونصب (يستفزّهم) مضارع منصوب.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو

_ (1) أي: أنزلها بصائر وهو مذهب الجمهور الذي لا يجيز أن يعمل ما قبل (إلّا) في ما بعدها.. وابن عطيّة والحوفيّ وأبو البقاء العكبريّ يجيزون هذا الإعمال، فبصائر حال من (هؤلاء) والعامل أنزل الظاهر.

الصرف:

(من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستفزّهم) بتضمينه معنى يخرجهم (الفاء) عاطفة (أغرقناه) مثل آتينا.. و (الهاء) مفعول به (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الهاء) مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة. والمصدر المؤوّل (أن يستفزّهم) في محلّ نصب مفعول به. وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ... وجملة: «يستفزّهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أغرقناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد. 104- (الواو) عاطفة (قلنا) مثل آتينا (من بعده) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلنا) ، و (الهاء) مضاف إليه (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلنا) ، وعلامة الجرّ الياء (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (اسكنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الأرض) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (جئنا) ، (جاء) فعل ماض مبنيّ (وعد) فاعل مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (جئنا) مثل آتينا (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جئنا) ، (لفيفا) حال منصوبة من الضمير المجرور في (بكم) أي مجتمعين. وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقناه. وجملة: «اسكنوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاء وعد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جئنا بكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (مثبورا) ، اسم مفعول من (ثبر) الثلاثيّ، وزنه مفعول.

الفوائد

(لفيفا) ، اسم جمع بمعنى الجمع العظيم من أخلاط شتّى، وزنه فعيل، أو هو مصدر لفّ يلفّ باب نصر أي ضمّ بعضه إلى بعض. الفوائد - لقد اختلف في هذه الآيات التسع: وأهم ما يستفاد من هذا الخلاف رأيان أحدهما أن يهوديين أتيا محمدا/ صلّى الله عليه وسلّم/ فسألاه عن قوله تعالى: «وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ» فقال رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى السلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفرقوا من الزحف. ثم قال: وعليكم يا معشر اليهود خاصة ألا تعدوا يوم السبت، فقبّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبي....!» وثانيهما عن ابن عباس والضحاك أن الآيات التسع هي: العصا واليد واللسان والبحر والطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم، آيات مفصلات.. وثمة خلافات جزئية، حول بعض الآيات، نتجاوزها خشية الاطناب والتطويل، وبين أيديكم كتب التفسير، ففيها لكل مجتهد نصيب. [سورة الإسراء (17) : الآيات 105 الى 106] وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً (106) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الهاء

في (أنزلناه) «1» أو من الفاعل (أنزلناه) فعل ماض وفاعله.. و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (بالحقّ) مثل الأول «2» ، (نزل) فعل ماض، والفاعل هو أي القرآن (الواو) عاطفة (ما) نافية (أرسلناك) مثل أنزلناه (إلّا) أداة حصر (مبشّرا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (نذيرا) معطوف على (مبشّرا) بالواو منصوب. جملة: «أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نزل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أرسلناك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 106- (الواو) عاطفة (قرآنا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده «3» ، (فرقناه) مثل أنزلناه (اللام) للتعليل (تقرأه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. و (الهاء) ضمير مفعول به والفاعل أنت (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقرأه) ، (على مكث) جارّ ومجرور حال من فاعل تقرأ أي متمهّلا. والمصدر المؤوّل (أن تقرأه..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (فرقناه) . (الواو) واو الحال (نزّلناه) مثل أنزلناه (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: « (فرقنا) قرآنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه. وجملة: «فرقناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «تقرأه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أي أنزلناه ملتبسا بالحق.. أو ملتبسين أي ومعنا الحقّ، ويجوز أن يكون متعلّقا ب (أنزلناه) أي بسبب إقامة الحقّ. (2) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره آتيناك، يدل عليه قوله: ولقد آتينا موسى.. وجملة فرقناه نعت ل (قرآنا) . (3) ولا يكون حالا إلّا من ضمير القرآن وحده.

الصرف:

وجملة: «نزّلناه ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . الصرف: (مكث) ، مصدر سماعيّ لفعل مكث الثلاثيّ باب نصر وهو التطاول في المدّة، وزنه فعل بضمّ فسكون وقد يأتي بفتح وقد قرئ به، وبكسر ولم يقرأ به. (تنزيلا) ، مصدر قياسيّ لفعل نزّل الرباعيّ، وزنه تفعيل. البلاغة 1- الذكر أو التصريح: في قوله تعالى: «وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ» . فلو ترك الإظهار وعدل عنه إلى الإضمار، كما يقتضي السياق، فقال: وبالحق أنزلناه وبه نزل، لم يكن فيه من الفخيمة ما فيه الآن. ويسميه بعضهم بالتصريح. 2- فن الاستطراد: في قوله تعالى «وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ» . عود إلى شرح حال القرآن الكريم، فهو مرتبط بقوله تعالى «لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ» الآية. وهكذا طريقة العرب في كلامها، تأخذ في شيء، وتستطرد منه إلى آخر، ثم إلى آخر، ثم إلى آخر، ثم تعود إلى ما ذكرته أولا. 3- القصر: في قوله تعالى «وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً» . في الكلام قصر إضافي. والقصر هو: تخصيص شيء بشيء، بطريق مخصوص. وينقسم إلى: حقيقي وإضافي. فالحقيقي: ما كان الاختصاص فيه بحسب الواقع والحقيقة، لا بحسب الإضافة إلى شيء آخر. نحو: لا كاتب في المدينة إلا علي، إذا لم

[سورة الإسراء (17) : الآيات 107 إلى 109]

يكن فيها غيره من الكتاب والإضافي: ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معين، نحو ما علي إلا قائم أي أن له صفة القيام لا صفة القعود. [سورة الإسراء (17) : الآيات 107 الى 109] قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا) ، (أو) حرف عطف (لا) ناهية جازمة (تؤمنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (به) الثاني مقدّر (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (أوتوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (من قبله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب يخرّون (يتلى) مضارع مبنيّ للمجهول.. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتلى) ، (يخرّون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (للأذقان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرّون) بتضمينه معنى يذلّون «1» ، (سجّدا) حال منصوبة.

_ (1) أو اللام بمعنى على أي يخرّون على الوجوه.. ويجوز أن يتعلّق الجارّ ب (سجّدا) .

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا به ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تؤمنوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّ الذين أوتوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أوتوا العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يخرّون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 108- (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (يقولون) مثل يخرّون (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف، (ربّنا) مضاف إليه مجرور.. و (نا) ضمير مضاف إليه (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (وعد) اسم كان مرفوع (ربّنا) مثل الأول (اللام) هي الفارقة (مفعولا) خبر كان منصوب. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرّون «1» . وجملة: « (نسبح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «كان وعد ... » في محلّ نصب مقول القول. 109- (الواو) عاطفة (يخرّون للأذقان) مثل الأولى (يبكون) مثل يخرّون (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (يزيدهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي القرآن أو البكاء أو السجود.. (خشوعا) مفعول به ثان منصوب.

_ (1) أو هي في محلّ نصب حال من فاعل يخرّون، أي يخرّون حالة كونهم يقولون.. [.....]

الصرف:

وجملة: «يخرّون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرّون (الأولى) . وجملة: «يبكون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخرّون. وجملة: «يزيدهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يبكون «1» . الصرف: (الأذقان) ، جمع ذقن، اسم جامد للعضو المعروف وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن أذقان أفعال. (خشوعا) ، مصدر سماعيّ لفعل خشع الثلاثيّ باب فتح، وزنه فعول بضمّ الفاء. [سورة الإسراء (17) : الآيات 110 الى 111] قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (111) الإعراب: (قل ادعوا) مثل قل آمنوا «2» ، (الله) لفظ الجلالة مفعول به (أو) حرف عطف (ادعوا الرحمن) مثل ادعوا الله (أيّا) اسم شرط جازم مفعول به منصوب (ما) زائدة (تدعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (الأسماء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الحسنى) نعت للأسماء مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يبكون. (2) في الآية (107) من هذه السورة.

(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تجهر) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (بصلاتك) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجهر) ، و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تخافت) مثل لا تجهر (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تخافت) ، (الواو) عاطفة (ابتغ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (سبيلا) «1» وهو مفعول به. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادعوا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ادعوا الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ادعوا الله. وجملة: «تدعوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «له الأسماء ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تجهر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «لا تخافت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجهر. وجملة: «ابتغ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجهر. 111- (الواو) عاطفة (قل) مثل الأول (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (لم) حرف نفي وجزم (يتّخذ) مضارع مجزوم، والفاعل هو (ولدا) مفعول به ثان «2» منصوب (الواو) عاطفة (لم) مثل الأول (يكن) مضارع ناقص مجزوم (له) مثل الأول متعلّق بخبر كان (شريك) اسم كان مرفوع (في الملك) جارّ ومجرور متعلّق ب (شريك) (الواو) عاطفة (لم يكن له وليّ) مثل لم يكن له شريك (من الذلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (وليّ) ، ومن سببيّة أي من أجل الذلّ (الواو)

_ (1) أو متعلّق بحال من (سبيلا) - نعت تقدّم على المنعوت-. (2) والمفعول الأول مقدّر أي لم يتّخذ أحدا ولدا.

الصرف:

عاطفة (كبّره) فعل أمر.. و (الهاء) ضمير مفعول به والفاعل أنت (تكبيرا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل ادعوا ... وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لم يكن له شريك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لم يكن له وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كبّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.. الصرف: (ابتغ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افتع. (تكبيرا) ، مصدر قياسيّ لفعل كبّر الرباعيّ، وزنه تفعيل. الفوائد 1- أسماء الله الحسنى: أجمع الفقهاء أن لله تسعة وتسعين اسما وهي ما يلي: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الخليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الباطن الظاهر الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف، مالك

الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور. 2- حيرة قريش حيال القرآن: مما حفظ لنا التاريخ أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/ وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كل منهم مجلسا يستمع فيه دون أن يراه صاحباه، فباتوا يستمعون حتى طلع الفجر، تفرقوا فجمعهم الطريق، فتلاوموا وقال بعضهم لبعض: لا تعودا لمثلها، لو رآكم سفهاؤكم لأوقعتم في نفوسهم شيئا، ثم انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثانية، عادوا لما كانوا عليه في ليلتهم البارحة. ثم انصرفوا وتلاقوا في الطريق، فقالوا مقالتهم الأولى، حتى إذا كانت الليلة الثالثة، عادوا فاستمعوا، ثم انصرفوا، فتلاقوا فتعاتبوا، ثم تعاهدوا على أن لا يعودوا لمثلها....! فلما أصبح الأخنس، أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته، فقال له: أخبرني يا أبا حنظلة، عن رأيك فيما سمعت، فقال: يا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها، فقال الأخنس: وأنا والذي حلفت به كذلك. ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فقال له: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد، فقال: ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبيّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه.. والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه انتهت بعون الله سورة الإسراء.

سورة الكهف

سورة الكهف من الآية 1 إلى الآية 74 [سورة الكهف (18) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (1) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (5) الإعراب: (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (أنزل) فعل ماض، والفاعل هو (على عبده) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الكتاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يجعل) مضارع مجزوم، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عوجا) مفعول به أوّل منصوب.

جملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي) . وجملة: «لم يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . 2- (قيّما) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعله «2» ، منصوب (اللام) للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو، والمفعول الأول محذوف تقديره الكافرين (بأسا) مفعول به ثان منصوب (شديدا) نعت ل (بأسا) منصوب (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق بنعت ثان ل (بأسا) «3» و (الهاء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل) . (الواو) عاطفة (يبشّر) مثل ينذر معطوف عليه (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمؤمنين (يعملون) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (إنّ) حرف توكيد ونصب (لهم) مثل له متعلّق بخبر أنّ (أجرا) اسم أنّ منصوب (حسنا) نعت ل (أجرا) منصوب.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من الكتاب بعد واو الحال.. أو أن تكون اعتراضيّة بين الحال- قيّما- وصاحبها. (2) أو حال والعامل الفعل المقدّر.. أو حال مؤكّدة من الضمير في (له) ، والعامل لم يجعل.. أو حال من الكتاب، وجملة لم يجعل اعتراضيّة أو حال. (3) أو متعلّق ب (ينذر) ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في (شديدا) .

والمصدر المؤوّل (أنّ لهم أجرا..) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (يبشّر) «1» . جملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يبشّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينذر. وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . 3- 4- (ماكثين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ماكثين) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ماكثين) . (الواو) عاطفة (ينذر) مثل الأول ومعطوف عليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (اتّخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ولدا) مفعول به ثان، والأول محذوف تقديره عيسى أو عزير.. وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينذر (الأولى) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّخذ الله ... » في محلّ نصب مقول القول. 5- (ما) نافية (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (به) مثل فيه متعلّق بحال من علم (من) حرف جرّ زائد (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (لآبائهم) معطوف على الجارّ لهم ويتعلّق بما تعلّق به.. و (هم) ضمير مضاف إليه (كبرت) فعل ماض لانشاء الذمّ، و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هي (كلمة) تمييز

_ (1) أي: يبشّرهم بأن لهم أجرا.. ويجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعولا به ثانيا لفعل يبشّر بتضمينه معنى يبلّغ.

الصرف:

للضمير الفاعل، منصوب «1» ، (تخرج) مضارع مرفوع، والفاعل هي (من أفواههم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج) ، (إن) حرف نفي (يقولون) مثل يعملون (إلّا) أداة حصر (كذبا) مفعول به منصوب «2» . وجملة: «ما لهم به من علم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كبرت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تخرج ... » في محلّ نصب نعت لكلمة. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (ماكثين) ، جمع ماكث، اسم فاعل من الثلاثيّ مكث، وزنه فاعل. البلاغة 1- التكرير في قوله تعالى: «وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً» . نفي العوج عنه معناه إثبات الاستقامة له، وقد جنح إلى التكرير لفائدة وهي التأكيد، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند السبر والتصفح. 2- المطابقة فقد طابق سبحانه جل جلاله بين العوج والاستقامة، فكان رائعا لا مجال فيه لمنتقد.

_ (1) والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره: مقالتهم المذكورة. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا كذبا.

الفوائد

3- نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: «قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ» لهذا الفن تسمية أخرى وهي: عكس الظاهر. وهو أن تذكر كلاما، يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف، وهو نفي للموصوف أصلا. فاتخاذ الله ولدا في نفسه محال، فكيف قيل «ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ» . معنى ذلك: ما لهم به من علم، لأنه ليس مما يعلم لاستحالته، وانتفاء العلم بالشيء وإمّا للجهل بالطريق الموصل، وإمّا لأنه في نفسه محال لا يستقيم تعلق العلم به. فقد ورد الكلام على سبيل التهكم والاستهزاء بهم. الفوائد للمفعول لأجله خمسة شروط: أ- كونه مصدرا. ب- كونه فعله من أفعال النفس، وهو مصدر قلبي، نحو التعظيم والاحترام والإجلال والخوف والرغبة والرهبة والحياء والشفقة والعلم ونحوها. ج- كونه علة، فهو الباعث على الفعل. ء- اتحاده مع المعلّل به في الزمان. هـ- اتحاده مع المعلل به في الفاعل. فلا يصح «جئتك محبة إياي» . ومتى فقد شرط من شروطه الخمسة وجب جرّه بحرف تعليل «كاللام ومن والباء وفي» نحو: - وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ. - وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ.

[سورة الكهف (18) : الآيات 6 إلى 8]

فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل واني لتعروني لذكراك هزة ... كما انتفض العصفور بلله القطر [سورة الكهف (18) : الآيات 6 الى 8] فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (8) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لعلّك) حرف ترجّ ونصب.. و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (باخع) خبر لعلّ مرفوع (نفسك) مفعول به لاسم الفاعل باخع منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (على آثارهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (باخع) و (هم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا) ، (الحديث) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مجرور (أسفا) مفعول لأجله منصوب «1» . جملة: «لعلّك باخع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يؤمنوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه قوله لعلّك باخع.. 7- (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ

_ (1) أو مصدر في موضع الحال من الضمير في باخع.

الصرف:

(جعلنا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (على الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (زينة) مفعول به ثان منصوب «1» ، (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (زينة) (اللام) للتعليل (نبلوهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (أيّهم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع «2» ، و (هم) مضاف إليه (أحسن) خبر المبتدأ «3» مرفوع (عملا) تمييز منصوب وجملة: «إنّا جعلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «جعلنا ما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نبلوهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن نبلوهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) . وجملة: «أيّهم أحسن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للبلاء 8- (الواو) عاطفة (إنّا) مثل الأول (اللام) المزحلقة للتوكيد (جاعلون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (ما) مثل الأول (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (صعيدا) مفعول به ثان منصوب لاسم الفاعل جاعلون (جرزا) نعت ل (صعيدا) منصوب. وجملة: «إنّا لجاعلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا جعلنا. الصرف: (باخع) ، اسم فاعل من (بخع) الثلاثيّ، وزنه فاعل. (جرزا) ، اسم جامد بمعنى الأرض التي قطع نباتها، ثمّ استعمل اللفظ هنا للوصف على سبيل المجاز. يقال أرض جرز بضمتين وأرضون أجراز.

_ (1) أو حال إذا كان الفعل متعدّيا لواحد بمعنى خلقنا. (2) يجوز أن يكون موصولا مبنيّا على الضمّ في محلّ نصب بدل من الضمير في (نبلوهم) . (3) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو- وأيّ اسم موصول- والجملة لا محلّ لها صلة الموصول. [.....]

البلاغة

البلاغة - الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً» فقد مثل حاله صلّى الله عليه وآله وسلّم، في شدّة الوجد، على إعراض القوم وتوليهم عن الإيمان بالقرآن وكمال الحزن عليهم، بحال من يتوقع منه إهلاك نفسه، إثر فوت ما يحبه عند مفارقة أحبته، تأسفا على مفارقتهم، وتلهفا على مهاجرتهم. [سورة الكهف (18) : الآيات 9 الى 12] أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (10) فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (11) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (12) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (حسبت) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (أصحاب) اسم أنّ منصوب (الكهف) مضاف إليه مجرور (الرقيم) معطوف على الكهف بالواو مجرور (كانوا) فعل ماض ناقص.. و (الواو) اسم كان (من آياتنا) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (عجبا) على حذف مضاف أي من جملة آياتنا (عجبا) خبر كان منصوب، وجاء بلفظ المفرد لأنّه مصدر.

والمصدر المؤوّل (أنّ أصحاب الكهف) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسبت. جملة: «حسبت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. 10- (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (عجبا) «1» ، (أوى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الفتية) فاعل مرفوع (إلى الكهف) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوى) ، (الفاء) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (ربّنا) منادى مضاف منصوب.. و (نا) ضمير مضاف إليه (آتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (من) حرف جرّ (لدنك) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق بحال من رحمة.. و (الكاف) مضاف إليه (رحمة) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (هيّئ) مثل آت مبنيّ على السكون (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هيّئ) ، (من أمرنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (هيّئ) «2» ، و (نا) ضمير مضاف إليه (رشدا) مفعول به منصوب. وجملة: «أوى الفتية ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أوى الفتية. وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هيّئ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا.

_ (1) أو هو اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (2) ومن تبعيضيّة أو لابتداء الغاية.. ويجوز أن يتعلّق الجارّ بحال من (رشدا) .

(الفاء) عاطفة (ضربنا) فعل ماض وفاعله (على آذانهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ضربنا) بتضمينه معنى وضعنا «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (في الكهف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في آذانهم (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ضربنا) ، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (عددا) نعت لسنين بمعنى معدودة أو على حذف مضاف أي ذوات عدد وهو حينئذ مصدر «2» . وجملة: «ضربنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قالوا.. 12- (ثمّ) حرف عطف (بعثناهم) مثل ضربنا.. و (هم) ضمير مفعول به (اللام) للتعليل (نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن للتعظيم (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع (الحزبين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (أحصى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف «3» ، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (لبثوا) مثل قالوا (أمدا) مفعول به منصوب عامله أحصى. والمصدر المؤوّل (ما لبثوا ... ) في محلّ نصب على الظرفية الزمانية متعلّق بحال من (أمدا) «4» . وجملة: «بعثناهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضربنا. وجملة: «نعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) ومفعول ضربنا محذوف أي حجابا.. (2) ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي تعدّ عددا. (3) وهو اختيار أبي عليّ والزمخشريّ.. وجعله الزجّاج والتبريزي اسم تفضيل وليس بسديد لأنّ التفضيل من غير الثلاثيّ ليس قياسيّا. (4) يجوز تعليقه بفعل أحصى، ويجوز أن يكون (ما) موصولا مفعولا ل (أحصى) ، و (أمدا) تمييز واللام زائدة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن نعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (بعثناهم) . وجملة: «أيّ الحزبين أحصى ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي نعلم الذي تعلّق عمله بالاستفهام (أيّ) . وجملة: «أحصى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّ) . وجملة: «لبثوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (الكهف) ، اسم جامد لمطلق الغار، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه كهوف وأكهف. (الرقيم) ، اسم جامد للوح الذي كتبت فيه أسماء أهل الكهف، وقيل هو اسم الوادي الذي فيه أصحاب الكهف، وقيل هو اسم القرية التي خرجوا منها، وقيل هو اسم الجبل، وقيل هو الدراهم التي كانت مع أهل الكهف، وقيل هو الكلب الذي كان معهم.. وزنه فعيل وهو بمعنى مفعول إذا كان بمعنى اللوح. (رشدا) ، مصدر سماعيّ لفعل رشد يرشد باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. (عددا) ، هو صفة مشتّقة وزنه فعل بفتحتين بمعنى مفعول، أو هو مصدر لفعل عدّ الثلاثيّ بمعنى الإحصاء. (الحزبين) ، مثنّى الحزب، وهو اسم جمع لمجموعة الناس وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه أحزاب زنة أفعال. (أحصى) ، فيه إعلال بالقلب أصله أحصي- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.

البلاغة

البلاغة 1- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ» شبه الإنامة الثقيلة بضرب الحجاب على الآذان، كما تضرب الخيمة على السكان. وجوز بعضهم أن تكون من باب الاستعارة التمثيلية. 2- التعليق: في قوله تعالى «ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً» ليس المراد أن يعلم الله شيئا هو داخل في نطاق علمه، ولكنه أراد ما تعلق العلم به من ظهور الأمر لهم، ليزدادوا إيمانا واعتبارا، وليكون ذلك من الألطاف الخفية على المؤمنين في زمانهم، أو ليحدث تعلق علمنا تعلقا حاليا، أي نعلم أن الأمر واقع في الحال بعد أن علمنا قبل أنه سيقع في مستقبل الزمان. الفوائد 1- ذهب كثير من النحاة إلى أن «أحصى» فعل ماض وأمدا مفعوله: والسليقة العربية ترجح كونه اسم تفضيل، وأن أمدا تمييز، رغم أن الصناعة اللفظية على زعم بعضهم ترجح الفعل، ولكن ما اعتمدناه من رأي أيّده بعض أساطين هذه الصناعة كالزجاج والتبريزي وغيرهما. فتبصر واختر هداك الله الصواب. 2- ذهب المبرد إلى أن معنى «أي» في هذه الآية «هل هذا أم هذا» ؟ والذي قصده المبرد أن أدوات الاستفهام، إذا كانت أسماء امتنعت مما قبلها فتبصّر.

[سورة الكهف (18) : الآيات 13 إلى 15]

[سورة الكهف (18) : الآيات 13 الى 15] نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (13) وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (14) هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15) الإعراب: (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نقصّ) مضارع مرفوع والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (نبأهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل أو المفعول. (إنّهم) حرف مشبّه بالفعل.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (فتية) خبر مرفوع (آمنوا) فعل ماض وفاعله (بربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا) ، و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (زدناهم) فعل ماض وفاعله، و (هم) ضمير مفعول به أوّل (هدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. جملة: «نحن نقصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نقصّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «إنّهم فتية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع نعت لفتية.

وجملة: «زدناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.. 14- (الواو) عاطفة (ربطنا) مثل زدنا (على قلوبهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ربطنا) .. و (هم) مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ربطنا) ، (قاموا) مثل آمنوا (الفاء) عاطفة (قالوا) مثل آمنوا (ربّنا) مبتدأ مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه (ربّ) خبر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (لن) حرف نفي ونصب (ندعو) مضارع منصوب، والفاعل نحن (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (إلها) ، و (الهاء) مضاف إليه (إلها) مفعول به منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قلنا) مثل زدنا (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (شططا) مفعول به منصوب «1» . وجملة: «ربطنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «قاموا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قاموا. وجملة: «ربّنا ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لن ندعو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مبيّن حكم الجملة قبل. وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة جواب لشرط مقدّر عبّرت عنه (إذا) أي: إن دعوناه فو الله لقد قلنا شططا. 15- (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قومنا) بدل من الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (اتّخذوا) فعل ماض وفاعله (من دونه)

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا عن المصدر فهو صفته.. كما يجوز أن يكون حالا من ضمير المصدر على حذف مضاف أي قولا ذا شطط.

الصرف:

مثل الأول متعلّق بمفعول به ثان «1» ، (آلهة) مفعول به أوّل منصوب (لولا) حرف تحضيض (يأتون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من سلطان «2» ، (بسلطان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتون) ، (بيّن) نعت لسلطان مجرور (الفاء) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) ، خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم) (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «3» فهو مرادفه. وجملة: «هؤلاء قومنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الفتية. وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) . وجملة: «لولا يأتون عليهم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الفتية. وجملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الفتية. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (شططا) ، مصدر سماعيّ لفعل شطّ فلان في حكمه جار وظلم وزنه فعل بفتحتين، والفعل من باب ضرب. البلاغة - الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى: «وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ» .

_ (1) يجوز أن يتعلّق بمحذوف حال من آلهة.. أو يتعلّق ب (اتّخذوا) إذا ضمّن معنى عملوا. (2) ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف أي عبادتهم.. (3) انظر الآية (117) من سورة يونس و (18) من هود.

[سورة الكهف (18) : آية 16]

الربط هو الشد بالحبل. والمراد قوينا قلوبهم بالصبر على هجر الأوطان والفرار بالدين إلى الكهف، وجسرناهم على قول الحق والجهر به أمام الجبارين. [سورة الكهف (18) : آية 16] وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ متعلّق بفعل محذوف تقديره قال بعضهم لبعض في محلّ نصب (اعتزلتموهم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة لإشباع حركة الميم.. و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول «1» ، (يعبدون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، والعائد محذوف (إلّا) أداة استثناء (الله) لفظ الجلالة مستثنى منصوب من ما أو من العائد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائووا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (إلى الكهف) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائووا) ، (ينشر) مضارع مجزوم جواب الطلب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينشر) ، (ربّكم) فاعل مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (من رحمته) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينشر) ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يهيّئ) مضارع مجزوم معطوف على (ينشر) ، والفاعل هو (من أمركم مرفقا) مثل من أمرنا رشدا «2» ، والجارّ متعلّق ب (يهيّئ) «3» .

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل معطوف على الضمير المفعول. (2) في الآية (10) من السورة. (3) أو متعلّق بمحذوف حال من (مرفقا)

الصرف:

جملة: «اعتزلتموهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه، وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «ائووا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن اعتزلتم الكافرين وما يعبدون فأووا. وجملة: «ينشر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «1» أي: إن تأووا ينشر.. وجملة: «يهيّئ لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينشر. الصرف: (فأووا) ، فيه حذف همزة الوصل، أصله ائووا، فلمّا تقدمته الفاء حذفت همزة الوصل وأصبحت الهمزة الثانية مرسومة على ألف كأنّها في أول الكلمة. وفيه أيضا إعلال بالحذف لأنّ المضارع يأوي، والأمر المسند إلى واو الجماعة حقّه أن يكون ائويوا.. ثمّ نقلت حركة الياء إلى الواو قبلها، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه افعوا. (مرفقا) ، هو ما يرتفق به أي يتكأ عليه ويستعان به كعضو الإنسان من يده أو ما ينتفع به من طعام وشراب وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين، وهو مستعمل كاسم جامد، فإذا فتحت الميم كان مصدرا ميميّا.

_ (1) يجعل بعضهم مثل هذه الجملة استئنافا بيانيّا للأمر المتقدّم. [.....] [سورة الكهف (18) : الآيات 17 الى 18] وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ترى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (الشمس) مفعول به منصوب (إذا) ظرف للزمن المستقبل غير متضمّن معنى الشرط «1» ، في محلّ نصب متعلّق ب (ترى) ، (طلعت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (تزاور) مضارع مرفوع- حذف منه إحدى التاءين- والفاعل هي (عن كهفهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تزاور) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ذات) ظرف منصوب متعلّق ب (تزاور) ، (اليمين) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (إذا غربت تقرضهم ذات الشمال) مثل نظيرها المتقدّمة، والضمير (هم) في الفعل مفعول به (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في فجوة) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ هم (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (فجوة) (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى التزاور والقرض، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (من آيات) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ ذلك (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يهد) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) مثل هم (المهتد) خبر هو مرفوع وعلامة

_ (1) يجوز أن يكون الظرف متضمّنا معنى الشرط فيتعلّق ب (تزاور) الجواب.

الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مراعاة للفظ في الوقف (الواو) عاطفة (من يضلل) مثل من يهد، وعلامة الجزم السكون (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (تجد) مضارع منصوب، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (وليّا) مفعول به أوّل منصوب (مرشدا) نعت ل (وليّا) منصوب مثله. جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «طلعت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تزاور ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترى. وجملة: «غربت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تقرضهم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترى. وجملة: «هم في فجوة ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «ذلك من آيات الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهد الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «هو المهتدي» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يضلل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهد الله. وجملة: «لن تجد ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. 18- (الواو) عاطفة (تحسبهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (أيقاظا) مفعول به ثان منصوب (الواو) حالية (هم) ضمير مبتدأ (رقود) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (نقلّبهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (ذات اليمين) مثل الأولى في الآية السابقة متعلّق ب (نقلّبهم) ، (ذات الشمال) مثل ذات اليمين ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (كلبهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (باسط) خبر مرفوع

الصرف:

(ذراعيه) مفعول به لاسم الفاعل باسط «1» ، منصوب وعلامة النصب الياء.. و (الهاء) مضاف إليه (بالوصيد) جارّ ومجرور متعلّق ب (باسط) ، (لو) حرف شرط غير جازم (اطّلعت) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اطّلعت) ، (اللام) واقعة في جواب لو (ولّيت) مثل اطّلعت (منهم) مثل عليهم متعلّق ب (وليت) ، (فرارا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه «2» ، (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأولى (ملئت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) نائب الفاعل (منهم) مثل عليهم متعلّق ب (ملئت) ، ومن سببيّة (رعبا) تمييز منصوب «3» ، منصوب. وجملة: «تحسبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الشمس. وجملة: «هم رقود» في محلّ نصب حال. وجملة: «نقلّبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحسبهم.. وجملة: «كلبهم باسط ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحسبهم.. وجملة: «اطّلعت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ولّيت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (تزاور) ، فيه حذف إحدى التاءين، أصله تتزاور بمعنى تميل. (فجوة) ، اسم جامد بمعنى المتّسع من الكهف، وزنه فعلة بفتح فسكون، جمعه فجاء بكسر الفاء وفجوات.. كقصعة وقصاع وقصعات. (مرشدا) ، اسم فاعل من الرباعيّ أرشد، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

_ (1) وهو، وإن كان ماضيا، في حكم الحال فهو محكيّ، أي كلبهم يبسط ذراعيه. (2) أو هو مصدر في موضع الحال المؤكّدة من فاعل ولّيت.. أو مفعول لأجله. (3) أو مفعول به، وكان مفعولا ثانيا للمعلوم،

البلاغة

(أيقاظا) ، جمع يقظ صفة مشبّهة من فعل يقظ ييقظ باب فرح وزنه فعل بفتح فكسر، ووزن أيقاظ أفعال. (رقود) ، جمع راقد، اسم فاعل من رقد الثلاثيّ، وزنه فاعل، ووزن رقود فعول بضمّ الفاء. (كلبهم) ، اسم جامد للحيوان المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه كلاب بكسر الكاف وأكلب بضمّ اللام وجمع الجمع أكالب بكسر اللام وكلابات. (ذراعيه) ، مثنّى ذراع، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء. (الوصيد) ، اسم للفناء أو عتبة الباب، وقيل هو التراب، وزنه فعيل. (اطّلعت) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الطاء، وزنه افتعلت وأصله اطتلعت. (فرارا) ، مصدر سماعيّ لفعل فرّ الثلاثيّ، وفيه ضابط تقريبيّ كونه على وزن فعال بكسر الفاء فهو يدلّ على إباء وامتناع. البلاغة 1- الطباق: في قوله تعالى «أَيْقاظاً ... رُقُودٌ» . 2- التشبيه: في قوله تعالى «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً» . في الكلام تشبيه، جاءت فيه الأداة فعلا من أفعال الشك واليقين، تقول: حسبت زيدا في جرأته الأسد، وعمرا في جوده الغمام. فحاصل ذلك تشبيه زيد بالأسد، وعمرو بالغمام. وفي الآية حاصلة تشبيه أهل الكهف في حال نومهم بالأيقاظ، في بعض صفاتهم، لأنه قيل: إنهم كانوا مفتحي العيون في حال نومهم.

الفوائد

الفوائد استمع إلى هذا الحوار المفيد بين البصريين والكوفيين: يقول الكسائي: إن اسم الفاعل يعمل على فعله، ولو كان في الزمن الماضي. واستدل على صحة زعمه بقوله تعالى: «وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ» وردّ البصريون كلام الكسائي وقالوا: إن الحادثة وإن وقعت في الزمن الماضي، إنما الآية وردت على حكاية الحال. واستدلوا على صحة قولهم بدليلين الأول: أن الواو في «وَكَلْبُهُمْ» واو الحال والثاني: أن الله عبّر بصيغة الحاضر بقوله تعالى: ونقلبهم ولم يقل «وقلبناهم» . [سورة الكهف (18) : الآيات 19 الى 20] وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَسائَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (20) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ذلك) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله بعثناهم، و (اللام) للبعد

_ (1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله بعثناهم.

و (الكاف) للخطاب (بعثناهم) ماض مبنيّ على السكون، و (نا) ضمير فاعل، و (هم) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل «1» ، (يتساءلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يتساءلوا) .. و (هم) مضاف إليه (قال) فعل ماض (قائل) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقائل (كم) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة، وتمييزه مقدّر أي كم يوما (لبثتم) مثل بعثنا (قالوا) فعل ماض وفاعله (لبثنا) مثل بعثنا (يوما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثنا) ، (أو) حرف عطف (بعض) معطوف على (يوما) منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور. والمصدر المؤوّل (أن يتساءلوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (بعثناهم) . (قالوا) مثل الأول (ربّكم أعلم) مثل ربّنا ربّ «2» ، (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (لبثتم) مثل بعثنا. والمصدر المؤوّل (ما لبثتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) . (الفاء) عاطفة (ابعثوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (أحدكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (بورقكم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أحدكم.. و (كم) مثل الأخير (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ عطف بيان- أو بدل- من ورقكم (إلى المدينة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ابعثوا) ، (الفاء) عاطفة (اللام) لام الأمر

_ (1) أو للصيرورة. (2) في الآية (14) من هذه السورة.

(ينظر) مضارع مجزوم، والفاعل هو (أيّها) اسم موصول مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (ها) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (أزكى) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (طعاما) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة (ليأتكم) مثل لينظر، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (كم) ضمير مفعول به (برزق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتكم) «2» ، (منه) مثل منهم متعلّق بنعت ل (رزق) (الواو) عاطفة (ليتلطّف) مثل لينظر (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يشعرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يشعرنّ) ، (أحدا) مفعول به منصوب. جملة: «بعثناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتساءلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «قال قائل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كم لبثتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لبثنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا.. (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّكم أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لبثتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ابعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي اهتمّوا بأمر طعامكم فابعثوا..

_ (1) أو هو اسم استفهام مبتدأ مرفوع خبره (أزكى) ، والجملة الاسميّة معمولة لفعل ينظر المعلّق بالاستفهام بحذف الجارّ (إلى) .. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأتكم.

وجملة: «لينظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ابعثوا. وجملة: « (هو) أزكى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أيّها) . وجملة: «ليأتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لينظر. وجملة: «ليتلطّف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لينظر. وجملة: «يشعرنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ليتلطّف. 20- (إنّهم) حرف مشبّه بالفعل.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إن) حرف شرط جازم (يظهروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يظهروا) ، (يرجموكم) مثل يظهروا جواب الشرط.. و (كم) مفعول به (أو) حرف عطف (يعيدوكم) مثل يرجموكم ومعطوف عليه (في ملّتهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول «1» .. و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (تفلحوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تفلحوا) . وجملة: «إنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إن يظهروا ... » في محلّ رفع خبر إنّ «2» . وجملة: «يرجموكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يعيدوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لن تفلحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) وقيل إنّ فعل يعيدوكم هنا ناصب لمفعولين لأنّه بمعنى يجعلونكم في ملّتهم، فالجارّ متعلّق بمفعول ثان. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (ورقكم) ، اسم جامد بمعنى الفضّة المضروبة، وزنه فعل بفتح فكسر. الفوائد - كَمْ لَبِثْتُمْ: تقدم معنا الحديث عن كم الاستفهامية والخبرية. وكم هذه هي الاستفهامية. وهي في محلّ نصب مفعول به، لأن الفعل بعدها متعدّ ولم يستوف مفعوله، وتمييز «كم» محذوف وتقديره: «كم يوما لبثتم» بدليل أن الجواب جاء «يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ» . [سورة الكهف (18) : آية 21] وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك أعثرنا) مثل كذلك بعثنا «1» ، (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعثرنا) ، (ليعلموا) مثل ليتساءلوا «2» ، (أنّ) حرف مشبّهة بالفعل (وعد) اسم أنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (حقّ) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (أنّ الساعة) مثل

_ (1، 2) في الآية (19) من هذه السورة.

أنّ وعد (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (أعثرنا) «1» ، (يتنازعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من أمرهم.. و (هم) ضمير مضاف إليه (أمرهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مثل الأخير. والمصدر المؤوّل (أن يعلموا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أعثرنا) . والمصدر المؤوّل (أنّ وعد الله حقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا. والمصدر المؤوّل (أنّ الساعة.. في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل أنّ وعد..) (الفاء) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله، وهم الكفّار، (ابنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (عليهم) مثل الأول متعلّق ب (ابنوا) ، (بنيانا) مفعول به منصوب «2» ، (ربّهم أعلم) ربّنا ربّ «3» ، (بهم) مثل عليهم متعلّق ب (أعلم) (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (غلبوا) مثل قالوا (على أمرهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (غلبوا) .. و (هم) مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نتّخذنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) للتوكيد، والفاعل نحن (عليهم) مثل الأول متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «4» ، (مسجدا) مفعول به.

_ (1) أو متعلّق ب (يعلموا) . (2) أو مفعول مطلق لأنّه يحتمل أن يكون مصدرا، والمفعول به مقدّر. [.....] (3) في الآية (21) من هذه السورة. (4) أو متعلّق ب (نتّخذنّ) بتضمينه معنى نقيمنّ.. وفي (عليهم) حذف مضاف أي على كهفهم.

البلاغة

وجملة: «أعثرنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لا ريب فيها ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) . وجملة: «يتنازعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتنازعون. وجملة: «ابنوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ربّهم أعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- «1» . وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «غلبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نتّخذنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. البلاغة - الاستعارة المكنية في قوله تعالى «يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ» . في الكلام استعارة مكنية حيث شبه أمرهم بشيء كثر النزاع حوله، ثم حذف ذلك الشيء، وأستعير النزاع القائم حوله.

_ (1) وهي داخلة ضمن كلامهم.. أمّا إذا كانت من كلام الله تعالى من غير سياق الكلام فهي اعتراضيّة. [سورة الكهف (18) : الآيات 22 الى 24] سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (22) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (23) إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (24)

الإعراب:

الإعراب: (السين) حرف استقبال (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (ثلاثة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (رابعهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه (كلبهم) خبر مرفوع.. و (هم) مثل الأول (الواو) عاطفة في الموضعين (يقولون.. كلبهم) مثل الأولى (رجما) مصدر في موضع الحال من ضمير الفاعل في الفعلين المتقدّمين «1» ، (بالغيب) جارّ ومجرور متعلّق ب (رجما) ، (يقولون.. كلبهم) مثل الأولى، و (الواو) زائدة قبل ثامنهم «2» ، (قل) فعل أمر والفاعل أنت (ربّي أعلم) مثل ربّنا ربّ «3» وعلامة رفع ربّي الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، (بعدّتهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعلم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (يعلمهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، (إلّا) أداة حصر (قليل) فاعل يعلمهم مرفوع (الفاء) رابطة

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنّه نعت له أي قولا رجما، أو مرادفه.. (2) إمّا من غير التوكيد، وإمّا لإفادة توكيد لصوق الصفة بالموصوف.. وقيل هي عاطفة غير زائدة.. وقال بعض المفسّرين هي واو الحال أي: يقولون ذلك حال كونهم ثامنهم كلبهم، ورفض ابن هشام أن تكون واو الثمانية كما نص على ذلك بعض النحاة. (3) في الآية (14) من هذه السورة.

لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تمار) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. والفاعل أنت (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تمار) ، (إلّا) مثل الأولى (مراء) مفعول مطلق منصوب (ظاهرا) نعت لمراء منصوب (الواو) عاطفة (لا تستفت) مثل لا تمار (فيهم) مثل الأول متعلّق بحال من (أحدا) ، (منهم) مثل فيهم متعلّق ب (تستفت) ، (أحدا) مفعول به منصوب. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (هم) ثلاثة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «رابعهم كلبهم ... » في محلّ رفع نعت لثلاثة. وجملة: «يقولون (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: « (هم) خمسة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سادسهم كلبهم ... » في محلّ رفع نعت لخمسة. وجملة: «يقولون (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: « (هم) سبعة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ثامنهم كلبهم ... » في محلّ رفع نعت لسبعة «1» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلمهم إلّا قليل» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تمار ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن حدّثت عنهم فلا تمار. وجملة: «لا تستفت ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تمار.

_ (1) أو معطوفة على جملة هم سبعة.

23- (الواو) عاطفة (لا تقولنّ) مثل لا يشعرنّ «1» ، والفاعل أنت (لشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولنّ) ، و (اللام) بمعنى من أجل، (إنّ) حرف مشبّهة بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (فاعل) خبر إنّ مرفوع (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (غدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (فاعل) . وجملة: «لا تقولنّ ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تمار. وجملة: «إنّي فاعل ... » في محلّ نصب مقول القول. (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يشاء) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله..) في محلّ نصب على الاستثناء على حذف مضاف أي إلّا وقت مشيئة الله «2» . 24- (الواو) عاطفة (اذكر) فعل أمر، والفاعل أنت (ربّك) مفعول به منصوب. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف مجرّد من الشرط متعلّق ب (اذكر) ، (نسيت) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (قل) مثل اذكر (عسى) فعل ماض تامّ (أن يهدين) مثل أن يشاء.. و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة رسما مفعول به (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يهدين..) في محلّ رفع فاعل عسى.

_ (1) الآية (19) . (2) يجوز أن تكون إلا أداة حصر، والمصدر المؤوّل بعدها في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق بحال أي الّا ملتبسا بمشيئة الله.

الصرف:

(لأقرب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) ، وعلامة الجرّ الفتحة للوصفيّة ووزن أفعل (من) حرف جرّ (ها) للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أقرب) ، (رشدا) تمييز منصوب «1» . وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «اذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقولنّ.. في الآية السابقة. وجملة: «نسيت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر. وجملة: «عسى أن يهدين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يهدين ربّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (رابعهم) ، هو عدد جاء على وزن فاعل دالّا على الترتيب. (خمسة) ، لفظ يدلّ على العدد، اسم مؤنث لأن معدوده مذكّر، وزنه فعلة بفتح فسكون. (سادسهم) ، عدد على وزن فاعل فهو دالّ على الترتيب. (رجما) ، مصدر رجم الثلاثيّ، وأصله رمى بالحجارة ثمّ أستعير للكلام غير الثابت وغير المعتمد على الحقائق، فعله من باب قتل، وزنه فعل بفتح فسكون. (سبعة) اسم للعدد- مؤنّث لأنّ المعدود مذكّر- وزنه فعلة بفتح فسكون. (ثامنهم) عدد جاء على وزن فاعل لأنّه دالّ على الترتيب. (تمار) ، فيه إعلال لمناسبة البناء مضارعه تماري- بالياء- ووزن تمار تفاع.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه أي يهديني رشدا، أى هداية.

البلاغة

(مراء) ، مصدر سماعيّ لفعل ماري الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال بالقلب- أو إبدال- أصله مراي- بالياء- فلمّا جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة. (تستفت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم فهو في الرفع تستفتي، حذف حرف العلّة للجزم، وزنه تستفع. البلاغة - الاستعارة المكنية في قوله تعالى «رَجْماً بِالْغَيْبِ» . فقد شبه ذكر أمر، من غير علم يقيني، واطمئنان قلب، بقذف الحجر الذي لا فائدة في قذفه، ولا يصيب مرماه، ثم أستعير له، ووضع الرجم موضع الظن، حتى صار حقيقة عرفية فيه. [سورة الكهف (18) : آية 25] وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لبثوا) فعل ماض وفاعله (في كهفهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبثوا) .. و (هم) مضاف إليه (ثلاث) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثوا) ، (مائة) مضاف إليه مجرور (سنين) بدل من ثلاثمائة- أو عطف بيان- منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر «1» ، (الواو) عاطفة (ازدادوا) فعل ماض وفاعله (تسعا) تمييز منصوب «2» .

_ (1) لا يجوز أن يكون (سنين) تمييزا للمائة لأنّ تمييزها مفرد مجرور بالإضافة، وتنوين (ثلاثمائة) يمنع الإضافة. (2) جعله العكبريّ مفعولا به، وتبعه الجمل، وقال: زاد إذا بني على افتعل تعدّى إلى واحد. ولكن جاء في لسان العرب: «زاد الشيء بمعنى ازداد» أي هو لازم ليس غير.

الصرف:

جملة: «لبثوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ازدادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (ازدادوا) ، فيه إبدال تاء الافتعال دالا بعد الزاي، وفيه إعلال بقلب الياء ألفا أصله ازديدوا.. (تسعا) ، اسم للعدد جاء مذكّرا لأنّ معدوده مؤنّث وهو السنة، وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد 1- تذكير العدد وتأنيثه: أ- العدد من ثلاثة إلى تسعة: تكون على عكس المعدود في التذكير والتأنيث. سواء أكانت مفردة كقوله تعالى «سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» أو مركبة نحو: خمسة عشر قلما، وسبع عشرة محبرة أو معطوفا، نحو: ثلاثة وعشرين يوما، وأربعا وعشرين ساعة وأما «واحد واثنان» فهما وفق المعدود في الأحوال الثلاثة. وأما مائة وألف، فلا يتغير لفظهما في التذكير والتأنيث، ومثلهما ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين. العشرة: فهي على عكس معدودها مفردة، ووفق معدودها مركبة. 2- اسم العدد: يصاغ من اسم العدد وصف على وزن فاعل، مطابق لموصوفه. وإذا كان العدد مضافا، وعرفناه، فتدخل «ال» التعريف على المضاف إليه. وإذا كان مركبا، تدخل ال على جزئه الأول، وإذا كان معطوفا تدخل ال على الجزئين معا. 3- إعراب العدد: أ- من واحد إلى عشرة المفردة: يعرب بالحركات، باستثناء «اثنان واثنتان» فهما

[سورة الكهف (18) : آية 26]

ملحقان بالمثنى ويعربان إعرابه. وكذلك العدد مائة وألف يعربان بالحركات. ب- اثنان للمذكر، واثنتان للمؤنث، والعقود من عشرين إلى تسعين: تعرب بالأحرف. ج- الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر، ومن الحادي عشر إلى التاسع عشر، فتعرب «جزءان مركبان مبنيان على الفتح» يستثني من المركب «الجزء الأول من اثني عشر» فهو ملحق بالمثنى كما ذكرنا. فتبصّر..! [سورة الكهف (18) : آية 26] قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) الإعراب: (قل الله أعلم) مثل قلّ ربّي أعلم «1» ، (بما لبثوا) مثل بما لبثتم «2» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (غيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور. والمصدر المؤوّل (ما لبثوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) . (أبصر) فعل ماض لإنشاء التعجّب أتى على صورة الأمر مبنيّ على الفتح المقدّر لمجيئه على صورة الأمر (الباء) حرف جرّ زائد و (الهاء) ضمير محلّه القريب الجرّ بالباء ومحلّه البعيد الرفع على الفاعليّة (الواو) عاطفة، (أسمع)

_ (1) في الآية (22) من هذه السورة. (2) في الآية (19) من هذه السورة. [.....]

[سورة الكهف (18) : الآيات 27 إلى 29]

مثل أبصر وبه مقدّر «1» ، (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من وليّ.. و (الهاء) مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) نافية (يشرك) مضارع مرفوع، والفاعل هو (في حكمه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يشرك) ، و (الهاء) مضاف إليه (أحدا) مفعول به منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لبثوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أما) . وجملة: «له غيب السموات ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أبصر به ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أسمع (به) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أبصر به. وجملة: «ما لهم من دونه من وليّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة الأخيرة. [سورة الكهف (18) : الآيات 27 الى 29] وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (29)

_ (1) قيل: أبصر به وأسمع هما أمر حقيقي لا تعجّب، والهاء تعود على الهدى المفهوم من الكلام.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اتل) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أوحي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحي) ، (من كتاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من نائب الفاعل (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (لا) نافية للجنس (مبدّل) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لكلماته) جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (تجد) مضارع منصوب، والفاعل أنت (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (الهاء) مضاف إليه (ملتحدا) مفعول به أوّل منصوب. جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوحي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا مبدّل لكلماته» في محلّ نصب حال من كتاب. وجملة: «لن تجد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا مبدّل..

28- (الواو) عاطفة (اصبر) مثل اتل (نفسك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (مع) ظرف منصوب متعلّق بفعل اصبر (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يدعون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (ربّهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (بالغداة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، (العشيّ) معطوف على الغداة بالواو مجرور (يريدون) مثل يدعون (وجهه) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعد) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (عيناك) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف.. و (الكاف) مضاف إليه (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تعد) ، (تريد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (زينة) مفعول به منصوب (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لا تطع) مثل لا تعد، وعلامة الجزم السكون (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أغفلنا) فعل ماض وفاعله (قلبه) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (عن ذكرنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (أغفلنا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّبع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (هواه) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (كان) فعل ماض ناقص (أمره) اسم كان مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (فرطا) خبر كان منصوب. وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتل. وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يريدون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدعون. وجملة: «لا تعد عيناك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.

وجملة: «تريد ... » في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (عيناك) «1» . وجملة: «لا تطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تعد. وجملة: «أغفلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اتّبع هواه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كان أمره فرطا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. 29- (الواو) عاطفة (قل) مثل اتل (الحقّ) مبتدأ مرفوع «2» ، (من ربّكم) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة «3» ، (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شاء) فعل ماض «4» ، والفاعل هو، والمفعول محذوف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (يؤمن) مضارع مجزوم بلام الأمر، والفاعل هو (الواو) عاطفة (من شاء فليكفر) مثل نظيرتها السابقة (إنّا) حرف مشبّهة بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، (أعتدنا) مثل أغفلنا (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعتدنا) ، وعلامة الجرّ الياء (نارا) مفعول به منصوب (أحاط) ، فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحاط) ، (سرادقها) فاعل مرفوع.. و (ها) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يستغيثوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (يغاثوا) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) نائب الفاعل (بماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يغاثوا) ، (كالمهل) جارّ

_ (1) صحّ مجيء الحال من المضاف إليه لأنّ المضاف جزء من المضاف إليه. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا القرآن، والجارّ والمجرور حال من الحقّ والعامل فيه الإشارة. (3) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.. أو استئنافيّة. (4) في محلّ جزم فعل الشرط.

ومجرور متعلّق بنعت ل (ماء) ، (يشوى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (الوجوه) مفعول به منصوب (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (الشراب) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هو أي الماء الذي كالمهل (الواو) عاطفة (ساءت) فعل ماض لإنشاء الذمّ.. و (التاء) للتأنيث. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هي، أي النار، (مرتفقا) تمييز منصوب. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «الحقّ من ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من شاء ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «1» . وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يؤمن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من شاء (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على «على من شاء» (الأولى) . وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثانية. وجملة: «يكفر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق- وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أحاط بهم سرادقها» في محلّ نصب نعت ل (نارا) . وجملة: «إن يستغيثوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحاط، والرابط محذوف أي إن يستغيثوا فيها «2» .

_ (1) أو جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم الحقّ فمن شاء فليؤمن.. ويجوز أن تكون استئنافيّة. (2) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «يغاثوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يشوي ... » في محلّ جرّ نعت ثاني لماء «1» . وجملة: «بئس الشراب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ساءت مرتفقا» لا محلّ لها معطوفة على جملة بئس الشراب. الصرف: (ملتحدا) ، اسم مكان من فعل التحد الخماسيّ بمعنى التجأ وهو على وزن اسم المفعول مفتعل بضم الميم وفتح العين. (فرطا) ، وهو مصدر بمعنى التفريط أو الإفراط أي اسم مصدر من أفرط في الأمر أي جاوز الحدّ.. أو هو صفة مشتقّة على وزن فعل بضمّتين أي متقدّم على الحقّ. (سرادق) ، اسم لما يحيط بالشيء كالخباء والمضرب، وقيل هو الحجرة وقيل هو ما يمدّ على صحن الدار. قال الراغب: السرادق فارسيّ معرّب وليس في كلامهم اسم مفرد ثالث حروفه ألف بعدها حرفان إلّا هذا. وفي المختار: السرادق مفرد جمعه سرادقات.. وكلّ بيت من كرسف أي قطن هو سرادق. وزنه فعالل بضم الفاء. (المهل) ، اسم يجمع معدنيات الجواهر من فضّة وحديد ونحاس وما كان منها ذائبا، وقيل هو القطران الرقيق والزيت الرقيق.. وزنه فعل، بضمّ الفاء. (مرتفقا) اسم مفعول من الخماسيّ ارتفق بمعنى اتّكأ واعتمد، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من المهل في محلّ نصب.

البلاغة

البلاغة 1- الطباق: في قوله تعالى «بِالْغَداةِ ... وَالْعَشِيِّ» . 2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها» حيث شبه النار المحيط بهم من لهبها، المنتشر منها في الجهات، بالسرادق المضروب على من يحتويهم، ثم أستعير له استعارة مصرحة، والاضافة قرينة، والاحاطة ترشيح. 3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ» . فقد شبه الماء الذي يعاقبون به أنه مثل المهل، والمهل: ما أذيب من جواهر الأرض ويسمى مرسلا مفصلا، لذكر الأداة ووجه الشبهة. 4- التهكم: في قوله تعالى «يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ» . فقد سمى أعلى أنواع العذاب إغاثه، والإغاثة هي الإنقاذ من العذاب، تهكما بهم، وتشفيا منهم. والتهكم فن طريف من فنون البلاغة، مأخوذ من تهكمت البئر إذا تهدمت، أو من التهكم بمعنى الغضب الشديد، أو الندم على أمر فائت فالبشارة فيه إنذار، والوعد معه وعيد، والإجلال للمخاطب المتهكم به تحقير وهذه الآية من أحسن شواهده، إذ جعل الإغاثة ضد الإغاثة نفسها، ففيه إلى جانب التهكم مشاكلة أيضا.

الفوائد

الفوائد 1- تعريف لفظ «الدنيا» وتنكيرها: القياس أن نذكر «الدنيا» معرفة بالألف واللام، لأنها صفة على وزن «فعلى» فمن حقها المطابقة كما وردت في الآية المذكورة. ومع ذلك فقد استعملوها استعمال الأسماء، فهم لا يكادون يذكرون معها الموصوف، وأكثروا ذكرها مجردة من الألف واللام كسائر الأسماء، كقول الشاعر: وان دعوت إلى جلّى ومكرمة ... يوما سراة كرام الناس فادعينا فأورد جلّى بدون تعريف، وأجراها مجرى «دنيا» . فتبصّر..! [سورة الكهف (18) : الآيات 30 الى 31] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (31) الإعراب: (إنّ) حرف مشبّهة بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (إنّا) مثل إنّ، و (نا) ، اسم إنّ (لا) نافية (نضيع) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (أجر) مفعول به منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أحسن)

فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عملا) مفعول به منصوب. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «إنّا لا نضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأوّل) بتقدير الرابط أي لا نضيع أجرهم ... «1» . وجملة: «لا نضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) . وجملة: «أحسن عملا» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . 31- (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عدن) مضاف إليه مجرور (تجري) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «2» ، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (يحلّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّون) ، (من أساور) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلّون) «3» ، وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف فهو على صيغة منتهى الجموع (من ذهب) جارّ ومجرور نعت لأساور (الواو) عاطفة (يلبسون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (ثيابا) مفعول به منصوب (خضرا) نعت ل (ثيابا) منصوب (من سندس) جارّ ومجرور نعت ثان ل (ثيابا) ، (الواو) عاطفة (إستبرق)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر مقدّرا أي سنجازيهم.. وجملة إنّا لا نضيع هي تعليل للخبر. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار. (3) أو هو نعت لمحذوف أي شيئا من أساور.

الصرف:

معطوف على سندس مجرور (متّكئين) حال من فاعل يلبسون منصوبة وعلامة النصب الياء (فيها) مثل الأول متعلّق بحالّ من الضمير في متّكئين (على الأرائك) جارّ ومجرور متعلّق ب (متّكئين) ، (نعم) فعل ماض لإنشاء المدح (الثواب) فاعل مرفوع، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هي أي الجنّة (الواو) عاطفة (حسنت مرتفقا) مثل ساءت مرتفقا «1» . وجملة: «أولئك لهم جنّات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «لهم جنات ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) . وجملة: «يحلّون ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ (أولئك) «3» . وجملة: «يلبسون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحلّون. وجملة: «نعم الثواب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حسنت مرتفقا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (يحلّون) فيه إعلال بالحذف، أصله يحلّاون، التقى ساكنان فحذفت ألف الفعل، وفتح ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه يفعّون. (أساور) ، جمع أسورة وهذا جمع سوار، اسم جامد للحلية المعروفة وزنه فعال بكسر الفاء، ووزن أسورة أفعلة- وهو من جموع القلّة- وزن أساور أفاعل. (سندس) ، جمع سندسة، وقيل ليس جمعا بل اسم لنوع من نسيج الديباج أو الحرير، وزنه فعلل بضمّ الفاء و (اللام) الأولى. (إستبرق) ، اسم لما غلظ من الديباج، قيل هو عربيّ الأصل مشتقّ من

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون الجملة خبرا ل (إنّ) الأول، وما بينهما اعتراض. (3) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) عامله الاستقرار. [.....]

الفوائد

البريق فوزنه استفعل، وقيل هو معرّب عن أعجميّ أصله استبره. (متّكئين) ، جمع متّكئ، اسم فاعل من اتّكأ الخماسيّ، و (التاء) الأولى مبدلة من واو، أصله موتكئ، فلمّا جاءت الواو قبل تاء الافتعال قلبت تاء وأدغمت مع تاء الافتعال، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. (الأرائك) ، جمع أريكة، اسم جامد للسرير يكون في الغرفة أو كلّ ما يتّكأ عليه، وزنه فعيلة. الفوائد - ورد في هذه الآيات أنماط من فن البلاغة ما يدعونا إلى التنويه به، ولو بذكر بعضه فقد أراد سبحانه «التهكم» بأهل النار، فذكر بأنهم حينما يستغيثون يغاثون بماء كالمهل فما رأيكم بهذا الضرب من الإغاثة. ومثل ذلك المشاكلة، في قوله تعالى، وَساءَتْ مُرْتَفَقاً فقد شاكل قوله تعالى: وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً، علما أن الارتفاق لا يكون في شؤون البؤس والشقاء، وإنما يكون في مجال السعاد والهناءة. وقد ألمحنا إلى هذين الوجهين من بلاغة التنزيل، لما في هذه الآيات من روعة التعبير وفنون الأدب. [سورة الكهف (18) : الآيات 32 الى 33] وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً (33) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اضرب) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اضرب) ، (مثلا) مفعول به

منصوب (رجلين) بدل من مثلا منصوب «1» ، وعلامة النصب الياء (جعلنا) فعل ماض وفاعله (لأحدهما) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول ثان.. و (هما) ضمير مضاف إليه (جنّتين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من أعناب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لجنّتين (الواو) حاليّة (حففناهما) مثل جعلنا، و (هما) ضمير مفعول به (بنخل) جارّ ومجرور متعلّق ب (حففنا) ، (الواو) عاطفة (جعلنا بينهما زرعا) مثل جعلنا لأحدهما حنتين، والظرف بين متعلّق بمحذوف مفعول ثان. جملة: «اضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلنا ... » في محلّ نصب نعت لرجلين «2» . وجملة: «حففناهما ... » في محلّ نصب حال من جنّتين بتقدير (قد) . وجملة: «جعلنا.. (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة حففناهما. 33- (كلتا) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف لأنّه أضيف إلى ظاهر (الجنّتين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (آتت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، وأفرد مراعاة للفظ كلتا، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، (أكلها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (تظلم) مضارع مجزوم، والفاعل هي، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تظلم) بتضمينه معنى تنقص، والضمير يعود على الأكل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (فجرّنا) مثل جعلنا (خلالهما) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (فجّرنا) ، و (هما) ضمير مضاف إليه (نهرا) مفعول به منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لفعل (اضرب) بتضمينه معنى اجعل، وهو على حذف مضاف أي مثل رجلين. (2) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «كلتا الجنّتين آتت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «آتت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلتا) .. وجملة: «لم تظلم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آتت وجملة: «فجّرنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آتت «1» . الصرف: (كلتا) ، اسم دالّ على التثنية ولفظه مفرد ويستعمل للتوكيد في المؤنث مضافا. البلاغة - التتميم والاحتراس والكناية: في قوله تعالى «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ» . ففي هذا الكلام يحتمل أن تكون الجنتان مجرد اجتماع شجر متكاثف يستر بظل غصونه الأرض، كما تقتضيه الدلالة اللغوية على معنى الجنة، ثم تمم ذلك أيضا بقوله «وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً» ، لئلا يتوهم أن الانتفاع قاصر على النخيل والأعناب، ولتكون كل من الجنتين جامعة للأقوات والفواكه، متواصلة العمار على الشكل الحسن والترتيب الأنيق. ثم تمم ذلك بقوله «وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً» للدلالة على ديمومة الانتفاع بهما، فإن الماء هو سر الحياة. وإذن فقد استكمل هذا الرجل كل الملاذّ، واستوفى ضروب النعم ثم تمم ذلك بقوله «كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها» لاستحضار الصورة التامة للانتفاع بالموارد، واحترس بقوله «وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً» من أن يكون ثمة نقص في الأكل الذي آتته، وليكون كناية عن تمام الجنتين ونموهما دائما وأبدا فقد استوفى وصف الجنتين الفنون الثلاثة جميعا.

_ (1) يجوز أن تكون حالا بتقدير (قد) في محلّ نصب.

[سورة الكهف (18) : الآيات 34 إلى 36]

[سورة الكهف (18) : الآيات 34 الى 36] وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (35) وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر كان (ثمر) اسم كان مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لصاحبه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (يحاوره) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به والفاعل هو (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (أكثر) خبر مرفوع (من) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أكثر) (مالا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (أعزّ نفرا) مثل أكثر مالا ومعطوف عليه. جملة: «كان له ثمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هو يحاوره ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يحاوره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «أنا أكثر ... » في محلّ نصب مقول القول. 35- (الواو) عاطفة (دخل) مثل قال (جنّته) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (ظالم) خبر مرفوع (اللام)

زائدة للتقوية «1» ، (نفسه) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ظالم.. و (الهاء) مضاف إليه (قال) مثل الأول (ما) نافية (أظنّ) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبيد) مضارع منصوب، (ها) للتنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل تبيد. والمصدر المؤوّل (أن تبيد) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ «2» . وجملة: «دخل جنّته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان له ثمر. وجملة: «هو ظالم ... » في محلّ نصب حال من فاعل دخل. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما أظنّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تبيد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) . 36- (الواو) عاطفة (ما أظنّ) مثل الأولى (الساعة) مفعول به أوّل منصوب (قائمة) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (رددت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير نائب الفاعل (إلى ربّي) جارّ ومجرور متعلّق ب (رددت) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (اللام) لام القسم (أجدنّ) مضارع مبنيّ على الفتح.. و (النون) للتوكيد، والفاعل أنا (خيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا) ، (منقلبا) تمييز منصوب.

_ (1) أو حرف جرّ أصليّ متعلّق بظالم.. وأجاز الجمل تعليقه بحال من الضمير في ظالم أي هو ظالم قائلا لنفسه.. (2) أو هو المفعول الأول، والمفعول الثاني مقدّر أي أظنّ بيد هذه حاصلة.

الصرف:

وجملة: «ما أظنّ الساعة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «رددت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أظنّ الساعة. وجملة: «أجدنّ» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط. الصرف: (أعزّ) ، اسم تفضيل من عزّ الثلاثيّ وزنه أفعل. (نفرا) ، اسم جمع بمعنى الجماعة من الرجال أو الرهط، جمعه أنفار. (منقلبا) ، اسم مكان من فعل انقلب الخماسيّ، وزنه منفعل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة الكهف (18) : الآيات 37 الى 41] قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (39) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) الإعراب: (قال) فعل ماض (له) مثل السابق متعلّق ب (قال)

(صاحبه) فاعل مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (وهو يحاوره) مرّ إعرابها «1» ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (كفرت) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفرت) ، (خلقك) فعل ماض.. و (الكاف) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من تراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقك) ، (ثمّ) حرف عطف (من نطفة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ قبله فهو معطوف عليه (ثمّ) مثل الأول (سوّاك) مثل خلقك، والبناء على الفتح المقدّر (رجلا) مفعول به ثان منصوب «2» . جملة: «قال له صاحبه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو يحاوره ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يحاوره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «كفرت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلقك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «سوّاك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. 38- (لكن) حرف استدراك- ساكن النون- أنا- حذف الهمزة في الوصل وإثباتها في الوقف- ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (هو) ضمير الشأن مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ثان (الله) لفظ الجلالة مبتدأ ثالث «3» مرفوع (ربّي) خبر المبتدأ الله مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (أشرك) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (بربّي) جارّ

_ (1) في الآية (34) من هذه السورة. (2) أو هو حال وإن كان غير منتقل ولا مشتقّ لأنه جاء بعد سواك إذا كان من الجائز أن يسوّيه غير رجل. (3) يجوز أن يكون بدلا من الضمير هو- أو عطف بيان- على أن يكون الضمير عائدا على الكلام المتقدّم أي الذي خلقك.

ومجرور متعلّق ب (أشرك) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (أحدا) مفعول به منصوب. وجملة: «لكن أنا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «هو الله ربّي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) . وجملة: «الله ربّي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «لا أشرك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الله ربّي. 39- (الواو) عاطفة (لولا) حرف تخضيض للتوبيخ (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قلت) ، (دخلت) فعل ماض وفاعله (جنّتك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (قلت) مثل دخلت (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم «1» ، (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لا) نافية للجنس (قوّة) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة حصر (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا (إن) حرف شرط جازم (ترن) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير في محلّ نصب مفعول به (أنا) ضمير فصل «2» ، (أقلّ) مفعول به ثان منصوب (من) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقلّ) (مالا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (ولدا) معطوف على (مالا) منصوب. وجملة: «دخلت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه

_ (1) أو اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر، والجملة مقول القول، وجملة شاء صلة الموصول. (2) أو مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير المتّصل المحذوف في (ترني) ، ويجوز في (أقلّ) أن تكون حالا والرؤية بصريّة.

وجملة: «قلت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق بالواو قبل لولا. وجملة: «ما شاء الله» في محلّ نصب مقول القول.. وجواب الشرط محذوف تقديره كان أو وقع. وجملة: «لا قوّة إلّا بالله» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إن ترن ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.. والجواب آت. 40- (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عسى) فعل ماض جامد ناقص (ربّي) اسم عسى مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤتين) مضارع منصوب.. و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير في محلّ نصب مفعول به- محذوفة للتخفيف- (خيرا) مفعول به ثان منصوب (من جنّتك) جارّ ومجرور متعلّق ب (خيرا) ، و (الكاف) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يؤتين..) في محلّ نصب خبر عسى. (الواو) عاطفة (يرسل) مضارع معطوف على يؤتي منصوب (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يرسل) «1» ، (حسبانا) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (حسبانا) ، (الفاء) عاطفة «2» (تصبح) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب معطوف على يرسل، واسمه ضمير

_ (1) الضمير في (عليها) يعود على الجنّة الخاصّة بالكافر، أي يرسل على جنّتك حسبانا. (2) أو فاء السببيّة، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة بعدها، والمصدر المؤوّل معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي عسى إرسال حسبان عليها حاصلا فإصباحها صعيدا زلقا.

الصرف:

مستتر تقديره هي (صعيدا) خبر الناقص منصوب (زلقا) نعت ل (صعيدا) منصوب. وجملة: «عسى ربّي ... » في محلّ جزم جواب الشرط- إن ترن- وجملة: «يؤتيني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتين. وجملة: «تصبح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. 41- (أو) حرف عطف (يصبح) مثل تصبح ومعطوف عليه (ماؤها) اسم يصبح مرفوع و (ها) مضاف إليه (غورا) خبر يصبح منصوب (الفاء) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (تستطيع) مضارع منصوب، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طلبا) «1» . وجملة: «يصبح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبح.. وجملة: «لن تستطيع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبح ماؤها.. الصرف: (أقلّ) ، اسم تفضيل من فعل قلّ الثلاثيّ، وزنه أفعل، وجاءت عينه ساكنة للتضعيف. (حسبانا) ، هو إمّا مصدر حسب يحسب باب نصر بمعنى الحساب أي مقدارا قدّره الله وحسبه وهو الحكم بتخريبها- وقد مرّ في الآية (96) من سورة الأنعام- أو هو جمع حسبانة اسم للصاعقة، وزنه فعلانة بضمّ الفاء، وقيل هو اسم جنس وزنه فعلان بضمّ الفاء واحدته حسبانه. (زلقا) ، صفة مشبّهة من زلق الثلاثيّ، وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) أو متعلّق بحال من (طلبا) - نعت تقدّم على المنعوت-.

البلاغة

(غورا) ، مصدر غار، جاء صفة بمعنى غائر مبالغة، وزنه فعل بفتح فسكون. (طلبا) ، مصدر سماعيّ للفعل طلب الثلاثيّ، وزنه فعل بفتحتين. البلاغة - المبالغة: في قوله تعالى «أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً» . حيث أطلق المصدر على اسم الفاعل في «غورا» أي غائر. [سورة الكهف (18) : آية 42] وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أحيط) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بثمره) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحيط) بتضمينه معنى فجع «1» ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أصبح) ماض ناقص ناسخ واسمه ضمير مستتر تقديره هو (يقلّب) مضارع مرفوع، والفاعل هو (كفّيه) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. و (الهاء) مضاف إليه (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يقلّب) «2» بمعنى يندم (أنفق) ماض والفاعل هو (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفق) ، (الواو) حاليّة (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

_ (1) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل أي مفجوعا بثمره. [.....] (2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ويجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف حال أي متحسّرا.

البلاغة

(خاوية) خبر مرفوع (على عروشها) جارّ ومجرور متعلّق ب (خاوية) .. و (ها) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقول) مثل يقلّب (يا) للتنبيه (ليتني) حرف تمنّ ونصب، و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير اسم ليت في محلّ نصب (لم) حرف نفي وجزم (أشرك) مضارع مجزوم، والفاعل أنا (بربّي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشرك) ، و (الياء) مضاف إليه (أحدا) مفعول به منصوب. جملة: «أحيط ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أصبح ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يقلّب ... » في محلّ نصب خبر أصبح. وجملة: «أنفق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هي خاوية ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (فيها) . وجملة: «يقول ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقلّب. وجملة: «ليتني لم أشرك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم أشرك ... » في محلّ رفع خبر ليت. البلاغة - الكناية: في قوله تعالى «يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ» . في الكلام كناية عن التحسر والندم لأن النادم يضرب بيمينه على شماله. [سورة الكهف (18) : آية 43] وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لم) حرف نفي وجزم (تكن) مضارع

الصرف:

مجزوم (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (فئة) اسم تكن مرفوع (ينصرونه) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (منتصرا) خبر كان منصوب. جملة: «لم تكن له فئة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينصرونه ... » في محلّ رفع نعت لفئة. وجملة: «ما كان منتصرا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» ، الصرف: (منتصرا) ، اسم فاعل من فعل انتصر الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الكهف (18) : آية 44] هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44) الإعراب: (هنالك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم «2» ، (الولاية) مبتدأ مؤخّر مرفوع «3» ، (لله) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الولاية عامله الاستقرار (الحقّ) نعت للفظ الجلالة مجرور (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (ثوابا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (خير) معطوف على الأول (عقبا) تمييز منصوب. جملة: «هنالك الولاية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من ضمير الغائب في (ينصرونه) . (2) يجوز أن يتعلّق ب (منتصرا) ، والوقف عند الظرف. (3) أو مبتدأ خبره الجارّ والمجرور لله.

الصرف:

وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (عقبا) ، الاسم من عقب يعقب من بابي نصر وضرب بمعنى العاقبة والجزاء، وزنه فعل بضمّ فسكون أو بضمّتين. الفوائد 1- مثل وحوار: بعد أن طلب الله إلى نبيّه «أن يصبر نفسه» ضرب له مثلا «رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ» وقد اختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما فقيل: إنها نزلت في أخوين من أهل مكة من بني مخزوم أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة، زوج أم سلمة قبل النبي/ صلّى الله عليه وسلّم/ والآخر كافر، وهو الأسود بن عبد الأسد وهما الأخوان المذكوران في سورة الصافات. ورث كل واحد منهما أربعة آلاف دينار، فأنفق أحدهما ماله في سبيل الله، وطلب من أخيه شيئا، فقال له ما قال: وقيل: هو مثل لجميع من آمن بالله وجميع من كفر.. وقيل: هما رجلان من بني إسرائيل، أحدهما مؤمن، والثاني كافر اسم المؤمن «تمليخا» واسم الكافر «قرطوش» وقد كانا شريكين ثم اقتسما المال فصار لكل منهما ثلاثة آلاف دينار فاشترى المؤمن عبيدا بألف وأعتقهم، واشترى ثيابا بألف فكسا العراة، واشترى طعاما بألف فأطعم الجياع، وبنى مساجد، وفعل خيرا أما الكافر فنكح نساء ذات يسار، واشترى دوابا وبقرا واستنتجها فنمت له نماء مفرطا، حتى فاق أهل زمانه غنى. وأدركت المؤمن الحاجة، فقال: لو أذهب إلى أخي، فأعمل حارسا في احدى جنانه، ولكن الكافر ردّه ردّا شنيعا وحرمه وأعلن كفره وجحوده.

[سورة الكهف (18) : آية 45]

ثم كان من قصة هذا الغني ما ذكره الله من الإحاطة بثمره، وذهاب أصول أشجارها، بما أرسل عليها من السماء من الحسبان. وقد ضرب الله هذا المثل، مشفوعا بالحوار الذي أضفى على القصة بهاء ورونقا وعذوبة وإشراقا وسحرا. 2- كلا وكلتا: هما لفظان يعربان اعراب المثنى، بشرط إضافتهما إلى ضمير. فإذا أضيفا إلى الاسم الظاهر، أعربا اعراب الاسم المقصور، بحركات مقدرة على الألف. ولفظاهما مفرد، ومعناهما مثنى، ولذلك يجوز الاخبار عنهما بضمير المفرد وضمير المثنى، نحو: كلاهما حين جدّ الجدّ بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي إلا أن مراعاة اللفظ أرجح، وبه جاء القرآن الكريم في الآيات التي نحن بصددها، قوله تعالى «كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها» فقد ورد الإخبار عنهما بالإفراد. [سورة الكهف (18) : آية 45] وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اضرب لهم مثل) مرّ إعرابها «1» ، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدرة على الألف (كماء) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول به ثان عامله اضرب بمعنى اجعل «2»

_ (1) في الآية (32) من هذه السورة. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف أي هو كماء.. والجملة في محلّ نصب حال من مثل، والفعل بمعنى فعل متعدّ لواحد مثل اذكر..

الصرف:

(أنزلناه) فعل ماض وفاعله ومفعوله (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلناه) ، (الفاء) عاطفة (اختلط) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلط) ، (نبات) فاعل مرفوع (الأرض) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أصبح) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي النبات (هشيما) خبر أصبح منصوب (تذروه) مضارع مرفوع (الرياح) فاعل مرفوع.. و (الهاء) في (تذروه) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة (كان) مثل أصبح (الله) لفظ الجلالة اسم كان (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (مقتدرا) وهو خبر كان منصوب. جملة: «اضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ جرّ نعت ل (ماء) . وجملة: «اختلط.. نبات.....» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلناه. وجملة: «أصبح ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة اختلط. وجملة: «تذروه الرياح ... » في محلّ نصب نعت ل (هشيما) . وجملة: «كان الله ... مقتدرا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (هشيما) ، اسم جامد، هو فعيل بمعنى مفعول، اسم جمع واحدته هشيمة. (مقتدرا) ، اسم فاعل من فعل اقتدر الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة - التشبيه التمثيلي المقلوب: في قوله تعالى «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ

[سورة الكهف (18) : الآيات 46 إلى 49]

نَباتُ الْأَرْضِ» . شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والفناء، بحال النبات يكون أخضر ناضرا شديد الخضرة، ثم ييبس ويجف ويذبل، ثم يصبح هشيما فتطيره الرياح كأن لم يكن. وهو تشبيه مقلوب، لأنه كان الظاهر في هذا المعنى أن يقول: فاختلط بنبات الأرض، لأن المعروف في عرف اللغة والاستعمال دخول الباء على الكثير غير الطارئ، وإن صدق بحسب الوضع على كل من المتداخلين أنه مختلط ومختلط به، إلا أنه اختير ما في النظم الكريم للمبالغة في كثرة الماء، حتى كأنه الأصل الكثير. [سورة الكهف (18) : الآيات 46 الى 49] الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (48) وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)

الإعراب:

الإعراب: (المال) مبتدأ مرفوع (البنون) معطوف على المال بالواو وعلامة الرفع الواو (زينة) خبر مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) مثل السابق «1» ، (الواو) عاطفة (الباقيات) مبتدأ مرفوع (الصالحات) نعت للباقيات مرفوع (خير) خبر مرفوع (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير) (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (ثوابا وخير أملا) مرّ إعراب نظيرها «2» . جملة: «المال.. زينة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الباقيات.. خير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 47- (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «3» ، (نسيّر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الجبال) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (الأرض) مفعول به منصوب (بارزة) حال منصوب (الواو) حاليّة (حشرناهم) فعل ماض وفاعله، و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (نغادر) مضارع مجزوم، والفاعل نحن للتعظيم (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (أحدا) وهو مفعول به منصوب. وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نسيّر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) في الآية السابقة (45) . (2) في الآية (44) من هذه السورة. (3) أو هو معطوف على الظرف (عند ربّك) ، فيتعلّق بما تعلّق به.

وجملة: «ترى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نسيّر. وجملة: «حشرناهم» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «نغادر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة حشرناهم. 48- (الواو) عاطفة (عرضوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول، و (الواو) نائب الفاعل (على ربّك) جارّ ومجرور متعلّق بفعل عرضوا.. و (الكاف) مضاف إليه (صفّا) حال منصوبة من نائب الفاعل «1» ، (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جئتم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم و (نا) ضمير مفعول به (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (خلقنا) مثل جئتم.. و (كم) ضمير مفعول به (أوّل) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو صفته أي خلقناكم خلقا أوّل. والمصدر المؤوّل (ما خلقناكم..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله جئتمونا.. أي بعثناكم بعثنا كإنشائنا لكم أوّل مرّة. (بل) حرف للإضراب الانتقالي (زعمتم) مثل جئتم (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لن) حرف نفي ونصب (نجعل) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (موعدا) مفعول به أوّل منصوب. والمصدر المؤوّل (أن لن نجعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعمتم. وجملة: «عرضوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نسيّر.

_ (1) وهو في الأصل مصدر على تأويل مشتقّ أي مصطفّين، وإمّا على حذف مؤكّده أي صفّا صفّا.

وجملة: «جئتمونا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «زعمتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن نجعل ... » في محلّ رفع خبر أن- المخفّفة-. 49- (الواو) عاطفة (وضع) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الكتاب) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (ترى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (المجرمين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (مشفقين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مشفقين) ، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (يا) حرف نداء وتحسّر (ويلتنا) منادى متحسّر به مضاف منصوب.. و (نا) مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الكتاب) بدل من ذا- أو عطف بيان- مجرور (لا) نافية (يغادر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (صغيرة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (كبيرة) معطوف على صغيرة منصوب و (لا) زائدة لتأكيد النفي (إلّا) للحصر (أحصاها) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر.. و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الكتاب (الواو) حاليّة (وجدوا) فعل ماض وفاعله (ما) حرف مصدريّ «1» (عملوا) مثل وجدوا (حاضرا) مفعول به ثان منصوب عامله (وجدوا) . والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ نصب مفعول به أوّل.

_ (1) أو اسم موصول مبنيّ مفعول به، والعائد محذوف أي عملوه، والجملة صلة.

الصرف:

(الواو) استئنافيّة (لا) نافية (يظلم) مثل يغادر (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (أحدا) مفعول به منصوب. وجملة: «وضع الكتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زعمتم.. وجملة: «ترى المجرمين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وضع الكتاب. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب معطوفة على الحال (مشفقين) . وجملة: «التحسّر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما لهذا الكتاب ... » لا محلّ لها جواب التحسّر. وجملة: «لا يغادر ... » في محلّ نصب حال من الكتاب. وجملة: «أحصاها ... » في محلّ نصب نعت لصغيرة وكبيرة «1» . وجملة: «وجدوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل يقولون بتقدير (قد) «2» . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لا يظلم ربّك ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. الصرف: (بارزة) ، مؤنّث بارز، اسم فاعل من برز الثلاثيّ، على وزن فاعل. (صفّا) ، مصدر سماعيّ لفعل صفّ الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. (مشفقين) ، جمع مشفق، اسم فاعل من فعل أشفق الرباعيّ، وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (حاضرا) ، اسم فاعل من الثلاثيّ حضر وزنه فاعل.

_ (1) أو هي مفعول به ثان لفعل يغادر- بمعنى يترك- الذي يتعدّى لمفعولين. (2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها.

البلاغة

البلاغة 1- فن الجمع في قوله تعالى «الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا» . وهذا الفن هو: أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر في حكم واحد، وهذا الذي هو واضح في الآية الكريمة، حيث جمع المال والبنون في حكم واحد، وهو زينة الحياة الدنيا. 2- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: «يا وَيْلَتَنا» . نداء لهلكتهم التي هلكوها من بين الهلكات، فإن الويلة كالويل الهلاك، ونداؤها على تشبيهها بشخص يطلب إقباله، كأنه قيل: يا هلاك أقبل فهذا أوانك. 3- استعمال العام في النفي والخاص في الإثبات: في قوله تعالى «مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها» . فإن وجود المؤاخذة على الصغيرة، يلزم منه وجود المؤاخذة على الكبيرة فكان الظاهر لا يغادر كبيرة ولا صغيرة، بناء على ما قالوا من أن الترقي في الإثبات يكون من الأدنى إلى الأعلى، وفي النفي على عكس ذلك، إذ لا يلزم من فعل الأدنى فعل الأعلى، بخلاف النفي. لكن قال المحققون: هذا إذا كان على ظاهره، فإن كان كناية عن العموم كما هنا- وقولك ما أعطاني قليلا ولا كثيرا- جاز تقديم الأدنى على الأعلى في النفي. [سورة الكهف (18) : آية 50] وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قلنا) فعل ماض وفاعله (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلنا) ، (اسجدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (لآدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اسجدوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (سجدوا) فعل ماض وفاعل (إلّا) أداة استثناء (إبليس) مستثنى منصوب «1» ، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الجنّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان (الفاء) عاطفة (فسق) فعل ماض، والفاعل هو (عن أمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (فسق) بتضمينه معنى خرج عن الطاعة (ربّه) مضاف إليه مجرور. و (الهاء) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (تتّخذون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ذرّيّته) معطوف على الضمير الغائب المفعول.. و (الهاء) مضاف إليه (أولياء) مفعول به ثان منصوب (من دوني) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأولياء (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (عدوّ) «2» ، وهو خبر المبتدأ، مرفوع (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (بدلا) «3» ، وهو تمييز للضمير الفاعل منصوب، والمخصوص بالذمّ

_ (1) على الاستثناء المنقطع أو المتّصل بحسب علاقة إبليس بالملائكة وجنسيهما. [.....] (2) أو متعلّق بعدوّ. (3) أو متعلّق ب (بدلا) .

الصرف:

محذوف تقديره هو أي إبليس. جملة: « (اذكر) إذ قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سجدوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا وجملة: «كان من الجنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «فسق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من الجنّ وجملة: «تتّخذونه ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» وجملة: «وهم لكم عدوّ ... » في محلّ نصب حال وجملة: «بئس للظالمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بدلا) ، الاسم من بدل يبدل باب نصر، وهو العوض أو الخلف بمعنى البديل، وزنه فعل بفتحتين. [سورة الكهف (18) : آية 51] ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (51) الإعراب: (ما) نافية (أشهدتهم) فعل ماض وفاعله.. و (هم) ضمير مفعول به (خلق) مفعول به ثان منصوب (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (خلق) معطوف على خلق الأول منصوب (أنفسهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) كالأولى (كنت) فعل ماض

_ (1) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي: أتكفرون فتتّخذونه..

الصرف:

ناقص.. و (التاء) اسمه (متّخذ) خبر كنت منصوب (المضلّين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (عضدا) مفعول به ثان لاسم الفاعل متّخذ، ومفعوله الأول جاء مضافا إليه. جملة: «ما أشهدتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما كنت متّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. الصرف: (المضلّين) ، جمع المضلّ، اسم فاعل من أضلّ الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين (عضدا) اسم جامد للعضو المعروف واتّخذ وصفا على سبيل الاستعارة، وزنه فعل بفتح الفاء وضمّ العين البلاغة - التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً» . فقد شبه المضلين بالعضد، الذي يتقوى به الإنسان، وأصله العضو الذي هو من المرفق إلى الكتف، ولم يذكر الأداة، فهو تشبيه بليغ. الفوائد 1- المال والبنون. وصف الله «الْمالُ وَالْبَنُونَ» بأنهما زينة الحياة الدنيا، وسيبقون زينتها ما دامت الدنيا، وما دامت الحياة، ويطلق على هذا النوع من البلاغة «فن الجمع» ، إذ يجمع

[سورة الكهف (18) : آية 52]

المتحدث أشياء عدّة، ثم يخبر عنها بخبر واحد. ومنه حديث الرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» . ومنه قول أبي العتاهية: ان الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أيّ مفسدة [سورة الكهف (18) : آية 52] وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (52) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله (نادوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (شركائي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب نعت لشركاء (زعمتم) فعل ماض وفاعله، وقد حذف المفعولان أي زعمتموهم شركاء (الفاء) عاطفة (دعوهم) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل، و (هم) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يستجيبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا) ، (الواو) حاليّة (جعلنا) فعل ماض وفاعله (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمفعول به ثان.. و (هم) مضاف إليه (موبقا) مفعول به أوّل منصوب. جملة: «يقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «نادوا ... » في محلّ نصب مقول القول

الصرف:

وجملة: «زعمتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «دعوهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يقول وجملة: «لم يستجيبوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دعوهم وجملة: «جعلنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) الصرف: (دعوهم) ، فيه اعلال بالحذف أصله دعاوهم، فلمّا التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه فعوهم. (موبقا) ، مصدر ميميّ من وبق الثلاثيّ المعتلّ المثال بمعنى هلك، أو هو اسم مكان من الفعل نفسه، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين، وقيل هو واد في جهنّم أو النار، وقيل الحاجز. [سورة الكهف (18) : آية 53] وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً (53) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (رأى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (المجرمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو (النار) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (ظنّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (أنّهم) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب أنّ (مواقعوها) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (ها) ضمير مضاف إليه والمصدر المؤوّل (أنّهم مواقعوها..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.. (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يجدوا) مضارع مجزوم وعلامة

الصرف:

الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مصرفا) مفعول به أوّل منصوب. جملة: «رأى المجرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «لم يجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّوا ... الصرف: (مواقعوها) ، جمع مواقع، اسم فاعل من واقع الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين (مصرفا) ، اسم مكان من فعل صرف الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين. [سورة الكهف (18) : آية 54] وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (صرّفنا) فعل ماض وفاعله (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (صرّفنا) ، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان- مجرور (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (صرّفنا) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (صرّفنا) «1» ، (مثل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كان) ماض ناقص (الإنسان) اسم كان مرفوع (أكثر) خبر كان منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (جدلا) تمييز منصوب.

_ (1) و (من) لابتداء الغاية.. ويجوز أن يتعلّق بنعت للمفعول المحذوف أي مثلا من جنس كلّ مثل.

الصرف:

وجملة: «صرّفنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة وجملة: «كان الإنسان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» . الصرف: (جدلا) ، مصدر سماعيّ لفعل جدل يجدل الرجل باب فرح أي اشتدت خصومته، وزنه فعل بفتحتين [سورة الكهف (18) : الآيات 55 الى 56] وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً (55) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً (56) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (منع) فعل ماض (الناس) مفعول به منصوب (أن) حرف مصدريّ (يؤمنوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا..) في محلّ نصب مفعول به ثان. (إذ) ظرف للزمن الماضيّ مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (منع) ، (جاءهم) فعل ماض.. و (هم) ضمير مفعول به (الهدى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يستغفروا) مثل يؤمنوا ومعطوف عليه

_ (1) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف..

(ربّهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أن) مثل الأول (تأتيهم) مضارع منصوب.. و (هم) ضمير مفعول به (سنّة) فاعل مرفوع (الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (أو) حرف عطف (يأتيهم العذاب) مثل تأتيهم سنّة ومعطوف عليه (قبلا) حال منصوبة من العذاب. والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم..) في محلّ رفع فاعل منع على حذف مضاف أي إتيانها أو طلب إتيانها. جملة: «منع ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «جاءهم الهدى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يستغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنوا ... وجملة: «تأتيهم سنّة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني وجملة: «يأتيهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم 56- (الواو) عاطفة (ما) نافية (نرسل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (المرسلين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (إلّا) أداة حصر (مبشّرين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء (منذرين) معطوف على مبشّرين بالواو.. (الواو) استئنافيّة (يجادل) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (اللام) للتعليل (يدحضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يدحضوا) ، (الحقّ) مفعول به منصوب.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يدحضوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يجادل) (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (اتّخذوا) مثل كفروا (آياتي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على آيات «1» . والعائد محذوف (أنذروا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... و (الواو) نائب الفاعل (هزوا) مفعول به ثان عامله اتّخذوا، منصوب. وجملة: «ما نرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما منع وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يدحضوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) «2» وجملة: «أنذروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الصرف: (اتّخذوا) ، فيه إدغام فاء الكلمة مع تاء الافتعال، أصله تخذ، فلمّا بني على افتعل سكّنت فاء الكلمة من أجل همزة الوصل ثمّ أدغمت التاءان معا «3» .

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب معطوف على آيات. (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. (3) وهو رأي الجمهور خلافا للجوهريّ. فقد جاء في لسان العرب: «قال ابن الأثير: اتّخذ افتعل من تخذ فأدغم إحدى التاءين في الأخرى، قال وليس من أخذ في شيء، الافتعال من أخذ ائتخذ لأنّ فاءها همزة والهمزة لا تدغم بالتاء. قال الجوهري: الاتخاذ الافتعال من الأخذ إلّا أنه أدغم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثمّ لمّا كثر استعماله بلفظ الافتعال توهّموا أنّ التاء أصلية، فبنوا منه فعل يفعل قالوا تخذ يتخذ، قال وأهل العربيّة على خلاف ما قال الجوهريّ.

[سورة الكهف (18) : آية 57]

[سورة الكهف (18) : آية 57] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم) (ذكّر) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل هو، وهو العائد (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذكّر) ، (ربّه) مضاف إليه مجرور، و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أعرض) فعل ماض والفاعل هو (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة (نسي) مثل أعرض (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قدّمت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (يداه) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (انّا) حرف مشبه بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (جعلنا) فعل ماض وفاعله (على قلوبهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. و (هم) مضاف إليه (أكنّة) مفعول به أوّل منصوب (أن) حرف مصدريّ (يفقهوه) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل، و (الهاء) مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يفقهوه ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي كراهة أن يفقهوه.. (الواو) عاطفة (في آذانهم وقرا) مثل على قلوبهم أكنّة ومعطوف عليه «1» ،

_ (1) يجوز أن يكون ثمّة فعل محذوف تقديره جعلنا، وحينئذ يكون العطف من عطف الجمل.

[سورة الكهف (18) : الآيات 58 إلى 59]

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تدعهم) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و (هم) ضمير مفعول به (إلى الهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدعهم) ، وعلامة الجرّ الكسر المقدّرة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يهتدوا) مضارع منصوب مثل يفقهوا (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (أبدا) ظرف منصوب متعلّق ب (يهتدوا) . وجملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ذكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «قدّمت يداه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «إنّا جعلنا ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «تدعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا جعلنا «1» وجملة: «لن يهتدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء [سورة الكهف (18) : الآيات 58 الى 59] وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58) وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (59) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ربّك) مبتدأ مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (الغفور) خبر مرفوع «2» ، (ذو) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو،

_ (1) أو استئنافيّة من غير تعليل. (2) أو نعت لربّك.. وجملة يؤاخذهم الخبر.

(الرحمة) مضاف إليه مجرور (لو) حرف شرط غير جازم (يؤاخذهم) مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ «1» ، (كسبوا) فعل ماض وفاعله (اللام) رابطة لجواب لو (عجّل) فعل ماض، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّل) ، (العذاب) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (ما كسبوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤاخذهم) . (بل) حرف إضراب وابتداء (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (موعد) مبتدأ مؤخّر مرفوع (لن يجدوا) مثل لن يهتدوا «2» ، (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (موئلا) «3» ، و (الهاء) مضاف إليه (موئلا) مفعول به. جملة: «ربّك الغفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يؤاخذهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «عجّل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «لهم موعد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لن يجدوا ... » في محلّ رفع نعت لموعد 59- (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف أي كسبوه. (2) في الآية السابقة (57) . (3) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إن جعلت (يجدوا) متعدّيا لاثنين. [.....] (4) يجوز أن تكون خبرا ثالثا للمبتدأ ربّك.

الصرف:

المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (القرى) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أهلكناهم) فعل ماض وفاعله.. و (هم) ضمير مفعول به (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط متعلّق بفعل محذوف تقديره أهلكناهم وهو جواب الشرط (ظلموا) مثل كسبوا (الواو) عاطفة (جعلنا لمهلكهم موعدا) مثل جعلنا على قلوبهم أكنّة «1» . وجملة: «تلك القرى أهلكناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّك الغفور.. وجملة: «أهلكناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) وجملة: «ظلموا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الجواب مقدّرة أي أهلكناهم وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلكناهم الصرف: (موئلا) ، هو مصدر ميميّ من فعل وأل الثلاثيّ بمعنى رجع من باب ضرب.. أو هو اسم زمان أو اسم مكان، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين (مهلك) ، هو مصدر ميميّ من فعل هلك الثلاثيّ باب ضرب وباب فتح، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين الفوائد - قاعدة اسم التفضيل:

_ (1) في الآية (57) من هذه السورة.

[سورة الكهف (18) : الآيات 60 إلى 62]

أ- إذا كان مقترنا ب «ال» امتنع وصله ب «من» الجارة فلا يقال: «فلان الأفضل من فلان» . ب- إذا تجرد من «ال والإضافة» فلا بد من إفراده وتذكيره وأن تتصل به «من» الجارة ولو تقديرا، نحو «وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى» .. ج- إذا أضيف إلى نكرة وجب إفراده وتذكيره، وامتنع وصله ب «من» الجارة. ء- وإذا أضيف إلى معرفة امتنع أيضا وصله بمن الجارة، وجاز فيه وجهان: الإفراد والتذكير من جهة، ومطابقته لما قبله من جهة أخرى نحو: «أَحْرَصَ النَّاسِ» بالإفراد، و «أَكابِرَ مُجْرِمِيها» بالجمع، أي المطابقة وعدمها..! [سورة الكهف (18) : الآيات 60 الى 62] وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60) فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (61) فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (62) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض فاعله (موسى) ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لفتاه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، و (الهاء) مضاف إليه (لا) نافية (أبرح) مضارع مرفوع، والفاعل أنا «1» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (أبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة

_ (1) و (أبرح) بمعنى أترك أو أغادر فيحتاج إلى مفعول، وهو مقدّر لا أبرح سيري- أو مهمّتي- حتّى أبلغ.. ويجوز أن يكون الفعل ناقصا خبره محذوف تقديره سائرا.. والعكبريّ يجيز أن يكون الخبر (حتّى أبلغ) بتأويل متكلّف.

بعد حتّى، والفاعل أنا (مجمع) مفعول به منصوب (البحرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ بالياء (أو) حرف عطف (أمضي) مضارع منصوب معطوف على (أبلغ) وهو مثله «1» ، (حقبا) ظرف زمان منصوب متعلّق و (أمضي) . والمصدر المؤوّل (أن أبلغ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أبرح) . جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لا أبرح ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أبلغ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «أمضي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ 61- (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن الشرط متعلّق ب (نسيا) ، (بلغا) فعل ماض، و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (مجمع) مفعول به منصوب (بين) مضاف إليه مجرور «2» ، و (هما) ضمير مضاف إليه (نسيا) مثل بلغا (حوتهما) مفعول به منصوب.. و (هما) مثل الأول (الفاء) عاطفة (اتّخذ) فعل ماض، والفاعل هو أي الحوت (سبيله) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من سبيل- أو من سربا- (سربا) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «بلغا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «نسيا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) يجوز أن ينصب بأن مضمرة بعد أو التي بمعنى (إلّا) أي إلّا أن أمضي زمانا أتيقن معه فوات مجمع البحرين. (2) والبين بمعنى الوصل، وبمعنى الفرقة أيضا فهو من الأضداد، ويجوز أن يكون ظرفا معربا أضيف إليه لفظ مجمع.

الصرف:

62- (الفاء) عاطفة (لمّا جاوزا قال) مثل لمّا بلغا.. نسيا (لفتاه) مثل الأول (آتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (نا) ضمير مفعول به (غداءنا) مفعول به ثان منصوب، و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لقينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (من سفرنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (لقينا) ، و (نا) مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من سفرنا- أو عطف بيان- (نصبا) تمييز منصوب. وجملة: «جاوزا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «آتنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «لقينا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، والقسم وجوابه استئناف تعليليّ. الصرف: (مجمع) ، اسم مكان من جمع الثلاثيّ على وزن مفعل بفتح الميم والعين (حقبا) ، اسم بمعنى الدهر، جمعه أحقاب، وزنه فعل بضمّتين، ووزن الجمع أفعال، وضمّ العين هنا للاتباع لغة، ويجوز فتحها. (غداء) ، اسم للطعام يتناول في الغدد وزنه فعال بفتح الفاء، وفيه إبدال الواو في آخره همزة بعد الألف الساكنة. [سورة الكهف (18) : آية 63] قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (63)

الإعراب:

الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي الفتى (الهمزة) للاستفهام التعجبيّ (رأيت) فعل ماض وفاعله، والمفعول محذوف أي: أرأيت حالنا (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالمحذوف أو بحال منه (أوينا) مثل لقينا «1» ، (الى الصخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوينا) ، (الفاء) استئنافيّة (إنّي) حرف مشبّه بالفعل.. و (الياء) ضمير اسم إنّ (نسيت) مثل رأيت (الحوت) مفعول به منصوب (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (إنسانية) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر، و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به أوّل، و (الهاء) مفعول به ثان (إلّا) أداة حصر (الشيطان) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (أذكره) مضارع منصوب، و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا. والمصدر المؤوّل (أن أذكره..) في محلّ نصب بدل اشتمال من الهاء في أنسانيه. (الواو) عاطفة (اتّخذ.. عجبا) مثل اتّخذ.. سربا «2» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرأيت ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أوينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «إنّي نسيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نسيت ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «ما أنسانيه إلّا الشيطان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة

_ (1) في الآية السابقة (62) . (2) في الآية (61) من هذه السورة.. ويجوز في (عجبا) أيضا مفعول مطلق لفعل محذوف.. فالمفعول الثاني على هذا الجارّ والمجرور (في البحر) .

[سورة الكهف (18) : الآيات 64 إلى 65]

وجملة: «أذكره ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي نسيت [سورة الكهف (18) : الآيات 64 الى 65] قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (64) فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (65) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي موسى (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (نبغي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة من الرسم تخفيفا، والفاعل نحن (الفاء) عاطفة (ارتدّا) مثل بلغا «1» ، (على آثارهما) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارتدّا) ، و (هما) ضمير مضاف إليه (قصصا) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» منصوب جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ذلك ما كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنّا نبغي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «نبغي ... » في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: «ارتدّا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

_ (1) في الآية (61) من هذه السورة. (2) أو مصدر في موضع الحال أي مقتصّين.

الصرف:

65- (الفاء) عاطفة (وجدا) مثل بلغا «1» ، (عبدا) مفعول به منصوب (من عبادنا) جارّ ومجرور متعلّق بنعت (عبدا) ، و (نا) مضاف إليه (آتيناه) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (رحمة) مفعول به منصوب (من عندنا) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لرحمة «2» ، و (نا) مثل الأول (الواو) عاطفة (علّمناه) ، مثل آتيناه (من لدنّا) جارّ ومجرور، والاسم في محلّ جرّ متعلّق ب (علّمناه) «3» . و (نا) مثل الأول (علما) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «وجدا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتدّا وجملة: «آتيناه ... » في محلّ نصب نعت ل (عبدا) «4» وجملة: «علّمناه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة آتيناه.. الصرف: (قصصا) مصدر سماعي للثلاثي قصّ الأثر بمعنى تتّبعه شيئا فشيئا وزنه فعل بفتحتين الفوائد 1- لدن: أ- هي بجميع لغاتها وأقسامها لأول غاية زمان أو مكان وهي مثل «عند»

_ (1) في الآية (61) من هذه السورة. (2) أو متعلّق ب (اتيناه) . (3) أو متعلّق بمحذوف حال من (علما) . (4) أو هي حال من (عبدا) لأنّه وصف.

بمعناها وإضافتها، وتجرّ ما بعدها بالإضافة لفظا إن كان معربا، ومحلّا ان كان مبنيّا أو جملة. فالأول نحو «مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ» والثاني نحو «وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً» والثالث الجملة، نحو «لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب» . ف «لدن» ملازمة للإضافة، فإذا كانت إضافتها إلى جملة تمحّضت للزمان، لأن ظروف المكان لا يضاف منها إلى الجملة إلا «حيث» . وإذا اتصلت ب «لدن» ياء المتكلم اتصلت بها نون الوقاية، فيقال: «لدنيّ» بتشديد النون. ب- «لدن» تفارق «عند» بستة أمور: 1- مختصة بمبدإ الغايات. 2- قلما يفارقها لفظ «من» الواقع قبلها. 3- أنها مبنية إلا في لغة قيس. 4- جواز إضافتها إلى الجمل. 5- جواز إفرادها قبل «غدوة» ، وتنصب «غدوة» بها، على خلاف في تسمية المنصوب، نحو قوله: لدن غدوة حتى دنت لغروب 6- لا تقع إلا فضلة، فتقول: السفر من عند دمشق، وليس من لدن دمشق. ج- «لدن» تفارق «لدى» بخمسة أمور: 1- لدن تحل محل ابتداء غاية، نحو «جئت من لدنه» . وهذا لا يصح في «لدى» . 2- «لدن» لا يصح وقوعها عمدة في الكلام. 3- «لدن» كثيرا ما تجرّ ب «من» كما مر، بخلاف «لدى» . 4- «لدن» تضاف إلى الجملة، وهو ممتنع في لدى.

[سورة الكهف (18) : آية 66]

5- إذا وقعت «لدن» قبل «غدوة» ، جاز جرّ غدوة بالإضافة، ونصبها على التمييز، ورفعها على تقدير «لدن كانت غدوة» . أما «لدى» ليس فيها إلا الإضافة فقط. 6- تخفيف لدن إلى «لد» : قد تخفف لدن إلى «لد» لكثرة الاستعمال نحو قول الشاعر: من «لد» شولا فإلى اتلائها. وهذا البحث فيه طرائف تجدها في المطولات. [سورة الكهف (18) : آية 66] قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66) الإعراب: (قال.. موسى) مرّ إعرابها «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (هل) حرف استفهام (أتّبعك) مضارع مرفوع، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (على) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ (تعلّمن) مضارع منصوب، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تعلّمن) ، (علّمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) ضمير نائب الفاعل (رشدا) مفعول به ثان منصوب عامله تعلّمن «2» . والمصدر المؤوّل في (أن تعلّمن) محلّ جرّ متعلّق بحال من الكاف أي مثابرا على تعلّمن جملة: «قال له موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) في الآية (60) من هذه السورة. [.....] (2) علمت، مفعوله محذوف وهو العائد أي علّمته.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف.. أو مفعولا لأجله عامله أتّبعك.

[سورة الكهف (18) : الآيات 67 إلى 68]

وجملة: «هل أتّبعك ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «تعلّمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «علّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) [سورة الكهف (18) : الآيات 67 الى 68] قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (68) الإعراب: (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي الرجل العالم (إنّك) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لن) حرف نفي ونصب (تستطيع) مضارع منصوب، والفاعل أنت (معي) ظرف منصوب متعلّق بحال من الفاعل أي ماشيا معي (صبرا) مفعول به منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «إنّك لن تستطيع ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «تستطيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ 68- (الواو) عاطفة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (تصبر) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ «1» متعلّق ب (تصبر) ، (لم) حرف نفي وجزم (تحط) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحط) (خبرا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو مرادف له «2» . وجملة: «تصبر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّك لن تستطيع. وجملة: «تحط ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

_ (1) أو هو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت في محلّ جرّ. (2) لأنّ الخبر بالشيء هو الإحاطة به.

الصرف:

الصرف: (خبرا) ، مصدر سماعيّ لفعل خبر يخبر الشيء وبه علمه بحقيقته من بابي فتح وكرم، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي خبر بكسر الخاء وخبرة بضمّ الخاء وكسرها ومخبرة بفتح الميم وضمّ الباء وفتحها [سورة الكهف (18) : آية 69] قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (69) الإعراب: (قال) مثل السابق «1» ، (السين) حرف استقبال (تجدني) مضارع مرفوع.. و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (صابرا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (أعصي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعصي) ، (أمرا) مفعول به جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «ستجدني ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جملة تجدني.. وجملة: «أعصي ... » في محلّ نصب معطوف على المفعول الثاني صابرا أي: صابرا وغير عاص «2» . [سورة الكهف (18) : آية 70] قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (70)

_ (1) في الآية السابقة. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول لا محلّ لها.. أو معطوفة على مقول القول.

الإعراب:

الإعراب: (قال) مثل السابق «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إن) مثل السابق «2» ، (اتّبعتني) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، و (التاء) ضمير فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تسألني) مضارع مجزوم، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به، والفاعل أنت، (عن شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تسألني) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (أحدث) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحدث) ، (منه) مثل لك متعلّق بحال من (ذكرا) وهو مفعول به منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إن اتّبعتني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عزمت على الصبر.. وجملة: «لا تسألني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «أحدث ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن أحدث) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تسأل) «3» الفوائد - الرسول يحدث عن الخضر: عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله/ صلّى الله عليه وسلّم/ يقول: قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال أنا أعلم. فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه، فأوحى الله إليه: أن لي عبدا بمجمع البحرين، هو أعلم منك، قال موسى: أي ربّ، كيف لي به. فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فحيث تفقد

_ (1، 2) في الآية السابقة. (3) أو متعلّق بفعل مقدّر متضمّن معنى لا تسألني، أي اصبر حتّى أحدث.

[سورة الكهف (18) : الآيات 71 إلى 73]

الحوت فهو ثمّ. فانطلق وانطلق معه فتاه، وهو يوشع بن نون، يمشيان حتى أتيا صخرة فرأى رجلا مسجّى، عليه ثوب، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: أنّى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى قال: موسى بني إسرائيل. قال: نعم. قال: انك على علم من علم الله علّمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه. وقال البيضاوي: ولا ينافي نبوته وكونه صاحب شريعة «سيدنا موسى» أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا في أبواب الدين، فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم ممن أرسل إليهم فيما يبعث به من أصول الدين وفروعه لا مطلقا، وقد راعى موسى في ذلك غاية التواضع والأدب، فاستجهل نفسه، واستأذن أن يكون تابعا له، وسأله أن يرشده وينعم عليه بتعليم بعض ما أنعم الله به عليه..! [سورة الكهف (18) : الآيات 71 الى 73] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (71) قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (72) قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (73) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (انطلقا) فعل ماض، و (الألف) ضمير فاعل (حتّى) للابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب (خرقها) ، (ركبا) مثل انطلقا (في السفينة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ركبا) ،

(خرقها) فعل ماض، و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الرجل العالم (الخضر) ، (قال) مثل خرق (الهمزة) للاستفهام التعجّبي (خرقتها) فعل ماض وفاعله ومفعوله (اللام) لام التعليل (تغرق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (أهلها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تغرق..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خرقتها) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جئت) مثل خرقت (شيئا) مفعول به منصوب (إمرا) نعت ل (شيئا) منصوب. جملة: «انطلقا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ركبا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «خرقها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «خرقتها ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «تغرق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «جئت شيئا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر 72- (قال) مثل خرق (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (لم) حرف نفي وجزم (أقل) مضارع مجزوم، والفاعل أنا (إنّك) حرف مشبّه بالفعل، والكاف ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (لن تستطيع معي صبرا) مرّ إعرابها «1» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «لم أقل ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل قال

_ (1) الآية (67) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إنّك لن تستطيع ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل أقل وجملة: «تستطيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ 73- (قال) مثل خرق (لا) ناهية جازمة (تؤاخذني) مضارع مجزوم، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «1» ، (نسيت) فعل ماض.. و (التاء) فاعل. والمصدر المؤوّل (ما نسيت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تؤاخذ) (الواو) عاطفة (لا ترهقني) مثل لا تؤاخذني (من أمري) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الفاعل أي ضائقا من أمري (عسرا) مفعول به ثان منصوب بتضمين ترهق معنى تكلّف «2» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «لا تؤاخذني ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نسيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «لا ترهقني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تؤاخذني الصرف: (السفينة) ، اسم جامد لوسيلة النقل في البحر وزنه فعيلة، والجمع سفن زنة فعل بضمّتين وسفين وسفائن.

_ (1) أو اسم موصول- أو نكرة موصوفة مجرور بالباء، والعائد محذوف أي نسيته، والجملة صلة لا محلّ لها، أو نعت ل (ما) في محلّ جرّ. (2) وفي المختار: رهقه: غضيه، وبابه طرب، وأرهقه عسرا كلّفه إيّاه.

البلاغة

(إمرا) ، صفة مشبّهة من أمر الشيء أي عظم ونكر، وزنه فعل بكسر فسكون البلاغة - التورية: في قوله تعالى «قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ» . أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان، يوهمه أنه قد نسي ليبسط عذره في الإنكار، وهو من معاريض الكلام التي يتّقى بها الكذب، مع التوصل إلى الغرض، كقول إبراهيم: هذه أختي، واني سقيم. [سورة الكهف (18) : آية 74] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (74) الإعراب: (فانطلقا حتّى إذا لقيا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (غلاما: مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة للتعقيب (قتله) فعل ماض، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الخضر (قال أقتلت نفسا) مثل قال أخرقتها «2» ، (زكيّة) نعت ل (نفسا) منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل قتلت أي: ظالما، أو من المفعول أي: مظلوما «3» ، (نفس) مضاف إليه مجرور (لقد جئت شيئا نكرا) مثل لقد جئت شيئا إمرا «4» . جملة: «انطلقا ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1، 2) في الآية (71) من هذه السورة. (3) يجوز تعليقه بفعل قتلت أي: بلا سبب ... أو بمحذوف مطلق أي قتلا بغير نفس. (4) في الآية (71) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «لقيا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «أقتلت ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل القول وجملة: «جئت شيئا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر استئنافيّة في حيّز القول الصرف: (زكيّة) ، مؤنّث زكيّ، صفة مشبّهة من زكا يزكو باب قتل، وزنه فعيل، وفد أدغمت عينه مع لامه، واللام فيه منقلبة عن واو، أصله زكيو، اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع ياء فعيل، والمؤنّث فعيلة. (نكرا) ، صفة مشبّهة من نكر ينكر باب كرم أي عظم واشتدّ وزنه فعل بضمّ فسكون، وقد يأتي اللفظ بضمّتين في المعنى نفسه.

الجزء السادس عشر بقية سورة الكهف

[سورة الكهف (18) : آية 75]

[سورة الكهف (18) : آية 75] قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (75) «1» الإعراب: (لك) متعلّق ب (أقل) «2» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أقل ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل (قال) . وجملة: «إنّك لن تستطيع ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل (أقل) . [سورة الكهف (18) : آية 76] قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (76) الإعراب: (سألتك) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (عن شيء) متعلّق ب (سألتك) ، (بعد) متعلّق بفعل سألتك (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لدنّي) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق بحال من (عذرا) .. و (النون) الثانية للوقاية (عذرا) مفعول به منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سألتك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تصاحبني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) بعد أن منّ الله عليّ بتيسير إعراب النصف الأول من القرآن العظيم رأيت من المناسب أن أقصر إعرابي في النصف الثاني على ما يحتاج إليه المعرب في الأسماء والأفعال وحروف المعاني وإعراب الجمل وتعليق الجارّ والظرف، وذكر أوجه الإعراب المختلفة- إن كان ثمّة أوجه- بحسب قراءة حفص وحدها. أمّا في الصرف فسأتعرّض إلى الألفاظ التي لم يجر صرفها في النصف الأول، وأحيل القارئ الكريم- في النادر- إلى بعض الألفاظ التي جرى صرفها من قبل، والله المعين الموفّق. [.....] (2) انظر الآية (72) من سورة الكهف هذه، في الجزء (15) .

الصرف:

وجملة: «بلغت ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. الصرف: (عذرا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عذر باب ضرب وزنه فعل بضم فسكون. [سورة الكهف (18) : آية 77] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (77) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (حتّى) حرف ابتداء (الفاء) عاطفة (أبوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (يضيّفوهما) مضارع، علامة النصب حذف النون. والمصدر المؤوّل (أن يضيّفوهما) في محلّ نصب مفعول به عامله أبوا. (فيها) متعلّق ب (وجدا) . والمصدر المؤوّل (أن ينقضّ..) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) رابطة لجواب لو (عليه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل اتّخذ (أجرا) مفعول به أوّل منصوب. جملة: «انطلقا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتيا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «استطعما ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وهي عند ابن هشام صفة لقرية وليست جوابا للشرط.. إنّما جملة قال لو شئت.. هي جملة الجواب.. قال لأنّ تكرار الظاهر يعري الجملة عن معنى الجواب ولأنّها تقاس على جملة الجواب في قصة الغلام وهو قوله تعالى: قال أقتلت نفسا زكية..

الصرف:

وجملة: «أبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استطعما. وجملة: «يضيّفوهما ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «وجدا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أبوا ... وجملة: «ينقضّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب نعت ل (جدارا) . وجملة: «أقامه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدا.. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «شئت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّخذت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (أبوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله أباوا، التقى ساكنان فحذف لام الكلمة وهو الألف، وبقيت الفتحة على الباء دلالة على المحذوف، وزنه فعوا بفتح العين. (جدارا) ، اسم جامد للحائط أو الحاجز بين مكانين، وزنه فعال بكسر الفاء. الفوائد - الاستعارة: في قوله تعالى «فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ» . المراد من إرادة السقوط قربه من ذلك، على سبيل المجاز المرسل، بعلاقة تسبب إرادة السقوط لقربه، أو على سبيل الاستعارة بأن يشبه قرب السقوط بالإرادة لما فيها من الميل، ويجوز أن يعتبر في الكلام استعارة مكنية وتخييلية.

[سورة الكهف (18) : آية 78]

[سورة الكهف (18) : آية 78] قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (78) الإعراب: (هذا) مبتدأ خبره (فراق) ، (بيني) مضاف إليه مجرور «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (بين) معطوف على الأول مجرور مثله (بتأويل) متعلّق ب (أنبّئك) ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (عليه) متعلّق ب (صبرا) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هذا فراق ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سأنبّئك ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تستطع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (فراق) ، مصدر سماعيّ لفعل فارق الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء. (بيني- بينك) ، اسم بمعنى الوصل ويأتي بمعنى الفراق فهو من الأضداد، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد 1- أفعال تنصب ثلاثة مفاعيل: هي: أعلم وأرى وأنبأ ونبّأ وأخبر وخبّر وحدّث.

_ (1) (بين) هنا اسم بمعنى الوصل أي: تفريق وصلنا.. وأضيف بين إلى غير متعدّد لوجود التكرار بالعطف.

[سورة الكهف (18) : الآيات 79 إلى 82]

والأصل في هذه الأفعال «أعلم وأرى» وهما في الأصل من الأفعال التي تنصب مفعولين قبل زيادة همزة التعدية عليهما، فهما في الأصل «علم ورأى» . ويلحق بهما «خبّر» ، فهي للإعلام أيضا. وما تبقى فليس لها ثلاثي يفيد العلم. وتستعمل هذه الخمسة متعدية إلى مفعول واحد. دون واسطة نحو «حدثت عليا» ، وإلى أكثر من واحد بالباء نحو «حدثتك بخبر أخيك» . ومنه قوله تعالى: «سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً» . ولهذا الحديث تتمة تأتي في مواقيتها بإذن الله. 2- القصص في القرآن: ألمحنا فيما سبق إلى بعض خصائص القصة في القرآن، ولما لهذا الحديث من أهمية، نعود للتذكير به، ولإيضاح بعض جوانبه، وخصوصا أننا أمام قصة من روائع القصص القرآني، وذات فوائد متعددة فالحظ معي هذا الحوار الذي جرى بين موسى والخضر، والذي قوامه الإخبار من جهة، واستعمال همزات الاستنكار من جهة، ثم الإيجاز والاقتصار على ما لا بد منه لتأليف هيكل القصة، وأخيرا وليس آخرا استعمال «أمّا» التفصيلية لشرح غوامض القصة التي تنتظر ريشة الفنان الموهوب لاستخراج دررها من أصدافها، وتقديمها على طبق من فضة، لرواد الفن، ومن يجدون في فن القصة من المتعة ما لا يجدونه في غيره من الفنون. [سورة الكهف (18) : الآيات 79 الى 82] أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82)

الإعراب:

الإعراب: (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لمساكين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كانت، وعلامة الجرّ الفتحة، فهو ممنوع من الصرف (في البحر) متعلّق ب (يعملون) ، (الفاء) عاطفة. والمصدر المؤوّل (أن أعيبها) في محلّ نصب مفعول به عامله أردت. (وراءهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر كان (ملك) اسم كان الناقص (غصبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مبيّن لنوعه «1» . جملة: «السفينة فكانت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانت لمساكين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ «2» . وجملة: «يعملون ... » في محلّ جرّ نعت لمساكين. وجملة: «أردت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت.. وجملة: «أعيبها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي غاصبا لها.. أو هو مفعول لأجله منصوب. (2) أصل التعبير: مهما يكن من شيء فالسفينة كانت.. فلمّا حلّت أمّا محلّ الشرط وفعله انتقلت الفاء إلى الخبر.

وجملة: «كان وراءهم ملك» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) «1» . وجملة: «يأخذ ... » في محلّ رفع نعت لملك. 80- (الواو) عاطفة (أبواه) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (مؤمنين) خبر كان منصوب، وعلامة النصب الياء (الفاء) عاطفة (طغيانا) مصدر في موضع الحال المقدّرة «2» . والمصدر المؤوّل (أن يرهقهما) في محلّ نصب مفعول به عامله خشينا. وجملة: «الغلام فكان ... » لا محلّ لها معطوفة على السفينة كانت.. وجملة: «كان أبواه مؤمنين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الغلام) . وجملة: «خشينا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان أبواه.. وجملة: «يرهقهما ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . 81- (الفاء) عاطفة (خيرا) مفعول به ثان منصوب عامله يبدلهما (منه) متعلّق ب (خيرا) ، (زكاة) تمييز منصوب ل (خيرا) ، (رحما) تمييز منصوب ل (أقرب) المعطوف على (خيرا) منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنّه صفة على وزن أفعل، وقدّر (منه) لأنّه ذكر من قبل. والمصدر المؤوّل (أن يبدلهما..) في محلّ نصب مفعول به عامله أردنا.. وجملة: «أردنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خشينا. وجملة: «يبدلهما ربّهما ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . 82- (الواو) عاطفة (لغلامين) متعلّق بخبر كان، وعلامة الجرّ الياء (في

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة في حكم التعليل. (2) أو مفعول لأجله منصوب.

المدينة) متعلّق بنعت ثان ل (غلامين) (الواو) عاطفة (تحته) ظرف منصوب متعلّق بخبر كان (كنز) اسم كان مؤخّر مرفوع (لهما) متعلّق بنعت ل (كنز) . والمصدر المؤوّل (أن يبلغا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد. (يستخرجا) مضارع منصوب معطوف على (يبلغا) بالواو، وعلامة النصب حذف النون مثل الأوّل، و (الألف) فاعل في كليهما (رحمة) مفعول لأجله منصوب عامله أراد «1» ، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (رحمة) (الواو) عاطفة (ما) نافية (عن أمري) جارّ ومجرور حال من الفاعل أي مستقلّا أو منفردا (ذلك) مبتدأ خبره (تأويل) (ما) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (عليه) متعلّق ب (صبرا) ، وجملة: «الجدار فكان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الغلام فكان.. وجملة: «كان لغلامين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الجدار) . وجملة: «كان تحته كنز ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان لغلامين. وجملة: «كان أبوهما صالحا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان لغلامين. وجملة: «أراد ربّك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان لغلامين «2» . وجملة: «يبلغا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يستخرجا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلغا..

_ (1) أو مصدر في موضع الحال. (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة بعد الفاء.

الصرف:

وجملة: «ما فعلته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا الجدار ... وجملة: «ذلك تأويل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لم تسطع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (غصبا) ، مصدر سماعيّ لفعل غصب يغصب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (زكاة) ، اسم من زكا يزكو الرجل أي صلح فهي بمعنى الصلاح، وزنه فعله بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله زكوة جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (رحما) ، مصدر رحم يرحم باب فرح بمعنى برّ به وأشفق عليه، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي رحمة، ومرحمة، ورحم بضمّتين. (تسطع) ، فيه حذف تاء الافتعال، واستطاع واسطاع لغتان حيث تحذف التاء من الماضي والمضارع «1» . البلاغة 1- التقديم والتأخير: في قوله تعالى «فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها» . قوله «فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها» مسبب عن خوف الغصب عليها، فكان حقه أن يتأخر عن السبب، وإنما قدم للغاية، ولأن خوف الغصب ليس هو السبب وحده، ولكن مع كونها للمساكين. 2- تعليم الأدب: في قوله تعالى «فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها» . حيث قال الله في آية لاحقه: «فَأَرادَ رَبُّكَ» .

_ (1) سيرد في الآية (97) من هذه السورة استعمال الماضي بغير التاء: «فما اسطاعوا أن يظهروه ... » .

[سورة الكهف (18) : الآيات 83 إلى 85]

أسند ما ظاهره شر لنفسه، وأسند الخير إلى الله تعالى، وذلك لتعليم الأدب مع الله جل وعلا. [سورة الكهف (18) : الآيات 83 الى 85] وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عن ذي) متعلّق ب (يسألونك) ، وعلامة الجرّ الياء (عليكم) متعلّق ب (أتلو) ، (منه) متعلّق بحال من (ذكرا) مفعول أتلو. جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سأتلو ... » في محلّ نصب مقول القول. 84- (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و (نا) اسمه، ومفعول (مكّنّا) محذوف تقديره الأمر، (له) متعلّق ب (مكّنّا) وكذلك (في الأرض) ، (من كلّ) متعلّق ب (آتينا) «1» ، (سببا) مفعول به ثان عامله آتينا. وجملة: «إنّا مكّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مكّنّا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو بمحذوف حال من (سببا) .

الصرف:

وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة مكّنّا.. 85- (الفاء) عاطفة (سببا) مفعول به منصوب «1» . وجملة: «أتبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا مكّنّا. الصرف: (القرنين) مثنّى قرن، اسم جامد لما يظهر في رأس ذوات الأظلاف، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه قرون بضمّ القاف. (سببا) ، اسم جامد بمعنى الحبل، ثمّ أستعير لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء، وزنه فعل بفتحتين. [سورة الكهف (18) : آية 86] حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) الإعراب: (حتّى) حرف ابتداء (في عين) متعلّق ب (تغرب) «2» ، (الواو) عاطفة (عندها) ظرف منصوب متعلّق ب (وجد) «3» . (ذا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف (إمّا) حرف تخيير «4» ، (فيهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (تتّخذ) ، والمفعول الأوّل (حسنا) .

_ (1) قيل المفعول الثاني محذوف أي أتبع سببا سببا آخر، وقيل هو متعدّ لواحد. (2) والرؤية بحسب الظاهر لا بحسب الحقيقة. (3) أو متعلّق بحال من (قوما) . (4) أو هو حرف تقسيم. [.....]

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تعذّب) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي إمّا تعذيبك واقع بهم «1» والمصدر المؤوّل (أن تتّخذ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي اتّخاذك حسنا فيهم واقع بهم «2» . جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجدها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تغرب ... » في محلّ نصب حال من المفعول. وجملة: «وجد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد (الأولى) . وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (النداء) يا ذا القرنين» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعذيبك (واقع..) » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اتّخاذك.. (واقع) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. الصرف: (حمئة) ، مؤنّث حمىء، وزنه فعلة بفتح فكسر، صفة مشبّهة من حمىء يحمأ باب فرح إذا خالط الحمأة وهو الطين الأسود. الفوائد - خداع البصر. كثيرا ما يرد الخطاب الموجّه إلى الناس في القرآن الكريم، مراعيا حواسهم في الإدراك، ويكون الكلام ضربا من المجاز إذا قارناه بالحقيقة والواقع. ومنه قوله

_ (1) ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: الجزاء تعذيبك لهم. (2) والعطف حينئذ من عطف الجمل أو يمكن عطف المصدر الثاني على المصدر الأول، وتقدير كلّ من الخبر أو المبتدأ للمصدرين معا.

[سورة الكهف (18) : الآيات 87 إلى 89]

تعالى: «وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ» ، وفي رواية حامية. والحقيقة أن الشمس لا تغرب في وسط العين «الحمئة» وانما هذا ما تدركه العين المبصرة وخداع الحواس كثير، حتى لقد ألّفت فيه الكتب، وانطلقت به ألسنة الشعراء. يقول المعري: والنجم تستصغر الأبصار رؤيته ... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر وحيثيات العلم وثبوتياته، تقرر أن الشمس تغرب وراء الكرة الأرضية، بسبب دورانها، وليس بداخلها كما تصور الحواس. وحاشا لله أن يقول ما ليس بحق، وانما هو المجاز ومراعاة مبلغ ادراك الناس. فتأمل هدانا وهداكم الله. [سورة الكهف (18) : الآيات 87 الى 89] قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) الإعراب: (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم موصول مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا «1» ، (سوف) حرف استقبال، وفاعل (نعذّب) ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (يردّ) مضارع مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى ربّه) متعلّق ب (يردّ) ، (الفاء) عاطفة (عذابا) مفعول مطلق منصوب (نكرا) نعت ل (عذابا) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من ظلم ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أصل التركيب في (أمّا من ظلم..) : مهما كان الأمر فمن ظلم سوف نعذّبه.. فلمّا حلّت (أمّا) محلّ الشرط وباشرت المبتدأ (من) نقلت الفاء الرابطة إلى الخبر، وهكذا شأن الخبر الواقع بعد أمّا تتصل به الفاء الرابطة.

وجملة: «ظلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «سوف نعذّبه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يردّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نعذّبه. وجملة: «يعذّبه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يردّ. 88- (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر مقدّم (جزاء) مصدر في موضع الحال من الحسنى منصوب «2» . أي: مجزيّا بها (الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (له) متعلّق ب (نقول) (من أمرنا) متعلّق ب (نقول) ، و (من) لابتداء الغاية (يسرا) مفعول به منصوب «3» . وجملة: «من آمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة من ظلم.. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: «له.. الحسنى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «سنقول ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحسنى. 89- (سببا) مفعول به منصوب «4» . وجملة: «أتبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبع الأولى «5» .

_ (1) أصل التركيب في (أمّا من ظلم..) : مهما كان الأمر فمن ظلم سوف نعذّبه.. فلمّا حلّت (أمّا) محلّ الشرط وباشرت المبتدأ (من) نقلت الفاء الرابطة إلى الخبر، وهكذا شأن الخبر الواقع بعد أمّا تتصل به الفاء الرابطة. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزى بها جزاء.. وقال الفرّاء هو تمييز لبيان نسبة الخبر إلى المبتدأ. (3) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أو صفته، وقد يجيء المصدر وصفا. (4) انظر الآية (85) من السورة. (5) يجوز جعل (ثمّ) حرف استئناف، فالجملة استئنافيّة.

[سورة الكهف (18) : آية 90]

[سورة الكهف (18) : آية 90] حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (90) الإعراب: (حتّى إذا.. تطلع) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (على قوم) متعلّق ب (تطلع) ، (لهم) متعلّق بمفعول ثان لفعل نجعل (من دونها) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سترا) وهو مفعول به أوّل منصوب. جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجدها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تطلع ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «نجعل ... » في محلّ جرّ نعت لقوم الصرف: (مطلع) ، اسم مكان من طلع يطلع باب نصر، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين خلافا للقياس. (سترا) ، اسم لما يستر به من فعل ستر يستر باب نصع وباب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه ستور وأستار. الفوائد - اسم الزمان والمكان: تحدثنا فيما سبق عن اسمي الزمان والمكان ما فيه الكفاية. ولتمام الفائدة نؤكّد

_ (1) في الآية (86) من هذه السورة.

[سورة الكهف (18) : الآيات 91 إلى 92]

أنهما يصاغان، مما فوق الثلاثي على وزن مضارعه بعد إبدال حرف المضارع ميما مضمومة وفتح ما قبل آخره، نحو مجتمع، ومنتظر، ومستشفى. وهما يتفقان في الوزن مع اسم المفعول والمصدر الميمي. وبيان ذلك يعود للذوق والقرائن المتاحة. [سورة الكهف (18) : الآيات 91 الى 92] كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) الإعراب: (كذلك) جارّ ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر «1» ، (الواو) استئنافيّة (بمّا) متعلّق بفعل (أحطنا) ، وما موصوليّة (لديه) ظرف مبني في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما (خبرا) مفعول به عامله أحطنا. جملة: « (الأمر) كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحطنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «أتبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (الأمر) كذلك. [سورة الكهف (18) : آية 93] حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) الإعراب: (بين) اسم ظرفيّ مفعول به منصوب عامله بلغ «3» ، (من دونهما) متعلّق ب (وجد) «4» ، (يكادون) مضارع ناقص مرفوع.. و (الواو) اسم

_ (1) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره حكم أي: حكم بهؤلاء الذين هم في مطلع الشمس كما حكم بأولئك الذين هم في مغربها. (2) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الجملتين المعطوفتين على بعضهما. (3) هو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي مكانا بين السدّين.. (4) أو متعلّق بحال من (قوما) .

الصرف:

جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يكادون ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «يفقهون ... » في محلّ نصب خبر يكادون. الصرف: (السدّين) ، مثنّى السدّ اسم جامد للحاجز بين شيئين أو ماءين، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أسداد زنة أفعال، وقد يكون السدّ بالضمّ وجمعه سدود فهو السحاب الأسود السادّ للأفق. الفوائد - الظروف نوعان زمانية ومكانية: وكلا النوعين ينقسم إلى قسمين: متصرف وغير متصرف: أ- المتصرف: هو الذي يفارق الظرفية، فقد يكون فاعلا أو مبتدءا أو خبرا أو مفعولا، نحو: شهر، ويوم، وقرن، وعصر، وسنة، ونهار، وليل، إلخ. ب- وغير المتصرف: هو ما يلزم النصب على الظرفية، سواء كان مبنيا أو معربا نحو: قط، وعوض، وبينا، وبينما، وإذا، وأيان وأين وذات ليلة، وما ركب من الظروف مثل صباح مساء، ويوم يوم. ج- ومنه ما ينصب على الظرفية أو يجر ب «من» ، مثل: «قبل، وبعد، والجهات الست، ولدى، ولدن، وعند، ومتى، وأين، وهنا، وثمّ، وحيث والآن» ولهذا البحث تفصيلات نجدها في المطولات فعليك بها إن كنت من روادها.

[سورة الكهف (18) : آية 94]

[سورة الكهف (18) : آية 94] قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) الإعراب: (ذا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف (في الأرض) متعلّق ب (مفسدون) ، (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (لك) متعلّق بمفعول به ثان لفعل نجعل «1» ، (خرجا) مفعول به أوّل منصوب. والمصدر المؤوّل (أن تجعل) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (نجعل) . (بيننا) ظرف متعلّق ب (تجعل) بتضمينه معنى تبني «2» ، (سدّا) مفعول به منصوب. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء: يا ذا القرنين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ يأجوج.. مفسدون» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «تجعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (يأجوج ومأجوج) ، قيل هما أعجميّان لا اشتقاق لهما، ومنعا من الصرف للعلميّة والعجمة، وقيل هما عربيان واشتقاقهما من أجيج النار أي التهابها، أو من الأوج وهو سرعة العدو.. والأول وزنه يفعول، والثاني

_ (1) يجوز أن يتعدّى الفعل (نجعل) لمفعول واحد بتضمينه معنى ندفع، فيتعلّق الجارّ بالفعل نجعل. [.....] (2) أو متعلّق بمحذوف حال من (سدّا) .

[سورة الكهف (18) : الآيات 95 إلى 97]

مفعول، والمنع حينئذ للعلميّة والتأنيث، ويجوز في لفظهما الهمز وعدمه. (خرجا) ، هو مصدر الثلاثيّ خرج، ثمّ استعمل اسما للمال المدفوع كأجر، أو هو بمعنى مخرج، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الكهف (18) : الآيات 95 الى 97] قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الإعراب: (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فيه) متعلّق ب (مكّنّي) ، و (الياء) مفعول به في الفعل، ومضاف إليه في الاسم (خير) خبر المبتدأ ما «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بقوّة) متعلّق ب (أعينوا) ، (أجعل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل أنا (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمفعول به ثان ل (أجعل) ، (ردما) مفعول به أوّل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما مكّنّي فيه ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «مكّني فيه ربّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أعينوني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبت العون فأعينوني.

_ (1) والمفضّل عليه محذوف مع الجارّ أي خير من خرجكم.

وجملة: «أجعل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تعينوني أجعل.. 96- (زبر) مفعول به ثان عامله آتوني (حتّى) حرف غاية وابتداء (بين) ظرف متعلّق ب (ساوى) ، (نارا) مفعول به ثان عامله جعله (أفرغ) مضارع مثل أجعل «1» (قطرا) مفعول به عامله أفرغ ومتنازع عليه من فعل آتوني لأنّه المفعول الثاني في المعنى «2» . وجملة: «آتوني زبر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «3» . وجملة: «ساوى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «انفخوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جعله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آتوني أفرغ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أفرغ ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تأتوني قطرا أفرغه عليه. 97- (الفاء) عاطفة..

_ (1) في (95) من هذه السورة. (2) وقد أضمر في الأول، ولو أعمل الأول لأضمر في الثاني وجوبا أي: آتوني أفرغه عليه قطرا. (3) يجوز أن تكون الجملة بدلا من أعينوني ...

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يظهروه) في محلّ نصب مفعول به عامله اسطاعوا (له) متعلّق ب (نقبا) «1» وهو مفعول به عامله استطاعوا. وجملة: «ما اسطاعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي: فجاء القوم يقصدون ثقبه فما استطاعوا. وجملة: «يظهروه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما استطاعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما اسطاعوا. الصرف: (ردما) ، هو في الأصل مصدر ردم الثلاثيّ، واستعمل هنا بمعنى التراب الرادم أو المردوم به، وزنه فعل بفتح فسكون. (زبر) ، جمع زبرة، اسم جامد لقطعة الحديد الضخمة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع بضمّ ففتح أو بضمّتين. (الحديد) ، اسم جامد للمعدن المعروف، وزنه فعيل. (ساوى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ساوى- بالياء في آخره- فلمّا تحرّك وانفتح ما قبله قلب ألفا، وزنه فاعل. (الصدفين) ، مثنّى الصدف، اسم للناحية من الجبلين لكونه مصادفا ومقابلا للآخر، أو لكونه منعزلا عن الآخر لأنّ الصدف هو الميل أيضا. وزنه فعل بفتحتين.. وقد قرئ بضمّتين، وبضمّ الأول وسكون الثاني. (قطرا) ، اسم لذائب النحاس من (أقطر) الماء إذا سال، وزنه فعل بكسر فسكون. (نقبا) ، مصدر سماعيّ لفعل نقب ينقب باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من (نقبا) .

البلاغة

البلاغة - التشبيه البليغ: في قوله تعالى «جَعَلَهُ ناراً» . أي كالنار في الحرارة وشدة الاحمرار، حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه، فأصبح بليغا. الفوائد - حذف الأحرف من الكلمات: ورد حذف بعض الأحرف من بعض الكلمات في اللغة، إما لتقارب مخارج من ذلك: اسطاع، وأصلها استطاع، ومنه حذف تاء المضارعة إذا كان الفعل مبدوءا بتاء. ومنه حذف نون لدن للتخفيف. وهذا وجه يقتضي استقصاؤه ويتطلب جهدا وزمانا لا يتسقان مع وجهتنا في هذا الكتاب. الحروف أو تباعدها أو تماثلها، وفي سائر ذلك فالغاية تسهيل اللفظ وتطويع اللغة وإزالة المعوقات. [سورة الكهف (18) : آية 98] قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) الإعراب: (هذا) مبتدأ خبره (رحمة) ، (من ربّي) متعلّق بنعت ل (رحمة) (الفاء) عاطفة (دكّاء) مفعول به ثان عامله جعل، وهو ممنوع من التنوين لأن همزته للتأنيث، فهو على حذف موصوف أي أرضا دكّاء (الواو) عاطفة (حقّا) خبر كان منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هذا رحمة ... » في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

وجملة: «جاء وعد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كان وعد» في محلّ نصب معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه المعطوفة بدورها على جملة مقول القول. الصرف: (دكّاء) ، مؤنّث أدكّ، زنة أفعل، صفة مشبّهة من دكّ الثلاثيّ، وزن دكّاء فعلاء، والأدكّ الجمل الذي لا سنام له. [سورة الكهف (18) : الآيات 99 الى 101] وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (99) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (100) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (101) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (تركنا) من أفعال التحويل (يومئذ) ظرف منصوب متعلّق ب (تركنا) ، و (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون المقدّر منع من ظهوره التنوين العارض «1» في محلّ جرّ مضاف إليه (في بعض) متعلّق ب (يموج) (نفخ) ماض مبنيّ للمجهول (في الصور) جارّ ومجرور نائب الفاعل (الفاء) عاطفة تعقيبيّة (جمعا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «تركنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يموج ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله تركنا. وجملة: «نفخ في الصور ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) هو تنوين العوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ خرجوا من وراء السدّ.

الصرف:

وجملة: «جمعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ.. 100- (للكافرين) متعلّق ب (عرضنا) بتضمينه معنى قرّبنا (عرضا) مفعول مطلق منصوب وجملة: «عرضنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمعناهم. 101- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (في غطاء) متعلّق بخبر كانت (عن ذكري) علامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، متعلّق بنعت ل (غطاء) (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (سمعا) مفعول به عامله يستطيعون، منصوب. وجملة: « (هم) الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانت أعينهم في غطاء» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «2» . الصرف: (جمعا) ، مصدر سماعيّ لفعل جمع، وزنه فعل بفتح فسكون. (عرضا) ، مصدر سماعيّ لفعل عرض، وزنه فعل بفتح فسكون. (غطاء) ، اسم جامد أصله غطا ولأن فعله غطا يغطو ومصدره غطو، قلبت الواو فيه إلى همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.

_ (1) أو هو نعت للكافرين أو بدل منه أو عطف بيان له.. ويجوز أن يكون في محلّ نصب بفعل محذوف تقديره أذّم. (2) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .

البلاغة

البلاغة - الاستعارة التبعية في قوله تعالى «يموج في بعض» . شبّههم لكثرتهم وتداخل بعضهم في بعض، بموج البحر المتلاطم، واستعار لفظ يموج لذلك. ففيه استعارة تبعية. الفوائد - أفعال التحويل: اختلف النحاة في معموليها اختلافا كبيرا. أ- جمهور النحاة أنها تنصب مفعولين أصلهما «مبتدأ وخبر» . ب- وقف بعضهم موقف المعارضة، وزعم أن معموليها قد لا يكونان مبتدأ وخبرا، وقدم كل فريق بين يديه من الأدلة ما يؤيد رأيه، ويدفع مقالة الآخر. ولكل وجهة هو مولّيها فاستبق الحق إذا اتضح ذلك. [سورة الكهف (18) : آية 102] أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (102) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) استئنافيّة، وعلامة النصب في (يتّخذوا) حذف النون (عبادي) مفعول به أوّل، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (من دوني) متعلّق ب (أولياء) «1» وهو مفعول به ثان، وهو ممنوع من التنوين لأنّه ملحق بالمؤنّث الممدود (إنّا) حرف مشبّه

_ (1) أو متعلّق بحال من أولياء.

[سورة الكهف (18) : الآيات 103 إلى 104]

بالفعل واسمه (للكافرين) متعلّق بحال من (نزلا) وهو مفعول به ثان عامله أعتدنا. والمصدر المؤوّل (أن يتّخذوا ... ) سدّ مسدّ مفعولي حسب. جملة: «حسب الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الكهف (18) : الآيات 103 الى 104] قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) الإعراب: (هل) حرف استفهام (بالأخسرين) متعلّق ب (ننبّئكم) ، وعلامة الجرّ الياء (أعمالا) تمييز منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ننبّئكم ... » في محلّ نصب مقول القول. 104- (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للأخسرين، أو بدل منه، أو عطف بيان «2» ، (في الحياة) متعلّق بحال من الضمير في سعيهم «3» ، وعلامة الجرّ في (الدنيا) الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) واو الحال..

_ (1) أو هي معطوفة على استئناف مقدّر- على رأي الزمخشريّ- أي أكفروا فحسبوا. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، أو في محلّ نصب بفعل محذوف على الذمّ. (3) لأنّ المضاف داخل في المضاف إليه، ويجوز تعليقه ب (ضلّ) .

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّهم يحسنون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون. (صنعا) مفعول به منصوب عامله يحسنون. وجملة: «ضلّ سعيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم يحسبون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في سعيهم. وجملة: «يحسبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «يحسنون ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) . الصرف: (الأخسرين) ، جمع الأخسر اسم تفضيل من خسر الثلاثيّ، وزنه أفعل، وقد جمع لأنه تبع ما قبله في المعنى أي: بمن هم الأخسرون أعمالا، وقد يراد به مطلق الوصف لا التفضيل أي بالخاسرين في أعمالهم. (سعيهم) ، مصدر سماعيّ لفعل سعى الثلاثيّ، وزنه فعل بضمّ فسكون، (صنعا) ، مصدر سماعيّ لفعل صنع الثلاثيّ، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصدر آخر بفتح الصاد. البلاغة الجناس الناقص: في قوله تعالى «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» . ويسمى جناس التصحيف، وهو أن يكون النقط فيه فارقا بين الكلمتين، فقد تغير الشكل والنقط بين الكلمتين. الفوائد ألمحنا في حديث سبق عن مميّز العدد بأنواعه. ونشير هنا إلى المميز بصورة

[سورة الكهف (18) : آية 105]

عامة من حيث الإفراد والجمع. أي وروده مفردا أو جمعا- وحديثنا عن المنصوب دون غيره-. أ- إذا وقع بعد العقود من عشرين إلى تسعين لا يكون الا مفردا، نحو «اشتريت عشرين ثوبا» إذ الكمية عرفت من العدد، ويذكر المميز لتعريف النوع فقط. ب- إذا كان مفسرا لصفة أو معنى من المعاني، جاز فيه الإفراد والجمع، فإذا جمعت دللت على نوع المميز وكونه جمعا، نحو «هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا» وإذا أفردت دللت على النوع لا غير نحو «أنا أكثر منك مالا» . [سورة الكهف (18) : آية 105] أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (105) الإعراب: (أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره الموصول (الذين) ، (بآيات) متعلّق ب (كفروا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لهم) متعلّق ب (نقيم) وكذلك الظرف يوم (وزنا) مفعول به منصوب. جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «حبطت أعمالهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لا نقيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ربطت معها برابط السببيّة. [سورة الكهف (18) : آية 106] ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106)

الإعراب:

الإعراب: (ذلك) اسم إشارة خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر، والإشارة إلى حبوط الأعمال «1» ، (جزاء) مبتدأ خبره جهنّم «2» ، (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما كفروا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاؤهم) «3» . (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (آياتي) مفعول أوّل عامله اتّخذوا منصوب، وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء (رسلي) معطوف على آياتي، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (هزوا) مفعول به ثان منصوب. جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جزاؤهم جهنّم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا «5» . [سورة الكهف (18) : الآيات 107 الى 108] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (108)

_ (1) أو هو مبتدأ خبره جملة جزاؤهم جهنّم.. أو خبره جزاؤهم.. أو خبره جهنّم إذا أعرب جزاؤهم بدلا من اسم الإشارة. [.....] (2) أو هو بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع.. أو هو خبر المبتدأ ذلك و (جهنّم) بدل من جزاء. (3) لا مانع من التعليق برغم الفاصل لأنّ هذا الفاصل ليس أجنبيّا عن المصدر فهو خبره. (4) أو خبر للمبتدأ ذلك. (5) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (لهم) متعلّق بخبر كانت «1» ، (نزلا) حال منصوبة من جنّات على حذف مضاف أي ذوات نزل «2» . جملة: «إنّ الذين.. كانت» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كانت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 108- (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، وعلامة النصب الياء (فيها) متعلّق ب (خالدين) (عنها) متعلّق بحال من (حولا) وهو مفعول به عامله يبغون، منصوب. وجملة: «لا يبغون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو في (لهم) . الصرف: (الفردوس) ، اسم للجنّة، وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنّة، وقال المبرّد: الفردوس فيما سمعت من العرب الشجر الملتفّ والأغلب عليه أن يكون العنب، واختلف فيه فقيل هو عربيّ وقيل هو أعجميّ وقيل فارسيّ وقيل سريانيّ.. جمعه فراديس.. (حولا) ، اسم مصدر من (تحوّل) الخماسيّ بمعنى التحوّل، وقيل هو مصدر سماعيّ للخماسيّ تحوّل. وزنه فعل بكسر ففتح.

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من (نزلا) إذا أعرب خبرا ل (كانت) . (2) يجوز أن يكون خبرا ل (كانت) . [سورة الكهف (18) : آية 109] قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109)

الإعراب:

الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (لكلمات) متعلّق بنعت ل (مدادا) ، (ربّي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء (اللام) واقعة في جواب لو (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (نفد) . والمصدر المؤوّل (أن تنفد..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) واو الحال (بمثله) متعلّق ب (جئنا) ، (مددا) تمييز منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان البحر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نفد البحر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تنفد كلمات ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جئنا ... » في محلّ نصب حال «1» .. وجواب الشرط محذوف تقديره لنفد. الصرف: (مدادا) ، اسم لما يكتب به أي الحبر وزنه فعال بكسر الفاء، وقد يقصد به المصدر السماعيّ لفعل مادّه بمعنى مدّه. الفوائد 1- اقتران جواب «لو» باللام: أ- جوابها لا يخرج عن كونه ماضيا إما معنى وإما وضعا.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

ب- يأتي جوابها مثبتا ومنفيا. 1- إذا كان مثبتا فاقترانه ب «اللام» هو الغالب، والنادر أن يتجرد من اللام وسميت هذه اللام بلام التسويف، لأن وجودها يفيد التراخي في الجواب وحذفها يفيد الإسراع فيه. الأول: نحو «لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً» . والثاني: نحو «لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً..» . 2- إذا كان جواب «لو» منفيا ب «ما» فالأكثر تجرده من اللام، والقليل اقترانه بها. فالكثير نحو: «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ» . والقليل نحو: ولو نعطى الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الليالي ملاحظة: خلافا لما قررناه بأن جوابها فعل ماض، فقد يأتي جوابها جملة اسمية مقترنة باللام، نحو «لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» . وحول ذلك خلاف ليس من صالحنا أن نخوض فيه. 2- كَلِماتُ رَبِّي- يكاد يضل الفكر في أبعاد هذه الآية، وما لها من امتداد: أليس كل ما يحدث في هذا الكون، السحيق في آزاله، اللامتناهي في آباده المترامي في أطرافه وأبعاده، والذي لا نكاد ندرك به بداية أو نهاية، أليس كل حركة أو سكنة فيه، مهما صغرت حتى الذرة، أو كبرت حتى المجرة، أليس كل ذلك مما نتصوره وما لا نتصوره، كله صادر تلبية لكلمات الله الملفوظة وغير الملفوظة، والمسموعة وغير المسموعة، مما يحصى وما لا يحصى، فتصور معي إن كنت ممن يحسن التصور، وأعجب أنت وكل صاحب عجب من تعداد كلمات الله، ومن كثرتها، إذا كانت كلمة الكثرة تعبر عن تعداد كلمات الله التي ينفد البحر ولا تنفد كلماته ولو جئنا بمثله مددا.

[سورة الكهف (18) : آية 110]

(مددا) ، اسم مصدر لفعل أمدّ الرباعيّ بمعنى العون والغوث والزيادة، وزنه فعل بفتحتين. [سورة الكهف (18) : آية 110] قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (مثلكم) نعت لبشر مرفوع (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (إنّما) مثل إنّما، ولكنّ (ما) لم تخرج (أنّ) عن مصدريّتها «1» . والمصدر المؤوّل (أنّما إلهكم إله ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل أي يوحى إليّ وحدانية الله. (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط و (اللام) لام الأمر (عملا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) محتمل أن تكون نافية أو ناهية (بعبادة) متعلّق ب (يشرك) ، (أحدا) مفعول به عامله يشرك، منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) ذكر ذلك العكبريّ، وتبعه السيوطيّ والجمل.

وجملة: «يوحى إليّ ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أنا «1» . وجملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يرجو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «يرجو لقاء ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «ليعمل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يشرك ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب. انتهت سورة الكهف بعون الله تعالى

_ (1) أو لا محلّ استئناف بيانيّ للقول السابق. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

سورة مريم

سورة مريم آياتها 98 آية [سورة مريم (19) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (3) الإعراب: (ذكر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أو هذا «1» ، (عبده) مفعول به للمصدر رحمة منصوب (زكريّا) عطف بيان- أو بدل- من عبد، منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. جملة: « (هذا) ذكر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. 3- (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (رحمة) «2» ، (نداء) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه الصرف: (خفيّا) ، صفة مشبّهة من فعل خفيّ يخفى الثلاثيّ باب فرح، وزنه فعيل وقد أدغمت ياء فعيل مع لامه

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ مؤخّر خبره محذوف أي في ما يتلى عليك ذكر ... (2) وأجاز العكبريّ تعليقه بذكر، وفيه بعد.

البلاغة

البلاغة - الاحتراس: في قوله تعالى «نِداءً خَفِيًّا» . والاحتراس: عبارة عن أن يأتي المتكلم بمعنى يتوجه عليه فيه دخل أو لبس أو إيهام، فيفطن لذلك حال العمل، فيأتي في صلب الكلام بما يخلصه من ذلك كله. وهو في هذه الآية الكريمة، أتى بكلمة خفيا، مراعاة لسنة الله في إخفاء دعوته، لأن الجهر والإخفاء عند الله سيان، فكان الأولى أن يحترس مما يوهم الرياء أمام الناس. الفوائد - الأحرف في أوائل السور: تعرضنا سابقا لما قيل حول هذه الأحرف. ولو صح لدينا نصّ من الحديث أو القرآن يقول لنا القول الفصل في معاني هذه الأحرف لأغنانا عن اجتهاد المجتهدين وطالما لم نقع على نص يريحنا من التأويل والترجيح فلا بد لنا من تأكيد ما ذهبنا إليه في حديث سابق والذي يتلخص بما يلي: «بما أن لفظ هذه الأحرف كاف، ها، يا، عين، صاد، هو نفس اللفظ الهجائي المتعارف عليه لدى علماء اللغة، فما علينا إلا أن نذهب لتحقيق أحد الاعتبارين: الأول: أن الله يريد فيما يريده من رسالة رسوله، وإنزال الوحي عليه، أن يعلمه ويعلمنا أحرف لغتنا، لما لأحرف اللغة من دور خطير في رسالة العلم والمعرفة

[سورة مريم (19) : الآيات 4 إلى 6]

وفي وسيلة التخاطب والتفاهم بين بني الإنسان، والتي هي لحمة التفريق بين الإنسان وسائر الحيوان. الثاني: أن يكون لهذه الأحرف الهجائية، من القداسة والأسرار لدى الله، كما يزعم أرباب «الجمّل الكبير والجمّل الصغير ومن ينحو هذا النحو الذي يشبه السحر وما هو بالسحر، أن يكون لها من المقام الخطير عند الله، ما يجعلها موضوع قسمه، ومحور اهتمامه والله أعلم. [سورة مريم (19) : الآيات 4 الى 6] قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف حذفت منه أداة النداء، منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف- أصله ربّي- و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (منّي) متعلّق بحال من العظم (الواو) عاطفة في الموضعين (شيبا) تمييز محوّل عن الفاعل منصوب (بدعائك) متعلّق ب (شقيّا) ، وقد أضيف المصدر دعاء إلى المفعول أي (بدعائي إيّاك) ، (شقيّا) خبر أكن منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّي وهن العظم ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «وهن العظم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اشتعل الرأس ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وهن العظم «1» . وجملة: «لم أكن.. شقيّا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «النداء: ربّ (الثانية) ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 5- (الواو) عاطفة (من ورائي) متعلّق بحال من الموالي «2» ، (الواو) حاليّة قبل كانت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (لي) متعلّق ب (هب) ، (من لدنك) متعلّق ب (هب) ، (وليّا) مفعول به منصوب. وجملة: «إنّي خفت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «خفت الموالي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانت امرأتي عاقرا» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «هب لي ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا حالي فهب لي. 6- (النون) للوقاية في (يرثني) ، (من آل) متعلّق ب (يرث) ، (رضيّا) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «يرثني ... » في محلّ نصب نعت ل (وليّا) . وجملة: «يرث من آل يعقوب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يرثني.

_ (1) والرابط ضمير مقدّر أي: اشتعل الرأس منّي شيبا. (2) يجوز تعليقه بالموالي لما في اللفظ من معنى الفعل أي الذين يلون الأمر من بعدي ... [.....]

الصرف:

وجملة: «النداء: ربّ (الثالثة) » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الاسترحام. الصرف: (شيبا) ، مصدر سماعيّ لفعل شاب يشيب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي شيبة بفتح الشين ومشيب بفتح الميم وكسر الشين. (الموالي) ، جمع مولى وهو القريب العاصب، اسم وزنه مفعل بفتح الميم والعين. (رضيّا) ، صفة مشبّهة من رضيّ يرضى باب فرح، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع اللام، وأصلها واو من الرضوان، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت ياء وأدغمت مع الياء الأخرى. البلاغة - الاستعارة: في قوله تعالى «اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً» . شبه انتشار الشيب، وكثرته باشتعال النار في الحطب، وأستعير الاشتعال للانتشار، واشتق منه اشتعل بمعنى انتشر. ففيه استعارة تبعية. الفوائد - دور «الشيب في الأدب العربي» عزّ شأنه وصف الشيب بالاشتعال، فكما أن النار لذّاعة حرّاقة تؤلم من تلامسه، فكذلك الشيب، يؤلم الأشيب. كيف لا، وقد صدت عنه الأوانس، واقتحمته العيون، وقد رمق ذلك ابن الرومي فقال:

[سورة مريم (19) : آية 7]

وكنت جلاء للعيون من القذى ... فأصبحت تقذى بشيبي وترمد هي الأعين النجل التي كنت تشتكي ... مواقعها في القلب والرأس أسود ومنه قول أبي تمام: يا نسيب التغام ذنبك أبقى ... حسناتي عند الحسان ذنوبا لو رأى الله أن في الشيب خيرا ... جاورته الأبرار في الخلد شيبا وإمام ذلك عمر بن أبي ربيعة حيث قال: رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فأعرضن عني بالخدور الغواضر وطيب الله ثرى شوقي، حيث جلس على ضفاف «البردوني» في زحلة، واستمع إلى وشوشات الحلي لدى الأوانس، فهاجه ذلك، وقد نيف على السبعين، فقال: شيّعت أحلامي بقلب باك ... ولمحت من طرق الملاح شباكي ورجعت أدراج الشباب وورده ... أمشي مكانهما على الأشواك وفي الأدب العربي شعره ونثره حول الشيب، والصباغ، ونصل البياض من تحت السواد، الكثير الكثير. [سورة مريم (19) : آية 7] يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) الإعراب: (زكريّا) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (بغلام) متعلّق ب (نبشّرك) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان

الصرف:

(قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (سميّا) وهو مفعول به منصوب. جملة: «النداء: يا زكريّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا نبشّرك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نبشّرك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اسمه يحيى ... » في محلّ جرّ نعت لغلام. وجملة: «لم نجعل ... » في محلّ جرّ نعت ثان لغلام «1» . الصرف: (سميّا) ، اسم مشتقّ وزنه فعيل بمعنى مفعول أي مسمّى، وسمّي فيه إعلال بالقلب، أصله سميو، اجتمعت الياء والواو وجاءت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى. الفوائد 1- الاسم واشتقاقه: في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، بحث طريف حول أصل «الاسم» واشتقاقه، وحصيلة الخلاف، أن البصريين يرون أنه مشتق من «السمو» ، والكوفيين يرون أنه مشتق من «السمة» وهي العلامة ولدى التحقيق يرجح رأي البصريين. وسما يسمو سموا إذا علا، وكأن الاسم هو ما علا وظهر، فأصبح علما على المسمّى. إذن: الاسم كلمة تدل على المسمّى دلالة الإشارة دون الإفادة. ويشتق من الاسم: أسميت وسمّيت، وهما متعديان لمفعولين، نحو: سمّيته

_ (1) أو في محلّ نصب حال من غلام لأنّه وصف.

[سورة مريم (19) : آية 8]

عليّا، ويجوز جره بحرف الجر والاسم قسمان اسم ذات: وهو ما وضع لمعنى قائم بنفسه، مثل «زيد» . واسم معنى: وهو ما وضع لمعنى قائم بغيره، مثل السواد والبياض والأخذ والعطاء إلخ. والاسم يكون ثلاثة أحرف أو أربعة أو خمسة، فإذا أنقص عن ثلاثة، فقد حذف منه الناقص وإن زاد عن خمسة، فذلك بواسطة أحرف الزيادة، وهي ليست من أصل الاسم. وللبحث توابع، فاطلبها في المطولات من كتب النحو واللغة. 2- أشرنا فيما سبق إلى الظرفين «قبل وبعد» وما يختصان به ونذكر القارئ مرة ثانية، أن قبل وبعد، إذا لحظ المضاف إليه ولم يذكر يبنيان على الضم، نحو: «وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً» أي من قبل ذلك. [سورة مريم (19) : آية 8] قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) الإعراب: (أنّى) اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بحال من غلام أو من الياء في (لي) و (لي) متعلّق بمحذوف خبر يكون (الواو) حاليّة في الموضعين (من الكبر) متعلّق ب (بلغت) «1» ، (عتيّا) مفعول به منصوب «2» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء: ربّ» في محلّ نصب مقول القول «3»

_ (1) أو بمحذوف حال من (عتيّا) . (2) أجاز العكبريّ أن يكون مصدرا في موضع الحال أي عاتيا أو ذا عتوّ، وأن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه يلاقيه في المعنى، وأن يكون تمييزا.. وكلّ ذلك على تقدير زيادة (من) وهو خلاف ما قرّره الجمهور من حالات زيادة (من) . (3) يجوز أن تكون اعتراضيّة وجملة يكون لي غلام مقول القول.

الصرف:

وجملة: «يكون لي غلام ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كانت امرأتي عاقرا ... » في محلّ نصب حال من الياء في (لي) . وجملة: «بلغت ... » في محلّ نصب حال أو معطوفة على جملة الحال الصرف: (عتيّا) ، مصدر عتا يعتو عتوّا- بضم العين وكسرها كبّر. واللفظ هنا بكسر العين- وهي قراءة حفص- وفيه إعلال من عدّة وجوه، أصله عتوو كقعود، كسرت التاء تخفيفا لثقل الضمّتين فانقلبت الواو الأولى إلى ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح عتيو، ثمّ جرى قلب الواو الثانية ياء لمجيء الياء والواو، والأولى ساكنة، فأصبح عتيّ بضمّ العين وكسر التاء، ثمّ كسرت العين للمجاورة فأصبح عتيّ. البلاغة - الإيجاز: في قوله تعالى «أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ» . الظاهر أن نبي الله زكريا، استبعد ما وعده الله عز وجل بوقوعه. ولا يجوز للنبي النطق بما لا يسوغ، أو بما في ظاهره الإيهام، فجاء الكلام موجزا، وتقديره: هل تعاد لنا قوتنا وشبابنا فنرزق بغلام؟! أو هل يكون الولد لغير الزوجة العاقر؟. [سورة مريم (19) : آية 9] قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (9) الإعراب: (كذلك) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك (عليّ) متعلّق ب (هيّن) ، (الواو) حاليّة (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق

الصرف:

ب (خلقتك) ، (الواو) حاليّة (تك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (شيئا) خبر تك منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: « (الأمر) كذلك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «هو عليّ هيّن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قد خلقتك ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لم تك شيئا ... » في محلّ نصب حال أو معطوفة على جملة الحال. الصرف: (هيّن) ، صفة مشبّهة من هان يهون وزنه فعيل، وفيه إعلال بالقلب، أصله هيون التقت الياء مع الواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية. [سورة مريم (19) : الآيات 10 الى 11] قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)

_ (1) اختلف في فاعل الفعل، فقيل هو الله جلّ وعلا، وقيل هو الملك المبلّغ للبشارة وهو جبريل عليه السلام وإن لم يجر ذكره من قبل. (2) كررت الجملة للاهتمام كما يقول الجمل في حاشيته.

الإعراب:

الإعراب: (لي) متعلّق بمفعول ثان لفعل اجعل (آية) مفعول به أوّل منصوب (آيتك) مبتدأ مرفوع ومضاف إليه (أن) حرف مصدريّ و (لا) نافية (ثلاث) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم) ، (ليال) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة بسبب التنوين وهو تنوين العوض (سويّا) حال من الفاعل في فعل تكلّم أي وأنت سليم لا لعلّة «1» . والمصدر المؤوّل (ألّا تكلّم ... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ آيتك. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء: ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «آيتك ألّا تكلّم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تكلّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . 11- (الفاء) عاطفة (على قومه) متعلّق ب (خرج) وكذلك (من المحراب) ، (الفاء) عاطفة (إليهم) متعلّق بفعل أوحى (أن) حرف تفسير «3» ، (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سبّحوا) . وجملة: «خرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الثانية. وجملة: «أوحى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خرج.

_ (1) وإذا كان اللفظ عائدا على الليالي فهو نعت منصوب ل (ثلاث ليال) . (2) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة للاسترحام، وجملة اجعل ... هي مقول القول. (3) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل (أن سبّحوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أوحى.

الصرف:

وجملة: «سبّحوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. الصرف: (ليال) ، جمع ليلة أو ليل، وقيل الليلة واحدة الليل، اسم للوقت الممتدّ من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر أو طلوع الشمس، وفيه حذف الياء لأنّه مجرّد من ال والإضافة شأن المنقوص. (سويّا) ، صفة مشبّهة من سوي يسوى باب فرح وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لامه. (بكرة) ، الاسم من بكر إلى الشيء وعليه، وزنه فعلة بضمّ فسكون. [سورة مريم (19) : الآيات 12 الى 15] يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا (14) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) الإعراب: (يحيى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (بقوّة) متعلّق بحال من فاعل خذ و (الباء) للملابسة، (الواو) استئنافيّة (الحكم) مفعول به ثان منصوب (صبيّا) حال منصوبة من ضمير المفعول. جملة: «النداء: يا يحيى ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال تعالى: يا يحيى.. وجملة: «خذ الكتاب ... » لا محلّ لها جواب النداء.

الصرف:

وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 13- (الواو) عاطفة (حنانا) معطوف على الحكم «1» منصوب (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بنعت ل (حنانا) ، (الواو) الأخيرة، عاطفة- أو استئنافيّة- وجملة: «كان تقيّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه- أو هي مستأنفة. 14- (الواو) عاطفة (برّا) معطوف على (تقيّا) منصوب (بوالديه) متعلّق ب (برّا) ، وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (عصيّا) خبر ثان للناقص يكن. وجملة: «لم يكن جبّارا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان تقيّا. 15- (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «2» ، (عليه) متعلّق بخبر المبتدأ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر، ونائب الفاعل للفعلين (ولد، يبعث) والفاعل للفعل (يموت) ضمير يعود على يحيى (حيّا) حال منصوب من نائب الفاعل. وجملة: «سلام عليه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن جبّارا وجملة: «ولد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (صبيّا) ، صفة مشبّهة من صبا يصبو باب نصر، وزنه فعيل،

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف. (2) جاء المبتدأ نكرة لأنّه دالّ على العموم وهو معنى المدح.

[سورة مريم (19) : الآيات 16 إلى 17]

وفيه إعلال بالقلب، أصله صبيو، فلما اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى (حنانا) ، مصدر سماعيّ لفعل حنّ يحنّ باب ضرب، عطف وأشفق، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو حنّة أو هو مصدر مرّة. (تقيّا) ، صفة مشبّهة من وقى يقي الثلاثيّ، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة. وفيه إبدال فاء الكلمة- وهي الواو- تاء كما تقلب قبل تاء الافتعال لأنّ الواو تقلب إلى تاء إذا جاءت قبل تاء الافتعال. (برّا) ، صفة مشبّهة من برّ يبرّ من بابي نصر وضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (عصيّا) ، صفة مشبّهة من عصى يعصي باب ضرب، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة وهي الياء. [سورة مريم (19) : الآيات 16 الى 17] وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا (17) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في الكتاب) متعلّق ب (اذكر) ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب بدل اشتمال من مريم أو من محذوف هو مضاف أي خبر مريم (من أهلها) متعلّق ب (انتبذت) ، (مكانا) مفعول به منصوب عامله انتبذت «1» .

_ (1) أو هو ظرف مكان منصوب متعلّق ب (انتبذت) .

الصرف:

جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «انتبذت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 17- (الفاء) عاطفة (من دونهم) متعلّق بمفعول به ثان «1» ، (الفاء) عاطفة (إليها) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (لها) متعلّق ب (تمثّل) ، (بشرا) حال منصوبة «2» ، (سويّا) نعت ل (بشرا) منصوب. وجملة: «اتّخذت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انتبذت.. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة اتّخذت. وجملة: «تمثّل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلنا. الصرف: (شرقيّا) ، اسم منسوب إلى الشرق للجهة المعروفة، وزنه فعليّ بفتح الفاء. [سورة مريم (19) : آية 18] قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) الإعراب: (بالرحمن) متعلّق ب (أعوذ) ، (منك) متعلّق ب (أعوذ) ، (إن) حرف شرط جازم (كنت) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) اسمه (تقيّا) خبر كنت منصوب. جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من (حجابا) إذا ضمّن فعل اتّخذت معنى أرسلت أو وضعت. (2) الذي سوّغ مجيء الحال جامدة أنّها وصفت. [.....]

[سورة مريم (19) : آية 19]

وجملة: «كنت تقيّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فاتركني أو فانته عنّي. [سورة مريم (19) : آية 19] قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا (19) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (اللام) للتعليل (أهب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنا (لك) متعلّق ب (أهب) «1» ، (غلاما) مفعول به منصوب (زكيّا) نعت لغلام منصوب. والمصدر المؤوّل (أن أهب..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (رسول) «2» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنا رسول ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أهب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. الصرف: (أهب) ، فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المثال وهب باب فتح وزنه أعل بفتحتين. [سورة مريم (19) : آية 20] قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)

_ (1) الفعل وهب ينصب المفعول الثاني مباشرة: وهبتك المال أو بوساطة حرف الجرّ: وهبت لك المال. (2) أو متعلّق بفعل مقدّر يفسّره رسول أي أرسلني ربّك لأهب ...

الإعراب:

الإعراب: (أنّى يكون لي غلام) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) حاليّة، والثانية عاطفة (أك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف (بغيّا) خبر أك منصوب. جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكون لي غلام ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم يمسسني بشر ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لم أك بغيّا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يمسسني الصرف: (بغيّا) ، صفة مشبّهة من بغت تبغي، لام الكلمة ياء. قيل وزنه فعيل ولم تلحقه تاء المؤنّث لأنّه من الصفات اللاحقة بالأنثى مثل حائض وطالق، وقيل هو فعول- وهذا الوزن لا تلحقه التأنيث غالبا كصبور- وحينئذ فيه إعلال بالقلب إذ اجتمعت الواو والياء وجاءت الأولى ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسرت الغين اتباعا. الفوائد 1- أنّى الاستفهامية: أنّى: تكون استفهامية، وتكون شرطية. والاستفهامية التي هي موضوع بحثنا تأتي على أربعة معان: أ- بمعنى «من أين» نحو «أنّى لك هذا» أي من أين لك هذا؟ ب- وتأتي بمعنى «كيف» نحو «أَنَّى شِئْتُمْ» ؟ ج- وتأتي بمعنى «متى» أي متى شئتم؟ ء- وتأتي بمعنى «حيث» أي حيث شئتم. ولاختيار أحد المعاني الأربعة نعود لمقام الكلام. ليس إلا ... !

_ (1) في الآية (8) من هذه السورة.

[سورة مريم (19) : آية 21]

[سورة مريم (19) : آية 21] قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا (21) الإعراب: (قال.. هيّن) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (نجعله) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (آية) مفعول به ثان (للناس) متعلّق بنعت ل (آية) (منّا) متعلّق بنعت ل (رحمة) . والمصدر المؤوّل (أن نجعله ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره خلقناه كذلك لنجعله. (الواو) استئنافيّة، واسم (كان) ضمير يعود على الخلق المفهوم من سياق الآية (أمرا) خبر كان منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (الأمر) كذلك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو عليّ هيّن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (خلقناه) لنجعله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هو عليّ هين. وجملة: «كان أمرا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مقضيّا) ، اسم مفعول من الثلاثيّ قضى، فهو في الأصل على وزن مفعول أي مقضوي- بياء في آخره- فلمّا اجتمعت الواو والياء

_ (1) في الآية (9) من هذه السورة.

[سورة مريم (19) : الآيات 22 إلى 26]

والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، ثمّ كسرت الضاد لمناسبة الياء. [سورة مريم (19) : الآيات 22 الى 26] فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا (22) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (23) فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) الإعراب: (الفاء) عاطفة في الفعلين (به) متعلّق بحال من فاعل انتبذت أي حاملة به (مكانا) مفعول به منصوب- أو ظرف مكان متعلّق ب (انتبذت) «1» . جملة: «حملته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: فنفخ جبريل في جيبها فأحسّت بالحمل فحملته. وجملة: «انتبذت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته. 23- (الفاء) عاطفة (إلى جذع) متعلّق ب (أجاء) بتضمينه ألجأها (يا) أداة تنبيه (ليتني) حرف مشبّه بالفعل للتمنّي و (النون) للوقاية، و (الياء) ضمير

_ (1) انظر الآية (16) من هذه السورة.

اسم ليت (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (متّ) ، (هذا) في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (نسيا) خبر كنت منصوب. وجملة: «أجاءها المخاض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتبذت «1» . وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ليتني متّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «متّ ... » في محلّ رفع خبر ليت. وجملة: «كنت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة متّ. 24- (الفاء) عاطفة، وفاعل (نادى) هو جبريل- أو عيسى- (من تحتها) متعلّق ب (نادى) «2» ، (أن) حرف تفسير «3» ، (لا) ناهية (تحزني) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الياء) فاعل (قد) حرف تحقيق (تحتك) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (سريّا) مفعول به أوّل منصوب. وجملة: «ناداها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت. وجملة: «لا تحزني ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «قد جعل ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم «4» . 25- (الواو) عاطفة (إليك) متعلّق ب (هزّي) بتضمينه معنى أميلي أو قربيّ (بجذع) متعلّق بحال من مفعول هزّي- أي هزّي الرطب كائنا بجذع النخلة «5» -، (تساقط) مضارع مجزوم بجواب الطلب، والفاعل هي أي النخلة

_ (1) هذا على القول بأنّ الحمل والمخاض والولادة تمّت في ساعة.. ويجوز أن تكون مستأنفة على القول بأنّ ذلك تمّ في تسعة أشهر. (2) أو بمحذوف حال من فاعل نادى. (3) أو هو حرف مصدريّ ونصب، والفعل منصوب بالحرف وعلامة النصب حذف النون، ولا حينئذ نافية، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادى) أي (بألّا تحزني..) . (4) أو هي استئناف بيانيّ. (5) أو الباء حرف جرّ زائد داخل على مفعول هزّي.

(عليك) متعلّق ب (تساقط) ، (جنيّا) نعت ل (رطبا) . وجملة: «هزّي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحزني. وجملة: «تساقط» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تهزّي.. تساقط. 26- (الفاء) رابطة لجواب مقدّر (عينا) تمييز منصوب محوّل عن فاعل (الفاء) استئنافيّة « (إمّا) (إن) » حرف شرط جازم.. و (ما) زائدة (ترينّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..- لأنه من الأفعال الخمسة- و (الياء) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، و (النون) نون التوكيد (من البشر) متعلّق بحال من (أحدا) وهو مفعول به منصوب عامله ترينّ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قولي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الياء) فاعل (للرحمن) متعلّق ب (نذرت) (صوما) مفعول به منصوب عامله نذرت (الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أكلّم) . (إنسيّا) مفعول به. وجملة: «كلي ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا هززت فتساقطت فكلي.. «1» وجملة: «اشربي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلي. وجملة: «قرّي عينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلي وجملة: «إمّا ترينّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قولي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّي نذرت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نذرت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لن أكلّم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نذرت «2» .

_ (1) أو هي معطوفة على جملة هزّي، فلا محلّ لها أيضا. (2) أو هي معطوفة على جملة مقول القول في محلّ نصب.

الصرف:

الصرف: (قصيّا) ، صفة مشبّهة من قصا يقصو أو قصي يقصى الأول من باب نصر والثاني من باب فرح، وزنه فعيل فإن كانت لامه واوا ففيه إعلال بالقلب أصله قصيو بسكون الياء، اجتمعت الياء والواو الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.. وإن كانت اللام ياء فليس فيه إعلال، وزنه فعيل. (المخاض) ، هو مصدر مخضت تمخض الحامل باب فرح أي دنت ولادتها وأخذها الطلق.. وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر بكسر الفاء، (جذع) اسم جامد ذات، وزنه فعل بكسر فسكون. (النخلة) ، واحدة النخل، اسم للشجرة المعروفة وزنه فعلة بفتح فسكون. (متّ) ، فيه إعلال بالحذف، معتلّ أجوف أسند إلى تاء الفاعل تحذف عينه، وزنه فلت بكسر الفاء فكأنّه من فعل يفعل بكسر العين في الماضي وضمّها في المضارع، فهو شاذ. وجاء في اللسان.. «قال سيبويه اعتلّت من فعل يفعل بكسر فضمّ.. ونظيرها في الصحيح فضل يفضل بكسر فضمّ» . (نسيا) ، اسم للشيء ينسى، وما يتركه المرتحلون من رذال متاعهم، جمعه أنساء. (منسيّ) ، اسم مفعول من نسي ينسى باب فرح، وزنه مفعول وقد دخله الإعلال بالقلب، أصله منسوي بياء في آخره قبلها واو ساكنة، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى. (سريّا) ، اسم جامد للجدول أو النهر الصغير وزنه فعيل ولامه ياء لأنّه من سرى يسري- بياء في آخر المضارع وقد أدغمت ياء فعيل مع لامه، والجمع سريان بكسر السين كرغيف رغفان.. هذا ويجوز أن يكون بمعنى

البلاغة

الرئيس أو الرجل الرفيع القدر، فلامه واو لأنّه من سرو يسرو باب كرم، وفيه إعلال بالقلب، أصله سريو، اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، وقصد به عيسى عليه السلام. (رطبا) ، اسم جمع للناضج من البسر قبل أن يصير تمرا وزنه فعل بضمّ ففتح واحدته رطبة بضمّ ففتح والجمع رطاب بكسر الراء أو أرطاب. (جنيّا) ، صفة مشبّهة من جنى يجني باب ضرب وهو ما طاب وصلح للاجتناء، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة. (ترينّ) ، فيه حذف عينه وهي الهمزة، وحذف لامه وهي الألف، أصله رأى.. فلمّا أسند إلى ياء المؤنّثة المخاطبة حذفت الألف لالتقاء الساكنين فأصبح ترأين.. (ثمّ) نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الهمزة فأصبح ترين- هذا قبل دخول نون التوكيد- فلمّا دخلت النون حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال «1» ، وحين التقت ياء الضمير الساكنة مع النون الأولى الساكنة من نون التوكيد الثقيلة كسرت ياء الضمير، ووزن الفعل تفينّ بفتحتين ثمّ كسر. (صوما) ، مصدر سماعيّ للثلاثي صام يصوم باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (إنسيّا) ، اسم منسوب إلى إنس، اسم جنس أي الناس وزنه فعليّ بكسر فسكون. البلاغة - التعريف:

_ (1) وقد تحذف نون الرفع في حال الجزم والنصب.

[سورة مريم (19) : الآيات 27 إلى 28]

في قوله تعالى «جِذْعِ النَّخْلَةِ» . التعريف للنخلة لا يخلو: إمّا أن يكون من تعريف الأسماء الغالبة، كتعريف النجم والصعق، كأن تلك الصحراء كان فيها جذع نخلة متعالم عند الناس، فإذا قيل: جذع النخلة، فهم منه ذلك، دون غيره من جذوع النخل. وإمّا أن يكون تعريف الجنس، أي: جذع هذه الشجرة خاصة، كأن الله تعالى، إنما أرشدها إلى النخلة، ليطعمها منها الرطب [سورة مريم (19) : الآيات 27 الى 28] فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (27) يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (به) متعلّق بحال من فاعل أتت «1» ، (قومها) مفعول به منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (شيئا) مفعول به منصوب بتضمين جئت معنى فعلت «2» ، (فريّا) نعت ل (شيئا) منصوب. جملة: «أتت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تحمله ... » في محلّ نصب حال من الفاعل أو من الهاء في (به) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أي معتزّة أو متباهية، ولا يمنع كونه معنى خاصّا. [.....] (2) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أي جئت مجيئا غريبا.

الصرف:

وجملة: «يا مريم و (جوابها) ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جئت ... » لا محلّ لها جواب القسم، وجملة القسم جواب النداء. 28- (أخت) منادى مضاف منصوب (هارون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (ما) نافية في الموضعين. وجملة: «النداء: يا أخت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ما كان أبوك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ما كانت أمّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. الصرف: (فريّا) ، صفة مشبّهة من فرى يفري باب ضرب بمعنى اختلف أو قطع وشقّ، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة. [سورة مريم (19) : آية 29] فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كان) فعل ماض تامّ، والفاعل هو «1» ، وهو العائد (في المهد) متعلّق ب (كان) ، (صبيّا) حال منصوبة من فاعل كان. جملة: «أشارت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون ناقصة قد ضمنّت معنى صار أو ما زال، و (صبيّا) في ذلك خبر.

[سورة مريم (19) : الآيات 30 إلى 33]

وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كيف نكلّم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كان في المهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة مريم (19) : الآيات 30 الى 33] قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) الإعراب: (آتاني) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به أوّل، والفاعل هو أي الله (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (جعلني نبيّا) مثل آتاني الكتاب، وكذلك (جعلني مباركا) ، (أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بالجواب أو بالشرط (كنت) فعل ماض تامّ ... و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (بالصلاة) متعلّق ب (أوصاني) ، (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (دمت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) اسمه (حيّا) خبر ما دمت منصوب. والمصدر المؤوّل (ما دمت..) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (أوصاني) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي عبد الله ... » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «آتاني الكتاب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «جعلني نبيّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاني الكتاب. وجملة: «جعلني مباركا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلني نبيّا. وجملة: «كنت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: أينما كنت فقد جعلني نبيّا ومباركا. وجملة: «أوصاني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاني.. أو جعلني.. 32- (الواو) عاطفة (برّا) مفعول به ثان لفعل محذوف تقديره جعلني «1» (بوالدتي) متعلّق ب (برّا) ، (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (جبّارا) مفعول به ثان منصوب عامله لم يجعلني (شقيّا) نعت ل (جبّارا) منصوب. وجملة: « (جعلني) برّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلني مباركا. وجملة: «لم يجعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (جعلني) برّا. 33- (الواو) عاطفة (عليّ) متعلّق بخبر المبتدأ (السلام) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر وكذلك الظروف الأخرى المعطوفة عليه (حيّا) حال منصوبة من نائب الفاعل. وجملة: «السلام عليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يجعلني. وجملة: «ولدت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أي ذا برّ بحذف مضاف.. أو وصف بالمصدر مبالغة.

الصرف:

الصرف: (أوصاني) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أوصيني، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه أفعلني. الفوائد 1- آل عمران: إن الله اصطفى آل عمران على العالمين، وعمران والد مريم والدة المسيح، ونحن نعلم جهاد المسيح في سبيل دعوة الناس إلى الحق والخير والإيمان بالله وحده، ونعلم أيضا كيف سخر الله للمسيح عليه السلام من التلاميذ، الذين هم الحواريون، فنشروا دينه فوق الكثير من أصقاع الأرض، وقد أراد الله أن يكرم آل عمران، فأنزل سورة من القرآن الكريم سميت باسمهم، وهي ثاني سورة بعد البقرة، وأراد أن يكرم مريم العذراء، فخصها بسورة من كتابه الكريم، هي السورة التي نحن بصددها الآن. وما أحسب أن كتابا من الكتب السماوية أشاد بآل عمران ومريم والمسيح كما أشاد القرآن الكريم، وأفاض بطهارتهما وتقديسهما وتنزيههما عن كل نقيصة أو بهتان. فالقرآن الكريم ذكر أن مريم عذراء، وأن الملك بشّرها بهذا الغلام الزكي، فحملت به، وابتعدت عن الناس، وعانت من آلام وضعه حتى تمنت موتها قبل ذلك، وقد خاطبها ولدها المسيح، وهو في مهده، وهدأ من روعها، وطلب إليها أن تهزّ بجذع النخلة، وتنعم بما يتساقط عليها من الرطب الجني. وكانت والدة مريم امرأة صالحة، وكان أبوها رجلا صالحا تقيا نقيا، فنذرت زوجته وليدها خادما للهيكل وعند ما وجدتها أنثى، وليس الذكر كالأنثى، ومع ذلك تقبلها ربها قبولا حسنا، وأنبتها نباتا حسنا. 2- لماذا منعت من الكلام؟

[سورة مريم (19) : آية 34]

إنه سؤال يثب إلى الذهن فاللسان، والإجابة عليه بأن الله أمرها بأن تمتنع عن الكلام لأمرين: أ- أن يكون عيسى عليه السلام هو المتكلم عنها، ليكون أقوى لحجتها، وأرهص للمعجزة وإزالة عوامل الريبة المؤدية إلى اتهامها بما يشين. ب- التنويه بكراهية المجادلة شرعا مع السفهاء وقد اقتنص الشاعر هذا المعنى فقال: يخاطبني السفيه بكل قبح ... وأكره أن أكون له مجيبا [سورة مريم (19) : آية 34] ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) الإعراب: (ذلك) مبتدأ في محلّ رفع (عيسى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (بن) نعت لعيسى مرفوع «1» ، (قول) مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مؤكّد لمضمون الجملة قبله أي أقول قول الحقّ «2» ، (الذي) في محلّ نصب نعت لقول (فيه) متعلّق ب (يمترون) . جملة: «ذلك عيسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . الفوائد 1- إثبات ألف «ابن» ، وحذفها:

_ (1) أو عطف بيان له، أو بدل منه.. وقد يراد به الإخبار فيكون خبرا ثانيا وحينئذ يلزم إثبات الألف في ابن. (2) يجوز أن يكون حالا من عيسى، ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أعني..

[سورة مريم (19) : آية 35]

أ- ابن: أصله «بنو» ويجمع على «بنين» . وقال بعضهم: أصله بكسر الباء قياسا على «بنت» . ب- ما لا يعقل، مثل «ابن مخاض، وابن لبون» وابن عرس، فيجمع بألف وتاء مثل «بنات عرس» . ج- يضاف ابن لما يخصصه، مثل «ابن السبيل، وابن الحرب، وابن الدنيا» . د- همزة «ابن» همزة وصل، وكذلك همزة «ابنة» . تحذف في الوصل وتثبت في «الخط» . هـ- ومن أحكامها أنها تحذف لفظا وخطا، وذلك إذا ورد علم وبعده «ابن» صفة له ومضافا لعلم هو أب له. نحو «محمد بن عبد الله بن عبد المطلب» إلا إذا وقع في أول السطر فتكتب الهمزة خطا ولا تلفظ. ملاحظة: قد خرج في قولهم: «ومضافا لعلم هو أب له» خرج المضاف إلى أم هو ابن لها. مثل «عيسى ابن مريم» . [سورة مريم (19) : آية 35] ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) الإعراب: (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (كان) ، (ولد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان عامله يتّخذ والمفعول الأول محذوف أي: أن يتّخذ أحدا ولدا. والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ... ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة مكفوفة (كن) فعل أمر تامّ، والفاعل أنت

[سورة مريم (19) : آية 36]

(الفاء) عاطفة- أو استئنافيّة- (يكون) مضارع تامّ مرفوع، والفاعل هو. جملة: «ما كان لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: « (أسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «قضى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقول.. أو استئنافيّة. [سورة مريم (19) : آية 36] وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ربّي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (ربّكم) معطوف على ربّي بالواو مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هذا) مبتدأ في محلّ رفع (مستقيم) نعت للخبر (صراط) . جملة: «إنّ الله ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل مقدّر أي: قل.. وجملة القول المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعبدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم مقرّين بربوبيّته فاعبدوه. وجملة: «هذا صراط.....» لا محلّ لها تعليليّة.

[سورة مريم (19) : آية 37]

[سورة مريم (19) : آية 37] فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (من بينهم) متعلّق بحال من الأحزاب (الفاء) عاطفة (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للذين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ويل) (من مشهد) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر (يوم) مضاف إليه مجرور. جملة: «اختلف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ويل للذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (مشهد) ، اسم زمان أو اسم مكان أو مصدر ميميّ من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وشهد بمعنى حضر أو نطق بالشهادة.. فإذا كان من المعنى الأول فاسم الزمان يعني وقت الشهود، واسم المكان يعني مكان الشهود أي الموقف، والمصدر يعني حضور ذلك اليوم العصيب من إضافة المصدر إلى فاعله. وإذا كان من المعنى الثاني أي الشهادة فاسم الزمان يعني من وقت شهادة يوم، واسم المكان يعني من مكان شهادة يوم، والمصدر يعني شهادة ذلك اليوم أي أنّ اليوم يشهد على الناس إمّا حقيقة وإمّا مجازا.

_ (1) جاز البدء بالنكرة لما فيها من معنى الذمّ. [سورة مريم (19) : الآيات 38 الى 39] أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39)

الإعراب:

الإعراب: (أسمع) فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح المقدّر لمجيئه على صورة الأمر (الباء) حرف جرّ زائد و (هم) ضمير، محلّه القريب الجرّ بالباء الزائدة، ومحلّه البعيد الرفع على أنّه فاعل أسمع (أبصر) مثل أسمع، والفاعل مقدّر أي أبصر بهم (يوم) ظرف زمان متعلّق ب (أسمع، أبصر) ، (لكن) حرف استدراك لا عمل له (الظالمون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (اليوم) ظرف متعلّق ب (ضلال) ، (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ الظالمون. جملة: «أسمع بهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أبصر (بهم) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يأتوننا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «الظالمون.. في ضلال ... » لا محلّ لها في حكم التعليليّة. 39- (الواو) عاطفة، والضمير في (أنذرهم) مفعول به أوّل (يوم) مفعول به ثان منصوب على حذف مضاف أي: أنذرهم عذاب يوم الحسرة «1» ، (إذ) ظرف أستعير للمستقبل متعلّق ب (الحسرة) «2» ، (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (الواو) حاليّة في الموضعين (في غفلة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) و (لا) نافية

_ (1) يجوز أن يكون ظرفا متعلّقا ب (أنذرهم) ، والمفعول الثاني مقدّر. (2) أو هو بدل من يوم إذا أعرب (يوم) ظرفا.

الصرف:

وجملة: «أنذرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسمع بهم. وجملة: «قضي الأمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم في غفلة ... » في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أنذرهم) . وجملة: «هم لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أنذرهم) . الصرف: (غفلة) ، مصدر سماعيّ لفعل غفل يغفل باب نصر، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي: غفول بضمّتين وغفل بفتحتين.. البلاغة - المجاز المرسل: في قوله تعالى «لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» . العلاقة حالية، والمراد جهنم، فأطلق الحال وأريد المحل، لأن الضلال لا يحل فيه وإنما يحل في مكانه، وكذلك قوله في الآية اللاحقة: «وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ» والغفلة لا يحل فيها أيضا، وإنما يحل بالمتالف التي توقع الغفلة أصحابها فيها. الفوائد 1- مواضع زيادة الباء: تزاد الباء في ستة مواضع رئيسية: أ- تزاد وجوبا في فاعل فعل التعجب في إحدى صيغتيه، وهي: أفعل به نحو: «أحسن بعمر» ، فتعرب «أحسن» فعل ماض أتى على صيغة الأمر، وعمر فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد، والباء حرف جر زائد أتى لا تساق اللفظ، ومنه «أسمع بهم وأبصر» .

[سورة مريم (19) : آية 40]

وتزاد كثيرا في فاعل «كفى» التي بمعنى حسب، وهي فعل لازم، نحو «كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً» وهي غير كفى التي بمعنى أجزأ أو أغنى، فهذه لا تزاد بفاعلها الباء. ب- تزاد أيضا في المفعول به، نحو: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» . وقوله تعالى: وهزّي إليك بجزع النخلة. ج- وتزاد في المبتدأ، نحو «بحسبك درهم» ونحو خرجت فإذا بزيد، وكيف بك «والمعنى كيف أنت» . د- وتزاد في الخبر، وهو قياسي في حالة السلب، نحو «ليس زيد بقائم» «وما ربك بغافل» أما في الموجب، فمتوقف على السماع. هـ- وتزاد في الحال إذا كان عامل الحال منفيا. نحو. فما رجعت بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيّب منتهاها ووتزاد في التوكيد، إذا كان بالنفس والعين، نحو: رأيت خالدا بنفسه وبعينه. 2- البغي: أ- قال بعضهم: إن أصلها «بغوي» وقال البيضاوي: أصلها مفعول من البغي، ولهما تعليلات في استحالتها إلى «بغيّ» . ب- وقال بعضهم: إن «بغيّ» خاص بالمؤنث، فيقال: امرأة بغي، ولا يقال رجل بغي. ج- واعترض بعضهم، أنه نقل عن المصباح بأنه يقال: رجل بغي، وامرأة بغي. ولعله من باب القياس والفرض، وليس من واقع الاستعمال. [سورة مريم (19) : آية 40] إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (40)

الإعراب:

الإعراب: (نحن) ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب لتوكيد الضمير المتّصل في إنّا «1» (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الأرض بالواو (عليها) متعلّق بمحذوف صلة من (إلينا) متعلّق ب (يرجعون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل. جملة: «إنّا.. نرث.....» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «نرث ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يرجعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة مريم (19) : الآيات 41 الى 45] وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (41) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (43) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (44) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في الكتاب) متعلّق بحال من إبراهيم (نبيّا) خبر ثان منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة نرث، والجملة الاسميّة خبر إنّ.

جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه كان صدّيقا ... » في محلّ نصب حال من إبراهيم «1» . وجملة: «كان صدّيقا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 42- (إذ) ظرف مبنيّ متعلّق ب (صدّيقا نبيّا) «2» ، (لأبيه) متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء (أبت) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الباء، و (التاء) زائدة عوضا من ياء المتكلّم المحذوفة لا محل لها.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (لم) حرف جرّ واسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق ب (تعبد) ، وحذفت الألف من ما لدخول حرف الجرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية في المواضع الثلاثة (عنك) متعلّق ب (يغني) ، (شيئا) مفعول به منصوب «3» أي شيئا من نفع أو ضرر. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم تعبد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا يسمع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يبصر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسمع. وجملة: «لا يغني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبصر. 43- (قد) حرف تحقيق (من العلم) متعلّق ب (جاءني) ، ومن تبعيضيّة «4» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل جاءني (يأتك)

_ (1) أو هي معترضة بين البدل والمبدل منه إذا أعرب إذ بدلا من (خبر إبراهيم) بحذف مضاف.. أو استئناف بياني. (2) أو هو بدل من إبراهيم بحذف مضاف أي اذكر خبر إبراهيم إذ قال. (3) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من غناء. (4) يجوز أن يتعلّق بمحذوف حال من (ما) وهي نكرة موصوفة.

مضارع مجزوم وعلامة الجزم حزف حرف العلّة، والفاعل هو وهو العائد و (الكاف) مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أهدك) مضارع مجزوم بجواب الطلب، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنا (صراطا) مفعول به ثان منصوب (سويّا) نعت لصراط منصوب. وجملة: «يا أبت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إنّي قد جاءني ... » لا محلّ لها جواب النداء.. وجملة: «جاءني.. ما لم يأتك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لم يأتك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اتّبعني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الهداية فاتّبعني.. وجملة: «أهدك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. 44- (لا) ناهية. وحرّك (تعبد) بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل أنت (للرحمن) متعلّق ب (عصيّا) خبر كان. وجملة: «يا أبت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لا تعبد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ الشيطان كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان للرحمن عصيّا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 45- (عذاب) فاعل يمسّك مرفوع (من الرحمن) متعلّق بنعت ل (عذاب) . والمصدر المؤوّل (أن يمسّك..) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف. (الفاء) عاطفة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب معطوف على

الفوائد

(يمسّك) ، اسمه ضمير مستتر تقديره أنت (للشيطان) متعلّق ب (وليّا) خبر تكون منصوب. وجملة: «يا أبت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يمسّك عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول الحرفيّ. الفوائد 1- منطق إبراهيم في الحجاج: كان من حق القارئ علينا، أن نقدم له نبذة عن حياة إبراهيم، إلا أننا أرجأنا ذلك إلى مقام آخر، وآثرنا أن نقدم له صورة عن طريقة إبراهيم في النصح والإرشاد وقد لفتت هذه الآيات أنظار الكثير من المفسرين، لما فيها من حسن الأسلوب والتدرج في النصح، والتلطف مع الوالد، والآداب الجمة في الحجاج. وبين أيدينا نصوص لكبار المفسرين، حول ما تضمنته هذه الآيات، من طرائق لعرض الأفكار، وبلاغة الأسلوب وقد آثرنا أن نختار أجودها، ونقدمها للقارىء، شاهدا على ما نحن بصدده وتقريره يقول الزمخشري كلاما طويلا، حبذا لو تملّاه القارئ واستوعبه: «انظر حين أراد أن ينصح أباه ويعظه فيما كان متورطا فيه من الخطأ العظيم، والارتكاب الشنيع الذي عصى فيه أمر العقلاء، وانسلخ عن قضية التمييز، ومن الغباوة التي ليس بعدها غباوة، كيف رتّب الكلام معه في أحسن اتساق، وساقه أرشق مساق مع استعمال المجاملة واللطف والرفق واللين، والأدب الجميل، والخلق الحسن، منتصحا

في ذلك بنصيحة ربّه عزّ وعلا. وذلك أنه طلب منه أولا العلّة في خطئه طلب منبّه على تماديه، موقظ لإفراطه وتناهيه، لأن المعبود لو كان حيّا مميزا سميعا بصيرا مقتدرا على الثواب والعقاب، نافعا ضارا، إلا أنه بعض الخلق، لاستخف عقل من أهله للعبادة ووصفه بالربوبية، ولسجل عليه بالغي المبين والظلم العظيم، وإن كان أشرف الخلق وأعلاهم منزلة، فما ظنك بمن وجّه عبادته إلى جماد، ليس به حس ولا شعور، فلا يسمع يا عابده ذكرك له، وثناءك عليه، ولا يرى هيئات خضوعك وخشوعك، فضلا أن يغني عنك، بأن تستدفعه بلاء فيدفعه، أو تسنح لك حاجة فيكفيكها ... ! ثم ثنّى بدعوته إلى الحق، مترفقا به متلطفا، فلم يسمّ إياه بالجهل المفرط، ولا نفسه بالعلم الفائق، ولكنه قال: إن معي طائفة من العلم وشيئا منه ليس معك، وذلك علم الدلالة على الطريق السوي، فلا تستنكف، وهب أني وإياك في مسير، وعندي معرفة بالهداية دونك، فاتبعني أنجك من أن تضل وتتيه..! ثم ثلث بتثبيطه ونهيه عما كان عليه، بأن الشيطان الذي استعصى على ربك الرحمن، الذي جميع ما عندك من النعم من عنده، هو عدوك الذي لا يريد بك إلا كل هلاك وخزي ونكال، وعدو أبيك آدم وأبناء جنسك كلهم وهو الذي ورطك في هذه الضلالة وأمرك بها وزينها لك فأنت ان حققت النظر عابد الشيطان..! إلا أن إبراهيم عليه السلام، لإمعانه في الإخلاص، ولارتقاء همته في الربانية، لم يذكر من جنايتي الشيطان إلا التي تختص منها برب العزة، من عصيانه واستكباره، ولم يلتفت إلى ذكر معاداته لآدم وذريته. كأن النظر في عظم ما ارتكب من ذلك غمر فكره، وأطبق على ذهنه. ثم ربّع بتخويفه سوء العاقبة، وبما يجره ما هو فيه من التبعة والوبال، ولم يخل ذلك من حسن الأدب، حيث لم يصرح بأن العقاب لاحق له، وأن العذاب لاصق به، ولكنه قال: أخاف أن يمسّك عذاب، فذكر الخوف والمسّ، وذكر

العذاب، وجعل ولاية الشيطان ودخوله في جملة أشياعه وأوليائه أكبر من العذاب، وذلك أن رضوان الله أكبر من الثواب نفسه، وسماه الله تعالى المشهود له بالفوز العظيم، فكذلك ولاية الشيطان التي هي معارضة رضوان الله من العذاب نفسه وأعظم. وصدّر كل نصيحة من النصائح الأربع بقوله: «يا أَبَتِ» توسّلا إليه واستعطافا.. أقبل عليه الشيخ بفظاظة الكفر وغلظ العناد، فناداه باسمه، ولم يقابل قوله: «يا أَبَتِ» بقوله «يا بني» ، وقدم الخبر على المبتدأ في قوله: «أَراغِبٌ أَنْتَ» لأنه كان أهم عنده، وفيه ضرب من التعجب والإنكار لرغبة إبراهيم من آلهته» . انتهى كلام الزمخشري، في هذا الفصل من قصة إبراهيم مع أبيه، وقصة تحطيم أصنام القوم وقصة إلقائه في النار، وقصة نجاته منها، حيث جعلها الله عليه بردا وسلاما. ويلي ذلك نزوحه عن بلاده في شرق العراق، وهجرته في سبيل دينه إلى أرض كنعان في فلسطين. 2- يا أَبَتِ : نعود للحديث عن حذف ياء المتكلم في بعض الحالات، ونخص بالحديث هنا «يا أبت ويا أمت» . في ياء المتكلم في النداء لغات، أما التاء في «يا أبت ويا أمت ففيها قولان» : أحدهما أن هذه التاء هي تاء التأنيث، مثلها مثل التاء في خالة وعمة، وهذا رأي سيبويه والخليل بن أحمد. وثانيهما أن هذه التاء عوضا عن ياء المتكلم المحذوفة. فالأصل: يا أبي ويا أمي، فحذفت الياء لدلالة الكسرة عليها، ثم عوّض عن الياء بهذه التاء، ولذلك فلا نقول: يا أبتي ويا أمتي، لئلا نجمع بين العوض والمعوض. ورغم أن الرأي الأولى لاثنين من أساطين النحو واللغة، فإني أرتاح للرأي الثاني وأرجحه على الأول، أما أنت أيها القارئ فاختر منهما ما يرجح لديك ويتحكم فيه ذوقك ورأيك. والله الموفق.

[سورة مريم (19) : آية 46]

[سورة مريم (19) : آية 46] قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (راغب) مبتدأ مرفوع «1» ، (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل لاسم الفاعل سدّ مسدّ الخبر «2» ، (عن آلهتي) متعلّق ب (راغب) ، (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (تنته) مضارع مجزوم علامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (اللام) لام القسم (أرجمنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (الكاف) مفعول به، والفاعل أنا (الواو) عاطفة (مليّا) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل (اهجرني) ، أو هو حال من فاعل اهجرني إذا كان المعنى ممتّعا بعمرك أي سالما، أو مفعول مطلق أي هجرا مليّا. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أراغب أنت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «النداء: يا إبراهيم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لم تنته ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أرجمنّك ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «اهجرني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مسبّبة عن قوله لأرجمنّك.. أي فاحذرني واهجرني مليّا.

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة اعتمادها على استفهام. [.....] (2) يجوز أن يكون الضمير مبتدأ مؤخّرا و (راغب) خبرا مقدّما.

الصرف:

الصرف: (مليّا) ، إمّا اسم يدلّ على الزمان الطويل، وإمّا مشتقّ صفة مشبّهة من ملا يملو البعير بمعنى سار شديدا وعدا، وأستعير لإطالة العمر، فهو على وزن فعيل.. وفيه إعلال بالقلب أصله مليو، اجتمعت الياء والواو وكانت الأولى ساكنت قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى. [سورة مريم (19) : الآيات 47 الى 48] قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) الإعراب: (سلام) مبتدأ مرفوع «1» ، (عليك) متعلّق بخبر المبتدأ (السين) حرف استقبال (لك) متعلّق بفعل أستغفر (بي) متعلّق ب (حفيّا) خبر كان منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سلام عليك ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «سأستغفر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان بي حفيّا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 48- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الضمير المخاطب في (أعتزلكم) ، (من دون) متعلّق بحال من

_ (1) صحّ البدء بالنكرة لما فيها من معنى الدعاء. (2) أو لا محلّ لها اعتراضيّة، وجملة أستغفر مقول القول في محلّ نصب.

[سورة مريم (19) : الآيات 49 إلى 50]

العائد المحذوف أي ما تدعونه معبودا من دون الله (عسى) فعل ماض تامّ فاعله المصدر المؤوّل (ألّا أكون..) في محلّ رفع، (بدعاء) متعلّق ب (شقيّا) وهو خبر أكون منصوب. وجملة: «أعتزلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سأستغفر.. وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أدعو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعتزلكم.. وجملة: «عسى ألّا أكون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . [سورة مريم (19) : الآيات 49 الى 50] فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب وهبنا (ما يعبدون من دون الله) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (له) متعلّق ب (وهبنا) «3» ، (الواو) حاليّة (كلّا) مفعول به مقدّم (نبيّا) مفعول به ثان منصوب عامله جعلنا. جملة: «اعتزلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل أدعو أي راجيا عدم كوني شقيّا بالدعاء. (2) في الآية السابقة (48) . (3) الفعل وهب يتعدّى إلى المفعول الثاني من غير حرف جرّ أو بوساطة حرف جرّ هو اللام.

البلاغة

وجملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جعلنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد «1» . 50- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (وهبنا) ، (من رحمتنا) متعلّق ب (وهبنا) ، (لهم) الثاني متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (لسان) مفعول به منصوب (عليّا) نعت للسان منصوب. وجملة: «وهبنا لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا له. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا لهم. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا» . علاقته السببية، كاليد في العطية، ولسان العرب لغتهم. ويطلق على الرسالة الرائعة كما في قول الأعشى الباهلي: إنني أتتني لسان لا أسرّ بها. 2- الكناية في قوله تعالى: «وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا» كنّى عن الذكر الحسن والثناء الجميل باللسان، لأن الثناء يكون باللسان، فلذلك قال «لِسانَ صِدْقٍ» كما يكنى عن العطاء باليد.

_ (1) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا. [سورة مريم (19) : الآيات 51 الى 53] وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (51) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا (53)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اذكر.. مخلصا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (نبيّا) خبر كان ثان منصوب. جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه كان مخلصا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان مخلصا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كان رسولا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان مخلصا. 52- (الواو) عاطفة (من جانب) متعلّق ب (ناديناه) ، (نجيّا) حال منصوبة من الضمير المنصوب في (قرّبناه) . وجملة: «ناديناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه كان مخلصا. وجملة: «قرّبناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ناديناه. 53- (الواو) عاطفة (وهبنا.. رحمتنا) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (أخاه) مفعول به أوّل عامله وهبنا، منصوب وعلامة النصب الألف (هارون) عطف بيان- أو بدل من أخاه- منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (نبيّا) حال منصوبة من (أخاه) . وجملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قرّبناه.

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة. (2) في الآية (50) من هذه السورة.

[سورة مريم (19) : الآيات 54 إلى 55]

[سورة مريم (19) : الآيات 54 الى 55] وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (54) وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اذكر.. نبيّا) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة: «اذكر.....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه كان صادق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان صادق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كان رسولا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان صادق. 55- (الواو) عاطفة (بالصلاة) متعلّق ب (يأمر) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مرضيّا) وهو خبر كان منصوب. وجملة: «كان يأمر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان صادق.. وجملة: «يأمر ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «كان.. مرضيّا» في محلّ رفع معطوفة على جملة كان صادق. الصرف: (مرضيّا) اسم مفعول من رضي الثلاثيّ، وفيه إعلال بالقلب مرّتين أولا قلب الواو ياء في الفعل أصله رضو- بكسر الضاد- لأنّ مصدره الرضوان، فلمّا كسرت الضاد قلبت الواو ياء فأصبح رضي.. ثانيا قلب الواو ياء في اسم المفعول، أصله مرضوي، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة.

[سورة مريم (19) : الآيات 56 إلى 57]

[سورة مريم (19) : الآيات 56 الى 57] وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (56) وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (57) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اذكر.. نبيّا) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه كان صدّيقا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان صدّيقا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 57- (الواو) عاطفة (مكانا) ظرف منصوب متعلّق ب (رفعناه) ، (عليّا) نعت ل (مكانا) منصوب. وجملة: «رفعناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه كان. الصرف: (إدريس) ، اسم علم أعجميّ وزنه على القياس العربي إفعيل بكسر الهمزة. البلاغة - الاستعارة: في قوله تعالى «وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا» . شبّه المكانة العظيمة، والمنزلة السامية، بالمكان العالي، بطريق الاستعارة.

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة. [سورة مريم (19) : آية 58] أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (58)

الإعراب:

الإعراب: (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذين) خبر المبتدأ «1» ، في محلّ رفع (عليهم) متعلّق ب (أنعم) ، (من النبيّين) متعلّق بحال من الضمير في (عليهم) ، (ذريّة) بدل من النبيّين بإعادة الجارّ (ممّن) متعلّق بما تعلّق به (من ذريّة) فهو معطوف عليه، (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (حملنا) ، (من ذريّة إبراهيم) متعلّق بما تعلّق به (من ذريّة آدم) فهو معطوف عليه، وكذلك (ممّن..) فهو معطوف عليه أيضا (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب خرّوا (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (عليهم) متعلّق ب (تتلى) ، (سجّدا) حال منصوبة من فاعل خرّوا (بكيّا) معطوف على سجّدا منصوب. جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنعم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «حملنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأولى. وجملة: «هدينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «اجتبينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هدينا. وجملة: «تتلى.. آيات ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «خرّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) يجوز أن يكون الموصول نعتا لاسم الإشارة- أو بدل، أو عطف بيان- وحينئذ يصبح الخبر الشرط الآتي وفعله وجوابه: إذا تتلى ...

الصرف:

الصرف: (بكيّا) ، جمع باك، اسم فاعل من بكى، وبكيّ فيه إعلال بالقلب، أصله بكوي كقعود جمع قاعد، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الأخرى، ثمّ كسرت الكاف لمناسبة الياء. [سورة مريم (19) : الآيات 59 الى 62] فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (من بعدهم) متعلّق ب (خلف) بتضمينه معنى جاء (خلف) فاعل خلف مرفوع (الشهوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال (غيّا) مفعول به منصوب. جملة: «خلف.. خلف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أضاعوا ... » في محلّ رفع نعت لخلف. وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أضاعوا. وجملة: «سوف يلقون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن يعرضوا على الحساب فسوف يلقون..

60- (إلّا) أداة استثناء «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) استئنافيّة (أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة يدخلون (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (شيئا) مفعول به بتضمين يظلمون معنى ينقصون أي: شيئا من الثواب «2» . وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب. وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: «أولئك يدخلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «لا يظلمون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يدخلون «3» . 61- (جنّات) بدل من الجنّة منصوب، وعلامة النصب الكسرة (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لجنّات، (بالغيب) متعلّق بحال من عباد أي مؤمنين بالغيب، أو من الضمير العائد المحذوف أي الجنّة وهي غائبة عنهم والضمير في (إنّه) إمّا عائد على الرحمن، أو هو ضمير الشأن.

_ (1) هي بمعنى لكن عند السيوطيّ، فالاستثناء منقطع و (من) مبتدأ خبره جملة أولئك يدخلون، والفاء زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط، واختار أبو حيّان الاستثناء المتّصل. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: لا يظلمون ظلما ما. [.....] (3) يجوز أن تكون معترضة بين البدل (جنّات) وبين المبدل منه (جنّة) .

الصرف:

وجملة: «وعد الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «إنّه كان وعده ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان وعده مأتيّا» في محلّ رفع خبر إنّ. 62- (فيها) متعلّق ب (يسمعون) ، (لغوا) مفعول به منصوب (إلّا) أداة استثناء (سلاما) منصوب على الاستثناء المنقطع (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (رزقهم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (بكرة) ظرف زمان متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر. وجملة: «لا يسمعون ... » في محلّ نصب حال من جنّات عدن «1» . وجملة: «لهم رزقهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يسمعون. الصرف: (مأتيّا) ، اسم مفعول من أتى الثلاثيّ وفيه إعلال بالقلب أصله مأتوي، اجتمعت الواو والياء في الكلمة والأولى ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، وكسرت التاء لمناسبة الياء. (بكرة) ، اسم بمعنى الغدوة، وزنه فعلة.. وانظر الآية (11) من هذه السورة. البلاغة - توكيد المديح بما يشبه الذم وعكسه: في قوله تعالى «إِلَّا سَلاماً» . استثناء منقطع، والسلام إمّا بمعناه المعروف، أي لكن يسمعون تسليم الملائكة

_ (1) أو مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها.

[سورة مريم (19) : آية 63]

عليهم السلام عليهم، أو تسليم بعضهم على بعض، أو بمعنى الكلام السالم من العيب، أي يسمعون كلاما سالما من العيب والنقص، وهو من تأكيد المدح بما يشبه الذم، كما في قول الشاعر: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب وهو يفيد نفي سماع اللغو بالطريق البرهاني الأقوى. والاتصال على هذا، على طريق الفرض والتقدير، ولولا ذلك لم يقع موقعه من الحسن والمبالغة. [سورة مريم (19) : آية 63] تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (63) الإعراب: (تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ (الجنّة) بدل من تلك مرفوع (التي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ «1» ، (من عبادنا) متعلّق بحال من الموصول الآتي (من) - نعت تقدّم على المنعوت- (من) موصول مفعول نورث في محلّ نصب. جملة: «تلك الجنّة التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نورث ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «كان تقيّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (نورث) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه أورث، والأصل أن يقال نؤورث، استثقلت الهمزة في اللفظ فحذفت.

_ (1) جاء اسم الموصول خبرا من غير ضمير الفصل لأنّ الجنّة سبق ذكرها في الآيات المتقدّمة.

البلاغة

البلاغة - الاستعارة: في قوله تعالى «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا» . أي: نبقي عليه الجنة، كما نبقي على الوارث مال المورّث، ولأن الأتقياء يلقون ربهم يوم القيامة، قد انقضت أعمالهم وثمرتها باقية وهي الجنة، فإذا أدخلهم الجنة فقد أورثهم من تقواهم كما يورث الوارث المال من المتوفى. فقد استعار الإرث لعطاء الجنة. [سورة مريم (19) : الآيات 64 الى 65] وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية، وفاعل (نتنزّل) نحن للتعظيم يعود على جبريل «1» ، (إلّا) أداة حصر (بأمر) متعلّق ب (نتنزّل) ، (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، والموصول مبتدأ مؤخّر (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، والموصول الثاني معطوف على الأول (خلفنا) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني والموصول الثالث معطوف على الأول في محلّ رفع (بين) مثل الأول متعلّق بصلة ما الثالث (ما) نافية. جملة: «ما نتنزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو يعود على الملائكة ككلّ، فلا تعظيم.

الصرف:

وجملة: «له ما بين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما كان ربّك نسيّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما نتنزّل.. 65- (ربّ) بدل من ربّك الثاني مرفوع «1» ، (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات بالواو (بينهما) مثل الأول «2» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لعبادته) متعلّق ب (اصطبر) ، (هل) حرف استفهام (له) متعلّق بحال من (سميّا) «3» ، (سميّا) مفعول به منصوب. وجملة: «اعبده ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن عرفت ربوبيّته فاعبده. وجملة: «اصطبر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اعبده. وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكدة للربوبيّة. الصرف: (نسيّا) ، صفة مشبّهة- أو مبالغة اسم الفاعل- وزنه فعيل. (اصطبر) ، فيه إبدال تاء الافتعال إلى طاء لمجيئها بعد الصاد، وأصله اصتبر. الفوائد - سئل الرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ عن أهل الكهف وذي القرنين والروح، فطلب إلى جبريل أن يخبره بأمر هؤلاء، فأبطأ عليه جبريل بالجواب خمسة عشر يوما، وقيل أربعين، حتى أذاع المشركون بأن ربه قد هجره وقلاه. فنزل الوحي قائلا «وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ»

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة مستأنفة. (2) في الآية السابقة. (3) أو متعلق بمحذوف مفعول به ثان ل (تعلم) .

[سورة مريم (19) : الآيات 66 إلى 67]

بعد أن قص على الرسول قصة أهل الكهف وذي القرنين، وأجابهم جوابا شافيا بشأن الروح. [سورة مريم (19) : الآيات 66 الى 67] وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (67) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام (إذا) ظرف مبنيّ متعلّق بالجواب المحذوف والتقدير: أحيا أو أبعث «1» ، (ما) زائدة (اللام) لام الابتداء (أخرج) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل أنا (حيّا) حال مؤكدة منصوبة. جملة: «يقول الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «متّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سوف أخرج ... » لا محلّ لها تفسيريّة. 67- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لا) نافية (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقناه) ، (الواو) واو الحال (يك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف (شيئا) خبر يكن منصوب.

_ (1) لا يجوز تعليقه بفعل أخرج لأنّ لام الابتداء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، إلّا إذا أعربنا اللام زائدة، وهو ما اختاره السيوطيّ.

[سورة مريم (19) : الآيات 68 إلى 70]

وجملة: «يذكر الإنسان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقول الإنسان. وجملة: «خلقناه ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّا خلقناه ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يذكر. وجملة: «لم يكن شيئا ... » في محلّ نصب حال. [سورة مريم (19) : الآيات 68 الى 70] فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (70) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الواو) واو القسم (ربّك) مجرور بالواو متعلّق بمحذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (نحشرنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (الواو) عاطفة (الشياطين) معطوف على ضمير المفعول منصوب (ثمّ) حرف عطف (لنحضرنّهم) مثل لنحشرنّهم (حول) ظرف منصوب متعلّق ب (نحضرنّهم) ، (جثيّا) حال منصوبة. جملة: « (أقسم) بربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نحشرنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «نحضرنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. 69- (ثمّ لننزعنّ) مثل ثم لنحشرنّ (من كلّ) متعلّق ب (ننزعنّ) ، (أيّهم)

الصرف:

اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله ننزعنّ «1» ، (أشدّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (على الرحمن) متعلّق ب (عتيّا) ، وهو تمييز منصوب. وجملة: «ننزعنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نحضرنّهم. وجملة: « (هو) أشدّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أيّ) . 70- (اللام) لام القسم (بالذين) متعلّق ب (أعلم) الخبر، (بها) متعلّق ب (أولى) ، (صليّا) تمييز منصوب. وجملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ننزعنّ وجملة: «هم أولى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (جثيّا) جمع جاث، اسم فاعل من جثا يجثو على وزن فاعل، وقد حذفت ياؤه المنقلبة عن واو- لانكسار ما قبلها- حذفت لالتقائها ساكنة مع سكون التنوين.. وجثيّ فيه إعلال بالقلب أصله جثوي- بعد الإعلال السابق- على وزن قعود، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسرت الثاء لمناسبة الياء.. ثمّ كسرت الجيم للمجاورة. (صليّا) ، مصدر قياسيّ من فعل صلي يصلى باب فرح وزنه فعول

_ (1) وهو قول الجمهور، وسيبويه، وقد بني الموصول على الضمّ لإضافته إلى الضمير وحذف منه صدر الصلة.. ولكن بعض المعربين يجعلون الضمّة ضمة الإعراب وفيها توجيهات متعدّدة: الأول:- أيّ.. اسم استفهام مبتدأ مرفوع خبره أشدّ وهو على الحكاية أي: لننزعنّ من كلّ شيعة الفريق الذي يقال عنه أيّهم أشد؟ - وهذا قول الخليل- الثاني:- مثل الأول ولكنّ الجملة مفعول به ل (ننزعنّ) المعلّق بالاستفهام، ومعناه يميّزن فهو من معنى العلم- وهو قول يونس- الثالث:- مثل الأول، ولكنّ الجملة مستأنفة و (من) زائدة- وهو قول الأخفش الذي يجيز زيادة من في الموجب- ... وثمّة توجيهات أخرى للمبرّد والفرّاء فيها بعض تكلّف.

البلاغة

وأصله صلوي، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، ثمّ كسرت اللام لمناسبة الياء، وكسرت الصاد للمجاورة. البلاغة - فن القسم: في قوله تعالى «فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ» . وهذا الفن هو: أن يريد المتكلم الحلف على شيء، فيحلف بما يكون فيه فخر له، وتعظيم لشأنه، أو تنويه لقدره أو ما يكون ذما لغيره، أو جاريا مجرى الغزل والترقق، أو خارجا مخرج الموعظة والزهد. وفي هذا القسم أمران: أحدهما، التأكيد للخبر، والثاني: أن في إقسام الله تعالى باسمه- تقدست أسماؤه- مضافا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) تفخيما لشأن رسول الله ورفعا منه، كما رفع من شأن السماء والأرض في قوله تعالى «فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ» . الفوائد - اختلاف النحاة حول «أيّهم» : سئل الكسائي لم لا يجوز أن نقول: «أيهم قام» . فقال: «أي كذا خلقت» أي هكذا وضعت وما قاله أبو البقاء بشأن «أيّهم» قال: يقرأ أيّهم بالنصب، ويقرأ بالضم، وفيه قولان: أ- أنها ضمة بناء: وهو مذهب سيبويه، وأنها بنيت لأنها بمعنى الذي ب- القول الثاني، أنها ضمة إعراب: وفي هذا القول خمسة أوجه. 1- أنها مبتدأ، وأشد خبره.

[سورة مريم (19) : الآيات 71 إلى 72]

2- الثاني: كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما. 3- أيّ استفهامية ومن زائدة. 4- أن «أيّهم» مرفوع بشيعة. 5- أن «ننزع» علقت عن العمل، لأن معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لا يعمل فيما قبله. والتقدير: تشيعوا أم لم يتشيعوا. وهذا أبعد الخمسة عن الصواب..! [سورة مريم (19) : الآيات 71 الى 72] وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (72) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (إن) حرف نفي (منكم) متعلّق بخبر مقدّم «1» ، (إلّا) أداة حصر «2» ، (واردها) مبتدأ مؤخّر مرفوع، واسم (كان) ضمير مستتر تقديره هو أي الورود المفهوم من سياق الكلام (على ربّك) متعلّق ب (مقتضيّا) وهو نعت لخبر كان (حتما) ، منصوب. جملة: «إن منكم إلّا واردها» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «كان.. حتما ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. 72- (فيها) متعلّق ب (جثيّا) وهو مفعول به ثان «4» .

_ (1) أو هو نعت لمبتدأ محذوف أي إن أحد منكم، والخبر هو (واردها) . (2) يجوز أن تكون للاستثناء إن قدّر الكلام قبلها تامّا أي منكم أحد- خبر مقدّم ومبتدأ مؤخّر- ف (واردها) حينئذ بدل من أحد. (3) أو معطوفة على جملة نحن أعلم.. فهي في حيّز جواب القسم لقوله: فو ربك لنحشرنّهم. (4) يجوز أن يكون حالا إذا كان (نذر) بمعنى نخلّيهم.. ويجوز أن يكون الجارّ متعلقا بحال من الظالمين أو ب (نذر) .

الصرف:

وجملة: «ننجّي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن منكم.. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ننجّي. الصرف: (حتما) ، مصدر سماعيّ لفعل حتم الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة - الالتفات: في قوله تعالى «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها» . يحتمل أن يكون استئنافا لخطاب الناس، ويحتمل أن يكون التفاتا. احتمال الالتفات مفرع على إرادة العموم من الأول، فيكون المخاطبون أولا هم المخاطبين ثانيا، إلا أن الخطاب الأول بلفظ الغيبة، والثاني بلفظ الحضور، وأما إذا بنينا على أن الأول إنما أريد منه خصوص على التقديرين جميعا، فالثاني ليس التفاتا، وإنما عدول إلى خطاب خاص لقوم معينين. الفوائد أي: تأتي هنا اسم استفهام يطلب بها تعيين الشيء مثل قوله تعالى: «أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا» - [سورة مريم (19) : آية 73] وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى) ، (بيّنات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة (للذين) متعلّق ب (قال) ، (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع خبره (خير) مرفوع، (مقاما) تمييز منصوب (أحسن) معطوف على خير مرفوع (نديّا) تمييز منصوب. جملة: «تتلى ... آياتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أيّ الفريقين ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (نديّا) ، اسم بمعنى النادي، وزنه فعيل، وفيه إعلال بالقلب أصله نديو فلامه واو من (ندوتهم، أندوهم) أي أتيت ناديهم.. اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى. [سورة مريم (19) : آية 74] وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (74) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة كناية عن كثير مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (أهلكنا) ، (من قرن) تمييز كم (هم) ضمير منفصل مبتدأ خبره أحسن (أثاثا) تمييز منصوب. جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم أحسن أثاثا ... » في محلّ جرّ نعت لقرن. الصرف: (رئيّا) ، صفة مشبّهة من رأى وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المرئيّ كذبح بمعنى المذبوح.

الفوائد

الفوائد - «من» الداخلة على التمييز. ثمة خلاف حول «من» هذه، فبعضهم جعلها للتبعيض، ولذلك لم تدخل على ما لا يجزّأ. وبعضهم قال: إنها زائدة، وهذا رأي سيبويه، ولهذا عطف «منتقبا» بالنصب على محل التمييز وليس على لفظه. وقال ابن هشام والزمخشري بأنها لبيان الجنس، فلا يمكن أن تكون زائدة، لأنها لا تزاد في غير الإيجاب. فتأمل واختر هديت إلى الصواب. [سورة مريم (19) : آية 75] قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (75) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الضلالة) خبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (له) متعلّق ب (يمدد) ، (مدّا) مفعول مطلق منصوب (حتّى) حرف ابتداء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل (إمّا) حرف تقسيم وتجزئة (العذاب) بدل من ما منصوب، ومثله (إمّا الساعة) ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (مكانا) تمييز منصوب (أضعف) معطوف على شرّ مرفوع (جندا) تمييز منصوب.

_ (1) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة: هو شرّ مكانا، وجملة الاستفهام في محلّ نصب مفعول به ل (يعلمون) المعلّقة عن العمل المباشر بالاستفهام. [.....]

الصرف:

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من كان ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كان.. فليمدد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يمدد له الرحمن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «سيعلمون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «هو شرّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (مدّا) ، مصدر سماعيّ لفعل مدّ الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون. (أضعف) ، اسم تفضيل من ضعف الثلاثي وزنه أفعل. (جندا) اسم جمع جنسيّ بمعنى العسكر واحده جنديّ، وجمعه أجناد وجنود، ووزن جند فعل بضمّ فسكون. البلاغة - اللف والنشر المرتب: في قوله تعالى «شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً» . حيث رجع الأول إلى «خَيْرٌ مَقاماً» ، والثاني إلى «وَأَحْسَنُ نَدِيًّا» . [سورة مريم (19) : آية 76] وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اهتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (هدى) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير) ، (ثوابا) تمييز منصوب وكذلك (مردّا) . جملة: «يزيد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اهتدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الباقيات.. خير......» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (مردّا) ، مصدر ميميّ من ردّ الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين. الفوائد - ضرب من التفضيل: «الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا» ما من مؤمن إلا ويعلم أن الباقيات الصالحات كلها خير، فما هو فحوى التفضيل في هذه الآية؟ الجواب أن هذا الضرب من التفضيل يشبه قولنا: الصيف أشد حرا من الشتاء، فليست المفاضلة هنا بين حر الصيف وحر الشتاء، وإنما المفاضلة ما بين شدة الحر وشدة البرد، فتبصّر، ففي الأمر معنى لطيف للغاية. وثمة رأي آخر في مضمون هذه الآية، ومفاده أن التفضيل ورد على طريقة المشاكلة التي كثيرا ما ترد في آي القرآن، والتي قد تعرضنا لها في غير موضع من هذا الكتاب.

[سورة مريم (19) : الآيات 77 إلى 80]

[سورة مريم (19) : الآيات 77 الى 80] أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (80) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (الفاء) استئنافيّة (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (كفر) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أوتينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، مبنيّ للمجهول و (النون) نون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (مالا) مفعول به منصوب. جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أوتينّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابها في محلّ نصب مقول القول. 78- (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عهدا) مفعول به أوّل منصوب. وجملة: «اطّلع ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل (رأيت) بمعنى أخبرت.

الصرف:

وجملة: «اتّخذ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اطّلع. 79- (كلّا) حرف ردع وزجر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (له) متعلّق ب (نمدّ) ، (من العذاب) متعلّق ب (نمدّ) «1» ، (مدّا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «سنكتب ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «نمدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكتب. 80- (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل اشتمال من الضمير في (نرثه) ، أي نرث ما عنده من المال والولد «2» ، (الواو) عاطفة (فردا) حال منصوبة أي منفردا. وجملة: «نرثه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكتب. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكتب. الصرف: (فردا) ، اسم جامد بمعنى واحد، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) أو بمحذوف حال من (مدّا) . (2) أو هو مفعول به لفعل نرث، والضمير المتّصل الغائب منصوب على نزع الخافض أي: نرث منه ما يقول..- قاله العكبري-. وإذا ضمّن فعل نرث معنى نحرم أو نسلب كان (ما) مفعولا ثانيا للفعل.

البلاغة

البلاغة - المجاز العقلي: في قوله تعالى «سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ» . أي نأمر الملائكة بالكتابة، فهو من إسناد الشيء إلى سببه. [سورة مريم (19) : الآيات 81 الى 82] وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آلهة) مفعول به أوّل منصوب (اللام) لام التعليل (يكونوا) مضارع ناقص منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) ضمير اسم يكون. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (اتّخذوا) . (لهم) متعلّق بحال من (عزّا) وهو خبر يكونوا منصوب. جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 82- (كلّا) حرف ردع وزجر، وضمير الفاعل في (سيكفرون) يعود على الآلهة (بعبادتهم) متعلّق ب (يكفرون) والضمير الغائب المضاف إليه يعود على المشركين، أو يعود على الآلهة (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق بحال من (ضدّا) وهو خبر يكونون منصوب.

الصرف:

وجملة: «يكفرون ... » لا محلّ لها في حكم التعليل للردع. وجملة: «يكونون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفرون. الصرف: (عزّا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عزّ، واستعمل وصفا للمبالغة وزنه فعل بكسر فسكون. (ضدّا) ، صفة مشبّهة من ضدّ يضدّ باب نصر وزنه فعل بكسر فسكون، وقد جاء في الآية دالا على ذات جمع أي أعداء، وضدّ جمع بلفظ المفرد. الفوائد - كلّا ومذاهبها الستة. أ- جمهور البصريين، لم يخرج بها عن كونها حرف ردع وزجر، ولعل هذا ما يتسق مع مواطن ورودها في القرآن الكريم. ب- الكسائي ومن لفّ لفه، يرى أنها بمعنى «حقّا» . ج- مذهب عبد الله الباهلي، أنها ردّ لما قبلها. وهذا يتوافق مع «الزجر والردع» . د- وأما قول أبي حاتم، فإنها «حرف استفتاح» . هـ- وذهب النضر بن شميل، بأنها حرف تصديق بمعنى نعم، وفيه نظر. وثمة رأي سادس، أنها صلة في الكلام، وفيه نظر أيضا. وإذا تبصرت وجدت الرأي الأول هو المستعمل لدى هذا الحرف، وما عداه فاستعمالات قليلة، ولعلّها ضعيفة.

[سورة مريم (19) : الآيات 83 إلى 87]

[سورة مريم (19) : الآيات 83 الى 87] أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (86) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (87) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (على الكافرين) متعلّق ب (أرسلنا) (أزّا) مفعول مطلق منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّا أرسلنا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. وجملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.. وجملة: «تؤزّهم ... » في محلّ نصب حال من الشياطين أي تهيّجهم إلى المعاصي، أو من الكافرين أي متحرّكين إلى المعاصي. 84- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تعجل) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (لهم) متعلّق بمحذوف حال من (عدّا) وهو مفعول مطلق منصوب. وجملة: «لا تعجل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن وقعوا في المعصية فلا تعجل عليهم بالعذاب. وجملة: «نعدّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.

الصرف:

85- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نعدّ) «1» ، (إلى الرحمن) متعلّق ب (وفدا) وهو حال منصوبة من المتّقين بمعنى وافدين. وجملة: «نحشر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. 86- (الواو) عاطفة (إلى جهنّم) متعلّق ب (نسوق) ، (وردا) حال منصوبة من المجرمين أي واردين. وجملة: «نسوق ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشر. 87- (لا) نافية (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «2» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عهدا) مفعول به أوّل منصوب. وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب حال ثانية من المجرمين «3» ، الصرف: (أزّا) ، مصدر أزّ يؤزّ باب نصر، وأزّ يئزّ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي: أزيز بفتح الهمزة وأزاز بفتحها. (عدّا) ، مصدر سماعيّ لفعل عدّ يعدّ باب نصر، وزنه فعل فتح فسكون. (وفد) ، اسم جمع أو جمع وافد، وهو المقبل على مكان، وجمع وفد وفود، ووزن وفد فعل بفتح فسكون. (وردا) ، اسم جمع بمعنى الواردين أو هو جمع وارد، وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (2) أو المتّصل إذا كان ضمير (يملكون) يعود على المتّقين.. أو هو بدل من فاعل يملكون في محلّ رفع. (3) أو هي منقطعة على الاستئناف لا محلّ لها.

[سورة مريم (19) : الآيات 88 إلى 91]

[سورة مريم (19) : الآيات 88 الى 91] وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (89) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (91) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ولدا) مفعول به ثان.. والمفعول الأول مقدّر أي: (عزيزا) على قول اليهود أو (عيسى) على قول النصارى أو (الملائكة) على قول بعض العرب. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذ الله ... » في محلّ نصب مقول القول. 89- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (شيئا) مفعول به منصوب بتضمين جئتم معنى فعلتم «1» (إدّا) نعت ل (شيئا) منصوب. وجملة: «جئتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. 90- (منه) متعلّق ب (يتفطّرن) ، (هدّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى، منصوب «2» . وجملة: «تكاد السموات ... » في محلّ نصب نعت ل (شيئا) ، وجملة: «يتفطّرن ... » في محلّ نصب خبر تكاد. وجملة: «تنشقّ الأرض.....» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتفطّرن.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أي مجيئا منكرا. (2) أو هو مصدر في موضع الحال أي مهدودة.

الصرف:

وجملة: «تخرّ الجبال ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتفطّرن. 91- (أن) حرف مصدري (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (للرحمن) متعلّق ب (دعوا) ، (ولدا) مفعول به منصوب. والمصدر المؤوّل (أن دعوا ... ) في محلّ جرّ بلام تعليليّة محذوفة متعلّق بالأفعال الثلاثة: يتفطّرن، وتنشقّ، وتخرّ أي لأن دعوا ... «1» . وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (إدّا) ، صفة مشبّهة من أدته الداهية تؤدّه بالضمّ وتئده بالكسر وتأده بالفتح دهته، وزنه فعل بكسر فسكون. والإدّ هو الداهية أو الأمر العظيم والجمع إداد بكسر الهمزة، وإدد بكسرها. (هدّا) ، مصدر سماعيّ لفعل هدّ الثلاثيّ باب نصر، أو باب ضرب فيكون لازما بمعنى انهدم، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة - الالتفات: في قوله تعالى «لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا» هذا الكلام رد لمقالتهم الباطلة، وتهويل لأمرها بطريق الالتفات من الغيبة إلى الخطاب المنبئ عن كمال السخط وشدة الغضب، والمفصح عن غاية التشنيع والتقبيح، وتسجيل عليهم بنهاية الوقاحة والجهل والجرأة.

_ (1) اختلاف الفاعل بين الفعل والمصدر المؤوّل يمنع جعله مفعولا لأجله في محلّ نصب على رأي أبي حيّان.

[سورة مريم (19) : الآيات 92 إلى 93]

[سورة مريم (19) : الآيات 92 الى 93] وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (93) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (للرحمن) متعلّق ب (ينبغي) ، (يتّخذ ولدا) مثل نظيرها «1» . والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ولدا) في محلّ رفع فاعل ينبغي. جملة: «ما ينبغي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. 93- (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (إلّا) أداة حصر (آتي) خبر المبتدأ كلّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الرحمن) مضاف إليه مجرور (عبدا) حال من الضمير في آتي، منصوبة. وجملة: «كلّ من ... آتي» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. [سورة مريم (19) : الآيات 94 الى 95] لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (95) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (وعدّا) مفعول مطلق منصوب.

_ (1) في الآية (88) من هذه السورة.

[سورة مريم (19) : آية 96]

جملة: «أحصاهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «عدّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أحصاهم. 95- (الواو) عاطفة (كلّهم) مبتدأ مرفوع خبره آتيه، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آتيه) (فردا) حال منصوبة من الضمير في آتيه. وجملة: «كلّهم آتيه» ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم [سورة مريم (19) : آية 96] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (96) الإعراب: (السين) حرف استقبال (لهم) متعلّق ب (يجعل) «1» ، (ودّا) مفعول به منصوب. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سيجعل.. الرحمن ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (ودّا) ، مصدر سماعيّ لفعل ودّ باب فرح، وزنه فعل بضمّ فسكون.. وللفعل مصادر أخرى هي: ود بفتح الواو وكسرها، ووداد بفتح الواو وكسرها وضمّها، وودادة بفتح الواو، ومودّة بفتح الميم، وموددة بكسر الدال الأولى وفتح الثانية وفتح الميم، ومودودة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل جعل بمعنى صيّر.

[سورة مريم (19) : آية 97]

[سورة مريم (19) : آية 97] فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (97) الإعراب: (الفاء) تعليليّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (بلسانك) متعلّق بحال من هاء الغائب (اللام) للتعليل (تبشّر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (به) متعلّق ب (تبشّر) . والمصدر المؤوّل (أن تبشّر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسّرناه) . (الواو) عاطفة (تنذر به قوما) مثل تبشّر به المتّقين (لدّا) نعت ل (قوما) منصوب. جملة: «يسّرناه ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي بلّغ ما أنزل فإنما يسرناه. وجملة: «تبشّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبشّر. الصرف: (لدّا) ، جمع ألدّ زنة أفعل، صفة مشبّهة من لدّ يلدّ باب نصر أي خاصم خصومة شديدة، ووزن لدّ فعل بضمّ فسكون. [سورة مريم (19) : آية 98] وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (98)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم أهلكنا قبلهم من قرن) مرّ إعرابها «1» ، (هل) حرف استفهام للإنكار (منهم) متعلّق بحال من أحد- نعت تقدّم على المنعوت- (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لفعل تحسّ (أو) حرف عطف (لهم) متعلّق بحال من (ركزا) وهو مفعول به عاملة تسمع، منصوب. جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تحسّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «تسمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحسّ. الصرف: (ركزا) ، اسم للصوت الخفيّ أو الحس، وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد - كم الاستفهامية والخبرية: تحدثنا فيما سبق عن كم بقسميها حديثا ضافيا والآن نعود فنذكر بإيجاز هذين القسمين، قصد التذكير فحسب. أ- فالاستفهامية: هي ما يكنى بها عن عدد مبهم، يطلب تعيينه، نحو: كم كتابا قرأت. ب- الخبرية: هي ما يكنى بها عن العدد الكثير، على طريق الإخبار، نحو: كم مرة نصحناهم فلم ينتصحوا..!

_ (1) في الآية (74) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون في محلّ جرّ نعت لقرن، والجملة خبريّة بالمعنى.

سورة طه

بسم الله الرحمن الرحيم سورة طه آياتها- 135 آية [سورة طه (20) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (3) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (4) الإعراب: (ما) نافية (عليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (تشقى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت. والمصدر المؤوّل (أن تشقى) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) . (إلّا) للاستثناء المنقطع بمعنى لكن (تذكرة) مفعول لأجله عامله مقدّر أي أنزلناه تذكرة «1» ، (لمن) متعلّق ب (تذكرة) ، (تنزيلا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نزّلناه (من) متعلّق ب (تنزيل) لأنّه نائب عن فعله (العلا) نعت

_ (1) جاء هنا منصوبا لاتّفاق فاعله مع فاعل الفعل ويعود على الله، أمّا في (لتشقى) فاستعمل حرف الجرّ لاختلاف فاعل المصدر ويعود على الرسول مع فاعل الإنزال ويعود على الله.. ويجوز أن يكون (تذكرة) مفعولا مطلقا لفعل محذوف كما يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مذكّرا لمن يخشى.

الصرف:

للسموات منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. جملة: «ما أنزلنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تشقى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يخشى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. الصرف: (تشقى) ، فيه إعلال بالقلب أصله تشقي بالياء، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (تذكرة) ، مصدر سماعيّ لفعل ذكّر الرباعيّ، وقياسه تذكير، استعيض من الياء التاء المربوطة في آخره تخفيفا، وزنه تفعلة. (يخشى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يخشي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا. (العلا) ، جمع عليا مؤنّث أعلى.. هو على صيغة التفضيل أفعل وقصد به الوصف المحض أي العالي، ووزن عليا فعلى بضمّ فسكون، ووزن العلا فعل بضمّ ففتح. هذا ويجوز رسم الألف قصيرة برسم الياء غير المنقوطة (العلى) لأن الثلاثيّ الواوي إذا جاءت فاؤه مضمومة صحّ في كتابة الألف فيه وجهان: الأول برسم الألف الطويلة بحسب القاعدة العامّة، والثاني برسم الألف القصيرة على رأي الكوفيين والمعاجم. الفوائد 1- لفظ «طه» ليس سوى حرفين من أحرف الهجاء، وقد مرّ معنا عدة آراء حول الأحرف في أول السور، فلا حاجة لتكراره

[سورة طه (20) : الآيات 5 إلى 6]

2- تأمل، يا عزيزي، هذه الموسيقا الصادرة عن أواخر هذه الآيات، وكيف أنها انتهت جميعها بالألف المقصورة، فهي أكثر ليونة من باقي الأحرف، وأدعى للتأثر والامتلاك، وهي «لتشقى، يخشى، العلى، استوى، الثرى، أخفى، الحسنى..!» والقرآن مليء بهذه الموسيقى التي تسحر وتأسر، وتدعو إلى الإعجاز والإيجاز..! 3- الاستثناء المنقطع: هو استثناء الشيء من غير جنسه، فليست إلا للاستثناء على سبيل الأصل، وإنما هي بمعنى لكن. ومنه قوله تعالى: «ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى» فتذكرة مستثنى من المصدر المؤول من تشقى، أي ما أنزلنا القرآن لشقائك. [سورة طه (20) : الآيات 5 الى 6] الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (6) الإعراب: (الرحمن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (على العرش) متعلّق ب (استوى) . جملة: « (هو) الرحمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استوى ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) . 6- (له) متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) في المواضع الثلاثة معطوفة على

_ (1) أصله نعت للموصول (من) ، وحقّه الجرّ، ولكن قطع عن المنعوت للمدح.. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة استوى. [.....]

الصرف:

الموصول الأول في محلّ رفع (في الأرض) متعلّق بصلة ما الثاني (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الثالث (تحت) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الرابع (الثرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. جملة: «له ما في السموات ... » في محلّ رفع خبر ثالث «1» الصرف: (الثرى) ، اسم للتراب النديّ وزنه فعل بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله الثري- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة طه (20) : آية 7] وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (7) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (بالقول) متعلّق ب (تجهر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط، وفاعل (يعلم) ضمير على الله، (أخفى) معطوف على السرّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف «2» ، جملة: «تجهر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه يعلم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تجهر.. فالله مستغن عن ذلك فإنّه يعلم السرّ «3» . وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها. (2) أجاز بعضهم أن يكون فعلا ماضيا ومفعوله محذوف أي أخفى الله غيبه عن عباده. (3) يجوز أن تكون الجملة جواب الشرط في محلّ جزم.

الصرف:

الصرف: (أخفى) ، اسم تفضيل من خفي يخفى باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخفي، جاء الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. [سورة طه (20) : آية 8] اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (8) الإعراب: (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف أي لا إله موجود إلّا هو «1» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم (الأسماء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الحسنى) نعت للأسماء مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. جملة: «الله لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «له الأسماء ... » في محلّ رفع خبر ثان. [سورة طه (20) : الآيات 9 الى 10] وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (9) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (10) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (هل) حرف استفهام لتقرير الخبر. جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) أو هو بدل من محلّ لا واسمها، ومحلّهما الرفع

الصرف:

10- (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (حديث) ، (الفاء) عاطفة (لأهله) متعلّق ب (قال) ، (لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.. و (الياء) اسم لعلّ في محلّ نصب (آتيكم) خبر لعلّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (كم) ضمير مضاف إليه «1» ، (منها) متعلّق ب (آتيكم) «2» ، (بقبس) متعلّق ب (آتيكم) ، (على النار) متعلّق ب (أجد) ، (هدى) مفعول به منصوب «3» . جملة: «رأى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأى. وجملة: «امكثوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي آنست ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «آنست نارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لعلّي آتيكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أجد ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر لعلّ الصرف: (قبس) ، اسم لجذوة النار، وزنه فعل بفتحتين. (هدى) مصدر هدى يهدي باب ضرب وهو بمعنى الوصف أي هاديا، وزنه فعل بضمّ ففتح.. وفيه إعلال بالقلب أصله هدي تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1) يجوز أن يكون (آتيكم) فعلا مضارعا مرفوعا، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة.. و (كم) ضمير مفعول به في محلّ نصب والفاعل أنا.. وجملة آتيكم في محلّ رفع خبر لعلّ. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من قبس. (3) الفعل أجد متعدّ لواحد لأنّه بمعنى ألاقي.

البلاغة

البلاغة - التشويق والحث على الإصغاء: في قوله تعالى «وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى» . [سورة طه (20) : الآيات 11 الى 16] فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (16) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (نودي) وهو ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب. جملة: «أتاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نودي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء: يا موسى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

12- (أنا) ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب توكيدا للياء «1» . (ربّك) خبر إنّ مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة نصب (نعليك) الياء (بالواد) خبر إنّك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مناسبة لقراءة الوصل بإسقاط الياء لالتقاء الساكنين (طوى) عطف بيان- أو بدل من الوادي- مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. وجملة: «إنّي.. ربّك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اخلع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيت ذلك فاخلع «2» . جملة: «إنّك بالوادي ... » لا محلّ لها تعليليّة. 13- (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة اخترتك (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لما) متعلّق ب (استمع) ، (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل هو وهو العائد. وجملة: «أنا اخترتك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «اخترتك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) . وجملة: «استمع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفت قدرك فاستمع «3» .

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره ربّك.. والجملة الاسميّة خبر إنّ.. وأجاز العكبريّ أن يكون فصلا وهو بعيد. (2) يجوز أن تكون الفاء عاطفة لمطلق السببيّة، فالجملة معطوفة على مقدّر مسبّب عمّا قبله أي تنبّه فاخلع. (3) أو هي معطوفة بالفاء على مقدّر أي تنبّه فاستمع.

وجملة: «يوحى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 14- 15- (إنّني أنا الله) مثل إنّي أنا ربّك «1» (لا إله إلّا أنا) مثل لا إله إلّا هو «2» ، (الفاء) رابطة المسبّب بالسبب (لذكري) متعلّق ب (أقم) ، (أكاد) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا و (اللام) في (لتجزى) للتعليل و (تجزى) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (كلّ) نائب الفاعل مرفوع (بما) متعلّق ب (تجزى) ، وما حرف مصدريّ «3» . والمصدر المؤوّل (أن تجزى..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أخفيها) «4» . والمصدر المؤوّل (ما تسعى) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تجزى) . وجملة: «إنّني أنا الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «5» . وجملة: «لا إله إلّا أنا ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) وجملة: «اعبدني ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي تنبّه فاعبدني «6» . وجملة: «أقم الصلاة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدني. وجملة: «إنّ الساعة آتية ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أكاد أخفيها» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) » .

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة. (2) في الآية (8) من هذه السورة. (3) والمصدر المؤوّل على حذف مضاف أي تجزى بعقاب سعيها.. ويجوز أن يكون اسم موصول والعائد محذوف. (4) أو متعلّق باسم الفاعل آتية. [.....] (5) أو هي تفسير للموحى به. (6) أو هي في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقت ربوبيّتي فاعبدني. (7) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين اسم الفاعل ومعموله أي بين آتيه ومتعلّقه لتجزى، فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «أخفيها ... » في محلّ نصب خبر أكاد وجملة: «تجزى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تسعى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 16- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية (يصدّنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد.. و (الكاف) ضمير مفعول به (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لا) نافية (بها) متعلّق ب (يؤمن) و (عنها) متعلّق ب (يصدّنّك) ، (الفاء) فاء السببيّة (تردى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت. والمصدر المؤوّل (أن تردى..) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق أي لا يكن صدّ من الكافر بالصلاة فرادى منك وجملة: «لا يصدّنّك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أقمت الصلاة فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها وجملة: «لا يؤمن بها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «تردى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (نودي) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول أصله (نادى) ، قلبت الألف الأولى واوا لضمّ ما قبلها، وقلبت الألف الثانية ياء لانكسار ما قبلها. (نعليك) ، الواحد نعل وهو اسم جامد لفردة الحذاء، فيستعمل للحذاء الكامل مثنّى مثل كلمة زوج. (طوى) ، اسم علم بالضمّ والتنوين- ويقرأ بغير تنوين للعلميّة والتأنيث بمعنى البقعة- وزنه فعل بضمّ ففتح.

الفوائد

(اخترتك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله اختارتك بسكون الألف والراء، التقى ساكنان فحذفت الألف. (تردى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تردي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. الفوائد 1- طوى: اسم علم لواد في فلسطين من بلاد الشام، وهو ممنوع من الصرف، والمانع له العلمية والتأنيث، باعتباره اسما مخصوصة من الأرض 2- لتجزى كل نفس بما تسعى «اللام الجارة» اللام هنا للتعليل، وهي واحدة من أقسام اللام الجارة. «واللام الجارة» لها نحو من ثلاثين معنى، إليك أهم هذه المعاني. أ- الملك: نحو «لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» . ب- الزائدة: وهي لمجرد التوكيد كقول ابن ميادة: وملكت ما بين العراق ويثرب ... ملكا أجار لمسلم ومعاهد هـ- القسم: نحو «لله لا يؤخر الأجل» أي تالله. والتعجب: نحو «لله درك» . ز- الصيرورة: وتسمى «لام العاقبة» نحو: لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى ذهاب ج- البعدية: نحو، «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ» . ط- بمعنى «على» : نحو «يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ» أي على الأذقان. ي- لام الجحود، نحو «وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ» . ويسميها سيبويه لام النفي، وتسبق بكون منفي.

[سورة طه (20) : آية 17]

[سورة طه (20) : آية 17] وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (17) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وهي للتقرير (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع خبر (بيمينك) متعلّق بمحذوف حال عامله الإشارة. جملة: «ما تلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يا موسى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة، أو استئنافيّة لتأكيد النداء. [سورة طه (20) : آية 18] قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (18) الإعراب: (عصاي) خبر المبتدأ (هي) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (الياء) مضاف إليه (عليها) متعلّق ب (أتوكّأ) ، (بها) متعلّق ب (أهشّ) ، (على غنمي) متعلّق بحال محذوفة من مفعول أهشّ أي ورق الشجر متساقطا على غنمي (الواو) عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (مآرب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أخرى) نعت لمآرب مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هي عصاي ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أتوكّأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .

_ (1) يجوز أن تكون خبرا ثانيا للضمير هي.. وأجاز العكبريّ جعلها حالا من العصا أو من الياء ولكن العامل فيها ضعيف.

الصرف:

وجملة: «أهشّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتوكّأ. وجملة: «لي فيها مآرب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتوكّأ. الصرف: (مآرب) ، جمع مأرب أو مأربة بفتح راء الأول وتثليث راء الثاني وهو الحاجة، وهو الاسم من أرب بالشيء كلف به أو أرب إليه احتاج، والفعل من الباب الرابع، ووزن مآرب مفاعل بفتح الميم وكسر العين. البلاغة - الإطناب: في قوله تعالى «قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي» كان يكفي أن يقول: «هِيَ عَصايَ» ، ولكنه توسع في الجواب، تلذذا بالخطاب. ويمكن أن يقال أيضا إن هذا هو فن التلفيف، وهو فن طريف من فنون البلاغة. وحدّه: أن يسأل السائل عن حكم، هو نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها، كلها أو أكثرها، فيعدل المسؤول عن الجواب الخاص، عما سئل عنه، من تبيين ذلك النوع، ويجيب بجواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسؤول عنه وعن غيره، بدعاء الحاجة إلى بيانه. فقول موسى، جوابا عن سؤال الله تعالى له: «هِيَ عَصايَ» هو الجواب الحقيقي للسؤال. ثم قال «أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى» فأجاب عن سؤال مقدّر، كأنه توهم أن يقال له: وما تفعل بها؟ فقال معددا منافعها. الفوائد - عصا موسى. ذكر الله تعالى على لسان موسى بعض فوائد العصا، ولم يستقص سائر فوائدها. وللعرب كلام لطيف في «العصا» ، وحكم كثيرة، مما دفع الجاحظ إلى تأليف

[سورة طه (20) : الآيات 19 إلى 20]

كتاب كامل سماه «كتاب العصا» . قال أبو نواس في شأن أهل مصر حين أوضعوا بالفتنة: فإن يك باق إفك فرعون فيكم ... فإن عصا موسى بكفّ خصيب وأورد الجاحظ قصة «عامر بن الظرب» حكيم العرب في الجاهلية، أنه لما أسنّ، وكانت له بنت من الحكمة بمكان، حتى جاوزت حكمتها «صحر بنت لقمان، وهند بنت الحسن، وخمعة بنت حابس» . فكان يطلب إلى بنته، إذا سمعته جاوز في حكمه، أن تقرع له بالعصا، ليعدل عما هو فيه. وقال الحارث بن وعلة: وزعمتم أن لا حلوم لنا ... إن العصا قرعت لذي حلم وقال الفرزدق: فإن كنت إنساني حلوم مجاشع ... فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع وقال المضرس الأسدي: وألقت عصاها واستقر بها النوى وقال سويد بن كراع الكلي: فمن مبلغ رأس العصا ان بيننا ... ضغائن لا تنسى وان قدم الدهر [سورة طه (20) : الآيات 19 الى 20] قالَ أَلْقِها يا مُوسى (19) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (20) الإعراب: (ألقها) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (الفاء) عاطفة في الموضعين (إذا) فجائية (تسعى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هي.

الصرف:

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألقها» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يا موسى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ألقاها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هي حيّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقاها. وجملة: «تسعى» في محلّ رفع نعت لحيّة. الصرف: (حيّة) ، اسم جامد للحيوان المعروف، وزنه فعلة بفتح الفاء، وقد أدغمت عينه مع لامه. [سورة طه (20) : الآيات 21 الى 24] قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (23) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (24) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة و (السين) حرف استقبال (سيرتها) منصوب على نزع الخافض «1» ، أي إلى سيرتها (الأولى) نعت لسيرة مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أجاز العكبريّ أن يكون بدلا من الضمير المنصوب في (سنعيدها) ، بدل اشتمال.

البلاغة

وجملة: «خذها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها. وجملة: «سنعيدها.....» لا محلّ لها تعليليّة. 22- (الواو) عاطفة (إلى جناحك) متعلّق ب (اضمم) ، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة من فاعل تخرج، ومنع من التنوين لأنّه منته بألف التأنيث الممدودة (من غير) متعلّق بحال من الضمير في بيضاء «1» (آية) حال ثانية منصوبة (أخرى) نعت لآية منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. وجملة: «اضمم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها. وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ» . أصل الجناح للطائر، ثم أستعير لجنب الإنسان، لأن كل جنب في موضع الجناح للطائر، فسميت الجهتان جناحين، بطريق الاستعارة. 2- الاحتراس والكناية: في قوله تعالى «تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ» . السوء: الرداءة والقبح في كل شيء، وكنى به عن البرص، كما كنى عن العورة بالسوأة، لما أن الطباع تنفر عنه والأسماع تمجه، وفائدة التعرض لنفي ذلك «الاحتراس» فإنه لو اقتصر على قوله تعالى «تَخْرُجْ بَيْضاءَ» لأوهم، ولو على بعد ذلك، من برص ويجوز أن يكون الاحتراس عن توهم عيب الخروج عن الخلقة

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا ب (تخرج) .

الصرف:

الأصلية، على أن المعنى، تخرج بيضاء من غير عيب وقبح في ذلك الخروج، أو عن توهم عيب مطلقا. 23- (اللام) للتعليل (من آياتنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «1» . والمصدر المؤوّل (أن نريك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره آتيناك ذلك لنريك ... وجملة: «نريك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 24- (إلى فرعون) متعلّق ب (اذهب) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف.. وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (سيرة) ، الاسم من سار يسير، أو بمعنى الهيئة والطريقة، وزنه فعلة بكسر فسكون. (الكبرى) ، اسم تفضيل وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين وهو مؤنّث أكبر.. مفرد وصف به الجمع وهو جائز ولو كانت في غير التنزيل جمعا لجاز أي كبر بضمّ ففتح أو كبريات. (طغى) ، فيه إعلال بالقلب أصله طغي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء غير المنقوطة لأنه ثلاثيّ أصل الألف فيه ياء.

_ (1) أو متعلّق بحال من الكبرى على أنّه المفعول الثاني وهو نعت لمنعوت محذوف أي: الآية الكبرى.

[سورة طه (20) : الآيات 25 إلى 35]

[سورة طه (20) : الآيات 25 الى 35] قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (35) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اشرح) فعل أمر دعائي.. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «اشرح ... » لا محلّ لها جواب النداء. 26- (الواو) عاطفة (لي) الثاني متعلّق ب (يسّر) . وجملة: «يسّر ... » معطوفة على جملة اشرح تأخذ إعرابها. 27- (الواو) عاطفة (من لساني) متعلّق بنعت لعقدة. وجملة: «احلل ... » معطوفة على جملة اشرح. 28- (يفقهوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل.

_ (1) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة للاسترحام والدعاء، وجملة اشرح مقول القول.

وجملة: «يفقهوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تحلل عقدة لساني يفقهوا قولي.. 29- (الواو) عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من أهلي) متعلّق بنعت ل (وزيرا) . وجملة: «اجعل ... » معطوفة على جملة اشرح. 30- (هارون) بدل من (وزيرا) منصوب «1» ، (أخي) عطف بيان لهارون منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه. 31- (اشدد) فعل أمر والفاعل أنت (به) متعلّق ب (اشدد) . وجملة: «اشدد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 32- (الواو) عاطفة (أشركه) فعل أمر، والفاعل أنت «2» ، (في أمري) متعلّق ب (أشركه) . وجملة: «أشركه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اشدد.. 33- (كي) حرف مصدريّ ونصب (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له أي تسبيحا كثيرا. والمصدر المؤوّل (كي نسبّحك) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (اجعل) «3» . وجملة: «نسبّحك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) .

_ (1) يجوز أن يكون (هارون) مفعولا أوّلا لفعل اجعل و (وزيرا) مفعولا ثانيا و (لي) متعلّق ب (اجعل) . (2) يجوز أن يكون مضارعا مجزوما بجواب الطلب عطفا على أشدد المضارع المجزوم في قراءة سبعيّة. (3) يجوز تعليقه بالفعلين اشدد، أشرك.

الصرف:

34- (الواو) عاطفة (نذكرك) مضارع معطوف على نسبّحك منصوب.. (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر.. وجملة: «نذكرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّحك. 35- (بنا) متعلّق ب (بصيرا) خبر كنت المنصوب. وجملة: «إنّك كنت ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنت بنا بصيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (وزيرا) ، صفة مشبّهة من وزر الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعيل وهو إمّا من الوز وهو الثقل لأنّ الوزير يتحمل أعباء الملك، أو من الوزر وهو الملجأ، وقيل هو من المؤازرة وهي المعاونة. (أزر) ، مصدر سماعيّ لفعل أزر فلانا يأزره باب ضرب أي قوّاه، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة - التنكير: في قوله تعالى «وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي» . حيث نكّر العقدة، ليدل على أنه لا يسأل حل عقدة لسانه بالكلية، بل حل عقدة تمنع الإفهام، ولذلك نكرها ووصفها بقوله: «مِنْ لِسانِي» ، أي عقدة كائنة من عقد لساني، وجعل قوله: «يَفْقَهُوا قَوْلِي» جواب الأمر، وغرضا من الدعاء، فبحلها يتحقق إيتاء سؤله عليه الصلاة والسلام. الفوائد - أقسام كي:

[سورة طه (20) : الآيات 36 إلى 41]

كي الناصبة قسمان: أ- كي المصدرية: وهي التي تدخل عليها اللام لفظا، نحو «لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ» وكي تكرمني. ب- التعليلية: وهي لا تنصب بنفسها، لأنها حرف جر، وإنما تنصب الفعل ب «أن مضمرة» لزوما في النثر، وقد تظهر في الشعر نحو: فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا وإلى ذلك ذهب البصريون جميعا، أما الكوفيون فيرون أن كي تنصب الفعل، سواء تقدمها اللام أم لم يتقدمها. وقيل بأنهم أجمعوا على جواز الفصل بينها وبين معمولها ب «لا النافية وما الزائدة» دون سواهما. [سورة طه (20) : الآيات 36 الى 41] قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (37) إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)

الإعراب:

الإعراب: (أوتيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل (التاء) (سؤلك) مفعول به منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد أوتيت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة النداء: «يا موسى» لا محلّ لها اعتراضيّة. 37- (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (عليك) متعلّق ب (مننّا) ، (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده أي منّا ثانيا (أخرى) نعت لمرّة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. وجملة: «مننّا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة أوتيت. 38- (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (مننّا) ، (إلى أمّك) متعلّق ب (أوحينا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، عامله أوحينا (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل هو العائد. وجملة: «أوحينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يوحى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 39- (أن) تفسيرية «1» ، (اقذفيه) أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الياء) ضمير في محلّ رفع فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (في التابوت) متعلّق ب (اقذفيه) ، (الفاء) عاطفة (في اليمّ) متعلّق ب (اقذفيه) الثاني (الفاء) عاطفة (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يلقه) حذف حرف العلّة (بالساحل)

_ (1) أو مصدريّة.. والمصدر المؤوّل في محلّ نصب بدل من اسم الموصول ما يوحى.

متعلّق ب (يلقه) أي في الساحل «1» ، (يأخذه) مضارع مجزوم جواب الطلب (لي) متعلّق بنعت ل (عدوّ) الأوّل (له) متعلّق بنعت ل (عدوّ) الثاني (الواو) واو الحال- أو استئنافيّة- (عليك) متعلّق ب (ألقيت) ، (منّي) متعلّق بنعت ل (محبّة) «2» ، (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تصنع) مضارع مبنيّ لمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ونائب الفاعل أنت (على عيني) متعلّق ب (تصنع) . والمصدر المؤوّل (أن تصنع ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ألقيت) وهو معطوف على مصدر مؤوّل مقدّر أي ألقيت عليك المحبّة ليتلطّف بك ولتصنع على عيني. وجملة: «اقذفيه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «اقذفيه (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية. وجملة: «يلقه اليمّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية «3» . وجملة: «يأخذه عدوّ ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ألقيت ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد- أو استئنافيّة-. وجملة: «تصنع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 40- (إذ) في تعليقه أوجه: الأول متعلّق ب (ألقيت) ، الثاني متعلّق ب (تصنع) على عيني، الثالث بدل من إذ أوحينا، الرابع هو اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (أدلّكم) ، (الفاء) عاطفة (إلى أمّك) متعلّق ب (رجعناك) ، (لا) نافية

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول أي ملتبسا بالساحل. (2) أو متعلّق ب (ألقيت) . [.....] (3) هي جملة طلبيّة ولكن معناها خبر.

(تحزن) مضارع منصوب معطوف على تقرّ، والمصدر المؤوّل (كي تقرّ..) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (رجعناك) . (الواو) استئنافيّة (الفاء) عاطفة (من الغمّ) متعلّق ب (نجّيناك) ، (فتونا) مفعول مطلق منصوب «1» ، (الفاء) استئنافيّة (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثت) ، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (في أهل) متعلّق ب (لبثت) ، ومنع (مدين) من الصرف للعلميّة والتأنيث (ثمّ) حرف عطف (على قدر) متعلّق بحال فاعل جئت أي موافقا لما قدّر لك أو كائنا على قدر معيّن. وجملة: «تمشي أختك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تمشي. وجملة: «أدلّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكفله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «رجعناك ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي فأجيبت فجاءت أمّك فرجعناك إليها. وجملة: «تقرّ عينها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقرّ عينها. وجملة: «قتلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «نجّيناك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلت. وجملة: «فتنّاك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناك. وجملة: «لبثت ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.

_ (1) أو هو منصوب على نزع الخافض إذا كان (فتونا) هو جمع فتنة أي فتنّاك بفتون كثيرة.

الصرف:

وجملة: «جئت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لبثت. وجملة النداء: «يا موسى» لا محلّ لها اعتراضيّة. 41- (الواو) عاطفة (لنفسي) متعلّق ب (اصطنعتك) . وجملة: «اصطنعتك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جئت. الصرف: (سؤلك) ، اسم لما يسأل عنه أي بمعنى المسؤول، وزنه فعل بضمّ فسكون. (الساحل) اسم جامد بمعنى الشاطئ وهو على لفظ اسم الفاعل من سحل الثلاثيّ باب فتح. (محبّة) ، مصدر ميميّ من حبّ الثلاثيّ، وزنه مفعلة، و (التاء) للمبالغة. (فتونا) ، مصدر سماعيّ لفعل فتن الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعول بضمّتين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو فتن بفتح فسكون. ويجوز أن يكون (فتونا) جمعا لفتنة فيكون اسما. (اصطنع) ، فيه (إبدال) تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الصاد وأصله اصتنعتك. البلاغة 1- الإبهام: في قوله تعالى «ما يُوحى» إبهام مجرد وهو كثير في القرآن الكريم. 2- التنكير: في قوله تعالى «محبة» . نكّر المحبة، لما في تنكيرها من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية، أي محبة

الفوائد

عظيمة كائنة مني قد زرعتها في القلوب فكل من رآك أحبك بحيث لا يصبر عنك. 3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي» . تمثيل لشدة الرعاية، وفرط الحفظ والكلاءة، بمن يصنع بمرأى من الناظر، لأن الحافظ للشيء- في الغالب- يديم النظر إليه، فمثّل لذلك بمن يصنع على عين الآخر. 4- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي» . لقد شبّه ما خوّله به من القرب والاصطفاء، بحال من يراه الملك أهلا للكرامة وقرب المنزلة، لما فيه من الخلال الحميدة فيصطنعه، ويختاره لخلّته ويصطفيه لأموره الجليلة، واستعار لفظ اصطنع لذلك. الفوائد 1- ولقد مننا عليك مرة أخرى. فما هي المنن التي من الله بها على موسى؟ والجواب أنها قد تبلغ الثمانية أو تزيد، أ- قوله: إِذْ أَوْحَيْنا إلخ. ب- وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي. ج- قوله: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي. د- قوله: فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ. هـ- قوله: وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ.

[سورة طه (20) : الآيات 42 إلى 44]

و وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً. ز- قوله: فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ، إلى قوله، يا مُوسى. ح- قوله: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي. 2- أن التفسيرية: وهي ما ترد بعد ما هو في معنى القول دون لفظه. نحو قوله تعالى: إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ. إلى قوله: «عَلى عَيْنِي» . [سورة طه (20) : الآيات 42 الى 44] اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (44) الإعراب: (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر الفاعل (أخوك) معطوف على الضمير الفاعل المستتر بالواو وعلامة الرفع الواو (بآياتي) متعلّق بمحذوف حال من المعطوف والمعطوف عليه، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء (لا) ناهية جازمة (تنيا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الألف) فاعل (في ذكري) متعلّق ب (تنيا) ، و (في) بمعنى (عن) ، (إلى فرعون) متعلّق ب (اذهبا) ، (له) متعلّق ب (قولا) ، (قولا) مفعول به منصوب «1» أي كلاما ليّنا. جملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تنيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «اذهبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى. وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو هو مفعول مطلق، والمفعول به مقدّر أي قولا له ما يهديه قولا ليّنا.

الصرف:

وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قولا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهبا. وجملة: «لعلّه يتذكّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليلية. وجملة: «يتذكّر ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «يخشى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يتذكّر. الصرف: (تنيا) ، فيه إعلال بالحذف، ماضيه ونى من باب وعد، حذفت فاؤه في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، وزنه تعلا. (ليّنا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ لان يلين باب ضرب، وزنه فيعل بفتح الفاء وكسر العين، أدغمت الياء مع عين الكلمة وهي ياء. الفوائد - أوجه الرجاء في قوله تعالى: «لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى» : أ- أن يكون الرجاء على أصله، فهما يرجوان إيمانه، ويطمعان في هدايته، وإذا صح الرجاء لدى العبد، فهو محال عند الله تعالى: ب- أن لعل تفيد التعليل بمثابة «كي» . ج- ومنهم من اعتبرها استفهامية، ويستحيل بحق الله الاستفهام. ء- ويقول النحاة إن لعل للتوقع، وهي تفيد الترجي، كقوله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً. وكذلك الإشفاق نحو «فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ» أي أشفق على نفسك. هـ- وأفاد الأخفش والكسائي بأنها قد تفيد التعليل، كقولك لصاحبك «افرغ من عملك لعلنا نتغدى» . ومنه «لعله يتزكى» أي يتذكر.

[سورة طه (20) : آية 45]

[سورة طه (20) : آية 45] قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (45) الإعراب: (علينا) متعلّق ب (يفرط) . والمصدر المؤوّل (أن يفرط..) في محلّ نصب مفعول به عامله نخاف. والمصدر المؤوّل (أن يطغى) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن يفرط..) . جملة: «قالا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّنا (الندائيّة) ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «إنّنا نخاف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يفرط ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يطغى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) الثاني. [سورة طه (20) : آية 46] قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (46) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (معكما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (كما) ضمير مضاف إليه، ومفعول كل من (أسمع، أرى) مقدّر أي: أسمع ما يقول وأرى ما يصنع. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تخافا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّني معكما ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أسمع ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «1» .

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو في محلّ نصب حال من اسم إنّ، والعامل فيها معنى التوكيد (إنّ) .

[سورة طه (20) : الآيات 47 إلى 48]

[سورة طه (20) : الآيات 47 الى 48] فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) الإعراب: (الفاء) عاطفة (ائتياه) فعل مبنيّ على حذف النون.. و (الألف) فاعل، و (الهاء) مفعول به (الفاء) في (فأرسل) لربط المسبّب بالسبب (معنا) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسل) ، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، ومنع (إسرائيل) من الصرف للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (قد) حرف تحقيق (بآية) متعلّق ب (جئناك) ، (من ربك) متعلّق بنعت لآية (الواو) استئنافيّة (على من) متعلّق بخبر المبتدأ (السلام) . جملة: «ائتياه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تخافا «1» . وجملة: «قولا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ائتياه. وجملة: «إنّا رسولا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فأرسل. وجملة: «لا تعذّبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسل. وجملة: «قد جئناك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. وجملة: «السلام على من ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) في الآية السابقة (46) .

الصرف:

48- (أوحي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، (إلينا) متعلّق ب (أوحي) ، (على من) متعلّق بمحذوف خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ العذاب..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي. وجملة: «إنّا قد أوحي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «1» وجملة: «أوحي إلينا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب. الصرف: (ائتيا) ، حذف منه همزة الوصل لوجود الهمزة بعدها ودخول الفاء على الفعل فأصبح (فأتياه) حيث كتبت الهمزة على ألف بعد أن كانت مرسومة على نبرة. [سورة طه (20) : آية 49] قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (49) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّكما) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «من ربّكما ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أوحي إليكما فمن ربّكما. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «يا موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة-

_ (1) وهو جملة السلام على من اتبع ... فهو من قول موسى وهارون لفرعون.. أو قول الله لهما أن يقولا لفرعون ذلك. (2) ويجوز أن تكون جملة الاستفهام معطوفة على مقدّر أي: قد سمعنا هذا فمن ربّكما؟ والمقدّر هو مقول القول.

[سورة طه (20) : آية 50]

[سورة طه (20) : آية 50] قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (50) الإعراب: (ربّنا) مبتدأ مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (خلقه) مفعول به ثان منصوب «1» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ربّنا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أعطى كلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعطى.. الصرف: (خلقه) ، اسم بمعنى الهيئة والفطرة أي الخلقة بالكسر، وإمّا بمعنى الناس فهو حينئذ اسم جمع، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة طه (20) : آية 51] قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (51) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بال) خبر مرفوع.. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما بال ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان ربّك قد أعطى وهدى فما بال ... «2» ، وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) هذا على أنّ الخلق بمعنى الصورة أو الشكل، أمّا إذا كان المعنى الخلائق والناس فهو المفعول الأول و (كلّ) هو المفعول الثاني. (2) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على مقدّر هو مقول القول كالآية (49) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (الأولى) ، مؤنّث الأول، اسم للعدد يدلّ على ترتيب ويطابق المعدود في التذكير والتأنيث، وقد جاء مؤنّثا لأنّه وصف للقرون وهو جمع والجمع مؤنث. وزنه فعلى بضمّ فسكون. [سورة طه (20) : الآيات 52 الى 53] قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (53) الإعراب: (علمها) مبتدأ مرفوع، ومضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر «1» ، (في كتاب) متعلّق بمحذوف الخبر (لا) نافية في الموضعين. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «علمها عند ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا يضلّ ربّي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «2» . وجملة: «لا ينسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يضلّ ربّي.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الهاء في علمها، والخبر هو الجارّ والمجرور (في كتاب) .. وثمّة تعليقات أخرى متكلّفة أوردها العكبريّ نقلا عن الأخفش وغيره. (2) يجوز أن تكون الجملة نعتا لكتاب في محلّ جرّ، والرابط محذوف أي لا يضلّ حفظه ربّي.. وجملة لا ينسى المعطوفة تأخذ إعرابها.

الصرف:

53- (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (لكم) الأول متعلّق ب (جعل) «2» (مهدا) مفعول به ثان منصوب (لكم) الثاني متعلّق ب (سلك) «3» ، (فيها) متعلّق ب (سلك) ، (من السماء) متعلّق ب (أنزل) «4» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أخرجنا) و (الباء) للسببيّة (من نبات) متعلّق بنعت ل (أزواجا) ، (شتّى) نعت ثان ل (أزواجا) منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. وجملة: « (هو) الذي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «سلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل «5» . الصرف: (شتّى) جمع شتيت، صفة مشبّهة من شتّ الأمر يشتّ باب ضرب وزنه فعيل، ووزن شتّى فعلى مثل مريض ومرضى بفتح فسكون. [سورة طه (20) : آية 54] كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (54) الإعراب: (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم أنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لأولي) متعلّق بنعت ل (لآيات) وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر..

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت لربّي. (2) أو متعلّق بمحذوف حال من (مهدا) . (3) أو متعلّق بمحذوف حال من (سبلا) . [.....] (4) أو متعلّق بمحذوف حال من (ماء) . (5) وفي الكلام التفات، والمعنى فأخرج به أزواجا ...

الصرف:

جملة: «كلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ارعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ارعوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله ارعاوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف لام الكلمة، وبقيت الفتحة على العين دلالة على الألف، وزنه افعوا. (النهى) ، قيل هو مصدر كالهدى والسري، وزنه فعل بضمّ ففتح، وقيل هو جمع نهية كغرفة بضمّ فسكون وغرف، سمّي بذلك لأنّه ينهى صاحبه عن ارتكاب ما لا يليق، وفيه إعلال بالقلب أصله نهي، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. [سورة طه (20) : آية 55] مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55) الإعراب: (منها) الأول متعلّق ب (خلقناكم) ، (فيها) متعلّق ب (نعيدكم) ، (منها) الثاني متعلّق ب (نخرجكم) (تارة) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إخراجا آخر «2» ، (أخرى) نعت لتارة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. جملة: «خلقناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعيدكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «نخرجكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أجازوا في الجملة أن تكون مقولا لحال محذوفة أي أخرجنا به أزواجا قائلين كلوا ... (2) يجوز أن يعرب ظرفا متعلّقا ب (نخرجكم) ، أي نخرجكم في وقت ثان.

الصرف:

الصرف: (تارة) اسم بمعنى الحين والمرّة، فعله تأر، وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، جمعه تارات وتير بكسر ففتح وتئر بالهمز. البلاغة - المقابلة: في قوله تعالى «مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ» . فقد حصلت المقابلة بين «منها» و «فيها» ، وبين «الخلق» و «الإعادة» . وهذا من المحسنات البديعية. [سورة طه (20) : آية 56] وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (56) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (آياتنا) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الكسرة.. و (نا) مضاف إليه (كلّها) توكيد للآيات منصوب (الفاء) عاطفة. جملة: «أريناه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أريناه. وجملة: «أبي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أريناه. [سورة طه (20) : الآيات 57 الى 58] قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (58) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام و (اللام) لام التعليل (تخرجنا) مضارع

منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من أرضنا) متعلّق ب (تخرجنا) ، (بسحرك) متعلّق ب (تخرجنا) و (الباء) سببيّة.. والمصدر المؤوّل (أن تخرجنا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جئتنا) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جئتنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تخرجنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة النداء: «يا موسى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 58- (الفاء) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نأتينّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (الكاف) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (بسحر) متعلّق ب (نأتينّك) «1» ، (مثله) نعت لسحر مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بيننا) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (بينك) معطوف على الظرف الأول، (موعدا) مفعول به أوّل منصوب (لا) نافية (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد لضمير الفاعل المستتر (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع معطوف على الضمير الفاعل وعلى رأي ابن مالك أنت ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره تخلفه- إذ لما حذف الفعل انفصل الفاعل- فهو ليس توكيدا للفاعل المستتر في (نخلفه) . وحينئذ تعطف جملة تخلفه على جملة نخلفه في محل نصب.. ولكن الإعراب الأول معتمد على قاعدة: يغتفر في الأواخر ما لا يغتفر في الأوائل. (مكانا) بدل من (موعدا)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل نأتينّك أي متلبّسين بسحر.

الصرف:

يكونه اسم مكان منصوب «1» ، (سوى) نعت ل (مكانا) منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. وجملة: «نأتينّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «اجعل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قبلت اللقاء فاجعل.. وجملة: «لا نخلفه ... » في محلّ نصب نعت ل (موعدا) . الصرف: (موعدا) ، يحتمل أن يكون مصدرا ميميّا أو اسم زمان أو اسم مكان من فعل وعد، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين. (سوى) ، اسم بمعنى الوسط، وزنه فعل بضمّ ففتح، ويقرأ سوى بكسر السين. الفوائد - «مَكاناً سُوىً» . في إعراب «مكانا» خمسة أوجه وهي: أ- بعضهم جعله بدل من «مكان» المحذوفة. ب- وبعضهم اعتبره مفعولا ثانيا ل «جعل» ، ومنهم أبو علي الفارسي وأبو البقاء. ج- انه منصوب بنفس المصدر. ء- انه منصوب على الظرفية بالفعل «اجعل» .

_ (1) أو هو مفعول به ثان ل (اجعل) ، على أن يتعلّق الظرف (بين) بفعل اجعل، وأن يكون الموعد اسم مكان.. أو هو ظرف مكان متعلّق ب (اجعل) .. أمّا ما قرّره أبو البقاء وتبعه في ذلك السيوطيّ من أنه منصوب على نزع الخافض فهو مردود لأن العامل متعدّ بنفسه وهو اجعل.

[سورة طه (20) : آية 59]

هـ- انه منصوب بإضمار فعل. وأما لفظة «موعد» ، فقيل: اسم زمان، وقيل: اسم مكان.. وقيل: مصدر ميمي بمعنى الموعد، وهو رأينا الذي نؤيده ونتبناه، وهذا الرأي يقتضي تقدير مضاف محذوف أي «مكان الموعد» . [سورة طه (20) : آية 59] قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) الإعراب: (موعدكم) مبتدأ مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (يوم) خبر مرفوع (يحشر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب ب (أن) ، (الناس) نائب الفاعل مرفوع (ضحى) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحشر) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. والمصدر المؤوّل (أن يحشر..) في محلّ رفع معطوف على يوم «1» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «موعدكم يوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يحشر الناس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) [سورة طه (20) : آية 60] فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (60) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة و (الفاء) الثانية عاطفة (كيده) فيه حذف مضاف أي ذوي كيده، مفعول به منصوب. جملة: «تولّى فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أتى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع.

_ (1) أو في محلّ جرّ معطوف على (الزينة) أي ويوم أن يحشر الناس ضحى.

[سورة طه (20) : آية 61]

[سورة طه (20) : آية 61] قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (61) الإعراب: (لهم) متعلّق ب (قال) ، (ويلكم) مفعول مطلق لفعل محذوف غير موجود منصوب «1» ، (لا) ناهية جازمة (على الله) متعلّق ب (تفتروا) ، (كذبا) مفعول به منصوب «2» ، (الفاء) فاء السببيّة (يسحتكم) ، (الواو) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق.. والمصدر المؤوّل (أن يسحتكم..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم افتراء فسحت من الله بعذاب.. جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ويلكم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «لا تفتروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يسحتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «خاب من ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة طه (20) : آية 62] فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (62)

_ (1) لا يجوز إعرابه مفعولا به- كما أجاز بذلك الجمل- إذا كان (ويل) مضافا إلى الضمير، وإنما يجوز ذلك إذا جاء غير مضاف (ويلا) ، فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره ألزمك الله ويلا. (2) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى أي لا تفتروا على الله افتراء أو لا تكذبوا كذبا.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (تنازعوا) ، (الواو) عاطفة. جملة: «تنازعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تنازعوا. [سورة طه (20) : الآيات 63 الى 64] قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (64) الإعراب: (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «1» ، (هذان) مبتدأ في محلّ رفع مبنيّ على الألف، (اللام) لام الابتداء (ساحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما (يريدان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الألف) فاعل (يخرجاكم) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و (الألف) فاعل، و (كم) ضمير مفعول به (من أرضكم) متعلّق ب (يخرجاكم) ، (بسحرهما) متعلّق ب (يخرجاكم) و (الباء) سببيّة. والمصدر المؤوّل (أن يخرجاكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدان. (الواو) عاطفة (بطريقتكم) متعلّق ب (يذهبا) ، (المثلى) نعت لطريقتكم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إن (هـ) هذان لساحران» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز أن تكون مهملة ف (هذان) مبتدأ (ساحران) خبر (اللام) هي الفارقة التي تشعر يكون (إن) مخفّفة.. وقالوا: (إن) نافية و (اللام) بمعنى إلّا، وفيه بعد.

الصرف:

وجملة: «هذان ل (هما) ساحران» في محلّ رفع خبر إن المخفّفة. وجملة: « (هما) ساحران» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذان) . وجملة: «يريدان ... » في محلّ رفع نعت لساحران. وجملة: «يخرجاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يذهبا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرجاكم. 64- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (صفّا) حال منصوبة أي مصطفّين (الواو) استئنافيّة (اليوم) ظرف منصوب متعلّق ب (أفلح) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل. وجملة: «أجمعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الغلبة فأجمعوا. وجملة: «ائتوا ... » معطوفة على جملة أجمعوا. وجملة: «أفلح.. من استعلى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استعلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (طريقة) ، اسم بمعنى وجوه الناس وأشرافهم، وفي القاموس: الطريقة شريف القوم وأمثلهم للواحد والجمع، ويجمع على طرائق، وزنه فعيلة. (المثلى) ، اسم تفضيل وزنه فعلى بضمّ فسكون مؤنّث الأمثل زنة أفعل. وقد جاء مفردا في الآية مراعاة للفظ لا للمعنى لأنّ اسم التفضيل المعرّف ب (ال) يجب مطابقته مع الاسم المتقدّم. (استعلى) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن ياء مجرّده الثلاثيّ علا يعلو.. ورسمت ياء غير منقوطة لأنها سادسة، والياء في آخره قلبت ألفا لانفتاح ما قبلها، مضارعه يستعلي.

[سورة طه (20) : آية 65]

[سورة طه (20) : آية 65] قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (65) والمصدر المؤوّل (أن تلقي..) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف «1» . والمصدر المؤوّل (أن نكون..) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل الأول. (أوّل) خبر نكون منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ألقى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا موسى ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: « (إلقاؤك) أوّل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تلقي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ الثاني. وجملة: «ألقى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة طه (20) : الآيات 66 الى 67] قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (67) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (حبالهم) مبتدأ مرفوع (يخيّل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، (إليه) متعلّق

_ (1) أي إلقاؤك أوّل.. ويجوز أن يكون المصدر خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير إمّا الأمر إلقاؤك ... (2) يجوز أن تكون اعتراضيّة لا محلّ لها، وجملة: أن تلقي (أوّل) في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

ب (يخيّل) ، (من سحرهم) متعلّق ب (يخيّل) و (من) سببيّة «1» . والمصدر المؤوّل (أنّها تسعى..) في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ومقول القول مقدّر أي: قال لا ألقي أوّلا بل ألقوا. وجملة: «حبالهم ... يخيّل» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فألقوا فإذا حبالهم ... وجملة: «يخيّل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ حبالهم. وجملة: «تسعى ... » في محلّ رفع خبر أنّ. 67- (الفاء) عاطفة في نفسه (متعلّق) ب (أوجس) ، (خيفة) مفعول به منصوب. وجملة: «أوجس ... موسى» لا محلّ لها معطوفة على جملة حبالهم.. يخيّل. الصرف: (عصيّهم) ، فيه إعلال بالقلب أصله عصوو زنة فعول بضمّتين.. ثمّ قلبت الواو الثانية ياء أوّلا إبعادا للثقل، ثم قلبت الواو الأولى ياء لمجيئها ساكنة أوّلا ثم أدغمت الياءان معا فأصبح عصيّ بضمّ العين والصاد ثمّ كسرت الصاد لمناسبة الياء، ثمّ كسرت العين للمجاورة فأصبح عصيّ بكسر العين والصاد وتشديد الياء.

_ (1) يجعل بعضهم الجارّ والمجرور مفعولا لأجله على سبيل المجاوزة. (2) ومن يجعل نائب الفاعل ضميرا مستترا عائدا على الحبال والعصيّ يجعل المصدر المؤوّل بدل اشتمال من الضمير. [.....]

[سورة طه (20) : الآيات 68 إلى 69]

(خيفة) ، مصدر خاف، وفيه إعلال بالقلب أصله خوفة بكسر الخاء وفتح الفاء بينهما واو ساكنة، ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح خيفة وزنه فعلة بكسر فسكون. [سورة طه (20) : الآيات 68 الى 69] قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (68) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (69) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (أنت) ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب توكيدا للضمير المتّصل اسم إنّ «1» ، (الأعلى) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. جملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّك.. الأعلى» لا محلّ لها تعليليّة. 69- (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في يمينك) متعلّق بمحذوف صلة ما (تلقف) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هي (ما) مثل الأول عامله تلقف، والعائد محذوف أي صنعوه (ما) موصول اسم إنّ «2» في محلّ نصب (كيد) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يفلح) .

_ (1) يجوز أن يكون الضمير مبتدأ خبره الأعلى، والجملة الاسميّة أنت الأعلى خبر إنّ. (2) (إنّما) رسمت في المصحف متّصلة وحقّها أن تكون منفصلة.. ويجوز أن تكون (ما) مصدرية، والإعراب نفسه للمصدر.

البلاغة

وجملة: «ألق ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تلقف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تلق ما.. تلقف. وجملة: «صنعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «إنّ ما صنعوا كيد ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «صنعوا (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لا يفلح الساحر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ما صنعوا.. وجملة: «أتى ... » في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها. البلاغة 1- المؤكدات: في قوله تعالى «إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى» . لقد أكّد بعدة مؤكدات، وهي «إنّ» المفيدة للتأكيد، وتكرير الضمير «أنت» ، وتعريف الخبر «الأعلى» ، ولفظ العلو الدال على الغلبة، وصيغة التفضيل «الأعلى» . 2- الإبهام: في قوله تعالى «وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ» أوثر الإبهام تهويلا لأمرها، وتفخيما لشأنها، وإيذانا بأنها ليست من جنس العصي المعهودة، المستتبعة للآثار المعتادة، بل خارجة عن حدود سائر أفراد الجنس مبهمة، لكنها مستتبعة لآثار غريبة، وكأن العصا، لفخامة شأنها، لا يحيط بها نطاق العلم نحو «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ» .

[سورة طه (20) : آية 70]

ويجوز أن يكون الإبهام للتحقير، بأن يراد لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم، وألق العود الذي في يدك، فإنه بقدرة الله تعالى يلقفها، مع وحدته وكثرتها، وصغره وعظمها. [سورة طه (20) : آية 70] فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى (70) الإعراب: (الفاء) عاطفة (ألقي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (السحرة) نائب الفاعل، مرفوع (سجّدا) حال منصوبة (بربّ) متعلّق ب (آمنّا) . جملة: «ألقي السحرة ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: فألقى موسى عصاه فتلقّفت كلّ ما صنعوا فألقي السحرة ... وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. الفوائد كل همزة جاءت في أول الكلمة مضمومة أو مكسورة أو مفتوحة ودخلت عليها همزة الاستفهام أو النداء، كتبت همزة الكلمة التي توسطت تنزيلا حرفا من جنس حركتها نفسها. كما هو رأي الجمهور. تقول في الاستفهام مع المضموم الأول أألقي. وتقول في الاستفهام مع المفتوح أألقي. وتقول في الاستفهام مع المكسور أئلقاء. قال ابن مالك: إن الهمزة تكتب ألفا على أصلها في الاستفهام والنداء، هكذا: أأحمد. أألقي أإلقاء. لأنها بمقام الكلمة المستقلة وهو الأحسن ومذهب أغلب النحويين عليه. ملاحظة رسم القرآن خاص به.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حالا بتقدير (قد) .

[سورة طه (20) : آية 71]

[سورة طه (20) : آية 71] قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (71) الإعراب: (له) متعلّق ب (آمنتم) ، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آمنتم) ، (لكم) متعلّق ب (آذن) والمصدر المؤول (أن آذن..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لكبير (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أقطّعنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنا (من خلاف) جارّ ومجرور حال من الأيدي والأرجل أي مختلفات (الواو) عاطفة (لأصلّبنّكم) مثل لأقطّعنّ (في جذوع) متعلّق ب (أصلّبنّكم) ، (الواو) عاطفة (لتعلمنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال.. و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل و (النون) نون التوكيد (أيّنا) اسم موصول مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفعول به.. و (نا) مضاف إليه «1» ، (أشدّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (عذابا) تمييز منصوب (أبقى) معطوف على أشدّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة.

_ (1) يجوز أن يكون اسم استفهام مبتدأ مرفوع خبره أشدّ، والجملة مفعول لفعل العلم المعلّق بالاستفهام.

الصرف:

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنتم له ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّه لكبيركم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «علّمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أقطّعنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «أصلّبنّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «تعلمنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: « (هو) أشدّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أيّ) . الصرف: (أبقى) ، اسم تفضيل من بقي وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب وأصله أبقي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة - التشبيه: في قوله تعالى «وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» . حيث شبه تمكن المصلوب في الجذع بتمكن الشيء الموعى في وعائه، فلذلك قيل (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) . الفوائد 1- «آذن» . إذا اجتمعت همزتان في أول الكلمة، تحولت الهمزة الثانية إلى مدة، ابتغاء تسهيل النطق وهذه إحدى خصائص هذه اللغة التي تجنح في كل مواقفها إلى التسهيل حيثما وجد.

[سورة طه (20) : الآيات 72 إلى 73]

2- كثرة المؤكدات، في الكلام الذي أورده تعالى على لسان فرعون، هو ضرب من ضروب البلاغة القرآنية، فهو إن دلّ على شيء، فإنما يدل على تكبر وتجبر الفراعنة وإيغالهم في الكفر والربوبية، نحو: «إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ، فَلَأُقَطِّعَنَّ، لَأُصَلِّبَنَّكُمْ، وَلَتَعْلَمُنَّ.. إلخ» . [سورة طه (20) : الآيات 72 الى 73] قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (73) الإعراب: (على ما) متعلّق ب (نؤثرك) ، (من البيّنات) متعلّق بحال من الضمير (نا) ، (الواو) عاطفة- أو واو القسم- (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على الموصول ما «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» ، (قاض) خبر أنت مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (إنّما) كافّة ومكفوفة، (هذه) منصوب على نزع الخافض أي في هذه «3» ، (الحياة) بدل من اسم الإشارة منصوب- أو عطف بيان- (الدينا) نعت للحياة منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.

_ (1) أو في محلّ جرّ بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره نقسم. (2) أجاز العكبريّ وجها آخر هو كونه حرفا ظرفيّا، والمفعول محذوف أي اقض أمرك. (3) أو مفعول به عامله تقضي بحذف مضاف أي تقضي أمور هذه الحياة.. ويجوز أن يكون الإشارة ظرفا متعلّقا ب (تقضي) ومفعوله محذوف أي أمرك أو غرضك.

جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن نؤثرك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاءنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «فطرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «اقض ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت عقابنا فاقض. وجملة: «أنت قاض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تقضي ... » لا محلّ لها تعليليّة. 73- (بربّنا) متعلّق ب (آمنّا) ، (اللام) للتعليل (يغفر) منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لنا) متعلّق ب (يغفر) ، (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على خطايا «1» ، (عليه) متعلّق ب (أكرهتنا) ، (من السحر) حال من الهاء في (عليه) . والمصدر المؤوّل (أن يغفر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (آمنّا) . (الواو) عاطفة (أبقى) معطوف على (خير) بالواو الثانية مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. وجملة: «إنّا آمنّا ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ آخر. وجملة: «آمنّا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أكرهتنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله خير ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

_ (1) أو هو مبتدأ خبره محذوف أي: ما أكرهتنا عليه محطوط عنّا.

الصرف:

الصرف: (قاض) اسم فاعل من قضى الثلاثيّ، وزنه فاع، حذفت لامه الياء لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون التنوين. [سورة طه (20) : الآيات 74 الى 76] إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) الإعراب: (إنّه) الهاء ضمير الشأن اسم إنّ (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يأت) مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (مجرما) حال منصوبة من فاعل يأت (الفاء) رابطة لجواب شرط (له) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (جهنّم) اسم إنّ مؤخّر منصوب (فيها) متعلّق ب (يموت) . جملة: «إنّه من ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «من يأت ربّه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يأت ربّه ... » في محلّ خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إنّ له جهنّم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون استئنافا من الله تعالى، ويجوز أن يكون استئنافا من قول السحرة لتأكيد تعليل إيمانهم بموسى. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «لا يموت ... » في محلّ نصب حال من الضمير في له «1» . وجملة: «لا يحيا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يموت. 75- (الواو) عاطفة (من يأته مؤمنا) مثل من يأت ربّه مجرما (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (الدرجات) مبتدأ مؤخّر مرفوع. وجملة: «من يأته ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة من يأت ربّه. وجملة: «يأته مؤمنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «قد عمل ... » في محلّ نصب حال ثانية من فاعل يأت. وجملة: «أولئك لهم الدرجات ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لهم الدرجات ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . 76- (جنّات) بدل من الدرجات مرفوع (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «2» ، (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، والعامل فيها الاستقرار أو معنى الإشارة (فيها) متعلّق ب (خالدين) (الواو) استئنافيّة (ذلك) مبتدأ (من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: «ذلك جزاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (يحيا) ، رسم في المصحف برسم الياء (يحيى) ، والقاعدة

_ (1) والعامل فيها معنى التوكيد.. ويجوز أن تكون الجملة نعتا لجهنّم في محلّ نصب. (2) أو بمحذوف حال من الأنهار.

[سورة طه (20) : آية 77]

الإملائيّة تقول برسم الألف الطويلة. (تزكّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله تزكّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وأصل اللام في الفعل واو لأنّه من زكا يزكو. [سورة طه (20) : آية 77] وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (77) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) للتفسير (بعبادي) متعلّق ب (أسر) ، (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق ب (اضرب) «1» ، (في البحر) متعلّق بنعت ل (طريقا) ، (يبسا) نعت ثان ل (طريقا) منصوب. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها. وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: «لا تخاف ... » في محلّ نصب حال من فاعل اضرب «2» . وجملة: «لا تخشى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تخاف. الصرف: (يبسا) ، هو مصدر يبس الثلاثيّ باب فرح، وقد وصف به للمبالغة أو على حذف مضاف.. ويجوز أن يكون جمع يابس كخادم وخدم، وصف به الواحد للمبالغة، وزنه فعل بفتحتين. (دركا) ، الاسم بمعنى الإدراك أي اللحاق.. وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان بتضمين اضرب معنى اجعل. (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. [.....]

البلاغة

البلاغة 1- المجاز العقلي: في قوله تعالى «فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ» الأصل اضرب البحر ليصير لهم طريقا. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «يَبَساً» . لم يكن حين خاطبه الله تعالى «يبسا» ، ولكن باعتبار ما يؤول إليه كقوله تعالى «إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً» . [سورة طه (20) : آية 78] فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (78) الإعراب: (الفاء) عاطفة (بجنوده) متعلّق بحال من فرعون «1» ، (الفاء) عاطفة (من اليمّ) متعلّق ب (غشيهم) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل غشيهم، وفاعل (غشيهم) الثاني ضمير يعود على ما. جملة: «أتبعهم فرعون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي ففعل موسى ما أمر به فأتبعهم فرعون.. وجملة: «غشيهم ... ما» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعهم. وجملة: «غشيهم (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . البلاغة - التهويل: في قوله تعالى «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ» : أي علاهم منه، وغمرهم ما غمرهم، من الأمر الهائل الذي لا يقادر قدره، ولا يبلغ كنهه فإن مدار التهويل والتفخيم خروجه عن حدود الفهم والوصف لا سماع القصة.

_ (1) أو متعلّق ب (أتبعهم) ، والباء للتعدية.

[سورة طه (20) : آية 79]

[سورة طه (20) : آية 79] وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (79) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية. جملة: «أضلّ فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما هدى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. البلاغة 1- التهكم في قوله تعالى «وَما هَدى» والتهكم: أن يأتي بعبارة والمقصود عكس مقتضاها كقولهم «إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ» وغرضه وضعه بضد هذين الوضعين. وتوضيح معنى التهكم: قوله تعالى «وَما هَدى» من باب التلميح، وهو اشارة إلى ادعاء اللعين إرشاد القوم في قوله تعالى «وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ» فهو كمن ادعى دعوى وبالغ فيها، فإذا حان وقتها، ولم يأت بها قيل له: لم تأت بما ادعيت تهكما واستهزاء. [سورة طه (20) : الآيات 80 الى 81] يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى (81) الإعراب: (بني) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه

من الصرف (قد) حرف تحقيق (من عدوّكم) متعلّق ب (أنجيناكم) ، (جانب) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي إتيان جانب الطور «1» ، (عليكم) متعلّق ب (نزّلنا) . جملة النداء: «يا بني ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنجيناكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «واعدناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. 81- (من طيّبات) متعلّق ب (كلوا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «2» ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (فيه) متعلّق ب (تطغوا) ، (الفاء) فاء السببيّة (يحلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (عليكم) متعلّق ب (يحلّ) ، (غضبي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. والمصدر المؤوّل (أن يحلّ..) معطوف على مصدر متصيّد من النهي المتقدّم أي: لا يكن منكم طغيان في الرزق فحلول غضب من الله. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عليه) متعلّق ب (يحلل) فعل الشرط، (الفاء) رابطة لجواب الشرط. وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو هو ظرف ل (واعدناكم) ، والمفعول الثاني محذوف أي واعدناكم المجيء جانب الطور. (2) وعائد الموصول محذوف أي به.. ويجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مضاف إليه.

الصرف:

وجملة: «لا تطغوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.. وجملة: «يحلّ.. غضبي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «من يحلل عليه غضبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحلل ... غضبي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «قد هوى ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (هوى) ، مضارعه يهوي- بالياء في آخره- ففيه إعلال بالقلب، أصله هوي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة 1- المجاز العقلي: في قوله تعالى «وَواعَدْناكُمْ» : نسبة المواعدة إليهم، مع كونها لموسى عليه السلام، نظرا إلى ملابستها إياهم وسراية منفعتها إليهم، فكأنهم كلهم مواعدون، فالمجاز في النسبة. وفي ذلك من إيفاء مقام الامتنان حقه ما فيه. 2- الاستعارة: في قوله تعالى «فَقَدْ هَوى» : استعار لفظ الهوى، وهو السقوط من علو إلى سفل، للهلاك والدمار [سورة طه (20) : آية 82] وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى (82)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام المزحلقة للتوكيد (لمن) متعلّق ب (غفّار) (صالحا) مفعول به منصوب. جملة: «إنّي لغفّار ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «اهتدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة عمل صالحا. الفوائد - خروج بني إسرائيل من مصر: «أفصح النهار، فتبين بنو إسرائيل الرشد من الغي، وانحازوا إلى رسول الله الكريم، وكيف لا تنفتح بصائرهم، وقد لمسوا آية الحق ناصعة مشرقة، فقرت بها عيونهم، والتمسوا الفرار من أرض القبط، طلبا للسلامة، وبعدا عن القوم الظالمين. سار بهم موسى أول الليل حثيثا، يدفعهم الخوف، ويعصمهم الإيمان. حتى وقفوا أمام البحر، فاستولى عليهم الجزع. فصاح يوشع بن نون: يا كليم الله، البحر أمامنا والعدو وراءنا. فأوحى الله إلى موسى، أن اضرب بعصاك البحر، فضربه، فإذا اثنا عشر طريقا لاثني عشر سبطا. وهذا مصداق قوله تعالى: «فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى» . أنساب الأسباط يهرعون إلى بر الأمان والسلام، وقد قام الماء على جانبي كل طريق كالطود العظيم، حتى عبروا سالمين.

[سورة طه (20) : آية 83]

أقبل فرعون بجنوده، فولجوا تلك الطرق في البحر، حتى إذا أصبحوا في وسطه انطبق عليهم، فأغرقهم أجمعين، فصاروا مثلا للآخرين. في هذا الوقت العصيب آمن فرعون فقال: «آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل» . [سورة طه (20) : آية 83] وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (83) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع (عن قومك) متعلّق ب (أعجلك) ، (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر. جملة: «أعجلك ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قلنا له. وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. [سورة طه (20) : آية 84] قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (84) الإعراب: (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر «1» ، (على أثري) متعلّق بمحذوف خبر ثان أي آتون «2» ، (إليك) متعلّق ب (عجلت) ، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة للتخفيف في محلّ جرّ بالإضافة (اللام) للتعليل (ترضى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، والفاعل أنت.

_ (1) أجاز العكبريّ أن يكون (أولاء) موصولا و (على أثري) صلته، وهو بعيد. (2) أو هو حال من مقدّر أي: يأتون على أثري.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن ترضى) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (عجلت) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم أولاء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عجلت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (أثري) ، اسم فيه معنى الظرف أي بعدي.. وزنه فعل بفتحتين. [سورة طه (20) : آية 85] قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) الإعراب: (الفاء) تعليليّة (من بعدك) متعلّق ب (فتنّا) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا قد فتنّا ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر هو مقول القول أي لا تنتظر قومك فإنّا قد فتنّاهم. وجملة: «قد فتنّا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أضلّهم السامريّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا قد فتنّا «1» . الصرف: (السامريّ) ، اسم منسوب الى سامرة قبيلة من بني إسرائيل، واسمه موسى بن ظفر.

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .

[سورة طه (20) : آية 86]

[سورة طه (20) : آية 86] فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إلى قومه) متعلّق ب (رجع) ، (غضبان) حال منصوبة من موسى، وامتنع من التنوين لأنه صفة على وزن فعلان (أسفا) حال ثانية منصوبة (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (وعدا) مفعول مطلق منصوب مؤكّد للفعل «1» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (طال) ، (أم) حرف عطف معادل للهمزة (عليكم) الثاني متعلّق ب (يحلّ) ، (من ربّكم) متعلّق بنعت ل (غضب) (الفاء) عاطفة (موعدي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه. جملة: «رجع موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء: يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعدكم ربّكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «طال.. العهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) أو مفعول به منصوب إن كان بمعنى الموعود.

الفوائد

وجملة: «أردتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طال ... وجملة: «يحلّ.. غضب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يحلّ..) في محلّ نصب مفعول به عامله أردتم. وجملة: «أخلفتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أردتم. الفوائد - مواعدة موسى، اختار موسى من قومه سبعين رجلا، وانطلق لميقات ربه، ليتلقى منه كتابا يكون المرجع الأول والأخير لبني إسرائيل. وقد وصل بعد ثلاثين يوما، فأوحي إليه أن يكملها أربعين، لقد سعد موسى بقربه من ربه، وتلقى عنه رسالته وعند ما طلب إليه أن يراه قال له: انظر إلى الجبل إن استقر مكانه فسوف تراني، فلما نظر إلى الجبل أنهار الجبل وغاص في الأرض، فخر موسى صعقا وعند ما أفاق قام يسبح الله الكبير المتعال. وعند ما عاد موسى بالألواح التي تشتمل على شريعته، أوحى الله إليه «يا موسى، إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي، فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين» . [سورة طه (20) : الآيات 87 الى 88] قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (88)

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (بملكنا) متعلّق بحال من فاعل أخلفنا «1» ، (الواو) عاطفة (لكنّا) حرف استدراك ونصب و (نا) ضمير اسم لكنّ (حمّلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (نا) ضمير نائب الفاعل (أوزارا) مفعول به منصوب (من زينة) متعلّق بنعت ل (أوزارا) ، (الفاء) الأولى عاطفة، والثانية استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ألقى. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أخلفنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لكنّا حمّلنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «حمّلنا ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «قذفناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حمّلنا. وجملة: «ألقى السامريّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 88- (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أخرج) ، (جسدا) نعت ل (عجلا) منصوب (له) متعلّق بخبر مقدّم (خوار) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة في الموضعين، وفاعل (نسي) ضمير يعود على موسى عليه السلام أي نسي موسى ربّه هنا- وهو العجل- وذهب يطلبه في الجبل. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى السامريّ. وجملة: «له خوار ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (عجلا) «2» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرج. وجملة: «هذا إلهكم ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو متعلّق ب (أخلفنا) ، والباء سببيّة. (2) أو حال من العجل لأنّ النكرة وصفت.

الصرف:

وجملة: «نسي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (ملكنا) ، مصدر ملك بمعنى اقتدر، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة طه (20) : آية 89] أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً (89) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة «1» ، (لا) نافية (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) نافية، وفاعل (يرجع) ضمير يعود على العجل (إليهم) متعلّق ب (يرجع) ، (قولا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف حال من (ضرّا) ، (لا) الثاني زائد لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على (ضرّا) منصوب. والمصدر المؤوّل (ألّا يرجع ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يرون. جملة: «يرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرجع ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففّة العاملة. وجملة: «يملك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يرجع. [سورة طه (20) : آية 90] وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (يا قوم)

_ (1) لأنّ حكاية القوم انتهت في قوله فنسي، والكلام مستأنف من الله.

[سورة طه (20) : آية 91]

مرّ إعرابها «1» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (به) متعلّق ب (فتنتم) ، (الواو) عاطفة، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة النصب في (أمري) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه. جملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. جملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا قوم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «فتنتم به ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ ربّكم الرحمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «اتّبعوني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقتموني فاتّبعوني. [سورة طه (20) : آية 91] قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (91) الإعراب: (نبرح) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (عليه) متعلّق بالخبر (عاكفين) ، (حتّى) حرف غاية وجر (يرجع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.. (إلينا) متعلّق ب (يرجع) . والمصدر المؤوّل (أن يرجع) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (عاكفين) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن نبرح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يرجع إلينا موسى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) في الآية (86) من هذه السورة.

[سورة طه (20) : الآيات 92 إلى 93]

[سورة طه (20) : الآيات 92 الى 93] قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) الإعراب: (هارون) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة (منعك) ، (إذ) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق ب (منعك) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا هارون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . وجملة: «ما منعك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله رأيتهم أي علمتهم. 93- (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) زائدة «2» ، (تتّبعن) فيه ياء محذوفة في آخره هي ياء الضمير مفعول به، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة، وعلامة النصب في (أمري) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والمصدر المؤوّل (ألّا تتّبعن..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (منعك) ، أي ما منعك من اتّباعي.

_ (1) يجوز أن تكون جملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول ... وجملة ما منعك هي جواب النداء لا محلّ لها. (2) يجوز أن يكون (لا) حرف نفي- ليس زائدا- فالمعنى: ما منعك من عدم اتّباعي في الغضب لله.. ويجوز أيضا تضمين منعك معنى حملك ...

[سورة طه (20) : آية 94]

وجملة: «تتّبعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «عصيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما منعك. [سورة طه (20) : آية 94] قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) الإعراب: (ابن) منادى مضاف منصوب (أمّ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الميم لاشتغال المحل بحركة المناسبة للألف المحذوفة، و (الألف) المحذوفة المنقلبة عن الياء مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (بلحيتي) متعلّق بمحذوف حال من فاعل تأخذ «1» ، أي لا تأخذني ممسكا بلحيتي (لا) زائدة لتأكيد النفي (برأسي) متعلّق بما تعلّق به بلحيتي فهو معطوف عليه. والمصدر المؤوّل (أن تقول..) في محلّ نصب مفعول به عامله خشيت. (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (فرّقت) ، (بني) مضاف إليه مجرور وعلام الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم، ومنع (إسرائيل) من الصرف للعلميّة والعجمة.. (قولي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا بن أمّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تأخذ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّي خشيت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو متعلّق ب (تأخذ) . [.....]

الصرف:

وجملة: «خشيت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «فرّقت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم ترقب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة فرّقت «1» . الصرف: (لحية) ، اسم جامد، وزنه فعلة بكسر فسكون. [سورة طه (20) : آية 95] قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ (95) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره (خطبك) ، (سامريّ) منادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما خطبك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء.. والشرط المقدّر وجوابه في محلّ نصب مقول القول أي: إن ذكر أخي الحقيقة فما خطبك أنت؟ وجملة: «يا سامري ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين طرفي الحوار ... «2» . [سورة طه (20) : آية 96] قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)

_ (1) الياء في (قولي) تعود إلى موسى عليه السلام لأنّ الكلام حكاية قوله.. ويجوز تخريج الكلام بمعنى آخر أي إنّ الضمير يعود على هارون، أي خشيت أن تقول كذا وخشيت عدم ترقّبك قولي.. فالجملة معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ: تقول. (2) أو استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (بما) متعلّق ب (بصرت) ، و (ما) موصول «1» ، (به) متعلّق ب (يبصروا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (قبضة) مفعول به منصوب (من أثر) متعلّق بنعت ل (قبضة) ، وفي الكلام حذف مضاف أي من تراب أثر الرسول (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سوّلت (لي) متعلّق ب (سوّلت) ، وعلامة الرفع في (نفسي) الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «بصرت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم يبصروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قبضت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة بصرت. وجملة: «نبذتها ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قبضت. وجملة: «سوّلت لي نفسي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (قبضة) ، قد يراد به المقبوض أو كميّته فيكون اسما جامدا، وقد يراد به مصدر المرّة من قبض الثلاثيّ، ووزنه فعلة بفتح فسكون. الفوائد - قصة السامري: في الوقت الذي حل فيه ميعاد ذهاب موسى إلى الطور، أرسل الله إلى موسى جبريل راكبا حيزوم فرس الحياة، فأبصره السامريّ وكان حيث يضع الفرس قدمه يخضر ويزهر، فقال السامري: إن لهذا الفرس لشأنا، فقبض من أثر تربة موطئه قبضة من تراب، فلما سأله موسى عن قصته. قال: قبضت قبضة من أثر فرس

_ (1) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، وجملة لم يبصروا في محلّ جر نعت ل (ما) .

[سورة طه (20) : آية 97]

المرسل إليك يوم حلول الميعاد- ولعله لم يعرف أنه جبريل- ثم جمع السامري الحلي التي أخذها بنو إسرائيل من سكان مصر، فحفر حفرة، وأضرم النار، وأبقى الحلي فيها وعند ما انصهرت صنع منها عجلا له خوار، فعبده بنو إسرائيل حتى عاد إليهم موسى، فأحرقه ونسفه في اليم نسفا. [سورة طه (20) : آية 97] قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97) الإعراب: (الفاء) الأولى رابطة لجواب شرط مقدّر و (الفاء) الثانية تعليليّة (لك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (في الحياة) متعلّق بحال من ضمير الخطاب في (لك) «1» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية للجنس (مساس) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف أي بيننا. والمصدر المؤوّل (أن تقول..) في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر. (الواو) عاطفة (إنّ لك) مثل الأولى (موعدا) اسم إنّ منصوب (تخلفه) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول، و (الهاء) مفعول به، ونائب الفاعل أنت (الواو) عاطفة (إلى إلهك) متعلّق ب (انظر) ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت ل (إلهك) ، و (التاء) في (ظلت) اسم ظلّ، (عليه) متعلّق ب (عاكفا) وهو خبر ظلّ منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نحرّقنّه)

_ (1) أي حالة كونك حيّا.

الصرف:

مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن (لننسفنّه) مثل لنحرقنّه (في اليمّ) متعلّق ب (ننسفنّه) ، (نسفا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اذهب ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تكفر بالله فاذهب «1» . وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ لك.. أن تقول» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا مساس ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ لك موعدا ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «لن تخلفه» في محلّ نصب نعت ل (موعدا) . وجملة: «انظر ... » معطوفة على جملة اذهب. وجملة: «ظلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «نحرّقنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. والقسم المقدر استئناف. وجملة: «ننسفنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نحرّقنّه. الصرف: (مساس) ، مصدر سماعيّ للفعل الرباعيّ ماسّ زنة فاعل، ووزن مساس فعال بكسر الفاء (نسفا) ، مصدر سماعيّ للفعل الثلاثيّ نسف باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) يجوز أن تكون الفاء لربط المسبّب بالسبب المقدّر- وهو مقول القول- أي: قال موسى لقد كفرت بالله فاذهب، فجملة اذهب معطوفة على جملة كفرت..

[سورة طه (20) : آية 98]

[سورة طه (20) : آية 98] إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98) الإعراب: (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محل رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف أي: لا إله موجود «1» ، (كلّ) مفعول به منصوب (علما) تمييز محوّل من فاعل، منصوب. جملة: «إلهكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «وسع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الفوائد - مسوغات النكرة لتكون صاحبا للحال، الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة، لأن الحال هو حكم بصفة من الصفات، فلا يجوز أن يصدر الحكم على نكرة. ولكن يمكن للنكرة أن تحظى بمسوغ، فتصبح جديرة بأن تكون صاحبا للحال والمسوغات هي ما يلي: أ- إذا تقدمت الحال على صاحبها، نحو: في المكتبة واقفا تلميذ. ب- أن يكون صاحب الحال مخصصا بصفة، نحو: «في فلك ماخر باليم مشحونا» . ج- أن يخصص صاحب الحال بإضافة، نحو: «في أربعة أيام سواء للسائلين» فسواء حال من أربعة بعد تخصيصها بالإضافة إلى أيام. ء- أن يخصص صاحبها بمعمول، نحو: «عجبت من ضرب أخوك شديدا» .

_ (1) أو هو بدل من محلّ (لا واسمها..) فمحلّه الرفع.

[سورة طه (20) : الآيات 99 إلى 103]

هـ- أن يكون صاحب الحال مخصصا بواسطة العطف، نحو: «هؤلاء جنود» وقائدهم منطلقين» . وأن يكون صاحب الحال مسبوقا بنفي، نحو: «وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ» . ز- أن يكون مسبوقا بنهي نحو: لا يركن أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفا لحمام. ج- أن يكون صاحب الحال مسبوقا باستفهام: كقول بعضهم: يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى ... لنفسك العذر في ابعادها الأملا فباقيا حال من عيش وسوّغ بواسطة الاستفهام. وقد يقع الحال من النكرة بلا مسوغ، وهو نادر جدا، نحو: «ووراءه رجال قياما» ..! [سورة طه (20) : الآيات 99 الى 103] كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (100) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (103) الإعراب: (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نقصّ (عليك) متعلّق ب (نقّص) ، (من أنباء) متعلّق ب (نقصّ) ، (ما) اسم

موصول «1» في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو حاليّة- من (لدنّا) متعلّق بحال من (ذكرا) وهو مفعول به ثان منصوب. جملة: «نقصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد سبق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «قد آتيناك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . 100- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عنه) متعلّق ب (أعرض) ، والضمير يعود على الذكر، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحمل) . وجملة: «من أعرض ... » في محلّ نصب نعت ل (ذكرا) . وجملة: «أعرض عنه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّه يحمل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يحمل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 101- (خالدين) حال من فاعل يحمل العائد على من الشرطيّة، منصوبة «3» ، (فيه) متعلّق ب (خالدين) ، والضمير يعود على عذاب الوزر (الواو) عاطفة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (لهم) متعلّق بحال من (حملا) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالحال المحذوفة (حملا) تمييز منصوب، ميّز الضمير في ساء.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره وزرهم.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت في محلّ جرّ. (2) أو في محلّ نصب حال. (3) وقد جاء بلفظ الجمع مراعاة لمعنى (من) ، بعد أن روعي لفظه.

الصرف:

وجملة: «ساء لهم ... » في محلّ نصب معطوفة على خالدين، والرابط مقدّر. 102- (يوم) بدل من يوم القيامة، منصوب مثله (في الصور) جارّ ومجرور نائب الفاعل (الواو) عاطفة (يومئذ) ظرف منصوب «1» مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق ب (نحشر) ، والتنوين فيه هو تنوين العوض عن جملة محذوفة، (زرقا) حال من المجرمين منصوبة. وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نحشر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ. 103- (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يتخافتون) ، (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (عشرا) ظرف زمان منصوب، أي عشر ليال. وجملة: «يتخافتون ... » في محلّ نصب حال ثانية من المجرمين. وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب مقول القول لحال أي قائلين إن لبثتم ... الصرف: (زرقا) جمع زرقاء مؤنث أزرق، صفة مشبّهة، وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً» . والوزر في الأصل يطلق على معنين: الحمل الثقيل والإثم، وإطلاقه على العقوبة نظرا إلى المعنى الأول، على سبيل الاستعارة المصرحة، حيث شبهت

_ (1) أو مبني على الفتح لأنّه أضيف إلى مبني.

الفوائد

العقوبة بالحمل الثقيل. ثم أستعير لها بقرينة ذكر يوم القيامة. ونظرا إلى المعنى الثاني، على سبيل المجاز المرسل، من حيث أن العقوبة جزاء الإثم، فهي لازمة له أو مسببة والأول هو الأنسب بقوله تعالى فيما بعد (وساء) إلخ لأنه ترشيح له. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «خالِدِينَ فِيهِ» . أي في الوزر، والوزر لا يقام فيه، ولكن أراد العقاب المتسبب عن الوزر، فالعلاقة فيه السببية. الفوائد - لدن: كنا ألمحنا سابقا إلى خصائص لدن مجملة. والآن نعود لبيان الفارق بينها وبين «عند» . فهي تفارقها بستة أمور: أ- فهي ملازمة لمبدأ الغايات، فهما يتعاقبان نحو: «آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً» بخلاف «جلست عنده» فلا يجوز «جلست لدنه» لعدم معنى الابتداء. ب- قلما يفارق وجود لفظ «من» قبلها.. ج- هي مبنية في لغة قيس، وبلغتهم قرئ: «من لدنه» . ء- جواز إضافتها إلى الجمل، كما ذكرنا سابقا. هـ- جواز إفرادها قبل «غدوة» ، وتنصب «غدوة» بها إما تمييزا ومفعولا به، أو خبرا لكان المحذوفة. وأنها لا تقع إلا فضلة

[سورة طه (20) : آية 104]

[سورة طه (20) : آية 104] نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (104) الإعراب: (بما) متعلّق ب (أعلم) ، وما حرف مصدريّ «1» ، (إذ) ظرف متعلّق ب (أعلم) ، (طريقة) تمييز منصوب (إن لبثتم إلا يوما) مثل إن لبثتم إلّا عشرا «2» . جملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما يقولون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) . وجملة: «يقول أمثلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إن لبثتم إلّا ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (أمثلهم) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ مثل يمثل باب كرم بمعنى فضل، وزنه أفعل، وقد جاء مفردا لأنه أضيف إلى معرفة وإن كان الضمير فيه يعود إلى الكثرة، وهذا جائز كما يجوز جمعه مطابقة للجمع المتقدّم. [سورة طه (20) : الآيات 105 الى 107] وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (106) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (107)

_ (1) أو اسم موصول والعائد محذوف أي يقولونه. (2) أي عشر ليال.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عن الجبال) متعلّق ب (يسألونك) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة الرفع في (ربّي) الضمة المقدّرة على ما قبل الياء (نسفا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة، والضمير في (يذرها) يعود على الجبال أو أصولها المستوية مع الأرض (قاعا) حال منصوبة من الضمير الغائب (في يذرها) «1» ، (صفصفا) حال ثانية منصوبة «2» . جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أجبت فقل. وجملة: «ينسفها ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يذرها ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ينسفها. 107- (فيها) متعلّق ب (ترى) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (أمتا) معطوف على (عوجا) بالواو منصوب. وجملة: «لا ترى ... » في محلّ نصب حال ثالثة من الهاء في (يذرها) «3» . الصرف: (قاعا) ، اسم للأرض السهلة المطمئنّة، وزنه فعل بفتحتين، جمعه أقواع وأقوع بفتح الهمزة وضمّ الواو وقيع وقيعان وقيعة. والقاع فيه إعلال بالقلب، أصله القوع، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (صفصفا) ، اسم للأرض المستوية الملساء، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.

_ (1) أو مفعول به ثان إذا جعل (يذر) من أفعال الصيرورة. (2) أو بدل من (قاعا) لأنّه بمعناه. [.....] (3) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. .

الفوائد

(أمتا) ، اسم للنتوء والمكان المرتفع أو التلّ، جمعه آمات وأموت، ووزن أمت فعل بفتح فسكون. الفوائد - العوج والعوج بكسر العين وفتحها. في هذه الآية نكتة بلاغية لطيفة هي من لطائف القرآن، واعجازه المكين. فقد ذكر اللغويين أن العوج بكسر العين يكون للشؤون المعنوية، أما العوج بفتح العين، فيكون لوصف الشؤون المادية. لكننا، في هذه الآية، نجده سبحانه، يضع ما هو للأمور المعنوية، يضعه للأمور المادية، وهي صفات الأرض المنبسطة التي لا ترى فيها أي نتوء أو تضاريس. ولكن ما علينا الا أن نتعمق في إدراك ما يرنو إليه هذا الاستعمال، من ملاحظة عدم وجود أي نتوء مهما دق، أو انخفاض مهما قلّ الذي لا تدركه العين الباصرة، ولكن تدركه وسائل العلم الحديثة، لذلك عبر سبحانه وتعالى باللفظ الموضوع للمعاني، عن الأمور التي هي من صفات الأجرام المادية. وهذه لفتة يكاد لا يدركها إلا من أوتي نفاذ البصيرة إلى قوة الباصرة. فتأمل، ففي ذلك منتهى العبرة والإعجاز..! ولعلّ الخنساء لحظت ما يماثل هذا المعنى عند ما قالت: يذكرني طلوع الشمس صخرا ... وأذكره لكل غروب شمس ففي طلوع الشمس شنّ الغارات وفي غروبها ملتقى الضيفان. [سورة طه (20) : الآيات 108 الى 110] يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110)

الإعراب:

الإعراب: (يومئذ) مرّ إعرابه «1» متعلّق ب (يتّبعون) ، والجملة المستعاض منها بالتنوين هي نسفت الجبال، (لا) نافية للجنس (له) متعلّق بخبر لا «2» ، (الواو) عاطفة (للرحمن) متعلّق ب (خشعت) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) أداة حصر (همسا) مفعول به منصوب، وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي كلاما همسا أي مهموسا. جملة: «يتّبعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا عوج له ... » في محلّ نصب حال من الداعي «3» . وجملة: «خشعت الأصوات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «لا تسمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خشعت. 109- (يومئذ) متعلّق ب (تنفع) ، (إلّا) أداة حصر «4» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله تنفع، وهو المشفوع له، (له) الأول متعلّق

_ (1) في الآية (102) من هذه السورة. (2) والضمير فيه يعود إمّا إلى الداعي أي لا عوج لدعائه، وإمّا إلى الاتّباع المفهوم من سياق الكلام أو المقدّر. (3) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.. وقيل هي نعت لمصدر محذوف أي تتّبعون الداعي اتّباعا لا عوج له. (4) يجوز أن تكون للاستثناء و (من) في محلّ نصب على الاستثناء بحذف مضاف أي شفاعة من أذن.. أو في محلّ رفع بدل.

الصرف:

ب (أذن) ، و (له) الثاني متعلّق ب (رضي) ، واللام للتعليل أي لأجله، (قولا) مفعول به منصوب. وجملة: «لا تنفع الشفاعة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «رضي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. 110- (ما) اسم موصول مفعول به (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، (ما) الثاني في محلّ نصب معطوف على الأول (خلفهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني (الواو) حاليّة (به) متعلّق ب (يحيطون) ، والضمير فيه يعود على قوله: ما بين أيديهم وما خلفهم (علما) تمييز منصوب. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحيطون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم ... الصرف: (همسا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ همس باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة طه (20) : آية 111] وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عنت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث (للحيّ) متعلّق ب (عنت) ، (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (ظلما) مفعول به منصوب. جملة: «عنت الوجوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «خاب من ... » في محلّ نصب حال من الوجوه، والرابط مقدّر «1» . وجملة: «حمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (عنت) ، فيه إعلال بالحذف أصله عنات، التقى ساكنان الألف والتاء، فحذفت الألف وزنه فعت. [سورة طه (20) : آية 112] وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من الصالحات) من تبعيضيّة، والجارّ والمجرور نعت لمنعوت مقدّر أي: شيئا من الصالحات (الواو) حاليّة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط و (لا) نافية، وفاعل (يخاف) يعود على من، (ظلما) مفعول به منصوب و (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (هضما) معطوف على (ظلما) بالواو. جملة: «من يعمل ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعمل. وجملة: «لا يخاف ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «3» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها. (2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة قد خاب إن أعربت استئنافيّة. (3) إن كان المضارع صالحا للجواب جاز اقترانه بالفاء بشرط أن يكون مثبتا أو منفيا ب (لا) أو (لم) ، وجملة الفعل هي خبر لمبتدأ محذوف، والجملة الاسميّة هي جواب الشرط (انظر النحو الوافي. ج/ 4 ص/ 350) .

الصرف:

الصرف: (هضما) ، مصدر سماعيّ لفعل هضم يهضم باب ضرب بمعنى نقص وبمعنى ظلم وغصب، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة طه (20) : الآيات 113 الى 114] وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (113) فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلناه «1» ، (قرآنا) حال منصوبة «2» ، (فيه) متعلّق ب (صرّفنا) ، (من الوعيد) هو نعت لمنعوت مقدّر أي نوعا من الوعيد، أو وعيدا من الوعيد «3» ، وفاعل (يحدث) ضمير يعود على القرآن (لهم) متعلّق ب (يحدث) «4» . جملة: «أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صرّفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على أنزلناه. وجملة: «لعلّهم يتّقون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «يتّقون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «يحدث ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يتّقون.

_ (1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل، فهي في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنّها صفته. (2) جاز إعرابه حالا وهو جامد لكونه قد وصف. (3) و (من) هي زائدة عند الأخفش، فالوعيد مفعول به منصوب محلّا. (4) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من (ذكرا) - نعت تقدّم على المنعوت.

الصرف:

114 (الفاء) عاطفة (الملك) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحقّ) نعت ثان للفظ الجلالة مرفوع (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (بالقرآن) متعلّق ب (تعجل) بحذف مضاف أي بتلاوته أو بإنزاله.. (من قبل) متعلّق ب (تعجل) ، (يقضى) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (إليك) متعلّق ب (يقضى) ، (وحيه) نائب الفاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يقضى ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (زدني) للوقاية، (علما) مفعول به ثان منصوب. جملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه. وجملة: «يقضى إليك وحيه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا تعجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تعجل. وجملة النداء: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «زدني ... » لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (وحيه) ، يحتمل أن يكون مصدرا سماعيّا لفعل وحي يحي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، ويحتمل أن يكون اسما عن الملك جبريل. الفوائد - ولا تعجل بالقراءة قبل أن يقضي إليك وحيه. ففي هذه الآية معنيان كريمان:

[سورة طه (20) : آية 115]

الأول: يوصينا سبحانه بالتأني والتروي، وقد خلق الإنسان عجولا. فيريد أن يهدئ لدينا ثورة العجلة، ونضع مكانها التؤدة والسكينة، فذلك أدعى لنجاح الأعمال وإدراك مواطن الحق. الثاني: يطلب إلى رسوله التريث، حتى يتم جبريل رسالة الوحي التي نزل من شأنها، ليؤديها الرسول كاملة غير منقوصة، وغير مجزّأة وغير مبتورة، وغير مضطربة خشية أن يورثه ذلك تناقضا في البلاغ، وتضادّا في الأحكام. ويلحظ من خلال هذه الآية أن الرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ كان حريصا على إبلاغ ما يوحى إليه بالسرعة الممكنة. وهنا تلعب الصفات البشرية في أي رسول دورها، إن سلبا، أو إيجابا، فأراد الله كبح جماح هذه الخاصة، وحمل الرسول/ صلّى الله عليه وسلّم/ على الريث والأناة، وليت كلّا منا يفيد من هذه الآية حكمة، ومن هذا التوجيه الرباني قدوة وعبرة. [سورة طه (20) : آية 115] وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (115) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (إلى آدم) متعلّق ب (عهدنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (عهدنا) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «1» . جملة: «عهدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.

_ (1) وإذا كان الفعل (نجد) متعدّيا لواحد فالجارّ والمجرور متعلّق بحال من (عزما) ، أو متعلّق ب (نجد) .

[سورة طه (20) : آية 116]

وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عهدنا. وجملة: «لم نجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسي. [سورة طه (20) : آية 116] وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (116) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (للملائكة) متعلّق ب (قلنا) ، (لآدم) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (إلّا) أداة استثناء (إبليس) منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل على الخلاف في معنى إبليس حين أمر بالسجود. جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سجدوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا. وجملة: «أبى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة طه (20) : الآيات 117 الى 119] فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (117) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (119) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (لك) متعلّق بنعت ل (عدوّ) ، (لزوجك) مثل لك فهو معطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (يخرجنّكما) مضارع

مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد، و (كما) ضمير مفعول به، والفاعل هو (من الجنّة) متعلّق ب (يخرجنّ) ، (الفاء) فاء السببيّة (تشقى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت. والمصدر المؤول (أن تشقى..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن إخراج منه لكما فشقاء لك. جملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا آدم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ هذا عدوّ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا يخرجنّكما..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتما عداوته فلا يخرجنّكما أي لا تمكّناه من أسباب إخراجكما. وجملة: «تشقى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 118- (لك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (فيها) متعلّق ب (تجوع) ، (تعرى) مضارع منصوب معطوف على (تجوع) . والمصدر المؤوّل (ألّا تجوع ... ) في محلّ نصب اسم إنّ. وجملة: «إنّ لك أن.. تجوع ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق. وجملة: «تجوع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تعرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. 119- (فيها) الثاني متعلّق ب (تظمأ) ، (تضحى) مضارع مرفوع معطوف، على (تظمأ) ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّك لا تظمأ..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق اسم إنّ. وجملة: «لا تظمأ ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لا تضحى ... » في محلّ رفع معطوف على جملة لا تظمأ. الصرف: (تعرى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تعري- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. ماضيه عري- بكسر الراء- من باب فرح. (تضحى) ، فيه إعلال بالقلب أصله تضحي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. و (الياء) منقلبة أصلا عن واو لأنّ الماضي ضحا يضحو والاسم ضحوة، ولمّا أصبح حرف العلّة رابعا رسم بالياء غير المنقوطة.. البلاغة - قطع النظير عن النظير: في قوله تعالى: «إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى» . في هذه الآية سر بديع من أسرار البلاغة، يسمى قطع النظير عن النظير، حيث قطع الظمأ عن الجوع، والضحو عن الكسوة، مع ما بينهما من التناسب. والغرض من ذلك، تحقيق تعداد هذه النعم وتصنيفها، ولو قرن كلا بشكله لتوهم المعدودات نعمة واحدة. [سورة طه (20) : آية 120] فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (120)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إليه) متعلّق ب (وسوس) ، (هل) حرف استفهام (على شجرة) متعلّق ب (أدلّك) ، (ملك) معطوف على شجرة مجرور. جملة: «وسوس إليه الشيطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يا آدم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للإغراء. وجملة: «هل أدلّك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا يبلى ... » في محلّ جرّ نعت لملك. الصرف: (يبلى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يبلي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ماضيه بلي من باب فرح. [سورة طه (20) : الآيات 121 الى 124] فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى (121) ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى (122) قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (124) الإعراب: (الفاء) عاطفة، و (الألف) فاعل (أكلا) ، (منها) متعلّق ب (أكلا) ، (الفاء) عاطفة (بدت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (التاء) للتأنيث (لهما) متعلّق ب (بدت) ، (الواو)

عاطفة (طفقا) فعل ماض ناقص من أفعال الشروع.. و (الألف) اسم طفق (عليهما) متعلّق ب (يخصفان) ، (من ورق) متعلّق ب (يخصفان) ، (الواو) استئنافيّة و (الفاء) عاطفة. جملة: «أكلا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف. وجملة: «بدت لهما سوءاتهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكلا. وجملة: «طفقا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت. وجملة: «يخصفان ... » في محلّ نصب خبر طفقا. وجملة: «عصى آدم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «غوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصى. 122- (عليه) متعلّق ب (تاب) . وجملة: «اجتباه ربّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصى وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه وجملة: «هدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه. (منها) متعلّق ب (اهبطا) ، (جميعا) حال منصوبة من الفاعل (بعضكم) مبتدأ مرفوع (لبعض) متعلّق بحال من (عدو) «1» وهو خبر المبتدأ مرفوع (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (يأتينّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) نون التوكيد، و (كم) ضمير مفعول به (منّي) متعلّق ب (يأتينّكم) «2» ، (هدى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّبع) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط،

_ (1) أو متعلّق بعدوّ. [.....] (2) أو متعلّق بمحذوف حال من هدى.

والفاعل هو (هداي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، و (الياء) مضاف إليه (فلا يضلّ ولا يشقى) مثل فلا يخاف.. «1» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «اهبطا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بعضكم.. عدوّ ... » في محلّ نصب حال ثانية من فاعل اهبطا. وجملة: «يأتينّكم.. هدى» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «من اتّبع هداي ... » في محلّ جزم جواب الشرط الأول مقترنة بالفاء. وجملة: «اتّبع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «لا يضلّ ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة هو لا يضلّ في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يشقى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يضلّ. 124- (الواو) عاطفة (من أعرض) مثل من اتّبع (عن ذكري) متعلّق ب (أعرض) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر إنّ (معيشة) اسم إنّ مؤخّر منصوب (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نحشره) ، (أعمى) حال منصوبة من ضمير الغائب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. وجملة: «من أعرض ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة من اتّبع ... وجملة: «إنّ له معيشة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أعرض ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) في الآية (112) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «نحشره ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن والجملة الاسميّة في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.. الصرف: (عصى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله عصي تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، مضارعه يعصي من باب ضرب. (غوى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله غوي تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، مضارعه يغوي- بالياء- من باب ضرب، وقد يأتي الماضي غوي بكسر الواو والمضارع يغوى بفتح الواو باب فرح.. ورسمت الألف ياء غير منقوطة لأنّ عينه واو. (اجتباه) ، فيه إعلال بالقلب أصله اجتبي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت طويلة لأنّها توسطّت عرضا بدخول ضمير الغائب. (معيشة) ، مصدر سماعيّ لفعل عاش الثلاثيّ، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وقد سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى العين قبلها كإعلال بالتسكين.. وثمّة مصادر أخرى للفعل هي عيش بفتح فسكون، وعيشة بكسر العين وسكون الياء، ومعاش بفتح الميم، ومعيش من غير تاء، وعيشوشة. (ضنكا) مصدر ضنك باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون أي ضاق.. وثمّة مصادر أخرى هي: ضناكة بفتح الضاد، وضنوكة بضمّ الضاد.. وقد جاء (ضنكا) مذكّرا بالرغم من كونه وصفا لمعيشة لأنّه مصدر. الفوائد 1- بين أسماء الأفعال وأسماء الأصوات، يكاد يختلط على بعضهم ما بين هاتين الزمرتين من فروق.

[سورة طه (20) : آية 125]

فأسماء الأفعال يلحظ بها المخاطب، كما يلحظ بها الزمن الذي اختصت به، هذا إلى جانب المعنى الذي تحمله وتدل عليه. أما أسماء الأصوات، فهي خلوّ من ذلك، وانما هي تختص بالحيوانات التي توجه إليها الأصوات، أو بالأشياء والأحياء التي تصدر عنها بعض الأصوات. وهي على أقسام: أولا: أصوات يخاطب بها مالا يعقل، مثل: جيء جيء: دعاء للإبل لتشرب، وكقولهم في دعاء الضأن «حاحا» ، وفي أيامنا هذه يستعمل لحث الحمير على السير. ويستعمل في دعاء المعز «عاعا» وهو قريب مما يستعمله الراعي الآن، ومثل «عدس» لزجر البغل. كقول أحدهم وقد فرّ من الاعتقال: عدس ما لعباد عليك أمارة ... أمنت وهذا تحملين طليق ثانيا: الأصوات المسموعة وهي قسمان: أ- حيوان: مثل «غاق» ، لصوت الغراب. ب- و «طق» : لصوت الضرب أو وقع الحجر. ولولا الخروج عن خطة الكتاب لعرضنا لكم الكثير من أصوات الأحياء والجوامد التي تجدونها في المطولات. [سورة طه (20) : آية 125] قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) الإعراب: (ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (لم) جارّ ومجرور متعلّق ب (حشرتني) ، و (ما) اسم استفهام حذفت ألفه (أعمى) حال منصوبة من الياء (الواو) حاليّة (بصيرا) خبر كنت منصوب.

_ (1) في الآية (114) من هذه السورة.

[سورة طه (20) : الآيات 126 إلى 127]

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «حشرتني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنت بصيرا» في محلّ نصب حال من مفعول حشرتني. [سورة طه (20) : الآيات 126 الى 127] قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (126) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى (127) الإعراب: (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مقدّر «1» ، (الواو) عاطفة (كذلك) الثاني متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تنسى «2» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنسى) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (حشرناك حشرا) كذلك» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أتتك آياتنا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نسيتها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتتك. وجملة: «تنسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسيتها «3» .

_ (1) أي كذلك- أو مثل ذلك- حشرناك أو فعلنا.. ويجوز أن يكون الجارّ خبرا لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك.. (2) أي تنسى اليوم نسيانا كذلك النسيان لآياتنا. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

[سورة طه (20) : آية 128]

127- (الواو) عاطفة (كذلك) الثالث مفعول مطلق عامله نجزي، وفاعل نجري نحن للتعظيم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بآيات) متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد.. وجملة: «نجزي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أسرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لم يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «عذاب الآخرة أشدّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة طه (20) : آية 128] أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (128) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافيّة، وعلامة الجزم في (يهد) حذف حرف العلّة، وفاعل يهد محذوف دلّ عليه سياق الكلام تقديره (الإهلاك) «1» ، (لهم) متعلّق ب (يهد) بتضمينه معنى يتبيّن (كم) خبريّة أو استفهاميّة، مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله أهلكنا، (قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أهلكنا) ، (من القرون) متعلّق بمحذوف نعت (كم) «2» ، (في مساكنهم) متعلّق ب (يمشون) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ و (اللام) لام التوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لأولي) متعلّق بنعت ل (لآيات) ، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (النهى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.

_ (1) ويجوز أن يكون الفاعل ضميرا مستترا يعود على الله تعالى أي يبيّن الله لهم ... (2) لا يجوز أن يكون (من القرون) تمييزا ل (كم) لأنّه معرفة، فالتمييز مقدّر أي كم قرن، أو كم قرنا.

[سورة طه (20) : الآيات 129 إلى 132]

جملة: «يهد ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «أهلكنا ... » في محلّ نصب مفعول به ل (يهد) المعلّق ب (كم) فهو بمعنى يبيّن المتضمّن معنى العلم. وجملة: «يمشون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة طه (20) : الآيات 129 الى 132] وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (130) وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (132) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره موجودة (من ربّك) متعلّق ب (سبقت) ، (اللام) رابطة لجواب لولا، واسم (كان) ضمير يعود على الإهلاك العاجل (الواو) عاطفة (أجل) معطوف على كلمة مرفوع «2» ، (مسمّى) نعت لأجل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.

_ (1) هي عند النحاة معطوفة على مقدّر أي أغفلوا فلم يهد لهم؟ (2) أو معطوف على الضمير اسم كان، وأغنى الفصل بالخبر عن التوكيد.

جملة: «كلمة سبقت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سبقت من ربّك ... » في محلّ رفع نعت لكلمة. وجملة: «كان (الإهلاك) لزاما ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 130- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (على ما) متعلّق ب (اصبر) ، و (ما) حرف مصدريّ «1» ، (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمد ربّك (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سبّح) ، (الواو) عاطفة (قبل) الثاني معطوف على الأول (الواو) عاطفة (من آناء) متعلّق ب (سبّح) الثاني و (الفاء) زائدة للتزيين «2» ، (الواو) عاطفة (أطراف) معطوف على قبل «3» ومتعلّق بما تعلّق به، منصوب (ترضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل أنت. وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت ما يؤذيك فاصبر. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما يقولون..) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (اصبر) . وجملة: «سبّح ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «سبّح (الثانية) » معطوفة على جملة سبّح (الأولى) . وجملة: «لعلّك ترضى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ترضى ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) أو اسم موصول والعائد محذوف. (2) أو عاطفة على مقدّر، أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (3) أو معطوف على محلّ (من آناء) لأنّ محلّه النصب فهو ظرف ل (سبّح) .

131- (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمدّنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنت، وعلامة النصب في (عينيك) الياء فهو مثنّى (إلى ما) متعلّق ب (تمدّنّ) .. و (ما) اسم موصول أو نكرة موصوفة (به) متعلّق ب (متّعنا) و (الباء) سببيّة، (أزواجا) مفعول به منصوب «1» ، (منهم) متعلّق بنعت ل (أزواجا) (زهرة) حال من الضمير في (به) هو العائد على ما «2» ، (اللام) للتعليل (نفتنهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (هم) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (فيه) متعلّق ب (نفتنهم) . والمصدر المؤوّل (أن نفتنهم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (متّعنا) . (الواو) استئنافيّة (أبقى) معطوف على خير مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. جملة: «لا تمدّنّ ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «متّعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» . وجملة: «نفتنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «رزق ربّك خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) والعامل متّعنا، يجوز أن يكون حالا من الضمير في (به) راعي فيه معنى (ما) وهو الجمع. [.....] (2) وجاء من الجامد لأنه يدلّ على تشبيه.. ويجوز أن يكون 1- مفعولا ثانيا بتضمين متّعنا معنى أعطينا، والمفعول الأول (أزواجا) ، 2- بدلا من (أزواجا) بحذف مضاف أي ذوي زهرة 3- مفعولا به لمقدّر أي جعلنا لهم زهرة ... (3) أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.

الصرف:

132- (الواو) عاطفة (بالصلاة) متعلّق ب (اومر) ، (عليها) متعلّق ب (اصطبر) ، (لا) نافية (رزقا) مفعول به ثان منصوب (للتقوى) متعلّق بخبر المبتدأ، وفيه حذف مضاف أي لذوي التقوى.. وجملة: «اومر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تمدّنّ. وجملة: «اصطبر ... » معطوفة على جملة اومر. وجملة: «نسألك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نحن نرزقك ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نرزقك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ نحن. وجملة: «العاقبة للتقوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (لزاما) ، مصدر الرباعيّ لازم، وهو مصدر سماعيّ وزنه فعال بكسر الفاء، والمصدر له معنى اسم الفاعل. (طلوع) ، مصدر طلع الثلاثيّ باب نصر وزنه فعول بضمّ الفاء. (غروب) ، مصدر غرب الثلاثيّ باب نصر وزنه فعول بضمّ الفاء. (زهرة) ، اسم جامد لقسم النبات المعروف، وزنه فعلة بفتح فسكون. (وأمر) ، فيه حذف همزة الوصل أصله اومر، كتبت الهمزة على واو لأنّ حركة همزة الوصل- إن تحرّكت- الضمّ، عين الفعل في المضارع مضموم، فلمّا تقدّمت الواو على الفعل حذفت همزة الوصل، ونقلت الهمزة الثانية إلى ألف كما هي القاعدة. البلاغة - التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا» .

_ (1) أو معطوفة على استئنافيّة.

الفوائد

مثّل لنعم الدنيا بالزهر، وهو النوار، لأن الزهر له منظر حسن، ثم يذبل ويضمحل، وكذلك نعيم الدنيا. الفوائد 1- النسخ في القرآن: قوله: فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ: زعم كثير من المفسرين، أن هذه الآية منسوخة بآية القتال. وعندنا أنها تأمر بالصبر وعدم الثورة وارتكاب الحماقة حيال كل موقف يقتضي الحلم والصبر على المكروه. ويبدو أن الصحابة كانوا يستعملون النسخ في مفهوم مغاير لمفهوم الفقهاء والأصوليين. وقد ذهب المتأخرون إلى التقليل من النسخ في القرآن، حتى إنهم لم يتجاوزوا فيه العشرين آية، بل اتجهوا إلى تأويل ما زعم الأوائل أنه منسوخ، وقد أنكر الإمام محمد عبده النسخ في القرآن وقال: إن كل ما زعموا أنه منسوخ يمكن تأويله، كما رأينا في هذه الآية «فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ» ولا شك أن القول القديم بأن الآيات المنسوخة تبلغ حوالي خمسمائة آية هو قول باطل بالبداهة، وفيه كثير من الغلوّ والمبالغة. 2- زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا: ذهب النحاة في إعرابها مذاهب شتّى، وكلّها تصبّ في حالة النصب، وإليك أهمها، وهي تسعة: أ- أن تكون مفعولا ثانيا، إذ لحظنا أن أزواجا هي المفعول الأول وذلك لأن معنى متّعنا «أعطينا» . ب- أن تكون منصوبة على الحال من «ما» الموصولة. ج- أن تكون منصوبة على البدلية من «أزواجا» . على المبالغة كأنهم نفس الزهرة. ء- أن تكون منصوبة بفعل مضمر، دلّ عليه فعل «متعنا» ، تقديره جعلنا لهم.

[سورة طه (20) : آية 133]

هـ- أن تكون منصوبة على «الذم» أي ذم الحياة الدنيا. وأن تكون منصوبة على الاختصاص. ز- أن تكون منصوبة على «البدلية» من محل «به» . ج- أن تكون منصوبة على الحال من الضمير الموجود في «به» . ط- أن تكون منصوبة على التمييز ل «ما» أو للهاء في «به» . وقد رجّح الزمخشري، من هذه الوجوه، النصب على الذم، أو المفعولية على تضمين متعنا معنى أعطينا..! [سورة طه (20) : آية 133] وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (133) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض (بآية) متعلّق ب (يأتينا) ، (من ربّه) متعلّق بنعت ل (لآية) ، (الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (في الصحف) متعلّق بمحذوف صلة ما (الأولى) نعت للصحف مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأتينا بآية ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم تأتهم بيّنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: ألم تأتهم سائر الآيات وتأتهم بيّنة. الصرف: (الصحف) جمع الصحيفة، اسم للورقة يكتب عليها، وزنه فعيلة، ووزن الصحف فعل بضمّتين.. وتجمع الصحيفة أيضا على صحائف زنة فعائل.

[سورة طه (20) : الآيات 134 إلى 135]

[سورة طه (20) : الآيات 134 الى 135] وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (135) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (بعذاب) متعلّق ب (أهلكناهم) ، (من قبله) متعلّق ب (أهلكناهم) . والمصدر المؤوّل (أنّا أهلكناهم..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: ثبت إهلاكنا لهم. (اللام) رابطة لجواب لو (لولا) للتحضيض (إلينا) متعلّق ب (أرسلت) ، (الفاء) فاء السببيّة (نتّبع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل نحن، وعلامة النصب في (آياتك) الكسرة (من قبل) متعلّق ب (نتّبع) . والمصدر المؤوّل (أن نتّبع) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من التحضيض المتقدّم أي: ليكن إرسال منك فاتّباع لآياتك منّا. والمصدر المؤوّل (أن نذلّ..) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: « (ثبت) إهلاكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكناهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

وجملة: «لولا أرسلت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «نذلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الظاهر. وجملة: «نخزى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة نذلّ. 135- (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الفاء) الثانية تعليليّة و (السين) حرف استقبال (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» ، (أصحاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (من) الثاني مثل الأول ومعطوف عليه «3» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كلّ متربّص ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تربّصوا ... » معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة مسبّبة عما قبلها أي: تنبّهوا فتربّصوا.. وجملة: «ستعلمون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: « (هم) أصحاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اهتدى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الثاني. الصرف: (نخزى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نخزى- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها دالّة على عموم، وهي في معنى الإضافة أي كلّ واحد. (2) أو هو اسم استفهام مبتدأ خبره أصحاب.. والجملة في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالاستفهام. (3) أو هو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة اهتدى والجملة في محلّ نصب معطوفة على الجملة الاسميّة الأولى.

سورة الأنبياء

الجزء السابع عشر سورة الأنبياء آياتها- 112 آية [سورة الأنبياء (21) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) الإعراب: (للناس) متعلّق ب (اقترب) ، (الواو) واو الحال (في غفلة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم «1» ، (معرضون) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «اقترب.. حسابهم» لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «هم في غفلة ... » في محلّ نصب حال من الناس (ما) نافية (ذكر) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتيهم (من ربّهم) متعلّق ب (يأتيهم) «2» ، (محدث) نعت لذكر مجرور (إلّا) أداة حصر (الواو) حاليّة.

_ (1) أو متعلّق بحال من الضمير في (معرضون) . (2) أو متعلّق بنعت لذكر.. وقيل هو حال ذكره لأنّه وصف بكلمة محدث، وقيل هو متعلّق بحال من الضمير في محدث، وقيل متعلّق بمحدث.

وجملة: «ما يأتيهم من ذكر ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق. وجملة: «استمعوه ... » في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم بتقدير قد. وجملة: «هم يلعبون ... » في محلّ نصب حال من فاعل استمعوه. وجملة: «يلعبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (لاهية) حال منصوبة من فاعل يلعبون «1» ، (قلوبهم) فاعل اسم الفاعل لاهية (الواو) استئنافيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير فاعل أسرّوا «2» ، (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (هذا) مبتدأ (إلّا) أداة حصر (بشر) خبر مرفوع (مثلكم) نعت لبشر مرفوع «3» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (الواو) حاليّة. وجملة: «أسرّوا النجوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هل هذا إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «5» . وجملة: «تأتون ... » معطوفة على استئناف مقدّر أي تخطئون فتأتون..

_ (1) أو من فاعل استمعوه، فيكون حالا ثانية. (2) هذا أحد أوجه كثيرة في إعراب هذه الآية.. وأجازوا أيضا: أن يكون الموصول مبتدأ خبره جملة أسرّوا المتقدّمة- وهو اختيار ابن هشام- أو جملة مقدّرة فعلها عامل في الاستفهام أي: الذين ظلموا يقولون هل هذا ... وأجازوا أن يكون الموصول خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم.. أو هو فاعل لفعل محذوف تقديره يقول ... أو هو بدل من فاعل استمعوه.. أو بدل من مفعول يأتيهم.. أو مفعول به لفعل محذوف على الذمّ.. أو هو فاعل أسرّوا و (الواو) فيه علامة جمع لا محلّ لها.. إلخ. (3) لم تزده الإضافة إلى الضمير معرفة لأنّه موغل في التنكير. (4) اختار ابن هشام أن تكون الجملة خبرا مقدّما و (الذين) ظلموا مبتدأ مؤخّر. (5) وجملة القول المقدّرة استئناف بيانيّ وكأنّه قيل: فما قالوا في نجواهم فالجواب: قالوا هل هذا.. ويجوز أن تكون الجملة بدلا من النجوى في محلّ نصب.. أو لا محلّ لها تفسير للنجوى.

الصرف:

وجملة: «أنتم تبصرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تأتون. وجملة: «تبصرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. الصرف: (محدث) ، اسم مفعول من أحدث الرباعيّ فهو على وزن مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (لاهية) مؤنّث لاه، اسم فاعل من لها يلهو، وفي لاه إعلال بالحذف، وفي لاهية إعلال بالقلب، أصله لاهوة، جاءت الواو متحرّكة بعد كسر قلبت ياء. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى «وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ» التنكير في غفلة للتعظيم والتفخيم. الفوائد - قوله تعالى وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا «فالذين ظلموا» في إعرابها أقوال قد شملت أحوال الإعراب الثلاثة، لن نتعرض لسائر الوجوه التي ذهب إليها علماء النحو والتفسير. والتي منها: البدل، والمبتدأ، والفاعلية، والخبر، والمفعول، والمجرور. أقول: لن نتعرض إلا لمن زعم أنها فاعل: وهذا الفرض يقتضي أن نجمع الفعل في قوله تعالى أَسَرُّوا. وهذا الفرض من اللغات الضعيفة والتي أسماها النحويون «لغة أكلوني البراغيث» وكان حقه أن يقول: أكلني البراغيث. وكذلك كان المنتظر على فرض الذين فاعل أن يرد النص وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا «الآية» . وعندنا أن هذا الفرض مرفوض تحاشيا للغات الضعيفة في القرآن الكريم، وطالما لدنيا في إعراب الذين وجوه تبعدنا عن مواطن الضعف.

[سورة الأنبياء (21) : آية 4]

[سورة الأنبياء (21) : آية 4] قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) الإعراب: (في السماء) متعلّق بمحذوف حال من القول (الواو) عاطفة (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّي يعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّي) . وجملة: «هو السميع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. [سورة الأنبياء (21) : آية 5] بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ في المواضع الثلاثة (أضغاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي ما أتى به من القرآن (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يأتنا) حذف حرف العلّة (بآية) متعلّق ب (يأتنا) ، (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» ، (أرسل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأوّلون) نائب الفاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.

_ (1) أو هي اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله يأتنا. [.....] (2) يجوز أن يكون موصولا، والعائد محذوف أي كما أرسل بها الأوّلون، والجارّ والمجرور نعت لآية.

الفوائد

والمصدر المؤوّل (ما أرسل..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يأتنا أي فليأتنا بآية إتيانا كإرسال الأولين. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (هو) أضغاث ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «افتراه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو شاعر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأتنا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يكن كما قلنا وكان رسولا فليأتنا بآية. الفوائد قوله تعالى بَلْ قالُوا: أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ لقد أضربوا عن رأيهم ثلاث مرات، باستعمال حرف الاضراب «بل» . وهذا يدل على مبلغ تحفظهم وترددهم وعدم ثبوتهم على رأي، وحيرتهم من أي باب يدخلون على النبي، ليضعفوا موقفه، ويثبطوا عزيمته، ويسفهوا رأيه. ألا ساء ما يفعلون كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل 6- 9 [سورة الأنبياء (21) : الآيات 6 الى 9] ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7) وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنت) ، (قرية) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل آمنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة. وجملة: «أهلكناها..» نعت لقرية في محلّ جرّ- على اللفظ- وجملة: «هم يؤمنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنت، لاتفاق الجملتين بمعنى النفي، إذ الاستفهام إنكاريّ. وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (ما أرسلنا قبلك) مثل ما آمنت قلبهم (إلّا) أداة حصر (رجالا) مفعول به منصوب (إليهم) متعلّق ب (نوحي) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (لا) نافية. وجملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آمنت. وجملة: «نوحي إليهم ... » في محلّ نصب نعت ل (رجالا) وجملة: «اسألوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر يفسّره ما بعده أي: إن كنتم لا تعلمون فاسألوا.. وجملة: «كنتم لا تعلمون ... » لا في محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب الأول. (الواو) عاطفة (ما جعلنا) مثل ما أرسلنا.. و (هم) ضمير مفعول به (جسدا) مفعول به ثان منصوب «1» ، وجملة: «ما جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أرسلنا. وجملة: «لا يأكلون الطعام» في محلّ نصب نعت ل (جسدا) .

_ (1) أو حال منصوبة من ضمير المفعول في جعلناهم بمعنى خلقناهم أو أنشأناهم، و (جسدا) إمّا مفرد يراد به الجمع أو على حذف مضاف أي ذوي جسد.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 10 إلى 13]

جملة: «ما آمنت.. من قرية» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كانوا خالدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما جعلناهم.. (ثمّ) حرف عطف (الوعد) مفعول به ثان عامله صدقناهم (الفاء) عاطفة (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب في (أنجيناهم) . وجملة: «صدقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم. وجملة: «أنجيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدقناهم. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناهم. 10- 13 [سورة الأنبياء (21) : الآيات 10 الى 13] لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (13) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (فيه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ذكركم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة. جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.

وجملة: «فيه ذكركم ... » في محلّ نصب نعت ل (كتابا) . وجملة: «تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغاب عنكم ذلك فلا تعقلون.. (الواو) عاطفة (كم) خبريّة كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قرية) تمييز (بعدها) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أنشأنا) ، وعلامة النصب في (آخرين) الياء. وجملة: «قصمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو على جملة جواب القسم- وجملة: «كانت ظالمة ... » في محلّ جرّ نعت لقرية. وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قصمنا. (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب أي: فوجئوا بالركض منها والضمير في (أحسّوا) يعود على أهل القرية (إذا) فجائيّة لا محلّ لها (منها) متعلّق ب (يركضون) «1» . وجملة: «أحسّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم منها يركضون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يركضون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تركضوا) حذف النون (إلى ما) متعلّق ب (ارجعوا) ، و (ما) موصول (فيه) متعلّق ب (أترفتم) ، (مساكنكم) معطوف على اسم الموصول بالواو، مجرور. وجملة: «لا تركضوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «ارجعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تركضوا. وجملة: «أترفتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل يركضون.

البلاغة

وجملة: «لعلّكم تسألون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تسألون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. البلاغة - التهكم: في قوله تعالى وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ. هذا التهكم: إما لأنهم كانوا أسخياء ينفقون أموالهم رئاء الناس، وطلب الثناء، أو كانوا بخلاء، فقيل لهم ذلك تهكما إلى تهكم، وتوبيخا إلى توبيخ. والمعنى أي ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم، لعلكم تسئلون غدا عما جرى عليكم ونزل بأموالكم ومساكنكم، فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة. الفوائد - لمّا، ووجوهها الثلاثة: نوهنا فيما سبق عن «لما الظرفية أو الحينية» . وسوف نقدم هنا للقارىء «لما في سائر وجوهها» أ- تختص بالمضارع، فتجزمه وتنفيه وتنقله من الزمن الحاضر إلى الماضي، شأنها شأن «لم» الجازمة. ب- تختص بالماضي، فتقتضي جملتين وجدت ثانيتها لوجود أولاهما، نحو «لما جاءني أكرمته» . ولذلك تسمى حرف وجود لوجود، وهذه هي الحينية. ج- أن تأتي حرف استثناء بمعنى «إلا» ، وهذه تدخل على الجملة الاسمية، نحو «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» . هذه أقسامها الثلاثة أوردناها لك موجزة. وهذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن ثمة شؤونا جزئية أخرى، يمكن لمن يشاء. أن يطلبها في المطولات. 14- [سورة الأنبياء (21) : آية 14] قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (14)

الإعراب:

الإعراب: (يا) أداة تنبيه «1» ، (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا ويلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتحسّر. وجملة: «إنّا كنّا ظالمين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ظالمين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 15- [سورة الأنبياء (21) : آية 15] فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ (15) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما زالت) فعل ماض ناقص ... و (ما) نافية (تلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما زالت (دعواهم) خبر منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. (حتّى) حرف غاية وجرّ (حصيدا) مفعول به ثان منصوب (خامدين) نعت ل (حصيدا) «2» ، منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «ما زالت تلك دعواهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن المضمر) . والمصدر المؤوّل (أن جعلناهم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (دعواهم) .

_ (1) أو أداة نداء وتحسّر (ويلنا) منادى مضاف متحسّر به منصوب. (2) أو حال من الضمير في (جعلناهم) .. ويجوز أن يكون بدلا من (حصيدا) .

الصرف:

الصرف: (زالت) ، فيه إعلال بالقلب أصله زولت، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعلت. (خامدين) ، جمع خامد، اسم فاعل من خمد الثلاثي وزنه فاعل. البلاغة - التشبيه البليغ: في قوله تعالى «حَصِيداً خامِدِينَ» . أي جعلناهم كالزرع المحصود، وكالنار الخامدة، شبههم به في استئصالهم، كما تقول: جعلناهم رمادا، أي مثل الرماد. 16- [سورة الأنبياء (21) : آية 16] وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) الأول للنفي و (ما) الثاني اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على السماء (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (لاعبين) حال منصوبة من فاعل خلقنا، وجاءت في الجمع للتعظيم. جملة: «ما خلقنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (لاعبين) ، جمع لاعب اسم فاعل من لعب الثلاثيّ وزنه فاعل. 17- [سورة الأنبياء (21) : آية 17] لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ (17) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (لهوا) مفعول به أوّل منصوب، والمفعول الثاني مقدّر أي ما يلهى به. والمصدر المؤوّل (أن نتّخذ..) في محلّ نصب مفعول به عامله أردنا.

[سورة الأنبياء (21) : آية 18]

(لدنّا) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بمن متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله اتّخذناه أي كائنا (إن) حرف شرط جازم «1» ، (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، و (نا) اسم كان. جملة: «أردنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «اتّخذناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كنّا فاعلين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف أي إن كنّا فاعلين لاتّخذناه. 18- [سورة الأنبياء (21) : آية 18] بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق ب (نقذف) ، (على الباطل) متعلّق ب (نقذف) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (إذا) الفجائيّة (الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (الويل) ، (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (ما تصفون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بالويل- أو بالاستقرار- جملة: «نقذف ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدمغه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقذف.

_ (1) أجاز العكبريّ أن تكون نافية. (2) أو اسم موصول.. أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف لهما، أي مما تصفونه به.

الصرف:

وجملة: «هو زاهق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدمغه. وجملة: «لكم الويل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «1» . الصرف: (زاهق) ، اسم فاعل من زهق الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ» حيث شبه الحق بشيء صلب، والباطل بشيء رخو، وأستعير لفظ القذف والدمغ لغلبة الحق على الباطل، بطريق التمثيل، فكأنه رمي بجرم صلب على رأس دماغ الباطل، فشقه. وفيه إيماء إلى علو الحق وتسفل الباطل، وأن جانب الأول باق والثاني فان. 19- 20 [سورة الأنبياء (21) : الآيات 19 الى 20] وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (20) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (من) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (الواو) عاطفة (من) الثاني موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة لا يستكبرون (عنده) ظرف منصوب

_ (1) أو صلة الموصول الاسميّ.. أو هي في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.

[سورة الأنبياء (21) : آية 21]

متعلّق بمحذوف صلة من (عن عبادته) متعلّق ب (يستكبرون) ، و (لا) نافية في الموضعين. جملة: «له من في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من عنده لا يستكبرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يستكبرون ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «لا يستحسرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون. (الليل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يسبّحون) ، (لا) نافية. وجملة: «يسبّحون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «لا يفترون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يسبّحون. 21- [سورة الأنبياء (21) : آية 21] أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من الأرض) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «2» . جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم ينشرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3»

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل (يستكبرون) . (2) أو متعلّق بنعت لآلهة بتضمين اتّخذوا معنى عبدوا. (3) وذلك على تقدير همزة الاستفهام الإنكاريّ قبلها.. ويجوز أن تكون في محلّ نصب نعت لآلهة.

البلاغة

وجملة: «ينشرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . البلاغة التصريح بالضمير: في قوله تعالى «هُمْ يُنْشِرُونَ» . لا بد لقوله «هم» من فائدة، وإلا فالكلام مستقل بدونها. والفائدة هي أنها تفيد معنى الخصوصية أولا، كأنهم قالوا: ليس هنا من يقدر على الإنشاء غيرهم، وثانيا لتسجيل إلزامهم ادعاء صفات الألوهية لآلهتهم، وهذا الادعاء قد أبطله الله تعالى في الآية التالية لهذه الآية، بدليل التمانع، وهي «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا» . 22- [سورة الأنبياء (21) : آية 22] لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (كان) تامّ أو ناقص (فيهما) متعلّق ب (كان) ، أو بخبر له (آلهة) فاعل- أو اسم كان- (إلّا) اسم بمعنى غير، وهي ولفظ الجلالة صفة لآلهة، وظهر أثر الإعراب في لفظ الجلالة «1» . (اللام) واقعة في جواب لو (الفاء) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور (عمّا) متعلّق بالمصدر سبحان.. و (ما) حرف مصدريّ «2» . جملة: «كان فيهما آلهة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) المراد من الآية نفي الآلهة المتعدّدة، وإثبات الإله الواحد الفرد، ولا يصحّ الاستثناء بالنصب لأنّ المعنى حينئذ: «لو كان فيهما آلهة، ليس الله فيهم، لفسدتا وذلك يقتضي أنّه لو كان فيهما آلهة فيهم الله لم تفسدا وهذا ظاهر الفساد، وكذلك لا يصحّ أن يعرب لفظ الجلالة بدلا من آلهة لأنّه لم يصحّ الاستثناء فلا تصحّ البدليّة. (2) أو اسم موصول، والعائد محذوف.

الفوائد

وجملة: «فسدتا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: « (نسبّح) سبحان الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما يصفون) في محلّ جرّ ب (عن) متعلّق بالمصدر سبحان. الفوائد الأدلّة الكلامية أو الفلسفية: قوله تعالى لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا. قال علماء الكلام: إذا تعددت الآلهة، فإما أن تتفق، وإما أن تختلف. فإن اتفقت، فيكون ذلك على حساب حرية أحدهما أو كليهما، وإن اختلفت فسوف تتناقض أفعالهما. وفي كلا الحالين فساد للكون ودمار. وهناك أدلة فلسفية علمية مركبة، يطلق عليها علماء الكلام برهان الوجوب وبرهان الحدوث. وقد استخدمها علماء الكلام للبرهنة على وجود الله. ويغلب على الظن أنها مستقاة من فلسفة الإغريق وكثير من الفلاسفة القدامى والمعاصرين، مسلمين وغير مسلمين لم يرق لهم التوصل إلى حقيقة الإله بواسطة البراهين العلمية فلجئوا إلى الفطرة من جهة، وإلى التأمل في آثار الإله، من تنظيم وإبداع، سواء في أوصاف الطبيعية وأشكالها، أم في جسم الإنسان ونفسه، أم في أصناف الحيوان وما في خلقها من دقة وإبداع. وقد أطلقوا على هذه الوسيلة لمعرفة الله أسماء متعددة، أهمها «قانون الإبداع والاختراع» . ولعل الفكر والقلب يرتاحان لهذا المجال من التأمل، لإدراك عظمة الخالق، أكثر من تلك القوانين العلمية المركبة. (لو) تأتي بعدة معان: 1- لو: حرف عرض، وهو الطلب بلين ورفق، مثل: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا. 2- لو: حرف تمنّ (تمني) ، مثل: لو أنّ لنا كرّة فنكون من المؤمنين. 3- لو: حرف امتناع لامتناع، حرف شرط لما مضى، فتفيد امتناع شيء لامتناع غيره، كما في الآية التي نحن بصددها، (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا)

[سورة الأنبياء (21) : آية 23]

فالمعنى: قد امتنع الفساد لامتناع وجود غير الله، وتحتاج لو هنا لجواب، ويجوز في جوابها أن يقترن باللّام. 4- لو حرف مصدريّ، ويسمى موصولا حرفيا لأنّه يوصل بما بعده فيجعله في تأويل مصدر، مثل: أودّ لو تجتهد، أي اجتهادك. 23- [سورة الأنبياء (21) : آية 23] لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ (23) الإعراب: (لا) نافية، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (عمّا) متعلّق ب (يسأل) .. و (ما) حرف مصدريّ (الواو) عاطفة. جملة: «لا يسأل ... » لا محلّ لها استئنافيّة للتقرير. وجملة: «يفعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «هم يسألون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يسألون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 24- [سورة الأنبياء (21) : آية 24] أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) الإعراب: (أم اتّخذوا.. آلهة) مرّ إعرابها «1» ، (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (هاتوا) فعل أمر جامد مبني على حذف النون.. و (الواو) فاعل (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل

_ (1) في الآية (21) من هذه السورة. [.....]

الصرف:

الياء، و (الياء) مضاف إليه (من قبلي) مثل من معي (بل) للإضراب الانتقاليّ (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب. جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هاتوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هذا ذكر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «أكثرهم لا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . وجملة: «هم معرضون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يعلمون. الصرف: (هاتوا) ، هو أمر لأنّه يدلّ على الطلب، ويقبل دخول ياء المخاطبة فيقال هاتي، ولكن لا يأتي منه الماضي ولا المضارع فهو في حكم الفعل الجامد، وعدّه بعضهم اسم فعل، ولكنّ اسم الفعل لا يقبل علامات الفعل، وهذا يقبلها. 25- [سورة الأنبياء (21) : آية 25] وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا) ، (رسول) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) أداة حصر (إليه) متعلّق ب (نوحي) ، (إلّا) الثانية للاستثناء (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير الخبر المحذوف «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر و (النون) نون الوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف مفعول به.

_ (1) أو بدل من محلّ لا واسمها ومحلّه الرفع.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 26 إلى 29]

جملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نوحي ... » في محلّ نصب حال من فاعل أرسلنا أو من رسول. وجملة: «لا إله إلّا أنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّه لا إله ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (نوحي) أي نوحي إليه بأنّه لا إله ... وجملة: «اعبدون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقتموني فاعبدوني. 26- 29 [سورة الأنبياء (21) : الآيات 26 الى 29] وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ (26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) الإعراب: (الواو) استئنافيّة ومفعول اتّخذ الثاني مقدّر أي من الملائكة (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف (بل) للإضراب الإبطاليّ (عباد) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، مرفوع (مكرمون) نعت لعباد مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذ الرحمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (نسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: « (هم) عباد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (لا) نافية (بالقول) متعلّق بحال من فاعل يسبقونه (الواو) عاطفة (بأمره) متعلّق ب (يعملون) . وجملة: «لا يسبقونه ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم) «1» . وجملة: «هم.. يعملون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هم عباد. وجملة: «يعملون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثاني. (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (ما خلفهم) مثل ما بين ومعطوف عليه (إلّا) أداة حصر (لمن) متعلّق ب (يشفعون) ، (الواو) عاطفة (من خشيته) متعلّق ب (مشفقون) . وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها تعليل لما قبلها «2» . وجملة: «لا يشفعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هم بأمره يعملون. وجملة: «ارتضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم.. مشفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هم بأمره يعملون. (الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (منهم) متعلّق بحال من فاعل يقل (من دونه) متعلّق بنعت لإله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ذلك) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة نجزيه (جهنّم) مفعول به ثان منصوب (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي «3» .

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (2) أو اعتراضيّة. (3) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر.

الصرف:

وجملة: «من يقل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هم.. مشفقون. وجملة: «يقل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّي إله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ذلك نجزيه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «نجزيه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) . وجملة: «نجزي الظالمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مكرمون) ، جمع مكرم اسم مفعول من (أكرم) الرّباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (ارتضى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ارتضي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. و (الياء) في المجرد رضي منقلبة عن واو، أصله رضو- بضم الضاد- لأنّ مصدره الرّضوان ثم كسرت الضاد للاستثقال ثم قلبت الواو ياء لمجيئها متطرفة بعد كسر. 30- 32 [سورة الأنبياء (21) : الآيات 30 الى 32] أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (32) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) استئنافيّة «1» ، وعلامة الجزم في (ير) حذف حرف العلّة..

_ (1) هي عند المعربين للعطف على مقدّر.

والمصدر المؤوّل (أنّ السموات..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يرى. (الواو) استئنافيّة (من الماء) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا «1» ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.. جملة: «لم ير الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانتا رتقا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «ففتقناهما ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانتا. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: أجهلوا فلا يؤمنون. (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «2» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (بهم) متعلّق ب (تميد) . والمصدر المؤوّل (أن تميد..) في محلّ نصب مفعول لأجله «3» بحذف مضاف أي خشية أن تميد بهم. (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «4» ، (سبلا) بدل من (فجاجا) «5» . وجملة: «جعلنا ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.. (الأولى) . وجملة: «تميد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) يتعلّق الجارّ ب (جعلنا) بتضمينه معنى خلقنا، أو بحال. (2، 4) أو متعلّق ب (جعلنا) بتضمينه معنى خلقنا.. أو متعلّق بحال من فجاج. (3) أو في محلّ جرّ بلام مقدّرة مع لا أي: لئلّا تميد، والجارّ والمجرور متعلّق ب (جعلنا) . (5) يجوز أن يكون (سبلا) المفعول الأول و (فجاجا) حالا منه- نعت تقدّم على المنعوت-.

الصرف:

وجملة: «جعلنا ... (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا (الأولى) . وجملة: «لعلّهم يهتدون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «يهتدون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. (سقفا) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (عن آياتها) متعلّق ب (معرضون) . وجملة: «جعلنا.. (الرابعة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا الأولى. وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (رتقا) ، هو بلفظ المصدر لفعل رتق الثلاثيّ وهو بمعنى المفعول أو على تقدير ذواتي رتق.. وزنه فعل بفتح فسكون. (فجاجا) ، جمع فجّ اسم للطريق الواسع بين جبلين، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يحمل معنى الوصف كما جاء في قوله تعالى: لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً (سورة نوح- الآية 20) ، ووزن فجاج فعال بكسر الفاء. (محفوظا) ، اسم مفعول من حفظ الثلاثيّ باب فرح، وزنه مفعول، وهو إمّا أن يكون على حقيقته أي محفوظا عن كلّ فساد، أو هو مجاز عقليّ بمعنى حافظ. الفوائد كل وبعض: يرى سيبويه والجمهور، أن هاتين اللفظتين معرفتان. واستدل على ذلك بمجيء الحال فيهما. وأنكر الفارسي ذلك، وقال: لو كانا معرفتين لكان النصف والثلث والربع

[سورة الأنبياء (21) : آية 33]

معارف، فهي على تقدير مضاف أيضا. وقد ردّ الجمهور كلام الفارسي بأن العرب كثيرا ما تحذف المضاف وتلحظه أو لا تلحظه، فإذا لحظته بقي المضاف معرفة، وصحّ مجيء الحال فيه، وإلا فلا.. 33- [سورة الأنبياء (21) : آية 33] وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذي) موصول خبر للمبتدأ هو (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (في فلك) متعلّق ب (يسبحون) جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق الليل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «كلّ.. يسبحون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يسبحون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) «2» . الصرف: (فلك) ، اسم لمدار الكواكب في السماء، وهو في كلام العرب كلّ شيء مستدير، وزنه فعل بفتحتين، جمعه أفلاك زنة أفعال. 34- 35 [سورة الأنبياء (21) : الآيات 34 الى 35] وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (لبشر) متعلّق بمحذوف مفعول

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة دلالتها على عموم أو على تقدير مضاف. (2) يجوز أن تكون خبرا ثانيا والجارّ (في فلك) الخبر الأول.

البلاغة

به ثان (من قبلك) متعلّق بمحذوف نعت لبشر «1» ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (متّ) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط. جملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن متّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم الخالدون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (بالشرّ) متعلّق ب (نبلوكم) ، (فتنة) مفعول لأجله منصوب «2» ، (الواو) عاطفة (إلينا) متعلّق ب (ترجعون) . وجملة: «كلّ نفس ذائقة ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «نبلوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة- أو استئنافيّة- وجملة: «ترجعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبلوكم. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ذائِقَةُ الْمَوْتِ» : الموت لا يذاق، فقد شبهه بطعام غير مريء ولا مستساغ، ولكن وقوعه وكونه أمرا لا بد منه أصبح بمثابة المريء المستساغ، فلا مفر لنفس من ذوقه. [سورة الأنبياء (21) : آية 36] وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ (36)

_ (1) أو متعلّق ب (جعلنا) . (2) أو مصدر في موضع الحال أي فاتنين لكم.. أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلتقي مع معنى الفعل..

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف نفي (إلّا) أداة حصر (هزوا) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي ذا هزو، (الهمزة) للاستفهام (هذا) اسم إشارة مبتدأ خبره الموصول (الذي) ، (الواو) حاليّة (بذكر) متعلّق ب (كافرون) ، و (هم) الثاني توكيد للضمير الأول في محلّ رفع. جملة: «رآك الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يتّخذونك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) «1» . وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون أهذا الذي ... وجملة القول المقدّرة حال من فاعل يتّخذونك. وجملة: «يذكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هم ... كافرون» في محلّ نصب حال من فاعل يتّخذونك. البلاغة الإيجاز بالحذف: في قوله تعالى «أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ» : الاستفهام للإنكار والتعجب. ويفيد أن المراد يذكر آلهتكم بسوء، وقد يكتفى بدلالة الحال عليه، كما في قوله تعالى «سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ» ، فإن ذكر العدو لا يكون إلا بسوء، وقد تحاشوا عن التصريح أدبا مع آلهتكم. الفوائد 1- «إذا» تخالف أدوات الشرط بوجوب ارتباط الجواب بالفاء أو عدمه. سائر أدوات الشرط إذا وقع في جوابها «إن» أو «ما» وجب ارتباطه بالفاء «بخلاف إذا» فقد يأتي الجواب مجردا من الفاء، كما في هذه الآية وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً

_ (1) يجوز أن تكون جملة الاستفهام المحكية بالقول (أهذا الذي ... ) جواب إذا، وحينئذ تكون جملة يتخذونك اعتراض. [.....]

[سورة الأنبياء (21) : آية 37]

2- هل يأتي المصدر والنكرة حالا؟ وحصيلة ما قاله النحاة ثلاثة أقوال: أ- مذهب سيبويه: أن المصدر هو الحال، وهو الأصل. ب- مذهب المبرد والأخفش: أنه مفعول مطلق منصوب بالعامل المحذوف، وذلك المحذوف هو الحال. ج- مذهب الكوفيين: أنه مفعول مطلق منصوب بالعامل قبله، وليس فيه موضع للحال. ومنه قول أبي الطيب: أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني ... وفرق الهجر بين الجفن والوسن كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني فأسفا مفعول مطلق. التقدير: أسفت أسفا [سورة الأنبياء (21) : آية 37] خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37) الإعراب: (من عجل) جارّ ومجرور حال من الإنسان (السين) حرف استقبال (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة و (النون) للوقاية.. و (الياء) المحذوفة للتخفيف- أو مناسبة فواصل الآيات- مفعول به. جملة: «خلق الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سأريكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تستعجلون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألتم شيئا فلا تستعجلوا. الصرف: (عجل) ، مصدر سماعيّ لفعل عجل يعجل باب فرح، وزنه فعل بفتحتين، والعجل والعجلة ضدّ البطء.

[سورة الأنبياء (21) : آية 38]

[سورة الأنبياء (21) : آية 38] وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (38) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ هذا (الوعد) بدل من ذا- أو عطف بيان- مرفوع (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي إن كنتم صادقين بقولكم فمتى هذا الوعد؟ [سورة الأنبياء (21) : آية 39] لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بمفعول يعلم المحذوف «1» ، (لا) نافية (عن وجوههم) متعلّق ب (يكفّون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (عن ظهورهم) مثل عن وجوههم فهو معطوف عليه (لا) الثالثة لتأكيد النفي (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل جملة: «يعلم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط لو محذوف تقديره لما استعجلوا العذاب أو قيام الساعة «2» .

_ (1) أي لو يعلم الكافرون مجيء الموعود حي لا يكفّون.. وقد جعل العكبريّ (حين) مفعولا به عامله يعلم أي لو يعلمون وقت عدم كفّ النار عن وجوههم.. (2) قدّره الزمخشريّ لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستعجال.. وقدّره ابن عطيّة لما

[سورة الأنبياء (21) : آية 40]

وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يكفّون» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم ينصرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يكفّون. وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 40- [سورة الأنبياء (21) : آية 40] بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقالي، وفاعل (تأتيهم) ضمير يعود على القيامة المدلّل عليها بسؤالهم (بغتة) مصدر في موضع الحال «1» منصوب (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا هم ينظرون) مثل لا هم ينصرون «2» . جملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبهتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «لا يستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبهتهم. وجملة: «هم ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستطيعون. وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) [سورة الأنبياء (21) : آية 41] وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (41)

_ - استعجلوا.. وقدّره الحوفيّ لسارعوا.. وقدّره غيرهم لعلموا صحة البعث، وجعلوا (حين) مفعولا للمقدّر لا ظرفا. (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر بتضمين تأتيهم معنى تبغتهم. (2) في الآية السابقة (39) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (برسل) جارّ ومجرور نائب الفاعل لفعل استهزئ (من قبلك) متعلّق بنعت لرسل «1» ، (بالّذين) متعلّق ب (حاق) ، (منهم) متعلّق بحال من فاعل سخروا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل حاق (به) متعلّق ب (يستهزئون) . جملة: «استهزئ برسل ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «حاق ... ما كانوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «سخروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا به يستهزئون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا.. [سورة الأنبياء (21) : آية 42] قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) الإعراب: (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يكلؤكم، وفاعل (يكلؤكم) ضمير مستتر يعود على من (بالليل) متعلّق ب (يكلؤكم) ، (من الرحمن) متعلّق ب (يكلؤكم) بحذف مضاف أي من عذاب الرحمن (بل) حرف إضراب (عن ذكر) متعلّق ب (معرضون) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يكلؤكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكلؤكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) أو متعلّق ب (استهزئ) .

[سورة الأنبياء (21) : آية 43]

وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الأنبياء (21) : آية 43] أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ آلهة (من دوننا) متعلّق بمحذوف نعت ثان لآلهة (الواو) عاطفة (لا) لتأكيد النفي (منّا) متعلّق ب (يصحبون) على حذف مضاف أي من عذابنا (لا هم يصحبون) مثل لا هم ينصرون «1» . جملة: «لهم آلهة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تمنعهم ... » في محلّ رفع نعت لآلهة. وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تمنعهم «2» . وجملة: «لا هم منّا يصحبون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: «يصحبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة الأنبياء (21) : آية 44] بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (44) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آباءهم) معطوف على اسم الإشارة بالواو، منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (عليهم) متعلّق ب (طال) .

_ (1) في الآية (39) من هذه السورة. (2) أو استئناف مقرّر لما قبله من الإنكار ومبيّن بطلان اعتقادهم.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن طال..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعنا) . (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (من أطرافها) متعلّق ب (ننقصها) . والمصدر المؤول (أنّا نأتي ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يرون. (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ الإنكاريّ (الفاء) عاطفة. جملة: «متّعنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «طال.. العمر» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لا يرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة» . وجملة: «نأتي ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «ننقصها ... » في محلّ نصب حال من فاعل نأتي. وجملة: «هم الغالبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرون «2» . الصرف: (طال) ، فيه إعلال بالقلب، أصله طول- مضارعه يطول- تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. [سورة الأنبياء (21) : آية 45] قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (45) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالوحي) متعلّق ب (أنذركم) ، (الواو) استئنافيّة (إذا) مجرّد من الشرط فهو متعلّق ب (يسمع) ، أو بالمصدر الدعاء «3» ،

_ (1) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلوا فلا يرون.. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة. (3) أو متضمّن معنى الشرط فيتعلّق بالجواب المقدّر أي إذا ما ينذرون لا يسمعون.

البلاغة

(ما) زائدة (ينذرون) مثل ينصرون «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنذركم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا يسمع الصمّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينذرون» في محلّ جرّ مضاف إليه. البلاغة وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ» والفائدة من هذا الفن التسجيل عليهم بالتصامم، وتقيد نفي السماع، فقد كان مقتضى السياق أن يقول: ولا يسمعون. [سورة الأنبياء (21) : آية 46] وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (مسّتهم) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (من عذاب) متعلّق بنعت لنفحة (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (يا) أداة تنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب.. و (نا) مضاف إليه «2» . جملة: «مسّتهم نفحة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (39) من هذه السورة. (2) انظر إعراب الجزء الأخير من هذه الآية في الآية (14) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. جملة: «ويلنا» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (نفحة) ، مصدر مرّة من نفح الثلاثيّ وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة في قوله تعالى «مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ» ثلاث مبالغات: آ- ذكر المس، وهو دون النفوذ، ويكفي في تحققه إيصال ما. ب- وما في النفح من معنى النزارة، فإن أصله هبوب رائحة الشيء. ويقال نفحته الدابة، ضربته بحد حافرها، ونفحة بعطية أعطاه يسيرا. ج- بناء المرة، وهي لأقل ما ينطلق عليه الاسم. الفوائد نفحة: اسم مرة: هنا يجمل بنا أن نتعرض لذكر المرّة والهيئة، وبيان وسائل اشتقاقهما: أ- اسم المرة أو مصدر المرة: كلاهما واحد. ويبنى من الثلاثي المجرّد على وزن فعلة، لبيان عدد المرات التي حدث بها الفعل، نحو: وقفت وقفة، وقفت وقفتين، ووقفت ثلاث وقفات إلخ. ويصاغ من فوق الثلاثي، بإضافة تاء إلى المصدر، مثل: أكرمته إكرامة، وسفّرته تسفيرة. وإن كان المصدر فيه التاء من الأصل، فيذكر بعده ما يدل على عدده، مثل: رحمته رحمة واحدة أو رحمتين. ب- أما اسم الهيئة أو مصدر الهيئة: فهو المصدر الذي يذكر لبيان نوع الفعل أو صفته، فيذكر من الثلاثي على وزن فعلة، بكسر أوّله، مثل مات ميتة سيئة. وفلان يمشي

[سورة الأنبياء (21) : آية 47]

مشية الأسد. وإذا كان فعله فوق الثلاثي، يوصف مصدره، فيصبح مصدر نوع، أو اسم هيأة، مثل أكرمته إكراما جيدا. ملاحظة هامة: لا تدخل التاء الدالة على المرة الواحدة على الأفعال القلبية والباطنية والتي لا تدرك بالحسّ، كالحسن والجبن والعلم، فلا يقال: علمته علمة، ولا فهمته فهمة، ولا صبرته صبرة إلخ. [سورة الأنبياء (21) : آية 47] وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (القسط) نعت للموازين بحذف مضاف أي ذوات القسط، منصوب (ليوم) متعلّق ب (نضع) ، (الفاء) عاطفة (تظلم) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (نفس) نائب الفاعل مرفوع (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي ظلما ما كبيرا أو صغيرا «1» ، (الواو) عاطفة، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على مضمون ما تقدّم أي العمل (من خردل) متعلّق بنعت لمثقال «2» (بها) متعلّق ب (أتينا) ، (الواو) استئنافيّة (بنا) حرف جرّ زائد وضمير محلّه البعيد فاعل كفى.. (حاسبين) حال من ضمير المتكلّم الجمع «3» ، منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «نضع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به أي شيئا من الحسنات أو السيّئات. [.....] (2) أو نعت لحبّة. (3) أو تمييز جملة كفى بنا.

الصرف:

وجملة: «لا تظلم نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نضع. وجملة: «إن كان مثقال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نضع. وجملة: «أتينا» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء «1» . وجملة: «كفى بنا حاسبين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (خردل) ، اسم جمع لنبات له حبّ صغير جدّا واحدته خردلة، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 48 الى 49] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفرقان) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (ضياء) معطوف على الفرقان منصوب ومثله (ذكرا) ، (للمتّقين) متعلّق ب (ذكرا) . جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمتّقين «2» ، (بالغيب) متعلّق بحال من الفاعل في (يخشون) ، (الواو) عاطفة (من الساعة) متعلّق بالخبر ب (مشفقون) ، وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم ... مشفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. البلاغة العدول عن الفعلية إلى الاسمية: في قوله تعالى «وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ» عدول عن الخطاب بالجملة الفعلية،

_ (1) لأنّ الفعل هنا مبنيّ في محلّ جزم جواب الشرط. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.

[سورة الأنبياء (21) : آية 50]

كما هو مقتضى السياق، إلى الخطاب بالجملة الاسمية، للدلالة على أن حالتهم فيما يتعلّق بالآخرة الإشفاق الدائم. [سورة الأنبياء (21) : آية 50] وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (مبارك) نعت للخبر ذكر مرفوع مثله (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) للاستئناف (له) متعلّق ب (منكرون) وهو خبر أنتم. جملة: «هذا ذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع نعت ثان لذكر «1» . وجملة: «أنتم له منكرون» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 51 الى 52] وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (51) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (52) الإعراب: (ولقد.. رشده) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (آتينا) ، (الواو) عاطفة (به) متعلّق ب (عالمين) والضمير يعود على إبراهيم. جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كنّا به عالمين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «3» والجملة فيها معنى التعليل.

_ (1) يجوز أن تكون حالا لأنّ النكرة قد وصفت. (2) في الآية (48) من هذه السورة. (3) يجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير (قد) أو من غير تقدير.

الصرف:

(إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (آتينا) أو ب (عالمين) «1» ، (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (هذه) ، (التماثيل) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للتماثيل (لها) متعلّق ب (عاكفون) . وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما هذه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنتم لها عاكفون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . الصرف: (التماثيل) ، جمع تمثال، اسم لما يصنع شبيها بخلق الله، وزنه تفعال بكسر فسكون، تماثيل وزنه تفاعيل. [سورة الأنبياء (21) : آية 53] قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (53) الإعراب: (لها) متعلّق ب (عابدين) وهو مفعول به ثان عامله وجدنا منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «وجدنا ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة الأنبياء (21) : آية 54] قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54) الإعراب: (لقد كنتم) مثل لقد آتينا «2» ، وهو فعل ناقص (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لاسم كان (آباؤكم) معطوف على الضمير المتّصل اسم كان (في ضلال) متعلّق بمحذوف خبر كنتم. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون اسما ظرفيّا في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (2) في الآية (48) من هذه السورة.

[سورة الأنبياء (21) : آية 55]

وجملة: «كنتم ... في ضلال ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. [سورة الأنبياء (21) : آية 55] قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (بالحقّ) متعلّق ب (جئتنا) «1» ، (أم) المتّصلة حرف عطف (من اللاعبين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أنت. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أجئتنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنت من اللاعبين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جئتنا. الفوائد - أم العاطفة: هي على نوعين: متصلة ومنفصلة. أ- المتصلة: هي التي يكون ما بعدها متصلا بما قبلها، ومشاركا له في الحكم. وهي التي تقع بعد همزة الاستفهام أو همزة التسوية: مثال همزة الاستفهام: أعليّ في الدار أم خالد؟ ومثال همزة التسوية: «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» وقد سمّيت متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر. ب- المنقطعة: هي التي تكون لقطع الكلام الأول واستئناف ما بعده، ومعناها الإضراب، كقوله تعالى: «هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ» . ملاحظة: قد تتضمن «أم» المنقطعة معنى الاستفهام الإنكاري إلى جانب الإضراب نحو «أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ» !

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل جئت.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 56 إلى 57]

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 56 الى 57] قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) الإعراب: (بل) للإضراب الإبطاليّ (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لربّ السموات (الواو) عاطفة (على ذلكم) متعلّق ب (الشاهدين) «1» ، (من الشاهدين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أنا. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «ربّكم ربّ السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فطرهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنا ... من الشاهدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم رب ... (الواو) عاطفة (التاء) للقسم (الله) لفظ الجلالة مقسم به مجرور، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أكيدنّ) ، (مدبرين) حال منصوبة من فاعل تولّوا. والمصدر المؤوّل (أن تولّوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: « (أقسم) بالله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم رب السموات ...

_ (1) قال العكبريّ: «لا يجوز أن يتعلّق ب (الشاهدين) لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول ... » ف (ال) اسم موصول و (على ذلكم) متعلّق بالصفة المشتقّة فهو جزء من الصلة.. ولكن ثمّة رأي آخر تؤيّده الشواهد القرآنية يجيز تقديم الصلة على الموصول عند أمن اللبس كالآية الكريمة أعلاه، وكقوله تعالى: «وكانوا فيه من الزاهدين» فالظرف (فيه) متعلّق بالزاهدين. وانظر الآية (20) من سورة يوسف في هذا الكتاب. (2) مقول القول محذوف والتقدير: قال ليس ما قلتموه صحيحا بل..

الفوائد

وجملة: «أكيدنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الفوائد - أحرف القسم: أحرف القسم ثلاثة، الياء والواو والتاء. وإذا حذفت حرف القسم نصبت المحلوف به، فتقول: «الله لأفعلن» . وكذلك كل خافض، إذا حذفته نصبت الاسم بعده على حذف حرف الجرّ، أو على نزع الخافض، يختلف التعبير والمعنى واحد. وسوف نعرّج على بحث أحرف القسم مرة أخرى إن شاء الله. [سورة الأنبياء (21) : آية 58] فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (جذاذا) مفعول به ثان منصوب (إلّا) أداة استثناء (كبيرا) مستثنى بإلّا منصوب «1» (لهم) متعلّق بنعت ل (كبيرا) ، (إليه) متعلّق ب (يرجعون) . جملة: «جعلهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» وجملة: «لعلّهم.. يرجعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (جذاذا) ، قيل هو مصدر بلفظ المفرد، وقيل هو اسم للشيء المكسور كالحطام، وقيل هو جمع جذاذة كزجاج وزجاجة، وزنه فعال بضمّ الفاء.

_ (1) هو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي: إلّا صنما كبيرا. (2) يجوز أن تكون معطوفة على مقدّر مستأنف يقتضيه مجرى القصّة أي: فرجع إبراهيم إلى بيت الأصنام فوجد عندها طعاما فقال ألا تأكلون فلم يجيبوه فجعلها جذاذا. [.....]

[سورة الأنبياء (21) : آية 59]

[سورة الأنبياء (21) : آية 59] قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) الإعراب: (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (بآلهتنا) متعلّق ب (فعل) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (من الظالمين) متعلّق بمحذوف خبر إنّ. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «من فعل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «فعل هذا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّه لمن الظالمين» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. [سورة الأنبياء (21) : آية 60] قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (60) الإعراب: (فتى) مفعول به «2» منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (له) متعلّق ب (يقال) ، (إبراهيم) في إعرابه أوجه: الأول، هو نائب الفاعل بتضمين يقال معنى يسمّى.. أو يقصد الاسم لا المسمّى. الثاني: هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هذا.. والجملة مقول القول أي نائب الفاعل. الثالث: هو مبتدأ خبره محذوف تقديره: إبراهيم فاعل ذلك.. والجملة محكيّة «3» . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز أن يكون اسما موصولا مبتدأ خبره جملة إنّه لمن الظالمين، وجملة فعل صلة. (2) على حذف مضاف أي: كلام فتى (3) وأجازوا في إعرابه وجها رابعا هو كونه منادى، وهو بعيد.

[سورة الأنبياء (21) : آية 61]

وجملة: «يذكرهم ... » في محلّ نصب نعت لفتى. وجملة: «يقال ... » في محلّ نصب نعت ثان لفتى «1» . [سورة الأنبياء (21) : آية 61] قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (ائتوا) ، (على أعين) متعلّق بحال من الضمير في (به) أي ظاهرا أو مكشوفا. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائتوا به ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هو فأتوا به ... وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لعلّهم يشهدون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشهدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأنبياء (21) : آية 62] قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (62) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام «2» ، (بآلهتنا) متعلّق ب (فعلت) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنت فعلت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «فعلت هذا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) . وجملة: «يا إبراهيم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين الحوار القائم. البلاغة تجاهل العارف: في قوله تعالى «أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ» فن طريف من فنونهم، يسمى

_ (1) يجوز أن تكون حالا من فتى لأنّه وصف.. هذا ويجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها. (2) قد يكون حقيقيّا فهم لم يعلموا أنه الفاعل، وقد يكون تقريريّا إذ علموا أنّه الفاعل..

[سورة الأنبياء (21) : آية 63]

تجاهل العارف. وهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة، تجاهلا منه، ليخرج الكلام مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة الوله في الحب، أو لقصد التعجب أو التوبيخ أو التقرير. وهو على قسمين: موجب ومنفي. والآية التي نحن بصددها من التجاهل الموجب الجاري مجرى التقرير. [سورة الأنبياء (21) : آية 63] قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (63) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (هذا) بدل من كبيرهم- أو نعت- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كانوا) ماض ناقص مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الواو) اسم كان. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي: ما أنت فعلت ذلك، أو أي جواب آخر. وجملة: «فعله كبيرهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «اسألوهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا ينطقون فاسألوهم. وجملة: «إن كانوا ينطقون (المذكورة) لا محلّ لها تفسير للشرط السابق المقدّر- أو هي استئنافيّة.. وجملة الجواب محذوفة دلّ عليها ما قبلها. وجملة: «ينطقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة التعريض: في قوله تعالى «قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ» هذا من معارض الكلام. والقول فيه أنّ قصد إبراهيم صلوات الله عليه لم يكن إلى أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى الصنم، وإنما قصد تقريره لنفسه، وإثباته لها، على

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 64 إلى 65]

أسلوب تعريضي، يبلغ فيه غرضه من إلزامهم الحجة وتبكيتهم، وهذا كما لو قال لك صاحبك، وقد كتبت كتابا بخط رشيق، وأنت شهير بحسن الخط: أأنت كتب هذا؟ وصاحبك أمّي لا يحسن الخط ولا يقدر إلا على خربشة فاسدة، فقلت له: بل كتبته أنت، كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك، مع الاستهزاء به، لا نفية عنك وإثباته للأميّ أو المخربش [سورة الأنبياء (21) : الآيات 64 الى 65] فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (65) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إلى أنفسهم) متعلّق ب (رجعوا) ، (الفاء) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ «1» ، (الظالمون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «رجعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّكم.. الظالمون» في محلّ نصب مقول القول. (على رؤوسهم) متعلّق بحال من الواو في (نكسوا) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ما) نافية عاملة عمل ليس- أو مهملة- (هؤلاء) اسم ما في محلّ رفع- أو مبتدأ- وجملة: «نكسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «علمت ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال من نائب الفاعل أي قائلين والله لقد علمت ...

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره (الظالمون) ، والجملة الاسميّة خبر إنّ.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 66 إلى 67]

وجملة: «ما هؤلاء ينطقون» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي علمت المعلّق ب (ما) عن العمل. وجملة: «ينطقون ... » في محلّ نصب- أو رفع- خبر (ما) أو هؤلاء. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 66 الى 67] قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من دون) متعلّق بحال من ما (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (شيئا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي نفعا ما لا قليلا ولا كثيرا (الواو) عاطفة. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي: أتعرفون ذلك فتعبدون.. وجملة: «لا ينفعكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يضرّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا «1» ، (لكم) متعلّق ب (أفّ) ، (الواو) عاطفة (لما) متعلّق ب (أفّ) فهو معطوف على (لكم) ، (من دون) متعلّق بحال من مفعول تعبدون المقدّر أي تعبدونه كائنا من دون الله (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ و (الفاء) عاطفة (لا) نافية. وجملة: «أفّ لكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1) هو مصدر في رأي السيوطي بمعنى نتنا وقبحا.

الفوائد

وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلتم فلا تعقلون. الفوائد - أسماء الأفعال: أ- اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل بالعمل، ولم يتأثر بالعوامل. وهو نوعان: مرتجل ومنقول. ب- اسم الفعل المرتجل: هو ما كان من الأصل كما وصلنا، ولم يكن له استعمال آخر، مثل «أوّه، وأفّ ووي بمعنى أتوجّع وأتضجّر وأعجب. ج- اسم الفعل المنقول: هو ما نقل عن غيره، وبعبارة أوضح، هو ما كان له استعمال سابق، ثم نقل إلى استعمال لاحق، فيه معنى الفعل، نحو: دونك ومكانك. ونحو عليك وإليك ورويدا وبله وحذار ونزال: فهو ينقل عن الظرف- وعن الجار والمجرور، وعن المصدر، ويكون قياسيا على وزن فعال. [سورة الأنبياء (21) : آية 68] قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (68) الإعراب: (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حرّقوه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انصروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة حرّقوه. وجملة: «كنتم فاعلين» لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليها الكلام المتقدّم أي إن كنتم ناصرين لها فانصروها.

[سورة الأنبياء (21) : آية 69]

[سورة الأنبياء (21) : آية 69] قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (69) الإعراب: (نار) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (كوني) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. و (الياء) ضمير في محلّ رفع اسم كن (على إبراهيم) متعلّق ب (سلاما) «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة. جملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كوني بردا ... » لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (بردا) ، مصدر سماعيّ لفعل برد يبرد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون «2» . [سورة الأنبياء (21) : الآيات 70 الى 73] وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (71) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ (72) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (73) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (به) متعلّق بحال من (كيدا) ، (الفاء) عاطفة (الأخسرين) مفعول به ثان منصوب.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (سلاما) . (2) ويكونه مصدرا يقدّر محذوف أي: كوني ذات برد.

جملة: «أرادوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (الواو) عاطفة في الموضعين (لوطا) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه) ، (إلى الأرض) متعلّق بفعل نجّيناه بتضمينه معنى أوصلناه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض (فيها) متعلّق ب (باركنا) «1» ، (للعالمين) متعلّق ب (باركنا) ، وعلامة الجرّ الياء، فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. وجملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جملة جعلناهم. وجملة: «باركنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (وهبنا) ، (نافلة) حال منصوبة من يعقوب (كلا) مفعول به مقدّم منصوب (صالحين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم. (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (أئمّة) مفعول به ثان منصوب (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون) بتضمينه معنى يدعون (إليهم) متعلّق ب (أوحينا) ، (لنا) متعلّق ب (عابدين) خبر كانوا. وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم الأولى. وجملة: «يهدون ... » في محلّ نصب نعت لأئمّة. وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.

_ (1) أو متعلّق بحال من العالمين.

الصرف:

وجملة: «كانوا لنا عابدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم. الصرف: (فعل) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فعل باب فتح، وزنه فعل على لفظه بكسر فسكون. الفوائد - الأرض التي باركنا فيها: هي بيت المقدس والقرى حوله. هي جزء من فلسطين. وقيل: كورة من أرض الشام. وفي كلمة فلسطين قولان: إما ملحقة بجمع المذكر السالم، فتعرب إعرابه، وإما ممنوعة من الصرف، فتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 74 الى 75] وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لوطا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (حكما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (من القرية) متعلّق ب (نجّيناه) ، (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للقرية (فاسقين) خبر ثان ل (كانوا) ، منصوب «1» ، وعلامة النصب الياء. جملة: « (آتينا) لوطا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانت تعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي)

_ (1) أو هو نعت لقوم، أو حال منه منصوب.

البلاغة

وجملة: «تعمل الخبائث ... » في محلّ نصب خبر كانت. وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «كانوا قوم سوء ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (الواو) عاطفة (في رحمتنا) متعلّق ب (أدخلناه) ، (من الصالحين) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «أدخلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (آتينا) لوطا. وجملة: «إنّه من الصالحين» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة 1- المجاز: في قوله تعالى «وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ» القرية مجاز عن أهلها. 2- المجاز في قوله تعالى «وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا» : أي في أهل رحمتنا، أي جعلناه في جملتهم وعدادهم، فالظرفية مجازية، أو في جنتنا فالظرفية حقيقية، والرحمة مجاز، ويجوز أن تكون الرحمة مجازا عن النبوة، وتكون الظرفية مجازية أيضا. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 76 الى 77] وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (77) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (نوحا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمضاف المقدّر خبر نوح «2» ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ

_ (1) يجوز أن يكون معطوفا على (لوطا) أي آتينا لوطا ونوحا حكما.. وكذلك الأمر في ألفاظ الأنبياء داود وسليمان. (2) يجوز أن يكون بدل اشتمال إذا أعرب (نوحا) معطوفا على (لوطا) .

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 78 إلى 82]

جرّ متعلّق ب (نادى) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (له) متعلّق ب (استجبنا) ، (أهله) معطوف على ضمير الغائب المفعول في (نجّيناه) ، (من الكرب) متعلّق ب (نجّيناه) . جملة: « (اذكر) نوحا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «استجبنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى. وجملة: «نجّيناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. (الواو) عاطفة (من القوم) متعلّق ب (نصرناه) بتضمينه معنى منعناه (الذين) اسم موصول نعت للقوم (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الفاء) عاطفة (أجمعين) حال منصوبة من ضمير الغائب في (أغرقناهم) «1» . وجملة: «نصرناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أغرقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 78 الى 82] وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (82)

_ (1) أو توكيد للضمير الغائب الذي هو في محلّ نصب. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (داود) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر داود وسليمان «1» ، (الواو) عاطفة (إذ) ظرف زمان للماضي متعلّق بالمضاف المقدّر (خبر) ، (في الحرث) متعلّق ب (يحكمان) ، (إذ) ظرف متعلّق ب (يحكمان) ، (فيه) متعلّق ب (نفشت) ، (الواو) حاليّة (لحكمهم) متعلّق بالخبر (شاهدين) «2» . جملة: « (اذكر) داود ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحكمان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نفشت ... غنم» في محلّ جر بإضافة (إذ) الثاني إليها. وجملة: «كنّا.. شاهدين» في محلّ نصب حال «3» . (الفاء) عاطفة (سليمان) مفعول به ثان منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف نون (كلا.. علما) مرّ إعراب نظيرها «4» ، (الواو) عاطفة (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن) ، ومنع داود من الصرف للعلميّة والعجمة (يسبّحن) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (الطير)

_ (1) انظر الحاشية رقم (2) في الصفحة (53) (2) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية ف (حكم) منصوب محلّا مفعول شاهدين. (3) أو لا محلّ لها اعتراضيّة بين المعطوف والمعطوف عليه. (4) في الآية (72) من هذه السورة.

الصرف:

معطوف على الجبال بالواو منصوب «1» ، (الواو) للعطف. وجملة: «فهّمناها ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحكمان «2» . وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «سخّرنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فهّمناها. وجملة: «يسبّحن ... » في محلّ نصب حال من الجبال. وجملة: «كنّا فاعلين ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا «3» . (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بنعت للبوس «4» ، (اللام) لام التعليل (تحصنكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من بأسكم) متعلّق ب (تحصنكم) . والمصدر المؤوّل (أن تحصنكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (علّمناه) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف الاستفهام.. والاستفهام بمعنى الأمر. وجملة: «علّمناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا. وجملة: «تحصنكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أنتم شاكرون ... » جواب شرط مقدّر أي إن فعلنا لكم ذلك فهل أنتم شاكرون. الصرف: (صنعة) ، مصدر صنع الثلاثيّ، أو مصدر المرّة منه، وزنه فعلة بفتح فسكون.

_ (1) يجوز أن تكون الواو واو المعيّة، والطّير مفعولا معه. (2) الضمير الغائب في (فهّمناها) يعود على الحكمة. (3) أو في محلّ نصب حال من فاعل سخّرنا، بتقدير (قد) . (4) أو متعلّق ب (صنعة) .. ويجوز أن يكون متعلّقا ب (علّمناه) ، وحينئذ يكون المصدر المؤوّل بدلا من الكاف في لكم بإعادة الجارّ.

(لبوس) ، جمع لبس- بكسر فسكون- اسم للشيء الملبوس، ووزن لبوس فعول بفتح الفاء. (الواو) عاطفة (لسليمان) متعلّق بفعل محذوف تقديره سخّرنا (الريح) مفعول به للفعل المقدّر منصوب (عاصفة) حال منصوبة من الريح (بأمره) متعلّق ب (تجري) «1» ، (الى الأرض) متعلّق ب (تجري) ، (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض (فيها) متعلّق ب (باركنا) ، (الواو) عاطفة (بكلّ) متعلّق بخبر كنّا وهو (عالمين) . وجملة: « (سخّرنا) لسليمان ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة علّمناه. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال ثانية من الريح. وجملة: «باركنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «كنّا ... عالمين» في محلّ جرّ معطوفة على جملة (سخّرنا) . (الواو) عاطفة (من الشياطين) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «2» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (له) متعلّق ب (يغوصون) ، (عملا) مفعول به منصوب (دون) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (عملا) ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بالخبر حافظين «3» . وجملة: «من الشياطين من يغوصون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة (سخّرنا) «4» . وجملة: «يغوصون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل تجري. (2) يجوز أن يتعلّق بالفعل المقدّر سخّرنا في الآية السابقة، فيكون الموصول بعده في محلّ نصب معطوف على الريح. (3) الضمير في (لهم) هو مفعول اسم الفاعل حافظين، اللام جاءت للتقوية. (4) ما دام الكلام في سياق الحديث عن داود وسليمان فلا مانع يمنع من عطف الجملة الاسميّة على الجملة الفعليّة سخّرنا ويجوز أن تكون الجملة استئنافيّة في معرض قصّة سليمان.

الصرف:

وجملة: «كنّا.. حافظين» في محلّ جرّ معطوفة على جملة من الشياطين من يغوصون ... الصرف: (عاصفة) ، مؤنث عاصف، اسم فاعل من عصف الثلاثيّ، وزنه فاعل.. وانظر الآية (22) من سورة يونس. البلاغة فن جمع المختلف والمؤتلف: في قوله تعالى «وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إلخ» وهذا الفن هو عبارة عن أن يريد المتكلم التسوية بين ممدوحين، فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما، ثم يروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر، بزيادة فضل لا ينقص مدح الآخر، فيأتي لأجل ذلك الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية. ففي الآية، ساوى أول الآية بين داود وسليمان عليهما السلام، في أهلية الحكم، ثم رجح آخرها سليمان، حيث يقول «فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ» ، وحصل الالتفات، فأتى بما يقوم مقام تلك الزيادة التي يرجح بها سليمان، لترشد إلى المساواة في الفضل، لتكون فضيلة السن وما يستتبعها من وفرة التجارب وحنكة الحياة قائمة مقام الزيادة التي رجح بها سليمان في الحكم. الفوائد 1- قصة حكم سليمان وداود في الحرث: روى التاريخ، أن رجلين دخلا على داود عليه السلام، أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: إن هذا قد انفلتت غنمه، فوقعت في حرثي، فلم تبق منه شيئا. فحكم له داود برقاب الغنم، مقابل الحرث. فخرجا، فمرا على سليمان، فأخبراه بحكم أبيه، فقال: لو ولّيت أمركما لحكمت بغير هذا. فعلم داود بمقالة سليمان، فدعاه وأقسم عليه إلا أخبره بما كان سيحكم به. فقال: أدفع الغنم لصاحب الحرث، ينتفع بلبنها وأوبارها، وأدفع الحرث لصاحب الغنم، يغرسه ويرعاه، حتى يعود كما كان، ثم أعيد كلا لصاحبه. فأقر داود قضاء سليمان وأنفذه..

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 83 إلى 84]

2- من عجائب حكم سليمان: روى مسلم، من حديث أبي هريرة، قال: «بينا امرأتان معهما ابناهما، إذ جاء الذئب، فذهب بأحدهما، فقالت هذه: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود عليه السلام، فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه، فقال: ايتياني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك الله، فقضى به لها.. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 83 الى 84] وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (84) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أيّوب إذ نادى) مثل نوحا إذ نادى «1» ، (الواو) حاليّة. جملة: « (اذكر) أيّوب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «مسّني الضرّ ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّي مسّني الضرّ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء أي: بأنّي مسّني الضرّ، متعلّق ب (نادى) . وجملة: «أنت أرحم ... » في محلّ نصب حال والرابط مقدّر أي بي. (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (استجبنا) ، (به) متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (من ضرّ) متعلّق بحال من الضمير في (به) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أهله) مفعول به ثان منصوب (مثلهم) معطوف على أهله

_ (1) في الآية (76) من هذه السورة.

الفوائد

منصوب (معهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثلهم (رحمة) مفعول لأجله منصوب «1» ، (من عندنا) متعلّق بنعت ل (رحمة) ، (للعابدين) متعلّق بنعت ل (ذكرى) «2» . وجملة: «استجبنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى. وجملة: «كشفنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. وجملة: «آتيناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. الفوائد 1- قصة أيوب: ورد في الأخبار، أن أيوب كان رجلا روميا، من ولد إسحاق بن يعقوب، وقد اتخذه الله نبيا، وبسط له الدنيا، وكثر أهله حتى كان له سبعة بنين وسبع بنات، وله أصناف من البهائم، وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد، لكل عبد امرأة وولد ونخيل، فابتلاه الله بذهاب ولده، وبذهاب ماله، وبالمرض في بدنه، ثماني عشرة سنة. فقالت له امرأته يوما: لو دعوت الله، علّه يرفع عنك الضرّ، فقال: أستحي من الله أن أدعوه ولم تبلغ مدة بلائي مدة رخائي وهي ثمانين سنة. وقد كشف الله عنه الضر ورزق من الأموال والأولاد الكثير الكثير 2- ذهب علماء اللغة، إلى أن الضّرّ هو الضرر بكل شيء، أما الضّرّ بضم الضاد فهو الضرر بالنفس، من هزال ومرض واضطراب. 3- ذو النون: لقب يونس بن متى أي صاحب الحوت، والفرق بين صاحب وذو أن صاحب تستعمل للأدنى نحو الأعلى، نحو: صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأما ذو فعلى العكس، تستعمل للأعلى نحو الأدنى، نحو: ذو الجلال، وذو النون، وذو الوزارتين.

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي رحمناه رحمة. [.....] (2) أو متعلّق بالمصدر ذكرى.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 85 إلى 86]

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 85 الى 86] وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إسماعيل) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ذا) معطوف على إسماعيل بالواو منصوب وعلامة النصب الألف (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (من الصابرين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ. جملة: « (اذكر) إسماعيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلّ من الصابرين ... » في محلّ نصب حال من أسماء الأنبياء المتعاطفة. (الواو) عاطفة (في رحمتنا) متعلّق ب (أدخلناهم) ، (من الصالحين) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «أدخلناهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أعطيناهم ثواب الصابرين وأدخلناهم ... وجملة: «إنّهم من الصالحين ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (ذو الكفل) ، لقب ابن أيوب، واسمه بشر بعث بعد أبيه، ولقّب بذلك لأنّه تكفّل بصيام جميع نهاره وقيام جميع ليله وأن يقضي بين الناس ولا يغضب.. أو أنّ له ضعف الأجر والثواب. والكفل اسم للنصيب والحظّ. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 87 الى 88] وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)

_ (1) على نية الإضافة، أو دالّ على عموم.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ذا النون إذ ذهب) مثل نوحا إذ نادى «1» ، وعلامة النصب في (ذا) الألف (مغاضبا) حال منصوبة من فاعل ذهب «2» ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير مستتر والتقدير: أنّنا (عليه) متعلّق ب (نقدر) . والمصدر المؤوّل (أنّنا لن نقدر..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ. (في الظلمات) متعلّق بحال من فاعل نادى (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، خبرها جملة: (لا إله إلّا أنت) «3» ، (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (من الظالمين) متعلّق بخبر كنت. جملة: « (اذكر) ذا النون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذهب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظنّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهب. وجملة: «لن نقدر ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ظنّ. وجملة: «لا اله إلّا أنت ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «سبحانك بفعلها المقدّر» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إنّي كنت ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق. وجملة: «كنت من الظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ. (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (استجبنا) ، (من الغمّ) متعلّق ب (نجّيناه) ، (الواو) الثانية استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق

_ (1) في الآية (76) من هذه السورة. (2) وقد غضب من قومه لما قاسى منهم، وذهابه من غير إذن ربّه. (3) يجوز أن تكون (أن) تفسيريّة، جاءت بعد فعل نادى وهو بمعنى القول دون حروفه.. وجملة: لا إله إلّا أنت مرّ إعراب نظيرها في الآية (25) من السورة.

الصرف:

عامله ننجي «1» . وجملة: «استجبنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى وجملة: «نجّيناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. وجملة: «ننجي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ذا النون) ، لقب يونس بن متّى. والنون هو الحوت اسم جامد جمعه أنوان ونينان. (مغاضبا) ، اسم فاعل من الرباعيّ غاضب، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 89 الى 90] وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (90) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (زكريّا إذ نادى) مثل نوحا إذ نادى «2» ، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (لا) ناهية جازمة و (النون) للوقاية في (تذرني) ، (فردا) حال منصوبة من ضمير المتكلّم «3» ، (الواو) عاطفة..

_ (1) أي ننجي المؤمنين إنجاء كالإنجاء الذي تمّ ليونس.. هذا ويجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.. (2) في الآية (76) من هذه السورة. (3) أو مفعول به ثان إذا جعل فعل تذر من أفعال التحويل.

الصرف:

جملة: « (اذكر) زكريّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وجوابه ... » لا محلّ لها تفسير لفعل النداء «1» . وجملة: «لا تذرني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنت خير ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: وارزقني وارثا وأنت خير ... (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (استجبنا) ، و (له) الثاني متعلّق ب (وهبنا) ، و (له) الثالث متعلّق ب (أصلحنا) (في الخيرات) متعلّق ب (يسارعون) ، (رغبا) مصدر في موضع الحال «2» منصوب أي راغبين (لنا) متعلّق ب (خاشعين) . وجملة: «استجبنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى. وجملة: «وهبنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. وجملة: «أصلحنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا يسارعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يسارعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «يدعوننا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسارعون. وجملة: «كانوا لنا خاشعين» في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا يسارعون. الصرف: (رغبا) ، مصدر سماعيّ لفعل رغب يرغب إليه باب فرح

_ (1) أو في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلا. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر يلاقي فعله في المعنى أي يرغبون فينا رغبا ويرهبوننا رهبا.. أو مفعول لأجله.

[سورة الأنبياء (21) : آية 91]

بمعنى ابتهل، وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي رغبى بفتح الراء وضمها وسكون الغين، ورغبة بفتح الراء وضمّها وسكون الغين، ورغبوت بفتحتين، ورغبان بفتحتين، ورغباء بفتح فسكون. (رهبا) ، مصدر سماعيّ لفعل رهب يرهب باب فرح وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: رهبة بفتح الراء وسكون الهاء، ورهب بضمّ الراء وفتحها وسكون الهاء، ورهبان بضمّ فسكون وبفتحتين. [سورة الأنبياء (21) : آية 91] وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ (91) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» . (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (نفخنا) بحذف مضافين أي في جيب درعها (من روحنا) متعلّق ب (نفخنا) ، (ابنها) معطوف على الضمير في (جعلناها) بالواو، منصوب (آية) مفعول به ثان منصوب (للعالمين) متعلّق بمحذوف نعت ل (آية) . جملة: « (اذكر) التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحصنت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «نفخنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (فرجها) ، الفرج من الثوب هو الفتق، ومن الإنسان عورته، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: في ما يتلى عليكم التي.. ويجوز أن يكون معطوفا على زكريّا (89) .

[سورة الأنبياء (21) : آية 92]

[سورة الأنبياء (21) : آية 92] إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الإعراب: (أمّة) حال منصوبة من أمّتكم «1» ، (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة مفعول به. جملة: «إنّ هذه أمّتكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنا ربّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اعبدون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن آمنتم بي فاعبدوني. [سورة الأنبياء (21) : آية 93] وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (93) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أمرهم) مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى قطعوا «2» ، (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (تقطّعوا) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع «3» ، (إلينا) متعلّق ب (راجعون) جملة: «تقطّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلّ.. راجعون» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة - الالتفات في قوله تعالى وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ. أصل الكلام: وتقطعتم أمركم بينكم، على الخطاب، فالتفت إلى الغيبة، لينعى عليهم ما فعلوا، من التفرق في الدين، وجعله

_ (1) العامل في الحال معنى التوكيد في إنّ، وجاءت الحال من الجامد لأنّه وصف. (2) يجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض أي تفرّقوا في أمرهم.. وهو في كلا الوجهين على حذف مضاف أي أمر دينهم. (3) على نيّة الإضافة. [.....]

[سورة الأنبياء (21) : آية 94]

قطعا موزعة، وينهي ذلك إلى الآخرين، كأنه قيل: ألا ترون إلى عظم ما ارتكب هؤلاء في دين الله تعالى الذي أجمعت عليه كافة الأنبياء عليهم السلام. وفي ذلك ذم للاختلاف في الأصول. [سورة الأنبياء (21) : آية 94] فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (94) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة الشرط (من الصالحات) متعلّق ب (يعمل) ومن تبعيضيّة (الواو) حالية (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كفران) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لسعيه) متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (له) متعلّق ب (كاتبون) بحذف مضاف أي لأعماله، وقد يعود الضمير على السعي فلا تقدير. جملة: «من يعمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ إلينا راجعون «1» . وجملة: «يعمل من الصالحات» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعمل. وجملة: «لا كفران لسعيه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّا له كاتبون» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا كفران لسعيه. الصرف: (كفران) ، مصدر سماعيّ لفعل كفر الثلاثيّ مثل الكفر، وزنه فعلان بضمّ فسكون.

_ (1) في الآية السابقة (93) .

الفوائد

(كاتبون) ، جمع كاتب، اسم فاعل من كتب الثلاثيّ، وزنه فاعل والجمع فاعلون. الفوائد - فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ: 1- «لا الحجازية» وهي التي تعمل عمل ليس قليلا عند الحجازيين. ولا تعمل مطلقا عند التميميين. 2- وقد تنفي الوحدة، وقد تنفي الجنس. 3- ويشترط في إعمالها ما يشترط في إعمال «ما» . وسنفصل ذلك في موطن آخر بعونه تعالى. 4- الغالب في خبرها أن يكون محذوفا، كما في هذه الآية «فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ» والتقدير: - لا كفران كائن لسعيه- ونحو قول سعد بن مالك، جدّ طرفة بن العبد. من صدّ عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح وقد يذكر الخبر صريحا، نحو قول الشاعر: تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا [سورة الأنبياء (21) : آية 95] وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (حرام) خبر مقدّم مرفوع للمصدر المؤوّل (على قرية) متعلّق ب (حرام) بحذف مضاف أي على أهل قرية (لا) زائدة- أو نافية-.. والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يرجعون) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر أي: رجوع أهل القرية إلى الدنيا حرام- بزيادة لا-.. أو عدم رجوعهم إلى الآخرة ممتنع «1» .

_ (1) يجيز الأخفش الابتداء بحرام من غير اعتماد على النفي أو الاستفهام، و (أنّ) المصدر المؤوّل فاعل للمصدر (حرام) سدّ مسدّ الخبر.

البلاغة

جملة: «حرام.. أنّهم لا يرجعون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكناها ... » في محلّ جرّ نعت لقرية. وجملة: «لا يرجعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. البلاغة الاستعارة في قوله تعالى «وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ» أي على أهل قرية، فالكلام على تقدير مضاف، أو القرية: مجاز عن أهلها. والحرام مستعار للممتنع وجوده، بجامع أن كل واحد منهما غير مرجو الحصول. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 96 الى 97] حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (97) الإعراب: (حتّى) حرف ابتداء لا عمل له (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب أي فاجأهم شخوص أبصار الذين كفروا (يأجوج) نائب الفاعل لفعل فتحت بحذف مضاف أي فتحت مخارج يأجوج ومأجوج (الواو) واو الحال (من كلّ) متعلّق ب (ينسلون) . جملة: «فتحت يأجوج ... » في محلّ جرّ مضاف اليه. وجملة: «هم.. ينسلون» في محلّ نصب حال. وجملة: «ينسلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إذا) فجائيّة لتأكيد ربط الجواب (هي) ضمير الشأن مبتدأ مرفوع (شاخصة) خبر مقدّم مرفوع (أبصار)

الصرف:

مبتدأ مؤخّر مرفوع (يا) للتنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف- غير مستعمل في اللغة- (قد) حرف تحقيق (في غفلة) متعلّق بمحذوف خبر كنّا (من هذا) متعلّق ب (غفلة) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ. وجملة: «اقترب الوعد ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فتحت يأجوج. وجملة: «هي شاخصة أبصار ... » لا محلّ لها جواب الشرط (إذا) «1» . وجملة: «شاخصة أبصار ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يا ويلنا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون يا ويلنا ... وجملة القول- أو القول المقدّر- حال من فاعل كفروا. وجملة: «قد كنّا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «كنّا ظالمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (حدب) ، اسم للمرتفع من الأرض، وزنه فعل بفتحتين. (شاخصة) ، مؤنّث شاخص، اسم فاعل لفعل شخص الثلاثيّ، وزنه فاعل والمؤنّث فاعلة. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 98 الى 100] إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (98) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (100) الإعراب: (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير

_ (1) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على مقدّر هو جواب الشرط، والتقدير بعثوا، أو قالوا يا ويلنا.

الصرف:

الخطاب اسم إنّ (من دون) متعلّق بحال من مفعول تعبدون المقدّر (حصب) خبر إنّ مرفوع (لها) متعلّق ب (واردون) «1» . جملة: «إنّكم ... حصب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أنتم لها واردون» في محلّ رفع بدل من حصب جهنّم «2» . الإشارة في (هؤلاء) إلى الأوثان (كلّ) مبتدأ مرفوع «3» (فيها) متعلّق ب (خالدون) الخبر. وجملة: «كان هؤلاء آلهة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز الخطاب السابق. وجملة: «ما وردوها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة: «كلّ فيها خالدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لو كان هؤلاء. (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف، (زفير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (فيها) الثاني متعلّق ب (يسمعون) ، ومفعول يسمعون محذوف أي لا يسمعون شيئا.. «4» وجملة: «لهم فيها زفير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم فيها لا يسمعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم فيها زفير. وجملة: «لا يسمعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (حصب) ، اسم لما يرمى في النار أي كأنّها تحصب به، وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) الضمير في (لها) هو مفعول اسم الفاعل واردون، فاللام على هذا للتقوية. (2) يجوز أن تكون حالا من جهنّم وهو جائز لأنّ المضاف في حكم الجزء من المضاف إليه، فجهنّم تشتمل على الحصب فهو جزء منها. (3) على نيّة الإضافة أي كلّ فئة من العابدين والمعبودين. (4) يجوز أن يتعلّق بالفعل سبقت.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 101 إلى 104]

(واردون) ، جمع وارد، اسم فاعل من ورد الثلاثيّ.. وانظر الآية (19) من سورة يوسف. وجملة: «لهم فيها زفير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم فيها لا يسمعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم فيها زفير. وجملة: «لا يسمعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة الأنبياء (21) : الآيات 101 الى 104] إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (102) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (104) الإعراب: (لهم) متعلّق ب (سبقت) ، (منّا) متعلّق بحال من الحسنى «1» ، و (الحسنى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف، وهو نعت لمنعوت محذوف أي المنزلة الحسنى (عنها) متعلّق بالخبر (مبعدون) . جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سبقت.. الحسنى» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك عنها مبعدون» في محلّ رفع خبر إنّ. (لا) نافية (الواو) واو الحال (في ما) متعلّق ب (خالدون) خبر المبتدأ هم.

_ (1) يجوز أن يتعلّق بالفعل سبقت.

وجملة: «لا يسمعون ... » في محلّ رفع خبر ثان للحرف إنّ «1» . وجملة: «هم.. خالدون» في محلّ نصب حال من فاعل لا يسمعون «2» . وجملة: «اشتهت أنفسهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ليومكم، والعائد محذوف أي توعدونه (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل. وجملة: «لا يحزنهم الفزع ... » في محلّ رفع خبر ثالث للحرف إنّ «3» . وجملة: «تتلقّاهم الملائكة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يحزنهم. وجملة: «هذا يومكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون ... وجملة القول في محلّ نصب حال من الملائكة. وجملة: كنتم توعدون لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «توعدون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. (يوم) بدل من العائد المقدّر في (توعدون) «4» منصوب (كطيّ) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نطوي (للكتب) متعلّق بالمصدر طيّ. والمصدر المؤوّل (ما بدأنا..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نعيده أي: نعيده إعادة كبدئنا أول خلق «5» ، (أوّل) مفعول

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في مبعدون أو في محلّ رفع بدل من (مبعدون) . (2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. (3) أو في محلّ نصب حال من ضمير (خالدون) ، ويعطف عليها جملة تتلقّاهم الملائكة. (4) أو متعلّق بفعل لا يحزنهم.. أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (5) أو عامله نطوي أي نطويها طيّا كبدئنا أول خلق.. ويجوز أن يتعلّق بحال من ضمير نعيده أي نعيده حال كونه مماثلا أول خلق..

الصرف:

به منصوب عامله بدأنا «1» ، (وعدا) مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف (علينا) متعلّق بنعت ل (وعدا) .. وجملة: «نطوي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بدأنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «نعيده» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (وعدنا) وعدا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّا كنّا فاعلين» لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمعنى ما سبق. وجملة: «كنّا فاعلين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (مبعدون) ، جمع مبعد، اسم مفعول من أبعد الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (حسيس) ، مصدر سماعيّ- خاضع لضابط تقريبيّ- لفعل حسّ الثلاثيّ، وزنه فعيل.. وكذا يأتي وزن المصدر للفعل الدالّ على صوت، كما يأتي على وزن فعال بضمّ الفاء كصراخ. (اشتهت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين حذفت الألف الساكنة قبل التاء الساكنة وزنه افتعت. (الفزع) ، مصدر سماعيّ لفعل فزع باب فرح، وزنه فعل بفتحتين. (طيّ) ، مصدر طوى الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله طوي- بواو ساكنة وياء بعدها- فلمّا اجتمعت الواو والياء والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى. (السجلّ) ، اسم للقرطاس الذي يكتب عليه، وزنه فعلل بكسر الفاء، وقد نقلت كسرة اللام الأولى الى العين لمناسبة الإدغام.

_ (1) أو حال من الهاء في (نعيده) . [.....]

البلاغة

البلاغة 1- المبالغة: في قوله تعالى «لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها» فن المبالغة، أي لا يسمع أهل الجنة حسيس النار إذا نزلوا منازلهم في الجنة، فالجملة مسوقة للمبالغة في إنقاذهم منها. 2- التشبيه: في قوله تعالى «كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ» تشبيه للإعادة بالابتداء، في تناول القدرة لهما على السواء، قال الزمخشري: فإن قلت: وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه؟ قلت: أوله إيجاده من العدم، فكما أوجده أولا من عدم، يعيده ثانيا في عدم. فإن قلت: ما بال خلق منكّرا؟ قلت: هو كقولك: هو أول رجل جاءني، تريد أول الرجال، ولكنك وحدته ونكرته، إرادة تفصيلهم رجلا رجلا، فكذلك معنى (أوّل خلق) أول الخلق، بمعنى أول الخلائق، لأن الخلق مصدر لا يجمع. الفوائد - لا النافية: إذا وقعت على فعل نفته مستقبلا، وقد تنفي الماضي، فإذا نفته وجب تكرارها، نحو: «لا أكلت ولا شربت» . أما إذا كان نفيها للمستقبل، فيجوز التكرار وعدمه، فمن التكرار قولك: «زيد لا يقرأ ولا يكتب» . ملاحظة: قد تعترض «لا» النافية بين الخافض ومخفوضة، نحو «حضر الطالب بلا كتاب» . وحولها ملاحظات أخرى، تجاوزناها خشية الإطالة. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 105 الى 107] وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (106) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) للتحقيق (في الزبور) متعلّق ب (كتبنا) وكذلك (من بعد) . والمصدر المؤوّل (أنّ الأرض يرثها..) في محلّ نصب مفعول به. جملة: «كتبنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «يرثها عبادي ... » في محلّ رفع خبر أنّ. (في هذا) متعلّق بخبر إنّ، والإشارة إلى القرآن (اللام) للتوكيد (بلاغا) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق ب (بلاغا) . وجملة: «إنّ في هذا لبلاغا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (رحمة) مفعول لأجله منصوب «1» ، (للعالمين) متعلّق ب (رحمة) «2» . وجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (الزبور) ، هنا بمعنى الكتاب و (ال) جنسيّة أي كتبنا في الكتب المنزلة، وزنه فعول. (الذكر) ، هنا بمعنى أمّ الكتاب وهو اللوح، وزنه فعل بكسر فسكون. [سورة الأنبياء (21) : آية 108] قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (أنّما) كافّة ومكفوفة..

_ (1) يجوز أن يكون حالا من الكاف على حذف مضاف أي: ذا رحمة. (2) أو متعلّق بنعت لرحمة.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أنّما إلهك إله..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل يوحى «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام وجاء بمعنى الأمر أي أسلموا. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوحى إليّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هل أنتم مسلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم علم ذلك فهل أنتم ... البلاغة القصر: في قوله تعالى قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ أي ما يوحى إليّ إلا أنه لا إله لكم إلا إله واحد، لأنه المقصود الأصلي من البعثة. وأما ما عداه فمن الأحكام المتفرعة عليه، فإنما الأولى لقصر الحكم على الشيء، كقولك إنما يقوم زيد أي ما يقوم إلا زيد، والثانية لقصر الشيء على الحكم، كقولك إنما زيد قائم أي ليس له إلا صفة القيام. [سورة الأنبياء (21) : الآيات 109 الى 111] فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (111) الإعراب: (الفاء) الأولى استئنافيّة (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ

_ (1) أي يوحى إليّ وحدانيّة إلهكم.. والمعنى ما يوحى إليّ إلّا اختصاص الإله بالوحدانية. والملاحظ أنّ ما الكافّة لم تجرّد (أنّ) من المصدريّة، فالمصدر المنسبك منها ومن الجملة بعدها نائب الفاعل.

المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل جزم فعل الشرط.. و (الواو) فاعل (الفاء) الثانية رابطة لجواب. الشرط (على سواء) متعلّق بحال من الفاعل والمفعول أي مستوين في علمه (الواو) عاطفة (إن) . نافية و (الهمزة) للاستفهام (قريب) مبتدأ مرفوع «1» ، (أم) هي المتصلة عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (ما توعدون..) في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة قريب سدّ مسدّ الخبر. جملة: «إن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «آذنتكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أقريب.. ما توعدون» في محلّ نصب مفعول به لفعل أدري المعلّق بالاستفهام. وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (من القول) متعلّق بحال من الجهر و (ما) حرف مصدريّ «3» . والمصدر المؤوّل (ما تكتمون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم. وجملة: «إنّه يعلم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يعلم (الثانية» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعلم (الأولى) . وجملة: «تكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)

_ (1) يجوز أن يكون خبرا مقدّما والمصدر المؤوّل مبتدأ مؤخّر. (2، 3) أو اسم موصول والعائد محذوف.

البلاغة

(الواو) عاطفة (إن أدري) مثل الأولى (لكم) متعلّق بنعت ل (فتنة) (متاع) خبر لمبتدأ محذوف «1» تقديره هو أو هذا (إلى حين) متعلّق بنعت ل (متاع) . وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إن أدري السابقة. وجملة: لعلّه فتنة ... » في محلّ نصب مفعول به عاملها أدري المعلّق بالترجّي «2» . البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى (فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ» حيث شبه بمن بينه وبين أعدائه هدنة فأحس بغدرهم، فنبذ إليهم العهد، وشهر النبذ وأشاعه، وآذنهم جميعا بذلك «عَلى سَواءٍ» أي مستوين في الاعلام به. [سورة الأنبياء (21) : آية 112] قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (112) الإعراب: (ربّ) مرّ إعرابه «3» ، (بالحقّ) متعلّق ب (احكم) وقد أقيمت الصفة مكان الموصوف أي احكم بحكمك الحقّ (الواو) واو العطف (الرحمن) خبر المبتدأ مرفوع (المستعان) خبر ثان مرفوع (ما) حرف مصدريّ «4» .

_ (1) وإذا تسلّط الترجّي على متاع كان معطوفا على فتنة. (2) النحويّون لا يعدّون الترجّي من جملة المعلقات ولكنّ ابن هشام والكوفيّين يعدّونه من تلك أخذا من أبي عليّ في التذكرة. (3) في الآية (89) من هذه السورة. (4) أو اسم موصول والعائد محذوف، والجملة بعده صلة له.

الفوائد

والمصدر المؤوّل (ما تصفون..) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (المستعان) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ احكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «احكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ربّنا الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الفوائد - التعليق عن العمل: وهو إبطال عمل الأفعال التي تنصب مفعولين لفظا لا محلا. ومن المعلقات: 1- لام الابتداء: نحو «لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق» . 2- لام القسم: كقول لبيد: ولقد علمت لتأتينّ منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها 3- ما النافية: نحو «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ» . 4- لا وإن النافيتان. 5- الاستفهام: نحو: الآية (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) إلخ وكذلك: ما كنت أدري قبل عزّة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت

سورة الحج

سورة الحج اياتها 78 اية [سورة الحج (22) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الإعراب: (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ أو عطف بيان مرفوع لفظا. جملة النداء: «يأيّها ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ زلزلة.. شيء» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تذهل) «1» ، (عمّا) متعلّق

_ (1) أو هو متعلّق بعظيم، أو هو بدل اشتمال من زلزلة الساعة، وحينئذ تكون جملة تذهل حالا من الهاء في ترونها.. ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر.

الصرف:

ب (تذهل) «1» ، (سكارى) حال منصوبة من الناس وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (سكارى) الثاني مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- وجملة: «ترونها ... » في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة: «تذهل كلّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «أرضعت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) . وجملة: «تضع كلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تذهل كلّ ... وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تذهل كلّ. وجملة: «ما هم بسكارى ... » في محلّ نصب حال من الناس. وجملة: «لكنّ عذاب.. شديد» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي هذا كلّه هيّن ولكنّ عذاب الله شديد. الصرف: (زلزلة) ، مصدر قياسيّ لفعل زلزل الرباعيّ، وزنه فعللة، وثمّة مصدر آخر هو زلزال وزنه فعلال بكسر الفاء. (مرضعة) ، اسم فاعل من أرضع الرباعيّ، وزنه مفعلة بضمّ الميم وكسر العين، وقد لحقته التاء دلالة عمّن باشرت الإرضاع بالفعل، أمّا بغير تاء فهو لمن شأنها الإرضاع وإن لم تباشره. البلاغة التشبيه البليغ: في قوله تعالى وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى . فقد شبه الناس في ذلك

_ (1) (ما) إمّا حرف مصدريّ والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، وامّا اسم موصول والعائد محذوف. (2) أجازوا أن تكون الجملة حالا من الزلزلة أو من الساعة لأنّ المضاف من بعض أجزاء المضاف إليه، وهي بمعنى الفاعل أو المفعول للزلزلة.. وحينئذ يقدّر في الجملة ضمير أي فيها..

الفوائد

اليوم العصيب، بحالة السكارى الذين فقدوا التمييز وأضاعوا الرشد، والعلماء يقولون: إن من أدلة المجاز صدق نقيضه، كقولك زيد حمار، إذا وصفته بالبلادة والغباء، ثم يصدق أن نقول: وما هو بحمار، فتنفي عنه الحقيقة. فكذلك الآية، بعد أن أثبت السكر المجازي، نفى الحقيقة أبلغ نفي مؤكد بالباء. والسر في تأكيده التنبيه على أن هذا السكر، الذي هو بهم في تلك الحالة، ليس من المعهود في شيء، وإنما هو أمر لم يعهدوا قبله مثله. والاستدراك بقوله «وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ» راجع إلى قوله وما هم بسكارى من الخمر، وهو السكر المعهود. فما هذا السكر الغريب وما سببه؟ فقيل شدة عذاب الله تعالى. الفوائد - وتضع كل ذات حمل حملها. «ذات» اسم إشارة للفرد المؤنث. واسم الاشارة هو من المعارف الست. وأسماء الإشارة كما يلي: أ- ذا للمفرد المذكر. ب- ذي، تي، ذه، ته، ذه، ته، ذا، تا، ذه، ته بإشباع الكسرة فيهما. وهكذا تصبح عشرة للمفرد المؤنث. ج- وذان للمثنى المذكر رفعا، وتان للمثنى المؤنث رفعا، و «ذين وتين» لتثنية المذكر والمؤنث نصبا وجرا. د- و «أولاء» لجمع العاقل مذكرا ومؤنثا، وقد يأتي لغير العاقل على قلة، كقول جرير: ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأيام هـ- تلحق اسم الاشارة «كاف الخطاب» و «لام البعد» . ويشار إلى المكان القريب ب «هنا» بدون «ها» أو «هاهنا» مقرونة ب «ها» . ويشار للمكان البعيد ب «هناك أو ها هناك أو هنالك أو هنّا أو هينا أو هنّت أو ثمّ نحو «وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ» .

[سورة الحج (22) : الآيات 3 إلى 4]

ملاحظة: إذا أضيفت ذات إلى الظروف كانت ظرفا.. [سورة الحج (22) : الآيات 3 الى 4] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (4) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في الله) متعلّق ب (يجادل) على حذف مضاف أي في قدرة الله (بغير) متعلّق بحال من فاعل يجادل أي: متلبّسا بالجهل. جملة: «من الناس من يجادل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجادل. (عليه) متعلّق بالمبنيّ للمجهول كتب بتضمينه معنى قضي، وضمير الغائب يعود على الشيطان.. و (الهاء) في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى عذاب) متعلّق ب (يهديه) . والمصدر المؤوّل (أنّه من تولّاه..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل كتب ... والمصدر المؤوّل (أنّه يضلّه..) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي فإضلاله واقع أو حاصل «1» .

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير: شأن الشيطان إضلال من تولّاه.

[سورة الحج (22) : آية 5]

وجملة: «كتب عليه ... » في محلّ جرّ نعت لشيطان «1» . وجملة: «من تولّاه ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) . وجملة: «تولّاه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يضلّه ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثاني. وجملة: «إضلاله (حاصل) » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يهديه» في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّه. [سورة الحج (22) : آية 5] يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) الإعراب: (يأيّها الناس) مرّ إعرابها «2» ، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في ريب) متعلّق بمحذوف خبر كنتم (من البعث) متعلّق ب (ريب) - أو بنعت ل (ريب) - (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من تراب) متعلّق ب (خلقناكم) بحذف مضاف أي: أباكم،

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. [.....] (2) في الآية (1) من هذه السورة.

ويعطف عليه بحروف العطف (ثمّ) من قوله (من نطفة) إلى قوله (من مضغة) ، (غير) معطوف على مخلّقة مجرور (اللام) للتعليل (نبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والفاعل نحن للتعظيم، ومفعوله محذوف أي: كمال قدرتنا (لكم) متعلّق ب (نبيّن) ، (الواو) استئنافيّة (في الأرحام) متعلّق ب (نقرّ) ، (إلى أجل) متعلّق ب (نقرّ) .. والمصدر المؤوّل (أن نبيّن) في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقناكم) . (طفلا) حال منصوبة من مفعول نخرجكم «1» ، (اللام) لام الصيرورة (تبلغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على نخرجكم بحرف العطف (ثمّ) أي: ثمّ نعمّركم لتبلغوا ... (الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (يتوفّى) ضمير يعود على من وهو العائد (الواو) عاطفة (منكم من يردّ) مثل منكم من يتوفّى، (إلى أرذل) متعلّق ب (يردّ) ، (لكيلا) حرف جرّ، وحرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي (من بعد) متعلّق ب (يعلم) . والمصدر المؤوّل (كيلا يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يردّ) . (الواو) عاطفة (ترى) مضارع مرفوع والرؤية بصريّة، والفاعل أنت (هامدة) حال منصوبة (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا) ، (ربت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين، والفاعل

_ (1) أفرد الطفل إمّا لأنّه. مصدر في الأصل، وإمّا يراد به الجنس، وإمّا لأنّ المعنى نخرج كلّ واحد منكم.

هي (من كلّ) متعلّق ب (أنبتت) ، ومفعوله محذوف أي أشياء أو ألوانا.. جملة: «يأيّها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كنتم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّا خلقناكم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر، أي إن كنتم في ريب.. فانظروا في ما حولكم فإنّا خلقناكم «1» . وجملة: «خلقناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نبيّن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «نقرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة ما سبق. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «نخرجكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرّ. وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «منكم من يتوفّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعمّركم المقدّرة. وجملة: «يتوفّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «منكم من يردّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منكم من يتوفّى. وجملة: «يردّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل إنّا خلقناكم. وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اهتزّت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ربت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.

_ (1) يجوز أن تكون جملة: إنّا خلقناكم.. في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

الصرف:

وجملة: «أنبتت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت. الصرف: (البعث) مصدر سماعيّ لفعل بعث الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون. (علقة) ، اسم جامد للدم الجامد، وزنه فعلة بفتح الثلاثة. (مضغة) ، اسم جامد لقطعة اللحم بقدر ما يمضغ، وزنه فعله بضمّ فسكون ففتح. (مخلّقة) ، مؤنّث مخلّق، اسم مفعول من خلّق الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (طفلا) ، اسم جنس للمخلوق الصغير الذي لم يبلغ، ويستعمل للمفرد والجمع، وزنه فعل بكسر فسكون. (يتوفّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يتوفّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت برسم الياء غير المنقوطة لأنها خامسة. (هامدة) ، مؤنّث هامد، اسم فاعل من همد الثلاثيّ، وزنه فاعل والمؤنّث فاعلة. (بهيج) ، صفة مشبّهة من بهج يبهج باب فرح، وزنه فعيل. البلاغة 1- ائتلاف الطباق والتكافؤ: لمجيء أحد الضدين، أو أحد المتقابلين، حقيقة والآخر مجازا، فهمود الأرض واهتزازها ضدان، لأن الهمود سكون والاهتزاز هنا حركة خاصة، وهما مجازان، والربو والإنبات ضدان، وهما حقيقيان، وإنما قلنا ذلك لأن الأرض تربو حالة نزول الماء عليها، وهي لا تنبت في تلك الحالة، فإذا انقطعت مادة السماء، وجفف الهواء رطوبة الماء، خمد الربو، وعادت الأرض إلى حالها من الاستواء

الفوائد

وتشققت وأنبتت. فصدر الآية تكافؤ وما قابله في عجزها طباق. 2- المجاز العقلي: في قوله تعالى وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ فقد أسند الإنبات للأرض، وهو مجاز عقلي، لأن المنبت في الحقيقة هو الله تعالى. وقد تقدم القول غير مرة في المجاز. ونزيده هنا، أن المجاز خلاف الحقيقة، والحقيقة فعيلة بمعنى مفعولة، من أحق الأمر يحقه، إذا أثبته، أو من حققته إذا كنت على يقين، وإنما سمي خلاف المجاز بذلك، لأنه شيء مثبت معلوم بالدلالة. والمجاز مفعل من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه، فإذا عدل باللفظ عما يوجبه أصل اللغة وصف بأنه مجاز، على أنهم جازوا به موضعه الأصلي أو جاز مكانه الذي وضع فيه أولا. الفوائد - الأدلة على وجوده تعالى نوعان: أ- أدلة علمية مركبة، يتخذها الفلاسفة وعلماء الكلام وسيلة للبرهنة على حدوث العالم وديمومته تعالى. وقد أشرنا إلى نوع هذه الأدلة فيما سبق. ب- وأدلة فطرية، يدركها العقل والضمير معا، وهذه الآية التي بين أيدينا من نوع هذه الأدلة، فقد عرض الله فيها مراحل خلق الإنسان، منذ كان نطفة إلى أن أصبح شيخا عاجزا على حافة قبره. فالمتأمل لتطور حياة الإنسان يدرك أن الذي خلقه ورعاه في هذه المراحل، قادر على أن يعود فيبعثه من جديد، ويحاسبه على ما كسبت يداه، بالخير خيرا، وبالشر شرا، وأن الله على كل شيء قدير. [سورة الحج (22) : الآيات 6 الى 7] ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)

الإعراب:

الإعراب: (ذلك) اسم إشارة مبتدأ «1» ، والإشارة إلى المذكور من بدء الخلق إلى آخر إحياء الأرض.. والمصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك، والباء سببيّة. (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره (الحقّ) ، (على كلّ) متعلّق ب (قدير) خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّه يحيي..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول.. وكذلك المصدر المؤوّل (أنّه على كلّ شيء قدير) . جملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو الحقّ ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) . وجملة: «يحيي الموتى ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) . (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (فيها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من. والمصدر المؤوّل (أنّ الساعة آتية) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق «2» . والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبعث..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك، ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك والباء سببيّة. هذا والباء عند بعضهم ليست سببيّة بل متعلّقة بمحذوف يقتضيه مقام الكلام والتقدير: ذلك المذكور شاهد بأنّ الله هو الحقّ.. إلخ والمصادر الواردة معطوفة كلّها على المصدر الأول في محلّ جرّ. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك، والجملة استئنافيّة.

[سورة الحج (22) : الآيات 8 إلى 10]

المؤوّل (أنّ الساعة آتية) . وجملة: «لا ريب فيها ... » في محلّ رفع خبر ثان للحرف (أنّ) » . وجملة: «يبعث ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الأخير. [سورة الحج (22) : الآيات 8 الى 10] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (8) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من الناس.. بغير علم) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى) معطوف على علم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، وكذلك (كتاب) .. جملة: «من الناس من ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . (ثاني) حال منصوبة من فاعل يجادل (اللام) لام التعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومفعوله محذوف أي غيره (عن سبيل) متعلّق ب (يضلّ) ، (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الدنيا) متعلّق بحال من خزي «3» ، (خزي) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقه) ..

_ (1) أو حال من الضمير في آتية. (2) في الآية (3) من هذه السورة. (3) أو متعلّق بالخبر المحذوف.

الصرف:

وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يضلّ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ثاني عطفه) .. أو ب (يجادل) . وجملة: «له.. خزي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نذيقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له.. خزي. (ذلك) مبتدأ «1» ، (بما) متعلّق بمحذوف خبر، و (ما) موصول والعائد محذوف أي قدّمته (يداك) فاعل قدّمت مرفوع وعلامة الرفع الألف.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ظلّام) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس (اللام) زائدة للتقوية (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة ظلّام «2» . وجملة: «ذلك بما قدّمت ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلين له: ذلك بما قدّمت يداك ... وجملة: «قدّمت يداك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ليس بظلّام ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله ليس بظلّام..) في محلّ جرّ معطوف على محلّ ما قدّمت ومتعلّق بما تعلّق به (ما) . الصرف: (ثاني) ، اسم فاعل من ثنى الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد ثبتت الياء لأنّه مضاف. (عطفه) ، اسم للجانب من يمين أو شمال أي الجنب، وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) وانظر الآية (6) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون الجارّ أصليا متعلّقا بالصفة المشتقّة ظلام، ويبقى دالّا على التقوية.

[سورة الحج (22) : الآيات 11 إلى 13]

[سورة الحج (22) : الآيات 11 الى 13] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من الناس من يعبد الله) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (على حرف) متعلّق بحال أي مستقرّا على حرف «2» ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أصابه) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (الهاء) مفعول به (اطمأنّ) في محلّ جزم جواب الشرط (به) متعلّق ب (اطمأنّ) ، (انقلب) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني (على وجهه) حال من فاعل انقلب أي كافرا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى الكفر والارتداد (هو) ضمير فصل لا محلّ له «3» ، (الخسران) خبر المبتدأ ذلك.. جملة: «من الناس من يعبد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إن أصابه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اطمأنّ به ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.

_ (1) في الآية (3) من هذه السورة. (2) ويجوز أن يكون الجارّ والمجرور هما الحال بمعنى مضطربا أو متزلزلا. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الخسران، وجملة هو الخسران خبر اسم الإشارة.

وجملة: «إن أصابته فتنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصابه خير.. وجملة: «انقلب على وجهه» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «خسر الدنيا» في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «ذلك.. الخسران ... » لا محلّ لها استئنافيّة. فاعل (يدعو) ضمير مستتر يعود على من (من دون) متعلّق بحال من (ما) وهو مفعول يدعو و (لا) نافية في الموضعين و (ما) الثاني معطوف على الأول في محلّ نصب (ذلك هو الضلال البعيد) مثل ذلك هو الخسران المبين. وجملة: «يدعو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يضرّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» . وجملة: «ينفعه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «3» . وجملة: «ذلك.. الضلال البعيد» لا محلّ لها استئنافيّة. (اللام) في لمن هي لام الابتداء «4» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره إلهه (ضرّه) مبتدأ خبره (أقرب) ، (من نفعه) متعلّق ب (أقرب) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر «5» ، ومخصوص الذمّ محذوف تقديره هو..

_ (1) يجوز أن تكون مستأنفة لا محلّ لها.. ويجوز أن تكون بدلا من جملة انقلب. [.....] (2، 3) أو هي في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة. (4) بتضمين (يدعو) معنى يزعم الذين فيه معنى القول مع الاعتقاد حيث يتعلّق فعل يدعو عن العمل باللام. وأورد أبو البقاء وجها لإعراب يدعو بكونه تكريرا لفعل يدعو الأول فلا معمول له.. وبعضهم جعل اللام زائدة وردّ ذلك ابن هشام وجعله في غاية الشذوذ على الرغم من قبوله من بعض المعربين الذين قاسوه على قوله تعالى: «ردف لكم» في الآية (72) من سورة النمل. (5) أو لام الابتداء وتفيد التوكيد، والجملة استئنافيّة أو خبر (من) إن لم يقدّر له خبر..

الصرف:

وجملة: «يدعو ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى. وجملة: «من.. (إلهه) » في محلّ نصب مفعول به لفعل يدعو المعلّق عن العمل بلام الابتداء. وجملة: «ضرّه أقرب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «بئس المولى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «بئس العشير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. الصرف: (حرف) اسم لطرف الشيء وحافّته، وزنه فعل بفتح فسكون. (الخسران) ، أحد مصادر خسر السماعيّة، وزنه فعلان بضمّ فسكون، والمصادر الأخرى هي: خسر بفتح الخاء وضمها وسكون السين، وخسر بفتحتين أو ضمتين، وخسار بفتح الخاء، وخسارة بفتح الخاء. (العشير) ، اسم للقبيلة أو القريب أو الصاحب، وزنه فعيل جمعه عشراء زنة فعلاء بضمّ ففتح. البلاغة الاستعارة في قوله تعالى ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ أستعير الضلال البعيد من ضلال من أبعد في التيه ضالا، فطالت وبعدت مسافة ضلالته. الفوائد - صورتان إنسانيتان: الأولى فيهما تصور نموذجا من الناس، أصيب بمرض الكبر والغرور، وأشفعهما بالجهل، فهو يهجم على الجدل والحجاج فيما يعلم وما لا يعلم، وكفى بالإنسان جهلا أن يتحدث بكل شيء، ويدخل أنفه بكل قضية. وهذا النوع يكاد يكون كله ضررا لا نفع فيه.

[سورة الحج (22) : آية 14]

والصورة الثانية تصور فئة من الناس، ضعفت نفوسهم، وضعف إيمانهم، فهم دائما وأبدا كأنهم على شفا هاوية، فهم عرضة للتردي في هذه الهاوية، بمجرد أن يتعرضوا لاختبار أو ابتلاء في النفس أو المال، إذ ينكصون على أعقابهم، وقد كفروا بالله، وخسروا الدنيا والآخرة. ولذلك كان الصبر في الحياة على الابتلاء مؤشرا من مؤشرات الإيمان ودليلا من أدلته اليقينية. 2- يدعو لمن ضره أقرب من نفعه: أ- من النحاة من اعتبر هذه اللام لام الابتداء، ومنهم من اعتبرها موطئة للقسم، ومنهم من يرى أن هذه اللام قد كررت للمبالغة. ب- والوجه المقبول، الذي يتسق وقواعد النحو، أن تكون هذه اللام زائدة، دخلت على المفعول به «يدعو» ، لا سيما وأن عبد الله قرأ هذه الآية بغير لام الابتداء، أي «يدعو من ضره» . وقد اختار هذا الوجه الجلال السيوطي. وثمة آراء أخرى حول هذه اللام، تكاد لا يعتدّ بها، ولذلك ضربنا صفحا عن ذكرها. [سورة الحج (22) : آية 14] إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (14) الإعراب: (جنّات) مفعول به منصوب عامله يدخل، وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «1» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي يريده. جملة: «إنّ الله يدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار.

[سورة الحج (22) : آية 15]

وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «إنّ الله يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يفعل ما يريد» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة الحج (22) : آية 15] مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (15) الإعراب: (من) اسم شرط مبتدأ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير يعود على من (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وضمير الغائب في (ينصره) يعود على النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّ سياق الكلام يشير إلى ذلك (في الدنيا) متعلّق ب (ينصره) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر، وفاعل (يمدد) يعود على اسم الشرط من، (بسبب) متعلّق ب (يمدد) والباء للتعدية «1» ، (إلى السماء) متعلّق بنعت لسبب (ليقطع، لينظر) مثل ليمدد (هل) حرف استفهام (يذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) للتوكيد (ما) موصول مفعول به عامله يذهبنّ.. جملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يظنّ ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «لن ينصره الله ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة العاملة.

_ (1) أجاز بعض المعربين أن تكون الباء زائدة و (سبب) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (وإلى السماء) متعلّق ب (يمدد) .

[سورة الحج (22) : آية 16]

والمصدر المؤوّل (أن لن ينصره..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ. وجملة: «ليمدد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ليقطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يمدد. وجملة: «لينظر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ليقطع. وجملة: «هل يذهبنّ كيده ... » في محلّ نصب مفعول به عامله ينظر وقد تعلّق الفعل بسبب الاستفهام. وجملة: «يغيظ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . [سورة الحج (22) : آية 16] وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بحال من ضمير المفعول في (أنزلناه) «2» ، (آيات) حال منصوبة من الضمير في (أنزلناه) «3» وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة ومفعول يريد محذوف تقديره: يريد هدايته. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يهدي ... ) في محلّ نصب معطوف على محلّ الهاء في (أنزلناه) «4» . جملة: «أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) العائد هو الضمير المستتر فاعل يغيظ، وفيه ضمير يعود على من كان.. أي ما يغيظه. (2) أي أنزلناه هاديا كذلك.. ويجوز تعليقه بمحذوف مفعول مطلق.. (3) جاءت الحال جامدة لأنّها موصوفة. (4) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبرا لمبتدأ محذوف أي: الأمر أنّ الله يهدي..

[سورة الحج (22) : آية 17]

[سورة الحج (22) : آية 17] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) الإعراب: (الصابئين) معطوف على (الذين آمنوا) بالواو منصوب وعلامة النصب الياء، وعلامة النصب في (النصارى) الفتحة المقدّرة على الألف (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل) ، وكذلك (يوم) ، (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) . جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هادوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «إنّ الله يفصل ... » في محلّ رفع خبر إنّ الأول «1» . وجملة: «يفصل بينهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ الثاني. وجملة: «إنّ الله.. شهيد» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (المجوس) ، اسم جمع جنسيّ لمن يعبدون النار أو الشمس، والقائلين بأنّ للعالم أصلين النور والظلمة، وزنه فعول بفتح الفاء. الفوائد تصدير الجملتين بإنّ: وفي تصدير الجملتين بإن زيادة في تأكيد الكلام، وقد رمقه الشعراء في أشعارهم، قال جرير: إن الخليفة إن الله سربله ... سربال ملك به تزجى الخواتيم فقوله: إن الله سربله خبر إن الأولى، وكررها لتوكيد التوكيد. وسربله

_ (1) قيل إنّ الخبر محذوف تقديره مفترقون.. والجملة لا محلّ لها تفسير للخبر المحذوف.

[سورة الحج (22) : آية 18]

كساه بالملك الشبيه بالسربال. ويروى سربال ملك. وقوله: «به» أي بذلك اللباس أو الملك. «تزجى» أي تساق. «الخواتيم» جمع خاتم بالفتح والكسر، والأصل خواتم، فزيدت الياء، والمراد بها عواقب الأمور الحميدة ومغابها. وقال أبو حيان: «يحتمل أن خبر «إن» قوله به تزجى الخواتيم. وجملة إن الله سربله اعتراضية» . ويروى ترجى بالراء المهملة. [سورة الحج (22) : آية 18] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (له) متعلّق ب (يسجد) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثير «1» ، (عليه) متعلّق ب (حقّ) ، (من) اسم شرط مفعول به مقدّم (يهن) مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مكرم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يسجد له) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسجد ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «حقّ عليه العذاب» في محلّ رفع نعت لكثير «2» .

_ (1) (كثير) يجوز أن يكون معطوفا على (من في السموات) ، ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف تقديره مثاب. (2) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (كثير) الثاني، وقد حذف الوصف لدلالة الأول عليه أي: كثير من الناس وقد قدّم العكبريّ هذا الوجه على الوجه الآخر أعلاه.

الصرف:

وجملة: «من يهن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما له من مكرم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يفعل ما يشاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (يهن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يهين، التقى ساكنان فحذفت الياء المنقلبة عن واو وزنه يفل بضم فكسر. (مكرم) ، اسم فاعل من أكرم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الحج (22) : الآيات 19 الى 22] هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22) الإعراب: (في ربّهم) متعلّق ب (اختصموا) بحذف مضاف أي في دين ربّهم (الفاء) عاطفة تفريعيّة (لهم) متعلّق بالمبني للمجهول قطّعت (من نار) متعلّق بنعت ل (ثياب) ، (من فوق) متعلّق بالمبنيّ للمجهول يصبّ (به) متعلّق بالمبنيّ للمجهول يصهر و (ما) موصول نائب الفاعل في محلّ رفع، وعطف عليه (الجلود) بحرف العطف «1» ، (في بطونهم) متعلّق بمحذوف صلة ما.

_ (1) يجوز أن يكون نائب الفاعل لفعل محذوف أي تحرق.

جملة: «هذان خصمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اختصموا ... » في محلّ رفع نعت ل (خصمان) «1» . وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قطّعت لهم ثياب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يصبّ.. الحميم» في محلّ نصب حال من الهاء في (لهم) «2» . وجملة: «يصهر ما في بطونهم» في محلّ نصب حال من الحميم. (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من حديد) متعلّق بنعت ل (مقامع) المبتدأ. وجملة: «لهم مقامع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يصبّ «3» . (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب أعيدوا.. (منها) متعلّق ب (يخرجوا) ، (من غمّ) بدل من المجرور السابق بإعادة الجارّ «4» ، (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أعيدوا) . وجملة: «أرادوا ... » في محلّ جرّ بإضافة (كلّما) إليها «5» . وجملة: «يخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أعيدوا فيها» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: تقول لهم الملائكة ذوقوا..

_ (1) جاء الفعل جمعا لأنّ (خصمان) هما فرقتان، والفرقة تضمّ أفرادا. [.....] (2) أو هي خبر ثان للمبتدأ (الذين) . (3) أو استئنافيّة مؤكّدة لمعنى الجمل السابقة. (4) يجوز أن يكون الجارّ (من) للتعليل فيتعلّق ب (يخرجوا) أي: يخرجوا من أجل الغمّ. (5) يجوز في (كلّما) أن يكون (كلّ) ظرفا- لأنّه أضيف إلى ظرف- و (ما) حرفا مصدريّا ظرفيا، والمصدر المؤوّل ما (أرادوا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: كلّ وقت إرادة ...

الصرف:

الصرف: (خصمان) ، مثنّى خصم، وهو في الأصل مصدر من حقّه الإفراد والتذكير، وقد يستعمل وصفا- كما جاء هنا- فيثنّى ويجمع، وزنه فعل بفتح فسكون. (مقامع) ، جمع مقمعة، اسم آلة يقمع بها أي يضرب، وزنه مفعلة بكسر الميم وفتح العين. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ. وكأنّه شبه إعداد النار المحيطة بهم، بتقطيع ثياب وتفصيلها لهم على قدر جثثهم. ففي الكلام استعارة تمثيلية تهكمية، وليس هناك تقطيع ولا ثياب حقيقية، وكأن جمع الثياب للأبدان بتراكم النار المحيطة بهم وكون بعضها فوق بعض. الفوائد - كلّما: هي «كل» دخلت عليها «ما» المصدرية الظرفية. وثمة رأي أن «ما» نكرة موصوفة، بمعنى وقت، فأفادت التكرار، نحو «كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا» . وكذلك هذه الآية «كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها» فالتكرار ملحوظ من المعنى، ولا تدخل إلا على الفعل الماضي، وهي مبنية على الفتح في محل نصب على الظرفية، وهي منصوبة بجوابها، وجوابها فعل ماض أيضا ...

[سورة الحج (22) : الآيات 23 إلى 24]

[سورة الحج (22) : الآيات 23 الى 24] إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24) الإعراب: (إنّ الله.. الأنهار) مرّ إعرابها «1» ، (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يحلّون) ، (من أساور) متعلّق بنعت لمفعول محذوف بتضمين يحلّون معنى يلبسون أي يحلّون حليا من أساور «2» ، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (أساور) (الواو) عاطفة (لؤلؤا) معطوف على المفعول المحذوف «3» ، (فيها) متعلّق بحال من (حرير) - نعت تقدّم على المنعوت-. جملة: «إنّ الله يدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخل ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تجري.. الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «يحلّون فيها ... » في محلّ نصب حال من الموصول- أو من جنّات وجملة: «لباسهم.. حرير» في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون. (الواو) عاطفة (إلى الطيّب) متعلّق ب (هدوا) ، (من القول) حال من

_ (1) في الآية (14) من هذه السورة. (2) يجيز الأخفش زيادة (من) بعد المثبت ف (أساور) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.. أو (من) تبعيضيّة فيتعلّق الجارّ ب (يحلّون) . (3) أو معطوف على محلّ أساور إذا أعرب (من) زائدا.

الصرف:

الطيّب (إلى صراط) متعلّق ب (هدوا) . وجملة: «هدوا (الأولى) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون. وجملة: «هدوا (الثانية) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هدوا الأولى. الصرف: (لؤلؤا) ، اسم جامد للحجر الثمين المعروف، وزنه فعلل بضمّ الفاء واللام الأولى. (حرير) ، اسم جامد للقماش المعروف، وزنه فعيل بفتح الفاء. [سورة الحج (22) : آية 25] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (25) الإعراب: خبر (إنّ) محذوف تقديره معذّبون أو خاسرون أو هالكون (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (عن سبيل) متعلّق ب (يصدّون) ، (المسجد) معطوف على سبيل بالواو مجرور (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد «1» (للناس) متعلّق ب (جعلنا) «2» أي من أجل الناس (سواء) مصدر في موضع الحال (العاكف) فاعل سواء مرفوع، (فيه) متعلّق ب (العاكف) ، (الباد) معطوف على العاكف بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة مراعاة للقراءة وصلا ووقفا (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (فيه) متعلّق ب (يرد) ، (بإلحاد) متعلّق بحال من مفعول يرد المحذوف أي يرد تعديّا متلبّسا

_ (1) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة استئناف بيانيّ.. ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره أعني. (2) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، أي قبلة للناس.

الصرف:

بإلحاد «1» ، (بظلم) بدل من إلحاد بإعادة الجارّ «2» ، (من عذاب) متعلّق ب (نذقه) و (من) تبعيضيّة. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يصدّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «3» . وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «من يرد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرد فيه بإلحاد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. الصرف: (الباد) ، اسم فاعل من بدا أي خرج إلى البادية، وزنه فاعل، وحذف الياء ليس إعلالا بل مراعاة للقراءة وصلا ووقفا، وفيه إعلال بالقلب، فالأصل البادو- بواو في آخره لأنّ المضارع يبدو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء فأصبح البادي. (إلحاد) مصدر قياسيّ لفعل ألحد الرباعيّ أي عدل عن القصد أو ظلم، وزنه إفعال بكسر الهمزة. [سورة الحج (22) : الآيات 26 الى 29] وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)

_ (1) أجاز بعض المعربين زيادة الباء، ف (إلحاد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله يرد. (2) أو حال ثانية.. ويجوز أن تكون الباء سببيّة فيتعلّق بإلحاد. (3) إمّا بتقدير يصدّون بمعنى صدّوا، أو بتقدير كفروا بمعنى يكفرون.. ويجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير الجملة خبرا لمبتدأ محذوف أي هم يصدّون، فالاسميّة حال، أو على زيادة الواو قبل المضارع المثبت فالفعليّة حال. (4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لإبراهيم) متعلّق ب (بوّأنا) بتضمينه معنى هيّأنا «1» ، (مكان) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بوّأنا) «2» ، (أن) تفسيريّة «3» ، (لا) ناهية جازمة (بي) متعلّق ب (تشرك) ، (للطائفين) متعلّق ب (طهّر) ، (السجود) بدل من الركّع مجرور. جملة: «بوّأنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تشرك بي ... » لا محلّ لها تفسيريّة، بتضمين بوّأنا معنى بيّنا. وجملة: «طهّر ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. (الواو) عاطفة (في الناس) متعلّق ب (أذّن) ، (بالحجّ) متعلّق ب (أذّن) ، (يأتوك) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الكاف) مفعول به، و (الواو) فاعل (رجالا) حال منصوبة من فاعل يأتوك (على كلّ) متعلّق بمحذوف حال أي ركبانا على كلّ ضامر (يأتين) مبنيّ على

_ (1) و (اللام) زائدة إذا ضمّن (بوّأنا) معنى أنزلنا.. وفي القرطبيّ: وقيل بوّأنا لإبراهيم.. أي أريناه أصله ليبنيه وقال العكبريّ بزيادة اللام مستشهدا بقوله تعالى: «ولقد بوّأنا بني إسرائيل ... » . [.....] (2) أو هو مفعول به لفعل بوّأنا بتضمينه معنى فعل متعدّ. (3) بعض المعربين قال بزيادة (أن) ، وهو ضعيف.

السكون في محلّ رفع.. و (النون) فاعل ضمير عائد على الضوامر (من كلّ) متعلّق ب (يأتين) ، (عميق) نعت لفجّ مجرور مثله. وجملة: «أذّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طهّر. وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يأتين ... » في محلّ جرّ نعت لكلّ ضامر. (اللام) للتعليل (يشهدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (لهم) متعلّق بنعت ل (منافع) . والمصدر المؤوّل (أن يشهدوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يأتوك) ، (يذكروا) منصوب معطوف على (يشهدوا) ، (في أيّام) متعلّق ب (يذكروا) ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يذكروا) «1» ، (من بهيمة) متعلّق بمحذوف حال من المفعول الثاني أي رزقهم إيّاه كائنا من بهيمة الأنعام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منها) متعلّق ب (كلوا) .. وجملة: «يشهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشهدوا. وجملة: «رزقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كلوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صحّ الأكل فكلوا ... وجملة: «أطعموا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة كلوا ... (اللام) لام الأمر في المواضع الثلاثة (بالبيت) متعلّق ب (يطّوّفوا) . وجملة: «يقضوا ... » معطوفة على جملة أطعموا. وجملة: «يوفوا ... » معطوفة على جملة يقضوا.

_ (1) قيل: الذكر في أثناء الذبح، وقيل: (على) دالّ على السببيّة.

الصرف:

وجملة: «يطّوّفوا ... » معطوفة على جملة يقضوا. الصرف: (ضامر) ، اسم فاعل من ضمر يضمر باب نصر، وباب كرم، وزنه فاعل. (عميق) ، صفة مشبّهة من عمق يعمق باب كرم، وعمق يعمق باب فرح وزنه فعيل بمعنى بعيد. (البائس) ، اسم فاعل من بئس يبأس باب فرح، وزنه فاعل. (تفثهم) ، اسم لوسخ الأظفار وغيره، وزنه فعل بفتحتين. (العتيق) ، صفة مشبّهة من عتق يعتق باب نصر، وزنه فعيل. الفوائد 1- البيت العتيق: فيه أقوال: أرجحها أنه البيت القديم، لأنه أول بيت وضع للناس، ليتخذوا منه شعائر تقربهم من الله زلفى ... 2- لام الأمر: هي اللام الجازمة للمضارع، وموضوعة للطلب، وحركتها الكسر. نحو «لينفق ذو سعة من سعته» . وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، نحو «فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي» وقد تسكّن بعد ثمّ نحو «ثم ليقضوا تفثهم» . ملاحظة هامة: لا وسيلة لنأمر بواسطة الفعل المبني للمجهول: إلا اللام سواء للمتكلم أم للمخاطب أم للغائب. نحو «لتعن بحاجتي» و «ليعن زيد بالأمر» ونحو «لأكرم من قبلك» . وحولها أمور جزئية أخرى يرجع إليها في المطولات. [سورة الحج (22) : الآيات 30 الى 31] ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31)

الإعراب:

الإعراب: (ذلك) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق ب (خير) الخبر (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير) ، (الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أحلّت) ، (الأنعام) نائب الفاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع- وقيل المتّصل- (عليكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يتلى) ، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على آيات التحريم التي دلّ عليها الموصول ما (الفاء) لربط الجواب بشرط مقدّر (من الأوثان) متعلّق بحال من (الرجس) . جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يعظّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعظّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هو خير له ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أحلّت.. الأنعام» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اجتنبوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الخير فاجتنبوا. وجملة: «اجتنبوا (الثانية) » معطوفة على جملة اجتنبوا (الأولى) .

الصرف:

(حنفاء) حال منصوبة من ضمير الفاعل (اجتنبوا) ، (لله) متعلّق ب (حنفاء) (غير) حال ثانية مؤكّدة منصوبة (به) متعلّق ب (مشركين) ، (الواو) عاطفة (من يشرك) مثل من يعظّم (بالله) متعلّق ب (يشرك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (كأنّما) كافّة ومكفوفة (من السماء) متعلّق ب (خرّ) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (تهوي) ، (في مكان) متعلّق ب (تهوي) . وجملة: «من يشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يعظّم. وجملة: «يشرك بالله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «كأنما خرّ من السماء) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تخطفه الطير ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم معطوفة على جملة كأنما خرّ من السماء. وجملة: «تهوي به الريح» في محلّ رفع معطوفة على جملة تخطفه. الصرف: (الأوثان) ، جمع وثن، اسم جامد للحجر المنحوت للعبادة، وزنه فعل بفتحتين. (الزور) ، اسم من الزور أو الازورار وهو الانحراف في كليهما، وزنه فعل بضمّ فسكون. (حنفاء) ، جمع حنيف صفة مشبّهة من حنف يحنف باب ضرب أي مال إلى دين الإسلام، وزنه فعيل ووزن حنفاء فعلاء بضمّ ففتح. (سحيق) ، صفة مشبّهة من سحق يسحق باب فرح وباب كرم أي بعد، وزنه فعيل. البلاغة التشبيه المركب: في قوله تعالى وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ فكأنه سبحانه قال: من أشرك بالله فقد أهلك نفسه

[سورة الحج (22) : آية 32]

إهلاكا ليس بعده، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء، فاختطفته الطير، فتفرق قطعا في حواصلها، أو عصفت به الريح، حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة. [سورة الحج (22) : آية 32] ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) الإعراب: (ذلك.. شعائر الله) مثل ذلك.. حرمات الله «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط، والضمير في (إنّها) يعود على الشعائر «2» ، (من تقوى) متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يعظّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعظّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّها من تقوى ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الفوائد - قوله تعالى فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ورد هذا السؤال: لماذا أنث ضمير «فإنها» . الجواب: لأنه على حذف مضاف، التقدير: فإنها هذه العادة أو الخصلة أو المعاملة أو الطاعة من تقوى القلوب. [سورة الحج (22) : آية 33] لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)

_ (1) في الآية (30) من هذه السورة. (2) وثمّة مضاف محذوف أي فإنّ تعظيمها من تقوى القلوب.

الإعراب:

الإعراب: (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من (منافع) «1» ، (إلى أجل) متعلّق بنعت لمنافع تقديره مؤخّرة أو مؤجّلة (إلى البيت) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ (محلّها) . جملة: «لكم فيها منافع ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-. وجملة: «محلّها إلى البيت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة الحج (22) : الآيات 34 الى 35] وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (اللام) للتعليل (يذكروا) منصوب بأن مضمرة بعد اللام. والمصدر المؤوّل (أن يذكروا ... » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) . (يذكروا.. بهيمة الأنعام) مرّ إعرابها «2» ، (الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (أسلموا) ، و (الواو) عاطفة. جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يذكروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو متعلّق بالخبر المحذوف. (2) في الآية (28) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «رزقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إلهكم إله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسلموا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبتم رضاه فأسلموا له. وجملة: «بشّر المخبتين» معطوفة على جملة أسلموا «1» .. (الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (المخبتين) «2» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متعلّق بالجواب وجلت (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الصابرين، المقيمي) اسمان معطوفان على المخبتين منصوبان مثله، وعلامة النصب فيهما الياء (الصلاة) مضاف إليه مجرور (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» لا محلّ لها صلة الموصول الذين. وجملة: «ذكر الله» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجلت قلوبهم» لا محلّ لها جواب لشرط. وجملة: «أصابهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «رزقناهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الذين. الصرف: (المخبتين) ، جمع المخبت، اسم فاعل من أخبت الرباعيّ بمعنى تواضع وأطاع، والإخبات النزول في الخبت وهو المكان المنخفض.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها. (2) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح أو أعني.

[سورة الحج (22) : آية 36]

[سورة الحج (22) : آية 36] وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (البدن) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعلنا (لكم) متعلّق ب (جعلناها) ، (من شعائر) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (لكم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من المبتدأ (خير) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عليها) متعلّق ب (اذكروا) ، (صوافّ) حال منصوبة من الهاء في (عليها) ، (الفاء) عاطفة و (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط متعلّق ب (كلوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سخّرناها (لكم) متعلّق ب (سخّرناها) ، (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي. جملة: « (جعلنا) البدن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلناها (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «لكم ... خير» في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (جعلناها) «2» . وجملة: «اذكروا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نحرتموها فاذكروا.. وجملة: «وجبت جنوبها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) يجوز تعليقه بالخبر المحذوف وانظر الآية (33) من هذه السورة. (2) يجوز أن تكون مستأنفة لتقرير ما قبلها.

الصرف:

وجملة: «أطعموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا وجملة: «سخّرناها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تشكرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّكم. الصرف: (البدن) ، جمع بدنة، اسم ذات للناقة، وزنه فعلة بفتحتين، ووزن البدن فعل بضمّ فسكون. (صوافّ) ، جمع صافّة، اسم فاعل من صفّ الثلاثيّ، وزنه فاعل، أدغمت عينه ولامه لأنّهما من ذات الحرف، ووزن صوافّ فواعل. (القانع) ، اسم فاعل من قنع الثلاثيّ أي الذي رضي بالقليل وبما يعطى، أو الذي سأل الناس، من باب فتح، وزنه فاعل. (المعترّ) ، اسم فاعل من اعترّ الخماسيّ أي اعترض من غير سؤال، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين، ولم يظهر الكسر عليها لمناسبة التضعيف- والصيغة اسم مفعول أيضا- [سورة الحج (22) : آية 37] لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم و (لحومها) فاعل مرفوع (لا) زائدة لتأكيد النفي (لكن) حرف استدراك مهمل (التقوى) فاعل يناله، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (منك) متعلّق بحال من التقوى (كذلك سخّرها لكم) مثل كذلك سخّرناها لكم «1» ، (اللام) للتعليل (تكبّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.

_ (1) في الآية السابقة (36) .

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تكبّروا ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (سخّرها) . (ما) مصدريّ «1» ، (الواو) استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (ما هداكم ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (تكبّروا) لأنّ فيه معنى تشكروا. جملة: «لن ينال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يناله التقوى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «سخّرها..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكبّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «هداكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) أو الاسميّ. وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (لحوم) ، جمع لحم، اسم جامد لما يكسو العظام في الحيوان والإنسان، وزنه فعل بفتح فسكون ووزنه لحوم فعول بضمّ الفاء. [سورة الحج (22) : آية 38] إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الإعراب: (عن الذين) متعلّق ب (يدافع) ، (لا) نافية (كفور) نعت لخوّان مجرور. جملة: «إنّ الله يدافع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدافع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو اسم موصول والعائد محذوف.

[سورة الحج (22) : الآيات 39 إلى 41]

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ الله لا يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ الثاني. [سورة الحج (22) : الآيات 39 الى 41] أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) الإعراب: (للذين) الجارّ والمجرور نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أذن (يقاتلون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل، وكذلك (الواو) في ظلموا. والمصدر المؤوّل (أنّهم ظلموا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أذن) ، و (الباء) سببيّة، وأذن لهم بالقتال. (الواو) عاطفة (على نصرهم) متعلّق ب (قدير) و (اللام) هي المزحلقة للتوكيد.

جملة: «أذن للذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقاتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ظلموا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «إنّ الله ... لقدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن. (الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، و (الواو) في (أخرجوا) نائب الفاعل (من ديارهم) متعلّق ب (أخرجوا) ، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل «2» ، (إلّا) أداة استثناء.. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا ... ) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «3» . (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود (دفع) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره موجود (الناس) مفعول به للمصدر دفع (بعضهم) بدل من الناس منصوب (ببعض) متعلّق ب (دفع) ، (اللام) واقعة في جواب لولا (صوامع) نائب الفاعل لفعل هدّمت (فيها) متعلّق ب (يذكر) ، (اسم) نائب الفاعل لفعل يذكر (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي ذكرا كثيرا (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (إنّ الله لقويّ) مثل إنّ الله.. لقدير (عزيز) خبر ثان. وجملة: « (هم) الذين أخرجوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون في محلّ جرّ بدلا من الموصول السابق (عن الذين آمنوا) - الآية 38-، أو من الموصول الثاني (للذين يقاتلون) - الآية 39.. ويجوز أن يكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني. [.....] (2) يعني مظلومين. (3) استثني القول من الإخراج.. والسيوطيّ جعل الاستثناء مفرّغا بالتقدير أي: ما أخرجوا من ديارهم بأيّ شيء إلّا بقولهم ربّنا الله، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف.

الصرف:

وجملة: «أخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ربّنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لولا دفع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هدّمت صوامع ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يذكر فيها اسم الله» في محلّ رفع نعت لمساجد وما قبلها. وجملة: «ينصرنّ الله ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «ينصره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّ الله لقويّ ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. (الّذين) يجوز فيه ما جاز في سابقه (مكّنّاهم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (مكّنّاهم) ، (عن المنكر) متعلّق ب (نهوا) ، (الواو) استئنافيّة (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.. وجملة: « (هم) الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن مكّنّاهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء «1» . وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا. وجملة: «أمروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا. وجملة: «نهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا وجملة: «لله عاقبة الأمور ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (صوامع) جمع صومعة، اسم للبناء المرتفع المحدّب الأعلى، وزنه فوعلة، وهو مكان لعبادة الرهبان وقيل متعبّد الصابئين. ووزن صوامع فواعل.

_ (1) فعل (أقاموا) ماض في محلّ جزم جواب الشرط.

الفوائد

(بيع) ، جمع بيعة، اسم لمكان عبادة النصارى في البلدان، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن بيع فعل بكسر ففتح. (صلوات) ، جمع صلاة اسم للكنيسة، وقيل هي كلمة معرّبة أصلها بالعبرانيّة صلوثا فتح الصاد والثاء بالقصر. (نهوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله نهاوا- بالألف الفارقة- التقى ساكنان لام الكلمة وضمير الفاعل حذفت اللام وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين. الفوائد 1- لولا: مرّ معنا أن «لولا ولو ما» لهما استعمالان: الأول: أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الاسمية، كما في هذه الآية «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ» إلخ. الثاني: أن تدلا على التخصيص، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الفعلية، نحو «لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ» . ملاحظة: المبتدأ بعد «لولا الامتناعية» يجب حذف خبره، لأنه معلوم من سياق الكلام، وكذلك فجواب لولا ممتنع بسبب وجود اسمها، فقد امتنع هدم الصوامع والبيع والمساجد، بسبب وجود دفع الله الناس بعضهم ببعض ملاحظة ثانية: تتساوى «لولا ولو ما» في التخصيص واختصاصهما بالأفعال «هلّا وألّا وألا» . وثمة استثناءات نادرة لهذه الأدوات، أضربنا عن ذكرها للإيجاز.. 2- الجهاد في الإسلام: الأحاديث في الجهاد كثيرة منها: عن أبي هريرة رضي الله عنه: سئل رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله؟ قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حجّ مبرور. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحة.

[سورة الحج (22) : الآيات 42 إلى 44]

وعن معاذ بن جبل: أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما في طريقهم إلى غزوة تبوك: فقال: يا رسول الله، ائذن لي أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : سل عما شئت، قال: يا نبي الله، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شيء غيره. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : بخ بخ بخ، لقد سألت العظيم، ثلاثا. وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، كررها ثلاثا.. فلم يحدثه بشيء إلا أعاده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : تؤمن بالله واليوم الآخر. وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد الله وحده، لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، قال رسول الله: أعد لي، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام. فقال معاذ: بلى يا رسول الله، حدثني بأبي أنت وأمي، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام فيه، الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله. وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : والذي نفس محمد بيده، ما شجب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغي به درجات الآخرة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله.. [سورة الحج (22) : الآيات 42 الى 44] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (44)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، وأنّث الفعل للمعنى الذي يحمله قوم نوح أي قبيلته أو أمّته (قوم) فاعل كذّبت مرفوع (عاد) معطوف على قوم بالواو مرفوع (موسى) نائب الفاعل لفعل (كذّب) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الفاء) عاطفة (للكافرين) متعلّق ب (أمليت) ، (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء لاشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة للتخفيف بسبب فواصل الآي، و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه. جملة: «يكذّبوك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبت.. قوم نوح» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «كذّب موسى» في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّبت.. قوم. وجملة: «أمليت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أخذتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت. وجملة: «كان نكير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نكير) ، مصدر بمعنى الإنكار من (نكره) .. وزنه فعيل. [سورة الحج (22) : آية 45] فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (من قرية) تمييز كأيّن (الواو) حاليّة (على عروشها) متعلّق ب (خاوية) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (بئر) معطوف على قرية مجرور «2» ، وكذلك (قصر) . جملة: «كأيّن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أهلكناها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) . وجملة: «هي ظالمة ... » في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (أهلكناها) . وجملة: «هي خاوية ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلكناها. الصرف: (بئر) ، اسم جامد للحفيرة التي يستخرج منها الماء، وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المفعول كذبح وهو مأخوذ من بأر الأرض أي حفرها. (معطّلة) ، مؤنّث معطّل، اسم مفعول من عطّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. (مشيد) ، اسم مفعول من شاد يشيد، فيه إعلال بحذف واو مفعول، أصله مشيود، ثمّ سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى الشين فالتقى ساكنان فحذفت الواو، ثمّ كسرت الشين لتناسب الياء فصار مشيد وزنه مفعل بفتح الميم وكسر الفاء وسكون العين. الفوائد - وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ: ثمة قولان، حول البئر والقصر المشار إليهما، أحدهما: أنهما خاصان، فقد روي

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف يفسّره فعل أهلكناها، فيكون نصبه على الاشتغال، والجملة المذكورة تفسيريّة. (2) أي وكأيّ من بئر معطّلة أبطلنا الاستقاء منها بموت المستقين، ومثله كأيّ من قصر أخليناه من ساكنيه.

[سورة الحج (22) : آية 46]

أن هذه البئر نزل عليها نبي الله صالح، مع أربعة آلاف نفر، ممن آمنوا معه، وقد نجاهم الله تعالى من العذاب. وقد بنوا لهم بلدة، وأقاموا بها زمانا، ثم كفروا وعبدوا الأوثان، وقتلوا رسول الله الذي أرسل إليهم، فأهلكهم الله، وعطّل بئرهم، وخرب قصورهم. وثانيهما: أن هذا البئر، وذاك القصر، هما عامان، أي كم من قرية أهلكتها، وكم من بئر عطلناها، وكم من قصر مشيد تفرق عنه ساكنوه. [سورة الحج (22) : آية 46] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام بمعنى الأمر (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (قلوب) اسم تكون مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تكون..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: أثمّة سير في الأرض فوجود قلوب عاقلة ... «1» . (بها) متعلّق ب (يعقلون) و (بها) الثاني متعلّق ب (يسمعون) ، (الفاء) تعليليّة، والضمير في (إنّها) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك مهمل (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقلوب (في الصدور) متعلّق بمحذوف صلة الموصول التي ...

_ (1) يجوز أن يكون التقريع بعطف منفيّ على المنفيّ أي أثمّة عدم سير فعدم وجود قلوب عاقلة..

[سورة الحج (22) : آية 47]

جملة: «يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أغفلوا فلم يسيروا «1» . وجملة: «تكون لهم قلوب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يعقلون ... » في محلّ رفع نعت لقلوب. وجملة: «يسمعون ... » في محلّ رفع نعت لآذان. وجملة: «إنّها لا تعمى الأبصار ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. وجملة: «لا تعمى الأبصار ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تعمى القلوب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. [سورة الحج (22) : آية 47] وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك) ،. (الواو) عاطفة- أو اعتراضيّة- (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (يوما) ، (كألف) متعلّق بخبر إنّ (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما تعدّون) في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (ألف سنة) . [سورة الحج (22) : آية 48] وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)

_ (1) يجوز أن تكون الفاء استئنافيّة، وجملة يسيروا استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كأيّن من قرية أمليت) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) حاليّة (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) . جملة: «كأيّن من قرية) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أمليت لها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) . وجملة: «هي ظالمة» في محلّ نصب حال. وجملة: «أخذتها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أمليت لها. وجملة: «إليّ المصير» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الحج (22) : الآيات 49 الى 51] قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (ها) للتنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لكم) متعلّق ب (نذير) خبر المبتدأ أنا. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا لكم نذير ... » لا محلّ لها جواب النداء. (الفاء) عاطفة تفريعيّة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (مغفرة) . وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

_ (1) في الآية (45) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . (الواو) عاطفة (الذين) مبتدأ (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بتضمينه معنى هدّموا، أو اجتهدوا في إبطالها (معاجزين) حال من فاعل سعوا، منصوب وعلامة النصب الياء (أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره (أصحاب) مرفوع. وجملة: «الذين سعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا.. وجملة: «سعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . الصرف: (سعوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله: سعاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف وفتح ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين. (معاجزين) ، جمع معاجز، اسم فاعل من عاجز الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الحج (22) : الآيات 52 الى 54] وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا) ، (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (لا) زائدة لتأكيد النفي (نبيّ) معطوف على رسول لفظا مجرور (إلّا) أداة حصر «1» ، (في أمنيّته) متعلّق ب (ألقى) بتضمينه معنى أثّر أو تحكّم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (آياته) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسر. جملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ جرّ- أو نصب على المحلّ- نعت لنبيّ «3» . وجملة: «تمنّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ألقى الشيطان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ينسخ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «يلقي الشيطان ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. والمصدر المؤوّل (ما يلقي ... ) في محلّ نصب مفعول به وجملة: «يحكم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينسخ الله. وجملة: «الله عليم حكيم ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ. (اللام) للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو

_ (1) أو أداة استثناء، والشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع، وهو اختيار أبي البقاء. (2) أو اسم موصول مفعول به، والعائد محذوف. (3) أجاز الجمل أن تكون في محلّ نصب حال من نبيّ أو من رسول.. ولكنّ الجملة الشرطيّة المصدّرة ب (إذا) يضعف مجيئها حالا.

أي الله (ما يلقي الشيطان) مثل الأولى (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للذين) متعلّق بنعت لفتنة (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (القاسية) معطوف على الموصول الذين بالواو (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية، مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن يجعل ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحكم) ، أو ب (ينسخ) . (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (في شقاق) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يلقي الشيطان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ. والمصدر المؤوّل (ما يلقي ... ) في محلّ نصب مفعول به أوّل عامله يجعل. وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ الظالمين لفي شقاق ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ. (الواو) عاطفة (ليعلم) مثل ليجعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (من ربّك) متعلّق بحال من الحقّ (الفاء) عاطفة في الموضعين (يؤمنوا) مضارع منصوب معطوف على يعلم. والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر السابق (أن يجعل ... ) والمصدر المؤوّل (أنّه الحق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم. (له) متعلّق ب (تخبت) ، (الواو) استئنافيّة (اللام) مزحلقة للتوكيد (هاد)

الفوائد

خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة رسما «1» ، (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى صراط) متعلّق ب (هادي) . وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم. وجملة: «تخبت له قلوبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنوا. وجملة: «إنّ الله لهادي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. الفوائد - قوله تعالى: أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ: «مشكلة الغرانيق» ليس لنا أن نمرّ على هذه القصة، مرور الكرام على مآدب اللئام، لما لها من علاقة صميمة في جوهر العقيدة الإسلامية. وسوف نتناول منها اللب، ونترك القشور، تمشيا مع خطة الكتاب. أ- زعم الراوي لهذه الأسطورة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تمنّى أن لا ينزل عليه من الوحي ما ينفّر قريشا، طمعا في إسلامهم، حتى نزلت سورة «النجم» ، فأخذ يتلوها في نادي قريش، على مسمع منهم، حتى بلغ قوله «وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى» ، فألقى الشيطان على لسانه ما يتجاوب مع أمنيته التي تمناها، فقال: «تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى» فلما سجد في آخرها، سجد معه جميع من في النادي، وطابت نفوسهم. وإليك آراء العلماء حول هذه الرواية: 1- الرازي طعن في هذه الرواية، وأيّد كلامه بحديث البخاري الذي ذكر قصة السجود ولم يذكر الغرانيق. 2- ابن العربي يرد على الطبري، والقاضي عياض يؤيده، فيقولان «هذا الحديث لم

_ (1) لأنّها تسقط في القراءة وصلا، أو لتناسب قراءة التنوين.

يخرجه أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع أسانيده. ومن حكيت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم، ولا رفعها إلى صحابي. وأكثر الطرق عنهم ضعيفة واهية. فهذا أمر مردود أيضا.. 3- قيل: لعل ذلك كان توبيخا للكفار، فأجاز القاضي عياض ذلك، شريطة وجود القرينة الدالة على ذلك. 4- قيل: إن قريشا كانت تلغي وتهوش على الرسول قراءة القرآن، فحاولوا خلط كلامهم بكلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد نسب ذلك إلى الشيطان لأنه من وراء ألسنتهم. 5- قيل: بأن الشيطان انتهز فرصة ترتيل الرسول للقرآن، وتلك الفواصل والسكتات التي كان يسكتها بها بين الآية والآية، فانتهز الشيطان فرصة سكوته، وقرأ الكلمات المذكورة. وقد ارتضى القاضي عياض هذا الوجه من التفسير والتعليل.. 6- قال القسطلاني في شرح البخاري: وقد طعن في هذه القصة غير واحد من الأئمة. وقال ابن إسحاق وقد سئل عنها: «هي من وضع الزنادقة» . 7- يقول القاضي عياض: قد قامت الحجة واجتمعت الأمة على عصمته (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزاهته عن هذه الرذيلة. 8- لم يسمع من المشركين أو المنافقين أو اليهود من اتخذ من هذه القصة سلاحا يناهض به الإسلام ويعارض به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . فتبصّر عصمك الله من الزلل. 9- رفض العالم الهندي محمد علي قول الواقدي والطبري وأيد رواية ابن إسحاق والبخاري، وهما أولى بالتصديق والتحقيق، وقال: إن هذه القصة لا أصل لها من الحقيقة. 10- يقول الامام محمد عبده: هذا الزعم للقصة، من أقبح ما يتصوره متصور في اختصاص الله تعالى لأنبيائه، واختيارهم من خاصة أوليائه، فلندع هذا الهذيان، لأنه لا يقبل في عقل ولا نقل، إلى أن يقول: لو صح ما قاله نقلة قصة الغرانيق لارتفعت الثقة بالوحي، وانتقض الاعتماد

[سورة الحج (22) : آية 55]

عليه، ولا نهدم أعظم ركن للشرائع الإلهية، وهو العصمة. ووصف العرب لآلهتهم بالغرانيق العلى ما عرف عنهم، لا في شعرهم، ولا في نثرهم. 11- إن سائر ما ورد في المعاجم، من معان للغرنوق، لا تقبله العرب وصفا لأوثانهم، ولا يقبله بلغاؤهم. وعليه لا نعتقد ذلك الكلام إلا من مفتريات الأعاجم، ومختلقات الملبسين، فراج ذلك على من يغريه الولوع بالرواية عما تقتضيه الدراية.. «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا» [سورة الحج (22) : آية 55] وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا يزال) مضارع ناقص ناسخ مرفوع (في مرية) متعلّق بمحذوف خبر لا يزال (منه) متعلّق بمحذوف نعت ل (مرية) (حتّى) حرف غاية وجرّ (تأتيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (بغتة) مصدر في موضع الحال «1» . والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (في مرية) . جملة: «لا يزال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم. الصرف: (عقيم) ، صفة مشبّهة من عقم يعقم باب نصر أو باب فرح

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر ملتق مع الفعل بالمعنى أي تبغتهم الساعة بغتة.

البلاغة

أو باب كرم، وزنه فعيل «1» . البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ» المراد به يوم حرب يقتلون فيه، ووصف بالعقيم، لأن أولاد النساء يقتلون فيه، فيصرن كأنهنّ عقم، لم يلدن، أو لأن المقاتلين يقال لهم أبناء الحرب، فإذا قتلوا وصف يوم الحرب بالعقيم، وفيه على الأول مجاز في الإسناد ومجاز في المفرد من جعل الثكل عقما، وكذا على الثاني، لأن الولود والعقيم هي الحرب على سبيل الاستعارة بالكناية، فإذا وصف يوم الحرب بذلك كان مجازا في الاسناد، وقيل: هو الذي لا خير فيه. يقال: ريح عقيم إذا لم تنشئ مطرا ولم تلقح شجرا، وفيه على هذا استعارة تبعية لأن ما في اليوم من الصفة المانعة من الخير جعل بمنزلة العقم. [سورة الحج (22) : الآيات 56 الى 59] الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (57) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) الإعراب: التنوين في (يومئذ) عوض من جملة محذوفة أي يوم يؤمنون

_ (1) وفي الكلام استعارة مكنيّة حيث شبّه اليوم بالمرأة التي لا تلد، وحذف المشبّه به واستعيض منه بشيء من لوازمه بقوله عقيم. [.....]

أو يوم تزول مريتهم، وتعلّق الظرف بالاستقرار الذي تعلّق به (لله) أي في الخبر (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (الفاء) عاطفة للتقسيم والتفريع (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) . جملة: «الملك.. لله) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحكم بينهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحكم ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الفاء) في أولئك زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط (أولئك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة: لهم عذاب (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) . وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «أولئك لهم عذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين كفروا) . وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (في سبيل) متعلّق بحال من فاعل هاجروا (قتلوا) ماض مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (أو) حرف عطف (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يرزقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (هم) ضمير مفعول به (رزقا) مفعول به ثان منصوب «2» ، (الواو) استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (اللام)

_ (1) أو في محل نصب حال من لفظ الجلالة، ولكنّ العامل ضعيف. (2) إذا كان بمعنى المرزوق منه.. وهو مفعول مطلق إن قصد به مطلق الحدث.

[سورة الحج (22) : الآيات 60 إلى 62]

المزحلقة للتوكيد ... وجملة: «الذين هاجروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا.. وجملة: «هاجروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «قتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.. وجملة: «ماتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلوا. وجملة: «يرزقنّهم الله ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة مع جوابها في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين هاجروا) . وجملة: «إنّ الله لهو ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو اعتراضيّة بين البدل والمبدل منه. وجملة: «هو خير ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (ليدخلنّهم) مثل ليرزقنّهم (مدخلا) مفعول به منصوب «1» ، (الواو) استئنافيّة.. وجملة: «يدخلنّهم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم والجواب لا محلّ لها استئنافيّة.. أو بدل من القسم الأوّل وجوابه. وجملة: «يرضونه ... » في محلّ نصب نعت ل (مدخلا) . وجملة: «إنّ الله لعليم ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. [سورة الحج (22) : الآيات 60 الى 62] ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)

_ (1) هذا إن كان اسم مكان.. وهو مفعول مطلق إن كان مصدرا ميميّا.

الإعراب:

الإعراب: (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن (الواو) استئنافيّة (من) اسم موصول مبتدأ «1» ، (بمثل) متعلّق ب (عاقب) ، (ما) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (عوقب) ضمير مستتر يعود على من، (به) متعلّق ب (عوقب) ، (عليه) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (بغي) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (إنّ الله لعفوّ) مثل إنّ الله لعليم «2» . جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من عاقب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عاقب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «عوقب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «بغي عليه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عاقب. وجملة: «ينصرنّه الله ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» ، وجملة: «إنّ الله لعفوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو اسم شرط مبتدأ خبره جملة عاقب.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم لينصرنّه. (2، 3) في الآية السابقة (59) .

(ذلك) مبتدأ خبره (بأنّ الله ... ) ، (في النهار) متعلّق ب (يولج) ، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يولج..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) . والمصدر المؤوّل (أنّ الله سميع) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول. وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «يولج الليل ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) . وجملة: «يولج النهار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل. (ذلك بأنّ الله هو الحقّ) مثل ذلك بأنّ الله يولج (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره (الحقّ) ، (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ (من دونه) متعلّق بحال من المفعول المحذوف (هو) مبتدأ خبره (الباطل) ، (الواو) عاطفة (أنّ الله هو العليّ) مثل أنّ الله هو الحقّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) . والمصدر المؤوّل (أنّ ما يدعون ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) . والمصدر المؤوّل (أنّ الله هو العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) . وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للتعليل. وجملة: «هو الحقّ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث. وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

[سورة الحج (22) : آية 63]

وجملة: «هو الباطل ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع. وجملة: «هو العليّ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الخامس. [سورة الحج (22) : آية 63] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام وهو بمعنى الإخبار وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة «1» . والمصدر المؤوّل (أنّ الله أنزل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «تصبح الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل «2» . وجملة: «إنّ الله لطيف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (مخضّرة) ، مؤنّث مخضرّ، اسم مفعول من اخضرّ الخماسيّ، ويحتمل أن يكون اسم فاعل إذا أسندنا عمل الاخضرار إلى الأرض نفسها، وزنه مفعلّ بضمّ الميم ولم تظهر الفتحة على اللام الأولى بسبب التضعيف. البلاغة عطف المضارع المستقبل على الماضي: في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً»

_ (1) الفاء هنا ليست فاء السببيّة لأنّ إصباح الأرض مخضرّة لا يتسبّب عن الرؤية وإنّما يتسبّب عن نزول المطر نفسه. ثمّ إنّ الاستفهام معناه الإخبار والتقرير أي قد رأيت أنّ الله أنزل،.. (2) تصبح بمعنى أصبحت أو لدلالة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان كما يقول الزمخشري.. والجملة عند أبي البقاء خبر لمبتدأ محذوف هو ضمير القصة المقدّر والجملة الاسميّة مستأنفة.

الفوائد

العدول عن الماضي إلى المضارع لإفادة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان، كما تقول: أنعم عليّ فلان عام كذا، فأروح وأغدو شاكرا له. ولو قلت: فرحت وغدوت لم يقع ذلك الموقع، أو لاستحضار الصورة البديعة. الفوائد 1- قوله تعالى فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً قال ابن هشام في المغني: وقيل: الفاء في هذه الآية للسببية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب، بدليل قولنا: إن يسلم فهو يدخل الجنة، ألم تر أن بينهما من المهلة ما بينهما. 2- آثار قدرته تعالى: ذكر الرازي منها ستة أشياء: أ- إنزال الماء من السماء، وما ينشأ عنه من اخضرار الأرض. ب- عموم ملك الله بقوله: له ما في السموات وما في الأرض. ج- تذليل سائر ما في الأرض، من نبات وحيوان، للإنسان للانتفاع به. د- تسخير الفلك بالماء، وتسخير الرياح، ولولا هما لما استطاع الإنسان الانتقال من مكان إلى مكان والماء بينهما، بل كانت تقف السفينة بهم أو تغوص. وإمساك السماء وما فيها من أفلاك وأجرام أن تقع على الأرض، فتذهب بسائر تلك النعم. ز- الإحياء فالإماتة فالإحياء، ففي الإحياء الأول أنعمه علينا في الدنيا، والإحياء الثاني وأنعمه في الآخرة. [سورة الحج (22) : آية 64] لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) الإعراب: (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) الاسم الموصول، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني (الواو) عاطفة (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (الحميد) خبر ثان مرفوع.

[سورة الحج (22) : آية 65]

جملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هو الغنيّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الحج (22) : آية 65] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65) الإعراب: (ألم تر أنّ الله سخّر) مثل ألم تر أنّ الله أنزل «1» ، (لكم) متعلّق ب (سخّر) ، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الفلك) معطوفة على (ما) منصوب «2» ، (في البحر) متعلّق ب (تجري) ، (بأمره) متعلّق بحال من فاعل تجري أي متلبّسة أو مسيّرة. والمصدر المؤوّل (أنّ الله سخّر ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. والمصدر المؤوّل (أن تقع ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية وقوعها «3» . (على الأرض) متعلّق ب (تقع) ، (إلّا) أداة حصر «4» ، ويقدّر النفي قبلها بفعل يمنع أي لا يترك (بإذنه) متعلّق بحال و (الباء) للملابسة «5» ، (بالناس)

_ (1) في الآية (63) من هذه السورة. (2) يجوز عطفه على لفظ الجلالة، وجملة تجري حينئذ خبر. (3) يجوز نصب لمصدر المؤوّل على البدليّة من السماء، بدل اشتمال، أي يمسك وقوع السماء أي يمنع وقوعها. (4) أو أداة استثناء لاستثناء مفرّغ. (5) أي هو مستثنى من عموم الأحوال.. أي يمسك السماء أن تقع في كلّ حال إلّا في حال إذنه.

الصرف:

متعلّق ب (رؤف) ، (رحيم) خبر ثان ل (إنّ) . جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال من الفلك «1» . وجملة: «يمسك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّ الله.. لرؤوف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (تقع) ، فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المثال وقع باب فتح، وزنه تعل بفتحتين. [سورة الحج (22) : آية 66] وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (66) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذي) خبر المبتدأ هو (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (اللام) المزحلقة للتوكيد جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحياكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يميتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يحييكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم. وجملة: «إنّ الإنسان لكفور» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هي معطوفة على جملة سخّر- فهي في المعنى خبر- إذا عطف (الفلك) على لفظ الجلالة الله.

[سورة الحج (22) : الآيات 67 إلى 69]

[سورة الحج (22) : الآيات 67 الى 69] لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) الإعراب: (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (ينازعنّك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة ... و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (في الأمر) متعلّق ب (ينازعنّك) ، (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ادع) بحذف مضاف أي إلى دين ربّك (اللام) المزحلقة للتوكيد (على هدى) متعلّق بخبر إنّ (مستقيم) نعت لهدى مجرور. جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم ناسكوه ... » في محلّ نصب نعت ل (منسكا) . وجملة: «لا ينازعنّك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. أي إن ناقشوك في أمر الشريعة فلا ينازعنّك- أي لا تنازعهم- وجملة: «ادع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ينازعنّك. وجملة: «إنّك لعلى هدى ... » لا محلّ لها تعليليّة. (الواو) عاطفة (جادلوك) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط. و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ «1» .

_ (1) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي تعملونه. [.....]

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) أي عالم وجملة: «إن جادلوك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة ناقشوك. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ. (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، وكذلك (يوم) ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يحكم) ، (فيه) متعلّق ب (تختلفون) . وجملة: «الله يحكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يحكم بينكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «كنتم فيه تختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تختلفون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (ناسكوه) ، جمع ناسك، اسم فاعل من نسك الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد حذفت النون من الجمع للإضافة. الفوائد - وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ «الجدل في الإسلام» : كثيرة هي الآيات التي تعرضت للجدل، مرة بهذا الاسم، ومرة بالحجاج، وعلى العموم يدعونا الله لنجادل بالتي هي أحسن. ومرة يدعونا لنعرض عن الجاهلين. وقد اختلف أئمة المذاهب حول الجدل والحجاج. أ- مالك كان يمقت الجدل والمناظرة، ويرى أن العلم أزمع من أن يتخذ سبيلا للمصاولة والمطاولة.. وقد قال مرة للخليفة الرشيد، وقد طلب إليه أن يناظر أحد الفقهاء، فاستعفى أمير المؤمنين من ذلك قائلا: لا يجوز أن نتخذ العلم

[سورة الحج (22) : آية 70]

كتحريش الديكة.. أو تهويش الكلاب. ب- الإمام الشافعي، كان يناظر في سبيل إظهار الحقيقة، وكان يقول: ما ناظرت أحدا إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه. وكان هادئا لينا متريثا في مناظراته ومخلصا في مجادلاته. ج- الإمام أبو حنيفة، فتح باب المناظرة على مصراعيه، حتى أصبحت مدرسته مدرسة أصحاب الرأي. د- الامام أحمد بن حنبل، لم يبح لنفسه أن يلج باب الجدال قط، وكل كانت له أسباب ودوافع رضي الله عنهم أجمعين. [سورة الحج (22) : آية 70] أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) الإعراب: (ألم تعلم أن الله يعلم) مثل ألم تر أن الله أنزل «1» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، والإشارة (ذلك) إلى الموجود في السماء والأرض (في كتاب) متعلّق بخبر إنّ، والإشارة (ذلك) الثاني إلى علم الله (على الله) متعلّق ب (يسير) . جملة: «تعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم. وجملة: «أنّ ذلك في كتاب» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إنّ ذلك.. يسير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) في الآية (63) من هذه السورة.

[سورة الحج (22) : الآيات 71 إلى 72]

[سورة الحج (22) : الآيات 71 الى 72] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من دون) متعلّق بحال من الموصول ما، وفاعل (ينزّل) ضمير يعود على لفظ الجلالة (به) متعلّق ب (ينزّل) «1» ، (ما) الثاني موصول معطوف على ما الأول في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم (نصير) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. جملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «ليس لهم به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «ما للظالمين من نصير» في محلّ نصب حال «2» . (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق بالفعل المبنيّ للمجهول (تتلى) ، (بيّنات) حال من نائب الفاعل آياتنا (في وجوه) متعلّق ب (تعرف) ، (بالذين) متعلّق ب (يسطون) بتضمينه معنى يبطشون (عليهم) متعلّق ب (يتلون) ، (الهمزة)

_ (1) أو بمحذوف حال من (سلطانا) - نعت تقدّم على المنعوت- (2) أو استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

للاستفهام (الفاء) عاطفة (بشّر) متعلّق ب (أنبّئكم) ، (من ذلكم) متعلّق ب (شرّ) ، (النار) مبتدأ خبره جملة وعدها «1» ، و (الهاء) في (وعدها) المفعول الثاني (الذين) هو المفعول الأول «2» ، (الواو) استئنافيّة (بئس) ماض جامد لإنشاء الذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار. وجملة: «تتلى ... آياتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تعرف ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يكادون ... » في محلّ نصب حال من الموصول «3» . وجملة: «يسطون ... » في محلّ نصب خبر يكادون. وجملة: «يتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أفأنبّئكم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي أأخاطبكم فأنبئكم. وجملة: «النار وعدها ... » لا محلّ لها تفسر الشرّ.. أو استئناف بيانيّ. وجملة: «وعدها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (النار) . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يسطون) ، بمعنى يغلبون أو يقهرون، فيه إعلال بالحذف أصله يسطوون- بواوين- التقى ساكنان فحذف حرف العلّة لام الكلمة فأصبح يسطون، وزنه يفعون.

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة استئناف بيانيّ، وجملة وعدها خبر ثان للمبتدأ هو. (2) يصحّ أن يكون الموصول المفعول الثاني إذا كانت النار هي الآكلة والكافرون مأكولون. (3) المضاف جزء من المضاف إليه.. ويجوز أن تكون حالا من وجوه لأنّها أصحابها.

[سورة الحج (22) : الآيات 73 إلى 74]

[سورة الحج (22) : الآيات 73 الى 74] يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) الإعراب: (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (الفاء) رابطة بين المسبّب والسبب (له) متعلّق ب (استمعوا) ، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون الله (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (له) متعلّق ب (اجتمعوا) ، (الواو) عاطفة (شيئا) مفعول به منصوب (يستنقذوه) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون (منه) متعلّق ب (يستنقذوه) . جملة: «النداء: يا أيّها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ضرب مثل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «استمعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم العبرة فاستمعوا. وجملة: «إنّ الذين تدعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تدعون من دون الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن يخلقوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اجتمعوا ... » في محلّ نصب حال.. وجواب (لو) محذوف يفسّره المذكور قبله أي: لن يخلقوا ذبابا.

الصرف:

وجملة: «إن يسلبهم الذباب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين تدعون. وجملة: «لا يستنقذوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ضعف الطالب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- (ما) نافية (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مضاف إلى المصدر، منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «ما قدروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله لقويّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (ذبابا) ، اسم جنس واحدته ذبابة زنة فعالة، ويجمع على ذبّان بكسر الذال وضمّها وتشديد الباء، وعلى أذبّة زنة أغربة، وهو مأخوذ من ذبّ إذا طرد وآب إذا رجع. (الطالب) ، اسم فاعل من طلب الثلاثيّ، وزنه فاعل. (المطلوب) ، اسم مفعول من طلب الثلاثيّ، وزنه مفعول. الفوائد 1- المثل في القرآن: نوهنا مرارا عن دور المثل في القرآن الكريم. ونعود هنا لنقف عند هذه الآية التي تقارن بين قدرة الآلهة المزعومة، سواء أكانت إنسانا أم حيوانا أم جمادا، وعجزها عن خلق ذبابة واحدة، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وبين قدرة الذباب الذي هو من أضعف خلق الله، ولكن قد يسطوا على ما في حوزة الإنسان وسائر تلك الآلهة، فيسلبها بعضها، ويقف ذلك المسلوب عاجزا أمام الذباب، لا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه. أليس من الحق، أن نصف السالب والمسلوب بالضعف؟! ولعل هذه الآية قد

[سورة الحج (22) : الآيات 75 إلى 76]

أوحت لذلك الفيلسوف الغربي أن يقول: لقد عجز العلم حتى اليوم أن يكشف حقيقة ذبابة.. وقد استلهم إيمانه بالقدرة القادرة المهيمنة على هذا الوجود، من خلال دقة مخلوقات الله، وعجز الإنسان وعلمه عن إدراك سر الحياة لدى أضعف الأحياء من مخلوقات الله، وما أروع قوله تعالى في ختام هذه الآية «ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» وهكذا نجد أن المثل من جهة، والحوار من جهة ثانية، والقصة من جهة ثالثة، والصور المشخصة ذات الحياة والحركة، كلها من جملة العناصر المكونة لأسلوب القرآن الكريم وبلاغته وإعجازه. 2- جدّة اختراع المعاني: هو أن يخترع الشاعر أو الكاتب معنى لم يسبق إليه، فقوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً» هي من أبلغ ما أنزل الله في تجهيل الكافرين وتقريعهم والاستخفاف بعقولهم، لغرابة التمثيل الذي تضمن الإفراط في المبالغة مع كونها ملازمة للحق والواقع. فقد اقتصر سبحانه على ذكر أضعف المخلوقات وأقلها سلبا لما تسلبه، وتعجيز كل من دونه، عن خلق مثله، مع التضافر والاجتماع، ثم عدل عن رتبة الخلق، لما فيه من تعجيز، إلى استنقاذ النزر القليل، الذي يسلبه الذباب، فقد تدرج في النزول على ما تقضيه خطة البلاغة في الترتيب. ولجدّة الاختراع في المعاني، لدى الشعراء والأدباء، بحث طريف ومفيد غاية الفائدة. ولولا مخافة الخروج عن خطتنا في الإيجاز، لعرضنا عليك أضغاثا من عيون اختراعات أبي تمام والمتنبي وابن الرومي والجاحظ وغيرهما كثير، فإن كنت من فرسان هذا الميدان، فعليك بدواوين هؤلاء. [سورة الحج (22) : الآيات 75 الى 76] اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76)

الإعراب:

الإعراب: (من الملائكة) متعلّق ب (يصطفي) ، وكذلك (من الناس) ، (بصير) خبر ثان مرفوع جملة: «الله يصطفى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يصطفي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «إنّ الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (ما خلفهم) مثل ما بين.. ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (ترجع) .. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم. الصرف: (يصطفي) ، فيه إبدال تاء الافتعال إلى طاء لمجيئها بعد الصاد، وأصله يصتفي. [سورة الحج (22) : الآيات 77 الى 78] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)

_ (1) أو في محلّ رفع خبر ثالث للحرف المشبّه بالفعل إنّ..

الإعراب:

الإعراب: (يا أيّها الذين آمنوا) مثل يا أيّها الناس «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة.. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اركعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اسجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّكم. (الواو) عاطفة (في الله) متعلّق ب (جاهدوا) بحذف مضافين أي في إقامة دين الله (حق جهاده) مثل حقّ قدره «2» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (عليكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (في الدين) متعلّق ب (جعل) «3» ، (حرج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل عامله جعل (ملّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره اتّبعوا «4» ، وعلامة الجرّ في (أبيكم) الياء (إبراهيم) عطف بيان لأبيكم مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (المسلمين) مفعول به ثان عامله سمّاكم، وعلامة النصب الياء (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (سمّاكم) «5» ، (في هذا) متعلّق ب (سمّاكم) ،

_ (1) في الآية (73) من هذه السورة. (2) في الآية (74) من هذه السورة. (3) أو متعلّق بحال من حرج، أو بحال من الضمير في (عليكم) . (4) أو منصوب بمضمون ما تقدّمه بحذف مضاف، كأنّه قال وسع دينكم توسعة ملّة أبيكم فهو مفعول مطلق لفعل محذوف ... والسيوطي تبع الفرّاء بجعله منصوبا على نزع الخافض وهو الكاف، وأبو البقاء جعله حالا بحذف مضاف أي مثل ملّة أبيكم. (5) وبني على الضمّ لانقطاعه عن الإضافة لفظا أي من قبل هذا الكتاب..

والإشارة إلى القرآن (اللام) لام التعليل (يكون) مضارع ناقص ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عليكم) متعلّق ب (شهيدا) ، (تكونوا) معطوف على يكون منصوب، وعلامة النصب حذف النون (على الناس) متعلّق ب (شهداء) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بالله) متعلّق ب (اعتصموا) ، (الفاء) استئنافيّة، والمخصوص بالمدح لفعلي المدح محذوف تقديره هو أي الله. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «هو اجتباكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «اجتباكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «ما جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو اجتباكم «1» . وجملة: « (اتّبعوا) ملّة أبيكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة «2» . وجملة: «هو سمّاكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «سمّاكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «يكون الرسول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سمّاكم) . وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «أقيموا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم أهلا لهذه التسمية فأقيموا ... وجملة: «آتوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أقيموا.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها أيضا. (2) من حالات نصب (ملّة) كونه منصوبا بفعل محذوف تقديره أعني، فكأنّ ثمّة سؤال مقدّر بعد قوله تعالى: ما جعل عليكم في الدين من حرج.. أيّ دين هو، فالجواب: أعني ملّة أبيكم.. فالجملة على هذا استئناف بيانيّ. [.....]

الصرف:

وجملة: «اعتصموا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أقيموا. وجملة: «هو مولاكم ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة. وجملة: «نعم المولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعم النصير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعم المولى.. الصرف: (جهاد) ، مصدر سماعيّ لفعل جاهد الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ فهو مجاهدة وزنه مفاعلة بفتح الفاء وفتح العين. (سمّاكم) ، فيه إعلال بالقلب أصله سمّيكم، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعّلكم. الفوائد - وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. رفع الحرج في الإسلام: اتخذ هذا العنوان بعض الأئمة المجتهدين أصلا من أصول الفقه في الإسلام، وقد استندوا في قرارهم هذا، إلى نصوص كثيرة مثبوته في القرآن الكريم، كقوله تعالى: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» . وهذه الآية التي نحن بصددها «وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» . وقوله تعالى «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها» وقوله «رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ» . وقصر الصلاة في السفر، وإباحة الإفطار في رمضان لمن كان مريضا أو على سفر، إلخ. وفي الحديث الشريف قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما خيّرت بين أمرين إلا اخترت أيسرهما» وقوله «يسروا ولا تعسروا. إلخ» ومنعه صحابته أن يتشادوا في الدين، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له لكني: أصوم، وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي مني) . ومثل ذلك كثير نجده في كتب السيرة والكتب الصحاح.

المجتهدين ما معناه «من السهل على كل إنسان أن يتشدّد في الدين ما شاء، وأن يصدر الأحكام المضيقة على المسلمين، وليس في ذلك كبير فائدة. ولكن المطلوب، والذي لا يضطلع به إلا كل ذي قدرة متفوقة، وعقل راجح، هو التسهيل على المسلمين، وإيجاد المخارج من المآزق، والحلول الناجعة، للشؤون الطارئة، والمشاكل المستحدثة.. انتهت سورة «الحج» ويليها سورة «المؤمنون»

الجزء الثامن عشر سورة المؤمنون آياتها 118 آية سورة النّور آياتها 64 آية سورة الفرقان من الآية 1 إلى الآية 20

سورة المؤمنون

سورة المؤمنون آياتها 118 آية [سورة المؤمنون (23) : الآيات 1 الى 11] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (9) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل (المؤمنون) ، (هم) مبتدأ خبره (خاشعون) ، (في صلاتهم) متعلّق بالخبر

(الواو) عاطفة في المواضع الستة، والموصولات الخمسة (الذين) في محلّ رفع معطوفة على الموصول الأول (عن اللغو) متعلّق ب (معرضون) الخبر، (الزكاة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل فاعلون، و (اللام) هي لام التقوية «1» ، (لفروجهم) مثل للزكاة (إلّا) أداة حصر (على أزواجهم) متعلّق ب (حافظين) بتضمينه معنى ممسكين «2» ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم، و (الفاء) في (فإنّهم) تعليليّة و (الفاء) بعدها عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (ابتغى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط (وراء) ظرف منصوب متعلّق ب (ابتغى) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل لا محلّ لها «3» ، (لأماناتهم) مثل للزكاة، فالأمانات مفعول ل (راعون) ، (على صلواتهم) متعلّق ب (يحافظون) ، (أولئك هم الوارثون) مثل أولئك هم العادون (الذين) الأخير في محلّ رفع نعت ل (الوارثون) (فيها) متعلّق بالخبر (خالدون) . جملة: «قد أفلح المؤمنون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «هم.. خاشعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «هم.. فاعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «هم.. حافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة: «ملكت أيمانهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة: «إنّهم غير ملومين» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) يجوز أن تكون اللام أصلية فهي متعلّقة ب (فاعلون) . (2) وفي الكلام معنى النفي الذي يجب أن يسبق (إلّا) ، لأنّ الإمساك هو عدم البذل.. ويجوز أن يكون الجارّ حالا أي إلّا قوّامين على أزواجهم.. وأجاز الزمخشريّ تعليقه بفعل محذوف تقديره يلامون. (3) أو مبتدأ خبره العادون.

الصرف:

وجملة: «من ابتغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم غير ... وجملة: «ابتغى وراء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «أولئك هم العادون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هم العادون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «هم.. راعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس. وجملة: «هم.. يحافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس. وجملة: «يحافظون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «أولئك.. الوارثون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرثون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع. وجملة: «هم.. خالدون» في محلّ نصب حال من الفاعل أو المفعول. الصرف: (8) راعون، جمع راع اسم فاعل من الثلاثيّ رعى، وفيه إعلال بالحذف حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه فاعون. البلاغة الطباق: وذلك في قوله تعالى «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» طباق إيجاب، فقد جمع سبحانه للمؤمنين في هذا الوصف بين الفعل والترك، إذ وصفهم بالخشوع في الصلاة وترك اللغو، وهذا كله من طباق الإيجاب المعنوي. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 12 الى 16] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (16)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (من سلالة) متعلّق ب (خلقنا) ، (من طين) متعلّق بنعت ل (سلالة) (ثمّ) حرف عطف للتراخي في المواضع الخمسة (نطفة) مفعول به ثان عامله جعلناه منصوب (في قرار) متعلّق بنعت ل (نطفة) «1» ، (علقة) مفعول به ثان عامله خلقنا بتضمينه معنى صيّرنا وكذلك (مضغة وعظاما) ، (الفاء) عاطفة (لحما) مفعول به ثان عامله (كسونا) ، منصوب، (خلقا) حال من الضمير الغائب بمعنى مخلوقا (آخر) نعت ل (خلقا) منصوب، ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (الفاء) لربط المسبب بالسبب (أحسن) بدل من لفظ الجلالة مرفوع «2» ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (ميّتون) ، (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (تبعثون) . جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة- أو معطوفة على الابتدائيّة- وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا.. وجملة: «خلقنا النطفة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناه. وجملة: «خلقنا العلقة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا النطفة. وجملة: «خلقنا المضغة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا العلقة.

_ (1) أو متعلّق ب (جعلناه) . (2) لم يعرب نعتا للفظ الجلالة لأنه في حكم النكرة وإن أضيف إلى الخالقين، فالأخير على معنى من، أي: أحسن ممّن خلق.. وأجاز أبو البقاء أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف..

الصرف:

وجملة: «كسونا العظام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا المضغة. وجملة: «أنشأناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كسونا.. وجملة: «تبارك الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأناه.. «1» . وجملة: «إنّكم ... لميّتون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأناه. وجملة: «إنّكم.. تبعثون» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنكم لميّتون. وجملة: «تبعثون» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (2) سلالة، اسم لما استلّ من الشيء أو بمعنى خلاصة الشيء، وهو بمعنى الشيء المسلول وزنه فعلة بضم الفاء. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «فِي قَرارٍ مَكِينٍ» قوله «فِي قَرارٍ» أي مستقر، وأطلق عليه ذلك مبالغة، والمراد به الرحم، ووصفه بقوله «مكين» أي متمكن، وهو النطفة هنا، على سبيل المجاز، كما يقال طريق سائر. وجوز أن يقال: إن الرحم نفسها متمكنة، ومعنى تمكنها أنها لا تنفصل، لثقل حملها، أو لا تمج ما فيها، فهو كناية عن جعل النطفة محرزة مصونة. الفوائد - تفاوت حروف العطف: كلنا يعلم أن لكل حرف من حروف العطف معنى، مثال ذلك أنّ «ثمّ» للتراخي، «والفاء» للتعقيب، و «أو» للتساوي، إلخ ولكن ثمة اعتبارات أخرى يجب أن ندركها، وأن نعطيها دورها في تقرير تلك الفوارق بين الحروف، من ذلك الاتصال الوثيق بين فترتي المعطوف والمعطوف عليه،

_ (1) أو استئنافيّة دعائيّة.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 17 إلى 22]

وإن طالت مدة كل منهما. ومن ذلك، الفارق العقلي بين ركني العطف، وإن تقاربت مدتهما، فالاستبعاد العقلي أنزل مدة العطف منزلة التراخي في الزمن، واستبدل حرف العطف الفاء بحرف العطف «ثم» . ولهذا البحث لطائف واعتبارات دقيقة حرية بالدراسة لو كانت خطة الكتاب تسمح بذلك. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 17 الى 22] وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) الإعراب: (لقد خلقنا) مرّ إعرابها «1» ، (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (خلقنا) ، ومنع (طرائق) من الصرف لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع (الواو) حالية- أو عاطفة- (ما) نافية مهملة (عن الخلق) متعلّق بالخبر (غافلين) .

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة.

جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة القسم المقدّرة المتقدّمة- «1» . وجملة: «ما كنّا.. غافلين» في محلّ نصب حال من فاعل خلقنا «2» . 18- (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) ، (بقدر) متعلّق بحال من الفاعل «3» ، (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (أسكنّاه) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (على ذهاب) متعلّق بالخبر (قادرون) ، (به) متعلّق ب (ذهاب) ، و (الباء) للتعدية (اللام) هي المزحلقة للتوكيد. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «أسكنّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. وجملة: «إنّا.. لقادرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنّاه «4» . 19- (الفاء) عاطفة (لكم) متعلّق ب (أنشأنا) ، (به) متعلّق ب (أنشأنا) و (الباء) سببيّة (من نخيل) متعلّق بنعت ل (جنّات) (لكم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «5» ، والمبتدأ (فواكه) ، (الواو) عاطفة (منها) متعلّق ب (تأكلون) . وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنّاه. وجملة: «لكم فيها فواكه ... » في محلّ نصب نعت لجنّات «6» . وجملة: «تأكلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لكم فيها فواكه.

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة. (2) أو معطوفة على جواب القسم. (3) أو متعلّق بنعت لماء، أي كائنا بقدر، أي مقدّرا. (4) أو اعتراضيّة، ويجوز أن تكون في محلّ نصب حالا من الفاعل أو من المفعول في (أسكنّاه) . (5) يجوز أن يتعلّق بحال من فواكه- نعت تقدّم على المنعوت- (6) أو هي حال من جنّات لأنّها وصفت بالجارّ والمجرور (من نخيل) .

الصرف:

20- (الواو) عاطفة (شجرة) مفعول به لفعل محذوف تقديره أنشأنا (من طور) متعلّق ب (تخرج) ، ومنع (سيناء) من الصرف للعلميّة والتأنيث- أو مؤنّث منته بألف التأنيث الممدودة- (بالدهن) متعلّق ب (تنبت) و (الباء) للتعدية (صبغ) معطوف على الدهن بالواو مجرور (للآكلين) متعلّق بنعت ل (صبغ) ، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: « (أنشأنا) شجرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا المذكورة. وجملة: «تخرج ... » في محلّ نصب نعت لشجرة. وجملة: «تنبت ... » في محلّ نصب حال من فاعل تخرج. 21- 22- (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بخبر إنّ (في الأنعام) متعلّق بحال من (عبرة) «1» ، و (اللام) لام الابتداء للتوكيد (عبرة) اسم إنّ مؤخّر منصوب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (نسقيكم) ، (في بطونها) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (لكم فيها ... تأكلون) مثل السابقة (الواو) عاطفة (عليها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول تحملون، وكذلك (على الفلك) . وجملة: «إنّ لكم.. لعبرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة. وجملة: «نسقيكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لكم فيها منافع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسقيكم. وجملة: «منها تأكلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسقيكم. وجملة: «عليها.. تحملون» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسقيكم. الصرف: (17) طرائق، جمع طريقة.. انظر الآية (63) من سورة طه.

_ (1) أو متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر. [.....]

البلاغة

(18) ذهاب، مصدر سماعيّ لفعل ذهب الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو ذهوب بضمّ الذال. (20) سيناء، اسم مكان للصحراء المعروفة، وزنه فيعال، فيه إبدال لامه- وهي الياء- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة ساكنة. (20) الدهن، اسم لعصارة كلّ شيء فيه دسم، وزنه فعل بضمّ فسكون. (20) صبغ، اسم لما يصبغ به الشيء جمعه أصباغ، وزنه فعل بكسر فسكون. (آكلين) ، جمع آكل اسم فاعل من أكل الثلاثيّ، وزنه فاعل والجمع فاعلين، أدغمت الهمزة مع ألف فاعل الساكنة ووضع فوقها مدّة. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» حيث شبه الإدام من المائعات بالصبغ، ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به، بجامع التلون بلونه إذا غمس به. الفوائد 1- التوكيد: يلاحظ المتبصر في أساليب القرآن أن التوكيد عصب أساسي في أسلوب القرآن الكريم، انظر الآية 18 (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) ، فقد اشتملت هذه الفقرة على عدد من أدوات التوكيد، أولها: (أنّ) وثانيتها: تقديم الخبر «عَلى ذَهابٍ» على المبتدأ، وثالثها: حرف الجر الزائد «به» ، رابعها: «اللام المزحلقة ل قادرون» . ويمكننا أن نقول بمثل ذلك في قوله تعالى «إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً» فيها ثلاث مؤكدات. ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم، لدى من يرصد ظاهره. وتعليل ذلك يختلف باختلاف السور ومواضيعها. ولعل من أول هذه الأسباب: تعنت المشركين المنافقين وأهل

[سورة المؤمنون (23) : آية 23]

الكتاب الذين كانوا موضوع هذه الخطابات، ومنه أيضا قوة الحجة عليهم، وإقامتها لديهم، من قبله تعالى. فهل من مدكر؟! 2- طور سيناء هو طور سينين نفسه: وهو، إما أن يكون مركبا إضافيا، كامرئ القيس، بعلبك، وهو ممنوع من الصرف. وإما أن يكون «طور» اسم الجبل، وقد أضيف إلى بقعة اسمها «سيناء» ، وهي معروفة ب «صحراء سيناء» ، وهي امتداد لفلسطين حتى قناة السويس، وهي صحراء التيه التي تاه بها قوم موسى أربعين سنة، وأمّا الشجرة، فهي شجرة الزيتون، لأنها اشتهرت زراعتها في هذه المنطقة من بلاد الشام. [سورة المؤمنون (23) : آية 23] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لقد أرسلنا نوحا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (يا قوم) أداة نداء ومنادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) مضاف إليه (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (غيره) نعت لإله تبع محلّه فرفع (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة.. جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 24 إلى 25]

وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تتّقون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أعصيتم فلا تتّقون. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 24 الى 25] فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع نعت للملأ (من قومه) متعلّق بحال من فاعل كفروا (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (بشر) خبر المبتدأ (هذا) (مثلكم) نعت لبشر مرفوع (عليكم) متعلّق ب (يتفضّل) . والمصدر المؤوّل (أن يتفضّل) في محل نصب مفعول به عامله يريد.. (الواو) عاطفة (اللام) واقعة في جواب لو (بهذا) متعلّق ب (سمعنا) ، (في آبائنا) متعلّق ب (سمعنا) بحذف مضاف أي في أخبار آبائنا «1» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما هذا إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب حال من بشر «2» . وجملة: «يتفضّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من اسم الإشارة. (2) لأنّ النكرة هنا وصفت، ويجوز أن تكون الجملة نعتا لبشر في محلّ رفع.

[سورة المؤمنون (23) : آية 26]

وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما سمعنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. 25- (إن) نافية (إلّا) للحصر (رجل) خبر للمبتدأ (هو) ، (به) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (تربّصوا) ، وكذلك (حتّى حين) . وجملة: «إن هو إلّا رجل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «به جنّة ... » في محلّ رفع نعت لرجل. وجملة: «تربّصوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم معرفة حقيقته فتربّصوا. [سورة المؤمنون (23) : آية 26] قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (26) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ و (النون) للوقاية.. و (الياء) المحذوفة مفعول به. والمصدر المؤوّل (ما كذّبون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (انصرني) ، و (الباء) سببيّة. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ انصرني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انصرني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

[سورة المؤمنون (23) : آية 27]

[سورة المؤمنون (23) : آية 27] فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) الإعراب: (الفاء) عاطفة (إليه) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة (بأعيننا) متعلّق بحال من فاعل اصنع و (الباء) للملابسة، و (الفاء) في (فاسلك) رابطة لجواب الشرط (فيها) متعلّق ب (اسلك) بتضمينه معنى أدخل (من كلّ) متعلّق ب (اسلك) ، (اثنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب مستثنى بإلّا (عليه) متعلّق ب (سبق) ، (منهم) حال من الضمير في (عليه) ، (لا) ناهية جازمة (في الذين) متعلّق ب (تخاطبني) بحذف مضاف أي في أمر الذين.. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «1» . وجملة: «اصنع ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فار التنّور ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء أمرنا. وجملة: «اسلك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «سبق عليه القول» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا تخاطبني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية السابقة (26) .

الفوائد

وجملة: «إنّهم مغرقون» لا محلّ لها تعليليّة. الفوائد - «فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ» : لعلها المرة الثالثة، نشير فيها إلى مواطن «أن» التفسيرية، وهي التي تقع بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه. فالفعل «أوحى» فيه معنى القول، وليس فيه حرف من حروفه. وتكفي هذه الإشارة لتدفع القارئ لمعاودة هذا البحث في مظانه. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 28 الى 29] فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) الإعراب: (الفاء) عاطفة (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل التاء (الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محل رفع معطوف على الضمير فاعل استويت (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (على الفلك) متعلّق ب (استويت) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحمد) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (من القوم) متعلّق ب (نجّانا) . جملة: «استويت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نجّانا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

الفوائد

29- (الواو) عاطفة (ربّ أنزلني) مثل ربّ انصرني «1» ، (منزلا) مفعول به منصوب «2» ، (الواو) حاليّة «3» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) . وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزلني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنت خير ... » في محلّ نصب حال من فاعل أنزلني «4» . الفوائد - قصة نوح: سوف نجتزئ الجزء الأخير من هذه القصة، وندع كاملها إلى موطن آخر. «فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا» لما رأى أن الله قد حقت كلمته، وقضى وحيه، أنه لن يؤمن به أحد بعد، وأنه قد طبع على قلوبهم، ووضعت عليها الأقفال، فلم يعودوا يخضعون لبرهان، أو يذعنون إلى إيمان، قال: «رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» . فاستجاب الله دعاءه وأوحى إليه: ان «اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» فاتخذ مكانا قصيا عن المدينة، وراح يعدّ الألواح والمسامير، ولكن لم ينج من سخرية القوم واستهزائهم. قال بعضهم: إنك يا نوح كنت تزعم، قبل اليوم، أنك نبي ورسول، فكيف أصبحت اليوم نجارا وقال غيرهم: ما بالك تصنع السفينة بعيدة عن البحار والأنهار. ولكنه أعرض عن استهزائهم ولغوهم. فأوحى إليه الله: إذا جاء أمرنا، وظهرت آياتنا، فاعمد إلى سفينتك، وخذ من آمن من قومك وأهلك، واحمل معك من كل زوجين اثنين، حتى يبلغ أمر الله.

_ (1) في الآية (26) من هذه السورة. (2) أو مفعول مطلق منصوب إن كان مصدرا ميميّا. (3، 4) أو استئنافيّة والجملة بعدها استئناف تعليليّ.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 30 إلى 32]

وفتحت أبواب السماء بالماء، وتفجرت عيون الأرض، وبلغ السيل الزبى، ثم جاوز القيعان والربا، فهرع نوح إلى السفينة، وحمل ما أمر الله بحمله من الإنسان والحيوان والنبات، وسارت باسم الله مجراها ومرساها. سارت السفينة في ريح رخاء، والأمواج تفتح بين طياتها للكافرين قبورا، والزبد يخيط لهم أكفانا، يغالبون الموت والموت يغلبهم، ويصارعون الموج ولكن الموج يصرعهم، حتى طوتهم الأمواج طي السر في الفؤاد. هذا فصل من فصول قصة نوح نقلناه إليك، كما ورد في المطولات وقصص القرآن، وسنعود لسيرة نوح، في مواطن أخرى من هذا الكتاب بعونه تعالى. 2- هيهات فيها لغات كثيرة العدّ: وقد اشتهرت بفتح التاء على البناء، وهي لغة الحجازيين، وفيها هيهاتا وهيهات وهيهات بالكسر والتنوين ثم الثلاثة بدون تنوين ثم بسكون التاء. ويجوز إبدال الهمزة من الهاء الأولى في سائر اللغات المذكورة. ويقع الاسم بعدها مرفوعا بها، كما يرتفع بالفعل، لأنها جارية مجراه، فاقتضت فاعلا قال جرير: فهيهات هيهات العقيق ومن به ... وهيهات خلّ بالعقيق نواصله [سورة المؤمنون (23) : الآيات 30 الى 32] إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32) الإعراب: (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (إن) مخفّفة من

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 33 إلى 38]

الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (اللام) هي الفارقة (مبتلين) خبر كنّا منصوب. جملة: «إنّ في ذلك لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن (هـ) كنّا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كنّا لمبتلين) في محلّ رفع خبر إن المخفّفة. 31- (من بعدهم) متعلّق ب (أنشأنا) ، (آخرين) نعت لقرن منصوب، وهو على معنى قوم، وعلامة النصب الياء. وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على إن كنّا ... 32- (الفاء) عاطفة (فيهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (منهم) متعلّق بنعت ل (رسولا) ، (أن) مفسّرة «1» ، (اعبدوا الله ... تتّقون) مرّ إعرابها «2» . وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «3» . وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تتّقون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مقرّر لما قبله. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 33 الى 38] وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)

_ (1، 3) سبقت بفعل أرسلنا الذي فيه معنى القول دون حروفه، أي قلنا لهم على لسان الرسول. ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (أرسلنا) ، أي أرسلنا فيهم بأن اعبدوا.. وعدّي الإرسال بفي لأنه جعل القرن موضع الإرسال. (2) في الآية (23) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قال الملأ ... كفروا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (بلقاء) متعلّق ب (كذّبوا) ، (في الحياة) متعلّق ب (أترفناهم) ، (ما هذا ... مثلكم) مرّ إعرابها «2» (ممّا) متعلّق ب (يأكل) ، (منه) متعلّق ب (تأكلون) ، (ممّا) الثاني متعلّق ب (يشرب) . جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أترفناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ما هذا إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من بشر «3» . وجملة: «تأكلون منه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1، 2) في الآية (24) من هذه السورة. (3) لأنّ النكرة هنا قد وصفت ... ويجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

وجملة: «يشرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل. وجملة: «تشربون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. 34- (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أطعتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (مثلكم) نعت ل (بشرا) منصوب (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (خاسرون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «إن أطعتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما هذا إلّا بشر. وجملة: «إنّكم.. لخاسرون» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. 35- (الهمزة) للاستفهام التعجبيّ، وفاعل (يعدكم) ضمير مستتر تقديره هو أي الرسول، وخبر (أنكم) الأول هو (مخرجون) ، وكرّر (أنّكم) توكيدا لطول الفاصلة «1» ... والمصدر المؤوّل (أنّكم ... مخرجون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعدكم. (إذا) ظرف قد يحمل معنى الشرط، فالجواب محذوف، ويتعلّق به الظرف، وقد يكون ظرفا محضا متعلّق بما دلّ عليه خبر أنّكم (الواو) عاطفة في الموضعين. وجملة: «يعدكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر محذوفا دلّ عليه خبر (أنّكم) الثاني، والمصدر المؤوّل الثاني توكيد للأول أو بدل، أو أنّ المصدر المؤوّل الثاني مبتدأ خبره الظرف قبله، والجملة حينئذ خبر (أنكم) الأول، أي: أيعدكم أنّكم إخراجكم كائن وقت موتكم.. أو أنّ المصدر المؤوّل الثاني فاعل لفعل محذوف تقديره يحدث، وهو جواب إذا، وجملة الظرف وشرطه وجوابه خبر (أنّكم) الأول.

وجملة: «متمّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كنتم ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متّم. 36- (هيهات) اسم فعل ماض بمعنى بعد (هيهات) الثاني توكيد للأول (اللام) زائدة «1» . (ما) حرف مصدريّ «2» ، (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (ما توعدون..) محلّه الأبعد فاعل هيهات.. ومحلّه الأقرب مجرور باللام أي بعد وعد الرسول بإخراجكم بعد الموت. وجملة: «هيهات ... لما توعدون» لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق في حيّز القول السابق. 37- (إن) نافية (إلّا) للحصر (حياتنا) خبر المبتدأ (هي) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) اسمها (مبعوثين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجر الياء. وجملة: «إن هي إلّا حياتنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «نموت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «نحيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت. وجملة: «ما نحن بمبعوثين» لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت. 38 (إن هو إلّا رجل) مثل إن هي إلّا حياتنا (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «4» (الواو) عاطفة (ما نحن له بمؤمنين) مثل ما نحن

_ (1) أجاز بعض المعربين أن تكون اللام للبيان متعلّقة بمحذوف هو فاعل هيهات أي بعد التصديق أو الوقوع لما توعدون.. أو هي متعلّقة بمحذوف خبر المبتدأ (هيهات) بكونه مصدرا، أي البعد لما توعدون، وهو رأي الزجّاج. (2) أو اسم موصول والعائد محذوف.. وجملة توعدون صلة الموصول. [.....] (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في حياتنا. (4) إن كان دالّا على الشيء المكذوب، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادف له.

الصرف:

بمبعوثين.. (له) متعلّق ب (مؤمنين) . وجملة: «إن هو إلّا رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «افترى ... » في محلّ رفع نعت لرجل. وجملة: «ما نحن له بمؤمنين» في محلّ رفع معطوفة على جملة افترى. الصرف: (هيهات) ، اسم فعل ماض معناه بعد. الفوائد 1- الآية «أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ» . للنحاة آراء عدة في إعراب هذه الآية وخصوصا في خبر «أن» الأولى وأن الثانية. نختار لكم الرأي الراجح لدى أئمة النحو الذي ارتاحت له النفس واطمأن إليه الفكر وهو أن «أنّ» الثانية تكرار وتوكيد للأولى بعد أن طال الفصل وأن كلمة «مخرجون» هي خبر ل «أن» الأولى وهذا ما ذهب إليه الجرمي، والمبرد، والفراء ويتفق مع صناعة النحو وقواعد اللغة.. 2- حول هذه الآية: شرح ابن أبي الحديد نهج البلاغة، وقد أورد في شرحه ما يلي: قال قاضي القضاة: إن أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم، ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة، لم يذهب أحد إليها، وهي أن العالم قديم، لم يزل على هيئته هذه، ولا إله للعالم، ولا صانع له أصلا، وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر. ومن أشهر الذين أخذوا بهذه المقالة من العرب ابن الراوندي، وقد أخذ هذه المقالة ونشرها في كتابه المعروف بكتاب التاج. وقد ذكر أبو العلاء المعري ابن الراوندي وتاجه في رسالة الغفران، ومما قاله: «وأما ابن الراوندي، فلم يكن إلى المصلحة بمهدي، وأما تاجه فلا يصلح أن يكون نعلا، هل تاجه إلا كما قالت الكاهنة» «أفّ وتفّ وجورب وخف» . وفي هؤلاء يقول أبو العلاء في لزومياته:

[سورة المؤمنون (23) : آية 39]

ضل الذي قال البلاد قديمة ... بالطبع كانت والأنام كبنتها وأمامنا يوم تقوم هجوده ... من بعد إبلاء العظام ورفتها ورحم الله المعري، لو عاش إلى أيامنا، لرأى الآلاف والملايين من الوراقين والراونديين، يجاهرون بمقالة أولئك، ولا يجدون من يشذب مقالتهم أو يزري بآرائهم، فقد أصبحوا ذوي قوة وأيد. [سورة المؤمنون (23) : آية 39] قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (39) الإعراب: انظر إعرابها مفردات وجملا سابقا «1» . [سورة المؤمنون (23) : آية 40] قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (40) الإعراب: (ما) زائدة (عن قليل) متعلّق ب (نادمين) «2» ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يصبحنّ) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين اسم يصبح، و (النون) نون التوكيد (نادمين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يصبحنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 41 الى 51] فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (45) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (46) فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (50) يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)

_ (1) في الآية (26) من هذه السورة. (2) يجوز تعليقه ب (ننصر) محذوفا.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق بحال من الصيحة (الفاء) عاطفة (غثاء) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم (الفاء) عاطفة (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي ابعدوا بعدا (للقوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره قلنا «1» . جملة: «أخذتهم الصيحة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره الدعاء للقوم.. أو متعلّق بالمصدر (بعدا) على رأي أبي حيّان وانظر الآية (44) من سورة هود. (2) أو معطوفة على استئناف مقدّر.

وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة. وجملة: « (ابعدوا) بعدا ... » في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر.. وجملة القول المقدّر لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة. 42- (ثمّ) حرف عطف (من بعدهم) متعلّق ب (أنشأنا) . وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة. 43- (ما) نافية (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تسبق.. وجملة: «ما تسبق من أمّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا «1» . وجملة: «ما يستأخرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تسبق. 44- (تترى) مصدر في موضع الحال أي متتابعين «2» ، (كلّما) تركيب ظرفي متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب كذّبوه (أمّة) مفعول به مقدّم منصوب (الفاء) عاطفة (بعضا) مفعول به ثان منصوب عامله أتبعنا (الواو) عاطفة (أحاديث) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (الفاء) عاطفة (بعدا لقوم لا يؤمنون) مثل بعدا للقوم الظالمين.. و (لا) نافية. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا. وجملة: «جاء أمّة رسولها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «3» . وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أتبعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعنا.

_ (1) أو في محلّ نصب نعت ل (قرونا) والرابط مقدّر أي فيها.. ويجوز أن تكون حالا. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر مبيّن لنوعه. (3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا والمصدر المؤوّل (ما جاء..) في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: « (ابعدوا) بعدا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والقول المقدّر معطوف على جملة جعلناهم ... وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. 45- (هارون) عطف بيان من (أخاه) - أو بدل منه- منصوب (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى.. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا رسلنا. 46- (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) منع من الصرف للعلميّة والعجمة (الفاء) عاطفة.. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا موسى. وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا. 47- (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (لبشرين) متعلّق ب (نؤمن) ، (مثلنا) نعت لبشرين مجرور مثله «1» ، (الواو) حاليّة (لنا) متعلّق ب (عابدون) الخبر. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا. وجملة: «نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قومهما لنا عابدون» في محلّ نصب حال. 48- (الفاء) عاطفة في الموضعين (من المهلكين) متعلّق بخبر كانوا ... وجملة: «كذّبوهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوهما. 49- (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (الكتاب) مفعول به ثان

_ (1) وقد جاء مفردا لاكتفائه بالواحد عن الاثنين.

الصرف:

منصوب، والضمير في (لعلّهم) يعود على قوم موسى. وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «لعلّهم يهتدون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. 50- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (آية) مفعول به ثان عامله جعلنا (إلى ربوة) متعلّق ب (آويناهما) (ذات) نعت لربوة مجرور (معين) معطوف على قرار، مجرور، وهو نعت لمنعوت محذوف أي ماء معين. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا موسى.. وجملة: «آويناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.. 51- (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (ها) حرف تنبيه (الرسل) بدل من أيّ، أو عطف بيان تبعه في الرفع لفظا (من الطيّبات) متعلّق ب (كلوا) ، (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (عليم) خبر إنّ. وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لما سبق. وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إنّي.. عليم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل بما سبق- وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (41) غثاء، اسم جامد للنبات اليابس، وزنه فعال بضمّ الفاء جمعه أغثية وغثيان بكسر الغين كغراب وأغربة وغربان.. وفيه قلب لامه- الواو- همزة فهو من غثا يغثو، فقد جاءت متطرّفة بعد ألف ساكنة.

_ (1) أو اسم موصول، في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة ما.

الفوائد

(44) تترى: مصدر، و (التاء) الأولى فيه منقلبة عن واو أصله وترى لأنّ الكلمة من الوتر أو من المواترة، و (الألف) أمّا مزيدة للإلحاق كأرطى، أو هي للتأنيث. أمّا رسمها فقد رسمت في المصحف طويلة- خلافا للقياس الإملائيّ- وذلك لتناسب قراء التنوين. (46) عالين، جمع عال، انظر الآية (83) من سورة يونس، وعالين فيه إعلال بالحذف بدءا من المفرد لالتقاء سكون حرف العلّة مع سكون التنوين. (48) ، المهلكين: جمع المهلك اسم مفعول من أهلك الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (50) معين، اسم مفعول من عان الثلاثيّ، مضارع يعين فهو على وزن مبيع فالميم زائدة، أصله معيون، دخله الإعلال حيث سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى العين- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الواو لأنها زائدة فأصبح معين- بضمّ العين- اعلال بالحذف، ثمّ كسرت العين لمناسبة الياء فأصبح معين بفتح الميم وكسر العين. وقيل إنّ الميم أصليّة فوزنه فعيل مشتقّ من معن الثلاثيّ بمعنى جرى وأسرع. الفوائد 1- ألف تترى المقصورة فيها ثلاثة أقوال: أ- هي للإلحاق ب «جعفر» وهي كألف في «أرطى» . ب- هي بدل من التنوين ج- هي للتأنيث مثل سكرى، وعلى هذا القول فهي ممنوعة من الصرف ولا تنوّن. ومعناها «متتابعا» . 2- كلما: هي ظرف متضمن معنى الشرط، وتفيد التكرار، وقد ألمحنا لذلك سابقا.

[سورة المؤمنون (23) : آية 52]

[سورة المؤمنون (23) : آية 52] وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) الإعراب: (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّة) حال منصوبة من أمّتكم «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب، والنون في (فاتّقون) هي نون الوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة آخر الآي. جملة: «إنّ هذه أمّتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «2» . وجملة: «أنا ربّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ هذه أمّتكم. وجملة: «اتّقون» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: تنبّهوا فاتّقون. [سورة المؤمنون (23) : آية 53] فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (تقطّعوا) ، (زبرا) حال من فاعل تقطّعوا منصوبة (بما) متعلّق ب (فرحون) ، و (ما) موصول (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما. جملة: «تقطّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلّ حزب.. فرحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . [سورة المؤمنون (23) : الآيات 54 الى 56] فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (55) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (56)

_ (1) جاءت الحال جامدة لأنها وصفت. (2) في الآية السابقة (51) ويجوز أن تكون استئنافيّة. (3) أو في محلّ نصب حال من الفاعل في تقطّعوا.. أو هي نعت ل (زبرا) . [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (في غمرتهم) متعلّق ب (ذرهم) «1» ، (حتّى حين) متعلّق ب (ذرهم) . جملة: «ذرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن يفرحوا بما لديهم فذرهم. 55 (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (ما) موصول اسم أنّ في محلّ نصب «2» ، (به) متعلّق ب (نمدّهم) ، (من مال) متعلّق بمحذوف حال من الضمير في به «3» . وجملة: «يحسبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نمدّهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 56- (لهم) متعلّق ب (نسارع) وكذلك (في الخيرات) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية. وجملة: «نسارع ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والرابط مقدّر أي نسارع به لهم. والمصدر المؤوّل (أنّ ما نمدّهم.. نسارع) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون. وجملة: «لا يشعرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستفهام التقريعيّ. الفوائد - أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ: ورد رسم «أنما» في القرآن متصلا، فكأنها كلمة واحدة، وكأن «ما» هي الكافة مثل كأنما. ولكن الواقع هما كلمتا أنّ حرف مشبه بالفعل وما حرف مصدر، وللتفرقة

_ (1) أو بمحذوف مفعول به ثان إن كان الفعل (ذرهم) من أفعال الصيرورة. (2) في المصحف رسم (أنّما) موصولا وحقّه أن يكون مفصولا، لأنّ (ما) اسم موصول بدليل رجوع العائد إليه في (به) أو لبيانه في (من مال) . (3) أو هو تمييز للموصول (ما) .

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 57 إلى 62]

بينها وبين الزائدة أن هذه تكتب منفصلة وتلك تكتب متصلة. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 57 الى 62] إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (61) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62) الإعراب: (من خشية) متعلّق بالخبر (مشفقون) ، و (الموصولات) الثلاثة معطوفة على الموصول الأول بحروف العطف في محلّ نصب (بآيات) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بربّهم) متعلّق ب (يشركون) المنفيّ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يؤتون، والمفعول الأول محذوف أي الناس (الواو) واو الحال (إلى ربّهم) متعلّق بخبر أنّ (راجعون) ، (في الخيرات) متعلّق ب (يسارعون) ، (الواو) عاطفة أو حاليّة (لها) متعلّق ب (سابقون) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (إلّا) للحصر (وسعها) مفعول به ثان منصوب عامله نكلّف «1» ، (الواو) عاطفة (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) ، (بالحقّ) متعلّق ب (ينطق) ، (الواو) عاطفة أو حالية (لا) نافية.

_ (1) هذا على التجوّز لأن أصل الكلام: لا نكلّف نفسا إلّا أمرا بوسعها القيام به، فلمّا حذف المفعول الثاني حلّ المجرور محلّه- بنزع الخافض- فأعرب مفعولا ثانيا على السعة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّهم ... راجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأنهم أو بأنهم.. متعلّق ب (وجلة) . جملة: «إنّ الذين ... أولئك يسارعون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم.. مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «هم ... يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «هم ... لا يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثالث. وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «قلوبهم وجلة ... » في محلّ نصب حال من فاعل آتوا. وجملة: «أولئك يسارعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يسارعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «هم لها سابقون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يسارعون «1» . وجملة: «لا نكلّف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة: إنّ الذين. وجملة: «لدينا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف. وجملة: «ينطق ... » في محلّ رفع نعت لكتاب. وجملة: «هم لا يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف «2» .. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الرابع. الصرف: (وجلة) ، مؤنّث وجل صفة مشبّهة من وجل يوجل باب فرح، وزنه فعلة. وانظر الآية (52) من الحجر.

_ (1) أو في محلّ نصب حال مؤكّدة من فاعل يسارعون. (2) أو في محلّ نصب حال من عموم النفس.

[سورة المؤمنون (23) : آية 63]

[سورة المؤمنون (23) : آية 63] بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (63) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقالي «1» ، (في غمرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (قلوبهم) (من هذا) متعلّق بنعت ل (غمرة) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أعمال) (من دون) متعلّق بنعت ل (أعمال) (لها) متعلّق ب (عاملون) «2» . جملة: «قلوبهم في غمرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لهم أعمال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هم لها عاملون» في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) ، أو من الأعمال لأنه وصف، والعامل في الحال الاستقرار. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 64 الى 67] حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (67) الإعراب: (حتّى) حرف ابتداء (بالعذاب) متعلّق بحال من مترفيهم و (الباء) للملابسة (إذا) فجائيّة رابطة لجواب الشرط. جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) رجوع لأحوال الكفّار الواردة في قوله أيحسبون أنّ ما نمدّهم ... وعلى هذا فالجمل من قوله: إنّ الذين إلى قوله هم لا يظلمون، اعتراض. (2) يجوز أن تكون اللام للتقوية، والضمير مفعول اسم الفاعل عاملون..

وجملة: «هم يجأرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يجأرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. 65- (لا) ناهية جازمة، وعلامة جزم الفعل حذف النون (اليوم) متعلّق ب (تجأروا) ، (منّا) متعلّق بفعل (تنصرون) بتضمينه معنى تمنعون، و (الواو) في (تنصرون) نائب الفاعل. وجملة: «لا تجأروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وجملة: «إنّكم.. لا تنصرون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا تنصرون» في محلّ رفع خبر إنّ. 66- (قد) حرف تحقيق، ونائب الفاعل ل (تتلى) ضمير مستتر تقديره هي أي آياتي (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة (على أعقابكم) متعلّق ب (تنكصون) «1» . وجملة: «كانت آياتي تتلى ... » لا محلّ لها تعليل لعدم النصر. وجملة: «تتلى عليكم» في محلّ نصب خبر كانت. وجملة: «كنتم ... تنكصون» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانت آياتي تتلى. وجملة: «تنكصون» في محلّ نصب خبر كنتم. 67- (مستكبرين) حال من فاعل تنكصون منصوبة، وعلامة النصب الياء (به) متعلّق ب (مستكبرين) «2» ، (سامرا) حال منصوبة من فاعل تنكصون أو من الضمير في مستكبرين «3» .

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل تنكصون، وهو اختيار أبي البقاء. (2) هذا إذا كان الضمير يعود على القرآن أو على النبيّ، والباء سببيّة.. وإذا كان الضمير يعود على البيت الحرام فيتعلّق الجارّ ب (سامرا) . (3) هو بلفظ المفرد لأنه مصدر بلفظ اسم الفاعل كالعاقبة، أو واحد في موضع الجمع.. وانظر الصرف.

الصرف:

وجملة: «تهجرون» في محلّ نصب حال من فاعل تنكصون، أو من الضمير في (سامرا) لأنه بمعنى الجماعة. الصرف: (سامرا) ، قيل هو اسم جمع بمعنى المتسامرين، وقيل هو مصدر جاء على وزن اسم الفاعل مثل العاقبة والعافية، وقيل هو مجلس السمر، وزنه فاعل. الفوائد - أقسام «حتى» : حتى تأتي على عدة أقسام: أ- حتى الابتدائية ب- حتى التي تدخل على الفعل المضارع، وهي نوعان: 1- حتى التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدها. 2- حتى التي تدخل على الفعل المضارع فتبقيه مرفوعا. ج- وتكون حتى حرف جر نحو «حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» د- وتكون حرف عطف، ولها ثلاثة شروط. ملاحظة هامة: كل أنواع حتى المذكورة لانتهاء الغاية إلّا الابتدائية. ملاحظة ثانية: إذا اتصلت «ما» الاستفهامية ب «حتى» الجارة حذف ألفها، لدخول حرف الجر عليها، نحو «حتام» نحلم والآخرون يجهلون. نعود للآية التي نحن بصددها، وإعراب حتى فيها «حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ» . إلخ حتى «ابتدائية» وهي حرف لا محل له من الاعراب، وتدخل على الجملة الاسمية، كقول جرير: فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل وتدخل على الجمل الفعلية كقول حسان: يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل

[سورة المؤمنون (23) : آية 68]

[سورة المؤمنون (23) : آية 68] أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (ما) اسم موصول «1» في محلّ رفع فاعل، وعلامة الجزم في (يأت) حذف حرف العلّة، وفاعل يأت هو العائد. وجملة: «يدّبّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلوا فلم يدّبّروا.... وجملة: «جاءهم ما لم يأت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يأت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (يدّبّروا) ، فيه إبدال تاء التفعّل دالا أصله يتدبّروا، فلمّا قرب مخرج التاء من الدال قلبت التاء دالا وأدغمت مع الدال الثانية فاء الكلمة بعد تسكينها، وزنه يتفعّلوا. [سورة المؤمنون (23) : آية 69] أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) الإعراب: (أم) مثل السابقة «2» ، (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (منكرون) «3» . جملة: «لم يعرفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم.. منكرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها. (2) في الآية (68) من هذه السورة.. (3) أو اللام للتقوية، والهاء مفعول به لاسم الفاعل منكرون. [.....]

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 70 إلى 71]

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 70 الى 71] أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) الإعراب: (أم) مثل السابقة «1» ، (به) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاء (الواو) واو الحال (للحقّ كارهون) مثل له منكرون «2» . جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «به جنّة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاءهم بالحقّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أكثرهم.. كارهون» في محلّ نصب حال. 71- (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على السموات بالواو (فيهنّ) متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (بل) للإضراب الانتقاليّ (بذكرهم) متعلّق ب (أتيناهم) ، (الفاء) عاطفة (عن ذكرهم) متعلّق ب (معرضون) . وجملة: «اتّبع الحقّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المضرب عنه وهو قوله (أكثرهم للحقّ كارهون) ، والمنتقل إليه وهو قوله (أتيناهم بذكرهم) . وجملة: «فسدت السموات ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1، 2) في الآية السابقة (69) .

[سورة المؤمنون (23) : آية 72]

وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتيناهم. [سورة المؤمنون (23) : آية 72] أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) الإعراب: (أم) مثل السابقة «1» (خرجا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) تعليليّة و (الواو) عاطفة. جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خراج ربّك خير» لا محلّ لها تعليل لمضمون النفي المتقدّم أي لا تسألهم خرجا لأنّ خراج ربّك خير. وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل. الصرف: (خراج) ، اسم للمال المدفوع كضريبة، وزنه فعال بفتح الفاء وقد تضمّ وتكسر، جمعه أخراج وأخرجة، وجمع الجمع أخاريج. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 73 الى 74] وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (74) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى صراط) متعلّق ب (تدعوهم) . جملة: «إنّك لتدعوهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدعوهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 74- (الواو) عاطفة (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) ، (عن الصراط) متعلّق

_ (1) في الآية (69) من هذه السورة.

الصرف:

ب (ناكبون) ، و (اللام) المزحلقة. وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لتدعوهم. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (ناكبون) ، جمع ناكب، اسم فاعل من نكب أي حاد ومال، وزنه فاعل. [سورة المؤمنون (23) : آية 75] وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بهم) متعلّق بمحذوف صلة ما (من ضرّ) متعلّق بحال من الضمير في (بهم) «1» ، (اللام) واقعة في جواب لو (في طغيانهم) متعلّق ب (يعمهون) - أو ب (لجّوا) . جملة: «رحمناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كشفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رحمناهم. وجملة: «لجّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يعمهون» في محلّ نصب حال من فاعل لجّوا. الفوائد - من أسباب النزول: روى التاريخ، أن ثمامة بن أثال الخيفي أسلم، والرسول في المدينة بعد الهجرة، ثم لحق باليمامة، فمنع الميرة من أهل مكة، وقد أخذهم الله بالسنين، حتى أكلوا العلهز، فجاء أبو سفيان إلى الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: أنشدك الله والرحم، ألست

_ (1) أو هو تمييز للموصول (ما) .

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 76 إلى 77]

تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين، فقال: بلى. فقال: قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع، فنزل قوله تعالى «وَلَوْ رَحِمْناهُمْ» الآية والآية التي تليها. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 76 الى 77] وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (بالعذاب) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أخذناهم) ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (لربّهم) متعلّق ب (استكانوا) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى. جملة: «أخذناهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «ما استكانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «ما يتضرّعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكانوا. 77- (حتّى إذا فتحنا) مثل حتّى إذا أخذنا «1» ، (عليهم) متعلّق ب (فتحنا) ، (ذا) نعت ل (بابا) منصوب وعلامة النصب الألف فهو من الأسماء الخمسة (إذا هم فيه مبلسون) مثل إذا هم يجأرون «2» ، (فيه) متعلّق بالخبر (مبلسون) . وجملة: «فتحنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم فيه مبلسون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1، 2) في الآية (64) من هذه السورة.

الفوائد

الفوائد عطف المضارع على الماضي: في قوله تعالى «وَما يَتَضَرَّعُونَ» عبّر في التضرع بالمضارع ليفيد الدوام، إلا أن المراد دوام النفي، لا نفي الدوام. أي وليس من عادتهم التضرع إليه تعالى أصلا، ولو حمل ذلك على نفي الدوام- كما هو الظاهر- لا يرد ما يتوهم من المنافاة بين قوله تعالى «إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ» وقوله تعالى «وَما يَتَضَرَّعُونَ» أيضا. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 78 الى 80] وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (80) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق ب (أنشأ) ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تشكرون شكرا قليلا (ما) زائدة لتأكيد القلّة. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنشأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تشكرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 79- (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ذرأكم) ، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) «1» ، و (الواو) في الفعل نائب الفاعل.

_ (1) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل في (تحشرون) .

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 81 إلى 83]

وجملة: «هو الذي ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي أنشأ لكم. وجملة: «ذرأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «إليه تحشرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذرأكم. 80- (الواو) عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (اختلاف) ، (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ... وجملة: «هو الذي ... (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي (الثانية) . وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «له اختلاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 81 الى 83] بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما قال ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قال الأوّلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو اسم موصول مضاف إليه والعائد محذوف أي قاله.

[سورة المؤمنون (23) : آية 84]

82- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ- أو التعجّبيّ- (الواو) عاطفة في الموضعين (الهمزة) الثانية مثل الأولى (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا. وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمقول القول- أو تفسير له- 83- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق و (نا) في الفعل ضمير نائب الفاعل في محلّ رفع (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل (نا) ، (الواو) عاطفة (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (هذا) مفعول به، والإشارة إلى البعث بعد الموت (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (وعدنا) ، (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (أساطير) خبر المبتدأ (هذا) . وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. [سورة المؤمنون (23) : آية 84] قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) الإعراب: (لمن) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الأرض) (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الأرض بالواو (فيها) متعلّق بمحذوف صلة من (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.

_ (1) لا يصحّ أن يكون الظرف إذا متعلقا ب (مبعوثون) لأنّ الحرف (إنّ) لا يعمل ما بعده فيما قبله فالجواب على هذا مقدر أي أإذا متنا ... نبعث.. انظر الآية (49) من سورة الإسراء.

[سورة المؤمنون (23) : آية 85]

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لمن الأرض ... » في لا محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.. وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني لمن هي. وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة المؤمنون (23) : آية 85] سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85) الإعراب: (السين) حرف استقبال (لله) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي: الأرض لله (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين تخفيفا. جملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (الأرض) لله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تذكّرون» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المحذوف أي: أغفلتم فلا تذكّرون. [سورة المؤمنون (23) : آية 86] قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) الإعراب: (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّ) ، (السبع) نعت للسموات مجرور و (ربّ) الثاني معطوف على الأول بالواو مرفوع (العظيم) نعت للعرش مجرور مثله. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول.

[سورة المؤمنون (23) : آية 87]

[سورة المؤمنون (23) : آية 87] سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87) الإعراب: تعرب الآية مثل نظيرتها المتقدّمة. الآية (85) ، مفردات وجملا. [سورة المؤمنون (23) : آية 88] قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) الإعراب: (من) اسم استفهام مبتدأ (بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملكوت) (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (يجار) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليه) متعلّق ب (يجار) ، (إن كنتم تعلمون) مرّ إعرابها «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من بيده ملكوت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بيده ملكوت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هو يجير ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر «2» . وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «لا يجار عليه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجير. وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني بذلك. وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) في الآية (84) من هذه السورة. (2) أو حال من الضمير في (بيده) .

الصرف:

الصرف: (يجار) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول أصله يجير بفتح الياء نقلت الحركة إلى الجيم فتح ما قبل الياء فقلبت ألفا. [سورة المؤمنون (23) : آية 89] سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) الإعراب: (سيقولون لله قل) انظر إعرابها سابقا «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من النائب الفاعل في (تسحرون) ، فالظرف ضمّن معنى كيف. جملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (الملكوت) لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنّى تسحرون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم تعلمون هذا فأنى تسحرون.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. [سورة المؤمنون (23) : آية 90] بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90) الإعراب: (بل) حرف إضراب وابتداء (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أتيناهم (الواو) حاليّة و (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب حال «2» .

_ (1) في الآية (85) من هذه السورة. (2) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 91 إلى 92]

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 91 الى 92] مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) الإعراب: (ما) نافية (ولد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم ل (كان) ، (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر (إذا) حرف جواب لا محلّ له (اللام) واقعة في جواب لو مقدّر «1» ، (ما) اسم موصول «2» في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذهب) بتضمينه معنى انفرد (اللام) مثل الأول (على بعض) متعلّق ب (علا) ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عمّا) متعلّق ب (سبحان) ، و (ما) موصول والعائد محذوف.. أو حرف مصدريّ. جملة: «ما اتّخذ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «ما كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما اتّخذ الله. وجملة: «ذهب كلّ إله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو كان معه آلهة لذهب. وجملة: «علا بعضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذهب كلّ إله. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة متضمّنة معنى الدعاء.

_ (1) قال الفرّاء: حيث جاءت بعد (إذا) بالتنوين اللام فقبلها لو مقدّرة إن لم تكن ظاهرة (المغني- إذن) . (2) أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والجملة بعده نعت له في محلّ جرّ.

الصرف:

وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. 92- (عالم) بدل من لفظ الجلالة- سبحان الله- مجرور مثله (الفاء) عاطفة (عمّا يشركون) مثل عمّا يصفون ... وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي علم الغيب فتعالى.. وجملة: «يشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. الصرف: (علا) ، فيه إعلال بالقلب أصله علو، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 93 الى 94] قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، وهي المضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (ترينّي) مضارع منصوب مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (النون) نون التوكيد الثقيلة وقد كسرت لمناسبة الياء عوضا من نون الوقاية المحذوفة لتوالي الأمثال، و (الياء) ضمير مفعول به أوّل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إمّا ترينّي ... » في محلّ نصب مقول القول.

[سورة المؤمنون (23) : آية 95]

وجملة: «يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 94- (ربّ) مثل الأول وتوكيد له مبالغة في الدعاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (في القوم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجعلني أي كائنا فيهم أو منهم. وجملة: «النداء الثانية» لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء. وجملة: «لا تجعلني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. [سورة المؤمنون (23) : آية 95] وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (95) الإعراب: (الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن نريك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) الخبر، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ مفعول به ثان عامله نريك (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: «إنّا ... لقادرون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نريك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الفوائد 1- أنّى: ترد على ثلاثة أوجه: أ- تأتى بمعنى كيف ب- وتأتي بمعنى متى ج- وتأتي بمعنى من أين وقد مرّ معنا تفصيل هذه الأوجه فعد إليها في مواضعها. 2- ربّ: منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وتدلّ عليها الكسرة الموجودة على الياء.

[سورة المؤمنون (23) : آية 96]

فإذا اعتبرنا أن حذف المضاف إليه من المنادي المضاف يعامل معاملة الاسم المرخم في النداء. عندئذ نقول فيه لغتان إما أن نقول: ربّ: فكأننا لم نلحظ وجود المضاف المحذوف مطلقا وهي لغة من لا ينتظر. أو نقول: ربّ: بالكسر، كما في الآية التي بين أيدينا وإبقاء الكسرة إشارة واضحة إلى الياء المحذوفة. وهذه لغة من ينتظر. واللغتان جائزتان لدى جمهور النحاة. [سورة المؤمنون (23) : آية 96] ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (96) الإعراب: (بالتي) متعلّق ب (ادفع) ، والموصول المجرور هو نعت لمنعوت محذوف في الأصل أي الخصلة التي.. (السيّئة) مفعول به عامله ادفع (ما) حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما يصفون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) . جملة: «ادفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . البلاغة عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ: في قوله تعالى «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ» وهو أبلغ من أن يقال: بالحسنة

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 97 إلى 98]

السيئة، لما فيه من التفضيل، كأنه قال: ادفع بالحسنى السيئة. والمعنى الصفح عن إساءتهم، ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان، وبذل الاستطاعة فيه، كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 97 الى 98] وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) الإعراب: (الواو) عاطفة (قل ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (بك) متعلّق ب (أعوذ) ، (من همزات) متعلّق ب (أعوذ) «2» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادفع «3» . وجملة: « (النداء) ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول. 98- (الواو) عاطفة (بك) مثل الأول، و (النون) في (يحضرون) هي للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يحضرون) في محلّ جرّ ب (من) محذوف متعلّق ب (أعوذ) الثاني «4» . وجملة: «أعوذ (الثانية) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أعوذ (الأولى) . وجملة: «يحضرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

_ (1) في الآية (93) من هذه السورة. (2، 4) أو بمحذوف حال من فاعل أعوذ، أي خائفا أو هاربا. (3) في الآية (96) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (همزات) ، جمع همزة مصدر مرّة من فعل همز الثلاثيّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعلة بفتح فسكون، والجمع فعلات بفتحتين. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 99 الى 100] حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) الإعراب: (حتّى) حرف ابتداء (أحدهم) مفعول به مقدّم منصوب (الموت) فاعل مرفوع (ربّ) مرّ إعرابها «1» والضمير الفاعل في (ارجعون) للتعظيم.. و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به،. جملة: «جاء أحدهم الموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء: ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء. وجملة: «ارجعون» في محلّ نصب مقول القول. 100- (في ما) متعلّق بمحذوف نعت ل (صالحا) «2» ، و (ما) موصول والعائد محذوف أي تركته (كلّا) حرف ردع وزجر، والضمير في (إنّها) يعود إلى قوله (ربّ ارجعون) ، (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (من ورائهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (برزخ) ، (إلى يوم) متعلّق بنعت ل (برزخ) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل.

_ (1) في الآية (93) من هذه السورة. (2) وفيه حذف مضاف أي: صالحا كائنا مقابل ما تركت.

الصرف:

وجملة: «لعلّي أعمل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أعمل صالحا ... » لا محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «تركت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّها كلمة ... » لا محلّ لها تعليل للزجر المتقدّم. وجملة: «هو قائلها ... » في محلّ رفع نعت لكلمة. وجملة: «من ورائهم برزخ» في محلّ نصب حال من الضمير (هو) «1» . وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (برزخ) ، اسم للحاجز أو الحجاب بين الشيئين، قيل أصله برزه- بالهاء- فعرّب، وهنا الحائل بين الإنسان والرجعة التي يتمنّاها، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى. الفوائد - الكلمة: كما أنها تطلق على المفردة الواحدة، ويقسمها النحاة إلى أقسام ثلاثة،: اسم وفعل وحرف، كذلك أطلقها القدامى اصطلاحا، على العبارة المؤلفة من عدة كلمات، أو على الموضوع المؤلف من عدة جمل أو عبارات. يشهد لذلك قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: «ألا كل شيء ما خلا الله باطل» وقولهم: أفضل كلمة هي كلمة الشهادة. يريدون بذلك «لا إله إلا الله محمد رسول الله» . [سورة المؤمنون (23) : الآيات 101 الى 105] فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (105)

_ (1) وجاء الرابط العائد جمعا للدلالة على أمثال من يقولون هذه الكلمة.. ويجوز أن تكون الجملة معطوفة على التعليليّة لا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل في محلّ رفع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (أنساب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر لا (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح- متعلّق بالخبر المحذوف، والتنوين عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور (الواو) عاطفة (لا) نافية. جملة: «نفخ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا أنساب بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يتساءلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. 102- (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «1» ، (المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «من ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة (فإذا نفخ ... ) . وجملة: «ثقلت موازينه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

الصرف:

وجملة: «أولئك.. المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 103- (الواو) عاطفة (من خفّت.. أولئك الذين) مثل نظيرها.. (في جهنّم) متعلّق بالخبر الثاني (خالدون) «1» وجملة: «من خفّت موازينه» لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت. وجملة: «خفّت موازينه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . 104- (وجوههم) مفعول به مقدّم منصوب (فيها) متعلّق ب (كالحون) الخبر. وجملة: «تلفح.. النار» في محلّ نصب حال من الضمير في (خالدون) . وجملة: «هم فيها كالحون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. 105- (الهمزة) للاستفهام التقريعي- أو الإنكاريّ- ونائب الفاعل لفعل (تتلى) ضمير يعود على (آياتي) ، (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة (بها) متعلّق ب (تكذّبون) . وجملة: «لم تكن آياتي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «تتلى ... » في محلّ نصب خبر تكن. وجملة: «كنتم بها تكذّبون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (أنساب) ، جمع نسب، اسم بمعنى القرابة، وزنه فعل، وهو على لفظ المصدر. (كالحون) ، جمع كالح، من تقلّصت شفتاه برفع العليا واسترخاء

_ (1) يجوز أن يكون خالدون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة بدل من جملة الصلة لا محلّ لها.

البلاغة

السفلى، وهو اسم فاعل من كلح الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة فن التنكيت: في قوله تعالى «فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ» فقد قصد بنفي الأنساب- وهي موجودة- أمرا آخر، لنكتة فيه، فإن الأنساب ثابتة، لا يصح نفيها. وقد كان العرب يتفاخرون بها في الدنيا، ولكنه جنح إلى نفيها، إما لأنها تلغى في الآخرة، إذ يقع التقاطع بينهم، فيتفرقون معاقبين أو مثابين، أو أنه قصد بالنفي صفة للأنساب محذوفة، أي يعتد بها حيث تزول بالمرة، وتبطل لزوال التراحم والتعاطف، من فرط البهر والكلال واستيلاء الدهشة عليهم. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 106 الى 107] قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (107) الإعراب: (ربّنا) منادى مضاف منصوب، و (نا) مضاف إليه (علينا) متعلّق ب (غلبت) ، (الواو) عاطفة. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «غلبت علينا شقوتنا» في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «كنّا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة غلبت. 107- (ربّنا) مثل الأول (منها) متعلّق ب (أخرجنا) ، (الفاء) الأولى عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط.

_ (1) يجوز أن تكون جوابا للنداء لا محلّ لها وجملة النداء وجوابه مقول القول في محلّ نصب.

الصرف:

وجملة: «ربّنا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول للتوكيد. وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن عدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إنّا ظالمون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (شقوتنا) ، مصدر لبيان الهيئة والنوع من الثلاثيّ شقي، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 108 الى 111] قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (111) الإعراب: (فيها) متعلّق ب (اخسؤوا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، و (النون) في (تكلّمون) هي نون الوقاية، وحذفت (ياء) المتكلّم، المفعول به، لفاصلة الآية. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اخسؤوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تكلّمون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. 109- الضمير في (إنّه) هو ضمير الشأن اسم إنّ (من عبادي) متعلّق بنعت ل (فريق) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لنا) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة-.

وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان فريق ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «ربّنا آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنّا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اغفر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تقبل إيماننا فاغفر لنا «1» . وجملة: «ارحمنا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر. وجملة: «أنت خير ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «2» . 110- (الفاء) عاطفة، و (الواو) في (اتخذتموهم) زائدة إشباع حركة الميم.. و (هم) مفعول به أوّل (سخريّا) مفعول به ثان منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (ذكري) مفعول به ثان منصوب عامله أنسوكم، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن أنسوكم ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (اتّخذتموهم) . (الواو) عاطفة (منهم) متعلّق ب (تضحكون) . وجملة: «اتّخذتموهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقولون. وجملة: «أنسوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنسوكم. وجملة: «تضحكون» في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) أو إن تحاسبنا فاغفر لنا. (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل ارحمنا.

الصرف:

111- (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (جزيتهم) ، (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزيتهم) ، و (الباء) سببيّة. (هم) ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير اسم أنّ «1» وجملة: «إنّي جزيتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «جزيتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «صبروا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (أنّهم هم الفائزون) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله جزيتهم «2» . الصرف: (سخريّا) ، مصدر سخر بمعنى استهزأ، وأصله السخر وزيدت الياء المشدّدة للمبالغة.. وفي المصباح: سخرت منه سخرا من باب تعب هزئت به والسخريّ بالكسر لغة فيه، وزنه فعليّ بكسر فسكون وياء مشدّدة. الفوائد - قالَ اخْسَؤُا فِيها: يبدو أن الخاء والسين حرفان يدلان على الذلة والمهانة والمسكنة، فإذا كان فاء الفاعل وعينه خاء وسينا دلّا على ذلك، نحو: خسئ، وخسر، وخسف إلخ. والمتتبع لخصائص هذه اللغة وأسرار حروفها يرى من الفوائد عجبا، ومن

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره الفائزون، والجملة الاسميّة خبر أنّ. (2) يجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفا تقديره (النعيم) ، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بلام التعليل متعلّق ب (جزيتهم) .

[سورة المؤمنون (23) : آية 112]

اللطائف ما لا يكاد يحصى، وفي مطولات السيوطي والثعالي وابن جني وغيرهم ما ينقع الغلة ويثلج الصدر. [سورة المؤمنون (23) : آية 112] قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) الإعراب: فاعل (قال) ضمير مستتر يعود على الله تعالى (كم) اسم استفهام قصد به التوبيخ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (لبثتم) ، (في الأرض) متعلّق بحال من فاعل لبثتم (عدد) تمييزكم منصوب (سنين) مضاف إليه مجرور. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب مقول القول. الفوائد - عَدَدَ سِنِينَ: تمييز ل «كم» الاستفهامية. وسنين: ملحقة بجمع المذكر السالم، ولذلك جرّت بالياء نيابة عن الكسرة. وقد مرّ معنا سرد للأسماء الملحقة بهذا الجمع، فراجعها في مظانها. [سورة المؤمنون (23) : آية 113] قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (113) الإعراب: (يوما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثنا) ، (أو) حرف عطف للشك (بعض) معطوف على (يوما) منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لبثنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

وجملة: «اسأل ... » في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن شئت فاسأل.. الصرف: (العادّين) ، جمع العادّ، اسم فاعل من عدّ الثلاثيّ وزنه فاعل وعينه ولامه من حرف واحد. [سورة المؤمنون (23) : الآيات 114 الى 115] قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115) الإعراب: (إن) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) ظرف زمان منصوب لأنه صفته، أي: لبثتم عددا قليلا من السنين «1» ، (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع-، ومفعول (تعلمون) محذوف أي مقدار لبثكم. والمصدر المؤوّل (أنّكم كنتم ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن لبثتم إلّا قليلا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لو (ثبت) أنّكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.. وجواب لو محذوف أي لعلمتم قلّة لبثكم.. أو لما أجبتم بهذه المدّة.. أو لكان قليلا.. إلخ. وجملة: «كنتم تعلمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم. 115- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (أنّما) كافّة ومكفوفة (عبثا)

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إلّا لبثا قليلا. [.....]

الصرف:

مصدر في موضع الحال «1» أي عابثين (إلينا) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. وجملة: «حسبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فحسبتم.. أو أتجاهلتم فحسبتم.. والمصدر المؤوّل (أنّما خلقناكم ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب «2» . والمصدر المؤوّل (أنّكم إلينا لا ترجعون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «لا ترجعون» في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (عبثا) ، مصدر سماعيّ لفعل عبث الثلاثيّ وزنه فعل بفتحتين. [سورة المؤمنون (23) : آية 116] فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الملك) نعت للفظ الجلالة مرفوع، وكذلك (الحقّ) ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا، وهو (موجود) المقدّر، (ربّ) بدل من الضمير (هو- أو عطف بيان-) مرفوع (الكريم) نعت للعرش مجرور مثله. جملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «3» .

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله أي لأجل العبث. (2) (ما) لم تخرج (أنّ) عن مصدريّته فبقي الكلام مصدرا مؤوّلا. (3) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

[سورة المؤمنون (23) : آية 117]

[سورة المؤمنون (23) : آية 117] وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (117) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ، وعلامة الجزم في (يدع) حذف حرف العلّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من (إلها) وهو مفعول يدع (لا) نافية للجنس (له) متعلّق بخبر لا المقدّر (به) متعلق بالخبر المقدّر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (حسابه) و (الهاء) في (إنّه) هو ضمير الشأن اسم إنّ. جملة: «من يدع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدع مع الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «لا برهان له» لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . وجملة: «إنّما حسابه عند ربّه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّه لا يفلح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يفلح الكافرون» في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة المؤمنون (23) : آية 118] وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (قل ربّ) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هذا إذا كان الضمير في (به) يعود على (من يدع..) ، والجملة صفة لإله في محلّ نصب إذا كان الضمير يعود على (إلها) . (2) في الآية (93) من هذه السورة.

وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ارحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أنت خير الراحمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «1» . انتهت سورة «المؤمنون» ويليها سورة «النور»

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل ارحم.. انظر الآية (109) من هذه السورة.

سورة النور

سورة النّور آياتها 64 آية [سورة النور (24) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الإعراب: (سورة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه «1» ، (فيها) متعلّق ب (أنزلنا) ، وعلامة النصب في (آيات) الكسرة (تذكّرون) مضارع حذف منه إحدى التاءين. جملة: « (هذه) سورة» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنزلناها ... » في محلّ رفع نعت لسورة. وجملة: «فرضناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلناها. وجملة: «أنزلنا فيها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلناها. وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

_ (1) أو مبتدأ خبره محذوف متقدّم أي: في ما يتلى عليكم سورة.

[سورة النور (24) : الآيات 2 إلى 3]

[سورة النور (24) : الآيات 2 الى 3] الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) الإعراب: (الزانية) مبتدأ مرفوع بحذف مضاف أي حكم الزانية، والخبر تقديره في ما يتلى عليكم «1» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منهما) متعلّق بنعت ل (كلّ) ، (مائة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (بهما) متعلّق بحال من (رأفة) فاعل (تأخذكم) «2» ، (في دين) متعلّق بفعل تأخذكم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (بالله) متعلّق ب (تؤمنون) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (طائفة) . جملة: « (في ما يتلى عليكم، حكم) الزانية» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «اجلدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تؤمنون بالله وعاقبتموهما فاجلدوا.. «3» . وجملة: «لا تأخذكم بهما رأفة ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اجلدوا.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملة اجلدوا بزيادة الفاء لأنّ (ال) في المبتدأ اسم موصول حيث شابه الشرط. (2) أو متعلّق ب (تأخذكم) ، و (الباء) سببيّة، ولا يصحّ تعليقه برأفة لأنّ عامل المصدر لا يتقدّم عليه. (3) أو هي خبر للمبتدأ الزانية.

الصرف:

وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها تفسير لجملة الشرط المقدّرة «1» . وجملة: «تؤمنون بالله ... » في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تؤمنون بالله فعاقبوا الزانية والزاني. وجملة: «يشهد.. طائفة» في محلّ جزم معطوفة على جملة اجلدوا. 3- (إلّا) للحصر في الموضعين، (زان) فاعل (ينكحها) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص، (ذلك) نائب الفاعل في محلّ رفع (على المؤمنين) متعلّق ب (حرّم) . وجملة: «الزاني لا ينكح ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. وجملة: «لا ينكح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزاني) . وجملة: «الزانية لا ينكحها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا ينكحها إلّا زان ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزانية) . وجملة: «حرّم ذلك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (الزانية- الزاني) ، اسم فاعل من زنى الثلاثيّ للمؤنث والمذكّر، وزنه فاعلة- فاعل. (جلدة) ، مصدر مرّة من جلد الثلاثيّ بمعنى ضرب بالسوط، وزنه فعلة بفتح فسكون. (رأفة) ، مصدر رأف الثلاثيّ باب فتح، وزنه فعلة بفتح فسكون. (زان) ، فيه إعلال بالحذف أصله الزاني- بالياء في آخره- فلمّا أصبح نكرة التقى ساكنان هما الياء وسكون التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه فاع.

_ (1) أو هي اعتراضيّة بين المتعاطفين.

البلاغة

البلاغة النهي والشرط للتهييج: في قوله تعالى «وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» . والمعنى: أن الواجب على المؤمنين أن يتصلبوا في دين الله، ويستعملوا الجدّ والمتانة فيه، ولا يأخذهم اللين والهوادة في استيفاء حدوده، وكفى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة في ذلك، حيث قال: «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يديها» ، كما يقال: إن كنت رجلا فافعل كذا، ولا شك في رجوليته، وكذا المخاطبون هنا، مقطوع بإيمانهم، لكن قصد تهييجهم وتحريك حميتهم، ليجدوا في طاعة الله تعالى، ويجتهدوا في إجراء أحكامه على وجهها. الفوائد «وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» عن ابن عباس في تفسير هذه الآية أن الطائفة هي أربعة إلى أربعين رجلا من المصدقين بالله وعن الحسن عشرة وعن قتادة ثلاثة فصاعدا وعن عكرمة رجلان فصاعدا، ولعل قول ابن عباس أصح الأقوال لأن الأربعة هي الجماعة التي يثبت بها الحد فأربعة شهداء يقابلهم أربعة مشاهدين للعذاب. [سورة النور (24) : الآيات 4 الى 10] وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ خبره جملة اجلدوهم، وعلامة نصب (المحصنات) الكسرة (ثم) حرف عطف (بأربعة) متعلّق ب (يأتوا) ، (شهداء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف لأنه ملحق بالمؤنث المنتهي بألف التأنيث الممدودة على وزن فعلاء (الفاء) زائدة (ثمانين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (جلدة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (لهم) متعلّق ب (تقبلوا) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقبلوا) ، (هم) ضمير فصل «1» . جملة: «الذين يرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يأتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «اجلدوهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وزيدت الفاء لمشابهة الموصول للشرط.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون، والجملة الاسميّة خبر أولئك.

وجملة: «لا تقبلوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة اجلدوهم. وجملة: «أولئك.. الفاسقون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . 5- (إلّا) أداة استثناء (الذين) مستثنى بإلّا في محلّ نصب «2» ، (من بعد) متعلّق ب (تابوا) ، (الفاء) تعليليّة (رحيم) خبر ثان ل (إنّ) . وجملة: «تابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أصلحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: غفر لهم. 6- (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول (الواو) الثانية حاليّة (لهم) متعلّق بخبر يكن (إلّا) للاستثناء (أنفسهم) بدل من شهداء مرفوع «3» ، (الفاء) زائدة (شهادة) مبتدأ خبره (أربع) ، (بالله) متعلّق ب (شهادات) «4» ، و (اللام) في (لمن) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «الذين يرمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين يرمون (الأولى) . وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يكن لهم شهداء» في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) . وجملة: «شهادة أحدهم أربع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وزيدت الفاء في الخبر لمشابهة الموصول للشرط. وجملة: «إنّه لمن الصادقين» في محلّ نصب معمولة للمصدر شهادات،

_ (1) أو اعتراضيّة بين المستثنى والمستثنى منه.. ويجوز أن تكون حالا من الضمير في (لهم) . (2) والمستثنى منه: الذين يرمون.. وهو في محلّ جرّ بدل من الضمير في (لهم) إذا كان هو المستثنى منه وأجاز العكبريّ أن يكون الموصول مبتدأ خبره جملة إنّ الله غفور، وفي الجملة ضمير محذوف أي غفور لهم. [.....] (3) وأجاز أبو البقاء جعله صفة لشهداء، و (إلّا) بمعنى غير قياسا على قوله تعالى: لو كان فيهما آلهة إلّا الله. (4) لا يجوز تعليقه بشهادة كيلا يفصل المصدر عن معموله بأجنبيّ وهو الخبر.

وكان من حقّ الهمزة في (إنّ) أن تكون مفتوحة ولكنّ اللام الواردة في الخبر جعلتها مكسورة فعلّق المصدر عن العمل المباشر. 7- (الخامسة) مبتدأ مرفوع (عليه) متعلّق بخبر أنّ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من الكاذبين) متعلّق بخبر كان.. واسم كان ضمير مستتر يعود على أحدهم. والمصدر المؤوّل (أنّ لعنة الله عليه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الخامسة) . وجملة: «الخامسة أنّ لعنة الله..» في محلّ رفع معطوفة على جملة شهادة أحدهم. وجملة: «كان من الكاذبين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كان من الكاذبين فاللعنة عليه. 8- (الواو) عاطفة (عنها) متعلّق ب (يدرأ) ، (أربع) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (بالله) متعلّق ب (تشهد) ، (إنّه لمن الكاذبين) مثل إنّه لمن الصادقين. والمصدر المؤوّل (أن تشهد أربع ... ) في محلّ رفع فاعل يدرأ. وجملة: «يدرأ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فشهادة ... «1» . وجملة: «تشهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّه لمن الكاذبين» في محلّ نصب معمولة للمصدر شهادات ... 9- (الواو) عاطفة (الخامسة) معطوف على أربع منصوب «2» (عليها) متعلّق بخبر أنّ.

_ (1) أو استئنافيّة فلا محلّ لها. (2) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره تشهد، فالواو لعطف الجمل.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّ غضب الله عليها) في محلّ نصب بدل من الخامسة «3» . (إن كان من الصادقين) مثل إن كان من الكاذبين وجملة: «إن كان من الصادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فالغضب عليها. 10- (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم- حرف امتناع لوجود- (فضل) مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجود (عليكم) متعلّق ب (فضل) (حكيم) خبر أنّ ثان مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الله توّاب ... ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الصريح فضل. وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الذين يرمون وجواب الشرط محذوف تقديره لهلكتم، أو لبيّن الحقّ.. إلخ بحسب التفسير المعتمد. الصرف: (4) يرمون: فيه إعلال بالحذف، أصله يرميون استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الميم قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين: سكون لام الكلمة وسكون ضمير الجمع، فأصبح يرمون وزنه يفعون. (7) (الخامسة) اسم للعدد على وزن فاعل لأنه يدلّ على الترتيب، وقد جاء مؤنّثا لأنه نعت لمؤنّث وهو الشهادة. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا» إلخ

_ (3) يجوز أن يكون مجرورا بحرف جرّ محذوف أي: بأنّ غضب الله.. متعلّق بالفعل المقدّر تشهد.

الفوائد

استعار الرمي للشتم بفاحشة الزنا، لكونه جناية بالقول، ويسمى الشتم بهذه الفاحشة قذفا. الالتفات: في قوله تعالى «وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» التفات الرامين والمرميات، بطريق التغليب، لتوفيه مقام الامتنان حقه، وجواب «لولا» محذوف لتهويله، حتى كأنه لا توجد عبارة تحيط ببيانه، وهذا شائع في كلامهم. الفوائد 1- من الحدود في الإسلام: إن حدّ الزاني أو الزانية، سواء كانا محصنين أم غير محصنين، معروف في الإسلام، والغاية منه الحفاظ على الأسرة من جهة، وسلامة الأنساب من جهة ثانية. ولكن الجدير بالذكر والتنويه به، هو حدّ الذين يرمون المحصنات، ويتهمون الشريفات بالفاحشة، دون أن يكون لديهم بينة كافية، وهي شهادة مضاعفة عن شهادات الحقوق الأخرى، فسائر الحقوق تكفي فيها البينة بشاهدين، ولكن من يقذف النساء الشريفات ويتهمهن بالفاحشة، فإنهم يأتون بأمر كبير في الشرع، وبغي عظيم على حقوق الآخرين، فقد يترتب على هذه التهمة هدم الاسرة وتشريد الأطفال، وشقاء للزوجين. وقد يؤدي هذا الافتراء للاجرام. ولذلك لا تقوم البينة عليه إلا بأربعة شهداء. وقد ندّد الله بمرتكب هذا الإثم، وهدد بالجزاء المادي، وهو أن يجلد ثمانين جلدة على ملإ من الناس، وبالجزاء المعنوي الذي ينتزع منهم العدالة، فلا تقبل لهم شهادة، ثم وصمهم سبحانه بالفسق والخروج على مبادئ الدين. وما أكثر ما نرى في أوساط مجتمعنا من يستسهل قذف المحصنات الشريفات، ويتخذ من ذلك وسيلة يتذرع بها للانتقام من الزوج أو الزوجة، أو من الأسرة جمعاء. ومن المؤسف، أن أمثال هؤلاء يفلتون من ربقة القانون، ولا يطالهم أي عقاب. 2- أقسام الأزواج: أ- الزاني لا يرغب إلا في زانية. ب- الزانية لا ترغب إلا في زان.

[سورة النور (24) : الآيات 11 إلى 13]

ج- العفيف لا يرغب إلا في عفيفة. د- العفيفة لا ترغب إلا في عفيف. وقد ذكر سبحانه وتعالى القسمين الأولين، وسكت عن القسمين الآخرين، لأنهما يستنتجان من سياق الكلام، فلا حاجة لذكرهما. والقرآن يميل دائما وأبدا إلى الإيجاز لأنه ضرب من الإعجاز. 3- الملاعنة. هذه الآية اشتملت على حكم خاص في قضية ليس فيها شاهد قط، فقد يرى الزوج وهو أحد الطرفين على زوجته ما يدنس عرضه، فيتهمها بالزنى، وليس لديه شاهد على ذلك، فيشهد الله على أنه صادق أربع مرات، وأما الخامسة فيقبل اللعنة على نفسه إن كان في دعواه كاذبا. ونتيجة ذلك تستحق إقامة الحد عليها، ما لم تشهد الله أربع مرات أن زوجها كاذب، ثم تدعو الله أن يغضب عليها إن كان زوجها صادقا في زعمه.. وهذه الصيغة التي أطلق عليها الفقهاء «الملاعنة» طريقة استثنائية ونموذجية لواقعة تقع ولا برهان عليها سوى الضمير والذمة. 4- قد يحذف جواب «لولا» للتعظيم، كما هو في الآية «وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ» . [سورة النور (24) : الآيات 11 الى 13] إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (13)

الإعراب:

الإعراب: (بالإفك) متعلّق ب (جاؤوا) ، (عصبة) خبر إنّ مرفوع (منكم) متعلّق بنعت ل (عصبة) ، (لا) ناهية جازمة (شرا) مفعول به ثان (لكم) متعلّق بنعت ل (شرّا) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لكم) الثاني متعلّق بنعت ل (خير) ، (لكلّ) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (منهم) متعلّق بنعت ل (امرئ) (ما) حرف مصدريّ (من الإثم) متعلّق ب (اكتسب) .. والمصدر المؤوّل (ما اكتسب ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. (الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول مبتدأ خبره جملة له عذاب.. (منهم) متعلّق بحال من فاعل تولّى (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تحسبوه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو خير لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لما سبق. وجملة: «لكلّ امرئ.. ما اكتسب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «اكتسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «1» . وجملة: «الذي تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكلّ امرئ.. وجملة: «تولّى كبره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «له عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) . 12- (لولا) حرف توبيخ وتحضيض (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ متعلّق

_ (1) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول مبتدأ مؤخّر بحذف مضاف أي جزاء ما اكتسب.. والعائد محذوف أي: اكتسبه، والجارّ والمجرور بعده متعلّق بحال من العائد المحذوف.

الصرف:

ب (ظنّ) ، و (الواو) في (سمعتموه) زائدة إشباع حركة الميم (بأنفسهم) متعلّق بمفعول به ثان (الواو) عاطفة (مبين) نعت لإفك مرفوع مثله. وجملة: «سمعتموه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظنّ المؤمنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّ. وجملة: «هذا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول. 13- (لولا) حرف توبيخ وتنديم (عليه) متعلّق ب (جاؤوا) بتضمينه معنى أشهدوا (بأربعة) متعلّق ب (جاؤوا) ، (شهداء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمحذوف تقديره كذبوا، يفسّره مضمون الآية في قوله: أولئك هم الكاذبون (بالشهداء) متعلّق ب (يأتوا) ، (الفاء) زائدة لربط الجواب بالشرط «1» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (الكاذبون) ، (هم) ضمير فصل «2» . وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «لم يأتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أولئك.. الكاذبون» لا محلّ لها في حكم جواب الشرط غير الجازم الصرف: (الإفك) ، اسم بمعنى الكذب أو هو أسوؤه، وزنه فعل بكسر فسكون. (امرئ) ، اسم بمعنى الإنسان، وتحرّك الراء بحركة آخره، تقول جاء امرؤ، رأيت امرأ، مررت بامرئ، مؤنثه امرأة، و (الهمزة) همزة وصل ولا يدخله (أل) التعريف إلّا نادرا على امرأة.

_ (1) وشبيه بهذا قوله تعالى: (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ..) «الأحقاف- الآية 11» . (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الكاذبون، والجملة خبر المبتدأ أولئك.

البلاغة

(كبره) ، اسم بمعنى معظم الأمر من كبر الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة 1- التعبير بالأنفس عن الآخرين: في قوله تعالى «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» فهذا التعبير ينطوي على أبعد النكت مرمى، وأكثرها حفولا بالمعاني السامية، والسر في هذا التعبير تعطيف المؤمن على أخيه، وتوبيخه على أن يذكره بسوء، وتصوير ذلك بصورة من أخذ يقذف نفسه ويرميها بما ليس فيها من الفاحشة، ولا شيء أشنع من ذلك. 2- الالتفات: في قوله تعالى «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ» سياق الكلام أن يقول «لولا إذ سمعتموه ظننتم بأنفسكم خيرا وقلتم» حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير إلى الظاهر، ليبالغ في التوبيخ بطريقة الالتفات، وليصرح بلفظ الايمان، دلالة على أن الاشتراك فيه يقتضي أن لا يصدّق مؤمن على أخيه، ولا مؤمنة على أختها، قول غائب ولا طاعن. الفوائد 1- حديث الإفك. جاء في صحيحي البخاري ومسلم، أن عائشة قالت: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة، بعد ما أنزل الحجاب، ففرغ منها ورجع، ودنا من المدينة، وأذن بالرحيل ليلة، فمشيت وقضيت شأني، وأقبلت إلى الرحل، فإذا عقدي انقطع، فرجعت ألتمسه، وحملوا هودجي، يحسبونني فيه، وكانت النساء خفافا يأكلن العلقة من الطعام، ووجدت عقدي، وجئت بعد ما ساروا، فجلست في المنزل الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي: فغلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان قد عرس من وراء

الجيش، فأدلج للاستراحة، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي. والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا، موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك فيّ، وكان الذي تولّى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول. واشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله، فيسلم ثم يقول: كيف تيكم؟ فذاك يريبني، ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت، وخرجت معي أم مسطح قبل المناصح، ثم عدنا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح. قلت: بئس ما قلت! أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قلت: وماذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي استأذنت أن آتي أبوي، أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي. قالت أمي: هوني عليك، لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها. قلت: سبحان الله! وقد تحدث الناس بهذا؟ فبكيت تلك الليلة، حتى أصبحت، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ودعا رسول الله علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله بالذي يعلم عن براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، وقال لرسول الله: هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي بن أبي طالب، فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله بريرة يسألها: هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا قد أغمصه عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله.

وبكيت يومي ذلك، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ثم بكيت ليلتي المقبلة، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي. فبينما نحن على ذلك، دخل رسول الله، فسلم ثم جلس وتشهّد، ثم قال: أما بعد، يا عائشة، فإني قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألمحت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه. فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس من قطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله، فقال: والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله، فقلت لأمي: أجيبي عني، فقالت: كذلك والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله. قلت- وأنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن-: إني والله، قد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم، وصدقتم به، فإن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني، وإن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة، لتصدقوني. وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، فو الله ما رام رسول الله مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد، حتى أنزل الله عز وجل على نبيه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى أنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي. فلما سري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو يضحك، كان أول كلمة تكلم بها أن قال: أبشري يا عائشة، أما الله فقد برّأك. قالت لي أمي: قومي إليه. قلت والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله الذي أنزل براءتي.. وكان أبو بكر ينفق على مسطح، فمنع ذلك، فنزل القرآن يحض على الإنفاق، فعاد أبو بكر لما كان عليه. 2- سماحة الإسلام وعفوه: أقسم أبو بكر بأنه لن ينفق على مسطح بعد اليوم، إذ قد مشى بحديث الإفك، وأشاع الفاحشة عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم يرع فضل أبي بكر عليه، ولم يحفظ لسانه عن الغي والبهتان كما يأمر الإسلام، فما هو موقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وموقف أبي بكر من هذا المستضعف الذي ليس له من يحميه لو أراد الرسول أن

يبطش به، جزاء ما اقترف لسانه من زور وبهتان.. لك أن تتصور، أيها القارئ، ما تشاء من الجزاء ومن العقاب. قد لا يخطر ببالك أن رسول الله قد عفا عنه، وأن الله قد أوصى من سمائه بالصفح والعفو، وأن أبا بكر قد رجع عن قسمه، وأنه عاد ينفق عليه كالعادة وأحسن. تلك سماحة الإسلام، وذلك عفو الدين. وما أجمل العفو عند المقدرة، ومقابلة السيئة بالحسنة! 3- إقامة الحد: الذين تكلموا في عرض عائشة حرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقذفوها بالزور والبهتان أربعة، وهم: عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش. وقد أنفذ فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الله، وهو جلد القاذفين. 4- حسان بن ثابت يبرئ عائشة بشعره فيقول: حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل حليلة خير الناس دينا ومنصبا ... نبي الهدى والمكرمات الفواضل عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدها غير زائل مهذبة قد طيب الله جنيها ... وطهرها من كل شين وباطل فإن كان ما بلغت عني قلته ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي وكيف وودي ما حييت ونصرتي ... بآل رسول الله زين المحافل له رتب عال على الله فضلها ... تقاصر عنها سورة المتطاول 5- من أسرار تطور اللغة: كلمة «سبحانك» : الأصل فيها أن تذكر لدى رؤية العجيب من صنائعه تعالى، ثم تطورت مع كثرة الاستعمال، حتى أصبحت تستعمل لدى أي شيء يتعجب منه. فتأمل تطوّر اللغة وفقهها.

[سورة النور (24) : الآيات 14 إلى 15]

[سورة النور (24) : الآيات 14 الى 15] وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) الإعراب: (لولا فضل.. رحمته) مرّ إعرابها «1» ، (في الدنيا) متعلّق ب (برحمة) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اللام) واقعة في جواب لولا (في ما) متعلّق ب (مسّكم) ، و (في) سببيّة، و (ما) موصول، (فيه) متعلّق بفعل أفضتم (عذاب) فاعل مسّكم. جملة: «فضل الله.. (موجود) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مسّكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أفضتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» . 15- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بمقدّر أي: أذنبتم أو أثمتم إذ تلقّونه «3» . (تلقّونه) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (بألسنتكم) متعلّق ب (تلقّونه) ، (بأفواهكم) متعلّق بمحذوف حال من ما- نعت تقدّم على المنعوت «4» ، (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب «5» ، (لكم) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس مؤخّر مرفوع (هيّنا) مفعول به

_ (1) في الآية (10) من هذه السورة. (2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، وتبقى (في) لمعنى السببيّة. (3) علّقه أبو البقاء في فعل مسّكم أو أفضتم، وتبعه في ذلك المحلّي. (4) أي: كلاما مختصّا بالأفواه عن غير فهم أو علم. (5) أو نكرة بمعنى شيء في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده نعت له.

البلاغة

ثان منصوب (الواو) واو الحال (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيم) . وجملة: «تلقّونه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تقولون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تلقّونه. وجملة: «ليس لكم به علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تحسبونه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تلقّونه وجملة: «هو.. عظيم» في محلّ نصب حال من مفعول تحسبونه. البلاغة المبالغة: في قوله تعالى «وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ» والقول لا يكون إلا بالفم، فما معنى ذكر الأفواه؟ المراد المبالغة، أو يحتمل أن يكون أن هذا القول لم يكن عبارة عن علم قام بالقلب، ودائما هو مجرد قول اللسان، كقوله تعالى «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» . [سورة النور (24) : آية 16] وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لولا إذ.. قلتم) مرّ إعراب نظيرها «1» ، والظرف متعلّق ب (قلتم) ، (يكون) مضارع تامّ بمعنى ينبغي (لنا) متعلّق ب (يكون) ، (بهذا) متعلّق ب (نتكلّم) . والمصدر المؤوّل (أن نتكلّم..) في محلّ رفع فاعل يكون. (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب، سيق للتعجّب «2» ..

_ (1) في الآية (12) من هذه السورة. [.....] (2) أورد ذلك الزمخشريّ، قال في الكشاف: «فإن قلت ما معنى التعجّب في كلمة التسبيح، قلت: الأصل في ذلك أن يسبّح الله عند رؤية العجيب من صنائعه، ثمّ كثر حتّى استعمل في كلّ متعجب منه أي بدون ملاحظة معنى التنزيه ... » . أهـ.

البلاغة

وجملة: «سمعتموه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قلتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يكون لنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نتكلّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «هذا بهتان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليل لما سبق. البلاغة التقديم والتأخير: في قوله تعالى «وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ» قدم الظرف لفائدة هامة، وهي بيان أنه كان من الواجب أن يتفادوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به، فلما كان ذكر الوقت أهم، وجب التقديم. سر التعجب: في قوله تعالى «سُبْحانَكَ» . معناه التعجب من عظم الأمر، وأصله أن الإنسان إذ رأى عجيبا من صنائع الله تعالى سبحه، ثم كثر حتى استعمل عند كل متعجب منه. [سورة النور (24) : الآيات 17 الى 18] يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) الإعراب: (لمثله) متعلّق ب (تعودوا) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعودوا) . والمصدر المؤوّل (أن تعودوا..) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف

[سورة النور (24) : الآيات 19 إلى 20]

مضاف أي خشية أن تعودوا «1» . جملة: «يعظكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كنتم مؤمنين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين.. وجواب الشرط محذوف يفسّره ما قبله أي فلا تعودوا لمثله.. 18- (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (يبيّن) ، (الواو) استئنافيّة (حكيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «يبيّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعظكم وجملة: «الله عليم....» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة النور (24) : الآيات 19 الى 20] إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (20) الإعراب: (في الذين) متعلّق ب (تشيع) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ، (في الدنيا) متعلّق ب (عذاب) ، (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (لا) نافية.. والمصدر المؤوّل (أن تشيع ... ) في محلّ نصب مفعول به. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحبّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تشيع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) يجوز تضمين (يعظكم) معنى ينهاكم، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يعظكم) ، أي يعظكم عن أن تعودوا ... أي ينهاكم عن أن تعودوا.

[سورة النور (24) : آية 21]

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «أنتم لا تعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . 20- (الواو) عاطفة (لولا فضل.. رحيم) مرّ إعراب نظيرها «1» مفردات وجملا. [سورة النور (24) : آية 21] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان- (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ في محلّ رفع (الفاء) رابطة- أو تعليليّة- (بالفحشاء) متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة (لولا فضل.. رحمته) مرّ إعرابها «2» ، (ما) نافية (منكم) متعلّق بحال من (أحد) وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل زكى (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (زكى) ، (الواو) عاطفة (من) موصول مفعول به (الواو) استئنافيّة (عليم) خبر ثان مرفوع..

_ (1، 2) في الآية (10) من هذه السورة.

الصرف:

جملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تتّبعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «من يتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «1» . وجملة: «يتّبع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .. وجواب الشرط محذوف تقدير فقد غوى. وجملة: «إنّه يأمر ... » لا محلّ لها تعليل للنهي.. أو للشرط. وجملة: «يأمر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «2» . وجملة: «ما زكى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لكنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لولا فضل الله. وجملة: «يزكّي من يشاء» في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (زكى) ، رسم في المصحف بالياء غير المنقوطة وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة زكا، لأنّ المضارع يزكو، وفيه إعلال، تحرّك حرف العلّة لام الفعل بعد فتح قلب ألفا. [سورة النور (24) : آية 22] وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)

_ (1) أو استئنافيّة في حيّز النداء، أو اعتراضيّة بين النهي والتعليل. (2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (يأتل) حذف حرف العلّة (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو، ملحق بجمع المذكّر (منكم) متعلّق بحال من الفاعل (أولي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (المساكين) معطوف على أولي بالواو منصوب، وكذلك (المهاجرين) ، (في سبيل) متعلّق ب (المهاجرين) . والمصدر المؤوّل (أن يؤتوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن يؤتوا «1» . (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر في الموضعين (ألا) أداة عرض وتحضيض (لكم) متعلّق ب (يغفر) . والمصدر المؤوّل (أن يغفر الله ... ) في محلّ نصب مفعول به. جملة: «لا يأتل أولو ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول وجملة: «يعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو يعفوا وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يغفر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. الصرف: (يأتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفتع. (أولو) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وله واحد من معناه هو ذو، يلحق في الإعراب بجمع المذكّر السالم فيرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء. انظر الآية (197) من سورة البقرة.

_ (1) هذا على أنّ معنى (يأتلي) يقصّر.. أمّا إذا كان المعنى يحلف فالتقدير: على ألا يؤتوا.. بتقدير (لا) نافية بعد أن الناصبة.

[سورة النور (24) : الآيات 23 إلى 25]

[سورة النور (24) : الآيات 23 الى 25] إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الإعراب: (الغافلات، المؤمنات) نعتان للمحصنات منصوبان مثله وعلامة النصب الكسرة، و (الواو) في (لعنوا) نائب الفاعل (في الدنيا) متعلّق ب (لعنوا) ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) . جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لعنوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لعنوا. 24- (يوم) ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر «1» ، (عليهم) متعلّق ب (تشهد) (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تشهد) . وجملة: «تشهد.. ألسنتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) ولا يجوز تعليقه بعذاب- على رأي البصريّين- لأنّه مصدر وصف قبل الإعمال. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.

الصرف:

25- (يومئذ) متعلّق ب (يوفّيهم) «1» ، والتنوين عوض من جملة محذوفة والتقدير: يوم إذ تشهد عليهم (هو) ضمير فصل «2» ، (الحقّ) خبر أنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلمون. وجملة: «يوفّيهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفّيهم. الصرف: (الغافلات) ، جمع الغافلة مؤنث الغافل، اسم فاعل من غفل الثلاثيّ وزنه فاعل. البلاغة العموم: في قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ» . أراد بالمحصنات العموم، وإن كان الحديث مسوقا عن عائشة. والمقصود بذكرهن على العموم وعيد من وقع في عائشة على أبلغ الوجوه، لأنه إذا كان هذا وعيد قاذف آحاد المؤمنات، فما الظن بوعيد من وقع في قذف سيدتهن! على أن تعميم الوعد أبلغ وأقطع من تخصيصه، ولهذا عممت زليخا حين قالت «ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ» فعمّمت وأرادت يوسف، تهويلا عليه وإرجافا. [سورة النور (24) : آية 26] الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)

_ (1) أو متعلّق ب (يعملون) . (2) أو منفصل مبتدأ خبره الحقّ، والجملة الاسميّة خبر أنّ.

الإعراب:

الإعراب: (للخبيثين، للخبيثات، للطيّبين، للطيّبات) كلّ متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ المتقدّم عليه (أولئك) مبتدأ، خبره (مبرّؤون) ، والإشارة إلى الطيّبين من الرجال والطيّبات من النساء (ما) حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (مبرّؤون) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مغفرة. جملة: «الخبيثات للخبيثين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الخبيثون للخبيثات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «الطيّبات للطيّبين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «الطيّبون للطيّبات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أولئك مبرّؤون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لهم مغفرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . الصرف: (الخبيثات، الخبيثون) ، جمع خبيثة، وجمع خبيث، صفة مشبّهة من الثلاثيّ خبث باب كرم، وزنه فعيل. انظر الآية (267) من سورة البقرة. (مبرّؤون) ، جمع مبرّأ، اسم مفعول من برّأ الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي يقولونه. (2) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) .

[سورة النور (24) : الآيات 27 إلى 28]

[سورة النور (24) : الآيات 27 الى 28] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) الإعراب: (يأيّها ... بيوتا) مثل يأيّها.. خطوات «1» ، (غير) نعت ل (بيوتا) منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (تستأنسوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (على أهلها) متعلّق ب (تسلّموا) .. والمصدر المؤوّل (أن تستأنسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوا) . (لكم) متعلّق ب (خير) ، (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تدخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تستأنسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تسلّموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تستأنسوا. وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي أنزل عليكم هذا لعلّكم..

_ (1) في الآية (21) من هذه السورة.

وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. 28- (الفاء) عاطفة (تجدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، (فيها) متعلّق ب (تجدوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (حتّى) مثل الأول (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (يؤذن) ، (لكم) الثاني متعلّق ب (قيل) ، (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط الثاني (لكم) الثالث متعلّق ب (أزكى) ، والمصدر المؤوّل (أن يؤذن لكم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوها) . وجملة: «لم تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «لا تدخلوها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يؤذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «قيل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تجدوا. وجملة: «ارجعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل ل (قيل) «2» . وجملة: «ارجعوا (الثانية) » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هو أزكى لكم» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.. (بما) متعلّق ب (عليم) .

_ (1) الجمهور يجعلونه مجزوما ب (لم) لأنّه الأقوى في الجزم، ولكن الفعل لا يبقى دالّا على الاستقبال لأنّ معناه انقلب إلى الماضي.. فالإعراب أعلاه أفضل. [.....] (2) لأنّها في الأصل مقول القول.. وهي عند الجمهور تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول.. (3) أو هي معطوفة على جملة هو أزكى.

البلاغة

البلاغة الكناية: في قوله تعالى «حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا» . «تستأنسوا» فيه وجهان: أحدهما: أنه من الاستئناس الظاهر الذي هو خلاف الاستيحاش، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه، فإذا أذن له استأنس، فالمعنى حتى يؤذن لكم، كقوله «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» . هذا من باب الكناية والإرداف، لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن، فوضع موضع الإذن والثاني: أن يكون الاستئناس الذي هو الاستعلام والاستكشاف، والمعنى حتى تستعلموا وتستكشفوا الحال هل يراد دخولكم أم لا. الفوائد - أسباب النزول: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتي الأب ويدخل علي، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي، وأنا على تلك الحال، فنزلت هذه الآية. فقال أبو بكر: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في طريق الشام، ليس فيها ساكن، فأنزل الله: ليس عليكم جناح الآية.. والبيوت التي استثناها الله، فهي غير المسكونة نحو الفنادق، وحوانيت البياعين، والمنازل المبنية للنزول، وإيواء المتاع فيها، واتقاء الحر والبرد كبيوت التجار وحوانيتهم في الأسواق، التي يدخلها الناس للبيع أو الشراء. [سورة النور (24) : آية 29] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (29)

الإعراب:

الإعراب: (عليكم) متعلّق بمحذوف خبر ليس، و (جناح) اسم ليس مرفوع (فيها) متعلّق بخبر للمبتدأ (متاع) (لكم) متعلّق بمحذوف نعت لمتاع. والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن تدخلوا.. متعلّق ب (جناح) . (ما) حرف مصدريّ في الموضعين «1» ، (الواو) عاطفة. والمصدر المؤوّل (ما تبدون ... ) في محلّ نصب مفعول به، والمصدر (ما تكتمون) في محلّ نصب معطوف عليه. جملة: «ليس عليكم جناح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدخلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «فيها متاع ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (بيوتا) «2» . وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. الصرف: (مسكونة) ، مؤنّث مسكون، اسم مفعول من الثلاثيّ سكن، وزنه مفعولة. [سورة النور (24) : الآيات 30 الى 31] قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

_ (1) أو هو اسم موصول في محلّ نصب والعائد محذوف أي: تبدونه وتكتمونه. (2) يجوز أن تكون حالا من (بيوتا) لأنّه وصف.

الإعراب:

الإعراب: (للمؤمنين) متعلّق ب (قل) ، (يغضّوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومفعول قل مقدّر، أي: قل لهم غضّوا أبصاركم (من أبصارهم) متعلّق ب (غضّوا) «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أزكى) ، (ما) حرف مصدريّ «2» .. والمصدر المؤوّل (ما يصنعون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يغضّوا من أبصارهم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقل لهم غضّوا يغضوا..

_ (1) (من) زائدة عند الأخفش، وهي تبعيضيّة عند الزمخشري، ولبيان الجنس عند أبي البقاء- وفيه غموض-، ولابتداء الغاية عند ابن عطيّة واختاره أبو حيّان. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.

وجملة: «يحفظوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضّوا. وجملة: «ذلك أزكى ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إنّ الله.. خبير» لا محلّ لها تعليل آخر. وجملة: «يصنعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 31- (الواو) عاطفة (للمؤمنات) متعلّق ب (قل) ، (يغضضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الطلب و (النون) ضمير فاعل (من أبصارهنّ) متعلّق ب (يغضضن) ، و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه (يحفظن) مثل يغضضن ومعطوف عليه بالواو، وكذلك الفعل المنفيّ (يبدين) معطوف على (يحفظن أو يغضضن) «1» ، (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء، أو بدل من زينتهنّ (منها] متعلّق ب (ظهر) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يضربن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم باللام (بخمرهنّ) متعلّق ب (يضربن) بتضمينه معنى يلقين (على جيوبهنّ) متعلّق ب (يضربن) ، (الواو) عاطفة (لا يبدين زينتهنّ) مثل الأولى (إلّا) للاستثناء (لبعولتهنّ) بدل من المستثنى المقدّر بإعادة الجارّ أي: لا يبدين زينتهنّ لأحد من الناس إلّا لبعولتهنّ «2» (أو) حرف عطف في المواضع الأحد عشر، والأسماء بعدها معطوفة على بعولتهنّ مجرورة أو في محلّ جرّ (ما) اسم موصول والعائد محذوف أي ملكته (غير) نعت للتابعين مجرور (من الرجال) متعلّق بحال من التابعين- أو من أولي الإربة- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للطفل (على عورات) متعلّق ب (يظهروا) ، (الواو) عاطفة (لا يضربن) مثل لا يبدين (بأرجلهنّ) متعلّق ب (يضربن) ، (اللام) لام التعليل

_ (1) يجوز أن تكون (لا) ناهية فالفعل في محلّ جزم بها، والجملة حينئذ معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة. (2) أو متعلّق بحال من المستثنى المحذوف أي: إلّا زينة كائنة لبعولتهنّ.

(يعلم) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (من زينتهنّ) متعلّق بحال من العائد المحذوف «1» . والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يضربن) . (الواو) استئنافيّة (إلى الله) متعلّق ب (توبوا) ، (جميعا) حال منصوبة من فاعل توبوا (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المؤمنون) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «قل (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) . وجملة: «يغضضن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن تقل لهن اغضضن من أبصاركنّ يغضضن. وجملة: «يحفظن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن. وجملة: «لا يبدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن أو يحفظن. وجملة: «ظهر منها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يضربن ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر. وجملة: «لا يبدين (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يبدين (الأولى) «2» . وجملة: «ملكت أيمانهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «لم يظهروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يضربن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضربن.. وجملة: «يعلم ما يخفين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو هو تمييز للموصول (ما) . (2) أو معطوفة على جملة يضربن إن كانت (لا) ناهية، فهي في محلّ نصب.

الصرف:

وجملة: «يخفين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «أيّها المؤمنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (31) خمرهنّ: جمع خمار وهو غطاء الرأس للمرأة، اسم ذات وزنه فعال بكسر الفاء، والجمع فعل بضمتين. (جيوبهنّ) ، جمع جيب اسم لطوق القميص، وأستعير هنا لمحلّه وهو العنق وزنه فعل بفتح فسكون والجمع فعول بضمّ الفاء، وقيل بكسرها أيضا. (الإربة) ، اسم للحاجة من أرب إلى الشيء أي احتاج من باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون. (عورات) ، جمع عورة، اسم لما يجب أن يستر عند الرجال والنساء، وزنه فعلة بفتح فسكون، وكان القياس في الجمع أن تفتح الواو ولكنّها سكّنت استثقالا في تحريك حرف العلّة. البلاغة 1- من الأسرار التي تدق على الأفهام، دخول من الجارة على غض الأبصار، دون الفروج، في قوله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ» والسر في ذلك أن أمر النظر واسع، قال الزمخشري بهذا الصدد: «ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن وصدورهن وثديهنّ وأعضائهن وسوقهن وأقدامهن، وكذلك الجواري المستعرضات للبيع. وأما أمر الفروج فمضيق» . 2- التقديم: في الآية الكريمة، حيث قدم غض الأبصار على حفظ الفروج، وذلك

_ (1) يجوز أن تكون تابعة لمقول القول فتعطف عليه، واستعمل الخطاب (للمؤمنين) على سبيل التغليب.

الفوائد

لأن النظر بريد الزنى ورائد الفجور، والبلوى فيه أشدّ وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه. 3- المبالغة: في قوله تعالى «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها» ذكر الزينة، دون مواقعها، للمبالغة في الأمر بالتستر، لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد، لا يحل النظر إليها إلا لمن استثني في الآية. الفوائد 1- عفة المؤمن: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت «الحمو» قال: «الحمو الموت» . رواه البخاري ومسلم، ثم قال: ومعنى كراهيته الدخول على النساء، على نحو ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان» . والحمو هو أبو الزوج، ومن أدلى به، كالأخ والعم وابن العم ونحوهم، وأبو المرأة ومن أدلى به. وقيل هو قريب الزوج فقط، وقيل قريب الزوجة فقط. قال أبو عبيد: فإذا كان هذا في رواية أبي الزوج، وهو محرم، فكيف بالغريب ومعنى «الحمو الموت» أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه. 2- أيها المؤمنون: مرّ معنا أن المعرف بأل يتوصّل إلى ندائه ب «أي» ، وتلحق بها الهاء علامة للمذكر، والتاء والهاء علامة للمؤنث. وحول ذلك شروح يرجع إليها في مواطنها. [سورة النور (24) : الآيات 32 الى 33] وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من الأيامى (من عبادكم) متعلّق بحال من الصالحين (من فضله) متعلّق ب (يغنهم) ، (الواو) استئنافيّة (عليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «أنكحوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يغنهم الله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «الله واسع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. 33- (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يستعفف) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغنيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (من فضله) متعلّق ب (يغنيهم) . والمصدر المؤوّل (أن يغنيهم ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يستعفف) .

(الواو) عاطفة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع «1» ، (ممّا) متعلّق بمحذوف حال من فاعل يبتغون «2» ، (الفاء) زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط (علمتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (فيهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الواو) عاطفة (من مال) متعلّق ب (آتوهم) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لمال الله، وفاعل (آتاكم) ضمير يعود على لفظ الجلالة، والمفعول الثاني محذوف أي آتاكموه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على البغاء) متعلّق ب (تكرهوا) ، (أردن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط «3» ، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون. والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (لا تكرهوا) . (الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (الفاء) تعليليّة (من بعد) متعلّق بالخبر (غفور) . وجملة: «يستعفف الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على أنكحوا.. وجملة: «لا يجدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يغنيهم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره كاتبوا.. وجملة كاتبوهم حينئذ لا محلّ لها تفسيريّة. (2) (ما) موصول وأستعير هنا للعقلاء على سبيل التغليب والشمول. (3) في تخريج هذا الشرط آراء كثيرة لدى المفسّرين.. فبعضهم جعل (إن) بمعنى إذ فنفى وجود الشرط البتة حتّى لا يؤوّل الإكراه عند انتفاء الإرادة منهنّ، مع أنّ الإكراه على الزنا محرّم في كلّ حال. وبعضهم علّق الشرط على إرادة التعفّف إذ لا معنى للإكراه، ولا للشرط، عند ميلهنّ للزنا لأنه باختيارهنّ ... إلخ. [.....]

الصرف:

وجملة: «الذين يبتغون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أنكحوا.. وجملة: «يبتغون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «ملكت أيمانكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كاتبوهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «علمتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف.. دلّ عليه ما قبل أي: إن علمتم فيهم خيرا فكاتبوهم. وجملة: «آتوهم....» في محلّ رفع معطوفة على جملة كاتبوهم وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا تكرهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنكحوا.. وجملة: «أردن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن أردن تحصّنا فلا تكرهوهنّ.. وجملة: «من يكرههنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تكرهوا.. وجملة: «يكرههنّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّ الله.. غفور ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: من يكرههنّ فإنّه يحاسب، ويغفر الله لهنّ، لأنّ الله ... غفور «1» . الصرف: (الأيامى) ، جمع الأيّم، اسم لمن ليس له زوج أنثى كان أم ذكرا، وزنه فيعل مأخوذ من آم يئيم كباع يبيع، وقياس جمع أيائم، ووزن أيامى فعالى، وقيل فيه قلب أصله أيايم. (الكتاب) ، مصدر بمعنى المكاتبة وهو عقد الكتابة، وفعله كاتب الرباعيّ، والمصدر سماعيّ وزنه فعال بكسر الفاء.

_ (1) بعضهم يجعل الجملة المذكورة هي جواب الشرط وفيها رابط مقدّر أي فإنّ الله غفور.. لهنّ.

البلاغة

(البغاء) ، مصدر سماعيّ للرباعيّ باغت الأمة أي زنت، وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة منقلبة ياء متطرفة بعد ألف ساكنة، أصله بغاي. (تحصّنا) ، مصدر الخماسيّ تحصّن، وزنه تفعّل بضمّ العين المشدّدة، وزن ماضيه بضم ما قبل آخره. البلاغة الاحتراس: في قوله تعالى «إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً» ، فقد أقحم هذا الاعتراض، ليبشع ذلك عند المخاطب، ويحذره من الوقوع فيه، ولكي يتيقظ أنه كان ينبغي له أن يأنف من هذه الرذيلة وإن لم يكن زاجر شرعي، ووجه التبشيع عليه أن مضمون الآية النداء عليه بأن أمته خير منه، لأنها آثرت التحصّن عن الفاحشة، وهو يأبى إلا إكراهها. الفوائد 1- الحض على النكاح: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» رواه البخاري ومسلم. الباءة: الجماع أو النكاح. والمقصود مؤنة النكاح. الوجاء: رضّ الخصيتين، وشبّه الصوم ب «الخصاء» . 2- المكاتبة: مكاتبة العبد، أن يقول له مالكه: كاتبتك على كذا من المال، فإن أداها له أصبح حرا. وصيغته: أن يقول الرجل لمملوكه، كتبت لي على نفسي أن تعتق مني إذا وفيت لي بالمال، وكتبت لي على نفسك أن يفي بذلك، أو أن يقول: كتبت عليك الوفاء بالمال، وكتبت عليّ العتق. وفي كتب الفقه من أحكام العتق ما ترنو إليه كلما نفس طلعة. 3- يُغْنِهِمُ اللَّهُ: الفعل يغني مجزوم بجواب الشرط، وجزمه حذف حرف العلة من آخره.

[سورة النور (24) : آية 34]

ويجزم المضارع أيضا بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة. كما يجزم بالسكون إذا كان صحيح الآخر. وعوامل الجزم ثلاثة: حرف يجزم فعلا واحدا، وأداة تجزم فعلين، والطلب بجزم جوابه. [سورة النور (24) : آية 34] وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (أنزلنا) ، (مثلا) معطوف على آيات بالواو منصوب (من الذين) متعلّق بنعت ل (مثلا) ، (من قبلكم) متعلّق ب (خلوا) ، (موعظة) معطوف على آيات بالواو منصوب (للمتّقين) متعلّق ب (موعظة) «1» . جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (مبيّنات) ، جمع مبيّنة مؤنّث مبيّن، اسم فاعل من بيّن الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة النور (24) : آية 35] اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)

_ (1) أو متعلّق بمحذوف نعت لموعظة.

الإعراب:

الإعراب: (كمشكاة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (مثل) (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مصباح) ، (في زجاجة) خبر المبتدأ (المصباح) ، ونائب الفاعل لفعل (يوقد) ضمير مستتر تقديره هو يعود على المصباح (من شجرة) متعلّق ب (يوقد) بحذف مضاف أي من زيت شجرة (مباركة، زيتونة، لا شرقيّة) صفات لشجرة مجرورة (لا) زائدة لتأكيد النفي (غربيّة) معطوفة على شرقيّة بالواو (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (نور) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (على نور) متعلّق بنعت لنور الأول (لنوره) متعلّق ب (يهدي) ، (للناس) متعلّق ب (يضرب) ، و (بكلّ) متعلّق ب (عليم) وهو خبر مرفوع. جملة: «الله نور السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مثل نوره كمشكاة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «فيها مصباح ... » في محلّ جرّ نعت لمشكاة. وجملة: «المصباح في زجاجة» في محلّ رفع نعت لمصباح. وجملة: «الزجاجة كأنها ... » في محلّ جرّ نعت لزجاجة «1» . وجملة: «كأنّها كوكب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزجاجة) . وجملة: «يوقد ... » في محلّ رفع خبر ثان للمصباح. وجملة: «يكاد زيتها ... » في محلّ جرّ نعت لشجرة «2» . وجملة: «يضيء ... » في محلّ نصب خبر يكاد. وجملة: «لم تمسسه نار ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضيء.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو لم تمسسه نار يكاد يضيء.

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين المبتدأ وخبره الثاني. (2) أو في محلّ نصب حال من شجرة لأنها وصفت.

الصرف:

وجملة: « (هو) نور ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمضمون ما سبق. وجملة: «يهدي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يضرب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهدي. وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (مشكاة) ، اسم للكوّة غير النافذة أو الأنبوبة وسط القنديل، وزنه مفعلة بكسر الميم على وزن اسم الآلة من (شكا) ، فيه إعلال لأنّ أصله مشكوة، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وفي المشكاة أقوال كثيرة في معناها. (مصباح) ، اسم آلة جاء من الثلاثيّ اللازم (صبح) على غير قياس، وزنه مفعال بكسر الميم. (زجاجة) ، واحدة الزجاج اسم جمع للجنس، هو معروف وزنه فعالة بضمّ الفاء، قيل يجوز في الفاء الكسر والفتح، ومثل ذلك الزجاج. (درّيّ) ، اسم منسوب إلى الدرّ، الجوهر المعروف لضيائه ولمعانه، ووزن دريّ فعليّ بضمّ الفاء. (غربيّة) مؤنّث غربيّ، اسم منسوب إلى الغرب، وزنه فعليّة بفتح الفاء. (زيتها) ، اسم للسائل الذي يؤتدم به ويخرج من الزيتون وغيره، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ..» الآية فقد جاء التشبيه هنا بواسطة الأداة وهي الكاف، والمراد أن النور الذي شبه به

_ (1) أو معطوفة على جملة يهدي الله.

الحق، نور متضاعف، قد تناصر فيه المشكاة والزجاجة والمصباح والزيت، حتى لم تبق بقية، مما يقوي النور ويزيده إشراقا ويمدّه بإضاءة، وذلك أن المصباح إذا كان في مكان متضايق كالمشكاة كان أضوأ له وأجمع لنوره، بخلاف المكان الواسع فإنّ الضوء ينبث فيه وينتشر. وأبدع الكرخي في تحديده هذا التشبيه التمثيلي فقال: «ومثل الله نوره، أي معرفته في قلب المؤمن، بنور المصباح دون نور الشمس، مع أن نورها أتم، لأن المقصود تمثيل النور في القلب، والقلب في الصدور، والصدر في البدن، بالمصباح والمصباح في الزجاجة، والزجاجة في القنديل. 2- الطباق: في قوله تعالى «لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» وقد تكلم علماء البيان كثيرا عن هذا الطباق. قال الزمخشري: وقيل: لا في مضحى ولا في مقنأة «وهو المكان الذي لا تطلع عليه الشمس» ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها، وذلك أجود لحملها وأصفى لدهنها، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا خير في شجرة في مقنأة، ولا نبات في مقنأة، ولا خير فيهما في مضحى» . وقيل: ليست مما تطلع عليه الشمس في وقت شروقها أو غروبها فقط، بل تصيبها بالغداة والعشي جميعا، فهي شرقية وغربية. 3- التنكير: في قوله تعالى «نُورٌ عَلى نُورٍ» : ضرب من الفخامة والمبالغة، لا أرشق ولا أجمل منه، فليس هو نورا واحدا، معينا أو غير معين، فوق نور آخر مثله، وليس هو مجموع نورين اثنين فقط، بل هو عبارة عن نور متضاعف، من غير تحديد، لتضاعفه بحد معين. 4- تشابه الأطراف: وهو أن ينظر المتكلم إلى لفظه وقعت في آخر جملة من الفقرة في النثر، أو آخر لفظة وقعت في آخر المصراع الأول في النظم، فيبتدئ بها. تأمل في تشابه أطراف هذه الجمل المتلاحقة: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» .

الفوائد

الفوائد - اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. كثيرا ما تعرضنا للمثل، ودوره في أسلوب القرآن الكريم، وتقرير تعاليم الإسلام ومبادئه، بواسطة المثل. ويبلغ المثل ذروته في هذه الآية الكريمة، التي تصور نور الله الذي يشمل الكائنات جميعها، تصويرا يكاد يقف الفكر مبهوتا أمام إبداعه الرائع ولولا مخافة الخروج عن خطة الكتاب في الإيجاز، لآثرنا أن نكتب الصفحات عن هذا التشبيه وما فيه من روعة وإبداع. ولكن ما على القارئ إلا أن يقف أمام روعته ويتملّى من بلاغة القرآن وإعجازه. [سورة النور (24) : الآيات 36 الى 38] فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (36) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (38) الإعراب: (في بيوت) متعلّق ب (يسبّح) ، ونائب الفاعل لفعل (ترفع) ضمير يعود على بيوت (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (يذكر) ، (اسمه) نائب الفاعل لفعل يذكر.. والمصدر المؤوّل (أن ترفع) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن ترفع، متعلّق ب (أذن) ،

(له) متعلّق ب (يسبّح) ، (فيها) الثاني متعلّق ب (يسبّح) مؤكّدا الجارّ الأول: في بيوت (بالغدوّ) متعلّق ب (يسبّح) . جملة: «أذن الله ... » في محلّ جرّ نعت لبيوت. وجملة: «ترفع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يذكر فيها اسمه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «يسبّح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 37- 38- (رجال) فاعل يسبّح مرفوع (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي و (بيع) معطوف على تجارة بالواو (عن ذكر) متعلّق ب (تلهيهم) ، (يوما) مفعول به منصوب (فيه) متعلّق ب (تتقلّب) ، (اللام) الأظهر أنّها لام العاقبة (يجزيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يجزيهم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسبّح) أو متعلّق ب (يخافون) «2» . (من فضله) متعلّق ب (يزيدهم) ، (الواو) استئنافيّة (بغير) متعلّق بحال من فاعل يرزق. وجملة: «لا تلهيهم تجارة ... » في محلّ رفع نعت لرجال. وجملة: «يخافون ... » في محلّ رفع نعت ثان لرجال «3» . وجملة: «تتقلّب فيه القلوب» في محلّ نصب نعت ل (يوما) . وجملة: «يجزيهم الله..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي عملوه، والجملة بعده صلة. (2) يجوز تعليقه بفعل محذوف.. أي: فعلوا ذلك ليجزيهم. (3) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في تلهيهم. أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

الفوائد

وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يزيدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزيهم. وجملة: «الله يرزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. وجملة: «يرزق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الفوائد قوله تعالى «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ إلخ» كثرت أقوال النحاة حول تعليق الجار والمجرور «في بيوت» . وسبب هذا الاختلاف طول الفصل بين المتعلق والمتعلق به، ورغم كثرة الخلاف، وتعدد الأقوال، فإننا نختار لك منها أهمها: أ- مثل بأنهما متعلقان بصفة للمشكاة. ب- وقيل بصفة للمصباح. ج- وقيل متعلقان بالفعل «يوقد» د- وقيل بمحذوف تقديره «سبحوه في بيوت» هـ- وقيل إنهما متعلقان ب «حال» للمصباح والزجاجة والكوكب، تقديره «وهو في بيوت» . ووقيل متعلقان ب «توقد» ، أي توقد في بيوت. فاختر من بين هذه الآراء ما يحلو لك، وتجده أقرب للذوق والواقع. والحقيقة أن طول الفصل يجعلنا نفضل تقدير محذوف، على أن نعود بالتعليق لأول الآية التي ملأت نصف الصفحة وزيادة. [سورة النور (24) : الآيات 39 الى 40] وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (39) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (40)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كسراب) متعلّق بخبر المبتدأ أعمالهم «1» ، (بقيعة) متعلّق بنعت ل (سراب) (ماء) مفعول به ثان لفعل يحسبه (حتّى) حرف ابتداء (شيئا) مفعول به ثان لفعل يجده «2» ، (عنده) ظرف منصوب متعلّق ب (وجد) ، أي لقي، (الواو) اعتراضيّة.. جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ، وجملة: «أعمالهم كسراب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يحسبه الظمآن ... » في محلّ جرّ نعت لسراب وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لم يجده شيئا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «وجد الله ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر «3» . وجملة: «وفّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد الله..

_ (1) يجوز أن يكون خبرا للموصول (الذين) كفروا.. بحذف مضاف أي أعمال الذين كفروا.. وحينئذ يعرب (أعمالهم) بدلا من الموصول على رأي القرطبيّ. (2) أي لم يجد ما قدره شيئا. (3) المقدّر هو نتيجة للتشبيه التمثيليّ أي: والكافر إذا جاءه الموت لم يجد عمله بعد الموت ووجد حساب الله أو عقابه أو حكمه عند عمله.. فوفّاه الله حسابه.

وجملة: «الله سريع ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . 40- (أو) حرف عطف (كظلمات) متعلّق بما تعلّق به كسراب فهو معطوف عليه (في بحر) متعلّق بنعت ل (ظلمات) (من فوقه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (موج) الثاني (من فوقه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سحاب) (ظلمات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر المبتدأ بعضها (الواو) عاطفة، وعلامة الجزم لفعل (يجعل) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (له) متعلّق بمفعول به ثان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (نور) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «يغشاه موج» في محلّ جرّ نعت لبحر «2» . وجملة: «من فوقه موج» في محلّ رفع نعت لموج الأول. وجملة: «من فوقه سحاب) في محلّ رفع نعت لموج الثاني. وجملة: « (هي) ظلمات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعضها فوق بعض» في محلّ رفع نعت لظلمات. وجملة: «أخرج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لم يكد يراها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يراها» في محلّ نصب خبر يكد. وجملة: «من لم يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هي) ظلمات. وجملة: «لم يجعل الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «ما له من نور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) أو استئناف في حكم التعليل. (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من بحر لأنّه وصف. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]

الصرف:

الصرف: (سراب) ، اسم لما يشاهد في النهار الحارّ كأنه ماء. (قيعة) ، اسم هو جمع قاع: الأرض السهلة المطمئنة، وزنه فعلة بكسر فسكون، وثمة جموع أخرى منها قيعان وأقواع. (الظمآن) ، صفة مشبّهة من ظمئ يظمأ باب فرح وزنه فعلان بفتح فسكون مؤنّثة ظمأى، جمعه ظماء بكسر الظاء. (لجّيّ) ، اسم منسوب إلى اللجّ أو اللّجة وهو الماء الغزير أو معظم البحر، وزنه فعليّ بضمّ الفاء. البلاغة 1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً» شبه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان، ولا يتبع الحق من الأعمال الصالحة، التي يحسبها تنفعه عند الله، وتنجيه من عذابه، ثم تخيب في العاقبة أمله، ويلقى خلاف ما قدّر، بسراب يراه الكافر بالساهرة، وقد غلبه عطش يوم القيامة، فيحسبه ماء فيأتيه فلا يجد ما رجاه، ويجد زبانية الله عنده، يأخذونه فيعتلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق. وهم الذين قال الله فيهم: «عامِلَةٌ ناصِبَةٌ» «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» . 2- العطف على محذوف: في قوله تعالى «وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ» . فليست الجملة معطوفة على (لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) ، بل على ما يفهم منه بطريق التمثيل، من عدم وجدان الكفرة من أعمالهم المذكورة عينا ولا أثر، كما في قوله تعالى: «وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» كأنه قيل: حتى إذا جاء الكفرة يوم القيامة أعمالهم، التي كانوا في الدنيا يحسبونها نافعة لهم في الآخرة، لم يجدوها شيئا، ووجدوا حكم الله وقضاءه لهم بالمرصاد. الفوائد من وأقسامها: تأتي من على أربعة أقسام:

[سورة النور (24) : الآيات 41 إلى 42]

أ- من الاستفهامية. ب- من الشرطية. ج- من الموصولة. د- من النكرة الموصوفة. ولكل من هذه الأقسام الأربعة شرائط وتفصيلات.. وقد مرّ معنا شرح ذلك في مواطن، فعاوده، ففي الإعادة كل الإفادة. [سورة النور (24) : الآيات 41 الى 42] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (له) متعلّق ب (يسبّح) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يسبّح..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. (الواو) عاطفة (الطير) معطوف على الموصول الفاعل (من) ، (صافّات) حال منصوبة من الطير وعلامة النصب الكسرة (كلّ) مبتدأ- على نيّة الإضافة- (قد) للتحقيق، وفاعل (علم) ضمير يعود على كلّ «1» ، أي علم كلّ واحد منهم صلاة نفسه (الواو) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ «2» .

_ (1) قيل هو عائد على الله، أي علم الله صلاته. (2) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي يفعلونه، والجملة بعده صلة له.

[سورة النور (24) : آية 43]

والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (عليم) . جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسبّح ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كلّ قد علم ... » في محلّ نصب حال من الموصول (من) وما عطف عليه. وجملة: «علم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) . وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 42- (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بخبر مقدّم. وجملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله عليم. وجملة: «إلى الله المصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله عليم. [سورة النور (24) : آية 43] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43) الإعراب: (ألم تر.. يزجي) مثل الآية السابقة «1» ، (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (بينه) ظرف منصوب متعلّق ب (يؤلّف) «2» ، (ركاما) مفعول به ثان

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة. (2) أي يؤلّف بين قطعه.

منصوب (الفاء) عاطفة (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، و (من) لابتداء الغاية (من جبال) متعلّق ب (ينزّل) فهو بدل من السماء بإعادة الجارّ، و (من) لابتداء الغاية، وهو بدل اشتمال «1» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (جبال) ، والضمير يعود إلى السماء (من برد) متعلّق ب (ينزّل) و (من) تبعيضيّة «2» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يصيب) ، (عمّن) متعلّق ب (يصرفه) ، (بالأبصار) متعلّق ب (يذهب) ، و (الباء) للتعدية «3» . جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يزجي ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يزجي ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. وجملة: «يؤلّف ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزجي. وجملة: «يجعله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤلّف. وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق. وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الودق «4» . وجملة: «يصيب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يصرفه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب. وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

_ (1) وهي تبعيضيّة عند بعضهم ومتعلّقة ب (ينزّل) ، أي شيئا من جبال واختاره أبو البقاء.. وعند بعضهم زائدة و (جبال) مفعول ينزّل وهو قول الأخفش. (2) أو (من) زائدة و (برد) مفعول به. (3) أو هي بمعنى من، والمفعول محذوف أي يذهب النور من الأبصار. (4) أو معطوفة على جملة يزجي، في محلّ رفع، وكذلك جملة يصيب وجملة يصرفه.

الصرف:

وجملة: «يكاد ... » في محلّ نصب حال من الودق أو من البرد على اختلاف في العامل. وجملة: «يذهب ... » في محلّ نصب خبر يكاد الناقص. الصرف: (ركاما) ، اسم للشيء المتراكم، وزنه فعال مشتقّ من ركم الشيء إذا جمعه من باب نصر. (الودق) ، اسم للمطر قليلا أو كثيرا، وهو في الأصل مصدر لفعل ودق، وزنه فعل بفتح فسكون. (برد) ، اسم للماء المتجمّد النازل من السماء، وزنه فعل بفتحتين. (سنا) ، اسم للضوء ولا سيّما البرق، فيه إعلال بالقلب، أصله سنو، فعله سنا يسنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة 1- فن العنوان: في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً» الآية. فن انفرد به القليل من علماء البيان، وهو فن العنوان، وعرفوه بأنه أن يأخذ المتكلم في غرض له، من وصف أو فخر أو مدح أو عتاب أو هجاء، أو غير ذلك من الفنون، ثم يأتي لقصد تكميله، وتوكيده، بأمثلة من ألفاظ تكون عنوانات لأخبار متقدمة وقصص سالفة، ومنه نوع عظيم جدا، وهو ما يكون عنوانا للعلوم، وذلك أن تذكر في الكلام ألفاظا، تكون مفاتيح لعلوم ومداخل لها، والآية التي نحن بصددها، فيها عنوان العلم المعروف بالآثار العلوية والجغرافيا الرياضية وعلم الفلك. 2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «مِنْ جِبالٍ» أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، على التشبيه البليغ، كما في قوله تعالى «حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً» والمراد بها قطع السحاب.

الفوائد

الفوائد - من جبال: اختلف العلماء في «من» هل هي عاملة أم زائدة. كما اختلفوا في متعلق الجار والمجرور على أوجه، أهمها ثلاثة: - الأول: أن تكون للتبعيض. - الثاني: بيان الجنس. - الثالث: أنها زائدة. - وثمة وجه رابع: أنها لابتداء الغاية. والذي نجده أقرب للذوق، وأخصر للطريق، اعتبارها زائدة أي «ينزل من السماء جبال برد» . وهذا الوجه يعفينا من التعليق، لأن حروف الجر الزائدة لا تحتاج مع مجرورها إلى تعليق. ومن المفيد أن نذكر لك أحرف الجر التي لا تحتاج إلى تعليق، وهي خمسة: أ- حرف الجر الزائد مثل «الباء ومن» نحو «كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً» و «هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ» ب- «لعلّ» في لغة عقيل لأنها بمنزلة الزائد. ج- «لولا» فيمن قال: لو لاي، ولو لاك، ولو لاه، ويرى سيبويه أن «ما بعد» «لولا» مرفوع المحل، وهو الأصح. د- «رب» في نحو «ربّ رجل صالح لقيت» هـ- حروف الاستثناء وهي «خلا وعدا وحاشا» إذا خفضن ما بعدهنّ. وهذا موضوع جدير بالمراجعة في مظانه من كتب النحو، فإنه جليل الفائدة. [سورة النور (24) : الآيات 44 الى 45] يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)

الإعراب:

الإعراب: (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام التوكيد (عبرة) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق ب (عبرة) . جملة: «يقلّب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة» لا محلّ لها تعليليّة. 45- (الواو) عاطفة (من ماء) متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) في المواضع الثلاثة (على بطنه) متعلّق ب (يمشي) الأول (على رجلين) متعلّق ب (يمشي) الثاني (على أربع) متعلّق ب (يمشي) الثالث (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير) . وجملة: «الله خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقلّب. وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «منهم من يمشي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله خلق. وجملة: «يمشي (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «منهم من يمشي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الأولى) . وجملة: «يمشي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «منهم من يمشي (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على (منهم من..) الأولى. وجملة: «يمشي (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.

البلاغة

وجملة: «يخلق الله ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة 1- المجاز: في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» كالحيات والسمك. وتسمية حركتها مشيا، مع كونها زحفا، مجاز للمبالغة في إظهار القدرة، وأنها تزحف بلا آلة كشبه المشي وأقوى، ويزيد ذلك حسنا ما فيه من المشاكلة، لذكر الزاحف مع الماشي. 2- التنكير: في قوله تعالى «مِنْ ماءٍ» . نكّر الماء، لأن المعنى أنه خلق كل دابة من نوع من الماء مختص بتلك الدابة. أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات من النطفة، فمنها هوام بهائم، ومنها ناس. فالمقصد إذا أن شيئا واحدا تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة. 3- التغليب: في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ» تذكير الضمير في «منهم» لتغليب العقلاء، وبنى على تغليبهم في الضمير التعبير بمن واقعة على ما لا يعقل، وظاهر بعض العبارات يشعر باعتبار التغليب في (كل دابة) وليس بمراد، بل المراد أن ذلك لما شمل العقلاء وغيرهم، على طريق الاختلاط، لزم اعتبار ذلك في الضمير العائد عليه وتغليب العقلاء فيه. [سورة النور (24) : آية 46] لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)

الإعراب:

الإعراب: (لقد ... أنزلنا آيات مبيّنات) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة (إلى صراط) متعلّق ب (يهدي) «2» . جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة النور (24) : الآيات 47 الى 49] وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) الإعراب: (بالله) متعلّق ب (آمنّا) وكذلك (بالرسول) ، (منهم) متعلّق بنعت ل (فريق) (من بعد) متعلّق ب (يتولّى) ، (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (المؤمنين) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ما. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أطعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يتولّى فريق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولون.

_ (1) في الآية (34) من هذه السورة. (2) فعل (يهدي) يتعدّى إلى المفعول من غير حرف جرّ أو بأحد حرفي الجرّ (اللام) أو (إلى) .

الصرف:

وجملة: «ما أولئك بالمؤمنين» في محلّ نصب حال من فريق. 48- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (دعوا) نائب الفاعل (إلى الله) متعلّق ب (دعوا) ، (اللام) للتعليل (يحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (الفاعل) ضمير يعود إلى الرسول- لأنه المباشر للحكم- (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) . والمصدر المؤوّل (أن يحكم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوا) . (إذا) حرف فجاءة (فريق) مبتدأ مرفوع «1» ، (منهم) متعلّق بنعت ل (فريق) (معرضون) خبر مرفوع. وجملة: «دعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «فريق منهم معرضون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 49- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر يكن (إليه) متعلّق ب (يأتوا) «2» ، (مذعنين) ، حال منصوبة. وجملة: «يكن لهم الحقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه. وجملة: «يأتوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. الصرف: (مذعنين) ، جمع مذعن، اسم فاعل من أذعن الرباعيّ بمعنى انقاد أو أطاع مسرعا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة أنّها وصفت بالجاور والمجرور (منهم) . (2) أو متعلّق بمذعنين.

الفوائد

الفوائد - أقسام «إذا» : تأتي «إذا» على ثلاثة أقسام: أ- إذا التفسيرية، وهي تحل محل «أي» التفسيرية في الجمل، وتختلف عنها في أن الفعل بعد «إذا» يكون للمخاطب، نحو «استغفرت الله من الذنب إذا سألته الغفران» . ب- وتأتي ظرفية، وهي التي تتضمّن معنى الشرط، وتكون ظرفا للمستقبل. ولذلك تحتاج إلى فعل الشرط وجوابه، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، ويكون الفعل بعدها ماضيا على كثرة، ومضارعا على قلّة. وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب: والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع وإذا دخلت إذا الظرفية على اسم في الظاهر، فهي في الحقيقة تكون داخلة على فعل محذوف، نحو «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» فالتقدير: إذا انشقت السماء. فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. ج- إذا الفجائية: وهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال. والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى: «فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى» . وتكون جوابا للجزاء، كالفاء، قال الله تعالى: «وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ» . وحول إذا تفسيرات وخلافات تجدها في المطولات من كتب النحو. [سورة النور (24) : آية 50] أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يحيف) . والمصدر المؤوّل (أن يحيف ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافون (بل) للإضراب الانتقاليّ (هم) ضمير فصل «1» . جملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ارتابوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحيف الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أولئك.. الظالمون» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة النور (24) : الآيات 51 الى 53] إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (53) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (قول) خبر كان منصوب (إذا دعوا ... بينهم) مرّ إعرابها «2» ، (الواو) استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا..) في محلّ

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الظالمون، والجملة الاسميّة هم الظالمون خبر المبتدأ (أولئك) . (2) في الآية (48) من هذه السورة. [.....]

رفع اسم كان مؤخّر. جملة: «كان قول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «دعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فإنّما قولهم سمعنا.. «1» . وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المذكور. وجملة: «سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أطعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا. وجملة: «أولئك.. المفلحون» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . 52- 53- (الواو) عاطفة (بالله) متعلّق ب (أقسموا) ، (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه بالفعل أو مبيّن لنوعه منصوب «3» ، (اللام) موطّئة للقسم (أمرت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) الثانية لام القسم (يخرجنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) ناهية جازمة (طاعة) مبتدأ «4» خبره محذوف أي خبر من قسمكم (ما) حرف مصدريّ «5» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) . وجملة: «من يطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما كان قول.. وجملة: «يطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) يجوز أن يكون الظرف (إذا) مجرّدا من الشرط، متعلّق ب (قول) . (2) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الجمل المتعاطفة. (3) يجوز أن يكون منصوبا على الحال بتأويل مشتقّ أي جاهدين. (4) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي: أمرنا طاعة معروفة. (5) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.. والجملة بعده صلة.

الصرف:

وجملة: «يخش ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطع. وجملة: «يتّقه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطع. وجملة: «أولئك.. الفائزون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «وجملة أقسموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما كان قول.. وجملة: «إن أمرتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير لمضمون القسم. وجملة: «يخرجنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تقسموا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «طاعة معروفة (خير) » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إنّ الله خبير» لا محلّ لها تعليل آخر. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (معروفة) ، مؤنّث معروف، اسم مفعول من عرف الثلاثيّ، وزنه مفعول ومفعولة. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «جَهْدَ أَيْمانِهِمْ» . ومعنى جهد اليمين بلوغ غايتها، بطريق الاستعارة، من قولهم: جهد نفسه إذا بلغ أقصى وسعها وطاقتها، والمراد: أقسموا، بالغين أقصى مراتب اليمين في الشدة والوكادة. الفوائد - تقدّم خبر كان وأخواتها على اسمها: يجوز تقديم خبر هذه الأفعال على أسمائها،

[سورة النور (24) : آية 54]

مثل وكان حقا علينا نصر المؤمنين، إلا إذا منع مانع، مثل حصر الخبر نحو: «وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً» ، أو بسبب خفاء إعرابها، نحو: «أكرم موسى عيسى» فيحدث تقديم الاسم وتأخير الخبر.. وقد يكون التوسط واجبا نحو «كان في الدار ساكنها» . [سورة النور (24) : آية 54] قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) الإعراب: (الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط- أو تعليليّة- (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) حرف مصدريّ «1» في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل (حمّل) ضمير يعود على الرسول.. والمصدر المؤوّل (ما حمّل..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. (عليكم ما حمّلتم) مثل عليه ما حمّل، (الواو) عاطفة، والثانية استئنافيّة (ما) نافية مهملة (على الرسول) متعلّق بخبر مقدّم (إلّا) أداة حصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أطيعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أطيعوا (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة أطيعوا (الأولى) .

_ (1) أو اسم موصول مبتدأ مؤخّر- في الموضعين- والعائد محذوف أي حمّله، وحمّلتموه.

[سورة النور (24) : آية 55]

وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط مقدّر أي: فلا ضرر عليه «1» . وجملة: «عليه ما حمّل ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر «2» . وجملة: «حمّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «عليكم ما حمّلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عليه ما حمّل. وجملة: «حمّلتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «تطيعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تولّوا.. وجملة: «تهتدوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ما على الرسول إلّا البلاغ» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . [سورة النور (24) : آية 55] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55) الإعراب: المفعول الثاني ل (وعد) محذوف أي وعدهم الاستخلاف والتمكين (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر «4» ، (في الأرض) متعلّق ب (يستخلفنّهم) ، (ما) حرف مصدريّ..

_ (1) يجوز في الفعل (تولّوا) أن يكون ماضيا، وأن يكون مضارعا حذف منه إحدى التاءين، والمضارع أظهر لمجيء فعل (تطيعوه) معطوفا عليه. (2) يجوز أن تكون الجملة هي جواب الشرط في محلّ جزم. (3) أو في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تطيعوه) . (4) يجوز أن يجري لفظ الوعد مجرى القسم فيكون جواب القسم جوابا ل (وعد الله..) .

والمصدر المؤوّل (ما استخلف..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يستخلفنّ) . (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ، (الواو) عاطفة (ليمكننّ) مثل ليستخلفنّ (لهم) متعلّق ب (يمكننّ) ، و (لهم) الثاني متعلّق ب (ارتضى) ، (الواو) عاطفة (ليبدّلنّهم) مثل ليمكننّ (من بعد) متعلّق ب (يبدّلنّهم) ، (أمنا) مفعول به ثان منصوب، و (النون) الثانية في (يعبدونني) نون الوقاية (بي) متعلّق ب (يشركون) ، (الواو) عاطفة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (كفر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) للفصل «1» . جملة: «وعد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يستخلفنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «استخلف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يمكّننّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «ارتضى ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يبدّلنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «يعبدونني ... » في محلّ نصب حال من مفعول يبدّلنّهم «2» . وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعبدون. وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد الله. وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) . (2) يجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول وعد أو من مفعول يستخلفنّهم أو من فاعله أو من فاعل يبدّلنّهم.

الفوائد

وجملة: «أولئك.. الفاسقون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الفوائد أجمع الرواة أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لبث بمكة هو وأصحابه عشر سنين خائفين. ولما هاجروا إلى المدينة، كانوا يصبحون بالسلاح ويمسون بالسلاح، حتى قال قائلهم: ما يأتي علينا يوم، نأمن فيه، ونضع السلاح. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا تغبرون إلا يسيرا، حتى يجلس الرجل منكم إلى الملأ العظيم، محتبيا، ليس معه حديدة» . فأنجز الله وعده، وأظهرهم على جزيرة العرب، وافتتحوا بلاد المشرق والمغرب، ومزّقوا ملك الأكاسرة، وملكوا خزائنهم، واستولوا على الدنيا.. فليعتبر من يعتبر ... [سورة النور (24) : آية 56] وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) الإعراب: (الواو) استئنافيّة، والثانية والثالثة عاطفتان، و (الواو) في (ترحمون) نائب الفاعل. جملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ

_ (1) بعض المفسّرين عطفها على قوله: أطيعوا الله ... في الآية (54) من هذه السورة، فهي في محلّ نصب.

[سورة النور (24) : آية 57]

[سورة النور (24) : آية 57] لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، والفاعل أنت (معجزين) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء (في الأرض) متعلّق ب (معجزين) (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل بئس مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف. جملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «مأواهم النار ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: بل هم مقهورون ومأواهم النار «1» . وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

_ (1) يجوز عطفها على الاستئنافيّة الإنشائيّة برغم كونها خبرا. [.....] [سورة النور (24) : الآيات 58 الى 60] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)

الإعراب:

الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (اللام) لام الأمر (الذين) الثاني معطوف على الموصول الأول فاعل يستأذن في محلّ رفع (منكم) متعلّق بحال من فاعل يبلغوا (ثلاث) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده «1» ، (من قبل) متعلّق ب (يستأذنكم) ، (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يستأذنكم) ، (من الظهيرة) متعلّق ب (تضعون) ، و (من) إمّا لبيان الجنس أي من وقت الظهيرة أو هي سببيّة أي بسبب حرّ الظهيرة (من بعد) متعلّق ب (يستأذنكم) ، (ثلاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه، بحذف مضاف أي: أوقات ثلاث عورات (لكم) متعلّق بنعت ل (عورات) ، (عليكم) متعلّق بخبر ليس (لا) زائدة لتأكيد النفي (عليهم) مثل الأول ومعطوف عليه (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (بعدهنّ) ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به عليكم وعليهم (طوّافون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (عليكم) متعلّق ب (طوّافون) (بعضكم) مبتدأ خبره الجارّ (على بعض) «2» ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول

_ (1) بعضهم جعله ظرفا لأنّه مفسّر بأوقات الفجر والظهيرة والعشاء. (2) أي طائف على بعض، ولا يمنع أن يكون الخبر المحذوف كونا خاصّا لدلالة ما قبله

مطلق عامله يبيّن (لكم) متعلّق ب (يبيّن) ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يستأذنكم الذين» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ملكت أيمانكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لم يبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «تضعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ليس عليكم ... جناح» في محلّ رفع نعت لثلاث.. أو في محلّ جرّ نعت لعورات. وجملة: « (هي) ثلاث ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء. وجملة: « (هم) طوّافون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «بعضكم على بعض» لا محلّ لها بدل من جملة هم طوّافون. وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- «1» . 59- (الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بحال من الأطفال (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) .. والمصدر المؤوّل (ما استأذن) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول

_ عليه.. ويجوز أن يكون بدلا من (طوّافون) على رأي ابن عطيّة، أو هو فاعل لفعل محذوف تقديره يطوف بعضكم، على رأي الزمخشريّ.. (1) أو استئنافيّة في حكم التعليل.

مطلق عامله يستأذنوا، (كذلك يبيّن ... عليم حكيم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة. وجملة: «بلغ الأطفال ... » في محلّ مضاف إليه. وجملة: «يستأذنوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استأذن الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الله عليم» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- «1» . 60- (الواو) عاطفة (من النساء) حال من القواعد (اللاتي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقواعد (لا) نافية (يرجون) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (الفاء) زائدة «2» ، (عليهنّ) متعلّق بخبر ليس (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (يضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن.. و (النون) فاعل. والمصدر المؤوّل (أن يضعن..) في محلّ جرّ ب (في) محذوف متعلّق ب (جناح) أي في أن يضعن. (غير) حال منصوبة من النون في (يضعن) ، (بزينة) متعلّق ب (متبرّجات) (الواو) عاطفة (أن يستعففن) مثل أن يضعن (لهنّ) متعلّق ب (خير) ، (الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن يستعففن) في محلّ رفع مبتدأ خبره (خير) . وجملة: «القواعد.. ليس عليهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة: إذا بلغ ... من الشرط وفعله وجوابه المعطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) أو استئنافيّة في حكم التعليل. (2) سبب زيادة الفاء أنّ المبتدأ وصف بالموصول الذي يصحّ أن يكون مبتدأ لو حذف المبتدأ، وهو يشبه الشرط، أو لأنّ (ال) في القواعد هي اسم موصول.

الصرف:

وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة: «ليس عليهنّ جناح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (القواعد) .. وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: « (الاستعفاف) خير لهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستعففن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل. الصرف: (الحلم) ، اسم للبلوغ أو مصدر من الثلاثيّ حلم يحلم باب نصر، وزنه فعل بضمّتين. (الظهيرة) ، اسم لوقت الظهر وانتصاف النهار، وزنه فعيلة بفتح الفاء. (طوّافون) ، جمع طوّاف، مبالغة اسم الفاعل من طاف يطوف وزنه فعّال.. (60) القواعد: جمع قاعد- من غير تاء- لأنها صفة لمن قعدت عن حيض أو زواج أو حبل ... اسم فاعل من الثلاثيّ قعد، وزنه فاعل والجمع فواعل. (متبرّجات) ، جمع متبرّجة، مؤنّث متبرّج، اسم فاعل من تبرّج الخماسيّ وهو التكلّف في إظهار ما يخفى، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. البلاغة عكس الظاهر: في قوله تعالى «غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ» . وبعضهم يسمي هذا الفن نفي الشيء بإيجابه، وهو من محاسن الكلام، فإذا تأملته، وجدت باطنه نفيا وظاهره إيجابا، أو أن تذكر كلاما، يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف، وهو نفي للموصوف أصلا، والمراد هنا في الآية «والقواعد

الفوائد

من النساء اللاتي لا زينة لهن فيتبرجن بها» لأن الكلام فيمن هي بهذه المثابة، وكأن الغرض من ذلك، أن هؤلاء استعفافهن عن وضع الثياب خير لهن، فما ظنك بذوات الزينة من الثياب، وأبلغ ما في ذلك، أنه جعل عدم وضع الثياب في حق القواعد في الاستعفاف، إيذانا بأن وضع الثياب لا مدخل له في العفة، هذا في القواعد فكيف بالكواعب؟!. الفوائد 1- الظرف غير المتصرف: الظرف غير المتصرف نوعان: أ- النوع الأول: ما يلازم النصب على الظرفية أبدا، فلا يستعمل إلا ظرفا منصوبا، نحو «قط وعوض وبينا وبينما وإذا وأيان وأنى وذا صباح وذات ليلة» ومنه ما ركّب من الظروف، كصباح مساء، وليل ليل. ب- النوع الثاني: ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجرّ بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ، نحو قبل وبعد، كما في الآية، وكذلك فوق وتحت ولدي ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثمّ وحيث والآن. وتجرّ قبل وبعد ب من من حروف الجر، وتجرّ فوق وتحت ب من وإلى، وتجرّ لدى ولدن وعند ب من، وتجرّ متى ب إلى وحتى، وتجرّ أين وهنا وثمّ وحيث ب من وإلى، وقد تجرّ حيث ب في أيضا، وتجرّ الآن ب من وإلى ومذ ومنذ. وفي ذلك شروح. 2- أسباب النزول: قيل: إن مدلج بن عمرو، وهو غلام أنصاري، أرسل من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليدعو عمر وقت الظهيرة، فدخل عليه وهو نائم، وقد انكشف عنه ثوبه، فقال عمر: لوددت أن الله عز وجل نهى آباءنا، وأبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا هذه الساعات إلا بإذن. ثم انطلق معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجده وقد أنزلت هذه الآية. وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر. وقيل: نزلت في أسماء بنت أبي مرثد.

[سورة النور (24) : آية 61]

وقيل: نزلت بأعرابي نظر إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خصاص الباب. وقد تتكرر الحوادث ويبقى السبب واحدا فتأمّل. [سورة النور (24) : آية 61] لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) الإعراب: (ليس على الأعمى حرج) مثل ليس عليكم ... جناح «1» ، وكذلك (على الأعرج حرج، على المريض حرج) فهو معطوف على خبر ليس واسمه و (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (على أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (على الأعمى) لأنّه معطوف عليه «2» ، (من بيوتكم) متعلّق ب (تأكلوا) ، (أو) حرف عطف للإباحة في المواضع العشرة، والأسماء المضافة في ما بين حروف العطف متعاطفة مجرورة..

_ (1) في الآية (58) من هذه السورة. (2) قيل (لا) هنا نافية للجنس، واسمها محذوف دلّ عليه ما قبله أي لا حرج على أنفسكم، والجارّ خبر لا.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (حرج) أي حرج في أن تأكلوا. (جميعا) حال منصوبة من فاعل تأكلوا (أو) حرف عطف للتخيير (أشتاتا) معطوف على (جميعا) منصوب (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (على أنفسكم) متعلّق ب (سلّموا) (تحيّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه (من عند) متعلّق بنعت ل (تحيّة) ، (كذلك يبيّن ... تعقلون) مرّ إعراب نظيرها «1» . جملة: «ليس على الأعمى حرج ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ملكتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة. وجملة: «تأكلوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «دخلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سلّموا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّكم تعقلون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الأعرج) ، صفة مشبّهة من عرج الثلاثيّ باب فرح وباب فتح، وزنه أفعل، والمؤنّث عرجاء زنة فعلاء. (أعمام) ، جمع عمّ اسم أخي الأب، وزنه فعل بفتح فسكون، وجاءت العين واللام من حرف واحد.

_ (1) في الآيتين (56، 58) من هذه السورة.

الفوائد

(أخوال) ، جمع خال اسم أخي الأم، وزنه فعل بفتحتين، وفيه اعلال بالقلب أصله خول، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (صديق) ، صفة مشبّهة من صدق الثلاثيّ باب نصر، وزنه فعيل، جمعه أصدقاء وصدقاء بضمّ الصاد وفتح الدال، وصدقان بضمّ فسكون، وجمع الجمع أصادق زنة أفاعل، مؤنثه صديقة زنة فعيلة.. قيل صديق هو للمفرد والجمع. (أشتاتا) ، جمع شتّ، وهو مصدر يستعمل وصفا، فعله شتّ الأمر يشتّ بالكسر باب ضرب بمعنى تفرّق، وزنه فعل بفتح فسكون والعين واللام من حرف واحد.. وشتّى جمع شتيت كمرضى جمع مريض ووزن أشتات أفعال. الفوائد - من صور رفع الحرج: في تفسير هذه الآية عدة وجوه، نختار لك منها: أ- تحرج هؤلاء الأصناف، من مؤاكلة المبصرين الأصحاء، فنزلت هذه الآية، ترفع عنهم الحرج. ب- وقيل: نزلت بذوي العاهات، كان يذهب بهم إلى بيوت أقربائهم لتناول الطعام، وقد تحرجوا من ذلك، فنزلت بهم هذه الآية. ج- وقيل: نزلت في رفع الحرج عمن يستخلفونه في بيوتهم وأموالهم أثناء الغزو. د- وقيل: إنها نزلت رخصة لهذه الفئات من الناس في التخلف عن الجهاد. والله أعلم

[سورة النور (24) : آية 62]

[سورة النور (24) : آية 62] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (الذين) خبر المبتدأ (المؤمنون) (بالله) متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانوا (حتّى) حرف غاية وجرّ (يستأذنوه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى. والمصدر المؤوّل (أن يستأذنوه..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (لم يذهبوا) ، (أولئك) مبتدأ خبره (الذين) (بالله) الثاني متعلّق ب (يؤمنون) ، (الفاء) عاطفة (لبعض) متعلّق ب (استأذنوك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لمن) متعلّق ب (ائذن) ، (منهم) متعلّق بحال من الضمير المحذوف العائد أي: شئت إذنه منهم (لهم) متعلّق ب (استغفر) ، (رحيم) خبر ثان ل (إنّ) . جملة: «المؤمنون الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لم يذهبوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يستأذنوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يستأذنونك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

[سورة النور (24) : الآيات 63 إلى 64]

وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يؤمنون بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «استأذنوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ائذن ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «شئت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ائذن. وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. [سورة النور (24) : الآيات 63 الى 64] لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بحال من دعاء الرسول (كدعاء) متعلّق بمفعول ثان (بعضا) مفعول به للمصدر دعاء، منصوب (قد) حرف تحقيق (منكم) متعلّق بحال من فاعل يتسلّلون أي من جماعتكم (لواذا) مصدر في موضع الحال «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يحذر) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (عن أمره) متعلّق ب (يخالفون) بتضمينه معنى يصدّون.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلاقي الفعل في المعنى، أي يتسلّلون بمعنى يلاوذون.

والمصدر المؤوّل (أن تصيبهم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يحذر. (أو) حرف عطف (يصيبهم) مضارع منصوب معطوف على (تصيبهم) . جملة: «لا تجعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. جملة: «قد يعلم الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يتسلّلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «ليحذر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن يعلم الله أفعالكم فليحذر الذين «1» .... وجملة: «يخالفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «تصيبهم فتنة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يصيبهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبهم فتنة. 64- (ألا) أداة تنبيه (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (قد يعلم) مثل الأول (عليه) متعلّق بخبر المبتدأ (أنتم) (الواو) عاطفة (يوم) معطوف على الموصول المفعول (ما أنتم..) ، و (الواو) في (يرجعون) نائب الفاعل في محلّ رفع (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبّئهم) ، والعائد محذوف (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) . وجملة: «إنّ لله ما في السموات ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق. وجملة: «قد يعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنتم عليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يرجعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) العلاقة بين هذه الجملة والجملة التي قبلها (قد يعلم الله..) هي علاقة المسبّب بالسبب.

الصرف:

وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يرجعون. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (لواذا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لاذ بالقوم أي التجأ إليهم، وزنه فعال بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى منها لوذ، ولواذ بتثليث اللام. الفوائد 1- من آداب الاجتماع: هذه الآية وإن كانت قد نزلت معرّضة بتصرفات المنافقين وخروجهم على آداب الاجتماع، فإنها تضع نظاما لهذه الآداب، إذ لا يجوز لمن يدعى لاجتماع يبحث به شأن من الشؤون العامة والهامة، أن ينصرف متى شاء، دون استئذان من المشرف على إدارة الاجتماع، والمسؤول عن دعوته ونظامه. ولا يتصرف هذا التصرف إلا رجل شاذ لا يقيم للآداب الاجتماعية وزنا. 2- تحدثنا سابقا عن «قد» بالتفصيل. ونعود الآن فنؤكد، أنها إذا دخلت على المضارع أفادت التقليل وكانت بمعنى «ربما» ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى: أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله الثقة: من وثق، حذفت فاؤه لأنه من الفعل المعتل بالفاء «المثال» وعوض عنها بالتاء المربوطة ومثلها وعد عدة انتهت سورة «النور» ويليها سورة «الفرقان»

سورة الفرقان

سورة الفرقان من الآية 1 إلى الآية 20 [سورة الفرقان (25) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الإعراب: (على عبده) متعلّق ب (نزّل) ، (اللام) للتعليل (للعالمين) متعلّق بالخبر (نذيرا) . والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزّل) جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «نزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يكون ... نذيرا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

الفوائد

(الذي) بدل من الموصول السابق في محلّ رفع» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) (الواو) عاطفة (ولدا) مفعول به ثان عامله يتّخذ، والمفعول الأول محذوف تقديره أحدا، (له) الثاني متعلّق بخبر يكن (في الملك) متعلّق ب (شريك) (تقديرا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «لم يتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات. وجملة: «لم يكن له شريك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات. وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. الفوائد - الفعل الجامد: أ- تبارك: فعل ماض جامد، أي أنه مجرد عن الحدث والزمان. وهو يشبه الحرف، لفقدانه خواص الأفعال. وهو يلزم صورة واحدة، مثل الحرف، لا يزايلها. ومن تمام الفائدة أن نتقدم للقارىء بهذه الأفعال الجامدة، وهي: عسى، ليس، هب، نعم، بئس، هات، تعال، هلمّ، قلّ، طالما، قصر ما، كثر ما، شدّ ما، سقط في يده. وبعض هذه الأفعال تلازم الماضي، وبعضها تلازم المضارع، وبعضها تختص بالأمر، ولكل من هذه الأفعال خصائص أو ميزات أو شرائط في استعمالها. وكل ذلك تجده في المطولات من كتب النحو.

_ (1) يجوز فيه عطف البيان والنعت.. ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.

[سورة الفرقان (25) : آية 3]

[سورة الفرقان (25) : آية 3] وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (3) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (لا) نافية (الواو) عاطفة أو حالية، والحروف الخمسة التالية عاطفة (لأنفسهم) متعلّق ب (يملكون) أي لأجل أنفسهم (لا) زائدة لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على (ضرّا) بالواو منصوب (لا) الأولى نافية، والثانية والثالثة زائدتان لتأكيد النفي (حياة، نشورا) معطوفان على (موتا) منصوبان.. جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يخلقون ... » في محلّ نصب نعت لآلهة. وجملة: «هم يخلقون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النعت «1» . وجملة: «يخلقون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «لا يملكون.. ضرا» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخلقون. وجملة: «لا يملكون موتا» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخلقون. الصرف: (نشورا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ نشر باب نصر، وزنه فعول بضمّتين أي بثّا للأموات.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يخلقون. [سورة الفرقان (25) : الآيات 4 الى 5] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) للحصر (إفك) خبر مرفوع (عليه) متعلّق ب (أعانه) ، (الفاء) عاطفة (قد) حرف تحقيق (ظلما) مفعول به منصوب «1» .. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إن هذا إلّا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «افتراه ... » في محلّ رفع نعت لإفك. وجملة: «أعانه.. قوم» في محلّ رفع معطوفة على جملة افتراه. وجملة: «قد جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 5- (الواو) عاطفة (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «2» ، (الفاء) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (تملى) ضمير يعود على أساطير (عليه) متعلّق ب (تملى) ، (بكرة، أصيلا) ظرفان الثاني معطوف على الأول منصوبان متعلّقان ب (تملى) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين كفروا. وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اكتتبها ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد.

_ (1) جاء وأتى قد يكونان متعدّيين.. أو هو منصوب على نزع الخافض، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال. [.....] (2) أو هو مبتدأ خبره جملة اكتتبها.

الصرف:

وجملة: «هي تملى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اكتتبها «1» . وجملة: «تملى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) . الصرف: (أعانه) ، فيه إعلال بالقلب فالألف في المجرد أصلها واو، جاءت الواو بعد فتح قلبت ألفا «2» . [سورة الفرقان (25) : آية 6] قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (6) الإعراب: (في السموات) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله يعلم (رحيما) خبر كان ثان منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنزله الذي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: أخّر عقوبته ولم يعاجلكم بها، إنّه كان ... وجملة: «كان غفورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الفرقان (25) : الآيات 7 الى 8] وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8)

_ (1) أو لا محلّ لها تعليل لما سبق. (2) (تملى) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول قلبت الياء ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح وزنه تفعل بضم التاء وفتح العين.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (لهذا) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (في الأسواق) متعلّق ب (يمشي) ، (لولا) حرف تحضيض وتقريع (إليه) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) فاء السببيّة (يكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون «1» ، (نذيرا) حال من اسم يكون والعامل فيها الاستقرار الذي هو خبر. والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) معطوف على مصدر مأخوذ من الطلب المتقدّم أي: هلّا كان نزول ملك فوجوده معه نذيرا. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم «2» . وجملة: «ما لهذا الرسول» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من الرسول «3» . وجملة: «يمشي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل. وجملة: «أنزل إليه ملك) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يكون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 8- (أو) حرف عطف للتخيير (إليه) متعلّق ب (يلقى) ، (له) متعلّق بخبر تكون (منها) متعلّق ب (يأكل) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (الّا) للحصر..

_ (1) أو متعلّق ب (نذيرا) على أنّه هو الخبر. (2) في الآية (4) من هذه السورة. (3) والعامل في الحال الاستقرار العامل في الجارّ.

الصرف:

وجملة: «يلقى إليه كنز» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل ... وجملة: «تكون له جنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «يأكل ... » في محلّ رفع نعت لجنّة. وجملة: «قال الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ... وجملة: «تتّبعون» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (الأسواق) ، جمع سوق، اسم لمكان البيع والشراء، وزنه فعل بضمّ فسكون، ويستوي فيه التذكير والتأنيث. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى «وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» قوله «يَأْكُلُ الطَّعامَ» كناية عن الحدث، لأنه ملازم أكل الطعام. وقوله «يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» كناية عن طلب المعاش. 2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَقالَ الظَّالِمُونَ» . وضع المظهر موضع ضميرهم، تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه، لكونه إضلالا خارجا عن حد الضلال، مع ما فيه من نسبته صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما يشهد العقل والنقل ببراءته منه، أو إلى ما لا يصلح أن يكون متمسكا لما يزعمون من نفي الرسالة. [سورة الفرقان (25) : آية 9] انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9) الإعراب: (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها (ضربوا) ، (لك) متعلّق ب (ضربوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا) نافية (سبيلا) مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى يملكون..

[سورة الفرقان (25) : آية 10]

جملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ضربوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف بتقدير الجار. وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضربوا. وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضلّوا. [سورة الفرقان (25) : آية 10] تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) الإعراب: (شاء) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (جعل) في محلّ جزم جواب الشرط (لك) متعلّق بمحذوف مفعول ثان (من ذلك) متعلّق ب (خيرا) ، (جنّات) بدل من (خيرا) منصوب وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «1» ، (الواو) عاطفة (يجعل) مضارع مجزوم معطوف على محلّ جعل (لك) الثاني متعلّق بمفعول ثان عامله يجعل. جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن شاء جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل..

_ (1) أو متعلّق بحال من الأنهار.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 11 إلى 14]

[سورة الفرقان (25) : الآيات 11 الى 14] بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالسّاعة) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الواو) واو الحال (لمن) متعلّق ب (أعتدنا) «1» (بالساعة) الثاني متعلّق ب (كذّب) ، (سعيرا) مفعول به عامله أعتدنا. جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . 12- (من مكان) متعلّق ب (رأتهم) ، (لها) متعلّق ب (سمعوا) «2» . وجملة: «رأتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 13- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول ألقوا (منها) متعلّق بحال من (مكانا) وهو ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألقوا) ، (مقرّنين) حال منصوبة من الواو في (ألقوا) ، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل

_ (1) أو متعلّق بحال من (سعيرا) . (2) أو متعلّق بحال من (تغيّظا) .

الصرف:

(هنا لك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (دعوا) ، (ثبورا) مفعول به منصوب «1» . وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 14- (لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تدعوا) ... وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة ... وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تدعوا. الصرف: (تغيّظا) ، مصدر قياسيّ لفعل تغيّظ الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين المشدّدة. (ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله ألقيوا- بضم الياء- نقلت حركة الياء إلى القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح ألقوا، وزنه أفعوا. (ثبورا) ، مصدر سماعيّ لفعل ثبر يثبر باب نصر بمعنى هلك، وزنه فعول بضمّتين. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً» . قيل: إن قوله تعالى «رأتهم» من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما، وقولهم: دورهم تتراءى وتتناظر، كأن بعضهم يرى بعضا، على سبيل الاستعارة بالكناية والمجاز المرسل. ويجوز أن يكون من باب التمثيل، وأيا ما كان، فالمراد إذا كانت بمرأى منهم، وقوله سبحانه: «سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً» على تشبيه صوت

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مبيّن لنوعه أي دعاء الثبور.

الفوائد

غليانها بصوت المغتاظ وزفيره، وفيه استعارة تصريحية أو مكنية، ويجوز أن تكون تمثيلية. الفوائد 1- رأي السنّة في مشاهد القيامة: أ- قالوا: لو فتح باب التأويل والمجاز في شؤون المعاد لتطوح من يسلك ذلك إلى وادي الضلالة. وأجابوا عن سماع تغيظ جهنم بما يلي: 1- إنه على حذف مضاف أي سمعوا صوت تغيظها. 2- إنه على حذف فعل تقديره «سمعوا ورأوا تغيظا وزفيرا» . 3- أن يضمّن «سمعوا» معنى يشمل الأمرين، أي «أدركوا» لها تغيظا وزفيرا. أما قوله تعالى رأتهم هو من باب القلب، أي رأوها. ب- أما رأي المعتزلة فإنهم يحملون ذلك كله على المجاز. والله أعلم. 2- فعل الشرط وجواب الشرط: أ- قد يكونان مضارعين، نحو «وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ» . ب- وقد يكونان ماضيين، نحو «وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا» . ج- يكونان ماضيا فمضارعا، أو مضارعا فماضيا. ملاحظة: إذا وقع فعل الشرط ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع. [سورة الفرقان (25) : الآيات 15 الى 17] قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أم) حرف عطف- هي المتّصلة- (جنّة) معطوف على اسم الإشارة المبتدأ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل (جنّة) ، (المتّقون) نائب الفاعل لفعل (وعد) ، والعائد محذوف أي وعدها المتّقون (لهم) متعلّق ب (جزاء) خبر كانت «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أذلك خير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «كانت لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 16- (لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (خالدين) حال منصوبة من فاعل يشاءون (على ربّك) متعلّق بحال من خبر كان (وعدا) ، واسم كان يعود على الوعد المفهوم من سياق الكلام «2» . وجملة: «لهم فيها ما يشاءون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «يشاءون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كان.. وعدا ... » لا محلّ لها تعليليّة. 17- (الواو) عاطفة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (الواو) الثانية عاطفة «3» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (يحشرهم) ، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: يعبدونه (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام (هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي- أو بدل- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة.. وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف قل.

_ (1) أو متعلّق بحال من جزاء- نعت تقدّم على المنعوت-. (2) يجوز أن يعود على الموصول ما يشاءون. (3) قيل هي واو المعيّة و (ما) مفعول معه في محلّ نصب.

الفوائد

وجملة: «يحشرهم» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم. وجملة: «أأنتم أضللتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أضللتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . وجملة: «هم ضلّوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الفوائد - ورد سؤال حول قوله تعالى: «أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ» . وفحوى السؤال: كيف يجري التفضيل بين ما هو كلمة خير وبين ما هو كلمة شر؟. وجاء الجواب، أن الآية ليست من باب التفضيل، وإنما السؤال عن أيهما هو الخير وأيهما هو الشر. ومن البديهي أن الاستفهام ليس مساقا على حقيقته، وإنما هو للتنديد والتعريض بجهل المشركين وعدم تفريقهم بين الخير والشر. [سورة الفرقان (25) : آية 18] قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (18) الإعراب: (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف (لنا) متعلّق ب (ينبغي) ، (من دونك) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (أولياء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو

الصرف:

ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن نتّخذ ... ) في محلّ رفع فاعل ينبغي.. واسم كان ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على المصدر المؤوّل على سبيل التنازع. والمصدر المؤوّل (أن نسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعتهم) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «ما كان ينبغي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ينبغي ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «نتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «متّعتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «نسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا. الصرف: (بورا) ، جمع بائر أي هالك، اسم فاعل من الثلاثيّ بار، وزنه فاعل، ووزن بور فعل بضمّ فسكون كعائذ وعوذ، وقيل هو مصدر في الأصل يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكّر والمؤنّث كالبوار بمعنى الهلاك أو بمعنى الفساد، وهو من قولهم أرض بور أي لا نبات فيها. الفوائد - «لكن» : «لكن» لها معنيان: الاستدراك، نحو «فلان شجاع لكنه بخيل» ، والتوكيد، نحو: لو جاءني خليل لأكرمته، لكن لم يجيء.

[سورة الفرقان (25) : آية 19]

ولتمام الفائدة نقول: لكن حرف مشبه بالفعل وسميت «إنّ وأخواتها» أحرفا مشبهة بالفعل، لفتح أواخرها من جهة، ووجود معنى الفعل في كل واحد منها، فالتأكيد والتشبيه والاستدراك والتمني والترجي هي من معاني الأفعال. [سورة الفرقان (25) : آية 19] فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (19) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الفاء) عاطفة و (ما) الثاني للنفي (لا) زائدة لتأكيد النفي.. والمصدر المؤوّل (ما تقولون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كذّبوكم) . (الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من فاعل يظلم «2» ، (عذابا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «كذّبوكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «من يظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يظلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....] (2) أو تمييز للشرط (من) . (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

الصرف: (صرفا) ، مصدر سماعيّ لفعل صرف باب ضرب بمعنى ردّ ودفع، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الفرقان (25) : آية 20] وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا) ، (من المرسلين) مفعول به مجرور لفظا منصوب محلّا «1» ، وعلامة الجر الياء (إلّا) أداة حصر (اللام) لام المزحلقة للتوكيد (في الأسواق) متعلّق ب (يمشون) ، (لبعض) متعلّق بحال من فتنة (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الأمر «2» ، (الواو) حالية جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّهم ليأكلون ... » في محلّ نصب حال من المرسلين. وجملة: «يأكلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يمشون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تصبرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بنعت للمفعول المقدّر أي عددا من المرسلين. (2) أو هو لمجرّد الاستفهام.

الفوائد

وجملة: «كان ربّك بصيرا» في محلّ نصب حال من فاعل تصبرون والرابط مقدّر أي بكم. الفوائد - توالي التوكيدات: في هذه الآية تتوالى التوكيدات، لتقرير شأن المرسلين، وأنهم بشر كغيرهم من الناس يتمتعون بصفات البشر سائرها. أولا: ساق الآية مساق الحصر ب «ما وإلا» ، ثم أتبع ذلك بمؤكد آخر وهو «إن» . ثم جاء باللام، في خبر «إنّ» ، وهذه اللام عملها التوكيد. وهكذا نجد أن الأسلوب القرآني كثيرا ما يعمد إلى التوكيد، لتقرير المعاني والأفكار المساقة إلى المشركين لعلهم يوقنون.. وقد نوهنا بذلك من قبل. انتهى المجلد التاسع، ويليه المجلد العاشر

[سورة الفرقان (25) : آية 21]

الجزء التّاسع عشر بقية سورة الفرقان من الآية 21 إلى الآية 77 سورة الشّعراء آياتها 227 آية سورة النّمل من الآية 1 إلى الآية 55 [سورة الفرقان (25) : آية 21] وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (لولا) حرف تحضيض

الصرف:

(علينا) متعلّق ب (أنزل) ، (الملائكة) نائب فاعل للمجهول أنزل (أو) حرف عطف (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في أنفسهم) متعلّق ب (استكبروا) بحذف مضاف أي في شأن أنفسهم «1» ، (عتوا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لولا أنزل ... الملائكة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نرى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أنزل.. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.. وجملة: «عتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا. الصرف: (عتوّا) ، مصدر سماعيّ لفعل عتا الثلاثيّ، وزنه فعول بضمّتين، وجاءت واو فعول مدغمة مع لام الكلمة. [سورة الفرقان (25) : آية 22] يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22) الإعراب: (يوم) مفعول به لفعل محذوف، تقديره اذكر، والضمير في (يرون) يعود على الذين لا يرجون لقاء الله (لا) نافية للجنس (بشرى) اسم لا مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ نصب (يومئذ)

_ (1) والمعنى أنّهم أصرّوا الاستكبار في أنفسهم.

الصرف:

ظرف مضاف إلى ظرف منصوب متعلّق بخبر لا، والتنوين عوض من محذوف أي يوم إذ يرون الملائكة (للمجرمين) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (حجرا) مفعول مطلق لفعل محذوف «1» ، (محجورا) نعت لحجر منصوب وهو مؤكّد للمعنى. جملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا بشرى ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر، أي يقولون لا بشرى ... وجملة القول المقدّرة في محلّ نصب حال من الملائكة. وجملة: «يقولون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يرون الملائكة. وجملة: «حجرا ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (محجورا) ، اسم مفعول من الثلاثي حجر وزنه مفعول. [سورة الفرقان (25) : آية 23] وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إلى ما) متعلّق ب (قدمنا) (من عمل) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي إلى ما عملوه من عمل «2» ، (هباء) مفعول به ثان عامله جعلناه. جملة: «قدمنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدمنا.

_ (1) قيل هذا المصدر لا يظهر ناصبه ولا يتصرّف فيه. (2) يجوز أن يكون تمييزا للموصول (ما) .

الصرف:

الصرف: (هباء) ، اسم جمع لما يرى في أشعة الشمس من غبار وغيره، واحدته هباءة، والهمزة منقلبة عن واو أصله هباو، تطرّفت بعد ألف ساكنة قلبت همزة. (منثورا) ، اسم مفعول من نثر الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» . حيث مثلت حال هؤلاء الكفرة، وحال أعمالهم التي عملوها في كفرهم، بحال قوم خالفوا سلطانهم، واستعصوا عليه، فقدم إلى أشيائهم، وقصد إلى ما تحت أيديهم، فأفسدها وجعلها شزر مزر، ولم يترك لها من عين ولا أثر واللفظ المستعار وقع فيه استعمال- قدم- بمعنى عمد وقصد لاشتهاره فيه، ويسمى القصد الموصل إلى المقصد قدوما لأنه مقدمته وتضمن التمثيل تشبيه أعماله المحبطة بالهباء المنثور بدون استعارة. [سورة الفرقان (25) : آية 24] أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24) الإعراب: (يومئذ) ظرف منصوب متعلّق بالخبر (خير) ، (مستقرّا) تمييز منصوب ... جملة: «أصحاب الجنّة ... خير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مقيلا) ، اسم مكان من قال يقيل بمعنى استراح في نصف النهار، باب ضرب، وفيه إعلال بالتسكين أصله مقيل- بسكون القاف وكسر الياء- سكنت الياء لثقل الكسرة عليها ونقلت حركتها إلى القاف قبلها وزنه مفعل.

البلاغة

البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «وَأَحْسَنُ مَقِيلًا» . المقيل: في الأصل مكان القيلولة- وهي النوم نصف النهار- ونقل من ذلك إلى مكان التمتع بالأزواج، لأنه يشبهه في كون كل منهما محل خلوة واستراحة، فهو استعارة وقيل: أريد به مكان الاسترواح مطلقا، استعمالا للمقيد في المطلق، فهو مجاز مرسل وإنما لم يبق على الأصل، لما أنه لا نوم في الجنة أصلا. [سورة الفرقان (25) : آية 25] وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (تشقق) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين (بالغمام) متعلّق ب (تشقّق) والباء سببيّة «1» ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «تشقّق السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ونزّل الملائكة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تشقّق. [سورة الفرقان (25) : آية 26] الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (26) الإعراب: (يومئذ) متعلّق بالملك فهو مصدر «2» ، (الحقّ) نعت للملك «3» ، (للرحمن) متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة واسم (كان) ضمير مستتر يعود على اليوم المتقدّم (يوما) خبر كان منصوب (على

_ (1) يجوز أن تكون الباء للملابسة فالجارّ والمجرور متعلّق بحال. (2) أو هو ظرف للاستقرار الخبر الذي تعلّق به (للرحمن) . (3) أو هو خبر المبتدأ (الملك) ، وللرحمن متعلّق بالحقّ أو بحال منه.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 27 إلى 29]

الكافرين) متعلّق ب (عسيرا) وهو نعت ل (يوما) منصوب. وجملة: «الملك ... للرحمن» ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يوما ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة الفرقان (25) : الآيات 27 الى 29] وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (29) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم يعضّ) مثل (يوم تشقّق) «1» ، (على يديه) متعلّق ب (يعض) ، وعلامة الجرّ الياء (يا) أداة تنبيه (ليتني) حرف مشبّه بالفعل للتمنّي، والنون للوقاية، والياء اسم ليت (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله اتّخذت. جملة: «اذكر» يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعضّ الظالم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول ... » في محلّ نصب حال من الظالم. وجملة: «ليتني اتّخذت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّخذت» في محلّ رفع خبر ليت. (يا) أداة نداء وتحسّر (ويلتا) منادى متحسّر به من نوع المضاف «2» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف، والألف المنقلبة عن ياء مضاف إليه (خليلا) مفعول به ثان منصوب ...

_ (1) في الآية (25) من هذه السورة. (2) يجوز أن يعرب (ويلتا) مفعولا مطلقا لفعل محذوف غير مستعمل في اللغة، وحينئذ تكون (يا) أداة تنبيه.

الصرف:

وجملة: «النداء والتحسّر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ليتني ... » لا محلّ لها جواب النداء «1» . وجملة: «لم أتّخذ ... » في محلّ رفع خبر ليت. (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عن الذكر) متعلّق ب (أضلّني) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أضلّني) ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جر مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (للإنسان) متعلّق ب (خذولا) . وجملة: «أضلّني ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «جاءني ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كان الشيطان خذولا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (فلانا) اسم كناية عن علم من يعقل وزنه فعال بضمّ الفاء، فإذا عرّف ب (ال) كان كناية عن غير العاقل. وجاء في المحيط: «قد يقال للواحد يا فل وللاثنين يا فلان- بكسر النون- وللجمع يا فلون بضمّتين وفتح ... ومنع سيبويه أن يقال فل ويراد فلان إلّا في الشعر ... » اه. (خذولا) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ خذل، وزنه فعول بفتح الفاء. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ» . عض اليدين والأنامل وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها، كنايات عن الغيظ والحسرة، لأنها من روادفهما.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة مؤكّدة لجملة ليتني الأولى، وتكون جملة يا ويلتا اعتراضيّة للدعاء.

الفوائد

الفوائد 1- قوله تعالى «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي» . - المندوب المضاف لياء المتكلم: إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم، نحو «يا ويلتي» أو نودي، جاز فيه ست لغات. أ- حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، وهو الأجود والأكثر ورودا في القرآن الكريم، نحو «يا عِبادِ فَاتَّقُونِ» . وهكذا يجري على المنادي ما يجري على المندوب. ب- ثبوت الياء ساكنة، نحو يا عبادي لا خوف عليكم. أيضا هذا المثال على المنادي. ج- ثبوت الياء مفتوحة، نحو قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا. د- قلب الكسرة فتحة والياء ألفا، نحو «يا ويلتا» كما في الآية التي نحن بصددها، ويا حسرتا. هـ- حذف الألف المنقلبة عن الياء، وبعبارة أخرى حذف الياء المنقلبة ألفا، والاكتفاء بالفتحة، كقول الشاعر: ولست براجع ما فات مني ... بلهف ولا بليت ولا لونّي أصله «بقولي يا لهف» . وضمّ الآخر، بغية الإضافة، كما تضمّ المفردات. ويكثر ذلك فيما يغلب فيه ألّا ينادى إلا مضافا، مثل «الأب والابن والأم والرب» ورد قولهم «يا أمّ لا تفعلي» وقرأ بعضهم: «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ» بالرفع. ونضيف إلى هذه اللغات الست التي ذكرناها. أ- أن تعوّض تاء التأنيث من ياء المتكلم المحذوفة وتكسر، وهو الأكثر، أو تفتح، أو تضم. وقد قرئ بالثلاثة في قوله تعالى يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ب- وقد يجمع بين التاء والألف المبدلة من الياء، على قلة، نحو «يا أبتا ويا أمتا» . ومنه المثال الذي نحن في صدده «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا ... » وفيه جمع بين العوض والمعوض.

[سورة الفرقان (25) : آية 30]

2- من روائع الحديث في وصف غناء الحور العين قوله (صلّى الله عليه وسلّم) فيما يرويه عنه ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن أزواج أهل الجنة يغنين أزواجهن بأحسن أصوات، ما سمعها أحد قط. إنّ مما يغنين به: «نحن الخيّرات الحسان أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان» فائدة: أ- «فلان» كناية عن علم من يعقل. ب- «وفل» كناية عن نكرة من يعقل من الذكور. ج- وفلانة: كناية عن علم من يعقل من الإناث. د- وفلة، كناية عن نكرة من يعقل من الإناث. هـ- والفلان والفلانة، معرفين بالألف واللام، كناية عن غير العاقل. فتأمّل. [سورة الفرقان (25) : آية 30] وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، والياء مضاف إليه، وعلامة النصب في (قومي) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (القرآن) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب (مهجورا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «قال الرسول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ قومي اتّخذوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (مهجورا) ، اسم مفعول من هجر الثلاثيّ، وزنه مفعول.

[سورة الفرقان (25) : آية 31]

[سورة الفرقان (25) : آية 31] وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله جعلنا، والإشارة إلى جعل العدوّ للنبيّ «1» ، (لكلّ) متعلّق بمفعول به ثان (من المجرمين) متعلّق بنعت ل (عدوّا) ، (الواو) استئنافيّة (ربّك) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (هاديا) حال منصوبة من ربّك «2» . جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفى بربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد - زيادة أحرف الجر: يزاد من أحرف الجر «من والباء والكاف واللام ... » ، وبما أنه ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً» فسوف نذكر لك مواضع زيادة الباء سماعا أو قياسا، ذلك أن الباء أكثر أحرف الجر زيادة، وهي تزاد في النفي والإثبات، وزيادتها تكون في خمسة مواضع: أ- في فاعل «كفى» ، نحو الآية التي نحن في صددها، نحو قوله تعالى وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا كَفى بِاللَّهِ نَصِيراً. ب- وفي المفعول به «سماعا ... » ، نحو قولهم: «أخذت بزمام الفرس ... » ومنه قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وقوله وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ إلخ ومنه زيادتها في مفعول «كفى» المتعدية إلى واحد، نحو «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع»

_ (1) يجوز أن تكون الكاف بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. [.....] (2) أو تمييز منصوب.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 32 إلى 34]

ومنه أيضا زيادتها في مفعول: «عرف وعلم ودري وجهل وسمع وأحسّ» . ج- وتزاد في المبتدأ، إذا اشتق من لفظ «حسب» ، نحو «بحسبك درهم» أو كان بعد لفظ «ناهيك ... » ، نحو «ناهيك بخالد شجاعا ... » أو بعد إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا بالأستاد أو بعد كيف، نحو: «كيف بك إذا حصل كذا» د- وتزاد في الحال المنفي عاملها، نحو: «فما رجعت بخائبة ركاب» ، وجعل بعضهم هذه الزيادة مقيسة. هـ- وتزاد في خبر «ليس وما» كثيرا، وهذه الزيادة مقيسة، نحو: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ» وقوله تعالى: وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. وقد دخلت الباء في خبر «ان» ، نحو: أو لم يروا أنّ الله بقادر على أن يحيي الموتى. [سورة الفرقان (25) : الآيات 32 الى 34] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة) (لولا) حرف تحضيض (عليه) متعلّق ب (نزّل) ، (جملة) حال منصوبة بتأويل مشتقّ أي مجتمعا (كذلك) متعلّق بمحذوف حال من القرآن» ، (اللام) للتعليل (به) متعلّق ب (نثبّت) ... والمصدر المؤوّل (أن نثبّت ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر العامل في الحال السابقة، أي أنزل القرآن مفرّقا كذلك لنثبّت به فؤادك.

_ (1) أي أنزلنا القرآن مفرّقا كذلك، ويجوز أن يكون متعلّقا بمفعول مطلق أي إنزالا كذلك. والعامل في الحال أو المفعول المطلق مقدّر أي أنزلنا القرآن كذلك.

(الواو) عاطفة (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نزّل ... القرآن» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزلناه كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «رتّلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه المقدّرة «1» . (الواو) عاطفة (لا) نافية (بمثل) متعلّق ب (يأتونك) ، (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جئناك، أو من المفعول، أي متلبّسين بالحقّ أو متلبسّا بالحقّ (الواو) عاطفة (أحسن) معطوف على الحقّ مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل (تفسيرا) تمييز منصوب. وجملة: «لا يأتونك ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة أنزلناه. وجملة: «جئناك ... » في محلّ نصب حال من مفعول يأتونك. (34) (الذين) اسم موصول مبتدأ «2» ، و (الواو) في (يحشرون) نائب الفاعل (على وجوههم) متعلّق بحال من نائب الفاعل أي منكّسين (إلى جهنّم) متعلّق ب (يحشرون) ، وعلامة الجرّ الفتحة، والفعل مضمّن معنى يساقون (مكانا) تمييز منصوب وكذلك (سبيلا) .

_ (1) أو هي حال من المفعول بتقدير (قد) . (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... أو مفعول به لفعل محذوف على الذمّ أو تقديره أعني.

الصرف:

وجملة: «الذين يحشرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك شرّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . الصرف: (32) جملة: اسم لجمع الشيء أو جماعته من فعل جمل يجمل باب نصر بمعنى جمع، وزنه فعلة بضمّ فسكون. (ترتيلا) ، مصدر قياسيّ لفعل رتّل الرباعيّ وزنه تفعيل. (33) تفسيرا: مصدر قياسيّ لفعل فسّر الرباعيّ، وزنه تفعيل. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ. حيث شبه السؤال بالمثل، بجامع البطلان، لأن أكثر الأمثال أمور متخيلة. قوله تعالى: أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا. وصف المكان بالشر، والسبيل بالضلال، من باب الاسناد المجازي للمبالغة. [سورة الفرقان (25) : الآيات 35 الى 36] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (35) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (جعلنا) «1» ، (هارون) عطف بيان- أو بدل- منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (وزيرا) مفعول به ثان منصوب.

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بالمفعول الثاني المحذوف، و (وزيرا) حالا من (أخاه) .

[سورة الفرقان (25) : آية 37]

جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «جعلنا معه ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. (36) (الفاء) عاطفة (إلى القوم) متعلّق ب (اذهبا) ، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقوم (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الفاء) عاطفة (تدميرا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا. وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «دمّرناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فذهبا إليهم فكذّبوهما فدمّرناهم ... [سورة الفرقان (25) : آية 37] وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (37) الإعراب: (الواو) عاطفة (قوم) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أغرقنا قوم نوح (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق بالفعل المحذوف (للناس) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلناهم (للظالمين) متعلّق ب (أعتدنا) ... جملة: « (أغرقنا) قوم نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا «1» . وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أغرقناهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.

_ (1) في الآية السابقة.

[سورة الفرقان (25) : آية 38]

وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على أغرقناهم. وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقنا المقدّرة. [سورة الفرقان (25) : آية 38] وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (38) الإعراب: (الواو) عاطفة (عادا) مفعول به لفعل محذوف تقديره دمّرنا أو أهلكنا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ثمود، أصحاب ... ، قرونا) أسماء معطوفة على (عادا) منصوبة مثله (بين) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (قرونا) (كثيرا) نعت ثان ل (قرونا) منصوب. وجملة: «دمّرنا ... » عادا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعتدنا «1» . الصرف: (الرسّ) ، اسم للبئر القديمة، وزنه فعل بفتح الفاء، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد. [سورة الفرقان (25) : آية 39] وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (39) الإعراب: (الواو) عاطفة (كلّا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أنذرنا أو خوّفنا (له) متعلّق ب (ضربنا) ، و (كلّا) الثاني مفعول به مقدّم منصوب (تتبيرا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «أنذرنا» كلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دمّرنا) عادا. وجملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.

_ (1) في الآية السابقة.

الفوائد

وجملة: «تبّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (أنذرنا) كلّا. الفوائد 1- إعراب «كل» : لنا في إعرابها ثلاثة أوجه: أ- أن تكون توكيدا لمعرفة، وهو مذهب البصريين، وعندهم لا يجوز توكيد النكرة، خلافا لابن مالك، فقد أجاز توكيدها، نحو: صمت شهرا كلّه. ولا بد من إضافتها إلى مضمر راجع إلى المؤكد، نحو: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ. وقد يخلف الظاهر الضمير، نحو: يا أشبه الناس كل الناس بالقمر. ب- أن تكون نعتا لمعرفة، فتدل على كمال، ويجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى: «هم القوم كلّ القوم يا أم خالد» . ج- أن تكون ثالثة للعوامل: فتكون مضافة إلى الظاهر، نحو: كل نفس بما كسبت رهينة وغير مضافة، نحو هذه الآية التي نحن بصددها. وكلّا ضربنا له الأمثال، وكلا تبرنا تتبيرا. وقد تنوب عن المصدر، فتكون في محل نصب مفعول مطلق، نحو «فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ» . وإذا أضيفت إلى الظرف أعربت في محل نصب مفعول فيه نحو «سرت كل الليل ... » . 2- إضافة «كل ... » . فيه ثلاثة أوجه: أ- أن تضاف إلى ظاهر. ب- أن تضاف إلى ضمير محذوف «وَكُلًّا ضَرَبْنا» . ج- أن تضاف إلى ضمير مذكور نحو «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ» .

[سورة الفرقان (25) : آية 40]

[سورة الفرقان (25) : آية 40] وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (40) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لقد أتوا) مثل لقد آتينا «1» ، (على القرية) متعلّق ب (أتوا) بتضمينه معنى مروا (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقرية، ونائب الفاعل لفعل (أمطرت) ضمير يعود على القرية (مطر) مفعول مطلق منصوب- بمعنى الإمطار- «2» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (بل) للإضراب الانتقالي (لا) نافية. وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «أمطرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «يكونوا يرونها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي «أيمرّون فلم يكونوا ... » . وجملة: «يرونها ... » في محلّ نصب خبر يكونوا ... وجملة: «كانوا لا يرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (مطر) ، اسم مصدر لفعل أمطر، والمصدر القياسيّ الإمطار، وزن مطر فعل بفتحتين. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً» .

_ (1) في الآية (35) من هذه السورة، والضمير في (أتوا) يعود على أهل مكة. (2) يحتمل أن يكون مفعولا به لأن المعنى قذفت بالحجارة- وهي مطر السوء- فهو كما يظهر منصوب على نزع الخافض.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 41 إلى 42]

والمراد بالرجاء التوقع مجازا كأنه قيل: بل كانوا لا يتوقعون النشور المستتبع للجزاء الأخروي وينكرونه. [سورة الفرقان (25) : الآيات 41 الى 42] وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) الإعراب: (الواو) عاطفة (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (هزوا) مفعول به ثان منصوب أي مهزوّا به (الهمزة) للاستفهام (رسولا) حال من الضمير العائد المحذوف أي: بعثه الله مرسلا. جملة: «رأوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إن يتّخذونك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقولون أهذا الذي ... وجملة القول المقدّر في محلّ نصب حال من فاعل يتّخذونك ... وجملة: «بعث الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . (42) (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا (اللام) هي الفارقة (عن آلهتنا) متعلّق ب (يضلّنا) بتضمينه معنى يصرفنا (أن) حرف مصدري (عليها) متعلّق ب (صبرنا) . والمصدر المؤوّل (أن صبرنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا ... (الواو) استئنافيّة (سوف) حرف استقبال (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلمون) ، (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره

[سورة الفرقان (25) : الآيات 43 إلى 44]

(أضلّ) «1» ، (سبيلا) تمييز منصوب. وجملة: «كاد ليضلّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يضلّنا ... » في محلّ نصب خبر كاد. وجملة: «صبرنا (موجود) » . لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لصرفنا عنها ... وجملة: «صبرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «من أضلّ ... » في محلّ نصب مفعول به- أو سدّت مسدّ المفعولين- لفعل يعلمون المعلّق بالاستفهام. [سورة الفرقان (25) : الآيات 43 الى 44] أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (رأيت) بمعنى أخبرني (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (إلهه) مفعول به ثان منصوب (هواه) مفعول به أوّل (الهمزة) للإنكار (عليه) متعلّق ب (وكيلا) . جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو هو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ... و (أضلّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة صلة.

البلاغة:

وجملة: «أنت تكون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت «1» . وجملة: «تكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) . (44) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة.. والمصدر المؤوّل (أنّ أكثرهم يسمعون ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تحسب. (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (كالأنعام) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم (بل) للإضراب الانتقاليّ. وجملة: «تحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسمعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يعقلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسمعون. وجملة: «إن هم كالأنعام» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم أضلّ سبيلا» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة: 1- التقديم: في قوله تعالى أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ. «اتخذ» متعدية لمفعولين، أولهما «هواه» ، وثانيهما «إلهه» ، وقدم على الأول للاعتناء به من حيث أنه الذي يدور عليه أمر التعجب، لا من حيث أن الإله يستحق التعظيم والتقديم، كما قيل، أي: أرأيت الذي جعل هواه إلها لنفسه بأن أطاعه وبنى عليه أمر دينه معرضا عن استماع الحجة الباهرة وملاحظة البرهان النير بالكلية، على معنى انظر إليه وتعجب منه وقال ابن المنير في تقديم

_ (1) والفاء زائدة للتزيين، أو هي عاطفة عطفت جملة أنت تكون على جملة مقدّرة هي المفعول الثاني للفعل أي: أأنت مهتمّ له، فأنت تكون عليه وكيلا.

الفوائد

المفعول الثاني: هنا نكتة حسنة، وهي إفادة الحصر، فإن الكلام- قبل دخول (أرأيت- واتخذ) - الأصل فيه هواه إلهه، على أن هواه مبتدأ خبره إلهه، فإذا قيل: إلهه هواه، كان من تقديم الخبر على المبتدأ، وهو يفيد الحصر، فيكون معنى الآية حينئذ: أرأيت من لم يتخذ معبوده إلا هواه، وذلك أبلغ في ذمه وتوبيخه. 2- التمثيل: في قوله تعالى إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا. يتخلص هذا الفن، في أن يريد المتكلم معنى، فلا يعبر عنه بلفظه الخاص، ولا بلفظي الإشارة، ولا الإرداف، بل بلفظ هو أبعد من لفظ الإرداف قليلا، يصلح أن يكون مثلا للّفظ الخاص، لأن المثل لا يشبه المثل من كل الوجوه، ولو تماثل المثلان من كل الوجوه لا تحدا. ومن التمثيل أيضا نوع آخر، ذهب إليه من جاء بعد قدامة، وهو أن يذكر الشيء ليكون مثالا للمعنى المراد، وإن كان معناه ولفظه غير المعنى المراد ولفظه، كأنهم لثبوتهم على الضلالة بمنزلة الأنعام والبهائم بل أضل سبيلا، لأن البهائم تنقاد لمن يتعهدها، وتميز من يحسن إليها ممن يسيء إليها، أما هؤلاء فقد أسفّوا إلى أبعد من هذا الدرك. الفوائد - حسب هي من أفعال القلوب، وتفيد في الخبر الرجحان واليقين، والغالب كونها للرجحان. وتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر. أ- مثال الرجحان قول زفر بن الحارث الكلابي: وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... ليالي لاقينا جذام وحميرا ب- مثال اليقين: قول لبيد العامري: حسبت التقى والجود خير تجاره ... رباحا إذا ما المرء أصبح ثافلا مضارعها: يحسب بفتح السين وكسرها، والمصدر: محسبة ومحسبة بفتح السين والكسر أيضا وحسبان.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 45 إلى 46]

[سورة الفرقان (25) : الآيات 45 الى 46] أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (46) الإعراب - (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إلى ربّك) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محل نصب حال عاملها مدّ (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (ساكنا) مفعول به ثان منصوب (عليه) متعلّق ب (دليلا) . جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مدّ ... » في محلّ جرّ بدل من (ربّك) «1» . وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «جعله ساكنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جعلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة مدّ الظلّ (إلينا) متعلّق ب (قبضناه) ، (قبضا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «قبضناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعلنا الشمس. الصرف: (ساكنا) ، اسم فاعل من سكن بمعنى أقام وهدأ، وزنه فاعل. (دليلا) ، صفة مشتقّة وزنها فعيل بمعنى فاعل، وقيل بمعنى مفعول لذلك لم تؤنّث مع الشمس، ودليل أصبح في حكم الاسم كما يقال الشمس برهان أو الشمس حقّ. (قبضا) ، مصدر سماعيّ لفعل قبض الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) أيّ: ألم تر إلى مدّ ربّك الظلّ.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 47 إلى 49]

[سورة الفرقان (25) : الآيات 47 الى 49] وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق ب (جعل) «1» ، (الواو) عاطفة (النوم سباتا) معطوفان على (الليل لباسا) «2» ، (نشورا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (48) (الواو) عاطفة (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (بشرا) ، (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) . وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، فيها التفات.

_ (1) أو متعلّق بحال من (لباسا) - نعت تقدّم على المنعوت- (2) أو هما مفعولان لفعل جعل مقدّرا والعطف حينئذ من عطف الجمل. [.....]

الصرف:

(49) (اللام) لام التعليل (نحيي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (به) متعلّق ب (نحيي) والباء سببيّة.. والمصدر المؤوّل (أن نحيي..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) . (الواو) عاطفة (نسقيه) مضارع منصوب معطوف على فعل نحيي ... والهاء مفعول به ثان (ممّا) متعلّق بحال من (أنعاما وأناسيّ) ، واستعمل ما للتغليب (أنعاما) مفعول به أوّل منصوب لفعل نسقي، ومنع أناسيّ من التنوين لأنه تكسير على صيغة منتهى الجموع. وجملة: «نحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «نسقيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (سباتا) ، مصدر سبت يسبت، باب نصر وباب ضرب، وزنه فعال بضمّ الفاء. (طهورا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طهر يطهر، باب نصر وباب كرم، وزنه فعول بفتح الفاء. أو مصدر طهر استعمل صفة للمبالغة. (49) بلدة: اسم جامد للمدينة جاء منتهيا بالتاء وقد تحذف وزنه فعلة بفتح فسكون. (ميتا) ، جاء اللفظ مذكّرا وكان حقّه التأنيث لأنه يستوي فيه التأنيث والتذكير، أو جاء مذكّرا مراعى فيه معنى البلدة وهو المكان. (أناسيّ) ، جمع إنسان، وأصله أناسين كسرحان وسراحين، ثمّ

البلاغة

أبدلت النون ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، وقيل هو جمع إنسيّ- وهو قول الفرّاء- فوزنه على القول الأول فعالين، وعلى القول الثاني فعاليّ والقول الأول أرجح. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً. شبه الليل باللباس الساتر، والنوم واليقظة شبههما بالموت والحياة. التقديم والتأخير: في قوله تعالى لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً. قدم إحياء الأرض وسقي الأنعام على سقي الأناسي، لأن حياة الأناسي بحياة أرضهم وحياة أنعامهم. فقدم ما هو سبب حياتهم وتعيشهم على سقيهم، ولأنهم إذا ظفروا بما يكون سقيا أرضهم ومواشيهم، لم يعدموا سقياهم. الفوائد - جعل: فعل يفيد الرجحان، وينصب مفعولين، بشرط ألا يكون للخلق والإيجاد، ولا للإيجاب، نحو: جعلت له كذا، بمعنى أوجبت: أ- الرجحان نحو: «وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً» . ب- وقد تفيد التصيير، وهو الانتقال من حالة إلى أخرى، نحو «فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» . ثانيا: من الأفعال النواسخ التي تفيد الشروع، وتعمل عمل كان، إلا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة فعلها مضارع.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 50 إلى 52]

وشذّ مجيء الجملة الاسمية خبرا لها نحو: وقد جعلت قلوص بني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب - وتأتي جعل فعلا ماضيا، على الأصل. وقد يأتي منها الفعل المضارع على قلّة. ثالثا: عند ما تأتي جعل بمعنى أوجد، تتعدّى إلى مفعول واحد، كقوله تعالى: وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ أي خلقها. [سورة الفرقان (25) : الآيات 50 الى 52] وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (52) الإعراب: (ولقد صرّفناه) مثل ولقد آتينا «1» ، (بينهم) متعلّق ب (صرّفناه) ، (اللام) للتعليل. والمصدر المؤوّل (أن يذّكّروا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صرّفناه) . (الفاء) عاطفة (إلّا) أداة حصر «2» ، (كفورا) مفعول به منصوب. جملة: «صرّفناه ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «يذّكّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أبى أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (51) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (في كلّ) متعلّق ب (بعثنا) ..

_ (1) في الآية (35) من هذه السورة والضمير الغائب يعود على الماء. (2) جاء الاستثناء مفرّغا لما في (أبى) من معنى النفي.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 53 إلى 54]

وجملة: «شئنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «بعثنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (52) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (به) متعلّق ب (جاهد) ، والضمير يعود على القرآن (جهادا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «لا تطع ... » جواب شرط مقدّر أي إن أرسلناك إلى الناس كافّة فلا تطع ... وجملة: «جاهدهم ... » معطوفة على جملة لا تطع ... [سورة الفرقان (25) : الآيات 53 الى 54] وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (فرات) خبر ثان مرفوع (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الواو) عاطفة (حجرا) معطوف على (برزخا) منصوب (محجورا) نعت لحجر منصوب. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مرج البحرين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هذا عذب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «هذا ملح» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا عذب. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) أو في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من البحرين أي مقولا فيهما.

الصرف:

(54) (الواو) عاطفة (من الماء) متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة (نسبا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة. وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «كان ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي خلق. الصرف: (عذب) ، صفة مشبّهة للثلاثيّ عذب يعذب باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون. (فرات) ، صفة مشبّهة للثلاثي فرت يفرت باب كرم، وزنه فعال بضمّ الفاء، وفرت الماء عذب. (ملح) ، صفة مشبّهة للثلاثيّ ملح يملح باب كرم، وباب نصر وباب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون، والملح أيضا اسم للمادّة المعروفة فهو جامد. (أجاج) ، صفة مشبّهة من فعل أجّ الثلاثيّ بمعنى ملح وأصبح مرّا من باب نصر، وزنه فعال بضمّ الفاء. (صهرا) ، اسم بمعنى القرابة وزنه فعل بكسر فسكون جمعه أصهار. البلاغة المجاز: في قوله تعالى حِجْراً مَحْجُوراً. هي الكلمة التي يقولها المتعوذ، وهي هاهنا واقعة على سبيل المجاز، كأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ويقول له: حجرا محجورا، كما قال: «لا يَبْغِيانِ» أي لا يبغي أحدهما على صاحبه بالممازجة، فانتفاء البغي

[سورة الفرقان (25) : آية 55]

ثمة كالتعوذ هاهنا: جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه، فهو يتعوذ منه. وهي من أحسن الاستعارات وأشدها على البلاغة. [سورة الفرقان (25) : آية 55] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (55) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من دون) متعلّق بحال من الموصول ما مفعول يعبدون و (كان) الواو استئنافيّة (على ربه) متعلّق ب (ظهيرا) بحذف مضاف أي على عصيان ربّه. وجملة: «يعبدون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا ينفعهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يضرّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كان الكافر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . [سورة الفرقان (25) : آية 56] وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (56) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (مبشرا) حال منصوبة. والجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الفرقان (25) : الآيات 57 الى 59] قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (58) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (59)

_ (1) أو معطوفة على الاستئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (عليه) متعلّق بمحذوف حال من أجر، والضمير يعود على التبليغ المفهوم من قوله: أرسلناك «1» ، (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان عامله أسألكم (إلّا) للاستثناء المنقطع، بمعنى لكن (من) اسم موصول وفي محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يتّخذ. والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله شاء. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (58) (الواو) عاطفة (على الحيّ) متعلّق ب (توكّل) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للحيّ (لا) نافية (الواو) عاطفة (بحمده) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمده (الواو) استئنافيّة (الباء) . حرف جرّ زائد و (الهاء) فاعل كفى في محلّه البعيد (بذنوب) متعلّق ب (خبيرا) وهو حال منصوب من فاعل كفى. وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «لا يموت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) في الآية السابقة.

الفوائد

وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّل. وجملة: «كفى به ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (59) (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره الرحمن «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق) (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (الرحمن) خبر المبتدأ الذي «2» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (خبيرا) «3» . وجملة: «الذي خلق ... الرحمن» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «اسأل ... » جواب شرط مقدّر أي: إن شئت تحقيق، أو تفصيل ما ذكر فاسأل به خبيرا. الفوائد 1- الاستواء على العرش: ذهب السلف إلى أن الاستواء هو كما يعلمه الله ويليق بجلالته. أما الخلف فقد ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء والتصرف كما يريد بسائر الكائنات والمخلوقات.

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، وحينئذ (الرحمن) مبتدأ أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. (2) يجوز أن يكون بدلا من الضمير في (استوى) إذا أعرب الموصول خبرا. (3) الضمير يعود على تفصيل ما ذكر من الخلق والاستواء، أو يعود على الرحمن.

[سورة الفرقان (25) : آية 60]

2- (إذا) ظرف زمان تضمن معنى الشرط، وتأتي ظرفا غير متضمن معنى الشرط كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى» . [سورة الفرقان (25) : آية 60] وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (للرحمن) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الواو) عاطفة «1» (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (الرحمن) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (ما تأمرنا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نسجد) . (الواو) استئنافيّة، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على القول الذي قيل لهم (نفورا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: ما السجود وما الرحمن.. أو نسجد وما الرحمن «4» . وجملة: «أنسجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.

_ (1) أو زائدة. (2) أو اسم موصول ... أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ والعائد لهما محذوف. (3) هي في الأصل جملة مقول القول في الفعل المبنيّ للمعلوم. (4) أو هي جملة مقول القول إذا كانت الواو زائدة.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 61 إلى 62]

وجملة: «تأمرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «زادهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الفرقان (25) : الآيات 61 الى 62] تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (62) الإعراب: (في السماء) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «1» ، وكذلك (فيها) ... جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (62) (الواو) عاطفة (خلفة) مفعول به ثان (لمن) متعلّق بالمصدر خلفة (ان) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (أن يذّكّر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة. وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبارك الذي ... وجملة: «أراد ... » جعل (الثالثة) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يذّكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو بمحذوف حال إذا ضمّن (جعل) معنى خلق.. ومثل ذلك يصبح تعليق الجارّ (فيها) وإعراب الاسم (خلفة) على حذف مضاف أي ذوي خلفة.

الصرف:

وجملة: «أراد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد الأولى. الصرف: (سراجا) ، اسم لنوع من المصابيح فيه زيت وفتيل، وزنه فعال بكسر الفاء جمعه سرج بضمّتين، وهو مستعمل في الآية على سبيل المجاز. (خلفة) ، مصدر هيئة من خلف الثلاثيّ باب نصر، أو اسم مصدر بمعنى المخالفة، وزنه فعلة. (شكورا) ، مصدر سماعيّ لفعل شكر الثلاثيّ باب نصر، وثمّة مصادر أخرى هي شكر بضمّ فسكون، وشكران بضمّ فسكون ... ووزن شكور فعول بضمّتين. [سورة الفرقان (25) : الآيات 63 الى 76] وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (68) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (69) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (72) وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (74) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (76)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عباد) مبتدأ مرفوع خبره جملة: أولئك يجزون «1» ... (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع نعت لعباد «2» ، (على الأرض) متعلّق ب (يمشون) ، (هونا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي: مشيا هونا «3» ، (الواو) عاطفة (سلاما) مفعول به عامله قالوا «4» ، وهو نعت لمحذوف أي: قالوا كلاما يسالمون فيه الكفّار. جملة: «عباد الرحمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «خاطبهم الجاهلون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) في الآية (75) الآتية من هذه السورة. [.....] (2) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ عباد ... (3) أو مصدر في موضع الحال أي متمهّلين. (4) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي نسلّم سلاما، والجملة مقول القول.

(64) (الواو) عاطفة (الذين) موصول معطوف على الموصول الأول في محلّ رفع (لربّهم) متعلّق ب (سجّدا) وهو خبر يبيتون الناقص- الناسخ- «1» . وجملة: مرّوا باللغو ... في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الأخيرة. وجملة: «مرّوا (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (73) (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول، والواو في (ذكّروا) نائب الفاعل (بآيات) متعلّق ب (ذكّروا) ، (عليها) متعلّق ب (يخرّوا) بتضمينه معنى أكبّوا أو أقاموا (صمّا) حال منصوبة من فاعل يخرّوا.. وجملة: «ذكّروا..» في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع. وجملة: «لم يخروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (74) (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول (ربّنا) منادى مضاف منصوب ... ونا مضاف إليه (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (لنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل هب (من أزواجنا) متعلّق بحال من (قرّة أعين) «2» ، وهو المفعول الأول لفعل هب (الواو) عاطفة (للمتّقين) متعلّق بحال من (إماما) » ، (إماما) مفعول به ثان عامله

_ (1) أو هو حال من فاعل يبيتون إذا كان تامّا. (2) يجوز أن يتعلّق ب (هب) ، ومن لابتداء الغاية. (3) أو متعلّق ب (إماما) بكونه مصدر، عند من يجيز تقديم معمول المصدر عليه.

اجعلنا «1» . وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هبّ لنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اجعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. (75) (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة يجزون، والواو في (يجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (يلقّون) مثل يجزون (فيها) متعلّق ب (يلقّون) ، (تحيّة) مفعول به منصوب عامله يلقّون أي يعطون. والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محل جرّ بالباء متعلّق ب (يجزون) . وجملة: «أولئك يجزون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عباد الرحمن) «2» . وجملة: «يجزون الغرفة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «يلقّون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجزون. (76) (خالدين) حال منصوبة من نائب الفاعل في (يجزون) ، (فيها) متعلّق بخالدين (حسنت) فعل ماض لإنشاء المدح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (مستقرّا) تمييز ضمير منصوب، والمخصوص محذوف أي الغرفة.

_ (1) أفرد لفظ (إماما) إمّا لأنه مصدر في الأصل أي ذوي إمام، أو لدلالته على الجنس، أي كل واحد منا.. وقيل هو جمع. (2) في الآية (63) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «حسنت مستقرّا ... » في محلّ نصب حال من الغرفة بتقدير (قد) . الصرف: (63) هونا: مصدر سماعيّ لفعل هان يهون باب قال، وزنه فعل بفتح فسكون. (65) غراما: اسم مصدر من أغرمه الشيء أي ألزمه إيّاه. وفي المختار: الغرام: الشرّ الدائم والعذاب، وزنه فعال بفتح الفاء. وجملة: يبيتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. (65) (الواو) عاطفة (الذين يقولون) مثل الذين يبيتون (ربّنا) منادى مضاف منصوب ... ونا مضاف إليه (عنّا) متعلّق ب (اصرف) ، وعلامة الجرّ في (جهنّم) الفتحة ممنوع من الصرف. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اصرف ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ عذابها ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان غراما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (66) وفاعل (ساءت) ضمير مستتر وجوبا تقديره هو، والفعل لإنشاء الذمّ (مستقرّا) تمييز للضمير- فاعل ساءت- منصوب، والمخصوص بالذّم محذوف تقديره هي أي جهنّم. وجملة: «إنّها ساءت ... » لا محلّ لها تعليل آخر لصرف العذاب.

وجملة: «ساءت ... » في محل رفع خبر إنّ. (67) (الواو) عاطفة (الذين) في محلّ رفع معطوف على الذين الأول، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الإنفاق المفهوم من سياق الآية (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قواما) ... أو بحال منه (ذلك) مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لم يسرفوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لم يقتروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «كان ... قواما» . لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. (68) (الواو) عاطفة (الذين) في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (لا) نافية (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من إله، ومنع (آخر) من التنوين لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل (لا يقتلون) مثل لا يدعون (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت للنفس، والعائد محذوف أي حرّمها (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل يقتلون أي متلبّسين بالحقّ (لا يزنون) مثل لا يدعون (الواو) اعتراضية (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وعلامة الجزم في (يلق) حذف حرف العلّة وهو جواب الشرط. وجملة: «لا يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.

وجملة: «لا يقتلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يدعون. وجملة: «حرّم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «لا يزنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يدعون. (67) قواما: مصدر الفعل الثلاثيّ قام بمعنى اعتدل وكان وسطا، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد استعمل في موضوع الوصف. (68) يزنون: فيه إعلال بالحذف، أصله يزنيون، استثقلت الضمّة على الياء الثانية فسكّنت ونقلت حركتها إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يزنون، يفعون. وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يلق ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. (69) (يضاعف) مضارع مجزوم بدل من فعل (يلق) ، مبنيّ للمجهول (له) متعلّق ب (يضاعف) ، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يضاعف) ، (يخلد) مضارع مجزوم معطوف على (يضاعف) ، (فيه) متعلّق ب (يخلد) أي في عذابه (مهانا) حال منصوبة من فاعل يخلد. وجملة: «يضاعف ... » لا محلّ لها بدل من جملة يلق ... وجملة: «يخلد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضاعف.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(70) (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل (عملا) مفعول به منصوب «1» (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط «2» ، (أولئك) مبتدأ، والإشارة إلى الموصول (من) مراعي فيه معناه، والخبر جملة يبدّل (حسنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) استئنافيّة (رحيما) خبر ثان. وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب. وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب. وجملة: «أولئك يبدّل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يبدّل الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. (71) (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تاب) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (صالحا) مثل عملا، وهو نعت عن منعوت محذوف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى الله) متعلّق ب (يتوب) ، (متابا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «من تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على المعترضة (من يفعل ذلك) . وجملة: «تاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) هذا إذا كان (عملا) بمعنى الشيء المعمول ... وهو مفعول مطلق إذا كان مصدرا. (2) إذا كانت (إلّا) بمعنى لكن ف (من) موصول مبتدأ خبره جملة أولئك يبدّل على زيادة الفاء.. أو (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة تاب.. وجملة أولئك يبدل جواب الشرط.

وجملة: «عمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تاب. وجملة: «إنّه يتوب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يتوب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (72) (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول: الذين يمشون ... (الزور) مفعول به عامله يشهدون بمعنى يحضرون، أو بمعنى يقيمون الشهادة «1» ، (الواو) عاطفة (باللغو) متعلّق ب (مرّوا) (كراما) حال منصوبة من فاعل مرّوا الثاني. وجملة: «لا يشهدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس. (يلق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفع. (أثاما) ، مصدر سماعيّ من أثمه يأثمه باب نصر وباب ضرب بمعنى عدّه عليه إثما أو جازاه جزاء الإثم وزنه فعال بفتح الفاء كنكال. (69) مهانا: اسم مفعول من (أهان) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. وفيه إعلال بالتسكين وبالقلب أصله مهين، نقلت الفتحة إلى الهاء وقلبت الياء ألفا لتحركها بالأصل وفتح ما قبلها. (72) كراما: جمع كريم، صفة مشبهة من الثلاثيّ كرم الباب الخامس وزنه فعيل، ويطلق الكريم على أحسن الشيء وعلى كلّ ما يرضي ويحمد ... ويجمع كريم أيضا على كرماء زنة فعلاء بضمّ ففتح، ووزن كرام فعال بالكسر. (74) قرّة أعين: مصدر يكنى به عن السرور من (قرّت) العين أي بردت سرورا وجفّ دمعها ورأت ما كانت متشوّقة إليه، وزنه فعلة بضمّ

_ (1) أو هو منصوب على نزع الخافض أي: لا يشهدون بالزور.

البلاغة

فسكون ... وثمّة مصادر أخرى للفعل هي قرّة بفتح القاف، وقرورة بضم القاف. (75) الغرفة: اسم جنس أريد به الجمع، وقصد به الدرجة الرفيعة، وزنه فعلة بضمّ فسكون. البلاغة 1- النفي والإثبات: في قوله تعالى لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً. قوله تعالى لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها ليس بنفي للخرور، وإنما هو إثبات له، ونفي للصمم والعمى، كما تقول: لا يلقاني زيد مسلما، وهو نفي للسلام لا للقاء. والمعنى أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها، وأقبلوا على المذكر بها وهم في إكبابهم عليها، سامعون بآذان واعية، مبصرون بعيون راعية، لا كالذين يذكرون بها، فتراهم مكبين عليها مقبلين على من يذكر بها، مظهرين الحرص الشديد على استماعها، وهم كالصم العميان، حيث لا يعونها ولا يتبصرون ما فيها كالمنافقين وأشباههم. 2- التنكير والتقليل: في قوله تعالى قُرَّةَ أَعْيُنٍ: نكّر وقلل، أما التنكير فلأجل تنكير القرّة لأن المضاف لا سبيل إلى تنكيره إلا بتنكير المضاف إليه، كأنه قيل: هب لنا منهم سرورا وفرحا. وإنما قيل (أعين) دون عيون لأنه أراد أعين المتقين، وهي قليلة بالإضافة إلى عيون غيرهم. «قال تعالى: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ» . ويجوز أن يقال في تنكير (أعين) أنها أعين خاصة، وهي أعين المتقين. الفوائد 1- فعل بات: ورد في القاموس «وبات يفعل كذا يبيت ويبات بيتا وبياتا ومبيتا وبيتوتة أي

يفعله ليلا وليس من النوم. قال الشريف الرضي: أتبيت ريان الجفون من الكرى ... وأبيت منك بليلة الملسوع وتكون بات تامة مكتفية بمرفوعها إذا كانت بمعنى عرّس، وهو النزول آخر الليل، كقول ابن عمر «أمّا رسول الله فقد بات بمنى» . إذن ل «بات» معنيان: إما أن تكون ناقصة، فهي تحتاج إلى اسم وخبر، وخبرها يكون منصوبا وإما أن تكون تامة، فتكتفي بفاعلها، وذلك عند ما تكون بمعنى بقي حتى الصباح. 2- «وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ» . فيضاعف بدل كل من كل، أو بدل مطابق. وللبدل أقسام أخرى: أ- بدل البعض من الكل. ب- بدل الاشتمال. ج- بدل الجملة من المفرد والمفرد من الجملة. 3- القوام هو التوسط في الأمور، وهو فضيلة الفضائل، لأنه يشمل كل «خليقة» ، فلا إفراط ولا تفريط. ويمرّ ذكر هذه الفضيلة كثيرا في القرآن الكريم. وقد نوهنا إلى ذلك في وصايا لقمان لابنه. وقد نوّه أيضا فلاسفة اليونان بهذه الفضيلة. 4- من فضائل التوبة النصوح أنها تقلب سيئات الإنسان إلى حسنات، وهل ثمة تجارة أكثر ربحا من ذلك. فتبصّر. 5- صفات عباد الرحمن: أ- الإعراض عن الجاهلين. ب- طلب النجاة من النار. ج- الحكمة في الإنفاق. د- عدم الشرك بالله. هـ- لا يقتلون إلّا بالحق.

[سورة الفرقان (25) : آية 77]

و لا يزنون. ز- الحض على التوبة. ح- لا يشهدون الزور. ط- يتنزهون على لغو الكلام ي- يتقبلون الذكرى ويتلقون النصيحة. ك- طلب الذرية الصالحة. ل- سؤال الله أن يجعلهم في مقدمة المتقين. [سورة الفرقان (25) : آية 77] قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (77) الإعراب: (ما) نافية (بكم) متعلّق ب (يعبأ) ، (لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط (دعاؤكم) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الفاء) تعليليّة (قد) للتحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال، واسم (يكون) ضمير مستتر يعود على العذاب المفهوم من سياق الآيات ... وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يعبأ بكم ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لولا دعاؤكم (موجود) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لولا دعاؤكم ... ما يعبأ بكم ربّي ... وجملة: «كذّبتم ... » لا محلّ لها تعليليّة ... وجملة: «سوف يكون لزاما ... » جواب شرط مقدّر هو تعليل ثان لما سبق أي: من يكذّب فسوف يكون العذاب لزاما عليه ...

سورة الشعراء

سورة الشّعراء آياتها 227 آية [سورة الشعراء (26) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) الإعراب: جملة: تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. [سورة الشعراء (26) : آية 3] لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) الإعراب: (نفسك) مفعول به لاسم الفاعل باخع منصوب (لا) نافية. والمصدر المؤوّل (ألّا يكونوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بباخع أي: من عدم إيمانهم. وجملة: «لعلّك باخع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) .

الفوائد

الفوائد 1- ط س م: تقدم الحديث عن هذه الأحرف التي هي فواتح للسور. وللعودة إلى ما قلناه: أليست هذه ثلاثة أحرف من أحرف الهجاء، وهي: ط، س، م. أما الغاية من ذكرها، وخصوصا في أول السور، فتلك موضع خلاف المفسرين واللغويين، ولا أزال أقول قد تكون الغاية من ذكر هذه الأحرف هو التنويه بقيمة هذه اللغة، سواء أكانت نطقا أم كتابة أم قراءة. وحسب هذه اللغة أنها الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان، وحسب هذه الأحرف فضلا أنها هي لحمة اللغة وسداها..! 2- باخِعٌ نَفْسَكَ: أ- باخع «اسم فاعل» واسم الفاعل يعمل عمل فعله، سواء أكان لازما أم متعديا لمفعول واحد أم متعديا لمفعولين. ب- اللازم نحو «خالد مجتهد أولاده» . ج- المتعدي لواحد نحو «هل مكرم سعيد ضيوفه» ملاحظة: لا تجوز إضافة اسم الفاعل إلى فاعله فلا يقال: هل مكرم سعيد ضيوفه؟ 3- شروط عمله: أ- إذا كان مقترنا ب «ال» فلا يحتاج إلى شرط آخر، ويعمل في الماضي والحال والمستقبل. ومثاله: جاء المعطي المساكين أمس، أو الآن، أو غدا. ب- إذا لم يكن مقترنا ب «أل» ، يشترط ليعمل، أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يكون مسبوقا بنفي أو استفهام أو اسم مخبر عنه، أو موصوف، أو اسم يكون هو الأول، مثال الأول: ما طالب صديقك رفع الخلاف. الثاني: هل عارف أخوك قدر الإنصاف. الثالث: خالد مسافر أبواه. الرابع: هذا رجل مجتهد أبناؤه.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 4 إلى 6]

الخامس: يخطب علي رافعا صوته. ملاحظة: قد يكون الاستفهام والموصوف مقدرين: الأول، نحو: مقيم سعيد أم منصرف؟ الثاني، كقول الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل ملاحظة هامة: صيغ مبالغة اسم الفاعل تعمل عمله، وكذلك منه المثنى والجمع، وبشروطه السابقة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 4 الى 6] إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (4) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (6) الإعراب: (عليهم) متعلّق ب (ننزّل) ، (من السماء) متعلّق ب (ننزّل) «1» ، (الفاء) عاطفة (لها) متعلّق بالخبر خاضعين. جملة: «نشأ ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. وجملة: «ننزّل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «ظلّت أعناقهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب «2» . (5) (الواو) عاطفة (ما) نافية (ذكر) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل يأتيهم (من الرحمن) متعلّق بنعت لذكر «3» (إلّا) أداة حصر (عنه) متعلّق بالخبر معرضين.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من آية. (2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....] (3) أو متعلّق بمحدث، ومن فيهما بيانيّة، أو متعلّق ب (يأتيهم) ، ومن لابتداء الغاية.

الصرف:

وجملة: «ما يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ. وجملة: «كانوا عنه معرضين..» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب المفعول. (6) (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (به) متعلّق ب (يستهزئون) . وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يأتيهم ... » جواب شرط مقدّر أي إن يكذّبوا فسيأتيهم ... وجملة: «كانوا به يستهزئون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (خاضعين) ، جمع خاضع اسم فاعل من الثلاثي خضع وزنه فاعل والجمع فاعلين. البلاغة المخالفة في العطف: في قوله تعالى فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ. قوله تعالى فظلّت معطوف على الجزاء الذي هو ننزل، لأنه لو قيل: أنزلنا، لكان صحيحا. ولعله كان مما يقتضيه السياق. ولكنه خولف لأن في عطف الماضي على المستقبل إشعارا بتحقيقه وأنه كائن لا محالة، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا، وله في القرآن نظائر سترد في مواضعها. المجاز العقلي: في قوله تعالى أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 7 إلى 9]

فقد يقال كيف صح مجيء خاضعين خبرا عن الأعناق، والخضوع من خصائص العقلاء، وقد كان أصل الكلام «فظلوا لها خاضعين» . والسر في ذلك، أنه لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين، كما تقدم في قوله تعالى لِي ساجِدِينَ [سورة الشعراء (26) : الآيات 7 الى 9] أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الواو) عاطفة «1» ، (إلى الأرض) متعلّق ب (يروا) أي ينظروا (كم) خبرية كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (فيها) متعلق ب (أنبتنا) ، (من كلّ) تمييز كم.. جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجحدوا ولم يروا ... وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . (8) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (ما) نافية. وجملة: إنّ في ذلك لآية لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما كان أكثرهم مؤمنين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو حال من فاعل يروا. (9) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) تعطف الفعل على استئناف مقدّر، فلا مانع من جعلها استئنافيّة. (2) أو في محلّ نصب حال من الأرض.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 10 إلى 11]

وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك. وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الشعراء (26) : الآيات 10 الى 11] وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أن) تفسيريّة «1» ... جملة: «نادى ربّك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ائت ... » لا محلّ لها تفسيريّة ... (11) (قوم) بدل من القوم منصوب مثله (ألا) أداة عرض فيها معنى التعجّب ... وجملة: «يتّقون ... » لا محلّ لها استئناف بياني. [سورة الشعراء (26) : الآيات 12 الى 14] قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... والياء المحذوفة مضاف إليه، والنون المذكورة في (يكذّبون) نون الوقاية، جاءت قبل الياء المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.

_ (1) سبقت بفعل فيه معنى القول دون حروفه وهو (نادى) ... ويجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل (أن أئت) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادي) ، أي بأن أئت.

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء ... في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أخاف» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل «أن يكذّبون» في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف. (13) (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة-، والثانية عاطفة فقط (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «2» ، (إلى هارون) متعلّق ب (أرسل) ، وعلامة الجرّ الفتحة، ممنوع من الصرف. وجملة: «يضيق صدري..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخاف «3» . وجملة: «لا ينطلق لساني..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يضيق صدري. وجملة: «أرسل إلى هارون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أصبح رسولا فأرسل ... (14) (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ذنب) ، (عليّ) متعلّق بالخبر المحذوف (الفاء) عاطفة «4» ، (أن يقتلون) مثل أن يكذّبون ...

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام، وجملة إنّي أخاف تصبح هي مقول القول. (2) لأن فيها معنى السببيّة. (3) أو هي استئنافيّة في حيّز القول فلا محلّ لها. (4) أو رابطة لجواب شرط مقدّر لأن فيها معنى السببيّة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 15 إلى 17]

وجملة: «لهم عليّ ذنب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أخاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم عليّ ذنب «1» . وجملة: «يقتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يقتلون) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف. [سورة الشعراء (26) : الآيات 15 الى 17] قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (17) الإعراب: فاعل (قال) ضمير يعود على الله (كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (بآياتنا) متعلّق بحال من فاعل اذهبا أي متلبّسين بآياتنا (معكم) ظرف منصوب متعلّق ب (مستمعون) ، «2» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... ومقول القول مقدر دلّ عليه حرف الردع أي ارتدع عن الخوف ... وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة. وجملة: «إنّا معكم مستمعون ... » لا محلّ لها تعليليّة ... (16) (الفاء) عاطفة في الموضعين، (رسول) خبر إنّ، وقد أفرد لأنه من الألفاظ التي يستوي فيها الإفراد والتثنية والجمع كالطفل والضيف «3» .

_ (1) أو هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة الاسميّة جواب الشرط المقدّر أي: إن ذهبت إليهم فأنا أخاف أن يقتلون. (2) سبق الكلام بالجمع للتعظيم. (3) أو أنّ كلّ واحد منّا رسول إليك.

الصرف:

وجملة: «ائتيا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اذهبا.. وجملة: «قولا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ائتيا. وجملة: «إنّا رسول ... » في محلّ نصب مقول القول. (17) (أن) حرف تفسير «1» ، (معنا) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسل) ، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. الصرف: (مستمعون) ، جمع مستمع، اسم فاعل من الخماسيّ استمع، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة المجاز: في قوله تعالى إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ الاستماع في حقه عز وجل مجاز عن السمع، اختير للمبالغة، لأن فيه تسليما للإدراك، وهو مما ينزه الله تعالى عنه سواء كان بحاسة أم لا. وقال بعضهم: «إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ» جملة استعارة تمثيلية، مثل سبحانه حاله عز وجل، بحال ذي شوكة قد حضر مجادلة قوم يستمع ما يجري بينهم، ليمد أولياءه ويظهرهم على أعدائهم، مبالغة في الوعد بالإعانة. الفوائد - كلّا: قال سيبويه: «وأما كلّا فردع وزجر» لا معنى لها عندهم غير ذلك. وأقرب ما يقال فيها كما يقول ابن فارس: إن كلّا تقع في تصريف الكلام على أربعة أوجه: الرّدّ، والردع، وصلة

_ (1) لما في كلمة (رسول) من معنى القول دون حروفه، ويجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق برسول.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 18 إلى 19]

اليمين، وافتتاح الكلام بها مثل «ألا» . وفي القرآن الكريم أمثلة على هذه الأقسام الأربعة فلا تتعجّل ... ! - كلمة «رسول» : يجوز أن تكون صفة للواحد والتثنية والجمع، مثلها مثل المصادر، حتى قيل: إنّ «الرسول» بمعنى الرسالة، ولذلك اعتبر من المصادر. والله أعلم ... ! [سورة الشعراء (26) : الآيات 18 الى 19] قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريري «1» ، وعلامة الجزم في (نربّك) حذف حرف العلّة (فينا) متعلّق بفعل نربك بحذف مضاف أي في منازلنا (وليدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (الواو) عاطفة (فينا) الثاني متعلّق ب (لبثت) بحذف مضاف كذلك (من عمرك) متعلّق بحال من سنين- نعت تقدّم على المنعوت- (سنين) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر، متعلّق ب (لبثت) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نربّك» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لبثت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (19) (الواو) عاطفة (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لفعلتك (الواو) حاليّة (من الكافرين) خبر أنت. وجملة: «فعلت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) أو التقريعيّ.

الصرف:

وجملة: «فعلت (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «أنت من الكافرين» في محلّ نصب حال من فاعل فعلت. الصرف: (نربّك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نربيّك، وزنه نفعّك. (وليدا) ، صفة مشتقّة من الثلاثي ولد المبني للمجهول، وزنه فعيل بمعنى مفعول. (فعلتك) ، مصدر مرّة من فعل وزنه على لفظه بفتح الفاء. البلاغة الإبهام: في قوله تعالى وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ. - عدد نعمته عليه من ذلك ووبخه بما جرى على يديه من قتل خبازه وفظعه عليه بقوله «وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ» ومن وجه التفظيع عليه أن في إتيانه به مجملا مبهما، إيذانا بأنه لفظاعته مما لا ينطق به إلا مكنى عنه ونظيره في التفخيم المستفاد من الإبهام قوله «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ» . ومثله كثير. فعلتك «مصدر المرة» أو مصدر العدد، هو ما يذكر لبيان عدد الفعل. أ- ويبنى من الثلاثي المجرد على وزن «فعلة» بفتح الفاء وسكون العين. مثل وقفت وقفة ووقفتين ووقفات. ب- إذا كان الفعل فوق الثلاثي ألحقنا بمصدره التاء، مثل «أكرمته إكرامة وتدحرج تدحرجة» . ج- إذا كان مصدره مختوما بتاء فيذكر ما يدل على عدده: مثل: رحمته رحمة واحدة. ملاحظة: إذا كان للفعل ما فوقه الثلاثي مصدران، أحدهما أشهر من الآخر، جاء بناء المرة على الأشهر من مصدريه، فتقول: زلزلته زلزلة واحدة وقاتلته مقاتلة واحدة ولا تقول زلزالة ولا قتالة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 20 إلى 22]

[سورة الشعراء (26) : الآيات 20 الى 22] قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (22) الإعراب - (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (الواو) حالية (من الضالّين) خبر المبتدأ أنا. «1» جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «فعلتها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا من الضالّين» في محلّ نصب حال من فاعل فعلتها. (21) (الفاء) عاطفة في الموضعين (منكم) متعلّق ب (فررت) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وهب (من المرسلين) متعلّق بمفعول به ثان ل (جعلني) . وجملة: «فررت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة فعلتها. وجملة: «خفتكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «وهب ... ربّي» في محلّ نصب معطوفة على جملة فررت. وجملة: «جعلني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة وهب.

_ (1) من الضالّين أي من الجاهلين، قال ابن جرير: العرب تضع الضلال موضع الجهل. [.....]

[سورة الشعراء (26) : آية 23]

(22) (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ «1» ، خبره نعمة (عليّ) متعلّق ب (تمنّها) ، (أن) حرف مصدري. والمصدر المؤوّل (أن عبّدت..) في محلّ رفع عطف بيان للمبتدأ (تلك) «2» . (بني) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. وجملة: «تلك نعمة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «3» . وجملة: «تمنّها ... » في محلّ رفع نعت لنعمة. وجملة: «عبّدت..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . [سورة الشعراء (26) : آية 23] قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (23) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّ) . جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما ربّ العالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول: أي: هل ثمة إله غيري وما ربّ ... [سورة الشعراء (26) : آية 24] قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)

_ (1) ذكر الأخفش أن ثمّة همزة استفهام مقدّرة تفيد التوبيخ أي: أتلك نعمة ... لأن تعبيد بني إسرائيل ليس بنعمة. (2) أو هو بدل من الهاء في (تمنّها) ، أو هو في محلّ جرّ بباء مقدّرة، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي ... (3) أو هي استئناف في حيّز القول.

الإعراب:

الإعراب: (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط.. وتم اسم كان. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو» ربّ» .. في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كنتم موقنين..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف تقديره: فآمنوا به وحده «1» . [سورة الشعراء (26) : آية 25] قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (25) الإعراب: (لمن) متعلّق ب (قال) ، (حوله) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (ألّا) أداة عرض للتعجّب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تستمعون..» في محلّ نصب مقول القول. [سورة الشعراء (26) : آية 26] قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) الإعراب: (ربّكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ربّ) معطوف بالواو على ربّكم مرفوع.. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو» ربّكم» في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو فهذا أولى بالإيقان لظهوره.

البلاغة

البلاغة العموم والخصوص: في قوله تعالى قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ. ذكر السموات والأرض وما بينهما قد استوعب به الخلائق كلها، ثم ذكرهم وذكر آباءهم بعد ذلك، وذكر المشرق والمغرب، فقد عمم أولا، ثم خصص من العام، لبيان أنفسهم وآبائهم لأن أقرب المنظور فيه من العاقل نفسه ومن ولد منه، وما شاهد وعاين من الدلائل على الصانع، والناقل من هيئة إلى هيئة وحال إلى حال من وقت ميلاده إلى وقت وفاته ثم خصص المشرق والمغرب، لأن طلوع الشمس من أحد الخافقين، وغروبها في الآخر، على تقدير مستقيم في فصول السنة، وحساب مستو، من أظهر ما استدل به ولظهوره انتقل إلى الاحتجاج به خليل الله، عن الاحتجاج بالإحياء والإماتة على نمرود بن كنعان فبهت الذي كفر. [سورة الشعراء (26) : آية 27] قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) الإعراب: (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لرسولكم، ونائب الفاعل لفعل (أرسل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليكم) متعلّق ب (أرسل) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد ... جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ رسولكم ... لمجنون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرسل إليكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . [سورة الشعراء (26) : آية 28] قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) الإعراب: مرّ إعراب نظيرها- مفردات وجملا- «1» . وجملة: «تعقلون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) في الآية (24) من هذه السورة.

[سورة الشعراء (26) : آية 29]

[سورة الشعراء (26) : آية 29] قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) الإعراب: (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اتّخذت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إلها) مفعول به أول منصوب و (غيري) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (اللام) الثانية لام القسم (أجعلنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والكاف مفعول به (من المسجونين) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله أجعلنّك. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن اتّخذت ... » لا محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أجعلنّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. الصرف: (المسجونين) ، جمع المسجون، اسم مفعول من (سجن) الثلاثيّ، وزنه مفعول. [سورة الشعراء (26) : آية 30] قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (بشيء) متعلّق ب (جئتك) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب حال والعامل مقدّر هو مقول القول أي أتفعل ذلك بي في حال مجيئي بشيء يبيّن صدق دعواي ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما تقدّم.

[سورة الشعراء (26) : آية 31]

[سورة الشعراء (26) : آية 31] قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (ائت) ، (من الصادقين) خبر كنت. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائت به ... » جواب شرط مقدّر أي: في محلّ جزم إن كنت صادقا فأت به ... وجملة الشرط في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها تفسيريّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأت به.. [سورة الشعراء (26) : الآيات 32 الى 33] فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، وفاعل (ألقى) ضمير يعود على موسى عليه السّلام (الفاء) عاطفة (إذا) حرف فجاءة (مبين) نعت لثعبان مرفوع. جملة: «ألقى عصاه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هي ثعبان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (33) (الواو) عاطفة (للناظرين) متعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هي أي مبهرة «1» . وجملة: «نزع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هي بيضاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزع.

_ (1) جاء الخبر كونا خاصّا لأنه مؤكّد لمعنى الخبر الأول.

الفوائد

الفوائد إذا الفجائية: مرّ معنا أن «إذا» تكون تفسيرية وظرفية وفجائية. ونحب هنا أن نؤكّد على إذا الفجائية. أ- فهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال، والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى: فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى. وقوله في الآية التي نحن بصددها «فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ» «وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ» . ب- وتكون جوابا للجزاء، مثلها مثل الفاء. قال الله تعالى وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ. ج- وقد تسد مسدّ الخبر، نحو «جئتك فإذا أخوك» «التقدير جئتك فإذا أخوك موجود» . [سورة الشعراء (26) : الآيات 34 الى 35] قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَماذا تَأْمُرُونَ (35) الإعراب: (للملأ) متعلّق ب (قال) (حوله) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من الملأ (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ هذا لساحر ... » في محلّ نصب مقول القول. (35) (من أرضكم) متعلّق ب (يخرجكم) ، (بسحره) متعلّق ب (يخرجكم) ، والباء سببيّة (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به مقدّم «1» .

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر وجملة (ماذا ... ) استئنافيّة، والعائد للموصول محذوف أي تأمرون به، وجملة تأمرون صلة الموصول.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 36 إلى 37]

وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع نعت لساحر «1» . وجملة: يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. وجملة: «تأمرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. [سورة الشعراء (26) : الآيات 36 الى 37] قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) الإعراب: (أرجه) فعل أمر والهاء مفعول به (أخاه) معطوف على الهاء بالواو منصوب وعلامة النصب الألف و (الهاء) مضاف إليه (في المدائن) متعلق ب (ابعث) بتضمينه معنى انشر. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «أرجه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ابعث ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أرجه. (37) (بكلّ) متعلّق ب (يأتوك) المجزوم بجواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون. وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من ساحر لأنه وصف.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 38 إلى 40]

[سورة الشعراء (26) : الآيات 38 الى 40] فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (40) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لميقات) متعلّق بجمع (معلوم) نعت ليوم مجرور. جملة: «جمع السحرة» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: فبعث الحاشرين فجمع السحرة. (39) (الواو) عاطفة (للناس) متعلّق ب (قيل) ، (هل) حرف استفهام فيه معنى الحثّ، والترجيّ في (لعلّنا) لمعنى الرغبة في عدم اتّباع موسى (كانوا) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (هم) ضمير فصل «1» . وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع السحرة. وجملة: «هل أنتم مجتمعون» في محلّ رفع نائب الفاعل» . وجملة: «لعلّنا نتّبع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نتّبع ... » في محلّ رفع خبر لعلّنا. وجملة: «كانوا ... الغالبين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الصرف: (مجتمعون) ، جمع مجتمع، اسم فاعل من الخماسيّ اجتمع وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الشعراء (26) : آية 41] فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (41)

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل في (كانوا) . (2) لأنها في الأصل جملة مقول القول.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (لفرعون) متعلّق ب (قالوا) (الهمزة) للاستفهام (لنا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (أجرا) اسم إن منصوب (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (نحن) ضمير فصل «1» ، (الغالبين) خبر كنّا منصوب. جملة: «جاء السحرة..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ لنا لأجرا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: إن كنّا ... الغالبين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة الشعراء (26) : آية 42] قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) الإعراب: (نعم) حرف جواب لا عمل له (الواو) عاطفة (إذا) حرف جواب (اللام) للتوكيد (من المقرّبين) خبر إنّ. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنكم لمن المقرّبين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة المدلول عليها بحرف الجواب نعم أي: إنّ لكم لأجرا وإنّكم لمن المقرّبين. [سورة الشعراء (26) : آية 43] قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) الإعراب: (لهم) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف أي ملقونه.

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل في (كنّا) .

[سورة الشعراء (26) : الآيات 44 إلى 48]

وجملة: «قال لهم موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألقوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنتم ملقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة الشعراء (26) : الآيات 44 الى 48] فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ (44) فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (46) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (48) الإعراب: (الفاء) عاطفة، وكذلك (الواو) ، (بعزة) متعلّق بفعل محذوف تقديره نقسم (اللام) للتوكيد. جملة: ألقوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم موسى «1» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا «2» . وجملة: « (نقسم) بعزّة فرعون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنا لنحن الغالبون» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «نحن الغالبون» في محلّ رفع خبر إنّ. (45) (الفاء) عاطفة في الموضعين (إذا هي) مر إعرابها «3» ، (ما) موصول مفعول به والعائد محذوف أي يأفكونه. وجملة: «ألقى موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا ... وجملة: «هي تلقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.

_ (1) في الآية السابقة. (2) يجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير (قد) فهي في محلّ نصب. (3) في الآية (32) من هذه السورة. [.....]

البلاغة

وجملة: «تلقف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) . وجملة: «يأفكون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (46) (الفاء) عاطفة (السحرة) نائب الفاعل للفعل (ألقي) (ساجدين) حال منصوبة من السحرة وعلامة النصب الياء. وجملة: «ألقي السحرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى موسى ... (47- 48) (بربّ) متعلّق ب (آمنّا) ... (ربّ) بدل من ربّ الأول مجرور «1» . وجملة: «قالوا ... » في محلّ نصب حال من السحرة بتقدير (قد) «2» وجملة: «آمنّا ... » في محل نصب مقول القول. البلاغة الاستعارة التبعية: في قوله تعالى فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ. عبّر عن الخرور بالإلقاء، لأنه ذكر مع الإلقاءات، فسلك به طريق المشاكلة. وفيه أيضا، مع مرعاة المشاكلة، أنهم حين رأوا ما رأوا، لم يتمالكوا أن رموا بأنفسهم إلى الأرض ساجدين، كأنهم أخذوا فطرحوا طرحا. فهناك استعارة تبعية زادت حسنها المشاكلة. [سورة الشعراء (26) : آية 49] قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)

_ (1) أو عطف بيان لأن لفظ (ربّ موسى) أصرح وأوضح من لفظ (ربّ العالمين) ، لأن فرعون كان قد ادّعى الربوبيّة فلو اقتصر عليه لم يكن ذلك صريحا بالربّ الحقّ سبحانه ... قاله ابن هشام. (2) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (له) متعلّق ب (آمنتم) بتضمينه معنى استسلمتم وانقدتم (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آمنتم) (لكم) متعلّق ب (آذن) . والمصدر المؤوّل (أن آذن) في محلّ جرّ مضاف إليه. (اللام) المزحلقة للتوكيد (الذي) اسم موصول في محلّ رفع نعت لكبيركم (الفاء) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (سوف) حرف استقبال (من خلاف) متعلّق بحال من الأيدي والأرجل (أجمعين) حال منصوبة «1» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنتم له ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّه لكبيركم ... » لا محلّ لها تعليليّة.. وجملة: «علّمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لسوف تعلمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أقطّعنّ ... » لا محلّ لها عطف بيان على جملة تعلمون. وجملة: «أصلّبنّكم ... » لا محلّ لها عطف نسق على جملة أقطّعنّ. [سورة الشعراء (26) : الآيات 50 الى 51] قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) الإعراب: (لا) نافية للجنس (ضير) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلى ربّنا) متعلّق ب (منقلبون) ، وخبر لا محذوف تقديره:

_ (1) أو توكيد لضمير الخطاب المنصوب.

الصرف:

علينا- أو في ذلك. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا ضير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا ... منقلبون» لا محلّ لها تعليليّة. (51) (أن) حرف مصدريّ ونصب (لنا) متعلّق ب (يغفر) ، (أن) حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن يغفر ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (نطمع) ، أي بأن يغفر. والمصدر المؤوّل (أن كنّا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (يغفر) ، أي لأن كنّا ... وجملة: «إنّا نطمع ... » لا محلّ لها تعليل ثان أو بدل من جملة التعليل. وجملة: «نطمع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كنّا أوّل المؤمنين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. الصرف: (ضير) ، مصدر سماعيّ لفعل ضاره الأمر يضيره باب ضرب أي أضرّ به، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد - لا ضير «لا النافية للجنس» : أ- أقسام اسمها وأحكامه: ينقسم اسمها إلى ثلاثة أقسام: مفرد، مضاف، شبيه بالمضاف. 1- المفرد: كقوله تعالى ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ. وحكمه: أن يبنى على ما ينصب

[سورة الشعراء (26) : آية 52]

به «من فتحة أو ياء أو كسرة» نحو: «لا رجل في الدار ولا رجال فيها، ولا رجلين عندنا، ولا مذمومين في المدرسة، ولا مذمومات محبوبات» ويجوز بناء جمع المؤنث السالم على الفتح أيضا. 2- المضاف: يكون معربا منصوبا. 3- الشبيه بالمضاف: حكمه أيضا أن يكون معربا منصوبا. ملاحظة: ندر حذف اسمها، نحو «لا عليك» أي لا بأس عليك، وكثر حذف خبرها إذا علم، نحو «لا بأس» وقوله تعالى: قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ أي لا ضير علينا، وكذلك هذه الآية التي بين أيدينا. [سورة الشعراء (26) : آية 52] وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «1» ، (أسر) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بعبادي) متعلّق ب (أسر) والباء للمصاحبة. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «إنّكم متّبعون ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (متّبعون) جمع متّبع اسم مفعول من اتّبع الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة الشعراء (26) : الآيات 53 الى 56] فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (53) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56)

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل (أن أسر) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أوحينا) أي بأن أسر.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (في المدائن) متعلّق ب (أرسل) بتضمينه معنى بثّ أو نشر (حاشرين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: «أرسل فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (54) (اللام) للتوكيد (قليلون) نعت لشرذمة تبعه في معناه. وجملة: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ ... في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والمقدّر في محلّ نصب حال من فرعون: أي: أرسل يقول إنّ هؤلاء ... (55) (لنا) متعلّق ب (غائظون) «1» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «إنّهم لنا لغائظون» في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هؤلاء ... (56) (لجميع) مثل لشرذمة (حاذرون) نعت لجميع مرفوع «2» . وجملة: «إنّا لجميع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هؤلاء ... الصرف: (54) شرذمة: اسم بمعنى الطائفة وزنه فعللة بكسر الفاء واللام الأولى وسكون العين. (55) غائطون: جمع غائط اسم فاعل من غاظه أي أغضبه باب ضرب، وزنه فاعل. (56) جميع: جاء اللفظ هنا بمعنى الجماعة أو الجمع أو القوم، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، وزنه فعيل. (حاذرون) ، جمع حاذر، اسم فاعل من (حذر) الثلاثيّ باب فرح بمعنى المستعدّ والمتأهّب، زنة فاعل.

_ (1) أو (اللام) للتقوية زائدة، وضمير المتكلّم في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل غائظون. (2) أو خبر إن ثان مرفوع.

البلاغة

البلاغة في قوله تعالى إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. الشرذمة هي الطائفة أو الجماعة القليلة. وكان يمكن الاكتفاء بها تعبيرا عن القلة، ولكنه وصفها بالقلة القليلة، زيادة في احتقارهم واستصغار شأنهم. فقد قللهم من أربعة أوجه: عبّر عنهم بالشرذمة وهي تفيد القلة، ثم وصفهم بالقلة، وجمع وصفهم ليعلم أن كل ضرب منهم قليل، واختار جمع السلامة ليفيد القلة وهناك وجه آخر في تقليلهم يكون خامسا: وهو أن جمع الصفة والموصوف منفرد، قد يكون مبالغة في لصوق ذلك الوصف بالموصوف وتناهيه فيه بالنسبة إلى غيره من الموصوفين به، كقولهم: معا زيد جياع، مبالغة في وصفه بالجوع، فكذلك هاهنا جمع قليلا وكان الأصل إفراده فيقال: لشرذمة قليلة، كما أفرد في قوله «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ» . ليدل بجمعه على تناهيهم في القلة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 57 الى 58] فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (من جنّات) متعلّق ب (أخرجناهم) .. وجملة: «أخرجناهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 59 الى 60] كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) الإعراب: (كذلك) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي إخراجنا كذلك (الواو) عاطفة (بني) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر. جملة: « (إخراجنا) كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الشعراء (26) : آية 61]

وجملة: «أورثناها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. (60) (الفاء) عاطفة (مشرقين) حال منصوبة من فاعل أتبعوهم. وجملة: «أتبعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي فاجتمعوا فأتبعوهم. [سورة الشعراء (26) : آية 61] فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (اللام) للتوكيد. جملة: «تراءى الجمعان ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: «قال أصحاب ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّا لمدركون ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (تراءى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تراءي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا ورسمت برسم الياء غير المنقوطة لأنها فوق الرابعة. (مدركون) ، جمع مدرك اسم مفعول من أدرك الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. [سورة الشعراء (26) : آية 62] قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (ربّي) اسم إنّ، وعلامة النصب في الكلمتين (معي، ربّي) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (السين) حرف للمستقبل، و (النون) في (سيهدين) هي نون الوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 63 إلى 68]

جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «إنّ معي ربّي ... » لا محلّ لها تعليل لمقول القول المقدّر أي: كلّا لن يدركونا. وجملة: «سيهدين» في محلّ رفع خبر ثان للمشبّه بالفعل «1» . [سورة الشعراء (26) : الآيات 63 الى 68] فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «2» ، (بعصاك) متعلّق بفعل اضرب، و (الباء) للاستعانة (الفاء) عاطفة في الموضعين (كالطود) متعلّق بمحذوف خبر كان. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «انفلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فضرب فانفلق.

_ (1) أو هي الخبر فقط، والظرف قبلها (معي) متعلّق بحال من ربّي ... يجوز أن تكون الجملة حالا من ربّي، والعامل في الحال معنى التوكيد في إنّ. (2) تقدّمها فعل فيه معنى القول دون حروفه وهو أوحينا.. ويجوز أن يكون الحرف مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلّق ب (أوحينا) ، أي بأن اضرب.

وجملة: «كان كلّ فرق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انفلق. (64) (الواو) عاطفة (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (أزلفنا) . وجملة: «أزلفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا. (65) (الواو) عاطفة في الموضعين (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على موسى (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (أجمعين) حال منصوبة من موسى وقومه «1» ، وعلامة النصب الياء. وجملة: «أنجينا» ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجينا. (66) (ثم) حرف عطف. وجملة: أغرقنا لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجينا. (67) في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية. وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما كان أكثرهم مؤمنين.» لا محلّ لها اعتراضيّة. (68) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان للمبتدأ هو. وجملة: «إنّ ربك لهو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك ... وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو توكيد معنوي لموسى وقومه منصوب.

الصرف:

الصرف: (63) فرق: اسم بمعنى الطائفة أو المنفلق من الشيء، وزنه فعل بكسر فسكون. (الطود) ، اسم جامد ذات للجبل العظيم، وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أطواد. الفوائد 1- «زيادة الباء في خبر ليس وكان» : تختص ليس وكان بجواز زيادة الباء في خبر كل منهما، وتكثر زيادتها في خبر ليس، وفي خبر ما الحجازية أما كان فلا تزاد في خبرها إلا إذا سبقها نفي أو نهي، نحو قول الشنفري: وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذا جشع القوم أعجل 2- وصف مصر: لما استقر عمرو بن العاص على ولاية مصر، كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن صف لي مصر، فكتب إليه: «ورد كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يسألني عن مصر: اعلم يا أمير المؤمنين، أن مصر قرية غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخطر وسطها نيل مبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجري فيه الزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر. له أو ان يدرّ حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمدّه عيون الأرض وينابيعها، حتى إذا ما اصلخمّ عجاجه، وتعظمت أمواجه، فاض على جانبيه، فلم يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا في صغار المراكب، وخفاف القوارب، وزوارق كأنهن في المخايل ورق الأصائل فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبيه، كأول ما بدا في جريته، وطما في دركه، فعند ذلك تخرج أهل ملّة محقورة وذمة مخفورة، يحرثون الأرض ويبذرون بها الحب، يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سمعوا من كدهم، فناله منهم بغير جدهم فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذاه من تحت الثرى. فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي

[سورة الشعراء (26) : الآيات 69 إلى 70]

ديباجة رقشاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء» إلى آخر تلك الرسالة الممتعة. وقد شرح المقريزي، في خططه، غوامض هذه الرسالة، شرحا موفيا ومفيدا. فمن شاء فليعد إليها في مظانها من المطولات. [سورة الشعراء (26) : الآيات 69 الى 70] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (69) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (70) الإعراب: (الواو) استئنافيّة «1» (عليهم) متعلّق ب (اتل) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل من نبأ بدل اشتمال «2» (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (تعبدون) . جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة الشعراء (26) : آية 71] قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (71) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لها) متعلّق بالخبر عاكفين. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نعبد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نظل لها عاكفين..» في محلّ نصب معطوفة على جملة نعبد.

_ (1) المعربون يجعلونها عاطفة تعطف جملة (اتل) على الجملة المقدّرة التي تعلّق بها (إذ) في قوله: إذ نادى ربّك موسى ... الآية (10) ، وفي هذا ما فيه من التكلّف. (2) أو متعلّق بالمصدر نبأ.

البلاغة

البلاغة الإطناب: في قوله تعالى قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ. قوله تعالى «ما تَعْبُدُونَ» سؤال عن المعبود فحسب، فكان القياس أن يقولوا: أصناما، كقوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ، ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ، ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً ولكنّ هؤلاء قد جاؤوا بقصة أمره كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين، فاشتملت على جواب إبراهيم، ألا تراهم كيف عطفوا على قولهم نعبد «فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ» ، ولم يقتصروا على زيادة نعبد وحده. ومثاله أن تقول لبعض الشطار: ما تلبس في بلدك؟ فيقول: ألبس البرد الأتحمي (ضرب من البرود) فأجرّ ذيله بين جواري الحي. وإنما قالوا: نظل، لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل، وهذه هي مزية الإطناب، تزيد في اللفظ عن المعنى، لفائدة مقصودة، أو غاية متوخاة، فإذا لم تكن ثمة فائدة في زيادة اللفظ فإنه يكون تطويلا مملا. [سورة الشعراء (26) : الآيات 72 الى 73] قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) الإعراب: (هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (يسمعونكم) «1» ، (أو) عاطفة في الموضعين. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسمعونكم ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «تدعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) الأفعال (يسمعون، تدعون، ينفعون، يضرّون) هي مضارعة لفظا ماضية معنى. (2) في الكلام تقدير مضاف أي: هل يسمعون دعاءكم، أو جملة مقدّرة حاليّة أي: هل يسمعنكم تدعون.

[سورة الشعراء (26) : آية 74]

وجملة: «ينفعونكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم. وجملة: «يضرّون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم «1» . [سورة الشعراء (26) : آية 74] قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (74) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون «2» . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... ومقول القول مقدّر أي لم نجدها كذلك. وجملة: «يفعلون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله وجدنا. [سورة الشعراء (26) : الآيات 75 الى 82] قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) حذف المفعول من فعل يضرّون للفاصلة أي يضرّونكم. [.....] (2) أو متعلّق ب (يفعلون) .

وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتأمّلتم فرأيتم ... وجملة: «كنتم تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعبدون» في محلّ نصب خبر كنتم. (76) (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير الفاعل في (تعبدون) ، (الواو) (عاطفة (آباؤكم) معطوف على الضمير الفاعل في (تعبدون) . (77) (الفاء) استئنافيّة «1» ، (لي) متعلّق بنعت لعدو (إلّا) أداة استثناء (ربّ) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع «2» . وجملة: «إنّهم عدوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول السابق. (78) (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ العالمين «3» ، والنون في (خلقني) للوقاية وكذلك في الأفعال (يهدين، يطعمني، يسقين، يشفين، يميتني، يحيين) ، (الفاء) عاطفة ... وحذفت الياء من الأفعال للفواصل. وجملة: «خلقني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هو يهدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يهدين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .

_ (1) أو تعليليّة إذا أوّل فعل الرؤية بمعنى أخبروني أي أخبروني عمّا تعبدون هل هم حقيقي بالعبادة فإنّهم عدوّ ... (2) أو المتّصل بحسب تأويل اعتقادهم بالمعبود إن كان الله من بين ما يعبدون أو لا. (3) أو مبتدأ خبره جملة هو يهدين بزيادة الفاء ... أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

البلاغة

(79) (الواو) عاطفة (الذي) موصول معطوف على الذي الأول، كذلك الموصولان الآتيان.. وجملة: «هو يطعمني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «يطعمني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «يسقين ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطعمني (80) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط ... وجملة: «مرضت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هو يشفين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يشفين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) الثاني. (81) وجملة: «يميتني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «يحيين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتني. (82) (أن) حرف مصدريّ ونصب (لي) متعلّق ب (يغفر) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يغفر) . وجملة: «أطمع» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الرابع. وجملة: «يغفر» ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل «أن يغفر ... » في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أطمع) ، أي أطمع بأن يغفر. البلاغة 1- التعريض: في قوله تعالى: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ. وإنما قال «عَدُوٌّ لِي» تصويرا للمسألة في نفسه، على معنى: أني فكرت في أمري

فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو، فاجتنبتها، وآثرت عبادة من الخير كله منه وأراهم بذك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولا، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا فيقولوا: ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، وما أراد لنا إلا ما أراد لروحه، ليكون أدعى لهم إلى القبول، وأبعث على الاستماع منه. ولو قال: فإنه عدوّ لكم، لم يكن بتلك المثابة ولأنه دخل من باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح، لأنه يتأمّل فيه، فربما قاده التأمل إلى التقبل ومنه ما يحكى عن الشافعي، رضي الله عنه، أن رجلا واجهه بشيء فقال: لو كنت بحيث أنت، لاحتجت إلى أدب. 2- أسرار حروف العطف: وهنا موضع دقيق المسلك، لطيف المرمى، قلما ينتبه إليه أحد أو يتفطن إليه كاتب، فإن أكثر الناس يضعون حروف العطف في غير مواضعها، فيجرون ب «في» ما ينبغي له أن يجر ب «على» : كما أنهم يعطفون دون أن يتفطنوا إلى سر الحرف الذي عطف به الكلام، فقد قال تعالى: «وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ» فالأول عطفه بالواو التي هي لمطلق الجمع، وتقديم الإطعام على الإسقاء، والإسقاء على الإطعام، جائز لولا مراعاة حسن النظم، ثم عطف الثاني بالفاء لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما، ثم عطف الثالث بثم لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي. 3- التنكيت: في قوله تعالى وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فإن السر في إضافة المرض إلى نفسه التأدب مع الله تعالى بتخصيصه بنسبة الشفاء الذي هو نعمة ظاهرة إليه تعالى، إذ أسند إلى الله أفعال الخير كلها وأسند فعل الشر إلى نفسه، وللاشارة إلى أن كثيرا من الأمراض تحدث بتفريط الإنسان في مأكله ومشربه وغير ذلك.

الفوائد

الفوائد مراعاة الفواصل: في قوله تعالى: يَهْدِينِ، ويَسْقِينِ، ويَشْفِينِ، ويُحْيِينِ» وجميع هذه الآيات حذفت فيها ياء المتكلم، مراعاة للنسق اللفظي في سائر آيات السورة. وهذا المقام ليس الوحيد الذي تراعى فيه الفواصل والجرس الموسيقي للنظم القرآني. ففي القرآن مواطن كثيرة، قد أخذت بهذا الاتجاه الذي ليس له غاية سوى التأثير في أذهان السامعين، وخصوصا المعاندين من مشركي قريش. وقد حصل هذا التأثير في مواطن كثيرة كما يروي لنا التاريخ ... ! [سورة الشعراء (26) : الآيات 83 الى 89] رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله هب (الواو) عاطفة (بالصالحين) متعلّق ب (ألحقني) . جملة: «ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هب لي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ألحقني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هب ...

(84) (الواو) عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اجعل (في الآخرين) متعلّق بنعت للسان- أو بحال منه-. وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. (85) (الواو) عاطفة (من ورثة) متعلق بمفعول به ثان لفعل اجعلني ... وجملة: «اجعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. (86) (الواو) عاطفة (لأبي) متعلّق ب (اغفر) ، (من الضالّين) متعلّق بخبر كان. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إنّه كان من الضالّين ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان من الضالّين..» في محلّ رفع خبر إنّ. (87) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تخزني) حذف حرف العلّة.. و (النون) للوقاية (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخزني) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل ... وجملة: «لا تخزني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. (88) (يوم) الثاني بدل من الظرف الأول منصوب (لا) نافية و (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (بنون) معطوف بالواو على مال مرفوع، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر. وجملة: «لا ينفع مال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

الصرف:

(89) (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «1» ، (بقلب) متعلّق بمحذوف حال من فاعل أتى. وجملة: «أتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (85) ورثة: جمع وارث، اسم فاعل من الثلاثيّ ورث، وزنه فاعل، ووزن ورثة فعلة بفتحتين. (89) سليم: صفة مشبّهة من الثلاثي سلم باب فرح، وزنه فعيل. البلاغة 1- التقديم: في قوله تعالى رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. فقد استوهب الحكم أولا، ثم طلب الإلحاق بالصالحين، والسر فيه دقيق جدا، ذلك أن القوة النظرية مقدمة على القوة العملية، لأنه يمكنه أن يعلم الحق وإن لم يعمل به، وعكسه غير ممكن، لأن العلم صفة الروح والعمل صفة البدن، وكما أن الروح أشرف من البدن، كذلك العلم أفضل من الصلاح. 2- المجاز: في قوله تعالى وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ. فاللسان مجاز عن الذكر بعلاقة السببية، واللام للنفع، ومنه يستفاد الوصف بالجميل.

_ (1) المستثنى منه مقدّر في الآية السابقة أي: يوم لا ينفع مال ... أحدا إلّا من أتى ... ويجوز أن يكون منقطعا والمستثنى منه مال وبنون ... وبعض المعربين يجعل (إلّا) بمعنى لكن، و (من) بعدها مبتدأ خبره محذوف تقديره: ينفعه ذلك ... هذا وفعل (أتى) جاء ماضيا لفظا ومضارعا معنى، وكذلك الأفعال أزلفت، برّزت، كبكبوا، قالوا ... الآتية ...

[سورة الشعراء (26) : الآيات 90 إلى 93]

[سورة الشعراء (26) : الآيات 90 الى 93] وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) الإعراب: (الواو) استئنافيّة «1» ، (الجنّة) نائب الفاعل مرفوع (للمتّقين) متعلّق ب (أزلفت) . جملة: «أزلفت الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (91) (الواو) عاطفة (الجحيم للغاوين) مثل الجنّة للمتّقين. وجملة: «برّزت الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت. (92) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، والعائد محذوف أي تعبدونها ... وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت. وجملة: «أين ما كنتم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «كنتم تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعبدون..» في محلّ نصب خبر كنتم. (93) (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر (هل) حرف استفهام للإنكار والاستهزاء (أو) حرف عطف. وجملة: «ينصرونكم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو عاطفة تعطف جملة أزلفت على جملة لا ينفع ... في محلّ جرّ. (2) هي في الأصل مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 94 إلى 95]

وجملة: «ينتصرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصرونكم. [سورة الشعراء (26) : الآيات 94 الى 95] فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، والواو في (كبكبوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (كبكبوا) بتضمينه معنى ألقوا على وجوههم (هم) ضمير في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (الغاوون) معطوف على الضمير نائب الفاعل، مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: «كبكبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (95) (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (أجمعون) توكيد للألفاظ المتعاطفة مرفوع، وعلامة الرفع الواو. البلاغة قوة اللفظ لقوة المعنى: في قوله تعالى فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ. وهذا مما انفرد به ابن جني في كتاب «الخصائص» فإن الكبكبة تكرير الكب. جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقرّ في قعرها. [سورة الشعراء (26) : الآيات 96 الى 102] قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (98) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) حاليّة (فيها) متعلّق ب (يختصمون) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم فيها يختصمون» في محلّ نصب حال من فاعل قالوا. (97) (التاء) تاء القسم (الله) لفظ الجلالة مجرور ب (التاء) متعلّق بفعل أقسم مقدرا (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة، (اللام) هي الفارقة «1» ، (في ضلال) متعلّق بخبر كنّا. وجملة: « (أقسم) بالله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كنّا لفي ضلال ... » لا محلّ لها جواب القسم. (98) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به خبر كنّا «2» ، (بربّ) متعلّق ب (نسوّيكم) . وجملة: «نسوّيكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. (99) (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (المجرمون) فاعل أضلّنا مرفوع، وعلامة الرفع الواو. وجملة: «ما أضلّنا إلّا المجرمون» لا محلّ لها اعتراضيّة. (100) (الفاء) عاطفة (ما) نافية (لنا) متعلّق بخبر مقدّم (شافعين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «ما لنا من شافعين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

_ (1) وهي عوض من لام القسم الواجبة في خبر إنّ. (2) لم يتعلّق بالمصدر ضلال لأنه وصف قبل أن يعمل ... وبعضهم يجيز التعليق، وبعضهم يقدّر فعلا محذوفا أي ضللنا إذ نسوّيكم، وبعضهم يعلّقه بمبين أي كنّا في غاية الضلال الفاحش وقت تسويتنا إيّاكم برب ...

الصرف:

(101- 102) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (صديق) معطوف على شافعين، مجرور مثله لفظا. (الفاء) استئنافيّة (لو) حرف تمنّ (لنا) متعلّق بخبر أنّ (كرّة) اسم أنّ مؤخّر منصوب (الفاء) فاء السببيّة (نكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من المؤمنين) خبر نكون. والمصدر المؤوّل (أنّ لنا كرّة) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي لو رجوعنا حاصل. والمصدر المؤوّل (أن نكون ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر كرّة أي: ليت لنا رجوعا فكوننا مؤمنين. وجملة: «لو رجوعنا (حاصل) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «نكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (شافعين) ، جمع شافع اسم فاعل من (شفع) الثلاثيّ، وزنه فاعل. (حميم) ، صفة مشبّهة من حمّ الأمر فلانا بمعنى أهمه باب نصر، والحميم القريب الذي تهتمّ بأمره أو الصديق، وزنه فعيل. البلاغة الإيضاح: في قوله تعالى وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ. والإيضاح: هو أن يذكر المتكلم كلاما، في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، ومعاني النفس دون الفنون. وهو هنا في قوله تعالى: وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فإن الصديق الموصوف بصفة حميم هو الذي يفوق القرابة ويربو عليه، وهو أن

الفوائد

يكون حميما، فالحميم من الاحتمام، وهو الاهتمام، أي يهمه أمرنا ويهمنا أمره. وقيل من الحامة وهي الخاصة من قولهم حامة فلان أي خاصته. الفوائد 1- تقدم الكلام على حرفي الجر «الواو والتاء» واختصاصهما بالقسم، وأن التاء مختصة بلفظ الجلالة، ونحب الآن أن نشير إلى هاتين الفائدتين: الأولى أن أحرف الجر تنقسم إلى ثلاثة أقسام: «أصلي، وزائد، وشبيه بالزائد» أ- الأصلي: هو ما يحتاج إلى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا إعرابا. ب- الزائد: ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلق. ج- الشبيه بالزائد: هو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى إلا أنه لا يحتاج إلى تعليق، وهو خمسة أحرف: «رب وخلا وعدا وحاشا ولعلّ» . 2- يجر الاسم في ثلاثة مواضع: أ- أن يقع بعد حرف جر. ب- أن يكون مضافا إليه. ج- أن يكون تابعا لمجرور. ولكل من هذه المواضع الثلاثة تفصيلات نتعرض لها في مناسباتها. [سورة الشعراء (26) : الآيات 103 الى 104] إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104) الإعراب: (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (وما كان ... الرحيم) مرّ إعرابها «1» .

_ (1) انظر الآيتين (67، 68) من هذه السورة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 105 إلى 110]

جملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما كان أكثرهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّ ربّك لهو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك ... وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الشعراء (26) : الآيات 105 الى 110] كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) الإعراب: أنّث الفعل في (كذّبت) باعتبار معنى الفاعل وهو الجماعة أو الأمة لا لفظه بينما روعي لفظ القوم في قوله أخوهم. جملة: «كذّبت قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (106) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (كذّبت) ، (لهم) متعلّق ب (قال) ، (نوح) عطف بيان ل (أخوهم) مرفوع (ألا) أداة عرض. وجملة: «قال لهم أخوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ألّا تتّقون..» في محلّ نصب مقول القول. (107) (لكم) متعلّق برسول بمعنى مرسل. وجملة: «إنّي لكم رسول ... » لا محلّ لها تعليليّة. (108) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، و (النون) في (أطيعون) هي للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة.

البلاغة

وجملة: «اتّقوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقتموني فاتّقوا الله «1» . وجملة: «أطيعون ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله. (109) (الواو) عاطفة (ما) نافية (عليه) متعلّق بأجر بحذف مضاف أي على تبليغه (أجر) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله أسألكم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (على ربّ) متعلّق بخبر المبتدأ أجري. وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إن أجري إلّا على ربّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. (110) (فاتّقوا الله وأطيعون) مثل الأولى مفردات وجملا «2» . البلاغة التكرير: في قوله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ التكرر هنا للتأكيد والتنبيه على أن كلا منهما مستقل في إيجاب التقوى والطاعة فكيف إذا اجتمعا. [سورة الشعراء (26) : آية 111] قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (لك) متعلّق ب (نؤمن) ، (الواو) واو الحال ... جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنؤمن لك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعك الأرذلون ... » في محلّ نصب حال.

_ (1) وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. (2) في الآية- 108- من هذه السورة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 112 إلى 115]

[سورة الشعراء (26) : الآيات 112 الى 115] قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (علمي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. و (الياء) مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ «1» ... والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بالمصدر علمي. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما علمي ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أهم كذلك وما علمي ... ؟ جملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. (113) (إن) نافية (إلّا) للحصر (على ربّي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ حسابهم (لو) حرف شرط غير جازم ... وجملة: «إن حسابهم إلّا على ربّي» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تشعرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لعلمتم أنّ حسابهم على ربّي.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالمصدر علمي، والعائد محذوف أي يعملونه.

[سورة الشعراء (26) : آية 116]

(114) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (طارد) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «ما أنا بطارد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن حسابهم ... (115) (إن) حرف نفي (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: «إن أنا إلّا نذير» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة الشعراء (26) : آية 116] قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) الإعراب: (اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تنته) مضارع مجزوم فعل الشرط، (اللام) لام القسم (تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من المرجومين) متعلّق بخبر تكوننّ. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم تنته ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة النداء: «يا نوح» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. الصرف: (تنته) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم ... وزنه تفتع. (المرجومين) ، جمع المرجوم اسم مفعول من الثلاثيّ رجم، وزنه مفعول.

الفوائد

الفوائد في هذه الآية اجتمع القسم والشرط، والسابق القسم وبما أن القاعدة تقول إذا اجتمع شرط وقسم وكان الجواب واحدا فيعتبر الجواب للأسبق منهما، ويحذف جواب المتأخر، ويقدر مفسرا بالأول (إذن لتكونن جوابا للقسم) قال ابن مالك في ألفيته: واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخرت فهو ملتزم [سورة الشعراء (26) : الآيات 117 الى 118] قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذفت منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (كذّبون) للوقاية، جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة، و (الياء) مفعول به. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «ربّ وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «إنّ قومي كذّبون ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كذّبون» في محلّ رفع خبر إنّ. (118) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «2» ، (بيني) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (افتح) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المضاف إليه (بينهم) معطوف على بيني بالواو ومتعلّق بما تعلّق به (فتحا)

_ (1) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها سيقت للاسترحام ... وجملة انّ قومي ... مقول القول في محلّ نصب. [.....] (2) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.

الصرف:

مفعول مطلق منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (نجّني) للوقاية (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم مفعول نجنّي (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (من المؤمنين) متعلّق بحال من العائد المقدّر في الصلة «1» . وجملة: «افتح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» . وجملة: «نجّني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة افتح. الصرف: (نجّني) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه ينجّي، فلمّا انتقل إلى الأمر بني على حذف الياء، وزنه فعنّي. [سورة الشعراء (26) : الآيات 119 الى 120] فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (120) الإعراب: (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب مفعول أنجينا (معه) مثل السابق «3» ، (في الفلك) متعلّق بالصلة المحذوفة «4» . جملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ربّ ... «5» . (120) (ثمّ) حرف عطف (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ

_ (1) أو هو تمييز للموصول (من) . (2) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردت إعانتي فافتح ... (3) في الآية السابقة (118) . (4) أو متعلّق بحال من الضمير المفعول في (أنجيناه) وما عطف عليه. (5) في الآية (117) من هذه السورة.

الصرف:

نصب متعلّق ب (أغرقنا) ... وجملة: «أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه. الصرف: (المشحون) ، اسم مفعول من الثلاثيّ شحن، وزنه مفعول. (الباقين) ، جمع الباقي، اسم فاعل من (بقي) الثلاثيّ، ووزن الباقين الفاعين، فيه إعلال بالحذف أصله الباقيين- بياءين- التقي ساكنان حذفت إحداهما وهي لام الكلمة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 121 الى 122] إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) الإعراب: مرّ إعراب الآيتين مفردات وجملا «1» . [سورة الشعراء (26) : الآيات 123 الى 135] كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)

_ (1) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (كذّبت عاد ... ربّ العالمين) آيات مرّ إعرابها، مفردات وجملا «1» . (128) (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (بكلّ) متعلّق ب (تبنون) . وجملة: «تبنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعبثون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تبنون «2» . (129) (الواو) عاطفة، و (تتّخذون) متعدّ لواحد بمعنى تبنون، وفي معنى (لعلّكم) خلاف بين المفسّرين. وجملة: «تتّخذون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبنون. وجملة: «لعلّكم تخلدون ... » لا محلّ لها في حكم التعليل «3» . وجملة: «تخلدون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. (130) (الواو) عاطفة (جبّارين) حال منصوبة من فاعل بطشتم. وجملة: «بطشتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بطشتم (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (131) (فاتّقوا الله وأطيعون) مرّ إعرابها «4» مفردات وجملا. (132) (الواو) عاطفة (بما) متعلّق ب (أمدّكم) ، والعائد محذوف. وجملة: «اتّقوا الذي.» في محلّ جزم معطوفة على جملة اتّقوا الله. وجملة: «أمدّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) في الآيات (105- 109) من هذه السورة. (2) أو في محلّ نصب نعت لآية، والرابط مقدّر أي تعبثون بها. (3) يجوز أن تكون الجملة حالا بمعنى راجين الخلود. (4) في الآية (108) من هذه السورة.

الصرف:

(133- 134) (بأنعام) متعلّق ب (أمدّكم) الثاني (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة. وجملة: «أمدّكم (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة أمدّكم الأولى (135) (عليكم) متعلّق ب (أخاف) . وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (128) تبنون: فيه إعلال بالحذف أصله تبنيون- بياء بعد النون- استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الفاعل فأصبح تبنون، وزنه تفعون. (ريع) ، جمع ريعة وهو المكان المرتفع أو الطريق المنفرج في الجبل، وزنه فعل بكسر فسكون. (129) مصانع: جمع مصنعة وهو الحوض أو البركة، وزنه مفعلة بفتح الميم أو ضمّها وفتح اللام أو ضمّها وهو من نوع اسم المكان ... ووزن مصانع مفاعل بفتح الميم وكسر العين ... والمصانع أيضا الحصون. الفوائد 1- إذ قال لهم أخوهم هود: في قوله تعالى: أخوهم هود لفتة كريمة، تشير إلى أن الرسول أو النبي يكون من أوساط القوم المرسل إليهم، فليس هو جبارا من جبابرتهم، ولا هو ملك من ملائكة السماء، وإنما هو عبد من عباد الله، قد اختاره لتأدية رسالته لفئة من خلقه، فهو يشاركهم في سائر شؤونهم البشرية، ويختص بالوحي ينزل عليه ويؤمر بتبليغه، فهو أخوهم على كل حال.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 136 إلى 138]

2- عند ما يكون البدل اسما والمبدل منه اسم استفهام أو اسم شرط، وجب أن يسبق البدل همزة الاستفهام أو «إن» الشرطية، نحو: كم رجالك أعشرون أم ثلاثون. ويسميه النحاة بدل تفصيل. وهو ينحصر في البدل المطابق، نحو من جاءك أزيد أم عمرو، ونحو: «من يجتهد إن علي أو خالد فأكرمه» فمن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ، والجملة بعده خبره، وإن حرف شرط لا عمل لها هنا، لأنه أتي بها لإيضاح المعنى وليس للعمل، وعلي بدل من الضمير المستتر في يجتهد، وخالد معطوف على علي، وجملة فأكرمه في محل جزم جواب الشرط. ونحو: حيثما تنتظر في المدرسة وإن في الدار أو إفك فتبصّر وأرجو لك الهداية إلى الصواب. [سورة الشعراء (26) : الآيات 136 الى 138] قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (136) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) الإعراب: (سواء) خبر مقدّم مرفوع (علينا) متعلّق بسواء «1» ، (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الواعظين) متعلّق بمحذوف خبر تكن. والمصدر المؤوّل (أوعظت ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر أي: وعظك سواء علينا أم عدم وعظك. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (وعظك) سواء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «وعظت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة) .

_ (1) أو بمحذوف نعت لسواء.

الصرف:

وجملة: «لم تكن من الواعظين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعظت. (137) (إن) حرف نفي (إلّا) أداة حصر (خلق) خبر المبتدأ هذا ... لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «إن هذا إلّا خلق ... » لا محلّ لها تعليليّة. (138) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجّر الياء. وجملة: «ما نحن بمعذّبين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (الواعظين) : جمع الواعظ، اسم فاعل من الثلاثيّ وعظ باب ضرب، وزنه فاعل. (خلق) : اسم بمعنى طبيعة المرء وشيمته، وزنه فعل بضمّتين. (معذّبين) : جمع معذّب، اسم مفعول من الرباعيّ عذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 139 الى 140] فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابها «1» . جملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذبوه.

_ (1) مفردات وجملا، في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 141 إلى 152]

[سورة الشعراء (26) : الآيات 141 الى 152] كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152) الإعراب: (كذّبت ثمود ... ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها «1» مفردات وجملا. (146) (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ، و (الواو) في (تتركون) نائب الفاعل (في ما) متعلّق ب (تتركون) ، (هاهنا) اسم إشارة مبنيّ، مسبوق بحرف التنبيه، في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف صلة ما (آمنين) حال منصوبة من نائب الفاعل. وجملة: «تتركون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق. (147) (في جنّات) متعلّق بما تعلّق به الموصول ما، لأنه بدل منه بإعادة الجارّ. (148) وجملة: «طلعها هضيم ... » في محلّ جرّ نعت لنخل.

_ (1) في الآيات (105- 109) من هذه السورة. [.....]

الصرف:

(149) (من الجبال) متعلّق ب (تنحتون) بتضمينه معنى تتّخذون «1» ، (فارهين) حال منصوبة من فاعل تنحتون. وجملة: تنحتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تتركون. (150) (فاتّقوا الله وأطيعون) مرّ إعرابها «2» ، مفردات وجملا ... (151) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطيعوا) حذف النون ... والواو فاعل. وجملة: «لا تطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ... (152) (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمسرفين (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون) «3» ، (لا) نافية. وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يصلحون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (148) هضيم: صفة مشتقّة من الثلاثّي هضم باب فرح أي رقّ ولان، وزنه فعيل بمعنى مفعول. (149) فارهين: جمع فاره من الثلاثيّ فره بمعنى حذق ومهر باب كرم، اسم فاعل وزنه فاعل. البلاغة 1- المجاز: في قوله تعالى وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. نسبة الإطاعة إلى الأمر مجاز، وهي للأمر حقيقة، وفي ذلك من المبالغة ما لا يخفى ويجوز أن تكون الاطاعة مستعارة للامتثال، لما بينهما من الشبه في الإفضاء إلى

_ (1) أو (من) بمعنى في. (2) في الآية (108) من السورة. (3) أو متعلق بحال من فاعل يفسدون.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 153 إلى 154]

فعل ما أمر به، أو مجازا مرسلا عنه للزومه له. الإرداف: في قوله تعالى الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ. لما كان «يفسدون» لا ينافي إصلاحهم أحيانا أردف بقوله تعالى وَلا يُصْلِحُونَ لبيان كمال إفسادهم وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا. [سورة الشعراء (26) : الآيات 153 الى 154] قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (من المسحّرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنت. جملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنت من المسحّرين ... » في محلّ نصب مقول القول. (154) (ما) نافيّة (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع «1» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بآية) متعلّق ب (ائت) (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت. وجملة: «ما أنت إلّا بشر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «2» . وجملة: «ائت ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا فأت بآية. وجملة: «إن كنت من الصادقين» لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

_ (1) (مثلنا) لم يزد بالإضافة تعريفا. (2) أو بدل من جملة مقول القول.

الصرف:

الصرف: (المسحّرين) ، جمع المسحّر، اسم مفعول من الرباعيّ سحّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 155 الى 156] قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) الإعراب: (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (شرب) الأول (الواو) عاطفة (لكم) مثل لها والمبتدأ (شرب) الثاني. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هذه ناقة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لها شرب ... » في محلّ رفع نعت لناقة. وجملة: «لكم شرب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لها شرب «1» . (156) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (بسوء) متعلّق ب (تمسّوها) بمعنى تنالوها (الفاء) فاء السببيّة (يأخذكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة، (عذاب) الفاعل ... وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: لا تزاحموها في وقت شربها ولا تمسّوها ... الصرف: (شرب) ، اسم للماء المشروب، أو لنصيب منه، وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) والرابط مقدّر أي لكم شرب من دونها ... ويجوز أن تكون الجملة استئنافيّة من غير الرابط، أو اعتراضيّة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 157 إلى 159]

[سورة الشعراء (26) : الآيات 157 الى 159] فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة. جملة: «عقروها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (158- 159) (الفاء) عاطفة (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما «1» مفردات وجملا. وجملة: «أخذهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الفوائد - قصة ناقة صالح وعقرها: ذكر القرطبي ما يلي: أوحى الله إلى صالح، أن قومك سيعقرون ناقتك، فقال لهم ذلك، فقالوا: ما كنا لنفعل، فقال لهم صالح: إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها، ويكون هلاككم على يديه، فقالوا: لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه، فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر، فذبحوا أبناءهم، ثم ولد للعاشر، فأبى أن يذبح ابنه، وكان لم يولد له من قبل، فكان ابن العاشر أزرق أحمر، فنبت نباتا سريعا، فكان إذا مرّ بالتسعة قالوا: لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا قبل هذا. وغضب التسعة على صالح، لأنه كان سببا لقتلهم أبناءهم، فتعصبوا، أو تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله، فقالوا: نخرج إلى سفر، فيرى الناس سفرنا، فنكون في غار، حتى إذا كان الليل، وخرج صالح إلى مسجده، أتيناه فقتلناه، ثم قلنا:

_ (1) في الآيتين (67، 68) ، من هذه السورة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 160 إلى 166]

ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون، فيصدقوننا ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر، وكان صالح لا ينام معهم في القرية، بل كان ينام في المسجد، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم. فلما دخلوا الغار أرادوا أن يخرجوا، فسقط عليهم الغار فقتلهم، فرأى ذلك الناس ممن كان قد اطلع على ذلك، فصاحوا في القرية: يا عباد الله، أما رضي صالح أن أمر بقتلهم أولادهم حتى قتلهم، فاجتمع أهل القرية على عقر الناقة. وروي أن مسطعا، ألجأ الناقة إلى مضيق في شعب، فرماها بسهم، فأصاب رجلها فسقطت، ثم ضربها قدار، وقيل: إنه قال لا أعقرها حتى يرضوا أجمعين، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون: أترضين؟ فتقول: نعم، وكذلك صبيانهم. ولذلك ضرب ب «قدار» المثل في الشؤم. وفي ذلك يقول زهير: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ... وتضر إذا ضريتموها فتضرم فتعرككم عرك الرحى بثفالها ... وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم أي أنها تلدكم أبناء، كل واحد منهم يضاهي في الشؤم عاقر الناقة قدار بن سالف. وكان من حق زهير أن يقول: كأحمر ثمود ولكنه قال: كأحمر عاد. وبذلك جانبه الصواب، وجلّ من لا يخطئ. [سورة الشعراء (26) : الآيات 160 الى 166] كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (166)

الإعراب:

الإعراب: (كذّبت قوم لوط ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها «1» مفردات وجملا ... (165) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التقريعيّ (من العالمين) متعلّق بحال من الذكران ... وجملة: «تأتون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (166) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لكم) متعلّق ب (خلق) ، (من أزواجكم) متعلّق بحال من العائد المقدّر «2» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (قوم) خبر مرفوع (عادون) نعت لقوم مرفوع ... وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة تأتون. وجملة: «خلق لكم ربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... الصرف: (165) الذكران: جمع الذكر، اسم لما هو ضدّ الأنثى، وزنه فعل بفتحتين، ووزن الذكران فعلان بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي ذكور بضمّ الذال وذكارة بكسر الذال. (166) عادون: فيه إعلال بالحذف أصله عاديون- بياء قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال قبلها ... ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح عادون زنة فاعون (173- البقرة) .

_ (1) في الآيات (105- 109) ، من هذه السورة. (2) أو تمييز للموصول (ما) .

البلاغة

البلاغة الإبهام: في قوله تعالى ما خَلَقَ لَكُمْ. وقد أراد به أقبالهنّ، وفي ذلك مراعاة للحشمة والتصون. و «من» تحتمل البيان، وتحتمل التبعيض. [سورة الشعراء (26) : آية 167] قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) الإعراب: مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «1» . [سورة الشعراء (26) : الآيات 168 الى 169] قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) الإعراب: (لعملكم) متعلّق بالقالين «2» ، (من القالين) خبر إنّ ... جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي ... من القالين» في محلّ نصب مقول القول. (169) (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (نجّني) نون الوقاية (أهلي) معطوف على الضمير الياء في (نجّني) بالواو، منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ «3» .

_ (1) في الآية (116) من هذه السورة. (2) النحاة يجعلون التعليق في خبر محذوف تقديره قال- بتنوين اللام- و (من القالين) هو نعت للخبر المحذوف، بدعوى أن صلة (ال) الموصول لا تعمل في ما قبل الموصول ... (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (نجّني) . وجملة: «ربّ» ... لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «نجّني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (القالين) ، جمع القالي، اسم فاعل من الثلاثيّ قلى- أي أبغض- وفي (القالين) إعلال بالحذف أصله القاليين- بياءين ساكنتين- حذفت إحداهما- لام الكلمة- وبقيت علامة الإعراب، وزنه الفاعين. [سورة الشعراء (26) : الآيات 170 الى 175] فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أهله) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه) بالواو، منصوب (أجمعين) توكيد منصوب «1» ، وعلامة النصب الياء. جملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (171) (إلّا) أداة استثناء (عجوزا) منصوب على الاستثناء (في الغابرين) متعلق بنعت ل (عجوزا) .

_ (1) أو مفعول مطلق إن قصد به المصدر.

الفوائد

(172) وجملة: «دمّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (173) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا) ، (مطرا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) عاطفة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذّم (مطر) فاعل فعل الذّم مرفوع ... والمخصوص بالذم محذوف تقديره مطرهم. وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمّرنا. وجملة: «ساء مطر المنذرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمطرنا. (174- 175) (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما «2» الفوائد - فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ: أشرنا فيما سبق إلى أن أفعال المدح ثلاثة: نعم، وحبّ، وحبذا. وأن أفعال الذم ثلاثة أيضا، وهي: بئس، وساء، ولا حبذا. ونزيد على ذلك أن جمل هذه الأفعال إنشائية وليست خبرية. وهذه الأفعال لا تتصرف، لأنها لا تتضمن معنى الحدث الذي يلازم التصرف. - ملاحظة: حبذا: فعل مركب من «حبّ» و «ذا» اسم إشارة. - ملاحظة ثانية: يتقدم التمييز على المخصوص بالذم نحو: ألا حبذا قوما سليم فإنهم ... وفوا وتواصوا بالإعانة والصبر ويجوز تأخيره عن نحو: حبذا الصبر شيمة لامرئ رام ... مباراة مولع بالمغاني - ملاحظة ثالثة: «ذا» الكائنة في «حبذا» تلتزم الإفراد والتذكير وإن كان

_ (1) أو مفعول مطلق إن قصد به المصدر. [.....] (2) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 176 إلى 184]

المخصوص غير ذلك، ويجب أن نراعي في تمييز هذا الباب خمسة أمور: للإيجاز نحيلك على المطولات من كتب النحو. ويمكن أن نقدر التمييز في الآية التي نحن بصددها فنقول «ساء مطرا مطر المنذرين» ويمكن غير ذلك. فتأمل واختر ... [سورة الشعراء (26) : الآيات 176 الى 184] كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) الإعراب: (كذّب أصحاب ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «1» . (181) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (من المخسرين) متعلّق بخبر تكونوا. وجملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «لا تكونوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة أوفوا ...

_ (1) في الآيات (105- 109) من هذه السورة. (2) أو استئناف في حيّز القول.

الصرف:

(182) (الواو) عاطفة (بالقسطاس) متعلّق بحال من فاعل زنوا أي متلبسين بالقسطاس. وجملة: «زنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا.. (183) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب (لا تعثوا) مثل لا تبخسوا (في الأرض) متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال منصوبة مؤكّدة لمعنى عاملها. وجملة: «لا تبخسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا ... وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا ... (184) (الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (الجبلّة) معطوف بالواو، على ضمير الخطاب المفعول منصوب، (الأولين) نعت للجبلّة منصوب مثله وعلامة النصب الياء. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على أوفوا ... وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . الصرف: (المخسرين) ، جمع المخسر، اسم فاعل من الرباعيّ أخسر، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (الجبلّة) ، اسم بمعنى الخلائق والأمم مأخوذ من الجبل لشدّتهم، وزنه فعلّة بكسر الفاء والعين وفتح اللام المشدّدة، وثمّة لغات أخرى في لفظها. الفوائد الأيكة فيها قراءتان:

[سورة الشعراء (26) : الآيات 185 إلى 187]

أ- الأيكة: وهي الشجر الملتف أو الغيضة. ب- ليكة: وهي اسم القرية التي سكنها قوم شعيب. وعلى ذلك الأيكة التي هي الغيضة أو الشجر الملتف بعضه على بعض نذكر بعض ما قاله الشعراء: في الأيك وحمامه الصادح على أفنانه. قال أحدهم: أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر عنها إنني لصبور وأنشد الرياشي لأحدهم: دعوت فوق أفنان من الأيك موهنا ... مطوقة ورقاء في إثر آلف فهاجت عقابيل الهوى إذ ترنمت ... وشبت ضرام الشوق تحت الشراسف بكت بجفون دمعها غير ذارف ... وأغرت جفوني بالدموع الذوارف وقال عوف بن محلّم: ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك ميّاد ففيم تنوح أفق لا تنح من غير شيء فإنني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح ولوعا فشطت غربة دار زينب ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح [سورة الشعراء (26) : الآيات 185 الى 187] قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) الإعراب: (قالوا إنّما ... المسحّرين) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (ما أنت ... مثلنا) مرّ إعرابها «2» . (إن) مخففة من الثقيلة مهملة «3» ، (اللام) هي الفارقة (من الكاذبين) متعلّق بمحذوف مفعول به

_ (1) في الآية (153) من هذه السورة. (2) في الآية (154) من هذه السورة. (3) إذا دخلت (إن) المخفّفة على جملة فعلية- والفعل ناسخ- وجب إهمالها.

[سورة الشعراء (26) : آية 188]

ثان عامله نظنّك. وجملة: «إن نظنّك لمن الكاذبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (187) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (علينا) متعلّق ب (أسقط) ، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا) ، (إن كنت من الصادقين) مرّ إعرابها «1» . وجملة: «أسقط ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا فأسقط. وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها تفسيريّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة الشعراء (26) : آية 188] قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (188) الإعراب: (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . [سورة الشعراء (26) : الآيات 189 الى 191] فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)

_ (1) في الآية (154) من هذه السورة. (2) واسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي تعملونه.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على عذاب يوم الظلّة ... وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أخذهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّه كان عذاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما مفردات وجملا «1» . [سورة الشعراء (26) : الآيات 192 الى 199] وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) هي المزحلقة للتوكيد ... والضمير في (إنّه) يعود على القرآن الكريم. جملة: «إنّه لتنزيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (193) (به) متعلّق بحال من الروح أي متلبّسا به، والعامل فيها نزل ... وجملة: «نزل به الروح ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «2» . (194- 195) (على قلبك) متعلّق ب (نزل) ، (اللام) تعليليّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المنذرين) متعلّق بخبر

_ (1) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة. (2) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

تكون (بلسان) متعلّق ب (نزل) «1» ، (مبين) نعت ثان للسان مجرور. والمصدر المؤوّل أن تكون في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزل) . وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (196) (الواو) عاطفة (اللام) مزحلقة للتوكيد (في زبر) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «إنّه لفي زبر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتنزيل ... (197) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من آية (آية) خبر يكن منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب ... والمصدر المؤوّل (أن يعلمه علماء ... ) في محلّ رفع اسم يكن. وجملة: «لم يكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لفي زبر. وجملة: «يعلمه علماء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (198) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع- (على بعض) متعلّق ب (نزّلناه) ... وجملة: «لو نزّلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن لهم آية. (199) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرأه) ، (ما) نافية (به) متعلّق بمؤمنين الخبر.

_ (1) أو متعلّق بالمنذرين ... وأجاز العكبري جعله بدلا من (به) بإعادة الجارّ أي ناطقا باللغة العربيّة.

الصرف:

وجملة: «قرأه عليهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزّلناه. وجملة: «ما كانوا به مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . الصرف: (192) تنزيل: مصدر بمعنى اسم المفعول أي المنزل، وزنه تفعيل. (195) عربيّ: اسم منسوب إلى عرب- اسم جنس جمعيّ- وزنه فعليّ بفتح الفاء والعين. (198) الأعجمين: جمع الأعجم وهو مخفّف من الأعجميّ- بياء النسب- اسم لمن لا يتكلّم العربيّة، فهو وصف على وزن أفعل ومؤنّثه عجماء، وقياس جمعه عجم بضمّ فسكون، وجمع جمع السالم نظرا لأصله في النسب، وهو من عجم يعجم باب كرم، كان في لسانه لكنة. [سورة الشعراء (26) : الآيات 200 الى 203] كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) الإعراب: (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سلكناه، والضمير الغائب في الفعل يعود على القرآن الكريم بحذف مضاف أي: سلكنا تكذيبه (في قلوب) متعلّق ب (سلكناه) . جملة: «سلكناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (201) (لا) نافية (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى. والمصدر المؤوّل (أن يروا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق

الفوائد

ب (يؤمنون) المنفي. وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من المجرمين أو من الهاء. وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (202) (الفاء) عاطفة (يأتيهم) مضارع منصوب معطوف على (يروا) ، (بغتة) مصدر في موضع الحال «1» أي: مباغتا (الواو) واو الحال (لا) نافية ... وجملة: «يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يروا. وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (203) (الفاء) عاطفة (يقولوا) مضارع منصوب معطوف على يأتيهم، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل (هل) حرف استفهام بمعنى التحسر أو الطمع في المحال ... وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتيهم. وجملة: «هل نحن منظرون ... » في محلّ نصب مقول القول. الفوائد - شروط جمع المذكر السالم: يشترط له ثلاثة شروط: أ- أن لا تلحقه تاء التأنيث، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء مثل: طلحة، ولا من الصفات نحو علّامة، لئلا يجتمع فيهما علامتا التأنيث والتذكير، وهما النقيضان..

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى أي يبغتهم بغتة أو هو نوعه أي إتيان المباغتة.

[سورة الشعراء (26) : آية 204]

ب- أن يكون لمذكر، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء علم المؤنث، نحو زينب، ولا صفة المؤنث نحو حائض. ج- أن يكون عاقلا لأن هذا الجمع مخصوص بالعقلاء، فلا يجمع نحو «شوشو» علما لكلب و «سابق» صفة لفرس، وأن لا يكون مركبا تركيبا مزجيا ولا إسناديا. وفيه بعض التفصيلات تجاوزناها بغية الإيجاز ومراعاة لخطة الكتاب. [سورة الشعراء (26) : آية 204] أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون) . جملة: «يستعجلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيغفلون عن حالهم من طلب الإنظار فيستعجلون بعذابنا. [سورة الشعراء (26) : الآيات 205 الى 207] أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (206) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (207) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافيّة (متّعناهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (متّعناهم) ، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر. جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الاستفهام الآتي أي: لم يغن عنهم تمتّعهم ... (206) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل جاءهم «1» ، و (الواو)

_ (1) وهو أيضا مفعول رأيت على التنازع.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 208 إلى 209]

في (يوعدون) نائب الفاعل. وجملة: «جاءهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة متّعناهم. وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا، والعائد محذوف. (207) (ما) الأول اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله أغنى وهو للإنكار والنفي «1» ، (عنهم) متعلّق ب (أغنى) ، (ما) حرف مصدريّ «2» والواو في (يمتّعون) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ رفع فاعل أغنى ... وجملة: «أغنى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت بمعنى أخبرني. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يمتّعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الشعراء (26) : الآيات 208 الى 209] وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (209) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قرية) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) للحصر (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منذرون) . جملة: «ما أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هذا إذا كان دالّا على شيء، وهو في محلّ نصب مفعول مطلق إن دلّ على مصدر بمعنى الإغناء. [.....] (2) أو اسم موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف أي يمتّعونه.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 210 إلى 212]

وجملة: «لها منذرون ... » في محلّ نصب حال من قرية- أو نعت لها- (209) (ذكرى) مفعول لأجله عامله منذرون «1» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) نافية. وجملة: «ما كنّا ظالمين» معطوفة على جملة لها منذرون أو حاليّة من الضمير في (لها) . [سورة الشعراء (26) : الآيات 210 الى 212] وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (210) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (به) متعلّق ب (تنزّلت) «2» . جملة: «ما تنزّلت به الشياطين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (211) (الواو) عاطفة (ما) نافية، وفاعل (ينبغي) ضمير مستتر يعود على كتاب الله الحكيم أي ليس من مطلبهم ومبتغاهم (لهم) متعلّق ب (ينبغي) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى. وجملة: «ما ينبغي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ما يستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (212) (عن السمع) متعلّق ب (معزولون) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «إنّهم ... لمعزولون ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هذه ذكرى، والجملة اعتراضيّة. (2) والضمير في (به) يعود على القرآن الكريم.

الصرف:

الصرف: (معزولون) ، جمع معزول، اسم مفعول من الثلاثيّ عزل، وزنه مفعول. [سورة الشعراء (26) : الآيات 213 الى 220] فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من (إلها) ، ومنع (آخر) من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (من المعذّبين) متعلّق بمحذوف خبر تكون. والمصدر المؤوّل (أن تكون ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي لا يكن منك دعوة لعبادة إله آخر فحصول العذاب لك. جملة: «لا تدع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (214- 215) (الواو) عاطفة في الموضعين (لمن) متعلّق ب (خفض) ، (من المؤمنين) متعلّق بحال من فاعل اتّبعك. وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع.

وجملة: «اخفض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع ... وجملة: «اتّبعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . (216) (الفاء) عاطفة (عصوك) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط ... و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ «1» . وجملة: «إن عصوك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّي بريء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ببريء. (217) (الواو) عاطفة (على العزيز) متعلّق ب (توكّل) . وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر ... (218) (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للعزيز (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يراك) . وجملة: «يراك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. (219- 220) (الواو) عاطفة (تقلّبك) معطوف على ضمير المفعول في (يراك) ، منصوب (في الساجدين) متعلق بالمصدر تقلّبك «2» ، (هو) ضمير منفصل

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي تعملونه. (2) و (في) بمعنى مع، أو متعلّق بحال من ضمير الخطاب في (تقلّبك) ، أي ساجدا في الساجدين.

الفوائد

في محلّ نصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ على سبيل الاستعارة «1» . وجملة: «إنّه هو السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة. الفوائد وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ: عند ما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أقاربه إلى دار عمه أبي طالب فكانوا أربعين رجلا، قد يزيدون واحدا وينقصون. فقال: يا بني عبد المطلب، لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ «أو كما قال» قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ... وفي رواية أنه قال: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، افتدوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم شيئا ... ! وتختلف الروايات ولكنها جميعها تخرج من مشكاة واحدة ... ! [سورة الشعراء (26) : الآيات 221 الى 223] هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (223) الإعراب: (هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (تنزّل) لأنه اسم استفهام له الصدارة، وقد حذفت إحدى التاءين من فعل تنزّل. جملة: «أنبّئكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تنزّل ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أنبّئكم الثاني والثالث. وقد علّق الفعل بالاستفهام. (222) (على كلّ) متعلّق ب (تنزّل) الثاني (أثيم) نعت لأفاك مجرور.

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (السميع) ، والجملة خبر إنّ.

الصرف:

وجملة: «تنزّل (الثانية) » في محلّ نصب بدل من (تنزّل) الأولى. (223) والضمير في (يلقون) إمّا أن يعود على الشياطين، أو على كلّ أفّاك بحسب معناه، وكذلك الضمير في (أكثرهم) ، (الواو) عاطفة ... وجملة: «يلقون ... » في محلّ نصب حال من الشياطين، أو في محلّ جرّ نعت لكلّ أفّاك بحسب عودة الضمير «1» . وجملة: «أكثرهم كاذبون ... » معطوفة على جملة يلقون لها محلّ أو ليس لها. الصرف: (أفاك) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ أفك باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، الجمع: أفّاكون. [سورة الشعراء (26) : الآيات 224 الى 227] وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) الإعراب: (الواو) استئنافيّة، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتّبعهم الغاوون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشعراء) . (225) (الهمزة) حرف استفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (في كلّ) متعلّق ب (يهيمون) «2» . وجملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها. (2) يجوز أن تكون متعلّقا بمحذوف خبر، وجملة يهيمون حالا من الضمير في الخبر، أو خبرا ثانيا.

وجملة: «يهيمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ ... والمصدر المؤوّل (أنّهم ... يهيمون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ترى. (226) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» ، (لا) نافية. وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) . والمصدر المؤول (أنّهم يقولون ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. وجملة: «لا يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (227) (إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (من بعد) متعلّق ب (انتصروا) ، (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما ظلموا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه ... و (الواو) في (ظلموا) نائب الفاعل (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (أيّ) اسم استفهام منصوب مفعول مطلق عامله ينقلبون. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «انتصروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها ... والعائد محذوف على كلّ حال.

الصرف:

وجملة: «سيعلم الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشعراء يتّبعهم. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «ينقلبون ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم. المعلّق بالاستفهام. الصرف: (الشعراء) جمع شاعر اسم فاعل من الثلاثي شعر- نظم الشعر- وزنه فاعل والجمع فعلاء. البلاغة التمثيل: في قوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ. ذكر الوادي والهيوم: فيه تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول، واعتسافهم وقلة مبالاتهم، بالغلوّ في المنطق ومجاوزة حدّ القصد فيه، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم، وأن يبهتوا البرّي، ويفسقوا التقي. الفوائد 1- الشعر والإسلام: كثير من الناس فهم هذه الآية على غير وجهها، فحسب أن الشعر حرام بجملته، وأن الشعراء ضالون جميعهم. وهذا فهم قاصر، ومجانف للحق والحقيقة، وهل الشعر إلا كلام يرد فيه الجيد المحمود، ويرد فيه الوسط العادي. فهو مثل الكلام المعتاد الذي لا يوصف بالحسن ولا بالرداءة، ويرد فيه البذيء المفحش، أو الشر الصراح، فهذا سيء، وقائله مجرم، ولا نستطيع أن نخرجه من فحوى الآية ومضمونها. ثم أليس وقد كان للرسول شعراء ينافحون عنه وعن الإسلام، وكان (صلّى الله عليه وسلّم) يحضهم ويحثهم على قول الشعر كفاحا عن الدين ونفاحا عن المؤمنين. وأليس وقد كان يستمع لحسان وغيره، ينشدون شعرهم في مسجده وبحضرته (صلّى الله عليه وسلّم) .

وأليس وقد استمع إلى كعب بن زهير وهو ينشده قصيدته المشهورة: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فيعفو عنه بعد أن كان قد هدر دمه. بل ويخلع عليه بردته التي ابتاعها منه معاوية بثلاثين ألف درهم. واتخذها من بعده الخلفاء شعارا يرتدونها في الأعياد وفي المراسم. وقد عرف عن الخلفاء الراشدين أنهم كانوا يقرضون الشعر، ولو على قلة. وكان أشعرهم علي. وكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول إن من الشعر لحكمته..! وقد قفز الشعر قفزة عملاقة في ظل الخلافة الاسلامية. وقد أهدت إلينا العهود الاسلامية الزاهرة نخبة من الشعراء، ما كان لهم أن ينبغوا هذا النبوغ لو كانت الشريعة الاسلامية تقف ضد الشعر وتطارد الشعراء. وإن ورود الاستثناء في آخر الآية إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا إلخ يجعل ذمّ الشعراء محصورا في شعراء المشركين الذين آذوا الرسول وآذوا الدين. 2- سطيح الغساني: أول كاهن في العرب، وكان جسده يدرج كما يدرج الثوب، وكان أبدا منسطحا على الأرض، وقد عمرّ (150) عاما، ومات في الليلة التي ولد فيها الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) . لقد أنذر بسيل العرم قبل وقوعه. وقد أرسل إليه ملك الفرس رسولا يسأله عن رؤيا رآها، ومعجزات حصلت ليلة مولد الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) . فأخبر سطيح بقوله: إذا ظهرت التلاوة، وفاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام، يملك منهم ملوك وملكات بعدد ما سقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت «والله أعلم» .

سورة النمل

سورة النّمل من الآية 1 إلى الآية 55 [سورة النمل (27) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (1) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) الإعراب: (آيات) خبر المبتدأ تلك، مرفوع، والإشارة إلى آيات السورة (الواو) عاطفة (كتاب) معطوف على القرآن مجرور. جملة: «تلك آيات القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ... (2- 3) (هدى) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة «1» ، (للمؤمنين) متعلّق ببشرى، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمؤمنين «2» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (هم) الثاني في محلّ رفع توكيد

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي ... أو حالا من آيات، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ...

البلاغة

للأول (بالآخرة) متعلّق ب (يوقنون) . وجملة: «يقيمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم ... يوقنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . وجملة: «يوقنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الأول. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى وَكِتابٍ مُبِينٍ: نكّر الكتاب المبين، ليبهم بالتنكير، فيكون أفخم له، كقوله تعالى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ. أما عطفه على القرآن مع أنه هو القرآن نفسه، فهو من قبيل عطف إحدى الصفتين على الأخرى كقولك: هذا فعل السخي والجواد الكريم، لأن القرآن هو المنزل المبارك المصدّق لما بين يديه، فكان حكمه حكم الصفات المستقلة بالمدح. 2- تكرير الضمير: في قوله تعالى وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. كرر الضمير، حتى صار معنى الكلام: ولا يوقن بالآخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح، لأن خوف الآخرة يحملهم على تحمل المشاق. 3- التعبير بالاسمية والفعلية: في قوله تعالى الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ فإن الإيمان والإيقان بالآخرة أمر ثابت مطلوب دوامه، ولذلك أتى به جملة اسمية، وجعل خبرها فعلا مضارعا، فقال «وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» ، للدلالة على أن إيقانهم يستمر على سبيل التجدد أما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، مما يتكرر ويتجدد في أوقاتهما المعينة، ولذلك أتى بهما فعلين، فقال الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يقيمون ويؤتون.

[سورة النمل (27) : الآيات 4 إلى 5]

[سورة النمل (27) : الآيات 4 الى 5] إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) الإعراب: (بالآخرة) متعلّق ب (لا يؤمنون) ، (لهم) متعلّق ب (زيّنا) ، (الفاء) عاطفة. جملة: «إنّ الذين.. زيّنا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «زيّنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم يعمهون» في محلّ رفع معطوفة على جملة زيّنا ... وجملة: «يعمهون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (5) (أولئك) مبتدأ، خبره (الذين) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سوء) ، (هم ... الأخسرون) مثل (هم ... يوقنون ... ) «1» . وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . وجملة: «لهم سوء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «هم ... الأخسرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم سوء «2» . [سورة النمل (27) : آية 6] وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)

_ (1) في الآية السابقة. (2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة أولئك الذين، أو معطوفة على الموصول خبر أولئك. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) هي المزحلقة، ونائب الفاعل في (تلقّي) ضمير مستتر تقديره أنت (من لدن) متعلّق ب (تلقّي) . جملة: «إنّك لتلقّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تلقّى ... » في محلّ رفع خبر إنّ ... الصرف: (تلقّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تلقّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت قصيرة بياء غير منقوطة لأنها خامسة. [سورة النمل (27) : الآيات 7 الى 8] إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (8) الإعراب: (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لأهله) متعلّق ب (قال) ، (السين) حرف استقبال (منها) متعلّق ب (آتيكم) الأول «1» ، (بخبر) متعلّق ب (آتيكم) الأول (بشهاب) متعلّق ب (آتيكم) الثاني (قبس) بدل من شهاب مجرور «2» . جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة اذكر المقدرّة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إني آنست..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آنست نارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو بحال من خبر- نعت تقدّم على المنعوت- (2) يجوز أن يكون نعتا له من قبيل الوصف بالمصدر.

وجملة: «سآتيكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «آتيكم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيكم (الأولى) . وجملة: «لعلّكم تصطلون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «تصطلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. (2) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب نودي، ونائب الفاعل في (نودي) ضمير مستتر تقديره هو أي موسى «1» ، (أن) حرف تفسير «2» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (في النار) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) ، (من حولها) مثل من في النار ومعطوف عليه، (الواو) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور مثله ... وجملة: «جاءها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نودي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «بورك ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...

_ (1) يجوز أن يكون نائب الفاعل هو المصدر المؤوّل: أن بورك ... أو هو ضمير المصدر المفهوم من الفعل أي: النداء. (2) تقدّمها فعل بمعنى القول دون حروفه ... أو هي حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأن بورك، متعلّق ب (نودي) ... ويجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف أي بأنّه بورك من في النار ...

الصرف:

الصرف: (تصطلون) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله تصتلون، فلمّا جاءت التاء بعد الصاد قلبت طاء. (بورك) ، فيه قلب الألف واوا لسكونها وتحرّك ما قبلها بالضمّ لمناسبة البناء للمجهول. البلاغة استعمال «أو» بدل الواو: في قوله تعالى سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ. آثر «أو» على الواو، لنكتة بلاغية رائعة، فإن «أو» تفيد التخيير، وقد بنى الرجاء على أنه إن لم يظفر بحاجتيه جميعا لم يعدم واحدة منهما: إما هداية الطريق، وإما اقتباس النار هضما لنفسه واعترافا بقصوره نحو ربه. الفوائد - تصطلون: أصل الكلمة: تصتلون. ولكن حسب القاعدة التي تجنح دائما لتسهيل النطق، فعند ما وقعت التاء بعد الصاد، إحداهما مرققة والثانية مفخمة، وقد نجم عن ذلك صعوبة في الانتقال لبعد المخرجين عن بعضهما اقتضى قلب التاء طاء لتوحد المخرجين أو تقاربهما وبالتالي سهولة النطق بهما فتبصر ... ! [سورة النمل (27) : الآيات 9 الى 12] يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (12)

الإعراب:

الإعراب: (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب، و (الهاء) في (انّه) هو ضمير الشأن في محل نصب اسم إنّ (العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحكيم) نعت ثان مرفوع. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه أنا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنا الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (10) (الواو) عاطفة و (الفاء) كذلك (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (ولّى) ، (مدبرا) حال منصوبة مؤكّدة لمضمون عاملها (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، والثانية نافية (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يخاف) المنفيّ. والياء الثانية من المشددة في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة: «ألق ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «رآها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تهتزّ..» في محلّ نصب حال من مفعول رآها. وجملة: «كأنّها جانّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ «1» . وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لم يعقّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة النداء الثانية في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «لا تخف ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّي لا يخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة وجملة: «لا يخاف ... المرسلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو حال ثانية من المفعول.

(11) (إلّا) أداة استثناء «1» ، (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «2» ، (ثمّ) حرف عطف (حسنا) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (بدّل) ، (الفاء) تعليليّة (رحيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «ظلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «بدّل» لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلم. وجملة: «إنّي غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة لمقدّر أي فأغفر له فإنّي غفور «3» . (12) (الواو) عاطفة (في جيبك) متعلّق ب (أدخل) ، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة (من غير) متعلّق بحال ثانية من فاعل تخرج (في تسع) متعلّق بحال ثالثة من فاعل تخرج أي آية في تسع آيات «4» ، (إلى فرعون) متعلّق بحال من تسع آيات «5» ، (فاسقين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «أدخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخف «6» . وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدخل يدك ... تخرج ... وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو حرف بمعنى (لكن) . (2) أو في محلّ رفع بدل من (المرسلون) ، ويجوز أن يكون (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة ظلم ... (3) أو هي تعليل لجواب الشرط المقدّر وتقديره فأغفر له. (4) أو متعلّق بمحذوف تقديره اذهب ... (5) يجوز تعليقه في الفعل المقدّر اذهب ... (6) وعلى هذا فما بين الجملتين اعتراض.

[سورة النمل (27) : الآيات 13 إلى 14]

وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة النمل (27) : الآيات 13 الى 14] فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاءتهم) مثل لمّا رآها «1» ، (مبصرة) حال منصوبة من آياتنا. وجملة: «جاءتهم آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. (14) (الواو) عاطفة (بها) متعلّق ب (جحدوا) ، (الواو) حاليّة (ظلما) مصدر في موضع الحال «2» ، منصوب (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «جحدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «استيقنتها أنفسهم ... » في محلّ نصب حال من فاعل جحدوا بتقدير قد. وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (10) من هذه السورة. (2) أي ظالمين، فالعامل فيها فعل جحدوا ... ويجوز أن يكون (ظلما) مفعولا لأجله أي جحدوا بها لظلمهم.

الصرف:

وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول النظر- أو بتقدير الجارّ- وقد علّق الفعل بالاستفهام. الصرف: (مبصرة) ، مؤنّث مبصر، اسم فاعل من أبصر الرباعي في معنى المفعول على طريقة المجاز العقليّ. البلاغة الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً. جعل الأبصار لها، وهو حقيقة لمتأمليها، للملابسة بينها وبينهم، لأنهم إنما يبصرون بسبب تأملهم فيها، فالإسناد مجازي، من باب الإسناد إلى السبب. ويجوز أن تجعل الآيات، كأنها تبصر فتهدي، لأن العمي لا تقدر على الاهتداء فضلا أن تهدي غيرها، فيكون في الكلام استعارة مكنية تخييلية مرشحة. [سورة النمل (27) : الآيات 15 الى 26] وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الحمد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (على كثير) متعلّق ب (فضّلنا) ، (من عباده) متعلّق بنعت لكثير. جملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «قالا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فعملا بما

أعطيناهما وقالا الحمد لله ... وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «فضّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . (16) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب «1» ، (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (منطق) مفعول به ثان منصوب «2» (من كلّ) متعلّق ب (أوتينا) ، (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (المبين) نعت للفضل مرفوع. وجملة: «ورث سليمان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ورث. وجملة: «النداء وجوابها:» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «علّمنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أوتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إنّ هذا لهو الفضل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «هو الفضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (17) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لسليمان) متعلّق ب (حشر) ، (جنوده) نائب الفاعل مرفوع (من الجنّ) متعلّق بحال من جنوده (الفاء) عاطفة، والواو في (يوزعون) نائب الفاعل. وجملة: «حشر ... جنوده» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...

_ (1) و (ها) للتنبيه لا محل لها. [.....] (2) المفعول الأول صار نائب فاعل ل (علمنا) .

وجملة: «هم يوزعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر ... وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (18) (حتى) حرف ابتداء (على واد) متعلّق ب (أتوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (يا أيّها النمل) مثل يا أيّها الناس (لا) نافية «1» ، (يحطمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد (الواو) واو الحال (لا) نافية. وجملة: «أتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالت نملة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا يحطمنّكم سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (19) (الفاء) عاطفة (ضاحكا) حال من فاعل تبسّم مؤكّدة لمضمون الفعل «2» ، (من قولها) متعلّق ب (ضاحكا) «3» والنون في (أوزعني) نون الوقاية (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) ، وكذلك (على والديّ) لأنه معطوف على الأول. والمصدر المؤول (أن أشكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني.

_ (1) جاء الفعل بعدها مؤكدا بالنون حملا لها في اللفظ على الناهية. (2) أو حال مقدّرة لأن التبسّم ابتداء الضحك. (3) أو متعلّق ب (تبسّم) .

والمصدر المؤوّل (أن أعمل ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. (برحمتك) متعلّق بحال من مفعول أدخلني أي متلبّسا برحمتك (في عبادك) متعلّق ب (أدخلني) . وجملة: «تبسّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت نملة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبسّم. وجملة النداء جوابه ... في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «اعمل» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت ل (صالحا) . وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوزعني. (20) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لي) . متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ما) ، (لا) نافية (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (من الغائبين) متعلّق بمحذوف خبر كان. وجملة: «تفقد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «2» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفقّد.

_ (1) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة دعائيّة، وجملة أوزعني مقول القول. (2) أو هي استئنافيّة في معرض قصة سليمان عليه السلام.

وجملة: «ما لي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا أرى ... » في محلّ نصب حال من الياء في (لي) . وجملة: «كان من الغائبين» لا محلّ لها استئنافيّة. (21) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في المواضع الثلاثة (أعذّبنه) مثل يحطمنّكم وكذلك (أذبحنّه، يأتينيّ) ، (عذابا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر (أو) حرف عطف في الموضعين (بسلطان) متعلّق ب (يأتينّي) «1» . وجملة: «أعذّبنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «أذبحنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه. وجملة: «يأتيني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه «2» . (22) (الفاء) عاطفة (غير) ظرف زمان أو مكان «3» منصوب متعلّق ب (مكث) ، (بما) متعلّق ب (أحطت) «4» ، (به) متعلّق ب (تحط) ، (من سبأ) متعلّق ب (جئتك) ، (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جئتك أي متلبّسا بنبإ. وجملة: «مكث ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فجاء الهدهد فمكث ... وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكث. وجملة: «أحطت ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو بحال من فاعل يأتيني أي متلبسا بسلطان. (2) العطف هنا اقتضته الصناعة الإعرابيّة، أمّا المعنى فإنّ (أو) قبله بمعنى إلّا أي لأعذّبنّه إلّا أن يأتيني، أو لأذبحنّه إلّا أن يأتينيّ ... (3) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه صفته أي مكثا غير بعيد. (4) (ما) موصول أو نكرة موصوفة.

وجملة: «لم تحط به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحطت. (23) (الواو) عاطفة في الموضعين (من كلّ) متعلّق ب (أوتيت) ، (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ عرش. وجملة: «إنّي وجدت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «وجدت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تملكهم» في محلّ نصب نعت لامرأة. وجملة: «أوتيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم «2» . وجملة: «لها عرش ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم. (24) (الواو) عاطفة (قومها) معطوفة على الضمير المفعول في (وجدتها) ، (للشمس) متعلّق ب (يسجدون) ، (من دون) متعلّق بحال من الشمس (الواو) حاليّة (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية. وجملة: «وجدتها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يسجدون ... » في محلّ نصب حال من مفعول وجدت وما عطف عليه.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة. (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل تملكهم بتقدير قد.

وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «صدهم ... » معطوفة على جملة زيّن.. في محلّ نصب. وجملة: «هم لا يهتدون» معطوفة على جملة صدّهم.. في محل نصب. وجملة: «لا يهتدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (25) (ألّا) حرف مصدرّي ونصب، ولا النافية «2» (لله) متعلّق ب (يسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (في السموات) متعلّق بالخبء لأنه بمعنى المخبّأ «3» ... (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (ألّا يسجدوا) في محلّ نصب بدل من أعمالهم، أي زيّن لهم الشيطان عدم السجود ... وما بين البدل والمبدل منه اعتراض. وجملة: «يسجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج. وجملة: «تخفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف «4» . وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول. (2) أو هي زائدة والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (إلى) المقدّر، متعلّق ب (يهتدون) ، أي لا يهتدون الى السجود. [.....] (3) أو متعلّق بحال منه إذا كان اسما لما يخبّأ من أشياء جامدة. (4) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، ولا تقدير للعائد.

الصرف:

(26) (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر موجود (ربّ) بدل من الضمير المنفصل مرفوع «1» . وجملة: «الله لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الهدهد. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (16) منطق: اسم لكلّ لفظ يعبّر به عمّا في الضمير، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين. (18) النمل: اسم جنس للحيوان المعروف واحدته نملة، وزنه فعل بفتح فسكون. (19) ضاحكا: اسم فاعل من (ضحك) الثلاثي وزنه فاعل. (20) الهدهد: اسم جنس للطائر المعروف، واحده هدهدة بضم الهاءين بينهما دال ساكنة وهدهدة بضم ثم كسر ثم فتح، وهداهدة بضم الهاء الأولى وكسر الهاء الثانية، والجمع هداهد زنة عساكر، وهداهيد زنة مفاتيح، ووزن الهدهد فعلل بضم الفاء واللام وسكون العين ويصح الضم ثم الفتح ثم الكسر.. (22) سبأ: اسم علم لبلاد في منطقة اليمن، وزنه فعل بفتحتين. (25) الخبء: مصدر خبأ يخبأ باب فتح، وقصد به في الآية المفعول ... أو هو اسم لما يخبّأ في أرض أو سماء. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً.

_ (1) أو هو خبر ثان للمبتدأ (الله) .

التبعيض والتقليل من التنكير، وكما يرد للتقليل من شأن المنكر، فكذلك يرد للتعظيم من شأنه، فظاهر قوله «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً» في سياق الامتنان تعظيم العلم الذي أوتياه، كأنه قال: علما أي علم، وهو كذلك، فإن علمهما كان مما يستعظم ويستغرب، ومن ذلك علم منطق الطير وسائر الحيوانات الذي خصهما الله تعالى به وكل علم بالاضافة إلى علم الله تعالى قليل ضئيل. 2- استعمال حرف الجر: في قوله تعالى حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ. فعدّى أتوا بعلى لأن الإتيان كان من فوق، فأتى بحرف الاستعلاء. وقد رمق أبو الطيب المتنبي هذه السماء العالية فقال: فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشدّ ما قربت عليك الأنجم وقال: عليك، دون: إليك، لأن قرب الأنجم من جهة العلو. 3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. كأنها، لما رأتهم متوجهين إلى الوادي، فرت عنهم، مخافة الهلاك، فتبعها غيرها، وصاحت صيحة تنبهت بها ما بحضرتها من النمل فتبعتها. فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم، ولذلك أجروا مجراهم، حيث جعلت هي قائلة وما عداها من النمل مقولا له، فيكون الكلام خارجا مخرج الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون استعارة مكنية. 4- جناس التصريف: في قوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ: وجناس التصريف: هو اختلاف صيغة الكلمتين، بإبدال حرف من حرف، إما من مخرجه، أو من قريب من مخرجه، وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ، بشرط أن يجيء مطبوعا، أو يصنعه عالم بجوهر الكلام، يحفظ معه صحة المعنى وسداده ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن، وبدع لفظا ومعنى. ألا ترى أنه لو وضع مكان بنبإ بخبر، لكان المعنى صحيحا، وهو كما

الفوائد

جاء أصح، لما في النبأ، من الزيادة التي يطابقها وصف الحال. الفوائد 1- منطق الطير: قال مقاتل: وأحسبه أخذ قوله من الاسرائيليات: كان سليمان جالسا في معسكره، وكانت مساحته مائة فرسخ في مائة، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، فرأى بلبلا على شجرة، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر. قالوا: الله ونبيه أعلم. قال يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، فقال: استغفروا الله يا مذنبون. وصاحت أثنى أحد الطيور فأخبر أنها تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا. وصاح طاووس فقال يقول: كما تدين تدان وصاح خطاف فقال يقول: قدموا خيرا تجدوه، وصاح طيطوي فقال يقول: سبحان ربي الأعلى وقال الحدأة فجرى يقول: كل شيء هالك إلا وجهه. والقطاة تقول: من سكت سلم، والببغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه. والديك يقول: اذكروا الله يا غافلون. والنسر يقول: يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول: في البعد من الناس أنس. والضفدع يقول: سبحان ربي الأعلى ... ! 2- سأل سائل: ما الذي أضحك سليمان؟ وجاء الجواب: الذي أضحكه شيئان: الأول: اعتراف النملة برحمته ورحمة جنوده، وقولها وهم لا يشعرون، إذ لو شعروا لم يفعلوا. الثاني: سروره بما آتاه الله، من إدراكه لغة النملة، وهي على ما هي، من الضالة والقماءة. 3- الحال قسمان: مبينه ومؤكده: أ- الحال المبينة: وهي التي لا يستفاد معناها بدونها، مثل «جاء خالد راكبا» فلا يستفاد

معنى الركوب إلا بذكر الحال «راكبا» . ب- المؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدون ذكرها، وهي على أقسام: نتجاوزها ونحيل القارئ على المطولات من كتب النحو. 4- سبأ: هي بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية، في بلاد اليمن. وقد ذكرت في كتب العهد القديم، وفي مؤلفات العرب واليونان، وأنها كانت على جانب عظيم من الحضارة، وأن أهلها كانوا يتعاطون تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة. 5- بلقيس: هي ابنة شراحيل بن أبي سرج بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ وقيل: كان أبوها من عظماء الملوك. وسبأ هو أبو قبائل اليمن التي تفرقت بعد حادثة سد مأرب. 6- اتفق الشافعي وأبو حنيفة، على أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة. واختلفا في سجدة ص وسجدتي الحج. 7- قصة سيل العرم: من أساطير العرب: أن سبأ هو أبو قبائل العرب المتفرقة بسبب سد مأرب. وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء، وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر للراكب المجدّ، يسير في جنان من أولها إلى آخرها، لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل، مع تدفق الماء، وصفاء الهواء، واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله، لا يعاندهم ملك إلا قصموه. وكانت بلاده في بدء الزمان تركبها السيول، فجمع ملك حمير أهل مملكته، فشاورهم في دفع السيل، فأجمعوا على حفر مسارب له حتى توصله إلى البحر. فحشد أهل مملكته، حتى صرف الماء، واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال، ورصفه بالحجارة والحديد، وجعل

[سورة النمل (27) : الآيات 27 إلى 28]

فيه مجاري للماء في استدارة الذراع، فإذا جاء السيل، تصرف ماؤه في المجاري إلى جناتهم ومزروعاتهم، بتقدير يعمهم نفعه. ولما انتهى الملك إلى عمرو بن عامر، وكان أخوه عمران كاهنا، فأتته كاهنة تدعى ظريفة، فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل، وأنذرته، فجمع أهل مأرب، وصنع لهم طعاما، وأخبرهم بشأن السيل، فأجمعوا على الجلاء. [سورة النمل (27) : الآيات 27 الى 28] قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ (28) الإعراب: (السين) حرف استقبال (الهمزة) للاستفهام (أم) هي المتّصلة معادلة لهمزة الاستفهام (من الكاذبين) متعلّق بخبر كنت. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة «سننظر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «صدقت ... » في محلّ نصب مفعول ننظر المعلّق بالاستفهام. وجملة: «كنت من الكاذبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة صدقت. (28) (بكتابي) متعلّق ب (اذهب) «1» ، (هذا) عطف بيان على كتابي- أو بدل منه- في محلّ جرّ (الفاء) عاطفة (إليهم) متعلّق ب (ألقه) ، (ثم) حرف عطف (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام

_ (1) أو بمحذوف حال من فاعل اذهب.

الصرف:

مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله يرجعون «1» متضمنا معنى يردون الجواب. وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ألقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب. وجملة: «تولّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقه. وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّ. وجملة: «يرجعون ... » في محلّ نصب مفعول به عامله انظر المعلّق بالاستفهام. الصرف: (28) تولّ: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه (يتولّى) ، وزنه تفعّ. [سورة النمل (27) : الآيات 29 الى 31] قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ... وها للتنبيه (الملأ) بدل من أيّ مرفوع لفظا (إليّ) متعلّق ب (ألقي) ، (كتاب) نائب الفاعل مرفوع. جملة: «قالت..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة يرجعون صلة، والجملة الاستفهاميّة في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «إنّي ألقي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ألقي إليّ كتاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (30) (من سليمان) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (بسم) متعلّق بمحذوف تقديره ابتدائي «1» ... وجملة: «إنّه من سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّه بسم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه من سليمان. وجملة: (ابتدائي) بسم الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (31) (ألّا) حرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي «2» ، (عليّ) متعلّق ب (تعلوا) ، (الواو) عاطفة، والنون في (ائتوني) نون الوقاية (مسلمين) حال منصوبة من فاعل ائتوني. والمصدر المؤوّل (ألا تعلوا ... ) في محلّ نصب لفعل محذوف تقديره أطلب- مفعول به- أي: أطلب عدم العلوّ عليّ «3» . وجملة: «تعلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) «4» . وجملة: « (أطلب) عدم العلوّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ائتوني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف البيانيّ.

_ (1) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره (أبدا) . (2) يجوز أن يكون (أن) حرف تفسير، و (لا) ناهية، والمضارع بعدها مجزوم.. ويستحسن أن يكتبا منفصلين. (3) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. (4) يجوز أن تكون الجملة تفسيريّة إذا أعربت (لا) ناهية.

[سورة النمل (27) : آية 32]

[سورة النمل (27) : آية 32] قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) الإعراب: (يأيّها الملأ) مرّ إعرابها «1» ، والنون في (أفتوني) نون الوقاية (في أمري) متعلّق ب (أفتوني) ، (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل قاطعة «2» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تشهدون) منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل، و (النون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة. جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أفتوني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ما كنت قاطعة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تشهدون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن تشهدوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق باسم الفاعل قاطعة. الصرف: (قاطعة) ، مؤنّث قاطع، اسم فاعل من قطع الثلاثيّ، وزنه فاعل.

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) أو منصوب على نزع الخافض، والأصل قاطعة في أمر أي جازمة به..

[سورة النمل (27) : آية 33]

[سورة النمل (27) : آية 33] قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ (33) الإعراب: (أولو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (أولو) الثاني معطوف على الأول (إليك) متعلّق بخبر المبتدأ الأمر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا تأمرين) مثل ماذا يرجعون. «1» جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نحن أولو ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الأمر إليك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «انظري ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن عزمت على أمر فانظري. وجملة: «تأمرين ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام، والفعل بمعنى التفكّر. البلاغة الإيجاز: في قوله تعالى قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ إيجاز عجيب، فهو أولا يدل على تعظيم المشورة، وتعظيم بلقيس أمر المستشار وهو ثانيا يدل على تعظيمهم أمرها وطاعتها. وفي قولهم «وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ» وقولهم «فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ» إيجاز يسكر الألباب قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، في كتابه إعجاز القرآن: «فإن الكلام قد يفسده ويعميه التخفيف منه والإيجاز، وهذا مما يزيده الاختصار بسطا، لتمكنه ووقوعه موقعه،

_ (1) في الآية (28) من هذه السورة.

الفوائد

ويتضمن الإيجاز منه تصرفا يتجاوز محله وموضعه. إلى أن يقول: «وأنت لا تجد في جميع ما تلونا عليك إلا ما إذا بسط أفاد، وإذا اختصر كمل في بابه وجاد، وإذا سرح الحكيم في جوانبه طرف خاطره، وبعث العليم في أطرافه عيون مباحثه، لم يقع إلا على محاسن تتوالى وبدائع تترى» . الفوائد 1- أولو ... هي جمع بمعنى «ذوو» أي أصحاب، لا واحد له. وقيل اسم جمع واحده «ذو» بمعنى صاحب، وهو من حيث إعرابه بالحروف ملحق بجمع المذكر السالم. ومؤنثه «أولات» ومفرده «ذات» . وقد جرى التنويه عن الملحقات بهذا الجمع، فعاوده في موطنه من هذا الكتاب. 2- ماذا ... تقدم الكلام في «ماذا» بأكثر من موضع، ونعود فنلخص لك قول ابن هشام في هذا الصدد لما له من فائدة: يرى ابن هشام أن ل «ماذا» أربعة وجه: الأول: أن تكون «ما» استفهامية، و «ذا» اسم إشارة، نحو «ماذا الوقوف؟» . الثاني: أن تكون «ما» استفهامية و «ذا» موصولة، كقول لبيد: ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحبّ فيقضي أم ضلال وباطل كقولك: لماذا جئت؟ الرابع: أن تكون «ماذا» كلها اسم جنس بمعنى شيء، أو موصولا بمعنى الذي. وقد اختلف في قول الشاعر: دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيّب نبيئني

[سورة النمل (27) : الآيات 34 إلى 35]

[سورة النمل (27) : الآيات 34 الى 35] قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) الإعراب: (أذلّة) مفعول به ثان منصوب عامله جعلوا (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون «1» ، والواو في (يفعلون) يعود على مرسلي الرسالة. جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الملوك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة الشرط وجوابه في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أفسدوها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «يفعلون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هؤلاء «2» والجملة الاسميّة هؤلاء يفعلون في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) ويجوز أن يتعلّق بفعل يفعلون أن كان الضمير يعود على الملوك، والكلام مستأنف من الله تعالى (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا كانت من قول الله تعالى لا من كلامها. [.....]

الصرف:

عاطفة (ناظرة) معطوف على مرسلة مرفوع (بم) متعلّق ب (يرجع) ، وما اسم استفهام حذفت ألفه لدخول حرف الجرّ عليه. وجملة: «إنّي مرسلة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يرجع المرسلون» في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل ناظرة المعلّق بالاستفهام «1» . الصرف: (أعزّة) ، جمع عزيز، صفة مشبّهة لفعل عزّ الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعيل والجمع أفعلة، وثمّة جموع أخرى هي: عزاز بكسر العين، وأعزّاء زنة أفعلاء- بتشديد الزاي-. (35) (الواو) عاطفة (إليهم) متعلّق بمرسلة (بهديّة) متعلّق بمرسلة (الفاء) (مرسلة) ، مؤنّث مرسل، اسم فاعل من (أرسل) الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (ناظرة) ، مؤنث ناظر، اسم فاعل من (نظر) الثلاثيّ وزنه فاعل. (هديّة) ، مؤنّث هديّ، اسم لما يعطى للإكرام وغيره، جمعه هدايا وهداوى. [سورة النمل (27) : الآيات 36 الى 37] فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (37)

_ (1) أي منتظرة رجوع الرسل بأيّ ردّ سيعودون.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال، وفاعل (جاء) ضمير يعود على رسول الملكة (سليمان) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلمية وزيادة ألف ونون (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ، والنون الثانية في (تمدّونن) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (بمال) متعلّق بفعل تمدّونن (الفاء) تعليليّة (ما) اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، خبره (خير) ، (ممّا) متعلّق بخير (بل) للإضراب الانتقاليّ (بهديّتكم) متعلّق ب (تفرحون) . جملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تمدّونن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما آتاني الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «آتاني الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «أنتم ... تفرحون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تفرحون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . (37) (إليهم) متعلّق ب (ارجع) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون التوكيد، و (هم) ضمير مفعول به (بجنود) متعلّق بحال من فاعل نأتينّ (لا) نافية للجنس (قبل) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر لا، وكذلك (بها) ، (الواو) عاطفة (لنخرجنّهم) مثل لنأتينّهم (منها) متعلّق ب (نخرجنّهم) ، (أذلّة) حال منصوبة (الواو) واو الحال ...

الفوائد

وجملة: «ارجع ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة القسم المقدّرة ... في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يأتوني مسلمين فو الله لنأتينّهم ... وجملة: «نأتينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «لا قبل لهم ... » في محلّ جرّ نعت لجنود. وجملة: «نخرجنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نأتينّهم. وجملة: «هم صاغرون» في محلّ نصب حال مؤكّدة. الفوائد 1- نونا التوكيد ... آ- هما نون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الخفيفة. وقد اجتمعتا في قوله تعالى: لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً. ب- ما يؤكد وما لا يؤكد من الأفعال: 1- يؤكد الأمر بهما مطلقا، نحو: أكرمنّ جارك، والدعاء كقوله «فأنزلن سكينة علينا» . 2- ولا يؤكد الماضي بهما مطلقا. 3- ويؤكد المضارع بهما، وله في توكيدهما ست حالات، نحيلك بها على المطولات. ج- حكم آخر الفعل المؤكد بهما: 1- إذا أكدنا الفعل بأحد نوني التوكيد، وكان مسندا إلى اسم ظاهر أو ضمير الواحد المذكر، فتح آخره لمباشرة النون له، ولم يحذف منه شيء، سواء أكان صحيح الآخر أم معتلّة، نحو «وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ» . إلا أن نون الرفع تحذف للجازم وللناصب في الأفعال الخمسة. 2- إذا أسند الفعل المؤكد لنون الإناث زيد ألفا بين النونين، نون النسوة ونون التوكيد.

[سورة النمل (27) : آية 38]

3- إذا أسند الفعل المؤكد إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، إذا كان صحيحا حذفت نون الرفع للناصب أو الجازم، وإذا كان مرفوعا حذفت لتوالي الأمثال، وحذفت واو الجماعة أو ياء المخاطبة لالتقاء الساكنين- نحو: «لتنصرنّ يا قوم» و «لتجلسنّ يا هند» . د- تنفرد الخفيفة عن الثقيلة بأربعة أحكام: أولا- لا تقع بعد الألف الفارقة بينها وبين نون الإناث: لالتقاء الساكنين فلا تقول: «اسعينان» . ثانيا- أنها لا تقع بعد ألف الاثنين بسبب التقاء الساكنين. ثالثا- أنها تحذف إذا وليها ساكن كقول: الأضبط بن قريع: لا تهين الفقير علّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه رابعا- أن تعطى في الوقف حكم التنوين، فإذا وقعت بعد فتحة قلبت ألفا نحو «لنفسعا ولنكونا» . وقد ألمحنا لبعض الجزئيات من أحكامها فيما سبق من هذا الكتاب، كما نشير الى وجود تفصيلات عنهما في المطولات، فعد إليها واتخذ من الصبر جنّة، بغية الفائدة. [سورة النمل (27) : آية 38] قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) الإعراب: (يا أيّها الملأ) مرّ إعرابها «1» ، (أيكم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع (بعرشها) متعلّق ب (يأتيني) ، (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (يأتيني) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (يأتوني) نون الوقاية (مسلمين) حال.

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة.

[سورة النمل (27) : آية 39]

والمصدر المؤوّل (أن يأتوني ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أيّكم يأتيني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يأتيني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّكم) . وجملة: «يأتوني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . [سورة النمل (27) : آية 39] قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) الإعراب: (من الجن) متعلّق بنعت لعفريت (آتيك) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة ... و (الكاف) مفعول به «1» ، (به) متعلّق ب (آتيك) ، (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (آتيك) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (من مقامك) متعلّق ب (تقوم) . والمصدر المؤوّل (أن تقوم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) واو الحال (عليه) متعلّق بقويّ، بحذف مضاف أي على حمله (اللام) المزحلقة للتوكيد (أمين) خبر ثان. جملة: «قال عفريت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنا آتيك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آتيك به» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .

_ (1) يجوز أن يكون اسم فاعل خبر مرفوع ... والكاف مضاف إليه.

الصرف:

وجملة: «تقوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّي عليه لقوي ... » في محلّ نصب حال «1» . الصرف: (عفريت) ، اسم لواحد الجنّ أو صفة له، وزنه فعليل بكسر فسكون واشتق من فعل تعفرت. [سورة النمل (27) : آية 40] قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) الإعراب: (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ علم (من الكتاب) متعلّق بنعت لعلم (أنا آتيك ... يرتدّ) مر إعراب نظيرها «2» ، (إليك) متعلّق ب (يرتدّ) . والمصدر المؤوّل (أن يرتدّ ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) استئنافيّة (لمّا رآه ... قال) مثل لمّا جاء ... قال «3» ، (هذا) اسم إشارة مبتدأ (من فضل) جارّ ومجرور خبر (اللام) للتعليل (يبلوني) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والنون للوقاية. والمصدر المؤوّل (أن يبلوني) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالمصدر

_ (1) أو في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (2) في الآية السابقة (39) . (3) في الآية (36) من هذه السورة.

فضل أو بفعل محذوف تقديره فضّل ... (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر) ، (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب لشرط (كريم) خبر ثان مرفوع. جملة: «قال الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عنده علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنا آتيك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آتيك به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) . وجملة: «يرتدّ إليك طرفك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «رآه مستقرّا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هذا من فضل ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة: «يبلوني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أشكر ... » في محلّ نصب بدل من الياء في (يبلوني) . وجملة: «أكفر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أشكر. وجملة: «من شكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «شكر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

الصرف:

وجملة: «إنّما يشكر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شكر. وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّ ربّي غنّي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (مستقرّا) ، اسم فاعل من (استقرّ) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة الكناية: في قوله تعالى قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ. كناية عن الاسراع، والطرف هو تحريك أجفانك إذا نظرت، فوضع موضع النظر ولما كان الناظر موصوفا بإرسال الطرف وصف برد الطرف، ووصف الطرف بالارتداد، وعليه قوله: وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك أتعبتك المناظر [سورة النمل (27) : آية 41] قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (41) الإعراب: (لها) متعلّق ب (نكّروا) ، (ننظر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل نحن (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الذين) متعلّق بمحذوف خبر تكون (لا) نافية. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة النمل (27) : آية 42]

وجملة: «نكّروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ننظر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تنكّروا ننظر ... وجملة: «تهتدي ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة: «تكون ... » في محل نصب معطوفة على جملة تهتدي. وجملة: «لا يهتدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . [سورة النمل (27) : آية 42] فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاءت قيل) مثل لمّا رآه ... قال «1» ، (الهمزة) للاستفهام (هكذا) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ عرشك (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع خبر كأنّ (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- و (نا) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل «2» ، (العلم) مفعول به- وهو الثاني في الأصل- (من قبلها) متعلّق بفعل أوتينا (الواو) عاطفة ... جملة: «جاءت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) في الآية (36) من هذه السورة. (2) هذا الضمير قد يعود على بلقيس أي تابعت تقول: أوتينا العلم بنبوّة سليمان من قبل هذه المعجزة ... وقد يكون عائدا على سليمان، فالكلام مستأنف.

البلاغة

وجملة: «هكذا عرشك ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كأنّه هو ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أوتينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» . وجملة: «كنّا مسلمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة أوتينا. البلاغة السر في التشبيه: في قوله تعالى كَأَنَّهُ هُوَ: تشبيه مرسل، عدلت إليه عن مقتضى السؤال، ومقتضاه أن تقول: هو هو لسر دقيق جدا، وذلك أن «كأنه» عبارة عن قرب الشبه عنده، حتى شكك نفسه في التغاير بين الأمرين، فكاد يقول: هو هو، وتلك حال بلقيس. وأما هكذا هو، فعبارة جازم بتغاير الأمرين، حاكم بوقوع الشبه بينهما لا غير، فلهذا عدلت إلى العبارة المذكورة في التلاوة لمطابقتها لحالها. [سورة النمل (27) : آية 43] وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل صدّ (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف (من قوم) متعلّق بمحذوف خبر كانت (كافرين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «صدها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) هي جملة مقول القول في الأصل. (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة، وكلّ من الإعرابين بحسب تقدير ضمير المتكلّم في (أوتينا) كما جاء في الحاشية (2) .

[سورة النمل (27) : آية 44]

وجملة: «كانت تعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعبد ... » في محلّ نصب خبر كانت. وجملة: «إنّها كانت ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانت من قوم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة النمل (27) : آية 44] قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (44) الإعراب: (لها) متعلّق ب (قيل) ، (الفاء) عاطفة (لجّة) مفعول به ثان منصوب (عن ساقيها) متعلّق ب (كشفت) وعلامة الجر الياء فهو مثنّى (ممرّد) نعت لصرح مرفوع (من قوارير) متعلّق بنعت ثان لصرح (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلّامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل أسلمت (لله) متعلّق ب (أسلمت) ، (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور. جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادخلي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «رأته ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حسبته ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) لأنها في الأصل مقول القول.

الصرف:

وجملة: «كشفت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حسبته. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّه صرح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء ... لا محل لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إنّي ظلمت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ظلمت نفسي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أسلمت ... » في محل رفع معطوفة على جملة ظلمت. الصرف: (الصرح) ، اسم جامد للقصر أو صحن الدار، وزنه فعل. (لجّة) ، اسم للماء أو لموجه، وزنه فعلة بضمّ فسكون، جاءت عينه ولامه من حرف واحد. (ساقيها) ، مثنّى ساق، اسم للجارحة المعروفة، وزنه فعل بفتحين، وفيه إعلال بالقلب أصله سوق بفتح السين والواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، جمعه سوق وزنه فعل بضمّ فسكون، وسيقان وأسوق بفتح الهمزة وضمّ الواو، والساق مؤنّث اللفظ على الغالب. (ممرّد) ، اسم مفعول من (مرّد) الرباعيّ أي ملّس، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (قوارير) ، جمع قارورة، اسم لإناء الزجاج، وزنه فاعولة، ووزن قوارير فواعيل، وسمّيت بذلك لأن الأشياء تقرّ بداخلها، وقصد بها في الآية مادّتها أي الزجاج.

البلاغة

البلاغة التجنيس: وهو تآلف الكلمتين في تأليف حروفهما وهو هنا في قوله تعالى أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ الفوائد 1- قيل: إن سليمان تزوج بلقيس ملكة اليمن ... وكان يزورها في الشهر مره، فيقيم عندها ثلاثة أيام. وقد ولدت له، وقد أمرها على ملكها ... وقيل غير ذلك. فقد زعموا أن سليمان زوّجها ذا تبع من ملوك اليمن وهم الأذواء ... ! 2- الصرح ... ورد في كتب التفسير، أن سليمان أمر أن يبني لبلقيس قصرا على طريقها إليه، وطلب أن يكون هذا القصر من الزجاج الأبيض، وقد جرى من تحته الماء، وألقي فيه من دواب البحر السمك وغيره، ثم وضع لسليمان سريره في صدر المجلس، فلما رأت الماء لجة خافت، وظنت أنه يراد إغراقها، ونظرت إلى كرسي سليمان على الماء، فدهشت، ثم وجدت نفسها مجبرة على اجتياز الماء، فكشفت عن ساقيها، وكان يراد من خلال ذلك امتحان عقلها وعرض المعجزات عليها، وليس كما يزعم بعضهم أن سليمان أراد التحقيق من وجود الشعر على ساقيها، فإن ذلك لا يليق بمقام النبوة وترفعها عن الدنيات. [سورة النمل (27) : آية 45] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى ثمود) متعلّق ب (أرسلنا) ، (صالحا) عطف بيان على

[سورة النمل (27) : آية 46]

(أخاهم) ، (أن) حرف تفسير «1» وقد حرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، (الفاء) عاطفة (إذا) حرف للفجاءة. جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «2» . وجملة: «هم فريقان ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة: «يختصمون» في محلّ رفع نعت ل (فريقان) . [سورة النمل (27) : آية 46] قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) الإعراب: (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لم) حرف جرّ واسم استفهام حذفت ألفه في محلّ جرّ متعلّق ب (تستعجلون) ، (بالسيّئة) متعلّق بفعل تستعجلون، بحذف مضاف، أي بطلب السيّئة (قبل) ظرف زمان متعلّق ب (تستعجلون) ، (لولا) حرف تحضيض (لعلّكم) حرف ترج ونصب، والواو في (ترحمون) نائب الفاعل. جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تستعجلون» لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن اعبدوا ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (أرسلنا) . (2) أو لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

[سورة النمل (27) : آية 47]

وجملة: «تستغفرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة النمل (27) : آية 47] قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) الإعراب: (بك) متعلّق ب (اطّيّرنا) وكذلك (بمن) ، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ، والواو في (تفتنون) نائب الفاعل. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اطّيّرنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «طائركم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تفتنون» في محلّ رفع نعت لقوم. الفوائد - قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ... تحدثنا عن الطيرة فيما سبق من هذا الكتاب، وعن رأي الإسلام فيها، فلا حاجة للعودة إليها والحديث عنها. فعد إليها في سورة الأعراف من هذا الكتاب.

[سورة النمل (27) : آية 48]

[سورة النمل (27) : آية 48] وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في المدينة) متعلّق بخبر كان (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون) ، (لا) نافية. جملة: «كان في المدينة تسعة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفسدون ... » في محلّ رفع نعت ل (تسعة ... ) «1» . وجملة: «لا يصلحون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفسدون. البلاغة التمام أو التتميم: في قوله تعالى وَلا يُصْلِحُونَ وهذا الفن هو أن تأتي في الكلام كلمة إذا طرحت منه نقص معناه في ذاته أو في صفاته ولفظه تام. فإن قوله «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ» شأنهم الإفساد البحت، وقد كانوا كما يروى عتاة غلاظا، وهم الذين أشاروا بعقر الناقة، لمراغمة صالح، وإثارة حفيظته، ومنهم قدار بن سالف المشهور بالشؤم، وقد تقدم ذكره، ولكن قوله يفسدون في الأرض لا يدفع أن يندر منهم أو من أحدهم بعض الصلاح، فتمم الكلام بقوله «وَلا يُصْلِحُونَ» دفعا لتلك العذرة أن تقع، أو أن يخالج بعض الأذهان شك في أنها ستقع. وبذلك قطع كل رجاء في إصلاح أمرهم وحسن حالهم. الفوائد - تمييز العدد وتذكيره وتأنيثه: أ- إذا كان مميز العدد- ما بين الثلاثة والعشرة- اسم جنس، أو اسم جمع الذي، ليس له مفرد من لفظه، مثل: قوم ورهط،

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت لرهط. [.....]

[سورة النمل (27) : آية 49]

فيجرّ ب «من» ، فنقول: «عشرة من القوم لقيتهم، وقال تعالى: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ وقد يجرّ بإضافة العدد إليه نحو: «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ» . ب- إذا كان مميز العدد «من الثلاثة الى العشرة وما بينهما» جمعا أضفنا العدد إليه، فكان مجرورا بالاضافة، نحو: ثلاثة رجال وثلاث نساء. ج- أما التذكير والتأنيث فيعتبر مع اسمي الجمع والجنس بحسب حالهما، باعتبار عود الضمير عليهما تذكيرا وتأنيثا. فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما من التأنيث والتذكير، فإذا كان الضمير مؤنثا ذكّر العدد وإن كان مذكر أنّث العدد، فنقول: ثلاثة من الغنم عندي. فقد انّثنا العدد لأننا نذكر ضمير الغنم فنقول: غنم كثير، ونقول: ثلاث من البط لأننا نقول بط كثيرة. ولكن نقول: ثلاث أو ثلاثة من البقر لأن البقر وضميره يجوز تذكيره وتأنيثه د- اسم الجمع حكمه حكم المذكر، إن كان لمن يعقل. وحكمه حكم المؤنث، إن كان لما لا يعقل. وفي ذلك نظر. وعند ما يختلف النحاة نحيلك على المطولات. ملاحظة هامة: التذكير والتأنيث مع الجمع يعتبر حسب مفرده، فإن كان مفرده مذكرا أنثنا العدد وإن كان مفرده مؤنثا ذكرنا العدد. الرهط: هو النفر من ثلاثة الى عشرة وقد يجمع على أرهط وأراهط على خلاف بين النحاة. [سورة النمل (27) : آية 49] قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (49) الإعراب: الفاعل في (قالوا) يعود على بعض القوم يقول لبعض (بالله) متعلّق ب (تقاسموا) ، (اللام) لام القسم (نبيتنّه) مضارع مبنيّ على

البلاغة

الفتح في محلّ رفع (أهله) معطوف على الضمير المفعول في (نبيّتنه) ، (ثمّ) حرف عطف (لنقولنّ) مثل لنبيّتنه (لوليّه) متعلّق ب (نقولنّ) ، (ما) نافية (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: «قالوا» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «تقاسموا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نبيّتنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «نقولنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة: «ما شهدنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا لصادقون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «1» . البلاغة - تقاسموا: فاعل وتفاعل: صيغتان للمشاركة، تفيد كل منهما أن أكثر من واحد اشتركا في الفعل، لذلك دعيت بصيغة المشاركة. [سورة النمل (27) : الآيات 50 الى 53] وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (53)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل شهدنا.

الإعراب:

الإعراب: (مكرا) مفعول مطلق منصوب في الموضعين للفعلين (الواو) حاليّة (لا) نافية. وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مكرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (51) (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (الواو) عاطفة (قومهم) معطوف على الضمير المفعول في (دمّرناهم) ، (أجمعين) توكيد معنوي للضمير والقوم، منصوب وعلامة النصب الياء «1» . وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان عاقبة..» في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام كيف. وجملة: «دمّرناهم ... » في محلّ رفع خبر أنّا. والمصدر المؤوّل (أنّا دمّرناهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بعاقبة أي بأنا دمّرناهم «2» .

_ (1) يجوز أن يكون حالا منهما. (2) ويجوز أن يكون بدلا من عاقبة في محلّ رفع ... أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي والجملة استئناف بيانيّ.

البلاغة

(52) (الفاء) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره بيوتهم (خاوية) حال منصوبة من البيوت والعامل الإشارة (بما) متعلّق بخاوية، والباء سببيّة، وما حرف مصدريّ (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق بآية بمعنى عظة وعبرة. وجملة: «تلك بيوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كان عاقبة «1» . وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعلمون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. (53) (الواو) عاطفة في الموضعين (الذين) موصول مفعول به في محلّ نصب. وجملة: «أنجينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تلك بيوتهم. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا يتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يتّقون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى وَمَكَرْنا مَكْراً. مكر الله: إهلاكهم من حيث لا يشعرون. شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها.

الفوائد

الفوائد 3- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ... مرّ معنا ذكر تأنيث الفعل وتذكيره، وفي هذه الآية ذكّر الفعل «كان» رغم أن الفاعل «عاقبة» وهو مؤنث، إلا أنه لا يعقل وفي هذه الحالة يجوز تأنيث الفعل وتذكيره فتبصّر. وتأنيث الفعل هو إلحاق تاء التأنيث في آخره إذا كان ماضيا، وإيجاد تاء المضارعة في أوله إذا كان مضارعا. والتذكير حذفهما. ولتمام هذا الحديث يجب أن تعاوده في مواطنه، فإنه بحث شائق، جدير بالدرس والتحقيق. 1- مرّ معنا منذ قريب قصة الرهط المؤلف من تسعة رجال الذين ائتمروا على أن يقتلوا صالحا فسقط عليهم الكهف فقتلهم جميعا. 2- الإنسان يمكر، وأما الله فلا يمكر، وإنما أسند المكر الى الله للمشاكلة، وهو فن من فنون البلاغة ألمحنا اليه فيما سبق، وتعريف المشاكلة: هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته [سورة النمل (27) : الآيات 54 الى 55] وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لوطا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إذ) ظرف متعلّق بالفعل المحذوف «1» (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (الواو) واو الحال ... جملة: « (اذكر) لوطا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تأتون ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو بدل من (لوطا) بدل اشتمال على معنى قول لوط في ذلك الحين.

الفوائد

(55) (الهمزة) ذكرت لتأكيد الإنكار (اللام) المزحلقة للتوكيد (شهوة) حال منصوبة من الرجال (من دون) متعلّق بحال من الفاعل (بل) للإضراب والابتداء ... وجملة: إنّكم لتأتون ... لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «تأتون الرجال ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تجهلون ... » في محلّ رفع نعت لقوم. وجملة: «أنتم تبصرون ... » في محل نصب حال. وجملة: «تبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. الفوائد من قصص القرآن «قصة لوط» ... رحل إبراهيم عن مصر، واصطحب معه في سفره لوطا، ورجعا من هذه البلاد بمال كثير وخير وفير، ونزلا بتلك الأرض المقدسة، ولكن ضاقت بأنعامهما وأغنامهما، فنزح لوط عن محلة عمه إبراهيم، واستقر به المقام بمدينة سدوم. كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة، ونوايا سيئة، لا يتعفّفون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر ... وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها، فكانوا يأتون الذاكران، ويذرون ما خلق الله لهن من النساء. أوحى الله إلى لوط، أن يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يذروا ما هم عليه من الفواحش: فجعلوا أصابعهم في آذانهم، وقد عميت بصائرهم، وألقي الران في قلوبهم، فواعدوا لوطا ومن آمن معه، وعزموا على إبعادهم عن قريتهم. سأل لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الفاسقين، ويوقع بهم العذاب الأليم.

_ (1) أو في محلّ نصب بدل من جملة تأتون الفاحشة ...

استجاب الله دعاءه، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها، لينزلوا بهم سوء العذاب. ومرّ الرسل على إبراهيم أولا، فأخبروه بمهمتهم، وبشروه بغلام عليم. خاف إبراهيم على لوط والذين آمنوا معه، فطمأنه الرسل، وأخبره أن لوطا ومن آمنوا معه لن يصيبهم العذاب، وسيكونون من الناجين. ونزل الرسل بدار لوط، وتسامع القوم بهذا الضيف الذي حلّ بدار لوط، وكان الملائكة بصورة شباب من أنضر الناس عودا، وأجملهم وجها، فطمع بهم قوم لوط، وأحاطوا بدار لوط، يريدون الوصول إلى ضيفه. وقد غشيت لوط سحابة من الحزن، وتملكته ثورة من الغضب، وقد رأى القوم يقتحمون داره، ويحاولون الاعتداء على ضيفه. ولما رأى الملائكة ما عليه لوط من الحزن والوجد، ردّوا لهفته، وسكنوا روعته، وقالوا: يا لوط إنا رسل ربك، جئنا لإنقاذك ودفع العدوان عنك، فلن يصل هؤلاء الكفرة إليك. وأمروه أن يسري هو وأهله، ويتركوا هذه القرية التي تأذّن الله أن يجعل عاليها سافلها. خرج لوط هو وأهله، وفارق القرية وأهلها غير آسف عليها، وجاءها أمر الله، فزلزلت أرضها، وجعل عاليها سافلها، ثم غشيت بمطر من سجيل، فأصبحت دارهم بلقعا، وبيوتهم خاوية بما ظلموا «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» .

[سورة النمل (27) : آية 56]

الجزء العشرون بقية سورة النمل من الآية 56- إلى الآية 93 سورة القصص آياتها 88 آية سورة العنكبوت من الآية 1- إلى الآية 45 [سورة النمل (27) : آية 56] فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (جواب) خبر كان مقدّم (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان.

[سورة النمل (27) : الآيات 57 إلى 58]

من قريتكم) متعلّق ب (أخرجوا) . جملة: «ما كان جواب..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أخرجوا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّهم أناس ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يتطهّرون» في محلّ رفع نعت لأناس. [سورة النمل (27) : الآيات 57 الى 58] فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أهله) معطوفة على الضمير المفعول في (أنجيناه) ، (إلّا) أداة استثناء (امرأته) منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل (من الغابرين) متعلّق ب (قدّرناها) . جملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قدّرناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (58) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا) ، (مطرا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) استئنافيّة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ ... والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره مطرهم. وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ساء مطر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) على معنى الحجارة أو وسائل العذاب ... أو مفعول مطلق على معنى المصدر.

الفوائد

الفوائد - من قصص القرآن «قصة لوط» : رحل إبراهيم عن مصر، واصطحب معه في سفره لوطا، ورجعا من هذه البلاد بمال كثير، وخير وفير، ونزلا بتلك الأرض المقدسة. ولكن ضاقت بأنعامهما واغنامهما فنزح لوط عن محلة عمه إبراهيم، واستقر به المقام بمدينة سدوم. كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة، ونوايا سيئة، لا يتعفّفون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر. وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها، فكانوا يأتون الذكران، ويذرون ما خلق الله لهن من النساء. أوحى الله إلى لوط أن يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يذروا ما هم عليه من الفواحش، فجعلوا أصابعهم في آذانهم، وقد عميت أبصارهم. وألقي الران على قلوبهم. فتوعدوا لوطا ومن آمن معه، وعزموا على إبعادهم عن قريتهم. سأل لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الفاسقين، ويوقع بهم العذاب الأليم. استجاب الله دعاءه، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها. لينزلوا بهم سوء العذاب ومرّ الرسل على إبراهيم أولا، فأخبروه بمهمتهم، وبشروه بغلام عليم. خاف إبراهيم على لوط والذين آمنوا معه، فطمأنه الرسل وأنبأوه أن لوطا ومن آمنوا معه لن يصيبهم العذاب، وسيكونون من الناجين. ونزل الرسل بدار لوط. وتسامع القوم بهذا الضيف الذي حلّ بدار لوط، وكان الملائكة بصورة شباب من أنضر الناس عودا وأجملهم وجها، فطمع بهم قوم لوط، وأحاطوا بدار لوط، يريدون الوصول إلى ضيفه. وقد غشيت لوط سحابة من الحزن، وتملكته ثورة من الغضب، وقد رأى القوم يقتحمون داره ويحاولون الاعتداء على ضيفه. ولما رأى الملائكة ما عليه لوط من الحزن والوجد، ردّوا لهفته، وسكنوا روعته، وقالوا: يا لوط إنا رسل ربك جئنا لإنقاذك ودفع العدوان عنك، فلن يصل هؤلاء

[سورة النمل (27) : الآيات 59 إلى 64]

الكفرة إليك. وأمروه أن يسري هو وأهله، ويتركوا هذه القرية التي تأذن الله أن يجعل عاليها سافلها. خرج لوط هو وأهله. وفارق القرية وأهلها غير آسف عليها. وجاءها أمر الله، فزلزلت أرضها، وجعل عاليها سافلها، ثم غشيت بمطر من سجيل، فأصبحت دارهم بلقعا، وبيوتهم خاوية بما ظلموا «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» . [سورة النمل (27) : الآيات 59 الى 64] قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (64) الإعراب: (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «1» ، (على عباده) خبر المبتدأ (الذين) موصول نعت لعباده

_ (1) الذي سوغ الابتداء به، وهو نكرة، دلالته على المدح.

(الهمزة) للاستفهام (أم) هي المتّصلة حرف عطف (ما) حرف مصدريّ «1» ... والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ رفع معطوف على لفظ الجلالة المبتدأ أي شركهم. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الحمد لله» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سلام على عباده ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ، والعائد محذوف. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (60) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن لم يخلق ... «2» ، (لكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أنبت) والباء سببيّة (ذات) نعت لحدائق منصوب «3» ، (ما) نافية (لكم) متعلّق بخبر كان (أن) حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن تنبتوا ... » في محلّ رفع اسم كان. (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (إله) مبتدأ مرفوع «4» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ إله (بل) للإضراب الانتقاليّ.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والعائد محذوف. (2) وقدّر الخبر تقديرات أخرى بحسب المعنى أي: يكفر بنعمته ويشرك به، أو ... خير أم ما يشركون ... إلخ. (3) أفرد لأن المنعوت جمع غير عاقل. (4) نكرة معتمدة على الاستفهام.

وجملة: «من خلق ... (كمن لم يخلق) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق السموات» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل وفي ضمير المتكلّم التفات. وجملة: «ما كان لكم ... » في محلّ نصب نعت لحدائق «1» . وجملة: «تنبتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أإله مع الله» لا محلّ لها استئناف. وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئناف. وجملة: «يعدلون» في محلّ رفع نعت لقوم. (61) (أم) في المواضع الأربعة مثل (أم) السابقة (من جعل) مثل من خلق (قرارا) مفعول به ثان عامله جعل، (خلالها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله جعل الثاني و (لها) مفعول ثان عامله جعل الثالث و (بين) ظرف منصوب متعلّق بمفعول ثان عامله جعل الرابع (أإله مع الله) مثل الأولى (بلى) مثل الأول (لا) نافية ... وجملة: «من جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جعل ... أنهارا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جعل ... رواسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من حدائق لأنه تعرّف بالوصف.

الصلة. وجملة: «جعل ... حاجزا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . (62) (أم من يجيب ... ) مثل أم من خلق (إذا) ظرف زمان للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (يجيب) ، (خلفاء) مفعول به ثان عامله يجعلكم (أإله مع الله) مثل الأولى (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته عامله تذكّرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة. وجملة: «من يجيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «دعاه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يكشف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يجعلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها استئنافيّة. (63) (أم من يهديكم) مثل أم من خلق ... (في ظلمات) متعلّق ب (يهديكم) ، (من يرسل ... ) مثل من يهديكم ومعطوفة عليها (بشرا) حال

منصوبة من الرياح (بين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بشرا) «1» ، (عما) متعلّق ب (تعالى) ، وما حرف مصدري» . وجملة: «من يهديكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهديكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني) . وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (64) (أم من يبدأ ... ) مثل أم من خلق (ثمّ) حرف عطف، (من يرزقكم) مثل من يبدأ ومعطوف عليه (من السماء) متعلّق ب (يرزقكم) ، (هاتوا) أمر جامد مبنيّ على حذف النون «3» قياسا على نظيره المسند إلى واو الجماعة (كنتم) ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (صادقين) خبر كنتم منصوب، وعلامة النصب الياء. وجملة: «يبدأ الخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يرزقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «أإله مع الله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أي قبل المطر. [.....] (2) أو موصول، والعائد محذوف. (3) ليس له مضارع ولا ماض.

الصرف:

وجملة: «هاتوا برهانكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الصرف: (60) حدائق: جمع حديقة اسم للبستان عليه حائط وزنه فعيلة بمعنى مفعولة لأن الحائط أحدق بها. (بهجة) ، اسم من (بهجه) بمعنى أفرحه باب فتح، وهو الحسن والنضارة، وزنه فعلة بفتح فسكون. (61) حاجزا: اسم فاعل من حجز الثلاثيّ، وزنه فاعل. (62) المضطر: اسم مفعول من الخماسيّ اضطرّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إبدال التاء طاء ... انظر الآية (126) من سورة البقرة. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ. التفات من الغيبة إلى التكلم بنون العظمة، لتأكيد اختصاص الفعل بحكم المقابلة بذاته تعالى، والإيذان بأن إنبات تلك الحدائق المختلفة الأصناف والأوصاف والألوان والطعوم والروائح والاشكال- مع مالها من الحسن البارع والبهاء الرائع- بماء واحد أمر عظيم لا يكاد يقدر عليه إلا هو وحده عز وجل. الفوائد - همزة الاستفهام: تحدثنا فيما سبق عن بعض خصائص همزة الاستفهام، وسنوفي هنا البحث عن هذه الهمزة:

- هي أصل أدوات الاستفهام، بل هي- كما قال- سيبويه «حرف الاستفهام الذي لا يزول عنه لغيره، وليس للاستفهام في الأصل غيره. وإنما تركوا- همزة الاستفهام في «من، ومتى، وهل ونحوهن» حيث أمنوا الالتباس، ولهذا خصّت بأحكام: أحدها: جواز حذفها، سواء تقدمت على «أم» كقول عمر بن أبي ربيعة: فوالله ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان أراد: أبسبع. أم لم تتقدم على أم، كقول: الكميت: طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب الثاني: أنها ترد لطلب التصور نحو: «أخالد مقبل أم علي» . ولطلب التصديق نحو «أمحمد قادم» ؟ وبقية أدوات الاستفهام مختصة بطلب التصديق فقط. الثالث: أنها تدخل على الإثبات كما تقدم، وعلى النفي، نحو «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» . الرابع: تمام التصدير فهي لا تذكر بعد «أم» فلا نقول: أقرأ خالد أم أكتب؟ ولكن نقول: أقرأ خالد أم هل كتب؟ وكذلك تقدم على العاطف «الواو أو الفاء أو ثمّ» تنبيها على أصالتها في التصدير، مثل: «أولم ينظروا» «أفلم يسيروا» «أثمّ إذا ما وقع آمنتم به» ، أما أخواتها فتتأخر عن حروف العطف، نحو «وكيف تفكرون، فأين تذهبون، فأنى تؤفكون، فأي الفريقين» . الخامس: تختلف همزة الاستفهام عن غيرها في أمور كثيرة، وما يجوز فيها لا يجوز بغيرها: 1- يجوز أن يأتي بعدها اسم منصوب، نحو: أعبد الله ضربته، وأعمرا قتلت أخاه، ففي هذا تضمر بين الهمزة والاسم المنصوب فعلا، ومثل ذلك: أزيدا مررت به

أم عمرا. 2- دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل: إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل ثبتت همزة الاستفهام وسقطت همزة الوصل، لأن همزة الاستفهام نابت عن همزة الوصل بالتوصل إلى النطق بالساكن. نحو: أبن زيد أنت؟ ونحو «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ» «أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ» «افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً» قال ابن قيس الرقيات: فقالت أبن قيس ذا ... وبعض الشيب يعجبها 3- همزة الاستفهام وا لقسم: تقول: «آلله» مستفهما مع التأكيد بالقسم، وكذلك «ايم الله» و «ايمن الله» فهمزة الاستفهام نابت عن واو القسم، وجرّ بها المقسم به ولا تحذف هنا همزة الوصل في لفظ الجلالة أو «ايم» أو «أيمن» وإنما تجعل مدة، مثلها هنا كمثلها لو دخلت على غير القسم. فتقول: «آلرجل فعل ذلك» فهمزة الاستفهام هنا حملت معنيين، الاستفهام ونيابة الواو في القسم، فإذا قلت «آلله لتفعلنّ» فكأنك قلت: «أتقسم بالله لتفعلنّ» . 4- دخول همزة الاستفهام على «ال» التعريفية: إذا دخلت همزة الاستفهام على ال التعريف، أبقيت الأولى همزة، وحوّلت الثانية إلى مدة، كقولك: «آلرجل قال ذاك» ونابت الألف في الرسم عن الهمزتين، نحو «آلساعة جئت» . ومن ذلك قوله تعالى: «آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» «آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ» «آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ» . 5- خروج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي: تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان. أ- التسوية: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ. ب- الإنكار الابطالي: نحو: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ؟ ج- الإنكار التوبيخي: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟ د- التقرير: نحو أنصرت بكرا وأ بكرا نصرت؟

[سورة النمل (27) : الآيات 65 إلى 66]

هـ- التهكم نحو: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا؟ والأمر نحو: «أَأَسْلَمْتُمْ» أي أسلموا. ز- التعجّب نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ. ح- الاستبطاء نحو: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ؟ ط- الالتفات في قوله: «فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ» بعد قوله «أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً» فقد انتقل في نقل الإخبار من الغيبة إلى التكلم عن ذاته في قوله فأنبتنا، والسر فيه تأكيد اختصاص فعل الإنبات بذاته تعالى وللإيذان بأن إنبات الحدائق المختلفة الأصناف وما يبدو فيها من تزاويق الألوان وتحاسين الصور ومتباين الطعوم، ومختلف الروائح المتفاوتة في طيب العرف والأريج كل ذلك لا يقدر عليه إلا قادر خالق وهو الله وحده، ولذلك رشح هذا الاختصاص بقوله بعد ذلك «ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها» . [سورة النمل (27) : الآيات 65 الى 66] قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (66) الإعراب: (لا) نافية (من) اسم موصول فاعل يعلم في محلّ رفع «1» (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (الغيب) مفعول به منصوب

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به، و (الغيب) بدلا من الموصول، وفاعل يعلم هو لفظ

(إلّا) للاستثناء بمعنى غير «1» ، (الله) لفظ الجلالة وإلّا قبله نعت للموصول مرفوع «2» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (أيّان) ظرف زمان منصوب عامله (يبعثون) والواو فيه نائب الفاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما يشعرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يبعثون» في محلّ نصب مفعول به عامله يشعرون المعلّق بأيّان الاستفهاميّ، وهو مضمّن معنى يعرفون. (66) (بل) للإضراب الانتقاليّ في المواضع الثلاثة (في الآخرة) متعلّق ب (ادّارك) ، (في شكّ) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (منها) متعلّق بنعت لشكّ، و (منها) الثاني متعلّق بالخبر (عمون) . وجملة: «ادّارك علمهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم في شك منها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم منها عمون» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ الجلالة، أي لا يعلم الأشياء التي تحدث في السموات والأرض الغائبة عنّا إلّا الله- وهو قول ابن هشام. (1) أو أداة استثناء بمعنى لكن ليكون الاستثناء منقطعا لأن الاتصال يقتضي أن الله من جملة من في السموات والأرض أي له مكان ... وعلى هذا لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره يعلم الغيب. (2) يجوز أن يكون بدلا من الموصول إذا لم تقدّر إلّا بمعنى غير، أي لا يعلم الغيب أحد إلّا الله.

[سورة النمل (27) : الآيات 67 إلى 68]

[سورة النمل (27) : الآيات 67 الى 68] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بمحذوف يفسره ما بعده أي أنخرج إذا كنّا ... (الواو) عاطفة (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل اسم كان «1» مرفوع (الهمزة) مثل الأولى (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّا لمخرجون» لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط المقدّر. (68) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر و (نا) ضمير نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (وعدنا) ، (هذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل (نا) ، مرفوع (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدنا) ، (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (أساطير) خبر المبتدأ (هذا) . وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.

_ (1) جاز العطف من غير ضمير التأكيد المنفصل لوجود الفاصل (ترابا) .

[سورة النمل (27) : الآيات 69 إلى 70]

وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. [سورة النمل (27) : الآيات 69 الى 70] قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) الإعراب: (في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (انظروا ... المجرمين) مرّ إعراب شبيهها «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. (70) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تحزن) المنفي (في ضيق) متعلّق بخبر تكن (ما) حرف مصدريّ «2» والمصدر المؤوّل (ما يمكرون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بضيق. وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «لا تكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «يمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) في الآية (51) من هذه السورة في الجزء التاسع عشر. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يمكرونه.

الصرف:

الصرف: (ضيق) ، مصدر ضاق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة النمل (27) : آية 71] وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (71) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (هذا) (الوعد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة النمل (27) : آية 72] قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) الإعراب: (عسى) فعل ماض تام فاعله المصدر المؤوّل (أن يكون ... ) ، واسم يكون ضمير الشأن محذوف (لكم) متعلّق ب (ردف) بتضمينه معنى قرب «1» ، (بعض) فاعل ردف مرفوع (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو اللام زائدة، وضمير الخطاب مفعوله ... جاء في القاموس ردفه كسمع ونصر تبعه.

[سورة النمل (27) : الآيات 73 إلى 75]

وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ردف ... بعض ... » في محلّ نصب خبر يكون. وجملة: «تستعجلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . [سورة النمل (27) : الآيات 73 الى 75] وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (74) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (75) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (على الناس) متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لا) نافية. جملة: «إنّ ربّك لذو..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ. (74) (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأولى (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ. نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني مثل الأول ومعطوف عليه ... وجملة: «إنّ ربّك ليعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو ... وجملة: «يعلم..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تكنّ صدورهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانيّ.

الصرف:

75 (الواو) عاطفة (ما) نافية (غائبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (في السماء) متعلّق بنعت لغائبه (إلّا) أداة حصر (في كتاب) متعلّق بخبر لغائبه ... وجملة: «ما من غائبة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو ... الصرف: (غائبة) ، قيل هو اسم فاعل من الثلاثيّ غاب زيدت فيه التاء للمبالغة، وقيل هو مصدر مثل العاقبة والعافية، وقيل هو اسم وليس صفة كالنطيحة والذبيحة، والوزن فاعلة. الفوائد - أقسام التاء المربوطة التي تلحق الأسماء: أ- تكون علامة للتأنيث، ولها أحكام وتفصيلات نتجاوزها للاختصار، نحو قائم وقائمة. ويستثني من دخول هذه التاء خمسة أوزان: 1- فعول نحو امرأة جسور 2- فعيل نحو امرأة جريح 3- مفعال نحو امرأة منحار. 4- مفعيل نحو امرأة معطير 5- مفعل نحو امرأة مغشم ففي سائر هذه الصفات يستوي الرجل والمرأة في تجردهما من هذه التاء. ب- تكون للفصل. وتاء الفصل تفصل الواحد من جنسه، نحو «ثمرة» . وتفصل الجنس من واحده، نحو «كماة» . ج- تاء العوض: وهي التي تأتي عوضا عن فاء الاسم عند حذفه نحو عدة، أو عينه نحو إقامة، أو لامه نحو سنة. د- تاء التعريب:

[سورة النمل (27) : الآيات 76 إلى 77]

وهي تأتي لتعريب الأسماء الأعجمية. هـ- تاء المبالغة: وتلحق الوصف للدلالة على المبالغة فيه، نحو راوية ونسّابة وعلّامة إلخ. لكثير الرواية والخبير بالأنساب وكثير العلم وغزيره. [سورة النمل (27) : الآيات 76 الى 77] إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) الإعراب: (على بني) متعلّق ب (يقصّ) ، وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكر (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (فيه) متعلّق ب (يختلفون) . جملة: «إنّ هذا القرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقصّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يختلفون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. (77) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (للمؤمنين) متعلّق ب (رحمة) وجملة: «إنّه لهدى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة النمل (27) : الآيات 78 الى 81] إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)

الإعراب:

الإعراب: (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يقضي) ، (بحكمه) متعلّق ب (يقضي) ، (الواو) عاطفة- أو حالية- (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو ... جملة: «إن ربّك يقتضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقضي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقضي «1» . (79) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (على الحقّ) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «توكّل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردت الفوز فتوكّل ... وجملة: «إنّك على الحق ... » لا محلّ لها تعليليّة. (80) (لا) نافية في الموضعين (الدعاء) مفعول به ثان لفعل تسمع الثاني وحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه (ولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (مدبرين) حال مؤكّدة لمضمون الفعل. وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها استئناف فيه تعليل ثان للتوكّل. وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا تسمع (الثانية) ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تسمع الأولى.

_ (1) أو في محل نصب حال.

البلاغة

وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. (81) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير في محلّ رفع اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (العمي) مضاف إليه مجرور (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) تعليليّة. وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنك لا تسمع. وجملة: «إن تسمع إلّا من ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «يؤمن..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة التتميم: في قوله تعالى «إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» . تقييد النفي لتتميم التشبيه وتأكيد النفي، فإنهم- مع صممهم عن الدعاء إلى الحق- معرضون عن الداعي، مولون على أدبارهم ولا ريب في أن الأصم لا يسمع الدعاء مع كون الداعي بمقابلة صماخه، قريبا منه، فكيف إذا كان خلفه أو بعيدا منه. [سورة النمل (27) : آية 82] وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (82) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (وقع) ، (لهم) متعلّق ب (أخرجنا) ، (من الأرض) متعلّق بفعل أخرجنا (بآياتنا) متعلّق ب

الفوائد

(يوقنون) المنفي. والمصدر المؤوّل (أنّ الناس كانوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تكلّمهم) أي بأنّ الناس. جملة: «وقع القول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تكلّمهم» في محلّ نصب نعت لدابّة. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لا يوقنون» في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد - دابة الأرض: ليس لدينا نص يحدد لنا نوعها وماهيتها، وليس علينا إلا أن نؤمن بالغيب بما أخبر عنه سبحانه وتعالى، وهو أعلم بها، ولا يضيرنا أن نجهلها، كما لا يفيدنا أن نجري وراء العلم بها، وحسبنا أن نقول بها وبما يشابهها من المغيبات «الله أعلم بذلك» . [سورة النمل (27) : الآيات 83 الى 84] وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذكر (من كلّ) متعلّق بحال من (فوجا) ، (ممن) متعلّق بما تعلّق به الجارّ (من كلّ) لأنه بدل منه (بآياتنا) متعلّق ب (يكذّب) ، (الفاء) عاطفة والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.

الصرف:

جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نحشر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم يوزعون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشر. وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر (هم) . (84) (حتّى) حرف ابتداء (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (بآياتي) متعلّق ب (كذّبتم) ، (بها) متعلّق ب (تحيطوا) ، (علما) تمييز منصوب (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله تعملون «1» . وجملة: «جاؤوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كذّبتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم تحيطوا ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول «2» . وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (فوج) ، اسم جمع بمعنى الجماعة، وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع أفواج وفؤوج بضمّ الفاء.

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة كنتم تعملون صلة ذا. (2) يجوز أن تكون الجملة حاليّة زيادة في التوبيخ أي: أكذّبتم بها من غير فهمها والتأمّل فيها.

[سورة النمل (27) : آية 85]

[سورة النمل (27) : آية 85] وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (85) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (وقع) ، (ما) حرف مصدريّ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (الفاء) عاطفة، (لا) نافية. والمصدر المؤوّل (ما ظلموا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (وقع) . جملة: «وقع القول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «هم لا ينطقون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا ينطقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. [سورة النمل (27) : آية 86] أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) للتعليل (يسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (فيه) متعلّق ب (يسكنوا) . والمصدر المؤوّل (أنّا جعلنا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا. والمصدر المؤوّل (أن يسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) ، ومفعول جعلنا الثاني محذوف تقديره مظلما «1» .

_ (1) يجوز أن يكون الفعل (جعلنا) بمعنى خلقنا، فلا تقدير حينئذ. [.....]

الفوائد

(الواو) عاطفة (النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين الأول والثاني «1» ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) متعلّق بنعت لآيات. جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. الفوائد 1- مرّ معنا أن «جعل» في إحدى حالتيها تنصب مفعولين، وقد اشتملت هذه الآية على حالتي جعل، ففي قوله تعالى أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ نصبت مفعولا واحدا وهو الليل، إلا إذا اعتبرنا جملة «لِيَسْكُنُوا فِيهِ» حلّت محل المفعول الثاني، وقوله تعالى وَالنَّهارَ مُبْصِراً النهار مفعول أول، و «مبصرا» مفعول ثان ... أي «وجعلنا النهار مبصرا» . 2- يقول الزمخشري في وصف بعض الكلمات التي يسندها الله إلى نفسه «ألا ترى إلى قوله «صنع الله» و «وعد الله» و «فطرة الله» بعد ما وسمها بإضافتها إليه بسمة التعظيم، كيف تلاها قوله: «الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» «وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً» ، و «لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ» ، «لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ» .

_ (1) أو هما مفعولان لفعل محذوف دلّ عليه الفعل المذكور، والعطف حينئذ من عطف الجمل.

[سورة النمل (27) : الآيات 87 إلى 90]

[سورة النمل (27) : الآيات 87 الى 90] وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (في الصور) نائب الفاعل لفعل ينفخ (الفاء) عاطفة (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (إلّا) أداة استثناء (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء، وفاعل (شاء) ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) حاليّة (كلّ) مبتدأ مرفوع «2» ، (داخرين) حال منصوبة من فاعل أتوه. جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة: «فزع من ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ ... والماضي في حكم المضارع لتحقّق وقوعه. وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: «كلّ أتوه ... » في محلّ نصب حال ممّن في السموات والأرض. وجملة: «أتوه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .

_ (1) أو معطوف على الظرف السابق (يوم نحشر ... ) في الآية (83) من هذه السورة. (2) دلّ على عموم، وهو على تقدير مضاف إليه أي كلّهم.

(88) (الواو) عاطفة (جامدة) مفعول به ثان عامله تحسبها (الواو) حاليّة (مرّ) مفعول مطلق منصوب (صنع) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (ما) حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير. وجملة: «ترى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ في الصور. وجملة: «تحسبها ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترى. وجملة: «هي تمرّ ... » في محلّ نصب حال من الضمير المستتر في جامدة. وجملة: (صنعت) صنع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أتقن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّه خبير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (89) (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالحسنة) متعلّق بحال من فاعل جاء أي متلبّسا بها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خير (منها) متعلّق بخير (الواو) حاليّة (من فزع) متعلّق ب (آمنون) ، (يومئذ) متعلّق ب (آمنون) . وجملة: «من جاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «جاء بالحسنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «له خير ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هم ... آمنون ... » في محلّ نصب حال «2» .

_ (1) أو اسم موصول في محل جر والعائد محذوف أي تفعلونه. (2) يجوز عطفها على الاستئنافيّة فلا محلّ لها.

الصرف:

(90) (من جاء بالسيّئة) مثل من جاء بالحسنة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (وجوههم) نائب الفاعل لفعل كبّت مرفوع (في النار) متعلّق ب (كبّت) ، (هل) حرف استفهام للنفي، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تعملونه. وجملة: «من جاء (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاء (الأولى) . وجملة: «جاء بالسيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «كبّت وجوههم» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هل تجزون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والقول المقدّر حال من الضمير في وجوههم «1» . وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (88) جامدة: مؤنّث جامد اسم فاعل من الثلاثيّ جمد، وزنه فاعل وهي فاعلة. (مرّ) مصدر مرّ الثلاثيّ باب نصر، وثمّة مصدران آخران هما مرور

_ (1) لأن المضاف هو جزء من المضاف إليه.

الفوائد

ولكنه عدل إلى الماضي للإشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة، واقع على أهل السموات والأرض، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به. الطباق: في قوله تعالى وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ. طباق عجيب بين الجمود والحركة السريعة، فجعل ما يبدو لعين الناظر كالجبل في جموده ورسوخه ولكنه سريع يمر مرورا حثيثا كما يمر السحاب، وهذا شأن الأجرام العظام المتكاثرة العدد إذا تحركت لا تكاد تتبين حركتها. وقد وصف الزمخشري هذه الآيات وصفا بليغا فقال: «فانظر إلى بلاغة هذا الكلام، وحسن نظمه وترتيبه، ومكانة إضماده، ورصانة تفسيره، وأخذ بعضه بحجزة بعض، كأنما أفرغ إفراغا واحدا. ولأمر ما أعجز القوى، وأخرس الشقاشق. ونحو هذا المصدر إذا جاء عقيب كلام، جاء كالشاهد بصحته والمنادي على سداده، وأنه ما كان ينبغي أن يكون إلا كما قد كان» . الفوائد - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها: يلاحظ في هذه الآية وفي التي تليها أن جواب الشرط جاء مقترنا بالفاء، وذلك لأن جواب الشرط أتى جملة اسمية. وهذا يدعونا لتكرار مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء، وقد أراحنا بعضهم بجمعها في هذا البيت من الشعر: إذ قال: اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وقد وبالتسويف [سورة النمل (27) : الآيات 91 الى 92] إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)

الإعراب:

الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (التاء) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب ... والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت. (هذه) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (البلدة) بدل من اسم الإشارة مجرور (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لربّ (الواو) اعتراضيّة (له) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ كلّ (الواو) عاطفة (أن أكون) مثل أن أعبد (من المسلمين) متعلّق بمحذوف خبر أكون. والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت الثاني. جملة: «أمرت ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «حرّمها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «له كلّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أمرت (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمرت (الأولى) . وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. (92) (الواو) عاطفة (أن أتلو) مثل أن أعبد (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم: إنّما ...

البلاغة

المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق ب (يهتدي) ، (الواو) عاطفة (من ضلّ) مثل من اهتدى (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (من المنذرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنا. والمصدر المؤوّل (أن أتلو ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن أكون) . وجملة: «أتلو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث. وجملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّما يهتدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى. وجملة: «ضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أنا من المنذرين ... » في محلّ نصب مقول القول، والرابط مع الشرط مقدّر أي قل له. البلاغة الاحتراس: في قوله تعالى وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ: احتراس بديع وقد تقدم ذكر هذا الفن، وأنه يؤتى به دفعا لتوهم يتوجه على الكلام، فقد أضاف سبحانه اسمه إلى مكة تشريفا لها وذكرا لتحريمها، ولما أضاف اسمه إلى البلدة والمخصوصة بهذا التشريف أتبع ذلك إضافة كل شيء

[سورة النمل (27) : آية 93]

سواها إلى ملكه، قطعا لتوهم اختصاص ملكه بالبلدة المشار إليها، وتنبيها على أن الاضافة الأولى إنما قصد بها التشريف، لا لأنها ملك الله تعالى خاصة. [سورة النمل (27) : آية 93] وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) الإعراب: (الواو) عاطفة (لله) خبر المبتدأ الحمد (السين) حرف استقبال (الفاء) عاطفة (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (ما) الثاني حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ ب (عن) متعلّق بغافل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما أمرت «2» . وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سيريكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تعرفونها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيريكم. وجملة: «ما ربّك بغافل ... » لا محل لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الفوائد - في ختام سورة النمل نحيل القارئ على ما ذكره الباقلاني في تفسير هذه السورة وتحليلها ومواطن الإعجاز فيها، فقد قال فيها ما يحسن قوله، وإن كان لا يطال بلاغة القرآن ذو طول أو حول. فمن شاء فليرجع إلى ما قاله الباقلاني في معرض الحديث عن مواطن البلاغة في هذه السورة.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه. (2) في الآية (91) من هذه السورة.

سورة القصص

سورة القصص آياتها 88 آية [سورة القصص (28) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) الإعراب: (عليك) متعلّق ب (نتلو) ، وكذلك (من نبأ) «1» ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل نتلو أو من مفعوله (لقوم) متعلّق ب (نتلو) أي من أجل ... جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «نتلو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .

_ (1) من لابتداء الغاية، ويجوز أن تكون تبعيضيّة فالجارّ نعت للمفعول المقدّر أي شيئا من نبأ موسى ... (2) أو في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) ، والرابط مقدّر أي نتلوها ... و (آيات) بدل من الإشارة، أو هي خبر ثان ... ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من آيات والعامل الإشارة.

[سورة القصص (28) : الآيات 4 إلى 13]

وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة القصص (28) : الآيات 4 الى 13] إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (8) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (12) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13) الإعراب: (في الأرض) متعلّق ب (علا) ، (شيعا) مفعول به ثان عامله جعل (منهم) متعلّق بنعت لطائفة (من المفسدين) متعلّق بمحذوف

خبر كان. جملة: «إنّ فرعون علا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «علا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علا. وجملة: «يستضعف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «يذبّح ... » لا محلّ لها بدل من جملة يستضعف. وجملة: «يستحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذبّح ... وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-. وجملة: «كان من المفسدين» في محلّ رفع خبر إنّ. (5) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (على الذين) متعلّق ب (نمنّ) ، (في الأرض) متعلّق ب (استضعفوا) . والمصدر المؤوّل (أن نمنّ) في محلّ نصب مفعول به عامله نريد. (الواو) عاطفة في الموضعين (نجعلهم) منصوب معطوف على (نمنّ) في الموضعين (أئمّة) مفعول به ثان منصوب عامله نجعلهم الأول، وكذلك (الوارثين) عامله نجعلهم الثاني. وجملة: «نريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ فرعون علا. وجملة: «نمنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نجعلهم (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل جعل، ويتبعها في المحل جملة يذبح ...

وجملة: «نجعلهم (الثانية) «لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلهم الأولى. (الواو) عاطفة (نمكّن) منصوب معطوف على (نمنّ) ، (لهم) متعلّق ب (نمكّن) ، (في الأرض) مثل لهم (نري) منصوب معطوف على (نمكّن) بالواو (منهم) متعلّق ب (يحذرون) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله نري، والعائد محذوف. وجملة: «نمكّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ. وجملة: «نري ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ. وجملة: «كانوا يحذرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يحذرون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.. (الواو) عاطفة (إلى أمّ) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «1» ، (الفاء) عاطفة (عليه) متعلّق ب (خفت) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في اليمّ) متعلّق ب (ألقيه) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إليك) متعلّق ب (رادّوه) ، (من المرسلين) متعلّق بمحذوف مفعول به لاسم الفاعل جاعلوه ... وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نريد ... وجملة: «أرضعيه» لا محلّ لها تفسيريّة ... وجملة: «خفت عليه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ألقيه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا تخافي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب

_ (1) يجوز أن تكون مصدريّة،! والمصدر المؤوّل (أن أرضعيه ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أوحينا) .

الشرط. جملة: «لا تحزني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخافي ... وجملة: «إنّا رادّوه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم ... (8) (الفاء) عاطفة (اللام) لام العاقبة (لهم) متعلّق بمحذوف حال من (عدوا) خبر (يكون) المنصوب بأن مضمرة. والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (التقطه) . وجملة: «التقطه آل ... » لا محلّ معطوفة على استئناف مقدّر أي: فوضعته في التابوت وألقته في اليم فقذفه الموج إلى الساحل فالتقطه آل ... وجملة: «يكون لهم عدوّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمرة. وجملة: «إنّ فرعون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين. وجملة: «كانوا خاطئين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (9) (الواو) عاطفة (قرّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (لي) متعلّق بنعت لقرّة عين (لك) مثل لي ومعطوف عليه (لا) ناهية جازمة (عسى) فعل ماض تام (أن) حرف مصدريّ ونصب ... والمصدر المؤوّل (أن ينفعنا ... ) في محلّ رفع فاعل عسى. (أو) حرف عطف (نتّخذه) منصوب معطوف على (ينفعنا) ، (ولدا) مفعول به ثان منصوب (الواو) حاليّة، والضمير (هم) يعود على آل فرعون (لا) نافية.

وجملة: «قالت امرأة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التقطه آل ... وجملة: « (هو) قرّة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تقتلوه ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «عسى أن ينفعنا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ينفعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نتّخذه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا. وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (10) (الواو) عاطفة (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة وجوبا (اللام) هي الفارقة (به) متعلّق ب (تبدي) و (الباء) سببيّة- أي تبدي القول بسببه- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (على قبلها) متعلّق ب (ربطنا) . والمصدر المؤوّل (أن ربطنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي لولا ربطنا ... موجود. (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المؤمنين) خبر تكون. والمصدر المؤول (أن تكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ربطنا) . وجملة: «أصبح فؤاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت امرأة ... وجملة: «كادت لتبدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «تبدي به» في محلّ نصب خبر كادت.

_ (1) وهي حال من فاعل لفعل مقدّر أي: أطاعوها وهم لا يشعرون بعاقبة أمرهم معه. [.....]

وجملة: «لولا ربطنا (موجود) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لأبدت قولها. وجملة: «ربطنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تكون من المؤمنين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (11) (الواو) عاطفة (لأخته) متعلّق ب (قالت) ، والضمير في (قصّيه) يعود على موسى (به) متعلّق ب (بصرت) ، (عن جنب) متعلّق بحال من فاعل بصرت أو الهاء في (به) ، (الواو) حاليّة (لا) نافيّة ... وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبح فؤاد ... وجملة: «قصّيه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بصرت ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر. وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (12) (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (حرّمنا) (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمنا) (الفاء) عاطفة، وفاعل (قالت) ضمير مستتر يعود على أخت موسى (هل) حرف استفهام (على أهل) متعلّق ب (أدلكم) (لكم) متعلّق ب (يكفلونه) ، (الواو) حاليّة (له) متعلّق بالخبر (ناصحون) . وجملة: «حرّمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت ... وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حرّمنا. وجملة: «هل أدلّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكلفونه ... » في محلّ جرّ نعت لأهل بيت.

الصرف:

وجملة: «هم له ناصحون ... » في محلّ نصب حال. (13) (الفاء) عاطفة (إلى أمّه) متعلّق ب (رددناه) ، (كي) حرف مصدريّ ونصب (الواو) عاطفة (لا) نافية (تحزن) منصوب معطوف على (تقرّ) ... والمصدر المؤوّل (كيّ تقرّ ... ) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (رددناه) .. (الواو) عاطفة (اللام) لام العلّة (تعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) حاليّة و (لا) نافية. وجملة: «رددنا ... » لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي: فأجيبت فجاءت بأمّه فأذن لها فأرضعته فرددناه ... وجملة: «تقرّ عينها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقرّ. وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (رددناه) فهو معطوف على المصدر السابق. والمصدر المؤوّل (أنّ وعد الله حقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم. وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. الصرف: (7) خفت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله خافت بسكون الفاء، فلمّا التقى ساكنان حذف حرف العلّة، وكسرت الخاء لمناسبة حركة عين الفعل فهو من الباب الرابع،

البلاغة

وزنه فلت بكسر الفاء. (8) حزنا: مصدر حزن الثلاثيّ بمعنى أحزن- أحزن باب نصر، وزنه فعل بفتحتين، واستعمل المصدر بمعنى اسم الفاعل أي محزنا لهم. (7) ألقيه: فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين بدءا من المضارع تلقين ... التقت ياء الفعل مع ياء المخاطبة- وكلاهما ساكن- فحذفت لام الكلمة، وزنه أفعيه. (10) فارغا: اسم فاعل من الثلاثيّ فرغ، وزنه فاعل. (12) المراضع: جمع مرضع- أو مرضعة- اسم فاعل من أرضع الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ. حيث أسند الذبح إلى فرعون، وليس هو الفاعل الحقيقي، وإنما هو مجرد آمر بالذبح، وجنود فرعون هم الفاعل الحقيقي، فإسناد كلمة الذبح إلى فرعون مجازي. الاطناب: في قوله تعالى وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي. هذا قسم نادر من أجمل أقسام الاطناب، وهو أن يذكر الشيء فيؤتى به بمعان متداخلة، إلا أن كل معنى مختص بخصيصة ليست للآخر، فالخوف غم يلحق الإنسان لمتوقّع، والحزن غم يلحقه لواقع، وهو فراقه والأخطار المحدقة به، فنهيت عنها جميعا، وآمنت بالوحي إليها، وعدت بما يسليها ويطمئن قلبها، ويلمؤه غبطة وسرورا.

الفوائد

الاستعارة: في قوله تعالى وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ. التحريم: استعارة للمنع، لأنّ من حرم عليه الشيء فقد منعه، ألا ترى إلى قولهم: محظور وحجر، وذلك لأن الله منعه أن يرضع ثديا، فكان لا يقبل ثدي مرضع قط، حتى أهمهم ذلك. الفوائد 1- رسم القرآن: قلنا فيما سبق أن رسم القرآن الكريم مغاير في كثير من كلماته الرسم المصطلح عليه في كتابة اللغة العربية، ونسوق على ذلك هذه الأمثلة من هذه الآية: «ايت، نتلوا، همن» . ففي الأولى حذف الألف، وفي الثانية وضع الألف بعد الواو وحقها أن لا توضع لأن الواو من أصل الكلمة. وفي الثالثة حذفت الألف الساكنة. وذلك كثير في القرآن الكريم، وهو بحاجة لمن يستقرئه ويخرجه في رسالة. 2- جدّة التعبير أ- أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً. ب- لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها. ج- فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ. هذه الأمثلة الثلاثة من التعبير القرآني، وغيرها كثير في القرآن الكريم، تقدم لنا صورة واضحة من الإبداع والابتكار في الأسلوب العربي، مما لم يصل إليه، ولم يدن منه من قريب أو بعيد كاتب ولا شاعر. إنه الوحي والتنزيل من رب العالمين، ليقدم صورة من الإعجاز للناس، علّهم يؤمنون به، وما كان أكثر الناس بمؤمنين. 3- فرعون وهامان: اسمان أعجميان ممنوعان من الصرف. والمانع لهما العلمية والعجمي. ولذلك يجران بالفتحة. وقد نوهنا سابقا أن الاسم لا يمنع من الصرف إلا أن يشتمل على

علتين من العلل المانعة من الصرف، إلا في حالتين، فتكفى علّة واحدة، والحالتان هما: صيغتا منتهى الجموع مفاعل ومفاعيل، وألف التأنيث سواء الممدودة أم المقصورة مثل حمراء وسلوى وليلى. أ- ملاحظة هامة: صيغة منتهى الجموع تمنع من الصرف سواء أكانت جمعا حقيقيا أم كانت اسما لمفرد جاء على صيغة منتهى الجموع نحو: «شراحيل وسراويل» . ب- العلل المانعة من الصرف: أ- صيغة منتهى الجموع. ب- ألف التأنيث الممدودة والمقصورة. ج- العلمية وهي ذات سبعة مواضع. 1- المؤنث بالتاء المربوطة، أو المؤنث تأنيثا معنويا. الأول كفاطمة، والثاني كسعاد. 2- العلم الأعجمي، مثل إبراهيم وانطون. 3- العلم الموازن للفعل، مثل يشكر ويزيد. 4- العلم المركب تركيبا مزجيا، نحو بعلبك. 5- العلم المزيد بالألف والنون، نحو عثمان. 6- العلم المعدول على وزن (فعل) نحو عمر. 7- العلم المزيد في آخره ألف للإلحاق، مثل: أرطى وذفرى. د- الصفة وهي ذات ثلاثة مواضع. 1- أن تكون الصفة على وزن «أفعل» مثل «أحمر وأفضل» . 2- أن تكون الصفة على وزن «فعلان» مثل «عطشان وسكران» . 3- أن تكون الصفة «معدولة» وذلك في موضعين: أ- في الاعداد مثل «أحاد وموحد» وثناء ومثنى، وثلاث ومثلث إلخ. ب- والثاني «أخر» نحو مررت بنساء أخر. 4- لام العاقبة: أنكر البصريون تسميتها لام العاقبة، وأطلق عليها الزمخشري «لام العلة»

والعلة فيها مجاز وليست حقيقة. ذلك أن الدافع إلى الالتقاط لم يكن ليكون لهم عدوا وحزنا، ولكن لمحبتهم له، وبغية تنبيه. كمن يقول «ضربته ليتأدب» والحقيقة أنهم التقطوه للمحبة. فكانت عاقبته للعداوة. ولذلك سمّيت اللام «لام العاقبة» . 5- موسى وفرعون: ورد في تعريب كلمة «موسى» أن «مو» هي الماء و «سا» هي الشجر، ولعلهم شبهوا «موسى» بالماء والشجر اللذين ينبتان من الأرض، لأنهم التقطوه من النهر، ولم يعلموا له أبا وأمّا، وإنما وجدوه بينهم، وهو موسى بن عمران، ويتصل نسبه ب «يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» . وبقيت إسرائيل في مصر من عهد يوسف إلى عهد موسى، أي عهد فرعون الذي بعث موسى إليه، وكان فرعون هذا على جانب كبير من العتو والغلظة وطول العمر، واسمه «الوليد بن مصعب» وقد اتخذ بني إسرائيل بمثابة العبيد، يبنون له ويحرثون، ويتقاضى من باقيهم الجزية وقد رأى في المنام نارا أتت من جانب القدس، فأحرقت القبط، فسأل تعبير رؤياه فقيل له: يخرج من بني إسرائيل رجل يكون على يده هلاك مصر، فأمر بقتل كل مولود يلد لبني إسرائيل حتى كاد يفنيهم، ثم عدل عن ذلك، وراح يقتل أبناءهم عاما ويتركهم عاما، فولد هارون في السنة التي لا يقتل فيها الأبناء، وولد موسى في السنة التي يقتلهم فيها. فلما وضعته أمه حزنت، فأوحى الله إليها أن ضعيه في تابوت، ثم ألقيه في اليم. فصنعت تابوتا، ووضعته فيه، وألقته في النيل، وقالت لأخته قصيّه، فحمله الماء حتى أدخله بين أشجار متكاثفة تحت قصر فرعون، فخرجت جواري فرعون يغتسلن، فوجدن التابوت، فأدخلناه إلى آسية امرأة فرعون، فلما رأته أحبته وأخبرت به فرعون فأراد ذبحه، وخشي أن يكون المولود الذي حذر منه، فلم تزل به آسية حتى تركه لها. وذلك قوله تعالى فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً وسوف نتابع رواية القصة على ضوء الآيات التالية إن شاء الله.

[سورة القصص (28) : الآيات 14 إلى 15]

[سورة القصص (28) : الآيات 14 الى 15] وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب آتيناه (حكما) مفعول به ثان منصوب (الواو) اعتراضيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي. جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استوى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ أشدّه. وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. (15) (الواو) عاطفة (على حين) حال من فاعل دخل (من أهلها) متعلّق بنعت لغفلة (فيها) متعلّق ب (وجد) (من شيعته) خبر للمبتدأ هذا، وكذلك (من عدوّه) ، (الفاء) عاطفة (من شيعته) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي (على الذي) متعلّق ب (استغاثه) بتضمينه معنى استنصره (من عدوّه) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي الثاني (الفاء) عاطفة في الموضعين (عليه) متعلّق ب (قضى) ، (من عمل) خبر المبتدأ هذا (مضلّ) خبر ثان (مبين) نعت لمضلّ ...

الصرف:

وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخل. وجملة: «يقتتلان ... » في محلّ نصب نعت لرجلين. وجملة: «هذا من شيعته» في محلّ نصب حال من فاعل يقتتلان «1» . وجملة: «هذا من عدوّه» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا من شيعته. وجملة: «استغاثة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد. وجملة: «وكزه موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغاثة ... وجملة: «قضى عليه.» لا محلّ لها معطوفة على جملة وكزه موسى. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هذا من عمل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه عدوّ ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.- الصرف: (استغاث) فيه إعلال بالقلب أصله استغيث، نقلت فتحة الياء إلى الغين ثم قلبت الياء ألفا. الفوائد - إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ: سبق لنا وتعرضنا لتعداد الخبر وتكراره. ونعيد لأذهان القارئ ما قلناه: لا يكون الخبر متعددا إذا كان التعدد ينبئ عن صفة مشتركة، كما إذا قلنا: فلان طويل قصير أي إنه «مربوع» أو «متوسط القامة ففي هذه الحالة لا نقول» ب «تعدد

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة القصص (28) : آية 16]

الخبر» ومن التعدد قوله تعالى: إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ. - تتمة قصة موسى وفرعون: لقد تبنّى فرعون موسى، فأصبح ابن فرعون، وقد نشدوا له المرضعات فصدّ عن اثدائهن جميعها، وكانت أخته تقتفي أثره، فلما رأت إضرابه عن الرضاعة عرضت عليهم أن تأتيهم بامرأة ترضعه، فأتتهم بأمه، فأعطته ثديها فأخذ يرضعه، وكادت أمه أن تظهرهم على أمره وأمرها «لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها» . وبعد حين عرضته آسية على فرعون، فراح موسى ينتف في لحيته، فراع ذلك فرعون، ودعا بالذباحين ليذبحوه، فما زالت زوجة فرعون تستعطف زوجها، وقد قدمت له ثمرة وجمرة فمد يده إلى الجمرة وأخذها ووضعها في فمه فأحرقته، وبذلك أدرك فرعون عدم إدراكه فعفا عنه، فلما أصبح يافعا كان يركب مع فرعون ويذهب معه حيث يذهب. وقد علم موسى أن فرعون قد ركب إلى بلدة، فلحق به وقد أخليت له فرأى إسرائيليا وقبطيا يقتتلان، فاستغاثه الاسرائيلي، فوكز موسى القبطي فقضى عليه فندم موسى على فعلته، وقال: إن هذا من عمل الشيطان «إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ» ... وللقصة تتمة نأتي عليها في الآيات القادمة بإذن الله. [سورة القصص (28) : آية 16] قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية عاطفة (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (له) متعلّق ب (غفر) ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

_ (1) أو هو توكيد للضمير المتّصل في (إنّه) ، في محلّ نصب على سبيل الاستعارة.

[سورة القصص (28) : آية 17]

جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابها ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي ظلمت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ظلمت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اغفر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت مذنبا بهذا فاغفر. وجملة: «غفر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّه هو الغفور ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. وجملة: «هو الغفور ... » في محلّ رفع خبر إنّ ... [سورة القصص (28) : آية 17] قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (17) الإعراب: (قال ربّ) مثل السابقة «1» ، (الباء) سببيّة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) . والمصدر المؤوّل (ما أنعمت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف تقديره اعصمني ... وفيه حذف مضاف أي بحقّ إنعامك عليّ بالمغفرة اعصمني ... (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (للمجرمين) متعلّق ب (ظهيرا) . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول «3» .

_ (1) في الآية (16) . (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي: أنعمته عليّ. (3) يجوز أن تكون الجملة الندائيّة اعتراضيّة للدعاء لا محلّ لها، وجملة (اعصمني) بما أنعمت ... مقول القول.

[سورة القصص (28) : الآيات 18 إلى 19]

وجملة: (اعصمني) بما أنعمت ... لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لن أكون ظهيرا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تعصمني فلن أكون ... [سورة القصص (28) : الآيات 18 الى 19] فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (في المدينة) متعلّق بالخبر (خائفا) ، واسم أصبح ضمير مستتر يعود على موسى (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (بالأمس) متعلّق ب (استنصره) ، (له) متعلّق ب (قال) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: «أصبح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يترقّب ... » في محلّ نصب خبر ثان ل (أصبح) «1» . وجملة: «الذي استنصره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبح. وجملة: «استنصره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يستصرخه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) . وجملة: «قال له موسى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّك لغويّ ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من الضمير المستتر في (خائفا) ، ويجوز أن تكون بدلا من (خائفا) .

(19) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال: (أن) حرف مصدريّ ونصب (بالذي) متعلّق ب (يبطش) ، (لهما) متعلّق بنعت لعدوّ «1» ... والمصدر المؤوّل (أن يبطش) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد. وفاعل (قال) ضمير مستتر يعود على الذي من شيعته «2» ، (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أن تقتلني) مثل أن يبطش (ما) حرف مصدريّ (بالأمس) متعلّق ب (قتلت) . والمصدر المؤوّل (أن تقتلني ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تريد ... والمصدر المؤوّل (ما قتلت ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تقتلني. (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (أن تكون) مثل أن يبطش (في الأرض) متعلّق ب (جبّارا) الخبر. والمصدر المؤوّل (أن تكون ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تريد، وكذلك المصدر المؤوّل (أن تكون من المصلحين) مفعول تريد الثاني، و (ما) نافية ... وجملة: «أراد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يبطش ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «هو عدوّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) أو متعلّق ب (عدو) معنى معاد. (2) قال بعض المعربين إنّ الضمير يعود على القبطيّ توهّما منه أنّه قاتل الرجل بالأمس.

الصرف:

وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة النداء وجواب ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تريد» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تقتلني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «قتلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إن تريد» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «تكون جبارا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث. وجملة: «ما تريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تريد ... الصرف: (غويّ) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ غوى يغوي باب ضرب، وزنه فعيل أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة وهي الياء. الفوائد - زيادة «أن» : تطرد زيادة «أن» بعد «لمّا» الحينية، وقبل «لو» مسبوقة بقسم، كقول الشاعر: فأقسم أن لو التقينا وأنتم ... لكان لكم يوم من الشر مظلم ومثل ذلك قوله سبحانه: «فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ» . ووجود «أن» يشير إلى الإبطاء وعدم التسرّع. [سورة القصص (28) : الآيات 20 الى 21] وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من أقصى) متعلّق ب (جاء) ، (بك) متعلّق ب (يأتمرون) ، (اللام) للتعليل (يقتلوك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... والمصدر المؤوّل (أن يقتلوك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يأتمرون) . (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لك) متعلّق بالناصحين (من الناصحين) متعلّق بخبر إنّ. جملة: «جاء رجل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسعى ... » في محلّ رفع نعت لرجل. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة: «يا موسى إنّ الملأ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الملأ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يأتمرون ... » في محلّ رفع خبر إنّ ... وجملة: «يقتلوك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «اخرج ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت السلامة فاخرج. وجملة: «إنّي لك من الناصحين ... » لا محلّ لها تعليليّة ... (21) (الفاء) عاطفة (منها) متعلّق ب (خرج) ، (خائفا) حال منصوبة من فاعل خرج (قال ربّ) مرّ إعرابها «1» .

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة.

الصرف:

و (النون) في (نجّني) للوقاية (من القوم) متعلّق ب (نجّني) ... وجملة: «خرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. وجملة: «يترقّب ... » في محلّ نصب حال ثانية «1» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «نجّني ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (أقصى) ، اسم تفضيل من الثلاثي قصا يقصو باب نصر، وزنه أفعل وفيه إعلال بالقلب لمجيء ما قبل الواو مفتوحا. [سورة القصص (28) : الآيات 22 الى 25] وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (تلقاء) ظرف مكان منصوب متعلّق

_ (1) وانظر الآية (18) من هذه السورة.

ب (توجّه) ، (مدين) مضاف إليه مجرور ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (عسى) فعل ماض ناقص- ناسخ- (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (يهديني) للوقاية (سواء) مفعول به ثان منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يهديني ... ) في محلّ نصب خبر عسى. جملة الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة: «توجّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «عسى ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يهديني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (23) (الواو) عاطفة (لمّا ورد.. وجد) مثل لمّا توجّه ... قال (عليه) متعلّق ب (وجد) ، (من الناس) متعلّق بنعت لأمة (من دونهم) متعلّق ب (وجد) «1» ، (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ خبره (خطبكما) (لا) نافية (حتّى) حرف غاية وجرّ (يصدر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الواو) عاطفة ... والمصدر المؤوّل (أن يصدر) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نسقي) . وجملة: «ورد ماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يسقون ... » في محلّ نصب نعت لأمة «2» . وجملة: «وجد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد (الأولى) .

_ (1) وهو متعدّ لواحد في كلا الموضعين بمعنى لقي. (2) أو حال من أمّة لأنه وصف.

وجملة: «تذودان ... » في محلّ نصب نعت لامرأتين. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما خطبكما ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالتا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا نسقي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يصدر الرعاء» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أبونا شيخ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا نسقي. (24) (الفاء) عاطفة (لهما) متعلّق ب (سقى) ، (ثمّ) حرف عطف (إلى الظلّ) متعلّق ب (تولّى) ، (الفاء) عاطفة (قال ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بفقير بتضمينه معنى محتاج، والعائد محذوف (إليّ) متعلّق ب (أنزلت) ، (من خير) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي أنزلته من خير «2» ، (فقير) خبر إنّ. وجملة: «سقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالتا ... وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سقى ... وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى. وجملة النداء: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «إنّي ... فقير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (25) (الفاء) عاطفة (على استحياء) حال من فاعل تمشي (اللام) لام

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة. (2) أو هو تمييز للموصول (ما) . [.....]

الصرف:

التعليل (يجزيك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) حرف مصدريّ (لنا) متعلّق ب (سقيت) ... والمصدر المؤوّل (أن يجزيك) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعوك) . والمصدر المؤوّل (ما سقيت ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) عاطفة (لمّا جاءه ... قال) مثل لمّا توجّه ... قال (عليه) متعلّق ب (قصّ) ، (لا) ناهية جازمة (من القوم) متعلّق ب (نجوت) ... وجملة: «جاءته إحداهما ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فرجعتا فأخبرتا أباهما ... فقال لإحداهما ادعيه ... فجاءته ... وجملة: «تمش ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاءته. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ أبي يدعوك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يدعوك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يجزيك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «سقيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قصّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نجوت ... » لا محلّ لها تعليليّة ... الصرف: (23) يسقون: فيه إعلال بالحذف أصله يسقيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت

البلاغة

الحركة إلى القاف- إعلال بالتسكين- والتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء فأصبح يسقون، وزنه يفعون. (الرعاء) ، جمع راع اسم فاعل من الثلاثيّ رعى، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة التنوين- التقاء الساكنين- وزنه فاع، وفي رعاء إبدال الياء همزة أصله الرعاي، فلمّا جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، ووزن الرعاء فعال بكسر الفاء «1» . (25) استحياء: مصدر قياسيّ لفعل استحيى السداسيّ، وزنه استفعال ... وفيه إبدال لام المصدر- وهي الياء- همزة لمجيئه متطرفا بعد ألف ساكنة، أصله استحياي. البلاغة الكناية: في قوله تعالى وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ: فقد أرادتا أن تقولا له: إننا امرأتان ضعيفتان مستورتان، لا نقدر على مزاحمة الرجال، ومالنا رجل يقوم بذلك، وأبونا شيخ طاعن في السن، قد أضعفه الكبر وأعياه، فلا بد لنا من تأخير السقي إلى أن يقضي الناس أوطارهم من الماء. الاشارة: في قوله تعالى عَلَى اسْتِحْياءٍ: فقد أشار بلمح خاطف، يشبه لمح الطرف، وبلغة هي لغة النظر، إلى وصف جمالها الرائع الفتان، باستحياء لأن الخفر من صفات الحسان، ولأن التهادي في المشي من أبرز سماتهن.

_ (1) الزمخشري جعل هذا الجمع قياسيّا مثل صيام وقيام، وقال بعضهم إنّه جمع على غير القياس، فقياس جمع المنقوص المعتلّ اللام هو فعلة كقضاة ورماة، بضمّ الأول وفتحتين.

الفوائد

الفوائد 1- إحدى: العدد الواحد والاثنان يوافقان المعدود، فيذكران مع المذكر، ويؤنثان مع المؤنث، ولكن ثمة فارق بين العددين، فالواحد تأنيثه بوجود الألف المقصورة «احدى» ، وتذكيره بحذف هذه الألف المرسومة ياء. «أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً» . أمّا «الاثنان» فتأنيثها بإلحاق التاء «اثنتان» وتذكيرها بحذف التاء «اثنان» ومثل الأولى في حالة التأنيث «ثنتان» بحذف الألف من أولها. 2- لفظة «خير» : ترد «خير» اسما صريحا يطلق على كل شيء حسن، وهو نقيض «الشر» ، كما هو في هذه الآية «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» . كما ترد «اسم تفضيل» كما في كلامه تعالى على لسان إبليس: «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ» أي أفضل منه. [سورة القصص (28) : آية 26] قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) الإعراب: (أبت) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، ونقلت الكسرة- كسرة المناسبة- إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم ... و (التاء) عوض من ياء المتكلّم المحذوفة و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف أي استأجرته (الأمين) خبر ثان ل (إن) . جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا أبت استأجره ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «استأجره ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ خير ... » لا محلّ لها تعليليّة.. وجملة: «استأجرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

البلاغة

البلاغة الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ. كلام حكيم جامع لا يزاد عليه، لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان، أعني القوة والأمانة، في القائم بأمرك فقد فرغ بالك وتم مرادك، وقد استغني بإرسال هذا الكلام الذي سياقه سياق المثل، والحكمة أن تقول استأجره لقوته وأمانته. [سورة القصص (28) : آية 27] قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) الإعراب: (أن) حرف مصدريّ ونصب (أنكحك) مضارع منصوب (إحدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة (هاتين) عطف بيان على ابنتيّ مبنيّ على الياء في محلّ جرّ «1» ، (أن) مثل الأول (ثماني) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الفتحة متعلّق ب (تأجرني) ، ومفعول تأجرني محذوف أي: تأجرني نفسك ... والمصدر المؤوّل (أن أنكحك ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد. والمصدر المؤوّل (أن تأجرني ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بحال من فاعل أنكحك أو من مفعوله أي مستأجرا- بكسر الجيم- أو مستأجرا- بفتحها-.

_ (1) ثمّة خلاف بين المعربين حول بناء اسم الإشارة المثنّى وإعرابه، والرأي الغالب أنّه مبنيّ.

(الفاء) عاطفة (أتممت) ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (عشرا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتممت) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من عندك) خبر لمبتدأ مقدّر أي: التمام من عندك (الواو) عاطفة (ما) نافية (أن أشقّ) مثل أن أنكحك (عليك) متعلّق ب (أشقّ) ... والمصدر المؤوّل (أن أشقّ ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد. (السين) حرف استقبال، و (النون) في (تجدني) للوقاية (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجدني ... جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي أريد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أريد ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أنكحك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تأجرني ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «أتممت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: « (التمام) من عندك ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما أريد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أتممت.

_ (1) والتمييز محذوف دلّ عليه ما قبله أي عشر حجج.

الصرف:

وجملة: «أشقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث. وجملة: «ستجدني ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «إن شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الصرف: (حجج) ، جمع حجّة، اسم للعام، وزنه فعلة بكسر فسكون. [سورة القصص (28) : آية 28] قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (28) الإعراب: (بيني) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ ذلك «1» ، (بينك) مثل بيني ومعطوف عليه (أيّما) اسم شرط جازم مفعول به مقدّم منصوب ... وما زائدة (قضيت) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (عدوان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليّ) متعلّق بمحذوف خبر لا (ما) حرف مصدريّ «2» ... والمصدر المؤوّل (ما نقول ... ) في محلّ جرّ متعلّق بالخبر وكيل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك بيني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قضيت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1) أي ذلك الشرط قائم بيني وبينك. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ ... والعائد محذوف أي نقوله.

الفوائد

وجملة: «لا عدوان عليّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله ... وكيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قضيت. وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الفوائد 1- أيّما الأجلين: ترد «أي» هذه على خمسة أوجه: أ- أن تكون شرطا نحو «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» و «ما» المتصلة بها زائدة للتوكيد. ب- أن تكون استفهامية: «أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً» . ج- أن تكون موصولة: «مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ» . د- أن تكون دالة على معنى الكمال، وتكون صفة للنكرة، نحو «عليّ رجل أيّ رجل» أي كامل صفات الرجال كما تكون حالا بعد المعرفة نحو «مررت بعبد الله أيّ رجل» . هـ- تكون وصلة لنداء ما فيه «أل» : نحو «يا أيّها الرجل» . [سورة القصص (28) : آية 29] فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب آنس (بأهله) متعلّق ب (سار) و (الباء) للمصاحبة (من جانب) متعلّق بحال من (نارا) «1» ، (لأهله) متعلّق ب (قال) ، (آتيكم) خبر لعلّ مرفوع «2» ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (منها) متعلّق

_ (1) متعلق ب (آنس) . (2) قد يكون اسم فاعل من أتى، أو مضارع (آتي) .

الصرف:

ب (آتيكم) «1» ، بخبر) متعلّق ب (آتيكم) ، (جذوة) معطوف على خبر بحرف العطف أو مجرور (من النار) متعلّق بنعت لجذوة ... وجملة: «سار ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قضى ... وجملة: «آنس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «امكثوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي آنست ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «آنست ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لعليّ آتيكم ... » لا محلّ لها استئناف بياني «2» . وجملة: «لعلّكم تصطلون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «تصطلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ ... الصرف: (سار) فيه إعلال بالقلب أصله سير تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل. (خبر) ، اسم لما ينقل من حديث وغيره، وزنه فعل بفتحتين. (جذوة) ، اسم للعود الذي في رأسه نار أو للعود مطلقا، وزنه فعلة بفتح فسكون- مثلّث الفاء-. [سورة القصص (28) : الآيات 30 الى 32] فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (32)

_ (1) يجوز أن يكون متعلقا بحال من خبر. (2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من فاعل آنست أي راجيا المجيء بخبر ... هذا إذا صحّ مجيء الحال في الجملة الإنشائيّة.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (لمّا أتاها) مثل لمّا قضى ... «1» ، (من شاطئ) متعلّق ب (نودي) وكذلك (في البقعة) (من الشجرة) بدل من الشاطئ بدل اشتمال بإعادة الجارّ (أن) حرف تفسير، (موسى) منادى مفرد علم مبني على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (ربّ) نعت للفظ الجلالة مرفوع. جملة: «أتاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نودي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يا موسى ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «إنّي أنا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنا الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (31) (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (لمّا رآها ... ) مثل لمّا قضى «3» ، (مدبرا) حال منصوبة (الواو) عاطفة في الموضعين (يا موسى) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (من الآمنين) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «ألق ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «رآها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تهتزّ ... » في محلّ نصب حال من مفعول رآها. وجملة: «كأنّها جانّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ.

_ (1، 3) في الآية السابقة (29) . (2) أو توكيد للضمير المتصل في (إني) ، وأستعير لمحلّ النصب.

الصرف:

وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لم يعقّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة النداء الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أقبل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تخف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقبل. وجملة: «إنّك من الآمنين ... » لا محلّ لها تعليليّة ... (32) (في جيبك) متعلّق ب (اسلك) ، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة من فاعل تخرج، (من غير ... ) متعلّق بحال من الضمير في بيضاء (إليك) متعلّق ب (اضمم) ، (من الرهب) متعلّق ب (اضمم) أي من أجله (الفاء) استئنافيّة (ذانك) اسم إشارة مبنيّ على الألف في محلّ رفع مبتدأ خبره برهانان (من ربّك) متعلّق بنعت للخبر (إلى فرعون) متعلّق بفعل محذوف تقديره اذهب «1» ... وجملة: «اسلك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تسلك يدك تخرج ... وجملة: «اضمم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اسلك. وجملة: «ذانك برهانان ... » لا محلّ لها استئناف في معرض النداء. وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا قوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (شاطئ) اسم للبر الملاصق للبحر على وزن فاعل

_ (1) أو بمحذوف نعت ثان ل (برهانان) تقديره مرسلان. (2) أو بدل من جملة أقبل.

البلاغة

وأصله الوادي. (الأيمن) : صفة مشتقّة على وزن أفعل، وهو الجانب مما يلي اليمين من الإنسان، وقد يكون من اليمن أي البركة، ولم يقصد به التفضيل. (البقعة) ، اسم للجزء من الأرض، مما يكون فيه الإنسان واقفا، وزنه فعلة بضمّ فسكون. (32) (ذانك) ، اسم إشارة للمثنى وهو مبني على الألف على الأرجح- وبعضهم يجعله معربا بالحروف. البلاغة التكرير: في قوله تعالى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ كرر المعنى الواحد لاختلاف الغرضين، وذلك أن الغرض في أحدهما خروج اليد بيضاء، وفي الثاني إخفاء الرعب. الكناية: في قوله تعالى وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ. ضم الجناح كناية عن التجلد والضبط، وهو مأخوذ من فعل الطائر عند الأمن بعد الخوف، وهو في الأصل مستعار من فعل الطائر عند هذه الحالة، ثم كثر استعماله في التجلد وضبط النفس، حتى صار مثلا فيه وكناية عنه. ونضيف إلى ما تقدم ما أورده الإمام الزمخشري بأسلوبه الساحر وهذا نصه: «فإن قلت قد جعل الجناح وهو اليد في أحد الموضعين مضموما وفي الآخر مضموما إليه وذلك قوله: «وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ» وفي طه «وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ» فما التوفيق بينهما؟ قلت: المراد الجناح المضموم وهو اليد اليمنى والمضموم إليه هو

[سورة القصص (28) : الآيات 33 إلى 34]

اليد اليسرى وكل واحدة في يمنى اليدين ويسراهما جناح» . [سورة القصص (28) : الآيات 33 الى 34] قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) الإعراب: (قال ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (منهم) متعلّق بحال من (نفسا) ، (الفاء) عاطفة (أن) حرف مصدريّ و (النون) في (يقتلون) نون الوقاية وردت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآي، وهي مفعول به. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «إنّي قتلت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قتلت» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أخاف» في محلّ رفع معطوفة على جملة قتلت «2» . وجملة: «يقتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يقتلون ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل الخوف. (34) (الواو) عاطفة (هارون) عطف بيان على أخي مرفوع (هو) ضمير

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة. [.....] (2) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.

الصرف:

منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره أفصح (منّي) متعلّق بأفصح (لسانا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (معي) ظرف منصوب متعلّق بفعل أرسله (ردءا) حال منصوبة من مفعول أرسله، و (النون) في (يصدّقني) للوقاية (أن يكذّبون) مثل أن يقتلون. والمصدر المؤوّل (أن يكذّبون) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف. الصرف: (أفصح) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ فصح، وزنه أفعل. (ردءا) ، مصدر ردأته بمعنى أعنته، وهو بمعنى المفعول، وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى رِدْءاً يُصَدِّقُنِي. ليس الغرض بتصديقه أن يقول له: صدقت، أو يقول الناس صدق موسى، وإنما هو أن يلخص الحق بلسانه، ويبسط القول فيه، ويجادل به الكفار، فذلك جار مجرى التصديق المفيد، فأسند التصديق إلى هارون، لأنه السبب فيه، إسنادا مجازيا ومعنى الاسناد المجازي: أن التصديق حقيقة في المصدق فإسناده إليه حقيقة، وليس في السبب تصديق، ولكن أستعير له الإسناد لأنه لا بس التصديق بالتسبب، كما لا بسه الفاعل بالمباشرة. والدليل على هذا الوجه قوله: إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ الفوائد 1- أخاف أن يقتلون: هذه النون في «يقتلون» للوقاية، وأما نون الرفع فهي محذوفة، وحذفت أيضا ياء المتكلم للوقف على الآية، ولكمال النظم القرآني الذي تحدثنا عنه مرارا.

[سورة القصص (28) : آية 35]

2- فقه اللغة: اتفق علماء اللغة وفقهاؤها على أن الحرفين «العين والضاد» إذا وقعا فاء وعينا للفعل دلّا على القوة والصلابة. رغم أنها ليست كثيرة في عالم الأفعال أو الأسماء. من ذلك «العضل، والعضد، وعضّ، وعضد، وعضب، وعضل. كل هذه الزمرة من الأفعال إنما تتضمن معنى القوة والصلابة. وهذا سرّ آخر من اسرار لغتنا العجيبة ذات الخصائص والأسرار. [سورة القصص (28) : آية 35] قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (35) الإعراب: (بأخيك) متعلّق ب (نشدّ) ، وعلامة الجرّ الياء (لكما) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إليكما) متعلّق ب (يصلون) ، (بآياتنا) متعلّق بمحذوف تقديره اذهب «1» ، (أنتما) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على الضمير المنفصل بالواو (الغالبون) خبر. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سنشدّ..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نجعل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «لا يصلون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نجعل. وجملة: « (اذهب) بآياتنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

_ (1) وقد صرح بالفعل في آية أخرى ... ويجوز تعليقه ب (نجعل) أو ب (يصلون) ، أو بحال من ضمير الخطاب ...

البلاغة

وجملة: «أنتما ... الغالبون ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «اتّبعكما ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ. شبه حال موسى عليه السّلام، في تقويته بأخيه، بحال اليد في تقويتها بعضد شديد، ويجوز أن يكون هناك مجاز مرسل، من باب اطلاق السبب على المسبب بمرتبتين، بأن يكون الأصل سنقويك به ثم نؤيّدك ثم سنشد عضدك به. [سورة القصص (28) : الآيات 36 الى 37] فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاءهم موسى) مثل لمّا قضى موسى «1» ، (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى (بيّنات) حال منصوبة من آياتنا (ما) نافية مهملة (إلّا) أداة حصر (سحر) خبر المبتدأ هذا (ما) مثل الأولى (بهذا) متعلّق ب (سمعنا) ، (في آبائنا) متعلّق بحال من هذا بحذف مضاف أي: في أيام آبائنا الأولين. جملة: «جاءهم موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة.

[سورة القصص (28) : الآيات 38 إلى 42]

وجملة: «ما هذا إلّا سحر..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما سمعنا..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (37) (الواو) عاطفة (بمن) متعلّق بأعلم (بالهدى) متعلّق بحال من فاعل جاء (من عنده) متعلّق ب (جاء) ، (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول من (له) متعلّق بخبر تكون «1» ، الهاء في (إنّه) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية ... وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاء بالهدى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «تكون له عاقبة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «إنّه لا يفلح الظالمون» لا محلّ لها استئناف، إمّا في حيّز القول أو من قول الله تعالى. وجملة: «لا يفلح الظالمون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة القصص (28) : الآيات 38 الى 42] وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)

_ (1) أو متعلّق ب (تكون) إذا كان تاما، و (عاقبة) فاعل.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الملأ) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا (ما) نافية (لكم) متعلّق بحال من إله «1» (إله) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله علمت (غيري) نعت لإله «2» تبعه في الجرّ لفظا وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (لي) متعلّق ب (أوقد) ، (هامان) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (على الطين) متعلّق ب (أوقد) وعلى بمعنى في (الفاء) عاطفة (لي) متعلّق بمفعول به ثان عامله اجعل (إلى إله) متعلّق ب (أطّلع) (الواو) اعتراضيّة- أو عاطفة- (اللام) المزحلقة للتوكيد (من الكاذبين) متعلّق بمفعول به ثان عامله أظنّه. جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما علمت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أوقد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا هامان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوقد ... وجملة: «لعلّي أطّلع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-

_ (1) هذا إذا كان الفعل علمت متعدّيا إلى واحد، وإذا كان متعدّيا إلى اثنين فالجارّ متعلّق بمفعول به ثان. (2) أو هو مفعول به ثان إذا تعدّى فعل علمت إلى اثنين، ولكم حال.

وجملة: «أطّلع ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «إنّي لأظنّه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أظنّه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (39) (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل استكبر (جنوده) معطوف على الضمير المستتر فاعل استكبر (في الأرض) متعلّق ب (استكبر) ، (بغير) متعلّق بحال من الفاعل وما عطف عليه (إلينا) متعلّق ب (يرجعون) المنفي، و (الواو) في (يرجعون) نائب الفاعل. وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال فرعون. وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر. وجملة: «لا يرجعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّهم إلينا لا يرجعون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا. (40) (الفاء) عاطفة (جنوده) معطوف على ضمير الغائب المفعول في (أخذناه) ، (في اليمّ) متعلّق ب (نبذناهم) (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان ... وجملة: «أخذناه ... » لا محل لها معطوفة على جملة ظنّوا ... وجملة: «نبذناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذناه. وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به عامله فعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف.

الصرف:

(41) (الواو) عاطفة (أئمة) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم (إلى النار) متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (ينصرون) المنفي، و (الواو) فيه نائب الفاعل. وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناهم. وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب نعت لأئمة. وجملة: «لا ينصرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يدعون. (42) (الواو) عاطفة (في هذه) متعلّق بحال من لعنة، وهو المفعول الثاني (الواو) عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق بالمقبوحين «1» ، (من المقبوحين) متعلّق بمحذوف خبر هم. وجملة: «أتبعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم ... وجملة: «هم من المقبوحين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعناهم ... الصرف: (هامان) ، اسم علم لوزير فرعون لفظ أعجميّ، وزنه فاعال إن كان من أصل عربي. (المقبوحين) ، جمع المقبوح، اسم مفعول من (قبح) الثلاثيّ باب كرم، ضدّ حسن بمعنى طرد ونبذ، وزنه مفعول. البلاغة الإطناب: في قوله تعالى فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ.

_ (1) النحويّون لا يقرّون هذا التعليق بدعوى أنّ (ال) الموصولة لا يعمل ما بعدها في ما قبلها، فيعلّقون الجار بمحذوف، يفسّره قوله: (من المقبوحين) أي قبحوا يوم القيامة ... ولكن الشواهد القرآنية بجواز التعليق كثيرة ... ويجوز عطفه على موضع (في هذه) بحذف مضاف أي ولعنة يوم القيامة.

[سورة القصص (28) : آية 43]

لم يقل: اطبخ لي الآجر واتخذه، وذلك ليتفادى ذكر كلمة الآجر، لأن تركيبها- على سهولة لفظه- ليس فصيحا، وذلك أمر يقرره الذوق وحده، فهذه العبارة أحسن طباقا لفصاحة القرآن، وعلوّ طبقته، وأشبه بكلام الجبابرة. [سورة القصص (28) : آية 43] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان عامله آتينا (من بعد) متعلّق ب (آتينا) ، (ما) حرف مصدريّ (بصائر) حال منصوبة من الكتاب بحذف مضاف أي ذا بصائر «1» . والمصدر المؤوّل (ما أهلكنا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (للناس) متعلّق ببصائر «2» ، (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على بصائر منصوبان. جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لعلّهم يتذكّرون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتذكّرون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ ... [سورة القصص (28) : الآيات 44 الى 48] وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ (48)

_ (1) أو هو مفعول لأجله. (2) أو بنعت لبصائر.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (بجانب) متعلّق بخبر كنت (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر كنت (إلى موسى) متعلّق ب (قضينا) بتضمينه معنى أوحينا (ما) مثل الأولى (من الشاهدين) خبر كنت. جملة: «ما كنت بجانب..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قضينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما كنت من الشاهدين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (45) (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) (عليهم) متعلّق ب (تطاول) ، (ما) مثل الأولى (في أهل) متعلّق ب (ثاويا) (عليهم) متعلّق ب (تتلو) ... وجملة: «لكنّا أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «أنشأنا ... » في محلّ رفع خبر لكنّا. وجملة: «تطاول ... العمر» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأنا. وجملة: «ما كنت ثاويا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لكنّا ... وجملة: «تتلو ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (ثاويا) «1» . وجملة: «لكنّا كنّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكنّا أنشأنا. وجملة: «كنّا مرسلين» في محلّ رفع خبر لكنّا ... (46) (الواو) عاطفة (ما كنت ... نادينا) مثل ما كنت ... قضينا (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (رحمة) مفعول لأجله لفعل محذوف تقديره أرسلناك (من ربّك) متعلّق بنعت لرحمة (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) نافية (نذير) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل أتى (من قبلك) متعلّق ب (أتاهم) . والمصدر المؤوّل (أن تنذر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر أرسلناك. وجملة: «ما كنت بجانب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت ثاويا. وجملة: «نادينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: « (أرسلناك) رحمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت ... وجملة: «تنذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما أتاهم» في محلّ نصب نعت ل (قوما) .

_ (1) أو في محلّ نصب خبر ثان ل (كان) .

وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّهم. (47) (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ ونصب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء- للسببيّة- متعلّق ب (تصيبهم) ، (الفاء) عاطفة (يقولوا) منصوب معطوف على (تصيبهم) ، وعلامة النصب حذف النون. والمصدر المؤوّل (أن تصيبهم) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود. (ربّنا) منادى مضاف منصوب (لولا) حرف تحضيض (إلينا) متعلّق ب (أرسلت) ، (الفاء) فاء السببيّة (نتّبع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل نحن (نكون) ناقص منصوب معطوف على (نتّبع) بالواو (من المؤمنين) خبر نكون. والمصدر المؤوّل (أن نتّبع) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من التحضيض السابق أي: هلّا ثمة إرسال فاتّباع الآيات ... وجملة: «لولا (الإصابة) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما أرسلنا رسلا إليهم «1» . وجملة: «تصيبهم مصيبة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قدّمت أيديهم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد مقدّر. وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبهم

_ (1) أي لولا قولهم، بإصابتهم مصيبة، هلّا أرسلت رسولا ما أرسلنا رسولا.

مصيبة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لولا أرسلت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نكون من المؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة نتّبع. (48) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (من عندنا) متعلّق ب (جاءهم) ، (لولا) مثل الأخير، ونائب الفاعل لفعل (أوتي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على محمد صلّى الله عليه وسلّم (مثل) مفعول به- وهو المفعول الثاني في الأصل- (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه والعائد محذوف أي أوتيه (موسى) نائب الفاعل لفعل (أوتي) الثاني، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يكفروا) ، والعائد محذوف (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أوتي) ، (سحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما «1» ، (الواو) عاطفة (إنّا) مشبّه بالفعل واسمه (بكلّ) متعلّق بالخبر (كافرين) . وجملة: «جاءهم الحقّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... والشرط وفعله وجوابه معطوفة على الاستئناف السابق. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لولا أوتي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أوتي موسى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أي التوراة والقرآن.

الصرف:

وجملة: «لم يكفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أصدقوا ولم يكفروا ... وجملة: «أوتي موسى ... (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (هما) سحران» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تظاهرا ... » في محلّ رفع نعت ل (سحران) . وجملة: «قالوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا (الأولى) . وجملة: «إنّا بكلّ كافرون» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (45) ثانيا: اسم فاعل من الثلاثيّ ثوى، وزنه فاعل. البلاغة جناس التحريف: في قوله تعالى وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. وجناس التحريف: الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما. الفوائد - انتقاء الألفاظ. رأينا أن نشير إشارة عابرة إلى مكانة انتقاء الألفاظ في البلاغة والأدب. والحق الذي لامراء فيه أن اختيار اللفظة ووضعها في موضعها حسب المقام ومقتضى الحال تلك موهبة لا تنال بالمراس وحده وملكة لا يؤتاها ألا القليل من الناس. لا سيما وأنت أمام لغة كثرت مفرداتها المترادفة ولكل منها مقام يحدده الذوق وملكة أدبية لا تخضع لقياس. ولا توزن بميزان ولعل كثرة الاطلاع وتعهد النماذج الأدبية الرفيعة بالقراءة

[سورة القصص (28) : الآيات 49 إلى 50]

وكثرة المداولة مما ينمي هذه الملكة ويهذبها حتى تكتمل أو تدنو من الكمال. وهي في القرآن الكريم في أعلى مرتبة من حسن الانتقاء وملكة الاختيار. [سورة القصص (28) : الآيات 49 الى 50] قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بكتاب) متعلّق ب (ائتوا) ، وكذلك (من عند) ، (منهما) متعلّق بأهدى (أتّبعه) مضارع مجزوم جواب الطلب (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تقولون فأتوا ... وجملة الشرط المقدّر مقول القول. وجملة: «هو أهدى ... » في محلّ جرّ نعت لكتاب. وجملة: «أتّبعه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها تفسيريّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. (50) (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط (يستجيبوا) مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون (لك) متعلّق ب (يستجيبوا) ، (أنّما)

الفوائد

كافّة ومكفوفة (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره (أضل) (ممّن) متعلّق بأضلّ (بغير) حال من فاعل اتّبع (من الله) متعلّق بنعت لهدى (لا) نافية ... وجملة: «لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «اعلم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يتّبعون ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق «1» . وجملة: «من أضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّ الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا يهدي» في محلّ رفع خبر إنّ. الفوائد - اسم التفضيل: رغم أننا تعرضنا لهذه الصيغة من قبل، وإنما نؤثر العودة إليها لبيان بعض الخصائص الهامة فيها: أ- لاسم التفضيل وزن واحد، وهو «أفعل» ، ومؤنثه «فعلى» ، نحو أفضل وفضلي. وقد حذفت همزة «أفعل» في ثلاث كلمات، وهي «خير وشر وحبّ» كقول الشاعر: منعت شيئا فأكثرت الولوع به ... وحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا وأصل هذه الثلاثة: أخير وأشرّ وأحبّ، وحذفت همزتها لكثرة استعمالها.

_ (1) أو نقول: المصدر المؤوّل أَنَّما يَتَّبِعُونَ ... في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم. ولا عبرة ب (ما) الكافة إذ يبقى (أنّ) على مصدريته ... وانظر الآية (52) من سورة إبراهيم.

[سورة القصص (28) : آية 51]

ب- شروط صياغته: لا يصاغ اسم التفضيل إلا من الفعل الثلاثي المثبت، المتصرف، المبني للمعلوم، التام، القابل للتفضيل، على أن لا يكون دالا على لون أو عيب أو حلية. ج- إذا أردنا صياغة اسم التفضيل من فعل لم يستوف الشروط، أتينا بمصدره منصوبا بعد «أشدّ أو أكثر أو نحوها» نحو فلان أكثر سوادا من فلان. د- حالات وروده: يرد اسم التفضيل على حالات أربع: 1- مجردا من «أل والاضافة» . 2- معرفا ب «ال» . 3- مضافا إلى معرفة. 4- مضافا إلى نكره. ملاحظة قد يرد اسم التفضيل مجردا من معنى المفاضلة، نحو: إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأفضل أي عزيزة طويلة وحول اسم التفضيل استثناءات وملاحظات وتفصيلات تجاوزناها لتعود إليها في المطولات. [سورة القصص (28) : آية 51] وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لهم) متعلّق ب (وصّلنا) ... جملة: «قد وجملة القسم وصّلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

[سورة القصص (28) : الآيات 52 إلى 55]

[سورة القصص (28) : الآيات 52 الى 55] الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (55) الإعراب: (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (من قبله) متعلّق ب (آتيناهم) ، (هم) ضمير منفصل مبتدأ ثان في محل رفع (به) متعلّق ب (يؤمنون) وهي خبرهم. جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم به يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (53) (الواو) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (يتلى) ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (عليهم) متعلّق ب (يتلى) (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (من ربنّا) متعلّق بمحذوف خبر ثان ل (إنّ) «1» ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من قبله) متعلّق بالخبر مسلمين. وجملة: «يتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) أو متعلّق بحال من الحقّ، والعامل فيه معنى التوكيد في الحرف المشبّه بالفعل. [.....]

وجملة: «آمنّا به ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه الحقّ من ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-. وجملة: «كنّا من قبله مسلمين» في محلّ رفع خبر إنّ. (54) والواو في (يؤتون) نائب الفاعل (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر، وعلامة النصب الياء (ما) حرف مصدريّ، والباء سببيّة ... والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤتون) . (بالحسنة) متعلّق ب (يدرءون) ، (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) ،- (ما) حرف مصدريّ، أو اسم موصول والعائد محذوف-. وجملة: «أولئك يؤتون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤتون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يدرءون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤتون. وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «ينفقون» في محلّ رفع معطوف على جملة يؤتون. (55) (الواو) عاطفة (عنه) متعلّق ب (أعرضوا) ، (لنا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أعمالنا) ومثله (لكم) خبر المبتدأ أعمالكم (سلام) مبتدأ

[سورة القصص (28) : آية 56]

مرفوع «1» خبره الجارّ (عليكم) ، (لا) نافية ... وجملة: «سمعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لنا أعمالنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لكم أعمالكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «سلام عليكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيزّ القول. وجملة: «لا نبتغي ... » لا محلّ لها تعليليّة. [سورة القصص (28) : آية 56] إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) الإعراب: (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بالمهتدين) متعلّق بأعلم بمعنى عالم. جملة: «إنّك لا تهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أحببت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لكنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

_ (1) جاء المبتدأ نكرة لأنه دلّ على عموم في المدح.

الفوائد

وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي «1» . الفوائد - إنك لا تهدي من أحببت. يبدو أن ثمة إجماعا من المسلمين، على أن هذه الآية نزلت ب «أبي طالب ... » عند ما حضرته الوفاة، فقد قال له رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاجّ بها لك عند الله. فقال: يا ابن أخي، قد علمت إنك لصادق، ولكن أكره أن يقال: جزع عند الموت، ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لقلتها وأقررت بها عينك عند الفراق، لما أرى من شدّة وجدك ونصيحتك، وأنشد: لولا الملامة أو حذار مسبة ... لو جدتني سمحا بذاك مبينا ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا ولكني سوف أموت على ملة الأشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف. ولقد جرت هذه الآية مجرى المثل، يتداولها الناس في كل موقف مشابه، كما جرى الكثير من الآيات مجرى المثل. فتأمّل ... [سورة القصص (28) : آية 57] وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (57) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (نتّبع) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (معك) ظرف منصوب متعلّق ب (نتبع) ، (من أرضنا) متعلّق ب (نتخطّف) المبني للمجهول (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (نمكّن) ، (إليه) متعلّق ب (يجبى) ، (ثمرات) نائب

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يهدي بعد واو الحال.

الصرف:

الفاعل لفعل يجبى (رزقا) حال منصوبة «1» من ثمرات وهو بمعنى المرزوق به (من لدنّا) متعلق بمحذوف نعت ل (رزقا) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية ... جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن نتّبع ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نتخطّف ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لم نمكّن ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أتركناهم ولم نمكّن لهم ... وجملة: «يجبى إليه ثمرات ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (حرما) «2» . وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. الصرف: (حرما) ، إمّا مصدر سماعيّ لفعل حرم يحرم باب فرح بمعنى امتنع عليهم، أو اسم لما يدافع عنه وما لا يحل انتهاكه ... وزنه فعل بفتحتين، وقصد به مكّة وحرمها. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر- وهو مصدر- حيث يلتقي مع فعله في المعنى، ف (يجبى) بمعنى يرزقون فيه رزقا، أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يرزقون رزقا ... أو مفعول لأجله لفعل مقدّر أي نسوقه رزقا وفيه ضعف. (2) أو حال من (حرما) لأنه وصف.

[سورة القصص (28) : الآيات 58 إلى 59]

لأن الآمن حقيقة ساكنوه. ومثله «وكم أهلكنا من قرية ... » المراد أهلها. [سورة القصص (28) : الآيات 58 الى 59] وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (58) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (59) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة، كناية عن العدد مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قرية) تمييز كم (معيشتها) مفعول به منصوب عامله بطرت بتضمينه معنى خسرت «1» ، (الفاء) عاطفة (مساكنهم) خبر المبتدأ تلك مرفوع (من بعدهم) متعلّق ب (تسكن) المنفيّ (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء «2» (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نا ... جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بطرت ... » في محلّ جرّ نعت لقرية. وجملة: «تلك مساكنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا. وجملة: «لم تسكن من بعدهم ... » في محلّ نصب حال من مساكنهم، والعامل فيها الإشارة «3» .

_ (1) يجوز أن ينتصب على الظرف بحذف مضاف أي بطرت أيّام معيشتها أو منصوب على نزع الخافض أي بطرت في معيشتها. (2) المستثنى منه مقدّر، فقد يكون زمانا وقد يكون مكانا وقد يكون مصدرا، و (قليلا) نائب عن الزمان أو المكان أو المصدر المستثنى أي لم تسكن إلّا مدّة أو مكانا أو سكانا إلّا زمانا أو مكانا أو سكنا قليلا. (3) أو هي خبر ثان للإشارة تلك ... أو هي استئناف بيانيّ فلا محلّ لها.

الفوائد

وجملة: «كنّا ... الوارثين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم تسكن بتقدير الرابط أي الوارثين لها منهم- أو في محلّ رفع، أو لا محلّ لها- (59) (الواو) عاطفة (ما) نافية (يبعث) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (في أمّها) متعلّق ب (يبعث) (عليهم) متعلّق ب (يتلو) ... والمصدر المؤوّل (أن يبعث ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق باسم الفاعل مهلك. (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (إلّا) أداة استثناء (الواو) واو الحال. وجملة: «ما كان ربّك مهلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «يبعث ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ل (رسولا) . وجملة: «ما كنّا مهلكي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان ربّك.. وجملة: «أهلها ظالمون ... » في محلّ نصب حال وهو مستثنى من أعمّ الأحوال. أي ما كنّا مهلكي القرى في كلّ حال من الأحوال إلّا في حال كونهم ظالمين. الفوائد - الاسم المقصور والاسم المنقوص: أ- إعرابهما: تقدر الحركات الثلاث على الألف في الاسم المقصور، ويقال «للتعذر ... » أي يتعذر إظهارها. وتقدر الضمة والكسرة على ياء المنقوص، وتظهر الفتحة.

[سورة القصص (28) : آية 60]

ب- إذا نوّن المقصور، يلفظ التنوين على آخره، وتحذف الألف المقصورة لفظا وتبقى رسما. وإذا نوّن المنقوص حذفت ياؤه لفظا ورسما في حالتي الرفع والجر. وتظهر عليها الحركة والتنوين في حالة النصب معا، ويزاد في آخره ألف توطنه للتنوين. ج- يختم المنقوص بياء ساكنة باستطراد. ويختم المقصور بألف ساكنة تكتب ألفا إذا كان أصلها واو، أو ترسم ياء ساكنة إذا كانت منقلبة عن ياء، أي أن أصل فعلها ياتي. د- ولمعرفة أصل الفعل الذي أخذ منه الاسم المقصور أو المنقوص، هل هو واوي أم يائي، نلجأ إلى الحالات التالية: أولا: نصل الفعل الماضي بتاء الفاعل المتحركة، نحو: غزا، غزوت. ثانيا: نأخذ منه مضارعه، نحو رمى يرمي. ثالثا: نشتق منه المصدر، نحو سعى سعيا. رابعا: نثنيه أو نجمعه، نحو: عصا عصوان إلخ. [سورة القصص (28) : آية 60] وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم، و (التاء) في (أوتيتم) نائب الفاعل، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) تمييز ما (الفاء) رابطة لجواب الشرط (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (زينتها) معطوف على متاع بالواو مرفوع مثله (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره خير (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية. جملة: «أوتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد

وجملة: «متاع الحياة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما عند الله خير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فلا تعقلون. الفوائد عند: ظرف للمكان وظرف للزمان. تقول: عند الحائط وعند الصباح. وهو ملازم للنصب على الظرفية. ويجر بمن فيقال: من عنده. وقول العامة ذهبت إلى عنده لحن. و «عند ... » تلزم الإضافة فلا تستعمل مفردا أي بلا إضافة. [سورة القصص (28) : الآيات 61 الى 62] أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (وعدا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة (كمن) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ من (متاع) مفعول مطلق منصوب (ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالمحضرين

الصرف:

(من المحضرين) خبر المبتدأ هو. جملة: «من وعدناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «وعدناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «هو لاقيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «متّعناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «هو ... من المحضرين.» لا محلّ لها معطوفة على جملة متّعناه. (62) (الواو) عاطفة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، وفاعل (يناديهم) ضمير تقديره هو أي الله، (الفاء) عاطفة (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (شركائي) (الذين) اسم موصول في محلّ رفع نعت لشركائي، ومفعولا (تزعمون) محذوفان دلّ عليهما الكلام المتقدّم أي تزعمونهم شركاء. وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يناديهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يناديهم. وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم تزعمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تزعمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (61) لاقيه: اسم فاعل من (لقي) الثلاثيّ، وزنه فاعل.

الفوائد

الفوائد - أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ. تزعمون: الفعل (زعم) ينصب مفعولين ولكنهما حذفا لمعرفتهما من سياق الكلام، أي تزعمونهم أربابا. ويطرّد جواز حذف المفعولين لسائر الأفعال التي تنصب مفعولين إذا تحقق هذا الشرط، وهو معرفتهما من سياق الكلام. قال الكميت يمدح آل البيت: بأي كتاب أم بأية سنة ... ترى حبهم عارا عليّ وتحسب أي تحسب حبهم عارا عليّ ... وقد دلّ عليهما ما سبقهما من كلام. [سورة القصص (28) : آية 63] قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (63) الإعراب: (عليهم) متعلّق ب (حقّ) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب (الذين) موصول في محلّ رفع نعت للإشارة هؤلاء «1» ، (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما غوينا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (أغويناهم) . (إليك) متعلّق ب (تبرّأنا) بتضمينه معنى لجأنا (ما) نافية (إيّانا) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حقّ عليهم القول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) وجعله أبو عليّ الفارسيّ خبرا للمبتدأ هؤلاء، وجملة أغويناهم استئنافيّة، والتوجيه الأول اختيار الزمخشريّ وتبعه أبو حيّان في البحر.

[سورة القصص (28) : آية 64]

وجملة: «ربّنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هؤلاء الذين ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أغوينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أغويناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) . وجملة: «غوينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تبرأنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ما كانوا ... يعبدون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعبدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة القصص (28) : آية 64] وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ (64) الإعراب: (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) في الموضعين (لهم) متعلّق ب (يستجيبوا) ، (لو) حرف شرط غير جازم. والمصدر المؤوّل (أنّهم كانوا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين «1» . وجملة: «ادعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «دعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قيل. وجملة: «لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دعوهم. وجملة: «رأوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يستجيبوا.

_ (1) في الآية السابقة (63) . (2) هي في الأصل مقول القول.

[سورة القصص (28) : الآيات 65 إلى 66]

وجملة: « (ثبت) اهتداؤهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما رأوا العذاب في الآخرة. وجملة: «كانوا يهتدون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يهتدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة القصص (28) : الآيات 65 الى 66] وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (66) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم يناديهم فيقول) مرّ إعرابها «1» ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب على نزع الخافض عامله أجبتم «2» . جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يناديهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يناديهم. وجملة: «أجبتم ... » في محلّ نصب مقول القول. (66) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (عميت) بتضمينه معنى خفيت (يومئذ) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل عميت، والتنوين فيه عوض من محذوف (الفاء) عاطفة (لا) نافية. وجملة: «عميت عليهم الأنباء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (اذكر) يوم.

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة أجبتم صلة الموصول، وجملة ماذا في محلّ نصب مقول القول والعائد محذوف أي أجبتم المرسلين به.

البلاغة

وجملة: «هم لا يتساءلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عميت. وجملة: «لا يتساءلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . البلاغة الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ. أصله فعموا عن الأنباء، أي لم يهتدوا إليها، حيث أستعير العمى لعدم الاهتداء، ثم قلب للمبالغة، فجعل الأنباء لا تهتدي إليهم، وضمن العمى معنى الخفاء، فعدي بعلى، ولولاه لتعدى بعن. ولم يتعلق بالأنباء، لأنها مسموعة لا مبصرة وفي هذا القلب دلالة على أن ما يحضر الذهن يفيض عليه ويصل إليه من الخارج. ويجوز أن يكون في الكلام استعارة مكنية تخيلية، أي فصارت الأنباء كالعمى عليهم لا تهتدي إليهم. [سورة القصص (28) : آية 67] فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب أمّا (عسى) فعل ماض تام للتوقّع أو للتحقيق (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن يكون) في محلّ رفع فاعل عسى. (من المفلحين) متعلّق بمحذوف خبر يكون. جملة: «من تاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أعرب (من) اسم موصول حتّى لا تجتمع أداتان من أدوات الشرط معا.

[سورة القصص (28) : الآيات 68 إلى 70]

وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . [سورة القصص (28) : الآيات 68 الى 70] وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به و (ما) الثانية نافية (لهم) متعلّق بخبر كان (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (ما) الثالثة مصدريّة «1» . والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق ب (تعالى) . جملة: «ربّك يخلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخلق ما يشاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّك) . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يختار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق. وجملة: «ما كان لهم الخيرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (نسبّح) . وجملة: «يشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) ...

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. [.....]

الصرف:

(69) (الواو) عاطفة (ربّك يعلم ما تكن صدورهم) مثل ربّك يخلق ما يشاء (ما يعلنون) معطوفة على (ما تكنّ ... ) وجملة: «ربّك يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّك يخلق. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّك) . وجملة: «تكنّ صدورهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «يعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. (70) (الواو) عاطفة (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف (له) متعلّق بخبر المبتدأ المؤخّر الحمد (في الأولى) متعلّق بالحمد (الواو) عاطفة (له الحكم) مثل له الحمد (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّك يعلم. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) «1» . وجملة: «له الحمد ... » في محلّ رفع خبر ثالث. وجملة: «له الحكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحمد. وجملة: «ترجعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحمد. الصرف: (68) الخيرة: اسم مصدر لفعل تخيّر فهو بمعنى التخيّر أو لفعل اختار على معنى الاختيار ... وفي المصباح: الخيرة بفتح الياء بمعنى الخيار، والخيار هو الاختيار، ويقال هي اسم من تخيّرت مثل الطيرة من تطيّرت، وزنه فعلة بكسر ففتح.

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وكذلك له الحمد.

البلاغة

البلاغة الإدماج: في قوله تعالى لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ. وهذا الفن هو أن يدمج المتكلم إما غرضا في غرض، أو بديعا في بديع، بحيث لا يظهر في الكلام إلا أحد الغرضين، أو أحد البديعين، والآخر مدمج في الغرض الذي هو موجود في الكلام، فإن هذه الآية أدمجت فيها المبالغة في المطابقة، لأن انفراده سبحانه بالحمد في الآخرة، وهي الوقت الذي لا يحمد فيه سواه، مبالغة في وصف ذاته بالانفراد والحمد. وهذه وإن خرج الكلام فيهما مخرج المبالغة في الظاهر، فالأمر فيها حقيقة في الباطن، لأنه أولى بالحمد في الدارين، ورب الحمد والشكر والثناء الحسن في المحلين حقيقة، وغيره من جميع خلقه إنما يحمد في الدنيا مجازا، وحقيقة حمده راجعة إلى ولي الحمد سبحانه. [سورة القصص (28) : الآيات 71 الى 72] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام، ومفعول (رأيتم) الأول ضمير مستتر تقديره هو يعود على الليل «1» ، (جعل) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (عليكم) متعلّق ب (جعل) ، (سرمدا) مفعول به ثان عامله جعل «2» (إلى يوم) متعلّق ب (سرمدا) «3» ، (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ

_ (1) في الكلام تنازع بين الفعلين رأيتم، جعل. (2) بمعنى صيّر، وإذا كان بمعنى خلق وأنشأ فهو حال من الليل. (3) أو متعلّق بنعت ل (سرمدا) .

الصرف:

خبره إله (غير) نعت لإله (بضياء) متعلّق ب (يأتيكم) (الهمزة) الثانية للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن جعل ... » لا محلّ لها أوجملة: «إن جعل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف يفسّره جملة الاستفهام المذكورة. وجملة: «من إله ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله رأيتم. وجملة: «يأتيكم ... » في محلّ رفع نعت ثان لإله «1» . وجملة: «لا تسمعون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أصممتم آذانكم فلا تسمعون. (72) (قل أرأيتم ... أفلا تبصرون) مثل الآية السابقة مفردات وجملا ... وجملة: «تسكنون ... » في محلّ جرّ نعت لليل.. الصرف: (سرمدا) :، اسم بمعنى دائم، وزنه فعلل- وليس فعمل على زيادة الميم كما ذكر بعضهم- [سورة القصص (28) : آية 73] وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من رحمته) متعلّق ب (جعل) ، ومن سببيّة (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومثله (لتبتغوا) ، (فيه) متعلّق ب (تسكنوا) ، (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا ... ) .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من إله لأنه وصف.

[سورة القصص (28) : الآيات 74 إلى 75]

والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) . والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) فهو معطوف على الأول. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «لعلّكم تشكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون. وجملة: «تشكرون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة القصص (28) : الآيات 74 الى 75] وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (75) الإعراب: (ويوم يناديهم ... تزعمون) مرّ إعرابها «1» مفردات وجملا. (75) (الواو) عاطفة (من كلّ) متعلّق ب (نزعنا) بمعنى أخرجنا (الفاء) عاطفة في الموضعين (هاتوا) فعل أمر جامد مبنيّ على حذف النون قياسا على نظائره ... (لله) متعلّق بخبر أنّ.

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّ الحقّ لله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علموا. (عنهم) متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل ضلّ، والعائد محذوف أي يفترونه. وجملة: «نزعنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يناديهم. وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نزعنا. وجملة: «هاتوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «علموا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا ... وجملة: «ضلّ عنهم ما ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة علموا. وجملة: «كانوا يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يفترون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (شهيدا) ، بمعنى الشاهد، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شهد، وزنه فعيل. البلاغة اللف والنشر: في قوله تعالى وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ. في هذه الآية طريقة اللف، في تكرير التوبيخ باتخاذ الشركاء: إيذان بأن لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك به، كما لا شيء أدخل في مرضاته من توحيده. اللهم فكما أدخلتنا في أهل توحيدك، فأدخلنا في الناجين من وعيدك. الفوائد - الفعل الجامد:

[سورة القصص (28) : الآيات 76 إلى 77]

قلنا فيما سبق: إذا تعلق الفعل بزمان، كان داعيا لاختلاف صوره، وهو الفعل المتصرف وإذا لم يتعلق بزمان، كان هذا موجبا لجموده والتزامه بصورة واحدة. ويهمنا في هذه الآية أن نتعرف على الفعل الجامد «هات ... » فإنه من الأفعال الجامدة التي اختصت بفعل الأمر، فلا يأتي منها الماضي أو المضارع. وقد اختلف في بنائه على الكسر وجموده على حالة واحدة أم أن بناءه يختلف باختلاف الضمائر المتصلة به. وإليك مثال ذلك: «قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ ... » . [سورة القصص (28) : الآيات 76 الى 77] إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) الإعراب: (من قوم) متعلّق بخبر كان (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (بغى) ، (من الكنوز) متعلّق بحال من ضمير المفعول (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله آتيناه (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالعصبة) متعلّق ب (تنوء) و (الباء) للتعدية «1» ، (أولي) نعت للعصبة مجرور وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكّر (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (له) متعلّق ب (قال) ، (لا) ناهية جازمة والثانية نافية.

_ (1) أو على قاعدة القلب أي لتنوء بها العصبة أولو القوّة.

جملة: «إنّ قارون كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان من قوم موسى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «بغى عليهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان. وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان. وجملة: «إنّ مفاتحه لتنوء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تنوء بالعصبة ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) . وجملة: « (اذكر) إذ قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال له قومه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تفرح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يحبّ الفرحين ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) . (77) (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ- أو موصول والعائد محذوف- والمصدر المؤوّل (ما آتاك ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (ابتغ) ، و (في) للسببيّة. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (من الدنيا) متعلّق بنصيب (ما) حرف مصدريّ (إليك) متعلّق ب (أحسن) . والمصدر المؤوّل (ما أحسن ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أحسن (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق بالفساد (لا) نافية. وجملة: «ابتغ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أتاك الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسمي. وجملة: «لا تنس ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول

الصرف:

القول. وجملة: «أحسن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أحسن الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لا تبغ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يحبّ المفسدين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (قارون) اسم علم لعمّ موسى عليه السلام أو ابن عمّه.. وهو علم أعجميّ منع من الصرف، ووزنه على الصيغة العربيّة فاعول. البلاغة المبالغة: في قوله تعالى ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ. بولغ في وصف كنوز قارون، حيث ذكرها جمعا، وجمع المفاتح أيضا، وذكر النوء والعصبة وأولي القوة. قيل كانت تحمل مفاتيح خزائنه ستون بغلا، لكل خزانة مفتاح. وهذه المبالغة في القرآن من أحسن المبالغات وأغربها عند الحذاق، وهي أن يتقصى جميع ما يدل على الكثرة وتعدد ما يتعلق بما يملكه. التتميم: في قوله تعالى وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا. تتميم لا بد منه لأنه إذا لم يغتنمها ليعمل للآخرة لم يكن له نصيب في الآخرة.

[سورة القصص (28) : الآيات 78 إلى 82]

[سورة القصص (28) : الآيات 78 الى 82] قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (82) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة، وضمير الرفع في (أوتيته) نائب الفاعل (على علم) متعلّق بحال من نائب الفاعل (عندي) ظرف منصوب متعلّق بنعت لعلم (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة (من قبله) متعلّق ب (أهلك) (من القرون) متعلّق بحال من الموصول من «1» . والمصدر المؤوّل (أنّ الله قد أهلك..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم. (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله أهلك (منه) متعلّق بأشدّ (قوة) تمييز منصوب وكذلك (جمعا) (الواو) اعتراضيّة (عن ذنوبهم) متعلّق ب (يسأل) ، (المجرمون) نائب الفاعل مرفوع وعلامة الرفع

_ (1) و (من) بيانيّة ... أو متعلّق بفعل أهلك و (من) تبعيضيّة.

الواو. جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوتيته ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهل ولم يعلم.. أو: أعلم ما ادعاه ولم يعلم ... وجملة: «قد أهلك ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «هو أشدّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا يسأل ... المجرمون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين. (79) (الفاء) عاطفة (على قومه) متعلّق ب (خرج) ، (في زينته) حال من فاعل خرج أي متزيّنا (يا) أداة تنبيه (لنا) متعلّق بمحذوف خبر ليت، و (مثل) اسم ليت منصوب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه والعائد محذوف أي أوتيه (قارون) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أوتي (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو. وجملة: «خرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ... وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ليت لنا مثل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أوتي قارون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّه لذو ... » لا محلّ لها تعليليّة. (80) (الواو) عاطفة (ويلكم) مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل (لمن) متعلّق بالخبر خير (الواو) اعتراضيّة (لا) نافية (إلّا) أداة حصر (الصابرون) نائب الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.

جملة: «قال الذين أوتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين يريدون. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «ويلكم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «ثواب الله خير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: «لا يلقّاها إلّا الصابرون..» لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين «1» . (81) (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (خسفنا) ، وكذلك (بداره) فهو معطوف على الأول (الفاء) تعليليّة (ما) نافية (له) متعلّق بخبر كان (فئة) مجرور لفظا مرفوع محلا اسم كان (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصرونه (ما كان) مثل الأول (من المنتصرين) متعلّق بخبر كان. وجملة: «خسفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر يقتضيه مجرى القصّة. وجملة: «ما كان له من فئة..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ينصرونه ... » في محلّ جرّ (أو رفع) نعت لفئة «2» . وجملة: «ما كان من المنتصرين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. (82) (الواو) عاطفة (مكانه) مفعول به منصوب بحذف مضاف أي مثل مكانه (بالأمس) متعلّق ب (تمنّوا) ، (وي) اسم فعل مضارع بمعنى أعجب

_ (1) أو في محلّ نصب حال. (2) يجوز أن تكون الجملة خبرا ل (كان) في محلّ نصب، (وله) حال من فئة.

(كأنّ) حرف مشبّه بالفعل «1» ، (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر «2» أي يشاء رزقه (لولا) حرف شرط غير جازم (علينا) متعلّق ب (منّ) ، (اللام) واقعة في جواب لو (بنا) متعلّق ب (خسف) . والمصدر المؤوّل (أن منّ الله ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي موجود. (ويكأنّه) مثل الأول (لا) نافية ... و (الهاء) في (ويكأنه) هو ضمير الشأن اسم كأنّ. وجملة: «أصبح الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خسفنا ... وجملة: «تمنّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر أصبح. وجملة: «ويكأنّ الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبسط الرزق ... » في محلّ رفع خبر كأنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لولا أن منّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «منّ الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «خسف بنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) في لفظ (ويكأنه) كثير من التخريجات آثرنا منها الأسهل والأبسط والأكثر موافقة للمعنى. (2) أو تمييز للموصول (من) .

الصرف:

وجملة: «ويكأنّه لا يفلح ... » لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول. وجملة: «لا يفلح الكافرون ... » في محلّ رفع خبر كأنّ. الصرف: (ويكأنّ) ، جاء في حاشية الجمل ما يلي: «ويكأنّ فيه مذاهب: أحدها أنّ وي كلمة برأسها وهي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا، و (الكاف) للتعليل، وأنّ وما في حيّزها مجرورة بها أي: أعجب لأن الله يبسط الرزق ... إلخ، الثاني: قال بعضهم كأنّ هنا للتشبيه إلّا أنّه ذهب منه معناه وصار للخبر واليقين «1» . الثالث أن ويك كلمة برأسها، و (الكاف) فيها حرف خطاب، و (أن) معمولة لمحذوف أي: اعلم أنّ الله يبسط ... إلخ قاله الأخفش، الرابع أن أصلها ويلك فحذفت اللام ... والخامس أن (ويكأنّ) كلّها مستقلّة بسيطة ومعناها ألم تر، وربّما نقل ذلك عن ابن عبّاس، ونقل عن الفرّاء والكسائيّ- من الكوفيين- أنها بمعنى أما ترى إلى صنع الله، وحكى ابن قتيبة أنّها بمعنى رحمة لك في لغة حمير.. ولم يرسم في القرآن إلّا ويكأنّ وويكأنّه متّصلة في الموضعين..» أهـ. الفوائد 1- قصة قارون: إنها قصة مثيرة للنفوس، غذاء للأقلام، وإنها تدور حول نموذج من الناس لا يخلو منه عصر أو مصر. لذلك تحمل من العبرة ما هو حريّ أن يكون درسا للأقوياء، والضعفاء، والأغنياء، والفقراء، على حد سواء. قيل: كان ابن عم موسى بن عمران، وقيل: كان ابن خالته. وهو ممن يضرب بهم المثل في كثرة المال، وكان من أحسن الناس وجها وقراءة للتوراة، وقيل: إنه كان

_ (1) هذا الوجه هو الذي آثرناه في الإعراب أعلاه.

من السبعين الذين اختارهم موسى من قومه. وقد قيل: إنه خرج راكبا بغلة شهباء، ومعه سبعمائة وصيفة على بغال شهب عليهن الحلي والحلل، وكامل الزينة، فكاد يفتن بني إسرائيل. ثم بغى وطغى، وتكبر وتجبر، حتى أهلكه الله. وسبب هلاكه أن موسى جعل الحبورة وهي الإمامة لهارون فحسده قارون وقال لموسى: ألك الرسالة ولهارون الحبورة، وأنا لست في شيء، لا أستطيع أن أصبر على هذا. فأخبره موسى أن ذلك كان بأمر الله. فقال قارون: والله لا أصدقك أبدا حتى تأتيني بآية، فأمر موسى زعماء بني إسرائيل بأن يأتي كل منهم بعصاه، فجاءوا بها، فألقاها موسى في قبة له بأمر الله، ودعا موسى الله أن يريهم بيان ذلك، فاهتزت عصا هارون واخضرت وأورقت. فقال موسى لقارون: أما ترى صنع الله تعالى لهارون. فقال قارون: والله ما هذا بأعجب ما تصنع من السحر، ثم اعتزل بمن معه من بني إسرائيل، وكان كثير المال والأتباع، فدعا عليه موسى فهلك. وقيل: إنه لما نزلت آية الزكاة على موسى، واستعظم قارون ما يحق عليه من المال، جمع كبار بني إسرائيل وأخبرهم بأن موسى سينكبهم بمالهم، فقالوا له: أنت كبير وأمرنا نطع أمرك. فدعا قارون بغيا كانت بين القوم، وجعل لها جعلا على أن تقذف موسى بنفسها. ثم دعا القوم للاجتماع، وطلب إلى موسى أن يعظهم، فراح موسى يعدد حدود الله، حتى قال: ومن زنى نجلده، وإن كان محصنا نرجمه، فقال له قارون: فإذا كنت أنت، فإن هذه المرأة تزعم أنك فجرت بها. فسألها موسى على ملإ من الناس فاعترفت أن قارون طلب إليها أن ترمي موسى بالزنا، فسجد موسى لله، ودعا على قارون، فسخر الله الأرض لموسى. فقال: يا أرض خذيه، فراحت تبتلعه وموسى يقول: خذيه، وقارون يستغيث، وموسى يقول: خذيه، حتى غاب في باطن الأرض. وراح القوم الذين كانوا يكبرونه بالأمس يحقرونه ويحمدون الله الذي نجاهم من قارون وغروره وإفساده قلوب الناس.

[سورة القصص (28) : آية 83]

2- وي. حول «وي ... » هذه آراء نورد أهمها: أ- وي: اسم فعل مضارع بمعنى أعجب أو أتعجب، وبعد انقضاء التعجب يأتي التشبيه «كأنه لا يصلح الظالمون ... » . وذهب المفسرون والنحاة أنه ليس المقصود التشبيه وإنما هو التقرير. ب- وثمة رأي آخر: حيث ألحقت الكاف ب «وي ... » فأصبحت «ويك ... » ، وهذه كاف الخطاب اتصلت باسم الفعل، ثم بديء الكلام ب «أنه لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ... » . ويقوّي هذا الرأي قول عنترة: ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم ج- وثمة قول ثالث: فحواه أن أصل الكلمة «ويلك ... » ، وحذفت اللام لكثرة الاستعمال، فأصبحت «ويك» . ولم يقتصر النحاة والمفسرون على هذه الآراء الثلاثة بل توسعوا في الاجتهاد حتى أوردوا أقوالا ضعيفة نحن بغنى عن ذكرها. [سورة القصص (28) : آية 83] تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) الإعراب: (الدار) بدل من تلك- أو نعت- (للذين) متعلّق ب (نجعلها) «1» ، (لا) نافية (في الأرض) متعلّق ب (علوا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (فسادا) معطوف على (علوا) منصوب مثله (للمتّقين) متعلّق بخبر المبتدأ العاقبة. جملة: «تلك الدار ... نجعلها.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نجعلها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) .

_ (1) هذا إذا كان الفعل مضمّنا معنى فعل متعدّ إلى واحد أي نهيّئها.. وإذا كان بمعنى التصيير فالجار متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ... [.....]

الفوائد

وجملة: «لا يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «العاقبة للمتّقين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. الفوائد - تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ: القاعدة العامة تقول: كلّ اسم معرّف ب «أل ... » بعد اسم إشارة فعطف بيان أو بدل. وقد مرّ معنا استعراض كامل لأسماء الاشارة، لذلك لا نرى حاجة للعودة لذكرها. وإنما نقول في «تلك ... » بأنها تنحلّ إلى ثلاث كلمات: «ت» اسم اشارة للمفرد المؤنث، و «اللام» يشير إلى أن المشار إليه بعيد، و «الكاف» للخطاب. وقد يتصل بها ما يدل على نوعية المخاطب، مذكرا أم مؤنثا مفردا، أم مثنى أم جمعا، فنقول: تلك، وتلكما، وتلكم، وتلكن. [سورة القصص (28) : آية 84] مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (84) الإعراب: (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة جاء (بالحسنة) متعلّق بحال من فاعل جاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خير (منها) متعلّق بخير (من جاء بالسيّئة) مثل من جاء بالحسنة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) حرف مصدريّ «1» .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ نصب مفعول يجزى بحذف مضاف، والعائد محذوف أي: جزاء الذي كانوا يعملونه.

[سورة القصص (28) : آية 85]

والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله يجزى، وفيه حذف مضاف أي جزاء عملهم. جملة: «من جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاء بالحسنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الأول. وجملة: «له خير منها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من جاء (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاء (الأولى) . وجملة: «جاء بالسيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «لا يجزى الذين ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي فله مثلها لأنه لا يجزى الذين ... وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ... [سورة القصص (28) : آية 85] إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (85) الإعراب: (عليك) متعلّق ب (فرض) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى معاد) متعلّق بالخبر رادّك (أعلم) خبر المبتدأ ربي، وهو بمعنى عالم وقد نصب المفعول به (من) ، (بالهدى) متعلّق بحال من فاعل جاء (الواو) عاطفة و (من) الثاني مثل الأول ومعطوف عليه (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ هو. جملة: «إنّ الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

الصرف:

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة بين المتعاطفين. وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «هو في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. الصرف: (معاد) ، اسم مكان من (عاد) الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب، أصله معود- بسكون العين وفتح الواو- استثقلت الحركة على الواو فسكّنت ثمّ نقلت الحركة إلى العين، فلمّا تحرّك ما قبل الواو قلبت ألفا. البلاغة سرّ التنكير: في قوله تعالى إِلى مَعادٍ: وجه تنكير المعاد أنها كانت في ذلك اليوم معادا له شأن، ومرجعا له اعتداد، لغلبة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على مكة وقهره لأهلها، ولظهور عز الإسلام وأهله وذل الشرك وحزبه. [سورة القصص (28) : الآيات 86 الى 88] وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (86) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (ما) نافية (أن) حرف مصدريّ، وعلامة النصب في (يلقى) الفتحة المقدّرة على الألف (إليك) متعلّق ب (يلقى) ، (الكتاب) نائب الفاعل للمجهول يلقى (إلّا) أداة بمعنى لكن، والاستثناء منقطع، (رحمة) مفعول لأجله لعامل مقدّر منصوب (من ربّك) متعلّق برحمة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكونّن) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (للكافرين) متعلّق بخبر تكوننّ (ظهيرا) . جملة: «ما كنت ترجو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ترجو ... » في محلّ نصب خبر كنت. وجملة: «يلقى إليك الكتاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يلقى ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله ترجو. وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا ألقي إليك الكتاب فلا تكونن ظهيرا ... (87) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يصدّنّك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (النون) المذكورة للتوكيد و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين، فاعل، و (الكاف) مفعول به (عن آيات) متعلّق (يصدّنّك) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يصدّنّك) ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل لفعل (أنزلت) المجهول ضمير مستتر تقديره هي يعود على الآيات (إليك) متعلّق ب (أنزلت) ، (الواو) عاطفة (إلى

_ (1) أو معطوفة على جملة: «إنّ الذي فرض ... » في الآية السابقة (85) .

البلاغة

ربّك) متعلّق ب (ادع) ، (لا تكوننّ) مثل الأولى (من المشركين) متعلّق بخبر تكونّن. وجملة: «لا يصدّنّك ... » معطوفة على جملة لا تكونّن. وجملة: «أنزلت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ادع ... » معطوفة على جملة لا يصدّنك ... وجملة: «لا تكونن (الثانية) ... » معطوفة على جملة لا يصدّنك (88) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من (إلها) ، (إلّا) أداة استثناء في الموضعين (هو) في محلّ رفع بدل من الضمير الموجود في خبر لا المحذوف (وجهه) مستثنى منصوب (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الحكم (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق بالمبني للمجهول (ترجعون) ، و (الواو) نائب الفاعل. وجملة: «لا تدع ... » معطوفة على جملة لا تكوننّ (الثانية) . وجملة: «لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «كلّ شيء هالك ... » لا محلّ لها تعليل للنواهي السابقة. وجملة: «له الحكم ... » لا محلّ لها تعليل ثان. وجملة: «إليه ترجعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ: الوجه بمعنى الذات، مجاز مرسل. وهو مجاز شائع. وقد يختص بما شرف من الذوات، وقد يعتبر ذلك هنا، ويجعل نكتة للعدول عن إلا إياه، إلى ما في النظم الجليل. انتهت سورة القصص بعون الله تعالى

سورة العنكبوت

سورة العنكبوت من الآية 1- إلى الآية 45 [سورة العنكبوت (29) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (أن) حرف مصدريّ ونصب، و (الواو) في (يتركوا) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أن يتركوا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا ... ) في محلّ جرّ باللام محذوفة متعلّق ب (يتركوا) «1» ، (الواو) حاليّة (لا) نافيّة، و (الواو) في (يفتنون) نائب الفاعل.

_ (1) أو في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق بحال من نائب الفاعل أي متمسّكين بقولهم آمنا.

البلاغة

جملة: «حسب الناس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يتركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هم لا يفتنون.» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يفتنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (3) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في الموضعين (يعلمنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (الذين) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب. وجملة: «فتنّا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة. وجملة: «يعلمنّ (الأولى) » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة: «القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى. وجملة: «يعلمنّ ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلمنّ الأولى «1» . البلاغة الالتفات: في قوله تعالى فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ.

_ (1) أو هي جواب القسم المقدّر، وجملة القسم معطوفة على جملة القسم الأول.

الفوائد

الالتفات إلى الاسم الجليل لإدخال الروعة وتربية المهابة وتكرير الجواب، لزيادة التأكيد والتقرير، أي فو الله ليتعلقن علمه بالامتحان، تعلقا حاليا، يتميز به الذين صدقوا في الايمان الذي أظهروه، والذين هم كاذبون فيه، مستمرون على الكذب، ويترتب عليه أجزيتهم من الثواب والعقاب. التعبير بالصيغة الفعلية والصيغة الاسمية: في قوله تعالى «فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ» مخالفة بين الصيغة الفعلية وهي «صدقوا» والصيغة الاسمية في قوله «الكاذبين» . والنكتة في هذه المخالفة، أن اسم الفاعل يدل على ثبوت المصدر في الفاعل، ورسوخه فيه. والفعل الماضي لا يدل عليه، لأن وقت نزول الآية كانت حكاية عن قوم قريبي عهد بالإسلام، وعن قوم مستمرين على الكفر، فعبر في حق الأولين بلفظ الفعل، وفي حق الآخرين بالصيغة الدالة على الثبات. الفوائد - أفعال القلوب. تقسم أفعال القلوب إلى ثلاثة أقسام: أ- مالا يتعدّى بنفسه، ولا بدله من جارّ يتعدى بواسطته، نحو: فكر في الأمر. ب- ما يتعدى لمفعول واحد وبنفسه، نحو: عرف الحق، وفهم المسألة. ج- وما يتعدّى لمفعولين بنفسه، وأصلهما مبتدأ وخبر، يقول زفر بن الحارث الكلابي: وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... عشية لاقينا جذام وحميرا أي كان يظنهم شجعانا فتبينوا بخلاف ذلك. وبعد نرجو أن يكون قد اتضح معنى الآية، أي أحسب الذين سارعوا إلى النطق بالشهادة استسهلوها وتعالوا بها على الآخرين، إنهم سيتركون دون اختبار، بل يمتحنهم الله بضروب من الابتلاء والمحن. فليس الايمان كلمات تردد على الألسنة دون أن تؤيد بالأقوال وتمازج العقول والقلوب.

[سورة العنكبوت (29) : آية 4]

[سورة العنكبوت (29) : آية 4] أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (4) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة أي للإضراب الانتقاليّ والتوبيخ (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن يسبقونا) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب. (ساء) فعل ماض لإنشاء الذّم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) تمييز الفاعل «1» ، والمخصوص بالذّمّ محذوف تقديره حكمهم. وجملة: «حسب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يسبقونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ساء ما يحكمون.» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحكمون» في محلّ نصب نعت ل (ما) . [سورة العنكبوت (29) : الآيات 5 الى 7] مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (7) الاعراب (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) المزحلقة للتوكيد (آت) خبر إنّ

_ (1) يجوز أن يكون (ما) موصولا فاعلا، وجملة يحكمون صلته، والعائد محذوف أي يحكمون به.

مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة (الواو) استئنافيّة (العليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يرجو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّ أجل الله ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: فليستعدّ له لأن أجل الله آت. وجملة: «هو السميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (6) (الواو) عاطفة (من جاهد) مثل من كان.. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يجاهد) (اللام) المزحلقة للتوكيد (عن العالمين) متعلّق بغنيّ. وجملة: «من جاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان. وجملة: «جاهد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إنّما يجاهد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله لغنيّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. (7) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نكفّرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع والفاعل نحن للتعظيم (عنهم) متعلّق ب (نكفّرنّ) ، (لنجزينّهم) مثل (لنكفرنّ) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاهد. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.

[سورة العنكبوت (29) : آية 8]

وجملة: «نكفّرنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «نجزينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع معطوفة على جملة القسم الأولى. وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ... [سورة العنكبوت (29) : آية 8] وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا) ، (حسنا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته على حذف مضاف أي إيصاء ذا حسن «2» ، (الواو) عاطفة (جاهداك) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) لام التعليل (تشرك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بي) متعلّق ب (تشرك) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «3» ، (لك) متعلّق بخبر ليس محذوفا، (به) متعلّق بحال من (علم) «4» وهو اسم ليس مؤخر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة.

_ (1) أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه. (2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق أي: أحسن إليهما حسنا. (3) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها. (4) أو متعلّق بالخبر المحذوف.

الفوائد

والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جاهداك) . (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعكم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ ... «1» . والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم) . جملة: «وصينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن جاهداك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تشرك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر. وجملة: ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا تطعهما ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إليّ مرجعكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنبّئكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم. وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. الفوائد - قيل: إن سعد بن أبي وقاص، وهو من السابقين إلى الإسلام، قالت له أمه، وهي حمنة بنت أبي سفيان: يا سعد، بلغني أنك قد صبأت، فو الله لا يظلني سقف

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي كنتم تعملونه.

[سورة العنكبوت (29) : آية 9]

بيت من الضحّ والريح، وإن الطعام والشراب علي حرام حتى تكفر بمحمد. وكان أحب ولدها إليها. فأبى سعد، وبقيت ثلاثة أيام كذلك. فجاء سعد إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وشكا إليه، فنزلت هذه الآية والتي في لقمان، والتي في الأحقاف. فأمره رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن يداريها ويترضاها بالإحسان إلخ. وفي رواية، أن سعدا قال لها: والله لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما كفرت بمحمد، فإن شئت فكليّ، وإن شئت فلا تأكلي. فلما رأت ذلك أكلت. وقيل: إنها نزلت بأناس آخرين. ولا فرق بين هذه الآراء، فالغاية واحدة، وهي برّ الوالدين وطاعتهما، وهي واجبة في الإسلام ما لم يأمرا بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. [سورة العنكبوت (29) : آية 9] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذين آمنوا ... لندخلنّهم) مثل الذين آمنوا ... لنكفّرنّ «1» مفردات وجملا (في الصالحين) متعلّق ب (ندخلنّهم) . [سورة العنكبوت (29) : الآيات 10 الى 13] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (11) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13)

_ (1) في الآية (7) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من الناس) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) «1» ، (بالله) متعلّق ب (آمنّا) ، (الفاء) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (أوذي) ضمير مستتر تقديره هو (في الله) متعلّق ب (أوذي) بحذف مضاف أي في سبيل الله «2» ، (كعذاب) متعلّق بمفعول به ثان عامله جعل (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة لقسم (إن) حرف شرط جازم (جاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من ربّك) متعلّق بنعت لنصر «3» ، (اللام) الثانية لام القسم (يقولن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين، فاعل، و (النون) نون التوكيد (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر كنّا (الهمزة) للاستفهام (الواو) استئنافيّة (أعلم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بأعلم (في صدور) متعلّق بمحذوف صلة ما. جملة: «من الناس من يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أوذي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إن جاء نصر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

_ (1) أو هو نعت لمبتدأ مقدّر، والخبر (من يقول) أي: بعض من الناس من يقول ... (2) أو (في) سببيّة. (3) أو متعلّق ب (جاء) ومن لابتداء الغاية. [.....]

وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ... معكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أو ليس الله بأعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة. (11) (الواو) عاطفة (ليعلمنّ الله المنافقين) مرّ إعراب نظيرها «1» مفردات وجملا. (12) (الواو) عاطفة (للذين) متعلّق ب (قال) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (الواو) الثانية اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (حاملين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (من خطاياهم) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل حاملين (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لنحمل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «ما هم بحاملين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّهم لكاذبون ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ (13) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يحملنّ) مثل

_ (1) في الآية (3) من هذه السورة.

الصرف:

يقولنّ «1» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بنعت لأثقال (يسألنّ) مثل يقولنّ «2» ، و (الواو) المحذوفة فيه نائب الفاعل (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يسألنّ) ، (عما) متعلّق ب (يسألنّ) «3» ... وجملة: «يحملنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين ... وجملة: «يسألنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «كانوا يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. وجملة: «يفترون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (حاملين) جمع حامل اسم فاعل من الثلاثي حمل، وزنه فاعل والجمع فاعلين. الفوائد - يقلّ دخول لام الأمر ولا الناهية على المتكلم المفرد المعلوم، فإن كان المتكلم أكثر من واحد، فيكون دخولهما عليه أيسر، كقول الشاعر: إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد ... لها أبدا ما دام فيها الجراضم وكما ورد في الآية المذكورة «وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» . [سورة العنكبوت (29) : الآيات 14 الى 15] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (15)

_ (1، 2) في الآية (10) من هذه السورة. (3) (ما) حرف مصدريّ أو اسم موصول والعائد محذوف.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) (الفاء) عاطفة في الموضعين (فيهم) متعلّق ب (لبث) ، (ألف) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبث) ، (سنة) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (خمسين) منصوب على الاستثناء وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (عاما) تمييز منصوب (الواو) واو الحال. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «أخذهم الطوفان ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فكذّبوه فأخذهم.. وجملة: «هم ظالمون ... » في محلّ نصب حال. (15) (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) في الموضعين- أو واو الحال في الثانية- (أصحاب) معطوف على الضمير المفعول في (أنجيناه) ، (آية) مفعول به ثان عامله جعلناها (للعالمين) متعلّق بنعت لآية. وجملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذهم الطوفان. وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه «1» . البلاغة نكتة العدد: في قوله تعالى فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً. فإن لقائل أن يقول: هلا قيل: تسعمائة وخمسين سنة؟ الجواب: ما أورده الله أحكم، لأنه لو قيل: تسعمائة وخمسين سنة، لجاز أن يتوهم إطلاق هذا العدد

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 16 إلى 18]

على أكثره، وهذا التوهم زائل مع مجيئه كذلك، وكأنه قيل: تسعمائة وخمسين سنة كاملة وافية العدد، إلا أن ذلك أخصر وأعذب لفظا وأملأ بالفائدة، وفيه نكتة أخرى: وهي أن القصة مسوقة لذكر ما ابتلي به نوح عليه السلام من أمّته، وما كابده من طول المصابرة، تسلية لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فكان ذكر رأس العدد أوقع وأوصل إلى الغرض من استطالة السامع مدة صبره. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 16 الى 18] وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) الإعراب: (الواو) عاطفة (إبراهيم) معطوف على (نوحا) «1» منصوب (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (أرسلنا) «2» ، (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (لكم) متعلّق بخير (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اعبدوا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية (14) من هذه السورة، أو معطوف على ضمير المفعول في (أنجيناه) - الآية 15- أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر، والعطف يغدو من عطف الجمل. (2) أو متعلّق ب (أنجينا) ... أو هو بدل اشتمال من إبراهيم إذا كان منصوبا ب (اذكر) .

وجملة: «اتّقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اعبدوا ... وجملة: «ذلكم خير لكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. (17) (إنّما) كافّة ومكفوفة (من دون) متعلّق بحال من (أوثانا) ، والثاني متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تعبدونه من دون الله (لا) نافية (لكم) متعلّق بحال من (رزقا) ، وهو مفعول به عامله يملكون «1» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (ابتغوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (له) متعلّق ب (اشكروا) ، (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، والواو فيه نائب الفاعل. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها تعليل ثان «2» . وجملة: «تخلقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تعبدون. وجملة: «إنّ الذين تعبدون ... » لا محلّ لها تعليل للتعليل. وجملة: «تعبدون (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ابتغوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن احتجتم إلى شيء فابتغوا. وجملة: «اعبدوه ... » معطوفة على جملة ابتغوا ... وجملة: «اشكروا له ... » معطوفة على جملة ابتغوا..

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه يلاقي الفعل في المعنى أي يرزقونكم رزقا. (2) أو استئناف آخر في حيّز القول.

البلاغة

وجملة: «ترجعون ... » لا محلّ لها تعليليّة. (18) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (من قبلكم) متعلّق بنعت لأمم «1» (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (على الرسول) متعلّق بخبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع. وجملة: «إن تكذّبوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «2» . وجملة: «قد كذّب أمم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تكذّبوا فلا يضرّني تكذيبكم لأنه قد كذّب أمم ... وجملة: «ما على الرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قد كذّب ... البلاغة التنكير: في قوله تعالى لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً: نكر الرزق ثم عرفه، لأنه أراد لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئا من الرزق، فابتغوا عند الله الرزق، فإنه هو الرزاق وحده، لا يرزق غيره. [سورة العنكبوت (29) : آية 19] أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (كيف)

_ (1) أو متعلّق ب (كذّب) . (2) قيل إن هذا الكلام إلى قوله: «عذاب أليم» - الآية 23- هو من قول محمد عليه السلام معترض في قصة إبراهيم.

[سورة العنكبوت (29) : آية 20]

اسم استفهام في محلّ نصب حال عاملها يبدئ (ثم) حرف استئناف «1» ، (على الله) متعلّق بيسير. جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا ... وجملة: «يبدئ الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية وقد علّق بالاستفهام كيف. وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ ذلك ... يسير ... » لا محلّ لها تعليليّة. [سورة العنكبوت (29) : آية 20] قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) الإعراب: (في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (كيف بدأ ... ) مثل كيف يبدئ «2» ، (ثمّ) حرف استئناف (النشأة) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق، منصوب (على كلّ) متعلّق بقدير. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) قال الأستاذ عبّاس حسن في كتابه (النحو الوافي: «لا يجوز أن يكون (ثمّ) هنا حرف عطف، لأن إعادة الخلق لم تقع، فكيف يقرّون برؤيتها؟. ويؤكّد كونها للاستئناف قوله بعد ذلك: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق، ثمّ الله ينشئ النشأة الآخرة. فمن المستحيل أن يسيروا فينظروا بدء الخلق ثمّ إنشاء النشأة الآخرة ... «اه ملخّصا ... » هذا وللمعربين تأويلات غير مقنعة لإثبات العطف، ورأي الأستاذ عباس حسن يوافق رأي ابن هشام في المغني. (2) في الآية السابقة (19) .

الصرف:

وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة: «بدأ الخلق ... » في محلّ نصب مفعول به، وقد علّق فعل النظر بالاستفهام كيف. وجملة: «الله ينشئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينشئ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (لله) . وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (النشأة) ، اسم مصدر للرباعيّ أنشأ، أو هو مصدر الثلاثيّ نشأ باب فتح أو نشؤ باب كرم.. وثمّة مصادر أخرى للثلاثيّ هي: نشأ- بفتح فسكون- ونشوء- بضمّ النون- ونشاء ونشاءة- بفتح النون- ووزن النشأة فعلة بفتح فسكون، ويلاحظ أنّه على وزن مصدر المرّة. البلاغة الإضمار والإظهار: في قوله تعالى فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ» فإن لقائل أن يقول: ما معنى الإفصاح باسمه مع إيقاعه مبتدأ في قوله «ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ» بعد إضماره في قوله «كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» وكان القياس أن يقال: كيف بدأ الله الخلق ثم ينشئ النشأة الآخرة. الجواب: أنه لما كانت الإعادة عندهم من الأمور العظيمة، وكان صدر الكلام واقعا معهم في الإبداء، وقرر لهم أن ذلك من الله، احتج عليهم بأن الاعادة إنشاء مثل الإبداء، وإذا كان الله الذي لا يعجزه شيء هو الذي لم يعجزه الإبداء، فهو الذي وجب أن لا تعجزه الإعادة، فكأنه قال: ثم ذاك الذي أنشأ النشأة الأولى هو الذي ينشئ النشأة الآخرة، فللدلالة والتنبيه على هذا المعنى أبرز اسمه وأوقعه مبتدأ.

[سورة العنكبوت (29) : آية 21]

[سورة العنكبوت (29) : آية 21] يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) الإعراب: (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (تقلبون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يرحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب. وجملة: «يشاء (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «تقلبون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب. [سورة العنكبوت (29) : آية 22] وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما أنتم بمعجزين) مثل ما هم بحاملين «2» ، (في الأرض) متعلّق بحال من الضمير في معجزين (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (من دون) متعلّق بحال من (وليّ) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ مرفوع محلا مجرور لفظا. جملة: «ما أنتم بمعجزين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يمكن أن تكون خبرا ثانيا للمبتدأ لفظ الجلالة في الآية السابقة. (2) في الآية (12) من هذه السورة. [.....]

[سورة العنكبوت (29) : آية 23]

وجملة: «ما لكم ... من وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة العنكبوت (29) : آية 23] وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (23) الإعراب: (الواو) عاطفة (بآيات) متعلّق ب (كفروا) ، (أولئك) اسم إشارة مبتدأ ثان في محلّ رفع (من رحمتي) متعلّق ب (يئسوا) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب ... وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنتم بمعجزين «1» . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك يئسوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يئسوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أولئك لهم عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة أولئك يئسوا. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني. [سورة العنكبوت (29) : آية 24] فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)

_ (1) في الآية السابقة (22) .

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة «1» ، (ما) نافية) (جواب) خبر كان (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان المؤخّر. (أو) حرف عطف وكذلك (الفاء) (من النار) متعلّق ب (أنجاه) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) متعلّق بنعت لآيات. جملة: «كان جواب قومه..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «اقتلوه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «حرّقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أنجاه الله» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فقذفوه فأنجاه. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 25 الى 27] وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)

_ (1) رجوع إلى قصّة إبراهيم عليه السّلام.. أو الفاء عاطفة وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة «1» ، (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مودّة) مفعول لأجله منصوب (بينكم) مضاف إليه مجرور، وقد توسّع في الظرف (في الحياة) متعلّق ب (اتّخذتم) «2» ، (ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكفر) ، وكذلك (ببعض) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما لكم من ناصرين) مثل ما لكم.. من وليّ «3» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكفر بعضكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذتم. وجملة: «يلعن بعضكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اتخذتم. وجملة: «مأواكم النار» في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذتم.

_ (1) جعل بعض المعربين (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل (ما اتّخذتم) في محلّ نصب اسم إنّ، والخبر محذوف أي: إنّ اتّخاذكم أوثانا مودة بينكم لا ينفعكم. (2) أو متعلّق بمودّة. (3) في الآية (22) من السورة.

وجملة: «ما لكم من ناصرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذتم. (26) (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (آمن) ، (إلى ربّي) متعلّق بمهاجر، وياء المتكلّم تعود إلى إبراهيم «1» ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، خبره (العزيز) ، (الحكيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «آمن له لوط..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: «إنّي مهاجر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه هو العزيز..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (27) (الواو) عاطفة (له) متعلّق ب (وهبنا) «2» ، (في ذريّته) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (في الدنيا) متعلّق ب (آتيناه) ، (في الآخرة) متعلّق بالصالحين (من الصالحين) متعلّق بخبر إنّ، و (اللام) المزحلقة. وجملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. وجملة: «وجعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا. وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا. وجملة: «إنّه ... من الصالحين» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه.

_ (1) هذا رأي الجمهور، وبعض المفسّرين يقول إنّها تعود على لوط عليه السّلام. (2) وهب المال فلانا ولفلان.

الفوائد

الفوائد - قوله تعالى إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ قال أبو البقاء: تعرب «ما» على ثلاثة أوجه: أ- إنها بمعنى الذي، والعائد محذوف، أي اتخذتموه. «وأوثانا» مفعول ثان أو حال و «مودة» خبر على قراءة من رفع. ب- هي كافة، وأوثانا مفعول، ومودة مفعول له في حالة النصب، وبالرفع على إضمار مبتدأ. ج- أن تكون «ما» مصدرية، ومودة خبر في حالة الرفع والتقدير: إنّ سبب اتخاذكم مودة. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 28 الى 29] وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) الإعراب: (الواو) عاطفة (لوطا) معطوف على إبراهيم- أو نوح- منصوب «1» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر أرسلنا «2» ، (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (بها) متعلّق بحال من ضمير المفعول أي متلبّسين بها (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل سبقكم (من العالمين) متعلّق بنعت لأحد. جملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره (اذكر) ، والعطف من عطف الجمل. (2) أو هو بدل اشتمال من (لوطا) إذا كان معمولا ل (اذكر) .

وجملة: «إنّكم لتأتون ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «تأتون الفاحشة ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما سبقكم بها من أحد ... » في محلّ نصب حال من الفاحشة أو من الفاعل. (29) (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (إنّكم لتأتون الرجال) مثل إنّكم لتأتون الفاحشة (الواو) عاطفة في الموضعين (الفاء) استئنافيّة (في ناديكم) متعلّق بحال من المنكر «2» ، (ما كان ... قالوا) مثل الأولى المتقدّمة «3» ، (بعذاب) متعلّق ب (ائتنا) (كنت) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت. وجملة: «إنّكم لتأتون ... (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة إنّكم لتأتون الفاحشة. وجملة: «تأتون الرجال ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تقطعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تأتون الرجال. وجملة: «تأتون ... المنكر» في محلّ رفع معطوفة على جملة تأتون الرجال. وجملة: «ما كان جواب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو استئنافيّة في حيّز القول لا محلّ لها. (2) أو متعلّق ب (تأتون) . (3) في الآية (24) من هذه السورة.

الفوائد

والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان المؤخّر. وجملة: «ائتنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنت من الصادقين» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الفوائد - الجملة التي في محل جر: هي ثلاثة أنواع: أ- الجملة الواقعة بعد ظرف: فهي في محلّ جر بالاضافة، نحو الجملة التي نحن حيالها، وهي: ولوطا إذ قال لقومه، فقد أضيف الظرف «إذ» إلى جملة «قال» . ب- الجملة الواقعة صفة لاسم مجرور، نحو اقرأ في كتاب خطّه واضح، فجملة «خطه واضح» من المبتدأ والخبر في محل جر صفة للكتاب. ج- الجملة التابعة لجملة في محلّ جرّ، سواء أكانت معطوفة أم بدلية، أم توكيدية، نحو «الأستاذ إذا نصح الطلاب وحذرهم فهو مخلص لهم» فجملة وحذرهم معطوفة على جملة نصح التي هي في محلّ جرّ، فهي مجرورة أيضا. - ما ينوب عن الفاعل أربعة: أ- المفعول به: وهو الأساس والرأس، نحو قضي الأمر. ب- المجرور بالحرف، نحو «لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» . ج- الظرف المتصرف، وهو ما يصح الاسناد إليه، مثل: يوم وليلة وشهر وسنة وعام ودهر إلخ ... نحو: صيم رمضان، ومشي يوم، وقعد ليلة. د- المصدر المتصرف المختص، نحو: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ.

[سورة العنكبوت (29) : آية 30]

[سورة العنكبوت (29) : آية 30] قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره ... و (الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (على القوم) متعلّق ب (انصرني) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انصرني ... » لا محلّ لها جواب النداء. [سورة العنكبوت (29) : آية 31] وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (بالبشرى) متعلّق بحال من فاعل جاءت أو من مفعوله (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (القرية) بدل من هذه- أو عطف بيان-. جملة: «جاءت رسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّا مهلكو ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ أهلها كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة العنكبوت (29) : آية 32]

[سورة العنكبوت (29) : آية 32] قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (32) الإعراب: (فيها) متعلّق بخبر إنّ (بمن) متعلّق بأعلم (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ننجّينّه) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (أهله) معطوف على ضمير المفعول (في ننجّينّه) ، منصوب (إلّا) أداة استثناء (امرأته) منصوب على الاستثناء (من الغابرين) متعلّق بخبر كانت. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ فيها لوطا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نحن أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ننجّينّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كانت من الغابرين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. البلاغة فن الاشارة: في قوله تعالى إِنَّ فِيها لُوطاً. ليس المراد إخبارا لهم بكونه فيها، وإنما هو جدال في شأنه، لأنهم لما عللوا إهلاك أهلها بظلمهم، اعترض عليهم بأن فيها من هو بريء من الظلم، وأراد بالجدل: إظهار الشفقة عليهم، وما يجب للمؤمن من التحزن لأخيه، والتشمر في نصرته وحياطته، والخوف من أن يمسه أذى أو يلحقه ضرر، هذا من بليغ الاشارة وخفيها.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 33 إلى 35]

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 33 الى 35] وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمّا ... لوطا) مثل لمّا ... إبراهيم «1» ، (أن) زائدة، ونائب الفاعل لفعل (سيء) ضمير مستتر تقديره هو أي لوط «2» ، (بهم) متعلّق ب (سيء) والباء سببيّة (بهم) الثاني متعلّق ب (ضاق) (ذرعا) تمييز منصوب محوّل من فاعل أي ضاق ذرعه بهم (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (إنّا منجّوك) مثل إنّا مهلكو ... ، (أهلك) مفعول به لفعل محذوف تقديره ننجّي «3» ، (إلّا ... الغابرين) مثل إلّا امرأته كانت من الغابرين «4» . جملة: «جاءت رسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سيء بهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ضاق بهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيء بهم. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيء بهم.

_ (1) في الآية (31) من هذه السورة. (2) يجوز أن يعود الضمير إلى مصدر الفعل بمعنى جاءته المساءة. [.....] (3) هذا على رأي سيبويه، ويجيز الأخفش عطف الاسم على محلّ الكاف في (منّجوك) لأنّ محلّها الجرّ والنصب. (4) في الآية (32) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تحزن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إنّا منجّوك ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانت من الغابرين» لا محلّ لها استئناف بياني. (34) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (على أهل) متعلّق ب (منزلون) ، (جزاء) مفعول به لاسم الفاعل منزلون (من السماء) متعلّق بنعت ل (رجزا) ، (ما) حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق باسم الفاعل منزلون، والباء سببيّة. وجملة: «إنّا منزلون ... » لا محلّ لها تعليليّة للإنجاء. وجملة: «كانوا يفسقون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا. (35) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (منها) متعلّق ب (تركنا) ، (لقوم) متعلّق ببيّنة «1» . وجملة: «تركنا» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (سيء) ، في الظاهر قلبت الألف ياء لمناسبة البناء للمجهول، أصله ساء. ولكنّ القلب وقع على الواو، مضارعه يسوء،

_ (1) يجوز تعليقه ب (تركنا) ، أو بآية.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 36 إلى 37]

فأصل اللفظ في البناء للمجهول سوئ بضمّ السين وكسر الواو، ثمّ سكّنت الواو لثقل الكسرة ونقلت الكسرة إلى السين، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبح سيء، وهذا شأن الأجوف الواويّ. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 36 الى 37] وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (37) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (إلى مدين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أرسلنا (شعيبا) عطف بيان- أو بدل- منصوب (الفاء) عاطفة (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة (في الأرض) متعلّق بفعل تعثوا (مفسدين) حال مؤكّدة منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: « (أرسلنا) ... شعيبا» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة «1» . وجملة: «قال» لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ارجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

_ (1) في الآية السابقة (35) ، أو هي استئنافيّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 38]

وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. (37) (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (في دارهم) متعلّق ب (جاثمين) خبر أصبحوا. وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. وجملة: «أخذتهم الرجفة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه. وجملة: «أصبحوا ... جاثمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الرجفة. [سورة العنكبوت (29) : آية 38] وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عادا) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أهلكنا) ، وفاعل (تبيّن) ضمير مستتر يعود على الإهلاك المفهوم من سياق الآية (لكم) متعلّق ب (تبيّن) ، (من مساكنهم) متعلّق ب (تبيّن) ، (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (ضدّهم) ، (الواو) حاليّة. جملة: « (أهلكنا) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبيّن ... (إهلاكهم) » لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال تقديره (قد) «2» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال. (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «صدّهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة زيّن لهم الشيطان. وجملة: «كانوا مستبصرين» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . الصرف: (مستبصرين) ، جمع مستبصر، اسم فاعل من السداسيّ استبصر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة العنكبوت (29) : آية 39] وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (39) الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (قارون) معطوفة على (عادا) «1» ، (الواو) استئنافيّة (لقد جاءهم موسى) مثل لقد تركنا «2» ، (بالبيّنات) متعلّق بحال من موسى (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) (الواو) عاطفة (ما) نافية. جملة: «جاءهم موسى ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة: «ما كانوا سابقين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. [سورة العنكبوت (29) : آية 40] فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)

_ (1) في الآية السابقة (38) . (2) في الآية (35) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (كلّا) مفعول به مقدّم منصوب (بذنبه) متعلّق ب (أخذنا) ، والباء سببيّة (الفاء) عاطفة تفريعية (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من أرسلنا) «1» ، (عليه) متعلّق ب (أرسلنا) ، وكذلك تعرب الجمل اللاحقة الشبيهة (به) متعلّق ب (خسفنا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) عاطفة (أنفسهم) مفعول به مقدّم. والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. جملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «منهم من أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «منهم من أخذته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا. وجملة: «أخذته الصيحة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «منهم من خسفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا. وجملة: «خسفنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: «منهم من أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم

_ (1) يجوز أن يكون صفة لمبتدأ محذوف تقديره بعض منهم ... فالخبر حينئذ هو الموصول.

الفوائد

من أرسلنا. وجملة: «أغرقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع. وجملة: «ما كان الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يظلمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كانوا ... يظلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان الله ليظلمهم. وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد - كلا مفعول به مقدم للفعل «أخذنا ... » وقد سبق لنا وتحدثنا عن كل وبعض فيما تقدم. - وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ: فهذه اللام هي لام الجحود، وحدّها أن تسبق بكون منفي وقد جرى الحديث عنها. [سورة العنكبوت (29) : آية 41] مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41) الإعراب: (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (كمثل) متعلّق بخبر المبتدأ مثل (الواو) حاليّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم. جملة: «مثل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

الصرف:

وجملة: «اتّخذت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «إنّ أوهن البيوت ... » في محلّ نصب حال «2» . وجملة: «لو كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما عبدوا الأصنام. وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (العنكبوت) ، اسم جنس للحيوان المعروف وزنه فعللوت، فالواو والتاء مزيدتان، جمعه عناكب وعناكيب «3» يذكّر ويؤنّث، وقد يقع عنكبوت على المفرد والجمع. (أوهن) ، اسم تفضيل من (وهن) الثلاثيّ وزنه أفعل. البلاغة التشبيه المركب: في قوله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ. المعنى مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء، فيما اتخذوه معتمدا ومتكلا في دينهم، وتولوه من دون الله تعالى، كمثل العنكبوت فيما نسجته واتخذته بيتا، والغرض تقرير وهو أمر دينهم، وأنه بلغ الغاية التي لا غاية بعدها ومدار قطب التشبيه أن أولياءهم بمنزلة منسوج العنكبوت ضعف حال وعدم صلوح اعتماد عليه، وعلى هذا يكون قوله تعالى «إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ ... » تذييلا يقرر الغرض من التشبيه. ويجوز أن يكون المعنى والغرض من التشبيه ما سمعت، إلا أنه يجعل التذييل استعارة تمثيلية، ويكون ما تقدم كالتوطئة لها.

_ (1) أو حال من العنكبوت عند من يجيز مجيء الحال من المضاف إليه بتقدير (قد) . (2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها. (3) وأضاف بعضهم عكاب وعكبة وأعكب.

الفوائد

الفوائد - عودا إلى المثل والتمثيل في القرآن الكريم: رغم أننا نوّهنا بهذا الفن الكريم مرارا. ومن علماء البلاغة من اعتبره من الاستعارة التمثيلية القائمة على التشبيه التمثيلي: قال عبد القاهر الجرجاني: وهل تشك في أن التمثيل يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين، حتى يختصر بعد ما بين المشرق والمغرب، وهو يريك المعاني الممثلة في الأشخاص الماثلة، وينطق لك الأخرس، ويعطيك البيان من الأعجم، ويريك الحياة في الجماد، ويريك التئام عين الاضداد، ويجعل الشيء قريبا بعيدا معا. وهكذا فقد أدرك نفر من القدامى، ما للتمثيل في القرآن الكريم، من مزية. [سورة العنكبوت (29) : آية 42] إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) الإعراب: (ما) نافية «1» ، (من دونه) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله يدعون (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع ... وجملة: «إنّ الله يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما يدعون ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.

_ (1) أو اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله يدعون و (من شيء) تمييز ما.

[سورة العنكبوت (29) : آية 43]

وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله يعلم. [سورة العنكبوت (29) : آية 43] وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (43) الإعراب: (الواو) عاطفة (الأمثال) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مرفوع (للناس) متعلّق ب (نضربها) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (العالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو. جملة: «تلك الأمثال نضربها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مثل الذين «1» . وجملة: «نضربها للناس ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) . وجملة: «ما يعقلها إلّا العالمون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نضربها. [سورة العنكبوت (29) : آية 44] خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) الإعراب: (بالحقّ) متعلّق بحال من لفظ الجلالة، والباء للملابسة (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (للمؤمنين) متعلّق بنعت لآية. جملة: «خلق الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة. [.....]

[سورة العنكبوت (29) : آية 45]

[سورة العنكبوت (29) : آية 45] اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (45) الإعراب: (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (أوحي) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (أوحي) ، (من الكتاب) متعلّق ب (أوحي) «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (عن الفحشاء) متعلّق ب (تنهى) ، (اللام) لام الابتداء للتوكيد (ما) حرف مصدريّ «2» ... جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوحي إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أقم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّ الصلاة تنهى ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تنهى عن الفحشاء ... » في محلّ لها رفع خبر إنّ. وجملة: «ذكر الله أكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «يعلم ما تصنعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تصنعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما تصنعون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم.

_ (1) أو متعلّق بحال من الضمير المستتر في (أوحي) . (2) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف أي تصنعونه.

الصرف:

الصرف: (أقم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أقيم- بفتح الهمزة- جاءت الياء ساكنة مع الميم فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح أقم وزنه أفل، وهذا شأن المعتلّ الأجوف في الأمر، والياء عين الكلمة منقلبة عن واو. (تنهى) ، فيه إعلال بالقلب أصله تنهي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وقد رسمت بالياء غير المنقوطة لأنها رابعة. [سورة العنكبوت (29) : آية 46] وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (إلّا) للحصر (بالتي) متعلّق ب (تجادلوا) ، أي بالمجادلة التي، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (منهم) متعلّق بحال من فاعل ظلموا (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (بالذي) متعلّق ب (آمنّا) ، ونائب الفاعل لفعل (أنزل) ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد، (إلينا) متعلّق ب (أنزل) ، وكذلك (إليكم) متعلّق بالثاني (له) متعلّق ب (مسلمون) . جملة: «لا تجادلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «آمنا ... » في محلّ نصب مقول القول.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 47 إلى 49]

وجملة: «أنزل إلينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنزل إليكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل إلينا. وجملة: «إلهنا وإلهكم واحد ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. وجملة: «نحن له مسلمون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 47 الى 49] وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (47) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلنا (إليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (من هؤلاء) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» للمبتدأ المؤخّر الموصول (من) (به) متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (ما) نافية (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد) ، (إلّا) للحصر.

_ (1) أو هو نعت لمبتدأ محذوف خبره (من يؤمن به) ، والتقدير: بعض من هؤلاء من يؤمن به، والإشارة إلى أهل مكّة.

جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يؤمنون به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «من هؤلاء من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم ... وجملة: «يؤمن به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يجحد ... الكافرون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- (48) (الواو) عاطفة (ما) نافية (من قبله) متعلّق ب (تتلو) «1» ، (كتاب) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (الواو) عاطفة (لا) نافية (بيمينك) متعلّق ب (تخطّه) ، (إذا) - بالتنوين- حرف جواب «2» ، (اللام) رابطة لجواب شرط مقدّر هو لو «3» . وجملة: «ما كنت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. وجملة: «تتلو ... » في محلّ نصب خبر كنت. وجملة: «لا تخطّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تتلو. وجملة: «ارتاب المبطلون ... » لا محلّ لها جواب الشرط المقدّر (لو) .

_ (1) أو متعلّق بحال من كتاب. (2) المراد بكونها جوابا أنّها حرف تصحب الجواب وإن لم تكن رابطة له بالشرط. (3) قال الفرّاء: حيث جاءت (إذا) - بالتنوين- قبل اللام فقبلها لو مقدّرة إن لم تكن ظاهرة.

البلاغة

(49) (بل) للاضراب الانتقاليّ (في صدور) متعلّق بنعت لبيّنات، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل (الواو) عاطفة (ما يجحد ... الظالمون) مثل المتقدّمة. وجملة: «هو آيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما يجحد ... إلّا الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو آيات ... البلاغة الإطناب: في قوله تعالى وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ. إطناب لا بد منه، فذكر اليمين، وهي الجارحة التي يزاول بها الخط: زيادة تصوير لما نفي عنه من كونه كاتبا. ألا ترى أنك إذا قلت في الإثبات، رأيت الأمير يخط هذا الكتاب بيمينه، كان أشد لإثباتك أنه تولى كتابته، ومثله قولهم: رأيته بعيني، وقبضته بيدي، في تحقيق الحقيقة وتأكيدها، حتى لا يبقى للمجاز مجال، وهذا يقال في كل شيء يعظم مناله، ويعز الوصول إليه. وهو كثير في القرآن الكريم. الفوائد تدوين القرآن: قال الخطابي: إنما لم يجمع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) القرآن في المصحف، لما كان يترقبه لورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته، ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء بعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر. وقال السيوطي: كان القرآن كتب كله في عهد الرسول، لكنه غير مجموع في.

موضع واحد، ولا مرتّب السور. وعن زيد بن ثابت أنه قال: أرسل إلى أبو بكر، عقب مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده. قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، فقال زيد لعمر: كيف تفعل ما لم يفعله رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ؟ قال عمر: هذا والله خير ... فلم يزل يراجعني، حتى شرح الله صدري لذلك. قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللّخاف «1» وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره وهي لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين، إلى آخر براءة ولما كان عهد عثمان جدّ من المناسبات ما دعا إلى إعادة النظر في أمر هذه الصحف التي كتبها زيد بن ثابت. روى البخاري عن أنس، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا، فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر ابن الخطاب وزوج رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن أرسلي إلينا هذه الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في

_ (1) العسب: جمع عسيب، وهي جريدة من النخل كشط خوصها وكانت تستعمل للكتابة عليها اللخاف: حجارة بيض رقاق وكانت تستعمل- أيضا- للكتابة عليها-

[سورة العنكبوت (29) : آية 50]

شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة. وأرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. [سورة العنكبوت (29) : آية 50] وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض- أو تقريع- (عليه) متعلّق ب (أنزل) ، (آيات) نائب الفاعل (من ربه) متعلّق ب (أنزل) «1» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر للآيات (الواو) عاطفة (مبين) نعت لنذير مرفوع. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لولا أنزل.. آيات ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّما الآيات عند الله. في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّما أنا نذير ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

_ (1) أو متعلّق بنعت لآيات.

الجزء الحادي والعشرون بقية سورة العنكبوت من الآية 51 إلى الآية 69 سورة الرّوم آياتها 60 آية سورة لقمان آياتها 34 آية سورة السّجدة آياتها 30 آية سورة الأحزاب من الآية 1 إلى الآية 30

[سورة العنكبوت (29) : آية 51]

[سورة العنكبوت (29) : آية 51] أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (أنا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (عليهم) متعلّق ب (يتلى) ، (في ذلك) خبر مقدّم (اللام) للتأكيد (رحمة) اسم إنّ منصوب مؤخّر (لقوم) متعلّق بذكرى.. والمصدر المؤوّل (أنّا أنزلنا ... ) في محلّ رفع فاعل يكفهم. جملة: «لم يكفهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أقصّرت الآية المنزلة ولم يكفهم إنزالها متلوّة «1» . وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يتلى ... » في محلّ نصب حال من الكتاب. وجملة: «إنّ في ذلك لرحمة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون..» في محلّ جرّ نعت لقوم. الفوائد - أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ: نؤكّد أن علامات جزم الفعل المضارع ثلاث: السكون للفعل الصحيح وحذف النون للافعال الخمسة، وحذف حرف العلة للفعل المعتل الآخر.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 52]

ومن المفيد جدا أن نتقدم للقارئ بقاعدة بناء فعل الأمر، والتي تقول: يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه. وبما أنّ علامات جزم المضارع ثلاث، فيقابلها ثلاث حالات لبناء فعل الأمر: أ- إذا كان صحيح الآخر: يبنى على السكون لأن مضارعه يجزم بالسكون.. ب- إذا كان من الأفعال الخمسة، أي إذا اتصلت به ألف التثنية أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة: يبنى على حذف النون لأن مضارعه يجزم بحذف النون. ج- إذا كان معتل الآخر: يبنى على حذف حرف العلة من آخره، لأن مضارعه يجزم بحذف حرف العلة من آخره. مثال الأول اكتب ومثال الثاني «اقرءا، اكتبوا، العبي» ومثال الثالث «اتل، ارم، اغز» . فتبصّر هديت إلى الصواب. [سورة العنكبوت (29) : آية 52] قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (52) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (بينكم) مثل بيني فهو معطوف عليه (شهيدا) تمييز منصوب «1» ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بالباطل) متعلّق

_ (1) أو حال.

البلاغة

ب (آمنوا) ، (بالله) متعلّق ب (كفروا) ، (أولئك) مبتدأ ثان في محلّ رفع «1» ، (هم) ضمير فصل «2» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفى بالله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلم ... » في محلّ نصب حال «3» . وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك ... الخاسرون.» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . البلاغة الاستعارة التخييلية: في قوله تعالى «أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» : في الخسران استعارة تخييلية هي قرينتها، لأن الخسران متعارف في التجارات، وهذا الكلام ورد مورد الإنصاف، حيث لم يصرح بأنهم المؤمنون بالباطل، الكافرون بالله عز وجل، بل أبرزه في معرض العموم، ليهجم به التأمل على المطلوب، فهو كقوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» [سورة العنكبوت (29) : الآيات 53 الى 55] وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)

_ (1) أو بدل من الموصول (الذين) . (2) أو ضمير منفصل مبتدأ ثالث خبره الخاسرون، والجملة خبر المبتدأ (أولئك) . (3) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (4) أو معطوفة على جملة مقول القول في محلّ نصب. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافية (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك) ، (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أجل) مبتدأ محذوف الخبر (اللام) واقعة في جواب لولا، والثانية لام القسم لقسم مقدّر (يأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل هو، و (هم) ضمير مفعول به (بغتة) مصدر في موضع الحال «1» ، (الواو) واو الحال (لا) نافية. جملة: «يستعجلونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لولا أجل (موجود ... ) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «جاءهم العذاب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يأتينّهم..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة- وجملة: «هم لا يشعرون..» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (54) (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالكافرين) متعلّق بمحيطة. وجملة: «يستعجلونك (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الجملة الأولى. وجملة: «إنّ جهنّم لمحيطة ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحيطة (من فوقهم) متعلّق

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه يلاقي الفعل في المعنى أي ليبغتهم بغتة.

البلاغة

ب (يغشاهم) وكذلك (من تحت) معطوف على من فوقهم، وفاعل (يقول) محذوف يعود على الموكّل بالعذاب المفهوم من السياق (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي: جزاء ما كنتم.. والعائد محذوف أي تعملونه. وجملة: «يغشاهم ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: «يقول ... » في محلّ جر معطوفة على جملة يغشاهم. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم تعملون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تعملون.» في محلّ نصب خبر كنتم. البلاغة خص سبحانه وتعالى نار جهنم بالجانبين الأعلى والأسفل، ولم يذكر اليمين ولا الشمال، ولا الخلف ولا الأمام لإظهار الفرق بينهما وبين نار الدنيا التي تحيط بجميع الجوانب فنار جهنم لا تطفأ بالدوس عليها، ولكنها تنزل من فوق. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 56 الى 57] يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57) الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي (الفاء) الأولى رابطة لجواب شرط مقدّر، (الفاء) الثانية زائدة للتزيين (إياي) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (النون) في (اعبدون) للوقاية قبل الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة.

الفوائد

جملة النداء: «يا عبادي» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ أرضي واسعة..» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: « (اعبدوا) المقدّرة..» في محل جزم جواب الشرط المقدّر أي إن ضاقت عليكم أرضكم فاعبدوني في أيّ أرض تهاجرون إليها غير أرضكم. وجملة: «اعبدون..» لا محلّ لها تفسيريّة. (56) (ثمّ) حرف عطف (إلينا) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. وجملة: «كلّ نفس ذائقة..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الفوائد - يا عِبادِيَ : نقرر للمرة الثانية أن المنادي خمسة أقسام: اثنان منهما مبنيان على الضم في محلّ نصب، وهما المفرد العلم، نحو يا محمد، ويا سميح، والنكرة المقصودة، نحو: يا رجل، ويا تلميذ. وثلاثة منصوبة وهي: النكرة غير المقصودة، نحو: يا رجلا، ويا تلميذا والمضاف نحو: يا صاحب المنزل، ويا أستاذ الدرس والشبيه بالمضاف، نحو: يا طالعا جبلا، ويا ساكنا في الدار. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 58 الى 59] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نبوّئنّهم) مثل يأتينّهم «1» ، (من الجنّة) متعلّق بحال من (غرفا) هو مفعول به ثان منصوب (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «2» ، (خالدين) حال من ضمير المفعول في (نبوّئنّهم) ، منصوبة «3» ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الجنّة أو هذا الأجر. جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «نبوّئنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «4» . وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت ل (غرفا) . وجملة: «نعم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- (59) (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للعاملين «5» ، (على ربّهم) متعلّق ب (يتوكّلون) . وجملة: «صبروا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يتوكّلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (غرفا) ، جمع غرفة ... وانظر الآية (75) من سورة الفرقان.

_ (1) في الآية (53) من هذه السورة. (2) أو بمحذوف حال من الأنهار. (3) أو من الجنّة، أو من (غرفا) . (4) أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه. (5) أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا على المدح تقديره هم، والجملة مستأنفة.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.

[سورة العنكبوت (29) : آية 60]

[سورة العنكبوت (29) : آية 60] وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (من دابّة) تمييز (لا) نافية (الواو) الأولى عاطفة، والثانية استئنافيّة (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير المتّصل في (يرزقها) ، (العليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «كأيّن من دابة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحمل..» في محلّ جرّ نعت لدابّة.. وجملة: «الله يرزقها..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) . وجملة: «يرزقها..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «هو السميع..» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد - «كأي» أو «كأين» حسب رسم المصحف: وهي اسم مركب من «كاف» التشبيه و «أي» المنونة، وجاز الوقف عليها بالنون. وهي بمعنى «كم» وتوافقها في خمسة أمور: «الإبهام والافتقار إلى التمييز والبناء، ولزوم التصدير. وإفادة التكثير» وهو الغالب نحو «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ» . وتخالفها في خمسة أمور: الأول: أن «كأين» مركبة وكم بسيطة. الثاني: أن مميزها مجرور ب «من» غالبا، كما مرّ آنفا. الثالث: أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور. الرابع: أنها لا تقع مجرورة. الخامس: أن خبرها لا يقع مفردا بل جملة، كما مرّ في الآيات السابقة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 61]

[سورة العنكبوت (29) : آية 61] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (سألتهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يقولن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي: الله فعل ذلك (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (يؤفكون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من خلق ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام من بتقدير حرف الجرّ أي عمّن خلق.... وجملة: «خلق....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلق ... وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «الله (فعل..) ..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يؤفكون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي: إن صرفهم الهوى فأنّى يؤفكون.. وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 62]

[سورة العنكبوت (29) : آية 62] اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) الإعراب: (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر «1» ، (له) متعلّق (يقدر) (بكلّ) متعلّق بعليم. جملة: «الله يبسط ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر له ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط. وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة العنكبوت (29) : آية 63] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (لئن.. نزّل) مثل لئن.. خلق «2» ، (من السماء) متعلّق ب (نزل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أحيا) ، (من بعد) متعلّق ب (أحيا) ، (ليقولنّ الله) مثل السابقة «3» (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقالي (لا) نافية. جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «من نزّل ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال

_ (1) أي من يشاء رزقه من عباده.. ويجوز أن يكون تمييزا للموصول من. (2) في الآية (61) من هذه السورة. (3) في الآية (61) من هذه السورة. (4) أو معطوفة على جملة إن سألتهم في الآية (61) ، وما بينهما اعتراض.

[سورة العنكبوت (29) : آية 64]

المعلّق بالاستفهام من. وجملة: «نزّل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «أحيا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نزّل. وجملة: «يقولنّ..» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «الله (فعل ذلك) » . في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أكثرهم لا يعقلون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعقلون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . [سورة العنكبوت (29) : آية 64] وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (الحياة) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (إلّا) للحصر (لهو) خبر المبتدأ هذه (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم. جملة: «ما هذه.. إلّا لهو» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الدار ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هي الحيوان..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: ما آثروا الحياة الدنيا.. وجملة: «يعلمون..» في محلّ نصب خبر كانوا..

الصرف:

الصرف: (الحيوان) ، اسم لكلّ ما فيه حياة ناطقا كان أم غير ناطق، وقد جاء في الآية بمعنى الحياة الدائمة التي لا موت فيها.. و (الواو) فيه منقلبة عن ياء- عند سيبويه- شذوذا كيلا يلتبس مع التثنية، ولم تقلب ألفا كيلا تحذف إحدى الألفين.. أمّا عند غير سيبويه فالواو أصلية ولا قلب. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 65 الى 66] فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (في الفلك) متعلّق ب (ركبوا) ، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (الواو) فاعل (مخلصين) حال من فاعل دعوا (له) متعلّق بمخلصين «1» ، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم) (إذا) فجائيّة.. جملة: «ركبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نجّاهم..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم يشركون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يشركون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (66) (اللام) لام العاقبة (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومثله (ليتمتّعوا) ، (بما) متعلّق ب (يكفروا) ، (الفاء) استئنافيّة (سوف)

_ (1) أو متعلّق بحال من الدين.

البلاغة

حرف استقبال والمصدر المؤوّل (أن يكفروا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون) . والمصدر المؤوّل (أن يتمتّعوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون) فهو معطوف على المصدر الأول. وجملة: «يكفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آتيناهم....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة: «يتمتّعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «سوف يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» . فإن قلت: كيف جاز أن يأمر الله تعالى بالكفر، وبأن يعمل العصاة ما شاءوا، وهو ناه عن ذلك ومتوعد عليه؟ الجواب: هو مجاز عن الخذلان والتخلي، وأن ذلك الأمر متسخط للغاية. ومثاله: أن ترى الرجل قد عزم على أمر، وعندك أنّ ذلك الأمر خطأ، وأنه يؤدي إلى ضرر عظيم، فتبالغ في نصحه واستنزاله عن رأيه، فإذا لم تر منه إلا الإباء والتصميم، غضبت عليه وقلت: أنت وشأنك وافعل ما شئت، فلا تريد بهذا حقيقة الأمر. الفوائد 1- النماذج الانسانية في كتاب الله كثيرة، نحو: - إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً. - وخلق الإنسان جزوعا.

_ (1) والعائد محذوف تقديره إيّاه، وهو المفعول الثاني.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 67 إلى 68]

- وخلق الإنسان عجولا. - وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً. وفي هذه الآية، التي نحن بصددها، يصوّر لنا القرآن الكريم الإنسان كيف يلجأ إلى الله، وقت الحاجة، ووقت الضيق، حتى إذا زال عنه ما هو فيه، نسي الله ونأى بجانبه، وتنكر لنعمائه وألطافه.. 2- أحصى الخليل بن أحمد عدد اللامات، فبلغت إحدى وأربعين لاما؟ نعدها عدا وهي: لام القسم، لام جواب القسم، لام الأمر، لام جواب الأمر، لام الوعد، لام الوعيد، لام التوكيد، لام العماد، لام الجحد، لام كي، لام إن الخفيفة، لام الغاية، لام الترجي، لام التمني، لام التحذير، لام المدح، لام الذم، لام كما، لام المنقول، لام الجزاء، لام الشفاعة، لام الاستغاثة، لام الجرّ، لام الصفة، لام الأصل، لام المعرفة، لام التكثير، لام الابتداء، لام التفضيل، لام ليس، لام النفي، لام غير، لام التبرئة، لام الصلة، لام النهي، لام الدعاء، لام الاستحقاق، لام الإلحاق، لام الفصاحة. وهذه اللامات تقسم إلى ثلاثة أقسام: عاملة للجر، عاملة للجزم، وغير عاملة. [سورة العنكبوت (29) : الآيات 67 الى 68] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (68) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حرما) مفعول به ثان.. والمفعول الأول محذوف أي بلدهم أو مكّة (الواو) واو الحال (الناس) نائب الفاعل مرفوع

(من حولهم) متعلّق ب (يتخطّف) ، (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (بالباطل) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بنعمة) متعلّق ب (يكفرون) . جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا ... وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّا جعلنا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا. وجملة: «يتخطّف الناس ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يؤمنون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يروا. وجملة: «يكفرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنون. (68) (الواو) عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (أظلم) ، (ممّن) متعلّق بأظلم (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «1» ، (بالحقّ) متعلّق ب (كذّب) ، (لمّا جاءه) مثل لمّا نجّاهم «2» (الهمزة) للاستفهام التقريريّ لأنها دخلت على نفي وإن كان فيها معنى الإنكار في الأصل (في جهنّم) متعلّق بخبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (للكافرين) متعلّق بنعت لمثوى ... وجملة: «من أظلم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف أغفلوا.. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، والمفعول محذوف. (2) في الآية (65) من هذه السورة. [.....]

[سورة العنكبوت (29) : آية 69]

محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «ليس في جهنّم مثوى..» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة العنكبوت (29) : آية 69] وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (فينا) متعلّق ب (جاهدوا) بحذف مضاف أي في سبيلنا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نهدينهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل نحن للتعظيم، و (هم) ضمير مفعول به (سبلنا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ. جملة: «الذين جاهدوا.....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نهدينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «إنّ الله لمع المحسنين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة البلاغة الإيجاز بالحذف: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا» فقد أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول، ليتناول كل ما يجب مجاهدته من النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين. «انتهت سورة العنكبوت»

_ (1) أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه.

سورة الروم

سورة الرّوم آياتها 60 آية [سورة الروم (30) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) الإعراب: (في أدنى) متعلّق ب (غلبت) ، (الواو) عاطفة (من بعد) متعلّق ب (سيغلبون) . جملة: «غلبت الروم..» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «هم ... سيغلبون..» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. (4- 5) (في بضع) متعلّق ب (سيغلبون) بحذف مضاف أي: في مدى بضع سنين (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الأمر (قبل) ظرف زمان مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (من بعد) مثل من قبل فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (يومئذ) ظرف زمان منصوب، مضاف متعلّق

الصرف:

ب (يفرح) ، والتنوين في آخره عوض من جملة محذوفة (بنصر) متعلّق ب (يفرح) ، وفاعل (ينصر) ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة (الواو) عاطفة. وجملة: «لله الأمر..» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يفرح المؤمنون..» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «ينصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصر. الصرف: (الروم) ، اسم جنس وهو اسم لقوم سمّوا على اسم أبيهم روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم كما قيل. (غلبهم) ، مصدر الثلاثيّ غلب باب ضرب، وزنه فعل بفتحتين، ثمّة مصادر أخرى هي: غلب بفتح فسكون، وغلبة بفتحتين، ومغلب بفتح الميم واللام، وغلبّ بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة وبكسرتين، وغلبّة بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة، وغلابية بفتح الغين وكسر الباء وفتح الياء. الفوائد - الفرس والروم: أطلق العرب كلمة الروم على دولة بيزنطة، وعاصمتها القسطنطينة، والروم اليوم هم المسيحيون الشرقيون من «كاثوليك وأرثوذكس» . احتربت الفرس والروم في موقعة بين بصرى وأذرعات، وانتصر الفرس، وبلغ ذلك قريشا، ففرحت لانتصار الشرك على أهل الكتاب، واعتبروا ذلك نصرا لهم. وقد تلاحى أمية بن خلف وأبو بكر، وتناحبا على مائة قلوص، إلى تسع سنين، يدفعها أبو بكر إلى أمية إذا لم تنتصر الروم في هذه المدة، ويدفعها أمية إلى أبي بكر إذا انتصرت

[سورة الروم (30) : الآيات 6 إلى 7]

ولما خاف أمية أن يخرج أبو بكر من مكة طلب إليه كفيلا، فكفله ابنه عبد الله ولما خرج أمية إلى أحد ومات عقب الموقعة، نتيجة طعنة في حربة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وقد انتصرت الروم على فارس يوم الحديبية، فطلب أبو بكر المائة من القلوص، فدفعت له، فأتى أبو بكر بها رسول الله، فقال له: تصدق بها، وهكذا يتضح لدينا أسباب نزول الآية، والبضع: ما بين الثلاث إلى التسع. وقد انتصرت الروم على الفرس بعد سبع من موقعة جنوب حوران التي انتصر بها الفرس على الروم. صدق الله العظيم ... «غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ» [سورة الروم (30) : الآيات 6 الى 7] وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7) الإعراب: (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة قبله منصوب (لا) نافية في الموضعين (الواو) عاطفة. جملة: « (وعدهم) الله وعدا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يخلف الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخلف الله. وجملة: «لا يعلمون..» في محلّ رفع خبر لكنّ. (7) (من الحياة) متعلّق ب (ظاهرا) ، (الواو) حاليّة (عن الآخرة) متعلّق

_ (1) أجازوا أن تكون في محلّ نصب حال من المصدر (وعد) ، والمعنى وعد الله غير مخلف ...

البلاغة

بالخبر (غافلون) ، و (هم) الثاني توكيد للأول. وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «هم ... غافلون..» في محلّ نصب حال. البلاغة التنكير: في قوله تعالى «يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا» : فائدة تنكير الظاهر تقليل معلومهم، وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه، وروي عن الحسن أنه قال في تلاوته هذه الآية: بلغ من صدق أحدهم في ظاهر الحياة الدنيا أنه ينقر الدينار بأصبعه، فيعلم أجيد هو أم رديء، وفائدته أيضا: أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر. التعطف: في قوله تعالى «وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ» . فن التعطف هو إعادة اللفظة بعينها في الجملة في الكلام أو البيت من الشعر فقد ردد «هم» للمبالغة في تأكيد غفلتهم عن الآخرة. [سورة الروم (30) : آية 8] أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (في أنفسهم) متعلّق ب (يتفكّروا) ، (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات ب (الواو) (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلق أو

[سورة الروم (30) : الآيات 9 إلى 10]

مفعوله، وعلامة الجرّ في (مسمّى) الكسرة المقدّرة (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (بلقاء) متعلّق ب (كافرون) خبر إنّ و (اللام) المزحلقة. جملة: «لم يتفكّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهلوا ولم يتفكّروا. وجملة: «ما خلق الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي «1» . وجملة: «إنّ كثيرا.. لكافرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الروم (30) : الآيات 9 الى 10] أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10) الإعراب: (أولم يسيروا) ومثل أولم يتفكّروا «2» ، (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ، (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب، والضمير الفاعل في (أثاروا، عمروها) يعود على الأقدمين (أكثر) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والضمير في (عمروها) الثاني يعود على أهل مكّة (بالبيّنات) متعلّق بحال

_ (1) أجاز العكبري أن تكون استئنافيّة والكلام قبلها تام. (2) في الآية السابقة (8) .

من الرسل (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (اللام) لام الجحود (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود. والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (أنفسهم) مفعول به مقدّم منصوب. جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أقعدوا ولم يسيروا. وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا المنفية. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر بمعنى (التفكّر) المعلّق بالاستفهام كيف. وجملة: «كانوا أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أثاروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا «1» . وجملة: «عمروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أثاروا ... وجملة: «عمروها (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ «2» . وجملة: «جاءتهم رسلهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة عمروها (الأولى) «3» . وجملة: «ما كان الله ليظلمهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يظلمهم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)

_ (1) يجوز أن تكون الواو قبلها حالية، والجملة في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . (2) والمصدر المؤوّل (ما عمروها) في محلّ جرّ بمن متعلّق بأكثر. (3) يجوز أن تكون الواو قبلها حاليّة، والجملة في محلّ نصب حال بتقدير قد.

الصرف:

المضمر. وجملة: «كانوا ... يظلمون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان.. وجملة: «يظلمون..» في محلّ نصب خبر كانوا. (10) (ثمّ) حرف عطف (عاقبة) خبر كان منصوب مقدم (السوءى) اسم كان مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف «1» ، (أن) حرف مصدريّ (بآيات) متعلّق ب (كذّبوا) ، (بها) متعلّق ب (يستهزئون) . والمصدر المؤول: (أن كذّبوا) في محلّ جر بحرف جرّ محذوف هو اللام أو الباء متعلّق بعاقبة «2» . وجملة: «كان عاقبة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان الله ليظلمهم. وجملة: «أساؤوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كذّبوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.. وجملة: «يستهزئون..» في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (السوءى) ، مؤنّث الأسوأ، اسم تفضيل من ساء الثلاثيّ، وزنه فعلى بضمّ فسكون. الفوائد كيف- اسم استفهام يستفهم به عن حالة الشيء مبني على الفتح. إذا وقعت كيف قبل اسم أو فعل ناقص كانت خبرا مقدما. مثل: كيف أخوك. وإذا وقعت قبل الباء التي هي حرف جر فتكون هذه الباء زائدة. مثل: كيف

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا عامله أساؤوا.. أو مفعولا به عامله أساؤوا بحذف موصوف أي أساؤوا الفعلة السوءى (2) يجوز أن يكون بدلا من السوءى إذا كان اسما للناقص فيكون المصدر في محلّ رفع..

[سورة الروم (30) : الآيات 11 إلى 14]

بزيد. وإذا وقع بعدها فعل تام كانت في محلّ نصب على الحال. وقد تكون كيف شرطا فتقتضي فعليه متفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين. مثل: كيف تصنع أصنع. وتجزم عند بعضهم. [سورة الروم (30) : الآيات 11 الى 14] اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة: «الله يبدأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبدأ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يعيده..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ. وجملة: «ترجعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ. (12) (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق (يبلس) . وجملة: «تقوم الساعة..» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: «يبلس المجرمون..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (13) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر يكن (من شركائهم) متعلّق بحال من (شعفاء) وهو اسم يكن (بشركائهم) متعلّق بالخبر (كافرين) . وجملة: «لم يكن لهم شفعاء» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس. وجملة: «كانوا ... كافرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس. (14) (الواو) عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق ب (يتفرّقون) ، (يومئذ) تأكيد

[سورة الروم (30) : الآيات 15 إلى 16]

للظرف السابق، والتنوين عوض من جملة محذوفة. وجملة: «تقوم الساعة..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يتفرّقون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس المجرمون.. [سورة الروم (30) : الآيات 15 الى 16] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16) الإعراب: ((الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا (في روضة) متعلّق بخبر المبتدأ هم «1» ، و (الواو) في (يحبرون) نائب الفاعل. جملة: «الذين آمنوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم في روضة..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يحبرون..» في محلّ رفع خبر ثان. (16) (الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا ... ) مثل أمّا الذين آمنوا (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا،) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في العذاب) متعلّق ب (محضرون) خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا ...

_ (1) أو متعلّق ب (يحبرون) ، وجملة يحبرون خبر المبتدأ (هم) .

الصرف:

وجملة: «كفروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك.. محضرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . الصرف: (روضة) ، اسم للحديقة أو الجنة وزنه فعلة بفتح فسكون. الفوائد - الغناء في الجنة: روي عن علي رضي الله عنه قال: رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن في الجنة لمجتمعا للحور العين، يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نيأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له.. [سورة الروم (30) : الآيات 17 الى 19] فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حين) ظرف منصوب متعلّق بالمصدر سبحان في المواضع الثلاثة، والفعلان (تمسون، تصبحون) تامّان أي تدخلون في المساء وفي الصباح، (الواو) اعتراضية (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (الحمد) (في السموات) متعلّق بالحمد «1» ، (عشيّا) ، ظرف منصوب متعلّق

_ (1) علّقه العكبريّ بحال من الحمد، ولكن العامل فيه ضعيف.

الفوائد

بسبحان، فهو معطوف على حين (من الميّت) متعلّق ب (يخرج) الأول (من الحيّ) متعلّق ب (يخرج) الثاني (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، (الواو) عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تخرجون «2» ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة: « (سبّحوا) سبحان..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تمسون..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تصبحون..» في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: «له الحمد..» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «تظهرون..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يخرج..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخرج (الثانية..) ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج (الأولى) . وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج (الثانية) . وجملة: «تخرجون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. الفوائد 1- معاني «أصبح وأمسى وأضحى» ثلاثة: أ- أن يقترن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة بها، وهي الصباح والمساء والضحى. ب- أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وفي هذا الحالة تكون تامة، تكتفي بمرفوعها. قال حميد الأرقط: فأصبحوا والنوى عالى معرسّهم ... وليس كل النوى تلقي المساكين ج- أن تكون بمعنى صار، كقولنا أصبح عليّ فارسا، وأمسى خالد كريما.

_ (2) أي تخرجون إخراجا من القبور كذلك الإخراج المتقدّم.

[سورة الروم (30) : الآيات 20 إلى 27]

2- اختلاف الألوان والألسنة: حقا إذا فكر الإنسان، كيف اختص كل فرد من أفراد الانسانية بلون وسمات فارقه عمّن سواه، وكيف انبثقت هذه اللغات، واختلفت هذه الألسنة بين شعوب الأرض، وكيف اتفقت كل مجموعة من الناس على لغة خاصة بهم يتقنونها دونما سواها من اللغات، حقا إن ذلك يملأ النفس عجبا، والعقل إكبارا، والقلوب إجلالا لخالق الكون ومدبر أموره وباثا في أرجائه آياته. ولكن أين العقول التي تدرك، والنفوس التي تنصف، والقلوب التي تعي ... ؟ [سورة الروم (30) : الآيات 20 الى 27] وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (22) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (من آياته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل.. وكذلك الأمر في المواضع الخمسة الآتية (أن) حرف مصدريّ (من تراب) متعلّق ب (خلقكم) ، (ثمّ) حرف عطف (إذا) فجائيّة. والمصدر المؤوّل (أن خلقكم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. جملة: «من آياته أن خلقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الحيّ.... وجملة: «خلقكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنتم بشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّة. وجملة: «تنتشرون ... » في محلّ رفع نعت لبشر «1» . (21) (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (خلق) ، (من أنفسكم) متعلّق ب (خلق) «2» ، (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (إليها) متعلّق ب (تسكنوا) .. والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) . (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل «3» ، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة.. وكذلك الحالات المشابهة في ما يلي (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.

_ (1) أو هي خبر ثان للمبتدأ أنتم. (2) أو متعلّق بحال من (أزواجا) . [.....] (3) أو متعلّق ب (جعل) على أنّه بمعنى خلق أو أوجد.

وجملة: «من آياته أن خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم. وجملة: «خلق....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق لكم. وجملة: «إنّ في ذلك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو معترضة. وجملة: «يتفكّرون..» في محلّ جرّ نعت لقوم. (22) (خلق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اختلاف) معطوف على المبتدأ خلق مرفوع. وجملة: «من آياته خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- (23) (منامكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بالليل) متعلّق بالمصدر منامكم (من فضله) متعلّق بالمصدر (ابتغاؤكم) . وجملة: «من آياته منامكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- (24) (الواو) عاطفة (يريكم) مضارع مرفوع- والحرف المصدريّ مقدّر قبله قياسا على ما تقدّم من أفعال- «1» .

_ (1) يجوز أن يكون (من آياته) حالا من (البرق) ، والجملة حينئذ فعلية معطوفة على الجملة الاسميّة (من آياته أن خلقكم) .

(خوفا) مفعول لأجله منصوب (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يحيي) ، و (الباء) سببيّة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) . وجملة: «من آياته (إراءتكم ... ) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم. وجملة: «يريكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر. وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم. وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- وجملة: «يعقلون..» في محلّ جرّ نعت لقوم. (25) (الواو) عاطفة (بأمره) متعلّق بحال من السماء والأرض (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (دعوة) مفعول مطلق منصوب (من الأرض) متعلّق ب (دعاكم) ، (إذا) فجائيّة- وجملة: «من آياته أن تقوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم. وجملة: «تقوم السماء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «دعاكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أنتم تخرجون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تخرجون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .

(26) (الواو) عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (من) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) مبتدأ مرفوع- والتنوين فيه عوض من محذوف أي كلّ مخلوق- (له) متعلّق بالخبر (قانتون) . وجملة: «له من في السموات..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن تقوم. وجملة: «كلّ له قانتون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (27) (الواو) عاطفة (هو الذي ... يعيده) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- والضمير (هو) يعود على الخلق أو الإعادة أو الرجوع المفهوم من السياق (عليه) متعلّق ب (أهون) ، (الواو) عاطفة (له المثل) مثل له من.... (في السموات) متعلّق بحال من الضمير في الأعلى (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة له من في السموات. وجملة: «يبدأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هو أهون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- وجملة: «له المثل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي.... وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....

_ (1) في الآية (11) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (أهون) ، اسم تفضيل قصد به الوصف لا التفضيل، وزنه أفعل من (هان) الثلاثيّ. البلاغة فن اللف: في قوله تعالى «وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ» هذا من باب اللف، وترتيبه: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين القرينتين الأخيرتين، لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء واحد، مع إعانة اللفّ على الاتحاد ويجوز أن يراد منامكم في الزمانين، وابتغاؤكم فيهما، والظاهر هو الأول، لتكرره في القرآن، وأسدّ المعاني ما دل عليه القرآن، يسمعونه بالآذان الواعية. الفوائد 1- قد تحذف أن وينزل الفعل منزلة المصدر ومن ذلك المثل المشهور: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. وأول من نطق به المنذر بن ماء السماء. وقد أعجب بأخبار المعيدي، فلما مثل أمامه ورأى دمامته قال المثل المذكور. والتقدير: أن تسمع بالمعيدي إلخ. 2- يشترط اتحاد الفاعل في الفعل وما يأتي بعده مفعولا لأجله. ولهذا السبب أجاب ابن مالك في شرح التسهيل أن معنى يريكم أي يجعلكم ترون وبذلك يتحّد فاعل الفعل «يريكم» وفاعل الخوف والطمع فتأمل ... ! [سورة الروم (30) : آية 28] ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)

الإعراب:

الإعراب: (لكم) متعلّق ب (ضرب) «1» (من أنفسكم) متعلّق بنعت ل (مثلا) ، (هل) حرف استفهام للإنكار (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ شركاء (ممّا) متعلّق بحال من شركاء (شركاء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (في ما) متعلّق بشركاء (الفاء) عاطفة (فيه) متعلّق بالخبر سواء (كخيفتكم) متعلّق بمفعول مطلق (أنفسكم) مفعول به للمصدر خيفتكم (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل (لقوم) متعلّق ب (نفصّل) . جملة: «ضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هل لكم ممّا ملكت..» في محلّ نصب بدل من (مثلا) . وجملة: «ملكت أيمانكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «2» . وجملة: «أنتم فيه سواء..» لا محلّ لها معطوفة على جملة هل لكم ممّا ... وجملة: «تخافونهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أنتم) . وجملة: «نفصّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعقلون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة الروم (30) : آية 29] بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (29) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (بغير) متعلّق بحال من

_ (1) أو بمحذوف مفعول به ثان بتضمين (ضرب) معنى جعل. (2) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، فالجملة في محلّ جرّ نعت لها.

[سورة الروم (30) : الآيات 30 إلى 32]

الموصول الذين، و (أهواءهم) مفعول اتّبع منصوب (الفاء) عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من) الثاني اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يهدي، والعائد محذوف أي أضلّه- أو أضلّهم- (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ناصرين) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا، وعلامة الجرّ الياء. جملة: «اتّبع الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «من يهدي..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يهدي..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «أضلّ الله....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ما لهم من ناصرين..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . [سورة الروم (30) : الآيات 30 الى 32] فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والفاعل في (أقم) يعود على الرسول عليه السلام (للدين) متعلّق ب (أقم) ، (حنيفا) حال منصوبة من الفاعل أو المفعول أو الدين (فطرة) مفعول به لفعل محذوف

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من العائد المحذوف أي: من أضلّه الله حال كونه غير منصور.

على الإغراء أي: الزموا فطرة الله (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لفطرة (عليها) متعلّق ب (فطر) ، (لا) نافية للجنس (لخلق) متعلّق بخبر لا (الدين) خبر المبتدأ (ذلك) مرفوع «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية. جملة: «أقم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن ضلّ بعض الناس فأقم وجهك للدين.. جملة: « (الزموا..) فطرة الله..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فطر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «لا تبديل لخلق الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ذلك الدين القيّم ... » لا محل لها تعليل ثان. وجملة: «لكنّ أكثر الناس....» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين ... وجملة: «لا يعلمون..» في محلّ رفع خبر لكنّ. (منيبين) حال منصوبة من فاعل (الزموا) ، وعلامة النصب الياء (إليه) متعلّق بمنيبين (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة (من المشركين) متعلّق بخبر تكونوا.. جملة: «اتّقوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة ... وجملة: «أقيموا.....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة ... وجملة: «لا تكونوا من المشركين..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة....

_ (1) أو هو بدل من اسم الإشارة و (القيّم) هو الخبر، وقيل: (القيم) نعت للدين، والخبر محذوف تقديره توحيد الله.

الصرف:

(32) (من الذين) بدل من المشركين بإعادة الجارّ (بما) متعلّق بالخبر (فرحون) ، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما. وجملة: «فرّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا شيعا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كلّ حزب ... فرحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (30) فطرة: رسمت التاء في هذا الموضع من المصحف مفتوحة، ولا يوجد في القرآن غير هذا الموضع وهو لفظ جاء على وزن مصدر الهيئة من الثلاثيّ فطر، وهو اسم بمعنى قابليّة الدين الحقّ، أو بمعنى دين الإسلام، وجاء في المعجم: الفطرة هو الصفة التي يتّصف بها كلّ موجود في أوّل زمان خلقته، صفة الإنسان الطبيعيّة، الدين، السنّة، ... إلخ. الفوائد - فِطْرَتَ اللَّهِ: انقسم الفلاسفة المؤلهين، سواء أكانوا من الإسلام، أو غير الإسلام، إلى قسمين: قسم اتخذ من الأدلة العلمية المركبة برهانا على وجود الله، وأكثر هذه الأدلة دورانا على ألسنتهم «الدور والتسلسل» واستحالتها، وبرهان الوجوب، وبرهان الوجود. وشرح هذه البراهين موجود في كتب المنطق ومؤلفات الفلاسفة وعلماء الكلام لمن أراد الاستزادة من الاطلاع. وقسم لجأ إلى الأفكار الفطرية لدى الإنسان، والتي تفرض نفسها على كثير من المفكرين، وهي أسهل، وعلى حد قولهم، أقوى دلالة على وجود الله، وقد لجأ إليها

[سورة الروم (30) : الآيات 33 إلى 34]

الكثير من فلاسفة الغرب، وأكثر من الكثير من متصوفة المسلمين وعلمائهم. وهذه الفطرة، التي تبعث فينا الشعور بوجود الخالق العظيم، تدفعنا بنفس الوقت للتأمل في نظام هذا الكون البديع، بدءا من أنفسنا ونظام أجسامنا، وانتهاء بنظام النبات والحياة الذي لا يدرك أسراره إلا العلماء. وفوق كل ذي علم عليم. ولا أخفيك أيها القارئ، أن الزهرة التي تنبثق من التراب، وتتخذ أشكالها وألوانها الساحرة، والثمرة التي تخرج من المصانع القابعة في باطن الأرض، مختلفة الحجوم والطعوم، لهي أكثر دلالة على خالق الكون وبارئ الإنسان من أبي الهول والأهرامات، ومن السدود العظمى أو ناطحات السحاب ... ! [سورة الروم (30) : الآيات 33 الى 34] وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ضرّ) فاعل مسّ مؤخّر مرفوع (إليه) متعلّق بمنيبين (منه) متعلّق بحال من رحمة (إذا) فجائية (منهم) متعلّق بنعت لفريق (بربّهم) متعلّق ب (يشركون) . جملة: «مسّ ... ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أذاقهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فريق منهم ... يشركون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يشركون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (فريق) .

[سورة الروم (30) : الآيات 35 إلى 36]

(34) (اللام) لام العاقبة «1» ،، (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بما) متعلّق ب (يكفروا) ، والمفعول الثاني محذوف تقديره إيّاه، وهو العائد ... والمصدر المؤوّل (أن يكفروا ... ) في محلّ جر باللام متعلّق ب (يشركون) . (الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية تعليليّة (سوف) حرف استقبال، ومفعول (تعلمون) محذوف أي عاقبة تمتّعكم. وجملة: «يكفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سوف تعلمون» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة الروم (30) : الآيات 35 الى 36] أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار (عليهم) معلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة (بما) متعلّق ب (يتكلّم) ، (به) متعلّق ب (يشركون) .

_ (1) أو هي لام الأمر، وتفيد التهديد، فالمضارع مجزوم ... ومثله بمعنى التهديد: تمتّعوا..

البلاغة

وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو يتكلّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. وجملة: «يتكلّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «كانوا به يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يشركون» في محلّ نصب خبر كانوا. (36) (الواو) عاطفة (بها) متعلّق ب (فرحوا) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (إذا) فجائيّة ... وجملة: «أذقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فرحوا بها» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تصبهم سيّئة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه، المعطوفة بدورها على جملة أنزلنا ... وجملة: «هم يقنطون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة ب (إذا) الفجائية. وجملة: «هم يقنطون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً» . التفات من الخطاب إلى الغيبة، إيذانا بالإعراض عنهم، وتعديدا لجناياتهم لغيرهم. المجاز: في قوله تعالى «فَهُوَ يَتَكَلَّمُ» . فهو يدل على أن التكلم مجاز عن الدلالة، كما تقول: كتاب ناطق بكذا، وهذا

الفوائد

مما نطق به القرآن، ومعناه الدلالة والشهادة، كأنه قال: فهو يشهد بشركهم وبصحته. الفوائد - تحدثنا قليلا فيما سبق عن النماذج الإنسانية المبثوثة في آيات القرآن الكريم. ونسوق أمثلة أخرى من خلال هذه الآيات: أ- في الآية الأولى يعرض علينا الله سبحانه صورة للإنسان الذي يلجأ إلى ربه ساعة الضيق، وينصرف عن ذكره ساعة الفرج. وهذا يذكرني بالمثل الشعبي الشائع «ما زلت صلي حتى حصّلي فإذا حصّلي بطّلت صلي» . ب- وهذا نموذج آخر، يكاد يكون عكس النموذج الأول، وهو يصوّر لنا الإنسان عند ما يفرح بما يؤتيه الله من فضله، وكيف يقنط ويضيق صدره عند ما يصاب بأي ضرّاء تصيبه، فإذا هو قانط كفور. وهذا يذكرنا بصبر الأنبياء، الذي يغاير ما عليه الناس من الحرج وضيق الصدر، فقد أنعم الله على أيوب حقبة من الدهر، ثم ابتلاه بالأنفس والثمرات والصحة حقبة أخرى، فكانت زوجه تطلب إليه أن يسأل الله العافية والنجاة من البلاء، فكان يقول لها، أستحي من الله أن أسأله العافية من البلاء، إذ لا تساوي مدة البلاء أيام السعادة والهناء التي حبانا الله إياها، فلنصبر ولنشكر، حتى ضرب المثل بصبر أيوب. [سورة الروم (30) : الآيات 37 الى 38] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (لمن) متعلّق ب (يبسط..) . والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبسط..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا. (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لقوم) متعلّق بنعت لآيات. جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا ... وجملة: «يبسط....» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جر نعت لقوم. (38) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (حقّه) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (للذين) متعلّق ب (خبر) ، (هم) ضمير فصل «1» . وجملة: «آت ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الرزق بيد الله فآت ... وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسمية خبر المبتدأ أولئك.

[سورة الروم (30) : آية 39]

وجملة: «أولئك ... المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك خير «1» . [سورة الروم (30) : آية 39] وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (آتيتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من ربا) متعلّق بحال من ما «2» ، (اللام) للتعليل (يربو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في أموال) متعلّق ب (يربو) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يربو) . والمصدر المؤوّل (أن يربو ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (آتيتم) . (الواو) عاطفة (ما.... من زكاة) مثل ما.. من ربا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم المضعفون) مثل هم المفلحون «3» . جملة: «آتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يربو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لا يربو ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ... والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل يريدون. (2) أو هو تمييز له. (3) في الآية (38) السابقة.

الصرف:

وجملة: «آتيتم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيتم (الأولى) . وجملة: «تريدون ... » في محلّ نصب حال من فاعل آتيتم «1» . وجملة: «أولئك ... المضعفون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء، وفي الكلام التفات. الصرف: (المضعفون) ، جمع المضعف، اسم فاعل من الرباعيّ أضعف، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ» . الالتفات عن الخطاب، حيث قيل: فأولئك دون «فأنتم» للتعظيم، كأنه سبحانه خاطب بذلك الملائكة عليهم السلام وخواص الخلق، تعريفا لحالهم، ويجوز أن يكون التعبير بما ذكر للتعميم، بأن يقصد بأولئك هؤلاء وغيرهم. [سورة الروم (30) : آية 40] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) الإعراب: (الذي) اسم موصول خبر في محلّ رفع «2» ، (ثمّ) حرف عطف للتراخي في المواضع الثلاثة (هل) حرف استفهام للإنكار (من شركائكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) ، (من ذلكم) متعلّق بحال من

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت لزكاة، والرابط محذوف أي تريدون وجه الله بها. (2) يجوز أن يكون نعتا للفظ الجلالة، والخبر هو جملة هل من شركائكم من يفعل ... والرابط هو (من ذلكم) والإشارة إلى أفعاله تعالى.. [.....]

[سورة الروم (30) : آية 41]

شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله يفعل (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (عمّا) متعلّق ب (تعالى) والعائد محذوف أي يشركونه. جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «رزقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يميتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقكم. وجملة: «يحييكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم. وجملة: «هل من شركائكم من يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يفعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: « (نسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها استئنافيّة سيقت للدعاء. وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة الروم (30) : آية 41] ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الإعراب: (في البرّ) متعلّق ب (ظهر) ، (ما) حرف مصدري «1» ، (اللام) للتعليل (يذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي كسبته أيدي الناس.

[سورة الروم (30) : الآيات 42 إلى 43]

ضمير مستتر يعود على الله، والمفهوم من السياق. وجملة: «ظهر الفساد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كسبت أيدي الناس» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كسبت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ظهر) . والمصدر المؤوّل (أن يذيقهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ظهر) . وجملة: «يذيقهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لعلّهم يرجعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرجعون ... » في محل رفع خبر لعلّهم. [سورة الروم (30) : الآيات 42 الى 43] قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) الإعراب: (في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة: «كان أكثرهم مشركين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (43) (فأقم ... للدين) مرّ اعرابها «1» ، (من قبل) متعلّق ب (أقم) ، (أن) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (لا) نافية للجنس (له) متعلّق بخبر لا (من الله) متعلّق بمحذوف يدلّ عليه مردّ- لا يصحّ تعليقه بمردّ إذ ينبغي أن ينوّن- «2» ، (يومئذ) ظرف منصوب «3» متعلّق ب (يصّدّعون) . وجملة: «أقم وجهك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أشرك بعض الناس فأقم وجهك للدين. وجملة: «يأتي يوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا مردّ له» في محلّ رفع نعت ليوم. وجملة: «يصّدّعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (يصّدّعون) ، فيه إبدال تاء التفعّل صادا لمجيئها قبل الصاد أصله يتصدّعون وزنه يتفعلون.

_ (1) في الآية (30) من هذه السورة. (2) أجاز الجمل تعليقه بفعل يأتي المتقدّم أي يأتي من الله يوم لا مردّ له. (3) أو مبني على الفتح لإضافته لظرف مبنيّ هو (إذ) ، والتنوين فيه هو تنوين عوض.

[سورة الروم (30) : الآيات 44 إلى 45]

[سورة الروم (30) : الآيات 44 الى 45] مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45) الإعراب: «من» اسم شرط جازم مبتدأ «كفر» في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) خبر مقدم للمبتدأ (كفره) (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لأنفسهم) متعلّق ب (يمهدون) . جملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «يمهدون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط. (45) (اللام) للتعليل (يجزي) منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على الله، وهو مفهوم من السياق. والمصدر المؤوّل (أن يجزي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يمهدون) «1» . (من فضله) متعلّق ب (يجزي) ، (لا) نافية..

_ (1) أو ب (يصّدّعون) في الآية (43) ، والمعنى يتفرقّون ليجزي المؤمنين من فضله والكافرين بعد له.

الفوائد

وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.. وجملة: «إنّه لا يحبّ الكافرين» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي يجزي الكافرين إنّه لا يحبّهم. وجملة: «لا يحبّ الكافرين» في محلّ رفع خبر إنّ. الفوائد - المسؤولية والجزاء: قال الفيلسوف الأوربي «برغسون» : إن من يتأمل في أعمال الناس، يرى أناسا يعملون الخير، ولا ينالهم سوى الشر وآخرون يعلمون الشر ولا ينالهم سوى الخير. وهذا مخالف لسنن هذا الكون القائم على النظام والعدل. إذن لا بد لهذا الكون من إله عادل، يكافئ على الخير خيرا، وعلى الشر شرا وبما أن الكثير من الناس لا ينالهم العدل في هذه الدنيا، فلا بد أن يكون للإنسان حياة غير هذه الحياة، يقام فيها العدل، ويستوفي فيها كل إنسان أجر ما عمل في هذه الحياة، وهذا يتوافق مع سنن هذا الكون الكامل، والذي لا بد له من خالق عادل قادر مريد، وهو الله. [سورة الروم (30) : آية 46] وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من آياته أن يرسل..) مثل من آياته أن

خلقكم «1» ، (مبشّرات) حال منصوبة من الرياح، وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل في المواضع الثلاثة (يذيقكم) مثل يجزي «2» ، (من رحمته) متعلّق ب (يذيقكم) ، (تجري) مثل يجزي «3» ،، (بأمره) متعلّق ب (تجري) ، (تبتغوا) مثل يجزي «4» . (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا) ، (الواو) عاطفة ... والمصدر المؤوّل (أن يرسل ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. والمصدر المؤوّل (أن يذيقكم ... ) في محلّ جر باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها «5» . والمصدر المؤوّل (أن تجري..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها. وجملة: « (أن (تبتغوا) » في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها. جملة: «من آياته (إرسال) الرياح» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرسل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يذيقكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: «تجري الفلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة. (2، 3، 4) في الآية (45) السابقة. (5) أو متعلّق بما تعلّق به ما عطف عليه مقدّر أي يرسل الرياح مبشّرات بالمطر لتشربوا منه وليذيقكم ...

الصرف:

وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فعل ذلك لعلّكم تفلحون ولعلّكم تشكرون. وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (مبشّرات) ، جمع مبشّرة مؤنّث مبشّر اسم فاعل من الرباعي بشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة الاستعارة والمجاز: في قوله تعالى «وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ» . الاستعارة في قوله تعالى «لِيُذِيقَكُمْ» ، وقد تقدمت كثيرا، وهي استعارة مكنية. المجاز المرسل: في قوله تعالى «مِنْ رَحْمَتِهِ» وهو مجاز مرسل، علاقته الحالية، لأن الرحمة تحل في الخصب والمطر، فأطلق الحال وأريد المحل، وفسر بعضهم الرحمة «أي من نعمته من المياه العذبة والأشجار الرطبة وصحة الأبدان وما يتبع ذلك من أمور لا يحصيها إلا الله» . [سورة الروم (30) : آية 47] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلك) متعلّق بحال من رسلا- أو متعلّق ب (أرسلنا) ، (إلى قومهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاءوهم (الفاء) عاطفة (من الذين) متعلّق ب (انتقمنا) ، (الواو) عاطفة (حقا) خبر كان منصوب (علينا) متعلّق بالخبر (حقا) . جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة

[سورة الروم (30) : الآيات 48 إلى 49]

القسم المقدّرة وجوابه وما عطف عليه استئناف اعتراضيّ. وجملة: «جاءوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءوهم. وجملة: «كان حقا ... نصر» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة. [سورة الروم (30) : الآيات 48 الى 49] اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) الإعراب: (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (في السماء) متعلّق ب (يبسطه) ، (كيف) اسم شرط غير جازم في محلّ نصب حال عامله يشاء «1» ، (كسفا) مفعول به ثان منصوب (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (به) متعلّق ب (أصاب) والباء سببيّة (من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف «2» أي يشاء إصابته من عباده (إذا) فجائيّة. جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تثير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.

_ (1) وجوابه محذوف دلّ عليه ما قبله أي كيف يشاء يبسطه في السماء. (2) أو هو تمييز الموصول (من) .

الفوائد

وجملة: «يبسطه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير. وجملة: «يشاء» في محلّ نصب حال من فاعل يبسط. وجملة: «يجعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبسطه. وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعله. وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق. وجملة الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها معطوفة على ترى. وجملة: «أصاب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم يستبشرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (49) (الواو) حاليّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة (من قبل) متعلّق بالخبر مبلسين (أن) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (أن ينزّل) في محلّ جرّ مضاف إليه. ونائب الفاعل لفعل (ينزّل) ضمير مستتر تقديره هو يعود على الودق (عليهم) متعلّق ب (ينزّل) ، (من قبله) تأكيد لما قبله (اللام) هي الفارقة. وجملة: «كانوا ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الفوائد 1- كيف الشرطية: جاء في المغني: تستعمل كيف على وجهين، أحدهما كونها شرطية، ومنه قوله تعالى: «ينفق كيف يشاء، يصوركم في الأرحام كيف يشاء، فيبسطه في السماء

[سورة الروم (30) : آية 50]

كيف يشاء» فكيف، في الأمثلة الثلاثة شرطية وشرطها محذوف لدلالة ما قبلها عليه. 2- كيف يشاء: نورد هذا النص الذي ذكره صاحب المغنى، لما نرى فيه من الفائدة، فقد قال: وتستعمل «كيف» على وجهين: أحدهما أن تكون شرطا، فيقتضي فعلين، متّفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين، نحو «كيف تصنع أصنع» . ولا يجوز «كيف تجلس أذهب» باتفاق، ولا «كيف تجلس أجلس» بالجزم عند البصريين إلا قطربا، لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ. وقيل: يجوز مطلقا، وإليه ذهب قطرب والكوفيون، وقيل: يجوز، بشرط اقترانها ب «ما» . قالوا: ومن ورودها شرطا «يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ» و «يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ» «فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ» وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبلها، وهذا يشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشروطها وفي ذلك تعليقات وردود تجاوزنا، ذكرها بغية الاختصار. [سورة الروم (30) : آية 50] فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى آثار) متعلّق ب (انظر) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله يحيي (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، والإشارة في (ذلك) إلى محيي الأرض وهو الله، (اللام) المزحلقة (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر قدير. جملة: «انظر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسل الله الرياح فانظر إلى آثار ... وجملة: «يحيي الأرض ... » في محلّ نصب حال من لفظ

الصرف:

الجلالة «1» . وجملة: «إنّ ذلك لمحيي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ذلك لمحيي.... الصرف: (محيي) ، اسم فاعل من الرباعيّ أحيا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الروم (30) : الآيات 51 الى 53] وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (أرسلنا) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) عاطفة (رأوه) في محلّ جزم أيضا معطوفة على (أرسلنا) (اللام) الثانية لام القسم دلّ عليه اللام الأولى الموطّئة (من بعده) متعلّق ب (يكفرون) . جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رأوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ظلوا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

_ (1) وأصل المعنى: انظر إلى آثار رحمة الله بكيفيّة إحياء الأرض، فاسم الاستفهام كيف كما يبدو منصوب على نزع الخافض، ولكن صحّ الإعراب أعلاه بالتقدير.

وجملة: «يكفرون ... » في محلّ نصب خبر ظلوا. (52) (الفاء) تعليليّة (لا) نافية في الموضعين، والمفعول الثاني ل (تسمع) الأول ضمير يعود على المفعول الثاني ل (تسمع) الثاني على سبيل التنازع (ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (مدبرين) حال مؤكّدة للعامل منصوب.. وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تحزن عليهم فإنّهم صمّ كالموتى. وجملة: «لا تسمع الموتى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا تسمع الصمّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله «1» . (53) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة رسما مراعاة لقراءة الوصل (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف «2» ، (إن) نافية (إلّا) للحصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) عاطفة.. وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لا تسمع ...

_ (1) يجوز تجريده من معنى الشرط، وحينئذ يتعلّق ب (تسمع) المتقدّم. (2) انظر الآية (81) من سورة النمل.

الصرف:

وجملة: «إن تسمع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن. الصرف: (51) مصفرّا: اسم فاعل من الخماسيّ اصفرّ، وقد يكون اسم مفعول فالوزن واحد بسبب تضعيف الراء، فإذا فكّ الإدغام ظهر الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول في اللفظ، وزنه مفعلّ بضمّ الفاء وتشديد اللام ... [سورة الروم (30) : آية 54] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الإعراب: (من ضعف) متعلّق ب (خلقكم) ، (من بعد) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (القدير) خبر ثان مرفوع. جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: «جعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى) .

الصرف:

وجملة: «يخلق ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الله) «1» . وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هو العليم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق» . الصرف: (شيبة) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ شاب وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي شيب بفتح فسكون، ومشيب بفتح الميم وكسر العين. [سورة الروم (30) : الآيات 55 الى 57] وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقسم) ، (ما) نافية (غير) ظرف منصوب متعلّق ب (لبثوا) ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفكون) ، الواو فيه نائب الفاعل. جملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقسم المجرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما لبثوا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. [.....] (2) يجوز أن تكون حالا من فاعل يخلق.

وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤفكون» في محلّ نصب خبر كانوا. (56) (الواو) عاطفة، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في كتاب) متعلّق ب (لبثتم) بحذف مضاف أي في تقدير كتاب الله (إلى يوم) متعلّق ب (لبثتم) ، (الفاء) عاطفة «1» (الواو) عاطفة (لا) نافية ... وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قد لبثتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّر في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «لكنّكم كنتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «كنتم لا تعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّكم. وجملة: «لا تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم. (57) (الفاء) عاطفة (يومئذ) ظرف منصوب «2» متعلّق ب (ينفع) المنفي (لا) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به مقدّم (الواو) عاطفة

_ (1) جعلها البيضاويّ رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث أي فقد تبيّن بطلان إنكاركم. (2) أو مبني لإضافته إلى (إذ) المبني.

الصرف:

(لا) مثل الأولى، والواو في (يستعتبون) نائب الفاعل. وجملة: «لا ينفع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا هم يستعتبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا ينفع ... وجملة: «يستعتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (معذرة) ، مصدر سماعيّ لفعل عذر باب ضرب أي رفع عنه اللوم أو الذنب، وزنه مفعلة بكسر العين. الفوائد - «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ» . هذه الصورة البلاغية ضرب من الجناس. وهو إيراد اللفظة الواحدة بمعنيين، أو معان متعددة. وقد ورد هذا الفن البلاغي في الشعر الجاهلي، وفي القرآن الكريم بصورة معتدلة ومستحسنة وجدّ مقبولة، ولكن ما لبث الشعراء في العصور المتأخرة أن عضوا عليه بالنواجذ، وراحوا يتبارون في الإكثار منه، تكلفا وتمحلا، حتى أصبح ضربا من التصنّع، بعد أن كان نوعا من الصنعة، وحتى أصبح ممجوجا وممقوتا لدى الشعراء في عصر الانحطاط. ومن طريف الأمور، أن الشعراء الشعبين، سمعوه لدى الشعراء المثقفين، فبهرهم شكله، وحسبوا أنه ذروة من ذرى البلاغة، فبنوا عليه بعض الفنون من الأدب الشعبي، مثل «العتابا» ، وهي من الشعر المزدوج. وقد التزموا في أشطره الثلاثة الأولى بالجناس التام، وأطلقوا عليه اسم «المرصود» ، ولم يتسامحوا في تجاوز هذه القاعدة. وهكذا آلت كثير من المحسنات اللفظية والمعنوية إلى فنون مستقلة لدى

[سورة الروم (30) : الآيات 58 إلى 60]

الشعراء الشعبين، ولولا الإطالة لأثبتنا الكثير من هذه الفنون، وأوردنا الأمثلة الموضحة لهذا الاتجاه. [سورة الروم (30) : الآيات 58 الى 60] وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لقد ضربنا) مثل لقد لبثتم «1» ، (الناس) متعلّق ب (ضربنا) ، (في هذا) متعلّق ب (ضربنا) ، (من كلّ) متعلّق ب (ضربنا) «2» ، (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (جئتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (بآية) متعلّق بحال من فاعل جئت (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) للتوكيد (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر. جملة: «قد ضربنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة. وجملة: «جئتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة. وجملة: «يقولنّ الذين ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) في الآية (56) من هذه السورة (2) اختلف الجارّ لفظا ومعنى فصحّ التعليق بالفعل نفسه.

وجملة: «إن أنتم إلّا مبطلون» في محلّ نصب مقول القول. (59) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يطبع (على قلوب) متعلّق ب (يطبع) ، (لا) نافية. وجملة: «يطبع الله» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة-. وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. (60) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يستخفّنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم ... و (النون) للتوكيد، و (الكاف) مفعول به (لا) نافية. وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قال الكافرون ذلك فاصبر ... وجملة: «إنّ وعد الله حقّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يستخفّنك الذين ... » معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «لا يوقنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . ... ... انتهت سورة «الروم» ويليها سورة «لقمان»

سورة لقمان

سورة لقمان آياتها 34 آية [سورة لقمان (31) : الآيات 1 الى 7] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7) الإعراب: جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. (3- 4) (هدى) حال منصوبة من الكتاب، والعامل فيها الإشارة (للمحسنين) متعلّق ب (رحمة) ، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت

للمحسنين «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (بالآخرة) متعلّق بالخبر (يوقنون) ، (هم) الثاني توكيد للأول.. وجملة: «يقيمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هم ... يوقنون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يوقنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (5) (على هدى) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ أولئك (من ربّهم) متعلّق بنعت لهدى (الواو) عاطفة (هم) مبتدأ ثان في محلّ رفع خبره (المفلحون) «2» . وجملة: «أولئك على هدى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أولئك هم المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى. وجملة: «هم المفلحون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني. (الواو) عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) «3» ، (اللام) للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على من (عن سبيل) متعلّق ب (يضل) ، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يشتري. (هزوا) مفعول به ثان

_ (1) أو عطف بيان عليه ... ويجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة أولئك على هدى.. (2) أو هو ضمير فصل لا عمل له. (3) يجوز أن يكون نعتا لمبتدأ مقدّر، والخبر من يشتري ... أي: بعض الناس من يشتري.

عامله يتّخذها (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) . والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشتري) . وجملة: «من الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى. وجملة: «يشتري ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يتّخذها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «أولئك لهم عذاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . (7) (الواو) عاطفة (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى) ، (مستكبرا) حال منصوبة من فاعل ولّى (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف يعود على من يشتري (في أذنيه) متعلّق بخبر كأنّ المشدّدة (وقرا) اسم كأنّ منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّره) . وجملة: «تتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كأن لم يسمعها ... » في محلّ نصب حال ثانية من فاعل ولّى. وجملة: «لم يسمعها ... » في محلّ رفع خبر (كأن) المخفّفة. وجملة: «كأنّ في أذنيه وقرا ... » في محلّ نصب بدل من كأن لم

الصرف:

يسمعها «1» . وجملة: «بشره ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك فبشّره ... «2» . الصرف: (7) مستكبرا: اسم فاعل من السداسيّ استكبر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «الْكِتابِ الْحَكِيمِ» . وصف الكتاب بالحكيم مجاز، لأن الوصف بذلك للتملك، هو لا يملك الحكمة، بل يشتمل عليها ويتضمنها، فلأجل ذلك وصف بالحكيم بمعنى ذي الحكمة. ويجوز أن يكون هناك استعارة بالكناية، أي الناطق بالحكمة كالحي ويجوز أن يكون الحكيم في صفاته عز وجل، ووصف الكتاب به من باب الإسناد المجازي. الفوائد 1- الاضافة بمعنى «من» : «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ» فإضافة اللهو إلى الحديث الغاية منها التبيين وضابطها أن يكون الاسم الثاني «من المضاف والمضاف إليه» صالح للإخبار به عن الأول، نحو «خاتم فضة» أي خاتم كائن من فضة. 2- النضر بن الحارث:

_ (1) أو حال ثالثة ... أو حال من فاعل يسمعها. هذا وجوّز الزمخشري جعل الجملتين التشبيهيّتين مستأنفتين. (2) يجوز جعل الجملة معطوفة على ما قبلها برابط السببيّة، والفاء هي الفصيحة.

[سورة لقمان (31) : الآيات 8 إلى 9]

ذكر المفسرون والمؤرخون، أن النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة بقصد التجارة، ثم يشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم، فيأتي مكة ويحدث أهلها بما فيها، ويقول: إن محمدا يحدثكم بأخبار عاد وثمود، وأنا أحدثكم بأحاديث فارس والروم، فيستحسنون ذلك، وينصرفون عن سماع القرآن، فنزلت بهم هذه الآية. ومن المعلوم أن أسباب النزول، تكون خاصة، ثم تسري أحكامها فيما بعد على العموم. [سورة لقمان (31) : الآيات 8 الى 9] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) الإعراب: (لهم جنّات) مثل لهم عذاب «1» . وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لهم جنات ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (9) (خالدين) حال مقدّرة منصوبة (فيها) متعلّق بخالدين (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حقا) مفعول مطلق مؤكّد لمضمون الجملة منصوب (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: « (وعد) الله وعدا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة لقمان (31) : آية 10] خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)

_ (1) في الآية (6) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (بغير) متعلّق بحال من السموات (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ألقى) ، (أن) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (أن تميد ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تميد «1» . (بكم) متعلّق ب (تميد) ، (فيها) متعلّق ب (بثّ) (من كلّ) متعلّق ب (بثّ) ومن تبعيضيّة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (أنبتنا) ، (من كلّ) متعلّق ب (أنبتنا) ومن تبعيضيّة. جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ترونها ... » في محلّ جرّ نعت لعمد. وجملة: «ألقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «تميد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «بثّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى. وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا. الفوائد - الزوجية في البنات كما هي في الأحياء: من عظيم خلق الله، أن الزوجية، وهي الذكورة والأنوثة، موجودة في النبات، كما

_ (1) يجوز جرّ المصدر المؤوّل بحرف جرّ محذوف بتقدير (لا) نافية قبل الفعل أي: لئلّا تميد بكم.. والجار متعلّق ب (ألقى) .

[سورة لقمان (31) : آية 11]

هي موجودة في الأحياء، وهي سنة من سنن الله، وناموس مما أودعه الله في سائر مخلوقاته، ولئن ذهب بعضهم، في تعليلات غير مقبولة لوجود الازدواجية في الأحياء، وزعم أنها وليدة المصادفة أو التطور أو غير ذلك، فإنه سيقف مبهوتا أمام هذه الازدواجية في النبات الذي لا حياة فيه ولا عقل، ومع ذلك فقد زوّده الله بهذه الثنائية التي تضمن له توالده وتكاثره واستمرار نوعيته. فتبصر هديت إلى الرشد والسداد. [سورة لقمان (31) : آية 11] هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلق «1» ، (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (بل) للإضراب الانتقاليّ (في ضلال) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الظالمون. جملة: «هذا خلق الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أروني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في دعواكم عبادة غير الله فأروني.. وجملة: «خلق الذين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام ماذا. وجملة: «الظالمون في ضلال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة لقمان (31) : آية 12] وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)

_ (1) أو (ما) مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر، والجملة مفعول ثان ل (أروني) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وامتنع (لقمان) عن التنوين للعلميّة والعجمة (أن) حرف تفسير «1» ، (لله) متعلّق ب (اشكر) ، (الواو) استئنافيّة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر) ، (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني. وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اشكر ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «من يشكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشكر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إنّما يشكر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يشكر. وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «إنّ الله غنيّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «3» .

_ (1) تقدّمه فعل فيه معنى القول: آتينا. [.....] (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) أو هي تعليل للجواب المقدّر أي استغنى الله عنه فإن الله غنيّ ...

الصرف:

الصرف: (لقمان) قيل هو اسم علم أعجميّ، وقيل هو عربيّ منع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف ونون، والأول أظهر ... قيل هو ابن أخي إبراهيم، وقيل هو ابن أخت أيّوب أو ابن خالته. [سورة لقمان (31) : آية 13] وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي مفعول به لفعل مقدر تقديره اذكر (لابنه) متعلّق ب (قال) ، (الواو) حاليّة (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم.. (الياء) الثانية مضافة إليه (لا) ناهية جازمة (بالله) متعلّق ب (تشرك) (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد. جملة: « (اذكر) إذ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال لقمان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هو يعظه ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يعظه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تشرك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ الشرك لظلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (الشرك) ، مصدر الثلاثيّ شرك استعمل اسما، فعله من باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.

الفوائد

الفوائد - لقمان الحكيم: في اسمه قولان: أحدهما: أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية. وثانيهما: أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى. وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا ... وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها: أ- قال قتادة: خيّره الله بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال: لو أرسل الله إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة. ب- قال سعيد بن المسيب: كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء وقيل: كان خياطا وقيل: راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال: ألست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال: وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال: وما أصنع؟ قال: غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال: قدر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني. ج- وقال أنس: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال الله تعالى: «وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ» . د- قال الثعالبي المفسّر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ ... هـ- قال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل: ابن خالته. وكان

[سورة لقمان (31) : الآيات 14 إلى 15]

في زمنه، وكان داود يقول له: طوبى لك، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقوله: انظروا إلى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة. وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في مقالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق، فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة، وإن تخيرني أختر العافية، وإنه من يبيع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا. ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحب إلي من أن أعيش قويا عزيزا. وقيل: كان عبدا نجارا، فقال له سيده: اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين، فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بمثل ذلك أن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان. فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. ووقال أبو إسحاق الثعالبي: كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر، فجاءوه وما معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها، فاسقني وإياهم ماء حميما، ثم أرسلنا لنعود، ففعل فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماء، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وقيل: إنه دخل على داود وهو يسرد الدرع، فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت! فقال: الصمت حكمة، وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما..! [سورة لقمان (31) : الآيات 14 الى 15] وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا) ، وعلامة الجرّ الياء (وهنا) مصدر في موضع الحال «1» من أمّه (على وهن) متعلّق بنعت ل (وهنا) ، (الواو) عاطفة (في عاملين) متعلّق بخبر المبتدأ فصاله (أن اشكر لي) مثل أن اشكر لله «2» ، لوالديك متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المصير. جملة: «وصّينا ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ بين كلام لقمان. وجملة: «حملته أمّه» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «فصاله في عامين» لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته أمّه. وجملة: «اشكر لي» لا محلّ لها تفسيريّة لمفهوم التوصية. وجملة: «إليّ المصير» لا محلّ لها تعليليّة. (15) (الواو) عاطفة (جاهداك) في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الألف) فاعل، و (الكاف) مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (بي) متعلّق ب (تشرك) ،

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والجملة المقدّرة حال من أمّه. (2) في الآية (12) من هذه السورة.. وفي قوله (وصّينا) معنى القول دون حروفه، ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (وصّينا) ، وما بين المتعلّقين اعتراض.

(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق بخبر ليس (به) حال من علم. والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (جاهداك) . (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (في الدنيا) متعلّق ب (صاحبهما) ، (معروفا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» أي صحابا معروفا (الواو) عاطفة (إليّ) متعلّق ب (أناب) (ثمّ) حرف عطف (إليّ) الثاني متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرجعكم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدري «2» . والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم) . وجملة: «جاهداك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وصّينا ... وجملة: «تشرك....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ليس لك به علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا تطعهما ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «صاحبهما....» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «اتّبع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) يجوز نصبه على نزع الخافض أي: بالمعروف. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي تعملونه ... والجملة صلة أو نعت.

الصرف:

وجملة: «أناب....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إليّ مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فإنّكم ميّتون ثمّ إليّ مرجعكم ... وجملة: «أنبئّكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم. وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (وهنا) ، مصدر وهن باب وعد ووثق أي ضعف، ووهنه غيره متعدّ، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة فن عكس الظاهر، أو نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» . أي لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، وعبّر بنفي العلم عن نفي المعلوم. الفوائد الجملة المعترضة: وهي من الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب، وهي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا وقد وقعت في مواضع، أهمها: 1- بين الفعل ومرفوعه، كقول جويرية بنت زيد: وقد أدركتني والحوادث جمة ... أسنّه قوم لا ضعاف ولا عزل 2- بين الفعل ومفعوله، كقول أبي النجم العجلي: وبدلت- والدهر ذو تبدل- ... هيفا دبورا بالصّبا والشّمأل 3- بين المبتدأ وخبره: كقول: معن بن أوس المزني:

[سورة لقمان (31) : الآيات 16 إلى 19]

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يملكنه ونوائح. 4- بين الشرط وجوابه: كقول النابغة الذبياني: لعمري- وما عمري عليّ بهيّن ... لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع الأقارع: بنو قريع بن عوف. 6- بين الموصوف وصفته: كقوله تعالى فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ- لَوْ تَعْلَمُونَ- عَظِيمٌ. 7- بين سوف والفعل، كقول زهير بن أبي سلمى: وما أدري وسوف- إخال- أدري ... أقوم آل حصن أم نساء 8- بين جملتين مستقلتين: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ- حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ، وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ- أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. 9- بين الموصول وصلته، كقول جرير: ذاك الذي- وأبيك- يعرف مالكا ... والحق يدفع ترّهات الباطل 10- بين ما أصله مبتدأ وخبر، كقول محمد بن بشير الخارجي: لعلك- والموعود حق لقاؤه- ... بدا لك في تلك القلوص بداء قال البيت في رجل وعده بقلوص ثم مطله والقلوص من النوق الشابة، وجمعها قلص وقلائص، وجمع القلص قلاص. [سورة لقمان (31) : الآيات 16 الى 19] يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)

الإعراب:

الإعراب: (يا بنيّ) مرّ إعرابها «1» ، (تك) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر يعود على الخصلة السيئة التي كنّى عنها بالضمير إنّها (من خردل) متعلّق بنعت لحبّة (الفاء) عاطفة (في صخرة) متعلّق بخبر تكن «2» ، (في السموات) مثل في صخرة وكذلك (في الأرض) (بها) متعلّق ب (يأت) ، (خبير) خبر ثان مرفوع. جملة: «يا بنيّ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول لقمان. وجملة: «إنّها إن تك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن تك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تكن في صخرة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة إن تك ... وجملة: «يأت بها الله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله لطيف ... » لا محلّ لها تعليليّة. (17) (يا بنيّ) مثل الأولى (بالمعروف) متعلّق ب (اومر) ، (عن المنكر) متعلّق ب (انه) ، (على ما) متعلّق ب (اصبر) ، (من عزم) متعلّق بخبر إنّ.... وجملة: «يا بنيّ (الثانية) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «أقم ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) في الآية (13) من السورة. (2) يجوز أن يكون الفعل تاما فيتعلق الجار بالفعل التام.

وجملة: «اومر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: «انه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: «أصابك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ ذلك من عزم الأمور» لا محلّ لها تعليليّة. (18) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (للناس) متعلّق ب (تصعّر) (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق ب (تمش) (مرحا) مصدر في موضع الحال «1» ، (لا) نافية (فخور) نعت لمختال مجرور مثله. وجملة: «لا تصعّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا تمش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إنّ الله لا يحبّ» لا محلّ لها تعليل للنهي. وجملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (19) (الواو) عاطفة (في مشيك) متعلّق ب (اقصد) ، (من صوتك) متعلّق ب (اغضض) «2» ، (اللام) المزحلقة. وجملة: «اقصد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «اغضض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه. (2) غضّ صوته وغضّ من صوته.

الصرف:

وجملة: «إنّ أنكر ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (16) صخرة: اسم جامد ذات، وزنه فعلة بفتح فسكون. (19) مشيك: مصدر سماعيّ لفعل مشى باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (صوتك) ، الاسم من (صات، يصوت) باب نصر، (ويصات) باب فتح، وهو المصدر أيضا، وزنه فعل بفتح فسكون. (أنكر) على وزن اسم التفضيل من (نكر) الثلاثيّ باب فرح، وزنه أفعل. البلاغة التتميم: في قوله تعالى «إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ..» والمعنى أنه تمم خفاء الهنة أو الخطيئة في نفسها، بخفاء مكانها من الصخرة، والأخفى من الصخرة، كأن تكون في صخرة مستقرة في أغوار الأرض السحيقة، أو في الأعالي من أجواز الفضاء، ومنه في الشعر قول الخنساء: وإن صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار فقولها «في رأسه نار» تتميم جميل لا بد منه لتجسيد الظهور والشهرة للسارين والغادين. الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» . حيث أخلي الكلام من لفظ التشبيه، وأخرج مخرج الاستعارة، فجعلوا حميرا، وجعل صوتهم نهاقا، مبالغة في الذم والتهجين وإفراطا في النهي عن رفع الصوت والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة الموجعة، وكذلك نهاقه.

[سورة لقمان (31) : الآيات 20 إلى 21]

[سورة لقمان (31) : الآيات 20 الى 21] أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (21) الإعراب: (لكم) متعلّق ب (سخّر) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، وكذلك (في الأرض) صلة ما الثاني. والمصدر المؤوّل (أنّ الله سخّر ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ تروا. (الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (أسبغ) ، (ظاهرة) حال من نعمه منصوبة و (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر من (في الله) متعلّق ب (يجادل) بحذف مضاف أي في توحيده أو صفاته (بغير) حال من فاعل يجادل (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى، كتاب) معطوفان على علم مجروران. جملة: «تروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «أسبغ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّر. وجملة: «من الناس من يجادل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها صلة الموصول من. (21) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (بل) للإضراب الانتقالي (عليه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وجدنا (الهمزة) للاستفهام

البلاغة

الإنكاري (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلى عذاب) متعلّق ب (يدعوهم) . وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نتّبع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي: لا نتّبع ما أنزل الله بل نتّبع ... وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «كان الشيطان يدعوهم» في محلّ نصب حال من الآباء ... وجواب لو محذوف يفسّره ما قبله. وجملة: «يدعوهم ... » في محلّ نصب خبر كان. البلاغة الطباق: في قوله تعالى «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً» . والمراد بالنعم الظاهرة كل ما يعلم بالمشاهدة، والباطنة ما لا يعلم إلا بدليل. [سورة لقمان (31) : الآيات 22 الى 25] وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25)

_ (1) هي في الأصل جملة مقول القول.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إلى الله) متعلّق ب (يسلم) ، (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بالعروة) متعلّق ب (استمسك) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر عاقبة. جملة: «من يسلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «هو محسن ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «استمسك ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إلى الله عاقبة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (23) (الواو) عاطفة (كفر) مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (إلينا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعهم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدري «2» ، (بذات) متعلّق بعليم. والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ننبّئهم) . وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يسلم.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط الجواب معا. (2) أو اسم موصول- أو نكرة موصوفة- في محلّ جرّ، والعائد محذوف، أي عملوه ... والجملة صلة أو نعت.

وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «لا يحزنك كفره ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إلينا مرجعهم» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ننبّئهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة. (24) (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «2» ، (ثمّ) حرف عطف (إلى عذاب) متعلّق ب (نضطرهم) بتضمينه معنى نردّهم. وجملة: «نمتّعهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نضطرّهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة نمتّعهم. (25) (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (سألتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) مبتدأ خبره محذوف أي خالقها (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية. وجملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من كفر. وجملة: «من خلق ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....] (2) أو مفعول فيه نائب عن الظرف متعلّق ب (نمتّعهم) .

البلاغة

المعلّق بالاستفهام. وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «الله (خالقها) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . البلاغة التشبيه التمثيلي المركب: في قوله تعالى «فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى» . حيث شبه حال المتوكل على الله عز وجل، المفوض إليه أموره كلها، المحسن في أعماله، بمن ترقى في جبل شاهق أو تدلى منه، فتمسك بأوثق عروة من حبل متين، مأمون انقطاعه ويجوز أن يكون هناك استعارة في المفرد وهو العروة الوثقى، بأن يشبه التوكل النافع المحمود عاقبته بها، فتستعار له. الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ» . فقد شبه إلزامهم التعذيب وإرهاقهم إياه، باضطرار المضطّر إلى الشيء الذي لا يقدر على الانفكاك منه. والغلظ مستعار من الأجرام الغليظة. والمراد الشدة والثقل على المعذب.

[سورة لقمان (31) : الآيات 26 إلى 27]

[سورة لقمان (31) : الآيات 26 الى 27] لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) الإعراب: (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (هو) ضمير فصل «1» ، (الحميد) خبر ثان مرفوع للحرف المشبّه بالفعل. جملة: «لله ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. (27) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم «2» ، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (من شجرة) حال من ضمير الوجود «3» ، (أقلام) خبر أنّ مرفوع (الواو) حاليّة (من بعده) متعلّق بحال من سبعة أبحر «4» ، (ما) نافية. والمصدر المؤوّل (أنّ ما في الأرض ... أقلام) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت..

_ (1) أو هو مبتدأ خبره الغنيّ.. والجملة الاسميّة خبر إنّ. (2) لا يصحّ هنا تسميتها (حرف امتناع لامتناع) حتّى لا يلزم نفاد الكلمات مع عدم كون كلّ ما في الأرض من شجرة أقلام وهذا باطل ذلك لأن كلّ شيء امتنع ثبت نقيضه، فاذا امتنع (ما نفدت) ثبت نفدت. (3) أو هو تمييز (ما) . (4) نعت تقدّم على المنعوت.

الفوائد

وجملة: « (ثبت) وجود الأقلام ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «البحر يمدّه ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يمدّه ... سبعة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (البحر) . وجملة: «ما نفدت كلمات ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد (27) بعض أحكام (لو) : 1- هي خاصة بالفعل، وقد يليها اسم مرفوع معمول لمحذوف يفسره ما بعده: كقول عمر رضي الله عنه: «لو غيرك قالها يا أبا عبيدة» أو يليها اسم منصوب كذلك، كقولنا: «لو زيدا رأيته أكرمته» ، أو خبر لكان محذوفة، نحو: «التمس ولو خاتما من حديد» . 2- تقع «أنّ» بعدها كثيرا، كقوله تعالى وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وموضع (أن واسمها وخبرها) أي المصدر المؤول عنه- عند جميع النحاة- الرفع، فقال سيبويه: في محلّ رفع مبتدأ ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه، واختصت من بين سائر ما يؤول بالاسم بالوقوع بعد لو وقيل: في محلّ رفع مبتدأ والخبر محذوف، ثم قيل: يقدر الخبر مقدما أي لو ثابت إيمانهم، وقال ابن عصفور: بل يقدر هنا مؤخرا. وذهب المبرد والزجاج والكوفيون إلى أن المصدر المؤول في محلّ رفع على الفاعلية، والفعل مقدر بعدها، أي (ولو ثبت أنهم آمنوا) . وهذا هو القول الراجح، لأن (لو) تختص بالدخول على الأفعال. قال الزمخشري: ويجب كون «أنّ» فعلا ليكون عوضا من الفعل المحذوف، ورده ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها وَلَوْ أَنَّ ما فِي

الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وقالوا: إنما ذاك في الخبر المشتق لا الجامد كالذي في الآية. وقد وجدت آية في التنزيل وقع فيها الخبر مشتقا، ولم ينتبه لها الزمخشري، كما لم ينتبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب وإلا لما منع من ذلك، ولا ابن مالك، وإلا لما استدل بالشعر، وهي قوله تعالى وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ. ونحن نعترض على ابن هشام في وجه الاستشهاد بهذه الآية لأن «لو» في الآية الكريمة هي حرف مصدري وليست لو الشرطية. 3- يغلب دخول «لو» على الماضي، لذا فهي لم تجزم، ولو أريد بها معنى «إن» الشرطية. 4- جواب: «لو» فعل ماض مثبت أو منفي بما، والغالب على المثبت دخول اللام عليه، كقوله تعالى لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً ومن تجرده منها لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً والغالب على المنفي تجرده منها، كقوله تعالى وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ، أو مضارع منفي بلم كقول عمر «لو لم يخف الله لم يعصه» . 5- خداع وغرور: قال المفسرون: لما نزلت بمكة وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود وقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا أتعنينا أم قومك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: كلّا قد عنيت. قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا أوتينا التوراة فيها علم كل شيء. فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- هي في علم الله قليل، وقد أتاكم الله بما إن عملتم به انتفعتم. قالوا: كيف تزعم هذا وأنت تقول (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) فكيف يجتمع علم قليل مع خير كثير فأنزل الله هذه الآية. وقيل إن المشركين قالوا: إن القرآن وما يأتي به محمد يوشك أن ينفد فينقطع، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[سورة لقمان (31) : آية 28]

[سورة لقمان (31) : آية 28] ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) الإعراب: (ما) نافية (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (إلّا) للحصر (كنفس) متعلّق بخبر المبتدأ خلقكم بحذف مضاف أي كخلق نفس.. جملة: «ما خلقكم ... إلّا كنفس» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله سميع ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. [سورة لقمان (31) : الآيات 29 الى 30] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) الإعراب: (ألم تر أنّ الله يولج) مثل نظيرها «1» ، (في النهار) متعلّق ب (يولج) الأول، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني (كلّ) مبتدأ، والتنوين عوض من المضاف إليه المحذوف (إلى أجل) متعلّق ب (يجري) ... والمصدر المؤوّل (أنّ الله يولج) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. (ما) حرف مصدريّ «2» .

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... خبير) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله يولج) . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يولج الليل ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يولج النهار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل. وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل. وجملة: «كلّ يجري ... » في محلّ نصب حال من الشمس والقمر. وجملة: «يجري ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كل) . وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (30) (ذلك) مبتدأ (هو) ضمير فصل «1» في الموضعين.. (من دونه) حال من العائد المحذوف. والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) . والمصدر المؤوّل (أنّ ما ... الباطل) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.

_ (1) أو هو مبتدأ خبره الحقّ في الأول والعليّ في الثاني، والجملة الاسميّة لكلّ منهما خبر أنّ.

البلاغة

وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها تعليل لما تقدّم. البلاغة المخالفة في الصيغة: في قوله تعالى «وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ» . عطف قوله سبحانه «سخر» على قوله تعالى «يولج» ، والاختلاف بينهما صيغة، لما أن إيلاج أحدهما في الآخر متجدد في كل حين، وأما التسخير فأمر لا تعدد فيه ولا تجدد، وإنما التعدد والتجدد في آثاره. [سورة لقمان (31) : الآيات 31 الى 32] أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) الإعراب: (ألم تر أنّ الفلك تجري) مثل نظيرها «1» ، (في البحر) متعلّق ب (تجري) ، (بنعمة) متعلّق بفعل تجري «2» ، (اللام) للتعليل (يريكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من آياته) متعلّق ب (يريكم) .. والمصدر المؤوّل (أن يريكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تجري) . (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (آيات) اسم

_ (1) في الآية (20) من هذه السورة مفردات ومصدرا. (2) والباء للمصاحبة أو السببيّة، أو متعلّق بحال من الفاعل.

إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات «1» ، (شكور) نعت لصبّار مجرور مثله. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (32) (الواو) عاطفة (كالظلل) متعلق بنعت لموج (له) متعلّق بحال من (لدين) وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مقتصد) «2» ، (الواو) استئنافيّة (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد) ، (إلّا) للحصر بعد النفي (كلّ) فاعل يجحد مرفوع (كفور) نعت لختّار مجرور. وجملة: «غشيهم موج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على الشرط الأول وفعله وجوابه. وجملة: «نجّاهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «منهم مقتصد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) أو متعلّق بنعت لآيات. (2) وفي الآية حذف أي: ومنهم باق على كفره- أو كافر-.

الصرف:

وجملة: «ما يجحد ... إلّا كلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ختّار) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ ختر باب ضرب أي غدّار وخدّاع، وزنه فعّال. [سورة لقمان (31) : الآيات 33 الى 34] يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (يوما) مفعول به منصوب (عن ولده) متعلّق ب (يجزي) ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (مولود) معطوف على والد مرفوع مثله «1» ، (هو) مبتدأ خبره (جاز) وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة (عن والده) متعلّق بجاز (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله جاز (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تغرنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لا يغرّنكم) مثل لا تغرّنكم (بالله) متعلّق ب (يغرّنكم) جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو مبتدأ خبره جملة هو جاز، وقد سوّغ الابتداء بالنكرة اعتمادها على النفي.

وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اخشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا يجزي والد ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) والرابط مقدّر. وجملة: «هو جاز ... » في محلّ رفع نعت لمولود. وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء. وجملة: «لا تغرّنكم الحياة» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم هذه الأحكام فلا تغرّنكم ... وجملة: «لا يغرّنكم ... الغرور» معطوفة على جملة لا تغرّنكم الحياة ... (34) (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ علم (في الأرحام) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) نافية (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (تكسب) ، (ما تدري) مثل الأولى (بأيّ) متعلّق ب (تموت) ، (خبير) خبر ثان مرفوع. وجملة: «إنّ الله عنده ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عنده علم الساعة ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ينزّل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «يعلم ما في الأرحام ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «ما تدري نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تكسب غدا ... » في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق

الصرف:

بالاستفهام. وجملة: «ما تدري (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تدري الأولى. وجملة: «تموت ... » في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق بالاستفهام. وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (جاز) ، اسم فاعل من (جزى) الثلاثيّ، وزنه فاع، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين فهو اسم منقوص. (الغرور) ، اسم لما يسبب الانخداع، وجاء في التفسير أنه الشيطان ... وزنه فعول بفتح الفاء. (الغيث) ، اسم لماء السماء وفعله غاث يغيث، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة للضمائر شأن كبير في الفصاحة والبلاغة، ولها تأثير في قوة الكلام وضعفه، أو توكيده وعدم توكيده، ومن ذلك قوله «وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً» ، فقد ورد الضمير بعد مولود، ولم يرد بعد والد في قوله «لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ» وذلك لسر يتجاوز الإعراب. انتهت سورة «لقمان» وتليها سورة «السجدة»

سورة السجدة

سورة السّجدة آياتها 30 آية [سورة السجده (32) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الإعراب: (تنزيل) مبتدأ مرفوع «1» خبره (من ربّ) ، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ في محلّ نصب، (فيه) متعلّق بخبر لا (من رب) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل «2» . جملة: «تنزيل الكتاب ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «لا ريب فيه..» لا محلّ لها اعتراضيّة «3» .

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي القرآن.. وكذلك جملة: «لا ريب فيه» ، والجار والمجرور (من ربّ العالمين) ، فهي جمل ثلاث مستقلّة. [.....] (2) أو هو خبر بعد خبر.. ويجوز أن يتعلّق بحال من الضمير في (فيه) (3) أو هي في محلّ نصب حال من الكتاب.

[سورة السجده (32) : آية 3]

[سورة السجده (32) : آية 3] أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (بل) للإضراب الإبطاليّ لقولهم افتراه (من ربّك) متعلّق بالحقّ- أو بحال منه- (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والمفعول الثاني تقديره العقاب. والمصدر المؤوّل (أن تنذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أنزلناه. (ما) نافية (نذير) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أتاهم (من قبلك) متعلّق ب (أتاهم) «1» . جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افتراه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تنذر قوما..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ما أتاهم من نذير..» في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «لعلّهم يهتدون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يهتدون..» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة السجده (32) : الآيات 4 الى 9] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (9)

_ (1) أو متعلّق بنعت لنذير.

الإعراب:

الإعراب: (الذي) اسم موصول خبر المبتدأ الله في محلّ رفع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق) ، (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (لا) زائدة لتأكيد النفي (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية.. جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «ما لكم من دونه..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «تتذكّرون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تتذكّرون ... (5) (من السماء) متعلّق ب (يدبّر) بتضمينه معنى ينقل (إلى الأرض) متعلّق ب (يدبّر) ، (إليه) متعلّق ب (يعرج) وفاعل يعرج ضمير يعود على

_ (1) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الله) ، والموصول (الذي) حينئذ هو نعت للفظ الجلالة أو بدل.

الأمر (في يوم) متعلّق ب (يعرج) ، (ممّا) متعلّق بنعت لألف سنة. وجملة: «يدبّر..» في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (الله) . وجملة: «يعرج..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يدبّر. وجملة: «كان مقداره ألف ... » في محلّ جر نعت ليوم. وجملة: «تعدّون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (6) (ذلك) مبتدأ خبره عالم (العزيز) خبر ثان مرفوع (الرحيم) خبر ثالث مرفوع. وجملة: «ذلك عالم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (7) (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ ذلك «1» ، (من طين) متعلّق ب (بدأ) . وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «بدأ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسن. وجملة: «خلقه ... » في محلّ نصب نعت لكلّ.. أو في محلّ جرّ نعت لشيء. (8) (من سلالة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (من ماء) متعلّق بنعت لسلالة. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدأ. (9) (فيه) متعلّق ب (نفخ) ، (من روحه) متعلّق ب (نفخ) ، وإضافة الروح إليه تعالى تشريف (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله تشكرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة. وجملة: «سوّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل. وجملة: «نفخ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.

_ (1) أو هو نعت للرحيم.

الصرف:

وجملة: «جعل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى. وجملة: «تشكرون..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مهين) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ مهن باب كرم أي حقر وضعف، وزنه فعيل. البلاغة في قوله تعالى «فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» أي في برهة متطاولة من الزمان، فليس المراد حقيقة العدد، وعبّر عن المدة المتطاولة بالألف لأنها منتهى المراتب، وأقصى الغايات، وليس مرتبة فوقها، إلا ما يتفرع منها من أعداد مراتبها. [سورة السجده (32) : آية 10] وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (10) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (ضللنا) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه (اللام) المزحلقة (في خلق) متعلّق بخبر إنّ (بل) للإضراب الانتقاليّ (بلقاء) متعلّق بالخبر (كافرون) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ضللنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه مقول القول. وجملة: «إنّا لفي خلق جديد..» لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط

[سورة السجده (32) : الآيات 11 إلى 14]

المقدّر أي: نبعث أو نخرج «1» . وجملة: «هم ... كافرون..» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة السجده (32) : الآيات 11 الى 14] قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) الإعراب: نائب الفاعل لفعل (وكل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بكم) متعلّق ب (وكّل) ، (إلى ربّكم) متعلّق ب (ترجعون) ، والواو نائب الفاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوفّاكم ملك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «وكّل بكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ترجعون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. (12) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ومفعول (ترى) البصرية محذوف دلّ عليه المبتدأ بعده أي: المجرمون (إذ) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى) «2» (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (ناكسو) ،

_ (1) لم يجز تعليق (إذا) بجديد- أي لم يصحّ أن تكون جملة إنّا لفي.. هي الجواب- لأن بعد إنّ لا يعمل بما قبلها. (2) وهو توجيه أبي البقاء.. أو لتحقّق وقوع الرؤية استعمل ظرف المضيّ (إذ) .

(ربّنا) منادى مضاف منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول به منصوب «1» ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه.. وجملة: «لو ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.. وجواب لو محذوف أي: لرأيت أمرا عجبا. وجملة: «المجرمون ناكسو..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة النداء وجوابه: في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال أي: «يقولون ربّنا ... » . وجملة: «أبصرنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «سمعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «ارجعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «نعمل ... » جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترجعنا نعمل، فالجملة لا محلّ لها. وجملة: «إنّا موقنون..» لا محلّ لها تعليليّة. (13) (الواو) عاطفة (اللام) رابطة لجواب لو (هداها) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (منّي) متعلّق بحال من القول (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من الجنّة) متعلّق ب (أملأن) ، (أجمعين) حال منصوبة من الجنّة والناس ... وجملة: «لو شئنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لو ترى ... وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «حقّ القول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شئنا.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.

الصرف:

وجملة: «أملأنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر «1» . (14) (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ، ومفعول ذوقوا محذوف أي: ذوقوا العذاب «2» ، (هذا) اسم إشارة في محلّ بدل من يومكم. والمصدر المؤوّل (ما نسيتم..) في محلّ جرّ ب (الباء) - وهي للسببيّة- متعلّق ب (ذوقوا) . (ما كنتم) مثل ما نسيتم.. والمصدر المؤوّل مثل الأول، والجارّ والمجرور متعلّق ب (ذوقوا) الثاني. وجملة: «ذوقوا ... » معطوفة على مقول مقدّر لقول مقدّر أي: قيل لهم: تركتم الإيمان فذوقوا.... وجملة: «إنّا نسيناكم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «نسيناكم....» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ذوقوا (الثانية) » معطوفة على جملة ذوقوا (الأولى) . وجملتا: «نسيتم، كنتم ... » لا محلّ لهما صلتا الموصولين الحرفيّين (ما) . وجملة: «تعملون..» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (12) ناكسو: جمع ناكس، اسم فاعل من الثلاثيّ نكس، وزنه فاعل. (14) الخلد: مصدر الثلاثيّ خلد باب نصر، وهو الاسم منه بمعنى البقاء والدوام، وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة العدول عن الفعلية إلى الاسمية: في قوله تعالى «ولو ترى إذ المجرمون ناكسو

_ (1) يجوز أن يكون القسم هو قوله: حقّ القول منّي أي أقسم لأملأن. (2) يجوز أن يكون المفعول الإشارة (هذا) أي هذا العذاب.

الفوائد

رؤسهم ... إلى قوله تعالى إنا موقنون» . عدول عن الجملة الفعلية إلى الجملة الاسمية المؤكدة، إظهارا لثباتهم على الإيقان وكمال رغبتهم فيه، وكل ذلك للجد في الاستدعاء، طمعا في الإجابة إلى ما سألوه من الرجعة وأنى لهم ذلك. الفوائد (1) - المجرّد والمزيد من الأفعال: 1- الفعل المجرد: هو ما كانت جميع حروفه أصلية لا يمكن الاستغناء عن واحد منها وهو ثلاثي، مثل: كتب- عدّ ورباعي مثل: دحرج- عسكر. 2- المزيد: هو الفعل الذي طرأ على حروفه الأصلية زيادة حرف أو حرفين أو ثلاثة: آ- مزيد الثلاثي: يزاد الثلاثي بحرف أو حرفين أو ثلاثة حروف: 1- المزيد بحرف، وله ثلاثة أوزان: آ- أفعل: مثل: أكرم- أحسن- أعلم.. ب- فعّل: قدّم- نظّم- سوّى. ج- فاعل: شارك- نازل- سامح. 2- المزيد بحرفين وله ستة أوزان: آ- افتعل: اجتمع- انتصر- افتتح. ب- انفعل: انكسر- انقلب- اندفع. ج- تفاعل: تشارك- تمارض- تلاعب. د- تفعّل: تقدّم- تنظّم- تعوّد. هـ- افعلّ: احمرّ- اخضرّ. وافعالّ: اصفارّ- احمارّ. 3- المزيد بثلاثة حروف وله وزنان:

آ- استفعل: استخرج- استعمل- استخدم. ب- افعوعل: اخشوشن- اعشوشب- اخضوضر. ب- مزيد الرباعي. 1- يزاد الرباعي بحرف، وله وزن واحد: تفعلل: تدحرج- تبعثر 2- ويزاد بحرفين، وله وزنان: آ- افعللّ: اقشعرّ- اطمأنّ- ادلهمّ. ب- افعنلل: احرنجم (بمعنى اجتمع) افرنقع. ملاحظة: 1- أحرف الزيادة مجموعة في كلمة (سألتمونيها) 2- عند الحكم على فعل بالزيادة أو التجريد، فإننا نرده إلى الماضي ثم نحكم عليه. 3- أحرف المضارعة أو الضمائر المتصلة أو نون التوكيد أو تاء التأنيث التي تلحق الفعل، لا علاقة لها بالزيادة أو النقصان، فهي تطرح من الحساب. 4- ليست الزيادة بإضافة حرف فقط، بل تكون أيضا بتشديد الحرف: (فهم) تصبح (فهّم) وهذه الزيادة تسمى «التضعيف» . أو نقول: الفعل مزيد بالتضعيف. (2) - التوكيد بأجمعين: تختص (أجمعون) من بين ألفاظ التوكيد المعنوي، وتفترق عن أخواتها، بأنها لا تحتاج إلى ضمير يتصل بها ويعود إلى المؤكد، كما ورد في الآية التي نحن بصددها وهي قوله تعالى وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ أما إذا سبقت «أجمعون» بتوكيد، فإنها تعتبر توكيدا مقوّيا للتوكيد الأول، كما في قوله تعالى فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. أما كله فتتبع بأجمع، مثل: (جاء الفريق كله أجمع) . وكلها بجمعاء، مثل (اشتركت العشير كلّها جمعاء) وكلهن بجمع، مثل: عملت النسوة كلهن جمع. أما «جميعا» فتأتي حالا، ولا تعرب توكيدا.

[سورة السجده (32) : الآيات 15 إلى 18]

[سورة السجده (32) : الآيات 15 الى 18] إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (بآياتنا) متعلق ب (يؤمن) ، (بها) متعلّق ب (ذكّروا) ، (بحمد) متعلّق بحال من الفاعل سبّحوا (الواو) حاليّة (لا) نافية. جملة: «إنّما يؤمن بآياتنا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «خرّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «سبّحوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «هم لا يستكبرون..» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يستكبرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (16) (عن المضاجع) متعلّق ب (تتجافى) ، (خوفا) مفعول لأجله «1» (مما) متعلّق ب (ينفقون) ، والعائد محذوف. وجملة: «تتجافى جنوبهم..» في محلّ نصب حال من فاعل سبّحوا «2» .

_ (1) أو مصدر في موضع الحال.. أو مفعول مطلق لفعل محذوف، ومثله طمعا. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

وجملة: «يدعون..» في محلّ نصب حال من الضمير في جنوبهم «1» . وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ينفقون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون «2» . (17) (الفاء) عاطفة (لا) نافية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «3» ، ونائب الفاعل لفعل (أخفي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لهم) متعلّق ب (أخفي) ، (من قرّة) متعلّق بحال من ضمير نائب الفاعل (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله أخفي «4» ، (ما) حرف مصدريّ «5» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء- التي هي للسببيّة- متعلّق بجزاء. وجملة: «لا تعلم نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يؤمن ... وجملة: «أخفي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) . وجملة: «يعملون..» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة، فلا محلّ لها. (2) أو معطوفة على جملة يدعون تأخذ إعرابها. [.....] (3) أو اسم استفهام مبتدأ: والجملة بعده خبر، وجملة الاستفهام مفعول تعلم حيث علق الفعل بالاستفهام. (4) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي: جوزوا جزاء. (5) أو اسم موصول، في محلّ جرّ والعامل محذوف.

الصرف:

(18) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كمن) متعلّق بخبر المبتدأ من (لا) نافية. وجملة: «من كان مؤمنا..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «كان فاسقا..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «لا يستوون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (تتجافى) فيه إعلال بالقلب أصله تتجافي بياء في آخره، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا والألف أصلها واو في الثلاثي. الفوائد - الكاف المفردة: وهي الجارة، وتنقسم إلى حرف واسم. أما الحرف، فله خمسة معان: 1- التشبيه نحو «زيد كالأسد» وقوله تعالى أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً. 2- التعليل: أثبته قوم ونفاه الأكثرون، ومثالها قوله تعالى وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ أي أعجب لعدم فلاحهم، وقوله تعالى كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا قال الأخفش لأجل إرسالي فيكم رسولا. 3- الاستعلاء: ذكره الأخفش والكوفيون، وأن بعضهم قيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كخير، أي على خير. وقيل المعنى: بخير، وقيل: هي للتشبيه على حذف مضاف، أي كصاحب خير. 4- المبادرة: وذلك إذا اتصلت ب (ما) في نحو (سلم كما تدخل) (وصلّ كما يدخل الوقت) . 5- التوكيد: وهي الزائدة، كقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.

[سورة السجده (32) : الآيات 19 إلى 21]

وأما الكاف الاسمية الجارّة، فمرادفة مثل، ولا تقع إلا في الضرورة، كقول العجاج: بيض ثلاث كنعاج جمّ ... يضحكن عن كالبرد المنهمّ المنهمّ: الذائب، والشاهد قوله: كالبرد، أي مثل البرد. وقال كثير منهم الأخفش والفارسي: يجوز في الاختيار، فجوّزوا في نحو «زيد كالأسد» ، أن تكون الكاف في موضع رفع خبر بمعنى مثل والأسد مضافا إليه. [سورة السجده (32) : الآيات 19 الى 21] أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) الإعراب: (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جنّات (نزلا) حال منصوبة من جنّات (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) - التي للسببيّة- متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر. جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.. وجملة: «لهم جنّات ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون..» في محلّ نصب خبر كانوا.

(20) (الواو) عاطفة (أمّا ... النار) مثل أما ... جنّات (كلّما) ظرف متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب أعيدوا (أن) حرف مصدريّ ونصب (منها) متعلّق ب (يخرجوا) ، و (الواو) في (أعيدوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (أعيدوا) ، (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (الذي) نعت ل (عذاب) (به) متعلّق ب (تكذّبون) . والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أرادوا. وجملة: «الذين فسقوا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «فسقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «مأواهم النار..» في محلّ رفع خبر المبتدأ «الذين» . وجملة: «أرادوا....» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أعيدوا فيها..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قيل لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «كنتم به تكذّبون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تكذّبون..» في محلّ نصب خبر كنتم. (21) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) للتوكيد، و (هم) مفعول به (من العذاب) متعلّق ب (نذيقنّهم) ، (دون) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقنّهم) . وجملة: «نذيقنّهم..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.: وجملة

_ (1) هي في الأصل جملة مقول القول.

[سورة السجده (32) : آية 22]

القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لعلّهم يرجعون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرجعون..» في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة السجده (32) : آية 22] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره (أظلم) ، (ممّن) متعلّق بأظلم (بآيات) متعلّق ب (ذكّر) ، (عنها) متعلّق ب (أعرض) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من المجرمين) متعلّق ب (منتقمون) . جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أعرض عنها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إنّا ... منتقمون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف (منتقمون) ، جمع منتقم، اسم فاعل من الخماسيّ انتقم، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة إن لحروف العطف أسرارا، فلا يصح وضع بعضها موضع بعض، للفوارق بينها، وكلمة ثم في قوله تعالى «ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها» للاستبعاد. والمعنى: أنّ الإعراض عن مثل آيات الله في وضوحها وإنارتها وإرشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد في العقل والعدل، كما تقول لصاحبك: وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعادا لتركه الانتهاز.

[سورة السجده (32) : الآيات 23 إلى 25]

[سورة السجده (32) : الآيات 23 الى 25] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (في مرية) متعلّق بخبر تكن (من لقائه) متعلّق بمرية «1» ، وضمير الغائب في (جعلناه) يعود على موسى- أو على الكتاب- (هدى) مفعول به ثان عامله جعلناه (لبني) متعلّق بهدى. جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تكن في مرية ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تساءلت عنه فلا تكن.. «2» . وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (24) (الواو) عاطفة في الموضعين (منهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون) (لمّا) ظرف مبنيّ متضمّن معنى الشرط- أو مجرّد من الشرط- متعلّق بمضمون الجواب- أو ب (جعلنا) ، (بآياتنا) متعلّق ب (يوقنون) .

_ (1) في إرجاع الضمير أقوال كثيرة للمفسّرين. (2) وجملة الشرط وجوابه لا محلّ لها اعتراضيّة.

[سورة السجده (32) : الآيات 26 إلى 27]

وجملة: «جعلنا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «يهدون ... » في محلّ نصب نعت لأئمة. وجملة: «صبروا....» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كانوا ... يوقنون..» في محلّ جر معطوفة على جملة صبروا.. وجملة: «يوقنون..» في محلّ نصب خبر كانوا. (25) (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يفصل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يفصل) ، (في ما) متعلّق ب (يفصل) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) . وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو يفصل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يفصل ... » في محلّ رفع خبر (هو) . وجملة: «كانوا.. يختلفون.» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يختلفون..» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة السجده (32) : الآيات 26 الى 27] أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (يهد) بمعنى يتبيّن، والضمير فيه يعود على أهل مكة، وفاعل يهد محذوف دلّ عليه سياق الكلام في قوله أهلكناه، أي: أولم يهد لهم

إهلاكنا.. (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) «1» ، (من القرون) تمييزكم (في مساكنهم) متعلّق ب (يمشون) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية. جملة: «لم يهد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يهد ... وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئناف بياني- أو تفسير للفاعل- وجملة: «يمشون ... » في محلّ نصب حال من القرون «2» . وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسمعون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أأصابهم الصمم فلا يسمعون. (أولم يروا) مثل أولم يهد.. (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إلى الأرض) متعلق ب (نسوق) ، (به) متعلّق ب (نخرج) و (الباء) للسببيّة (منه) متعلّق ب (تأكل) ، (أفلا يبصرون) مثل أفلا يسمعون. والمصدر المؤوّل (أنّا نسوق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.. وجملة: «لم يروا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يهد. وجملة: «نسوق ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «نخرج ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نسوق. وجملة: «تأكل منه أنعامهم..» في محلّ نصب نعت ل (زرعا) . وجملة: «يبصرون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أأصابهم العمى فلا يبصرون.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من القرون. (2) أو من الضمير في (لهم) .. ويجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

الصرف:

الصرف: (الجرز) ، صفة مشبّهة من جرزت تجرز الأرض- باب فرح- بمعنى لا تنبت أو أكل نباتها، وزنه فعل بضمتين، جمعه أجراز. البلاغة فن المناسبة: في قوله تعالى «أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ» الآية. والمناسبة قسمان: إما مناسبة في المعاني، وإما مناسبة في الألفاظ وما يهمنا في هذه الآية هو القسم الأول وحدّه: أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتمم كلامه بما يناسبه معنى دون لفظ. فقد قال تعالى في صدر الآية: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ، وهي موعظة سمعية، لكونهم لم ينظروا إلى القرون الهالكة، وإنما سمعوا بها، فناسب أن يأتي بعدها بقوله «أَفَلا يَسْمَعُونَ» أما بعد الموعظة المرئية، وهي قوله بعد هذه الآية «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ» فقد ناسب أن يقول «أَفَلا يُبْصِرُونَ» لأن الزرع مرئي لا مسموع، ليناسب آخر كل كلام أوله. الفوائد - إزاحة وهم: من الوهم في هذه الآية قول ابن عصفور في قوله تعالى في هذه الآية أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا إن (كم) فاعل يهد، فإن قلت: خرجه على لغة حكاها الأخفش، وهي أن بعض العرب لا يلتزم تصدّر (كم) الخبرية، قلت: قد اعترف برداءتها، فتخريج التنزيل عليها بعد ذلك رداءة، والصواب أن الفاعل مستتر راجع إلى الله سبحانه وتعالى، أي أولم يبين الله لهم، أو إلى الهدى، والأول قول أبي البقاء، والثاني قول الزجاج وقال الزمخشري: الفاعل الجملة، وقد مر أن الفاعل لا يكون جملة، و «كم» مفعول به لأهلكنا، والجملة مفعول يهد، وهو معلق عنها «وكم الخبرية تعلق خلافا لأكثرهم» وقد ذكر الامام النسفي أن الفاعل هو الله عز وجل، بدليل قراءة زيد عن يعقوب (أولم تهد لهم) .

[سورة السجده (32) : آية 28]

[سورة السجده (32) : آية 28] وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (28) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الفتح) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متى هذا الفتح ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم صادقين..» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة السجده (32) : الآيات 29 الى 30] قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30) الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا ينفع) ، (لا) نافية (الذين) مفعول به، والفاعل (إيمانهم) (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى، ونائب الفاعل في (ينظرون) هو الواو. جملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا ينفع ... إيمانهم.» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا هم ينظرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا ينفع. وجملة: «ينظرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (30) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة.

وجملة: «أعرض عنهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أعرضوا عنك فأعرض. وجملة: «انتظر....» معطوفة على جملة أعرض.... وجملة: «إنّهم منتظرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. انتهت سورة «السجدة» وتليها سورة «الأحزاب»

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب من الآية 1 إلى الآية 30 [سورة الأحزاب (33) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (النبيّ) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين. جملة النداء: «يأيّها..» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «اتّق ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

الصرف:

وجملة: «إنّ الله كان عليما ... » لا محلّ لها تعليل للأمر وتأكيد لمضمونه. وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (2) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب، ونائب الفاعل لفعل (يوحى) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (يوحى) ، (من ربّك) متعلّق ب (يوحى) «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» ... وجملة: «اتّبع..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «يوحى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله كان..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان.. خبيرا..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. (3) (الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (وكيلا) حال منصوبة «3» . وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «كفى بالله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (اتّق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، ومضارعه يتّقي، وزنه افتع «4» .

_ (1) أو بمحذوف حال من الضمير المستتر نائب الفاعل. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه. (3) أو تمييز منصوب. (4) وفيه إبدال.. انظر البحث في الآية (24) من سورة البقرة.

الفوائد

الفوائد - لا أمان للكافرين: نزلت هذه الآية، في أبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور، وعمرو بن سفيان السلمي، وذلك أنهم قدموا المدينة، ونزلوا على عبد الله بن أبيّ بن سلول، رأس المنافقين، بعد قتال أحد، وقد أعطاهم النبي صلّى الله عليه وسلّم الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده عمر بن الخطاب ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، فندعك وربك. فشق ذلك على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي في قتلهم، فقال: إني أعطيتهم الأمان. فقال عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم عمر رضي الله عنه أن يخرجهم من المدينة، فأنزل الله تعالى هذه الآية. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 4 الى 5] ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) الإعراب: (ما) نافية (لرجل) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (قلبين) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (في جوفه) متعلّق بنعت لقلبين (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (اللائي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواج (منهنّ) متعلّق ب (تظاهرون) بتضمينه معنى تتباعدون (أمّهاتكم) مفعول به ثان منصوب عامله جعل، ومثله (أبناءكم) للفعل الثالث (بأفواهكم) متعلّق بحال من قولكم والعامل فيها الإشارة.

جملة: «ما جعل الله لرجل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما جعل أزواجكم» لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. وجملة: «تظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) . وجملة: «ما جعل أدعياءكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ذلكم قولكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الله يقول الحقّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم قولكم. وجملة: «يقول الحقّ..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «هو يهدي..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يقول. وجملة: «يهدي السبيل..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . (5) (لآبائهم) متعلّق ب (ادعوهم) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بأقسط (الفاء) عاطفة (تعلموا) مضارع مجزوم فعل الشرط (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (إخوانكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (في الدين) متعلّق بإخوانكم لأنه على معنى المشتقّ أي موافقوكم في الدين (مواليكم) معطوف على إخوانكم ب (الواو) مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق بخبر ليس (في ما) متعلّق بجناح (به) متعلّق ب (أخطأتم) ، (لكن) للاستدراك (ما) موصول معطوف على ما السابق في محلّ جرّ «1» ، (الواو) استئنافيّة (رحيما) خبر ثان منصوب. وجملة: «ادعوهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هو أقسط..» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) يجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي: ما تعمّدته قلوبكم مسئولون عنه..

الصرف:

وجملة: «لم تعملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوهم.. وجملة: « (هم) إخوانكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تعلموا ... وجملة: «أخطأتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «تعمّدت قلوبكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «كان الله غفورا..» لا محلّ لها استئنافيّة.. الصرف: (جوف) ، اسم جامد لداخل الجسم في الإنسان أو الحيوان أو غيرهما، وزنه فعل بضمّ فسكون. (أدعياء) ، جمع دعيّ، صفة مشبّهة وزنه فعيل بمعنى مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله دعيو بكسر العين وسكون الياء، اجتمع الياء والواو في الكلمة والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى ... وجمعه على أفعلاء غير مقيس لأن فعيل هنا ليس على معنى فاعل كتقيّ وأتقياء، وقياسه أن يكون على وزن فعلى بفتح فسكون كقتيل وقتلى. الفوائد هل يكون للرجل قلبان؟ قال المفسرون: نزلت في أبي معمر حميد بن معمر الفهري، وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع، فقالت قريش: ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلا وله قلبان، وكان يقول: إن لي قلبين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد. فلما هزم الله المشركين يوم بدر، انهزم أبو معمر، فلقيه أبو سفيان، وإحدى نعليه في يده، والأخرى في

[سورة الأحزاب (33) : آية 6]

رجله، فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس. فقال: انهزموا، فقال له: فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده، وعن أبي ظبيان قال: قلنا لابن عباس- رضي الله عنهما-: أرأيت قول الله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ما عنى بذلك؟ قال: قام نبي الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوما يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون أنّ له قلبين: قلبا معكم، وقلبا معهم. فأنزل الله ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن. أما الحديث عن الظهار، فسيرد مفصلا في سورة المجادلة، إن شاء الله تعالى. 2- إبطال عادة التبنيّ: أفادت الآية نسخ التبني وإلغاءه، وذلك أن الرجل كان في الجاهلية يتبنى الرجل، فيجعله كالابن المولود، يدعوه إليه الناس، ويرث ميراثه، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم أعتق زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي، وتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، فلما تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد بن حارثة، قال المنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله هذه الآية، ونسخ بها التبني. وسيرد المزيد عن هذه القصة، في آيات لاحقة من هذه السورة، إن شاء الله. [سورة الأحزاب (33) : آية 6] النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6) الإعراب: (بالمؤمنين) متعلّق بأولى (من أنفسهم) متعلّق بأولى (بعضهم) مبتدأ ثان خبره أولى (ببعض) متعلّق بالخبر أولى

الصرف:

(في كتاب) متعلّق بأولى «1» ، (من المؤمنين) متعلّق بأولى «2» ، (إلّا) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن تفعلوا ... ) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع. (إلى أوليائكم) متعلّق ب (تفعلوا) بتضمينه معنى تقدّموا (في الكتاب) متعلّق ب (مسطورا) . جملة: «النبيّ أولى..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أزواجه أمّهاتهم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أولو الأرحام بعضهم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «بعضهم أولى..» في محلّ رفع خبر (أولو) . وجملة: «تفعلوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كان ذلك.. مسطورا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (الأرحام) ، جمع رحم، وهي القرابة، وزنه فعل بفتح فكسر. البلاغة التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ» . تشبيه لهن بالأمهات في بعض الأحكام، وهي: وجوب تعظيمهنّ واحترامهن، وتحريم نكاحهن ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: «لسنا أمهات النساء» تعني أنهنّ إنما كنّ أمهات الرجال، لكونهن محرمات عليهم كتحريم أمّهاتهم، ولهذا كان لا بد من تقدير أداة التشبيه فيه.

_ (1) يجوز تعليقه بحال من الضمير في أولى، وهو العامل. [.....] (2) يجوز تعليقه بحال من (أولو الأرحام) على سبيل التبيين.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 7 إلى 8]

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 7 الى 8] وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم صرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (من النبيين) متعلّق ب (أخذنا) ، وكذلك (منك) و (من نوح) ، (إبراهيم) معطوف على نوح مجرور بالفتحة (ابن) نعت لعيسى أو بدل، أو عطف بيان عليه مجرور (منهم) متعلّق ب (أخذنا) الثاني. جملة: «أخذنا..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أخذنا (الثانية) » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا (الأولى) . (8) (اللام) للتعليل (يسأل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على الله (عن صدقهم) متعلّق ب (يسأل) ، (للكافرين) متعلّق ب (أعدّ) . والمصدر المؤوّل (أن يسأل ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا) «1» . وجملة: «يسأل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أعدّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا.

_ (1) في الكلام التفات عن التكلم إلى الغيبة.

البلاغة

البلاغة عطف الخاص على العام: في قوله تعالى: «وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» . لأن هؤلاء الخمسة المذكورين هم أصحاب الشرائع والكتب، وأولو العزم من الرسل، فآثرهم بالذكر، للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم، وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع، وأساطين أولي العزم من الرسل. وتقديم نبينا عليه الصلاة والسلام لإبانة خطره الجليل. الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً» . والغلظ: استعارة من وصف الأجرام، والمراد عظم الميثاق وجلالة شأنه. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 9 الى 15] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (14) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلاً (15)

الإعراب:

الإعراب: (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب «1» (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمنادى- أو بدل منه- (عليكم) متعلّق بنعمة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب بدل من نعمة بدل اشتمال «2» ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (ما) حرف مصدريّ «3» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (بصيرا) . جملة النداء: «يا أيّها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «جاءتكم جنود....» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءتكم. وجملة: «لم تروها ... » في محلّ نصب نعت ل (جنودا) . وجملة: «كان الله ... بصيرا» لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . (10) (إذ) بدل من الأول في محلّ نصب (من فوقكم) متعلّق بحال من فاعل جاؤوكم، وكذلك (من أسفل) فهو معطوف على الأول (منكم) متعلّق بأسفل (إذ) معطوف على إذ السابق (بالله) متعلّق ب (تظنّون) «4» ، و (الألف) في (الظنونا) زائدة.

_ (1) و (ها) للتنبيه لا محلّ لها من الإعراب. (2) يجوز تعليقه بنعمة. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة صلة. (4) بمعنى تشكّون.. أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (الظنون) مفعول أوّل.

وجملة: «جاؤوكم....» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «زاغت الأبصار» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بلغت القلوب..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت. وجملة: «تظنّون....» في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت. (11) (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (ابتلي) ، (زلزالا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «ابتلي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «زلزلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلي. (12) (إذ) معطوف على إذ السابق (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرض (ما) حرف للنفي (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول به ثان منصوب عامله وعدنا «1» . وجملة: «يقول المنافقون....» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «في قلوبهم مرض» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما وعدنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. (13) (إذ) معطوف على إذ السابق (منهم) متعلّق بنعت من طائفة (لكم) متعلّق بخبر لا النافية للجنس (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) استئنافيّة (منهم) نعت لفريق (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عورة) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر..

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو نوعه أي: ألّا وعد الغرور، والمفعول الثاني مقدّر أي النصر ...

وجملة: «قالت طائفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا مقام لكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ارجعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا مقام لكم «1» . وجملة: «يستأذن فريق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من فريق. وجملة: «إنّ بيوتنا عورة..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما هي بعورة..» في محلّ نصب حال «2» . وجملة: «إن يريدون إلّا فرارا» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ونائب الفاعل لفعل دخلت ضمير مستتر تقديره هي أي المدينة (عليهم) متعلّق ب (دخلت) ، (من أقطارها) متعلّق ب (دخلت) ، و (الواو) في (سئلوا) نائب الفاعل (الفتنة) مفعول به منصوب (اللام) رابطة لجواب لو (ما) نافية (بها) متعلّق ب (تلبّثوا) ، (إلّا) للحصر (يسيرا) ظرف منصوب متعلّق ب (تلبّثوا) - وهو صفة نائبه عن موصوف- أي زمنا يسيرا. وجملة: «لو دخلت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستأذن. وجملة: «سئلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلت. وجملة: «آتوها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم عن الفعلين «3» .

_ (1) رابط السببيّة بين جملتي الخبر والإنشاء يجيز العطف بينهما. (2) أو هي معطوفة على جملة مقول القول. (3) أي: لأعطوا المدينة وفعلوا الفتنة.

الصرف:

وجملة: «ما تلبّثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. (15) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم مبني على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (عاهدوا) ، (لا) نافية (الأدبار) مفعول به ثان منصوب «1» ، (الواو) استئنافيّة ... وجملة: «كانوا عاهدوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لو دخلت ... وجملة: «عاهدوا ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «لا يولّون ... » لا محلّ لها جواب القسم لفعل عاهدوا ... وجملة: «كان عهد الله مسئولا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (10) الحناجر: جمع حنجرة- منتهى الحلقوم- اسم جامد، وزنه فعللة بفتح الفاء وسكون العين (10) (الظنونا) ، جمع الظنّ مصدر سماعيّ للثلاثيّ ظنّ باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وقد ثبتت الألف بعد النون في رسم المصحف مراعاة للوصل. (11) (زلزالا) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ زلزل، وقد جاء المصدر على هذه الصيغة- غير صيغة زلزلة- لأن الفعل من المضاعف الرباعي، وزنه فعلال بكسر فسكون. (13) يثرب: اسم المدينة المنوّرة، وزنه يفعل بفتح الياء وكسر العين، وقد منع من التنوين للعلميّة والتأنيث، أو وزن الفعل. (14) أقطار: جمع قطر، اسم بمعنى الناحية والبلد، وزنه فعل

_ (1) والمفعول الأول مقدّر أي: يولّون العدو الأدبار.

الفوائد

بضمّ فسكون والجمع أفعال. الفوائد غزوة الأحزاب (الخندق) : لم يقر لعظماء بني النضير قرار بعد جلائهم عن ديارهم، وإرث المسلمين لها، بل كان في نفوسهم دائما أن يأخذوا ثأرهم، ويستردوا بلادهم، فذهب جمع منهم إلى مكة، وقابلوا رؤساء قريش، وحرضوهم على حرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنّوهم المساعدة، فوجدوا منهم قبولا لما طلبوه، ثم جاؤوا إلى قبيلة غطفان، وحرضوا رجالها كذلك، وأخبروهم بمبايعة قريش لهم على الحرب، فوجدوا منهم ارتياحا. فتجهزت قريش وأتباعهم، يرأسهم أبو سفيان، ويحمل لواءهم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، وعددهم أربعة آلاف، معهم ثلاثمئة فرس وألف بعير. وتجهزت غطفان يرأسهم عيينة بن حصن، وكان معه ألف فارس وتجهزت بنو مرّة، يرأسهم الحارث بن عوف، ومعهم أربعمائة. وتجهزت بنو أشجع، يرأسهم أبو مسعود بن رخيلة وتجهزت بنو سليم، يرأسهم سفيان بن عبد شمس، وهم سبعمائة وتجهزت بنو أسد، يرأسهم طليحة بن خويلد الأسدي وعدة الجميع عشرة آلاف مقاتل، قائدهم العام أبو سفيان. ولما بلغه عليه الصلاة والسلام أخبار هاته التجهيزات، استشار أصحابه فيما يصنع؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بعمل الخندق، وهو عمل لم تكن العرب تعرفه، فأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين بعمله، وشرعوا في حفره شمالي المدينة، من الحرّة الشرقية إلى الحرة الغربية أما بقية حدود المدينة، فمشتبكة بالبيوت والنخيل، لا يتمكن العدو من الحرب جهتها. وقد قاسى المسلمون صعوبات جسيمة في حفر الخندق، وعمل معهم عليه الصلاة والسلام، فكان ينقل التراب متمثلا بشعر ابن رواحة: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلّينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا

وأقام الجيش في الجهة الشرقية، مسندا ظهره إلى سلع، وهو جبل مطل على المدينة، وعدتهم ثلاثة آلاف، وكان لواء المهاجرين مع زيد بن حارثة، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة. أما قريش فنزلت بمجمع الأسيال، وأما غطفان فنزلت جهة أحد. وكان المشركون معجبين بمكيدة الخندق التي لم تكن العرب تعرفها، فصاروا يترامون مع المسلمين بالنبل. ولما طال المطال عليهم، أكره جماعة منهم أفراسهم على اقتحام الخندق، منهم عكرمة بن أبي جهل، وعمر بن ودّ وآخرون، وقد برز علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعمرو بن ود فقتله وهرب إخوانه، واستمرت المناوشة والمراماة بالنبل يوما كاملا، حتى فاتت المسلمين صلاة ذلك اليوم، وقضوها بعد، وجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم على الخندق حرّاسا، حتى لا يقتحمه المشركون بالليل، وكان يحرس بنفسه ثلمة فيه مع شدة البرد، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يبشر أصحابه بالنصر والظفر، أما المنافقون فقد أظهروا في هذه الشدة ما تكنّه ضمائرهم، حتى قالوا: (ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) وانسحبوا قائلين: (إن بيوتنا عورة) نخاف أن يغير عليها العدو (وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا) . وطال الحصار واشتد البلاء على المسلمين ونقض بنو قريظة العهد، وأعلنوا الحرب على المسلمين، فلما بلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم أرسل مسلمة بن أسلم في مائتين، وزيد بن حارثة في ثلاثمئة، لحراسة المدينة خوفا على النساء والذراري وأرسل الزبير بن العوام يستجلي له الخبر، فلما وصلهم وجدهم حانقين، يظهر على وجوههم الشر ونالوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين أمامه، فرجع وأخبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم بذلك، وهنالك اشتد وجل المسلمين، وزلزلوا زلزالا شديدا، لأن العدو جاءهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وظنوا بالله الظنون، وتكلم المنافقون بما بدا لهم، فأراد عليه الصلاة والسلام أن يرسل لعيينة بن حصن، ويصالحه على ثلث ثمار المدينة، لينسحب بغطفان. فأبى الأنصار ذلك قائلين: إنهم لم يكونوا ينالون من ثمارها ونحن كفار، أفبعد الإسلام يشاركوننا فيها؟ وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه، وبينما هم في هذه الحالة من الضيق والشدة جاء نعيم بن مسعود الأشجعي، وهو صديق قريش واليهود، فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت، وقومي لا يعلمون بإسلامي، فمرني بأمرك حتى أساعدك،

[سورة الأحزاب (33) : آية 16]

فخرج من عنده، وتوجه إلى بني قريظة، فقال: يا بني قريظة، تعرفون ودّي لكم، وخوفي عليكم، وإني محدثكم حديثا فاكتموه عني. قالوا: نعم. فقال: لقد رأيتم ما حل بإخوانكم من بني قينقاع والنضير، وإن قريشا وغطفان ليسوا مثلكم، فإن ظفروا ربحوا، وإن هزموا رجعوا إلى بلادهم. فأرى ألا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم سبعين شريفا رهائن، حتى لا يتركوكم ويرتحلوا عنكم فاستحسنوا رأيه، وأجابوه إلى ذلك. ثم قام من عندهم، وتوجه إلى قريش، فاجتمع برؤسائهم، وقال: إني محدثكم بحديث، فاكتموه عني. قالوا: نفعل، فقال لهم: إن بني قريظة قد ندموا على ما فعلوه مع محمد، وخافوا منكم أن ترجعوا وتتركوهم معه، فقالوا له: أيرضيك أن نأخذ جمعا من أشرافهم، وترد جناحنا الذي كسرت (يريد بني النضير) فرضي بذلك منهم، وها هم مرسلون إليكم فاحذروهم ثم أتى غطفان فأخبرهم بمثل ذلك فأرسل أبو سفيان وفدا لقريظة، يدعوهم للقتال غدا، فأجابوا: إنا لا يمكننا أن نقاتل في السبت، ولم يصبنا ما أصابنا إلا من التعدي فيه، ومع ذلك فلا نقاتل حتى تعطونا رهائن منكم، كي لا تتركونا وتذهبوا إلى بلادكم، فتحققت قريش وغطفان صدق كلام نعيم بن مسعود، وتفرقت القلوب، وخاف بعضهم بعضا، وكان عليه الصلاة والسلام قد ابتهل إلى الله عز وجل الذي لا ملجأ إلا إليه، ودعاه بقوله: (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم) وقد أجاب الله دعاءه عليه الصلاة والسلام، فأرسل إلى الأعداء ريحا باردة في ليلة مظلمة، فخاف المشركون أن تتفق اليهود مع المسلمين ويهجموا عليهم، فأجمعوا أمرهم على الرحيل قبل أن يصبح الصباح. ومع إطلالة الفجر خلت الأرض منهم، وكفى الله المؤمنين القتال. [سورة الأحزاب (33) : آية 16] قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) الإعراب: (فررتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط

[سورة الأحزاب (33) : آية 17]

(من الموت) متعلّق ب (فررتم) ، (الواو) عاطفة (إذا) بالتنوين: حرف جواب (لا) نافية، و (الواو) في (تمتّعون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق «1» نائب عن المصدر فهو صفته أي: تمتّعا قليلا. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن ينفعكم الفرار ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن فررتم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «لا تمتّعون إلّا قليلا..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا نفعكم ظاهرا لا تمتّعون.... [سورة الأحزاب (33) : آية 17] قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (17) الإعراب: (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره (ذا) ، (الذي) اسم موصول بدل من ذا في محلّ رفع (من الله) متعلّق ب (يعصمكم) ، (إن أراد) مثل إن فررتم «2» ، (بكم) متعلّق بحال من (سوءا) ، (أو) حرف عطف (أراد بكم رحمة) مثل أراد بكم سوءا (الواو) عاطفة (لا) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يجدون (من دون) متعلّق بحال من (وليّا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من ذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعصمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أراد (الأولى) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب

_ (1) أو مفعول فيه نائب عن ظرف أي زمنا قليلا. (2) في الآية السابقة (16) .

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 18 إلى 20]

الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «أراد (الثانية) ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد (الأولى) . وجملة: «لا يجدون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: سيعذّبون ولا يجدون ... [سورة الأحزاب (33) : الآيات 18 الى 20] قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20) الإعراب: (قد) حرف تحقيق «1» ، (منكم) متعلّق بحال من المعوّقين (لإخوانهم) متعلّق بالقائلين (هلّمّ) اسم فعل أمر بمعنى أقبلوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (إلينا) متعلّق ب (هلّم) ، (الواو) حاليّة (لا) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (أشحّة) حال منصوبة من فاعل يأتون (عليكم) متعلّق بأشحّة.. جملة: «يعلم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) لأن علم الله محقّق في كلّ وقت. [.....]

وجملة: «هلمّ ... » في محلّ نصب مقول القول عامله القائلين. وجملة: «لا يأتون ... » في محلّ نصب حال. (الفاء) عاطفة (إليك) متعلّق ب (ينظرون) ، (كالذي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ينظرون أو تدور وهو بحذف مضاف أي كنظر الذي أو كدوران عين الذي.. (عليه) نائب الفاعل لفعل يغشى (من الموت) متعلّق ب (يغشى) ، ومن سببيّة (الفاء) عاطفة (بألسنة) متعلّق ب (سلقوكم) ، (أشحّة) حال منصبة من فاعل سلقوكم (على الخير) متعلّق بأشحّة (الفاء) عاطفة (على الله) متعلّق بالخبر (يسيرا) . وجملة: «جاء الخوف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رأيتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) وجملة: «تدور أعينهم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ينظرون. وجملة: «يغشى عليه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ذهب الخوف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سلقوكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أولئك لم يؤمنوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم يؤمنوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أحبط الله....» في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يؤمنوا. وجملة: «كان ذلك.... يسيرا» لا محلّ لها اعتراضيّة. (20) (الواو) عاطفة (لو) حرف تمنّ (في الأعراب) متعلّق ب (بادون) ، (عن أنبائكم) متعلّق ب (يسألون) (لو) الثاني حرف شرط غير جازم

الصرف:

(فيكم) متعلّق بخبر كانوا (ما) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «1» . وجملة: «يحسبون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في أعمالهم «2» . وجملة: «لم يذهبوا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان. وجملة: «إن يأت الأحزاب ... » معطوفة على جملة يحسبون. وجملة: «يودّوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. والمصدر المؤوّل (أنّهم بادون ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّوا.. وجملة: «يسألون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (بادون) «3» . وجملة: «لو كانوا فيكم ... » معطوفة على جملة يحسبون. وجملة: «ما قاتلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (18) المعوّقين: جمع المعوّق، اسم فاعل من الرباعيّ عوّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين، بمعنى المثبطين. (19) أشحّة: جمع شحيح صفة مشبّهة من الثلاثيّ شحّ باب ضرب بمعنى بخل، وقد يأتي من باب نصر وباب فتح- وهذا الجمع- وزنه أفعلة- غير قياسيّ، فقياس فعيل الوصف الذي اتّحدت عينه ولامه أن يجمع على أفعلاء مثل خليل وأخلّاء وظنين وأظنّاء، وقد سمع أشحّاء. (حداد) ، جمع حديد بمعنى القاطع وزنه فعيل، صفة مشبّهة من

_ (1) أو مفعول فيه نائب عن الظرف متعلّق ب (قاتلوا) . (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة. (3) يجوز أن تكون الجملة خبرا ثانيا للحرف المشبّه بالفعل إنّ.

البلاغة

الثلاثيّ حدّ السيف باب ضرب أي ردّه وأصبح قاطعا، ووزن حداد فعال بكسر الفاء.. وثمّة جمع آخر هو أحدّاء زنة أفعلاء. (20) بادون: اسم فاعل من الثلاثيّ بدا، وزنه فاعون، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع شأن الاسم المنقوص، أصله باديون، ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال- إعلال بالتسكين- التقى ساكنان فحذفت الياء.. وهو إعلال بالحذف. البلاغة 1- فن التندير: في قوله تعالى «فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» . وهو فن ألمع إليه صاحب نهاية الأرب، وابن أبي الإصبع. وحدّه: أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة، أو نكتة مستطرفة، وهو يقع في الجد والهزل، فهو لا يدخل في نطاق التهكم، ولا في نطاق فن الهزل الذي يراد به الجد، ويجوز أن يدخل في نطاق باب المبالغة. وذلك واضح في مبالغته تعالى في وصف المنافقين بالخوف والجبن، حيث أخبر عنهم أنهم تدور أعينهم حالة الملاحظة كحالة من يغشى عليه من الموت. 2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ» . حيث شبه اللسان بالسيف ونحوه، على طريق الاستعارة المكنية، فحذف المشبه به، واستعار شيئا من خصائصه وهو الضرب، وهذه الاستعارة تتأتى على تفسير السلق بالضرب. الفوائد - (لو) المصدرية: من أوجه (لو) أن تأتي حرفا مصدريا ك (أن) إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوعها بعد: ودّ أو يودّ أو ما في معناها، كقوله تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ.

[سورة الأحزاب (33) : آية 21]

ومن وقوعها بدون الفعل يود قول قتيلة بنت النضر بن الحارث، بعد أن قتل أبوها يوم بدر، وهي تخاطب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : ما كان ضرّك لو مننت وربما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق ويشكل عليهم دخولها على (أنّ) كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ وجوابه أن لو إنما دخلت على فعل محذوف مقدر بعد (لو) تقديره (يودّوا لو ثبت أنهم بادون في الأعراب) . [سورة الأحزاب (33) : آية 21] لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق بخبر كان (في رسول) متعلّق بحال من أسوة (لمن) بدل من (لكم) بإعادة الجارّ، واسم كان ضمير هو العائد (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر. جملة: «كان لكم ... أسوة» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كان يرجو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يرجو ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «ذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (أسوة) ، اسم بمعنى الاقتداء، وقد استعمل في الآية موضع المصدر وهو الائتساء، وزنه فعلة بضمّ فسكون. [سورة الأحزاب (33) : آية 22] وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً (22)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) نافية، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على الوعد (إلّا) أداة حصر (إيمانا) مفعول به ثان عامله زادهم. جملة: «رأى المؤمنين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هذا ما وعدنا الله....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «صدق الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «1» . وجملة: «وعدنا الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما زادهم إلّا إيمانا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه. البلاغة فن تكرير الظاهر: في قوله تعالى «وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» . وهذا التكرير والإظهار، مع سبق الذكر، للتعظيم، ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم الله تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة، فقال «وصدقا» . وقد كره النبي ذلك، حين رد على أحد الخطباء، الذين تكلموا بين يديه، إذ قال: ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) له: بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله، قصد إلى تعظيم الله تعالى. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 23 الى 24] مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (24)

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .

الإعراب:

الإعراب: (من المؤمنين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (رجال) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليه) متعلّق ب (عاهدوا) ، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ من (الواو) عاطفة (ما) نافية (تبديلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «من المؤمنين رجال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صدقوا..» في محلّ رفع نعت لرجال. وجملة: «عاهدوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «منهم من قضى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «منهم من (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الأولى) . وجملة: «ينتظر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «ما بدّلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الثانية) «1» . (24) (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بصدقهم) متعلّق ب (يجزي)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل ينتظر.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صدقوا) «1» . (الواو) عاطفة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يجزي) ، (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (أو) حرف عطف (يتوب) معطوف على (يعذّب) منصوب، (عليهم) متعلّق ب (يتوب) .. وجملة: «يجزي الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي. وجملة: «إن شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء تعذيبهم عذّبهم بأن يميتهم على النفاق. وجملة: «يتوب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب ... وجملة: «إن الله كان....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان غفورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (نحبه) اسم بمعنى الموت وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد - من وجوه (من) : تأتي (من) نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها ربّ، في قول سويد بن أبي كاهل: ربّ من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنّى لي موتا لم يطع ووصفت بالنكرة، في نحو قولهم: (مررت بمن معجب لك) وقال حسان رضي الله عنه:

_ (1) أو متعلّق بمقدّر مستأنف أي: حصل ما حصل ليجزي الله الصادقين ...

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 25 إلى 27]

فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حبّ النبي محمد إيانا يروى برفع «غيرنا» فيحتمل أن (من) على حالها، ويحتمل الموصولية. وعليهما فالتقدير (على من هو غيرنا) والجملة صفة أو صلة وقال تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ. فجزم جماعة بأنها موصوفة، وهو بعيد لقلة استعمالها وآخرون بأنها موصولة. وقال الزمخشري: إن قدرت «ال» في «الناس» للعهد فموصولة، كقوله تعالى وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ، أو للجنس فموصوفة، كما في الآية التي نحن بصددها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [سورة الأحزاب (33) : الآيات 25 الى 27] وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (27) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بغيظهم) متعلّق بحال من الموصول أي متلبّسين بغيظهم (القتال) مفعول به ثان منصوب (كان الله قويّا عزيزا) مثل كان غفورا رحيما «1» . جملة: «ردّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم ينالوا ... » في محلّ نصب حال ثانية من الموصول.

_ (1) في الآية السابقة (24)

الصرف:

وجملة: «كفى الله المؤمنين....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كان الله قويا ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضي. (26) (الواو) عاطفة (من أهل) متعلّق بحال من فاعل ظاهروهم (من صياصيهم) متعلّق ب (أنزل) ، (في قلوبهم) متعلّق ب (قذف) ، (فريقا) مفعول به مقدّم عامله تقتلون ... وجملة: «أنزل....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ظاهروهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «قذف....» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل «1» . وجملة: «تقتلون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في قلوبهم.. وجملة: «تأسرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تقتلون.. (27) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة، أما الخامسة فاستئنافيّة (أرضهم) مفعول به ثان منصوب (على كلّ) متعلّق ب (قديرا) . وجملة: «أورثكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لم تطؤوها ... » في محلّ نصب نعت ل (أرضا) . وجملة: «كان الله.. قديرا..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (صياصيهم) ، جمع صيصية أو صيصة، اسم لما يتحصّن به حتّى الشوكة في رجل الديك أو السمك أو قرن الثور.. ووزن صيصية فعلية بكسر الفاء واللام وفتح الياء المخفّفة، ووزن صيصة

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .

البلاغة

فعلة بكسر الفاء وفتح اللام ووزن صياصي فعالي بفتح الفاء. البلاغة فن المناسبة: في قوله تعالى «وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ» إلخ الآية. وهذا الفن ضربان: مناسبة في المعاني، ومناسبة في الألفاظ، وما ورد في هذه الآية من الضرب الأول، لأن الكلام لو اقتصر فيه على مادون الفاصلة، لأوهم ذلك بعض الضعفاء أن هذا الإخبار موافق لاعتقاد الكفار في أن الريح التي حدثت كانت سببا في رجوعهم خائبين وكفي المؤمنين قتالهم، والريح إنما حدثت اتفاقا، كما تحدث في بعض وقائعهم وقتال بعضهم لبعض، وظنوا أن ذلك لم يكن من عند الله، فوقع الاحتراس بمجيء الفاصلة، التي أخبر فيها سبحانه أنه قوي عزيز، قادر بقوته على كل شيء ممتنع، وأن حزبه هو الغالب، وأنه لقدرته يجعل النصر للمؤمنين أفانين متنوعه. الفوائد - غزوة بني قريظة: لما أراح الله عز وجل نبيه (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه من الأحزاب، أراد أن يخلع لباس الحرب، فأوحي إليه أن ينهي حسابه مع بني قريظة، فقال لأصحابه: لا يصلينّ أحد منكم العصر إلا في بني قريظة، فساروا مسرعين، وتبعهم عليه الصلاة والسلام، ولواؤه بيد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وخليفته على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف. وقد أدرك جماعة من الأصحاب صلاة العصر في الطريق، فصلاها بعضهم، حاملين الأمر على قصد السرعة، وآخرون لم يصلوها إلا في بني قريظة، بعد مضيّ وقتها، حاملين الأمر على ظاهره، فلم يعنف رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أحدا منهم. فلما بدا جيش المسلمين لبني قريظة، ألقى الله الرعب في قلوبهم، فحاصرهم المسلمون خمسا وعشرين ليلة، فعند ما يئسوا طلبوا من المسلمين أن ينزلوا على ما نزل عليه بنو النضير، من الجلاء بالأموال، وترك السلاح،

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 28 إلى 29]

فلم يقبل الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) ذلك منهم، فطلبوا النجاة بأنفسهم، فلم يرض أيضا، بل قال: لا بد من النزول والرضى بما يحكم عليهم، خيرا كان أو شرا. فعند ما لم يجدوا محيصا عن قبول الحكم قال لهم عليه الصلاة والسلام: أترضون بحكم سعد بن معاذ؟ قالوا: نعم، فأرسل إليه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فاحتمل، لإصابته في أكحله وهو شريان الذراع يوم الخندق، ولما أقبل على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، ففعلوا، فقال له الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) : احكم فيهم يا سعد! فالتفت سعد- رضي الله تعالى عنه- للناحية التي ليس فيها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وقال: عليكم عهد الله وميثاقه أن الحكم كما حكمت، قالوا: نعم، فالتفت إلى الجهة التي فيها الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وقال: وعلى من هنا كذلك؟ وهو غاض طرفه إجلالا لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قالوا: نعم. قال: فإني أحكم أن تقتلوا الرجال، وتسبوا النساء والذرية. فقال عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات. فجمع صلّى الله عليه وسلّم الغنائم فخمّست مع النخل، بعد أن نفذ الحكم فيهم، وضرب أعناقهم في خندق من خنادق المدينة وكانوا بين السبعمائة والتسعمئة. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 28 الى 29] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) الإعراب: (يا أيّها) مرّ إعرابها «1» ،، (النبيّ) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لأزواجك) متعلّق ب (قل) ، (كنتنّ) ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) اسم كان، و (النون) حرف لجمع الإناث (تردن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع و (النون) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تعالين) فعل

_ (1) في الآية (9) من هذه السورة.

الصرف:

أمر جامد «1» مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (أمتعكّن) مضارع مجزوم جواب الطلب.. كنّ ضمير مفعول به، ومثله (أسرّحكنّ) ، (سراحا) مفعول مطلق منصوب. جملة: النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن كنتنّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تردن الحياة ... » في محلّ نصب خبر كنتنّ. وجملة: «تعالين ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أمتعكنّ ... » جواب شرط مقدّر غير مقترن بالفاء فلا محلّ لها «2» . وجملة: «أسرحكنّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتعكنّ. (29) (الواو) عاطفة (إن كنتن تردن الله) مثل إن كنتن تردن الحياة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (للمحسنات) متعلّق ب (أعدّ) ، (منكنّ) متعلّق بحال من المحسنات.. وجملة: «إن كنتنّ تردن..» في محلّ نصب معطوفة على جملة كنتنّ (الأولى) . وجملة: «تردن الله ... » في محلّ نصب خبر كنتنّ. وجملة: «إنّ الله أعد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أعدّ للمحسنات ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (سراحا) ، الاسم من (سرّح) الرباعيّ بمعنى الطلاق أو هو اسم مصدر وزنه فعال بفتح الفاء.

_ (1) لا ماض له ولا مضارع. (2) أي: إن تأتين أمتعكن.

الفوائد

الفوائد - مناسبة الآيات وحكمها: عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فوجد الناس جلوسا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) جالسا، وحوله نساؤه، واجما ساكنا، فقال: لأقولن شيئا أضحك به النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقلت: يا رسول الله، لقد رأيت بنت خارجة: [أي زوجته] سألتني النفقة، فقمت لها فوجأت عنقها، فضحك النبي «ص» فقال: هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر الى عائشة فوجأ عنقها، وقام عمر الى حفصة فوجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما ليس عنده؟ قلن: والله لا نسأل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، حتى نزلت هذه الآية، فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك. قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبويّ، بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما مبشرا. حكم الآية: اختلف العلماء في حكم هذا الخيار، هل كان هذا تفويض الطلاق إليهن، حتى يقع بنفس الاختيار، أم لا. فذهب الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم، أنه لم يكن تفويض الطلاق، وإنما خيرهن، على أنهن إذا اخترن الدنيا فارقهن لقوله تعالى: فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ بدليل أنه لم يكن جوابهن على الفور، وأنه قال لعائشة: لا تعجلي حتى تستشيري أبويك، وفي تفويض الطلاق يكون الجواب على الفور. أما حكم التخيير، فقال عمر وابن مسعود وابن عباس: إذا خير الرجل امرأته فاختارت زوجها، لا يقع شيء وإن اختارت نفسها، يقع طلقة واحدة. وهذا ما عليه أكثر العلماء.

[سورة الأحزاب (33) : آية 30]

[سورة الأحزاب (33) : آية 30] يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) الإعراب: (من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلّق بحال من فاعل يأت (بفاحشة) متعلّق ب (يأت) ، (لها) متعلّق ب (يضاعف) ، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (ضعفين) مفعول مطلق منصوب (الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (يسيرا) . جملة: النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يأت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يأت....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يضاعف لها العذاب ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كان ذلك ... يسيرا..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. انتهى الجزء الحادي والعشرون ويليه الجزء الثاني والعشرون

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الأحزاب (33) : آية 31]

الجزء الثاني والعشرون بقية سورة الأحزاب من الآية 31 إلى الآية 73 سورة سبأ آياتها 54 آية سورة فاطر آياتها 45 آية سورة يس من الآية 1 إلى الآية 27 [سورة الأحزاب (33) : آية 31] وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلق بحال من فاعل يقنت (لله) متعلّق بفعل يقنت (نؤتها) مضارع مجزوم جواب الشرط (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (الواو) عاطفة (لها) متعلّق ب (أعتدنا) ..

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 32 إلى 34]

جملة: «من يقنت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقنت منكنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «تعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقنت. وجملة: «نؤتها ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 32 الى 34] يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34) الإعراب: (نساء) منادى مضاف منصوب (كأحد) متعلّق بخبر ليس (من النساء) متعلّق بنعت لأحد (اتقيتنّ) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تخضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (بالقول) متعلّق ب (تخضعن) بتضمينه معنى تغتررن (الفاء) فاء السببيّة (يطمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (في قلبه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرض (قولا) مفعول به منصوب «2» .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو مفعول مطلق منصوب، والمفعول به مقدّر. [.....]

جملة: «يا نساء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لستنّ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إن اتقيتنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تخضعن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يطمع الذي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يطمع) في محلّ رفع معطوف بالفاء على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منكنّ خضوع فطمع ممن في قلبه مرض. وجملة: «في قلبه مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «قلن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن. (33) (الواو) عاطفة (قرن) فعل أمر مبنيّ على السكون ... والنون فاعل (في بيوتكنّ) متعلّق ب (قرن) ، (لا تبرجن) مثل لا تخضعن (تبرّج) مفعول مطلق منصوب (إنّما) كافة ومكفوفة و (اللام) زائدة (يذهب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عنكم) متعلّق ب (يذهب) ، (أهل) منادى مضاف منصوب (تطهيرا) مفعول مطلق منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يذهب) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. وجملة: «قرن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن. وجملة: «لا تبرّجن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.

الصرف:

وجملة: «أقمن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن. وجملة: «آتين ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن. وجملة: «أطعن ... » في محلّ جزم معطوفة على لا تخضعن أو أقمن. وجملة: «إنّما يريد الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يذهب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يطهّركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهب. (34) -: (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (يتلى) ضمير هو العائد (في بيوتكنّ) متعلّق ب (يتلى) ، (من آيات) متعلّق بحال من نائب الفاعل (خبيرا) خبر ثان للناقص. وجملة: «اذكرن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أطعن. وجملة: «يتلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «كان لطيفا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (32) لستنّ فيه إعلال كالإعلال في لستم ... (انظر الآية 267 من سورة البقرة) . (33) قرن: فيه حذف إحدى الراءين تخفيفا، وحقّه أن يقال (اقررن) أي اثبتن، ماضيه قرّ والمضارع يقرّ- بفتح القاف- قيل هو من باب فرح وقيل من باب فتح ... فلمّا بني الأمر على السكون لاتصاله بنون النسوة التقى ساكنان هما الراء المضعّفة، فحذفت الأولى تخفيفا ونقلت حركتها الأصلية وهي الفتحة إلى القاف ثمّ حذفت همزة الوصل

البلاغة

لتحرّك القاف فأصبح قرن وزنه فلن. (تبرجن) ، حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، أصله تتبرجن، وزنه تفعلن. (تبرّج) ، مصدر قياسي لفعل تبرّج الخماسيّ، وزنه تفعّل، بوزن الماضي وضمّ ما قبل الآخر. (تطهيرا) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ طهّر، وزنه تفعيل. البلاغة التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ» . فالتشبيه على القلب، والأصل ليس أحد من النساء مثلكن، أما إذا كان المعنى: لستن كأحد من النساء في النزول، فلا قلب في التشبيه. الفوائد - الجاهلية الأولى: قيل: الجاهلية الأولى هو ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقيل هو زمن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، كانت المرأة تلبس قميصا من الدر غير مخيط الجانبين، فيرى خلفها منه وقيل: كان في زمن نمرود الجبار، كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ، فتلبسه وتمشي به وسط الطريق، ليس عليها شيء غيره، وتعرض نفسها على الرجال. وقال ابن عباس: الجاهلية الأولى ما بين نوح وإدريس، وكانت ألف سنة، وقيل: الجاهلية الأولى ما قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى: قوم يفعلون مثل فعلهم في آخر الزمان.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 35 إلى 36]

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 35 الى 36] إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36) الإعراب: (فروجهم) مفعول به لاسم الفاعل الحافظين، ومفعول الحافظات محذوف (الله) لفظ الجلالة مفعول به للذاكرين (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، وقد حذف مفعول الذاكرات لدلالة الأول عليه (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ، والضمير فيه مذكّر للتغليب. جملة: «إنّ المسلمين ... أعدّ الله لهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعدّ الله لهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 36- (الواو) عاطفة (ما) نافية (لمؤمن) متعلّق بمحذوف خبر كان (لا) زائدة لتأكيد النفي (مؤمنة) معطوف على مؤمن بالواو مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (لهم) متعلّق بخبر يكون (من أمرهم) متعلّق بالخيرة «1» . والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط

_ (1) أو بمحذوف حال من الخيرة.

الصرف:

(قد) حرف تحقيق (ضلالا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «ما كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف. وجملة: «قضى الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «من يعص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان. وجملة: «يعص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «قد ضلّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (الصائمين) ، جمع الصائم اسم فاعل من الثلاثي صام وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلة همزة بعد ألف فاعل. [سورة الأحزاب (33) : آية 37] وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (للذي) متعلّق ب (تقول) ، (عليه) متعلّق ب (أنعم) ، والثاني متعلّق ب (أنعت) ، (عليك) متعلّق ب (أمسك) «1» ، (في

_ (1) أو بمحذوف حال من زوجك.

نفسك) متعلّق ب (تخفي) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (والله) الواو الحال (أن) حرف مصدريّ ونصب.. والمصدر المؤوّل (أن تخشاه) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أحقّ) ، أي أحقّ بالخشية «1» . (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (زوّجناكها) ، وهو في محلّ نصب (منها) متعلّق ب (قضى) ، (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (على المؤمنين) متعلّق بخبر يكون (حرج) اسم يكون (في أزواج) متعلّق بنعت لحرج (منهنّ) متعلّق ب (قضوا) ، (الواو) استئنافيّة ... جملة: « (اذكر) إذ تقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أنعم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أمسك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّق الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تخفي ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تقول. وجملة: «الله مبديه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تخشى ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تخفي.

_ (1) يجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر خبره (أحقّ) ، والجملة خبر المبتدأ (الله) أي الله خشيته أحقّ من خشية غيره.

الصرف:

وجملة: «الله أحقّ ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «تخشاه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قضى زيد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «زوّجناكها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «قضوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «كان أمر الله مفعولا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مبديه) ، اسم فاعل من الرباعيّ أبدى، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين. (زيد) ، اسم علم مذكّر وزنه فعل بفتح فسكون وهو في الأصل مصدر الثلاثي زاد. (وطرا) ، اسم بمعنى حاجة وليس ثمة فعل مستعمل من هذه المادّة، والجمع أوطار زنة أفعال ووزن وطر فعل بفتحتين. الفوائد - إبطال عادة التبنيّ: من المعلوم أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) كان قد زوّج مولاه زيد بن حارثة من زينب بنت جحش، فتأفّف أهلها من ذلك، لمكانها في الشرف فإن العرب كانوا يكرهون تزويج بناتهم من الموالي، فلما نزل قوله تعالى في سورة الأحزاب وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً لم ير أهلها بدا من قبول تزويجها من زيد، فلما دخل عليها زيد شمخت عليه، لشرفها ونسبها، فلم يتحمل ذلك، فاشتكاها لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فأمره

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 38 إلى 39]

باحتمالها والصبر عليها إلى أن ضاقت نفسه، فقرر طلاقها. وبعد انقضاء عدتها أمر الله نبيّه (صلّى الله عليه وسلّم) أن يتزوج زينب، حسما لهذا الشقاق، وحفظا لشرفها، ولكن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خشي من لوم اليهود والعرب له في زواج زوجة متبنيه، فقال لزيد: أمسك عليك زوجك، واتق الله وأخفى في نفسه ما أبداه الله ، فبت الله حكمه بإبطال هذه القاعدة، وهي تحريم زوج المتبنيّ بقوله في سورة الأحزاب فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . ثم إن الله عز وجل حرم التبني على المسلمين، لما فيه من الأضرار، وأنزل فيه من سورة الأحزاب ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ومن هذا الحين صار اسم زيد (زيد بن حارثة) بدل (زيد بن محمد) وقد حاول المشككون أن ينفثوا سمومهم حول هذه القصة، فقالوا: إن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) توجه يوما لزيارة زيد فوقعت عينه على زينب فوقعت في قلبه، فقال: سبحان الله، فلما جاء زوجها ذكرت له ذلك، فرأى من الواجب عليه فراقها فتوجه وأخبر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بذلك فنهاه عن ذلك. ويبدو كذب ذلك من أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعرف زينب من أيام مكة، حيث أسلمت، وهي ابنة عمته، وهو الذي زوجها لزيد، ولو كانت له رغبة فيها لتزوجها هو منذ البداية وعلى كل حال فالمؤمن الحق يعتقد بعصمة سيدنا محمد (صلّى الله عليه وسلّم) ، وطهارة خلقه، ونظافة قلبه، ولا يشك قيد شعرة بذلك أما المشككون، فإنهم لا يقيمون للأنبياء وزنا، ولا يرعون للأديان حرمة، لذا فإنهم يختلقون الأكاذيب، ويفسرون الظواهر حسب نفوسهم المريضة، فهم أحقر من الالتفات إليهم أو الرد عليهم. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 38 الى 39] ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (39)

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (على النبيّ) متعلّق بخبر مقدّم (حرج) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر (في ما) متعلّق بنعت لحرج (له) متعلّق ب (فرض) ، (سنّة) اسم وضع موضع المصدر فهو مفعول مطلق منصوب كصنع الله ووعد الله ... إلخ (في الذين) متعلّق بحال من سنّة الله (خلوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلوا) ، (الواو) عاطفة.. جملة: «ما كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فرض الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: « (سنّ) الله سنّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة-. وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كان أمر الله قدرا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . (39) (الذين) موصول بدل من الأول في محلّ جرّ «2» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (الله) مستثنى منصوب «3» (الله) لفظ الجلالة الثاني مجرور لفظا بالباء مرفوع محلّا فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة «4» . وجملة: «يبلّغون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

_ (1) أو على الاستئنافيّة البيانيّة. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بيانيّ. (3) على الاستثناء المنقطع أو هو بدل من (أحدا) . (4) أو تمييز.

الصرف:

وجملة: «يخشونه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لا يخشون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «كفى بالله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (مقدورا) ، اسم مفعول من الثلاثيّ قدر، وزنه مفعول. [سورة الأحزاب (33) : آية 40] ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40) الإعراب: (ما) نافية (من رجالكم) متعلّق بنعت لأحد (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (رسول) معطوف على (أبا) منصوب مثله «2» ، (خاتم) معطوف على رسول بالواو منصوب (بكلّ) متعلّق ب (عليما) خبر كان. وجملة: «ما كان محمّد أبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان الله ... عليما» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان محمد. الصرف: (خاتم) ، اسم جامد ذات، الآلة التي يختم به الكتاب، استعمل على سبيل التشبيه، وزنه فاعل بفتح الفاء والعين. البلاغة فن التفليف: في قوله تعالى «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ» الآية.

_ (1) أو معطوفة على جملة كان أمر الله.. (2) يجوز أن يكون خبرا لكان مقدّرة هي واسمها، والجملة معطوفة على الاستئنافيّة ما كان محمد ...

الفوائد

وفي محيط المحيط: التفليف عند البلغاء، هو التناسب، وهو عبارة عن إخراج الكلام مخرج التعليم بحكم أو أدب، لم يرد المتكلم ذكره، وإنما قصد ذكر حكم داخل في عموم المذكور الذي صرّح بتعليمه وأوضح من هذا أن يقال: إنه جواب عام، عن نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها كلها، فيعدل المجيب عن الجواب الخاص عما سئل عنه من تبيين ذلك النوع، إلى جواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسئول عنه وعن غيره مما تدعو الحاجة إلى بيانه. فإن قوله «ما كانَ مُحَمَّدٌ» جواب عن سؤال مقدر، وهو قول قائل: أليس محمدا أبا زيد بن حارثة؟ فأتى الجواب يقول: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، وكان مقتضى الجواب أن يقول: ما كان محمد أبا زيد، وكان يكفي أن يقول ذلك، ولكنه عدل عنه ترشيحا للإخبار بأن محمدا (صلّى الله عليه وسلّم) خاتم النبيين، ولا يتم هذا الترشيح إلا بنفي أبوته لأحد من الرجال، فإنه لا يكون خاتم النبيين إلا بشرط أن لا يكون له ولد قد بلغ، فلا يرد أن له الطاهر والطيب والقاسم، لأنهم لم يبلغوا مبلغ الرجال. ثم احتاط لذلك بقوله: مِنْ رِجالِكُمْ، فأضاف الرجال إليهم لا إليه، فالتف المعنى الخاص في المعنى العام، وأفاد نفي الأبوة الكلية لأحد من رجالهم، وانطوى في ذلك نفي الأبوة لزيد. ثم إن هناك تلفيفا آخر، وهو قوله «وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ» فعدل عن لفظ نبي إلى لفظ رسول، لزيادة المدح، لأن كل رسول نبي ولا عكس، على أحد القولين، فهذا تلفيف بعد تلفيف. الفوائد - بعض أحكام لكن: من المعلوم أن (لكن) المخففة هي حرف استدراك، وأحيانا تأتي عاطفة، وقد اختلف النحاة في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) على أربعة أقوال: 1- ما قاله يونس: إن لكن غير عاطفة، والواو عاطفة مفردا على مفرد. 2- ما قاله ابن مالك: إن (لكن) غير عاطفة، والواو عاطفة لجملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها. قال: فالتقدير في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) ولكن قام

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 41 إلى 44]

عمرو. وفي (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ) ولكن كان رسول الله. وعلة ذلك، أن الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين، فيجوز تخالفهما فيه، نحو: قام زيد ولم يقم عمرو. 3- قال ابن عصفور: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة لازمة. 4- قال ابن كيسان: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة غير لازمة. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 41 الى 44] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (ذكرا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء. (42) (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سبّحوه) .. وجملة: «سبّحوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا. (43) (عليكم) متعلّق ب (يصلّي) ، (ملائكته) معطوفة على الضمير المستتر فاعل يصلّي مرفوع، ولم يؤكّد بالمنفصل لوجود الفاصل (عليكم) ، (اللام) للتعليل (يخرجكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرجكم) ، وكذلك (إلى النور) .

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يصلّي) . (بالمؤمنين) متعلّق بخبر كان (رحيما) . وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «يصلّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. وجملة: «كان ... رحيما» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلّي. (44) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بتحيّتهم (سلام) مبتدأ ثان خبره محذوف تقديره عليكم «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعدّ) .. وجملة: «تحيّتهم ... سلام (عليكم) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سلام (عليكم) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تحيّتهم) . وجملة: «أعد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحيّتهم.. البلاغة 1- التخصيص: في قوله تعالى «بُكْرَةً وَأَصِيلًا» . تخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات، بل لإبانة فضلهما على سائر الأوقات، لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار، وتلتقي فيهما كإفراد التسبيح من بين الأذكار، مع اندراجه فيها، لكونه العمدة بينها. 2- الاستعارة: في قوله تعالى «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ» ..

_ (1) أو هو خبر المبتدأ تحيّتهم

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 45 إلى 48]

لما كان من شأن المصلي أن ينعطف في ركوعه وسجوده، أستعير لمن ينعطف على غيره حنوّا عليه وترؤفا. كعائد المريض في انعطافه عليه، والمرأة في حنوّها على ولدها، ثم كثر حتى استعمل في الرحمة والترؤف. ومنه قولهم: صلى الله عليك، أي ترحم عليك وترأف. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 45 الى 48] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48) الإعراب: (يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين «1» ، (شاهدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (إلى الله) متعلّق ب (داعيا) (بإذنه) حال من الضمير في (داعيا) ، (سراجا) معطوف على (شاهدا) ، فهو حال في المعنى «2» ، (لهم) متعلّق بخبر أنّ (من الله) متعلّق بحال من (فضلا) اسم أنّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (كفى بالله وكيلا) مثل كفى بالله حسيبا «3» . والمصدر المؤوّل (أنّ لهم ... فضلا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بشّر) . جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة. (2) وقد جاز أن يكون كذلك وهو جامد لأنه قد وصف. (3) في الآية (39) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إنّا أرسلناك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أرسلناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: راقب الناس وبشّر ... ، والاستئناف في حيّز النداء. وجملة: «لا تطع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر. وجملة: «دع أذاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر. وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر. وجملة: «كفى بالله وكيلا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (دع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الأمر فهو مثال واوي وزنه عل بفتح فسكون. [سورة الأحزاب (33) : آية 49] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (49) الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (من قبل) متعلّق ب (طلّقتموهنّ) ، والواو فيه زائدة لإشباع حركة الميم (أن) حرف مصدريّ ونصب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ عدّة وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (عليهنّ) متعلّق

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة. [.....]

البلاغة

بالاستقرار الذي هو خبر «1» .. والمصدر المؤوّل (أن تمسّوهنّ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سراحا) مفعول مطلق منصوب. جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نكحتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «طلّقتموهنّ» في محلّ جرّ معطوف على جملة نكحتم. وجملة: «تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما لكم ... من عدّة» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تعتدّونها ... » في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لعدّة. وجملة: «متّعوهنّ ... » جواب شرط مقدّر أي: إن لم تفرضوا لهنّ صداقا فمتّعوهنّ. وجملة: «سرّحوهنّ» معطوفة على جملة متّعوهنّ. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ» : تسمية العقد نكاحا مجاز مرسل، علاقته الملابسة، من حيث أنه طريق إليه، ونظيره تسميتهم الخمر إثما، لأنها سبب في اقتراف الإثم. 2- الكناية: في قوله تعالى «تَمَسُّوهُنَّ» .

_ (1) أو متعلّق بحال من عدة.

الفوائد

من آداب القرآن: الكناية عن الوطء بلفظ: الملامسة، والمماسة، والقربان، والتغشي، والإتيان. الفوائد - لا طلاق ولا عدة قبل النكاح: في الآية دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع، لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق. وهذا قول علي وابن عباس وسعيد بن المسيب وطاووس ومجاهد والشعبي وقتادة وأكثر أهل العلم. وذهب الشافعي وروى عن ابن مسعود، أنه يقع الطلاق وهو قول إبراهيم النخعي وأصحاب الرأي. والقول الأول هو الأرجح، لقول ابن عباس: جعل الله الطلاق بعد النكاح. ومن جهة أخرى، فقد أجمع العلماء، أنه إذا كان الطلاق قبل المسيس والخلوة فلا عدة. وذهب أحمد إلى أن الخلوة توجب العدة والصداق. [سورة الأحزاب (33) : آية 50] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (50) الإعراب: (يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين «1» ، (لك) متعلّق ب (أحللنا) ، (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواجك (الواو)

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة.

عاطفة في كلّ المواضع (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أزواجك (ممّا) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: ما ملكتها يمينك (عليك) متعلّق ب (أفاء) ، وألفاظ (بنات) الأربعة معطوفة على أزواجك منصوبة وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لبنات (معك) ظرف منصوب متعلّق ب (هاجرن) (امرأة) معطوفة على أزواجك منصوبة (وهبت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (للنبيّ) متعلّق ب (وهبت) ، (أراد) مثل وهبت (أن) حرف مصدريّ ونصب (خالصة) حال منصوبة «1» (لك) متعلّق بخالصة (من دون) متعلّق بحال من الضمير في خالصة ... والمصدر المؤوّل (أن يستنكحها) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد ... (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليهم) متعلّق ب (فرضنا) ، (في أزواجهم) متعلّق ب (فرضنا) (ما) الثاني موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم بالواو (اللام) حرف جرّ (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (عليك) متعلّق بخبر يكون. والمصدر المؤوّل (كي لا يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أحللنا) «2» . جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا أحللنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أحللنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي وهبت نفسها هبة خالصة. (2) أو متعلّق بخالصة لما فيه من معنى الإحلال وحصوله له..

البلاغة

وجملة: «آتيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة: «ملكت يمينك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أفاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «هاجرن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) . وجملة: «وهبت ... » في محلّ نصب نعت ثان لامرأة «1» .. وجواب الشرط محذوف أي: فهي حلّ له. وجملة: «أراد النبيّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب السابق. وجملة: «يستنكحها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «علمنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «فرضنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «ملكت أيمانهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وجملة: «يكون عليك حرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها» . حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، للإيذان بأنه مما خص به وأوثر، ومجيئه على لفظ النبي للدلالة على أن الاختصاص تكرمة له لأجل النبوّة، وتكريره تفخيم له وتقرير لاستحقاقه الكرامة لنبوته.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من (امرأة) لأنها وصفت.

الفوائد

الفوائد - زواج الهبة: أفادت هذه الآية أن الله عز وجل قد أحل للنبي (صلّى الله عليه وسلّم) امرأة مؤمنة، وهبت نفسها له بغير صداق أما غير المؤمنة، فلا تحل له في ذلك أما غير النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، من سائر المسلمين، فلا ينعقد نكاحه بلفظ الهبة، بل لا بد من لفظ الإنكاح أو التزويج. وهذا قول أكثر العلماء ومنهم مالك والشافعي. وقال ابن عباس ومجاهد: لم يكن عند النبي (صلّى الله عليه وسلّم) امرأة وهبت نفسها له، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح أو بملك يمين، والآية على سبيل الفرض والتقدير. وقال آخرون: بل كانت عنده امرأة وهبت نفسها له، فقال الشعبي: هي زينب بنت خزيمة. وقال قتادة: هي ميمونة بنت الحرث. وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل هي: أم شريك بنت جابر. وقال عروة بن الزبير: هي: خولة بنت حكيم. [سورة الأحزاب (33) : آية 51] تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (51) الإعراب: (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (منهنّ) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي من تشاء إرجاءه منهن (إليك) متعلّق ب (تؤوي) ، (الواو) عاطفة (من) الثالث في محلّ نصب معطوفة على الموصول من تشاء «1» ، (ممّن) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي: من ابتغيتها ممّن عزلت (الفاء) استئنافيّة (لا) نافية للجنس (عليك) متعلّق

_ (1) يجوز أن يكون اسم شرط مبتدأ.. خبره جملة ابتغيت، أو مفعول به مقدّم عامله ابتغيت، والفاء رابطة.

بخبر لا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى التخيير، والخبر أدنى (أن) حرف مصدريّ ونصب.. والمصدر المؤوّل (أن تقرّ..) في محلّ جرّ ب (إلى) مقدرا متعلّق بأدنى أي: إلى أن تقرّ أعينهنّ. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يحزنّ) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب معطوف على (تقرّ) ، ومثله (يرضين) . (بما) متعلّق ب (يرضين) ، (كلّهنّ) تأكيد للفاعل في (يرضين) ، (الواو) استئنافيّة (في قلوبكم) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) مثل الأخيرة. جملة: «ترجي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «تؤوي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترجي. وجملة: «تشاء (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «ابتغيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: «عزلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع. وجملة: «لا جناح عليك» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ذلك أدنى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تقرّ أعينهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) . وجملة: «لا يحزنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول

_ (1) أو هي جواب الشرط إذا جعل (من) اسم شرط.. ويجوز أن تكون خبرا إذا جعل (من) اسم موصول مبتدأ. والفاء زائدة لمشابهة الموصول للشرط.

الصرف:

الحرفيّ. وجملة: «يرضين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة: «آتيتهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «كان الله عليما ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. الصرف: (ترجي) ، مخفّف من ترجئ بمعنى تؤخّر. [سورة الأحزاب (33) : آية 52] لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (52) الإعراب: (لا) نافية (لك) متعلّق ب (يحلّ) ، (بعد) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (تبدّل) أي تتبدّل، مضارع منصوب (بهنّ) متعلّق ب (تبدّل) ، (أزواج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تبدّل) في محلّ رفع معطوف على النساء، فاعل يحلّ. (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلّا) للاستثناء (ما) اسم

الصرف:

موصول في محلّ رفع بدل من النساء «1» . جملة: «لا يحلّ لك النساء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أعجبك حسنهن» في محلّ نصب حال من فاعل تبدّل.. وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبك حسن النساء لا يحلّ لك التبديل. وجملة: «ملكت يمينك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كان الله ... رقيبا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تبدّل) ، حذف منه احدى التاءين تخفيفا، أصله تتبدّل. الفوائد - تحريم النساء على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أفادت الآية تحريم زواج النساء على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد نسائه التسع، وذلك أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لما خيرهن فاخترن الله ورسوله، شكر الله لهن ذلك، وحرم عليه النساء سواهن، ونهاه عن تطليقهن وعن الاستبدال بهن، ونذكر أزواجه التسع اللواتي توفي عنهن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) للفائدة وهن: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، وصفية بنت حييّ بن أخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث. رضي الله عنهن.

_ (1) أو في محلّ نصب على الاستثناء من النساء.. وأجاز أبو البقاء أن يكون مستثنى من أزواج.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 53 إلى 55]

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 53 الى 55] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55) الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ،، (لا) ناهية جازمة (إلّا) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (إلى طعام) متعلّق ب (يؤذن) ، (غير) حال من الضمير في (لكم) .. والمصدر المؤوّل (أن يؤذن) لكم ... في محلّ نصب مستثنى من عموم الأحوال. (إناه) مفعول به لاسم الفاعل ناظرين، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (الفاء) رابطة

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة.

لجواب الشرط والثالثة كذلك، والثانية عاطفة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (مستأنسين) معطوف على (غير ناظرين) مقدّرا، منصوب (لحديث) متعلّق بمستأنسين (منكم) متعلّق ب (يستحيي) (الواو) اعتراضيّة «1» ، (لا) نافية (من الحقّ) متعلّق ب (يستحيي) ، والواو في (سألتموهنّ) هي زائدة إشباع حركة الميم (متاعا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط، ومفعول (اسألوهنّ) الثاني محذوف (من وراء) متعلّق ب (اسألوهنّ) ، (لقلوبكم) متعلّق ب (أطهر) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أن تنكحوا) مثل أن تؤذوا (من بعده) متعلّق ب (تنكحوا) (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنكحوا) المنفي ... (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيما) خبر كان. والمصدر المؤوّل (أن تؤذوا ... ) في محلّ رفع اسم كان. والمصدر المؤوّل (أن تنكحوا ... ) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل أن تؤذوا. جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تدخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يؤذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «دعيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «طعمتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو حاليّة والجملة بعدها حال.

وجملة: «انتشروا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ ذلكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان يؤذي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يؤذي النبي» في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «يستحيي منكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يؤذي. وجملة: «الله لا يستحيّي من..» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لا يستحيي من الحقّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «سألتموهنّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اسألوهنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ذلكم أطهر ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-. وجملة: «ما كان لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «تؤذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تنكحوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة: «إنّ ذلكم كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان ... عظيما» في محلّ رفع خبر إنّ. (54) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بكلّ) متعلّق ب (عليما) . وجملة: «تبدوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تخفوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبدوا. وجملة: «إنّ الله كان ... » في محلّ جزم جواب الشرط ... أو هي تعليل للجواب المقدّر أي: إن تبدوا شيئا.. فسيحاسبكم عليه لأنه بكلّ

الصرف:

شيء عليم. وجملة: «كان ... عليما» في محلّ رفع خبر إنّ. (55) (لا) نافية للجنس (عليهنّ) متعلّق بمحذوف خبر لا (في آبائهن) متعلق بالخبر المحذوف بحذف مضاف أي في رؤية آبائهنّ «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الستة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الستة ... والأسماء بعد ذلك معطوفة على آبائهنّ مجرورة مثله (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (إنّ الله ... شهدا) مثل إنّ الله ... عليما. وجملة: «لا جناح عليهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ملكت أيمانهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اتّقين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو استئنافيّة-. وجملة: «إنّ الله ... شهيدا» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان ... شهيدا» في محلّ خبر إنّ. الصرف: (إناه) : مصدر سماعي لفعل أنى يأني بمعنى نضج، وزنه فعل بكسر ففتح، وفيه إعلال بالقلب أصله إنيه بكسر ثمّ فتح فسكون، سبق الياء فتح فقلبت ألفا فقيل إناه. (مستأنسين) ، جمع مستأنس، اسم فاعل من (استأنس) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

_ (1) وفي الكلام التفات من الخطاب الى الغيبة ... ثمّ عودة إلى الخطاب بقوله: واتّقين الله ...

الفوائد

الفوائد آداب وأحكام: اشتملت هذه الآية على جملة من الآداب الاجتماعية وبعض الأحكام الفقهية، نوجزها فيما يلي: 1- عدم دخول البيت قبل الإذن، ومن الأفضل أن يكون دخول البيت في غير وقت الطعام، وإذا دعي المرء إلى وليمة من الأفضل أن يستأذن وينصرف عقب الطعام، لأن أهل البيت قد تتعطل بعض أعمالهم. وفي قوله تعالى وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ أدب أدّب به الثقلاء. وقيل: (بحسبك من الثقلاء أن الله لم يسكت عنهم) . 2- حرم النظر إلى نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وأمرهن بالحجاب ومخاطبتهن من وراء حجاب، وبعد هذه الآية لم يجز أن ينظر أحد إلى نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عن أنس وابن عمر، أن عمر رضي الله عنه قال: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزل وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وقلت: يا رسول الله، يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في الغيرة فقلت: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ فنزلت كذلك. 3- حرمة الزواج من نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في حياته وبعد مماته، ونزلت الآية في رجل من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إذا قبض رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فلأنكحن عائشة. فأخبر الله أن ذلك محرم، وذلك من إعلام تعظيم الله لرسوله (صلّى الله عليه وسلّم) وإيجاب حرمته حيّا وميتا. [سورة الأحزاب (33) : آية 56] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)

الإعراب:

الإعراب: (على النبيّ) متعلّق ب (يصلّون) ، (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (عليه) ب (صلّوا) ، (تسليما) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «إنّ الله ... يصلّون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يصلّون على النبيّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «آمنوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «صلّوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «سلّموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّوا..... الصرف: (صلّوا) : فيه إعلال بالحذف حذفت الياء لام الكلمة- المضارع يصلّي- لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. الفوائد - الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : اتفق العلماء على وجوب الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، ثم اختلفوا، فقيل: تجب في العمر مرة، وهو القول المعتمد، وقول الأكثرين. وقيل: تجب في كل صلاة، في التشهد الأخير، وهو مذهب الشافعي. وقيل: تجب كلما ذكر. لكن المعتمد أنها مستحبة عند ذكره (صلّى الله عليه وسلّم) . والمقدار الواجب (اللهم صل على محمد) وما زاد سنة. أما الأكمل فهو ما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم

_ (1) في الآية (41) من هذه السورة.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 57 إلى 58]

وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : البخيل الذي إذا ذكرت عنده فلم يصل علي أخرجه الترمذي- وقال حديث حسن غريب صحيح. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 57 الى 58] إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58) الإعراب: (في الدنيا) متعلّق ب (لعنهم) ، (لهم) متعلّق ب (أعدّ) . جملة: «إنّ الذين يؤذون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤذون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لعنهم الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أعد....» في محلّ رفع معطوفة على جملة لعنهم الله. (58) (الواو) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة احتملوا (بغير) متعلّق بحال من المؤمنين والمؤمنّات (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف أي اكتسبوه (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط.. وجملة: «الذين يؤذون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يؤذون (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اكتسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «احتملوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .

[سورة الأحزاب (33) : آية 59]

[سورة الأحزاب (33) : آية 59] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59) الإعراب: (لأزواجك) متعلّق ب (قل) ، (يدنين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع «1» ، و (النون) فاعل (عليهنّ) متعلّق ب (يدنين) ، (من جلابيبهنّ) متعلّق ب (يدنين) ، ومن تبعيضيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعرفن) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (النون) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة (لا) نافية (يؤذين) مثل يعرفن، معطوف عليه.. والمصدر المؤوّل (أن يعرفن..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بأدنى أي: إلى أن يعرفن. جملة النداء.. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «يدنين ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «ذلك أدنى....» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعرفن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا يؤذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرفن. وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو في محلّ جزم جواب الطلب قل على حدّ قوله تعالى: قل لعبادي يقيموا الصلاة ... ومقول القول حينئذ محذوف أي: أدنين عليكنّ من جلابيبكنّ يدنين.. (2) أو لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. [.....]

الصرف:

الصرف: (جلابيبهنّ) ، جمع جلباب، اسم جامد للملاءة التي تشتمل بها المرأة، وزنه فعلال. فوائد - ستر المرأة وصيانتها: قال المبرّد: الجلباب ما يستر الكل، مثل الملحفة ومعنى (يدنين عليهن من جلابيبهن) يرخينها عليهن، ويغطين بها وجوههن وأعطافهن. و (من) للتبعيض، أي ترخي بعض جلبابها وفضله على وجهها، تتقنع حتى تتميز من الأمة. أو المراد أن يتجلببن ببعض الجلابيب، وألا تكون في درع وخمار، لتخالف بزيها الأمة، كي لا يتعرض لها الفسّاق بسوء. وأمرت الحرائر بلبس الملاحف، وستر الرؤوس والوجوه، حتى لا يطمع فيهن طامع، وذلك قوله تعالى ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [سورة الأحزاب (33) : الآيات 60 الى 62] لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (62) الإعراب: (اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (ينته) مضارع مجزوم فعل الشرط لأن (لم) للنفي فقط (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (في المدينة) متعلّق بحال من الضمير في (المرجفون) «1» ، (اللام) لام القسم (نغرينّك) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (بهم) متعلّق ب (نغرينّك) ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يجاورونك) ، (إلّا) للحصر (قليلا)

_ (1) أو متعلّق ب (المرجفون) .

مفعول فيه نائب عن ظرف الزمان الموصوف متعلّق ب (يجاورونك) «1» . جملة: «لم ينته المنافقون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نغرينّك ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «لا يجاورونك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لنغرينّك. (61) (ملعونين) حال من فاعل يجاورونك منصوبة (أينما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بالجواب «2» . و (الواو) في (ثقفوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أخذوا، قتلوا) ، (تقتيلا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «ثقفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «أخذوا....» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «قتّلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذوا ... (62) (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي سنّ الله ذلك سنّة (في الذين) متعلّق بسنّة (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (خلوا) ، (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجد.

_ (1) يجوز- على بعد- أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته. (2) يجوز أن يكون الظرف مجرّدا من الشرط، فهو متعلّق بملعونين. (3) أو في محلّ جرّ بالإضافة إذا تجرّد (أينما) من الشرط.. وجملة أخذوا حينئذ استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: « (سنّ) سنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الأخيرة. الصرف: (60) المرجفون: جمع المرجف، اسم فاعل من (أرجف) أي نقل الأخبار الكاذبة، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (61) تقتيلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (قتّل) ، وزنه تفعيل، من الماضي بزيادة التاء في أوله وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل الآخر. فوائد - رأي واعتراض: أعرب بعضهم كلمة (ملعونين) في قوله تعالى مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا بأنها حال من معمول ثقفوا أو أخذوا. ويرده أن الشرط له الصدر. والصواب أنه منصوب على الذم، وأما قول أبي البقاء: إنه حال من فاعل (يجاورونك) فمردود، لأن الصحيح أنه لا يستثني بأداة واحدة دون عطف شيئان. هذا ما أورده ابن هشام في المغني. [سورة الأحزاب (33) : آية 63] يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (63) الإعراب: (عن الساعة) متعلّق ب (يسألك) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (علمها) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره جملة يدريك (قريبا) خبر تكون وهو عوض من موصوف أي شيئا قريبا.. جملة: «يسألك الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 64 إلى 68]

وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّما علمها عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لعلّ الساعة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يدريك «1» . وجملة: «تكون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 64 الى 68] إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66) وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الإعراب: (لهم) متعلّق ب (أعدّ) .. جملة: «إنّ الله لعن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعن ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أعدّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لعن. (65) (خالدين) حال من الضمير في (لهم) منصوبة (فيها) متعلّق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (لا) نافية (الواو) عاطفة (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي.. وجملة: «لا يجدون ... » في محلّ نصب حال ثانية من الضمير في (لهم) .

_ (1) أو هي استئنافيّة، لا محلّ لها، ومفعول يدريك الثاني مقدّر أي: أمرها.

(66) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقولون) الآتي «1» ، (وجوههم) نائب الفاعل مرفوع (في النار) متعلّق ب (تقلّب) «2» ، (يا) حرف تنبيه، والألف في (الرسولا) زائدة للفاصلة. وجملة: «تقلّب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يجدون «3» . وجملة: «ليتنا أطعنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أطعنا الله ... » في محلّ رفع خبر ليتنا. وجملة: «أطعنا الرسولا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أطعنا الله. (67) (الواو) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (السبيلا) مفعول به ثان منصوب والألف فيه زائدة للفاصلة ... وجملة: «قالوا ... » معطوفة على جملة يقولون تأخذ إعرابها. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا أطعنا....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أطعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أضلّونا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أطعنا.. (68) (ضعفين) مفعول به ثان منصوب عامله آتهم (من العذاب) متعلّق بنعت لضعفين (لعنا) مفعول مطلق منصوب. وجملة النداء الثانية.. لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «آتهم ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (يجدون) ، أو ب (نصيرا) . (2) يجوز تعليقه بحال من الضمير في وجوههم. (3) أو هي حال من الضمير في (وجوههم) إذا علّق الظرف (يوم) ب (يجدون) أو ب (نصيرا) .. هذا ويجوز قطعها على الاستئناف.

الصرف:

وجملة: «العنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتهم. الصرف: (لعنا) ، مصدر سماعيّ للثلاثي لعن باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة التخصيص: في قوله تعالى «يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ» . تخصيص الوجوه بالذكر، لما أنها أكرم الأعضاء، ففيه مزيد تفظيع للأمر وتهويل للخطب، ويجوز أن تكون عبارة عن كل الجسد. [سورة الأحزاب (33) : آية 69] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (لا) ناهية جازمة (كالذين) متعلّق بمحذوف خبر تكونوا (آذوا) مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الفاء) عاطفة (ممّا) متعلّق ب (برّأه) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (وجيها) . جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «آذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «برّأه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كان عند الله وجيها..» لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (وجيها) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وجه باب كرم أي صار ذا جاه، وزنه فعيل. [سورة الأحزاب (33) : الآيات 70 الى 71] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) الإعراب: (أيّها) مرّ إعرابها «1» ، (قولا) مفعول به منصوب «2» . جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «قولوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. (71) (يصلح) مضارع مجزوم جواب الطلب (لكم) متعلّق ب (يصلح) ، والثاني متعلّق ب (يغفر) ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يطع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فوزا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «يصلح ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلح. وجملة: «من يطع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية السابقة (69) . (2) أو مفعول مطلق منصوب.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 72 إلى 73]

وجملة: «قد فاز ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . [سورة الأحزاب (33) : الآيات 72 الى 73] إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73) الإعراب: (على السموات) متعلّق ب (عرضنا) ، (الفاء) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحملنها) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (ها) مفعول به (منها) متعلّق ب (أشفقن) .. والمصدر المؤوّل (أن يحملنها..) في محلّ نصب مفعول به عامله أبين. وجملة: «إنّا عرضنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عرضنا..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أبين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يحملنها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أشفقن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين.. وجملة: «حملها الإنسان» لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل. وجملة: «كان ظلوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (73) (اللام) للتعليل (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام..

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن يعذب) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملها) .. أو ب (عرضنا) . عاطفة (يتوب) مضارع منصوب معطوف على (يعذّب) ، (على المؤمنين) متعلّق ب (يتوب) ، (الواو) للاستئناف. وجملة: «يعذّب الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يتوب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب الله. وجملة: «كان الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة لما سبق. البلاغة التمثيل: في قوله تعالى «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها» لما بين عظم شأن طاعة الله ورسوله، ببيان عظم شأن ما يوجبها من التكاليف الشرعية، وصعوبة أمرها بطريق التمثيل، من الإيذان بأن ما صدر عنهم من الطاعة وتركها، صدر عنهم بعد القبول والالتزام. وعبر عنها بالأمانة. الفوائد - الأمانة: قال ابن عباس: أراد الله بالأمانة الطاعة والفرائض التي عرضها الله على عباده. عرضها على السموات والأرض والجبال، على أنهم إذا أدوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم. وقال ابن مسعود: الأمانة أداء الصلوات، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وصدق الحديث، وقضاء الدين، والعدل في المكيال والميزان، وأشد من هذا كله الودائع، وقيل: جميع ما أمروا به ونهوا عنه. قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.

سورة سبأ

سورة سبأ آياتها 54 آية [سورة سبإ (34) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) الإعراب: (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما في الأرض) مثل ما في السموات معطوف عليه (له الحمد) مثل له ما في السموات (في الآخرة) متعلّق بالحمد (الخبير) خبر ثان مرفوع.. وجملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «له الحمد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

[سورة سبإ (34) : الآيات 3 إلى 4]

وجملة: «هو الحكيم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (2) (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم (في الأرض) متعلّق ب (يلج) ، (ما) الثاني معطوف على ما الأول (منها) متعلّق ب (يخرج) ، (ما) الثالث معطوف على (ما) الأول (من السماء) متعلّق ب (ينزل) ، (ما) الرابع معطوف على (ما) الأول (فيها) متعلّق ب (يعرج) .... وجملة: «يعلم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يلج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وجملة: «ينزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الخامس. وجملة: «يعرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) السادس. وجملة: «هو الرحيم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم «1» . [سورة سبإ (34) : الآيات 3 الى 4] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (بلى) حرف جواب لإثبات المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور ب (الواو) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تأتينّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به (عالم) نعت

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يعلم.

ل (ربّي) مجرور (لا) نافية (عنه) متعلّق ب (يعزب) ، (في السموات) متعلّق بنعت ل (ذرة) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) مثل في السموات معطوف عليه (الواو) عاطفة (لا) مثل الأخيرة (أصغر) معطوف على مثقال مرفوع «1» ، وكذلك (لا أكبر) ، (إلّا) للحصر (في كتاب) متعلّق بحال من مثقال أو أصغر أو أكبر. جملة: «قال الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تأتينا الساعة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: « (أقسم) بربيّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تأتينّكم..» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «لا يعزب عنه مثقال..» حالّ مؤكّدة للضمير في عالم «2» . (4) (اللام) لام التعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تأتينّكم) . (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مغفرة (رزق) معطوف على مغفرة ... وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك لهم مغفرة..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو هو مبتدأ خبره إلّا في كتاب والجملة معطوفة على جملة لا يعزب. (2) أو في محلّ نصب حال من ربّي.

[سورة سبإ (34) : آية 5]

وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . [سورة سبإ (34) : آية 5] وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (سعوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا (معاجزين) حال منصوبة من فاعل سعوا (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (من رجز) متعلّق بنعت لعذاب. جملة: «الذين سعوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين. وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. الصرف: (معاجزين) ، جمع معاجز، اسم فاعل من الرباعيّ عاجز، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة سبإ (34) : آية 6] وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) الإعراب: (الواو) استئنافيّة، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل (الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية، ونائب الفاعل للفعل (أنزل) ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إليك) متعلّق ب (أنزل) ، وكذلك (من ربّك) ، (هو) ضمير فصل (الحقّ) مفعول به ثان لفعل الرؤية (إلى صراط) متعلّق ب (يهدي) ، (الحميد) نعت مجرور.

[سورة سبإ (34) : الآيات 7 إلى 8]

جملة: «يرى الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يهدي..» في محلّ نصب معطوف على الحقّ. [سورة سبإ (34) : الآيات 7 الى 8] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (هل) حرف استفهام (على رجل) متعلّق ب (ندلّكم) ، (إذا) ظرف متضمن معنى الشرط «1» في محلّ نصب متعلّق بمضمون معنى: في خلق جديد أي تبعثون «2» ، (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر (اللام) المزحلقة للتوكيد (في خلق) متعلّق بخبر إنّ. جملة: «قال الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هل ندلّكم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ينبّئكم..» في محلّ جرّ نعت لرجل. وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «مزّقتم..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّكم لفي خلق..» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل ينبّئكم.. أو سدّت مسدّ مفعولي الفعل الثاني والثالث، ولولا اللام في

_ (1) أو مجرّد من الشرط متعلّق بمحذوف تقديره: إنّكم تبعثون وتحشرون ... [.....] (2) علّق بمحذوف ولم يتعلّق بخلق جديد لأن ما قبل (إنّ) لا يعمل به ما بعدها.

الصرف:

الخبر لفتحت همزة إنّ. (8) - (الهمزة) للاستفهام، واستغني بها عن همزة الوصل (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «1» ، (أم) حرف عطف (به) متعلّق بخبر مقدّم لمبتدأ جنّة (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) المنفي (في العذاب) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين.. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «2» . وجملة: «به جنّة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة افترى.. وجملة: «الذين لا يؤمنون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يؤمنون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . الصرف: (ممزّق) ، مصدر ميميّ للرباعيّ مزّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ» . لأن البعيد صفة الضال إذا بعد عن الجادّة، وكلما ازداد عنها بعدا كان أضل. [سورة سبإ (34) : آية 9] أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر. (2) أو هي مستأنفة إن كانت من قول السامعين المجيبين للكافرين.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (إلى ما) متعلّق ب (يروا) بمعنى ينظروا (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما خلفهم) معطوف على ما بين ويعرب مثله (من السماء) متعلّق بحال من الموصولين (بهم) متعلّق ب (نخسف) ، (عليهم) متعلّق ب (نسقط) ، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد- هي لام الابتداء- (لكل) متعلّق بآية- أو بنعت لها-. جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا فلم يروا. وجملة: «إن نشأ..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نخسف..» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «نسقط..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف. وجملة: «إنّ في ذلك لآية..» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل. [سورة سبإ (34) : الآيات 10 الى 11] وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (منّا) متعلّق بحال من (فضلا) وهو المفعول الثاني (جبال) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الياء في (أوّبي) ، (الواو) واو المعيّة

الصرف:

(الطير) مفعول معه منصوب «1» ، (له) متعلّق ب (ألنّا) . (11) جملة: «أتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء: «يا جبال..» في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا. وجملة: «أوّبي معه ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ألنّا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا. (أن) حرف تفسير «2» ، (في السرد) متعلّق ب (قدّر) ، (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» (ما) حرف مصدري «4» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير. وجملة: «اعمل ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اعمل. وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي.. بصير..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . الصرف: (سابغات) ، جمع سابغة، مؤنّث سابغ بمعنى واسع، وهو اسم فاعل من الثلاثيّ سبغ، وزنه فاعل.

_ (1) يجوز أن يكون معطوفا على (فضلا) بحذف مضاف أي وتسبيح الطير.. كما يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره سخّرنا الطير أو دعونا الطير تسبّح معه. (2) يفسّر مقدّرا معنى القول دون حروفه أي أمرنا، أن اعمل.. ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (ألنّا) ، أي: ألنّا له الحديد لعمل سابغات. (3) أو مفعول به منصوب. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة صلة.

الفوائد

(السرد) ، مصدر سماعيّ لفعل سرد الثلاثيّ بمعنى نسج الدرع باب نصر وباب ضرب، وثمّة مصدر آخر للفعل هو سراد زنة فعال بكسر الفاء. الفوائد - تابع المنادي: 1- إذا كان تابع المنادي بدلا أو معطوفا، عومل معاملة المنادي المستقل، مثل: (يا أبا خالد سعيد) (يا خالد وسعيد) (يا عبد الله وسعيد) فإن تحلّى المعطوف ب (ال) جاز فيه البناء على الضم اتباعا للفظ المعطوف عليه، والنصب اتباعا للمحل. وذلك كما ورد في الآية التي نحن بصددها يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ يجوز في الطير الضم اتباعا للفظ الجبال، ويجوز فيها النصب اتباعا لمحل الجبال. 2- أما النعت وعطف البيان والتوكيد، فيجب نصبها إذا كانت مضافة خالية من (ال) مثل: (يا أحمد صاحب الدار) (يا عليّ أبا حسن) . أما إذا كان هذا التابع محلّى ب (ال) ، أو توكيدا غير مضاف، فيجوز فيه النصب مراعاة للمحل، والرفع مراعاة للفظ: (يا أحمد الكريم) (يا سليم سليما أو سليم) . 3- تابع المنادي المنصوب منصوب دائما: (يا عبد الله الكريم) (يا عبد الله والنجار) . [سورة سبإ (34) : الآيات 12 الى 14] وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (14)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لسليمان) متعلّق بمحذوف تقديره سخّرنا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (أسلنا) ، (من الجنّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) «1» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعمل) (بإذن) متعلّق بحال من فاعل يعمل (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منهم) متعلّق بحال من فاعل يزغ (عن أمرنا) متعلّق ب (يزغ) ، (من عذاب) متعلّق ب (نذقه) . جملة: « (سخّرنا) لسليمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «غدوّها شهر ... » في محلّ نصب حال من الريح. وجملة: «رواحها شهر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: «أسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّرنا. وجملة: «من الجنّ من ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّرنا. وجملة: «يعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «من يزغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف تقديره: سخّرنا، فيكون (من) مفعولا به للفعل المقدّر ... أي: سخّرنا له من يعمل من الجنّ.

وجملة: «يزغ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء. (13) (له) متعلّق ب (يعملون) ، (من محاريب) متعلّق بحال من العائد المقدّر للموصول أي: يشاء عمله (كالجواب) نعت ل (جفان) (آل) منادى مضاف منصوب (شكرا) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» منصوب (الواو) استئنافيّة (قليل) خبر مقدّم للمبتدأ (الشكور) ، (من عبادي) متعلّق بنعت لقليل. وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اعملوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «قليل ... الشكور» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب دلّهم (عليه) متعلّق ب (قضينا) ، (ما) نافية (على موته) متعلّق ب (دلّهم) ، (إلّا) للحصر (دابّة) فاعل دلّ (فلمّا) مثل الأول متعلّق ب (تبيّنت) (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي أنّهم (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية (في العذاب) متعلّق ب (لبثوا) «3» . وجملة: «قضينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما دلّهم ... إلّا دابة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.. أو مصدر في موضع الحال.. أو مفعول لأجله ... أو مفعول به لأن الشكر بمعنى الطاعة على المجاز. (3) أو حال من فاعل لبثوا

الصرف:

وجملة: «تأكل ... » في محلّ نصب حال من دابة الأرض. وجملة: «خرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تبيّنت الجنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كانوا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر أن. والمصدر المؤوّل (أن لو كانوا ... ) في محلّ نصب مفعول به. وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «ما لبثوا ... » لا محلّ لها جواب لو. الصرف: (غدوّها) مصدر غدا يغدو باب نصر وزنه فعول بضمتين وأدغمت واو فعول مع لام الكلمة. (رواحها) ، مصدر راح يروح، وزنه فعال بفتح الفاء. (أسلنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت الألف الساكنة لمجيئها قبل اللام الساكنة. (13) جفان: جمع جفنة اسم للقدر الكبيرة، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزنه جفان فعال بكسر الفاء. (الجواب) ، جمع جابية اسم للحوض الكبير يجمع فيه الماء، وزنه فاعله، ووزن جواب فعال بفتح الفاء. (قدور) جمع قدر، اسم للماعون المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قدور فعول بضمّ الفاء. (راسيات) ، جمع راسية مؤنّث رأس، اسم فاعل من الثلاثيّ رسا وزنه فاع- أعلّت الكلمة بسبب التقاء الساكنين- وزن راسية فاعلة. (شكرا) ، مصدر شكر الثلاثيّ، وزنه فعل بضمّ فسكون.

البلاغة

(14) الأرض: قد يراد بها الأرض المعروفة «1» ، وقد يراد بها مصدر أرض يأرض باب فرح بمعنى أكل من قبل الأرضة وهي حشرات تقرض الخشب، وقد أضيف الدابة إلى المصدر فكأنه قيل دابّة الأكل، ووزن الأرض فعل بفتح فسكون.. والمعنى الأول أولى لأن مصدر الفعل على باب فرح يأتي على فعل بفتحتين ولا يأتي على فعل بفتح فسكون إلّا أن يكون من الباب الأول أو الخامس بمعنى كثر العشب في المكان. (منسأة) ، اسم آلة على وزن مفعلة من الثلاثيّ نسأ بمعنى طرد وزجر، وهو بمعنى العصا لأنها آلة الزجر. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ» . حيث شبه القصاع الكبار بالحياض العظام في سعتها وصخامتها، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فالمشبه والمشبه به كلاهما محسوس. الفوائد - هل الجن يعلمون الغيب؟ ذكر التاريخ أن الجن، في عهد سليمان صلّى الله عليه وسلّم، كانت تخبر الإنس بأنها تعلم الغيب، فدعا سليمان (ص) ربه قائلا: اللهم عمّ على الجن موتي، حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب. وكانت الجن تقول للإنس بأنهم يعلمون ما في غد، ودخل سليمان (ص) المحراب كعادته، وقام يصلي متكئا على عصاه، فمات قائما، وكان للمحراب كوى، فكان الجن يعملون تلك الأعمال الشاقة التي كلفهم بها سليمان (ص) ، وينظرون إليه من الكوى، ويحسبون أنه حي، ولا ينكرون طول احتباسه عن الخروج إلى الناس، لعادته في ذلك، وطول صلاته. فمكثوا بعد موته زمنا

_ (1) انظر الآية (22) من سورة البقرة.

[سورة سبإ (34) : الآيات 15 إلى 18]

طويلا، حتى أكلت الأرضة عصا سليمان، فخرّ ميتا، فعلموا بموته فعند ذلك علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في التعب والشقاء مسخرين لسليمان وهو ميت ويظنونه حيا. ذكر أهل التاريخ أن سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة وبقي في الملك مدة أربعين سنة، وشرع في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من ملكه، وتوفي وهو ابن ثلاث وخمسين. [سورة سبإ (34) : الآيات 15 الى 18] لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (18) الإعراب: (الام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لسبأ) متعلّق بخبر كان (في مسكنهم) متعلّق بحال من آية (جنتان) بدل من آية مرفوع «1» ، (عن يمين) متعلّق بنعت ل (جنّتان) ، (من رزق) متعلّق ب (كلوا) ، (له) متعلّق ب (اشكروا) ، (بلدة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه- أو هي- وكذلك (ربّ) وتقدير المبتدأ المنعم. وجملة: «كان لسبأ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كلوا....» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «اشكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا..

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.

وجملة: « (هذه) بلدة ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: « (المنعم) ربّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. (16) (الفاء) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (بجنّتيهم) متعلّق ب (بدّلناهم) ، (جنّتين) مفعول به ثان عامله بدّلناهم (خمط) نعت لأكل مجرور مثله (أثل) معطوف على أكل بالواو مجرور وكذلك (شيء) ، (من سدر) متعلّق بنعت لشيء، (قليل) نعت لسدر مجرور «1» . وجملة: «أعرضوا ... » معطوفة على جملة القول المقدّر. وجملة: «أرسلنا ... » معطوفة على جملة أعرضوا. وجملة: «بدّلناهم ... » معطوفة على جملة أعرضوا. (17) (ذلك) اسم إشارة مفعول به ثان عامله جزيناهم (ما) حرف مصدري (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر ... والمصدر المؤوّل (ما كفروا) في محلّ جرّ متعلّق ب (جزيناهم) . وجملة: «جزيناهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نجازي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزيناهم. (18) (الواو) عاطفة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله جعلنا (بين) الثاني معطوف على الأول بحرف العطف (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للقرى (فيها) متعلّق ب (باركنا) ، والثاني متعلّق ب (قدّرنا) ، والثالث متعلّق ب (سيروا) ، (ليالي) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سيروا) ، (آمنين) حال منصوبة على فاعل سيروا. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزيناهم.

_ (1) أو نعت لأكل، أو لأثل. [.....]

الصرف:

وجملة: «باركنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «قدّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا. وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. الصرف: (15) سبأ: انظر الآية (22) من سورة النمل. (16) العرم: جمع عرمة زنة كلمة، اسم لما يمسك الماء من بناء وغيره أي السدّ ... أو هو اسم الوادي الذي بني فيه السد، ووزن عرم فعل بفتح فكسر. (ذواتي) ، مثنّى ذوات، وهو اسم مفرد فيه إعلال لأن أصله ذوية- بفتح الذال والواو والياء- وهو مؤنّث ذو الذي أصله ذوي، فلمّا تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصار ذوات، وقد حذفت الواو تخفيفا فأصبح ذات ... وفي التثنية يصحّ ذاتان- على الحذف- وذواتان على الأصل. (خمط) ، اسم لكلّ شجر ذي شوك في طعمه مرارة- وقيل هو شجر الأراك- وقد استعمل اللفظ استعمال الصفة فوصف الأكل به، وزنه فعل بفتح فسكون. (أثل) ، اسم لشجر يشبه الطرفاء لكنّه أعظم منها طولا، فهو اسم جنس، الواحدة أثلة، ووزن أثل فعل بفتح فسكون. (سدر) ، اسم جنس لنبات النبق، وزنه فعل بكسر فسكون. (18) السير: مصدر سار يسير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- المشاكلة: في قوله تعالى «جَنَّتَيْنِ» .

الفوائد

وفن المشاكلة: هو ذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته. فقد سمى البدل جنتين للمشاكلة، وفيه نوع من التهكم بهم. 2- التذييل: في قوله تعالى «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ» الآية. وفن التذييل: قسمان: الأول: ما جرى مجرى المثل، والثاني: ما لم يخرج مخرج المثل، وهو أن تكون الجملة الثانية متوقفة على الأولى في إفادة المراد، أي وهل يجازي ذلك الجزاء المخصوص، ومضمون الجملة الأولى أن آل سبأ جزاهم الله تعالى بكفرهم، ومضمون الجملة الثانية أن ذلك العقاب المخصوص لا يقع إلا للكفور، وفرق بين قولنا جزيته بسبب كذا، وبين قولنا ولا يجزى ذلك الجزاء إلا من كان بذلك السبب، ولتغايرهما يصح أن يجعل الثاني علة للأول، ولكن اختلاف مفهومها لا ينافي تأكيد أحدهما بالآخر للزوم معنى. 3- التنكير: في قوله تعالى «لَيالِيَ وَأَيَّاماً» . في تنكير ليالي وأياما إلماع إلى قصر أسفارهم، فقد كانت قصيرة، لأنهم يرتعون في بحبوحة من العيش، ورغد منه، لا يحتاجون إلى مواصلة الكد، وتجشم عناء الأسفار، للحصول على ما يرفه عيشهم. الفوائد - سبأ وسيل العرم: عن فروة المرادي قال: لما أنزل في سبأ ما أنزل قال رجل: يا رسول الله، وما سبأ أأرض أم امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب. فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة. فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار. فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة. أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن غريب. وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.

[سورة سبإ (34) : آية 19]

قال ابن عباس ووهب وغيرهما: كان لهم سدّ بنته بلقيس، فأمرت بواديهم فسدّ بالصخر والقار بين الجبلين، وجعلت لهم ثلاثة أبواب، بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة ضخمة، وجعلت فيها اثني عشر مخرجا، على عدة أنهار يفتحونها إذا احتاجوا للماء، فإذا جاء المطر، اجتمع عليهم ماء أودية اليمن، فاحتبس السيل من وراء السد، وكانوا يبدءون بالسقاية من الباب الأعلى، ثم الأوسط، ثم الأدنى، فلا ينفد الماء حتى يمتلئ السد من مطر السنة المقبلة. فلما طغوا وكفروا، غضب الله عليهم، وهيّأ أسبابا أدت إلى انهيار سدهم، ففاض الماء، وخربت أرضهم وجنانهم، وغرقوا ومزقوا كل ممزّق، حتى صاروا مثلا عند العرب، يقولون: (ذهبوا أيدي سبأ، وتفرقوا أيادي سبأ) . [سورة سبإ (34) : آية 19] فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) الإعراب: (الفاء) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (باعد) ، (أحاديث) مفعول به ثان بحذف مضاف أي: ذوي أحاديث (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات- أو بنعت لها-. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر «1» . وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «باعد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا «2» .

_ (1) في الآية السابقة (18) (2) أو معطوفة على مقدّر أي: فبطروا النعمة وظلموا.. أو هي حال بتقدير قد.

[سورة سبإ (34) : الآيات 20 إلى 21]

وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلموا. وجملة: «مزّقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة سبإ (34) : الآيات 20 الى 21] وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (صدّق) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) للاستثناء (فريقا) مستثنى منصوب (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (فريقا) . جملة: «صدّق عليهم إبليس....» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّبعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّق. (21) (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (له) متعلّق بخبر كان (عليهم) متعلّق بحال من سلطان (سلطان) اسم كان مجرور لفظا مرفوع محلّا (إلّا) للحصر (لام) للتعليل (نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمن) . والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بسلطان. (ممّن) متعلّق ب (نعلم) بتضمينه معنى نميّز (منها) متعلّق بحال من شك (في شك) متعلّق بخبر المبتدأ هو، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق بالخبر حفيظ.

[سورة سبإ (34) : الآيات 22 إلى 23]

وجملة: «ما كان ... » في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في (اتبعوه) أو من إبليس «1» . وجملة: «نعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الضمر. وجملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «هو منها في شك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «ربّك ... حفيظ» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة سبإ (34) : الآيات 22 الى 23] قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) الإعراب: (من دون) متعلّق بنعت للمفعول الثاني المقدّر لفعل زعمتم أي: زعمتموهم آلهة كائنة من دون الله (في السموات) متعلّق ب (يملكون) «2» وكذلك (في الأرض) فهو معطوف على الأول و (لا) زائدة لتأكيد النفي (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (فيهما) متعلّق بحال من شرك «3» ، (شرك) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (ما له منهم من ظهير) مثل ما لهم فيهما من شرك ... والضمير في

_ (1) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (2) أو بمحذوف نعت لمثقال ذرة. (3) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (لهم) .

(له) يعود على الله، وفي (منهم) يعود على الآلهة. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «زعمتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يملكون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- ليست من مقول القول-. وجملة: «ما لهم ... من شرك» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون. وجملة: «ما له ... من ظهير» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون. (23) (الواو) عاطفة (لا) نافية (عنده) متعلّق ب (تنفع) «1» ، (إلّا) للحصر (لمن) متعلّق بالشفاعة «2» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (حتّى) حرف ابتداء (عن قلوبهم) نائب الفاعل لفعل فزّع (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به لفعل قال «3» ، (الحق) مفعول به لفعل محذوف ... وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف والتقدير: قالوا قال القول الحق (الواو) استئنافيّة (الكبير) خبر ثان للمبتدأ هو.

_ (1) أو متعلّق بحال من الشفاعة. (2) أو هو بدل من المستثنى منه- وإلّا أداة استثناء- بإعادة الجار أي لا تنفع الشفاعة لأحد إلا لمن ... والمستثنى منه المقدّر يجوز أن يكون هو المشفوع له والشافع محذوف يدلّ عليه سياق الكلام أي: لا تنفع الشفاعة لأحد من المشفوع لهم إلّا لمن أذن تعالى للشافعين أن يشفعوا فيه.. ويجوز أن يكون هو الشافع والمشفوع له محذوف أي لا تنفع الشفاعة إلّا لشافع أذن له أن يشفع. (3) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر والعائد محذوف أي قاله ربّكم والجملة الاسميّة مقول القول.

الصرف:

وجملة: «لا تنفع الشفاعة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون. وجملة: «أذن له ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «فزّع عن قلوبهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قال ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (قال) الحقّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو العليّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (شرك) ، اسم بمعنى المشارك أو الشريك من (شركه يشركه) باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين. [سورة سبإ (34) : آية 24] قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) الإعراب: (من) اسم استفهام مبتدأ (من السموات) متعلّق ب (يرزقكم) ، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع خبره محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي: الله رازقكم (الواو) عاطفة (أو) حرف عطف للإبهام (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير المتّصل اسم إنّ (اللام) المزحلقة (على هدى) متعلّق بخبر إنّ (في ضلال) مثل على هدى معطوف عليه ب (أو) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

البلاغة

وجملة: «من يرزقكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يرزقكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «قل (الثانية) ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الله (رازقكم) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا ... لعلى هدى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الله (رازقكم) . البلاغة 1- الاستدراج: في قوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» . حيث استدرج الخصم، واضطره إلى الإذعان والتسليم، والعزوف عن المكابرة واللجاج فإنه لما ألزمهم الحجة، خاطبهم بالكلام المنصف، الذي يقال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك، ونحوه قول الرجل لصاحبه: قد علم الله تعالى الصادق مني ومنك، وإن أحدنا لكاذب. 2- المخالفة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» في هذه الآية مخالفة بين حرفي الجر، فإنه إنما خولف بينهما في الدخول على الحق والباطل، لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركض به حيث شاء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدري أين يتوجه. [سورة سبإ (34) : آية 25] قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) الإعراب: (لا) نافية، والواو في (تسألون) نائب الفاعل (عمّا) متعلّق ب (تسألون) ، والثاني متعلّق ب (نسأل) ، ونائب الفاعل لفعل (نسأل) ضمير مستتر تقديره نحن.

[سورة سبإ (34) : آية 26]

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تسألون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أجرمنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «نسأل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وهو كالأول. [سورة سبإ (34) : آية 26] قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) الإعراب: (بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (يجمع) ، والثاني متعلّق ب (يفتح) ، (بالحقّ) ب (يفتح) بتضمينه معنى يحكم (الواو) استئنافيّة (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجمع ... ربّنا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يفتح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «هو الفتّاح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الفتّاح) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ فتح وزنه فعّال. [سورة سبإ (34) : آية 27] قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) الإعراب: (به) متعلّق ب (ألحقتم) ، (شركاء) حال من العائد

البلاغة

المحذوف أي ألحقتموهم به شركاء «1» ، ممنوع من التنوين لإلحاقه بالاسم الممدود على وزن فعلاء، بضمّ ففتح، (كلّا) حرف حرف ردع وزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (هو) ضمير الجلالة مبتدأ، (الله) خبر مرفوع (العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحكيم) نعت ثان مرفوع. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أروني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ألحقتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «أَرُونِيَ» : لم يرد من «أروني» حقيقته، لأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يراهم ويعلمهم، فهو مجاز وتمثيل. [سورة سبإ (34) : آية 28] وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (كافّة) حال من الناس منصوبة «2» ، (للناس) متعلّق بفعل أرسلناك، واللام بمعنى

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا ثالثا لفعل الرؤية، والرؤية علميّة والمفعول الأول ياء المتكلم، والثاني الموصول. (2) هذا التوجيه ردّه الزمخشري بدعوى عدم جواز مجيء الحال من المجرور المؤخّر عنها ولكنّ بعض النحويين أجازه كابن عطيّة.. وأعربه الزمخشريّ مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته أي: أرسلناك رسالة كافّة للناس أي: عامّة لهم محيطة بهم ... وأجاز الزجاج أن يكون (كافّة) حالا من الكاف في

فوائد

لأجل «1» ، (بشيرا) حال من ضمير المخاطب منصوبة (الواو) عاطفة (لا) نافية. جملة: «ما أرسلناك إلّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. فوائد - تقدّم الحال وتأخّرها: مرتبة الحال بعد صاحبها وبعد عاملها، تقول (جاء أخوك ضاحكا) . ويجوز تقدمها على أحدهما، أو عليهما، فتقول: (جاء ضاحكا أخوك) . أو (ضاحكا جاء أخوك. ولهذا الجواز قيود: 1- تتأخر عن صاحبها وجوبا إذا كانت محصورة، كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ كما تقدم هي وجوبا إذا حصر صاحبها، مثل (ما جاء ضاحكا إلا أنت) وإذا كان صاحبها مضافا إليه فإنها تتأخر وجوبا، مثل (أعجبني موقف أخيك معارضا) ، وإذا كان مجرورا- عند الأكثرين- مثل (مررت بها مسرورة) . 2- وتتأخر عن عاملها وجوبا إذا لم يكن فعلا متصرفا، أو كان اسم تفضيل، مثل: (بئس المرء كاذبا) (أخوك خيركم كريما) ، وكذلك إذا كان عاملها مقترنا بما له الصدارة مثل: لام الابتداء أو لام القسم، مثل (لأنت مصيب موافقا) (لأبقينّ صابرا) ، أو كان صلة ل (ال) أو لحرف مصدري، أو مصدرا مؤولا، مثل: (أنت السيد متواضعا)

_ (أرسلناك) ، والتاء للمبالغة أي جامعا للناس، فهو اسم فاعل من (كفّ) بمعنى جمع.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال على وزن فاعل كالعاقبة، جاء للمبالغة أو بحذف مضاف أي: ذا كافّة. (1) أو متعلّق بكافّة إذا أعرب حالا من كاف الخطاب..

[سورة سبإ (34) : آية 29]

(يعجبني أن تقف محاميا) (يسوءني انقلابك خائنا) . والحال المؤكدة لعاملها، والجملة المقترنة بواو الحال، لا تتقدمان على عاملهما مثل: (ولّى مدبرا) (جئت والشمس مشرقة) . [سورة سبإ (34) : آية 29] وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (29) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الوعد) بدل من الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (كنتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط.. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها اعتراضيّة بين السؤال والجواب.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي الاستفهام قبله. [سورة سبإ (34) : آية 30] قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (30) الإعراب: (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ميعاد (لا) نافية (عنه) متعلّق ب (تستأخرون) ، (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تستأخرون) ، (لا تستقدمون) مثل لا تستأخرون. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكم ميعاد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تستأخرون ... » في محلّ رفع نعت لميعاد- أو في

[سورة سبإ (34) : آية 31]

محلّ جرّ نعت ليوم. وجملة: «لا تستقدمون» معطوفة على جملة لا تستأخرون. [سورة سبإ (34) : آية 31] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بهذا) متعلّق ب (نؤمن) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (بالذي) متعلّق ب (نؤمن) معطوف على (بهذا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (إذا) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى) لتحقّق الرؤية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (موقوفون) ، (إلى بعض) متعلّق ب (يرجع) ، والواو في (استضعفوا) نائب الفاعل (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (لولا) حرف شرط غير جازم (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجودون (اللام) رابطة لجواب لولا. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لو ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لرأيت عجبا.. ومفعول ترى محذوف أي ترى حال الظالمين.

_ (1) أو معطوفة على جملة يقولون في الآية (29) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «الظالمون موقوفون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يرجع بعضهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الظالمون) «1» . وجملة: «يقول الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «لولا أنتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (موقوفون) ، جمع موقوف اسم مفعول من الثلاثيّ وقف، وزنه مفعول. [سورة سبإ (34) : آية 32] قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (عن الهدى) متعلّق ب (صددناكم) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق بفعل صددناكم (بل) للإضراب الانتقاليّ. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (موقوفون) . [.....]

[سورة سبإ (34) : آية 33]

وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «نحن صددناكم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «صددناكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «جاءكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كنتم مجرمين» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة سبإ (34) : آية 33] وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (33) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (قال الذين ... استكبروا) مثل نظيرها المتقدّمة «1» ، (بل) للإضراب (مكر) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره صادّ، «2» (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمكر (أن) حرف مصدري.. والمصدر المؤوّل (أن نكفر ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمروننا. (بالله) متعلّق ب (نكفر) ، (نجعل) معطوف على (نكفر) منصوب

_ (1) في الآية السابقة (32) . (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره سبب كفرنا.. ويجوز أن يكون فاعلا لفعل محذوف تقديره صدّنا..

مثله (له) متعلّق بمفعول به ثان (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (رأوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (في أعناق) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، والواو في (يجزون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بما كانوا ... جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «مكر الليل ... (صدّ) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، ومقول القول محذوف تقديره لم نكن مجرمين بل ... وجملة: «تأمروننا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكفر. وجملة: «أسروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين ... «3» . وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ المحذوف والعائد محذوف. (2) أو معطوفة على جملة قال الذين في الآية (32) السابقة. (3) أو في محلّ نصب حال من الذين استضعفوا واستكبروا.

الصرف:

محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «جعلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأوا ... وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «هل يجزون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق-. وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعملون» وفي محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (الندامة) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ ندم باب فرح، وزنه فعالة بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ندم بفتحتين. [سورة سبإ (34) : الآيات 34 الى 35] وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (34) وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (في قرية) متعلّق ب (أرسلنا) بتضمينه معنى بعثنا (نذير) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) للحصر (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بما) متعلّق ب (كافرون) ، وضمير المخاطب في (أرسلتم) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (أرسلتم) . جملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال مترفوها..» في محلّ نصب حال من قرية «1» .

_ (1) الذي سوّغ مجيء الحال من النكرة كونها في سياق النفي.

[سورة سبإ (34) : آية 36]

وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرسلتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (35) (الواو) عاطفة (أموالا) تمييز منصوب (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) اسم ما (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.. وعلامة الجرّ (الياء) . وجملة: «قالوا....» في محلّ نصب معطوفة على جملة قال مترفوها. وجملة: «نحن أكثر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما نحن بمعذّبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. [سورة سبإ (34) : آية 36] قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36) الإعراب: (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) نافية ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ ربّي يبسط ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبسط..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «لكنّ أكثر الناس..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «لا يعلمون..» في محلّ رفع خبر لكن.

[سورة سبإ (34) : آية 37]

[سورة سبإ (34) : آية 37] وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفيّ (التي) اسم موصول محله القريب الجرّ ومحلّه البعيد النصب خبر ما (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بحال من (زلفى) وهو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، منصوب (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (صالحا) مفعول مطلق منصوب «1» نائب عن المصدر فهو صفته (الفاء) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جزاء (ما) حرف مصدريّ «2» ، (الواو) عاطفة (في الغرفات) متعلّق ب (آمنون) . جملة: «ما أموالكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تقرّبكم..» لا محلّ لها صلة الموصول التي. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: «أولئك لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لهم جزاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما عملوا ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بجزاء.

_ (1) أو مفعول به منصوب. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة صلة الموصول.

الصرف:

وجملة: «هم ... آمنون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. الصرف: (زلفى) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ زلف باب نصر وزنه فعلى بضمّ فسكون بمعنى القربة، وثمّة مصدران آخران هما الزلف بفتح فسكون، والزلف بفتحتين. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى» . التفات من الغيبة إلى الخطاب، بكلام مستأنف من جهته عز وجل، خوطب به الناس بطريق التلوين والالتفات، مبالغة في تحقيق الحق وتقرير ما سبق. [سورة سبإ (34) : الآيات 38 الى 39] وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في آياتنا) متعلّق ب (يسعون) بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا (معاجزين) حال منصوبة من فاعل يسعون (في العذاب) متعلّق بالخبر محضرون «1» . جملة: «الذين يسعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك في العذاب....» في محلّ رفع خبر المبتدأ. الذين. (قل إنّ ربّي ... يشاء) مرّ إعرابها «2» ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي:

_ (1) يجوز أن يتعلّق بخبر محذوف، ومحضرون خبر ثان. (2) في الآية (36) من هذه السورة.

[سورة سبإ (34) : آية 40]

من يشاء رزقه من عباده (له) متعلّق ب (يقدر) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أنفقتم) في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) متعلّق بحال من ما «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط و (الواو) حاليّة أو عاطفة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ ربّي يبسط» . في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يبسط....» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط. وجملة: «أنفقتم..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «هو يخلفه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يخلفه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «هو خير ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة هو يخلفه «2» . [سورة سبإ (34) : آية 40] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (جميعا) حال منصوبة من ضمير الغائب في (يحشرهم) ، (للملائكة) متعلّق ب (يقول) و (الهمزة) للاستفهام (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (يعبدون) . جملة: « (اذكر) يوم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحشرهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو تمييز له. (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل يخلفه.

[سورة سبإ (34) : الآيات 41 إلى 44]

وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم. وجملة: «هؤلاء ... كانوا» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كانوا يعبدون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) . وجملة: «يعبدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة سبإ (34) : الآيات 41 الى 44] قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (42) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (43) وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) الإعراب: (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من دونهم) متعلّق بحال من ضمير المتكلّم في وليّنا «1» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (بهم) متعلّق ب (مؤمنون) . وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (نسبّح) سبحانك..» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «أنت وليّنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كانوا يعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعبدون الجنّ ... » في محلّ نصب خبر كانوا..

_ (1) المضاف إليه هنا معمول للمضاف فهو مفعوله، فجاز مجيء الحال منه.

وجملة: «أكثرهم بهم مؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- (42) (الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملك) المنفيّ (لا) نافية (لبعض) متعلّق ب (يملك) بتضمينه معنى يقدّم «1» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (للذين) متعلّق ب (نقول) ، (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للنار (بها) متعلّق ب (تكذّبون) . وجملة: «لا يملك بعضكم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا ... وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملك. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم بها تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «تكذّبون..» في محلّ نصب خبر كنتم. (43) (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى) ، (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (بيّنات) حال منصوبة من آياتنا (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (رجل) خبر هذا مرفوع (أن) حرف مصدريّ (عمّا) متعلّق ب (يصدّكم) ، واسم (كان) ضمير مستتر وجوبا يعود على (آباؤكم) ، ففي الكلام تنازع. والمصدر المؤوّل (أن يصدّكم..) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد. (ما هذا إلّا إفك) مثل ما هذا إلّا رجل (مفترى) نعت لإفك مرفوع (للحقّ) متعلّق ب (قال) بتضمينه معنى فعل يتعدّى باللام «2» ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر (إن) حرف نفي

_ (1) أو متعلّق بحال من (نفعا) . [.....] (2) أو هي بمعنى (في) أي قالوا في الحقّ أي في أمره..

(إلّا) للحصر (سحر) خبر هذا مرفوع. وجملة: «تتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما هذا إلّا رجل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع نعت لرجل. وجملة: «يصدّكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كان يعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعبد آباؤكم ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا: (الأولى) . وجملة: «ما هذا إلا إفك..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال الذين....» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف أي لمّا جاء الحقّ قال الذين كفروا ... وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. (44) (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كتب) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان (ما) مثل الأولى (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا) (نذير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله أرسلنا. وجملة: «ما آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدرسونها ... » في محلّ جرّ- أو نصب- نعت لكتب. وجملة: «أرسلنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آتيناهم.

البلاغة

البلاغة التكرير: في قوله تعالى «وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ» . ففي تكرير الفعل وهو قولهم، والتصريح بذكر الكفرة، وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه، وما في «لما» من المسارعة إلى البت بهذا القول الباطل، إنكار عظيم له وتعجيب بليغ منه، وذلك للدلالة على مدى السخط عليهم، والزراية بأقدارهم، والتعجب من ارتكاس عقولهم، ونبوها عن الحق، وطمسها لمعالمه. [سورة سبإ (34) : آية 45] وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (45) الإعراب: (الواو) عاطفة (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (الواو) حاليّة (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والمفعول الثاني لفعل آتيناهم محذوف (الفاء) عاطفة في الموضعين (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمراعاة فواصل الآيات ... جملة: «كذّب الذين من قبلهم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . وجملة: «ما بلغوا ... » في محلّ نصب حال «2» . وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب الذين ...

_ (1) في الآية السابقة (44) . (2) يجوز أن تكون اعتراضيّة فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «كان نكير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي: لمّا كذّبوا رسلي جاءهم إنكاري بالعقوبة فكيف كان نكير.. أي: كان إنكاري في محلّه. الصرف: (معشار) ، اسم بمعنى العشر أو عشر العشر، وقال بعضهم لفظ يعادل عشر العشير- والعشير هو عشر العشر- وزنه مفعال، لم يبق من ألفاظ العدد على هذا الوزن غيره وغير المرباع. [سورة سبإ (34) : آية 46] قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (46) الإعراب: (بواحدة) متعلّق ب (أعظكم) بتضمينه معنى أوصيكم (أن) حرف مصدريّ ونصب (لله) متعلّق ب (تقوموا) . والمصدر المؤوّل (أن تقوموا) في محلّ جرّ بدل من واحدة «1» . (مثنى) حال منصوبة من فاعل تقوموا (تتفكّروا) منصوب معطوف على تقوموا (ما) نافية (بصاحبكم) متعلّق بخبر مقدّم (جنّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (لكم) متعلّق بالخبر نذير «2» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بنذير «3» وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّما أعظكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تقوموا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تتفكّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقوموا..

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لواحدة. (2، 3) أو متعلّق بنعت محذوف لنذير.

البلاغة

وجملة: «ما بصاحبكم من جنّة..» في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي. وجملة: «إن هو إلّا نذير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. البلاغة الطباق: في قوله تعالى «مَثْنى وَفُرادى» . طباق بديع، أتى به احترازا من القيام جماعة، لأن في الاجتماع تشويشا للخواطر، وعمى للبصائر، دون التأمل والاستغراق في التفكير، أما قيامهم مثنى وفرادى فيتيح لهم أن يفكروا ويعملوا الروية، فإن تبين الحق للاثنين جنح كل فرد إلى إعمال رأيه. [سورة سبإ (34) : آية 47] قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) الإعراب: (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم ثان (سألتكم) في محلّ جزم فعل الشرط (من أجر) متعلّق بحال من ما «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ هو (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (على الله) متعلّق بخبر المبتدأ أجري (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر شهيد. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما سألتكم من أجر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هو لكم..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن أجري إلّا على الله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول للبيان.

_ (1) أو هو تمييز (ما) .

[سورة سبإ (34) : آية 48]

وجملة: «هو ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. [سورة سبإ (34) : آية 48] قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (48) الإعراب: (بالحقّ) متعلّق ب (يقذف) و (الباء) سببيّة «1» ، (علّام) خبر ثان مرفوع. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يقذف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة سبإ (34) : آية 49] قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (49) الإعراب: (الواو) عاطفة- أو اعتراضيّة- والثانية عاطفة (ما) نافية في الموضعين، وفاعل (يعيد) يعود على الباطل. جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاء الحقّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما يبدئ الباطل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاء الحقّ «2» . وجملة: «ما يعيد..» معطوفة على جملة ما يبدئ، تأخذ إعرابها.

_ (1) أو متعلّق بحال من مفعول يقذف المقدّر و (الباء) للملابسة.. ويجوز أن تكون (الباء) للاستعانة فيتعلّق ب (يقذف) أي: يقذف الباطل بالحقّ، أو (الباء) زائدة والفعل مضمّن معنى يلقي أو يرسل كقوله ولا تلقوا بأيديكم.. أو يضمّن الفعل معنى يحكم ويقضي.. (2) أو اعتراضيّة إذا لم يكن الكلام من مقول القول، أو اسم موصول والعائد محذوف.

البلاغة

البلاغة الكناية: في قوله تعالى «وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ» . أي ذهب واضمحل، بحيث لم يبق له أثر، مأخوذ من هلاك الحي، وأنه إذا هلك لم يبق له إبداء- أي فعل ابتداء- ولا إعادة- أي فعله ثانيا- كما يقال: لا يأكل ولا يشرب، أي ميت. فالكلام كناية عما ذكر، أو مجاز متفرع على الكناية. [سورة سبإ (34) : آية 50] قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) الإعراب: (ضللت) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على نفسي) متعلّق ب (أضلّ) ، (اهتديت) مثل ضللت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ (إليّ) متعلّق ب (يوحي) . والمصدر المؤوّل (ما يوحي..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره اهتدائي. جملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن ضللت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّما أضلّ....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن اهتديت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضللت. وجملة: «يوحي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: « (يوحي) ربّي (اهتدائي) » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّه سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-

[سورة سبإ (34) : الآيات 51 إلى 54]

[سورة سبإ (34) : الآيات 51 الى 54] وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (إذ) ظرف أستعير للمستقبل متعلّق ب (ترى) «1» ، ومفعول ترى محذوف تقديره حالهم (الفاء) تعليليّة (لا) نافية للجنس (فوت) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف أي لا فوت لهم (الواو) عاطفة (من مكان) متعلّق ب (أخذوا ... ) . جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما.. وجملة: «فزعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا فوت (لهم) ..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أخذوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا. (52) (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) اعتراضيّة (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفية- وفيه معنى كيف- متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ التناوش (لهم) متعلّق بحال من التناوش، والعامل فيها الاستقرار. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا.. وجملة: «آمنّا به ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنّى لهم التناوش ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.

_ (1) لتحقّق الوقوع..

(53) (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (به) متعلّق ب (كفروا) ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضّمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) عاطفة (بالغيب) متعلّق ب (يقذفون) بتضمينه معنى يرجمون أو يرمون (من مكان) متعلّق ب (يقذفون) . وجملة: «كفروا ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (به) أو من الفاعل في (قالوا) . وجملة: «يقذفون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كفروا.. (54) (الواو) عاطفة في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل (حيل) ضمير مستتر يعود على مصدر الفعل أي حيل الحول «1» (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (حيل) ، (بين) الثاني معطوف على الأول (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، (ما) الثاني كذلك (بأشياعهم) متعلّق ب (فعل) ، (كما) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله حيل أي حيل حولا كالذي فعلناه بأشياعهم (من قبل) مثل الأول، متعلّق بنعت لأشياعهم «2» ، (في شكّ) متعلّق بخبر كانوا ... وجملة: «حيل بينهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا.. وجملة: «يشتهون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «فعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانوا في شكّ..» في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو نائب الفاعل هو الظرف، وحينئذ يكون مبنيّا على الفتح في محلّ رفع. (2) أو متعلّق ب (فعل) .

الصرف:

الصرف: (فوت) ، مصدر سماعيّ لفعل فات يفوت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو فوات زنة فعال بفتح الفاء. (52) التناوش: مصدر قياسيّ للخماسيّ تناوش، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين.. معناه التناول والتطاعن بالرماح وغيرهما.. وقيل بمعنى الرجعة أو التوبة. (54) حيل: فيه إعلال بالقلب أصله حول بضمّ الحاء وكسر الواو- الألف في حال أصلها واو- ثمّ نقلت حركة الواو إلى الحرف قبلها لثقلها على الواو- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. (أشياعهم) ، جمع شيع زنة فعل بكسر ففتح، وشيع جمع شيعة.. انظر الآية (65) من سورة الأنعام ووزن أشياع أفعال ... البلاغة التمثيل: في قوله تعالى «وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» . والمراد تمثيل حالهم، في الاستخلاص بالايمان، بعد ما فات عنهم وبعد، بحال من يريد أن يتناول الشيء، بعد أن بعد عنه وفات، في الاستحالة. فوائد - أوجه مخالفة (لا) النافية للجنس ل (إنّ) : تخالف (لا) النافية للجنس (إن) في سبعة أوجه هي: 1- لا تعمل (لا) إلا في النكرات، مثل (لا كاذب محبوب) ، بخلاف إن 2- يكون اسمها مبنيا، إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف، كقوله تعالى: يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ. 3- أن ارتفاع خبرها عند إفراد اسمها نحو: (لا رجل قائم) بما كان مرفوعا به قبل دخولها، لا بها. وهذا القول لسيبويه وخالفه الأخفش والأكثرون، ولا خلاف بين البصريين في أن ارتفاعه بها إذا كان اسما عاملا.

4- أن خبرها لا يتقدم على اسمها قبل مضي الخبر وبعده. 5- أنه يجوز مراعاة محلها مع اسمها، قبل مضي الخبر وبعده، فيجوز رفع النعت والمعطوف عليه، نحو (لا رجل ظريف فيها) و (لا رجل وامرأة فيها) . 6- يجوز إلغاؤها إذا تكررت، نحو (لا حول ولا قوة إلا بالله) . ولك فتح الاسمين ورفعهما والمخالفة بينهما. 7- أنه يكثر حذف خبرها، كما في الآية التي نحن بصددها (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) أي فلا فوت لهم، وكذلك قوله تعالى قالُوا: لا ضَيْرَ أي لا ضير علينا، وتميم لا تذكر الخبر حينئذ. انتهت سورة «سبأ» ويليها سورة «فاطر»

سورة فاطر

سورة فاطر آياتها 45 آية [سورة فاطر (35) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الإعراب: (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (جاعل) نعت ثان للفظ الجلالة مجرور (رسلا) مفعول به لاسم الفاعل جاعل «1» ، (أولي) نعت ل (رسلا) منصوب، وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (مثنى) نعت لأجنحة مجرور، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف، ممنوع من الصرف، صفة معدولة، وكذلك (ثلاث، رباع) ، (في الخلق) متعلّق ب (يزيد) «2» ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير) .

_ (1) يجوز أن يكون حالا إذا فسّر (جاعل) بمعنى خالق. (2) أو هو في موضع المفعول الثاني.

البلاغة

جملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يزيد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ الله.. قدير ... » لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة معنى الزيادة: في قوله تعالى «يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ» : خير ما قيل في هذه الآية، ما أورده الزمخشري في كشافه: «والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق، من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام في الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأي، وجراءة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأنّ في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف» . الفوائد 1- مفعل وفعال. تصاغ من الأعداد من واحد إلى عشرة صيغتان ممنوعتان من الصرف هما: مفعل وفعال. فنقول: موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث.. إلخ. وسبب المنع أن هذه الأعداد صفات معدولة. 2- قوله تعالى جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ وقوله تعالى في سورة النساء فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ: قال النحاة والمفسرون: (الواو) بمعنى (أو) ، لكن ابن هشام عقّب على قولهم بقوله: لا يعرف ذلك في اللغة، وإنما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين. وأما الآية فقال أبو طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني، في كتابه المسمّى ب «الرسالة المعربة عن شرف الإعراب» : القول فيها بأن الواو بمعنى (أو) عجز عن درك الحق، فاعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، وهو الأصول كقوله تعالى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً

[سورة فاطر (35) : آية 2]

وقسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، وإنما يراد به الانفراد، لا الاجتماع، وهو الأعداد المعدولة، كآية النساء وآية فاطر الآنفتي الذكر. وقال: أي منهم جماعة ذوو جناحين، وجماعة ذو وثلاثة ثلاثة، وجماعة ذو وأربعة أربعة فكل جنس مفرد بعدد. [سورة فاطر (35) : آية 2] ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) الإعراب: (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفتح) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (للناس) متعلّق ب (يفتح) ، (من رحمة) متعلّق بحال من (ما) «1» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (لها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (ما يمسك فلا مرسل له) مثل ما يفتح.. فلا ممسك لها (من بعده) متعلّق بالخبر المحذوف «2» ، (الواو) استئنافيّة (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «يفتح الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا ممسك لها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يمسك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يفتح. وجملة: «لا مرسل له ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو تمييز له. [.....] (2) لم يعلّق الظرف باسم الفاعل (مرسل) ، لأن اسم (لا) النافية للجنس المبنيّ لا يعمل وهو الرأي الغالب- ولكن يتسامح بالظرف ما لا يتسامح بغيره، فلا مانع من التعليق باسم الفاعل.

[سورة فاطر (35) : الآيات 5 إلى 7]

(أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (تؤفكون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة النداء: «يأيّها..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هل من خالق غير الله..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرزقكم..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «لا إله إلّا هو..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تؤفكون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا هو الحقّ فأنّى تؤفكون ... (4) - (الواو) عاطفة (الفاء) لربط الجواب بالشرط (قد) حرف تحقيق (رسل) نائب الفاعل مرفوع (من قبلك) متعلّق بنعت لرسل «2» ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (ترجع) ، (الأمور) نائب الفاعل مرفوع. وجملة: «يكذّبوك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء. وجملة: «كذّبت رسل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ترجع الأمور..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يكذّبوك. [سورة فاطر (35) : الآيات 5 الى 7] يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)

_ (1) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ خالق. (2) أو متعلّق ب (كذّبت) .

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الناس) مرّ إعرابها «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تغرّنكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، ومثله (يغرّنكم) ، (بالله) متعلّق ب (يغرنّكم) ، و (الباء) سببيّة بحذف مضاف أي بسبب حلم الله. جملة: «يأيّها الناس..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ وعد الله حقّ ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تغرنّكم الحياة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبهوا فلا تغرّنكم ... «2» . وجملة: «لا يغرّنّكم بالله الغرور..» معطوفة على جملة لا تغرّنّكم الحياة ... (6) (لكم) متعلّق بحال من عدو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عدوّا) مفعول به ثان منصوب، (من أصحاب) متعلّق بخبر يكونوا. وجملة: «إنّ الشيطان لكم عدوّ..» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: «اتّخذوه..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيتم ذلك فاتّخذوه.. أو إن أردتم النجاة من النار فاتّخذوه.. وجملة: «يدعو....» لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعو) .

_ (1) في الآية (3) من هذه السورة. (2) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الفوز بوعد الله فلا تغرّنّكم الحياة.

[سورة فاطر (35) : آية 8]

(7) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم في الموضعين للمبتدأين عذاب ومغفرة (أجر) معطوف على مغفرة بالواو مرفوع. وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: «كفروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «لهم عذاب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني. [سورة فاطر (35) : آية 8] أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره كمن هداه الله (له) متعلّق ب (زيّن) ، (سوء) نائب الفاعل مرفوع (حسنا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تذهب) ، (حسرات) مصدر في موضع الحال منصوب «1» ، وعلامة النصب الكسرة (ما) حرف مصدريّ «2» .

_ (1) أو مفعول لأجله منصوب. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بعليم، والعائد محذوف.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (ما يصنعون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بعليم. جملة: «من زيّن له سوء..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «زيّن له سوء..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «رآه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.. وجملة: «إنّ الله يضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «يضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: «لا تذهب نفسك..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عذّبوا فلا تذهب ... وجملة: «إنّ الله عليم..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يصنعون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . البلاغة فن الإيغال: في قوله تعالى «فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ» . وفن الإيغال، هو الإتيان بكلام يعتبر بمثابة التتمة لكلام سبقه احتياطا، فقد أقسم الله بحياة الرسول أكثر من مرة على أن الذين أعرضوا عنه وخالفوه قد تجاوزوا كل حدّ بإعراضهم، ودللوا على أنهم مفرطون في الغباوة، موغلون في الضلال، كما قال تعالى في أكثر من موضع «لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ» وقوله أيضا «وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ» [سورة فاطر (35) : آية 9] وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة «1» ، (إلى بلد) متعلّق ب (سقناه) ، (به) متعلّق ب (أحيينا) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أحيينا) ، وهو للزمان (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور) . جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسل..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تثير ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول «2» . وجملة: «سقناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير. وجملة: «أحيينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سقناه.. وجملة: «كذلك النشور..» لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق. البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى «وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ» . التفاتان: الأول: حيث أخبر بالفعل المضارع عن الماضي، فقد قال: «فتثير» مضارع، وما قبله وما بعده ماض، ليحكي الحال التي تقع فيها إثارة الرياح السحاب، وتستحضر تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الربانية وهكذا يفعلون بفعل فيه نوع تمييز وخصوصية، بحال تستغرب، أو تهمّ المخاطب، أو غير ذلك. والالتفات الثاني: في قوله «فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا» . ولو جرى على نمط الكلام لقال فسقى وأحيا، ولكنه عدل بهما عن لفظ الغيبة إلى لفظ التكلم، وهو أدخل في الاختصاص وأدل عليه. وإنما عبر بالماضيين بعد

_ (1) وفي (سقناه) التفات من الغيبة إلى المتكلّم. (2) والعائد محذوف أي تثير الرياح بإرادته.

[سورة فاطر (35) : آية 10]

المضارع للدلالة على التحقق. 2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَذلِكَ النُّشُورُ» . تشبيه مرسل، لوجود الأداة، أي كمثل إحياء الموات نشور الأموات، في صحة المقدورية، أو في كيفية الإحياء. [سورة فاطر (35) : آية 10] مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) الإعراب: (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ العزّة (جميعا) حال منصوبة من العزّة الثاني أي في الدنيا والآخرة (إليه) متعلّق ب (يصعد) ، (الواو) عاطفة (العمل) مبتدأ مرفوع «1» ، وفاعل (يرفعه) ضمير يعود على لفظ الجلالة «2» ، وضمير الغائب يعود على العمل (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (السيّئات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» ، أي يمكرون المكرات السيّئات (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يبور. جملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان يريد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

_ (1) أو معطوف على الكلم، وجملة يرفعه حال من العمل، أو استئناف بيانيّ. (2) أو يعود على العمل، وضمير الغائب يعود على الكلم الطيّب. (3) وإذا ضمّن الفعل (يمكرون) معنى يكسبون، فالسيّئات مفعول به.

البلاغة

وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «لله العزّة ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: من كان يريد العزّة فليطلبها من عند الله. وجملة: «يصعد..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «العمل الصالح يرفعه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصعد «1» . وجملة: «يرفعه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (العمل) . وجملة: «الذين يمكرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان.. وجملة: «يمكرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم عذاب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «مكر أولئك..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هو يبور..» في محلّ رفع خبر المبتدأ «مكر» . وجملة: «يبور» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ» . صعود الكلم إليه تعالى مجاز مرسل عن قبوله بعلاقة اللزوم، أو استعارة بتشبيه القبول بالصعود، ويجوز أن يجعل الكلم مجازا عما كتب فيه بعلاقة الحلول. [سورة فاطر (35) : الآيات 11 الى 12] وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)

_ (1) يجوز أن تكون حالا من الكلم.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من تراب) متعلّق ب (خلقكم) ، وكذلك (من نطفة) فهو معطوف على الأول (أزواجا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما) نافية (أنثى) مجرور لفظا ومرفوع محلّا فاعل تحمل (إلّا) للحصر (بعلمه) متعلّق بحال من أنثى أي: إلّا متلبّسة بعلمه أو إلّا معلوما حملها له (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (معمّر) مجرور لفظا مرفوع محلّا نائب الفاعل، ونائب الفاعل لفعل (ينقص) ضمير يعود على معمّر (من عمره) متعلّق ب (ينقص) ، (إلّا في كتاب) مثل إلّا بعلمه، والحال من معمّر أو من عمر (على الله) متعلّق ب (يسير) . جملة: «الله خلقكم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «جعلكم..» في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: «تحمل من أنثى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تضع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل. وجملة: «يعمر من معمّر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل أو على الاستئناف. وجملة: «ينقص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعمّر. وجملة: «إنّ ذلك.. يسير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة (12) (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (ما) نافية (سائغ) خبر آخر

الصرف:

مرفوع «1» ، (شرابه) فاعل لاسم الفاعل سائغ، (من كلّ) متعلّق ب (تأكلون) ، (فيه) متعلّق بمواخر «2» ، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا) ... والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مواخر) . وجملة: «ما يستوي البحران ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هذا عذب ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «هذا ملح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا عذب. وجملة: «تأكلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يستوي.. «3» . وجملة: «تستخرجون ... » معطوفة على جملة تأكلون تأخذ إعرابها. وجملة: «تلبسونها..» في محلّ نصب نعت لحلية. وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تبتغوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لعلّكم تشكرون..» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون.. وجملة: «تشكرون..» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (معمّر) ، اسم مفعول من الرباعيّ عمّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.

_ (1) أو هو خبر مقدّم للمبتدأ (شرابه) والجملة خبر هذا.. [.....] (2) أو متعلّق ب (ترى) . (3) أو معطوفة على جملة الحال في محلّ نصب.

البلاغة

البلاغة 1- الكلام المتسامح فيه: في قوله تعالى «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ» . الإنسان إما معمر أي طويل العمر: أو منقوص العمر، أي قصير، فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال، ولذلك صح قوله «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ» ، فهذا من الكلام المتسامح فيه، ثقة في تأويله بأفهام السامعين، واتكالا على تسديدهم معناه بعقولهم، وأنه لا يلتبس عليهم إحالة الطول والقصر في عمر واحد، وعليه كلام الناس المستفيض. يقولون: لا يثيب الله عبدا ولا يعاقبه إلا بحق. وما تنعمت بلدا ولا اجتويته إلا قل فيه ثوائي، أي: كرهت المقام به. 2- التمثيل: في قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ» . ويسميه بعضهم الاستعارة التمثيلية، وهو تركيب استعمل في غير موضعه، لعلاقة المشابهة، وليس فيه ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه. وهذا مثال يوضحه، وهو قولهم: «أنت تضرب في حديد بارد» فقد شبهت حال من يلح في الحصول على شيء يتعذر تحقيقه، بحال من يضرب حديدا باردا، بجامع أن كلّا منهما يكون عملا لا يرجى من ورائه أثر وليس في هذا التركيب ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه، فهو إذن استعارة تمثيلية، لأنه تركيب استعمل في غير ما وضع له، والمشابهة ظاهرة بين المعنيين المجازي والحقيقي. وهذا النوع يكثر في الأمثال السائرة النثرية والشعرية، كقولهم: «إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا» يضرب لمن يتطاول عليك، أو للقوي يقع فيمن هو أقوى منه وأعنف. والمخاطب لم يكن ريحا ولم يلاق إعصارا. [سورة فاطر (35) : الآيات 13 الى 14] يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)

الإعراب:

الإعراب: (في النهار) متعلّق ب (يولج) ، وكذلك (في الليل) ، وفاعل يولج في الموضعين، وفاعل (سخر) يعود على الله (لأجل) متعلّق ب (يجري) ، والإشارة في (ذلكم) إلى المتّصف بالصفات السابقة، مبتدأ خبره الأول الله، وخبره الثاني ربّكم (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك.. والجملة خبر ثالث (الواو) عاطفة (من دونه) حال من مفعول تدعون المقدّر (ما) نافية (قطمير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به. جملة: «يولج الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يولج النهار ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كلّ يجري..» في محلّ نصب حال من الشمس والقمر. وجملة: «يجري..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) «1» . وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الذين تدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم الله. وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما يملكون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . (14) (لا) نافية (يسمعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط (لو) حرف شرط

_ (1) جاء (كلّ) مبتدأ على نيّة الإضافة أي كلّ واحد منهما، فالتنوين فيه عوض من كلمة.

الصرف:

غير جازم (ما) نافية (لكم) متعلّق ب (استجابوا) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكفرون) ، وكذلك (بشرككم) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية ... وجملة: «تدعوهم ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يسمعوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «سمعوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة تدعوهم. وجملة: «ما استجابوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يكفرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعوهم. وجملة: «لا ينبّئك مثل خبير..» لا محلّ لها استئنافيّة.. الصرف: (قطمير) ، اسم لما يغلّف نواة التمر من قشر.. أو هو شقّ النواة- وهو اختيار المبرّد- وزنه فعليل. فوائد من أنواع (لو) : من أنواع (لو) ما لا يعقل فيه بين الجزأين ارتباط مناسب، وهو قسمان: 1- ما يراد فيه تقرير الجواب، وجد الشرط أو فقد، ولكنه مع فقده أولى. وذلك كالأثر عن عمر رضي الله عنه: «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» فإنه يدل على تقرير عدم العصيان على كل حال، وعلى أن انتفاء المعصية مع ثبوت الخوف أولى، وإنما لم تدل على انتفاء الجواب لأمرين: أحدهما: أن دلالتها على ذلك إنما هو من باب مفهوم المخالفة. وفي هذا الأثر دل مفهوم الموافقة على عدم المعصية، لأنه إذا انتفت المعصية عند عدم الخوف فعند الخوف أولى، وإذا تعارض هذان المفهومان قدم مفهوم الموافقة. الثاني: لما فقدت المناسبة انتفت العلّيّة، فلم يجعل عدم الخوف علة عدم المعصية، فعلمنا أن عدم المعصية، معلل بأمر آخر، وهو الحياء والإعظام، وذلك مستمر مع الخوف، فيكون عدم المعصية عند عدم الخوف مستندا إلى ذلك السبب

[سورة فاطر (35) : الآيات 15 إلى 18]

وحده، وعند الخوف مستندا إليه فقط، أو إليه وإلى الخوف. وعلى ذلك تتخرج آية لقمان وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ لأن العقل يجزم بأن الكلمات إذا لم تنفد مع كثرة هذه الأمور فلأن لا تنفد مع قلتها أولى. وكذا في الآية التي نحن بصددها وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ لأن عدم الاستجابة عند عدم السماع أولى، وكذا وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا فإن التولي عند عدم الإسماع أولى. 2- أن يكون الجواب مقررا على كل حال، من غير تعرض لأولوية، نحو (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) ، فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة أخرى مستمرة على التقديرين، والمقصود في هذا القسم تحقيق ثبوت الثاني، وأما الامتناع في الأول فإنه وإن كان حاصلا لكنه ليس المقصود. ويتضح من خلال ذلك فساد قول القائل بأن (لو) حرف امتناع لامتناع، وأن العبارة الجيدة قول سيبويه رحمه الله «حرف لما كان سيقع لوقوع غيره» . [سورة فاطر (35) : الآيات 15 الى 18] يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) الإعراب: (يا أيها الناس) مرّ إعرابها «1» ، (إلى الله) متعلّق بالفقراء (هو) ضمير فصل (الغنيّ) خبر المبتدأ الله. جملة: «يا أيها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (3) من هذه السورة.

وجملة: «أنتم الفقراء ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «الله.. الغنيّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. (16) (بخلق) متعلّق ب (يأت) .. وجملة: «يشأ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء. وجملة: «يذهبكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يأت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم. (17) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (على الله) متعلّق بعزيز (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: «ما ذلك.. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ. (18) (الواو) عاطفة (لا) نافية (وازرة) فاعل مرفوع على حذف موصوف أي نفس وازرة (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلى حذف موصوف أي نفس أخرى (مثقلة) فاعل تدع وعلى حذف موصوف أي نفس مثقلة (إلى حملها) متعلّق ب (تدع) ، ومفعول تدع محذوف أي تدع نفس نفسا (لا) نافية (يحمل) مضارع مجزوم جواب الشرط مبنيّ للمجهول (منه) متعلّق ب (يحمل) ، (شيء) نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) ضمير يعود على المدعو المفهوم من سياق الكلام (ذا) خبر كان منصوب «1» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) حال من المفعول- أو الفاعل- (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (تزكّى) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق بحال من فاعل يتزكّى (الواو) عاطفة (إلى الله) خبر مقدّم....

_ (1) أجاز العكبريّ أن يكون حالا من فاعل كان التامّة.

الصرف:

وجملة: «لا تزر وازرة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ. وجملة: «تدع مثقلة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ. وجملة: «لا يحمل منه شيء..» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كان ذا قربى ... » في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «إنّما تنذر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخشون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «من تزكّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما تنذر ... وجملة: «تزكّى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يتزكى ... » في محلّ جزم جواب الشرط.. وجملة: «إلى الله المصير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من تزكّى. الصرف: (18) مثقلة: مؤنّث مثقل، اسم مفعول من الرباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (حملها) ، اسم لما يحمل، الجمع أحمال زنة أفعال حمولة زنة فعولة بضمّ الفاء. البلاغة 1- المبالغة: في قوله تعالى «أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ» . عرّف الفقراء للمبالغة في فقرهم، كأنهم لكثرة افتقارهم، وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب، وأن افتقار سائر الخلائق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم. ولذلك قال تعالى «وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً» .

[سورة فاطر (35) : الآيات 19 إلى 23]

2- جناس الاشتقاق: في قوله تعالى «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» . فالجناس بين تزر ووازرة ووزر. والوزر كما في المصباح الإثم. والوزر الثقل أيضا ومنه يقال وزر يزر من باب وعد إذا حمل الإثم. [سورة فاطر (35) : الآيات 19 الى 23] وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الخمسة «1» ، (الظلمات، النور الظل، الحرور) ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الأعمى والبصير كلّ بما يقابله (ما) مثل الأولى (الأموات) معطوف على الأحياء (ما) الثالثة نافية عاملة عمل ليس (مسمع) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من. (إن) نافية (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ أنت. جملة: «ما يستوي الأعمى..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يستوي الأحياء..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّ الله يسمع..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسمع من يشاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يشاء..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) قيل الزوائد قبل (النور، الحرور، الأموات) ، وغير زوائد قبل (الظلمات، الظلّ) لأنهما فاعلان لفعلين محذوفين.

الصرف:

وجملة: «ما أنت بمسمع..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله يسمع. وجملة: «إن أنت إلّا نذير..» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- الصرف: (الحرور) ، مصدر حرّ يحرّ باب ضرب وباب نصر وهو اشتداد حرّ الشمس وغيره، أو هو اسم للريح الحارة. قال أبو عبيدة: أخبرنا رؤبة أن الحرور بالنهار والسموم بالليل- واللفظ مؤنّث وزنه فعول بفتح الفاء. البلاغة التمثيل والطباق: في قوله تعالى «الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ» . مثل للمؤمن والكافر والظلمات والنور، مثل للحق والباطل وكذلك الظل والحرور والأحياء والأموات، مثل للذين دخلوا في الإسلام والذين لم يدخلوا فيه وأصروا على الكفر. [سورة فاطر (35) : الآيات 24 الى 26] إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26) الإعراب: (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بالحقّ) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل (بشيرا) حال من المفعول منصوبة (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ- معتمد على نفي- (إلّا) للحصر (فيها) متعلّق ب (خلا) . جملة: «إنّا أرسلناك..» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة فاطر (35) : الآيات 27 إلى 28]

وجملة: «أرسلناك..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إن من أمّة إلّا خلا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «خلا فيها نذير..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّة..) . (25) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (بالزبر، بالكتاب) متعلّقان بما تعلّق به الجارّ الأول. وجملة: «يكذّبوك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك. وجملة: «قد كذّب الذين..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «جاءتهم رسلهم..» في محلّ نصب حال من الموصول. (26) (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام للتقرير في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه. وجملة: «أخذت..» في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّب الذين.. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كان نكير..» معطوفة على جملة أخذت الذين.. لأن الاستفهام هنا تقريريّ أي: عاقبت الذين كفروا فكان إنكاريّ في محلّه ... [سورة فاطر (35) : الآيات 27 الى 28] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل) «1» ، (به) متعلّق ب (أخرجنا) و (الباء) سببيّة (مختلفا) نعت لثمرات منصوب (ألوانها) فاعل لاسم الفاعل (مختلفا) ، (الواو) عاطفة (من الجبال) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جدد (بيض، حمر، مختلف) نعوت لجدد مرفوع مثله (ألوانها) الثانية فاعل لاسم الفاعل مختلف (غرابيب) معطوف على بيض «2» ، (سود) بدل من غرابيب أو عطف بيان على نيّة التأكيد. جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل....» في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله أنزل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. وجملة: «أخرجنا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل «3» . وجملة: «من الجبال جدد ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (28) و (الواو) عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مختلف بحذف موصوف أي صنف مختلف ألوانه.. (ألوانه) فاعل لاسم الفاعل مختلف (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مختلف (إنّما) كافّة ومكفوفة (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم (من عباده) متعلّق

_ (1) أو بمحذوف حال من ماء. (2) أو على جدد. (3) وفي الكلام التفات من ضمير الغيبة إلى المتكلّم.

الصرف:

بحال من الفاعل المؤخّر العلماء ... وجملة: «من الناس ... مختلف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يخشى الله ... العلماء..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها في حكم التعليل. الصرف: (جدد) ، جمع جدّة اسم للطريقة، وقال بعضهم هو مفرد بمعنى الطريق الواضحة وقد وضع المفرد موضع الجمع.. ووزن جدّة فعلة بضمّ فسكون، ووزن جدد فعل بضمّ ففتح. (بيض) ، جمع أبيض زنة أفعل اسم للون المعروف أو صفة له، والأصل في بيض أن يكون على وزن فعل بضمّ فسكون- مفرده أفعل- ثمّ كسرت الباء لمناسبة الياء فقيل بيض. (حمر) ، جمع أحمر زنة أفعل، ووزن حمر فعل بضمّ فسكون، الجمع القياسيّ للصفة التي على أفعل. (غرابيب) ، جمع غربيب، اسم بمعنى الأسود الفاحم المتناهي في السواد، وزنه فعليل بكسر الفاء ووزن غرابيب فعاليل. (سود) ، جمع أسود زنة أفعل، ووزن سود فعل بضمّ فسكون، والجمع قياسيّ شأنه شأن بيض وحمر. البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى «فَأَخْرَجْنا بِهِ» . فقد التفت عن الغيبة إلى التكلم، لإظهار كمال الاعتناء بالفعل، لما فيه من الصنع البديع، المنبئ عن كمال القدرة والحكمة. 2- التدبيج: في قوله تعالى «وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ» . والتدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوانا، يقصد الكناية بها، والتورية بذكرها، عن

أشياء من وصف أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، وقد أراد الله بذلك الكناية عن المشتبه من الطرق، لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا، وهي أوضح الطرق وأبينها، يأمن فيها المتعسف، ولا يخاف اجتيازها الموغل في الاسفار، والممعن في افتراش صعيد المغاور ولهذا قيل: ركب بهم المحجة البيضاء، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء، كأنها في خفائها والتباس معالمها ضد البيضاء في الظهور والوضوح، ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة بينهما، فالطرف الأعلى في الظهور البياض، والطرف الأدنى في الخفاء السواد، والأحمر بينهما، على وضع الألوان والتراكيب، وكانت ألوان الجبال لا تخرج، في الغالب، عن هذه الألوان الثلاثة، أتت الآية الكريمة على هذا التقسيم، فحصل فيها التدبيج، مع صحة التقسيم وهي مسرودة على نمط متعارف، مسوقة للاعتداد بالنعم، على ما هدت إليه من السعي في طلب المصالح والمنافع، وتجنب المعاطب والمهالك الدنيوية والأخرويه. 3- العدول إلى الاسمية: في قوله تعالى «وَمِنَ النَّاسِ» وفي قوله تعالى قبلها «وَمِنَ الْجِبالِ» : إيراد الجملتين اسميتين، مع مشاركتهما لما قبلهما من الجملة الفعلية، في الاستشهاد بمضمونها، على تباين الناس في الأحوال الباطنة، لما أن اختلاف الجبال والناس والدواب والأنعام، فيما ذكر من الألوان أمر مستمر، فعبّر عنه بما يدل على الاستمرار وأما إخراج الثمرات المختلفة، فحيث كان أمرا حادثا، عبر عنه بما يدل على الحدوث. 4- التقديم والتأخير والحصر: في قوله تعالى «إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» لحصر الخشية بالعلماء، كأنه قيل: إن الذين يخشون الله من بين عباده هم العلماء دون غيرهم أما إذا قدمت الفاعل، فإن المعنى ينقلب إلى أنهم لا يخشون إلا الله. وهما معنيان مختلفان كما يبدو للمتأمل.

الفوائد

الفوائد 1- عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل: اسم الفاعل يدل على صفة مؤقتة في الإنسان، مثل: سابح- لاعب. أما الصفة المشبهة، فتدل على صفة ثابتة، مثل: كريم- شجاع- صلب.. إلخ. وكل من اسم الفاعل واسم المفعول إذا دلا على صفات ثابتة في الإنسان فيعاملان معاملة الصفة المشبهة، فاسم الفاعل في الآية مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ يدل على صفة مشبهة. أما عمل الصفة المشبهة، فإما أن يرتفع معمولها على الفاعلية، كما في الآية الكريمة مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ألوانه: فاعل للصفة المشبهة مختلف وإما أن يجر بالإضافة، مثل (أخوك حسن الصوت) ، وهو أغلب أحواله وإما أن ينصب على التمييز، إن كان نكرة أو شبه المفعولية، إن كان معرفة، مثل (أخوك حسن صوتا) (أخوك حسن صوته) إذا كانت الصفة المشبهة معرفة ب (ال) فلا بد لمعمولها إذا أضيف إليها أن يعرف ب (ال) أو يضاف إلى المعرف ب (ال) مثل: (أخوك الحسن الصوت) و (أخوك الحسن أداء النشيد) . 2- العلم يصقل الفكر والسلوك: قال ابن عباس: معنى الآية: (إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني) . ومن ازداد علما ازداد خشية لله عز وجل. عن عائشة قالت: صنع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم. فبلغ ذلك النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية. وعن أنس قال: خطب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذّذتم بنسائكم على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات (الطرقات) تجأرون (تدعون الله) ، فغطى أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وجوههم ولهم خنين. الخنين: هو البكاء مع عنة وانتشاق الصوت من الأنف. قال مسروق: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا، وقال مقاتل: أشد الناس خشية لله أعلمهم.

[سورة فاطر (35) : الآيات 29 إلى 30]

[سورة فاطر (35) : الآيات 29 الى 30] إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) الإعراب: (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه (سرّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «1» فهو نوعه.. جملة: «إنّ الذين ... يرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتلون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يرجون ... » في محلّ رفع خبر إنّ «2» . وجملة: «لن تبور..» في محلّ نصب نعت لتجارة. (30) (اللام) للتعليل- أو لام العاقبة- (يوفّيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (يزيدهم) مضارع منصوب معطوف على (يوفّيهم) ، (من فضله) متعلّق ب (يزيدهم) «3» .... والمصدر المؤوّل (أن يوفّيهم..) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف أي فعلوا ذلك ليوفّيهم.. أو متعلّق ب (يرجون) إذا كانت اللام لام العاقبة. وجملة: «يوفّيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال. (2) أجاز الزمخشريّ أن يكون الخبر جملة (إنّه غفور) ، والرابط مقدّر أي: غفور لهم.. وجملة يرجون حال من الفاعل في (أنفقوا) . (3) وهو في موضع المفعول الثاني.

[سورة فاطر (35) : الآيات 31 إلى 35]

وجملة: «يزيدهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفّيهم.. وجملة: «إنّه غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة. [سورة فاطر (35) : الآيات 31 الى 35] وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (33) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذي) اسم موصول مبتدأ خبره الحقّ (إليك) متعلّق ب (أوحينا) ، (من الكتاب) متعلّق بحال من العائد المقدّر «1» ، (هو) ضمير فصل (مصدّقا) حال مؤكّدة منصوبة (لما) متعلّق ب (مصدّقا) «2» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (بعباده) متعلّق بخبير وبصير (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (بصير) خبر إنّ ثان مرفوع. جملة: «الذي أوحينا.. الحقّ..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله.. لخبير..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (32) (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل بتضمين الفعل معنى

_ (1) يجوز تعليقه ب (أوحينا) على أنّ (من) للجنس أو تبعيضيّة. (2) أو اللام زائدة للتقوية و (ما) مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا) . [.....]

أعطينا، و (الكتاب) المفعول الثاني (من عبادنا) متعلّق بحال من العائد المقدّر (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم في المواضع الثلاثة للمبتدآت (ظالم، مقتصد، سابق) ، (لنفسه) متعلّق بظالم «1» (بالخيرات) متعلّق بسابق (بإذن) متعلّق بحال من الضمير في سابق «2» ، (ذلك) اسم إشارة مبتدأ «3» ، (هو) ضمير فصل «4» ، (الفضل) خبر المبتدأ ذلك.. وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اصطفينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «منهم ظالم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا.. وجملة: «منهم مقتصد..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا.. وجملة: «منهم سابق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا.. وجملة: «ذلك.. الفضل..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (33) (جنّات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «5» ، و (الواو) في (يحلّون) نائب الفاعل (فيها) متعلّق بحال من الفاعل (من أساور) متعلّق ب (يحلّون) ، (من ذهب) متعلّق بنعت لأساور (لؤلؤا) مفعول به لفعل محذوف تقديره يحلّون (فيها) متعلّق بحال من حرير- نعت تقدّم على

_ (1) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، ف (نفسه) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ظالم. (2) أو متعلّق بسابق. (3) والإشارة إلى السبق أو إيراث الكتاب. (4) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره الفضل والجملة خبر المبتدأ ذلك. (5) أو هو مبتدأ خبره جملة يدخلونها.. أو هو خبر ثان للمبتدأ ذلك.

المنعوت-. وجملة: « (هو) جنّات ... » لا محلّ لها بدل من (ذلك هو الفضل) . وجملة: «يدخلونها ... » في محلّ رفع نعت لجنّات- أو حال منها-. وجملة: «يحلّون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدخلونها أو من المفعول «1» . وجملة: «لباسهم فيها حرير» معطوفة على جملة يحلّون. (34) (الواو) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (عنّا) متعلّق ب (أذهب) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد ... وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أذهب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّ ربّنا لغفور..» لا محلّ لها اعتراضيّة. (الذي) بدل من الموصول الأول في محلّ جرّ (من فضله) متعلّق بحال من فاعل أحلّنا (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يمسّنا) «2» ، (لا يمسّنا فيها لغوب) مثل لا يمسّنا فيها نصب. وجملة: «أحلّنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «لا يمسّنا ... » في محلّ نصب حال من المفعول الأول أو الثاني. وجملة: «لا يمسّنا (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يمسّنا (الأولى) .

_ (1) أو هي خبر ثان لجنّات إذا أعرب مبتدأ. (2) أو متعلّق بحال من نصب، أو بحال من ضمير المفعول في (يمسّنا) .

الصرف:

الصرف: (35) المقامة: مصدر ميميّ من الرباعيّ أقام، وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين، و (التاء) زائدة للمبالغة. (لغوب) ، مصدر لغب باب نصر بمعنى تعب أو باب فتح أو باب كرم، وقيل من باب فرح ولكنّها لغة ضعيفة، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى من الأبواب الثلاثة الأولى هي لغب بفتح فسكون، ولغوب بفتح اللام، ومن الباب الأخير لغب بفتحتين. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا» . استعارة مكنية تبعية، شبّه إعطاء الكتاب إياهم، من غير كد أو تعب في وصوله إليهم، بتوريث الوارث. فوائد - أصناف المسلمين: قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قرأ هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب) إلى قوله (ومنهم سابق بالخيرات) قال: أما السابق بالخيرات، فيدخل الجنة بغير حساب وأما المقتصد، فيحاسب حسابا يسيرا وأما الظالم لنفسه، فيجلس في المقام حتى يدخله الهم ثم يدخل الجنة ثم قرأ هذه الآية الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. وقيل: السابق من رجحت حسناته على سيئاته، والمقتصد من استوت حسناته وسيئاته، والظالم من رجحت سيئاته على حسناته، فإن قلت: لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق؟ قال جعفر الصادق: بدأ بالظالمين إخبارا بأنه لا يتقرب إليه إلا بكرمه وأن الظلم لا يؤثر في الاصطفاء، ثم ثنى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحد مكره، وكلهم في الجنة. وقيل: رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس، لأن أحوال العباد ثلاثة: معصية وغفلة ثم توبة، فإذا عصى الرجل دخل في حيز الظالمين، فإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، فإذا صحت توبته وكثرت عبادته ومجاهدته دخل في عداد

[سورة فاطر (35) : الآيات 36 إلى 37]

السابقين. وقيل قدم الظالم لكثرة الظلم وغلبته، ثم المقتصد قليل بالقياس إلى الظالمين، والسابق أقل من القليل فلهذا أخرهم. والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده وبأسرار كتابه. [سورة فاطر (35) : الآيات 36 الى 37] وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ نار (لا) نافية (عليهم) نائب الفاعل للمجهول (يقضى) (الفاء) فاء السببيّة (يموتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لا) مثل الأولى (عنهم) نائب الفاعل للمجهول يخفّف «1» . (من عذابها) متعلّق ب (يخفّف) .. والمصدر المؤوّل (أن يموتوا ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النفي السابق أي: ليس ثمّة قضاء عليهم فموت آخر. (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي.. جملة: «الذين كفروا....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم نار ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «لا يقضى عليهم..» في محلّ رفع خبر ثان «2» .

_ (1) يجوز أن يكون نائب الفاعل (من عذابها) ، و (عنهم) متعلّق ب (يخفّف) . (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار.

وجملة: «يموتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «لا يخفّف عنهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يقضى.. وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. (37) (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (يصطرخون) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب، حذف منه حرف النداء (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» ، (غير) نعت ل (صالحا) «2» ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (ما) نكرة موصوفة بمعنى وقت، متعلّق ب (نعمّركم) ، (فيه) متعلّق بفعل يتذكّر (من) موصول فاعل يتذكّر (الواو) عاطفة- أو حالية- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية تعليليّة (ما) نافية (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم (نصير) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «هم يصطرخون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم. وجملة: «يصطرخون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة النداء: «ربّنا..» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نعمل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كنّا نعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) أو مفعول به منصوب. (2) أو نعت ثان للمحذوف الذي هو مفعول مطلق، أو مفعول به.

الصرف:

وجملة: «نعمل ... » في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: «نعمّركم..» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: يقال لهم: ألم نمهلكم ونعمّركم ... وجملة: «يتذكّر ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) . وجملة: «تذكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جاءكم النذير..» في محلّ نصب معطوفة على جملة نعمّركم «1» . وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كفرتم بالنذير فذوقوا. وجملة: «ما للظالمين من نصير..» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (يصطرخون) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله يصترخون، جاءت التاء بعد الصاد قلبت طاء قلبا قياسيّا وزنه يفتعلون. الفوائد - غير: غير: اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويجوز أن يقطع عنها لفظا إن فهم المعنى وتقدمت عليها كلمة ليس. وقولهم (لا غير) لحن وخطأ. ويقال: (قبضت عشرة ليس غيرها) برفع غير على حذف الخبر، أي مقبوضا، وبنصبها على إضمار الاسم أي (ليس المقبوض غيرها) . و (ليس غير) بالفتح من غير تنوين على إضمار الاسم أيضا وحذف المضاف إليه لفظا ونية ثبوته، و (ليس غير) بالضم من غير تنوين. ولا تتعرف «غير» بالإضافة، لشدة إبهامها، وتستعمل «غير» المضافة لفظا على وجهين: أحدهما- وهو الأصل- أن تكون صفة للنكرة، كقوله تعالى في الآية التي نحن

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.

[سورة فاطر (35) : آية 38]

بصددها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ، أو لمعرفة قريبة منها كقوله تعالى صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ لأن المعرف الجنسي قريب من النكرة، ولأن غيرا إذا وقعت بين ضدين ضعف إبهامها. الثاني: أن تكون استثناء، فتعرب بإعراب الاسم الواقع بعد (إلا) وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في غير هذا الموضع فليرجع إليه. [سورة فاطر (35) : آية 38] إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (38) الإعراب: (بذات) متعلّق بعليم. جملة: «إنّ الله عالم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنه عليم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة فاطر (35) : آية 39] هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (39) الإعراب: (في الأرض) متعلّق بخلائف (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة كفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ كفره (الواو) عاطفة (لا) نافية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يزيد) «1» ، (إلّا) للحصر (مقتا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لا يزيد ... إلّا خسارا) مثل السابقة.. جملة: «هو الذي..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو متعلّق بحال من (مقتا) .

الصرف:

وجملة: «جعلكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يزيد ... كفرهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يزيد.. كفرهم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (خلائف) ، جمع خليفة اسم لمن يخلف غيره، لفظ مذكّر والتاء للمبالغة، وزنه فعيلة وفعله خلف يخلف باب نصر. [سورة فاطر (35) : آية 40] قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام، والرؤية في الفعل بصريّة (الذين) موصول نعت لشركاء (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تدعونهم من دون الله (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلقوا «1» ، (من الأرض) متعلّق بحال من اسم الاستفهام، (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شرك (في السموات) متعلّق بنعت لشرك (أم) مثل الأولى (كتابا) مفعول به ثان

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة خلقوا ... صلة الموصول. [.....]

[سورة فاطر (35) : آية 41]

(الفاء) عاطفة (على بيّنة) متعلّق بخبر المبتدأ هم (منه) متعلّق بنعت لبيّنة (بل) للإضراب الانتقاليّ (إن) حرف نفي (بعضهم) بدل من الفاعل مرفوع (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول به ثان «1» منصوب. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أروني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز القول «2» . وجملة: «خلقوا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام. وجملة: «لهم شرك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتيناهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم على بيّنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناهم. وجملة: «يعد الظالمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة فاطر (35) : آية 41] إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (41) الإعراب: (أن) حرف مصدريّ ونصب، (تزولا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون وهو تام، (والألف) فاعل.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه، ويجوز أن يكون مفعولا لأجله. (2) أو هي بدل من مقول القول.

[سورة فاطر (35) : الآيات 42 إلى 44]

والمصدر المؤوّل (أن تزولا ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي كراهة أن تزولا «1» . (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (زالتا) في محلّ جزم فعل الشرط (إن) نافية (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أمسكهما (من بعده) متعلّق ب (أمسكهما) ، (غفورا) خبر ثان منصوب ل (كان) . جملة: «إنّ الله يمسك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمسك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تزولا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «زالتا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إن أمسكهما من أحد» لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «إنه كان حليما ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. وجملة: «كان حليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة فاطر (35) : الآيات 42 الى 44] وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (42) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (44)

_ (1) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يمسك) ، أي يمسكهما من أن تزولا أي يمنعهما من الزوال (الزّجاج) .

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بالله) متعلّق ب (أقسموا) ، والضمير فيه يعود على كفّار مكّة (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه- أو صفته- «1» ، (اللام) موطّئة للقسم (إن جاءهم) مثل إن زالتا «2» ، (اللام) لام القسم (يكوننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسم يكونن و (النون) للتوكيد (أهدى) خبر يكوننّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (من إحدى) متعلّق ب (أهدى) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعن متضمن معنى الشرط متعلّق ب (زادهم) المنفيّ (ما) نافية (إلّا) للحصر (نفورا) مفعول ثان. جملة: «أقسموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن جاءهم نذير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يكوننّ أهدى ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «جاءهم نذير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما زادهم إلّا نفورا..» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.

_ (1) أو هو مصدر في موضع الحال. (2) في الآية (41) من هذه السورة.

(43) (استكبارا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (في الأرض) متعلّق ب (استكبارا) ، (الواو) عاطفة (مكر) معطوف على (استكبار) - أو على (نفورا) (الواو) واو الحال- أو اعتراضيّة- (لا) نافية (إلّا) للحصر (بأهله) متعلّق ب (يحيق) ، (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام للنفي (إلّا) مثل الأولى (سنّة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عمله تجد (الواو) عاطفة (لن تجد.. تحويلا) مثل السابقة. جملة: «لا يحيق المكر ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها-. وجملة: «هل ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.. وجملة: «لن تجد ... » جواب شرط مقدّر أي مهما تفعل فلن تجد ... وجملة: «لن تجد (الثانية) » معطوفة على جملة لن تجد (الأولى) . (44) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة ((في الأرض) ب (يسيروا) «2» ، (الفاء) عاطفة (ينظروا) مجزوم معطوف على (يسيروا) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، (الواو) حاليّة (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (اللام) لام الجحود (يعجزه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل

_ (1) أو مصدر في موضع الحال أي مستكبرين- الأخفش-، أو هو بدل من (نفورا) . (2) أو بحال من الفاعل..

الصرف:

يعجزه (في السموات) متعلّق ب (يعجزه) «1» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) متعلّق بما تعلّق به (في السموات) فهو معطوف عليه (قديرا) خبر ثان.. جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أقعدوا في مساكنهم ولم يسيروا. وجملة: «ينظروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يسيروا. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة: «كانوا أشدّ ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد. وجملة: «ما كان الله ليعجزه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعجزه من شيء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يعجزه ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان. وجملة: «إنّه كان عليما» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (استكبارا) ، مصدر قياسيّ للسداسيّ استكبر، وزنه استفعال بكسر الثالث. البلاغة ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ» .

_ (1) أو متعلّق بنعت لشيء.

[سورة فاطر (35) : آية 45]

فن ائتلاف اللفظ مع المعنى، أي أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضا، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها أو موصوفة بحسن الجوار، بحيث إذا كان المعنى غريبا قحا، كانت ألفاظه غريبة محضة، وبالعكس ولما كان جميع الألفاظ المجاورة للقسم، في هذه الآية، كلها من المستعمل المتداول، لم تأت فيها لفظة غريبة تفتقر إلى مجاورة ما يشاكلها في الغرابة. الإسناد المجازي: في قوله تعالى «ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً» . إسناد مجازي، لأنه هو السبب في أن زادوا أنفسهم نفورا عن الحق، وابتعادا عنه، كقوله تعالى «فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ» . إرسال المثل: في قوله تعالى «وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» . وهذا من إرسال المثل، ومن أمثال العرب: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا. [سورة فاطر (35) : آية 45] وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) حرف مصدري «1» ، (ما) نافية (على ظهرها) متعلّق بحال من دابة «2» و (الهاء) في ظهرها يعود على الأرض في الآية السابقة ... (دابّة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول. والمصدر المؤوّل (ما كسبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤاخذ) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي كسبوه. (2) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان (ترك) متعديا لاثنين.

البلاغة

(الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّرهم) ، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (بعباده) متعلّق ب (بصيرا) خبر كان. جملة: «لو يؤاخذ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «ما ترك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يؤخّرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «جاء أجلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي جازاهم بما هم له أهل.. وجملة: «كان بعباده بصيرا» في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها» . استعارة مكنية تخييلية، فقد شبه الأرض بالدابة، التي يركب الإنسان عليها، ثم حذف المشبه به وهو الدابة، وأبقى لها شيئا من لوازمها وهو الظهر، والمراد ما ترك عليها. انتهت سورة «فاطر» ويليها سورة «يس»

سورة يس

سورة يس من الآية 1 إلى الآية 27 [سورة يس (36) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يس (1) . حرفان مقطّعان لا محلّ لهما من الإعراب. [سورة يس (36) : الآيات 2 الى 11] وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) الإعراب: (الواو) واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.

جملة: « (أقسم) بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. (3- 5) (اللام) لام القسم عوض المزحلقة (من المرسلين) متعلّق بخبر (إنّ) (على صراط) متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، (تنزيل) مفعول مطلق لفعل محذوف (الرحيم) نعت للعزيز مجرور مثله.. وجملة: «إنّك لمن المرسلين» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: « (نزّل) تنزيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (6) (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) نافية «2» ، (آباؤهم) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) عاطفة.. والمصدر المؤوّل (أن تنذر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالمصدر النائب عن فعله تنزيل. وجملة: «تنذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ما أنذر آباؤهم» في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «هم غافلون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أنذر ... (اللام) لام القسم لقسم مقدّر.. (قد) حرف تحقيق (على أكثرهم) متعلّق ب (حقّ) ، (الفاء) تعليليّة (لا) نافية. وجملة: «قد حقّ القول ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّر استئنافيّة. وجملة: «هم لا يؤمنون» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو متعلّق باسم الفاعل المرسلين. (2) أو موصولة أو نكرة موصوفة أو زائدة.

وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (8) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (في أعناقهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الفاء) الأولى زائدة لمطلق الربط (إلى الأذقان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هي «1» .. (الفاء) الثانية عاطفة.. وجملة: «إنّا جعلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هي إلى الأذقان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم مقمحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هي الأذقان. (9) (الواو) عاطفة (من بين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا، وكذلك (من خلفهم) ف (الواو) لعطف المفعول الأول على الأول والمفعول الثاني على الثاني (الفاء) عاطفة في الموضعين.. وجملة: «جعلنا ... (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الأولى) . وجملة: «أغشيناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الثانية) . وجملة: «هم لا يبصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة أغشيناهم. وجملة: «لا يبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (10) (الواو) عاطفة (سواء) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل (عليهم) متعلّق بسواء (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (لا) نافية..

_ (1) هذا الضمير يعود على الأيدي التي وضعت فيها الأغلال، وهي مفهومة من السياق.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أأنذرتهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. وجملة: «سواء عليهم (إنذارك) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا جعلنا. وجملة: «أنذرتهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة) . وجملة: «لم تنذرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرتهم. وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (11) (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) متعلّق بحال من الفاعل أو المفعول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بمغفرة) متعلّق ب (بشّره) .. وجملة: «إنما تنذر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «خشي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع. وجملة: «بشّره» جواب شرط مقدّر أي من اتّبع الذكر.. فبشره. الصرف: (8) مقمحون: جمع مقمح، اسم مفعول من (أقمح) الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا» . مثّل تصميمهم على الكفر، وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم، بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين، في أنهم لا يلتفتون إلى الحق، ولا يعطفون أعناقهم نحوه، ولا يطأطئون رؤوسهم له، وكالحاصلين بين سدين، لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم: في أن لا تأمل لهم ولا تبصر، وأنهم متعامون عن النظر في آيات الله.

[سورة يس (36) : آية 12]

2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا» . فقد شبههم بمن أحاط بهم سدان هائلان فغطيا أبصارهم، بحيث لا يبصرون قدّامهم ووراءهم، في أنهم محبوسون في هذه الجهالة، ممنوعون من النظر في الآيات والدلائل أو كأنهم، وقد حرموا نعمة التفكير في القرون الخالية، والأمم الماضية، والتأمل في المغاب الآتية، والعواقب المستقبلة، قد أحيطوا بسد من أمامهم، وسد من ورائهم، فهم في ظلمة داكنة، لا تختلج العين من جانبها بقبس، ولا تتوسم بصيصا من أمل. [سورة يس (36) : آية 12] إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12) الإعراب: (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (آثارهم) معطوف على الموصول بحرف العطف، منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (في إمام) متعلّق ب (أحصيناه) .. جملة: «إنّا نحن نحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نحن نحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نحيي الموتى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «نكتب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي. وجملة: «قدّموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو توكيد للضمير المتصل (نا) اسم إنّ، وأستعير لمحل النصب. [.....]

[سورة يس (36) : الآيات 13 إلى 14]

وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء..» في محلّ رفع معطوفة على جملة نكتب. وجملة: «أحصينا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. [سورة يس (36) : الآيات 13 الى 14] وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) (14) الإعراب: (الواو) استئنافيّة، والخطاب في (اضرب) للرسول عليه السلام (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مثلا) مفعول به أول منصوب (أصحاب) بدل من (مثلا) منصوب مثله «1» ، (إذ) ظرف مبني في محلّ نصب بدل من أصحاب بدل اشتمال. وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءها المرسلون» في محلّ جرّ مضاف إليه. (إذ) الثاني بدل من الأول بدل كلّ (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (بثالث) متعلّق ب (عزّزنا) بحذف مضاف أي برسول ثالث (إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون) . وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كذّبوهما» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «عزّزنا ... » في محلّ جرّ معطوف على جملة كذبوهما.

_ (1) بحذف مضاف أي قصّة أصحاب القرية.. ويجوز أن يكون (أصحاب) مفعولا أوّل و (مثلا) مفعولا ثانيا (لهم) متعلّق ب (اضرب) .

البلاغة

وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة عزّزنا. وجملة: «إنّا إليكم مرسلون» في محلّ نصب مقول القول. البلاغة الحذف: في قوله تعالى «فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ» : فقد حذف مفعول عززنا، والتقدير فعززناهما بثالث وإنما جنح إلى هذا الحذف لأن الغرض ذكر المعزز به، وهو شمعون، وما لطف فيه من التدبير، حتى عزّ الحق وذلّ الباطل وإذا كان الكلام منصبا إلى غرض من الأغراض، جعل سياقه له وتوجهه إليه، كأن سواه مرفوض مطروح. ونظيره قولك: حكم السلطان اليوم بالحق، الغرض المسوق إليه: قولك بالحق فلذلك رفضت ذكر المحكوم له والمحكوم عليه. فوائد - أصحاب القرية قال العلماء بأخبار الأنبياء: بعث عيسى عليه الصلاة والسلام رسولين من الحواريين: (صادقا وصدوقا) فلما قربا من المدينة، رأيا شيخا يرعى غنيمات له، وهو حبيب النجار، فسأل عن حالهما، فقالا: نحن رسولا عيسى، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فقال: أمعكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص، وكان له ابن مريض مدة سنتين، فمسحاه فقام، فآمن حبيب وفشا الخبر، فشفي على أيديهما خلق كثير، فدعاهما الملك وقال لهما: ألنا إله سوى آلهتنا؟ قالا: نعم، من أوجدك وآلهتك؟ فقال: حتى أنظر في أمركما فتبعهما الناس وضربوهما، وقيل: حبسوهما. ثم بعث عيسى (صلّى الله عليه وسلّم) شمعون، فدخل متنكرا، وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به، ورفعوا خبره إلى الملك، فأنس به، فقال له ذات يوم: بلغني أنك حبست رجلين، فهل سمعت قولهما؟ قال: لا، فدعاهما، فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله الذي خلق كل شيء، ورزق كل حي، وليس له شريك، فقال:

[سورة يس (36) : آية 15]

صفاه وأوجزا، قالا: يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما يتمنى الملك، فدعا بغلام أكمه، فدعوا الله فأبصر الغلام. فقال له شمعون: أرأيت، لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا، فيكون لك وله الشرف. قال الملك: ليس لي عندك سرّ، إن إلهنا لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع، ثم قال: إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به، فدعوا بغلام مات من سبعة أيام، فقام وقال: إني أدخلت في سبعة أودية من النار بسبب موتي على الشرك، وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا، وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة. قال الملك ومن هم؟ قال: شمعون وهذان، فتعجب الملك فلما رأى شمعون أن قوله قد أثّر فيه نصحه فآمن، وآمن معه قوم، ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل عليه السلام فهلكوا. [سورة يس (36) : آية 15] قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) الإعراب: (ما) نافية (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع، (الواو) عاطفة (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إن) حرف نفي (إلّا) مثل الأولى.. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أنتم إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما أنزل الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «إن أنتم إلّا تكذبون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-. وجملة: «تكذبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .

[سورة يس (36) : الآيات 16 إلى 17]

[سورة يس (36) : الآيات 16 الى 17] قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17) الإعراب: (إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون) ، و (اللام) المزحلقة جعلت (إنّ) مكسورة. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّنا يعلم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّنا) . وجملة: «إنّا إليكم لمرسلون» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم المعلّق بإن مكسورة الهمزة. (17) (الواو) عاطفة (ما) نافية (علينا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع. وجملة: «ما علينا إلّا البلاغ ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. البلاغة التأكيد: في قوله تعالى «إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ» . في هذه الآيات يبدو التأكيد بأروع صوره للخبر، فقد قال أولا: «إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما» فأورد الكلام ابتدائي الخبر، ثم قال: «إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ» فأكده بمؤكدين، وهو إن واسمية الجملة، فأورد الكلام طلبيا، ثم قال: «إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ» فترقى في التأكيد بثلاثة، وهي: إن، واللام، واسمية الجملة فأورد الكلام إنكاري الخبر جوابا عن إنكارهم. قيل وفي قوله «رَبُّنا يَعْلَمُ» تأكيد رابع، وهو إجراء الكلام مجرى القسم، في التأكيد به، وفي أنه يجاب بما يجاب به القسم.

[سورة يس (36) : آية 18]

وفي هذه الآية ائتلاف الفاصلة مع ما يدل عليه سائر الكلام، فإن ذكر الرسالة مهد لذكر البلاغ والبيان. [سورة يس (36) : آية 18] قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18) الإعراب: (بكم) متعلّق ب (تطيّرنا) ، (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (تنتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط (اللام) الثانية لام القسم (نرجمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (كم) مفعول به، والفاعل نحن (ليمسّنكم) مثل لنرجمنّكم (منّا) متعلّق ب (يمسنّكم) بتضمينه معنى يأتينّكم «1» . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّا تطيّرنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تطيّرنا بكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إن لم تنتهوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «نرجمنّكم» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «يمسّنّكم منّا عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرجمنّكم.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من عذاب.

[سورة يس (36) : آية 19]

[سورة يس (36) : آية 19] قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) الإعراب: (معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم) (الهمزة) للاستفهام (ذكّرتم) مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) نائب الفاعل (بل) للإضراب الانتقاليّ. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «طائركم معكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن ذكّرتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف تقديره تطيّرتم. وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. [سورة يس (36) : الآيات 20 الى 25] وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من أقصى) متعلّق ب (جاء) ، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه. جملة: «جاء ... رجل» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسعى» في محلّ رفع نعت لرجل.

وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة النداء وجوابها ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. (21) (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (أجرا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة- أو حاليّة-. وجملة: «اتّبعوا ... (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة اتّبعوا (الأولى) . وجملة: «لا يسألكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم مهتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «2» . (22) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (لا) نافية (الذي) اسم موصول مفعول به (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، والواو فيه نائب الفاعل. وجملة: «ما لي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «3» وجملة: «لا أعبد ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «فطرني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إليه ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «4» . (23) (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى النفي- أو الإنكار- (من دونه) متعلّق

_ (1) أو في محلّ نصب حال من رجل- وقد وصف- بتقدير قد. (2) أو في محلّ نصب حال. (3) أصل الكلام: ما لكم لا تعبدون، ولكنّه صرف الكلام عنهم ليكون أسرع قبولا. (4) أو معطوفة على جملة ما لي لا أعبد.

بمحذوف مفعول به ثان عامله أتّخذ، (إن) حرف شرط جازم والنون في (يردن) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة مراعاة لقراءة الوصل (بضرّ) متعلّق بحال من المفعول أي متلبّسا بضرّ (لا) نافية (تغن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (عنّي) متعلّق ب (تغن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مبيّن لكميّته «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينقذون) مضارع مجزوم معطوف على (تغن) ، وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل، و (النون) . المذكورة للوقاية، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات مفعول به. وجملة: «أتّخذ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يردن الرحمن ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «لا تغن عنّي شفاعتهم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لا ينقذون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تغن ... (24) (إذا) - بالتنوين- حرف جواب «2» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ ... وجملة: «إنّي.. لفي ضلال» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. (25) (بربّكم) متعلّق ب (آمنت) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والنون في (اسمعون) للوقاية، والياء المحذوفة بسبب فواصل الآيات مفعول به. وجملة: «إنّي آمنت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «آمنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به بتضمين الفعل معنى تمنع. (2) أو ظرف شرطي مع تنوين العوض أي إذا عبدت غير الله.. والجواب محذوف دلّ عليه مضمون الخبر.

فوائد

وجملة: «اسمعون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: فاسمعون فوائد - الفروق بين البدل وعطف البيان: 1- البدل هو المقصود بالحكم، وأتي بالمتبوع قبله تمهيدا لذكر البدل، على حين عطف البيان متبوعه هو المقصود، وإنما أتي بعطف البيان للتوضيح، فهو كالصفة. مثال للبدل: (حرر القائد صلاح الدين بيت المقدس) فالبدل صلاح الدين هو المقصود بالحكم. مثال عطف البيان (جاء أبو زيد عمران) فأبو زيد هو المقصود بالحكم، لكن (عمران) جاءت أوضح منه. 2- عطف البيان أوضح من متبوعه، ولا يشترط ذلك في البدل. 3- يخصون عطف البيان بالمعارف أو النكرات المختصة (عند بعضهم) ولا يشترط ذلك في البدل. 4- لك في البدل أن تستغني عن التابع أو المتبوع، فقولك: (جاء الشاعر خالد) يبقى سليما إذا أسقطت البدل أو المبدل منه، ولا يصح ذلك دائما في عطف البيان مثل: (يا أيها الرجل) . لا يقال: (يا الرجل) و (يا زيد الفاضل) لا يقال (يا الفاضل) و (جارك ماتت زينب أمه) لا يقال: (جارك ماتت زينب) ، ولذا يكون التابع في هذه الجمل، وفي أمثالها، عطف بيان، لعدم صحة حلوله مكان المبدل منه. وحين تبقى الجملة سليمة بإسقاط التابع أو المتبوع صحّ في التابع أن يكون بدلا أو عطف بيان، لكن الأصح إعرابه عطف بيان إذا كان أوضح أو أشهر من المتبوع. 5- إن عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل، كما في قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ: اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً فجملة اتبعوا الثانية بدل من جملة اتبعوا الأولى، و (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) .

[سورة يس (36) : الآيات 26 إلى 27]

6- البدل يخالف متبوعه في التعريف والتنكير: كقوله تعالى إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ و (بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) . وعطف البيان لا يخالف متبوعه بذلك. [سورة يس (36) : الآيات 26 الى 27] قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) الإعراب: (يا) حرف تنبيه. جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادخل الجنّة ... » في محلّ رفع نائب الفاعل. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا ليت قومي يعلمون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلمون ... » في محلّ رفع خبر ليت. (27) (ما) مصدريّ «1» ، (لي) متعلّق ب (غفر) ، (من المكرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. والمصدر المؤوّل (ما غفر ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلمون) . وجملة: « (غفر) لي ربّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «جعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة غفر لي ربّي.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

[سورة يس (36) : الآيات 28 إلى 29]

الجزء الثالث والعشرون بقية سورة يس من الآية 28 إلى الآية 83 سورة الصّافات آياتها 182 آية سورة ص آياتها 88 آية سورة الزّمر من الآية 1 إلى 31 [سورة يس (36) : الآيات 28 الى 29] وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (29)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (على قومه) متعلّق ب (أنزلنا) ، (من بعده) متعلّق ب (أنزلنا) ، (جند) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) «1» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية ... جملة: «ما أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كنّا منزلين» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، واسم (كانت) محذوف تقديره العقوبة المفهومة من السياق (الفاء) عاطفة (إذا) حرف فجاءة. وجملة: «إن كانت إلّا صيحة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم خامدون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانت ... البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فَإِذا هُمْ خامِدُونَ» : شبهوا بالنار على سبيل الاستعارة المكنية، والخمود تخييل، وفي ذلك رمز إلى الحي كشعلة النار، والميت كالرماد، كما قال لبيد: وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يجور رمادا بعد إذ هو ساطع ويجوز أن تكون الاستعارة تصريحية تبعية في الخمود، بمعنى البرودة والسكون، لأن الروح لفزعها عند الصيحة تندفع إلى الباطن دفعة واحدة، ثم تنحصر فتنطفئ الحرارة الغريزية لانحصارها، ولعل في العدول عن هامدون إلى «خامدون» رمزا خفيفا إلى البعث بعد الموت. [سورة يس (36) : آية 30] يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (30)

_ (1) أو بمحذوف نعت لجند.

الإعراب:

الإعراب: (يا) للنداء والتحسّر (حسرة) منادى شبيه بالمضاف متحسّر به منصوب (على العباد) متعلّق بحسرة (ما) نافية (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي (إلّا) للحصر (به) متعلّق ب (يستهزئون) .. جملة: «يا حسرة على العباد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما يأتيهم من رسول..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانوا به يستهزئون..» في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم أو فاعله. وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ» . والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلفهون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة، في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه. [سورة يس (36) : الآيات 31 الى 32] أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (كم) كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدم (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من القرون «1» ، (من القرون) تمييز كم (إليهم) متعلّق ب (يرجعون) المنفي. جملة: «لم يروا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكنا ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يروا المعلّق ب (كم) الخبريّة- وقد تكون استفهاميّة-.

_ (1) أو متعلّق ب (أهلكنا) .

[سورة يس (36) : الآيات 33 إلى 35]

وجملة: «لا يرجعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّهم إليهم لا يرجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أهلكناهم) ، أي: أهلكناهم بأنّهم إليهم لا يرجعون أي: أهلكناهم بالاستئصال «1» . (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع «2» ، (لمّا) للحصر بمعنى إلّا (جميع) خبر المبتدأ مرفوع بمعنى مجموعون (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بجميع- أو ب (محضرون) وهو خبر ثان «3» . وجملة: «إن كلّ لمّا جميع..» في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكنا. [سورة يس (36) : الآيات 33 الى 35] وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (آية) خبر مقدّم مرفوع للمبتدأ (الأرض) (لهم) متعلّق بنعت لآية (منها) متعلّق ب (أخرجنا) (الفاء) عاطفة (منه) متعلّق ب (يأكلون) .

_ (1) قاله ابن هشام، وردّ قول سيبويه بأنّه بدل من (كم) ، وذلك للزوم تسلّط (أهلكنا) على هذا المصدر.. أي أهلكنا كثيرا من القرون وأهلكنا عدم رجوعهم وهذا لا يصحّ. والزمخشريّ يجعله بدلا من كم على معنى: ألم يعلموا كثرة إهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم.. وبعضهم يجعل المصدر المؤوّل معمولا لفعل محذوف أي قضينا أو حكمنا أنهم لا يرجعون. (2) دال على عموم والتنوين بنيّة الإضافة. (3) أو هو نعت لجميع. [.....]

جملة: «آية لهم الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أحييناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أحييناها. وجملة: «يأكلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا «2» . (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول ثان و (جنّات) المفعول الأول (من نخيل) متعلّق بنعت لجنّات (فيها) الثاني متعلّق ب (فجّرنا) ، (من العيون) مثل فيها، ومن تبعيضيّة. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا. وجملة: «فجّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.. (اللام) للتعليل (يأكلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون، و (الواو) فاعل (من ثمره) متعلّق ب (يأكلوا) ، والضمير في ثمره يعود على المذكور من النخيل والأعناب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على ثمره «3» ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ... والمصدر المؤوّل (أن يأكلوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) .. وجملة: «يأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «عملته أيديهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يشكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيجحدون النعم فلا يشكرون.

_ (1) أو حال من الأرض- أو نعت لها- (2) يظهر من المعنى أن الجملة نعت ل (حبّا) ، فالفاء زائدة. (3) أو حرف نفي، والجملة اعتراضيّة.

[سورة يس (36) : آية 36]

[سورة يس (36) : آية 36] سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36) الإعراب: (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (كلّها) توكيد معنوي للأزواج منصوب (ممّا) متعلّق بحال من الأزواج، وكذلك (من أنفسهم، مما ( «الثانية» ) ، (لا) نافية ... جملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تنبت الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «لا يعلمون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. البلاغة فن التناسب: في قوله تعالى «سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها» . وفن التناسب: هو أن يأتي المتكلم في أول كلامه بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه، فإما أن يكون مجملا يحتاج إلى تفصيل، أو موجها يفتقر إلى توجيه، أو محتملا يحتاج المراد منه إلى ترجيح لا يحصل إلا بتفسيره وتبيينه، ووقوع التفسير في الكلام على أنحاء: تارة يأتي بعد الشرط، أو بعد ما فيه معنى الشرط، وطورا بعد الجار والمجرور، وآونة بعد المبتدأ الذي التفسير خبره، وقد أتت صحة التفسير في هذه الآية مقترنة بصحة التقسيم، واندمج فيهما الترتيب والتهذيب، فكان فيها أربعة فنون: فقد قدم سبحانه البنات، وانتقل على طريق البلاغة إلى الأعلى، فثنى بأشرف الحيوان وهو الإنسان ليستلزم ذكره بقية الحيوان، ثم ثلث بقوله «وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ» ، فانتقل من الخصوص إلى العموم، ليندرج تحت العموم.

[سورة يس (36) : الآيات 37 إلى 40]

[سورة يس (36) : الآيات 37 الى 40] وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (آية لهم.. نسلخ) مثل نظيرها «1» ، (منه) متعلّق ب (نسلخ) ، (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية. جملة: «آية لهم الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نسلخ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «هم مظلمون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسلخ. (الواو) عاطفة (الشمس) معطوف على الليل مرفوع «3» ، (لمستقرّ) متعلّق ب (تجري) بتضمينه معنى تنتهي (لها) متعلّق بمستقرّ (ذلك) مبتدأ خبره تقدير (العليم) نعت للعزيز مجرور. وجملة: «تجري ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» . وجملة: «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها تعليليّة. (الواو) عاطفة (القمر) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي أنزلنا- أو خلقنا- (منازل) مفعول به ثان منصوب بتضمين قدّرنا معنى صيّرنا، وذلك بحذف مضاف أي ذا منازل «5» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ

_ (1) في الآية (33) من هذه السورة. (2) انظر إعراب جملة (أحييناها) في الآية 33، فهذه نظير تلك. (3) يجوز أن يكون مبتدأ. (4) أو هي خبر المبتدأ (الشمس) . (5) أو حال من ضمير الغائب في (قدّرنا) بحذف مضاف أي ذا منازل ويجوز أن

(كالعرجون) متعلّق بحال من فاعل عاد. والمصدر المؤوّل (أن عاد ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قدّرناه) . وجملة: « (أنزلنا) القمر ... لا محلّ لها معطوفة على جملة آية لهم الليل. وجملة: «قدّرناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «عاد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (لا) نافية مهملة (الشمس) مبتدأ مرفوع خبره جملة ينبغي (لها) متعلّق ب (ينبغي) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن تدرك ... ) في محلّ رفع فاعل ينبغي. (الواو) عاطفة (لا الليل) مثل لا الشمس، والخبر (سابق) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (في فلك) متعلّق ب (يسبحون) . وجملة: «لا الشمس ينبغي..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ينبغي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشمس) . وجملة: «تدرك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا الليل سابق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا الشمس ...

_ جملة: «كلّ ... يسبحون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا الشمس.. يكون ظرفا متعلّقا ب (قدّرناه) ، أي قدّرنا سيره في منازل.. وابن هشام يجعل الضمير في (قدّرناه) منصوبا على نزع الخافض، فثمة حرف جرّ محذوف أي قدّرنا له منازل، فمنازل مفعول به. (1) أفاد العموم، والتنوين فيه على نيّة الإضافة.

الصرف:

وجملة: «يسبحون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) . الصرف: (37) مظلمون: جمع مظلم أي داخل في الظلام، اسم فاعل من الرباعيّ أظلم، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (39) العرجون: اسم جامد لعود النخلة أو عنقودها، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام وسكون العين بينهما. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ» . وأصل السلخ كشط الجلد عن نحو الشاة، فاستعير لكشف الضوء عن مكان الليل وملقى ظلمته وظله، استعارة تبعية مصرحة، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر، فإنه يترتب ظهور اللحم على كشط الجلد وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، ويجوز أن يكون في النهار استعارة مكنية، وفي السلخ استعارة تخييلية. 2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ» . فقد مثل الهلال بأصل عذق النخلة، والعذق بكسر العين هو الكباسة والكباسة عنقود النخل، وهو تشبيه بديع للهلال، فإن العرجون إذا قدم دق وانحنى واصفر، وهي وجوه الشبه بين الهلال والعرجون، فهو يشبهه في رأي العين في الدقة لا في المقدار، والاستقواس والاصفرار، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فإن الطرفان وهما القمر والعرجون حسيان. الفوائد - حذف حرف الجر: 1- يكثر ذلك ويطرد مع (أنّ) و (أن) كقوله تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا أي بأن ومثله بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ أي بأن هداكم ووَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي أي بأن يغفر لي. وأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ أي (لأن المساجد لله) (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) أي بأنكم.

[سورة يس (36) : الآيات 41 إلى 44]

2- وجاء في غيرهما كما في الآية التي نحن بصددها وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ أي قدرنا له. ويَبْغُونَها عِوَجاً أي يبغون لها إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ أي يخوفكم بأوليائه. 3- وقد يحذف ويبقى الاسم مجرورا كقول القائل- وقد قيل له كيف أصبحت- «خير» أي بخير. وقولهم (بكم درهم) أي بكم من درهم. ويقال في القسم «الله لأفعلنّ» [سورة يس (36) : الآيات 41 الى 44] وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (44) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (آية لهم) مرّ إعرابها «1» ، (أنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (في الفلك) متعلّق ب (حملنا) . والمصدر المؤوّل (أنّا حملنا..) في محلّ لها رفع مبتدأ مؤخّر. جملة: «آية لهم أنّا حملنا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حملنا» في محلّ رفع خبر أنّ. (42) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (خلقنا) ، (من مثله) متعلّق بحال من ما- نعت تقدّم على المنعوت- وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حملنا. وجملة: «يركبون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (43) - (الواو) عاطفة (الفاء) عاطفة (لا) نافية للجنس (صريخ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر لا (لا) نافية، و (الواو) في (ينقذون) نائب الفاعل.

_ (1) في الآية (33) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إن نشأ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «نغرقهم..» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لا صريخ لهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لا هم ينقذون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا صريخ لهم. وجملة: «ينقذون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (44) - (إلّا) للاستثناء (رحمة) منصوب على الاستثناء المنقطع «1» (منّا) متعلّق برحمة (إلى حين) متعلّق ب (متاعا) . الصرف: (43) صريخ: صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى فاعل أي مستغيث، وقد يأتي على معنى المفعول أيضا البلاغة سلامة الاختراع: في قوله تعالى «وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ» إلى قوله تعالى «وَمَتاعاً إِلى حِينٍ» وسلامة الاختراع هي: الإتيان بمعنى لم يسبق إليه. فإن نجاتهم من الغرق برحمة منه تعالى هي في حد ذاتها متاع يستمتعون به، ولكنه على كل حال إلى أجل مقدر يموتون فيه لا مندوحة لهم عنه، فهم إن نجوا من الغرق فلن ينجوا مما يشبهه أو يدانيه، والموت لا تفاوت فيه. [سورة يس (36) : الآيات 45 الى 46] وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (46)

_ (1) أي هو مستثنى من أعمّ العلل والأسباب أي: لا ينقذون لأي سبب إلّا سبب الرحمة.. هذا ويجوز أن يكون الاستثناء مفرّغا فهو منصوب بنزع الخافض أي برحمة، أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، أو هو مفعول لأجله..

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما خلفكم) مثل ما بين.. فهو معطوف عليه، و (الواو) في (ترحمون) نائب الفاعل. جملة الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ «1» . وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه قوله تعالى في الآية التالية كانوا عنها معرضين أي أعرضوا. وجملة: «اتّقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «لعلّكم ترحمون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ترحمون..» في محل رفع خبر لعلّ. (46) - (الواو) عاطفة (ما) نافية (آية) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تأتي (من آيات) متعلّق بنعت لآية (إلّا) للحصر (عنها) متعلّق بمعرضين الخبر.. وجملة: «ما تأتيهم من آية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ «3» . وجملة: «كانوا عنها معرضين..» في محلّ نصب حال من المفعول أو من الفاعل. [سورة يس (36) : آية 47] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47)

_ (1، 3) في الآية (43) من هذه السورة. (2) هي في الأصل جملة مقول القول. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (إذا قيل لهم أنفقوا) مثل إذا قيل لهم اتّقوا «1» ، (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) «2» ، (للذين) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام (من) موصول مفعول به (لو) حرف شرط غير جازم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بمحذوف خبر أنتم.. جملة: الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط السابقة «3» . وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «4» . وجملة: «رزقكم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني) . وجملة: «أنطعم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لو يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أطعمه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة: «إن أنتم إلّا في ضلال ... » لا محلّ لها استئنافيّة، يحتمل أن تكون من كلام المشركين أو من كلام المؤمنين أو هو قول الله للمشركين حين ردّوا بهذا الجواب.

_ (1، 3) في الآية (45) من هذه السورة. (2) يجوز في (ما) أن يكون اسم موصول والعائد محذوف وأن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) . (4) هي في الأصل جملة مقول القول.

الفوائد

الفوائد - ذم البخل: نزلت هذه الآية في كفار قريش، وذلك أن المؤمنين قالوا لهم: أنفقوا على المساكين ما زعمتم أنه لله تعالى من أموالكم، وهو ما جعلوه لله من حرثهم وأنعامهم، فكانوا يجيبونهم: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. قيل كان العاص بن وائل السهمي، إذا سأله المسكين، قال له: اذهب إلى ربك فهو أولى مني بك. ويقول: قد منعه الله أفأطعمه أنا؟، وهذا مما يتمسك به البخلاء، يقولون: لا نعطي من حرمه الله، وهذا زعم باطل، لأن الله تعالى أغنى بعض الخلق وأفقر بعضهم ابتلاء لهم، فمنع الدنيا من للفقير لا بخلا، وأعطى الدنيا للغني لا استحقاقا، وجعل في مال الغني نصيبا للفقير ليبلو الغني بالفقير، وهكذا اقتضت حكمة الله ومشيئته، فلا اعتراض على أمره، وذلك ليبلونا فيما آتانا. [سورة يس (36) : آية 48] وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر هذا (الوعد) بدل من هذا مرفوع (كنتم) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن كنتم صادقين..» لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة يس (36) : الآيات 49 الى 50] ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافية (إلّا) للحصر (الواو) حاليّة.. جملة: «ما ينظرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تأخذهم..» في محلّ نصب نعت لصيحة «1» وجملة: «هم يخصّمون..» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (تأخذهم) . وجملة: «يخصّمون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (50) - (الفاء) عاطفة (لا) نافية في الموضعين (الواو) عاطفة (إلى أهلهم) متعلّق ب (يرجعون) . وجملة: «لا يستطيعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخصّمون «2» . وجملة: «لا ... يرجعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستطيعون. الصرف: (يخصّمون) ، فيه إبدال، أصله يختصمون.. قلبت التاء صادا بعد تسكينها ثمّ أدغمت الصاد مع الصاد وكسرت الخاء تخلّصا من التقاء الساكنين وهما الخاء والصاد الأولى.. وزنه يفتعلون. (توصية) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ وصّى، وزنه تفعلة بكسر العين المخفّفة.. [سورة يس (36) : آية 51] وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) الإعراب: (الواو) عاطفة (في الصور) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (من الأجداث) متعلّق ب (ينسلون) . (إلى ربّهم) متعلّق بحال من فاعل ينسلون بحذف مضاف أي حساب ربّهم.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من صيحة، وقد وصف. (2) وهي على المعنى بدل من جملة يخصّمون، فكأن الفاء زائدة.

الصرف:

جملة: «نفخ في الصور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ينظرون. وجملة: «هم ... ينسلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور. وجملة: «ينسلون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (الأجداث) ، جمع جدث، اسم جامد بمعنى القبر، وزنه فعل بفتحتين، ووزن أجداث أفعال. [سورة يس (36) : آية 52] قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) الإعراب: (يا) أداة تنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة بعثنا (من مرقدنا) متعلّق ب (بعثنا) ، (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف أي: وعد به. وصدق فيه ... جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ويلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «من بعثنا..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بعثنا..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هذا ما وعد الرحمن..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «وعد الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «صدق المرسلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

الصرف:

الصرف: (مرقدنا) ، اسم مكان من الثلاثيّ، رقد، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو مضموم العين في المضارع، البلاغة الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى «مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا» . فقد شبه الموت بالرقاد، من حيث عدم ظهور الفعل والاستراحة من الأفعال الاختيارية، وإنما قلنا: إنها أصلية، لأن المرقد مصدر ميمي، أما إذا جعلناه اسم مكان، فتكون الاستعارة تبعية. الفوائد - من: وتأتي على أربعة أوجه: 1- شرطية: كقوله تعالى مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ 2- استفهامية: كما في الآية التي نحن بصددها مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟ وقوله تعالى وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ فهي استفهامية أشربت معنى النفي، وإذا قيل: من ذا لقيت؟ فمن: مبتدأ، وذا موصولة بمعنى الذي في محل رفع خبر، ويجوز على قول الكوفيين في زيادة الأسماء كون (ذا) زائدة، ومن مفعولا به مقدما للفعل لقيت. والذي عليه الأكثرون أن (من ذا) لا نستطيع اعتبارها جزءا واحدا من الإعراب مثل (ماذا) ، خلافا لبعضهم. 3- وموصولة بمعنى الذي كقوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ 4- نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها (رب) في قول الشاعر ربّ من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنّى لي موتا لم يطع ووصف بالنكرة في نحو قولهم: (مررت بمن معجب لك) . وقال حسان رضي الله عنه: فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حبّ النبي محمد إيّانا

[سورة يس (36) : آية 53]

[سورة يس (36) : آية 53] إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (53) الإعراب: (إن كانت.. فإذا هم) مرّ إعرابها «1» ، والضمير في (كانت) يعود على النفخة الثانية (جميع لدينا محضرون) مرّ إعرابها «2» . جملة: «إن كانت إلّا صيحة..» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة يس (36) : آية 54] فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) الإعراب: (الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تظلم) المنفيّ (نفس) نائب الفاعل (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «3» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية، ونائب الفاعل هو الضمير في (تجزون) ، (إلّا) للحصر (ما) حرف مصدريّ «4» والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بياء محذوفة متعلّق ب (تجزون) أي: تجزون بعملكم. جملة: «لا تظلم نفس ... » في محل نصب معطوفة على مقول قول مقدّر أي: يقال لهم: اليوم يجري الحساب فلا تظلم نفس ... وجملة: «لا تجزون إلّا ما ... » معطوفة على جملة لا تظلم نفس.

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) في الآية (32) من هذه السورة. (3) أو مفعول به منصوب. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ المحذوف- أو في محلّ نصب على نزع الخافض- والعائد محذوف.

[سورة يس (36) : الآيات 55 إلى 59]

وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة يس (36) : الآيات 55 الى 59] إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (56) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) الإعراب: (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (فاكهون) ، (في شغل) متعلّق بمحذوف خبر أوّل «1» . جملة: «إنّ أصحاب ... فاكهون» لا محلّ لها استئنافيّة. (56) - (أزواجهم) معطوف ب (الواو) على المبتدأ (هم) ، مرفوع (في ظلال) متعلّق بمحذوف خبر أوّل «2» ، (على الأرائك) متعلّق بالخبر الثاني (متّكئون) . وجملة: «هم ... متّكئون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . (57) - (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ فاكهة (فيها) متعلّق بحال من فاكهة «4» ، (لهم) الثاني خبر للمبتدأ ما «5» . وجملة: «لهم فيها فاكهة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «6» .

_ (1) أو متعلّق ب (فاكهون) على رأي العكبريّ. (2) أو متعلّق بحال من الضمير في (متكئون) . (3) أو في محلّ رفع خبر ثالث للحرف المشبّه بالفعل. (4) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (لهم) . (5) وهو اسم موصول، أو نكرة موصوفة- والعائد محذوف- أو حرف مصدريّ. [.....] (6) أو في محلّ رفع خبر رابع للحرف المشبّه بالفعل.

الصرف:

وجملة: «لهم ما يدّعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم فيها فاكهة. وجملة: «يدّعون..» لا محلّ لها صلة الموصول «1» . (58) - (سلام) مبتدأ مرفوع «2» ، خبره محذوف «3» ، (قولا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من ربّ) متعلّق بنعت ل (قولا) «4» . وجملة: «سلام قولا..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «5» (59) - (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (امتازوا) ، (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب.. (المجرمون) بدل من أيّ- أو نعت-، أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا. وجملة: «امتازوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» وجملة: «أيّها المجرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (55) شغل: اسم من (شغل) باب فتح، أو هو مصدر الفعل، وزنه فعل بضمّتين. (فاكهون) ، جمع فاكه، اسم فاعل من الثلاثيّ فكه باب فرح من الفكاهة- بفتح الفاء- وهو التلذذ والتنعم، وزن المفرد فاعل.

_ (1) الاسميّ أو الحرفيّ، أو هي في محلّ رفع نعت ل (ما) بكونه نكرة موصوفة. (2) جاز الابتداء بالنكرة لأنه دالّ على عموم وهو المدح.. ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو أي: ما يدّعون، ويجوز أن يكون خبرا ل (ما) يدّعون.. أو هو بدل من (ما) على رأي الزمخشريّ، أو هو صفة ل (ما) النكرة الموصوفة. (3) هو (عليكم) ، أو جملة يقال قولا.. هذا ويجوز أن يكون الخبر (من ربّ) . (4) أو نعت لسلام إذا كان خبرا، والجملة بين النعت والمنعوت اعتراضيّة، أو هو خبر سلام. (5، 6) أو هي مقول القول لقول مقدّر، في محلّ نصب.

البلاغة

(57) فاكهة: اسم جمع بمعنى الثمار، أو ما يتنعّم بأكله، جمعه فواكه زنة فواعل، ووزن فاكهة فاعلة. (يدّعون) ، مضارع ادّعى، فيه إعلال بالحذف، أصله يدّعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركة الياء إلى العين- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت (الياء) لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف-.. وفي الكلمة إبدال، ف (ادّعى) أصله ادتعى زنة افتعل، فلمّا جاءت تاء الافتعال بعد الدال قلبت دالا، ثمّ أدغمت الدالان معا فأصبح ادّعى مضارعه يدّعي. البلاغة التنكير والإبهام: في قوله تعالى «فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ» . التنكير والإبهام للإيذان بارتفاعه عن رتبة البيان، والمراد به ما هم فيه من فنون الملاذ التي تلهيهم عما عداها بالكلية. [سورة يس (36) : الآيات 60 الى 64] أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعي (إليكم) متعلق ب (أعهد) ، (أن) حرف تفسير «1» ، (لا) ناهية جازمة (لكم) متعلّق بحال من الخبر عدوّ.

_ (1) أو حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء المقدّرة متعلّق ب (أعهد) .

جملة: «لم أعهد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا بني آدم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «لا تعبدوا..» لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «إنّه لكم عدو ... » لا محلّ لها تعليليّة. (61) - (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى ... وجملة: «اعبدوني..» لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: «هذا صراط ... » لا محلّ لها تعليل لأمر العبادة. (62) - (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (منكم) متعلّق بحال من (جبلّا) ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة ... وجملة: «أضلّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لم أعهد ... وجملة: «لم تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أفقدتم صوابكم فلم تكونوا تعقلون ... وجملة: «تعقلون» في محلّ نصب خبر تكونوا. (63) - (جهنّم) خبر المبتدأ هذه «1» ، (التي) في محلّ رفع نعت لجهنّم ... وجملة: «هذه جهنّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم توعدون..» لا محل لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «توعدون..» في محلّ نصب خبر كنتم. (64) - (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اصلوها) ، (ما) حرف مصدريّ «2» ...

_ (1) أو بدل من هذه، والخبر جملة اصلوها. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ ب (الباء) ، والعائد محذوف.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (اصلوها) ، و (الباء) سببيّة. وجملة: «اصلوها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كنتم تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تكفرون..» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (62) جبلّا: اسم جمع بمعنى الطائفة من الخلق، وزنه فعل بكسر الفاء والعين وتشديد اللام. (64) اصلوها: فيه إعلال بالحذف أصله في المضارع يصلاونها، فلمّا انتقل إلى الأمر حذفت النون وحذفت الألف في المضارع والأمر لالتقاء الساكنين وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة.. وزنه افعوها. البلاغة 1- تنوين الصراط: في قوله تعالى «هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» . وفيه تفخيم وإيجاز، يشير إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن، إذ لا صراط أقوم منه. 2- التنكير: في قوله تعالى «صِراطٌ» : التنكير للمبالغة والتعظيم، أي هذا صراط بليغ في استقامته، جامع لكل ما يجب أن يكون عليه، وأصل لمرتبة يقصر عنها التوصيف والتعريف، ولذا لم يقل هذا الصراط المستقيم، أو هذا هو الصراط المستقيم، وإن كان مفيدا للحصر. 3- تقديم النهي على الأمر: في قوله تعالى «أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» . وتقديم النهي على الأمر، لما أن حق التخلية التقدم على التحلية.

[سورة يس (36) : الآيات 65 إلى 67]

[سورة يس (36) : الآيات 65 الى 67] الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67) الإعراب: (اليوم) ظرف منصوب متعلّق ب (نختم) ، (على أفواهم) متعلّق ب (نختم) ، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كنتم تكفرون «1» ، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تشهد) . جملة: «نختم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تكلّمنا أيديهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تشهد أرجلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) . وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا. (66) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) رابطة لجواب لو (على أعينهم) متعلّق ب (طمسنا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (الصراط) منصوب على نزع الخافض أي إلى الصراط «2» ، (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف حال- جاء بمعنى كيف- عامله يبصرون. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «طمسنا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.

_ (1) في الآية السابقة (64) . (2) يجوز جعله مفعولا به تجاوزا.

الصرف:

وجملة: «استبقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «يبصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقوا. (67) (الواو) عاطفة (لو نشاء.. مضيّا) مثل لو نشاء.. الصراط، والجارّ والمجرور متعلّق ب (مسخناهم) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية.... وجملة: «نشاء (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نشاء (الأولى) . وجملة: «مسخناهم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «ما استطاعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لا يرجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما استطاعوا. الصرف: (مضيّا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ مضى باب ضرب، وزنه فعول بضمّ الفاء، وفيه إعلال بالقلب لالتقاء الواو مع الياء- مضوي- ومجيء الأولى ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى ثمّ كسرت الضاد لمناسبة الياء، فأصبح مضيّ. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ» : كناية عن منعهم من التكلم، ولا مانع من أن يكون هناك ختم على أفواههم حقيقة. ويجوز أن يكون الختم مستعارا لمعنى المنع بأن يشبه إحداث حالة في أفواههم مانعة من التكلم بالختم الحقيقي، ثم يستعار له الختم، ويشتق منه نختم، فالاستعارة تبعية، أي اليوم نمنع أفواههم من الكلام منعا شبيها بالختم. [سورة يس (36) : آية 68] وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (في الخلق) متعلّق ب (ننكسه) ، (الهمزة) للاستفهام.. جملة: «من نعمّره ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعمّره» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «ننكّسه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يعقلون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أيجهلون فلا يعقلون. [سورة يس (36) : الآيات 69 الى 70] وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (70) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية في الموضعين، وفاعل (ينبغي) ضمير يعود على الشعر (له) متعلّق ب (ينبغي) ، (إن) نافية (إلّا) للحصر (ذكر) خبر المبتدأ هو، مرفوع. جملة: «ما علّمناه الشعر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما ينبغي له..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «إن هو إلّا ذكر» لا محلّ لها تعليليّة. (70) (اللام) للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على القرآن (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (يحقّ) مضارع منصوب معطوف على (ينذر) ، (على الكافرين) متعلّق ب (يحقّ) . والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن تكون اعتراضيّة.

الصرف:

محذوف تقديره (أنزل) . وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كان حيّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يحقّ القول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينذر.. الصرف: (الشعر) ، اسم للكلام الموزون المقفّى، جمعه أشعار، ووزن الشعر فعل بكسر فسكون. الفوائد - النبي (صلّى الله عليه وآله) والشعر: قيل: إن كفار قريش قالوا: إن محمدا شاعر، وما يقوله شعر، فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ أي ما يسهل له ذلك، وما يصلح منه، بحيث لو أراد نظم شعر لم يتأت له ذلك. قال العلماء: ما كان يتزن له بيت شعر، وإن تمثل بيت شعر جرى على لسانه منكسرا، كما روي عن الحسن أن النبي (صلّى الله عليه وسلم) كان يتمثل بهذا البيت: كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا نبي الله، إنما قال الشاعر: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا. أشهد أنك رسول الله (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) . وسئلت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها هل كان النبي (صلّى الله عليه وسلم) يتمثل الشيء من الشعر؟ قالت: كان الشعر أبغض الحديث إليه، ولم يتمثل إلا ببيت أخي بني قيس طرفة: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزودّ فجعل يقول: ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ليس هكذا يا رسول الله، فقال: إني لست بشاعر ولا ينبغي لي. لكنه قد صح من حديث جندب بن عبد الله، الذي رواه البخاري ومسلم، أن النبي (صلّى الله عليه وسلم) أصابه حجر فدميت أصبعه فقال:

[سورة يس (36) : الآيات 71 إلى 73]

هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت وكان يقول في حنين: أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب لكن مجيء مثل هذا الكلام على لسانه (صلّى الله عليه وسلم) كان من غير صنعة وتكلف، وقد اتفق له كذلك من غير قصد إليه، وإن جاء موزونا، كما يحدث في كثير من كلام الناس في خطبهم ورسائلهم ومحاوراتهم كلام موزون يدخل في وزن البحور، ومع ذلك فإن الخليل لم يعد المشطور من الرجز شعرا، علما بأن هذا القليل النادر لا يقاس عليه، وجميع أحاديث النبي (صلّى الله عليه وسلم) لم يكن فيها شيء من الشعر. حكم الشعر في الإسلام: الإسلام لم يحارب الشعر، وكان (صلّى الله عليه وسلم) يحث حسان رضي الله عنه ويقول له: (اهجهم وجبريل معك) . وقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن الشعر إنما هو كلام من جملة الكلام، فإن دعا إلى فضيلة أو خلق كريم فهو لا بأس به، وشيء حسن، ولا ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، لأنه عند نزول هذه الآية برأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) كعبا وحسان وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم من انطباق حكمها عليهم. أما إن تضمن منكرا من القول وزورا، أو سخّر لبعث الأحقاد أو النيل من الأعراض، أو محاربة الحق، فهذا هو الشعر المذموم، والذي ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ والله أعلم. [سورة يس (36) : الآيات 71 الى 73] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (71) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لهم) متعلّق ب (خلقنا) ، (ممّا) متعلّق بحال من (أنعاما) ،

الصرف:

(الفاء) استئنافيّة (لها) متعلّق ب (مالكون) الخبر. والمصدر المؤوّل (أنّا خلقنا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا. جملة: «لم يروا..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا.. وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «عملت أيدينا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. وجملة: «هم لها مالكون» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . (72) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (ذلّلناها) ، (الفاء) تفريعيّة (منها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ركوبهم (منها) الثاني متعلّق ب (يأكلون) . وجملة: «ذلّلناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا. وجملة: «منها ركوبهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأكلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة منها ركوبهم. (73) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من منافع المبتدأ المؤخّر (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.. وجملة: «لهم فيها منافع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منها ركوبهم. وجملة: «لا يشكرون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجحدوا ذلك فلا يشكرون. الصرف: (ركوبهم) ، اسم لما يركب من الحيوانات، جمعه ركائب، وزن ركوب فعول بفتح الفاء والجمع فعائل.

_ (1) مضمون الجملة وصف للأنعام فلا مانع من جعل الجملة زائدة لمطلق الربط. [.....]

[سورة يس (36) : الآيات 74 إلى 76]

[سورة يس (36) : الآيات 74 الى 76] وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (76) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل. جملة: «اتّخذوا..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «لعلّهم ينصرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «ينصرون..» في محلّ رفع خبر لعلّ. (75) (لا) نافية (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من جند، (محضرون) نعت لجند- أو خبر ثان- وجملة: «لا يستطيعون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «هم ... جند..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستطيعون «3» . (76) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (ما) حرف مصدريّ «4» . والمصدر المؤوّل (ما يسرّون) في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (ما يعلنون) في محلّ نصب معطوف على المصدر

_ (1) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي: ما شكروا واتّخذوا. (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل اتّخذوا والرابط محذوف أي لعلّهم ينصرون بهم.. أو نعت لآلهة. (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (نصرهم) على أحد الأقوال في تفسير الآية. (4) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف، في الموضعين.

[سورة يس (36) : الآيات 77 إلى 78]

المؤوّل الأول. وجملة: «لا يحزنك قولهم ... » في محلّ جزم شرط مقدّر أي: إن قالوا ما يؤذيك فلا يحزنك قولهم ... وجملة: «إنّا نعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يسرّون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. [سورة يس (36) : الآيات 77 الى 78] أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التعجّبيّ (الواو) استئنافيّة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من نطفة) متعلّق ب (خلقناه) .. والمصدر المؤوّل (أنّا خلقناه ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يرى. (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (مبين) نعت لخصيم مرفوع. جملة: «لم ير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقناه ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «هو خصيم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (78) (الواو) عاطفة في الموضعين، وحالية في الثالث (لنا) متعلّق ب (ضرب) «1» ، (من) اسم استفهام مبتدأ.. وجملة: «ضرب....» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو خصيم.

_ (1) أو بمحذوف مفعول به ثان بتضمين (ضرب) معنى جعل.

الصرف:

وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب «1» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «من يحيي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يحيي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هي رميم..» في محلّ نصب حال. الصرف: (رميم) ، صفة مشتقّة بمعنى فاعل أو مفعول، وزنه فعيل، ولم تلحقه التاء إمّا لأنه بمعنى مفعول أو لغلبة الاسميّة عليه إذا كان بمعنى فاعل، وهو من رمّ باب ضرب. البلاغة حسن البيان: في قوله تعالى «وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ» : وحسن البيان هو إخراج المعنى في أحسن الصور الموضحة له، وإيصاله إلى فهم المخاطب بأقرب الطرق وأسهلها، وقد تأتي العبارة عنه من طريق الإيجاز، وقد تأتي من طريق الإطناب، بحسب ما تقضيه الحال، وقد أتى بيان الكتاب العزيز في هذه الآية من الطريقين، فكانت جامعة مانعة في الاحتجاج القاطع للخصم. الفوائد - إحياء الموتى: بينت هذه الآية أن الله عز وجل، الذي خلق الإنسان من نطفة، قادر على أن يحييه مرة أخرى بعد أن يصبح عظاما بالية، والله عز وجل، الذي خلق الإنسان- ولم يكن شيئا مذكورا- قادر على أن يعيده مرة أخرى، وقد نزلت هذه الآية في أمية بن خلف الجمحي، خاصم النبي (صلّى الله عليه وسلم) في إنكار البعث، وأتاه بعظم قد رمّ وبلي ففتته بيده وقال: أترى يحيي الله هذا بعد ما رمّ، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلم) : نعم، ويبعثك ويدخلك

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل ضرب.

[سورة يس (36) : الآيات 79 إلى 80]

النار. وصدق رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) فقد مات أمية على الكفر يوم بدر، ولم تكتب له الهداية. [سورة يس (36) : الآيات 79 الى 80] قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) الإعراب: (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له (الواو) عاطفة (بكلّ) متعلّق بعليم. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحييها....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنشأها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هو ... عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (80) - (الذي) موصول بدل من الموصول الأول فاعل يحييها (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من الشجر) متعلّق بحال من نارا (الفاء) عاطفة (إذا أنتم منه توقدون) مثل إذا هو خصيم مبين «1» ، (منه) متعلّق ب (توقدون) . وجملة: «جعل....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «أنتم منه توقدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة مربوطة معها برابط السببيّة تابعة لها.. وجملة: «توقدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . الصرف: (الأخضر) ، اسم دال على اللون ويستعمل في مجال الوصف وزنه أفعل.

_ (1) في الآية (77) من هذه السورة.

[سورة يس (36) : الآيات 81 إلى 83]

[سورة يس (36) : الآيات 81 الى 83] أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ الإنكاريّ (الواو) عاطفة (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (أن) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (أن يخلق ... ) في محلّ جرّ متعلّق بقادر. (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى هو قادر (الواو) عاطفة (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو. جملة: «ليس الذي خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أيّ: أليس الذي أنشأ المخلوقات أوّل مرّة، وليس الذي خلق السموات ... وجملة: «خلق....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «هو الخلاق ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي بلى هو قادر على ذلك وهو الخلاق ... (82) (إنّما) كافّة ومكفوفة (أن) حرف مصدريّ (له) متعلّق ب (يقول) ، (كن) فعل أمر تام وفاعله أنت وكذلك المضارع (يكون) والفاعل هو (الفاء) قبل يكون عاطفة- أو استئنافيّة- والمصدر المؤوّل (أن يقول..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمره) . وجملة: «أمره.. أن يقول..» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم

التعليل. وجملة: «أراد شيئا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأمره قوله له كن.. والشرط وفعله وجوابه اعتراض. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كن..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسميّة لا محلّ لها معطوفة على جملة أمره.. أن يقول «1» . (83) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر ملكوت (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. وجملة: « (سبّح) سبحان..» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان أمره كذلك فسبّحه. وجملة: «بيده ملكوت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. انتهت سورة «يس» ويليها سورة «الصافات»

_ (1) أو هي استئنافيّة..

سورة الصافات

سورة الصّافات آياتها 182 آية [سورة الصافات (37) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (4) الإعراب: (الواو) واو القسم للجرّ، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (صفّا) مفعول مطلق عامله الصافّات (الفاء) عاطفة في الموضعين (زجرا) مفعول مطلق عامله الزاجرات (ذكرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه «1» ، (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة. جملة: « (أقسم) بالصافّات..» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «إنّ إلهكم لواحد ... » لا محلّ لها جواب القسم. الصرف: (الصافّات) ، جمع الصّافّة مؤنّث الصافّ، اسم فاعل من فعل صفّ باب نصر وزنه فاعل جاءت عينه ولامه من حرف واحد،

_ (1) أو هو مفعول به إذا كان الذكر هو القرآن.

[سورة الصافات (37) : آية 5]

جمعة المذكّر صافّون، صافّين.. وجمع المؤنّث صوافّ زنة فواعل «1» (الزاجرات) ، جمع الزاجرة مؤنث الزاجر اسم فاعل من الثلاثي زجر باب نصر، وزنه فاعل، جمعه المذكّر الزاجرون، الزاجرين.. والمؤنّث زواجر. (زجرا) ، مصدر سماعيّ لفعل زجر، وزنه فعل بفتح فسكون. (التاليات) ، جمع التالية مؤنّث التالي، اسم فاعل من الثلاثيّ تلا باب نصر، وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التالو بكسر اللام، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، جمعه المذكّر التالون، التالين وفيهما إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، أصله التاليون، التاليين، استثقلت الضمّة والكسرة على الياء فنقلتا إلى الحرفين قبلهما، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء لام الكلمة، وزنه فاعون، فاعين. [سورة الصافات (37) : آية 5] رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (5) الإعراب: (ربّ) بدل من واحد مرفوع «2» ، (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ربّ) معطوف على ربّ الأول مرفوع مثله. [سورة الصافات (37) : الآيات 6 الى 10] إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (10)

_ (1) انظر الآية (36) من سورة الحجّ. (2) أو هو خبر ثان للحرف المشبّه بالفعل، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بزينة) متعلّق ب (زيّنا) ، (الكواكب) بدل من زينة- أو عطف بيان عليه- مجرور. جملة: «إنّا زيّنا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «زيّنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (7) (حفظا) مفعول مطلق لفعل محذوف (من كلّ) متعلّق بالفعل المحذوف.. وجملة: « (حفظناها) حفظا» في محلّ رفع معطوفة على جملة زيّنا.. (8) (لا) نافية (إلى الملأ) متعلّق ب (يسّمّعون) بتضمينه معنى يصغون (الواو) عاطفة، و (الواو) في (يقذفون) نائب الفاعل (من كلّ) متعلّق ب (يقذفون) . وجملة: «لا يسّمّعون..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يقذفون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسّمّعون. (9) (دحورا) ، مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه «2» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب.. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا

_ (1) لا يصحّ أن تكون الجملة نعتا ل (كلّ شيطان) إذ يوصف بكونه غير مستمع أو غير سامع وهو فاسد، كما لا يصحّ أن تكون حالا، وقد أجازهما العكبريّ. (2) أو مفعول لأجله، أو مصدر في موضع الحال.

الصرف:

يسّمّعون. (10) (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يسّمّعون «1» ، (الخطفة) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة. وجملة: «خطف» .. لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أتبعه شهاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خطف ... الصرف: (7) مارد: اسم فاعل من الثلاثيّ مرد باب كرم، وزنه فاعل وهو بمعنى العاتي. (9) دحورا: مصدر دحر باب فتح، وزنه فعول بضمّتين. (10) الخطفة: مصدر مرّة من الثلاثيّ خطف باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون. (ثاقب) ، اسم فاعل من الثلاثيّ ثقب، وزنه فاعل. الفوائد قوله تعالى إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ. وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ. لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى. وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ قال ابن هشام، بصدد إعراب جملة (لا يسّمعون) : الذي يتبادر إلى الذهن أنها صفة (لكل شيطان) ، أو حال منه، وكلاهما باطل، إذ لا معنى للحفظ من شيطان لا يسمع، وإنما هي للاستئناف النحوي، ولا يكون استئنافا بيانيا لفساد المعنى، وقيل: يحتمل أن الأصل «لئلا يسمعوا» ثم حذفت اللام كما في قولك «جئتك أن تكرمني» ثم حذفت «أن» فارتفع الفعل كما في قول طرفة: ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي فيمن رفع أحضر وقد استضعف الزمخشري الجمع بين الحذفين (أي حذف اللام وأن) فإن قلت أجعلها حالا مقدرة، أي وحفظا من كل شيطان مارد مقدرا عدم سماعه، أي بعد الحفظ، قلت: الذي يقدر وجود معنى الحال هو صاحبها،

_ (1) أو في محلّ نصب على الاستثناء. [.....]

[سورة الصافات (37) : آية 11]

كالمرور به في قولك «مررت به معه صقر صائدا به غدا» أي مقدرا حال المرور به أن يصيد به غدا، والشياطين لا يقدرون عدم السماع ولا يريدونه. وبعد أن أورد الإمام النسفي كلام ابن هشام قال: وفي هذا الكلام تعسف يجب صون القرآن عن مثله، فإن كل واحد من الحرفين (أي: اللام وأن) غير مردود على انفراده، ولكن اجتماعهما منكر. ثم ذكر الفرق بين قولنا: سمعت فلانا يتحدث، وسمعت إليه يتحدث، أو سمعت حديثه، وسمعت إلى حديثه، فقال: إن المتعدي بنفسه يفيد الإدراك، والمتعدي بإلى يفيد الإصغاء مع الإدراك. [سورة الصافات (37) : آية 11] فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام (خلقا) تمييز منصوب (أم) حرف عطف (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الضمير هم (إنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (من طين) متعلّق ب (خلقناهم) .. جملة: «استفتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهم أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّا خلقناهم..» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «خلقناهم..» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (استفتهم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يستفتي، وزنه استفعهم.

[سورة الصافات (37) : الآيات 12 إلى 17]

(لازب) ، اسم فاعل من الثلاثيّ لزب بمعنى لازق باليد، وزنه فاعل. [سورة الصافات (37) : الآيات 12 الى 17] بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) حاليّة قبل يسخرون.. جملة: «عجبت..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسخرون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة الاسميّة حال. (13- 14) (الواو) عاطفة في المواضع الستّة، و (الواو) في (ذكّروا) نائب الفاعل (لا) نافية.. وجملة: «ذكّروا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يذكرون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يستسخرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (15) (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (سحر) خبر المبتدأ هذا. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. (16) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ في الموضعين (ترابا) خبر كنّا

[سورة الصافات (37) : آية 18]

منصوب (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كنّا ترابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا. وجملة: «إنّا لمبعوثون» لا محلّ لها تفسير للجواب المقدّر «1» . (17) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ، وخبر المبتدأ (آباؤنا) محذوف تقديره مبعوثون ... وجملة: «آباؤنا ... (مبعوثون) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لمبعوثون. [سورة الصافات (37) : آية 18] قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (18) الإعراب: (نعم) حرف جواب (الواو) عاطفة- أو حاليّة- جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنتم داخرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة أي نعم تبعثون وأنتم داخرون «2» . [سورة الصافات (37) : آية 19] فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) الإعراب: (الفاء) تعليليّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (هي) ضمير يعود على مفهوم البعثة أو الساعة أو صرخة الآخرة الظاهرة في السياق، وهو مبتدأ خبره زجرة (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة ... جملة: «إنّما هي زجرة ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ لنهي

_ (1) هذه الجملة لا يصحّ أن تكون جواب الشرط حتّى لا يتعلّق الظرف بخبر إنّ، إذ لا يعمل ما بعد (إنّ) في ما قبلها فيقدّر المتعلّق تقديرا أي: أإذا متنا ... نبعث، فالجملة المذكورة تفسير لهذا المقدّر. (2) أو هي حال من فاعل تبعثون المقدّر.

الصرف:

مقدّر أي: لا تستصعبوا ذلك فإنّما هي ... وجملة: «هم ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هي زجرة. وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الصرف: (زجرة) ، مصدر مرّة لفعل زجر الثلاثيّ باب نصر، وزنه فعلة بفتح الفاء. [سورة الصافات (37) : الآيات 20 الى 21] وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (20) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) الإعراب: (الواو) عاطفة (يا) أداة تنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل ... جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هي زجرة «1» . وجملة: «يا ويلنا..» في محلّ نصب مقول القول- أو اعتراضيّة- وجملة: «هذا يوم الدين....» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قالت الملائكة: هذا يوم الدين «2» . (21) (الذي) موصول في محلّ رفع نعت ليوم الفصل (به) متعلّق ب (تكذّبون) .. وجملة: «هذا يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «كنتم به تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (الفصل) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فصل باب ضرب،

_ (1) في الآية السابقة (19) . (2) أو مقول قولهم هم بعد الاعتراض يا ويلنا. (3) سواء أكان من كلام الكافرين بعضهم لبعض أم من كلام الملائكة.

[سورة الصافات (37) : الآيات 22 إلى 24]

وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الصافات (37) : الآيات 22 الى 24] احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (24) الإعراب: (الواو) عاطفة (أزواجهم) معطوف على اسم الموصول منصوب «1» ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على الموصول الذين، والعائد محذوف. جملة: «احشروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر من الباري تعالى إلى الملائكة. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعبدون» في محلّ نصب خبر كانوا. (23) (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي: يعبدونه من دون الله (الفاء) عاطفة- أو رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى صراط) متعلّق ب (اهدوهم) . وجملة: «اهدوهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة احشروا «2» . وجملة: «قفوهم..» في محلّ نصب معطوفة على جملة اهدوهم «3» .

_ (1) أو مفعول معه منصوب.. وابن هشام ينفي ورود واو المعيّة في التنزيل البتّة. (2) أو هي في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تمّ حسابهم فاهدوهم.. وجملة الشرط والجواب اعتراضيّة بين المتعاطفين. (3) أو معطوفة على جملة احشروا..

الصرف:

وجملة: «إنّهم مسئولون» لا محلّ لها استئناف تعليليّ. الصرف: (قفوهم) ، فيه إعلال بالحذف، هو معتلّ مثال حذفت فاؤه في الأمر لأن عينه مكسورة في المضارع، وزنه علوهم.. [سورة الصافات (37) : آية 25] ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (25) الإعراب: (ما) اسم استفهام مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ (لا) نافية (تناصرون) مضارع حذفت منه إحدى التاءين. جملة: «ما لكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقال لهم ذلك توبيخا. وجملة: «لا تناصرون» في محلّ نصب حال. [سورة الصافات (37) : آية 26] بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (اليوم) متعلّق بالخبر (مستسلمون) . جملة: «هم اليوم مستسلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مستسلمون) ، جمع مستسلم اسم فاعل من السداسيّ استسلم، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الصافات (37) : آية 27] وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (27) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ... جملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتساءلون» في محلّ نصب حال من فاعل أقبل. [سورة الصافات (37) : آية 28] قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (28) الإعراب: (عن اليمين) متعلّق بحال من الفاعل في (تأتوننا)

الصرف:

مقسمين.. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّكم كنتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنتم تأتوننا..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تأتوننا ... » في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (اليمين) ، اسم للحلف أو للجارحة المعروفة، وزنه فعيل. [سورة الصافات (37) : الآيات 29 الى 32] قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (32) الإعراب: (بل) للإضراب الإبطاليّ ... جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم تكونوا مؤمنين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. ومقول القول مقدّر أي ما أضللناكم بل لم تكونوا مؤمنين ... (30) (الواو) عاطفة (ما) نافية (لنا) متعلّق بخبر كان (عليكم) متعلّق بحال من سلطان (بل) مثل الأول ... وجملة: «ما كان لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تكونوا «1» . وجملة: «كنتم قوما ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. (31- 32) (الفاء) عاطفة فيها معنى السبب (علينا) متعلّق ب (حقّ) ، (إنّا)

_ (1) أو في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة.

الصرف:

حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) للتوكيد. وجملة: «حقّ علينا قول ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «إنّا لذائقون» في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «أغويناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنّا غاوين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (طاغين) ، جمع طاغ، اسم فاعل من الثلاثيّ طغى، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لأنه اسم منقوص حذفت لامه- وهي الياء- لالتقائها ساكنة مع سكون التنوين، ومثله طاغين زنة فاعين. الفوائد - فتح همزة إن وكسرها: 1- تفتح همزة إن وكسرها: 1- تفتح همزة (إن) إذا صح أن تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر، كقوله تعالى قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ والتقدير: استماع نفر من الجن، وقولنا يعجبني أنك مخلص والتقدير: إخلاصك. 2- أما إذا لم يصح أن تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر، فإنها تكسر، ومواضع كسرها في الحالات التالية: 1- في ابتداء الكلام: كقوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، أو في بداية جملة مستأنفة، كقوله تعالى فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ 2- بعد القول: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى قالُوا: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ، وقوله تعالى قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ. 3- بعد القسم: كقوله تعالى وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ

_ (1) في الآية التفات من الخطاب إلى التكلم والأصل: إنكم لذائقون.. أو هي من كلام المضلين تعليل لما سبق فلا محل لها.

[سورة الصافات (37) : الآيات 33 إلى 36]

يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 4- إذا وقعت في صدر جملة الصلة كقوله تعالى ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ وقولنا (هذا الذي إنه محسن للمساكين) . 5- إذا تصل بخبرها اللام فإنها تكسر بعد أن كان من حقها الفتح مثل: (علمت أنك صادق) تصبح (علمت إنك لصادق) . [سورة الصافات (37) : الآيات 33 الى 36] فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (يومئذ) ظرف منصوب متعلّق بالخبر (مشتركون) ، (في العذاب) متعلّق ب (مشتركون) . جملة: «إنّهم ... مشتركون» لا محلّ لها استئنافيّة. (34) - (إنّا) حرف مشبّهة بالفعل واسمه (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل (بالمجرمين) متعلّق ب (نفعل) . وجملة: «إنّا ... نفعل» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (35) - (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (إلّا) أداة استثناء (الله) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر. وجملة: «إنّهم كانوا.. يستكبرون» لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «قيل لهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا إله إلّا الله ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قولوا لا إله.. وجملة القول المقدّرة في محلّ رفع نائب

الصرف:

الفاعل «1» . وجملة: «يستكبرون» في محلّ نصب خبر كانوا «2» . (36) - (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (إنّا) مثل الأول (اللام) المزحلقة للتوكيد (لشاعر) متعلّق ب (تاركو) . وجملة: «يقولون ... » معطوفة على جملة يستكبرون. وجملة: «أإنا لتاركو» .. في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (مشتركون) ، جمع مشترك، اسم فاعل من الخماسيّ اشترك، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الصافات (37) : آية 37] بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) الإعراب: (بل) للإضراب الإبطاليّ (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاء ... وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «صدّق ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة الصافات (37) : الآيات 38 الى 40] إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ (38) وَما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد.

_ (1) لأنها مقول القول في الفعل المبني للمعلوم.. (2) هذا إذا كان الظرف (إذا) مجردا من الشرط، وما بين الفعل وخبره اعتراض ... وإذا ضمّن الظرف معنى الشرط فجملة يستكبرون جوابه لا محلّ لها، والشرط وفعله وجوابه خبر كانوا. (3) هي في الحقيقة استئناف في حيّز قول مقدّر أي، قال تعالى: «ليس بشاعر بل جاء بالحقّ» .

البلاغة

جملة: «إنّكم لذائقو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . (39) - (الواو) عاطفة (ما) نافية، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تجزون «3» . وجملة: «ما تجزون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. (40) (إلّا) أداة استثناء (عباد) منصوب على الاستثناء المنقطع من ضمير الفاعل في (تعملون) ... البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ» . فقد التفت من الغيبة إلى الخطاب، لإظهار كمال الغضب عليهم، بمشافهتهم بهذا الوعيد، وعدم الاكتراث بهم. وهو اللائق بالمستكبرين. [سورة الصافات (37) : الآيات 41 الى 49] أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (44) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)

_ (1) وهي في حيّز القول المقدّر السابق في الآية (37) . [.....] (2) أو اسم موصول مفعول به، والعائد محذوف. (3) أو في محل حرف جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (تجزون) .

الإعراب:

الإعراب: (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر رزق.. جملة: «أولئك لهم رزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «لهم رزق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . (42- 44) - (فواكه) بدل من رزق مرفوع «1» ، (الواو) حاليّة (في جنّات) متعلّق ب (مكرمون) «2» ، (على سرر) متعلّق ب (مكرمون) «3» ، (متقابلين) حال منصوبة من الضمير في (مكرمون) ... وجملة: «هم مكرمون..» في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) «4» . (45) (عليهم) نائب الفاعل لفعل يطاف (بكأس) متعلّق ب (يطاف) ، (من معين) متعلّق بنعت لكأس. وجملة: «يطاف عليهم ... » في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (أولئك) «5» . (46- 47) (بيضاء) نعت ثان لكأس مجرور وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف (لذّة) نعت ثالث مجرور (للشاربين) متعلّق بلذّة (لا) نافية (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ غول (الواو) عاطفة (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي، والزيادة واجبة (عنها) متعلّق ب (ينزفون) ، و (عن) للسببيّة ... وجملة: «لا فيها غول ... » في محلّ جرّ نعت لكأس.. وجملة: «هم عنها ينزفون ... » في محلّ جر معطوفة على جملة لا فيها غول.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة نعت. (2) أو حال من الضمير في (مكرمون) ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للمبتدأ أولئك. (3) أو متعلّق بمتقابلين. (4) يجوز أن تكون في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم رزق. (5) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «ينزفون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (48- 49) (الواو) عاطفة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ قاصرات (عين) نعت لقاصرات مرفوع. وجملة: «عند هم قاصرات ... » معطوفة على جملة يطاف عليهم. وجملة: «كأنهنّ بيض ... » في محلّ رفع نعت ثان لقاصرات. الصرف: (45) كأس: اسم للإناء يشرب به وهو مؤنّث، وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع كؤوس- بضمّ الكاف- وأكؤس- بفتح الهمزة الأولى- وكاسات وكئاس بكسر الكاف-. (46) (لذّة) ، مؤنّث لذّ زنة فعل بفتح فسكون، صفة مشبّهة من الماضي لذّ باب فتح.. أو هو مصدر الفعل السابق، وإذا كان المصدر يحافظ على التذكير غالبا لذّة اسم بمعنى نقيض الألم، والجمع لذّات. (47) ، غول: مصدر سماعيّ للثلاثيّ غاله يغوله بمعنى أهلكه، أو غالته الخمر أي ذهبت بعقله أو بصحة بدنه، وقد يكون اسما بمعنى الصداع أو السكر أو المشقّة ... وزنه فعل بفتح فسكون. (ينزفون) ، فعل يستعمل دائما بالبناء للمجهول وله معنى المعلوم بمعنى ذهب عقله أو سكر، شأنه شأن يهرع ويغمى عليه ويجنّ ... إلخ، ماضيه نزف بضمّ فكسر. (48) قاصرات: جمع قاصرة مؤنث قاصر، اسم فاعل من الثلاثيّ قصر باب نصر: عن الشيء إذا كفّ عنه أي قاصرات طرفهنّ عن غير أزواجهنّ ... أو على الشيء أي لم يطمح إلى سواه ولم يتجاوز به غيره. (عين) ، جمع عيناء صفة مشبّهة من عين يعين باب فرح أي عظم سواد عينه في سعة، وزنه فعلاء، ووزن عين فعل بضمّ فسكون وكسرت فاؤه لمناسبة الياء تخفيفا، والمذكّر أعين زنة أفعل.

[سورة الصافات (37) : آية 50]

(49) ، بيض: اسم جنس لما تعطيه الإناث من الحيوانات وغيرها الواحدة بيضة، وزنه فعلة بفتح فسكون ووزن بيض فعل بفتح الفاء. (مكنون) ، اسم مفعول من (كنّ) الثلاثيّ، وزنه مفعول. التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ» . والمراد تشبيههن بالبيض الذي كنّه الريش في العش، فلم تمسه الأيدي، ولم يصبه الغبار، بقليل صفرة مع لمعان كما في الدر، والأكثرون على تخصيصه ببيض النعام في الأداحي، لكونه أحسن منظرا من سائر البيض، وأبعد عن مس الأيدي ووصول ما يغير لونه إليه، والعرب تشبه النساء بالبيض، ويقولون لهن بيضات الخدور، ومنه قول امرئ القيس: وبيضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل [سورة الصافات (37) : آية 50] فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (50) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أقبل ... يتساءلون) مرّ إعراب هذه الآية «1» . [سورة الصافات (37) : الآيات 51 الى 53] قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53) الإعراب: (منهم) متعلّق بنعت لقائل (لي) متعلّق بخبر كان.. جملة: «قال قائل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّي كان لي قرين» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كان لي قرين» في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) انظر الآية (27) من هذه السورة مفردات وجملا.

[سورة الصافات (37) : آية 54]

(52) فاعل (يقول) ضمير يعود على القرين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (من المصدّقين) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع نعت لقرين. وجملة: «أإنّك لمن المصدّقين» في محلّ نصب مقول القول. (53) (أإذا متنا.. لمدينون) مرّ إعراب نظيرها «1» .. [سورة الصافات (37) : آية 54] قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) الإعراب: فاعل (قال) ضمير يعود على القائل المتقدّم (هل) حرف استفهام. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنتم مطّلعون» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (مطّلعون) ، جمع مطّلع، اسم فاعل من الخماسيّ اطّلع، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي اللفظ إبدال، أصله مطتلع أخذا من اطتلع.. جاءت التاء بعد الطاء قلبت طاء وأدغمت مع الطاء الأولى.. [سورة الصافات (37) : آية 55] فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (55) الإعراب: (الفاء) عاطفة في الموضعين (في سواء) متعلّق ب (رآه) . جملة: «اطّلع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «2» . وجملة: «رآه....» لا محلّ لها معطوفة على جملة اطّلع.

_ (1) انظر الآية (16) من هذه السورة مفردات وجملا. (2) في الآية السابقة (54) .

[سورة الصافات (37) : الآيات 56 إلى 59]

[سورة الصافات (37) : الآيات 56 الى 59] قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) الإعراب: (التاء) تاء القسم للجرّ (الله) لفظ الجلالة مجرور ب (التاء) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة زائدة و (النون) في (تردين) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف مفعول به. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «القسم وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كدت لتردين» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «تردين..» في محلّ نصب خبر كدت. (57) (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (نعمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا (اللام) واقعة في جواب لولا (من المحضرين) متعلّق بخبر كنت.. وجملة: «لولا نعمة ربّي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. وجملة: «كنت من المحضرين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (58) (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ميّتين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: «ما نحن بميّتين ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول

الصرف:

القول لقول مقدّر أي قال أهل الجنّة: «أنحن مخلّدون فما نحن بميّتين ... » (59) (إلّا) أداة استثناء (موتتنا) منصوب على الاستثناء المنقطع «1» ، (الواو) عاطفة (ما نحن بمعذّبين) مثل ما نحن بميّتين. وجملة: «ما نحن بمعذّبين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما نحن بميّتين. الصرف: (كدت) ، فيه إعلال بالحذف لأنه أجوف اتّصل به ضمير الرفع، فلمّا بني على السكون والتقى ساكنان الألف والدال حذفت الألف، وزنه فلت بكسر الفاء بابه فرح حيث نقلت حركة العين المحذوفة إلى الفاء، أصله كود يكود مثل خوف يخوف. (موتتنا) ، مصدر مرّة من مات على وزن فعلة بفتح الفاء. [سورة الصافات (37) : الآيات 60 الى 61] إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (61) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (لمثل) متعلّق ب (يعمل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر وحرّك الفعل (يعمل) بالكسر لالتقاء الساكنين.. جملة: «إنّ هذا لهو الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو الفوز ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ليعمل العاملون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي من أراد الفوز في الآخرة فليعمل له مثل ذلك في الدنيا.

_ (1) قيل إنّ (إلّا) للحصر و (موتتنا) مفعول مطلق عامله الصفة المشبّهة (ميّتين) .

[سورة الصافات (37) : الآيات 62 إلى 68]

[سورة الصافات (37) : الآيات 62 الى 68] أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) الإعراب: (نزلا) تمييز منصوب (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (شجرة) معطوف على المبتدأ (ذلك) . جملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (63) - (للظالمين) متعلّق بنعت لفتنة- أو بفتنة- وجملة: «إنّا جعلناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «جعلناها ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (64- 65) - (في أصل) متعلّق ب (تخرج) ، بتضمينه معنى تنبت. وجملة: «إنّها شجرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «تخرج ... » في محلّ رفع نعت لشجرة. وجملة: «طلعها كأنّه رؤوس ... » في محلّ رفع نعت ثان لشجرة. وجملة: «كأنّه رؤوس ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ طلعها. (66) (الفاء) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (منها) متعلّق ب (آكلون) ، والثاني متعلّق ب (مالئون) المعطوف على (آكلون) ب (الفاء) ، (البطون) مفعول به لاسم الفاعل مالئون. وجملة: «إنّهم لآكلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

(67) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (عليها) متعلّق بحال من حميم «1» ، (اللام) للتوكيد (شوبا) اسم إنّ منصوب (من حميم) متعلّق بنعت ل (شوبا) .. وجملة: «إن لهم.. لشوبا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم لآكلون. (68) - (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى الجحيم) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «إنّ مرجعهم لإلى الجحيم» لا محلّ لها معطوفة على جملة: إنّ لهم.. لشوبا. الصرف: (62) الزقّوم: اسم لثمر شجرة خبيثة مرّة كريهة الطعم، ويقال هي شجرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر، وزنه فعّول بفتح وضمّ العين المشدّدة. (64) أصل: اسم لأسفل الشيء أو ما يقابل الفرع، أو هو المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون.. من الثلاثيّ من باب كرم. (66) مالئون: جمع مالئ، اسم فاعل من الثلاثيّ ملأ، وزنه فاعل. (67) شوبا: مصدر سماعيّ لفعل شابه يشوبه أي خالطه، وقد يقصد به اسم المفعول أي المشوب، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «طَلْعُها» . الطلع للنخلة، وأستعير لما طلع من شجرة الزقوم من حملها: إما استعارة لفظية، أو معنوية. 2- التشبيه التخييلي: في قوله تعالى «طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ» .

_ (1) نعت تقدّم على المنعوت أي: إنّ لهم لشوبا من حميم مصبوب على ما يأكلون من شجرة الزقّوم.

[سورة الصافات (37) : الآيات 69 إلى 70]

شبه برؤوس الشياطين دلالة على تناهيه في الكراهية وقبح المنظر، لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس، لاعتقادهم أنه شر محض لا يخالطه خير، فيقولون في القبيح الصورة: كأنه وجه شيطان، كأنه رأس شيطان. وإذا صوّره المصورون: جاؤوا بصورته على أقبح ما يقدر وأهوله، كما أنهم اعتقدوا في الملك أنه خير محض لا شر فيه، فشبهوا به الصورة الحسنة. قال الله تعالى «ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ» . 3- سر العطف ب «ثم» : في قوله تعالى «ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ» سر لطيف المأخذ، دقيق المسلك، فإن في معنى التراخي وجهين: أحدهما، أنهم يملئون البطون من شجر الزقوم، وهو حارّ يحرق بطونهم ويعطشهم، فلا يسقون إلا بعد مليّ تعذيبا بذلك العطش، ثم يسقون ما هو أحرّ وهو الشراب المشوب بالحميم. والثاني: أنه ذكر الطعام بتلك الكراهة والبشاعة، ثم ذكر الشراب بما هو أكره وأبشع، فجاء بثم للدلالة على تراخي حال الشراب عن حال الطعام ومباينة صفته لصفته في الزيادة عليه. [سورة الصافات (37) : الآيات 69 الى 70] إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (69) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) الإعراب: (ألفوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (ضالّين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء. جملة: «إنّهم ألفوا ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ. وجملة: «ألفوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (70) - (الفاء) عاطفة (على آثارهم) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم..

الصرف:

و (الواو) في (يهرعون) فاعل «1» . وجملة: «هم على آثارهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ألفوا. وجملة: «يهرعون..» في محلّ رفع خبر ثان «2» . الصرف: (ألفوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة و (واو) الجماعة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه أفعوا- بفتح العين-. [سورة الصافات (37) : الآيات 71 الى 74] وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق لا متعلّق ب (ضلّ) «3» ... جملة: «ضلّ ... أكثر» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. (72) (فيهم) متعلّق ب (أرسلنا) بتضمينه معنى بعثنا.. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى. (73) - (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان..

_ (1) يلاحظ أنّ هذا الفعل لا يستعمل إلّا بصيغة المفعول في اللغة، فلزم أن يكون الضمير فيه فاعلا لا نائب فاعل. (2) أو في محل نصب حال من ضمير الاستقرار. [.....] (3) أو متعلّق بمحذوف حال من أكثر.

[سورة الصافات (37) : الآيات 75 إلى 82]

وجملة: «انظر ... » جواب شرط مقدّر أي: إن عاقبنا المنذرين. فانظر ... وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول لفعل النظر المعلّق بالاستفهام (74) - (إلّا) للاستثناء (عباد) منصوب على الاستثناء المنقطع ... [سورة الصافات (37) : الآيات 75 الى 82] وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (77) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (79) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الفاء) عاطفة (اللام) لام القسم للقسم المقدّر السابق (نعم) ماض جامد لإنشاء المدح (المجيبون) فاعل مرفوع ... والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن. جملة: «نادانا نوح ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «نعم المجيبون..» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «1» . (76) - (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة التالية (أهله) معطوف على الضمير الغائب في (نجّيناه) ، (من الكرب) متعلّق ب (نجّيناه) .. وجملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

_ (1) أو جواب قسم مقدّر آخر.

الصرف:

(77) - (هم) ضمير فصل (الباقين) مفعول به ثان عامله جعلنا. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناه. (78) - (عليه) متعلّق بمحذوف هو مفعول تركنا أي تركنا ثناء عليه.. (في الآخرين) متعلّق ب (تركنا) . وجملة: «تركنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناه. (79) - (سلام) مبتدأ مرفوع «1» ، (على نوح) متعلّق بخبر المبتدأ سلام (في العالمين) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر. وجملة: «سلام على نوح» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «2» . (80) - (إنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ... وجملة: «إنّا ... نجزي ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: «نجزي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (81) - (من عبادنا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. وجملة: «إنّه من عبادنا ... » لا محلّ لها تعليل آخر. (82) - (ثمّ) حرف عطف ... وجملة: «أغرقنا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناه- أو جعلنا. الصرف: (75) المجيبون: جمع المجيب، اسم فاعل من الرباعيّ أجاب، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالقلب،

_ (1) جاز الابتداء بالنكرة لأنه دالّ على دعاء. (2) أو هي تفسير لقوله تركنا ... أو تفسير للمفعول المقدّر أي تركنا شيئا هو هذا الكلام ... ويجوز أن تكون مقول القول لقول مقدّر أي قلنا سلام ...

[سورة الصافات (37) : الآيات 83 إلى 86]

أصله مجوب- بكسر الواو، فهو واويّ العين، ثمّ سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الجيم، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبح (مجيب) «1» . [سورة الصافات (37) : الآيات 83 الى 86] وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (83) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ماذا تَعْبُدُونَ (85) أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من شيعته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) للتوكيد (إبراهيم) اسم إنّ منصوب. جملة: «إنّ من شيعته لإبراهيم» لا محلّ لها استئنافيّة. (84) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ شيعته أي شايعه إذ جاء ربّه (بقلب) متعلّق بحال من الفاعل. وجملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. (85) - (إذ) ظرف بدل من الأول (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدون «2» . وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تعبدون..» في محلّ نصب مقول القول. (86) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (إفكا) مفعول به مقدّم منصوب «3» ، (آلهة) بدل من (إفكا) بحذف مضاف أي عبادة آلهة (دون) ظرف

_ (1) وانظر الآية (61) من سورة هود. (2) أو (ما) استفهام مبتدأ خبره اسم الموصول (ذا) ، والجملة من المبتدأ والخبر في محلّ نصب مقول القول، وجملة تعبدون صلة والعائد محذوف. (3) قيل هو مفعول لأجله عامله تريدون، والمفعول به هو آلهة.

[سورة الصافات (37) : آية 87]

منصوب متعلّق بنعت لآلهة «1» . وجملة: «تريدون» في محلّ نصب بدل من جملة تعبدون. [سورة الصافات (37) : آية 87] فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (87) الإعراب: (الفاء) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره (ظنّكم) (بربّ) متعلّق بالمصدر ظنّكم. والجملة ... في محلّ نصب معطوفة على جملة «تعبدون» «2» . [سورة الصافات (37) : الآيات 88 الى 94] فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (92) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) الإعراب: (الفاء) عاطفة (نظرة) مفعول مطلق منصوب (في النجوم) متعلّق ب (نظر) بتضمين الفعل معنى تفكّر. جملة: «نظر ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: قال قومه اخرج معنا فنظر.... (89) (الفاء) عاطفة في المواضع الستة الآتية وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر. وجملة: «إنّي سقيم..» في محلّ نصب مقول القول. (90) - (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (عنه) متعلّق ب (تولّوا) ، (مدبرين) حال

_ (1) أو متعلّق ب (تريدون) . (2) في الآية (85) من هذه السورة.

الصرف:

مؤكّدة للفعل منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. (91) - (إلى آلهتهم) متعلّق ب (راغ) ، (ألا) أداة عرض ... وجملة: «راغ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّوا. وجملة: «قال..» لا محلّ لها معطوفة على جملة راغ. وجملة: «ألا تأكلون» في محلّ نصب مقول القول. (92) - (ما) اسم استفهام مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ (ما) (لا) نافية. وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لا تأكلون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم) . (93) (عليهم) متعلّق ب (راغ) وفي الضرب معنى الاستعلاء (ضربا) مفعول مطلق لفعل محذوف «1» ، (باليمين) متعلّق بالمصدر (ضربا) «2» . وجملة: «راغ (الثانية» ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. (94) (إليه) متعلّق ب (أقبلوا) - أو ب (يزفّون) - وجملة: «أقبلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فكسرها فبلّغ قومه من رآه فأقبلوا ... وجملة: «يزفّون....» في محلّ نصب حال من فاعل أقبلوا. الصرف: (راغ) ، فيه إعلال بالقلب أصله روغ تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين بمعنى مال إليه سرا.

_ (1) وجملة الفعل المقدّر حال من فاعل راغ.. أو هي مصدر في موضع الحال. (2) هذا إذا كان (ضربا) نائبا عن فعله، وإلّا فيتعلّق الجار بالفعل المقدّر.. وقد تكون الباء للملابسة إذا كان اليمين بمعنى القوّة، فالجارّ متعلّق بحال من فاعل راغ.

البلاغة

(نظرة) ، مصدر مرة من الثلاثي، نظر وزنه فعلة بفتح فسكون. (سقيم) ، صفة مشبهة من الثلاثي سقم باب فرح، وزنه فعيل. البلاغة فن الرمز والإيماء والتعريض: في قوله تعالى «فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ» . وهذا الفن هو: أن يريد المتكلم إخفاء أمر ما في كلامه، فيرمز في ضمنه رمزا، إما تعمية للمخاطب، وتبرئة لنفسه، وتنصلا من التبعة، وإما ليهتدي بواسطته إلى طريق استخراج ما أخفاه في كلامه والذي قاله إبراهيم عليه السلام، معراض من الكلام، ولقد نوى به أن من في عنقه الموت سقيم. ومنه المثل: كفى بالسلامة داء. الفوائد - قصة النجوم: ما العلاقة بين نظر إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النجوم وقوله (إِنِّي سَقِيمٌ) ؟ قال المفسرون، وهو قول ابن عباس: كان قوم إبراهيم يتعاطون علم النجوم، فعاملهم من حيث كانوا يتعاطون ويتعاملون به، لئلا ينكروا عليه، وذلك أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم، ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة. وكان لهم من الغد عيد ومجمع، فكانوا يدخلون على أصنامهم، ويقربون لهم القرابين، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم، وزعموا التبرك عليه، فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإبراهيم: ألا تخرج معنا، فنظر في النجوم فقال إني سقيم، وفي غيبتهم قام بتحطيم الأصنام. [سورة الصافات (37) : الآيات 95 الى 96] قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (96) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ الإنكاريّ (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الصافات (37) : الآيات 97 إلى 98]

وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تنحتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (96) - (الواو) حاليّة- أو عاطفة- والثانية عاطفة (ما) اسم موصول في محل نصب معطوف على ضمير الخطاب في (خلقكم) ، والعائد محذوف. وجملة: «الله خلقكم..» في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «خلقكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة الصافات (37) : الآيات 97 الى 98] قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) الإعراب: (له) متعلّق ب (ابنوا) ، (الفاء) عاطفة (في الجحيم) متعلّق ب (ألقوه) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة. وجملة: «ابنوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ألقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. (98) (الفاء) عاطفة (به) متعلّق بمحذوف حال من (كيدا) ، (الفاء) عاطفة (الأسفلين) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «أرادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا ...

_ (1) أو معطوفة على جملة مقول القول. (2) أو استئنافيّة.

[سورة الصافات (37) : الآيات 99 إلى 113]

[سورة الصافات (37) : الآيات 99 الى 113] وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (109) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) الإعراب: (الواو) عاطفة (إلى ربّي) متعلّق بذاهب (السين) حرف استقبال، و (النون) في (سيهدين) للوقاية، و (الياء) المحذوفة لمناسبة فواصل الآي مفعول به. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي: خرج من النار سالما وقال ... وجملة: «إنّي ذاهب ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سيهدين» لا محلّ لها اعتراضيّة «1» .

_ (1) أو استئناف بيانيّ. [.....]

(100- 101) - (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (لي) متعلّق ب (هب) ، (من الصالحين) متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي ابنا من الصالحين (الفاء) عاطفة (بغلام) متعلّق ب (بشّرناه) ... وجملة النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلا ... وجملة: «هب ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هب ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «بشّرناه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر. (102) - (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل بلغ «1» ، وهو ضمير يعود على غلام (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، و (الياء) الثانية مضاف إليه (في المنام) متعلّق ب (أرى) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عاملة ترى: «2» (أبت) منادى مضاف منصوب.. و (التاء) عوض من (ياء) الإضافة المحذوفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تؤمره، ونائب الفاعل لفعل (تؤمر) ضمير مستتر تقديره أنت، (السين) للاستقبال، و (النون) في (ستجدني) للوقاية (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من الصابرين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله ستجدني..

_ (1) لا يجوز أن يتعلّق ب (بلغ) لأن بلوغ السعي ليس متزامنا بين الأب والابن، ويجوز تعليقه بالسعي على الرغم من تقدّم المعمول على المصدر إذ يجوز في الظرف ما لا يجوز في غيره. (2) أو (ما) مبتدأ و (ذا) خبر،

وجملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة النداء: «يا بنيّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي أرى ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أرى في المنام ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أذبحك ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّي أذبحك) في محلّ نصب مفعول به عامله أرى. وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: تنبّه فانظر ... وجملة: «ترى ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «افعل ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تؤمر ... » لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: «ستجدني..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. (103) - (الفاء) عاطفة (لمّا) مثل الأول (للجبين) متعلّق ب (تلّه) بتضمينه معنى دفعه. وجملة: «أسلما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره ظهر صبرهما، أو أجزلنا لهما الأجر «1» .

_ (1) بعضهم يجعل الجواب جملة: ناديناه على زيادة الواو.

وجملة: «تلّه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أسلما. (104) - (الواو) عاطفة (أن) حرف تفسير (إبراهيم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ... وجملة: «ناديناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أسلما. وجملة النداء: «يا إبراهيم» لا محلّ لها تفسيريّة. (105) - (قد) حرف تحقيق (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ... وجملة: «صدقّت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّا.. نجزي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء «1» . وجملة: «نجزي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (106) (اللام) المزحلقة للتوكيد (هو) ضمير منفصل مبتدأ «2» خبره (البلاء) .. وجملة: «إنّ هذا لهو البلاء ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء «3» . وجملة: «هو البلاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (107- 111) - (الواو) عاطفة (بذبح) متعلّق ب (فديناه) ، (تركنا.. الآخرين) مرّ إعرابها «4» ، (سلام.. المؤمنين) «5» . وجملة: «فديناه ... » معطوفة على جملة جواب الشرط مذكورة أو مقدّرة.

_ (1، 3) أو هي استئنافيّة منقطعة. (2) أو هو ضمير فصل، و (البلاء) خبر إنّ. (4) في الآية (78) من هذه السورة. (5) انظر إعراب الآيات (79، 80، 81) من هذه السورة مفردات وجملا.

الصرف:

وجملة: «تركنا ... » معطوفة على جملة فديناه. (112) - (الواو) عاطفة (بإسحاق) متعلّق ب (بشّرناه) ، (نبيّا) حال مقدّرة منصوبة (من الصالحين) متعلّق بنعت ل (نبيّا) «1» . وجملة: «بشّرناه ... » لا معطوفة على جملة فديناه. (113) - (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (باركنا) ، وكذلك (على إسحاق) ، (الواو) استئنافيّة (من ذرّيّتهما) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ محسن (ظالم) معطوف على محسن ب (الواو) مرفوع مثله (لنفسه) متعلّق بظالم «2» . وجملة: «من ذرّيّتهما محسن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (99) ذاهب: اسم فاعل من الثلاثيّ ذهب باب فتح، وزنه فاعل. (102) السعي: اسم لمكان يجري فيه السعي سميّ باسم المصدر للثلاثيّ سعى وزنه فعل بفتح فسكون. (103) الجبين: اسم لمكان يجري فيه السعي سميّ باسم المصدر للثلاثيّ سعى وزنه فعل بفتح فسكون. (103) الجبين: اسم للقسم المعروف من طرفي الرأس فهما جبينان بينهما الجبهة، وزنه فعيل بفتح الفاء. (107) ذبح: اسم ما يذبح بمعنى المذبوح، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين. البلاغة الإيجاز: في قوله تعالى «فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ» . وهذا إيجاز قصر، فقد انطوت هذه البشارة الموجزة على ثلاث: على أن الولد غلام ذكر، وأنه يبلغ أوان الحلم، وأنه يكون حليما.

_ (1) أو حال من الضمير في (نبيّا) ، أو حال من إسحاق. (2) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، و (نفسه) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ظالم.

الفوائد

الفوائد من هو الذبيح؟ أفادت الآية أن رؤيا الأنبياء حق، وقد اختلف العلماء أيّ ولدي إبراهيم هو الذبيح. فقال طائفة منهم هو «إسحاق» وإلى ذلك ذهب عمر وعلي وابن مسعود والعباس وكعب الأحبار وسعيد بن جبير وغيرهم رضي الله عنهم. واختلفت الروايات عن ابن عباس على قولين: أحدهما إسماعيل وثانيهما إسحاق، ومن قال بأنه إسحاق قال: كانت هذه القصة بالشام. وروي عن سعيد بن جبير قال: رأى إبراهيم ذبح إسحاق في المنام، وهو بالشام، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة، حتى أتى به المنحر من منى، فلما أمره الله بذبح الكبش ذبحه، وسار به مسيرة شهر في روحة واحدة، طويت له الأودية والجبال. والقول الثاني: أنه إسماعيل، وإليه ذهب عبد الله بن سلام والحسن وسعيد بن المسيب والشعبي ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القرظي والكلبي ورواية عطاء بن أبي رباح ويوسف بن ماهك عن ابن عباس قال المفدي إسماعيل وكلا القولين يروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) . واحتج من ذهب إلى أن الذبح إسحاق بقوله تعالى فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فلما بلغ معه السعي أمر بذبح من بشر به، وليس في القرآن أنه بشر بولد سوى إسحاق، وكانت البشارة بعد قصة الذبح، فدل ذلك على أن الذبيح هو المبشّر به، واحتج من ذهب إلى أن الذبيح هو إسماعيل بأن الله تعالى ذكر البشارة بإسحق بعد الفراغ من قصة الذبيح، فقال تعالى وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ فدل على أن المذبوح غيره، وأيضا فإن الله تعالى قال في سورة هود فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فكيف يأمره بذبح إسحاق وقد وعده بولد له هو يعقوب، ووصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله: وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وهو صبره على الذبح، ووصفه بصدق الوعد في قوله إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وعد أباه بالصبر على الذبح فوفى بوعده، وسأل عمر بن عبد العزيز يهوديا أسلم وحسن إسلامه: أي ولدي إبراهيم أمره الله تعالى بذبحه، فقال: إسماعيل. وقال الأصمعي سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال: يا أصمعي، متى كان إسحاق بمكة؟ إنما كان

[سورة الصافات (37) : الآيات 114 إلى 122]

إسماعيل، وهو الذي بنى البيت مع أبيه. والله تعالى أعلم. [سورة الصافات (37) : الآيات 114 الى 122] وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (114) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (116) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (119) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (120) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (على موسى) متعلّق ب (مننّا) . جملة: «منّنا..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. (115) - (الواو) عاطفة في الموضعين (قومهما) معطوف على ضمير المفعول في (نجّيناهما) ب (الواو) منصوب (من الكرب) متعلّق ب (نجيناهما) . وجملة: «نجيناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مننا. (116) - (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ، (هم) ضمير فصل (الغالبين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء. وجملة: «نصرناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مننا.. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نصرناهم.. (117- 118) - (الواو) عاطفة (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الصراط) مفعول به ثان عامله هديناهما- أو منصوب على نزع الخافض

الصرف:

وجملة: «آتيناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «هديناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (119- 122) (وتركنا ... المؤمنين) آيات سبق إعراب نظائرها مفردات وجملا «1» . الصرف: (117) المستبين: اسم فاعل من السداسيّ استبان، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين، أصله مستبين- بسكون الباء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الباء. [سورة الصافات (37) : الآيات 123 الى 132] وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (130) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (من المرسلين) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «إنّ إلياس لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة. (124) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمرسلين «2» ، (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (ألا) أداة عرض لا عمل لها.

_ (1) في الآيات (78، 79، 80، 81) من هذه السورة. (2) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.

الصرف:

وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ألا تتّقون ... » في محلّ نصب مقول القول. (125) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة. وجملة: «تدعون ... » في محلّ نصب بدل من جملة تتّقون. وجملة: «تذرون..» في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعون. (126- 128) (الله) لفظ الجلالة بدل من أحسن منصوب- أو عطف بيان عليه- (ربّكم) نعت للفظ الجلالة- أو بدل منه- منصوب (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) المزحلقة للتوكيد. (إلّا) للاستثناء (عباد) مستثنى بإلّا منصوب. وجملة: «كذّبوه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال ... وجملة: «إنّهم لمحضرون..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء حسابهم فإنّهم ... (129- 132) (وتركنا ... من عبادنا المؤمنين) مرّ إعراب نظائرها «1» مفردات وجملا. الصرف: (123) إلياس: اسم علم لنبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وقيل هو إدريس، وقال ابن عبّاس هو ابن عمّ اليسع، وقيل هو ابن أخي هارون، وهو علم أعجميّ لا يعرف وزنه. (125) بعلا: اسم بمعنى إله، وزنه فعل بفتح فسكون. (130) إلياسين: قيل هو اسم آخر لإلياس فهو مفرد، وقيل جمع مذكّر سالم لكلّ من آمن مع إلياس على طريقة التغليب كما يقال المهالبة والأشاعرة نسبة إلى المهلّب والأشعريّ، وهو في الأصل جمع إلياسيّ- نسبة إلى إلياس- ثمّ استثقلت الشدّة على الياء فحذفت إحدى الياءين،

_ (1) في الآيات: (78، 79، 80، 81) ، من هذه السورة.

الفوائد

فلمّا جمع جمع مذكّر سالما التقى ساكنان إحدى الياءين وياء الجمع، فحذفت أولاهما لالتقاء الساكنين فصار إلياسين.. والقول بإفراده أصحّ. الفوائد - قصة إلياس عليه الصلاة والسلام: قال قتادة ومحمد بن إسحاق: إلياس هو إدريس، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك. وقال وهب بن منبه: هو إلياس بن (ياسين) بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، بعثه الله في بني إسرائيل بعد حزقيل عليهما الصلاة والسلام. وكانوا قد عبدوا صنما يقال له «بعل» فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان قد آمن به ملكهم ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد، فدعا الله عليهم، فحبس عنهم القطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه بالإيمان به إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه، وكان قد نشأ على يديه اليسع بن أخطوب- عليه الصلاة والسلام- فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا، فهما جاءه فليركبه ولا يخفه، فجاءته فرس من نار فركب، وألبسه الله النور وكساه الريش، وكان يطير مع الملائكة ملكا إنسيا سماويا أرضيا، هكذا حكاه وهب عن أهل الكتاب. والله أعلم بصحته. [سورة الصافات (37) : الآيات 133 الى 138] وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (138) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمن المرسلين) مزحلقة وخبر إنّ.

الفوائد

جملة: «إنّ لوطا لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة. (135- 136) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمرسلين «1» ، في محلّ نصب (الواو) عاطفة (أهله) معطوف على ضمير الغائب في (نجيناه) منصوب (أجمعين) توكيد معنوي لضمير لوط وأهله (إلّا) للاستثناء (عجوزا) مستثنى بإلّا منصوب (في الغابرين) نعت ل (عجوزا) . وجملة: «نجّيناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دمّرنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه. (137) - (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (عليهم) متعلّق ب (تمرّون) ، (مصبحين) حال منصوبة من فاعل تمرّون. وجملة: «إنّكم لتمرّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ لوطا لمن المرسلين. وجملة: «تمرّون..» في محلّ رفع خبر إنّ. (138) (الواو) عاطفة (بالليل) متعلّق بحال معطوفة على الحال السابقة (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية. وجملة: «لا تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: أتغفلون عن ذلك فلا تعقلون.. الفوائد - الضمير: ينقسم الضمير إلى ثلاثة أنواع: 1- الضمير المنفصل: وهو الذي يأتي مستقلا، غير متصل بشيء وهو نوعان: آ- ضمائر الرفع: أنا- نحن- أنت- أنت- أنتما- أنتم- أنتن- هو- هي- هما- هم- هن.

_ (1) أو هو اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.

ب- ضمائر النصب: إيّاي- إيّانا- إيّاك.. إلخ. 2- الضمير المستتر: وهو الذي لا يظهر في الكلام، وإنما يقدر تقديرا، وهو: للغائب: هو- هي. للمتكلم: أنا- نحن. للمخاطب: أنت. أما بقية الضمائر مثل: أنتما- هما- هم فلا تأتي مستترة، وإنما يستتر الضمائر التي ذكرناها فقط. يستتر الضمير جوازا مع الغائب: هو- هي. ويستتر وجوبا مع المتكلم والمخاطب: أنا- نحن- أنت. 3- الضمير المتصل، وهو الضمير الذي يتصل بكلمة، ولا يأتي مستقلا. وقد يتصل بالاسم مثل (كتابك) ، أو بالفعل مثل (جاؤوا) أو بالحرف مثل (عليه) . وينقسم إلى ثلاثة أنواع: آ- ضمائر تختص بالرفع وهي: ألف الاثنين- واو الجماعة- ياء الخطاب- التاء المتحركة- نون النسوة. وهذه الضمائر لا تتصل إلا بالفعل فإن كان الفعل تاما (غير ناقص) فهي في محل رفع فاعل، كما في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى أَفَلا تَعْقِلُونَ فواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل. أما إن اتصلت بفعل ناقص (كان وأخواتها) فهي في محل رفع اسمها. ب- ضمائر تختص بالنصب والجر، وهي: هاء الغائب، وياء المتكلم، وكاف الخطاب. وتشترك باتصالها بالفعل أو الاسم أو الحرف أو بالحروف المشبهة بالفعل (إن وأخواتها) ، فإن اتصلت بالفعل، فهي في محل نصب مفعول به، مثل (أكرمتك) ، وإن اتصلت بالحرف المشبه بالفعل، فهي في محل نصب اسمها، وإن اتصلت بالاسم فهي في محل جر بالإضافة، وإن اتصلت بالحرف (أي حرف جر) فهي في محل جر بحرف الجر. ج- وضمير يختص بالرفع أو النصب أو الجر، وهو (نا) ، فيأتي أحيانا في محل رفع مثل (سمعنا وأطعنا) ، وأحيانا في محل جر مثل (ربنا) ، وأحيانا في محل نصب مثل (لا تؤاخذنا) .

[سورة الصافات (37) : الآيات 139 إلى 148]

ملاحظة: إذا اتصلت ياء المتكلم بأحد حرفي الجر: (من) و (عن) أو بالفعل، أتي بنون الوقاية فاصلا بين الياء وبين ما قبلها، مثل: منّي- عنّى- أكرمني- يكرمني- أكرمني.. [سورة الصافات (37) : الآيات 139 الى 148] وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (148) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمن المرسلين) مثل السابقة «1» . جملة: «إنّ يونس لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة. (140) (إذ أبق) مثل إذ نجّيناه «2» ، (إلى الفلك) متعلّق ب (أبق) . وجملة: «أبق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. (141) (الفاء) عاطفة في الموضعين (من المدحضين) متعلّق بخبر كان. وجملة: «ساهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أبق. وجملة: «كان من المدحضين..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ساهم. (142) (الفاء) عاطفة و (الواو) حالية.

_ (1) في الآية (133) [.....] (2) في الآية (134) من هذه السورة.

وجملة: «التقمه الحوت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كان ... وجملة: «هو مليم» في محلّ نصب حال. (143) (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (لولا) حرف شرط غير جازم (من المسبّحين) متعلّق بخبر كان. والمصدر المؤوّل (أنّه كان من المسبّحين) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود. وجملة: «لولا (تسبيحه) موجود» لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كان من المسبّحين» في محلّ رفع خبر أنّ. (144) (اللام) واقعة في جواب لولا (في بطنه) متعلّق ب (لبث) «1» ، (إلى يوم) متعلّق ب (لبث) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل. وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه. (145) (الفاء) استئنافيّة (بالعراء) متعلّق ب (نبذناه) و (الباء) للظرفيّة (الواو) حالية.. وجملة: «نبذناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة في معرض قصّة يونس. وجملة: «هو سقيم» في محلّ نصب حال. (146) (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (أنبتنا) بتضمينه معنى ظلّلنا (من يقطين) متعلّق بنعت لشجرة. وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناه.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل لبث.

الصرف:

(147) (الواو) عاطفة (إلى مائة) متعلّق ب (أرسلناه) ، (أو) للإضراب «1» .. وجملة: «أرسلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناه.. وجملة: «يزيدون..» لا محلّ لها استئنافيّة. (148) (الفاء) عاطفة في الموضعين (إلى حين) متعلّق ب (متّعناهم) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلناه. وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. الصرف: (141) المدحضين: جمع المدحض، اسم مفعول من أدحض المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (142) مليم: اسم فاعل من الرباعيّ ألام فلان إذا أتى بما يلام عليه، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالقلب وإعلال بالتسكين، أصله ملوم بضمّ فسكون فكسر، استثقلت الكسرة على الواو فسكّنت- إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى اللام قبلها، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبل الواو فأصبح مليم. (143) المسبّحين: جمع المسبّح اسم فاعل من الرباعي سبّح وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين المشددة.. (145) العراء: اسم لوجه الأرض، جامد، والهمزة فيه منقلبة عن ياء أصله العراي لأنه من عري يعرى باب فرح، فلمّا تطرّفت الياء بعد ألف ساكنة، قلبت همزة. (146) يقطين: اسم جامد لنبات القرع وزنه يفعيل بفتح الياء مأخوذ من قطن بالمكان إذا قام فيه لا يبرح.

_ (1) اختلف المفسّرون كثيرا في معنى (أو) ، فقيل هو للإضراب، وقيل للإبهام، وقيل لمطلق الجمع، وقيل للتخيير وقيل للإباحة.

الفوائد

الفوائد - يونس صلى الله عليه وسلم والفلك: قال ابن عباس ووهب: كان يونس- عليه الصلاة والسلام- وعد قومه العذاب، فتأخر العذاب عنهم، فخرج كالمستور منهم، فقصد البحر، فركب السفينة، فاحتبست السفينة، فقال الملّاحون: هاهنا عبد آبق من سيّده. فاقترعوا فوقعت على يونس ثلاث مرات، فقال: أنا الآبق، وزج نفسه في الماء. هذا ما قاله ابن عباس. ثمّ التقمه الحوت، وكان يسبح الله عز وجلّ ويذكره كثيرا. وقال ابن عباس: كان من المصلين. قال بعضهم: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة. واختلفت الأقوال في مدة لبثه في بطن الحوت، فقيل: ثلاثة، وقيل: سبعة، وقيل: عشرين، وقيل: أربعين، وبعد أن لفظه الحوت أنبت الله عليه شجرة من يقطين (يعني القرع) ، وتختص هذه الشجرة بعدم اقتراب الذباب منها، ثم أرسله الله إلى مائة ألف أو يزيدون، أي بل يزيدون. وورد في الحديث أنهم يزيدون (عشرين ألفا) فآمنوا به. روي عن أبي بن كعب- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عن قوله تعالى وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ قال: يزيدون عشرين ألفا. أخرجه الترمذي. وقال: حديث حسن. - (أو) : تضاربت أقوال النحاة حول معنى (أو) في قوله تعالى: وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. وقد ذكر ابن هشام في المغنى هذا الخلاف، وأورد هذه الآراء. قال الفراء: المعنى (بل يزيدون) هكذا جاء في التفسير مع صحته في العربية، وقال بعض الكوفيين: بمعنى الواو، وللبصريين فيها أقوال: قيل: للإبهام، وقيل: للتخيير، أي إذا رآهم الرائي تخير بين أن يقول: هم مائة ألف أو هم أكثر، نقله ابن الشجري عن سيبويه، وفي ثبوته عنه نظر، ولا يصح التخيير بين شيئين، الواقع أحدهما، وقيل: هي للشك مصروفا إلى الرائي، ذكره ابن جني، وأورد الإمام النسفي في التفسير قوله: (أو يزيدون) في مرأى الناظر، أي إذا رآهم الرائي قال:

[سورة الصافات (37) : الآيات 149 إلى 157]

هم مائة ألف أو أكثر. وقال الزجاج: قال غير واحد: معناه بل يزيدون. قال ذلك الفراء وأبو عبيدة، ونقل عن ابن عباس كذلك، وهذا القول هو أظهر. هذه الأقوال والله أعلم. [سورة الصافات (37) : الآيات 149 الى 157] فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (150) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (157) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، وضمير الغائب في (استفتهم) يعود على كفّار مكّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ، (لربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ البنات (الواو) للاستفهام الإنكاريّ، لربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ البنات (الواو) عاطفة (لهم البنون) مثل لربك البنات. جملة: «استفتهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألربّك البنات..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لهم البنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ. (150) (أم) عاطفة معادلة للهمزة «1» ، (إناثا) حال منصوب من الملائكة، (الواو) حالية. وجملة: «خلقنا....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ. وجملة: «هم شاهدون» في محلّ نصب حال. (151) (ألا) أداة تنبيه (من إفكهم) متعلّق ب (يقولون) ومن سببيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد ... وجملة: «إنّهم ... ليقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة، والجملة بعدها استئنافيّة.

(152) (الواو) حالية (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «ولد الله ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب حال. (153) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (على البنين) متعلّق ب (اصطفى) . وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (154) (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بمحذوف خبر ما (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله (تحكمون) . وجملة: «ما لكم....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تحكمون ... » لا محلّ لها بدل من جملة ما لكم. (155) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية. وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تذكّرون. (156) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سلطان) . وجملة: «لكم سلطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (157) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بكتابكم) متعلّق ب (ائتوا) ، (كنتم) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط. وجملة: «ائتوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين فأتوا «2» . وجملة: «إن كنتم صادقين ... » لا محلّ لها تفسير للشرط

_ (1) لم يقولوا هذا الكلام صراحة، وإنّما هو لازم لقولهم الملائكة بنات الله. (2) أو إن كان لكم حجّة فأتوا ...

الصرف:

المقدّر ... «1» . الصرف: (أصطفى) ، حذفت همزة الوصل لدخول همزة الاستفهام على الفعل، والطاء مبدلة من تاء الافتعال. (تذكّرون) ، حذفت إحدى التاءين تخفيفا، وأصله تتذكّرون. الفوائد - دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل: 1- إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة وصل (مكسورة) فإننا نحذف همزة الوصل، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ وقولك (أسمك خالد) (أستغفرت الله) . 2- أما إن دخلت على همزة وصل مفتوحة، فتدغم الهمزتان وتصبحان ألفا ممدودة مثل آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ [سورة الصافات (37) : الآيات 158 الى 160] وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بينه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (بين) ظرف معطوف على الأول ومتعلّق بما تعلّق به (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (اللام) المزحلقة.. والضمير في (إنهم، محضرون) يعود على المشركين. وجملة: «جعلوا....» لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على استئناف سابق. وجملة: «علمت الجنّة ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة

_ (1) وجواب الشرط محذوف تقديره فأتوا بكتابكم ...

الصرف:

القسم المقدّرة معطوفة على جملة جعلوا ... وجملة: «إنّهم لمحضرون..» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي علمت المعلّق ب (إنّ) ، وقد كسرت الهمزة لمجيء اللام بالخبر. (159) (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (ما) حرف مصدريّ «1» . المصدر المؤوّل (ما يصفون) في محلّ جرّ متعلّق بالفعل المحذوف. وجملة: « (نسبّح) سبحان..» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «يصفون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. (160) (إلّا) للاستثناء (عباد) مستثنى بإلّا من فاعل جعلوا أو من الضمير في محضرون «2» . الصرف: (الجنّة) ، هم الملائكة هنا، وسمّوا بذلك لاستتارهم عن الأنظار، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين. [سورة الصافات (37) : الآيات 161 الى 163] فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (161) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة و (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الخطاب في (إنّكم) . وجملة: «إنّكم ... ما أنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف. (2) وهو استثناء متّصل، ويجوز أن يكون منفصلا إذا كان المستثنى منه ضمير (يصفون) .

الصرف:

(162) (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليه) متعلّق بفاتنين (فاتنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، ومفعول فاتنين محذوف أي أحدا. وجملة: «ما أنتم عليه بفاتنين» في محلّ رفع خبر إنّ. (163) (إلّا) للاستثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء من المفعول المقدّر «1» ، (صال) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضّمة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل ... وجملة: «هو صال الجحيم» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (فاتنين) ، جمع فاتن، اسم فاعل من فتن الثلاثيّ وزنه فاعل. (صال) ، اسم فاعل من صلي يصلى باب فرح، جاء في الآية على وزن فاع بحذف اللام على الرغم من كونه مضافا. [سورة الصافات (37) : الآيات 164 الى 166] وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (منّا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المقدّر أحد (إلّا) للحصر (له) خبر مقدم للمبتدأ (مقام) ، والضمير في (منّا) يعود إلى الملائكة «2» . جملة: «ما منا (أحد) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «له مقام ... » في محلّ نصب حال من المبتدأ المقدّر أحد (165- 166) - (الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة للتوكيد.

_ (1) يجوز أن يكون الاستثناء مفرّغا و (من) مفعول به لاسم الفاعل فاتنين. (2) وقيل يعود على النبيّ والمؤمنين.

الفوائد

وجملة: «إنّا لنحن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما منّا ... وجملة: «نحن الصافّون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّا لنحن (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على إنّا لنحن.. (الأولى) . وجملة: «نحن المسبّحون» في محلّ رفع خبر إنّ (الثانية) . الفوائد - ضمير الفصل: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ فالضمير (نحن) يسمى ضمير الفصل، أو العماد، لأنه يقوي معنى الجملة ويؤكدها، ومثله قوله تعالى كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً. زعم البصريون أنه لا محل له، وإنما هو لمجرد التوكيد فقط، ثم قال أكثرهم: إنه حرف، فلا إشكال، وقال الخليل: اسم، ونظيره على هذا القول أسماء الأفعال فيمن يراها غير معمولة لشيء، و (أك) الموصولة، وقال الكوفيون: له محل، ثم قال الكسائي: محله بحسب ما بعده، وقال الفراء: بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولي إن بالعكس. وسيأتي بحث مفصل عن هذا الضمير فيه شفاء لما في الصدور. [سورة الصافات (37) : الآيات 167 الى 170] وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة.. والضمير في (يقولون) يعود على كفار قريش. جملة: «كانوا ليقولون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون» في محلّ نصب خبر كانوا.

[سورة الصافات (37) : الآيات 171 إلى 179]

(168) (لو) حرف شرط غير جازم (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم (من الأولين) نعت ل (ذكرا) بحذف مضاف أي من كتب الأولين. وجملة: « (ثبت) ذكر ... » في محلّ نصب مقول القول. والمصدر المؤوّل (أنّ عندنا ذكرا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي ثبت وجود الذكر. (169) - (اللام) واقعة في جواب لو ... وجملة: «كنّا عباد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (170) (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فجاءهم فكفروا ... وجملة: «سوف يعلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت حسابهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم. [سورة الصافات (37) : الآيات 171 الى 179] وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لعبادنا) متعلّق بحال من كلمتنا أي مقولة لعبادنا. جملة: «سبقت كلمتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..

وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. (172- 173) (اللام) هي المزحلقة للتوكيد في الموضعين. وجملة: «إنّهم لهم المنصورون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للكلمة- وجملة: «هم المنصورون» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّ جندنا لهم الغالبون» لا محلّ لها معطوفة على البيانيّة. وجملة: «هم الغالبون» في محلّ رفع خبر إنّ (الثانية) . (174) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (حتّى حين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّ) . وجملة: «تولّ عنهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان النصر لجندنا فتولّ عنهم ... (175) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة (سوف) حرف استقبال. وجملة: «أبصرهم ... » معطوفة على جملة تولّ. وجملة: «سوف يبصرون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تفعل فسوف يبصرون. (176) (الهمزة) للاستفهام التهديديّ (الفاء) استئنافيّة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون) بتضمينه معنى يستهزئون «1» . وجملة: «يستعجلون» لا محلّ لها استئنافيّة. (177) (الفاء) عاطفة (بساحتهم) متعلّق ب (نزل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ (صباح) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره صباحهم.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف تقديره يستهزئون، وجملة يستعجلون حال من الفاعل.

الصرف:

وجملة: «نزل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ساء صباح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (178- 179) (الواو) عاطفة (تولّ ... يبصرون) مرّ إعرابهما آنفا مفردات «1» وجملا. الصرف: (ساحتهم) ، اسم للميدان أو الفسحة الأرضية وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فإذا نزل بساحتهم» . في الضمير استعارة مكنية. شبه العذاب بجيش يهجم على قوم وهم في ديارهم بغتة فيحل بها، والنزول تخييل. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فساء صباح المنذرين» . كثيرا ما يسمعون الغارة صباحا لما أنها في الأعم الأغلب تقع فيه، وهو مجاز مرسل، أطلق فيه الزمان، وأريد ما وقع فيه، كما يقال: أيام العرب لوقائعهم. الفوائد - حتّى الجارّة: لحتى وجوه عديدة. ومن أوجهها أنها تأتي حرفا جارا بمنزلة إلى في المعنى والعمل، كما ورد في الآية التي نحن بصددها فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور: 1- إن لمجرورها شرطين: آ- أن يكون ظاهرا لا مضمرا. ب- أن يكون مجرورها شيئا آخر، نحو (أكلت السمكة حتى رأسها) ، أو ملاقيا لآخر جزء نحو (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) . 2- إذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها، كما في قوله:

_ (1) في الآية (174- 175) السابقة.

[سورة الصافات (37) : الآيات 180 إلى 182]

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها أو عدم دخوله كما في قوله: سقى الحيا الأرض حتى أمكن غريت ... لهم فلا زال عنها الخير مجدودا فقوله (لا زال عنها) هو القرينة المانعة من دخول ما بعد حتى في حكم ما قبلها، ويحكم في مثل ذلك لما بعد إلى بعدم الدخول. 3- إن كلّا منهما قد ينفرد بمحل لا يصلح للآخر. فمما انفردت به «إلى» أنه يجوز «كتبت إلى زيد وأنا لي عمرو» أي هو غايتي، كما جاء في الحديث «أنابك وإليك» ، وسرت من البصرة إلى الكوفة، ولا يجوز حتى زيد، وحتى عمرو، وحتى الكوفة. وعدم جواز (حتى الكوفة) لضعف حتى في الغاية، فلم يقابلوا بها ابتداء الغاية. ومما انفردت به حتى أنه يجوز وقوع المضارع المنصوب بعدها، كقوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ وأن الفعل في تأويل مصدر مجرور بحتى. خلافا للكوفيين الذين يجعلون نصب الفعل بحتى، لأن حتى تختص بالأسماء فلا تعمل في الأفعال. [سورة الصافات (37) : الآيات 180 الى 182] سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182) الإعراب: (سبحان ربّك) مثل سبحان الله «1» ، (ربّ) بدل من ربّك مجرور (عمّا يصفون) مرّ إعرابها «2» . جملة: « (نسبّح) سبحان ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يصفون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي- أو الاسميّ-

_ (1، 2) في الآية (159) من السورة. [.....]

(181) (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «1» ، (على المرسلين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ سلام. وجملة: «سلام على المرسلين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (182) (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور مثله. وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. انتهت سورة «الصافات» ويليها سورة «ص»

_ (1) بدئ بالنكرة لأن اللفظ دالّ على عموم، فهو مدح أو دعاء.

سورة ص

سورة ص آياتها 88 آية [سورة ص (38) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) الإعراب: (الواو) واو القسم للجرّ (القرآن) مجرور ب (الواو) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ذي) نعت للقرآن مجرور. جملة القسم: «أقسم بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائية.. وجواب القسم محذوف تقديره إنّك لمن المرسلين «1» . [سورة ص (38) : آية 2] بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2) الإعراب: (بل) للإضراب (في عزّة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين ... جملة: «الذين كفروا في عزّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) لأن نظيره: يس والقرآن الحكيم، إنّك لمن المرسلين، وثمّة أقوال كثيرة أخرى للمفسرين في تقدير الجواب. وما ذكرناه أوضحها.

[سورة ص (38) : الآيات 3 إلى 5]

[سورة ص (38) : الآيات 3 الى 5] كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5) الإعراب: (كم) خبريّة كناية عن كثير في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) ، (من قرن) تمييز، كم (الفاء) عاطفة (نادوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل وهو يعود إلى القرون أو الأمم أو مجموع الأمة (الواو) واو الحال (لات) حرف نفي يعمل عمل ليس، واسمه محذوف تقديره الحين (حين) المذكور خبر لات «1» . جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا. وجملة: «لات حين مناص.» في محلّ نصب حال. (4) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت لمنذر (كذّاب) نعت لساحر مرفوع «2» . وجملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا.. وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) جاء في حاشية الجمل: «أبو عبيدة، قال الوقف على (لا) ، و (التاء) متصلة بحين فيقول قمت تحين قمت، وتحين كان كذا فعلت كذا.. وقال رأيتها في الإمام كذا لا تحين، متّصلة. والمصاحف إنّما هي لات حين، وحمل العامّة ما رآه على أنّه ممّا شذ عن الخط كنظائر له مرّت ... » اه-. (2) أو خبر ثان مرفوع للمبتدأ هذا.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن جاءهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا) ، أي: من أن جاءهم. وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا. وجملة: «هذا ساحر ... » في محلّ نصب مقول القول. (5) - (الهمزة) للاستفهام التّعجبيّ (إلها) مفعول به ثان منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد ... وجملة: «جعل الآلهة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «1» . وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «2» . الصرف: (3) لات: هي (لا) النافية و (التاء) زائدة كزيادتها في ربّ كقولهم ربّت. (مناص) ، مصدر ميميّ من ناصه أي فاته وهو من باب قال، أو بمعنى تأخّر أو فرّ أو نجا ... وزنه مفعل، وفيه إعلال أصله منوص- بفتح الواو بعد نون ساكنة- نقلت الفتحة إلى النون وسكّنت الواو، فلما انفتح ما قبل الواو قلبت ألفا. (5) عجاب: صيغة مبالغة من الثلاثيّ عجب، وزنه فعال بضمّ الفاء. الفوائد - لات: تضاربت أقوال النحاة في حقيقتها. والجمهور على أنها كلمتان: لا النافية، والتاء لتأنيث اللفظة، كما في ثمة وربّت. وإنما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين. ويشهد للجمهور أنه يوقف عليها بالتاء والهاء، وأنها رسمت منفصلة عن الحين،

_ (1، 2) أو هي استئناف بيانيّ ... أو تعليليّة.

وأن التاء قد تكسر على أصل حركة التقاء الساكنين، ولو كانت فعلا ماضيا- كما زعم بعضهم- لم يكن للكسر وجه. أما عملها، فبعضهم قال: لا تعمل شيئا، وبعضهم قال: تعمل عمل إن. والذي عليه جمهور النحاة، أنها تعمل عمل ليس. ويأتي اسمها محذوفا ولا يذكر إلا الخبر، كما في الآية وَلاتَ حِينَ مَناصٍ والتقدير (ولات الحين حين مناص) ، واختلف في معمولها، فنص الفراء على أنها لا تعمل إلا في لفظة الحين، وهو ظاهر قول سيبويه، وذهب الفارسي وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادفه، قال الزمخشري: زيدت التاء على (لا) وخصت بنفي الأحيان. فائدة: قرئ (ولات حين مناص) بخفض الحين، فزعم الفراء أن لات تستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصة، كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد لأبي زيد الطائي: طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن لات حين بقاء وقد ردّ الزمخشري على هذا الزعم قائلا: إن الأصل (حين مناصهم) ثم نزل قطع المضاف إليه من مناص منزلة قطعة من حين، لاتحاد المضاف والمضاف إليه، وجعل التنوين عوضا عن المضاف إليه، ثم بنى الحين لإضافته إلى غير متمكن. وأردف ابن هشام قائلا: والأولى أن يقال: إن التنزيل المذكور اقتضى بناء الحين ابتداء، وإن المناص معرب، وإن كان قد قطع عن الإضافة بالحقيقة، لكنه ليس بزمان، فهو ككل وبعض. - تعنّت واستكبار: أورد المفسرون قصة تاريخية بين كفار قريش ومحمد (صلّى الله عليه وسلم) سببا لنزول هذه الآية، وهي قصة طريفة، تدلك من خلالها على مبلغ العناد الذي وصلت إليه قريش، ومدى الإصرار على الباطل ومجافاة الحق. تقول القصة: لما أسلم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- شق ذلك على قريش، وفرح بذلك المؤمنون فرحا عظيما، فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش، وهم الصناديد والأشراف، وكانوا خمسة وعشرين رجلا، أكبرهم سنا الوليد بن المغيرة: امشوا إلى أبي

[سورة ص (38) : الآيات 6 إلى 8]

طالب، فأتوه وقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل إليه أبو طالب، فدعا به، فلما أتى النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال له: يا ابن أخي، هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وماذا يسألونني؟ قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل: لله أبوك، لنعطيكها وعشرا أمثالها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : قالوا: لا إله إلا الله، فنفروا من ذلك وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب. [سورة ص (38) : الآيات 6 الى 8] وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (8) الإعراب: (الواو) عاطفة (منهم) متعلّق بحال من الملأ (أن) حرف تفسير «1» ، (على آلهتكم) متعلّق ب (اصبروا) بتضمينه معنى اثبتوا أي اثبتوا على عبادتها (اللام) المزحلقة للتوكيد، ونائب الفاعل لفعل (يراد) ضمير مستتر يعود على شيء. جملة: «انطلق الملأ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الكافرون «2» . وجملة: «امشوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «3» .

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (انطلق) . (2) في الآية (4) من السورة. (3) أو هي صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

الصرف:

وجملة: «اصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة امشوا ... وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يراد ... » في محلّ رفع نعت لشيء. (7) - (ما) نافية (بهذا) متعلّق ب (سمعنا) ، (في الملّة) متعلّق ب (سمعنا) ، (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر. وجملة: «ما سمعنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز اعتراضهم وجملة: «إن هذا إلّا اختلاق» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل- (8) (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (عليه) متعلّق ب (أنزل) ، (الذكر) نائب الفاعل مرفوع (من بيننا) متعلّق بحال من الضمير في (عليه) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ في الموضعين (في شك) متعلّق بخبر المبتدأ هم (من ذكري) متعلّق بشكّ (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (عذاب) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف لمناسبة فواصل الآي ... و (الياء) مضاف إليه. وجملة: «أنزل ... الذكر» لا محلّ لها استئناف في حيّز الاعتراض. وجملة: «هم في شكّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لمّا يذوقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. الصرف: (6) يراد: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، معلومه يريد، فلمّا فتح ما قبل الآخر ونقلت الفتحة إلى ما قبل الياء بعد تسكينها قلبت الياء ألفا. (7) اختلاق: مصدر قياسيّ للخماسيّ اختلق، وزنه افتعال ...

[سورة ص (38) : الآيات 9 إلى 11]

[سورة ص (38) : الآيات 9 الى 11] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (11) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ خزائن (العزيز) نعت ل (ربّك) مجرور (الوهّاب) نعت ثان مجرور. جملة: «عندهم خزائن..» لا محلّ لها استئنافيّة. (10) (أم) مثل الأولى (لهم) متعلّق بخبر للمبتدأ ملك (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (في الأسباب) متعلّق ب (يرتقوا) . وجملة: «لهم ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ليرتقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن زعموا ما يقولون فليرتقوا. (11) (جند) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (ما) زائدة للتحقير «2» ، (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بنعت لجند «3» ، (مهزوم) نعت لجند مرفوع (من الأحزاب) متعلّق بنعت لجند. وجملة: « (هم) جند ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (مهزوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ هزم، وزنه مفعول.

_ (1) أو مبتدأ خبره مهزوم، و (هنالك) نعت لجند. (2) يجوز أن يكون (ما) نعتا لجند على سبيل التحقير أو التعظيم للهزء بهم. (3) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف خبر لجند، أو متعلّق ب (مهزوم) .

[سورة ص (38) : الآيات 12 إلى 15]

[سورة ص (38) : الآيات 12 الى 15] كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (14) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15) الإعراب: (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة. جملة: «كذّبت قبلهم قوم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أولئك الأحزاب..» لا محلّ لها استئنافيّة. (14) - (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع معتمد على نفي «1» ، (إلّا) للحصر (الفاء) عاطفة (عقاب) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة و (الياء) مضاف إليه. وجملة: «إن كلّ إلّا كذّب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «حقّ عقاب..» في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّب.. (15) (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (صيحة) مفعول به منصوب (ما) مثل الأولى (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ فواق (فواق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «ما ينظر هؤلاء إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كلّ إلّا «3» .

_ (1) أو دال على عموم. (2) يجوز أن تكون خبرا للمبتدأ أولئك إذا أعرب (الأحزاب) بدلا من الإشارة. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة. [.....]

الصرف:

وجملة: «ما لها من فواق..» في محلّ نصب نعت ثان لصيحة «1» . الصرف: (12) الأوتاد: جمع وتد اسم لما يدقّ في الأرض أو الجدار وزنه فعل بفتح فكسر. (15) فواق: قيل هو اسم مصدر من أفاق كالجواب من أجاب، وزنه فعال بفتح الفاء.. وقيل اسم بمعنى الزمن الذي يكون قدره بين حلبتين، جاء في الحديث: العيادة قدر فواق ناقة، وقيل هو بمعنى الرجوع جمعه أفواق ... وجمع الجمع أفاويق.... البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ» . شبه هنا فرعون، في ثياب ملكه ورسوخ سلطنته، ببيت ثابت، أقيم عماده، وثبتت أوتاده، تشبيها مضمرا في النفس، على طريق الاستعارة المكنية. ووصف بذي الأوتاد، على سبيل التخييل. وقيل: شبه الملك الثابت، من حيث الثبات والرسوخ، بذي الأوتاد، وهو البيت المطنب بأوتاده، وأستعير ذو الأوتاد له على سبيل الاستعارة التصريحية. [سورة ص (38) : آية 16] وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (لنا) متعلّق ب (عجّل) ، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عجّل) .. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عجّل ... » لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (قطّنا ... ) ، اسم بمعنى نصيب وحظ من الثلاثيّ قطّ

_ (1) أو حال من صيحة لأنه وصف.

[سورة ص (38) : الآيات 17 إلى 23]

بمعنى قطع، ويطلق أيضا على الصحيفة والصك والجائزة، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه قطوط بضمّ القاف وقططة بكسر ففتح، وجمع القلّة أقططة وأقطاط ... [سورة ص (38) : الآيات 17 الى 23] اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23) الإعراب: (ما) حرف مصدريّ «1» ، (داود) عطف بيان على عبدنا منصوب (ذا) نعت لداود منصوب وعلامة النصب الألف. والمصدر المؤوّل (ما يقولون ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (اصبر) . جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «إنّه أوّاب..» لا محلّ لها تعليل لقوله (ذا الأيد) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يقولونه.

(18) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن) ، (بالعشي) متعلّق ب (يسبّحن) . وجملة: «إنّا سخرنا ... » لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود. وجملة: «سخرّنا..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يسبّحن..» في محلّ نصب حال من الجبال. (19) (الطير) مفعول به لفعل محذوف تقديره سخرّنا (محشورة) حال منصوبة من الطير (كلّ) مبتدأ مرفوع (له) متعلّق بأوّاب. وجملة: « (سخرّنا) الطير..» في محلّ رفع معطوفة على جملة سخرنا الجبال. وجملة: «كلّ له أوّاب ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله. (20) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال. وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال. (21- 23) (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام للتشويق (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بنبإ «1» ، (إذ) الثاني في محلّ نصب بدل من الأول «2» ،

_ (1) وهو اختيار أبي البقاء، وقال الزمخشريّ: «فإن قلت بم انتصب (إذ) قلت: لا يخلو إمّا أن ينتصب ب (أتاك) أو بالنبإ أو بمحذوف، فلا يسوغ انتصابه ب (أتاك) لأن إتيان النبأ لا يقع إلّا في عهده لا في عهد داود، ولا يسوغ تعلّقه ب (النبأ) لأن البناء واقع في عهد داود فلا يصحّ إتيانه رسول الله.. فبقي أن يكون منصوبا بمحذوف تقديره: نبأ تحاكم الخصم.. ولكن هذا التقييد فيه تكلّف، فالنبأ الذي وقع في عهد داود يأتي رسول الله عن طريق الرواية. (2) يجوز تعليقه ب (تسوّروا)

(على داود) متعلّق ب (دخلوا) ، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق ب (فزع) ، (لا) ناهية جازمة (خصمان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن (على بعض) متعلّق ب (بغى) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (الواو) عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اهدنا) ، (أخي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه «1» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ تسع (نعجة) تمييز منصوب (لي) مثل له والمبتدأ نعجة، و (النون) في (أكفلنيها) نون الوقاية، و (الياء) مفعول به أوّل و (ها) مفعول به ثان (في الخطاب) متعلّق ب (عزّني) . وجملة: «هل أتاك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «تسوّروا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فزع ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا تخف ... » في محل نصب مقول القول. وجملة: (نحن) خصمان ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «2» . وجملة: «بغى بعضنا..» في محلّ رفع نعت ل (خصمان) . وجملة: «احكم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت قصّتنا فاحكم» . وجملة: «لا تشطط..» معطوفة على جملة احكم..

_ (1) يجوز أن يكون (أخي) بدلا من اسم الإشارة، والخبر جملة له تسع.. (2) أو هي تعليل لنهي الخوف.

الصرف:

وجملة: «اهدنا ... » معطوفة على جملة احكم. وجملة: «إنّ هذا أخي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «له تسع ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . وجملة: «لي نعجة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة له تسع. وجملة: «قال ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لي نعجة. وجملة: «أكفلنيها..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عزّني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قال. الصرف: (محشورة) اسم مفعول من الثلاثيّ حشر، مذكّره محشور وزنه مفعول. (الخطاب) اسم دال على الكلام وهو في الأصل مصدر سماعي للرباعي خاطب وزنه فعال بكسر الفاء. (23) نعجة: اسم جامد لأنثى الغنم، وقد كنّي به عن المرأة، وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة 1- العدول عن الاسمية إلى الفعلية: في قوله تعالى «يُسَبِّحْنَ» . العدول عن مسبحات، مع أن الأصل في الحال الإفراد، للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال، نظير ما في قول الأعشى: لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرق ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع. 2- الطباق: في قوله تعالى «بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ» طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى.

_ (1) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي قال أحدهما: إنّ هذا أخي ...

الفوائد

الفوائد 1- (ذا الأيد) ذا- بمعنى صاحب، وهي اسم من الأسماء الخمسة في حالة النّصب، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، مثل: أخوك طالب نظيف- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله. ب- وتنصب الأسماء الخمسة بالألف مثل: إن أخاك تلميذ نشيط. ج- وتجر الأسماء الخمسة بالياء، مثل: كم لأخيك من فضل عليك، كن عونا لذي الحاجة. ولا تعرب الأسماء الخمسة هذا الإعراب إلا بالشروط الآتية: آ- أن تكون مفردة (غير مثناة ولا مجموعة) . ب- أن تكون مكبرة (غير مصغرة) ج- أن تضاف لغير ياء المتكلّم. 2- (كلّ) تنوين العوض: وهو إما أن يكون عوضا عن مفرد وهو ما يلحق- كلا وبعضا وأيّا- عوضا عما تضاف إليه، نحو: كلّ له أواب، أي كل شيء له أواب، وإمّا أن يكون عوضا عن جملة وهو ما يلحق إذ عوضا عن جملة تكون بعدها، مثل: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم. أما في الكتابة: فالتنوين عبارة عن فتحتين، توضعان في آخر الاسم النكرة، الذي خلا من (ال) التعريف والإضافة، مثل: رجلا، رجل، رجل. 3- (تسع وتسعون) العدد نوعان: آ- صريح: وهو الأعداد المعرفة ب- مبهم: وهو الذي يدل عليه بكنايات العدد (كم- كأين- كذا) ويحتاج العدد، صريحا كان أو مبهما، إلى تمييز يكشف إبهامه. ولتمييز العدد أحكام نوجزها بما يلي: آ- الأعداد من (3- 10) يكون تمييزها جمعا مجرورا بالإضافة، مثل (قرأت ثلاثة كتب) .

[سورة ص (38) : الآيات 24 إلى 26]

ب- الأعداد من (11- 99) يكون تمييزها مفردا منصوبا، مثل: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) . ج- للأعداد (100) و (1000) ومضاعفاتهما: يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة نحو (مائة رجل، وألف طفل، ومائتا امرأة) . [سورة ص (38) : الآيات 24 الى 26] قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (24) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (26) الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بسؤال) متعلّق ب (ظلمك) ، (إلى نعاجه) متعلّق بمحذوف هو مضاف إلى نعجتك أي سؤال ضمّ نعجتك (الواو) عاطفة (من الخلطاء) متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (على بعض) متعلّق ب (يبغي) ، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل (الواو) عاطفة والثانية اعتراضيّة (قليل) خبر مقدّم مرفوع (ما) زائدة لتأكيد القلّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (أنّما) كافّة ومكفوفة

(الفاء) عاطفة (راكعا) حال منصوبة من فاعل خرّ. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظلمك» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة وجوابها في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّ كثيرا.. ليبغي بعضهم» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «1» . وجملة: «يبغي بعضهم..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.. وجملة: «قليل ما هم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجملة: «ظنّ داود..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ... وجملة: «أنّما فتّناه ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ «2» . وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّ. وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر. وجملة: «خرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر. (25) (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (غفرنا) ، والإشارة في (ذلك) إلى الذنب (الواو) عاطفة (له) الثاني متعلّق بخبر إنّ (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بالخبر «3» ، (اللام) للتوكيد (زلفي) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.

_ (1) أو معطوفة على جملة جواب القسم فلا محلّ لها. (2) هي في الحقيقة ليست جملة بل مصدر مؤوّل، لأن (ما) الكافّة لا تخرج (أنّ) عن كونه حرفا مصدريّا بل تكفّه عن العمل فحسب. (3) أو متعلّق بحال من زلفى.

وجملة: «غفرنا له ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر ... وجملة: «إنّ له ... لزلفى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة غفرنا «1» . (26) (خليفة) مفعول به ثان منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت لخليفة (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل (تتّبع) بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) فاء السببيّة (يضلّك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (عن سبيل) متعلّق ب (يضلّ) . والمصدر المؤوّل (أن يضلّك..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منك اتّباع للهوى فإضلال منه عن سبيل الله. (عن سبيل) الثاني متعلّق ب (يضلّون) أي يبتعدون (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما نسوا..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (عذاب ... ) و (الباء) للسببيّة. (يوم) هو مفعول به عامله نسوا «2» . جملة النداء: «يا داود..» لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود «3» . وجملة: «إنّا جعلناك ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالية.. أو هي استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق. (2) يجوز أن يكون ظرفا متعلّقا بعذاب، ومفعول نسوا مقدّر.. (3) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف، والقول المحذوف حال من فاعل غفرنا أي: غفرنا له قائلين يا داود.

الصرف:

وجملة: «جعلناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «احكم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فاحكم «1» . وجملة: «لا تتّبع ... » معطوفة على جملة احكم تأخذ إعرابها. وجملة: «يضلّك..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يضلّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (24) سؤال: مصدر سماعيّ الفعل سأل وزنه فعال بضمّ الفاء وفتح العين. (الخلطاء) ، جمع الخليط، اسم جمع بمعنى القوم الذين أمرهم واحد، وقد يكون مفردا بمعنى المخالط، أو المشارك أو الجار أو الصاحب، وزنه فعيل.. ووزن الخلطاء فعلاء بضمّ الفاء وفتح العين. وثمّة جمع آخر للخليط هو خلط بضمّتين. الفوائد - (ما) المصدرية: وهي نوعان: آ- مصدرية فقط: وهي التي تؤول مع الفعل بعدها، بمصدر ولا تفيد معنى الزمان، كقوله تعالى عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ وَدُّوا ما عَنِتُّمْ والتقدير (عنتكم) وضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ أي (برحابتها) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ والتقدير (بنسيانهم) . ب- مصدرية زمانية: وتفيد معنى المصدر والزمان، كقوله تعالى وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا

_ (1) أو هي في محل جزم جواب شرط مقدر أي: إن تصديت للحكم فاحكم.. بالحق. [.....]

[سورة ص (38) : آية 27]

أصله (مدة دوامي حيا) ، فحذف الظرف، وخلفته (ما) وصلتها كما جاء في المصدر الصريح نحو (جئتك صلاة العصر) وآتيك قدوم الحاج) ومنه قوله تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) [سورة ص (38) : آية 27] وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (الواو) الثانية والثالثة عاطفتين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السماء (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (باطلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي خلقا باطلا «1» ، والإشارة في (ذلك) إلى الخلق الباطل وهو مبتدأ في محلّ رفع خبره ظنّ (الفاء) عاطفة (ويل) مبتدأ مرفوع (للذين) متعلّق بمحذوف خبر (من النار) متعلّق ب (ويل) . جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك ظنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ويل للذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك ظنّ. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. [سورة ص (38) : آية 28] أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة، للإنكار

_ (1) يجوز أن تكون حالا من الفاعل أي ذوي باطل.

الصرف:

(كالمفسدين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل (في الأرض) متعلّق بالمفسدين (أم) مثل الأولى (كالفجّار) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل الثاني. جملة: «نجعل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «نجعل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الفجّار) ، جمع الفاجر اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر أي عدل عن الحقّ أو كذب أو ركب المعاصي، وزنه فاعل، ويجمع على فاجرين وفجرة زنة فعلة بفتحتين. [سورة ص (38) : آية 29] كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (29) الإعراب: (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (إليك) متعلّق ب (أنزلناه) ، (مبارك) خبر ثان مرفوع «1» ، (اللام) لام التعليل (يدّبروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل ... والمصدر المؤوّل (أن يدّبّروا) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (أنزلناه) . (الواو) عاطفة (ليتذكّر) مثل (ليدّبّروا) ، (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر. جملة: « (هذا) كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة حال من كتاب لأنه وصف والعامل فيها الإشارة.

[سورة ص (38) : الآيات 30 إلى 34]

وجملة: «أنزلناه..» في محلّ رفع نعت لكتاب. وجملة: «يدّبّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر. وجملة: «يتذكّر أولو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر الثاني. والمصدر المؤوّل (أن يتذكّر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلناه) لأنه معطوف على المصدر الأول. [سورة ص (38) : الآيات 30 الى 34] وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (31) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لداود) متعلّق ب (وهبنا) ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره سليمان- أو داود- جملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعم العبد ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّه أوّاب ... » لا محلّ لها تعليليّة. (31) (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (عليه) متعلّق ب (عرض) ، (بالعشيّ) متعلّق ب (عرض) ، (الصافنات) نائب الفاعل مرفوع (الجياد) بدل من الصافنات- أو عطف بيان عليه- مرفوع. وجملة: «عرض عليه ... الصافنات» في محلّ جر مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن يكون ظرفا متعلّقا بأوّاب.

(32) (الفاء) عاطفة (حبّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر «1» ، (عن ذكر) متعلّق بحال من فاعل أحببت أي لاهيا (حتّى) حرف غاية وجرّ (بالحجاب) متعلّق ب (توارت) بتضمينه معنى استترت. والمصدر المؤوّل (أن توارت) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أحببت) . وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة عرض ... وجملة: «إنّي أحببت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أحببت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «توارت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (33) (عليّ) متعلّق ب (ردّوها) ، (طفق) ، ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على سليمان (مسحا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يمسحها مسحا «2» (بالسوق) متعلّق ب (يمسح) المقدّر «3» . وجملة: «ردّوها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق. وجملة: «طفق مسحا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فردّوها فطفق مسحا ... وجملة: « (يمسحها) مسحا» في محل نصب خبر طفق. (34) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق

_ (1) أو هو مفعول به عامله أحببت بتضمينه معنى آثرت أو أردت، و (عن) بمعنى على.. وثمّة تأويلات أخرى بعيدة. (2) أو هو مصدر في موضع الحال، وهو اختيار العكبريّ. (3) أو متعلّق بالمصدر (مسحا) ، ومفعول المسح محذوف أي يده.. وثمّة تفسير آخر للآية هو ضرب أعناق الخيل وسوقها بالسيف، ف (الباء) زائدة في قوله (بالسوق) ، والسوق منصوب محلّا مفعول به للمسح.

الصرف:

(على كرسيّه) متعلّق ب (ألقينا) ، (جسدا) مفعول به منصوب «1» ، وفاعل (أناب) يعود على سليمان. وجملة: «فتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على استئناف في بدء القصّة «2» وجملة: «ألقينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فخرج سليمان فأنكره قومه.. ثمّ أناب. الصرف: (31) الصافنات: جمع الصافنة أو الصافن، اسم فاعل من الثلاثيّ صفن الفرس باب ضرب إذا أقامت على ثلاث قوائم، وأقامت الرابعة على طرف الحافر، وزنه فاعل. (الجياد) ، جمع جواد، اسم للفرس ذكرا أو أنثى، وزنه فعال بفتح الفاء، ووزن الجياد فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال، أصله جواد تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فأصبح (جياد) ... وقيل الجياد جمع جيّد أو جمع جيد وهو العنق. (32) حبّ: إمّا مصدر حبّ الثلاثيّ أو اسم مصدر من الرباعيّ أحبّ، وزنه فعل بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد. (الخير) ، اسم بمعنى المال، ويراد به الخيل، وزنه فعل بفتح فسكون. قال الفرّاء: الخير والخيل في كلام العرب واحد. (33) مسحا: مصدر سماعيّ لفعل مسح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون، وهو بمعنى القطع أيضا.

_ (1) أو حال من المفعول المقدّر أي ألقيناه جسدا، والضمير يعود على سليمان أو ابنه. (2) أو الجملة استئنافيّة في معرض القصة.

الفوائد

(السوق) ، جمع ساق.. (انظر الآية 44 من سورة النمل) . الفوائد - فتنة سليمان عليه الصلاة والسلام: ذكر أصحاب الأخبار، عن سليمان عليه الصلاة والسلام، أمورا لا تليق بمقام النبوة، ولا يصدقها عقل سليم، وتبدو هذه الأخبار من نسج اليهود، الذين دأبوا على تشوية سمعة الأنبياء والنيل من كرامتهم، ومن هذه الأخبار ما ذكروه، بأن سليمان عليه الصلاة والسلام، غزا ملكا في البحر، وتزوج ابنته، فجعلت تبكي والدها، فصنع له الشياطين تمثالا لصورة والدها، وألبسوا التمثال ثيابا تشبه ثياب والدها، ثم صارت تسجد له مع ولائدها أربعين يوما، دون أن يعلم سليمان. ثم إنه دخل على زوجته- أمينة، فنسي خاتمه، فجاء الشيطان صخر، وتمثل بصورة سليمان عليه الصلاة والسلام، وأخذ الخاتم، وجلس على سرير ملكه أربعين يوما، وبعد أن كشف أمره هب وألقي الخاتم في البحر، فابتلعته سمكة، فأخذها سليمان وبقر بطنها، وأخذ الخاتم، وعاد إلى ملكه، وأمر بالشيطان صخر، فأدخله في جوف صخرة وسدّ عليه بأخرى، ثم أوثقها بالحديد والرصاص، ثم أمر به فقذفوه في البحر. إلى آخر الأسطورة، التي تبدو- بما لا يدع مجالا للشك- من نسج الخيال، ومن افتراءات اليهود الذين ما برحوا ينالون من الأنبياء والأطهار. قال القاضي عياض وغيره من المحققين: لا يصح ما نقله الأخباريون من تشبيه الشيطان بسليمان (صلّى الله عليه وسلم) وتسليطه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه، وإن الشياطين لا يسلطون على مثل هذا، وقد عصم الله تعالى الأنبياء من مثل هذا. والذي ذهب إليه المحققون، أن سبب فتنته ما أخرجاه في الصحيحين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله تعالى. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الله الذي نفسي بيده، لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون، وفي رواية لأطوفن بمئة امرأة،

[سورة ص (38) : آية 35]

فقال له الملك: قل إن شاء الله فلم يقل ونسي. قال العلماء: والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه، وهي عقوبته ومحنته، لأنه لم يستثن لما استغرقه من الحرص، وغلب عليه من التمني، وقيل: نسي أن يستثني، كما صح في الحديث، لينفذ أمر الله ومراده فيه. والله أعلم. ومعنى: لم يستثن أي لم يقل إن شاء الله. [سورة ص (38) : آية 35] قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... و (الياء) مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (لي) الثاني متعلّق ب (هب) ، (لا) نافية (لأحد) متعلّق ب (ينبغي) ، (من بعدي) متعلّق بنعت لأحد (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» خبره (الوهّاب) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابها.. في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر. وجملة: «لا ينبغي ... » في محلّ نصب نعت ل (ملكا) . وجملة: «إنّك أنت الوهّاب» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أنت الوّهاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة ص (38) : الآيات 36 الى 40] فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (38) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)

_ (1) أو ضمير مؤكّد للضمير المتصل اسم إنّ أستعير لمحلّ النصب.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (سخّرنا) ، (بأمره) متعلّق بحال من فاعل تجري (رخاء) حال منصوبة من الريح (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (تجري) . جملة: «سخّرنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «1» . وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال من الريح. وجملة: «أصاب..» في محلّ جرّ مضاف إليه. (37- 39) (الواو) عاطفة (الشياطين) معطوف على الريح منصوب (كلّ) بدل من الشياطين بعض من كلّ.. (الواو) عاطفة (آخرين) معطوف على كلّ بناء (في الأصفاد) متعلّق بمقرّنين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أو) حرف عطف للتخيير (بغير) متعلّق بحال من (عطاؤنا) «2» . وجملة: «هذا عطاؤنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق «3» . وجملة: «امنن ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت أن تمنن فامنن. وجملة: «أمسك ... » معطوفة على جملة امنن. (40) (الواو) حاليّة (إنّ له ... مآب) مرّ إعرابها «4» . وجملة: «إنّ له ... لزلفى..» في محلّ نصب حال من فاعل سخّرنا. الصرف: (36) رخاء: صفة مشبّهة من الثلاثيّ رخا باب نصر

_ (1) في الآية السابقة (35) . (2) أو حال من فاعل امنن، أو من فاعل أمسك. (3) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي قلنا له هذا عطاؤنا.. والقول المقدّر مستأنف. (4) في الآية (25) من هذه السورة.

[سورة ص (38) : آية 41]

وباب فرح وباب كرم، وزنه فعال بضمّ الفاء، وفيه إبدال حرف العلّة- لام الكلمة- همزة لمجيئه متطرّفا بعد ألف ساكنة، أصله رخاو أو رخاي. (37) بنّاء: مبالغة اسم الفاعل من فعل بنى باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء، وفيه إبدال حرف العلّة همزة بعد الألف الساكنة. (غوّاص) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ غاص باب نصر، وزنه فعّال بفتح الفاء. [سورة ص (38) : آية 41] وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (41) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أيوب) عطف بيان على عبدنا منصوب (إذ) ظرف في محلّ نصب بدل من عبدنا (بنصب) متعلّق ب (مسّني) .. والمصدر المؤوّل (أنّي مسّني الشيطان..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (نادى) . جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «مسّني الشيطان ... » في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (نصب) ، قيل هو جمع نصب بفتحتين، وقيل هو لغة في النصب كالحزن والحزن بضمّ فسكون في الأول وفتحتين في الثاني، مصدر سماعيّ لفعل نصب ينصب باب فرح بمعنى تعب. [سورة ص (38) : آية 42] ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (42) الإعراب: (برجلك) متعلّق ب (اركض) بتضمينه معنى اضرب

_ (1) أو معطوفة على جملة اذكر إذ عرض عليه ... المقدّرة في الآية (34) : [.....]

الصرف:

(شراب) معطوف على مغتسل مرفوع مثله. جملة: «اركض برجلك ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قلنا اركض ... وجملة: «هذا مغتسل ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر آخر. أي فقلنا هذا مغتسل.. وبين القولين كلام مقدّر أي: فضرب الأرض فنبعت عين ماء فقلنا ... الصرف: (مغتسل) ، اسم مفعول بمعنى الماء من الخماسيّ اغتسل، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.. وقد يكون اسم مكان. (بارد) ، اسم فاعل من (برد) الثلاثيّ باب نصر، وزنه فاعل. [سورة ص (38) : الآيات 43 الى 44] وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (وهبنا) ، (مثلهم) معطوف على أهله منصوب (معهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثلهم (رحمة) مفعول لأجله منصوب (منّا) متعلّق بنعت لرحمة (لأولي) متعلّق بذكرى. جملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي: كشفنا ما به ووهبنا ... (44) (الواو) عاطفة في الموضعين (بيدك) متعلّق بحال من (ضغثا) «1» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (اضرب) (لا) ناهية جازمة (إنّا) حرف مشبّه

_ (1) أو متعلّق ب (خذ) .

الصرف:

بالفعل واسمه (صابرا) مفعول به ثان منصوب (نعم العبد إنّه أوّاب) مرّ إعرابها «1» . وجملة: «خذ ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قلنا خذ.. وجملة القول المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا. وجملة: «اضرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذ. وجملة: «لا تحنث ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اضرب. وجملة: «إنّا وجدناه....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «وجدناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نعم العبد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه أوّاب ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (ضغثا) ، اسم للحزمة الصغيرة من الحشيش أو القضبان، وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد - البرّ بالقسم: يروى أن زوجة أيوب- عليه الصلاة والسلام- أبطأت عليه يوما في حاجة له، فحلف ليضربن امرأته مائة سوط إذا برىء، فحلل الله يمينه بأهون شيء عليه وعليها، لحسن خدمتها، فأمره بأن يأخذ ضغثا (حزمة من حشيش) يشتمل على مائة عود صغار، فيضربها به ضربة واحدة، ففعل ولم يحنث في يمينه. وهل هذا الحكم الفقهي لأيوب خاصة أمّ لنا عامّة؟ هناك قولان: أحدهما أن هذا الحكم عام، وبه قال ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وثانيهما: أنه خاص بأيوب، قاله مجاهد. واختلف الفقهاء فيمن حلف أن يضرب عبده مائة سوط، فجمعها وضربه بها ضربة واحدة. فقال مالك والليث بن سعد وأحمد: لا يبر بقسمه، وقال أبو حنيفة والشافعي: إذا

_ (1) في الآية (30) من هذه السورة.

[سورة ص (38) : الآيات 45 إلى 47]

ضربه ضربة واحدة فأصابه كل سوط على حدة فقد برّ بقسمه، واحتجوا بعموم هذه الآية، والقول الثاني هو الأرجح في هذه المجال، لعموم الآية، إذ ليست العبرة بخصوص السبب، وإنما بعموم المعنى. والله أعلم. وفي قصة أيوب درس بليغ لتربية النفس وتعويدها الصبر، والتمرس بمواجهة الصعاب، والصبر على الشدائد، وإحياء الأمل المشعّ أبدا في أعماق قلوب الصابرين. [سورة ص (38) : الآيات 45 الى 47] وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إبراهيم) بدل من عبادنا- أو عطف بيان عليه- منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أولي) نعت للأسماء المتقدّمة منصوب وعلامة النصب الياء ملحق بجمع المذكّر (الأبصار) معطوف على الأيدي مجرور. جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . (46) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بخالصة) متعلّق ب (أخلصناهم) ، (ذكرى) بدل من خالصة مجرور مثله «2» ، وجملة: «إنّا أخلصناهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أخلصناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (47) (الواو) عاطفة (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بالمصطفين (اللام) المزحلقة للتوكيد (من المصطفين) متعلّق بخبر إنّ.

_ (1) يجوز عطفها على جملة اذكر متقدّمة. (2) إذا كان (خالصة) مصدرا جاز في (ذكرى) أن يكون مفعولا به عامله المصدر.. ويجوز أن يكون (ذكرى) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لخالصة.

الصرف:

وجملة: «إنّهم ... لمن المصطفين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أخلصناهم. الصرف: (المصطفين) ، جمع المصطفى، اسم مفعول من الخماسيّ اصطفى، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الياء الساكنة وتركت الفتحة على الفاء دلالة على الألف المحذوفة فوزنه المفتعين.. وفيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الصاد أصله المصتفين. (الأخيار) ، جمع خيّر صفة مشبّهة من خار يخير باب ضرب وزنه فيعل، وقد أدغمت ياء فيعل مع عين الكلمة، ووزن أخيار أفعال. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ» . الأيد مجاز مرسل عن القوة، والأبصار جمع بصر بمعنى بصيرة وهو مجاز أيضا. أو أولي الأعمال الجليلة والعلوم الشريفة، على أن ذكر الأيدي من ذكر السبب وإرادة المسبب، والأبصار بمعنى البصائر مجاز عما يتفرع عليها من العلوم. [سورة ص (38) : آية 48] وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (ذا) معطوف على إسماعيل منصوب وعلامة النصب الألف (من الأخيار) متعلّق بخبر المبتدأ كلّ. جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «كلّ من الأخيار ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

_ (1) أو معطوفة على جملة اذكر متقدّمة مذكورة أو مقدّرة.

الصرف:

الصرف: (اليسع) ، نبيّ من بني إسرائيل هو ابن أخطوب.. استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثمّ استنبئ، لفظه أعجميّ، وقيل مأخوذ من الوسع. [سورة ص (38) : الآيات 49 الى 54] هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (52) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (53) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (حسن) اسم إنّ مؤخّر منصوب. جملة: «هذا ذكر..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ للمتّقين لحسن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (50- 51) (جنّات) عطف بيان على حسن (مفتّحة) حال من جنّات عدن والعامل فيها ما في المتّقين من معنى الفعل والرابط مقدّر أي منها (لهم) متعلّق بمفتّحة (الأبواب) نائب الفاعل لاسم المفعول مفتّحة (متّكئين) حال من الضمير في (لهم) ، (فيها) متعلّق بمتّكئين، والثاني متعلّق ب (يدعون) ، (بفاكهة) متعلّق ب (يدعون) . وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في متّكئين «1» . (52) - (الواو) عاطفة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ قاصرات (أتراب) بدل من قاصرات- أو نعت له- مرفوع.

_ (1) أو حال ثانية من الضمير في (لهم) .. أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

الصرف:

وجملة: «عندهم قاصرات..» معطوفة على جملة يدعون تأخذ محلّها من الإعراب. (53) (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، و (الواو) في (توعدون) نائب الفاعل (ليوم) متعلّق ب (توعدون) . وجملة: «هذا ما توعدون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر ... وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (54) (اللام) المزحلقة للتوكيد (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بخبر مقدّم (نفاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «إنّ هذا لرزقنا..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما له من نفاد..» في محلّ نصب حال من رزقنا. الصرف: (50) مفتّحة: مؤنّث مفتّح، اسم مفعول من (فتح) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (52) أتراب: جمع ترب، صفة مشبهة من الرباعيّ تأرب أي ساوى في العمر، ويستعمل في المذكّر والمؤنّث وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أتراب أفعال. (54) نفاد: مصدر سماعيّ لفعل نفد باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو نفذ بفتحتين. [سورة ص (38) : الآيات 55 الى 59] هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (56) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (58) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (59) الإعراب: (هذا) اسم إشارة مبتدأ، والخبر محذوف تقديره

للمؤمنين «1» ، (للطاغين) متعلّق بخبر (إنّ) (اللام) للتوكيد (شرّ) اسم (إنّ) منصوب. جملة: «هذا (للمؤمنين) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ للطاغين لشرّ ... » لا محل لها استئنافيّة. (56) (جهنّم) بدل من شرّ- أو عطف بيان عليه- منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم. وجملة: «يصلونها ... » في محلّ نصب حال من جهنّم. وجملة: «بئس المهاد ... » في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن كان هذا حالها فبئس المهاد هي «2» . (57) (هذا) مبتدأ خبره حميم «3» ، (الفاء) زائدة للتنبيه (اللام) لام الأمر. وجملة: «هذا ... حميم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يذوقوه» لا محلّ لها اعتراضيّة. (58) (الواو) عاطفة (آخر) مبتدأ مرفوع (من شكله) متعلّق بنعت لآخر (أزواج) خبر المبتدأ آخر. وجملة: «آخر من شكله أزواج» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا ... حميم. (59) (معكم) ظرف منصوب متعلّق بحال من الضمير في مقتحم «4» ، (لا)

_ (1) أجاز بعضهم أن يكون اسم الإشارة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الأمر هذا. (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة. (3) أو مفعول به لمحذوف يفسّره يذوقوه.. ويجوز أن يكون خبر (هذا) مقدّر أي هذا عذاب، و (حميم) خبر لمبتدأ مقدّر. (4) أو حال من فوج فهو موصوف.

الصرف:

نافية (مرحبا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أتيتم «1» ، (بهم) متعلّق بنعت ل (مرحبا) «2» . وجملة: «هذا فوج ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «لا مرحبا بهم» لا محلّ لها اعتراضيّة «3» . وجملة: «إنّهم صالو ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (57) غسّاق: اسم لما يسيل من الجرح قيحا أو صديدا، فعله غسق باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء. (شكله) : اسم لما يكون الشيء على صورة ما وزنه فعل بفتح فسكون. (59) مقتحم: اسم فاعل من الخماسي اقتحم، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين. (مرحبا) ، اسم مكان من الثلاثيّ رحب، وزنه مفعل بفتح العين لأن مضارعه مضموم العين ... أو هو مصدر ميميّ من الثلاثيّ الصحيح السالم. (صالو) ، جمع صال ... انظر الآية (163) من سورة الصافّات، فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه لالتقائها ساكنة مع واو علامة الرفع، أصله صاليو وذلك بعد تسكينه ونقل حركته إلى الحرف الذي قبله وزنه فاعو.

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف. (2) أو متعلّق بالمصدر الميميّ (مرحبا) . (3) أو هي مقول القول لقول مقدّر هو قول الكبراء الذين عبّر عنهم القرآن بضمير الخطاب بلفظ (معكم) .. وجملة القول حال.

الفوائد

الفوائد - الفاء الزائدة: وهي التي دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، وحكى: «أخوك فوجد» . وقيّد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمرا أو نهيا، فالأمر كقوله: وقائلة: خولان فانكح بناتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هي وحمل عليه الزجاج قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ. والنهي نحو (زيد فلا تضربه) ، وقال ابن برهان: تزاد الفاء عند أصحابنا جميعا، كقول: النمر بن تولب: لا تجزعي إن منفس أهلكته ... فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي ومن زيادتها قول الشاعر: لما اتقى بيد عظيم جرمها ... فتركت ضاحي جلدها يتذبذب لأن الفاء لا تدخل في جواب لما، خلافا لابن مالك [سورة ص (38) : آية 60] قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (60) الإعراب: (بل) للإضراب (لا مرحبا بكم) مثل لا مرحبا بهم «1» ، والواو في (قدّمتموه) زائدة هي إشباع حركة الميم (لنا) متعلّق ب (قدّمتموه) ، (فبئس القرار) مثل فبئس المهاد «2» مفردات وجملا. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. ومقول القول محذوف أي لا تشتمونا بل أنتم ... وجملة: «أنتم لا مرحبا بكم» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (59) السابقة. [.....] (2) في الآية (56) من هذه السورة.

[سورة ص (38) : آية 61]

وجملة: «لا مرحبا بكم» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: أنتم أحقّ بالقول: لا مرحبا بكم، فخبر (أنتم) مقدّر.. وجملة: «أنتم قدّمتموه ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «قدّمتموه لنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) الثاني. [سورة ص (38) : آية 61] قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (61) الإعراب: (لنا) متعلّق ب (قدّم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عذابا) مفعول به ثان منصوب (ضعفا) نعت ل (عذابا) (في النار) متعلّق ب (زده) «1» . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من قدّم ... » لا محلّ لها جواب لنداء. وجملة: «قدّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «زده ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. [سورة ص (38) : الآيات 62 الى 63] وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (62) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (63) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لنا) متعلّق بخبر المبتدأ (لا) نافية (من الأشرار) متعلّق ب (نعدّهم) «2» .

_ (1) أو متعلّق بحال من الضمير في (زده) ، أو من (عذابا) . (2) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.

الصرف:

جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ما لنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا نرى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لنا) . وجملة: «كنّا نعدّهم ... » في محلّ نصب نعت ل (رجالا) . وجملة: «نعدّهم ... » في محلّ نصب خبر كنّا. (63) (الهمزة) للاستفهام (سخريّا) مفعول به ثان منصوب (أم) عاطفة وهي المتّصلة (عنهم) متعلّق ب (زاغت) . وجملة: «اتّخذناهم سخريّا» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «زاغت عنهم الأبصار» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذناهم. الصرف: (الأشرار) ، جمع شرير زنة فعيل بفتح الفاء وكسر العين المخفّفة، صفة مشبّهة من (شرّ) الثلاثيّ من الأبواب نصر وضرب وفتح، ويجمع على أشرار زنة أفعال، فلمّا كانت عينه ولامه من ذات الحرف نقلت الكسرة إلى الفاء فكسرت الشين. أمّا شرّير بكسر الشين والراء المشدّدة فهو مبالغة اسم الفاعل، جمعه شرّيرون. [سورة ص (38) : آية 64] إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64) الإعراب: الإشارة في (ذلك) إلى ما حكي من أحوال الكافرين (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (تخاصم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. جملة: «إنّ ذلك لحق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تخاصم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو معطوفة على جملة قالوا في الآية السابقة (61) .

الصرف:

الصرف: (تخاصم) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تخاصم، فهو على وزن ماضيه بضمّ ما قبل آخر. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» . شبه تقاولهم وما يجري بينهم من السؤال والجواب بما يجري بين المتخاصمين من نحو ذلك. [سورة ص (38) : الآيات 65 الى 66] قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة (ما) نافية (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) للحصر (الله) خبر مرفوع (الواحد، القهّار، ربّ، العزيز، الغفار) نعوت للفظ الجلالة مرفوعة (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنا منذر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما من إله إلّا الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (الغفّار) ، مبالغة اسم الفاعل من فعل غفر باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء، وتشديد العين المفتوحة. [سورة ص (38) : الآيات 67 الى 70] قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)

الإعراب:

الإعراب: (عنه) متعلّق ب (معرضون) ، (ما) نافية (لي) متعلّق بخبر كان (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان (بالملإ) متعلّق بعلم (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمقدّر هو مضاف إلى الملأ أي علم بكلام الملأ الأعلى.. (إن) نافية (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (إلّا) للحصر (أنّما) كافّة ومكفوفة.. والمصدر المؤوّل (أنّما أنا نذير ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل يوحى. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو نبأ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنتم عنه معرضون» في محلّ رفع نعت ثان لنبأ. وجملة: «ما كان لي من علم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يختصمون» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يوحى إليّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد - اختصام الملأ الأعلى: لقد تجادل الملائكة في شأن آدم عليه الصلاة والسلام- حين قال الله تعالى إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً- فقالوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ فإن قلت: كيف يجوز أن يقال إن الملائكة اختصموا بسبب قولهم: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ والمخاصمة مع الله تعالى لا تليق ولا تمكن، قلت: لا شك أنه جرى هناك سؤال وجواب، وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة، وهو علة لجواز المجاز، فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) أتاني ربي في أحسن صورة، قال:

أحسبه قال في المنام، فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا، قال: فوضع يده بين كتفيّ، حتى وجدت بردها بين ثدييّ، أو قال: في نحري، فعلمت ما في السموات وما في الأرض، قال: يا محمّد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الكفارات (أي الأعمال الحسنة التي تكفر الذنوب) والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال: يا محمد، إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. قال: والدرجات، إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وفي رواية: فقلت: لبيك وسعديك في المرتين، وفيها فعلمت ما بين المشرق والمغرب. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. وللعلماء في هذا الحديث وفي أمثاله من أحاديث الصفات مذهبان: آ- مذهب السلف: ويقتضي الاعتقاد بذلك كما جاء في غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والإيمان به من غير تأويل، والسكوت عنه وعن أمثاله، مع الاعتقاد بأن الله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ب- المذهب الثاني: هو تأويل الحديث بما يليق بجلال الله، وينفي عنه كل نقص، وأنه ليس كمثله شيء، وقد أولوا الحديث بأن المراد باليد النعمة والمنة والرحمة، وذلك شائع في لغة العرب، يكون معناه على هذا الإخبار بإكرام الله تعالى إياه وإنعامه عليه بأن شرح صدره، ونوّر قلبه، وعرفه ما لا يعرفه أحد حتى وجد برد النعمة والمعرفة في قلبه، وذلك لما نوّر قلبه، شرح صدره، فعلم ما في السموات وما في الأرض، بإعلام الله تعالى إياه، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون، إذ لا يجوز على الله تعالى ولا على صفات ذاته مماسة أو مباشرة أو نقص، وهذا هو أليق بتنزيهه وحمل الحديث عليه. وإذا حملنا الحديث على المنام، فقد زال الإشكال، وحصل الفرض، ولا حاجة بنا إلى التأويل، ورؤية البارئ عز وجل في المنام على الصفات الحسنة دليل على البشارة والخير والرحمة للرائي.

[سورة ص (38) : الآيات 71 إلى 74]

[سورة ص (38) : الآيات 71 الى 74] إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (74) الإعراب: (إذ) ظرف للزمن الماضي بدل من الظرف الأول «1» (للملائكة) متعلّق ب (قال) ، (بشرا) مفعول به لاسم الفاعل خالق (من طين) متعلّق بنعت ل (بشرا) . جملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّي خالق ... » في محلّ نصب مقول القول. (72) (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (فيه) متعلّق ب (نفخت) ، (من روحي) متعلّق ب (نفخت) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق ب (قعوا) بتضمينه معنى اسجدوا «2» ، (ساجدين) حال منصوبة من فاعل قعوا. وجملة: «سوّيته ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نفخت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سوّيته. وجملة: «قعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (73) (الفاء) عاطفة (كلّهم) توكيد معنوي للملائكة مرفوع (أجمعون) توكيد معنويّ ثان مرفوع. وجملة: «سجد الملائكة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فخلقه فسّواه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة.

_ (1) في الآية (69) من هذه السورة.. ويجوز أن يكون اسما ظرفيا في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (2) أو متعلّق بساجدين.

الصرف:

(74) (إلّا) للاستثناء (إبليس) منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل بحسب تفسير معنى إبليس (من الكافرين) متعلّق بخبر كان. وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان من الكافرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر. الصرف: (72) قعوا: فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه علوا بفتح العين. [سورة ص (38) : آية 75] قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (75) الإعراب: (ما) اسم استفهام مبتدأ (لما) متعلّق ب (تسجد) ، والعائد محذوف (بيديّ) متعلّق بحال من فاعل خلقت (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (أم) متّصلة عاطفة (من العالين) خبر كنت. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «ما منعك أن تسجد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تسجد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن تسجد) في محلّ جرّ ب (من) محذوف متعلّق ب (منعك) أي ما منعك من السجود. وجملة: «خلقت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «استكبرت» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كنت من العالين» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبرت.

_ (1) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضية وجملة ما منعك مقول القول.

البلاغة

البلاغة التغليب: في قوله تعالى «ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ» . تغليب لليدين على غيرهما من الجوارح التي تباشر بها الأعمال، لأنّ ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيديه، فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما، حتى قيل في عمل القلب: هو مما عملت يداك، وحتى قيل لمن لا يد له: يداك أوكتا وفوك نفخ، وحتى لم يبق فرق بين قولك: هذا مما عملته، وهذا مما عملته يداك، ومنه قوله تعالى «مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا» ، و «لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ» [سورة ص (38) : آية 76] قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) الإعراب: (منه) متعلّق بخير، والنون في (خلقتني) للوقاية (من نار) متعلّق ب (خلقتني) ، (من طين) ب (خلقته) . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنا خير منه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلقتني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «خلقته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقتني. [سورة ص (38) : الآيات 77 الى 78] قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منها) متعلّق ب (اخرج) ، (الفاء) تعليليّة. جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة ص (38) : آية 79]

وجملة: «اخرج منها ... » جواب شرط مقدّر أي: إن أبيت السجود فاخرج.. وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّك رجيم ... » لا محلّ لها تعليليّة. (78) (الواو) عاطفة (عليك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (إلى يوم) متعلّق ب (لعنتي) . وجملة: «إنّ عليك لعنتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنك رجيم. [سورة ص (38) : آية 79] قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى يوم) متعلّق ب (أنظرني) ، و (النون) الثانية في الفعل للوقاية، والواو في (يبعثون) نائب الفاعل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول «1» وجملة: «أنظرني ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جعلتني رجيما فأنظرني ... وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه. [سورة ص (38) : الآيات 80 الى 81] قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من المنظرين) متعلّق بخبر إنّ (إلى يوم) متعلق بالمنظرين. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة، والشرط وجوابه مقول القول.

[سورة ص (38) : الآيات 82 إلى 83]

وجملة: «إنّك من المنظرين» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبت الإنظار فإنك من المنظرين.. والشرط وفعله وجوابه في محل نصب مقول القول. [سورة ص (38) : الآيات 82 الى 83] قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) الإعراب: (الفاء) لتعلّق ترتيب الجملة على الإنظار، (الباء) باء القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (أجمعين) توكيد للضمير المفعول في (أغوينّهم) «1» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (أقسم) بعزّتك ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة الاسميّة جواب الشرط المقدّر أي: إن أنظرتني فأنا أقسم ... لأغوينّهم، والشرط والجواب مقول القول. وجملة: «أغوينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم. (82) (إلّا) للاستثناء (عبادك) منصوب على الاستثناء المنقطع- أو المتّصل- (منهم) متعلّق بالمخلصين «2» . [سورة ص (38) : الآيات 84 الى 85] قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الحقّ) الأول مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره منّي «3» ، (الواو) اعتراضيّة (الحقّ) الثاني

_ (1) أو حال منصوبة وعلامة النصب الياء. (2) كثير من المعربين يأبون هذا التعليق لتقدّم معمول الصلة على الموصول، ولكنّ الأسلوب القرآنيّ لا يمنع ذلك. (3) أو قسمي، أو جملة القسم وجوابه ... ويجوز أن يكون الحقّ خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنا، أو قولي.

[سورة ص (38) : الآيات 86 إلى 88]

مفعول به مقدّم منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الحقّ (منّي) » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن غووا بك فالحقّ مني ... والشرط وجوابه مقول القول. وجملة: «أقول ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. (85) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (منك) متعلّق ب (أملأن) ، وكذلك (ممن) ، (منهم) متعلّق بحال من العائد (أجمعين) توكيد معنويّ للضمير في (منك) وما عطف عليه «1» ، مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: «أملأن ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محل نصب بدل من الحقّ مفعول أقول «2» . وجملة: «تبعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة ص (38) : الآيات 86 الى 88] قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) الإعراب: (ما) نافية (عليه) متعلّق بأجر (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس «3» ، (من المتكلّفين) متعلّق بخبر ما «4» جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أجاز الزمخشريّ أن يكون توكيدا للضمير في (منهم) . (2) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (3) أو مهملة، والضمير (أنا) مبتدأ [.....] (4) أو متعلّق بخبر المبتدأ أنا.

الصرف:

وجملة: «ما أنا من المتكلّفين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. (87) (إن) نافية (إلّا) للحصر (للعالمين) متعلّق بذكر- أو بنعت لذكر-. وجملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. (88) الواو عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تعلمنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعلمنّ) «1» . وجملة: «تعلمنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إن هو إلّا ذكر. الصرف: (المتكلّفين) ، جمع المتكلّف، اسم فاعل من تكلّف الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.. انتهت سورة «ص» ويليها سورة «الزمر»

_ (1) أو متعلّق بالمفعول الثاني ل (تعلمن) إذا كان العلم على بابه فينصب مفعولين.

سورة الزمر

سورة الزّمر من الآية 1 إلى الآية 31 [سورة الزمر (39) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) الإعراب: (تنزيل) مبتدأ مرفوع «1» ، (من الله) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل. جملة: «تنزيل الكتاب من الله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. [سورة الزمر (39) : آية 2] إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) الإعراب: (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أنزلنا «2» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (مخلصا) حال من فاعل اعبد (له) متعلّق ب (مخلصا) ، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل. جملة: «إنّا أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف، و (من الله) متعلّق بالمصدر تنزيل. (2) أو بحال من الكتاب.. ويجوز تعليقه بفعل أنزلنا، والباء سببيّة.

[سورة الزمر (39) : آية 3]

وجملة: «اعبد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فاعبد. [سورة الزمر (39) : آية 3] أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الإعراب: (ألا) للتنبيه (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الدين (الواو) (الواو) استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ما) نافية (إلّا) للحصر (اللام) للتعليل (يقرّبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (إلى الله) متعلّق ب (يقرّبونا) ، (زلفى) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه «1» . والمصدر المؤوّل (أن يقرّبونا ... ) في محل جرّ باللام متعلّق ب (نعبدهم) . (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (في ما) متعلّق ب (يحكم) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) ، (لا) نافية. جملة: «لله الدين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذين اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما نعبدهم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون ما نعبدهم....

_ (1) أجاز أبو البقاء أن يكون حالا مؤكّدة.

[سورة الزمر (39) : الآيات 4 إلى 6]

وجملة القول المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يقرّبونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الله يحكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يحكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم فيه يختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يختلفون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. وجملة: «إنّ الله لا يهدي من ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي من ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هو كاذب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة الزمر (39) : الآيات 4 الى 6] لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (4) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)

الإعراب:

الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (ممّا) متعلّق ب (اصطفى) ، والعائد محذوف «1» (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف. والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ... ) في محلّ نصب مفعول به. (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف (الواحد، القهّار) نعتان للفظ الجلالة مرفوعان. جملة: «أراد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئناف بيانيّ. وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (5) (بالحقّ) متعلّق بحال من الفاعل- أو من المفعول- «2» ، (على النهار) متعلّق ب (يكوّر) بمعنى يدخل، وكذلك (على الليل) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع «3» ، (لأجل) متعلّق ب (يجري) ، (ألا) للتنبيه. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «4» .

_ (1) أو متعلّق بحال من الموصول الثاني (ما) . (2) والباء للملابسة، أو متعلّق ب (خلق) والباء سببيّة. (3) دالّ على عموم والتنوين عوض من محذوف، أي كلّ واحد منهما. (4) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ الله.

وجملة: «يكوّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «1» . وجملة: «يكوّر (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكوّر (الأولى) . وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «كلّ يجري ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (6) (من نفس) متعلّق ب (خلقكم) ، (منها) متعلّق ب (جعل) «3» ، (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من الأنعام) متعلّق بحال من ثمانية أزواج (في بطون) متعلّق ب (يخلقكم) ، (خلقا) مفعول مطلق منصوب (من بعد) متعلّق بنعت ل (خلقا) «4» ، (في ظلمات) بدل من (في بطون) بإعادة الجار فيتعلّق ب (يخلقكم) «5» ، (الله) لفظ الجلالة خبر المبتدأ ذلكم (ربّكم) خبر ثان مرفوع (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك) ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير في الخبر المحذوف في محلّ رفع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في (تصرفون) «6» .

_ (1) أو خبر آخر للفظ الجلالة ... أو في محلّ نصب حال من فاعل خلق. (2) أو في محلّ نصب حال من الشمس والقمر. (3) بتضمينه معنى خلق ... أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان من أفعال التحويل. (4) أو متعلّق ب (يخلقكم) (5) أو متعلّق ب (خلق) المجرور قبله. [.....] (6) أنّى يأتي بمعنى كيف.. فهو على هذا حال أصلا.

البلاغة

وجملة: «خلقكم من نفس ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: «أنزل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: «يخلقكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «له الملك ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ ذلكم. وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر رابع- أو استئنافيّة-. وجملة: «تصرفون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان هذا شأن الله فأنّي تصرفون. البلاغة 1- العطف ب «ثم» : في قوله تعالى «ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها» . فعطفها بثم على الآية الأولى، للدلالة على مباينتها لها فضلا ومزية، وتراخيها عنها فيما يرجع إلى زيادة كونها آية، فهو من التراخي في الحال والمنزلة، لا من التراخي في الوجود. 2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ» والإنزال مجاز عن القضاء والقسمة، فإنه تعالى إذا قضى وقسم أثبت ذلك في اللوح المحفوظ، ونزلت به الملائكة الموكلة بإظهاره، ووصفه بالنزول مع أنه معنى شائع متعارف كالحقيقة، والعلاقة بين الإنزال والقضاء الظهور بعد الخفاء، ففي الكلام استعارة تبعية، ويجوز أن يكون مجازا مرسلا. الفوائد 1- التصوير الفني في القرآن الكريم: إن البيان الإلهي، في هذه الآية، قد جعل من صورة توالي الليل والنهار لوحة

[سورة الزمر (39) : آية 7]

مجسدة ظاهرة، وهي لوحة تسري فيها الحياة والحركة، وتنبض فيها الخطوط والألوان، فقال تعالى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ومعنى التكوير اللف يقال: كار العمامة على رأسه وكوّرها، ويقول الزمخشري إن الليل والنهار خلفه يذهب هذا ويغشى مكانه هذا، ومن هنا ندرك مبلغ التصوير والحركة في صورة الليل والنهار وتواليهما مع الأيام، وندرك معنى التكوير الذي ينشئ في الذهن والخيال تلك الحركة الدائبة، واللف والدوران، الذي يتراءى للخيال في تعاقب الليل والنهار، فالصورة ماثلة والحركة مطردة أبدا بلا نفاد، والليل والنهار متلاحقان متتابعان دون توقف أو إبطاء. 2- الظلمات الثلاث: قال ابن عباس: الظلمات الثلاث هي: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة (وهي غشاء ولد الإنسان) . إذا وقف الإنسان متأمّلا، متدبّرا نشأته في الرحم، وأطواره في هذه الظلمات الثلاث، وكيف تحوطه عناية الله عز وجل، ليكمل في بطن أمه تسعة أشهر، ثم يأتي مولودا إلى هذا الوجود، فإنه لا يسعه إلا أن يخر ساجدا لعظمة الله عز وجل، ولقدرته العظيمة التي رعته وأنشأته مخلوقا سويا في ظلمات ثلاث. [سورة الزمر (39) : آية 7] إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عنكم) متعلّق بغنيّ (الواو) عاطفة (لعباده) متعلّق ب (يرضى) ، (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (يرضه) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (وزارة) صفة نابت عن موصوف أي نفس وزارة وكذلك (أخرى) (إلى ربّكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم

للمبتدأ مرجعكم (الفاء) (ما) حرف مصدريّ «1» ، (بذات) متعلّق بعليم. والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئكم) . جملة: «تكفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله غني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» . وجملة: «لا يرضى ... » في محلّ رفع معطوفة على الخبر غنيّ. وجملة: «تشكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تكفروا. وجملة: «يرضه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تزر وازرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «إلى ربّكم مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «ينبّئكم» لا محلّ لها معطوفة على الاسمية الأخيرة. وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ- أو الاسميّ-. وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «إنّه عليم» لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف. (2) يحتمل أن تكون الجملة تعليلا للجواب المقدّر أي: إن تكفروا يعذّبكم لأن الله غنيّ عنكم. (3) أو معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة الزمر (39) : الآيات 8 إلى 9]

[سورة الزمر (39) : الآيات 8 الى 9] وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إليه) متعلّق بالحال (منيبا) ، (منه) متعلّق بنعت لنعمة (إليه) متعلّق ب (يدعو) (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يدعو) ، (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (اللام) للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عن سبيله) متعلّق ب (يضلّ) . والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) . (بكفرك) متعلّق ب (تمتّع) ، (قليلا) مفعول فيه ظرف زمان- نائب عن الظرف- «1» ، (من أصحاب) متعلّق بخبر (إنّ) . جملة: «مسّ.. ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه مستأنف. وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «خوّله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الأول وفعله وجوابه المستأنف.

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.

وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كان يدعو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يدعو ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسي. وجملة: «يضل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تمتّع ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّك من أصحاب ... » لا محلّ لها تعليليّة. (9) (أم) للإضراب الانتقاليّ بمعنى بل والهمزة التي للاستفهام الإنكاريّ (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن هو عاص (ساجدا) حال من الضمير في قانت (هل) حرف استفهام إنكاريّ (إنّما) كافّة ومكفوفة.. وجملة: «من هو قانت (كمن هو عاص) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق. وجملة: «هو قانت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يحذر ... » في محلّ نصب حال ثانية. وجملة: «يرجو ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يحذر. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستوي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

[سورة الزمر (39) : آية 10]

وجملة: «لا يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يتذكّر أولو الألباب» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الزمر (39) : آية 10] قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (10) الإعراب: (عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف اتباعا لقراءة الوصل، و (الياء) مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعباد (للذين) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ حسنة (في هذه) متعلّق ب (أحسنوا) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (أجرهم) مفعول به للفعل المبني للمجهول يوفّى (بغير) متعلّق بحال من أجرهم. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «للذين أحسنوا ... حسنة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أرض الله واسعة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف البيانيّ «1» .

_ (1) أو معطوفة على جواب النداء.

[سورة الزمر (39) : الآيات 11 إلى 12]

وجملة: «إنّما يوفّى الصابرون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. [سورة الزمر (39) : الآيات 11 الى 12] قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) الإعراب: (التاء) في (أمرت) نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (له) متعلّق ب (مخلصا) ، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل (مخلصا) . والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي أمرت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أمرت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . (12) (اللام) للتعليل- أو بمعنى الباء للتعدية (أن أكون) مثل أن أعبد. والمصدر المؤوّل (أن أكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمرت) . وجملة: «أمرت (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة أمرت (الأولى) . وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . [سورة الزمر (39) : آية 13] قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) الإعراب: (عصيت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط

[سورة الزمر (39) : الآيات 14 إلى 16]

(عذاب) مفعول به منصوب عامله أخاف. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي أخاف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «عصيت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة الزمر (39) : الآيات 14 الى 16] قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم منصوب (مخلصا له ديني) مثل (مخلصا له الدين) «1» . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعبد ... » في محلّ نصب مقول القول. (15) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والأمر في (اعبدوا) للتهديد (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به «2» ، (من دونه) حال من العائد المقدّر (الذين) موصول خبر إنّ في محلّ رفع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق

_ (1) في الآية (11) من هذه السورة. (2) أو نكرة موصوفة، وجملة شئتم نعت لها.

ب (خسروا) (ألا) أداة تنبيه (هو) ضمير فصل «1» . وجملة: «اعبدوا ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف أي: أمّا أنتم فاعبدوا ... أي لا تعبدون الله. وجملة: «شئتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الخاسرين الذين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذلك هو الخسران ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (16) (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ظلل (من فوقهم) متعلّق بحال من ظلل «2» ، (من النار) متعلّق بنعت لظلل (من تحتهم) مثل من فوقهم (ظلل) معطوف على الأول بالواو «3» ، (ذلك) مبتدأ في محلّ رفع، والإشارة إلى العذاب (به) متعلّق ب (يخوّف) ، (يا عباد) مرّ إعرابها «4» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «5» النون في (اتّقون) للوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به. وجملة: «لهم ... ظلل» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل-. وجملة: «ذلك يخوّف به ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يخوّف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ ذلك.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الخسران، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك. (2) أو متعلّق بالخبر المحذوف. (3) يجوز أن يكون مبتدأ مؤخّر خبره (من تحتهم) ، والعطف من عطف الجمل. (4) في الآية (10) من هذه السورة. (5) أو زائدة للتزيين.

البلاغة

وجملة النداء: «يا عباد» لا محلّ لها استئنافيّة- أو مقول القول لقول مقدّر-. وجملة: «اتّقون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن خفتم النار فاتّقون.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء. البلاغة التهويل: في قوله تعالى «أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ» . تهويل رائع، فقد جعل الجملة مستأنفة، وصدّرها بحرف التنبيه، وأشار بذلك إلى بعد منزلة المشار إليه في الشر، وأنه لعظمه بمنزلة المحسوس، ووسّط الفصل بين المبتدأ والخبر، وعرّف الخسران، وأتى به على فعلان الأبلغ من فعل، ووصفه بالمبين، من الدلالة على كمال هوله وفظاعته، وأنه لا نوع من الخسر وراءه. الفوائد - أحوال المنادي المضاف لياء المتكلّم: 1- إن كان معتل الآخر (مقصورا أو منقوصا) ثبتت معه الياء مفتوحة، مثل: (يا فتاي، يا محاميّ) . 2- إن كان صفة: أي (اسم فاعل، أو مبالغته، أو اسم مفعول) ثبتت معها الياء ساكنة أو مفتوحة تقول: (يا سامعي يا سامعي أجبني) (يا معبودي يا معبودي أغثني) 3- إن كان صحيح الآخر جاز فيه أربعة أوجه: آ- حذف الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلا عليها، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) ب- إبقاء الياء ساكنة (يا عبادي) ج- إبقاء الياء وفتحها (يا حسرتي على فلان) . د- قلب الكسرة قبل الياء فتحة، وقلب الياء ألفا، مثل: (يا حسرتا) . فإن كان المضاف

[سورة الزمر (39) : الآيات 17 إلى 18]

أبا أو أما جاز فيه الأوجه الأربعة المتقدمة، وجاز وجه خامس، هو قلب الياء تاء مفتوحة، مثل (يا أبت، يا أمّت) ، ووجه سادس هو قلبها تاء مكسورة، مثل (يا أبت) (يا أمت) ، وتبدل هذه التاء هاء عند الوقف فتقول: (يا أبه، يا أمّه) . وألحقوا بذلك (ابن عمي، ابنة عمي، ابن أمي، ابنة أمي) فجوّزوا فيها: إثبات الياء وحذفها، مع كسر الآخر أو فتحه: (يا بن عمّ، يا بن عمّ) ، مع أن ياء المتكلم هنا لم يضف إليها منادى، وإنما أضيف إليها ما أضيف إليه منادى، فكان حقها الإثبات، لكنهم ألحقوها بما تقدم، بل حذفهم لها أكثر من الإثبات. [سورة الزمر (39) : الآيات 17 الى 18] وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (إلى الله) متعلّق ب (أنابوا) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم. والمصدر المؤوّل (أن يعبدوها) في محلّ نصب بدل اشتمال من الطاغوت. (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (عباد) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة بسبب قراءة الوصل.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه. جملة: «الذين اجتنبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اجتنبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعبدوها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

البلاغة

وجملة: «أنابوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتنبوا ... وجملة: «لهم البشرى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «بشرّ عباد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فبشّر ... (18) (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي (الفاء) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك (هم) ضمير فصل «1» ، (أولو) خبر المبتدأ أولئك الثاني. وجملة: «يستمعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يتّبعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستمعون. وجملة: «أولئك الذين هداهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هداهم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «أولئك ... أولو الألباب» لا محل لها معطوفة على جملة أولئك ... الأولى. البلاغة المبالغة: في تشبيه الشيطان بالطاغوت في قوله تعالى «وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ» . ففيها مبالغات، وهي التسمية بالمصدر، كأن عين الشيطان طغيان، وأن البناء بناء مبالغة، فإن الرحموت: الرحمة الواسعة، والملكوت: الملك المبسوط،

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أولو ... والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك. [.....]

[سورة الزمر (39) : آية 19]

[سورة الزمر (39) : آية 19] أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (من) اسم شرط جازم مبتدأ «1» ، (عليه) متعلّق ب (حقّ) ، (الهمزة) توكيد للأولى (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في النار) متعلّق بمحذوف صلة من. جملة: «من حقّ عليه كلمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «حقّ عليه كلمة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ من. وجملة: «أنت تنقذ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «3» . وجملة: «تنقذ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت. البلاغة الاستعارة التمثلية المكنية: في قوله تعالى «أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ» . حيث مثل حاله عليه الصلاة والسلام، في المبالغة في تحصيل هدايتهم، والاجتهاد في دعائهم إلى الإيمان، بحال من يريد أن ينقذ من في النار منها. وفي الحواشي الخفاجية، نقلا عن السعد، أن في هذه الآية استعارة لا يعرفها إلا فرسان البيان، وهي الاستعارة التمثيلية المكنية، لأنه نزل ما يدل عليه قوله تعالى «أفمن» إلخ من استحقاقهم العذاب، وهم في الدنيا، منزلة دخولهم النار في الآخرة، حتى يترتب عليه تنزيل بذله عليه الصلاة والسلام جهده في دعائهم إلى الايمان منزلة إنقاذهم من النار، الذي هو من ملائمات دخول النار. وقيل: إن النار مجاز عن الضلال، من باب إطلاق اسم المسبب على السبب، والانقاذ بدل الهداية، من ترشيح المجاز.

_ (1) يجوز أن يكون اسم موصول مجرّدا من الشرط مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن هو ناج. (2) أو معطوفة على استئناف مقدّر بالفاء أي: أمن كفر فمن حقّ عليه كلمة،.. (3) يجوز أن يكون الجواب محذوفا، والجملة المذكورة مسوقة لتقرير مضمون الجملة السابقة، وتقدير الجواب: فأنت تخلّصه.

[سورة الزمر (39) : آية 20]

[سورة الزمر (39) : آية 20] لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ (20) الإعراب: (لكن) حرف استدراك مهمل وفيه معنى الإضراب (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ غرف (من فوقها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ غرف الثاني (من تحتها) متعلّق ب (تجري) ، بحذف مضاف أي من تحت عرصاتها «1» (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف (لا) نافية. جملة: «الذين اتّقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم غرف ... » في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين) . وجملة: «من فوقها غرف ... » في محلّ رفع نعت لغرف الأول. وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ رفع نعت لغرف في الموضعين «2» . وجملة: « (وعد) الله وعدا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يخلف الله ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-. الصرف: (مبنيّة) ، مؤنّث مبنيّ وهو اسم مفعول من بنى الثلاثيّ، وفيه إعلال بالقلب أصله مبنوي- بضمّ النون وسكون الواو- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء فأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة.

_ (1) أو متعلّق بحال من الأنهار. (2) أو في محلّ نصب حال منهما.

[سورة الزمر (39) : آية 21]

[سورة الزمر (39) : آية 21] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (21) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق بنعت لينابيع «1» ، (به) متعلّق ب (يخرج) والباء سببيّة (ألوانه) فاعل اسم الفاعل (مختلفا) ، (ثمّ) عاطفة في المواضع الثلاثة وكذلك (الفاء) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (ذكرى) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق بالمصدر ذكرى. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أن الله أنزل..) » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى. وجملة: «سلكه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «يخرج ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سلكه. وجملة: «يهيج ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج «2» وجملة: «تراه مصفّرا» في محلّ رفع معطوفة على جملة يهيج «3»

_ (1) وهو إمّا مفعول به ثان بتضمين سلكه معنى جعله، أو منتصب على الظرف إذا كان بمعنى المنبع لا بمعنى الماء النابع. (2) جاز العطف على الرغم من اختلاف الإسناد لأن الهيجان يتمّ بقدرة الله وإرادته. (3) أي فيصفرّ أي يجعله الله أصفر.

الصرف:

وجملة: «يجعله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يهيج. وجملة: «إنّ في ذلك لذكرى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (حطاما) ، اسم بمعنى الفتات وزنه فعال بضمّ الفاء من الثلاثيّ حطم باب فرح أي تكسّر، وباب ضرب بمعنى كسر. [سورة الزمر (39) : آية 22] أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ «1» ، (للإسلام) متعلّق بفعل شرح (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على نور) متعلّق بخبر المبتدأ هو (من ربّه) متعلّق بنعت لنور (الفاء) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع «2» ، (للقاسية) متعلّق بخبر المبتدأ ويل (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية (من ذكر) متعلّق بالقاسية والجار للسببيّة (في ضلال) خبر المبتدأ أولئك. جملة: «من شرح ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر للتعليل أي: أمن أسلم فمن شرح.. وجملة: «شرح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «هو على نور ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «4» .

_ (1) أو اسم موصول.. انظر الآية (19) من هذه السورة فتخريج الإعراب متشابه. (2) فهو دالّ على دعاء. (3) أو لا محلّ لها إذا كان (من) اسم موصول، وخبر المبتدأ محذوف تقديره كمن طبع على قلبه. (4) يجوز أن تكون الجملة معطوفة بالفاء على جملة الصلة.

الفوائد

وجملة: «ويل للقاسية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أولئك في ضلال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. الفوائد - ورود (من) بمعنى (عن) : ورد في الآية التي نحن بصددها (من) بمعنى عن، في قوله تعالى فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أي عن ذكر الله، وقوله تعالى يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا أي عن هذا. وقيل: هي في هذه للابتداء، لتفيد أن ما بعد ذلك من العذاب أشدّ، وكأن هذا القائل يعلق معناها بويل: مثل قوله تعالى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ، ولا يصح كونه تعليقا صناعيا للفصل بالخبر، وقيل: هي فيهما للابتداء، أو هي في الأولى للتعليل، أي من أجل ذكر الله، لأنه إذا ذكر قست قلوبهم. وزعم ابن مالك أن (من) في نحو (زيد أفضل من عمرو) للمجاوزة، وكأنه قيل: جاوز زيد عمرا في الفضل، قال: وهو أولى من قول سيبويه وغيره: إنها لابتداء الارتفاع، في نحو (أفضل منه) ، وابتداء الانحطاط في نحو (شر منه) ، إذ لا يقع بعدها إلى. وقد يقال: ولو كانت للمجاوزة لصح أن يحل محلها (عن) . هذا وقد أفادت الآية ورود اسم الفاعل بمعنى الصفة المشبهة في قوله تعالى فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ. و (قاسية) اسم فاعل، ولكنها صفة مشبهة، لأنها دلت على صفة ثابتة فيهم، وهذه الصفة رفعت فاعلا وهو (قلوبهم) ، وتقول القاعدة: إذا ورد اسم الفاعل أو اسم المفعول، ودلا على صفات ثابتة، فيعتبران: (صفة مشبهة) ، مثل: (هذا رجل معتدل القامة) و (عليّ محمود السيرة) .

[سورة الزمر (39) : آية 23]

[سورة الزمر (39) : آية 23] اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23) الإعراب: (كتابا) بدل من أحسن (مثاني) نعت ثان لكتاب منصوب (منه) متعلّق ب (تقشعرّ) ، (إلى ذكر) متعلّق ب (تلين) بتضمينه معنى تطمئنّ (به) متعلّق ب (يهدي) ، (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله يضلل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بخبر مقدّم (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة فهو اسم منقوص. جملة: «الله نزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نزّل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تقشعرّ منه جلود ... » في محلّ نصب نعت ثالث ل (كتابا) «1» . وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تلين جلودهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تقشعرّ «2» . وجملة: «ذلك هدى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يهدي ... » في محلّ نصب حال من هدى والعامل فيها الإشارة ذلك.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من (كتابا) لأنه وصف. (2) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. [.....]

البلاغة

وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) ، والعائد محذوف. وجملة: «من يضلل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك هدى. وجملة: «ما له من هاد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. البلاغة 1- وصف الواحد بالجمع: في قوله تعالى «مَثانِيَ» : لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل، وتفاصيل الشيء هي جملته لا غير، ألا تراك تقول: القرآن أسباع وأخماس، وسور وآيات، وكذلك تقول: أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات، ونظيره قولك: الإنسان عظام وعروق وأعصاب. 2- فائدة التكرير: وفائدته التثنية. والتكرير: ترسيخ الكلام في الذهن، فإن النفوس أنفر شيء عن حديث الوعظ، فما لم يكرر عليها، عودا عن بدء، لم يرسخ فيها، ولم يعمل عمله، ومن ثم كانت عادة رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح، ثلاث مرات، وسبعا، ليركزه في قلوبهم، ويغرسه في صدروهم. 3- التجسيد الحي: في قوله تعالى «تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ» . في هذا المقطع من الآية نكت بلاغية بديعة، وأهمها التجسيد الحي، حيث أراد سبحانه أن يجسد فرط خشيتهم، فعرض صورة في الجلد اليابس، وصورة من الشعر الواقف. ألا نقول: وقف شعر رأسه من الخوف، وفي ذكر الجلود وحدها أولا، وقرنها بالقلوب ثانيا، لأن الخشية التي محلها القلوب، مستلزمه لذكر القلوب، فكأنه قيل: تقشعر جلودهم، وتخشى قلوبهم في أول الأمر، فإذا ذكروا الله، وذكروا رحمته وسعتها، استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم، وبالقشعريرة لينا في جلودهم. وقيل: المعنى: أن القرآن لما كان في غاية الجزالة والبلاغة، فكانوا إذا رأوا عجزهم

[سورة الزمر (39) : آية 24]

عن معارضته اقشعرت الجلود منه إعظاما له وتعجبا من حسنه وبلاغته، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله. [سورة الزمر (39) : آية 24] أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن أمن منه (بوجهه) متعلّق ب (يتّقي) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتّقي) ، (الواو) واو الحال (للظالمين) متعلّق ب (قيل) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم «1» ، والعائد محذوف. جملة: «من يتّقي ... كمن أمن» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: أكل الناس سواء فمن يتّقي ... وجملة: «يتّقي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قيل» في محلّ نصب حال بتقدير قد «2» . وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» . وجملة: «كنتم تكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تكسبون» في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل مفعول به بحذف مضاف.. (2) أو معطوفة على جملة يتّقي فلا محلّ لها أي يقال للظالمين، وصيغة الماضي للدلالة على التحقق والحصول. (3) لأنها مقول القول في الأصل.

البلاغة

البلاغة الكناية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ» . الاتقاء بالوجه، كناية عن عدم ما يتقى به، إذ الاتقاء بالوجه لا وجه له، لأنه لا يتقى به، ولا يخلو عن خدش. وأما الذي يتقى به فهما اليدان، وهما مغلولتان إلى عنقه. وقيل: هو مجاز تمثيلي، لأن الملقى في النار لم يقصد الاتقاء بوجهه، ولكنه لم يجد ما يتقي به غير وجهه، ولو وجد لفعل، فلما لقيها بوجهه كانت حاله حال المتقي بوجهه، فعبر عن ذلك بالاتقاء، من باب المجاز التمثيلي. [سورة الزمر (39) : الآيات 25 الى 26] كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (26) الإعراب: (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضم في محلّ جر بحرف الجرّ متعلّق ب (أتاهم) ، (لا) نافيّة. جملة: «كذّب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتاهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يشعرون» في محلّ جرّ مضاف إليه. (26) (في الحياة) متعلّق ب (أذاقهم) «1» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم. وجملة: «أذاقهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاهم العذاب.

_ (1) أو بمحذوف حال من المفعول.

[سورة الزمر (39) : الآيات 27 إلى 28]

وجملة: «عذاب الآخرة أكبر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» ، وجواب الشرط محذوف تقديره ما كذّبوا رسلهم في الدنيا. وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الزمر (39) : الآيات 27 الى 28] وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (للناس) متعلّق ب (ضربنا) ، (في هذا) متعلّق ب (ضربنا) ، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان عليه- مجرور (من كلّ) متعلّق ب (ضربنا) .. جملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّهم. (28) (قرآنا) حال منصوبة موطّئة- أو مؤكّدة للفظ القرآن- «2» ، (غير) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب.. أو حال. وجملة: «لعلّهم يتّقون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لجعل القرآن عربيا.

_ (1) يجوز أن تكون حالا من الضمير المفعول في (أذاقهم) ... (2) الذي سوّغ صحّة مجيء الحال جامدة أنّها موصوفة، فهي موطّئة للحال التي هي (عربيّا) من حيث المعنى، ويجوز أن يكون مفعولا به للعامل يتذكّرون.

البلاغة

وجملة: «يتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «عِوَجٍ» . لفظ العوج مختص بالمعاني، دون الأعيان. وقيل المراد بالعوج: الشك واللبس. وأنشد: وقد أتاك يقين غير ذي عوج ... من الإله وقول غير مكذوب فالعوج: استعارة تصريحية. 2- التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ» . وأصل الكلام: أنجعل المفسدين كالمصلحين والفجار كالمتقين، ولكنه عكس، مبالغة ومسايرة لظن الكافرين بأنهم أرفع مكانة من المؤمنين المتقين في الآخرة، كما أنهم كذلك في الدنيا، لأن الأصل أن يشبه الأدنى بالأعلى. الفوائد - أقسام الحال: تنقسم باعتبارات: 1- الأول: انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين: منتقلة، وهو الغالب، وملازمة، وذلك واجب في ثلاث مسائل: إحداهما: الجامدة غير المؤولة بالمشتق، نحو (هذا مالك ذهبا) (هذه جبّتك خزّا) بخلاف نحو (بعته يدا بيد) بمعنى متقابضين، وهو وصف منتقل، وإنما لم يؤول في الأول لأنها مستعملة في معناها الوضعي، بخلافها في الثاني، وكثير يتوهم أن الحال الجامدة لا تكون إلا المؤولة بالمشتق، وليس كذلك. الثانية: المؤكدة نحو (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته. الثالثة: التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)

[سورة الزمر (39) : آية 29]

وقولهم (خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها) . 2- الثاني: انقسامها بحسب قصدها لذاتها، وللتوطئة بها، إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهي الجامعة الموصوفة، نحو (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) إنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول: (جاءني زيد رجلا محسنا) وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (قُرْآناً عَرَبِيًّا) و (قرآنا) حال من كلمة (القرآن) في الآية السابقة وهي حال موطئة، فذكر (قرآنا) توطئة لذكر (عربيا) . ورأينا في هذا المثل كيف أن الحال في المعنى هو الصفة التي جاءت بعد الحال الموطئة، فكلمة (عربيا) هي الحال من ناحية المعنى لا الإعراب. 3- الثالث: انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة: مقارنة: وهو الغالب، كقوله تعالى وَهذا بَعْلِي شَيْخاً، ومقدرة كقوله تعالى فَادْخُلُوها خالِدِينَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ أي مقدرا ذلك في المستقبل، ومحكية، وهي الماضية نحو (جاء زيد أمس راكبا) . 4- الرابع: انقسامها بحسب التبيين والتوكيد إلى قسمين: مبينة، وهو الغالب، وتسمى مؤسسة أيضا، ومؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدونها، وهي ثلاثة: آ- مؤكدة لعاملها كقوله تعالى وَلَّى مُدْبِراً ب- ومؤكدة لمضمون الجملة: نحو (زيد أبوك عطوفا) ح- ومؤكدة لصاحبها، نحو: «جاء القوم طرّا» وقوله تعالى: «لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً» . [سورة الزمر (39) : آية 29] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29) الإعراب: (رجلا) بدل من (مثلا) منصوب (فيه) متعلّق بخبر مقدّم

الصرف:

للمبتدأ شركاء (لرجل) متعلّق بسلم (هل) حرف استفهام (مثلا) تمييز منصوب (لله) خبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية.. جملة: «ضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستويان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أكثرهم. الصرف: (متشاكسون) ، جمع متشاكس، اسم فاعل من الخماسيّ تشاكس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (سلما) ، مصدر الثلاثيّ سلم له باب فرح، استعمل وصفا على سبيل المبالغة أو على حذف مضاف أي ذا سلم. البلاغة فن المثل: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ» . في الآية فن إرسال المثل، فقد شبه حال من يعبد آلهة شتى، بمملوك اشترك فيه شركاء شجر بينهم خلاف شديد، وخصام مبين، وهم يتجاذبونه، وهو يقف متحيرا لا يدري لأيهم ينحاز، ولأيهم ينصاع، وأيّهم أجدر بأن يطيعه، وحال من يعبد إلها واحدا، فهو متوفر على خدمته، يلبي كل حاجاته، ويصيخ سماعا لكل ما ينتدبه إليه ويطلبه منه. [سورة الزمر (39) : الآيات 30 الى 31] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الإعراب: (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب

الفوائد

(تختصمون) ، وكذلك الظرف المنصوب (عند) .. جملة: «إنّك ميّت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّهم ميّتون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّكم ... تختصمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ميّتون. وجملة: «تختصمون» في محلّ رفع خبر إنّكم. الفوائد القصاص يوم القيامة: أفادت هذه الآية، بأن الله عز وجل يوم القيامة، يقتص من الظالم للمظلوم، ومن المبطل للمحق، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: لما نزلت ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قال الزبير: يا رسول الله أتكون علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا. قال: نعم. فقال: إن الأمر إذن لشديد. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ما عشنا برهة من الدهر، وكنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين، قلنا: كيف نختصم، وديننا واحد، وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت بأنها فينا نزلت. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، (صلّى الله عليه وسلم) قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار رواه مسلم.

[سورة الزمر (39) : آية 32]

الجزء الرّابع والعشرون بقية سوره الزّمر من الآية 32 إلى الآية 75 سورة غافر آياتها 85 آية سورة فصّلت من الآية 1 إلى الآية 42 [سورة الزمر (39) : آية 32] فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (32) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره أظلم (ممّن) متعلّق بأظلم (على الله) متعلّق ب (كذب) ، (الواو) عاطفة (بالصّدق) متعلّق ب (كذّب) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في

[سورة الزمر (39) : الآيات 33 إلى 35]

محلّ نصب متعلّق ب (كذّب) ، (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع (للكافرين) متعلّق بمثوى. جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ليس في جهنّم مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الزمر (39) : الآيات 33 الى 35] وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بالصدق) متعلّق بحال من فاعل جاء «1» ، (به) متعلّق ب (صدّق) ، (هم) ضمير فصل (المتّقون) خبر المبتدأ أولئك. جملة: «الذي جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاء بالصدق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «صدّق به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء ... وجملة: «أولئك.. المتّقون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .. «2»

_ (1) أو متعلّق ب (جاء) وهو نعت لمنعوت محذوف أي جاء بالكلام الصادق. (2) يجوز أن تكون جملة (هم المتقون) من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ أولئك.. ويجوز أن تكون جملة أولئك.. المتقون حال من فاعل جاء وجملة لهم ما يشاءون خبر المبتدأ (الذي) .

(34) (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ما (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من العائد المحذوف أو من فاعل يشاءون.. والإشارة في (ذلك) إلى ما يريدون.. وجملة: «لهم ما يشاءون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك ... وجملة: «يشاءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ذلك جزاء ... » لا محلّ لها تعليليّة. (35) (اللام) لام العاقبة (يكفّر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عنهم) متعلّق ب (يكفّر) ، (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (الواو) عاطفة (يجزيهم) منصوب معطوف على (يكفّر) ، (أجرهم) مفعول به ثان منصوب، (بأحسن) متعلّق ب (يجزيهم) ، وعائد (الذي) محذوف أي يعملونه. والمصدر المؤوّل (أن يكفّر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره يسرّ لهم ذلك «1» . وجملة: «يكفّر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول. وجملة: «يجزيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر الله ... وجملة: «كانوا يعملون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) أو متعلّق بالمحسنين كأنّه قيل: الذين أحسنوا للتكفير.

الصرف:

الصرف: (أسوأ) ، اسم تفضيل من الثلاثي ساء، وعاد حرف العلة إلى أصله، وزنه أفعل. [سورة الزمر (39) : الآيات 36 الى 37] أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (37) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (كاف) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (عبده) مفعول به لاسم الفاعل كاف (الواو) استئنافيّة في الموضعين والثالثة عاطفة (بالذين) متعلّق ب (يخوّفونك) ، (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) حرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة «1» (له) متعلّق بخبر مقدّم (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، وعلامة الجرّ مثل كاف. جملة: «أليس الله بكاف..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخوّفونك..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما له من هاد..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (37) (من يهد ... من مضل) مثل من يضلل.. من هاد (أليس الله بعزيز) مثل أليس الله بكاف (ذي) نعت لعزيز مجرور لفظا وعلامة الجرّ الياء.

_ (1) أو عاملة عمل ليس والجار والمجرور خبر ما و (هاد) مرفوع محلّا اسم ما مؤخر.

الصرف:

وجملة: «من يهد الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلل الله. وجملة: «ما له من مضلّ....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أليس الله بعزيز..» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (كاف) ، اسم فاعل من الثلاثيّ كفى، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التنوين فهو اسم منقوص. [سورة الزمر (39) : آية 38] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطئة للقسم (سألتهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبتدأ «1» ، (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع للتجرّد، وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) لفظ الجلالة مبتدأ والخبر محذوف أي خالقهنّ (الهمزة) للاستفهام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر و (أرأيتم) بمعنى أخبروني (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تدعونه (أراد) مثل سألت و (النون) فيه للوقاية، (بضرّ) متعلّق ب (أرادني) ، (هل) حرف استفهام (أو) حرف

_ (1) أو هو اسم موصول في محلّ نصب على نزع الخافض أي: عمّن خلق....

عطف (برحمة) متعلّق ب (أرادني) الثاني (حسبي) خبر مقدّم للمبتدأ الله (عليه) متعلّق ب (يتوكّل) .. جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من خلق ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام، ذلك بتقدير حرف الجرّ. وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يقولنّ..» لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «لله (خالقهنّ) ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رأيتم..» في محل جزم جواب الشرط مقدّر أي: إن أراد الله ضرّي أو نفعي فأخبروني هل يمنعن ضرّي أو يحجبن نفعي «1» ، وجملة الشرط وفعله وجوابه مقول القول. وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أرادني ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «هل هنّ كاشفات ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أرأيتم. وجملة: «أرادني (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادني (الأولى) . وجملة: «هل هنّ ممسكات ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هل هن كاشفات.

_ (1) أو لا محلّ لها جواب شرط غير جازم: إذا كان ثمّة إله سواه فأخبروني هل يمنع ضرّا أراده الله أو يحجب نفعا قدّره الله ...

الصرف:

وجملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حسبي الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يتوكّل المتوكّلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (ممسكات) ، جمع ممسكة مؤنّث ممسك، اسم فاعل من الرباعيّ (أمسك) .. انظر الآية (2) من سورة فاطر. [سورة الزمر (39) : الآيات 39 الى 40] قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (40) الإعراب: (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف.... و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (على مكانتكم) متعلّق بحال من فاعل اعملوا (الفاء) تعليليّة ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّي عامل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها تعليل لأمر العمل. (40) (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله تعلمون (عليه) متعلّق ب (يحلّ) ... وجملة: «يأتيه عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . جملة: «يخزيه ... » في محلّ رفع نعت لعذاب. وجملة: «يحلّ.. عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخزيه.

البلاغة

البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ» . فإن المكانة، نقلت من المكان المحسوس، إلى الحالة التي عليها الشخص، واستعيرت لها استعارة محسوس لمعقول، وهذا كما تستعار حيث وهنا للزمان بجامع الشمول والإحاطة. ووجه الشبه ثباتهم في تلك الحال بثبات المتمكن في مكانه. [سورة الزمر (39) : آية 41] إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) الإعراب: (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (للناس) متعلّق ب (أنزلنا) و (اللام) سببيّة أي لأجل الناس (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أنزلنا أو من مفعوله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط في الموضعين (لنفسه) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره اهتداؤه (من ضلّ) مثل من اهتدى، كل منهما في محلّ جزم فعل الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليها) متعلّق بحال من فاعل يضلّ (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليهم) متعلّق بوكيل (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما. جملة: «إنّا أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الزمر (39) : آية 42]

وجملة: « (اهتداؤه) لنفسه.. في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى ... وجملة: «ضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «1» . وجملة: «إنّما يضلّ عليها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما أنت عليهم بوكيل» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . [سورة الزمر (39) : آية 42] اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الإعراب: (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يتوفّى) ، (الواو) عاطفة (التي) موصول في محلّ نصب معطوف على الأنفس (في منامها) متعلّق بحال من فاعل تمت «3» ، (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (قضى) ، (إلى أجل) متعلّق ب (يرسل) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق بنعت لآيات. جملة: «الله يتوفّى....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتوفّى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «لم تمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....] (2) أو معطوفة بالواو على جملة إنّما يضلّ عليها في محلّ جزم. (3) أو متعلّق ب (يتوفّى) .

الفوائد

وجملة: «يمسك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يتوفّى. وجملة: «قضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) الثاني. وجملة: «يرسل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يمسك. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يتفكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم. الفوائد الروح والجسد: بينت هذه الآية أن الله عز وجل هو الذي يتوفى أرواح العباد عند الموت، أما النفس التي لم تمت ففي منامها، والنفس التي يتوفاها عند النوم، هي التي يكون بها العقل والتمييز، وإذ لكل إنسان نفسان: نفس تكون بها الحياة وتفارقه عند الموت، والنفس الأخرى هي التي يكون بها التمييز وتفارقه عند النوم، ولا يزول بزوالها التنفس، فأما النفس الأولى فهي التي يمسكها الله عز وجلّ، وأما الثانية فهي التي يرسلها عند اليقظة. قال علي بن أبي طالب، تخرج الروح عند النوم، ويبقى شعاعها في الجسد، فبذلك يرى الرؤيا، فإذا انتبه من النوم عادت الروح إلى الجسد بأسرع من لحظة، وقيل: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله تعالى فإذا أرادت الرجوع إلى أجسادها أمسك الله تعالى أرواح الأموات، وأرسل أرواح الأحياء. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. فإن قلت: كيف الجمع بين قوله تعالى اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وبين قوله قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ والجواب: أن المتوفي في الحقيقة هو الله تعالى، وملك الموت هو القابض للروح بإذن الله تعالى، ولملك الموت أعوان يساعدونه في تأدية المهمة، وقيل: تضم له الأرض

[سورة الزمر (39) : آية 43]

حتى تصبح كالقصعة بين يديه، تسهيلا لأداء المهمة. والله أعلم. [سورة الزمر (39) : آية 43] أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (43) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (الهمزة) للاستفهام (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (لا) نافية (شيئا) مفعول به منصوب أي شيئا من الشفاعة وغيرها (الواو) عاطفة (لا) نافية. جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة ومقول القول محذوف تقديره أيشفعون ... وجملة: «لو كانوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل الفعل المقدّر وجواب الشرط محذوف يفسّره ما قبله. وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «لا يعقلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يملكون. [سورة الزمر (39) : آية 44] قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) الإعراب: (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الشفاعة (جميعا) حال من الشفاعة «1» ، والعامل فيها الاستقرار (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ملك (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) في الفعل نائب الفاعل. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) كأنّ الشفاعة على أنواع مختلفة، أو لأنها صادرة من شفعاء مختلفين.

[سورة الزمر (39) : آية 45]

وجملة: «لله الشفاعة....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إليه ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك. [سورة الزمر (39) : آية 45] وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (وحده) حال من لفظ الجلالة منصوبة (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) المنفيّ (الواو) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع نائب الفاعل (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الذين (إذا) حرف فجاءة. جملة: «ذكر الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اشمأزّت قلوب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذكر الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم يستبشرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة الزمر (39) : آية 46] قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الإعراب: (اللهم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (الميم) المشدّدة عوض من (يا) النداء المحذوفة (فاطر) نعت للفظ الجلالة منصوب لأنه مضاف «1» ، (عالم) نعت ثان منصوب (بين)

_ (1) وهو عند سيبويه منادى ثان حذفت منه أداة النداء، منصوب لأنه مضاف.

[سورة الزمر (39) : الآيات 47 إلى 51]

ظرف منصوب متعلّق ب (تحكم) (في ما) متعلّق ب (تحكم) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنت تحكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تحكم ... » في محلّ رفع خبر أنت. وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الزمر (39) : الآيات 47 الى 51] وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (48) فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (للذين) متعلّق بمحذوف خبر أنّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة من العائد المقدّر في الصلة (الواو) عاطفة (مثله) معطوف على الموصول ما منصوب

(معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثله.. والمصدر المؤوّل (أنّ للذين ظلموا ما ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت تملّك الذين ظلموا لأموال الدنيا ومثلها معها ... (اللام) واقعة في جواب لو (به) متعلّق ب (افتدوا) ، (من سوء) متعلّق ب (افتدوا) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (افتدوا) ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (بدا) ، (من الله) متعلّق ب (بدا) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل بدا. جملة: « (ثبت) تملّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «افتدوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «بدا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة افتدوا. وجملة: «لم يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يحتسبون» في محلّ نصب خبر يكونوا.. (48) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (بدا) الثاني (ما) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه «1» ، (بهم) متعلّق ب (حاق) (ما) موصول في محلّ رفع فاعل حاق (به) متعلّق ب (يستهزئون) ، والضمير في (به) يعود على العذاب. وجملة: «بدا لهم سيّئات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدا (الأولى) . وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «حاق بهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدا ... وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.

_ (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مضاف إليه.

وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا. (49) (الفاء) عاطفة (الإنسان) مفعول به مقدّم (ثمّ) حرف عطف (منّا) متعلّق بنعت لنعمة (إنّما) كافّة ومكفوفة (على علم) متعلّق بحال من نائب الفاعل في (أوتيته) «1» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة (لا) نافية.. وجملة: «مسّ.. ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «دعانا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «خوّلناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوتيته ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هي فتنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة هي فتنة. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. (50) (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة (ما) نافية (عنهم) متعلّق ب (أغنى) (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (ما كانوا....) في محلّ رفع فاعل أغنى.. وجملة: «قالها الذين....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أغنى.. ما كانوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالها ... وجملة: «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو متعلّق ب (أوتيته) إذا كان بمعنى: على علم من الله بأنّي له أهل. (2) أو اسم موصول في محلّ رفع، والعائد محذوف.

[سورة الزمر (39) : آية 52]

وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا. (51) (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «1» في الموضعين (الواو) عاطفة (من هؤلاء) متعلّق بحال من فاعل ظلموا (السين) حرف استقبال (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: «أصابهم سيّئات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنى.. وجملة: «كسبوا ... (في الموضعين) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول والثاني. والمصدر المؤوّل الأول (ما كسبوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل الثاني (ما كسبوا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سيصيبهم سيّئات ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «ما هم بمعجزين» في محلّ نصب حال. [سورة الزمر (39) : آية 52] أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (لقوم) متعلّق بنعت لآيات ... والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبسط..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يعملوا.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

[سورة الزمر (39) : آية 53]

جملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يعلموا ... وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقدر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشاء. وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم. [سورة الزمر (39) : آية 53] قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الإعراب: (عبادي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (عبادي) ، (على أنفسهم) متعلّق ب (أسرفوا) ، (لا) ناهية جازمة (من رحمة) متعلّق ب (تقنطوا) (جميعا) حال منصوبة من الذنوب (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الغفور) خبر المبتدأ هو.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا عبادي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أسرفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تقنطوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ الله يغفر ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يغفر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّه هو الغفور ... » لا محلّ لها تعليل للتعليل السابق.

_ (1) أو مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ، وخبر إنّ (الغفور) .

البلاغة

وجملة: «هو الغفور ... » في محل رفع خبر إنّ. البلاغة في قوله تعالى «قل يا عبادي الذين أسرفوا.. إلخ» الآية: فنون عديدة ومتنوعة من علمي البديع والبيان: 1- إضافة الرحمة إلى الاسم الجليل المحتوي على جميع معاني الأسماء على طريق الالتفات. 2- وضع الاسم الجليل فيه موضع الضمير، للإشعار بأن المغفرة من مقتضيات ذاته. 3- الالتفات من التكلم إلى الغيبة في قوله تعالى «من رحمة الله» لتخصيص الرحمة بالاسم الكريم. 4- التعبير بالغفور فإنه صيغة مبالغة. 5- إبراز الجملة من قوله تعالى «إنه هو الغفور الرحيم» مؤكدة بإن، وبضمير الفصل، وبالصفتين المودعتين للمبالغة. الفوائد - رحمة الله واسعة: قال المفسرون: هذه أرجى آية في كتاب الله عز وجل. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إلى وحشي يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما، يضاعف له العذاب، وأنا قد فعلت ذلك كله، فأنزل الله تعالى إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فقال وحشي: هذا شرط شديد، لعلي لا أقدر عليه، فهل غير ذلك؟ فأنزل الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ فقال وحشي: أراني بعد في شبهة، فلا أدري أيغفر لي أم لا؟ فأنزل الله هذه الآية قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ فقال وحشي: نعم هذا، فجاء فأسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآيات في عياش بن أبي

[سورة الزمر (39) : الآيات 54 إلى 59]

ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين، كانوا قد أسلموا ثم فتنوا وعذبوا فارتدوا عن الإسلام، فكنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء توبة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، فكتبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده، ثم بعث بها إلى هؤلاء النفر فأسلموا جميعا وهاجروا. ولا يظن أحد أن مفهوم الآية يقتضي أن يطلق الإنسان لنفسه العنان ويجري وراء المعاصي والكبائر، فليس الأمر كذلك، وإنما المراد منها التنبيه على سعة رحمة الله عز وجل، وإحياء الأمل في نفوس المذنبين، والحث على التوبة، وعدم قطع حبل الرجاء من الله عز وجل. [سورة الزمر (39) : الآيات 54 الى 59] وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (59) الإعراب: (الواو) عاطفة (إلى ربّكم) متعلّق ب (أنيبوا) ، (له) متعلّق ب (أسلموا) ، (من قبل) متعلّق بالفعلين (أنيبوا وأسلموا) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (ثمّ) حرف عطف و (الواو) في (تنصرون) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أن يأتيكم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «أنيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقنطوا «1» .

_ (1) في الآية السابقة (53) .

وجملة: «أسلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقنطوا. وجملة: «يأتيكم العذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا تنصرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب شرط مقدّر أي فإذا جاءكم عذّبتم ثم لا تنصرون. (55) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل لفعل (أنزل) ضمير مستتر هو العائد (إليكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من قبل ... العذاب) مثل الأولى، والجارّ متعلّق ب (اتّبعوا) (بغتة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «1» ، (الواو) حاليّة (لا) نافية. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسلموا. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتيكم العذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أنتم لا تشعرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا تشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . (56) (أن) حرف مصدريّ ونصب (يا) أداة نداء وتحسّر (حسرتا) منادى متحسّر به مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن (الياء) ، وهي مضاف إليه.. (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (أن تقول) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف عامله أنيبوا.. «3» ، أي: كراهة أن تقول نفس ...

_ (1) أو هو مصدر في موضع الحال أي مباغتا. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (حسرتا) ، والعائد محذوف. (3) أو عامله مقدّر أي أنذرناكم ...

والمصدر المؤوّل (ما فرّطت ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (حسرتا) . (في جنب) متعلّق ب (فرّطت) ، (الواو) حالية (إن) مخفّفة من الثقيلة وهي مهملة وجوبا (اللام) الفارقة (من الساخرين) متعلّق بخبر كنت. وجملة: «تقول نفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يا حسرتا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «فرّطت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كنت لمن الساخرين» في محلّ نصب حال. (57) (أو) حرف عطف (تقول) مضارع منصوب معطوف على (تقول) السابق (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب (لو) .. (من المتّقين) متعلّق بمحذوف خبر كنت. والمصدر المؤوّل (أنّ الله هداني) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي (لو) ثبتت هدايتي لكنت.. وجملة: «تقول.... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقول نفس (الأولى) . وجملة: «لو (ثبتت) هدايتي....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هداني ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كنت من المتّقين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. (58) (أو تقول) مثل السابق (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (تقول) ، (لو) حرف تمنّ (لي) متعلّق بمحذوف خبر (أنّ) (كرّة) اسم أنّ منصوب (الفاء) فاء السببيّة (أكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد (الفاء) ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المحسنين) متعلّق بخبر أكون.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن أكون..) معطوف على مصدر مأخوذ من التمنّي المتقدّم أي: ليت ثمّة رجوعا لي فكوني محسنا «1» . وجملة: «تقول....» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقول (الثانية) . وجملة: «ترى....» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أنّ لي كرة) في محلّ نصب مقول القول. (59) (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ (قد) حرف تحقيق (الفاء) عاطفة (بها) متعلّق ب (كذّبت) (الواو) عاطفة في الموضعين (من الكافرين) متعلّق بخبر كنت. وجملة: «قد جاءتك آياتي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «كذّبت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءتك آياتي. وجملة: «استكبرت» في محلّ نصب معطوفة على جملة كذّبت. وجملة: «كنت من الكافرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة كذّبت.. الصرف: (الساخرين) ، جمع الساخر، اسم فاعل من الثلاثيّ سخر باب فرح وزنه فاعل.

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل معطوفا على (كرّة) من غير مراعاة السببيّة في الفاء، والفرق بين الحالين أنّ العطف أعلاه يجعل الكون مترتّبا على التمنّي، أمّا من غير مراعاة السببيّة فإنّ الكون فيه متمنّى كما هي الحال في كلمة كرّة. [.....]

البلاغة

البلاغة 1- الإيضاح: في قوله تعالى «وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ» . فإنه عطف على لا تقنطوا، لتتميم الإيضاح، كأنه قيل: لا تقنطوا من رحمة الله تعالى، فتظنوا أنه لا يقبل توبتكم، وأنيبوا إليه تعالى، وأخلصوا له عز وجل. 2- التنكير: في قوله تعالى «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ» . ونكرّت «نفس» لأن المراد بها بعض الأنفس، وهي نفس الكافر، ويجوز أن يراد نفس متميزة من الأنفس، إما بلجاج في الكفر شديد، أو بعذاب عظيم، ويجوز أن يراد التكثير، كما قال الأعشى: وربّ بقيع لو هتفت بجوّه ... أتاني كريم ينفض الرّأس مغضبا وهو يريد: أفواجا من الكرام ينصرونه، لا كريما واحدا. ونظيره: ربّ بلد قطعت، ورب بطل قارعت، وهو يقصد بلادا وأبطالا. 3- الكناية: في قوله تعالى «عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ» . أصل الجنب الجارحة، ثم يستعار للناحية والجهة التي تليها، كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو اليمين والشمال، والمراد هاهنا الجهة مجازا. والتفريط في جهة الطاعة، كناية عن التفريط في الطاعة نفسها، لأن من ضيع جهة ضيع ما فيها بطريق الأولى الأبلغ لكونه بطريق برهاني، ونظير ذلك قول زياد الأعجم: إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضربت على ابن الحشرج يعني أنه مختص بهذه الصفات لا توجد في غيره، ولا خيمة هناك، ولا ضرب أصلا. [سورة الزمر (39) : الآيات 60 الى 61] وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ترى) ، (على الله) متعلّق ب (كذبوا) ، (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (للمتكبّرين) متعلّق بنعت لمثوى. جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «وجوههم مسودّة ... » في محلّ نصب حال من الموصول. وجملة: «أليس في جهنّم مثوى ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف لتقرير مضمون ما سبق-. (61) (الواو) عاطفة (بمفازتهم) متعلّق ب (ينجّي) و (الباء) سببيّة (لا) نافية في الموضعين ... وجملة: «ينجّي الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى ... وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يمسهم السوء ... » في محلّ نصب حال من الموصول «1» . وجملة: «هم يحزنون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يمسهم السوء. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة الزمر (39) : الآيات 62 الى 63] اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (63) الإعراب: (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بوكيل. جملة: «الله خالق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ لما سبق.

الصرف:

وجملة: «هو ... وكيل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (63) (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مقاليد (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بآيات) متعلّق ب (كفروا) ، (هم) ضمير فصل- أو منفصل مبتدأ خبره الخاسرون، والجملة خبر أولئك-. وجملة: «له مقاليد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «كفروا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك ... الخاسرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . الصرف: (مقاليد) ، جمع مقلاد، اسم آلة، زنة مفتاح بكسر الميم، أو جمع مقليد زنة منديل بكسر الميم.. يجوز أن يكون اسم جمع لا واحد له من لفظه. [سورة الزمر (39) : آية 64] قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (64) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (غير) مفعول به مقدّم عامله أعبد، و (النّون) المشدّدة في (تأمرونّي) هي علامة الرفع ونون الوقاية (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الجاهلون) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه، أو نعت له- تبعه في الرفع لفظا. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأمرونّي ... » جواب شرط مقدّر أي: إن كان الله خالق كلّ شيء فكيف تأمرونني أن أعبد غير الله.

_ (1) أو معطوفة على جملة ينجي الله.. في الآية (61) ، وما بينهما اعتراض.

الفوائد

وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر «1» . وجملة: «أيّها الجاهلون» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد - نون الوقاية: وتسمى أيضا نون «العماد» وتأتي قبل ياء المتكلم المنتصبة بواحد من ثلاثة: آ- الفعل، متصرفا كان نحو «أكرمني» ، أو جامدا نحو «عساني» و (قاموا ما خلاني وما عداني وحاشاني) إن قدّرت فعلا. وأما قول رؤبة: عددت قومي كعديد الطيس ... إن ذهبت القوم الكرام ليسي فضرورة. ومعنى الطيس: الرمل الكثير. ونحو (تأمرونني) يجوز فيه الفك والإدغام (تأمرونّي) والنطق بنون واحدة. وقد قرئ بهن في السبعة. وعلى الأخيرة (أي القراءة بنون واحدة تأمروني) فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل نون الوقاية، وهو الصحيح. الثاني: اسم الفعل نحو (داركني وتراكني وعليكني) بمعنى أدركني واتركني والزمني. الثالث: الحرف نحو «إنني» وهي جائزة الحذف مع إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ، وغالبة الحذف مع (لعلّ) ، وقليلة الحذف مع «ليت» - وتلحق أيضا قبل الياء المخفوضة ب (من) و (عن) إلا في الضرورة. وقبل المضاف إليها (أي الياء المضاف إليها) لدن أو قد أو قط إلا في قليل من الكلام.

_ (1) وأصل الكلام أتأمرونني أن أعبد غير الله، فلمّا حذف الحرف المصدريّ رفع الفعل، ولا عبرة بتقدّم معمول الصلة عليها لأن الحرف المصدريّ حذف، والمصدر المؤوّل (أن أعبد ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمرونني.

[سورة الزمر (39) : الآيات 65 إلى 66]

[سورة الزمر (39) : الآيات 65 الى 66] وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إليك) متعلّق ب (أوحي) ، وكذلك (إلى الذين) فهو معطوف عليه (من قبلك) متعلّق بمحذوف صلة الذين (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أشركت) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) لام القسم (يحبطنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع. و (النون) نون التوكيد (الواو) عاطفة (لتكوننّ) مثل ليحبطنّ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الخاسرين) متعلّق بخبر تكونّن. جملة: «أوحي ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن أشركت ... » لا محلّ لها تفسر نائب الفاعل المقدّر «1» . وجملة: «يحبطنّ عملك ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «تكوننّ من الخاسرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. (66) (بل) للإضراب الانتقاليّ (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم عامله اعبد (الفاء) عاطفة «2» ، (من الشاكرين) متعلّق بخبر كن.

_ (1) أي أوحي إليك التوحيد. (2) هي زائدة عند الفارسيّ لأنها تقدّمت جملة إنشائيّة وفصلت الفعل عن المفعول وقد ردّ ذلك ابن هشام في المغني.

[سورة الزمر (39) : آية 67]

وجملة: «اعبد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فأعبد الله. وجملة: «كن من الشاكرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبد. [سورة الزمر (39) : آية 67] وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (حقّ) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر (الواو) حاليّة (جميعا) حال من الأرض بملاحظة معناها المتعدّد (قبضته) خبر المبتدأ الأرض مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بقبضة بمعنى مقبوضة (الواو) عاطفة (بيمينه) متعلّق بمطويّات (سبحانه) مفعول مطلق منصوب (عمّا) متعلّق ب (تعالى) . جملة: «ما قدروا....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الأرض ... قبضته» في محلّ نصب حال. وجملة: «السموات مطويّات ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: « (نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئنافيّة- وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (نسبّح) سبحانه. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (قبضة) ، اسم للكفّ المثني، واستعمل هنا مجازا بمعنى الملك والقدرة وبمعنى المقبوض، أو بمعنى فانية معدومة، وزنه فعلة على وزن مصدرة المرّة من فعل قبض.

[سورة الزمر (39) : الآيات 68 إلى 70]

(مطويّات) ، جمع مطويّة مؤنّث مطويّ اسم مفعول من فعل طوى الثلاثيّ، وزنه مفعول.. فيه إعلال بالقلب أصله مطووي بضمّ الواو الأولى وتسكين الثانية، اجتمعت الواو الثانية و (الياء) في الكلمة والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى فقيل مطويّ، ثمّ كسرت الواو قبل الياء للمناسبة.. (يمينه) ، تؤوّل بمعنى القدرة والتملّك ... [سورة الزمر (39) : الآيات 68 الى 70] وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (70) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة في الموضعين (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) الأول، وكذلك (في الأرض) صلة (من) الثاني (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (ثمّ) حرف عطف (فيه) نائب الفاعل (أخرى) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» ، (إذا) فجائيّة ... جملة: «نفخ في الصور..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صعق من....» لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور ... وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) يجوز أن يكون (أخرى) نائب الفاعل، والجارّ متعلّق ب (نفخ) .

وجملة: «نفخ فيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صعق من ... وجملة: «إذا هم قيام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ فيه ... وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هم «1» . (69) (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (بنور) متعلّق ب (أشرقت) ، (بالنبيّين) نائب الفاعل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (بالحقّ) نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لا) نافية. وجملة: «أشرقت الأرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هم قيام «2» . وجملة: «وضع الكتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت. وجملة: «جيء بالنبيّين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت. وجملة: «قضي.. بالحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت. وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (70) (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «3» ، (الواو) الثانية استئنافيّة- أو حالية (ما) حرف مصدريّ «4» . والمصدر المؤوّل (ما عملت) في محلّ نصب مفعول به بحذف

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قيام. (2) يجوز قطعها على الاستئناف. (3) أو اسم موصول في محلّ نصب بحذف مضاف أي جزاء ما عملت، والعائد محذوف. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يفعلونه.

الصرف:

مضاف أي جزاء عملها. والمصدر المؤوّل (ما يفعلون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بأعلم. وجملة: «وفّيت كلّ نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قضي. وجملة: «عملت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «هو أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. الصرف: (69) جيء: أعيدت الألف إلى أصلها لمناسبة البناء للمجهول ثمّ كسرت فاؤه لأن عينه مكسورة في الأصل، ثم سكّنت الياء لاستثقال الكسرة عليها. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها» . وقد استعار الله عز وجل النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل. الفوائد - نفخة الصور: الصور هو القرن، وهو عالم كبير لا يعلمه إلا الله عز وجل، وفيه منازل لأرواح الخلق، وأفادت الآية أن عدد النفخات اثنتان، النفخة الأولى للصعق أي (الموت) ، والثانية للبعث أي القيام من القبور، ولكن جمهور العلماء على أن النفخات ثلاث، والثالثة هي: نفخة الفزع، وهي سابقة لنفخة الصعق، بدليل قوله تعالى وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون. قالوا أربعون يوما؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. ثم ينزل الله عز

_ (1) أو هي في محلّ نصب حال.

[سورة الزمر (39) : آية 71]

وجل ماء من السماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد، وهو (عجب الذنب) ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة. وعجب الذنب: عظم كحبة الخردل في نهاية العصعص. والعلماء على أن بين النفختين أربعين سنة، والله أعلم. وبعد أن تنبت أجساد العباد ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فتنطلق الأرواح من الصور إلى الأجساد، دون أن تخطئ روح صاحبها، فيقومون أحياء للحساب. وذلك تفسير قوله تعالى وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي عادت الروح للجسد والله أعلم. [سورة الزمر (39) : آية 71] وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (71) الإعراب: (الواو) عاطفة (إلى جهنّم) متعلّق ب (سيق) ، (زمرا) حال منصوبة (حتّى) حرف ابتداء (لهم) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (منكم) متعلّق بنعت لرسل (عليكم) متعلّق ب (يتلون) ، (لقاء) مفعول به ثان منصوب (هذا) اسم إشارة نعت ل (يوم) في محلّ جرّ (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفي (الواو) للاستئناف (لكن) حرف استدراك مهمل (على الكافرين) متعلّق ب (حقّت) . جملة: «سيق الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وفّيت كلّ نفس «1» .

_ (1) في الآية السابقة (70) ، ويجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف أصلا.

الصرف:

وجملة: «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءوها..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فتحت أبوابها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قال لهم خزنتها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتحت أبوابها. وجملة: «ألم يأتكم رسل....» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يتلون ... » في محلّ نصب حال من رسل «1» . وجملة: «ينذرونكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلون. وجملة: «قالوا....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي بلى جاءتنا الرسل. وجملة: «حقّت كلمة العذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (زمرا) ، جمع زمرة، اسم جمع اشتقاقه من الزمر وهو الصوت وزنه فعلة بضمّ فسكون، ووزن زمر فعل بضمّ ففتح. (خزنتها) ، جمع خازن، اسم فاعل من الثلاثيّ خزن، وزنه فاعل، ووزن خزنة فعلة بثلاث فتحات. [سورة الزمر (39) : آية 72] قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) الإعراب: (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (فيها) متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة، ومخصوص بئس محذوف تقديره هي أي جهنّم. جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو نعت ثان لرسل في محلّ رفع.

[سورة الزمر (39) : آية 73]

وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «بئس مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الزمر (39) : آية 73] وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إلى الجنّة) متعلّق ب (سيق) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة أو زائدة (لهم) متعلّق ب (قال) ، (سلام) مبتدأ مرفوع «2» ، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ سلام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوها. جملة: «سيق الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءوها..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فتحت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها «4» ، وجواب الشرط محذوف تقديره اطمأنّوا أو سعدوا ... وجملة: «قال لهم خزنتها ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها.

_ (1) لأنها في الأصل مقول القول. [.....] (2) النكرة هنا دالّة على مدح. (3) أو معطوفة على جملة: سيق الذين.. في الآية (71) من هذه السورة. (4) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد، إذا قدّر الجواب جاءوها وقد فتحت أي هو مقيّد بالحال وهو صحيح ويجوز أن تكون هي جواب الشرط على زيادة الواو وهو رأي الكوفيّين.

[سورة الزمر (39) : آية 74]

وجملة: «سلام عليكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «طبتم..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ادخلوها ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن دخلتموها فادخلوها.. [سورة الزمر (39) : آية 74] وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (74) الإعراب: (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (من الجنّة) متعلّق ب (نتبوّأ) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (نتبوّأ) ، (فنعم أجر العاملين) مثل فبئس مثوى المتكبّرين «1» ، والمخصوص بالمدح هو الجنّة. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فدخلوها وقالوا ... وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «صدقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «نتبّوأ ... » في محلّ نصب حال من ضمير المتكلّم في (أورثنا) . وجملة: «نشاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نعم أجر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (72) من هذه السورة.

الفوائد

الفوائد - حيث: وطيّء تقول: (حوث) ، وهي مبنية على الضم، ومن العرب من يعربها. وقراءة من قرأ (من حيث لا يشعرون) . وهي ظرف للمكان اتفاقا، قال الأخفش: وقد ترد للزمان، والغالب كونها في محل نصب على الظرفية أو خفض بمن، وقد تخفض بغيرها كقول زهير: فشد ولم يفزع بيوتا كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم الشاهد: جاءت حيث في محل جر بالإضافة بعد لدى، والضمير في الفعل شد يعود إلى حصين بن ضمضم، أحد مورثي حرب داحس والغبراء، وأم قشعم: المنيّة. وقد تقع حيث مفعولا به، ومنه قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ومنه قوله تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ إذ المعنى أنه تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه، لا شيئا في المكان، وناصبها يعلم محذوفا مدلولا عليه بأعلم، لا بأعلم نفسه، لأن أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به. وتلزم (حيث) الإضافة إلى جملة، اسمية، أو فعلية، وإضافتها إلى الفعلية أكثر، ومن ثم رجح النصب في نحو (جلست حيث زيدا أراه) وإذا اتصلت بها (ما) الكافة ضمنت معنى الشرط، وجزمت فعلين، كقول الشاعر: حيثما تستقم يقدر لك الله ... نجاحا في غابر الأزمان وهذا البيت دليل على مجيئها للزمان. [سورة الزمر (39) : آية 75] وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (75)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من حول) متعلّق بحافّين (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (بالحقّ) نائب الفاعل (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور. جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يسبّحون..» في محلّ نصب حال من الضمير في حافّين. وجملة: «قضي ... بالحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى «1» . وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى. وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . الصرف: (حافّين) ، جمع حافّ، اسم فاعل من (حفّ) بالشيء أحاط به، وزنه فاعل، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد ... وقيل إنّ (حافّين) لا واحد له لأن الإحاطة بالشيء لا تكون إلّا من مجموع، وهذا القول مردود بواقع الأشياء. (حول) ، اسم يدلّ على ظرف مكان، وزنه فعل بفتح فسكون ... انتهت سورة «الزمر» ويليها سورة «غافر»

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد. (2) لأنها في الأصل مقول القول.

سورة غافر

سورة غافر آياتها 85 آية [سورة غافر (40) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) الإعراب: (تنزيل) مبتدأ مرفوع «1» ، (من الله) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (غافر) نعت ثالث للفظ الجلالة مجرور (شديد) بدل من لفظ الجلالة «2» مجرور (ذي) نعت للفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الياء (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) . جملة: «تنزيل الكتاب من الله....» لا محلّ لها ابتدائيّة.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا. (2) لأن الإضافة في الصفة المشبّهة ليست محضة بل لفظيّة أي شديد عقابه، فشديد ليس معرفة تماما.

الصرف:

وجملة: «لا إله إلّا هو....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (غافر) ، لفظه اسم فاعل من (غفر) الثلاثيّ وزنه فاعل ومعناه صفة مشبّهة لدلالته على الثبوت. (قابل) ، مثل غافر. (التوب) ، مصدر سماعيّ لفعل تاب يتوب باب قال وهو الرجوع عن الذنب، ومثله توبة، بوزن فعل بفتح الفاء وسكون العين.. وقال الأخفش هو جمع توبة. [سورة غافر (40) : الآيات 4 الى 5] ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (5) الإعراب: (ما) نافية (في آيات) متعلّق ب (يجادل) ، (إلّا) للحصر (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (في البلاد) متعلّق بتقلّبهم. جملة: «ما يجادل.. إلّا الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يغررك تقلّبهم..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبه فلا يغررك.. «1» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة في محلّ جزم جواب شرط أي مقدّر أي: إن كان المجادلون في آيات الله كفّارا فلا يغررك تقلّبهم.. فهم مأخوذون عن قريب بكفرهم أخذ من قبلهم.

(5) (قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، (من بعدهم) متعلّق بحال من الأحزاب (الواو) عاطفة في الموضعين (برسولهم) متعلّق ب (همّت) ، (اللام) للتعليل (يأخذوه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام. والمصدر المؤوّل (أن يأخذوه) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (همّت) . (بالباطل) متعلّق ب (جادلوا) ، (ليدحضوا) مثل ليأخذوه.. والجارّ متعلّق ب (جادلوا) ، (به) متعلّق ب (يدحضوا) ، (الفاء) عاطفة والثانية استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (عقاب) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. و (الياء) مضاف إليه. وجملة: «كذّبت.. قوم» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «همّت كلّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت.. قوم. وجملة: «يأخذوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «جادلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت. وجملة: «يدحضوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أخذتهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت. وجملة: «كان عقاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .

_ (1) يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي: لمّا عاقبتهم كان عقابي عادلا، أو فهو واقع موقعه والاستفهام للتقرير.

الفوائد

الفوائد - الجدال في آيات القرآن: دلت هذه الآية على كفر الذين يكذبون بآيات الله عز وجل، ولا يسلمون بما فيها من أحكام، بل يحاولون دحضها وإبطالها والاعتراض عليها. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال: إن جدالا في القرآن كفر. أخرجه أبو داود. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قوما يتمارون فقال: إنما أهلك من كان قبلكم بهذا. ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض. وإنما أنزل الكتاب يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوه، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه. [سورة غافر (40) : آية 6] وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (6) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مطلق عامله حقّت (على الذين) متعلّق ب (حقّت) . والمصدر المؤوّل (أنّهم أصحاب ... ) في محلّ رفع بدل من (كلمة) ربّك.. بدل اشتمال بحسب المعنى أو كلّ بحسب اللفظ. جملة: «حقّت كلمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . [سورة غافر (40) : الآيات 7 الى 9] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على المبتدأ (الذين) ، (حوله) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (للذين) متعلّق ب (يستغفرون) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب (رحمة) تمييز محوّل عن فاعل (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (للذين) متعلّق ب (اغفر) ، (عذاب) مفعول به ثان منصوب. جملة: «الذين يحملون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يسبّحون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يؤمنون به ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون. وجملة: «يستغفرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبحون. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وجملة القول المقدّرة في محلّ نصب حال من فاعل يستغفرون أي: يقولون ربّنا وسعت ... وجملة: «وسعت ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اغفر ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وسعت رحمتك كلّ شيء فاغفر للذين تابوا ... وجملة: «تابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.

وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «قهم..» معطوفة على جملة اغفر ... (8) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ربّنا) مثل الأول (التي) موصول في محلّ نصب نعت لجنّات (من) موصول في محلّ نصب معطوفة على الضمير المفعول في (أدخلهم أو وعدتهم) ، (من آبائهم) متعلّق بحال من فاعل صلح (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» خبره (العزيز) . وجملة النداء.. لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «أدخلهم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر ... وجملة: «وعدتهم..» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «صلح» .. لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّك أنت العزيز ... » لا محلّ لها تعليل للاسترحام. وجملة: «أنت العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (9) (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به عامله تق (يومئذ) ظرف زمان منصوب مضاف إلى ظرف آخر متعلّق ب (تق) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير فصل «3» . وجملة: «قهم ... (الثانية) » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر. وجملة: «تق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رحمته ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ذلك ... الفوز» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير المتّصل اسم إنّ. (2) أي يوم إذ تدخل من تشاء الجنّة أو النار. (3) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الفوز، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك.

الصرف:

الصرف: (تق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله تقي، وفيه إعلال آخر بالحذف لأنه مضارع لمعتلّ الفاء حذفت فاؤه في المضارع ماضيه وقى.. وزنه تع بحذف فائه ولامه. البلاغة الإسجال بعد المغالطة: في قوله تعالى «رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ» . وهذا الفن: هو فن طريف من فنون البلاغة، أطلق عليه فن «الإسجال بعد المغالطة» ، وهو أن يقصد المتكلم غرضا من ممدوح، فيأتي بألفاظ تقرر بلوغه ذلك الغرض، إسجالا منه على الممدوح به، وبيان ذلك، أن يشترط شرطا يلزم من وقوعه وقوع ذلك الغرض، ثم يخبر بوقوعه مغالطة، وقد يقع الإسجال لغير مغالطة. وهذا النوع هو الذي وقع في الكتاب العزيز. الفوائد - حملة العرش: قيل: هم أربعة من الملائكة، وهم من أشرف الملائكة وأفضلهم لقربهم من الله عز وجل، وجاء في الحديث، أنهم ليس لهم كلام غير التسبيح والتحميد والتمجيد، ما بين أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء، وقال ابن عباس: جملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام، وروى جابر عن النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. أخرجه أبو داود. [سورة النساء (4) : آية 10] إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (10)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) في (ينادون) نائب الفاعل (اللام) لام الابتداء للتوكيد (من مقتكم) متعلّق بأكبر (أنفسكم) مفعول به للمصدر مقتكم (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (مقت) الأول «1» ، (تدعون) مثل ينادون (إلى الإيمان) متعلّق ب (تدعون) ، (الفاء) عاطفة. جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ينادون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لمقت الله أكبر ... » لا محلّ لها تفسير للنداء «2» . وجملة: «تدعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تكفرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تدعون. الصرف: (ينادون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يناداون- بألف بعد الدال- التقى ساكنان- الألف والواو- فحذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفاعون بفتح العين. (تدعون) ، يأخذ حكم ينادون في الإعلال، كلاهما معتلّ اللام مبنيّ للمجهول. [سورة غافر (40) : الآيات 11 الى 12] قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) الإعراب: (ربّنا) منادى مضاف منصوب (اثنتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، في الموضعين، عامل الأول أمتنا، وعامل

_ (1) أي مقت الله إيّاكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم الآن وأنتم في النار.. ولا مانع من توسط الخبر بين المبتدأ والظرف. [.....] (2) أو هي للاستئناف البيانيّ.

الثاني أحييتنا (الفاء) عاطفة (بذنوبنا) متعلّق ب (اعترفنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (إلى خروج) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سبيل) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ربّنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أمتّنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أحييتنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتنا. وجملة: «اعترفنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتنا. وجملة: «هل إلى خروج من سبيل» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قبل اعترافنا بذنوبنا فهل نخرج من النار ... (12) (ذلكم) مبتدأ (الله) لفظ الجلالة نائب الفاعل (وحده) حال منصوبة من لفظ الجلالة.. والمصدر المؤوّل (أنّه إذا دعي ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلكم. ونائب الفاعل لفعل (يشرك) محذوف دلّ عليه سياق الكلام أي شريك (به) متعلّق ب (يشرك) ، (الفاء) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ (الحكم) .. وجملة: «ذلكم بأنّه ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي لا ليس ثمّة خروج من النار بسبب كفركم. وجملة الشرط إذا وفعله وجوابه في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «دعي الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كفرتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إن يشرك به ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خبر أنّ.

البلاغة

وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «الحكم لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ» . لأن المراد بالميتتين الاثنتين: خلقهم أمواتا أولا، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم ثانيا. والمراد بالإحيائتين: الإحياءة الأولى، وإحياءة البعث. وقد أوضح سبحانه ذلك بقوله: «وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ» ففي تسمية خلقهم أمواتا إماتة مجاز، لأنه باعتبار ما كان، وقد أوضح ذلك الزمخشري أبلغ إيضاح في فصله الممتع بهذا الصدد، ننقله بنصه، لنفاسته. قال: «فإن قلت: كيف صح أن يسمى خلقهم أمواتا إماتة، قلت: كما صح أن تقول: سبحان من صغر حجم البعوضة وكبر حجم الفيل، وقولك للحفار: ضيق فم الركبة، ووسع أسفلها، وليس ثم نقل من صغر إلى كبر، ولا عكسه، ولا من ضيق إلى سعة، ولا عكسه، وإنما أراد الإنشاء على تلك الصفات. والسبب في صحته أن الكبر والصغر جائزان معا على المصنوع الواحد، من غير ترجح لأحدهما. وكذلك الضيق والسعة، فإذا اختار الصانع أحد الجائزين وهو متمكن منهما على السواء فقد صرف المصنوع عن الجائز الآخذ فجعل صرفه منه كنقله منه» . [سورة غافر (40) : الآيات 13 الى 17] هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (17)

_ (1) أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: فإن جاء الحساب فالحكم لله.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بحال من (رزقا) ، (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من) موصول في محلّ رفع فاعل يتذكّر. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم. وجملة: «ما يتذكّر إلّا من ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «1» . وجملة: «ينيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . (14) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوا (له) متعلّق بمخلصين (الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم. وجملة: «ادعوا الله ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم رضا الله فادعوه مخلصين. وجملة: «كره الكافرون ... » في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. (15) (رفيع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الله (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (من أمره) متعلّق بحال من الروح «2» ، (على من) متعلّق ب (يلقي) ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف (اللام)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (يريكم) ، أو في (لكم) . (2) أو متعلّق ب (يلقي) ومن سببيّة.

للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والمفعول به الأول محذوف أي الناس (يوم) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي: شدة يوم التلاق أو أهوال يوم التلاق. (التلاق) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة. والمصدر المؤوّل: «أن ينذر ... » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يلقي) . وجملة: «هو رفيع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يلقي ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ المحذوف. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. (16) (يوم) الثاني بدل من يوم التلاق منصوب (لا) نافية (على الله) متعلّق ب (يخفى) ، (منهم) متعلّق بحال من شيء (لمن) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الملك (اليوم) متعلّق بالمصدر الملك، (لله) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره الملك. وجملة: «هم بارزون..» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يخفى ... شيء» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم) «1» . وجملة: «لمن الملك ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله: لمن الملك ... وجملة: « (الملك) لله» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر آخر. أي يقول الله يجيب نفسه: الملك لله.. وجملة القول المقدّرة استئناف بيانيّ.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (بارزون) .

الصرف:

(17) (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تجزى) ، (كلّ) نائب الفاعل مرفوع (ما) حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما كسبت..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (تجزى) ، و (الباء) سببيّة. (لا) نافية للجنس (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بخبر لا.. وجملة: «تجزى كلّ نفس ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول المقدّر. وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لا ظلم اليوم..» لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول. وجملة: «إنّ الله سريع..» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (15) رفيع: صفة مشبّهة للثلاثيّ رفع باب كرم أي علا قدره، وزنه فعيل.. وقد يكون مبالغة اسم الفاعل على فعيل من رفع يرفع باب فتح أي رافع درجات المؤمنين كثيرا.. (التلاق) ، أصله التلاقي، مصدر قياسيّ لفعل تلاقى الخماسيّ، وقياسه أن يكون ما قبل آخره مضموما، ولكنّه كسر لمناسبة الياء، بعد رجوع الألف إلى أصلها اليائيّ. البلاغة المجاز المرسل:- في قوله تعالى «وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً» . أي قطرا، والرزق مسبب عن المطر، فالعلاقة في هذا المجاز مسببية. - وفي قوله تعالى «يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ» . فالمراد بالروح الوحي، وسمي الوحي روحا لأنه يجري من القلوب مجرى الأرواح من الأجساد، فهو مجاز مرسل علاقته السببية، وجعله الزمخشري استعارة تصريحية.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ ... والعائد محذوف أي كسبته.

الفوائد

الفوائد - الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل: ورد في هذه الآية قوله تعالى رَفِيعُ الدَّرَجاتِ و (رفيع) صفة مشبهة. ولعلنا من خلال إيضاح الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل نستطيع أن نتبيّن معنى كل منهما: 1- اسم الفاعل يصاغ من المتعدي واللازم كضارب وقائم ومستخرج ومستكبر. وهي لا تصاغ إلا من اللازم كحسن وجميل. 2- أنه يكون للأزمنة الثلاثة، وهي لا تكون إلا للحاضر، أي الماضي المتصل بالزمن الحاضر. 3- أن منصوب اسم الفاعل يجوز أن يتقدم عليه نحو «زيد عمرا ضارب» ولا يجوز (زيد وجهه حسن) . 4- أن معموله يكون سببيا أو أجنبيا نحو (زيد ضارب غلامه وعمرا) . ولا يكون معمولها إلا سببيا تقول: «زيد حسن وجهه» أو (الوجه) . ويمتنع (زيد حسن عمرا) . 5- أنه لا يخالف فعله في العمل، وهي تخالفه، فإنها تنصب مع قصور فعلها تقول: «زيد حسن وجهه» ويمتنع «زيد حسن وجهه» بالنصب. 6- أنه يجوز حذفه وبقاء معموله، ولهذا أجازوا «أنا زيدا ضاربه» و «هذا ضارب زيد وعمرا» بخفض زيد ونصب عمر، وبإضمار فعل أو وصف منون. ولا يجوز (مررت برجل حسن الوجه والفعل) بخفض الوجه ونصب الفعل. 7- أنه يفضل مرفوعه ومنصوبة مثل (زيد ضارب في الدار أبوه عمرا) ويمتنع عند الجمهور (زيد حسن في الحرب وجهه) رفعت أو نصبت-

[سورة غافر (40) : الآيات 18 إلى 20]

[سورة غافر (40) : الآيات 18 الى 20] وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (18) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به ثان منصوب (إذ) ظرف في محلّ نصب بدل من يوم (لدى) ظرف مبني في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ القلوب (كاظمين) حال من القلوب «1» ، (ما) نافية مهملة (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حميم) وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (شفيع) معطوف على حميم لفظا، وفاعل (يعلم) ضمير مستتر يعود على الله (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على خائنة. جملة: «أنذرهم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «القلوب لدى الحناجر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما للظالمين من حميم ... » في محلّ نصب حال من يوم الآزفة والرابط مقدّر أي فيه «2» . وجملة: «يطاع ... » في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لشفيع. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تخفي الصدور..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (20) (الواو) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق ب (يقضي) ، (الواو) عاطفة (من دونه) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي يدعونهم من دونه (لا) نافية

_ (1) جمع بالياء والنون معاملة أصحاب القلوب. (2) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

الصرف:

(بشيء) متعلّق ب (يقضون) ، (هو) ضمير فصل «1» . وجملة: «الله يقضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقضي بالحقّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «الذين يدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يقضي ... وجملة: «الذين يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يقضون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «إنّ الله.. السميع» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (18) الآزفة: مؤنّث الآزف، اسم فاعل من (أزف) باب فرح أي قرب، وزنه فاعلة، والآزفة في الآية نعت لمنعوت محذوف أي القيامة الآزفة. (20) يقضون: فيه إعلال بالحذف أصله يقضيون بضم الياء نقلت حركتها إلى الضاد ثم حذفت لالتقاء الساكنين. البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى «إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ» . الكلام كناية عن شدة الخوف أو فرط التألم. 2- الاستعارة: في قوله تعالى «يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ» . أي النظرة الخائنة، كالنظرة إلى غير المحرم واستراق النظر إليه وغير ذلك، وجعل النظرة خائنة إسناد مجازي، أو استعارة مصرحة أو مكنية وتخييلية بجعل النظر بمنزلة شيء يسرق من المنظور إليه.

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره السميع، والجملة الاسميّة هو السميع خبر إنّ.

[سورة غافر (40) : الآيات 21 إلى 22]

[سورة غافر (40) : الآيات 21 الى 22] أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (21) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (22) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى التخويف (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (الفاء) عاطفة (ينظروا) مضارع مجزوم معطوف على (يسيروا) «1» ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (هم) ضمير فصل «2» ، (قوّة) تمييز منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت ل (آثارا) ، (الفاء) عاطفة (بذنوبهم) متعلّق بحال من ضمير المفعول (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) متعلّق بخبر كان (من الله) متعلّق بواق (واق) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة بسبب التنوين فهو اسم منقوص. جملة: «لم يسيروا..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يسيروا. وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا. وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف، بتقدير حرف الجرّ.

_ (1) يجوز أن يكون منصوبا بأن مضمرة بعد الفاء، و (الفاء) سببيّة تقدّمها استفهام. (2) ضمير الفصل لا يقع إلّا بين معرفتين، وهنا وقع بين معرفة ونكرة، ولكن النكرة مشابهة للمعرفة بسبب امتناع دخول أل عليها لأن اسم التفضيل هنا متلو بحرف الجر (من) .

[سورة غافر (40) : الآيات 23 إلى 25]

وجملة: «كانوا.. أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أخذهم الله..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا ... وجملة: «ما كان لهم من الله من واق» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذهم الله. (22) الإشارة في (ذلك) إلى الأخذ (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم.. والمصدر المؤوّل (أنّهم كانت تأتيهم رسلهم..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك (الفاء) عاطفة في الموضعين. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانت تأتيهم رسلهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كانت تأتيهم رسلهم ... » في محلّ نصب خبر كانت. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت. وجملة: «أخذهم الله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.. وجملة: «إنّه قويّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة غافر (40) : الآيات 23 الى 25] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (23) إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بآياتنا) حال من موسى أو من فاعل أرسلنا. جملة: «أرسلنا....» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

(24) (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (ساحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (كذّاب) خبر ثان مرفوع. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: « (هو) ساحر» في محلّ نصب مقول القول. (25) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاءهم (من عندنا) متعلّق بحال من الحقّ «1» ، (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل آمنوا «2» . (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (كيد) . وجملة: «جاءهم بالحقّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «اقتلوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «استحيوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اقتلوا. وجملة: «ما كيد.. إلّا في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (24) كذّاب: صيغة مبالغة من الثلاثي كذب وزنه فعّال بفتح الفاء، وتشديد العين المفتوحة. (25) استحيوا: فيه إعلال بالحذف، مضارعه يستحييون- بياءين- نقلت حركة الضم في الياء الثانية إلى الأولى لتخفيف الثقل، ثمّ حذفت (الياء) الثانية لالتقاء الساكنين فأصبح يستحيون. فلمّا انتقل الفعل إلى الأمر بقي الإعلال السابق.. وزنه استفعوا.

_ (1) أو متعلّق ب (جاءهم) . (2) أو متعلّق ب (آمنوا) .

[سورة غافر (40) : آية 26]

[سورة غافر (40) : آية 26] وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (26) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أقتل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل أنا (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (أن) حرف مصدريّ ونصب. في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (يظهر) «1» . جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذروني..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أقتل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تتركوني أو إن تذروني أقتل.. وجملة: «يدع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ذروني. وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يظهر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. والمصدر المؤوّل (أن يبدّل ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف. والمصدر المؤوّل (أن يظهر ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. [سورة غافر (40) : آية 27] وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (27)

_ (1) أو متعلّق بحال من الفساد. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بربيّ) متعلّق ب (عذت) ، (من كلّ) متعلّق ب (عذت) ، (لا) نافية (بيوم) متعلّق ب (يؤمن) . جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي عذت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «عذت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا يؤمن ... » في محلّ جرّ نعت لكلّ متكبّر. الصرف: (عذت) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ أجوف أسند إلى تاء الفاعل، التقى ساكنان عين الفعل ولامه فحذفت عينه وحرّك الأول بالضمّ دلالة على نوع الحرف المحذوف، وزنه فلت. [سورة غافر (40) : الآيات 28 الى 33] وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (29) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (31) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من آل) متعلّق بنعت ثان لرجل (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن يقول) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (تقتلون) . (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاء (من ربّكم) متعلّق بحال من البيّنات «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (يك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون على النون المحذوفة للتخفيف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ كذبه (إن يك صادقا) مثل إن يك كاذبا، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف تقديره إيّاه (لا) نافية (من) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب. جملة: «قال رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكتم ... » في محلّ رفع نعت ثالث لرجل «2» . وجملة: «تقتلون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ربّي الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «جاءكم ... » في محلّ نصب حال من (رجلا) ، أو من فاعل يقول. وجملة: «إن يك كاذبا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أتقتلون ... وجملة: «عليه كذبه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يك صادقا..» في محلّ نصب معطوفة على جملة إن يك كاذبا.

_ (1) أو متعلّق ب (جاءكم) . (2) أو في محلّ نصب حال من رجل لأنه وصف.

وجملة: «يصبكم بعض ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يعدكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّ الله لا يهدي..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هو مسرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . (29) (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (الياء) المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر (ظاهرين) حال منصوبة من الضمير في (لكم) ، (في الأرض) متعلّق بظاهرين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من بأس) متعلّق ب (ينصرنا) بتضمينه معنى ينقذنا (جاءنا) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (ما) نافية (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أريكم أي أعلمكم (الواو) عاطفة (سبيل) مفعول به ثان. وجملة النداء: «يا قوم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لكم الملك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «من ينصرنا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء بأس الله فمن ينصرنا منه. وجملة: «ينصرنا ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «إن جاءنا ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر. وجملة: «قال فرعون....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أريكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

وجملة: «ما أهديكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أريكم. (30) (الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (أخاف) ، (مثل) مفعول به منصوب.. وجملة: «قال الذي آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال فرعون. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يا قوم (الثانية) » لا محلّ لها اعتراضيّة للتحذير. وجملة: «إنّي أخاف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أخاف عليكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. (31) (مثل) الثاني بدل من الأول منصوب (من بعدهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (للعباد) متعلّق ب (ظلما) . وجملة: «ما الله يريد ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يريد ظلما ... » في محلّ نصب خبر ما. (32- 33) (الواو) عاطفة (يا قوم.. يوم التناد) مثل يا قوم.. يوم الأحزاب. مفردات وجملا، وعلامة الجرّ في (التناد) الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة. (يوم) بدل من يوم الأول منصوب مثله (مدبرين) حال مؤكّدة من فاعل تولّون (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عاصم (من الله) متعلّق بعاصم (عاصم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم، و (يضلل) حرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما له من هاد) مثل ما لكم من عاصم، وعلامة الجرّ في (هاد) الكسرة المقدّرة على (الياء) المحذوفة فهو اسم منقوص.

الصرف:

وجملة: «تولّون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة: «ما لكم من الله من عاصم» في محلّ نصب حال من فاعل تولّون. وجملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «1» . وجملة: «ما له من هاد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (29) الرشاد: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رشد باب نصر، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر للفعل هو رشد بضمّ فسكون. (32) التناد: أصله التنادي، مصدر الخماسيّ تنادي، وكان حقّ ما قبل الآخر أن يكون مضموما ولكنّه كسر لمناسبة (الياء) .. وفيه إعلال بالقلب أولا لأن الألف فيه أصلها (واو) من الندوة وهو مكان الالتقاء حيث يتنادى الحاضرون فيه وفيه إعلال بالحذف ثانيا لمناسبة فواصل الآي، وزنه التفاع. البلاغة الكلام المنصف: في قوله تعالى «أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ» . فقد استدرجهم هذا الرجل المؤمن، باستشهاده على صدق موسى، بإحضاره عليه السلام من عند من تنسب إليه الربوبية، ببينات عدة لا ببينة واحدة، وأتى بها معرفة، ليلين بذلك جماحهم، ويكسر من سورتهم، ثم أخذهم بالاحتجاج بطريق التقسيم، فقال: لا يخلو أن يكون صادقا أو كاذبا، فإن يك كاذبا فضرر كذبه عائد عليه، أو صادقا فأنتم مستهدفون لإصابتكم ببعض ما يعدكم به، وإنما ذكر بعض مع تقدير أنه نبي صادق، والنبي صادق في جميع ما يعد به، لأنه سلك معهم. طريق المناصحة لهم والمداراة.

_ (1) وهي جملة إنّي أخاف عليكم يوم التناد.

[سورة غافر (40) : آية 34]

[سورة غافر (40) : آية 34] وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (جاءكم) ، (بالبيّنات) متعلّق بحال من يوسف (الفاء) عاطفة (في شكّ) متعلّق بخبر ما زلتم (ممّا) متعلّق بشكّ (به) متعلّق بحال من فاعل (جاءكم) «1» ، (حتّى) حرف ابتداء (من بعده) متعلّق ب (يبعث) ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ (من) اسم موصول مفعول به (مرتاب) خبر ثان مرفوع. جملة: «جاءكم يوسف ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما زلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «جاءكم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «هلك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قلتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لن يبعث الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو مسرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو متعلّق ب (جاءكم) .

الصرف:

الصرف: (زلتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فحذفت عين الفعل للساكنين وزنه فلتم. (مرتاب) ، اسم فاعل من الخماسيّ ارتاب، مضارعه يرتاب أعلت عينه لأنه من الريب وأصله يرتيب، بفتح التاء وكسر الياء، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح، ما قبلها، فلمّا صيغ منه اسم الفاعل بقي الإعلال على حاله، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.. هذا ويجوز أن يكون لفظ (مرتاب) اسم مفعول أيضا في تعبير آخر. [سورة غافر (40) : آية 35] الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) الإعراب: (في آيات) متعلّق ب (يجادلون) ، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يجادلون، وفاعل (كبر) ضمير يعود على مصدر يجادلون المفهوم من السياق أي: كبر جدالهم مقتا «1» ، (مقتا) تمييز محوّل عن فاعل منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مقتا) ، وكذلك (عند) الثاني فهو معطوف عليه (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يطبع (على كلّ) متعلّق ب (يطبع) ، (جبّار) نعت ل (متكبّر) مجرور مثله. جملة: «الذين يجادلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صل الموصول (الذين) . وجملة: «كبر (جدالهم) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «3» .

_ (1) يجوز أن يكون الفاعل محذوفا دلّ عليه السياق أي: كبر قولهم مقتا. (2) أو هو استئناف في حيّز قول المؤمن المتقدّم. (3) يجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره معاندون، والجملة استئنافيّة.. وبعضهم

الفوائد

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يطبع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد - لمحة عن «كلّ» : هي اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكّر، كقوله تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ والمعرّف المجموع، نحو (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) وأجزاء المفرد المعرف، نحو (كل زيد حسن) ، فإذا قلت: (أكلت كلّ رغيف لزيد) كانت لعموم الأفراد، فإن أضفت الرغيف إلى زيد صارت لعموم أجزاء فرد واحد. ومن هنا وجب في قراءة غير أبي عمر وابن ذكوان في الآية التي نحن بصددها كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ بترك تنوين قلب- تقدير (كل) بعد (قلب) ليعم أفراد القلوب كما عمّ أجزاء القلب. وترد (كل) - باعتبار كل واحد مما قبلها وما بعدها- على ثلاثة أوجه: 1- أن تكون نعتا لنكرة أو معرفة، فتدل على كماله، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى، نحو (أطعمنا شاة كلّ شاة) وقول الأشهب بن رملية: وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد 2- أن تكون توكيدا لمعرفة، وتجب إضافتها إلى اسم مضمر، راجع إلى المؤكد كقوله تعالى فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. 3- أن تكون تابعة، بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إلى الظاهر، نحو كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ وغير مضافة وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ واعلم أن لفظ كل حكمه الإفراد والتنكير، وأن معناها بحسب ما تضاف إليه.

_ يجعل جملة يطبع خبرا بإعراب (كذلك) خبرا لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك والجملة اعتراضيّة.

[سورة غافر (40) : الآيات 36 إلى 37]

[سورة غافر (40) : الآيات 36 الى 37] وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (36) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (37) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لي) متعلّق ب (ابن) ، (أسباب) بدل من الأسباب الأول منصوب (الفاء) فاء السببيّة (أطلع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد (الفاء) ، (إلى إله) متعلّق ب (أطلع) .. والمصدر المؤوّل (أن أطّلع ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الأمر المتقدّم أي ليكن منك بناء فاطّلاع منّي. (37) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد، (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله زيّن (لفرعون) متعلّق ب (زيّن) ، (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في تباب) خبر المبتدأ كيد ... جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ابن ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لعلّي أبلغ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أبلغ الأسباب ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: «أطّلع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

الصرف:

وجملة: «إنّي لأظنّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «أظنّه كاذبا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «زيّن ... سوء عمله» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن. وجملة: «ما كيد فرعون إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن «1» . الصرف: (تباب) مصدر سماعيّ لفعل تبّ باب نصر، وزنه فعال بفتح الفاء، وللفعل مصدر أخرى هي تبّ زنة فعل بفتح فسكون وتبب بفتحتين وتبيب زنة فعيل وكلّها بمعنى الهلاك والخسران. [سورة غافر (40) : الآيات 38 الى 44] وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (38) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (40) وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (44)

_ (1) أو هي استئنافيّة أخرى.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يا قوم) مرّ إعرابها «1» و (النون) في (اتّبعون) نون الوقاية (أهدكم) مضارع مجزوم جواب الطلب (سبيل) مفعول به ثان منصوب. جملة: «قال الذي....» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اتّبعون....» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أهدكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة ب (الفاء) أي: إن تتّبعوني أهدكم ... (39) (إنّما) كافّة ومكفوفة (الحياة) بدل من اسم الإشارة المبتدأ- أو عطف بيان عليه- مرفوع (هي) ضمير فصل «2» وجملة: النداء: «يا قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «هذه الحياة ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ الآخرة.. دار القرار» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. (40) (من) اسم شرط جازم مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية، ونائب الفاعل في (يجزى) ضمير يعود على من (إلّا) للحصر (مثلها) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (من عمل صالحا) مثل من عمل سيّئة (من ذكر) متعلّق بحال من فاعل عمل (الواو) حالية (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فيها) متعلّق ب (يرزقون) «3» ، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل «4» .

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره دار، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (3) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل. (4) أو بحال من المفعول المقدّر.

وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: «عمل سيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «لا يجزى ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من عمل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة (من عمل) الأولى. وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «أولئك يدخلون ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «يرزقون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدخلون. (41) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بخبر المبتدأ (إلى النجاة) متعلّق ب (أدعو) (إلى النار) متعلّق ب (تدعونني) . وجملة: «يا قوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يا قوم السابقة. وجملة: «مالي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لي) . وجملة: «تدعونني ... » في محلّ نصب حال من مقدّر أي وما لكم تدعونني والجملة المقدّرة معطوفة على جملة مالي ... (اللام) لام التعليل (أكفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا في الشرطين المتعاطفين. [.....]

(بالله) متعلّق ب (أكفر) ، (أشرك) مضارع منصوب معطوف على (أكفر) ، (به) متعلّق ب (أشرك) ، (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب مفعول به (لي) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق ب (علم) وهو اسم ليس مؤخّر (الواو) عاطفة (إلى العزيز) متعلّق ب (أدعوكم) . والمصدر المؤوّل (أن أكفر ... ) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (تدعونني) . وجملة: «تدعونني (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة تدعونني (الأولى) . وجملة: «أكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكفر. وجملة: «ليس لي به علم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أنا أدعوكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعونني «2» . وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) . (43) (لا) نافية للجنس (جرم) اسم مبني على الفتح في محلّ نصب اسم لا «3» ، (ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ «4» ، و (النون) الثانية في (تدعونني) نون الوقاية (إليه) متعلّق ب (تدعونني) ، (له) متعلّق بخبر ليس (دعوة) اسم ليس مؤخّر مرفوع (في الدنيا) متعلّق بدعوة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الآخرة) متعلّق بما تعلّق به (في الدنيا) فهو

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها. (2) يجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول تدعونني. (3) انظر مزيد إيضاح وتفصيل في تخريجات (لا جرم) في الآية (22) من سورة هود وفي الآية (23) من سورة النحل. (4) رسمت (أنّما) في المصحف موصولة، وحقّها أن تكون مفصولة.

معطوف عليه (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بخبر أنّ.. (هم) ضمير فصل «1» . والمصدر المؤوّل (أنّما تدعونني..) في محلّ جرّ ب (في) المحذوف متعلّق بمحذوف خبر لا «2» . والمصدر المؤوّل (أنّ مردنا إلى الله) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «لا جرم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: «تدعونني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ليس له دعوة ... في محلّ رفع خبر أنّ.» (44) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «3» (لكم) متعلّق ب (أقول) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (أفوّض) ، (بالعباد) متعلّق ببصير. وجملة: «ستذكرون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا عاينتم العذاب يوم القيامة فستذكرون ما أقول ... وجملة: «أقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف. وجملة: «أفوض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ستذكرون.

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أصحاب.. والجملة الاسميّة خبر أنّ. (2) وفي التخريجات الأخرى هو فاعل ل (جرم) على زيادة لا أو فاعل (لا جرم) - كلمة واحدة- بمعنى حقّ. (3) أو حرف مصدري.. والمصدر المؤوّل في محلّ نصب ولا حذف للعائد.

الصرف:

وجملة: «إنّ الله بصير ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (38) أهدكم: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله أهديكم، وزنه أفعكم. (41) النجاة: مصدر سماعيّ لفعل نجا باب نصر، وزنه فعلة بفتح الفاء واللام والعين ساكنة، وفيه إعلال بالقلب أصله نجوة بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الجيم- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا، مفتوح ما قبلها، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي نجاء بقلب الواو همزة زنة فعال لفتح الفاء، ونجو زنة فعل بفتح فسكون، ونجاية. البلاغة التكرير: في نداء قومه بقوله «يا قَوْمِ» . كرر نداءهم إيقاظا لهم عن سنة الغفلة، واهتماما بالمنادي له، ومبالغة في توبيخهم على ما يقابلون به دعوته، وترك العطف في النداء الثاني وهو «يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا» لأنه تفسير لما أجمل في النداء قبله من الهداية إلى سبيل الرشاد فإنها التحذير من الإخلاد إلى الدنيا والترغيب في إيثار الآخرة على الأولى. [سورة غافر (40) : الآيات 45 الى 46] فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (46) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ «1» ، (بآل) متعلّق ب (حاق) .. والمصدر المؤوّل (ما مكروا..) في محل جرّ مضاف إليه. جملة: «وقاه الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

[سورة غافر (40) : آية 47]

وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «حاق ... سوء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاه الله. (46) (النار) مبتدأ مرفوع «1» ، والواو في (يعرضون) نائب الفاعل (عليها) متعلّق ب (يعرضون) ، (غدوا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعرضون) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل مقدّر تقديره يقول الله ... (أشدّ) مفعول به ثان منصوب بتضمين أدخلوا معنى أذيقوا.. وجملة: «النار يعرضون عليها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «يعرضون ... » في محلّ رفع جرّ المبتدأ النار. وجملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أدخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله للملائكة أدخلوا ... [سورة غافر (40) : آية 47] وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «3» ، (في النار) متعلّق بحال من فاعل (يتحاجوّن) ، (الفاء) عاطفة (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لكم) متعلّق ب (تبعا) (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام

_ (1) أو بدل من سوء العذاب، والجملة بعده حال، أو هو خبر لمبتدأ محذوف والجملة بعده حال أيضا. (2) أو هي بدل من سوء العذاب في محلّ رفع. (3) أجاز أبو البقاء أن يكون معطوفا على الظرف (غدوا) متعلّق بما تعلّق به ...

[سورة غافر (40) : آية 48]

(عنّا) متعلّق ب (مغنون) ، (نصيبا) مفعول به لاسم الفاعل مغنون بتضمينه معنى حاملون «1» ، (من النار) متعلّق بنعت ل (نصيبا) . جملة: « (اذكر) إذ يتحاجّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتحاجّون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول الضعفاء» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتحاجّون. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا لكم تبعا» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هل أنتم مغنون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا كنّا.. [سورة غافر (40) : آية 48] قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48) الإعراب: (كلّ) مبتدأ مرفوع «2» ، (فيها) متعلّق بخبر المبتدأ كلّ (قد) حرف تحقيق (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (حكم) . جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّا كلّ فيها ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر نعت له عامله مغنون أي مغنون عنّا غناء نصيبا من النار، ذكره أبو البقاء. (2) دلّ على عموم وهو على نيّة الإضافة أي كلّ فريق منّا، والتنوين فيه عوض من هذا المحذوف ...

الفوائد

وجملة: «كلّ فيها ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّ الله قد حكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قد حكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الفوائد - مسألة وخلاف: شجر خلاف بين النحويين في إعراب (كلا) في من قرأ (إنا كلّا فيها) مع أن القراءة المشهورة هي الرفع. أما قراءة الرفع فلا إشكال فيها، فقال الأخفش: كلّ: مرفوع بالابتداء. وأجاز الكسائي والفراء (إنا كلا فيها) بالنصب على النعت والتأكيد للضمير في (إنا) . وكذلك قرأ ابن السميقع وعيسى بن عمر. والكوفيون يسمون التأكيد نعتا، ومنع ذلك سيبويه، قال: لأن كلّا لا تنعت ولا ينعت بها، ولا يجوز البدل فيه لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره. وقال معناه المبرد، قال: لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا لأنه مخاطب، ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما. وأجاز الفراء والزمخشري أن تقطع «كل» المؤكد بها عن الإضافة لفظا، تمسكا بقراءة بعضهم (إنا كلا فيها) . وخرجها ابن مالك على أن «كلا» حال من ضمير الظرف، وفيه ضعف من وجهين: تقديم الحال على عامله الظرف، وقطع «كل» عن الإضافة لفظا وتقديرا لتصير نكرة فيصبح حالا، والأجود أن تقدر «كلا» بدلا من اسم إنّ، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر، بدل كل، لأنه مفيد للإحاطة، مثل: «قمت ثلاثتكم» ، وبدل الكل لا يحتاج إلى ضمير، ويجوز ل (كل) أن تلي العوامل إذا لم تتصل بالضمير نحو (جاءني كل القوم) فيجوز مجيئها بدلا، بخلاف «جاءني كلهم» فلا يجوز إلا في الضرورة، فهذا أحسن ما قيل في هذه القراءة. [سورة غافر (40) : آية 49] وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (49)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (في النار) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (لخزنة) متعلّق ب (قال) ، (يخفّف) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (عنّا) متعلّق ب (يخفّف) منصوب (من العذاب) متعلّق ب (يخفّف) «1» ومفعوله محذوف أي شيئا. جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يخفّف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوا ربّكم يخفّف ... البلاغة وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ» . وضع جهنم موضع الضمير، للتهويل والتفظيع، أو لبيان محلهم فيها، بأن تكون جهنم أبعد دركات النار، وفيها الكفرة، أو لكون الملائكة الموكلين بعذاب أهلها أقدر على الشفاعة، لمزيد قربهم من الله تعالى. [سورة غافر (40) : آية 50] قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (تك) مضارع مجزوم ناقص وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره هم يعود على رسلكم، وفيه تنازع، و (رسلكم) فاعل تأتيكم مرفوع (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلكم (بلى) حرف جواب، والمجاب عنه محذوف، أي: أتونا

_ (1) يجوز أن يكون الجارّ نعتا للمفعول المحذوف و (من) تبعيضيّة. [.....] (2) أو معطوفة على جملة قال الذين في السابقة.

[سورة غافر (40) : الآيات 51 إلى 52]

فكذّبناهم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ دعاء. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم تك تأتيكم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أتركتكم رسلكم ولم تك تأتيكم ... وجملة: «تأتيكم رسلكم ... » في محلّ نصب خبر تك. وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بلى والمجاب عنه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا (الثالثة) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الدعاء فدعوا ... وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما دعاء الكافرين إلّا في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . [سورة غافر (40) : الآيات 51 الى 52] إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (الواو) عاطفة في الموضعين (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على رسلنا (في الحياة) متعلّق ب (ننصر) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور أي وننصرهم يوم يقوم..

_ (1) يحتمل أن تكون من كلام الله تعالى لنبيّه، ويحتمل أن تكون من كلام الخزنة.

[سورة غافر (40) : الآيات 53 إلى 54]

جملة: «إنّا لننصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ننصر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقوم الأشهاد» في محلّ جرّ مضاف إليه. (52) (يوم) بدل من يوم السابق منصوب (لا) نافية (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (اللعنة) ومثله (لهم) الثاني.. وجملة: «لا ينفع.. معذرتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لهم اللعنة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ينفع.. وجملة: «لهم سوء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لهم اللعنة. [سورة غافر (40) : الآيات 53 الى 54] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (53) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (54) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الهدى) مفعول به ثان منصوب وكذلك (الكتاب) ، (هدى) مفعول لأجله منصوب «1» ، (لأولي) متعلّق بذكرى «2» . جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.

_ (1) أو مصدر في موضع الحال. (2) أو متعلّق بنعت لذكرى..

[سورة غافر (40) : آية 55]

[سورة غافر (40) : آية 55] فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (55) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لذنبك) متعلّق ب (استغفر) ، (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح (بالعشيّ) متعلّق ب (سبّح) . جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن آذاك قومك فاصبر كما صبر موسى ... وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة-. وجملة: «استغفر ... » معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «سبّح ... » معطوفة على جملة اصبر. [سورة غافر (40) : آية 56] إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) الإعراب: (إنّ الذين ... أتاهم) مرّ إعرابها «1» ، (إن) حرف نفي (في صدورهم) خبر مقدّم للمبتدأ كبر (إلّا) أداة حصر (ما) نافية عاملة عمل ليس (بالغيه) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بالله) متعلّق ب (استعذ) ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (البصير) خبر ثان مرفوع. جملة: «إنّ الذين يجادلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (35) من هذه السورة.

[سورة غافر (40) : الآيات 57 إلى 58]

وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أتاهم ... » في محلّ جرّ نعت لسلطان. وجملة: «إن في صدورهم إلّا كبر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ما هم ببالغيه ... » في محلّ رفع نعت لكبر. وجملة: «استعذ ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاؤوك يجادلونك فاستعذ بالله. وجملة: «إنّه هو السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة. [سورة غافر (40) : الآيات 57 الى 58] لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (58) الإعراب: (اللام) لام الابتداء (من خلق) متعلّق بأكبر (الواو) عاطفة (لا) نافية. جملة: «خلق السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لكنّ أكثر الناس لا يعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. (58) (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (ما) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على البصير «1» و (لا) زائدة لتأكيد النفي (المسيء) معطوف على (الذين) «2» ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو

_ (1، 2) للمجاورة، ويجوز عطفه على الأعمى لأن الواو لمطلق العطف. هذا وإنّ التقابل

الصرف:

صفته عامله تتذكّرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.. وجملة: «ما يستوي الأعمى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: «تتذكّرون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (المسيء) ، اسم فاعل من الرباعيّ أساء، وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفي اللفظ إعلال بالتسكين بدءا من المضارع، فحقّ الياء أن تكون مكسورة، سكّنت ونقلت حركتها إلى السين قبلها- إعلال بالتسكين-. البلاغة 1- فن الإلجاء: في قوله تعالى «لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ» . وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، وهو أن يبادر المتكلم خصمه بما يلجئه إلى الاعتراف بصحته، وبهذا صح التحاقه مع ما قبله من الكلام، فإن مجادلتهم في آيات الله كانت مشتملة على أمور كثيرة من الجدال والمغالطة واللجاج والسفسطة، وفي مقدمتها إنكار البعث. وهو في الواقع أصل المجادلة ومحورها الذي تدور عليه، فبادر سبحانه إلى مبادهتهم بما يسقط في أيديهم، ويقطع عليهم طرق المكابرة والمعاندة، وهو خلق السموات والأرض، وقد كانوا مقرين

_ بالعطف يكون بإحدى طرق ثلاث، الأولى أن يناسب المجاور نظيره كهذه الآية فقدّم المؤمنين ليناسب البصير، والثانية أن يتأخّر المتقابلان كقوله تعالى: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ، والثالثة أن يقدّم مقابل الأول ويؤخّر مقابل الآخر كقوله تعالى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وكلّ ذلك لعوامل بلاغية في أسلوب رفيع.

الفوائد

بأن الله خالقها، وبأنها خلق عظيم، فخلق الناس بالقياس شيء هين، ومن قدر على خلقها مع عظمها كان ولا شك على خلق الإنسان الضعيف أقدر، وهو أبلغ من الاستشهاد بخلق مثله. والأولوية في هذا الاستشهاد ثابتة بدرجتين: إحداهما: أن القادر على العظيم هو على الحقير أقدر. وثانيتهما: أن مجادلتهم كانت في البعث وهو الإعادة، ولا شك أن الابتداء أعظم وأبهر من الإعادة. 2- التفنن وأسلوب الكلام: في قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ» . حيث قدم سبحانه وتعالى «الأعمى» لمناسبة العمى ما قبله من نفي العلم، حيث أتى قبله «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ» ، وقدم «الَّذِينَ آمَنُوا» بعد لمجاورة البصير ولشرفهم. وفي مثله طرق أن يجاور كل ما يناسبه كما هنا، وأن يقدم ما يقابل الأول ويؤخر ما يقابل الآخر، كقوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ» وأن يؤخر المتقابلان كالأعمى والأصم والسميع والبصير، وكل ذلك من باب التفنن في البلاغة وأساليب الكلام. 3- الالتفات: في قوله تعالى «قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ» . العدول من الغيبة إلى الخطاب في مقام التوبيخ، يدل على العنف الشديد. الفوائد 1- (ولكنّ) معنى لكنّ: الاستدراك، والتوكيد، والاستدراك، مثل: خالد كريم لكنّه جبان، والتوكيد، مثل: لو زارني خليل لأكرمته لكنّه لم يزرني. وهذا حرف من الحروف التي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب الأول ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها، وهذه الحروف هي: «إنّ- أنّ- كأنّ- لكنّ- ليت- لعلّ» . فأمّا (إنّ وأنّ) فحرفان يفيدان التوكيد، وكأنّ: تفيد التشبيه، ولعلّ للتوقع، وليت للتمني.

[سورة غافر (40) : الآيات 59 إلى 60]

2- (ل) لام الابتداء مفتوحة، معناها التوكيد. ولا تدخل إلّا على الاسم أو الفعل المضارع، مثل: لخلق السموات والأرض، وإنّ ربك ليحكم بينهم. ودخول لام الابتداء على النكرة يجعلها صالحة للابتداء بها، مثل: لرجل قائم، كما أن لام الابتداء تجعل الخبر واجب التأخير، مثل: لزيد قائم، وتدخل على خبر إنّ، مثل: إنّ إبراهيم لمجتهد، ولا يجوز دخولها على خبر باقي أخوات إنّ، فلا يقال: لعل زيدا لقائم. 3- (الّذين) اسم موصول للجمع المذكّر العاقل مبنيّ على الفتح، يحتاج إلى صلة وعائد ومحل من الاعراب ومحله من الاعراب على حسب موقعه من الكلام. [سورة غافر (40) : الآيات 59 الى 60] إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (60) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (لا) نافية للجنس (فيها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (لكنّ ... لا يؤمنون) مثل ولكنّ ... لا يعلمون «1» . جملة: «إنّ الساعة لآتية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا ريب فيها ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية. وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

_ (1) في الآية (57) من هذه السورة.

البلاغة

(60) (الواو) عاطفة (أستجب) مضارع مجزوم جواب الطلب (لكم) متعلّق ب (أستجب) ، (عن عبادتي) متعلّق ب (يستكبرون) ، (السين) حرف استقبال (داخرين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: «قال ربّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية. وجملة: «ادعوني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أستجب لكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوني أستجب لكم. وجملة: «إنّ الذين يستكبرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «يستكبرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «سيدخلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة المجاز والمشاكلة: في قوله تعالى «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» . مجاز مرسل علاقته السببية، لأن الدعاء سبب العبادة. وفي قوله أستجب لكم مشاكلة، لأن الإثابة مترتبة عليها. وإنما جعلنا الكلام مجازا بقرينة قوله بعد ذلك «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي» ، ويؤيد هذا المجاز حديث النعمان بن بشير عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قال: «الدعاء هو العبادة» وقرأ هذه الآية، وقول ابن عباس: أفضل العبادة الدعاء.

_ (1) أو تعليليّة لما قبلها بتضمين الدعاء معنى العبادة.

[سورة غافر (40) : الآيات 61 إلى 63]

[سورة غافر (40) : الآيات 61 الى 63] اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) الإعراب: (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ الله (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان تقديره سكنا «1» (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... والواو فاعل (فيه) متعلّق ب (تسكنوا) . والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) . (الواو) عاطفة (النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين المتقدّمين بالترتيب (اللام) المزحلقة، وعلامة الرفع في (ذو) الواو فهو من الأسماء الخمسة (على الناس) متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لكنّ ... لا يشكرون) مثل ولكنّ.. لا يعلمون «2» . جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ الله لذو فضل ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.

_ (1) وذلك بدليل قوله تعالى: لتسكنوا. (2) في الآية (57) من هذه السورة.

البلاغة

وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله لذو ... وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ. (62) (الله، ربكم، خالق) ثلاثة أخبار مرفوعة للمبتدأ ذلكم (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المقدّر أي لا إله موجود إلّا هو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في (تؤفكون) «1» . وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (ذلكم) . وجملة: «تؤفكون ... » لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانت هذه صفات الله فأنّى تؤفكون ... (63) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفك) ، (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (بآيات) متعلّق ب (يجحدون) . وجملة: «يؤفك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يجحدون ... » في محل نصب خبر كانوا ... البلاغة 1- الاسناد المجازي: في قوله تعالى «مُبْصِراً» . فقد أسند الإبصار إلى النهار، مع أن الإبصار في الحقيقة لأهل النهار. وقرن الليل بالمفعول له، والنهار بالحال، لأن كل واحد منهما يؤدي مؤدى الآخر،

_ (1) وقد يضمّن (أنّي) معنى كيف فيكون في محلّ نصب حالا أصلا.

[سورة غافر (40) : الآيات 64 إلى 65]

ولأنه لو قيل لتبصروا فيه، فاتت الفصاحة التي في الاسناد المجازي، ولو قيل: ساكنا- والليل يجوز أن يوصف بالسكون على الحقيقة ألا ترى إلى قولهم، ليل ساج، وساكن لا ريح فيه- لم تتميز الحقيقة من المجاز. 2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ» فقد كان السياق يقتضي أن يقول ولكن أكثرهم، فلا يتكرر ذكر الناس، ولكن في هذا التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم، وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه، كقوله: «إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ» «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» «إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ» . [سورة غافر (40) : الآيات 64 الى 65] اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (65) الإعراب: (الله الذي ... بناء) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) في الموضعين (من الطيّبات) متعلّق ب (رزقكم) ، (ذلكم الله ربّكم) مرّ إعرابها «2» . جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «صوّركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوّركم. وجملة: «رزقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.

_ (1) في الآية (61) من هذه السورة. (2) في الآية (62) من هذه السورة. [.....]

الصرف:

وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبارك الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم الله. (65) - (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها «1» (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوه (له) متعلّق بحال من (الدين) ، وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد ... وجملة: «هو الحيّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) . وجملة: «ادعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . الصرف: (صوركم) ، جمع صورة، اسم لشكل الإنسان وغيره أو هيئته، وزنه فعلة بضمّ فسكون. [سورة غافر (40) : آية 66] قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (66) الإعراب: (من دون) حال من الضمير العائد المحذوف (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب «3» و (النون) في (جاءني) نون الوقاية (من ربّي) متعلّق بحال من البيّنات.

_ (1) في الآية (62) من هذه السورة. (2) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر في محلّ نصب حال من فاعل ادعوه أي ادعوه.. قائلين: الحمد لله. (3) يجوز أن يكون مجرّدا من الشرط فيتعلّق ب (نهيت) .

[سورة غافر (40) : آية 67]

والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نهيت) أي: نهيت عن عبادة الذين تدعون. (لربّ) متعلّق ب (أسلم) .. والمصدر المؤوّل (أن أسلم) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي نهيت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نهيت..» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءني البيّنات ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ... وجملة: «أمرت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نهيت. وجملة: «أسلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. [سورة غافر (40) : آية 67] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) الإعراب: (من تراب) متعلّق ب (خلقكم) بحذف مضاف أي خلق أباكم (ثمّ) حرف عطف في المواضع الخمسة (من نطفة) متعلّق بما تعلّق به (من تراب) فهو معطوف عليه، وكذلك (من علقة) ، (طفلا) حال من ضمير الخطاب (اللام) للتعليل (تبلغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ومثله (تكونوا) ...

والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا....) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره يبقيكم. والمصدر المؤوّل (أن تكونوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف فهو معطوف على المصدر الأول. (الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (يتوفّى) ، (الواو) عاطفة (لتبلغوا) مثل الأول (الواو) عاطفة ... والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا ... ) في محلّ جر معطوف على تعليل مقدّر متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل ذلك أي: فعل ذلك لتعيشوا ولتبلغوا ... جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يخرجكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «منكم من ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثالث. وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثالث. وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مستأنف مقدّر أي لعلّكم تعلمون ذلك ولعلّكم تعقلون. وجملة: «تعقلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.

[سورة غافر (40) : آية 68]

[سورة غافر (40) : آية 68] هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) الإعراب: (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (له) متعلّق ب (يقول) ، (الفاء) عاطفة. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي. وجملة: «قضى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يكون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ... والجملة الاسميّة لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يقول ... [سورة غافر (40) : الآيات 69 الى 76] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ (74) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبي (إلى الذين) متعلّق ب (تر) بمعنى تنظر (في ايات) متعلّق ب (يجادلون) (أنّي) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله يصرفون، و (الواو) في (يصرفون) نائب الفاعل. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يصرفون ... » في محلّ نصب حال من الموصول (الذين) «1» . (70) (الذين) بدل من الموصول الأول في محلّ جرّ «2» ، (بالكتاب) متعلّق ب (كذّبوا) وكذلك (بما) فهو معطوف عليه (به) متعلّق بحال من رسلنا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا جاء العذاب فسيعلمون. (71) - (إذ) ظرف مستعار للمستقبل في محلّ نصب متعلّق ب (يعلمون) «3» ، (في أعناقهم) متعلّق بخبر المبتدأ الأغلال (السلاسل) مبتدأ خبره جملة يسحبون والرابط مقدّر أي بها «4» . وجملة: «الأغلال في أعناقهم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (2) أو هو مبتدأ خبره جملة سوف يعلمون بزيادة الفاء. (3) أو هو مفعول به لفعل يعلمون، أي يعلمون وقت تصبح الأغلال في أعناقهم. (4) يجوز أن يكون معطوفا على الأغلال، فالعطف حينئذ من عطف المفردات.

وجملة: «السلاسل يسحبون (بها) » في محلّ جرّ معطوفة على جملة الأغلال. وجملة: «يسحبون (بها) » في محلّ رفع خبر المبتدأ السلاسل. (72) (في الحميم) متعلّق ب (يسحبون) ، (في النار) متعلّق ب (يسجرون) ، و (الواو) في الفعلين نائب الفاعل. وجملة: «يسجرون..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة الأغلال ... «1» . (73) - (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (ما) ، وهو اسم موصول والعائد محذوف. وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يسجرون. وجملة: «أين ما كنتم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل. وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تشركون» في محلّ نصب خبر كنتم. (74) - (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف (عنّا) متعلّق ب (ضلّوا) بتضمينه معنى غابوا (بل) للإضراب الانتقاليّ (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ندعو) ، (شيئا) مفعول به منصوب «2» (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم نكن ندعو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو على جملة السلاسل يسحبون. (2) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي لم نكن نعبد شيئا من العبادة حين كنّا نعبدها.

الصرف:

وجملة: «ندعو ... » في محلّ نصب خبر نكن. وجملة: «يضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. (75) - (بما) متعلّق بخبر المبتدأ «ذلكم» ، والإشارة فيه إلى العذاب (في الأرض) متعلّق ب (تفرحون) ، (بغير) حال من فاعل تفرحون (الواو) عاطفة (بما كنتم تمرحون) مثل بما كنتم تفرحون. وجملة: «ذلكم بما كنتم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «كنتم تفرحون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تفرحون..» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «كنتم تمرحون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «تمرحون..» في محلّ نصب خبر كنتم. (76) - (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (فيها) متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة «1» ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم. وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول المقدّر. وجملة: «بئس مثوى المتكبّرين» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . الصرف: (71) - السلاسل: جمع السلسلة، اسم معروف، وزنه فعللة بكسر الفاء واللام الأولى، ووزن سلاسل فعالل. الفوائد - الجواب وشبه الجواب: كما أن الفاء تربط الجواب بشرطه، كذلك تربط شبه الجواب بشبه الشرط، وذلك في نحو قولنا (الذي يأتيني فله درهم) . وبدخولها فهم ما أراده المتكلم من

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (2) أو جواب شرط مقدّر أي إن تدخلوا جهنّم فبئس مثوى الكافرين هي، أي فبئس مدخل..

[سورة غافر (40) : آية 77]

ترتّب لزوم الدرهم على الإتيان، ولو لم تدخل احتمل ذلك وغيره، وكذلك ورد مثال ذلك في الآية التي نحن بصددها في قوله تعالى الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، فالاسم الموصول في الآية الكريمة حمل معنى الشرط، لذا جاءت الفاء لتربط شبه الجواب بشبه الشرط، لأن الاسم الموصول ليس شرطا خالصا. وهذه الفاء بمنزلة لام التوطئة في قوله تعالى لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ في إيذانها بما أراده المتكلم من معنى القسم، وقد قرئ بالإثبات قوله تعالى وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ أي قرئ بإثبات الفاء وحذفها. ويقول أبو البقاء العكبري: ومن حذف الفاء من القراء حمله على قوله تعالى وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ وعلى ما جاء من قول الشاعر، وينسب البيت لعبد الرحمن بن حسان: من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان ويجوز أن تجعل (ما) على هذا المذهب بمعنى (الذي) ، وفيه ضعف. والله أعلم. [سورة غافر (40) : آية 77] فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (77) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة في الموضعين (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نرينّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بعض) مفعول به ثان منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (أو) حرف عطف (نتوفّينّك) مثل (نرينّك) بالعطف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلينا) متعلّق ب (يرجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إمّا نرينّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف أي فذاك أمر بيّن.

[سورة غافر (40) : آية 78]

وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «نتوفّينّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك. وجملة: «إلينا يرجعون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط الثاني «1» . [سورة غافر (40) : آية 78] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا) «2» (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) (عليك) متعلّق ب (قصصنا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (لرسول) متعلّق بمحذوف خبر كان (بآية) متعلّق ب (يأتي) ، (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال. والمصدر المؤوّل (أن يأتي ... ) في محلّ رفع اسم كان «3» . (الفاء) عاطفة (بالحقّ) نائب الفاعل «4» ، (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (خسر) «5» . جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة جوابا للشرطين معا فيكون التقدير: (إن نعذّبهم في حياتك أو لا نعذبهم فإنّا نعذّبهم في الآخرة) . (2) أو متعلّق بنعت ل (رسلا) . (3) والتقدير: ما كان إتيان آية مسموحا لرسول في كلّ حال إلّا حال كونه بإذن الله. [.....] (4) أو متعلّق ب (قضي) ونائب الفاعل محذوف هو مصدر الفعل أي القضاء. (5) أو مستعار للزمان.

[سورة غافر (40) : الآيات 79 إلى 81]

وجملة: «منهم من قصصنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «قصصنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «منهم من لم نقصص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من قصصنا. وجملة: «لم نقصص ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «ما كان لرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا. وجملة: «يأتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جاء أمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قضي بالحقّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «خسر ... المبطلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة قضي بالحقّ. [سورة غافر (40) : الآيات 79 الى 81] اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) الإعراب: (لكم) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق «2» ، (اللام) للتعليل (تركبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (منها) متعلّق ب (تركبوا) ، ومن للابتداء أو تبعيضيّة، (الواو) استئنافيّة (منها) متعلّق بفعل تأكلون (لكم) خبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من منافع- أو بالخبر المحذوف- (منافع) مبتدأ مؤخّر مرفوع (لتبلغوا) مثل لتركبوا (عليها)

_ (1) أو في محلّ نصب نعت ثان ل (رسلا) . (2) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان تقديره مركوبات بدليل قوله: لتركبوا.

[سورة غافر (40) : الآيات 82 إلى 85]

متعلّق بحال من فاعل تبلغوا.. والمصدر المؤوّل (أن تركبوا) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (جعل) . والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (جعل) معطوف على المصدر الأول. (عليها، على الفلك) متعلّقان ب (تحملون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل (في صدوركم) نعت لحاجة. (آياته) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (أيّ) اسم استفهام للتوبيخ مفعول به مقدّم منصوب. جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تركبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «لكم فيها منافع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «تحملون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يريكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحملون «2» . وجملة: «تنكرون» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة غافر (40) : الآيات 82 الى 85] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (85)

_ (1) أو اعتراضيّة. (2) أو معطوفة على جملة الصلة جعل لكم.. وما بين الجملتين اعتراض.

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام بمعنى التخويف والتوبيخ (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (ينظروا) مضارع مجزوم معطوف على (يسيروا) «1» ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (منهم) متعلّق بأكثر (قوّة) تمييز أشدّ منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت لآثار (ما) نافية «2» والثانية مصدريّة «3» ، (عنهم) متعلّق ب (أغنى) . جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أعجزوا فلم يسيروا. وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا «4» . وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام على تقدير الجارّ..

_ (1) يجوز أن يكون منصوبا بأن مضمرة بعد الفاء، و (الفاء) سببيّة، تقدّمها استفهام. وانظر الآية (21) من هذه السورة فهذه نظير تلك. (2) أو هي استفهاميّة في محل نصب مفعول به لفعل أغنى. (3) أو اسم موصول في محلّ رفع والعائد محذوف. (4) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر إذا كانت الفاء سببيّة بعد الاستفهام.

وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما أغنى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا ... وجملة: «كانوا ... (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. (ما) . والمصدر المؤوّل (ما كانوا يكسبون) في محلّ رفع فاعل أغنى. وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. (83) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب فرحوا (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (بما) متعلّق ب (فرحوا) ، (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (من العلم) حال من الضمير العائد في الصلة المقدّرة (بهم) متعلّق ب (حاق) ، (به) متعلّق ب (يستهزئون) . وجملة: «جاءتهم رسلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة: «فرحوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «حاق بهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يستهزئون..» في محلّ نصب خبر كانوا. (84) (فلمّا) مثل الأول (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (بالله) متعلّق ب (آمنّا) ، (وحده) حال منصوبة (بما) متعلّق ب (كفرنا) ، (به) متعلّق بمشركين. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كفرنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنا.. وجملة: «كنّا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (85) (الفاء) عاطفة (يك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسم (يك) ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على (إيمانهم) «1» بحسب قاعدة التنازع، ففاعل (ينفعهم) هو إيمانهم (لمّا) مثل الأول ومتعلّق بمضمون الجواب (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» ، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لسنّة (في عباده) متعلّق ب (خلت) ، (الواو) عاطفة (خسر هنالك الكافرون) مرّ إعراب نظيرها «3» . وجملة: «لم يك ينفعهم إيمانهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا «4» . وجملة: «ينفعهم إيمانهم ... » في محلّ نصب خبر يك. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا رأوا بأسنا لم يك ينفعهم إيمانهم إذا آمنوا.... وجملة: « (سنّ الله) ذلك سنّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة- وجملة: «قد خلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «خسر هنالك الكافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك ...

_ (1) أو هو ضمير الشأن. (2) أو مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: احذروا سنّة الله. (3) في الآية (78) من هذه السورة. (4) أو معطوفة على مقدّر ناتج عن قولهم آمنّا.. أي فآمنوا فلم يك ينفعهم إيمانهم. [.....]

الصرف:

الصرف: (سنّت) ، رسمت التاء مبسوطة في المصحف، وحقّها أن تكون مربوطة. البلاغة فن التهكم: في قوله تعالى «فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ» . فقد أظهروا الفرح بذلك، وهو ما لهم من العقائد الزائفة، والشبه الداحضة. وتسميتها علما للتهكم بهم. الفوائد - أنواع التنوين: 1- تنوين التمكين: وهو اللاحق للاسم المعرب المنصرف إعلاما ببقائه على أصله، وأنه لم يشبه الحرف فيبنى، ولا الفعل فيمنع الصرف، ويسمى أيضا «تنوين الصرف» وذلك «كزيد ورجل ورجال» وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ 2- تنوين التنكير: وهو اللاحق لبعض الأسماء: المبنية، فرقا بين معرفتها ونكرتها، ويقع في باب اسم الفعل بالسماع ك (صه ومه وإيه) ، وفي العلم المختوم ب (ويه) بقياس نحو: (جاءني سيبويه وسيبويه آخر) . والفرق بين (إيه) و (إيه) أن الأولى غير المنونة فتعني زدني من حديثك المعهود الذي تسمعني إياه، ومعنى (إيه) بالتنوين زدني من أي حديث تشاء. وأما تنوين «رجل» ونحوه من المعربات فتنوين تمكين، لا تنوين تنكير، كما قد يتوهم بعض الطلبة، ولهذا لو سميت به رجلا بقي ذلك التنوين بعينه مع زوال التنكير. 3- تنوين المقابلة: وهو اللاحق لنحو (مسلمات) جعل في مقابلة النون في «مسلمين» . وقيل: هو عوض عن الفتحة نصبا، ولو كان كذلك لم ينون في حالة الرفع والجر، وقيل: هو تنوين التمكين، ويرده ثبوته مع التسمية به كعرفات، كما تبقى نون مسلمين مسمى به، وتنوين التمكين لا يجامع العلتين، ولهذا لو سمي ب (مسلمة أو

عرفة) زال تنوينهما. 4- تنوين العوض: وهو اللاحق عوضا من حرف أصلي: مثل (جواز وغواش) فإنه عوض من الياء المحذوفة، أو عوضا من حرف زائد: كجندل، فإن تنوينه عوض من ألف جنادل، قال ذلك ابن مالك، والذي يظهر خلافه، وأنه تنوين الصرف وليس ذهاب الألف كذهاب الياء من (جوار وغواش) . أو عوضا من المضاف إليه مفردا أو جملة، فالمفرد، هو التنوين اللاحق ل (بعض وكل) إذا قطعتا عن الإضافة كقوله تعالى وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ. وقيل هو تنوين التمكين رجع لزوال الإضافة التي كانت تعارضه. وأما تنوين الجملة، فهو اللاحق ل (إذ) كقوله تعالى وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ والتقدير (فهي يوم إذ انشقت) ثم حذف الجملة المضاف إليها للعلم بها، وجيء بالتنوين عوضا عنها. 5- تنوين الترنّم: وهو اللاحق للقوافي المطلقة، بدلا من حرف الإطلاق، وهو (أي حرف الإطلاق) الألف والواو والياء، وذلك في إنشاد بني تميم، ولا يختص هذا التنوين بالاسم بدليل قول جرير أقلي اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت فقد أصابن الأصل: أصابا، الألف للإطلاق وأبدلت بنون للترنم. 6- تنوين الضرورة: وهو اللاحق لما لا ينصرف كقول امرئ القيس: ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقال لك الولايات إنك مرجلي نون الشاعر «عنيرة» وهي ممنوعة من الصرف للضرورة، وللمنادى المبني على الضم، كقول الأحوص: سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام نون الشاعر «مطر» وهو منادى مبني على الضم لا يجوز تنوينه إلا لضرورة.

سورة فصلت

سورة فصّلت من الآية 1 إلى الآية 46 [سورة فصلت (41) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4) وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (5) الإعراب: (تنزيل) مبتدأ مرفوع خبره كتاب «1» ، (من الرحمن) متعلّق بنعت ل (تنزيل) (الرحيم) نعت للرحمن مجرور. جملة: «تنزيل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.. (3) (قرآنا) حال من آيات منصوبة «2» (لقوم) متعلّق ب (فصّلت) .

_ (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها موصوفة بالجارّ.. ويجوز أن يكون اللفظ خبرا لمبتدأ محذوف أي هذا القرآن. (2) أو حال من كتاب لكونه موصوفا.

وجملة: «فصّلت آياته ... » في محلّ رفع نعت لكتاب. وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم. (4) (بشيرا) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب «1» ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا) نافية. وجملة: «أعرض أكثرهم..» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.. وجملة: «هم لا يسمعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض أكثرهم. وجملة: «لا يسمعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (5) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (في أكنّة) متعلّق بخبر المبتدأ قلوبنا (ممّا) متعلّق بأكنّة بتقدير محجوبة (إليه) متعلّق ب (تدعونا) ، (في (آذاننا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ وقر (من بيننا) خبر مقدّم للمبتدأ حجاب، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ... وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض أكثرهم. وجملة: «قلوبنا في أكنّة ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تدعونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «في آذاننا وقر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «من بيننا.. حجاب» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «اعمل» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الاستمرار في الدعوة فاعمل.

_ (1) أو حال من كتاب أو من آياته.

البلاغة

وجملة: «إنّنا عاملون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ» إلى قوله «عامِلُونَ» ففي الآية ثلاث استعارات تمثيلية، لنبو قلوبهم عن إدراك الحق وقبوله، ومج أسماعهم له، وامتناع مواصلتهم وموافقتهم للرسول (صلّى الله عليه وسلم) . وأرادوا بذلك إقناطه عليه الصلاة والسلام عن اتباعهم إياه حتى لا يدعوهم إلى الصراط المستقيم. وقد ذكر الزمخشري في كتابه الكشاف أن في هذه الآية من المبالغة والبلاغة ما لا يليق أن ينتظم إلا في درر الكتاب العزيز، فإنها اشتملت على ذكر حجب ثلاثة متوالية: كل واحد منها كاف في فنه، فأولها الحجاب الحائل الخارج، ويليه حجاب الصمم، وأقصاها الحجاب الذي أكن القلب والعياذ بالله، فلم تدع هذه الآية حجابا مرتخيا، إلا أسبلته، ولم تبق لهولاء الأشقياء مطمعا ولا صريخا إلا استلبته. [سورة فصلت (41) : الآيات 6 الى 7] قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (7) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (مثلكم) نعت لبشر مرفوع (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (أنّما) كافّة ومكفوفة.. والمصدر المؤوّل (أنّما إلهكم إله ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل. (الفاء) عاطفة «1» ، (إليه) متعلّق ب (استقيموا) بتضمينه معنى توجهوا (الواو) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع «2» . (للمشركين) متعلّق بخبر المبتدأ ويل.

_ (1) قد يكون فيها معنى السببيّة فتعطف الجملة بعدها على جملة مقول القول. (2) صحّ الابتداء به لأنه دال على ذمّ.

[سورة فصلت (41) : آية 8]

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يوحى ... » في محلّ رفع نعت ثان لبشر. وجملة: «استقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل «1» . وجملة: «استغفروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل. وجملة: «ويل للمشركين» لا محلّ لها استئنافيّة. (7) (الذين) نعت للمشركين في محلّ جرّ «2» ، (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (هم) الثاني توكيد للأول. وجملة: «لا يؤتون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم ... كافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. [سورة فصلت (41) : آية 8] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) الإعراب: (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع.. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا ... وجملة: «لهم أجر ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (ممنون) ، اسم مفعول من الثلاثيّ منّ بمعنى قطع باب نصر، وزنه مفعول. [سورة فصلت (41) : الآيات 9 الى 12] قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (11) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)

_ (1) هي نظير قوله عليه السلام: «قل لا إله إلّا الله ثمّ استقم» . (2) أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم.

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالذي) متعلّق ب (تكفرون) ، (في يومين) متعلّق ب (خلق) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّكم لتكفرون..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تكفرون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة «تكفرون ... » في محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تجعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تكفرون.. وجملة: «ذلك ربّ....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (10) (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق «1» ، (من فوقها) متعلّق بنعت لرواسي (فيها) متعلّق ب (بارك) ، والثالث متعلّق ب (قدّر) ، (في أربعة) متعلّق ب (قدّر) بحذف مضاف أي في تمام أربعة (سواء) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» ، (للسائلين) متعلّق بالفعل المحذوف.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. (2) أو مصدر في موضع الحال من أقواتها.

وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «بارك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. (11) (ثمّ) حرف عطف (إلى السماء) متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى قصد (الواو) حاليّة (الفاء) عاطفة (لها، للأرض) متعلّقان ب (قال) ، متعاطفان، (طوعا) مصدر في موضع الحال (طائعين) حال منصوبة من فاعل أتينا. وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر. وجملة: «هي دخان ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استوى. وجملة: «ائتيا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالتا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أتينا ... » في محلّ نصب مقول القول. (12) (الفاء) عاطفة (سبع) مفعول به ثان عامله قضاهنّ بتضمينه معنى صيّرهنّ «1» ، منصوب (في يومين) متعلّق ب (قضاهنّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (في كلّ) متعلّق ب (أوحى) ، (بمصابيح) متعلّق ب (زيّنا) ، (حفظا) مفعول مطلق لفعل محذوف، والإشارة في (ذلك) إلى المذكور المتقدّم (العليم) نعت للعزيز مجرور. وجملة: «قضاهنّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال برابط السببيّة. أو برابط التفسير. وجملة: «أوحى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قضاهنّ. وجملة: «زيّنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحى بملاحظة الالتفات فيها.

_ (1) أو حال من الهاء في (قضاهنّ) بمعنى صنعهنّ.

الصرف:

وجملة: « (حفظناها) حفظا» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّنا ... وجملة: «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (10) أقواتها: جمع قوت اسم للطعام وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أقوات أفعال. (11) دخان: اسم لبخار الماء المتكاثف أو غيره، وزنه فعال بضمّ الفاء. (طائعين) ، جمع طائع- جاء مذكّرا للتغليب- اسم فاعل من الثلاثيّ طاع باب باع، وزنه فاعل وفيه إبدال عين الكلمة- وهي (الياء) - همزة قياسا على كلّ اسم فاعل يأتي من المعتلّ الأجوف.. أصله طائع. البلاغة 1- التشبيه البليغ الصوري: في قوله تعالى «ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ» . تشبيه بليغ صوري، لأن صورتها صورة الدخان في رأي العين، والمراد بالدخان البخار الذي تتشكل منه الطبقات الهوائية، فلا منافاة مع أحدث نظريات العلم. 2- التمثيل: في قوله تعالى «فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» فمعنى أمر السماء والأرض بالإتيان وامتثالهما: أنه أراد تكوينهما فلم يمتنعا عليه ووجدتا كما أرادهما، وكانتا في ذلك كالمأمور المطيع إذا ورد عليه فعل الآمر المطاع، وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل، ويجوز أن يكون تخييلا ويبنى الأمر فيه على أن الله تعالى كلّم السماء والأرض وقال لهما: ائتيا شئتما ذلك أو أبيتماه، فقالتا: أتينا على الطوع لا على الكره. والغرض تصوير أثر قدرته في المقدورات لا غير، من غير أن يحقق شيء من الخطاب والجواب. ونحوه قول القائل: قال الجدار للوتد: لم تشقني؟ قال الوتد: اسأل من يدقني، فلم يتركني، ورائي الحجر الذي ورائي.

[سورة فصلت (41) : الآيات 13 إلى 18]

3- الالتفات: في قوله تعالى «وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ» . التفات من الغيبة إلى التكلم فقد أسند التزيين إلى ذاته سبحانه لإبراز مزيد العناية بالأمر. [سورة فصلت (41) : الآيات 13 الى 18] فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (18) الإعراب: (الفاء) عاطفة والثانية رابطة (أعرضوا) في محلّ جزم فعل الشرط (صاعقة) مفعول به ثان منصوب (مثل) نعت لصاعقة منصوب. جملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل «1» . وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أنذرتكم ... » في محلّ نصب مقول القول. (14) (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بصاعقة عاد لأنها بمعنى العذاب «2» ، (من بين) متعلّق بحال من الرسل وكذلك (من خلفهم) ،

_ (1) في الآية (9) من هذه السورة. (2) أو متعلّق بحال من صاعقة عاد.

(أن) مخفّفة من الثقيلة «1» ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية (إلّا) للحصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب (لو) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بما) متعلّق بالخبر كافرون (به) متعلّق ب (أرسلتم) ، وضمير الخطاب فيه نائب الفاعل. وجملة: «جاءتهم الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تعبدوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. والمصدر المؤوّل (أن لا تعبدوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة.. متعلّق ب (جاءتهم) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لو شاء.. وجملة: «أرسلتم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (15) (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (عاد) مبتدأ مرفوع (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) ، (بغير) حال من فاعل استكبروا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أشدّ (منّا) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (هو) ضمير

_ (1) وحينئذ تكتب منفصلة عن (لا) ، ويجوز أن تكون حرف تفسير لتقدّم مجيء الرسل وفيه معنى القول، و (لا) ناهية، والجملة لا محلّ لها.. ويجوز أن تكون حرفا مصدريّا ونصب، و (لا) نافية، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (الباء) المقدّرة.

فصل «1» ، (منهم قوّة) مثل منّا قوّة ... (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون) . والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يروا. وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرضوا «2» . وجملة: «استكبروا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ عاد. وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا. وجملة: «من أشدّ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر في حيّز القول أي: أغفلوا ولم يروا ... وجملة: «خلقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «كانوا ... يجحدون» في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا. وجملة: «يجحدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. (16) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (في أيّام) متعلّق ب (أرسلنا) ، (اللام) للتعليل (نذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عذاب) مفعول به ثان منصوب (في الحياة) متعلّق ب (نذيقهم) ... والمصدر المؤوّل (أن نذيقهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) . (الواو) اعتراضيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (لا) نافية، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا ...

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أشدّ، والجملة الاسميّة خبر إنّ. [.....] (2) أو هي استئنافيّة في سياق التفريع.

وجملة: «نذيقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «عذاب الآخرة أخزى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «هم لا ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عذاب الآخرة.... «1» وجملة: «لا ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (17- 18) (الواو) عاطفة (أما ثمود) مثل أمّا عاد (الفاء) رابطة لجواب (أمّا) ، والثانية عاطفة (على الهدى) متعلّق بفعل (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا (الفاء) عاطفة (الهون) نعت ل (العذاب) مجرور (بما) متعلّق ب (أخذتهم) «2» . وجملة: «أمّا ثمود فهديناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا عاد ... وجملة: «هديناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) . وجملة: «استحبّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هديناهم. وجملة: «أخذتهم صاعقة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة استحبّوا. وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) . وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «نجّينا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخذتهم ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (نذيقهم) . (2) هو حرف مصدري يؤوّل مع ما بعده بمصدر، أو اسم موصول والعائد محذوف.

الصرف:

وجملة: «كانوا يتّقون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا «1» . وجملة: «يتّقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (16) صرصرا: اسم للريح الشديدة أو صفة مشتقّة من الصرّ وهو البرد أو من الثلاثيّ صرّ باب ضرب بمعنى صوّت وصاح شديدا، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى. (نحسات) ، جمع نحس صفة مشتقّة من الثلاثيّ نحس باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر كأشر. (أخزى) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ خزي باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخزي- بالياء- تحرّكت الياء وفتح ما قبلها قلبت ألفا. (17) العمى: مصدر عمي يعمى باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله العمي- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.. ورسمت برسم الياء غير المنقوطة بسبب أصلها البلاغة 1- الالتفات: في قوله تعالى «فَإِنْ أَعْرَضُوا» . فقد خاطبهم أولا بقوله: «أإنكم» ، بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه، فالتفت من الخطاب إلى الغيبة، لأنهم فعلوا الإعراض، فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم، ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها. وكم للالتفات من أسرار. 2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي: في قوله تعالى «فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ» . فصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبئ عن تحقق المنذر به.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الموصول بتقدير (قد) ، أو حال من فاعل آمنوا بتقدير (قد) أيضا..

الفوائد

3- الإسناد المجازي: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى» . والعذاب في الأصل صفة المعذب، وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة، فإنه يدل على أنه ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه، كما قرر في قولهم: شعر شاعر. 4- المشاكلة: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى ... » . جعل الخزي هذه المرة خبرا، للمشاكلة على حد قول الشاعر: «قلت اطبخوا لي جبة وقميصا» 5- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى» . فقد شبه الكفر بالعمى، لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى، لأن المؤمن مهتد إلى القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به. الفوائد - الفاصل بين أما والفاء: 1- المبتدأ: كقوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ. 2- الخبر: كقولنا (أما في الدار فزيد) . 3- جملة الشرط: كقوله تعالى فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ. 4- اسم منصوب لفظا أو محلا بالجواب: كقوله تعالى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ 5- اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء. نحو (أما زيدا فاضربه) . وقراءة بعضهم في الآية التي نحن بصددها وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى بالنصب، ويجب تقدير العامل بعد الفاء.

[سورة فصلت (41) : الآيات 19 إلى 25]

[سورة فصلت (41) : الآيات 19 الى 25] وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إلى النار) متعلّق ب (يحشر) ، (الفاء) عاطفة، و (الواو) في (يوزعون) نائب الفاعل. جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحشر أعداء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم يوزعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشر أعداء. وجملة: «يوزعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . (20) (حتّى) حرف ابتداء (ما) زائدة (عليهم) متعلّق ب (شهد) ، (بما)

متعلّق ب (شهد) «1» ، و (الباء) سببيّة. وجملة: «جاءوها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «شهد ... سمعهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. (21) (الواو) في المواضع الثلاثة عاطفة (لجلودهم) متعلّق ب (قالوا) ، (لم) متعلّق ب (شهدتم) «2» ، (علينا) متعلّق ب (شهدتم) ، (الذي) موصول في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (إليه) متعلّق ب (ترجعون) و (الواو) فيه نائب الفاعل. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم وهو جملة حتّى إذا ... وجملة: «شهدتم..» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أنطقنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنطق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هو خلقكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أنطقنا الله «3» . وجملة: «خلقكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .

_ (1) (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، أو اسم موصول والعائد محذوف. (2) (ما) اسم استفهام حذفت منه الألف لتقدّم الجارّ عليه. (3) يحتمل أن يكون هذا من كلام الله تعالى أيضا أو من كلام الملائكة، فالجملة حينئذ استئنافيّة.

وجملة: «ترجعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم «1» . (22) (الواو) استئنافيّة «2» ، (ما) نافية (عليكم) متعلّق ب (يشهد) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين. والمصدر المؤول (أن يشهد ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي مخافة أن يشهد ... «3» . (لكن) للاستدراك لا عمل له (لا) نافية (ممّا) متعلّق بنعت ل (كثيرا) «4» . وجملة: «ما كنتم تستترون..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تستترون..» في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «يشهد عليكم سمعكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنتم ... وجملة: «لا يعلم..» في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ الله لا يعلم..) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظننتم. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ. (23) (الواو) عاطفة (ظنّكم) بدل من اسم الإشارة «5» ، (الذي) موصول في

_ (1) يحتمل أن تكون معطوفة على الجملة الاسميّة هو خلقكم إذا جعلت استئنافيّة، (2) ويحتمل أن تكون معطوفة على جملة الصلة وما بينهما اعتراض. لأن الكلام في ما بعد هو كلام الله تعالى لا كلام الجلود. (3) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: من أن يشهد.. متعلّق ب (تستترون) . (4) (ما) حرف مصدريّ، أو اسم موصول والعائد محذوف. (5) أو هو خبر المبتدأ (ذلكم) ، والموصول بدل من ظنّكم- أو عطف بيان عليه- وجملة أرداكم حال.. ويجوز أن يكون (ظنّكم) والموصول، وجملة أرداكم أخبارا.

محلّ رفع نعت لظنّكم (بربّكم) هو في موضع المفعول الثاني أي ظننتموه كائنا بربّكم (الفاء) عاطفة (من الخاسرين) متعلّق بمحذوف خبر أصبحتم. وجملة: «ذلكم ظنّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكن ظننتم. وجملة: «ظننتم بربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أرداكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) . وجملة: «أصبحتم من الخاسرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة أرداكم. (24) (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بنعت لمثوى (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة (ما) نافية عاملة أو مهملة (من المعتبين) متعلّق بخبر محذوف. وجملة: «إن يصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم ظنّكم. وجملة: «النار مثوى ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن يستعتبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبروا.. وجملة: «ما هم من المعتبين» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (25) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لهم) متعلّق ب (قيّضنا) «1» ، والثاني ب (زيّنوا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (ما) الثاني معطوف على الأول (خلفهم) ظرف منصوب

_ (1) أو بمحذوف حال من قرناء.

الصرف:

متعلّق بصلة ما الثاني (عليهم) متعلّق ب (حقّ) ، (في أمم) متعلّق بحال من الضمير في (عليهم) ، (من قبلهم) متعلّق ب (خلت) ، (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل خلت ... وجملة: «قيّضنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبروا.. وجملة: «زيّنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قيّضنا. وجملة: «حقّ ... القول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّنوا.. وجملة: «قد خلت..» في محلّ جر نعت لأمم. وجملة: «إنّهم كانوا خاسرين ... » لا محلّ لها تعليل لاستحقاقهم العذاب. وجملة: «كانوا خاسرين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (أرداكم) ، فيه إعلال بالقلب أصله أرديكم، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (المعتبين) ، جمع المعتب، اسم مفعول من (أعتب) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ» . قيل المراد بالجلود: الجوارح. وقيل: هي كناية عن الفروج. [سورة فصلت (41) : آية 26] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (لهذا) متعلّق ب (تسمعوا) ، (القرآن) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه-

الصرف:

(الغوا) أمر مبني على حذف النون.. و (الواو) فاعل (فيه) متعلّق ب (الغوا) . جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تسمعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الغوا..» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تسمعوا. وجملة: «لعلّكم تغلبون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تغلبون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الغوا) ، فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يلغون- بفتح الغين وسكون الواو- أصله يلغاون، التقى ساكنان فحذفت الألف- لام الكلمة- وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها فأصبح يلغون واستمرّ الإعلال في الأمر.. ووزنه في الأمر افعوا بفتح العين، وهو من باب فرح، لغي يلغى، إذا تكلّم بما لا فائدة فيه. الفوائد 1- لعلّ: هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وبنو عقيل يخفضون بها المبتدأ كقول كعب بن سعد في رثاء أخيه: فقلت: ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ... لعلّ أبي المغوار منك قريب ولم يثبت تخفيف (لعلّ) . واعلم أن مجرور لعل في موضع رفع بالابتداء كما في البيت السابق، لتنزيل لعل منزلة الجار الزائد، كما في قولنا (بحسبك درهم) . والخبر (قريب) في البيت السابق. وتتصل ب (لعل) (ما) الحرفية، فتكفها عن العمل، لزوال اختصاصها حينئذ، بدليل قول الفرزدق:

[سورة فصلت (41) : آية 27]

أعد نظرا يا عبد قيس لعلما ... أضاءت لك النار الحمار المقيدا وقيل: أول لحن سمع بالبصرة: «لعل لها عذر وأنت تلوم» . ولعلّ تفيد الترجيّ، ومعناه توقعّ حصول المأمول، والإشفاق من وقوع المكروه كقولنا (لعلي ناجح) و (لعل الشرّ بعيد) . وقد ورد معنى الترجي في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ. وترد معظم الأحيان في القرآن الكريم بمعنى التحقيق والحصول، كقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فمعنى لعلكم تتقون أي أنه سيتحقق لكم حصول التقوى بسبب الصيام. 2- الفرق بين الترجيّ والتمنيّ: الترجي: هو تأمّل وقوع شيء ممكن مثل: (لعل المسافر يقدم) (لعل صاحب الحق يعفو) . أما التمنيّ: فهو رجاء حصول شيء غير ممكن، كقول الشاعر: ألا ليت الشباب يعود يوما ... فأخبره بما صنع المشيب [سورة فصلت (41) : آية 27] فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (27) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (عذابا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لنجزينّهم) مثل لنذيقنّ (أسوأ) مفعول به ثان منصوب (الذي) موصول مضاف إليه، والعائد محذوف. جملة: «نذيقنّ..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لنجزينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى الاستئنافيّة.

[سورة فصلت (41) : آية 28]

وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة فصلت (41) : آية 28] ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (28) الإعراب: (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى العذاب (جزاء) خبر مرفوع (النار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «1» (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دار) ، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في (لهم) ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» ، (ما) حرف مصدريّ (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون) . والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بجزاء الأول، و (الباء) سببيّة. وجملة: «ذلك جزاء ... » لا محلّ لها تعليل- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لهم فيها دار الخلد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يجحدون» في محلّ نصب خبر كانوا. البلاغة التجريد: في قوله تعالى «النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ» . أي هي بعينها دار إقامتهم، على أن في للتجريد، كما قيل: في قوله تعالى «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» وقول الشاعر: وفي الله إن لم ينصفوا

_ (1) والجملة استئناف بيانيّ.. ويجوز أن تكون مبتدأ خبره جملة لهم فيها دار الخلد، والجملة استئناف بيانيّ أيضا.. ويجوز أن تكون بدلا من جزاء وفيه نظر إذ البدل يحلّ محلّ المبدل منه فيكون التقدير ذلك النار. [.....] (2) أو مفعول مطلق عامله جزاء الأول.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.

[سورة فصلت (41) : آية 29]

حكم عدل. والتجريد: أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله، مبالغة فيها، فقد انتزع من النار دارا أخرى سماها دار الخلد. [سورة فصلت (41) : آية 29] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ربّنا) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب (اللذين) موصول مبنيّ على (الياء) في محلّ نصب مفعول به ثان (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل (أضلانا) (نجعلهما) مضارع مجزوم جواب الطلب والفاعل نحن و (هما) مفعول به (تحت) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (اللام) للتعليل (يكونا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الأسفلين) متعلّق بمحذوف خبر يكون. والمصدر المؤوّل (أن يكونا..) في محلّ جرّ متعلّق ب (نجعلهما) . وجملة: «قال الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا..» لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أضلّانا..» لا محلّ لها صلة الموصول (اللذين) . وجملة: «نجعلهما ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن ترنا اللذين.. نجعلهما.. وجملة: «يكونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

[سورة فصلت (41) : الآيات 30 إلى 32]

[سورة فصلت (41) : الآيات 30 الى 32] إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) الإعراب: (ربّنا) مبتدأ خبره الله (عليهم) متعلّق ب (تتنزّل) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة «1» ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية جازمة في الموضعين (بالجنّة) متعلّق ب (أبشروا) ، (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للجنّة والعائد محذوف.. والمصدر المؤوّل (أن لا تخافوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (تتنزّل) . جملة: «إنّ الذين قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ربّنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «استقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «تتنزل عليهم الملائكة» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا تخافوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة «2» .

_ (1) يجوز أن تكون ناصبة مصدريّة، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تتنزّل) ، و (لا) يحتمل أن تكون ناهية والفعل بعدها مجزوم، وأن تكون نافية والفعل بعدها منصوب.. ويحتمل أن تكون تفسيريّة لأن التنزل بمعنى القول دون حروفه و (لا) ناهية. (2) أو لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.. أو تفسيريّة، وجملة لا تحزنوا، وأبشروا معطوفتان عليها تأخذان محلّها من الإعراب.

الفوائد

وجملة: «لا تحزنوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا. وجملة: «أبشروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا. وجملة: «كنتم توعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «توعدون..» في محلّ نصب خبر كنتم. (31) (في الحياة) متعلّق ب (أولياؤكم) وكذلك (في الآخرة) ، (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف في الموضعين «1» . وجملة: «نحن أولياؤكم ... » لا محلّ لها تعليليّة مقرّرة لما سبق. وجملة: «لكم فيها ما تشتهي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لكم فيها ما تدّعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تشتهي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «تدّعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. (32) (نزلا) حال منصوبة من العائد المحذوف أي تدّعونه نزلا «2» ، (من غفور) متعلّق بنعت ل (نزلا) «3» . الفوائد الاستقامة: قال أهل التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به،

_ (1) أو متعلّق بحال من الضمير في (لكم) ، والعامل فيها الاستقرار. (2) يجوز أن يكون (نزلا) حالا من فاعل تدعون على أنّه جمع نازل، و (من غفور) متعلّق ب (تدعون) . (3) أو متعلّق ب (تدعون) .

[سورة فصلت (41) : آية 33]

ورأس المعرفة اليقينية معرفة الله تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن الاستقامة فقال: أن لا تشرك بالله شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي الله تعالى عنه: معنى استقاموا: أخلصوا في العمل، وقال علي رضي الله تعالى عنه: معنى استقاموا أدوا الفرائض، وهو قول ابن عباس، وقيل: استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة. وقوله تعالى في هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا بهاتين الجملتين يتلخص معنى الدين والإسلام، فهما جملتان قصيرتان، لكنهما كبيرتان في معناهما، وقد جمعتا مفهوم الدين والإسلام والرسالات السماوية ورسمتا منهجا كاملا دقيقا لسلوك المسلم في حياته، فما أعظم كلام الله وما أبعد مداه! [سورة فصلت (41) : آية 33] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أحسن (قولا) تمييز منصوب (ممّن) متعلّق بأحسن (إلى الله) متعلّق ب (دعا) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (صالحا) مفعول به منصوب «1» ، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ. جملة: «من أحسن..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) محتمل أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر، والمفعول به مقدّر.

[سورة فصلت (41) : الآيات 34 إلى 35]

وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «إنّني من المسلمين» في محلّ نصب مقول القول. [سورة فصلت (41) : الآيات 34 الى 35] وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي «2» ، (بالتي) متعلّق ب (ادفع) (الفاء) تعليليّة (إذا) فجائية (الذي) مبتدأ (بينك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (بينه) ظرف متعلّق بما تعلّق به الأول فهو معطوف عليه (عداوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. جملة: «لا تستوي الحسنة..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ادفع..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هي أحسن..» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «الذي بينك.. عداوة..» لا محلّ لها تعليليّة «3» . وجملة: «بينك وبينه عداوة..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «كأنّه وليّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل دعا بتقدير قد. (2) يجوز أن تكون مؤسّسة، لا زائدة مؤكّدة، أي الحسنات بالنسبة إلى بعضها وكذلك السيّئات. (3) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على تعليل مقدّر أي: ذلك أفعل في دفعها فإذا الذي بينك ...

[سورة فصلت (41) : آية 36]

(35) (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (إلّا) للحصر (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل ومثله (ذو) ، وجملة: «ما يلقّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة «1» . وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما يلقّاها (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يلقّاها (الأولى) . [سورة فصلت (41) : آية 36] وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) الإعراب: (الواو) عاطفة (إمّا) حرف شرط جازم، و (ما) زائدة (ينزغنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (النون) للتوكيد، و (الكاف) مفعول به (من الشيطان) متعلّق بحال من الفاعل (نزغ) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بالله) متعلّق ب (استعذ) ، (هو) ضمير أستعير لمحلّ النصب لتوكيد اسم (إنّ) «2» ، (العليم) خبر ثان مرفوع. جملة: «ينزغنّك من الشيطان نزغ» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة. وجملة: «استعذ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّه هو السميع..» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (نزغ) : مصدر سماعيّ لفعل نزغ الثلاثيّ من بابي فتح وضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.. و (النزغ) هو الوسوسة أو الإفساد أو

_ (1) أو هي استئنافيّة أصلا. (2) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره السميع والجملة خبر إنّ.. ويجوز أن يكون للفصل.

[سورة فصلت (41) : الآيات 37 إلى 38]

الحثّ على المعصية. [سورة فصلت (41) : الآيات 37 الى 38] وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (الليل) .. (لا) ناهية جازمة (للشمس) متعلّق ب (تسجدوا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (للقمر) متعلّق بما تعلّق به للشمس فهو معطوف عليه (اسجدوا) أمر مبنيّ على حذف (النون) .. و (الواو) فاعل (لله) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (كنتم) ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدون. جملة: «من آياته الليل..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تسجدوا للشمس..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «اسجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تسجدوا للشمس. وجملة: «خلقهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «كنتم إيّاه تعبدون..» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاسجدوا له. وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم يا محمّد لا تسجدوا ...

الفوائد

(38) (الفاء) استئنافيّة (استكبروا) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة أو تعليليّة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (له) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون «1» ، (بالليل) متعلّق ب (يسبّحون) ، (الواو) حاليّة (لا) نافية. وجملة: «إن استكبروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة القول المقدّرة، وجواب الشرط مقدّر أي إن استكبروا فدعهم، أو لا تهتمّ بعصيانهم. وجملة: «الذين عند ربّك ... » لا محلّ لها تعليليّة للجواب المقدّر «2» . وجملة: «يسبّحون له ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين. وجملة: «هم لا يسأمون..» في محلّ نصب حال من فاعل يسبحون «3» . وجملة: «لا يسأمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الفوائد - آية السجدة: يسن لقارئ القرآن أن يسجد سجدة التلاوة، كلما مر بآية سجدة، فإن كان خارج الصلاة نوى سجود التلاوة وكبر، ثم كبر ثانية للسجود، وسجد سجدة واحدة وسلم بعدها. أما أثناء الصلاة، فيهوي للسجود ناويا بقلبه سجدة التلاوة، فإذا تلفظ بالنية بطلت صلاته، ويسجد سجدة واحدة ثم يعود لمتابعة صلاته، وتصبح هذه السجدة واجبة في حق المأموم إن سجد إمامه، لأن متابعة الإمام واجبة، ومن كان خارج الصلاة وقرأ آية سجدة، ولم يكن متوضئا، فيقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (أربع مرات) وهذه

_ (1) أو متعلّق ب (يسبّحون) بتضمينه معنى يصلّون. [.....] (2) أو هي جواب الشرط في محلّ جزم. (3) أو في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون.

[سورة فصلت (41) : آية 39]

السجدة في هذه السورة من عزائم سجود التلاوة، وفي موضع السجود فيها قولان للعلماء، وهما وجهان لأصحاب الشافعي، أحدهما: أنه عند قوله تعالى إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وهو قول ابن مسعود والحسن وحكاه الرافعي عن أبي حنيفة وأحمد لأن ذكر السجدة قبله، والثاني وهو الأصح عند أصحاب الشافعي، وكذلك نقله الرافعي، عند قوله تعالى وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد ابن المسيب وقتادة، وحكاه الزمخشري عن أبي حنيفة، لأن عنده يتم الكلام. [سورة فصلت (41) : آية 39] وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدّم.. والمصدر المؤوّل (أنّك ترى ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر ... (خاشعة) حال منصوبة (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (على كلّ) متعلّق بقدير. جملة: «من آياته أنّك ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ترى ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اهتزّت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ربت..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت. وجملة: «إنّ الذي أحياها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أحياها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّه على كلّ شيء قدير» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (خاشعة) ، مؤنّث خاشع اسم فاعل من (خشع)

البلاغة

انظر الآية (45) من سورة البقرة. (ربت) ، فيه إعلال بالحذف- بعد الإعلال بالقلب- فالفعل (ربا) قلبت فيه الألف عن واو، مضارعه يربو والأصل ربو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا- الإعلال بالقلب- ثمّ دخلت تاء التأنيث الساكنة فالتقى ساكنان فحذفت الألف- إعلال بالحذف- وزنه فعت.. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ» . حيث شبه حال جدوبة الأرض وخلوها عن النبات، ثم إحياء الله تعالى إياها بالمطر، وانقلابها من الجدوبة إلى الخصب، وإنبات كل زوج بهيج، بحال شخص كئيب كاسف البال، رث الهيئة، لا يؤبه، ثم إذا أصابه شيء من متاع الدنيا وزينتها تكلف بأنواع الزينة والزخارف، فيختال في مشيه زهوا، فيهتز بالأعطاف خيلاء وكبرا، فحذف المشبه، واستعمل الخشوع والاهتزاز دلالة على مكانه. الفوائد - اختيار اللفظ بما يناسب المقام: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً وورد في موضع آخر صفة (هامدة) فهاتان الصفتان لم تردا عبثا، ودون تنظيم وتنسيق. فصفة (خاشعة) جاءت لتناسب جو العبادة، لأنها جاءت في سياق يتحدث عن عبادة الله عز وجل والسجود له، أما صفة (هامدة) فجاءت في جو يتحدث عن الموت والسكون، ومن هنا كان سر اختيار هاتين الصفتين لتناسبا جو الآيات، وتتناسقا مع الجو العام للمعنى، فما أروع كلام الله، وما أدقّ معناه!

[سورة فصلت (41) : آية 40]

[سورة فصلت (41) : آية 40] إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) الإعراب: (في آياتنا) متعلّق ب (يلحدون) ، (لا) نافية (علينا) متعلّق ب (يخفون) ، (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في النار) متعلّق ب (يلقى) ، (خير) خبر المبتدأ (أم) عاطفة معادلة للهمزة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الأول (آمنا) حال منصوبة من فاعل يأتي (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يأتي) والأمر (اعملوا) فيه معنى التهديد (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي شئتم فعله (ما) حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ببصير. جملة: «إنّ الذين يلحدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يلحدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يخفون..» في محل رفع خبر إنّ. وجملة: «من يلقى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يلقى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يأتي..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «شئتم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّه ... بصير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تعملون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

الصرف:

الصرف: (يخفون) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، أصله يخفاون، حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا وزنه يفعون بفتح العين. (يلقي) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، فالمعلوم يلقي، وفي البناء للمجهول فتح ما قبل الياء فقلبت ألفا. [سورة فصلت (41) : الآيات 41 الى 42] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) الإعراب: (بالذكر) متعلّق ب (كفروا) ، وخبر إنّ محذوف تقديره معذّبون أو مهلكون «1» ، (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) حاليّة (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّه لكتاب ... » في محلّ نصب حال من الذكر «2» . (42) (لا) نافية (من بين) متعلّق ب (يأتيه) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (من خلفه) متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه (تنزيل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (من حكيم) متعلّق بتنزيل (حميد) نعت لحكيم. وجملة: «لا يأتيه الباطل ... » في محلّ رفع نعت لكتاب. وجملة: « (هو) تنزيل ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو هو مذكور آت في الآيات اللاحقة وهو قوله: «أولئك ينادون..» أو قوله: «ما يقال لك،» والرابط مقدّر أي: «ما يقال لك في شأنهم ... » أو قوله: «لا يأتيه الباطل» والرابط مقدّر أي منهم ... إلخ. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

[سورة فصلت (41) : آية 43]

[سورة فصلت (41) : آية 43] ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (43) الإعراب: (ما) نافية (لك) متعلّق ب (يقال) ، (إلّا) للحصر (ما) اسم موصول في محلّ رفع نائب الفاعل «1» للمبني للمجهول يقال (قد) حرف تحقيق (للرسل) متعلّق ب (قيل) ، ونائب الفاعل للفعل الثاني ضمير مستتر يعود على (ما) (من قبلك) متعلّق بحال من الرسل (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، والثاني معطوف على الأول مرفوع ... جملة: «ما يقال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد قيل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّ ربّك لذو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . [سورة فصلت (41) : آية 44] وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (44) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (قرآنا) مفعول به ثان منصوب (اللام) واقعة في جواب (لو) (لولا) حرف تحضيض (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أعجميّ) خبر لمبتدأ محذوف

_ (1) على حذف مضاف أي مثل ما قيل.. والقائل حينئذ هم كفار مكة، (2) يجوز أن تكون في محلّ رفع بدل من الموصول (ما) وذلك إذا كان القائل للنبي هو الله لا كفار قريش.

تقديره هو أي القرآن «1» ، (الواو) عاطفة (عربيّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي النبيّ (للذين) متعلّق بحال من هدى «2» ، (الواو) استئنافيّة (في آذانهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (وقر) (عليهم) متعلّق بحال من (عمى) «3» ، و (الواو) في (ينادون) نائب الفاعل (من مكان) متعلّق ب (ينادون) . جملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لولا فصّلت آياته ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (أهو) أعجميّ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: « (هو) عربيّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو أعجميّ. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو.. هدى» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «في آذانهم وقر ... » في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين لا يؤمنون) والجملة الاسميّة من المبتدأ والخبر لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة. وجملة: «هو عليهم عمى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر بتقدير هو في آذانهم وقر وهو عليهم عمى. وجملة: «أولئك ينادون..» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو مبتدأ وعربيّ معطوف عليه، والخبر محذوف تقديره يستويان- أو مستويان- (2) أو متعلّق بهدى.. (3) أو متعلّق بالمصدر عمى بتضمينه معنى ظلام.

البلاغة

وجملة: «ينادون:..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . البلاغة 1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ» . تشبيه بليغ، جعل القرآن الهدى نفسه والشفاء نفسه، يهديهم إلى سبل الرشاد ويشفيهم من أوصاب الجنون. 2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» . تمثيل لهم في عدم فهمهم وانتفاعهم بما دعوا له، بمن ينادى من مسافة نائية فهو يسمع الصوت ولا يفهم تفاصيله ولا معانيه، أولا يسمع ولا يفهم. الفوائد رأى واعتراض: بين ابن هشام رأي الزمخشري في هذه الآية، وردّ عليه قائلا: (وأما قول الزمخشري في قول الله عز وجل) قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ إنه يجوز أن يكون تقديره، هو في آذانهم وقر، فحذف المبتدأ، أو في آذانهم من وقر، والجملة خبر الذين، مع إمكان أن يكون لا حذف فيه، فوجهه أنه لما رأى ما قبل هذه الجملة وما بعدها حديثا في القرآن قدّر ما بينهما كذلك، اللهم إلا أن يقدر عطف الذين على الذين و «وقر» على «هدى» فيلزم العطف على معمولي عاملين، وسيبويه لا يجيزه، وعليه فيكون (في آذانهم) نعتا لوقر قدم عليه فصار حالا.

[سورة فصلت (41) : آية 45]

الجزء الخامس والعشرون بقية سورة فصّلت [سورة فصلت (41) : آية 45] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان منصوب، (الفاء) عاطفة (فيه) نائب الفاعل للمجهول (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره موجودة (من ربّك) متعلّق بنعت ثان لكلمة (اللام) واقعة في جواب (لولا) (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) «1» ونائب الفاعل محذوف هو مصدر الفعل قضي أي قضى القضاء (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (في شك) متعلّق بخبر إنّ (منه) متعلّق بنعت لشكّ (مريب) نعت لشكّ مجرور مثله. جملة: «لقد آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اختلف فيه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

_ (1) أو ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ رفع نائب الفاعل.

[سورة فصلت (41) : آية 46]

وجملة: «سبقت..» في محلّ رفع نعت لكلمة. وجملة: «قضي بينهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّهم لفي شكّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة فصلت (41) : آية 46] مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عمل) في محلّ جزم فعل الشرّط (الفاء) رابطة لجواب الشرّط (لنفسه) متعلّق بخبر، والمبتدأ محذوف تقديره عمله (الواو) عاطفة (من أساء) مثل من عمل (فعليها) مثل فلنفسه «1» ، (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (للعبيد) متعلّق بظلّام «2» . جملة: «من عمل صالحا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: « (عمله) لنفسه ... » في محلّ جزم جواب الشرّط مقترنة بالفاء. وجملة: «من أساء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أساء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة: « (إساءته) عليها» في محلّ جزم جواب الشرّط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما ربّك بظلّام» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) والضمير في (عليها) يعود على النفس، وتقدير المبتدأ إساءته أو ضرر إساءته. (2) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، و (العبيد) مفعول ظلّام. (3، 4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرّط والجواب معا.

[سورة فصلت (41) : الآيات 47 إلى 48]

[سورة فصلت (41) : الآيات 47 الى 48] إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) الإعراب: (إليه) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يردّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ما) نافية (ثمرات) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تخرج (من أكمامها) متعلّق ب (تخرج) ، (ما تحمل من أنثى) مثل ما تخرج من ثمرات (لا) للنفي (إلّا) للحصر (بعلمه) متعلّق ب (تضع) ، (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» (أين) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شركائي) (ما) نافية (منّا) متعلّق بخبر مقدّم (شهيد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. جملة: «إليه يردّ علم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما تخرج من ثمرات ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» وجملة: «ما تحمل من أنثى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تخرج ... وجملة: «لا تضع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تحمل ... وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يناديهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو ظرف زمان منصوب متعلّق ب (قالوا) .. [.....] (2) أو استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «1» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آذنّاك ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ما منّا من شهيد» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» 48- (الواو) عاطفة (عنهم) متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول- أو نكرة موصوفة- فاعل (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جر متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (ما لهم من محيص) مثل ما منّا من شهيد. وجملة: «ضلّ عنهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا وجملة: «كانوا يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضلّ ... وجملة: «ما لهم من محيص» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ المعلّق بالنفي ما. الصرف: (أكمامها) ، جمع كمّ أو كمّة، اسم لوعاء الثمرة، ووزن كمّ فعل بكسر فسكون، ووزن كمّة فعلة بضمّ فسكون، وفي كليهما جاءت العين واللام من حرف واحد ... ويجمع كذلك (كمّ) على أكمّه زنة أفعله كأفئدة، وكمام زنة فعال بكسر الفاء وأكاميم زنة أفاعيل.

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (2) يجعلها بعضهم سادّة مسدّ المفعولين الثاني والثالث لفعل آذناك فهو بمعنى أعلمناك، ولكنّ الأفعال المتعدّية لثلاثة مفعولات ليس فيها آذن ... جاء في لسان العرب: آذنه بالشيء: أعلمه. (3) أو في محلّ رفع نعت ل (ما) بكونها نكرة موصوفة.

الفوائد

الفوائد - لا يعلم الغيب إلّا الله: بينت هذه الآية أن يوم القيامة لا يعلمه إلّا الله عز وجل، فقال تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها. إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها وقال تعالى لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ. وعند ما سأل جبريل رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) عن الساعة قال له: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) لذا يبطل أيّ زعم يدعي علم الساعة أو ما شابهها من علم الغيب، وبذا يبطل ما يقوله الكهنة والمنجمون، فإنما هو وهم وظنّ وافتراء. قال صلى الله عليه وسلم من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد، لأن علم الغيب يختص بالله، فإذا اعتقد الإنسان بقول المنجم فقد أشرك بالله عزّ وجل. [سورة فصلت (41) : الآيات 49 الى 51] لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (51) الإعراب: (لا) نافية (من دعاء) متعلّق ب (يسأم) ، (الواو) عاطفة (مسّه) ماض في محلّ جزم فعل الشرّط (الفاء) رابطة لجواب الشرّط (يئوس) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (قنوط) خبر ثان مرفوع وهو للتوكيد. جملة: «لا يسأم الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مسّه الشّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسأم

وجملة: « (هو) يئوس ... » في محلّ جزم جواب الشرّط مقترنة بالفاء 50- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أذقناه) مثل مسّه (منّا) متعلّق بنعت ل (رحمة) (من بعد) متعلّق ب (أذقناه) ، (اللام) لام القسم (يقولّن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد، والفاعل هو، (لي) متعلّق بخبر المبتدأ (هذا) ، (ما) نافية (لئن) مثل الأول، و (التاء) في (رجعت) نائب الفاعل، وهو مثل مسّه (إلى ربّي) متعلّق ب (رجعت) ، (لي) متعلّق بخبر إنّ مقدّم (عنده) ظرف منصوب متعلّق بحال من الحسنى (اللام) لام القسم (الحسنى) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ننبّئنّ) مثل يقولّن (ما) حرف مصدري» ، والمصدر المؤوّل (ما عملوا ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (ننبّئنّ) . (لنذيقنّهم) مثل لننبّئنّ (من عذاب) متعلّق ب (نذيقنّهم) وجملة: «أذقناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مسّه الشرّ وجملة: «مسّته ... » في محلّ جرّ نعت لضرّاء وجملة: «يقولّن ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرّط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «هذا لي ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ما أظنّ الساعة قائمة» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «رجعت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذقناه. وجملة: «إنّ لي عنده للحسنى» لا محلّ لها جواب القسم، وجواب الشرّط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي بما عملوه..

الصرف:

وجملة: «ننبّئنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة جواب شرط مقدّر أي: إن قامت الساعة فلننبّئنّ الذين كفروا ... وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «لنذيقنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لننبّئنّ ... 51- (الواو) عاطفة في الموضعين (على الإنسان) متعلّق ب (أنعمنا) ، (بجانبه) متعلّق ب (نأى) ، و (الباء) للتعدية (إذا مسّه الشرّ فذو..) مثل إن مسّه الشرّ فيئوس. وجملة: «أنعمنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «نأى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض وجملة: «مسّه الشرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: « (هو) ذو ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم الصرف: (قنوط) ، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ قنط، وزنه فعول بفتح الفاء. (نأى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نأى- بياء في آخره- مصدره النأى.. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (عريض) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عرض باب كرم، وزنه فعيل. البلاغة الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ» . «عريض» أي: كثير مستمر، مستعار مما له عرض متسع، وأصله مما يوصف به الأجسام، هو أقصر الامتدادين، ويفهم في العرف من العريض الاتساع، وصيغة

الفوائد

المبالغة وتنوين التكثير يقويان ذلك. وطبعا استعارة العرض أبلغ من استعارة الطول، لأنه إذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله، حيث شبه الدعاء بأمر يوصف بالامتداد ثم أثبت له العرض. الفوائد - حذف المبتدأ.. 1- يكثر حذف المبتدأ في جواب الاستفهام كقوله تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ؟ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي هي نار الله وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ؟ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي هم في سدر مخضود. 2- وبعد فاء الجواب: كقوله تعالى مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها أي فعمله لنفسه وإساءته عليها. وكذلك كما في قوله تعالى في هذه التي نحن بصددها وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ أي فهو يئوس قنوط. 3- وبعد القول: كقوله تعالى: قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أي: هي أساطير الأوّلين. 4- وبعد ما الخبر صفة له في المعنى: كقوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ أي هم التائبون. فالتائبون خبر للمبتدأ هم المحذوف كإعراب، أما كمعنى فهو صفة له. وكذلك (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) أي هم صمّ. 5- وقد وقع في غير ذلك أيضا كقوله تعالى: لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ أي تقلبهم متاع. و (لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) أي هذا بلاغ. و (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) أي هذه سورة.

[سورة فصلت (41) : آية 52]

[سورة فصلت (41) : آية 52] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (52) الإعراب: (أرأيتم) أخبروني، والمفعول الأول محذوف تقديره أنفسكم (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط واسمه ضمير مستتر يعود على القرآن المفهوم من السياق (من عند) متعلّق بخبر كان (به) متعلّق ب (كفرتم) ، (من) اسم استفهام مبتدأ خبره (أضلّ) ، (ممّن) متعلّق ب (أضلّ) (في شقاق) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «إن كان من عند ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرّط محذوف دلّ عليه الجملة الاسميّة بعده أي فأنتم أضلّ.. أو فلا أحد أضلّ منكم وجملة: «كفرتم به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.. وجملة: «من أضلّ ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أرأيتم وجملة: «هو في شقاق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) [سورة فصلت (41) : آية 53] سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) الإعراب: (في الآفاق) متعلّق بحال من آياتنا وكذلك (في أنفسهم) فهو معطوف على الأول (حتّى) حرف غاية وجر (يتبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (لهم) متعلّق ب (يتبيّن) ..

[سورة فصلت (41) : آية 54]

والمصدر المؤوّل (أن يتبيّن..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نريهم) والمصدر المؤوّل (أنّه الحقّ..) في محلّ رفع فاعل يتبيّن (الهمزة) للاستفهام التقريري (الواو) عاطفة (ربّك) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا مفعول يكف «1» ، (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّه على كلّ شيء شهيد) في محلّ رفع فاعل يكفى جملة: «سنريهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يتبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يكف بربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي ألم يغن ربّك ويكفه أنّه ... [سورة فصلت (41) : آية 54] أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) الإعراب: (ألا) أداة تنبيه (في مرية) متعلّق بخبر إنّ (من لقاء) متعلّق ب (مرية) ، (ألا) مثل الأولى (بكلّ) متعلّق ب (محيط) . جملة: «إنّهم في مرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه بكلّ شيء محيط» لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (53) الآفاق: جمع الأفق بمعنى الناحية، وزنه فعل بضمّتين، المدّة في الآفاق أصلها همزتان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة على وزن أفعال أي أأفاق..

_ (1) يجوز أن يكون هو الفاعل مرفوع محلّا، والمصدر المؤوّل بعده بدلّ منه، أو في محلّ جرّ بباء محذوفة أي: ألم يكفهم ربّك بأنّه على كلّ شيء شهيد.

(يكف) ، إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، فهو معتلّ ناقص جزم ب (لم) ، وزنه يفع. انتهت سورة «فصلت» ويليها سورة «الشورى»

سورة الشورى

سورة الشّورى آياتها 53 آية [سورة الشورى (42) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) عسق (2) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) الإعراب: (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يوحي (إليك) متعلّق ب (يوحى) ومثله (إلى الذين) فهو معطوف على الأول (من قبلك) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (الله) لفظ الجلالة فاعل (يوحي) مرفوع.. جملة: «يوحي ... الله» لا محلّ لها ابتدائيّة الفوائد - حم. عسق: سئل الحسين بن الفضل لم قطع حروف (حم عسق) ولم يقطع حروف (المص) و (المر) و (كهيعص) ، فقال لأنها بين سور أوائلها (حم) فجرت مجرى نظائرها، فكان (حم) مبتدأ، و (عسق) خبره، ولأن (حم عسق) عدت آيتين وعدت أخواتها التي لم تقطع آية واحدة، وقيل: لأن أهل التأويل لم يختلفوا في (كهيعص) وأخواتها أنها حروف التهجّي،

[سورة الشورى (42) : آية 4]

واختلفوا في (حم) فجعلها بعضهم فعلا فقال معناها (حمّ الأمر) أي قضي، وبقي عسق على أصله. وقال ابن عباس (ح) : حلمه، (م) : مجده، (ع) : علمه، (س) : سناه، (ق) : قدرته، أقسم الله عز وجل بها. وقال ابن عباس: ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحي إليه (حم عسق) فلذلك قال الله تعالى: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة الشورى (42) : آية 4] لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) الإعراب: (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات ومعطوف عليه (العظيم) خبر ثان مرفوع. جملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو العليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة [سورة الشورى (42) : آية 5] تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) الإعراب: (من فوقهنّ) متعلّق ب (يتفطّرن) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (لمن) متعلّق ب (يستغفرون) ، (ألا) للتنبيه (هو) ضمير فصل «1» ..

_ (1) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الغفور) ، والجملة الاسميّة خبر إنّ.

[سورة الشورى (42) : آية 6]

جملة: «تكاد السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يتفطّرن ... » في محلّ نصب خبر تكاد وجملة: «الملائكة يسبّحون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يسبّحون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة) وجملة: «يستغفرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون وجملة: «إنّ الله ... الغفور» لا محلّ لها استئنافيّة [سورة الشورى (42) : آية 6] وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عليهم) متعلّق ب (حفيظ) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليهم) متعلّق ب (وكيل) ، (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. جملة: «الذين اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «الله حفيظ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «ما أنت عليهم بوكيل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الله حفيظ. [سورة الشورى (42) : الآيات 7 الى 9] وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أوحينا (إليك) متعلّق ب (أوحينا) (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أم (حولها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) . والمصدر المؤوّل (أن تنذر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أوحينا) (الواو) عاطفة (تنذر) معطوف على الأول (يوم) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي عذاب يوم الجمع، والمفعول الأول محذوف أي الناس (لا) نافية للجنس (فيه) خبر لا (فريق) مبتدأ مرفوع مؤخّر، والخبر محذوف أي منهم «1» في الموضعين (في الجنّة) متعلّق بالخبر المحذوف «2» ، (الواو) عاطفة (فريق في السعير) مثل فريق في الجنّة.. جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تنذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر وجملة: «تنذر (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تنذر الأولى وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ نصب حال من يوم الجمع «3»

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره بعضهم.. في الموضعين. (2) أو متعلّق بنعت لفريق. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

وجملة: « (منهم) فريق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: « (منهم) فريق (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على البيانيّة الأخيرة 8- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (أمّة) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (في رحمته) متعلّق ب (يدخل) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (لا) زائدة لتأكيد النفي.. وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا «1» وجملة: «جعلهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء الله وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «الظالمون ما لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء الله وجملة: «ما لهم من وليّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الظالمون) 9- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة التي للإنكار «2» ، (اتّخذوا من دونه أولياء) مرّ إعرابها «3» ، (الفاء) تعليليّة (هو) ضمير فصل «4» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (على كلّ) متعلّق ب (قدير) . وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الله ... الوليّ» لا محلّ لها تعليل للنفي المقدّر وجملة: «هو يحيى الموتى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله ... الوليّ

_ (1) في الكلام التفات من التكلّم إلى الغيبة. (2) يجوز أن تكون بمعنى (بل) فقط. (3) في الآية (6) من هذه السورة. (4) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الوليّ، والجملة الاسميّة خبر لفظ الجلالة (الله) . [.....]

[سورة الشورى (42) : الآيات 10 إلى 13]

وجملة: «يحيى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) وجملة: «هو على كلّ شيء قدير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو يحيى ... [سورة الشورى (42) : الآيات 10 الى 13] وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (اختلفتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (فيه) متعلّق ب (اختلفتم) ، (من شيء) تمييز للضمير في (فيه) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى الله) متعلّق بخبر المبتدأ (حكمه) ، (ذلكم) مبتدأ، والإشارة إلى الحاكم العظيم (الله) لفظ

_ (1) أو حال منه.

الجلالة خبر «1» ، (ربّي) خبر ثان مرفوع «2» ، (عليه) متعلّق ب (توكّلت) ، (إليه) متعلّق ب (أنيب) . جملة: «ما اختلفتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «اختلفتم فيه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) «3» وجملة: «حكمه إلى الله ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «ذلكم الله ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مستأنف مقدّر أي قل لهم- والخطاب للرسول عليه السلام- ذلك الله ربّي.. وجملة: «عليه توكّلت ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ ذلكم. وجملة: «إليه أنيب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة توكّلت. 11- (فاطر) خبر رابع «4» ، (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (من أنفسكم) متعلّق بحال من (أزواجا) ، وكذلك (من الأنعام) حال من (أزواجا) الثاني (فيه) متعلّق ب (يذرؤكم) ، (مثله) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس «5» (شيء) اسم ليس مؤخّر مرفوع.. وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ ذلكم وجملة: «يذرؤكم ... » في محلّ نصب حال من فاعل جعل، أو من الضمير في (لكم) وجملة: «ليس كمثله شيء ... » في محلّ رفع خبر سادس. وجملة: «هو السميع ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ليس كمثله..

_ (1) أو عطف بيان، أو بدل و (ربّي) خبر المبتدأ ذلكم. (2) أو بدل من لفظ الجلالة.. أو نعت له. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (4) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة خبر رابع. (5) قد يعني (المثل) الصفة فلا زيادة في الكاف، إذ المعنى ليس كصفته شيء أي ليس مثل صفته شيء.

12- (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مقاليد) ، (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (بكلّ) متعلّق ب (عليم) . وجملة: «له مقاليد ... » في محلّ رفع خبر سابع وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر ثامن وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «يقدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط. وجملة: «إنّه بكلّ شيء عليم ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق. 13- (لكم) متعلّق ب (شرع) ، (من الدين) متعلّق بحال من ما «1» (به) متعلّق ب (وصّى) ، وفاعل (وصّى) ضمير يعود على لفظ الجلالة (الذي) في محلّ نصب معطوف على الموصول ما (إليك) متعلّق ب (أوحينا) ، (ما وصّينا به إبراهيم) مثل ما وصّى به نوحا فهو معطوف عليه (أن) حرف مصدريّ «2» (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (فيه) متعلّق ب (تتفرّقوا) .. والمصدر المؤوّل (أن أقيموا..) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. «3» (على المشركين) متعلّق ب (كبر) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل كبر (إليه) متعلّق ب (تدعوهم) ، و (إليه) الثاني متعلّق ب (يجتبي) ، و (إليه) الثالث متعلّق ب (يهدي) .. وجملة: «شرع ... » في محلّ رفع خبر تاسع وجملة: «وصّى به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «أوحينا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي)

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (شرع) ومن لابتداء الغاية. (2) أو تفسيريّة، والجملة بعدها مفسّرة. (3) أو في محلّ نصب بدل من الموصول (ما وصّى) وما عطف عليه.. أو في محلّ جرّ بدل من الدين.

الفوائد

وجملة: «وصّينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «لا تفرّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا ... وجملة: «كبر ... ما تدعوهم» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تدعوهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث وجملة: «الله يجتبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يجتبي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجتبي وجملة: «ينيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني الفوائد - «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» : تضاربت أقوال النحاة والمفسرين حول قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ في هذه الآية، وسنورد بعض أقوال المفسرين بهذا الصدد، ما يقوله الإمام النسفي: قيل كلمة التشبيه كررت (أي الكاف بمعنى مثل وبعدها كلمة مثله فأصبح تكرار) لنفي التماثل، وتقديره ليس مثل مثله شيء. وقيل: المثل زيادة، وتقديره: وليس كهو شيء، كقوله تعالى فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ وهذا لأن المراد نفى المثلية، وإذا لم تجعل الكاف أو المثل زيادة كان إثبات المثل. وقيل: المراد ليس كذاته شيء، لأنهم يقولون: مثلك لا يبخل، يريدون نفي البخل عن ذاته، ويقصدون المبالغة في ذلك، بسلوك طريق الكناية، لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسدّه فقد نفوه عنه فإذا علم أنّه من باب الكناية، لم يقع فرق بين قوله (ليس كالله شيء) وبين قوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إلا ما تعطيه الكناية من فائدتها، وكأنهما عبارتان معتقبتان

[سورة الشورى (42) : آية 14]

على معنى واحد، وهو نفي المماثلة عن ذاته. ونحوه: (بل يداه مبسوطتان) فمعناه: بل هو جواد، من غير تصوّر يد ولا بسط لها، لأنها وقعت عبارة عن الجود، حتى إنهم استعملوها فيمن لا يدله، فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له. ما يقوله أبو البقاء العكبري: الكاف في (كمثله) زائدة، أي ليس مثله شيء، فمثله خبر ليس ولو لم تكن زائدة لأفضى إلى المحال، إذ كان يكون المعنى أن له مثلا، وليس لمثله مثل، وهو هو، مع أن إثبات المثل لله سبحانه محال. وهذا أرجح الأقوال بما قيل في هذه الآية. وإليه ذهب الأكثرون، ومنهم ابن هشام. وقيل: مثل زائدة، والتقدير: ليس كهو شيء، كما في قوله تعالى فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ وقد ذكر. وهذا قول بعيد. [سورة الشورى (42) : آية 14] وَما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من بعد) متعلّق ب (تفرّقوا) ، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما جاءهم..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (بغيا) مفعول لأجله عامله تفرّقوا (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (بغيا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة (من ربّك) متعلّق ب (سبقت) «1» ، (إلى

_ (1) أو متعلّق بنعت لكلمة.

[سورة الشورى (42) : آية 15]

أجل) متعلّق بمحذوف تقديره (بتأخير الجزاء) ، (اللام) في جواب لولا (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، ونائب الفاعل محذوف هو المصدر لفعل قضى أي القضاء، والواو في (أورثوا) نائب الفاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (من بعدهم) متعلّق ب (أورثوا) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (في شكّ) متعلّق بخبر إنّ (منه) متعلّق بنعت ل (شكّ) .. جملة: «ما تفرّقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «جاءهم العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «سبقت ... » في محلّ رفع نعت لكلمة وجملة: «قضى بينهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «إنّ الذين أورثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أورثوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) [سورة الشورى (42) : آية 15] فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لذلك) متعلّق بفعل محذوف مفهوم من سياق الكلام السابق أي: إن دعيت أنت وجميع المرسلين لذلك الذي أوحيناه إليك فادع الناس واستقم «1» ، (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط المقدّر (ما)

_ (1) يجوز تعليقه ب (ادع) والفاء فيه زائدة، والجملة استئنافيّة.

حرف مصدريّ، والتاء في (أمرت) نائب الفاعل.. والمصدر المؤوّل (ما أمرت) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ادع واستقم (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة (بما) متعلّق ب (آمنت) ، وعائد الموصول محذوف (من كتاب) تمييز للعائد- أو حال منه- (الواو) عاطفة (أمرت) مثل الأول (اللام) للتعليل (أعدل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (أعدل) .. والمصدر المؤوّل (أن أعدل) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمرت) (لنا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أعمالنا) ، ومثله (لكم) خبر للمبتدأ (أعمالكم) ، (لا) نافية للجنس (بيننا) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر لا (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بما تعلّق به بيننا لأنه معطوف عليه (بيننا) الثاني متعلّق ب (يجمع) ، (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) . جملة: «الشرط المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ادع ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «استقم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ادع وجملة: «لا تتّبع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ادع وجملة: «قل ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ادع وجملة: «آمنت ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «أمرت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنت وجملة: «أعدل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحر فيّ (أن) المضمر

[سورة الشورى (42) : آية 16]

وجملة: «الله ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «لنا أعمالنا ... » لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول وجملة: «لكم أعمالكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لنا أعمالنا وجملة: «لا حجّة بيننا» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «الله يجمع ... » لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول وجملة: «يجمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) وجملة: «إليه المصير» في محلّ رفع معطوفة على جملة يجمع [سورة الشورى (42) : آية 16] وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في الله) متعلّق ب (يحاجّون) بحذف مضاف أي في دين الله (من بعد) متعلّق ب (يحاجّون) ، (ما) حرف مصدريّ (له) نائب الفاعل للمبنى للمجهول (استجيب) .. والمصدر المؤوّل (ما استجيب له) في محلّ جرّ مضاف إليه. (حجّتهم) مبتدأ خبره (داحضة) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (داحضة) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (غضب) ومثله (لهم) خبر المبتدأ (عذاب) .. جملة: «الذين يحاجّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحاجّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «استجيب له ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «حجّتهم داحضة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «عليهم غضب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّتهم ...

الصرف:

وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّتهم ... الصرف: (داحضة) مؤنّث داحض اسم فاعل من الثلاثيّ دحض بمعنى بطل باب فتح أو بمعنى زلق باب نصر، وزنه فاعل. [سورة الشورى (42) : الآيات 17 الى 19] اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) الإعراب: (بالحقّ) متعلّق بحال من الكتاب «1» ، (الميزان) معطوف على الكتاب ب (الواو) منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ.. (قريب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: إتيانها «2» . جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يدريك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) وجملة: «لعلّ الساعة قريب ... » في محلّ نصب مفعول يدريك المعلّق بالترجّي

_ (1) أو متعلّق ب (أنزل) .. (2) لا يجوز أن يقال إنّ (قريب) يستوي فيه التذكير والتأنيث لأنه بمعنى فاعل، وفعيل الذي بمعنى فاعل لا يستوي فيه التذكير والتأنيث.. وهذا ويجوز تحميل (الساعة) معنى البعث، فقريب هو الخبر من غير تقدير.

وجملة: « (إتيانها) قريب ... » في محلّ رفع خبر لعلّ 18- (بها) متعلّق ب (يستعجل) ، (لا) نافية (بها) الثاني متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (منها) متعلّق ب (مشفقون) ، (أنّها) حرف مشبّه بالفعل ومصدريّ.. والمصدر المؤوّل (أنّها الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلمون (ألا) للتنبيه (في الساعة) متعلّق ب (يمارون) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ وجملة: «يستعجل بها الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «الذين آمنوا مشفقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستعجل ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «يعلمون ... » في محلّ رفع معطوفة على الخبر (مشفقون) «2» وجملة: «إنّ الذين يمارون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يمارون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث 19- (بعباده) متعلّق ب (لطيف) ، (الواو) عاطفة- أو حالية-.. وجملة: «الله لطيف ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يرزق من يشاء ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الله) وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «هو القوي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله لطيف «3»

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في (قريب) . [.....] (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (مشفقون) .. ويجوز أن تكون استئنافيّة فيها معنى التعليل. (3) أو في محلّ نصب حال من فاعل يرزق.

الصرف:

الصرف: (يمارون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يماريون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الراء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لام الكلمة لالتقاء الساكنين فأصبح يمارون وزنه يفاعون. الفوائد - تعدد الخبر والحال والصفة.. لقد تعدد الخبر في هذه الآية الكريمة في قوله تعالى: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ ف (لطيف) خبر أول وجملة يرزق خبر ثان. وكذلك في قوله وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ فالقوي خبر أول والعزيز خبر ثان. لذا: 1- يتعدد الخبر، دون حصر بعدد معين، سواء كان مفردا أم جملة أم شبه جملة. 1- مفردا مثل: (الله قوى عزيز سميع بصير عليم ... ) 2- جملة فعلية: (الله يرزق يخلق يمنح يحيي يميت) 3- جملة اسمية: (الإيمان أفياؤه نديّة، أنسامه عليلة) . 4- شبه جملة أي (ظرف أو جار ومجرور) : القرية فوق تل، عند المنعطف، على شاطئ الوادي. وهنا تعلق الظرف الأول فوق بخبر أول محذوف تقديره كائنة، وتعلق الظرف الثاني (عند) بخبر ثان محذوف، وتعلق الجار والمجرور (على شاطئ الوادي) بخبر ثالث. 2- لا يشترط في تعدد الخبر أن يكون الخبر من نوع واحد، فقد تتعدد الأخبار في جملة، وتكون متنوعة، مثل: الله سميع- بصير- قوى- يخلق- يرزق ... إلخ.. 3- كذلك يتعدد الحال بكافة أشكاله، مثل: أقبل الفلاح نشيطا- مسرورا- يحمل فأسه- يقود حصانه.. ف (نشيطا) حال أول، و (مسرور) حال ثان، و (يحمل فأسه) جملة فعلية حال ثالث، و (يقود

[سورة الشورى (42) : آية 20]

حصانه) جملة فعلية حال رابع.. 4- كذلك تتعدد الصفة، سواء كانت مفردة، أم جملة، أم شبه جملة، مثل: (هذا بستان- جميل- رائع- بديع- أفياؤه ندية- ثماره يانعة- يجود بالخير..) ملاحظة هامة.. 1- أحيانا يجوز أن نعرب الخبر الثاني وما تلاه صفات للخبر الأول، مثل: محمد رسول كريم شجاع كامل، فيجوز أن نعرب كريم خبر ثان، وشجاع خبر ثالث، وكامل خبر رابع. ويجوز أن نعرب كريم وشجاع وكامل صفات لرسول. 2- وأحيانا لا يجوز أن نعرب إلا خبرا فقط، مثل: الكتب: دينية- سياسية- أخلاقية.. ف (دينية وسياسية وأخلاقية) أخبار، ولا يجوز اعتبار سياسية وأخلاقية صفات لدينية، لفساد المعنى فمدار الأمر استقامة المعنى أو فساده. 3- القاعدة المنطبقة على الخبر تنطبق على خبر كان وأخواتها وإن وأخواتها. [سورة الشورى (42) : آية 20] مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) الإعراب: (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (له) متعلّق ب (نزد) ، (في حرثه) متعلّق ب (نزد) ، (الواو) عاطفة (من كان.. نؤته) مثل من كان ... نزد (منها) متعلّق ب (نؤته) (الواو) عاطفة (ما) نافية (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (نصيب) ، (في الآخرة) متعلّق بحال من (نصيب) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا..

البلاغة

جملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كان يريد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ «1» وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب خبر كان وجملة: «نزد ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «من كان (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «كان (الثانية) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب خبر كان وجملة: «نؤته منها ... » لا محلّ لها جواب الشرط (الثاني) غير مقترنة بالفاء وجملة: «ما له في الآخرة من نصيب» لا محلّ لها معطوفة على جملة نؤته منها البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ» . الحرث في الأصل إلقاء البذر في الأرض، يطلق على الزرع الحاصل منه، وقد استعمل هنا في ثمرات الأعمال ونتائجها، بطريق الاستعارة التصريحية المبنية على تشبيهها بالغلال الحاصلة من البذور، وقد تضمن تشبيه الأعمال بالبذور، أي من كان يريد بأعماله ثواب الآخرة نضاعف له ثوابه، بالواحد عشرة إلى سبعمائة فما فوقها. [سورة الشورى (42) : آية 21] أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (21)

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل التي للانتقال أو معها الهمزة التي للتقريع (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شركاء) ، (لهم) متعلّق ب (شرعوا) ، (من الدين) متعلّق بحال من ما «1» ، (به) متعلّق ب (يأذن) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (لولا ... لقضي بينهم) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) . وجملة: «لهم شركاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «شرعوا ... » في محلّ رفع نعت لشركاء وجملة: «لم يأذن به الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «قضي بينهم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم وجملة: «إنّ الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ [سورة الشورى (42) : الآيات 22 الى 23] تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)

_ (1) أو متعلّق ب (شرعوا) . (2) في الآية (14) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (مشفقين) حال منصوبة (ممّا) متعلّق ب (مشفقين) ، والعائد محذوف (الواو) حاليّة (بهم) متعلّق ب (واقع) (الواو) استئنافيّة (في روضات) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يشاءون) «1» ، (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى المهيّأ للذين آمنوا (هو) ضمير فصل «2» ، (الفضل) خبر ذلك. جملة: «ترى الظالمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «هو واقع بهم ... » في محلّ نصب حال من مفعول كسبوا وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا وجملة: «لهم ما يشاءون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) وجملة: «ذلك ... الفضل» لا محلّ لها استئنافيّة 23- عائد الموصول (الذي) محذوف أي يبشر به.. (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعباد (لا) نافية (عليه) متعلّق بحال من (أجرا) ، (إلّا) للاستثناء (المودّة) اسم منصوب على الاستثناء المنقطع» ، (في القربى) متعلّق بحال من المودّة (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (له) متعلّق ب (نزد) ، (فيها) متعلّق ب (نزد) ، (شكور) خبر ثان للحرف المشبّه بالفعل إنّ. وجملة: «ذلك الذي ... » لا محلّ لها استئناف بياني «4» وجملة: «يبشّر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي)

_ (1) أو متعلّق بحال من العائد المقدّر أي ما يشاءون وجوده عند ربّهم. (2) أو هو مبتدأ ثان خبره الفضل.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك. (3) يجوز أن يكون بدلا من (أجرا) منصوب مثله. (4) يجوز أن تكون بدلا من جملة ذلك ... الفضل.

البلاغة

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا أسألكم ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «من يقترف ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقترف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «نزد له ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» . فقد جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها كقولك: لي في آل فلان مودّة، ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله، فالعلاقة محلية. والمعنى أنكم قومي، وأحق من أجابني وأطاعني، فإذا قد أبيتم ذلك، فاحفظوا حق القربى، وصلوا رحمي ولا تؤذوني. الفوائد - المستثنى (بإلّا) وحكمه: آ- يجب نصب المستثنى (بإلّا) إذا كان الكلام مثبتا، وذكر المستثنى منه: نحو (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) . ب- يجوز نصب المستثنى (بإلّا) أو إتباعه للمستثنى منه في إعرابه على أنّه بدل منه، إذا كان الكلام منفيا وذكر المستثنى منه، مثال ذلك: قوله تعالى: (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) بالرفع على البدلية أو (ما فعلوه إلا قليلا منهم) منصوب على الاستثناء. ج- يعرب المستثنى (بإلّا) حسب موقعه في الجملة إذا كان الكلام منفيا،

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الشورى (42) : آية 24]

ولم يذكر المستثنى منه، وتكون (إلا) لا عمل لها. فقد يقع: 1- خبرا: مثل قوله تعالى (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) الرسول: خبر مرفوع. 2- مبتدأ: مثل قوله تعالى (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) البلاغ: مبتدأ مرفوع. 3- فاعل: مثل: (ما رفع مقام الوطن إلّا العلم والعمل) العلم: فاعل مرفوع بالضمة 4- مفعول به: مثل: (ما قلت إلّا كلمة الصدق) كلمة: مفعول به منصوب. 5- إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه مطلقا أي سواء كان الاستثناء منقطعا مثل: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أو متصلا، نحو (ما قام إلا زيدا القوم) . [سورة الشورى (42) : آية 24] أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (24) الإعراب: (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) استئنافيّة (على قلبك) متعلّق ب (يختم) ، (الواو) استئنافيّة (يمح) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة مراعاة لحذفها لفظا (بكلماته) متعلّق ب (يحقّ) ، (بذات) متعلّق ب (عليم) .. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «افترى ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يشأ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يختم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «يمحو الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر ملاقيه في المعنى.

[سورة الشورى (42) : الآيات 25 إلى 26]

وجملة: «يحقّ الحقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يمحو الله وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة [سورة الشورى (42) : الآيات 25 الى 26] وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (26) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عن عباده) متعلّق ب (يقبل) «1» (عن السيّئات) متعلّق ب (يعفو) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقبل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «يعفو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 26- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (من فضله) متعلّق ب (يزيدهم) «2» ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .. وجملة: «يستجيب الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....

_ (1) قبل يقبل- باب فرح- يتعدّى إلى المفعول الثاني بالباء وعن.. جاء في لسان العرب: «قبل الشيء قبولا- بفتح القاف- وقبولا- بضمّها- وتقبّله كلاهما أخذه. والله عزّ وجلّ يقبل الأعمال من عباده وعنهم، ويتقبّلها. وفي التنزيل: (أولئك الذين نتقبّل عنهم أحسن ما عملوا) . اه. (2) ورود الفعل (يزيدهم) بالعطف على (يستجيب) يدلّ على أن الأخير بمعنى يجيب، فالفاعل ضمير يعود على الله والموصول مفعول به.. وقد يكون الفعل (يستجيب) على معناه فالموصول فاعل أي ينقاد الذين آمنوا أو يجيبون ربّهم إذا دعاهم. [.....]

الفوائد

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «يزيدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيب وجملة: «الكافرون لهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيب «1» الفوائد - ذكر التوبة وحكمها ... قال العلماء: التوبة واجبة من كلّ ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى، لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: 1- أن يقلع عن الذنب. 2- أن يندم على فعله. 3- أن يعزم ألا يعود إليه أبدا. فإذا صحت هذه الشروط صحّت التوبة، وإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. مع العلم أنّه يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة وصيام. وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فلها نفس الشروط السابقة، وشرط رابع، أن يبرأ من حق صاحبها وقيل في تعريف التوبة: الابتعاد عن المعاصي نية وفعلا، والإقبال على الطاعات نية وفعلا. عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية (صحراء) مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتّى إذا اشتد الحر والعطش، أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتّى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ، فإذا راحلته عنده عليها طعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا براحلته وزاده.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة أصلا من غير العطف.

[سورة الشورى (42) : آية 27]

[سورة الشورى (42) : آية 27] وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (لعباده) متعلّق ب (بسط) ، (اللام) رابطة لجواب لو (بغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (في الأرض) متعلّق ب (بغوا) ، (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (بقدر) متعلّق بحال من ما (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (بعباده) متعلّق ب (خبير وبصير) . جملة: «لو بسط الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «بغوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «ينزل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «إنّه ... خبير ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- الصرف: (بغوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله بغاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف- لام الكلمة- وزنه فعوا. [سورة الشورى (42) : الآيات 28 الى 29] وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (29) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من بعد) متعلّق ب (ينزّل) ، (الواو) عاطفة

البلاغة

في الموضعين (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما قنطوا) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «قنطوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «ينشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل وجملة: «هو الوليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي ... 29- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (من آياته) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (خلق) ، (فيهما) متعلّق ب (بثّ) ، (من دابّة) تمييز ما «1» ، (على جمعهم) متعلّق ب (قدير) ، (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق ب (جمعهم) . وجملة: «من آياته خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الولي وجملة: «بثّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته خلق ... وجملة: «يشاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. البلاغة 1- فن صحة التفسير: في قوله تعالى «وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا» . ومعنى هذا الفن: هو أن يأتي المتكلم في أول كلامه، بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه، وهو إما أن يكون مجملا يحتاج إلى تفصيل، أو موجها يفتقر إلى توجيه، وقد جاءت صحة التفسير في الآية مؤذنة بمجيء الرجاء بعد اليأس، والفرج بعد الشدة، والمسرة بعد الحزن. وما من مشهد ينفض هموم القلب وتعب النفس كمشهد الأرض، تتفتح بالنبت بعد الغيث، وتنتشي بالخضرة بعد الموات. 2- نسبة الشيء إلى الكل والمراد البعض: في قوله تعالى «وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ» .

_ (1) أو حال من العائد المحذوف أي ما بثّه فيهما من دابّة.

[سورة الشورى (42) : الآيات 30 إلى 31]

فإنه يجوز أن ينسب الشيء إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه، كما يقال: بنو تميم فيهم شاعر مجيد أو شجاع بطل، وإنما هو فخذ من أفخاذهم أو فصيلة من فصائلهم، وبنو فلان فعلوا كذا وإنما فعله واحد منهم، ومنه قوله تعالى «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ» وإنما يخرج من المالح. [سورة الشورى (42) : الآيات 30 الى 31] وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (30) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (أصابكم) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من مصيبة) تمييز ما «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بما) متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي: إصابتكم بالذي كسبته أيديكم، فالباء سببيّة والعائد محذوف (الواو) اعتراضيّة (عن كثير) متعلّق ب (يعفو) جملة: «ما أصابكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أصابكم ... » في محلّ رفع خبر ما «3» وجملة: « (إصابتكم) بما كسبت ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «يعفو ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «كسبت أيديكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

_ (1) يجوز أن يكون اسم موصول مبتدأ زادت الفاء في خبره (بما كسبت أيديكم..) لمشابهة الموصول للشرط. (2) أو حال من فاعل أصابكم المستتر. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا ... وهي صلة ما إذا كان موصولا.

الفوائد

31- (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (في الأرض) متعلّق ب (معجزين) (ما) الثانية نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (وليّ) ، (من دون) متعلّق بحال من وليّ (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ بالواو تبعه في الجرّ لفظا وبالرفع محلّا. وجملة: «ما أنتم بمعجزين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «ما لكم ... من وليّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنتم بمعجزين الفوائد - ما تزرعه تحصده ... بينت هذه الآية أن المصائب التي تنزل بالإنسان إنما هي نتيجة لما يقترف من الذنوب والآثام، مع أن الله عز وجل يعفو عن كثير، ولا يحاسب على كلّ شيء. وإلا فما ترك على ظهرها من دابة، كما مر في آية أخرى. قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : والذي نفسي بيده، ما من خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر وروى عن علي بن أبى طالب، رضي الله عنه: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله؟ حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) وسأفسرها لكم: ما أصابكم من مصيبة، أي مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، والله أكرم من أن يثنيّ عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا، فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لا يصيب المؤمن شوكة، فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. فما أعظم كرم الله عز وجل، وما أجل لطفه بعباده. [سورة الشورى (42) : الآيات 32 الى 35] وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (من آياته الجوار) مرّ إعراب نظيرها «1» ، وعلامة الرفع في (الجوار) الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (في البحر) متعلّق ب (الجواري) «2» ، (كالأعلام) متعلّق بحال من الجواري. جملة: «من آياته الجواري ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم في جملة ما أصابكم ... «3» 33- (يسكن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) عاطفة (يظللن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم معطوف على (يسكن) ، و (النون) ضمير اسمه يعود على الجواري (على ظهره) متعلّق ب (رواكد) ، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ) ، (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بنعت ل (آيات) .. (شكور) نعت لكلّ صبّار.. وجملة: «يشأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يسكن ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «يظللن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسكن

_ (1) في الآية (29) من هذه السورة. (2) أو بحال من الجواري بكونه جامدا وليس صفة مشتقّة. (3) في الآية (30) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات» لا محلّ لها استئناف بيانيّ 34- (أو) حرف عطف (يوبقهنّ) مضارع مجزوم معطوف على (يظللن) في المحلّ.. و (هنّ) مفعول به، والفاعل هو أي الله (ما) حرف مصدريّ «1» ، و (الواو) في (كسبوا) يعود على أصحاب السفن المفهوم من السياق.. والمصدر المؤوّل (ما كسبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يوبقهنّ) (الواو) عاطفة (يعف) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط «2» ، (عن كثير) متعلّق ب (يعف) . وجملة: «يوبقهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يظللن وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «يعف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوبقهنّ 35- (الواو) عاطفة (يعلم) مضارع منصوب معطوف على محذوف منصوب للتعليل أي: يغرقهم لينتقم منهم ويعلم (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل يعلم (في آياتنا) متعلّق ب (يجادلون) ، (ما) نافية مهملة «3» (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (محيص) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ. وجملة: «يعلم الذين يجادلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ المقدّرة أي: ل (أن) ينتقم الله منهم ويعلم الذين ... وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «ما لهم من محيص» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي العلم المعلّق بالنفي ما. الصرف: (32) الجوار: جمع الجارية مؤنّث الجاري، اسم فاعل من

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.. والجملة صلة الموصول. (2) أي: إن يشأ يهلك، وإن يشأ ينج بالعفو. (3) لم يذكر المؤلف رحمه الله أنها يمكن أن تكون عاملة عمل ليس (انظر الفوائد في الصفحة التالية)

البلاغة

الثلاثيّ جرى وزنه فاعل، ووزن الجواري الفواعل وهي السفن الجارية، وقد يقصد بها الاسم الجامد للسفن باستعمال الوصف كاسم.. أمّا الجوار فوزنه الفواع بإسقاط (الياء) لقراءة الوصل. (الأعلام) ، جمع علم وهو الجبل، اسم جامد وزنه فعل بفتحتين، ووزن الأعلام أفعال. (33) رواكد: جمع راكدة مؤنّث راكد، اسم فاعل من الثلاثيّ ركد بمعنى وقف، وزنه فاعل، ووزن رواكد فواعل. (34) يعف: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذف حرف العلة من آخره وزنه يفع بضم العين. البلاغة قال تعالى «إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ» يقولون: إن الريح لم ترد في القرآن إلا عذابا، بخلاف الرياح. وهذه الآية تخرم الإطلاق، فإن الريح المذكورة هنا نعمة ورحمة إذ بواسطتها يسيّر الله السفن في البحر، حتى لو سكنت لركدت السفن ولا ينكر أن الغالب من ورودها مفردة ما ذكروه، وأما اطراده فلا. وما ورد في الحديث: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، فلأجل الغالب في الإطلاق، والله أعلم. الفوائد - ما: النافية العاملة عمل ليس ... ورد في هذه الآية قوله تعالى ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ما: نافية تعمل عمل ليس، لهم متعلقان بخبرها المقدم، ومحيص مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنّه اسم ما، وسنوضح فيما يلي ما يتعلّق ب (ما) العاملة عمل ليس. إن (ما) تعمل هذا العمل بأربعة شروط:

[سورة الشورى (42) : الآيات 36 إلى 39]

1- أن يكون اسمها مقدما وخبرها مؤخرا. 2- ألا يقترن الاسم ب (إن الزائدة) كقول الشاعر: بني غدانة ما إن أنتم ذهب ... ولا صريف ولكن أنتم الخزف 3- ألا يقترن الخبر بإلا مثل: ما أنت إلا شاعر. 4- ألا يليها معمول الخبر، ما عدا الظرف والجار والمجرور. مثل: ما كلّ مسيء معاقب. فمسيء معمول للخبر معاقب لأن معاقب اسم مفعول تحتاج إلى نائب فاعل. فإذا استوفت هذه الشروط عملت، سواء أكان اسمها وخبرها نكرتين، كقوله تعالى: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ فأحد اسمها وحاجزين خبرها، و (منكم) متعلّق بمحذوف تقديره أعني وكذلك تعمل (ما) إذا كان اسمها وخبرها معرفتين، كقوله تعالى: ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ، وكذلك إذا كان الاسم معرفة والخبر نكرة، كقوله تعالى: ما هذا بَشَراً [سورة الشورى (42) : الآيات 36 الى 39] فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أوتيتم) ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) تمييز ما «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

_ (1) أو متعلّق بحال من ما.

(الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبتدأ (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (للذين) متعلّق ب (أبقى) ، (على ربّهم) متعلّق ب (يتوكّلون) . جملة: «أوتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (هو) متاع ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «ما عند الله خير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول وجملة: «يتوكّلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة 37- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول السابق (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (يغفرون) «1» ، (ما) زائدة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. وجملة: «يجتنبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «غضبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة: «هم يغفرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يجتنبون وجملة: «يغفرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 38- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الذين) موصول معطوف على الموصول الأخير في محلّ جرّ (لربّهم) متعلّق ب (استجابوا) ، (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (شورى) ، (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) . وجملة: «استجابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا وجملة: «أمرهم شورى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا

_ (1) يجوز أن يكون الظرف متضمنا معنى الشرط فجوابه جمله يغفرون الفعلية، و (هم) ضمير توكيد لفاعل غضبوا.. أو هو فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده، فلمّا حذف الفعل انفصل الفاعل.

الصرف:

وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا 39- (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأخير (إذا) مثل الأول «1» (هم ينتصرون) مثل هم يغفرون «2» .. وجملة: «أصابهم البغي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «هم ينتصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع وجملة: «ينتصرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الصرف: (37) كبائر: جمع كبيرة أو كبير.. انظر الآية (45) من سورة البقرة أو الآية (217) منها (38) شورى: اسم مصدر للخماسيّ تشاور أي بمعنى التشاور وزنه فعلى بضمّ فسكون كبشرى. [سورة الشورى (42) : الآيات 40 الى 43] وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (مثلها) نعت لسيّئة الثانية مرفوع (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ في محلّ رفع (عفا) ماض في محلّ جزم فعل الشرط وكذلك (أصلح) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على الله) متعلّق بخبر

_ (1، 2) في الآية (37) من هذه السورة. [.....]

المبتدأ، (لا) نافية. جملة: «جزاء سيّئة سيّئة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «من عفا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «عفا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: «أصلح ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عفا وجملة: «أجره على الله ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «إنّه لا يحب الظالمين» لا محلّ لها تعليليّة 41- (الواو) عاطفة (اللام) للابتداء (من انتصر) مثل من عفا (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (انتصر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم (سبيل) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. وجملة: «من انتصر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفا وجملة: «انتصر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني وجملة: «أولئك ما عليهم من سبيل» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «ما عليهم من سبيل» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 42- (إنّما) كافّة ومكفوفة (على الذين) متعلّق بخبر المبتدأ (السبيل) ، (في الأرض) متعلّق ب (يبغون) ، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يبغون (لهم) خبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .. وجملة: «السبيل على الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يظلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يبغون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يظلمون وجملة: «أولئك لهم عذاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ

البلاغة

وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 43- (الواو) عاطفة (لمن صبر) مثل لمن انتصر (اللام) المزحلقة للتوكيد (من عزم) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «من صبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من انتصر وجملة: «صبر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» الثالث. وجملة: «غفر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة صبر وجملة: «إنّ ذلك لمن عزم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي من صبر كان ذا عزم، إنّ ذلك لمن عزم الأمور. البلاغة 1- جناس المزاوجة: في قوله تعالى «وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها» . كلتا الفعلتين: الأولى وجزاؤها، سيئة لأنها تسوء من تنزل به، وقد سميت باسمها لقصد المزاوجة، ومثله قوله تعالى «فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ» ، والمعنى: أنّه يجب إذا قوبلت الإساءة أن تقابل بمثلها من غير زيادة، فإذا قال: أخزاك الله، قال: أخزاك الله. وبعضهم يعبّر عنها بالمشاكلة. 2- فن التهذيب: في قوله تعالى: «فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» . وهذا الفن هو أنه، عند ما يسند الفعل إلى الله تعالى، ينبغي العدول عن إسناد الإساءة إليه، كما في قوله تعالى، على لسان إبراهيم عليه السلام: «وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» ، حيث نسب المرض إلى نفسه، ونسب الشفاء إلى ربه، سبحانه وتعالى. وهذا من باب التزام الأدب مع الله سبحانه. وفي الآية التي نحن في صددها، فن رفيع، وهو التهذيب أيضا، فإن الانتصار، لا يكاد يؤمن فيه تجاوز السيئة والاعتداء، خصوصا في حالة الفوران والغليان

_ (1) ويجوز أن يكون خبر (من) جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الشورى (42) : الآيات 44 إلى 46]

والتهاب الحمية، وفي هذا جواب لمن يتساءل: ما معنى ذكر الظلم عقب العفو، مع أن الانتصار ليس بظلم. وهذا كقوله تعالى «وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ» . فوضع الظالمين موضع الضمير الذي كان من حقه أن يعود على اسم إنّ فيقال: ألا إنّهم في عذاب مقيم، فأتى هذا الظاهر تسجيلا عليهم بلسان ظلمهم. وهذا من البديع الذي يسمو على ذوي الفكر والمبدعين. [سورة الشورى (42) : الآيات 44 الى 46] وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (45) وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (من بعده) متعلّق بنعت ل (وليّ) (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط، متعلّق ب (ترى) ، (رأوا)

ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (هل) حرف استفهام (إلى مردّ) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سبيل) مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر. جملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما له من وليّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من الظالمين. وجملة: «هل إلى مردّ من سبيل» في محلّ نصب مقول القول. 45- (الواو) عاطفة (عليها) متعلّق ب (يعرضون) ، (خاشعين) حال من نائب الفاعل (من الذلّ) متعلّق ب (خاشعين) (من طرف) متعلّق ب (ينظرون) ، (الواو) استئنافيّة (الذين) الثاني في محلّ رفع خبر إنّ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خسروا) - أو ب (قال) - (ألا) للتنبيه (في عذاب) متعلّق بخبر إنّ الثاني. وجملة: «تراهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الظالمين. وجملة: «يعرضون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تراهم) . وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في خاشعين. وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «إنّ الخاسرين الذين ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «إنّ الظالمين في عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .

_ (1) ويجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو قول الله.

البلاغة

46- (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) خبر كان مقدّم (أولياء) مجرور لفظا ب (من) الزائدة مرفوع محلّا اسم كان ومنع من التنوين لأنّه ملحق بالمؤنّث المنتهي ب (ألف) التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصرون (الواو) استئنافيّة (من يضلل الله فما له من سبيل) مثل من يضلل الله فما له من وليّ «1» .. وجملة: «ما كان لهم من أولياء» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الظالمين ... وجملة: «ينصرونهم ... » في محلّ جرّ- أو رفع على المحلّ- نعت لأولياء. وجملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما له من سبيل» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. البلاغة التصوير الرائع: في قوله تعالى «يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ» . تجسيد بارع، وتصوير رائع، لمن يقف أمام الموت الذي ينتظره، فإنهم يبتدئ نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف خفي، بمسارقة، كما ترى المصبور ينظر إلى السيف، وهكذا نظر الناظر إلى المكاره: لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها، كما يفعل في نظره إلى المحبوب. [سورة الشورى (42) : الآيات 47 الى 48] اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ (48)

_ (1) في الآية (44) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (لربّكم) متعلّق ب (استجيبوا) ، (من قبل) متعلّق ب (استجيبوا) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية للجنس (له) متعلّق بمحذوف خبر لا (من الله) متعلّق بالمصدر الميميّ (مردّ) .. والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (ما لكم من ملجأ) مثل ما له من وليّ «1» ، (يومئذ) ظرف زمان مضاف إلى الظرف إذ متعلّق بالمصدر (ملجأ) ، (الواو) عاطفة (ما لكم من نكير) مثل الأول «2» . جملة: «استجيبوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو مستأنف. وجملة: «يأتي يوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا مردّ له ... » في محلّ جرّ نعت ليوم. وجملة: «ما لكم من ملجأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «ما لكم من نكير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ. 48- (الفاء) عاطفة (أعرضوا) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (عليهم) متعلّق بالحال (حفيظا) ، (إن) حرف نفي (عليك) خبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) استئنافيّة

_ (1، 2) في الآية (44) من هذه السورة. (3) أو هي نعت ثان ليوم بتقدير الرابط أي ما لكم من ملجأ فيه، وكذلك جملة ما لكم من نكير المعطوفة.

الفوائد

(منّا) متعلّق بحال من رحمة «1» ، (بها) متعلّق ب (فرح) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (الفاء) رابطة. والمصدر المؤوّل (ما قدّمت ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) السببيّة متعلّق ب (تصبهم) . وجملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المستأنفة المقدّرة. وجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن أعرضوا. فلا تحزن فما أرسلناك ... «3» . وجملة: «إن عليك إلّا البلاغ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّا إذا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أذقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فرح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تصبهم سيئة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا إذا ... وجملة: «قدّمت أيديهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّ الإنسان كفور ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن تصبهم سيّئة كفروا بالنعمة وذكروا البليّة، إنّ الإنسان كفور. الفوائد - لا: النافية للجنس.. وسميت كذلك، لأنها تنفي عموم الجنس. فعند ما أقول: لا رجل في الدار، فإنني أنفي جنس الرجال. فلا يجوز أن أقول: (لا رجل في الدار بل رجلين) . ولإعمالها شروط:

_ (1) أو متعلّق ب (أذقنا) ، ومن لابتداء الغاية. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف. (3) يجوز أن تكون الجملة هي جواب الشرط على الظاهر.

[سورة الشورى (42) : الآيات 49 إلى 50]

1- ألا تقترن بحرف جر، مثل (سافرت بلا زاد) . 2- أن يكون اسمها وخبرها نكرتين. 3- ألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل، مثل (لا في التقصير ولا في الإهمال نجاح) . وقد وردت (لا) النافية للجنس في الآية التي نحن بصددها عاملة، توافر لها شروط الإعمال، وهو قوله تعالى (لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ) . أما اسمها، فيكون مبنيا، إذا كان مفردا، أي ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، مثل: لا رجل في الدار، لا رجلين في الدار، لا مهملين بيننا، لا مهملات بيننا. ففي هذه الأمثلة جاء اسم (لا) مبنيا على ما ينصب به، فهو حسب ترتيب الجمل: مبني على الفتح، والياء في المثنى، والياء في جمع المذكر السالم، والكسر في جمع المؤنث السالم. ويأتي منصوبا إذا كان: آ- مضافا، مثل: لا رجل سوء محبوب. ب- شبيها بالمضاف: لا فاعلا سوءا محبوب. [سورة الشورى (42) : الآيات 49 الى 50] لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الإعراب: (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (لمن) متعلّق ب (يهب) في الموضعين.. جملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يهب ... » لا محلّ لها بدلّ من جملة يخلق. وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

البلاغة

وجملة: «يهب (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهب (الأولى) . وجملة: «يشاء (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. 50- (أو) حرف عطف (ذكرانا) مفعول به ثان بتضمين الفعل معنى يجعلهم «1» ، (عقيما) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «يزوّجهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهب.. وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يزوّجهم. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- البلاغة فن صحة التقسيم: في قوله تعالى «يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ» . وهذا الفن هو: استيفاء المتكلم جميع أقسام المعنى الذي هو شارع فيه، بحيث لا يغادر منه شيئا. فإنه سبحانه، إما أن يفرد العبد بهبة الإناث، أو بهبة الذكور، أو بهما جميعا، أو لا يهبه شيئا فقد وقعت صحة التقسيم في هذه الآية على الترتيب الذي تستدعيه البلاغة، وهو الانتقال في نظم الكلام ورصفه من الأدنى إلى الأعلى، فقدّم هبة الإناث، ثم انتقل إلى هبة الذكور، ثم إلى هبة المجموع، وجاء في كل قسم من أقسام العطية بلفظ الهبة وأفرد معنى الحرمان بالتأخير، لأن إنعامه على عباده أهمّ عنده، وتقديم الأهم واجب في كل كلام بليغ والآية إنما سيقت للاعتداد بالنعم، وإنما أتى بذكر الحرمان ليتكمل التمدح بالقدرة على المنع، كما يمدح بالعطاء، فيعلم أنّه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.

_ (1) يجوز أن يكون حالا على التصنيف من ضمير الغائب في (يزوّجهم) .

[سورة الشورى (42) : الآيات 51 إلى 53]

[سورة الشورى (42) : الآيات 51 الى 53] وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (لبشر) متعلّق بخبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (إلّا) للاستثناء «1» (وحيا) مفعول مطلق لفعل محذوف نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر أي إلّا أن يوحي إليه وحيا «2» . والمصدر المؤوّل (أن يكلّمه..) في محلّ رفع اسم كان. والمصدر المؤوّل (أن يوحى..) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع- إن كان الوحي غير التكليم- أو المتّصل إن كان الوحي نوعا من التكليم أو التكليم نوعا من الوحي. (أو) حرف عطف (من وراء) متعلّق بمحذوف معطوف على العامل في (وحيا) ، أي: أو إلّا أن يكلّمه من وراء حجاب.. أو إسماعا من وراء حجاب (يرسل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد أو «3» ..

_ (1) أو للحصر. (2) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من لفظ الجلالة أو ضمير الغائب في يكلّمه. (3) الإضمار هنا جائز لأنّه مسبوق بمصدر صريح.

والمصدر المؤوّل (أن يرسل..) في محلّ نصب معطوف على المصدر الصريح (وحيا) . (الفاء) عاطفة (يوحي) مضارع منصوب معطوف على (يرسل) ، (بإذنه) متعلّق بحال من فاعل يوحي «1» والضمير الغائب في (بإذنه) يعود على الله (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به «2» ، وفاعل يشاء ضمير يعود على الله.. جملة: «ما كان لبشر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكلّمه الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يوحي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» . وجملة: «إنّه عليّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. 52- (الواو) عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أوحينا (إليك) متعلّق ب (أوحينا) ، (من أمرنا) متعلّق بنعت ل (روحا) ، (ما) الأول حرف نفي (ما) الثاني اسم استفهام مبتدأ خبره (الكتاب) «4» ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (الإيمان) معطوف على الكتاب مرفوع مثله (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (نورا) مفعول به ثان منصوب (به) متعلّق ب (نهدي) ، (من عبادنا) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي نشاء هدايته من عبادنا (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى صراط) متعلّق ب (تهدي) .

_ (1) وهو الرسول الملك إلى المرسل إليه البشر. (2) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب. [.....] (3) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) . (4) وفي الكلام تقدير مضاف أي: ما كنت تدري جواب (ما الكتاب) أي جواب هذا الاستفهام.

وجملة: «أوحينا إليك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان لبشر. وجملة: «ما كنت تدري ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (إليك) . وجملة: «تدري ... » في محلّ نصب خبر كنت. وجملة: «ما الكتاب ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تدري المعلّق عن العمل بالاستفهام ما. وجملة: «جعلناه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما كنت تدري. وجملة: «نهدي ... » في محلّ نصب نعت ل (نورا) . وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «إنّك لتهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 53- (صراط) بدل من صراط الأول بدل معرفة من نكرة مجرور مثله (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) الثاني في محلّ رفع معطوف على (ما) الأول (في الأرض) صلة ما الثاني (ألا) للتنبيه (إلى الله) متعلّق ب (تصير) . وجملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تصير الأمور» لا محلّ لها استئنافيّة. انتهت سورة «الشورى» ويليها سورة «الزخرف»

سورة الزخرف

سورة الزّخرف آياتها 89 آية [سورة الزخرف (43) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (5) الإعراب: (الواو) واو القسم (الكتاب) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (قرآنا) مفعول به ثان منصوب. جملة: « (أقسم) بالكتاب ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «إنّا جعلناه ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ. 4- (الواو) عاطفة (في أم) متعلّق ب (عليّ) ، (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق ب (عليّ) (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «إنّه ... لعليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

الصرف:

5- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (عنكم) متعلّق ب (نضرب) بتضمينه معنى نمسك أو نعرض (صفحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «1» ، (أن) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (أن كنتم قوما..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نضرب) أي لأن كنتم «2» ... الصرف: (صفحا) ، مصدر صفح الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة 1- فن التناسب: في قوله تعالى «وَالْكِتابِ الْمُبِينِ: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» في هذه الآية الكريمة أقسم الله تعالى بالقرآن، وإنما يقسم بعظيم، ثم جعل المقسم عليه تعظيم القرآن بأنه قرآن عربي مرجو به أن يعقل به العالمون، أي: يتعقلوا آيات الله تعالى، فكان جواب القسم مصححا للقسم. وهذا ما يسمى بفن التناسب، فقد حصل التناسب بين القسم والمقسم به، لأنهما شيء واحد. 2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ» . فقد استعار لفظ الأم للأصل، وهو اللوح المحفوظ، ذلك هو المشبه المحذوف. وهذه الاستعارة من أجل تمثيل ما ليس بمرئي حتّى يصير مرئيا والإفادة من هذه الاستعارة هي الظهور، لأن الأم أظهر للحس من الأصل. 3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ» . أي أفننحيه ونبعده عنكم، على سبيل الاستعارة التمثيلية، من قولهم «ضرب الغرائب عن الحوض» ، حيث شبه حال الذكر وتنحيته، بحال غرائب الإبل وذودها عن الحوض إذا دخلت مع غيرها عند الورود، ثم استعمل ما كان في

_ (1) أو هو مصدر في موضع الحال. (2) وجملة نضرب ... لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أنهملكم. وجملة: كنتم قوما لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

[سورة الزخرف (43) : الآيات 6 إلى 8]

تلك القصة هاهنا، ومنه قول الحجاج: لأضربنكم ضرب غرائب الإبل. [سورة الزخرف (43) : الآيات 6 الى 8] وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (7) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة اسم كناية في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من نبيّ) تمييز كم (في الأوّلين) متعلّق ب (أرسلنا) . جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 7- (الواو) عاطفة (ما) نافية (نبيّ) مجرور لفظا بمن مرفوع محلّا فاعل يأتيهم (إلّا) للحصر (به) متعلّق ب (يستهزئ) . وجملة: «ما يأتيهم من نبيّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا به يستهزئون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يستهزئون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. 8- (الفاء) عاطفة (أشدّ) مفعول أهلكنا، وهو أصلا نعت لمنعوت مقدّر أي قوما أشدّ (منهم) متعلّق ب (أشدّ) ، (بطشا) تمييز منصوب (الواو) استئنافيّة ... وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يأتيهم. وجملة: «مضى مثل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (بطشا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ بطش باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

الفوائد

(مضى) ، فيه إعلال بالقلب أصله مضي- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا. الفوائد - كم الاستفهامية وكم الخبرية ... 1- (كم) الاستفهامية يطلب بها تعيين العدد، ومميزها منصوب دائما، مثل (كم كتابا قرأت) ؟ إلا إذا اقترنت بحرف جر فإن مميزها يجر، مثل: (بكم ليرة اشتريت الكتاب) ؟ 2- كم الخبرية تفيد الإخبار والتكثير، ومميزها مجرور بالإضافة مثل: (كم فارس تبارز في الميدان) . كما يأتي مميزها مجرورا بمن، مثل: (كم من شهيد سقط دفاعا عن الكرامة) والمعنى كثير من الشهداء سقطوا دفاعا عن الكرامة. 3- تعرب كم الاستفهامية وكم لخبرية حسب ما بعدها من الكلام. آ- تعربان في محلّ رفع مبتدأ إذا وليهما اسم مثل: كم فارسا في الميدان؟ كم بطل في الساحة! وفي قولنا كم مالك؟ يجوز في (كم) أن تكون مبتدأ أو أن تكون خبرا مقدما. وكذلك إذا وليهما فعل لازم تعربان مبتدأ مثل: كم رجلا جاء للمشاركة في الاحتفال؟ ... كم شهيد سار على درب النضال! وكذلك إذا وليهما فعل متعد استوفى مفعوله، تعربان مبتدأ. كم كتابا قرأته؟ كم صديق زرته لله! ب- وتعربان في محلّ نصب مفعولا به، إذا وليهما فعل متعد لم يستوف مفعوله: (كم كتابا قرأت؟ كم صديق زرت الله) . ج- وتعربان في محلّ نصب على الظرفية الزمانية أو المكانية، إذا وليهما ظرف زمان أو مكان، شريطة ألا يطلب الفعل مفعولا به.. كم ساعة سرت في الطريق؟ كم ميل مشيت إليك!

[سورة الزخرف (43) : الآيات 9 إلى 14]

د- وتعربان في محلّ نصب مفعولا مطلقا، إذا وليهما مصدر من لفظ الفعل: كم ضربة ضربت العدو؟ كم طعنة طعنها العدو! ج- وتعرب كم الاستفهامية خبرا للفعل الناقص إذا وليها: كم أصبح أولادك؟ كم كان مالك؟ ملاحظة هامة: 1- يمكن حذف مميّز كم الاستفهامية والخبرية، إذا فهم من السياق: كم صمت، أي كم يوما صمت. كم مشينا على الخطوب كراما، أي كم مشية مشينا. 2- مميز كم الاستفهامية يعرب تمييزا منصوبا، ومميز كم الخبرية يعرب مضافا إليه. [سورة الزخرف (43) : الآيات 9 الى 14] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (14) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (سألتهم) ماض في

محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبتدأ خبره جملة خلق (اللام) لام القسم (يقولّن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون- وقد حذفت لتوالي الأمثال- و (الواو) لالتقاء الساكنين فاعل و (النون) للتوكيد (العليم) نعت للعزيز مرفوع. جملة: «سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من خلق السموات ... » في محلّ نصب مفعول السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير الجارّ. وجملة: «يقولّن ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «خلقهنّ العزيز ... » في محلّ نصب مقول القول. 10- (الذي) موصول في محلّ رفع نعت ثان للعزيز «1» (لكم) متعلّق بحال من المفعول به الثاني مهدا، (لكم) الثاني متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (فيها) متعلّق بالمفعول الثاني- أو ب (جعل) .. وجملة: «جعل (الأولى) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى) . وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ. 11- (الواو) عاطفة (الذي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأولى (من السماء) متعلّق ب (نزّل) ، (بقدر) متعلّق بنعت ل (ماء) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أنشرنا) ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (تخرجون) .. و (الواو) فيه نائب الفاعل.

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئنافيّة.

وجملة: «نزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «أنشرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وفيها التفات. وجملة: «تخرجون» لا محلّ لها اعتراضيّة. 12- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الذي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (كلّها) توكيد معنويّ ل (الأزواج) منصوب مثله (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من الفلك) متعلّق بحال من (ما) المفعول الأول «1» .. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «تركبون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» . 13- (اللام) لام العاقبة أو الصيرورة (تستووا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على ظهوره) متعلّق ب (تستووا) ، (تذكروا) مضارع منصوب معطوف على (تستووا) ، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (تذكروا) (عليه) متعلّق ب (استويتم) ، (الواو) عاطفة (تقولوا) مضارع منصوب معطوف على (تذكروا) ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (لنا) متعلّق ب (سخّر) ، (الواو) حاليّة (ما) نافية (له) متعلّق بالخبر (مقرنين) . والمصدر المؤوّل (أن تستووا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) . وجملة: «تستووا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تستووا. وجملة: «استويتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) ما، موصول أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي تركبونها. (2) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) .

الصرف:

وجملة: «تقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تذكروا. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ما كنّا له مقرنين» في محلّ نصب حال. (إلى ربّنا) متعلّق ب (منقلبون) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد. وجملة: «إنّا ... لمنقلبون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. الصرف: (13) مقرنين: جمع مقرن، اسم فاعل من (أقرنه) أي أطاقه، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة 1- فن الحذف: في قوله تعالى «لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ» . حيث حذف الموصوف، وهو الله سبحانه تعالى، وأقام صفاته مقامه، لأن الكلام مجزأ، فبعضه من قولهم، وبعضه من قول الله تعالى. فالذي هو من قولهم «خلقهن» ، وما بعده من قول الله عز وجل. وأصل الكلام أنهم قالوا: خلقهن الله، ويدل عليه قوله في الآية الأخرى: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» ثم لما قالوا: خلقهن الله، وصف ذاته بهذه الصفات ولما سيق الكلام كله سياقه، حذف الموصوف من كلامهم، وأقيمت الصفات المذكورة من كلام الله تعالى مقامه، كأنه كلام واحد. ونظير هذا أن تقول للرجل: من أكرمك من القوم؟ فيقول: أكرمني زيد، فتقول أنت واصفا المذكور: الكريم الجواد الذي صفته كذا وكذا. 2- الالتفات: في قوله تعالى «فَأَنْشَرْنا» . حيث وقع الانتقال من كلامهم إلى كلام الله عز وجل، فجاء أوله على لفظ الغيبة، وآخره على الانتقال منها إلى التكلم، في قوله «فأنشرنا» . ومن هذا النمط

[سورة الزخرف (43) : آية 15]

قوله تعالى، حكاية عن موسى: «قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى» ، فجاء أول الكلام حكاية عن موسى إلى قوله (ولا ينسى) ، ثم وقع الانتقال من كلام موسى إلى كلام الله تعالى، فوصف ذاته أوصافا متصلة بكلام موسى حتّى كأنه كلام واحد. وابتدأ في ذكر صفاته على لفظ الغيبة إلى قوله «فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى» . 3- سرّ الحال: في قوله تعالى «وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» . فكم من راكب دابة عثرت به، أو شمست، أو تقحمت، أو طاح من ظهرها فهلك وكم من راكبين في سفينة انكسرت بهم فغرقوا، فلما كان الركوب مباشرة أمر مخطر، واتصالا بسبب من أسباب التلف كان من حق الراكب، وقد اتصل بسبب من أسباب التلف، أن لا ينسى عند اتصاله به شؤمه، وأنه هالك لا محالة، فمنقلب إلى الله غير منفلت من قضائه، ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه، حتى يكون مستعدا للقاء الله بإصلاحه من نفسه. [سورة الزخرف (43) : آية 15] وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من عباده) متعلّق ب (جعلوا) ، (اللام) مزحلقة. جملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «إنّ الإنسان لكفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الزخرف (43) : آية 16] أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (16)

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد مرتبطة مع قوله تعالى: ولئن سألتهم ... فهم ينقضون الاعتراف بربوبيّة الله بجعلهم بعض عباده منتسبين له.

الإعراب:

الإعراب: (أم) بمعنى بل، أو بمعنى الهمزة، أو بمعنى بل والهمزة وهي للإنكار «1» ، (ممّا) متعلّق ب (اتخذ) وهو في موضع المفعول الثاني (بنات) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الكسرة ملحقّ بجمع المؤنّث (الواو) عاطفة- أو حالية- (بالبنين) متعلّق ب (أصفاكم) .. وجملة: «اتّخذ ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: أم تقولون اتّخذ ... وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أصفاكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذ «2» . [سورة الزخرف (43) : آية 17] وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بما) متعلّق ب (بشّر) ، (للرحمن) متعلّق ب (ضرب) ، (مثلا) مفعول به ثان عامله ضرب بتضمينه معنى جعل، والمفعول به الأول محذوف أي ضربه (الواو) حاليّة.. جملة: «بشّر أحدهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ضرب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ظلّ وجهه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هو كظيم ... » في محلّ نصب حال. [سورة الزخرف (43) : آية 18] أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) استئنافيّة (من)

_ (1) أجاز ذلك أبو حيّان. (2) يجوز أن تكون حالا بتقدير (قد) .

[سورة الزخرف (43) : الآيات 19 إلى 23]

موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره يجعلون «1» ، ونائب الفاعل لفعل (ينشأ) ضمير يعود على (من) ، (في الحلية) متعلّق ب (ينشّأ) ، (الواو) حالية (في الخصام) متعلّق ب (مبين) «2» .. جملة: « (يجعلون) من ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «ينشّأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو ... غير مبين» في محلّ نصب حال. [سورة الزخرف (43) : الآيات 19 الى 23] وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (19) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (الذين) موصول في محلّ نصب نعت للملائكة (إناثا) مفعول به ثان عامله جعلوا (الهمزة) للاستفهام

_ (1) أي: أيجعلون من ينشّأ ... ولدا، ويجوز أن يكون الموصول مبتدأ والخبر محذوف أي: أو من ينشّأ.. ولد. (2) لا يمتنع عمل المضاف إليه هنا في ما قبله لأنّ المضاف لفظ غير بمعنى النفي.. (3) جوّزوا عطفها على جملة مقدّرة مستأنفة أي: أيجترئون ويجعلون من ينشّأ ...

الإنكاريّ.. جملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة الاستئناف المقدّرة في الآية السابقة- وجملة: «هم عباد الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «شهدوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ستكتب شهادتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يسألون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ستكتب. 20- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية في الموضعين (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (بذلك) متعلّق بحال من علم (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلوا.. وجملة: «شاء الرحمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما عبدناهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ما لهم بذلك من علم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن هم إلّا يخرصون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «يخرصون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 21- (أم) منقطعة بمعنى بل وهمزة الإنكار «1» ، (كتابا) مفعول به ثان منصوب (من قبله) متعلّق بنعت ل (كتابا) والضمير في (قبله) يعود على القرآن العظيم «2» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (مستمسكون) . وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم به مستمسكون» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناهم.

_ (1) الإضراب هنا عن نفي أن يكون لهم مستمسك عقليّ إلى إنكار أن يكون لهم سند نقليّ. [.....] (2) أو متعلّق ب (آتيناهم) .

الصرف:

22- (بل) للإضراب الانتقاليّ (على أمّة) متعلّق بحال من آباء (على آثارهم) متعلّق بالخبر (مهتدون) «1» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا وجدنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «وجدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّا على آثارهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. 23- (الواو) عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر والمبتدأ مقدّر أي الأمر كذلك بعجزهم عن الحجّة وتمسّكهم بالتقليد (ما) نافية (من قبلك) متعلّق بحال من نذير «2» ، (في قرية) متعلّق ب (أرسلنا) ، (إلّا) للحصر (إنّا وجدنا ... مقتدون) مثل إنا وجدنا ... مهتدون (في الآية السابقة) . وجملة: « (الأمر) كذلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ... وجملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قال مترفوها ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «إنّا وجدنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «وجدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّا على آثارهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا وجدنا. الصرف: (21) مستمسكون: جمع مستمسك، اسم فاعل من السداسيّ استمسك، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. (23) مقتدون: جمع المقتدي، اسم فاعل من الخماسيّ اقتدى، وزنه

_ (1) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف خبر.. و (مهتدون) خبرا ثانيا. (2) أو متعلّق ب (أرسلنا) .

الفوائد

مفتع- المفتعل- بضمّ الميم وكسر العين ... ففي (مقتدون) إعلال بالحذف، أصله مقتديون- بكسر الدال وضمّ الياء- استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح مقتدون وزنه مفتعون. الفوائد - بناء الفعل للمجهول.. يقسم الفعل الى مبني للمعلوم ومبني للمجهول، فالأول ما ذكر معه فاعله مثل: كسر الولد الزجاج، والثاني ما حذف فاعله وأنيب عنه غيره، مثل: كسر الزجاج. ويجب عند البناء للمجهول تغيير صورة الفعل، فإن كان ماضيا كسر ما قبل آخره وضم كلّ متحرك قبله، مثل: (حفظ الكتاب) و (تقبّلت الصدقة) (استخرج المعدن) . وإن كان مضارعا ضم أوله وفتح ما قبل آخره، (يقطع الغصن) (يتعلّم الحساب) (يستخرج المعدن) . فإن كان ما قبل آخر الماضي ألفا قلبت ياء وكسر ما قبلها، فنقول في: قال واختار. قيل واختير. وإن كان ما قبل آخر المضارع حرف مد قلبت ألفا: يقول ويبيع يصبحان: يقال ويباع. ملاحظة: الفعل اللازم لا يبنى للمجهول إلا إذا كان نائب الفاعل مصدرا أو ظرفا أو جارا ومجرورا، مثل: (احتفل احتفال عظيم) و (ذهب أمام الأمير) و (فرح بالعيد) . 2- الفعل المتعدي لمفعولين يصبح المفعول الأول نائب فاعل، والمفعول الثاني يبقى على حاله، مثل: (أعطي الفقير مالا) الفقير نائب فاعل، ومالا مفعول به ثان.

[سورة الزخرف (43) : الآيات 24 إلى 25]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 24 الى 25] قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الواو) حالية (لو) حرف شرط غير جازم (بأهدى) متعلّق ب (جئتكم) - أو بحال من ضمير الخطاب في (جئتكم) ، (ممّا) متعلّق ب (أهدى) ، (عليه) متعلّق بحال من (آباءكم) ، (بما) متعلّق ب (كافرون) (به) متعلّق ب (أرسلتم) ، وضمير الخطاب نائب الفاعل. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «جئتكم ... » في محلّ نصب حال.. ومقول القول محذوف أي أتفعلون ذلك ولو جئتكم ... وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه مقول القول المحذوف. وجملة: «وجدتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أرسلتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. 25- (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (منهم) متعلّق ب (انتقمنا) ، (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان.. وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «انظر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبك قومك فانظر ...

البلاغة

وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق عن العمل المباشر بالاستفهام وذلك بتقدير الجارّ.. البلاغة فن الإلجاء: في قوله تعالى «قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ» الآية، ومعنى هذا الفن البلاغي: أن يبادر المتكلم الخصم بما يلجئه إلى الاعتراف بحقيقة نفسه ودخيلة قلبه. ففي الآية الكريمة، التعبير بالتفضيل المقتضي أن ما عليه آباؤهم فيه هداية، لم يكن إلا لإلجائهم إلى الاعتراف بحقيقة نيّاتهم التي يضمرونها. كأنه يتنزل معهم إلى أبعد الحدود، ويرخي العنان لهم، ليعترفوا. الفوائد - كيف الاستفهامية.. وهي اسم: للإخبار بها ومباشرتها الفعل (كيف كنت) ، فهي هنا في محل نصب خبر مقدم لكنت، وهذا دليل على أنها اسم. وقد وردت في الآية التي نحن بصددها خبرا لكان في قوله تعالى (فانظر كيف كان عاقبة المكذبين) ويكون إعرابها: 1- خبرا إن وليها اسم مثل: كيف أنت، أو فعل ناقص مثل: كيف كنت. 2- وتعرب حالا إذا وليها فعل تام (أي غير ناقص) مثل: كيف جاء زيد. وكثير من النحاة، ومنهم ابن هشام، يعربونها في أمثال ذلك مفعولا مطلقا، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) أي (أيّ فعل فعل) . ملاحظة: كيف اسم استفهام ملازم البناء على الفتح دائما..

[سورة الزخرف (43) : الآيات 26 إلى 28]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 26 الى 28] وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ممّا) متعلّق ب (براء) ، (ما) موصول والعائد محذوف. جملة: «قال إبراهيم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّني براء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 27- (إلّا) للاستثناء (الذي) موصول في محلّ نصب على الاستثناء «1» ، (الفاء) تعليليّة (السين) حرف استقبال. وجملة: «فطرني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّه سيهدين» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «سيهدين» في محلّ رفع خبر إنّ «2» . 28- (الواو) استئنافيّة، وضمير الغائب في (جعلها) يعود إلى كلمة التوحيد المفهومة من قول إبراهيم السابق (كلمة) مفعول به ثان منصوب (في عقبه) متعلّق ب (باقية) ، وضمير الغائب في (يرجعون) قد يعود إلى أهل مكة لا إلى عقب إبراهيم.

_ (1) هو منقطع إن كانوا يعبدون الأصنام وحدها.. وهو متّصل إن كانوا يشركون مع الله الأصنام. (2) النون في (سيهدين) للوقاية تقي الفعل من الكسر قبل ياء المتكلّم المقدّرة لمناسبة الفواصل.

الصرف:

وجملة: «جعلها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (26) براء: مصدر (برىء) الثلاثيّ باب فرح وزنه فعال بفتح الفاء- وقد استخدم في موضع الصفة- وثمّة مصادر أخرى للفعل هي برؤ بضمّ الباء وبراءة بتاء مربوطة في آخره. [سورة الزخرف (43) : الآيات 29 الى 31] بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (30) وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة (آباءهم) معطوف على اسم الإشارة هؤلاء، منصوب (حتّى) للغاية (الواو) عاطفة.. والمصدر المؤوّل (أن جاءهم..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعت) . جملة: «متّعت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءهم الحقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 30- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط (الواو) عاطفة (به) متعلّق ب (كافرون) . وجملة: «جاءهم الحقّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الزخرف (43) : آية 32]

وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّا به كافرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا سحر. 31- (الواو) عاطفة (لولا) حرف تحضيض (القرآن) بدل من اسم الإشارة هذا في محلّ رفع- أو عطف بيان عليه- (على رجل) متعلّق ب (نزّل) ، (من القريتين) متعلّق بنعت ل (رجل) ، وفيه حذف مضاف أي من إحدى القريتين «1» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا الأولى. وجملة: «نزّل هذا القرآن ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة الزخرف (43) : آية 32] أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قسمنا) ، (في الحياة) متعلّق ب (قسمنا) ، (فوق) ظرف منصوب متعلّق ب (رفعنا) ، (درجات) مفعول مطلق نائب عن المصدر- وصف للمصدر- أي: رفعا متفاوتا «2» ، (اللام) للتعليل (يتّخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (سخريّا) مفعول به ثان منصوب.. (الواو) استئنافيّة (ممّا) متعلّق ب (خير) ، و (ما) موصول والعائد محذوف «3» .

_ (1) قال قتادة: هما الوليد بن المغيرة بمكّة، أو عروة بن مسعود الثقفيّ بالطائف. (2) يجوز أن يكون حالا بحذف مضاف أي ذوي درجات. (3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا فلا حذف..

الفوائد

جملة: «هم يقسمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقسمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «نحن قسمنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قسمنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «رفعنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قسمنا. وجملة: «يتّخذ بعضهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (رفعنا) . وجملة: «رحمة ربّك خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجمعون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الفوائد - الناس درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا.. بينت هذه الآية قانونا اجتماعيا في حياة الناس ومعاشهم، فقد اقتضت حكمته أن يكون هذا غنيا وهذا فقيرا، وهذا قويا وهذا ضعيفا، وهذا رئيسا وهذا مرءوسا ليخدم بعضهم بعضا، ولتتكامل الحياة بكافة جوانبها، وتتوازن أوضاع البشر فيها، فلا يحدث الخلل والاضطراب، وتتعطل بعض جوانب الحياة وهذا قانون مطرد في حياة الناس وأوضاعهم، في كلّ زمان ومكان، ولا يمكن لأحد أن يغيّر منه أو يبدل فيه وانطلاقا من هذا القانون، فإن الله عز وجل، يختص بعض عباده بالرسالة والوحي، ليكتمل جانب من أهم جوانب الحياة، فلا يعترض على ذلك إلا أحمق قاصر النظر، لا يفقه من الحياة شيئا، فالله يختص برحمته من يشاء، له الحكم وإليه المصير. [سورة الزخرف (43) : الآيات 33 الى 35] وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ ونصب.. والمصدر المؤوّل (أن يكون) في محلّ رفع مبتدأ بحذف مضاف أي: لولا كراهة كون الناس أمّة واحدة على الكفر ... أي أن يجتمعوا على الكفر.- وخبر المبتدأ محذوف. (اللام) رابطة لجواب لولا بالشرط (لمن) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (بالرحمن) متعلّق ب (يكفر) ، (لبيوتهم) بدل من الموصول بإعادة الجارّ، وهو بدل اشتمال، (من فضّة) نعت للمفعول الأول (سقفا) ، (معارج) معطوف على (سقفا) بالواو، منصوب ومنع من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع (عليها) متعلّق ب (يظهرون) . جملة: «لولا أن يكون ... (الاسميّة) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكون الناس أمّة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يظهرون» في محلّ نصب نعت لمعارج. 34- (الواو) عاطفة (لبيوتهم أبوابا ... يتّكئون) مثل لبيوتهم سقفا ... يظهرون ومعطوفة عليها.

الصرف:

وجملة: «يتّكئون» في محلّ نصب نعت ل (سررا) «1» . (الواو) عاطفة (زخرفا) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعلنا «2» ، (الواو) استئنافيّة (إن) حرف نفي (لمّا) للحصر بمعنى الّا (متاع) خبر المبتدأ (كلّ) مرفوع (الواو) عاطفة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (المتّقين) (للمتّقين) متعلّق بخبر المبتدأ (الآخرة) .. وجملة: « (جعلنا) زخرفا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «إن كلّ ذلك لمّا متاع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الآخرة ... للمتّقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كلّ ذلك ... الصرف: (33) فضّة: اسم جامد للمعدن المعروف وزنه فعلة بكسر فسكون. (معارج) ، جمع معرج، اسم آلة من الثلاثيّ عرج على غير القياس فهو على وزن مفعل بفتح الميم وقد يكون على القياس بكسرها. الفوائد 1- (إن) المخففة من الثقيلة.. ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ف (إن) هنا مخففة من الثقيلة، وقد أهملت، فلم تعمل ك (إنّ) . وسنبين فيما يلي حكمها بالتفصيل: 1- إن: المخففة من الثقيلة، تدخل على الجملتين: الاسميّة والفعلية، فإن دخلت على الاسميّة جاز إعمالها خلافا للكوفيين، وقد ورد إعمالها في القرآن الكريم

_ (1) يجوز أن يكون (سررا) مفعولا به لفعل محذوف تقديره جعلنا.. وحينئذ تعطف الجملة على (جعلنا) الأولى. (2) يجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض معطوفا على (من فضّة) أي من فضّة ومن زخرف- أي من ذهب- ...

[سورة الزخرف (43) : الآيات 36 إلى 38]

كما في قراءة الحرميّين وأبى بكر (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) ، وحكاية سيبويه (إن عمرا لمنطلق) ، ويكثر إهمالها، وهذا ما عليه كثير من النحاة، مثل قوله تعالى وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ووَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ وقراءة حفص: (إن هذان لساحران) وقوله تعالى وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ. 2- وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا، والأكثر أن يكون الفعل ماضيا ناسخا، نحو (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) و (إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) . وقد يرد مضارعا ناسخا، كقوله تعالى (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ) . ومتى وردت إن وبعدها اللام المفتوحة فاحكم عليها بأن أصلها التشديد. 2- متاع الدنيا قليل.. بينت هذه الآية سرعة زوال الدنيا، وانقضاء نعيمها، وأن الآخرة خير وأبقى. عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى منها كافرا شربة ماء. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. وعن المستورد بن شداد، جدّ بني فهر، قال: كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على السخلة (ابنة العنز) الميتة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أترون هذه هانت على أصحابها حين ألقوها، قالوا: من هوانها ألقوها يا رسول الله، قال: فإن الدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أصحابها. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن. [سورة الزخرف (43) : الآيات 36 الى 38] وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (عن ذكر) متعلّق ب (يعش) ، (له) متعلّق ب (نقيّض) ، (الفاء) عاطفة (له) الثاني متعلّق ب (قرين) . جملة: «من يعش ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعش» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «نقيّض ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «هو له قرين» في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو نعت ل (شيطانا) أي: شيطانا يفتنه فهو له قرين. 37- (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (عن السبيل) متعلّق ب (يصدّونهم) ... (الواو) حاليّة. والمصدر المؤوّل (أنّهم مهتدون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون، والضمير فيه يعود إلى (العاشين) في قوله من يعش ... وجملة: «إنّهم ليصدون» في محلّ نصب معطوفة على جملة هو له قرين. وجملة: «يصدّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يحسبون ... » في محلّ نصب حال. 38- (حتّى) حرف ابتداء (يا) للتنبيه (بيني) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر ليت.. (بينك) ظرف منصوب معطوف على الظرف الأول (بعد) اسم ليت منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (القرين) فاعل بئس.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره أنت. وجملة: «جاءنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «ليت بيني ... بعد» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بئس القرين» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت اتّخذتك قرينا فبئس القرين أنت. الصرف: (36) يعش: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم.. وزنه يفع بضمّ العين لأنّ الحرف المحذوف واو.. عشا يعشو أي أعرض. البلاغة 1- النكرة الواقعة في سياق الشرط: في قوله تعالى «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً» . في هذه الآية الكريمة نكتة بديعة، وهي أن النكرة الواقعة في سياق الشرط تفيد العموم، حيث أراد عموم الشياطين لا واحدا، وذلك لأنه أعاد عليه الضمير مجموعا في الآية التي بعدها في قوله: «وإنهم» فإنه عائد إلى الشيطان قولا واحدا. 2- التغليب: في قوله تعالى «بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ» . وهذا الفن: هو أن يغلب الشيء على ما لغيره، ذلك بأن يطلق اسمه على الآخر، ويثنى بهذا الاعتبار، للتناسب الذي بينهما. ففي الآية ذكر المشرقين، وأراد المشرق والمغرب، لكن غلب المشرق على المغرب وثنيا، كقولهم: الأبوين للأب والأم. ومنه قوله تعالى «وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ» . وقولهم: القمرين للشمس والقمر. ومثله الخافقان في المشرق والمغرب، وإنما الخافق المغرب، ثم إنما سمى خافقا مجازا وإنما هو مخفوق فيه، والقمرين في الشمس والقمر، وقيل: إن منه قول الفرزدق: أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع وقيل إنما أراد بالقمرين محمدا والخليل عليهما الصلاة والسلام، لأن نسبه راجع إليهما بوجه، وإنما المراد بالنجوم الصحابة. وقالوا: العمرين في أبى بكر وعمر،

الفوائد:

وقالوا: العجّاجين في رؤبة والعجّاج، والمروتين في الصفا والمروة. ولأجل الاختلاط أطلقت (من) على مالا يعقل في قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ فإن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله تعالى (كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) . كما أطلق اسم (المذكرين) على المؤنث حتّى عدت منهم، وهي مريم بنت عمران رضي الله عنهما في قوله تعالى وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ والملائكة على إبليس حتّى استثني منهم في (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) . قال الزمخشري: والاستثناء متصل لأنّه واحد من بين أظهر الألوف من الملائكة، فغلّبوا عليه في (فسجدوا) ، ثم استثني منهم استثناء أحدهم، ثم قال: ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا. الفوائد: - لفتة في الأسلوب.. ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ فقد جمع ضمير (من) وضمير الشيطان الواردين في الآية السابقة، لأن (من) مبهم في جنس العاشي، وقد قيض له شيطان مبهم من جنسه، فجاز أن يرجع الضمير إليهما مجموعا. [سورة الزخرف (43) : آية 39] وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (39) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينفعكم) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (ينفعكم) على تقدير: إذ تبيّن ظلمكم «1» ، (في العذاب) متعلّق ب (مشتركون) ..

_ (1) لولا هذا التقدير ما صحّ التعليق ب (ينفعكم) لأنّه للمستقبل وإذ للماضي.. ويجوز أن

[سورة الزخرف (43) : آية 40]

والمصدر المؤوّل (أنّكم في العذاب مشتركون) في محلّ رفع فاعل ينفعكم أي لن ينفعكم اشتراككم في العذاب بالتأسيّ «1» . [سورة الزخرف (43) : آية 40] أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (الفاء) استئنافيّة (أو، الواو) عاطفان (من) موصول في محلّ نصب معطوف على العمي (في ضلال) متعلّق بخبر كان.. جملة: «أنت تسمع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تسمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) . وجملة: «تهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تسمع. وجملة: «كان في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . [سورة الزخرف (43) : الآيات 41 الى 42] فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بك) متعلّق ب (نذهبنّ) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط في الآيتين (منهم) متعلّق بالخبر (منتقمون) .

_ يكون بدلا من (اليوم) بالنظر إلى أنّ الدنيا والآخرة متّصلتان وهما في حكم الله وعلمه سواء. (1) يجوز أن يكون الفاعل ضميرا مستترا يعود على التمنيّ المفهوم من السياق في قوله: ليت بيني ... والمصدر المؤوّل حينئذ في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (ينفعكم) أي لن ينفعكم التمنيّ لأنكم في العذاب مشتركون. [.....]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 43 إلى 45]

جملة: «نذهبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا منهم منتقمون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 42- (أو) حرف عطف (نرينّك) مثل نذهبنّ، ومعطوف عليه «1» ، (الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (إنّا عليهم مقتدرون) مثل إنّا منهم منتقمون.. وجملة: «نرينّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نذهبنّ ... وجملة: «وعدناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّا عليهم مقتدرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وهو معطوف على الجواب السابق ب (أو) . [سورة الزخرف (43) : الآيات 43 الى 45] فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (44) وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بالذي) متعلّق ب (استمسك) ، (إليك) متعلّق ب (أوحي) ، ونائب الفاعل هو العائد (على صراط) متعلّق بخبر إنّ. جملة: «استمسك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءك الوحي فاستمسك. وجملة: «أوحي إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) أو هو فعل الشرط لأداة شرط مقدّرة.

البلاغة

وجملة: «إنّك على صراط ... » لا محلّ لها تعليليّة. 44- (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لك) متعلّق ب (ذكر) وكذلك (لقومك) (الواو) اعتراضيّة، والواو في (تسألون) نائب الفاعل. وجملة: «إنّه لذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «سوف تسألون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 45- (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا) ، (من رسلنا) تمييز الموصول- أو حال من العائد المقدّر- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. وجملة: «اسأل ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة استمسك. وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يعبدون» في محلّ نصب نعت لآلهة. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا» . أوقع السؤال على الرسل، مع أن المراد أممهم وعلماء دينهم، كقوله تعالى «فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ» . وفائدة هذا المجاز هي التنبيه على أن المسؤل عنه ما نطقت به ألسنة الرسل، لا ما يقوله أممهم وعلماؤهم من تلقاء أنفسهم. فهم إنما يخبرونه عن كتاب الرسل، فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء عليهم السلام. [سورة الزخرف (43) : الآيات 46 الى 48] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (46) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (47) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة. جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «إنّي رسول ... » في محلّ نصب مقول القول. 47- (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (بآياتنا) متعلّق بحال من فاعل جاءهم وهو ضمير يعود على موسى (إذا) فجائيّة (منها) متعلّق ب (يضحكون) . وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم منها يضحكون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يضحكون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 48- (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (آية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان- والرؤية بصريّة- (إلّا) للحصر (من أختها) متعلّق ب (أكبر) (بالعذاب) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أخذناهم) .. وجملة: «ما نريهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» . وجملة: «هي أكبر ... » في محلّ نصب حال من آية.

_ (1) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة بين متعاطفين.. جملة أخذناهم على الجملة الاستئنافيّة.

البلاغة

وجملة: «أخذناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فانتقمنا منهم وأخذناهم ... وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ. البلاغة الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى «وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها» . أي أن كلّ واحدة من هذه الآيات، إذا أفردتها بالفكر، استغرقت عظمتها الفكر وبهرته حتى يجزم أنها النهاية، وأن كلّ آية دونها. فإذا نقل الفكرة إلى أختها استوعبت أيضا فكره بعظمها، وذهل عن الأولى، فجزم بأن هذا النهاية، وأن كلّ آية دونها والحاصل أنّه لا يقدر الفكر على أن يجمع بين آيتين منهما، ليتحقق عنده الفاضلة من المفضولة، بل مهما أفرده بالفكر جزم بأنه النهاية. وعلى هذا التقدير يجري جميع ما يرد من أمثاله. الفوائد - حذف الصفة.. من أساليب العرب أنهم يحذفون الصفة في سياق الكلام لفهمها. وقد ورد ذلك في الآية الكريمة التي نحن بصددها في قوله تعالى وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها. أي من أختها السابقة. وقد ورد ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم مثل: (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) أي سفينة صالحة، بدليل أنّه قريء كذلك. ومنه (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ) أي كلّ شيء سلطت عليه. (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) أي الواضح. وقد ورد ذلك في الشعر، قال العباس بن مرداس: وقد كنت في الحرب ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع والتقدير ولم أعط شيئا طائلا. ومنه قول عمران بن حطان:

[سورة الزخرف (43) : آية 49]

وليس لعيشنا هذا مهاه ... وليس دارنا هاتا بدار والتقدير بدار دائمة. ومعنى مهاه: الحسن. وتدرأ: القوة. ومنه قوله تعالى قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ أي نافع و (إن نظن إلا ظنا) أي ضعيفا. [سورة الزخرف (43) : آية 49] وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لنا) متعلّق ب (ادع) ، (بما) متعلّق ب (ادع) ، و (الباء) سببيّة «1» ، (عندك) ظرف منصوب متعلّق ب (عهد) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد.. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ادع ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «عهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. وجملة: «إنّنا لمهتدون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . [سورة الزخرف (43) : آية 50] فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) الإعراب: مرّ إعراب نظيرها «3» مفردات وجملا..

_ (1) ما: اسم موصول والعائد محذوف دالّ على الدعاء.. أو حرف مصدريّ. (2) في الكلام حذف أي: ادع لنا ربّك بكشف العذاب عنّا.. وكأنّ موسى يسألهم، ما موقفكم حينئذ فالجواب: إنّنا لمهتدون. (3) في الآية (47) من هذه السورة.

[سورة الزخرف (43) : الآيات 51 إلى 56]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 51 الى 56] وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (56) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في قومه) متعلّق ب (نادى) ، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (ليّ) متعلّق بخبر ليس (الواو) حاليّة «1» ، (هذه) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة تجري (الأنهار) بدل من الإشارة- أو عطف بيان عليه- (من تحتي) متعلّق بحال من فاعل تجري بحذف مضاف أي من تحت قصري (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.. جملة: «نادى فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أليس لي ملك مصر ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «هذه الأنهار تجري» في محلّ نصب حال.

_ (1) أو عاطفة، تعطف اسم الإشارة على ملك.. وجملة تجري حال..

وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذه) . وجملة: «لا تبصرون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تبصرون. 52- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل التي للإضراب الانتقاليّ «1» ، (من هذا) متعلّق ب (خير) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ بدل من اسم الإشارة. وجملة: «أنا خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو مهين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا يكاد يبين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يبين» في محلّ نصب خبر يكاد. 53- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لولا) حرف تحضيض (عليه) متعلّق ب (ألقي) ، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (أسورة) ، (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من الملائكة «2» ، (مقترنين) حال من الملائكة منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: «ألقي عليه أسورة» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان صادقا فلولا ألقي. وجملة: «جاء معه الملائكة ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ألقي. 54- (الفاء) عاطفة في الموضعين (فاسقين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: «استخف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى فرعون.. أو جملة قال وما بين الجملتين مقول القول.

_ (1) أجاز ابن هشام جعلها متصلة، فهي تعطف جملة أنا خير على جملة لا تبصرون لأنّ جملة أنا خير بمعنى تبصرون وابن هشام يتبع الزمخشريّ في ذلك. (2) أو متعلّق ب (جاء) .

الصرف:

وجملة: «أطاعوه» لا محلّ لها معطوفة على جملة استخفّ. وجملة: «إنّهم كانوا قوما ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا قوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 55- (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب انتقمنا (منهم) متعلّق ب (انتقمنا) ، (الفاء) عاطفة (أجمعين) توكيد معنوي لضمير الغائب في (أغرقناهم) - أو حال منه-. وجملة: «آسفونا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أغرقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتقمنا. 56- (الفاء) عاطفة (سلفا) مفعول به ثان منصوب (للآخرين) متعلّق ب (مثلا) . وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقناهم. الصرف: (53) مقترنين: جمع مقترن، اسم فاعل من الخماسيّ اقترن، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. (55) آسفونا: فيه دمج فاء الفعل مع همزة التعدية قبلها لأنّ الفعل على وزن أفعل أي: أأسف.. اجتمعت الهمزتان والثانية ساكنة أدغمتا ووضع فوقهما مدّة. (56) سلفا: اسم جمع لا مفرد له من لفظه بمعنى السابقين، وقيل هو جمع مفرده سالف مثل خدم وخادم، وزنه فعل بفتحتين. (الآخرين) ، جمع الآخر- بكسر الخاء.. انظر الآية (8) من سورة البقرة. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ» .

[سورة الزخرف (43) : الآيات 57 إلى 62]

فقد أسند النداء إليه مجازا. والمراد أمر بالنداء بذلك، في الأسواق والأزقة ومجامع الناس. وهذا كما يقال: بنى الأمير المدينة، والعلاقة هنا محلية، فقد جعل قومه محلّا لندائه، وموقعا له، وذلك بقوله «في قومه» ، أي في مجامعهم وأماكنهم. [سورة الزخرف (43) : الآيات 57 الى 62] وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ابن) نائب الفاعل (مثلا) مفعول به منصوب بتضمين ضرب معنى جعل (إذا) فجائية (منه) متعلّق ب (يصدّون) . جملة: «ضرب ابن مريم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قومك منه يصدّون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يصدّون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (قومك) . 58- (الواو) عاطفة (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع معطوف على المبتدأ (آلهتنا) ، (ما) نافية (لك)

متعلّق ب (ضربوه) ، (إلّا) للحصر (جدلا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ.. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «آلهتنا خير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما ضربوه ... إلّا جدلا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 59- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (عليه) متعلّق ب (أنعمنا) ، (لبني) متعلّق بنعت ل (مثلا) «2» . وجملة: «إن هو إلّا عبد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنعمنا ... » في محلّ رفع نعت لعبد. وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنعمنا. 60- (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) رابطة لجواب الشرط (منكم) في موضع المفعول الثاني، قيل هي تبعيضية، وقيل هي بمعنى بدلكم (في الأرض) متعلّق ب (جعلنا) - أو ب (يخلفون) - وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يخلفون» في محلّ نصب نعت لملائكة. 61- (الواو) عاطفة، والضمير في (إنّه) يعود على عيسى عليه السلام على حذف مضاف أي نزوله «3» ، (اللام) مزحلقة للتوكيد (للساعة) متعلّق بنعت ل (علم) - و (اللام) بمعنى على أي على الساعة أي على قربها- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تمترنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم

_ (1) أو مصدر في موضع الحال منصوب. (2) أو متعلّق ب (جعلناه) . (3) يجوز أن يعود إلى القرآن الكريم.

الصرف:

حذف النون، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) للتوكيد (بها) متعلّق ب (تمترنّ) ، والنون في (اتّبعون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف.. وجملة: «إنّه لعلم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنعمنا «1» . وجملة: «لا تمترنّ بها» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم خبرها فلا تشكّوا فيها. وجملة: «اتّبعون» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «2» أي قل لهم ... وجملة: «هذا صراط ... » لا محلّ لها تعليل للأمر السابق. 62- (الواو) عاطفة (لا يصدنّكم) (لا) ناهية (يصدنّكم) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم و (النون) للتوكيد (الشيطان) فاعل، والفعل مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لكم) متعلّق بحال من عدوّ ... وجملة: «لا يصدنّكم الشيطان» في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّبعون. وجملة: «إنّه لكم عدو ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (خصمون) جمع خصم، صفة مشبهة من الثلاثي خصم باب ضرب وزنه فعل بفتح فكسر. الفوائد - عناد المكذبين ومماحكتهم.. يذكر المفسرون حكاية ممتعة بسبب نزول هذه الآية. قال ابن عباس: نزلت

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها. (2) وجملة القول المقدّرة استئنافيّة.. ويجوز أن يكون الكلام من قول الله تعالى أي: اتّبعوا هداي أو شرعي أو رسولي، فالجملة معطوفة على جواب الشرط.. وجملة لا يصدنّكم معطوفة على جملة اتبعون لا محلّ لها أيضا..

[سورة الزخرف (43) : الآيات 63 إلى 65]

هذه الآية في مجادلة عبد الله بن الزبعرى مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لما نزل قوله تعالى: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ قام ابن الزبعرى، في ثلة من أصحابه، ومنهم الوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث، وقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن كلّ معبود دون الله هو في جهنم كما أنزل عليك. قال: نعم، قالوا: فإن النصارى يعبدون عيسى، واليهود يعبدون عزيرا، ونحن: نعبد الملائكة، فإذا كان الأمر كذلك فعيسى والعزير والملائكة في جهنم. فقال عليه الصلاة والسلام: ذلك لكلّ من يعبد من دون الله وهو راض بأن يكون معبودا، فأنزل الله عز وجل وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا أي ضربه كفار قريش مثلا لما يعبد من دون الله، وأنّه في جهنم كما مر، (إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أي يرتفع لهم ضجيج وصياح وفرح. [سورة الزخرف (43) : الآيات 63 الى 65] وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بالبيّنات) متعلّق بحال من عيسى «1» (بالحكمة) متعلّق بحال من فاعل جئتكم «2» (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) لتعليل (أبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لكم) متعلّق ب (أبيّن) . والمصدر المؤوّل (أن أبين..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف

_ (1، 2) يجوز تعليقه بفعل المجيء. [.....]

تقديره جئتكم.. (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (فيه) متعلّق ب (تختلفون) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، و (النون) في (أطيعون) للوقاية، جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.. جملة: «جاء عيسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قد جئتكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أبيّن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «اتّقوا الله ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن بلغكم ما أقول فاتّقوا.. وجملة: «أطيعون ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اتّقوا الله. 64- (هو) ضمير فصل «1» ، (الفاء) للربط. وجملة: «إنّ الله ... ربّي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «اعبدوه» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّهوا فاعبدوه. وجملة: «هذا صراط ... » لا محلّ لها تعليليّة «2» . 65- (الفاء) عاطفة في الموضعين (من بينهم) متعلّق بحال من الأحزاب «3» ،

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره ربّي، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (2) أو استئناف من كلام الله لا من كلام عيسى. (3) أي حال كون الأحزاب بعض النصارى.

[سورة الزخرف (43) : آية 66]

(ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ويل (من عذاب) متعلّق بالخبر المحذوف «2» . وجملة: «اختلف الأحزاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في قوله (ولمّا جاء عيسى بالبيّنات) . وجملة: «ويل للذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اختلف الأحزاب. وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . [سورة الزخرف (43) : آية 66] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66) الإعراب: (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر (بغتة) مصدر في موضع الحال «3» ، (الواو) حالية. والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم ... ) في محلّ نصب بدل من الساعة. جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . الفوائد - هل.. هل حرف للاستفهام، ولكنها ترد في عدد من المعاني، وفي الآية الكريمة التي

_ (1) جاء نكرة لأنه في معرض الذمّ. (2) أو حال من الضمير المستكنّ في الخبر، والعامل فيه الاستقرار أي حال كونه من عذاب الآخرة لا من عذاب الدنيا. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه فيه المعنى.. انظر الآية (31) من سورة الأنعام.

[سورة الزخرف (43) : آية 67]

نحن بصددها خرجت عن معنى الاستفهام إلى معنى النفي في قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) . والمعنى ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم. وقد ذكر ذلك ابن هشام فقال: إنه يراد بالاستفهام بها النفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها (إلا) في قوله تعالى هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ، والباء في قول الفرزدق: (ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم) ، وصح العطف في قول امرئ القيس: وإن شفائي عبرة مهراقة ... وهل عند رسم دارس من معول إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر. فصدر البيت خبر، والعطف يدل على أن عجز البيت خبر أي لا يصح هل للاستفهام، بل هي نافية. وتأتي الهمزة للإنكار، كما في قوله تعالى أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ إنكارا على من ادعى ذلك، ويلزم من ذلك معنى الانتفاء، لا أنها للنفي. ولهذا لا يجوز أن تقول: أقام إلا زيد؟ كما يجوز هل قام إلا زيد! [سورة الزخرف (43) : آية 67] الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (67) الإعراب: (يومئذ) ظرف منصوب مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق ب (عدوّ) ، والتنوين عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ تأتيهم الساعة (بعضهم) مبتدأ ثان مرفوع (لبعض) متعلّق ب (عدوّ) ، (إلّا) للاستثناء (المتّقين) مستثنى بإلّا منصوب.. جملة: «الأخلّاء ... عدوّ» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعضهم لبعض عدوّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الأخلّاء) . [سورة الزخرف (43) : الآيات 68 الى 73] يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (73)

الإعراب:

الإعراب: (عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لا) نافية مهملة «1» ، (خوف) مبتدأ مرفوع «2» ، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ (اليوم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي واجبة التكرار (أنتم تحزنون) مثل خوف عليكم.. جملة: «يا عباد ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «لا خوف عليكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنتم تحزنون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا خوف عليكم. 69- (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي (بآياتنا) متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة- أو حالية-. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا مسلمين ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول «4» .

_ (1) أو عاملة عمل ليس وخوف اسمها وعليكم خبرها. (2) النكرة معتمدة على نفي. (3) أو في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. (4) أو في محلّ نصب حال من فاعل آمنوا.

70- (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، عطف عليه بالواو (أزواجكم) . وهو مرفوع ... والواو في (تحبرون) نائب الفاعل. وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء. وجملة: «أنتم ... تحبرون» في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوا. وجملة: «تحبرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . 71- (عليهم) نائب الفاعل للمجهول (يطاف) ، (بصحاف) متعلّق ب (يطاف) ، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (صحاف) ، (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، و (فيها) الثاني متعلّق ب (خالدون) . وجملة: «يطاف عليهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «فيها ما تشتهيه الأنفس» لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف. وجملة: «تشتهيه الأنفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تلذّ الأعين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تشتهيه الأنفس. وجملة: «أنتم فيها خالدون» في محلّ نصب معطوفة على جملة أنتم ... تحبرون وما بينهما اعتراض فيه التفات «2» . 72- (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة لكم فيها فواكه.. (التي) موصول نعت للجنّة مرفوع، وضمير الخطاب في (أورثتموها) نائب الفاعل، والواو زائدة إشباع حركة الميم، وضمير الغائب مفعول به (ما) مصدرية «3» . والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء السببيّة متعلّق ب (أورثتموها) .

_ (1) أو هي جواب شرط مقدّر أيّ: إذا دخلوها يطاف عليهم.. وأجاز بعضهم جعلها حالا من الجنّة والرابط فيها مقدّر، تقديره فيها. (2) يجوز أن تكون حالا من الضمير في (عليهم) على تقدير الالتفات. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف والجملة بعده صلة.

الصرف:

وجملة: «تلك الجنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أورثتموها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. 73- (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (فاكهة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (منها) متعلّق بفعل (تأكلون) . وجملة: «لكم فيها فاكهة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك. وجملة: «تأكلون ... » في محلّ رفع نعت لفاكهة. الصرف: (71) صحاف: جمع صحفة اسم جامد للوعاء الكبير، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن صحاف فعال بكسر الفاء. (أكواب) ، جمع كوب، اسم جامد للكأس الذي لا عروة له، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أكواب أفعال- جمع قلّة-. البلاغة 1- الإيجاز: في قوله تعالى «وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ» . وهذا حصر لأنواع النعم، لأنها إما مشتهاة في القلوب، وإما مستلذه في العيون. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأعرابي: إن أدخللك الله الجنّة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذّت عينك. 2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها» . حيث شبه ما استحقوه بأعمالهم الحسنة، من الجنّة ونعيمها الباقي لهم، بما يخلّفه المرء لوارثه من الأملاك والأرزاق، ويلزمه تشبيه العمل نفسه بالمورث اسم فاعل، فاستعير الميراث لما استحقوه، ثم اشتق أورثتموها، فيكون هناك استعارة تبعية. وقيل الإرث: مجاز مرسل للنيل والأخذ.

الفوائد

الفوائد - فضل الله وإحسانه.. بين سبحانه في هذه الآية نعيم الجنّة، ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، فقد ورد في الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. واقرؤوا إن شئتم «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ» متفق عليه. وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أول زمرة يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم، على أشد كوكب درّي في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة (عود الطيب) ، أزواجهم الحور العين. على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء. متفق عليه. وفي رواية للبخاري ومسلم: «آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم فيها المسك، ولكلّ واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض. قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا. وعن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: إن في الجنّة شجرة، يسير الراكب الجواد المضمر السريع، مائة سنة، ما يقطعها. متفق عليه. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل أهل الجنّة الجنّة، ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا. رواه مسلم.

[سورة الزخرف (43) : الآيات 74 إلى 76]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 74 الى 76] إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) الإعراب: (في عذاب) متعلّق بالخبر (خالدون) «1» .. جملة: «إنّ المجرمين ... خالدون» لا محلّ لها استئنافيّة. 75- (لا) نافية، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على العذاب (عنهم) متعلّق ب (يفتّر) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (فيه) متعلّق بالخبر (مبلسون) .. وجملة: «لا يفتّر عنهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «هم فيه مبلسون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يفتّر «3» . 76- (الواو) عاطفة (ما) نافية (الواو) الثانية عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (هم) ضمير فصل «4» . وجملة: «ما ظلمناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يفتّر. وجملة: «كانوا هم الظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم. [سورة الزخرف (43) : الآيات 77 الى 78] وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (78)

_ (1) أو هو خبر أوّل. [.....] (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (خالدون) أو من عذاب. (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (عنهم) . (4) يجوز أن يكون توكيدا لضمير الغائب اسم كانوا في محلّ رفع.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (علينا) متعلّق ب (يقض) .. جملة: «نادوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يا مالك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ليقض علينا ربّك ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّكم ماكثون» في محلّ نصب مقول القول. 78- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جئناكم (الواو) عاطفة (للحقّ) متعلّق بالخبر (كارهون) . وجملة: «جئناكم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة استئناف في حيّز القول «1» . وجملة: «لكنّ أكثركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (مالك) ، اسم علم لخازن النار. (يقض) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع. [سورة الزخرف (43) : الآيات 79 الى 80] أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.. جملة: «أبرموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا مبرمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن فعلوا ذلك

_ (1) أو هي مقول القول لقول مقدّر من الله عزّ وجلّ..

الصرف:

فإنّا مبرمون. 80- (أم) مثل الأولى (لا) نافية (بلى) حرف جواب (الواو) حالية (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق ب (يكتبون) . وجملة: «يحسبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا نسمع ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنا لا نسمع) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون. وجملة: «رسلنا لديهم يكتبون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يكتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (رسلنا) . الصرف: (مبرمون) ، جمع مبرم اسم فاعل من (أبرم) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الزخرف (43) : الآيات 81 الى 82] قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (81) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) الإعراب: (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (للرحمن) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط. جملة: «كان للرحمن ولد ... » في محلّ نصب مقول القول للاستئنافيّة قل. وجملة: «أنا أوّل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 82- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (ربّ) الثاني بدل من الأول مجرور (عمّا) متعلّق بالفعل المحذوف العامل في سبحان، و (ما) موصول والعائد محذوف ...

فوائد

وجملة: «نسبّح سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «يصفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . فوائد - الله واحد لا شريك له ... نفت هذه الآية أن يكون للرحمن ولد، في قوله تعالى قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ. وقد تشعبت أقوال المفسرين حول معنى هذه الآية، فقيل: معناه: إن كان للرحمن ولد، في قولكم وعلى زعمكم، فأنا أول من عبد الرحمن، فإنه لا شريك له ولا ولد له. وقال ابن عباس: (إن كان) أي (ما كان) للرحمن ولد (فأنا أول العابدين) أي الشاهدين له بذلك. وقيل: معناه لو كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده بذلك ولكن لا ولد له وقيل: العابدين بمعنى الآنفين، أي أنا أول الجاحدين المنكرين لما قلتم، وأنا أول من غضب للرحمن أن يقال له ولد. وقال الزمخشري في معنى الآية: إن كان للرحمن ولد، وصحّ وثبت ببرهان صحيح توردونه، وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد، وأسبقكم إلى طاعته، كما يعظم الرجال ولد الملك لتعظيم أبيه. وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل، لغرض وهو المبالغة في نفى الولد، والإطناب فيه، مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علّق العبادة بكينونة الولد، وهي محال في نفسها، فكان المعلّق عليها محال مثلها. [سورة الزخرف (43) : آية 83] فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومثله (يلعبوا) المعطوف عليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ليومهم، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل..

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا ويلعبوا) . جملة: «ذرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أعرضوا عن الإيمان فذرهم. وجملة: «يخوضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تذرهم يخوضوا.. وجملة: «يلعبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا. وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . الصرف: (يلاقوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.. أصله يلاقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح يلاقوا، وزنه يفاعوا. [سورة الزخرف (43) : الآيات 84 الى 85] وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في السماء) متعلّق ب (إله) بمعنى معبود (إله) الأول خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (في الأرض) مثل في السماء (إله) الثاني مثل الأول مرفوع مثله (الواو) عاطفة.. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الزخرف (43) : آية 86]

وجملة: « (هو) ... إله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: « (هو) في الأرض إله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هو الحكيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 85- (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ملك) ، (ما) موصول في محلّ رفع معطوف على ملك (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (علم) ، (إليه) متعلّق بالمبني للمجهول (ترجعون) ، والواو فيه نائب الفاعل. وجملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي.. وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «عنده علم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. [سورة الزخرف (43) : آية 86] وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (من دونه) متعلّق بحال من العائد المح وف، والضمير يعود على الله (الشفاعة) مفعول به عامله (يملك) (إلّا) للاستثناء (من) موصول بدل من الذين «1» في محلّ رفع (بالحقّ) متعلّق ب (شهد) ، (الواو) حاليّة.. جملة: «لا يملك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) والمقصود به المعبودات من دون الله.. أصناما كانت أم غيرها. ويجوز أن يكون (من) في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب تفسير (الذين) .

[سورة الزخرف (43) : آية 87]

وجملة: «شهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة الزخرف (43) : آية 87] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة لقسم مقدّر (سألتهم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة خلقهم (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) لفظ الجلالة فاعل لفعل محذوف تقديره خلقهم «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (يؤفكون) » . جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من خلقهم ... » في محلّ نصب مفعول فعل السؤال المعلّق بالاستفهام (من) بتقدير الجارّ. وجملة: «خلقهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: « (خلقهم) الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنّى يؤفكون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا يعرفون ذلك فأنّى يؤفكون.

_ (1) قياسا على قوله تعالى في الآية (9) من هذه السورة « ... ليقولنّ خلقهنّ العزيز ... » ويجوز أن يكون لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره خالقهم. (2) يجوز أن يحمّل معنى كيف فيكون حالا من نائب الفاعل..

[سورة الزخرف (43) : الآيات 88 إلى 89]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 88 الى 89] وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89) الإعراب: (الواو) عاطفة (قيله) معطوف على (الساعة) «1» ، والضمير في قيله يعود على الرسول عليه السلام، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لا) نافية. جملة: «يا ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول للمصدر قيله. وجملة: «إنّ هؤلاء قوم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع نعت لقوم. 89- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (اصفح) ، (سلام) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أمري أو شأني (الفاء) للربط (سوف) حرف استقبال. وجملة: «اصفح ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن عارضوك فاصفح.. وجملة: «قل ... » معطوفة على جملة اصفح. وجملة: « (أمري) سلام» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سوف يعلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر آخر أي إن قاوموك وحاربوك فسوف يعلمون ... الصرف: (قيله) ، مصدر سماعيّ لفعل قال مثل القول والقال والمقالة.. وزنه فعل بكسر فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله قول بكسر فسكون، قلبت الواو ياء لأنّ ما قبلها مكسور.

_ (1) أي عنده علم الساعة وعلم قيله.. وهو رأي ابن كثير والعكبريّ، ويجوز أن يكون مجرورا بواو القسم وجواب القسم هو قوله «إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون» وهو اختيار الزمخشريّ.

سورة الدخان

سورة الدّخان آياتها 59 آية [سورة الدخان (44) : الآيات 1 الى 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) الإعراب: (الواو) واو القسم (الكتاب) مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (في ليلة) متعلّق ب (أنزلناه) ... جملة: « (أقسم) بالكتاب ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «إنّا أنزلناه.....» لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «كنّا منذرين ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) 4- 5- (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفرق) (أمرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى أي فرقا «1» (من عندنا) متعلّق بنعت ل (أمرا) . وجملة: «يفرق كلّ أمر ... » في محلّ جرّ نعت لليلة وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها تعليليّة. (رحمة) مفعول لأجله منصوب «2» ، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (رحمة) ، (هو) ضمير فصل «3» . وجملة: «إنّه ... السميع ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. (ربّ) بدل من ربّك مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. وجملة: «كنتم موقنين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» ... وجواب الشرط محذوف أي فأيقنوا برسالة محمّد عليه السلام 8- (ربّكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وجملة: «لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «5» وجملة: «يحيى ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّ «6»

_ (1) أو في موضع الحال من فاعل أنزلناه أو من مفعوله أو من فاعل يفرق.. أو هو مفعول لأجله عامله أنزلنا أو منذرين أو يفرق. (2) أو مفعول به لمرسلين، أو بدل من (أمرا) .. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره السميع، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (4) أو اعتراضيّة. (5) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره (الله) في محلّ رفع.. أو خبر ثان للحرف المشبّه بالفعل إنّ. (6) أو هي خبر بعد خبر، ومثلها جملة (هو) ربّكم. [.....]

[سورة الدخان (44) : آية 9]

وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيى. وجملة: « (هو) ربّكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. [سورة الدخان (44) : آية 9] بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (في شكّ) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) .. جملة: «هم في شكّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يلعبون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم) فوائد - بل ... ورد في هذه الآية قوله تعالى بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ف (بل) حرف إضراب، ومعنى الإضراب أن تنفي الحكم عما قبلها، وتثبته لما بعدها، مثل: جاء زيد بل عمرو. وسنوضح شيئا مما يتعلق بها: 1- هي حرف إضراب، فإن تلاها جملة، كان معنى الإضراب، إما الإبطال كقوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ، بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ أي بل هم عباد، وقد أبطلت (بل) حكم اتخاذ الرحمن ولدا. وكقوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ؟ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ. وإما أن تفيد الانتقال من غرض إلى آخر، كقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ولَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ وهي في ذلك كله حرف ابتداء لا عاطفة على الصحيح. 2- وإن تلاها مفرد فهي عاطفة، ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب: (كاضرب زيدا بل عمرا) و (قام زيد بل عمرو) فما قبلها لا يحكم عليه بشيء، ويثبت الحكم لما بعدها.

[سورة الدخان (44) : الآيات 10 إلى 12]

3- وإن تقدمها نفي أو نهي: فهي لتقرير ما قبلها على حالته وجعل ضده لما بعده، نحو «ما قام زيد بل عمرو» و «لا يقم زيد بل عمرو» . 4- وتزاد قبلها «لا» لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، كقول الشاعر: وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كسفة أو أفول وإذا وقعت بعد النفي تؤكد تقرير ما قبلها. [سورة الدخان (44) : الآيات 10 الى 12] فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) الإعراب: (الفاء) عاطفة للربط (يوم) مفعول به منصوب (بدخان) متعلّق ب (تأتي) ، و (الباء) للتعدية. جملة: «ارتقب ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عمّا سبق أي تنبّه فارتقب. وجملة: «تأتي السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يغشي ... » في محلّ جرّ نعت لدخان وجملة: «هذا عذاب ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قالوا هذا عذاب وجملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «اكشف عنّا ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «إنّا مؤمنون ... » لا محلّ لها تعليليّة.

الفوائد

الفوائد - بعض علائم القيامة.. روي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما رأى من كفار مكة إدبارا قال: اللهم سبعا كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حصّت كلّ شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر أحدهم إلى السماء، فيرى كهيئة الدخان. فأتاه أبو سفيان فقال: إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم. فدعا فكشف الله عنهم العذاب، فعادوا، فانتقم منهم يوم بدر، بدليل قوله تعالى: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ. وقيل هو دخان يجيء قبل قيام الساعة، ولم يأت بعد، فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين، حتى يكون الرجل رأسه كالرأس الحنيذ (المشوي) ، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه. وهو قول ابن عباس وابن عمرو الحسن، ويدل عليه ما روى البغوي بإسناد الثعلبي عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أول الآيات (أي علائم الساعة) نزول عيسى ابن مريم، ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم (تنام) إذا قالوا. قال حذيفة: يا رسول الله، وما الدخان؟ فتلا هذه الآية يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يملأ ما بين المشرق والمغرب، يمكث أربعين يوما وليلة. أما المؤمن، فيصيبه منه كهيئة الزكام، وأما الكافر كمنزلة السكران، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره. والله أعلم. ومعنى حصت: أهلكت. [سورة الدخان (44) : الآيات 13 الى 16] أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) الإعراب: (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق

الصرف:

بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (لهم) متعلّق بحال من الذكرى (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق. جملة: «أنّى لهم الذكرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «جاءهم رسول ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) 14- (تولّوا) مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عنه) متعلّق ب (تولّوا) ، (معلّم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (مجنون) خبر ثان مرفوع. وجملة: «تولّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءهم رسول وجملة: «قالوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءهم رسول «2» وجملة: « (هو) معلّم ... » في محلّ نصب مقول القول 15- (قليلا) اسم منصوب نائب عن طرف مقدّر أي زمنا قليلا «3» ... وجملة: «إنّا كاشفوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ جواب لدعائهم ... وجملة: «إنّكم عائدون ... » لا محلّ لها تعليل للاستئناف المتقدّم 16- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عائدون) «4» . (البطشة) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «نبطش ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّا منتقمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- الصرف: (14) معلّم: اسم مفعول من الرباعيّ علّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة،

_ (1) أو هو ظرف يعمل به الاستقرار، والخبر هو (لهم) . (2) أو هي حال من فاعل تولّوا بتقدير قد. (3) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر، أي كشفا قليلا. (4) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره اذكر..

[سورة الدخان (44) : الآيات 17 إلى 22]

(15) عائدون: جمع عائد، اسم فاعل من الثلاثيّ عاد، وزنه فاعل، وفيه إبدال حرف العلّة همزة، أصله عاود، جاءت الواو بعد ألف فاعل قلبت همزة اطّرادا في اسم الفاعل للأجوف. (16) البطشة: مصدر المرّة من فعل بطش الثلاثيّ، وزنه فعلة فتح فسكون.. [سورة الدخان (44) : الآيات 17 الى 22] وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (فتنا) ، الواو (عاطفة) - أو حالية-. جملة: «قد فتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها. وجملة: «جاءهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» 18- (أن) تفسيريّة لتقدّم ما فيه معنى القول عليها «2» ، (إليّ) متعلّق

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد. (2) يجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة أي بأن أدّوا، والجارّ متعلّق ب (جاءهم) .. ويجوز أن تكون مخفّفة من الثقيلة، فاسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة أدّوا خبر أنّ.

ب (أدّوا) ، (عباد) منادى منصوب حذف منه أداة النداء ومفعول (أدّوا) محذوف (لكم) متعلّق بحال من رسول. وجملة: «أدّوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «النداء وجوابه المقدّر» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «إنّي لكم رسول ... » لا محلّ لها تعليل للأمر المتقدّم- أو استئناف بيانيّ. 19- (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى بكلّ حالاتها (لا) ناهية (على الله) متعلّق ب (تعلوا) ، (آتيكم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء «1» ، (بسلطان) متعلّق ب (آتيكم) «2» . وجملة: «لا تعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: «إنّي آتيكم ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم- أو استئناف بيانيّ. 20- (الواو) استئنافيّة (بربّي) متعلّق ب (عذت) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (ترجمون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.. والمصدر المؤوّل (أن ترجمون) في محلّ حرف جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عذت) أي من أن ترجموني. وجملة: «إنّي عذت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عذت ... » خبر إنّ. وجملة: «ترجمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)

_ (1) وهو اسم فاعل- أو هو مضارع مرفوع و (كم) مفعول به والجملة خبر إنّ. (2) أو متعلّق بحال من الضمير المستتر في آتيكم..

الصرف:

21- (الواو) عاطفة (لم) للنفي فقط (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) فاعل (لي) متعلّق ب (تؤمنوا) بتضمينه معنى تقرّوا (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في (اعتزلون) للوقاية وجملة: «إن لم تؤمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي عذت وجملة: «اعتزلون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 22- (الفاء عاطفة) وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فلم يتركوه فدعا ربه والمصدر المؤوّل (أنّ هؤلاء قوم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (دعا) أي: دعا ربّه بأنّ هؤلاء قوم.. و (الباء) للتعدية. الصرف: (18) أدّوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع، فمضارعه المسند إلى واو الجماعة هم يؤدّون، أصله يؤديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يؤدّون، فلمّا انتقل إلى الأمر بقي الإعلال، ووزن أدّوا أفعوا. (19) تعلوا: فيه إعلال بالحذف أصله تعلووا- بواوين- فلمّا التقى ساكنان حذفت واو الفعل حرف العلّة وأصبح تعلوا، وزنه تفعوا.. (آتيكم) ، اسم فاعل من الثلاثيّ أتى، فهو على وزن فاعل، ولمّا اجتمعت همزة أتى مع ألف فاعل أدغمتا ووضع فوقهما مدّة.. وفيه إعلال بالتسكين، والأصل فيه آتيكم بضمّ الياء.. هذا ويجوز أن يكون اللفظ مضارعا للثلاثيّ أتى، فلمّا دخلت همزة المضارعة، والهمزة الثانية ساكنة، أدغمتا ووضع فوقهما المدّة، والأصل أأتى بفتح فسكون.

[سورة الدخان (44) : الآيات 23 إلى 24]

[سورة الدخان (44) : الآيات 23 الى 24] فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعبادي) متعلّق ب (أسر) ، (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أسر) ، وجاء الظرف للتوكيد.. جملة: «أسر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت النجاة فأسر.. وجملة الشرط في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال الله تعالى لموسى.. وجملة: «إنّكم متّبعون» لا محلّ لها تعليليّة. 24- (الواو) عاطفة (رهوا) مصدر في موضع الحال من البحر «1» .. وجملة: «اترك ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أسر ... وجملة: «إنّهم جند ... » لا محلّ لها تعليليّة الصرف: (رهوا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ رها يرهو بمعنى سكن أو انفرج، واستعمل في الآية في موضع الصفة بمعنى ساكن أو منفرج. الفوائد - همزة الأمر.. همزة الأمر، هي همزة وصل في الثلاثي والخماسي والسداسي. فالثلاثي مثل اكتب- انزل- اذهب. والخماسي مثل: انتظم- ارتقب- احترس. والسداسي مثل: استخدم- استغفر، ويلاحظ أن حركتها الكسر في فعل الأمر ما عدا الثلاثي المضموم العين فإنها تأتي مضمومة مثل: اكتب- أرسم. وكذلك

_ (1) أو مفعول به ثان لفعل (اترك) إن كان من أفعال التحويل، قاله العكبريّ.

[سورة الدخان (44) : الآيات 25 إلى 29]

تضم في مضارع الخماسي والسداسي المبني للمجهول مثل: انتصر على العدو. استخدم الكتاب استخداما نافعا. أما في أمر الرباعي المبدوء بهمزة، فتكون همزة قطع، مثل: أكرم- أحسن ... إلخ.. وقد وردت في الآية التي نحن بصددها: فأسر. [سورة الدخان (44) : الآيات 25 الى 29] كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29) الإعراب: (كم) خبريّة كناية العدد في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من جنّات) تمييز (فيها) متعلّق ب (فاكهين) جملة: «تركوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كانوا فيها فاكهين» في محلّ جرّ نعت لنعمة 28- (كذلك) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك «1» ، (الواو) عاطفة (قوما) مفعول به ثان منصوب. وجملة: « (الأمر) كذلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «أورثناها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 29- (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (عليهم) متعلّق ب (بكت) ، (ما) كافية في الموضعين..

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول مطلق والعامل فيه فعل تركوا أو محذوف تقديره أهلكناهم أو أخرجناهم.. وحينئذ تعطف جملة أورثناها على الجملة المقدّرة.

الصرف:

وجملة: «ما بكت عليهم السماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثناها وجملة: «ما كانوا منظرين» لا محلّ لها معطوفة على أورثناها الصرف: (29) بكت: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة وتاء التأنيث.. وزنه فعت. البلاغة الاستعارة التمثيلية التخييلية: في قوله تعالى «فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ» . حيث شبه حال موتهم، لشدته وعظمته، بحال من تبكي عليه السماء والأجرام العظام. وقيل: هي استعارة مكنية تخييلية، بأن شبه السماء والأرض بالإنسان، وأسند إليهما البكاء. وكان إذا مات رجل، خطير قالت العرب في تعظيم مهلكه: بكت عليه السماء والأرض، وبكته الريح، ونحو ذلك، قال الشاعر، يرثي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: الشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا الفوائد - ورد في هذه الآية (كم) الخبرية، وقد تكلمنا عن كم الاستفهامية وكم الخبرية بالتفصيل في سورة الزخرف الآية (6) فارجع إليها. [سورة الدخان (44) : الآيات 30 الى 33] وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (32) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (33) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) تحقيق (من العذاب) متعلّق ب (نجّينا)

الفوائد

جملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها. 31- (من فرعون) بدل من العذاب بإعادة الجارّ (من المسرفين) متعلّق بخبر ثان ل (كان) وجملة: «إنّه كان عاليا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 32- (ولقد) مثل الأول، والواو عاطفة (على علم) حال من ضمير الفاعل (على العالمين) متعلّق ب (اخترناهم) بتضمينه معنى ميّزناهم. وجملة: «اخترناهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم الأولى. 33- (الواو) عاطفة (من الآيات) متعلّق بحال من (ما) ، وهو المفعول الثاني (فيه) متعلّق بخبر مقدّم ل (بلاء) . وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اخترناهم وجملة: «فيه بلاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الفوائد - وردت (ما) في الآية الكريمة بقوله تعالى: وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ و (ما) هنا تحتمل وجهين: إما أن تكون موصولة، وإما أن تكون نكرة موصوفة بمعنى شيء وفي الحالتين هي مفعول به، والجملة بعدها صلة الموصول في الحالة الأولى، وصفة في الحالة الثانية. وقد بين ابن هشام هذه الناحية فقال: في قولنا: أعجبني ما صنعت، يجوز فيه كون (ما) بمعنى الذي، وكونها نكرة موصوفة، وعليها فالعائد محذوف، تقديره أعجبني ما صنعته، وكونها مصدرية، فلا عائد وعلى هذا فالتقدير: أعجبني الذي صنعت، أو شيئا صنعت، أو صنعك. وقد وردت هذه الأوجه الثلاثة في قوله تعالى: ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ أي من الذي قضيت، أو من شيء قضيت، أو من قضائك.

[سورة الدخان (44) : الآيات 34 إلى 36]

ويقول ابن هشام: ولا أعلمهم زادوا (ما) بعد الباء إلا ومعناها السبية. كما في قوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ. أما (من) فأحيانا تحتمل الموصولة أو الموصوفة، كما في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ والتقدير: ومن الناس الذي يقول، أو أحد يقول. [سورة الدخان (44) : الآيات 34 الى 36] إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (36) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (منشرين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ... جملة: «إنّ هؤلاء ليقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إن هي إلّا موتتنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ما نحن بمنشرين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول 36- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بآبائنا) متعلّق ب (ائتوا) ، (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تقولون صدقا فأتوا ... وجملة: «إن كنتم صادقين» لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه ما قبله

الصرف:

الصرف: (35) منشرين: جمع منشر بضمّ فسكون ففتح، اسم مفعول من الرباعيّ أنشر، وزنه مفعل [سورة الدخان (44) : الآيات 37 الى 39] أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (38) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى التوبيخ (أم) حرف عطف (قوم) معطوف على ضمير الغائب هم (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، جملة: «هم خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الذين من قبلهم أهلكناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أهلكناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «إنّهم كانوا مجرمين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانوا مجرمين ... » في محلّ رفع في خبر إنّ 38- (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (لاعبين) حال منصوبة من فاعل خلقنا. وجملة: «ما خلقنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) يجوز أن يكون معطوفا على (قوم) بالواو، وجملة أهلكناهم مستأنفة.

الصرف:

39- (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلقناهما (الواو) عاطفة (لا) نافية وجملة: «ما خلقناهما ... » لا محلّ لها بدل من جملة ما خلقنا السموات.. وجملة: «لكنّ أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما خلقناهما وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ الصرف: (تبّع) ، اسم علم وهو تبّع الحميريّ قيل هو نبيّ أو رجل صالح، وزنه فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشددة. فوائد - من هو تبّع.. قيل: هو تبع الحميري من ملوك اليمن، سمي تبعا لكثرة أتباعه. وقيل: هو لقب لملوك اليمن، كما يسمى في الإسلام خليفة وكان تبع يعبد النار، فأسلم ودعا قومه حمير إلى الإسلام فكذبوه. عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم. رواه أحمد بن حنبل. وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما أدرى أكان تبع نبيا أو غير نبي. وعن عائشة رضى الله عنها قالت: لا تسبّوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا. وذكر ابن إسحاق وغيره عن ابن عباس قالوا: كان تبع الآخر وهو أبو كرب أسعد بن مليك، وكان سار بالجيوش نحو المشرق، حتى حير الحيرة، وبنى سمرقند، ورجع من قبل المشرق، فجعل طريقه على المدينة، فوجد ابنه الذي خلفه فيها قد قتل غيلة، فأجمع على خرابها، وكان الأنصار يقاتلونه نهارا، ويقرونه بالليل، فأعجبه، وبينما هو كذلك، جاءه جبران من قريظة، فأقنعاه بترك القتال، ودخل في دينهما ثم ارتحل قاصدا اليمن، وفي الطريق لقيه نفر من هذيل، فأغروه بالكعبة، فعند ما علم كذبهم قتلهم، وتوجه إلى الكعبة فكساها، ونحر ستة آلاف بدنة، وطاف وحلق، ثم انصرف إلى اليمن، ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه.

[سورة الدخان (44) : الآيات 40 إلى 42]

[سورة الدخان (44) : الآيات 40 الى 42] إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) الإعراب: (أجمعين) توكيد معنوي للضمير في (ميقاتهم) مجرور ... جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة 41- (يوم) بدل من يوم الأول منصوب (لا) نافية (عن مولى) متعلّق ب (يغني) ، (شيئا) مفعول به منصوب أي شيئا من العذاب (الواو) عاطفة (لا) نافية، والواو في (ينصرون) نائب الفاعل. وجملة: «لا يغني مولى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لا هم ينصرون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يغني وجملة: «ينصرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 42- (إلّا) للاستثناء (من) في محلّ رفع بدل من نائب الفاعل «1» ، (هو) ضمير فصل «2» .. وجملة: «رحم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «إنّه ... العزيز» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة الدخان (44) : الآيات 43 الى 50] إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)

_ (1) أو من مولى الأول. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره العزيز، والجملة خبر إنّ.. ويجوز أن يكون مستعارا لمحلّ النصب توكيدا لاسم إنّ.

الإعراب:

الإعراب: (كالمهل) متعلّق بخبر ثان ل (إنّ) «1» ، (في البطون) متعلّق ب (يغلي) ، (كغلي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي غليا كغلي الحميم. جملة: «إنّ شجرة الزقّوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يغلي ... » في محلّ نصب حال من المهل 47- 50- (الفاء) عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اعتلوه) ، (ثمّ) حرف عطف (فوق) ظرف منصوب متعلّق ب (صبّوا) ، (من عذاب) متعلّق ب (صبّوا) ، (أنت) ضمير فصل «2» ، (ما) موصول خبر إنّ (به) متعلّق ب (تمترون) . وجملة: «خذوه ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «3» وجملة: «اعتلوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «صبّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اعتلوه وجملة: «ذق ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «4» وجملة: «إنّك ... العزيز» لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «إنّ هذا ما ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) أو متعلّق بحال من طعام الأثيم، والعامل فيها معنى التوكيد في (إنّ) . [.....] (2) أو ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيد لاسم إنّ. (3) أي يقول الله للزبانية. (4) أي تقول له الزبانية..

الصرف:

وجملة: «كنتم به تمترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «تمترون ... » في محلّ نصب خبر كنتم الصرف: (46) غلى: مصدر سماعيّ للثلاثيّ غلى يغلي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون (49) ذق: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصل ذوق حذفت الواو لالتقاء للساكنين البلاغة 1- التشبيه: في قوله تعالى «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ» . حيث شبه الزقوم بالنحاس المذاب بفعل النار، وهو مهل، لأنه يمهل في النار حتى يذوب، وهم يصفون كلّ مذموم من الطعام بأنه يغلي في البطون حقيقة، وإنما هو المجاز، كما تقول: الحقد يغلي في قلبه، والعداوة تغلي في صدره. 2- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ» . حيث شبه العذاب بالشيء المائع، ثم خيّل له بالصب، كقوله: صبّت عليه صروف الدّهر من صبب. وكقوله تعالى «أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً» فذكر العذاب معلقا به الصب، مستعارا له، ليكون أهول وأهيب. 3- فن التهكم: في قوله تعالى «ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ» وهذا الفن هو: عبارة عن الإتيان بلفظ البشارة في موضع النذارة، والوعد في مكان الوعيد، تهاونا من القائل بالمقول له، واستهزاء به وهو أغيظ للمستهزأ به وأشد إيلاما له. حيث جاءت هذه الآية الكريمة على سبيل الهزء والتهكم بمن كان يتعزز ويتكرم على قومه.

[سورة الدخان (44) : الآيات 51 إلى 57]

[سورة الدخان (44) : الآيات 51 الى 57] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) الإعراب: (في مقام) متعلّق بخبر إنّ (في جنّات) بدل من مقام بإعادة الجارّ (من سندس) متعلّق ب (يلبسون) . جملة: «إنّ المتّقين في مقام ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلبسون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» 54- (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك (الواو) عاطفة (بحور) متعلّق ب (زوّجناهم) . وجملة: «الأمر كذلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «زوّجناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يلبسون. 55- (فيها) متعلّق ب (يدعون) ، (بكلّ) متعلّق ب (يدعون) بتضمينه معنى يرغبون (آمنين) حال من فاعل يدعون وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (زوّجناهم) 56- 57- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يذوقون) ، (إلّا) للاستثناء

_ (1) أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .

الصرف:

(الموتة) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع «1» ، (الواو) عاطفة (فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق أي تفضّلا «2» ، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (فضلا) ، (هو) ضمير فصل.. وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من الفاعل في (يدعون) أو من الضمير في (آمنين) وجملة: «وقاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زوّجناهم بمراعاة الالتفات وجملة: «ذلك ... الفوز» لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (54) حور: جمع حوراء مؤنّث أحور، صفة مشبهة من حور يحور باب فرح أي اشتدّ سواد العين واشتد بياضها، وزنه فعل بضمّ فسكون البلاغة الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ» . «أمين من الأمن الذي هو ضد الخيانة، وصف به المكان، بطريق الاستعارة، كأن المكان المخيف يخون صاحبه لما يلقى فيه من المكاره. [سورة الدخان (44) : آية 58] فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (بلسانك) متعلّق ب (يسّرناه) ، و (الباء) للمصاحبة جملة: «يسّرناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لعلّهم يتذكرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) وقال قوم الاستثناء متّصل، والتأويل: إنّ المؤمن عند موته في الدنيا بمنزلته في الجنّة لما يعطاه منها أو لما يتيقّنه من نعيمها (حاشية الجمل) . (2) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله وقاهم أو يدعون..

البلاغة

وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. البلاغة - الأفعال الخمسة. ورد في هذه الآية قوله تعالى لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فالفعل يتذكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وسنبين فيما يلي أهم ما يتعلق بالأفعال الخمسة: 1- سميت الأفعال الخمسة، لأننا نصوغ من الفعل خمس صيغ، والأفعال الخمسة هي: كلّ مضارع اتصلت به ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء الخطاب. فالفعل يكتب، نصوغ منه الأفعال الخمسة على الشكل التالي: يكتبون- تكتبون- يكتبان- تكتبان- تكتبين. 2- ترفع الأفعال الخمسة بثبوت النون. 3- تنصب وتجزم بحذف النون. فأقول: لم يكتبوا- لم تحفظي- لن تذهبوا- لن تنصرفا. ملاحظة: ألف الاثنين وواو الجماعة وياء الخطاب، المتصلة بالفعل، فهي في محل رفع فاعل، أو رفع اسمها إن كان الفعل ناقصا (أي كان وأخواتها) . [سورة الدخان (44) : آية 59] فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.. جملة: «ارتقب» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كفروا فارتقب هلاكهم. وجملة: «إنّهم مرتقبون» لا محلّ لها تعليلية. الصرف: (مرتقبون) ، جمع مرتقب اسم فاعل من الخماسيّ ارتقب، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين.

سورة الجاثية

سورة الجاثية آياتها 37 آية [سورة الجاثية (45) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) الإعراب: (تنزيل) مبتدأ مرفوع (من الله) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.. وجملة: «تنزيل الكتاب من الله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة [سورة الجاثية (45) : الآيات 3 الى 5] إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) الإعراب: (في السموات) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (للمؤمنين) متعلّق بنعت لآيات.. جملة: «إنّ في السموات ... لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة

[سورة الجاثية (45) : آية 6]

4- (الواو) عاطفة في الموضعين (في خلقكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (آيات) (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على خلقكم بتقدير مضاف أي خلق ما يبثّ (من دابة) تمييز ما- أو حال من العائد المقدّر- (لقوم) متعلّق بنعت لآيات ... وجملة: «في خلقكم ... آيات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يبثّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يوقنون» في محلّ جرّ نعت لقوم 5- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (اختلاف) مجرور بحرف جرّ محذوف دلّ عليه الجارّ المتقدّم (في) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ آيات «1» ، (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على اختلاف بالواو (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (من رزق) متعلّق ب (أنزل) «2» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أحيا) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أحيا) ، معطوف على اختلاف مجرور (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.. وجملة: « (في) اختلاف الليل ... ايات» لا محلّ لها معطوفة على جملة في خلقكم ... آيات وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «أحيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم (الثاني) [سورة الجاثية (45) : آية 6] تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)

_ (1) أو معطوف على خلقكم.. وكذلك آيات معطوف على آيات الأول، وليس في الكلام جملة جديدة. (2) (من) الأول لابتداء الغاية و (من) الثاني للبيان فيصحّ تعليقه بحال من العائد المقدّر.

الإعراب:

الإعراب: (تلك) اسم اشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة نتلوها «1» ، (عليك) متعلّق ب (نتلوها) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل نتلو أو مفعوله (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّ) متعلّق ب (يؤمنون) والاستفهام فيه معنى الإنكار (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يؤمنون) بحذف مضاف أي بعد حديث الله.. جملة: «تلك آيات الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نتلوها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك وجملة: «يؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فبأيّ حديث يؤمنون [سورة الجاثية (45) : الآيات 7 الى 10] وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (10) الإعراب: (ويل) مبتدأ مرفوع «2» ، (لكلّ) متعلّق بمحذوف خبر ... جملة: «ويل لكلّ أفّاك ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) يجوز أن يكون الخبر (آيات) ، وجملة نتلوها خبر ثان أو حال من آيات والعامل فيها الإشارة قياسا على قوله تعالى: و «تلك بيوتهم خاوية» بنصب خاوية. (2) جاز البدء بالنكرة لأنّ اللفظ دالّ على الذمّ.

8- (عليه) متعلّق ب (تتلى) ، (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بعذاب) متعلّق ب (بشره) . وجملة: «يسمع ... » في محلّ جرّ نعت ثان لأفّاك» وجملة: «تتلى ... » في محلّ نصب حال من آيات.. وجملة: «يصرّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يسمع وجملة: «كأن لم يسمعها» في محلّ نصب حال من فاعل يصرّ وجملة: «لم يسمعها» في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة وجملة: «بشّره» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فبشّره.. 9- (الواو) عاطفة (من آياتنا) متعلّق بحال من (شيئا) ، (هزوا) مفعول به ثان عامله اتّخذ (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) . وجملة: «علم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتّخذها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «أولئك لهم عذاب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 10- (من ورائهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جهنم (الواو) عاطفة (لا) نافية (عنهم) متعلّق ب (يغني) ، (ما) حرف مصدريّ في الموضعين، (شيئا) مفعول يغني «2» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.. والمصدر المؤوّل (ما كسبوا) في محلّ رفع فاعل يغني والمصدر المؤوّل (ما اتّخذوا) في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول

_ (1) أو في محلّ نصب حال من أفّاك أو من الضمير في أثيم.. ويجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها، وتعطف جملة يصرّ عليها في كلّ هذه الحالات. (2) أو اسم موصول في كليهما، في محلّ رفع، والعائد محذوف في كليهما. مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإغناء، والمفعول به مقدّر.

البلاغة

(من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (الواو) عاطفة (لهم عذاب عظيم) مثل لهم عذاب مهين (في الآية السابقة) . وجملة: «من ورائهم جهنّم» في محلّ رفع بدل من (لهم عذاب ... ) وجملة: «لا يغني عنهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم عذاب وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم عذاب الأولى البلاغة التضاد: في قوله تعالى «مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ» . والتضاد: هو استعمال لفظ يحتمل المعنى وضدّه، وهو مشترك بين المعنيين، فيستعمل في الشيء وضده. وفي هذه الآية الكريمة يوجد فن التضاد، لأن المعنى: إما من قدامهم لأنهم متوجهون إلى ما أعد لهم، أو من خلفهم لأنهم معرضون عن ذلك مقبلون على الدنيا، فإن الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف وقدام. الفوائد - كأن المخففة.. ورد في هذه الآية قوله تعالى كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها ف (كأن) مخففة من الثقيلة، وقد عملت عمل إنّ، فاسمها ضمير الشأن، وجملة (لم يسمعها) في محلّ رفع خبر كأن. والتقدير (كأنه لم يسمعها) . لكنه يجوز ثبوت اسمها، وإفراد خبرها. وقد روي قوله: ويوما توافينا بوجه مقسم ... كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم بنصب (ظبية) على أنّه اسم كأن، والجملة بعدها صفة لها، والخبر محذوف والتقدير: كأن ظبية عاطية هذه المرأة، على التشبيه المعكوس وهو أبلغ ويرفع

[سورة الجاثية (45) : آية 11]

(ظبية) على أنها الخبر، والجملة بعدها صفة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والتقدير (كأنها ظبية) وبجر (ظبية) على زيادة أن بين الكاف ومجرورها، والتقدير (كظبية) . وإذا حذف اسمها، وكان خبرها جملة اسمية، لم تحتج إلى فاصل، نحو قول الشاعر: ووجه مشرق اللون ... كأن ثدياه حقان الشاهد فيه قوله (كأن ثدياه حقان) حيث جاء اسم كأن ضمير الشأن، وجملة (ثدياه حقان) من المبتدأ والخبر في محلّ رفع خبر كأن والتقدير (كأنه ثدياه حقان) . لذا لم يفصل بين كأن وخبرها الواقع جملة. أما إن كان الخبر جملة فعلية، فإنها تفصل ب (قد) ، كقوله: لا يهولنّك اصطلاء لظى الحر ... ب فمحذورها كأن قد ألما الشاهد فيه قوله (كأن قد ألما) ، حيث جاء خبر كأن جملة فعليه، ففصل بينها وبين (كأن) بقد. أو يكون الفاصل (لم) كقوله تعالى (كأن لم تغن بالأمس) ، وقوله تعالى الوارد في الآية التي نحن بصددها (كأن لم يسمعها) . [سورة الجاثية (45) : آية 11] هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) الإعراب: (بآيات) متعلّق ب (كفروا) ، (لهم عذاب) مثل السابقة «1» ، (من رجز) متعلّق بنعت ل (عذاب) ... جملة: «هذا هدى ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الذين كفروا لهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.

_ (1) في الآية (9) من السورة

[سورة الجاثية (45) : الآيات 12 إلى 13]

وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) [سورة الجاثية (45) : الآيات 12 الى 13] اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) الإعراب: (لكم) متعلّق ب (سخّر) ، (اللام) للتعليل (تجري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (فيه) متعلّق ب (تجري) ، (بأمره) متعلّق بحال من الفلك ... والمصدر المؤوّل (أن تجري ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سخّر) (الواو) عاطفة (لتبتغوا) مثل لتجري (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا) والمصدر المؤوّل (لتبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سخّر) فهو معطوف على المصدر الأول جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «تجري ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف بيانيّ مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون

[سورة الجاثية (45) : آية 14]

وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ 13- (الواو) عاطفة في الموضعين (لكم) مثل الأول (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات (جميعا) توكيد معنوي ل (ما) «1» (منه) متعلّق بحال من ما «2» ، (في ذلك) متعلّق بخبر مقدّم ل (إنّ) ، (اللام) للتوكيد (لقوم) متعلّق بنعت ل (آيات) ... وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّر (الأولى) وجملة: «يتفكّرون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم [سورة الجاثية (45) : آية 14] قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (14) الإعراب: (للذين) متعلّق ب (قل) ، (يغفروا) مضارع مجزوم جواب الأمر (للذين) الثاني متعلّق ب (يغفروا) ، (لا) نافية (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) حرف مصدريّ والمصدر المؤوّل (أن يجزي..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي اغفروا ... «3» والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يجزي) جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول وجملة: «بغفروا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء

_ (1) أو هو حال من (ما في السموات وما في الأرض) [.....] (2) يجوز أن يكون نعتا ل (جميعا) . (3) أو متعلّق ب (قل) .

البلاغة

أي إن تقل لهم اغفروا يغفروا ... فجملة مقول القول مقدّرة أي اغفروا وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا البلاغة التنكير: في قوله تعالى «لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» . المراد بالقوم المؤمنون، وهم معارف، والتنكير لمدحهم والثناء عليهم، أي أمروا بذلك ليجزي يوم القيامة قوما أيما قوم، قوما مخصوصين بما كسبوا في الدنيا من الأعمال الحسنة التي من جملتها الصبر على أذية الكفار، والإغضاء عنهم بكظم الغيظ، واحتمال المكروه، ما يقصر عنه البيان من الثواب العظيم. فوائد - قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ) أي لا يخافون وقائع الله ولا يبالون بمقته. قال ابن عباس: نزلت في عمر ابن الخطاب، وذلك أن رجلا من بني غفار شتمه، فهم عمر أن يبطش به، فأنزل الله هذه الآية، وأمره أن يعفو عنه. وقيل: نزلت في ناس من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أهل مكة، كانوا في أذى شديد من المشركين، قبل أن يؤمروا بالقتال، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية، ثم نسخها بآية القتال. [سورة الجاثية (45) : آية 15] مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبتدأ (صالحا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لنفسه) خبر لمبتدأ محذوف تقديره

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي عملا صالحا

فوائد

عمله (الواو) عاطفة (من أساء فعليها) مثل من عمل.. فلنفسه (إلى ربّكم) متعلّق بفعل (ترجعون) . جملة: «من عمل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: « (عمله) لنفسه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «من أساء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أساء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني. وجملة: «إساءته عليها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة فوائد - في هذه الآية دليل على حذف المبتدأ بعد فاء الجواب، في قوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) والتقدير (فعمله لنفسه) (فإساءته عليها) . وقد ورد هذا البحث مفصلا في سورة فصلت الآية (49) ، فعد إليه كرة أخرى. [سورة الجاثية (45) : الآيات 16 الى 20] وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (16) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (من الطيّبات) متعلّق ب (رزقناهم) ، (على العالمين) متعلّق ب (فضّلناهم) جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا وجملة: «فضّلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا 17- (الواو) عاطفة (من الأمر) متعلّق بنعت ل (بيّنات) ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من بعد) متعلّق ب (اختلفوا) ، (ما) حرف مصدريّ (بغيا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (بغيا) والمصدر المؤوّل (ما جاءهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه (بينهم) الثاني متعلّق ب (يقضي) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقضي) ، (في ما) متعلّق ب (يقضي) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) . وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا وجملة: «اختلفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا

_ (1) أو مصدر في موضع الحال، أو مفعول مطلق لفعل محذوف.

وجملة: «جاءهم العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «إنّ ربّك يقضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقضي ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا 18- (ثمّ) للعطف- أو استئنافيّة- (على شريعة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من الأمر) متعلّق بنعت ل (شريعة) ، (الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة والثانية نافية ... وجملة: «جعلناك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» وجملة: «اتّبعها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عما سبق أي: تنبّه فاتّبعها وجملة: «لا تتبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبعها وجملة: «لا يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) 19- (عنك) متعلّق ب (يغنوا) بتضمينه معنى يدفعوا (من الله) متعلّق بحال من (شيئا) بحذف مضاف أي من عذاب الله (الواو) عاطفة في الموضعين (بعضهم) مبتدأ خبره (أولياء) .. وجملة: «إنّهم لن يغنوا ... » لا محلّ لها تعليل للنهي السابق وجملة: «لن يغنوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إنّ الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: «بعضهم أولياء ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) وجملة: «الله وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

_ (1) أو استئنافيّة أصلا بحسب المعنى.

الصرف:

20- (للناس) متعلّق بنعت ل (بصائر) ، (لقوم) متعلّق ب (رحمة) .. وجملة: «هذا بصائر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يوقنون» في محلّ جرّ نعت لقوم الصرف: (18) شريعة: اسم لما يرده الناس من الماء، جمعه شرائع ثم أستعير للدين.. أو اسم للمذهب والملّة، وزنه فعيلة بفتح فكسر. [سورة الجاثية (45) : آية 21] أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (21) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل وهمزة الإنكار (كالذين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. والمصدر المؤوّل (أن نجعلهم ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب. (سواء) خبر مقدّم للمبتدأ (محياهم) ، مرفوع، (ساء) ماض للذم (ما) حرف مصدريّ.. والمخصوص مقدّر أي حكمهم. والمصدر المؤوّل (ما يحكمون) في محلّ رفع فاعل ساء جملة: «حسب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «اجترحوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «نجعلهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا

[سورة الجاثية (45) : آية 22]

وجملة: «سواء محياهم ... » في محلّ نصب بدل من المفعول الثاني المقدّر «1» وجملة: «ساء ما يحكمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحكمون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) [سورة الجاثية (45) : آية 22] وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة، والثانية والثالثة عاطفتان، والأخيرة حاليّة (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلق أو من مفعوله (اللام) للتعليل (كلّ) نائب الفاعل مرفوع (ما) حرف مصدريّ ... «2» ، (لا) نافية، والمصدر المؤوّل (ما كسبت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تجزى) والمصدر المؤوّل (أن تجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، عطفا على تعليل مقدّر ... أي خلق السموات والأرض لتدلّ على قدرته ولتجزى كلّ نفس ... جملة: «خلق الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تجزى كلّ نفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم)

_ (1) ومعنى الآية: أحسبوا أن نجعلهم في الآخرة سعداء كالمؤمنين مثل عيشهم في الدنيا.. هذا ويجوز أن تكون الجملة استئنافا بيانيا لا محلّ لها. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة بعده صلته

[سورة الجاثية (45) : آية 23]

[سورة الجاثية (45) : آية 23] أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام المفيد للطلب (الفاء) استئنافيّة، (أرأيت) بمعنى أخبرني (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (هواه) مفعول به عامله اتّخذ (على علم) حال من الفاعل أو المفعول (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (على سمعه) متعلّق ب (ختم) ، (على بصره) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (الفاء) زائدة للربط لطول الكلام (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يهديه (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مضارع مرفوع حذفت منه إحدى التاءين. جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «أضلّه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «ختم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «من يهديه ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت وجملة: «يهديه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فلا تذكّرون البلاغة التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ» .

[سورة الجاثية (45) : الآيات 24 إلى 25]

وضع قوله اتخذ إلهه هواه، بدلا من قوله: هواه إلهه، فقد جعل هواه معبوده يخضع له ويطيعه، كما يخضع العابد لمعبوده. [سورة الجاثية (45) : الآيات 24 الى 25] وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (24) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (هي) ضمير الشأن مبتدأ في محلّ رفع (إلّا) للحصر (الدنيا) نعت للخبر (حياتنا) مرفوع (الواو) عاطفة في الموضعين، والثالثة حاليّة (ما) نافية في الموضعين (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (علم) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر.. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما هي إلّا حياتنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نموت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «نحيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت وجملة: «ما يهلكنا إلّا الدهر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت وجملة: «ما لهم ... من علم» في محلّ نصب حال من فاعل قالوا وجملة: «إن هم إلّا يظنّون» في محلّ نصب بدل من جملة ما لهم.. من علم «1»

_ (1) أو لا محلّ لها تعليليّة.

فوائد

وجملة: «يظنّون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 25- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (تتلى) ، (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (بيّنات) حال منصوبة من آياتنا، (ما) نافية (حجّتهم) خبر كان (أن) حرف مصدريّ (بآبائنا) متعلّق ب (ائتوا) ، (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط وجملة: «تتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «ما كان حجّتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «1» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان وجملة: «ائتوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ... أي: إن كنتم صادقين في الحديث عن البعث فأتوا بآبائنا ... فوائد 1- الدّهريون.. بينت هذه الآية بعض مذاهب الكفر، وهم (الدهريون) الذين يعتقدون بقدم العالم، وينكرون البعث والحياة بعد الموت، ولا يعترفون على حياة سوى الحياة الدنيا، فيها يحيون وفيها يموتون، وما يهلكهم إلا الدهر، أي توالي الليل والنهار وواضح ما في هذا المذهب من البطلان والافتراء، فالله الذي خلق الإنسان، ولم يكن شيئا مذكورا، قادر على أن يعيده مرة أخرى. ومن جهة أخرى، فلا يجوز شرعا أن نسبّ الدهر أو نشتمه، فقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل:

_ (1) يجوز أن يكون الجواب محذوفا أي: كفروا ... وجملة: ما كان حجّتهم ... تعليل

يؤذيني ابن آدم بسبب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار. وفي رواية: يؤذيني ابن آدم، ويقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فأنا الدهر أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما، وفي رواية: يسب ابن آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار. ومعنى هذه الأحاديث أن العرب كان من شأنها ذم الدهر وسبه عند النوازل، لأنهم كانوا ينسبون إلى الدهر ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، كما أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: (وما يهلكنا إلا الدهر فإذا أضافوا الى الدهر ما نالهم من الشدائد، وسبّوا فاعلها، كان مرجع سبهم إلى الله تعالى، إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يضيفونها إلى الدهر، فنهوا عن سب الدهر. وقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك، فإنه هو الله عز وجل. 2- جمع المؤنث السالم.. ورد في هذه الآية كلمة (آياتنا) وهي جمع مؤنث سالم (آية، آيات) . وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بهذا الجمع، القاعدة العامة لجمع الاسم جمع المؤنث السالم: أن تزيد عليه الألف والتاء، بدون تغيير فيه، فتقول: هند: هندات. ويستثني من ذلك: 1- المختوم بتاء التأنيث، فتحذف منه التاء، فتقول في فاطمة: فاطمات. 2- والاسم المقصور، إن كانت ألفه ثالثة ردت الى أصلها، مثل: عصا: عصوات، هدى: هديات. وإن كانت رابعة فما فوق قلبت ياء: حبلى حبليات، مستشفى: مستشفيات. 3- والاسم الممدود، إن كانت همزته للتأنيث، قلبت واوا: سمراء: سمراوات. وإن كانت همزته منقلبة عن أصل، جاز إبقاؤها وقلبها واوا: (رجاء) اسم لأنثى نقول في جمعه: رجاءات أو رجاوات. 3- وما كان مثل دعد وسجدة، فتفتح عينه فتقول: دعدات- سجدات. وهذه القاعدة تنطبق على كلّ صحيح العين ثلاثي ساكن العين. أما ضخمة وزينب وجوزة وشجرة فتبقى العين على حالها. أما في نحو: خطوة وهند فلا يتعين الفتح، بل يجوز الإسكان والفتح. ولا يطرد هذا الجمع إلا في:

[سورة الجاثية (45) : آية 26]

1- أعلام الإناث: مثل: مريم- زينب- سعاد- هند. 2- وما ختم بالتاء: حمزة- جميلة- حسنة. 3- وما ختم بألف التأنيث المقصورة ك (حبلى) أو الممدودة ك (سمراء) . 4- مصغر غير العاقل: دريهم- جبيل. 5- وصف غير العاقل: شامخ وصف جبل. 6- كلّ خماسي لم يسمع له جمع تكسير، ك (سرادق) و (حمّام) ، ويلحق بجمع المؤنث السالم في إعرابه (أولات) وما سمي به ك (عرفات) . يرفع جمع المؤنث السالم بالضمة، وينصب ويجر بالكسرة. [سورة الجاثية (45) : آية 26] قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (26) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (إلى يوم) متعلّق ب (يجمعكم) بتضمينه معنى يقودكم أو ينقلكم (لا) نافية للجنس (فيه) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (لا) نافية ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «الله يحييكم ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يحييكم ... » في محلّ رفع المبتدأ (الله) وجملة: «يميتكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحييكم وجملة: «يجمعكم ... » في محلّ رفع خبر معطوفة على جملة يميتكم وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ نصب حال من يوم القيامة وجملة: «لكنّ أكثر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ

[سورة الجاثية (45) : الآيات 27 إلى 35]

[سورة الجاثية (45) : الآيات 27 الى 35] وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31) وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (34) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) (الواو) عاطفة في الموضعين (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يخسر) ،

(يومئذ) ظرف مضاف إلى ظرف بدل من يوم الأول- أو توكيد له- «1» . جملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يخسر المبطلون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 28- (الواو) عاطفة (جاثية) حال من كلّ أمّة «2» ، منصوبة، ونائب الفاعل لفعل (تدعى) ضمير مستتر يعود على كلّ أمّة الثاني (إلى كتابها) متعلّق ب (تدعى) ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالمبني للمجهول (تجزون) ، والواو ضمير نائب الفاعل (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.. وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخسر المبطلون وجملة: «كلّ أمّة تدعى ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تدعى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ أمّة) وجملة: «تجزون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم 29- (عليكم) متعلّق ب (ينطق) بتضمينه معنى يشهد (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل ينطق (ما) موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف وجملة: «هذا كتابنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «ينطق ... » في محلّ نصب حال من كتابنا «3»

_ (1) يجوز أن يتعلّق (يومئذ) ب (يخسر) ، و (يوم) يتعلّق بمحذوف تقديره يقوم الحساب، أو يجمع الناس ... (2) أو نعت، لأنّ إضافة كلّ إلى أمّة لم تزده معرفة. (3) أو هي خبر ثان للمبتدأ هذا.. ويجوز أن تكون هي الخبر و (كتابنا) بدل من الإشارة ذا

وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنّا نستنسخ ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «نستنسخ ... » في محلّ نصب خبر كنّا وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم 30- (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) الثانية رابطة لجواب أمّا (في رحمته) متعلّق بفعل (يدخلهم) ، (هو) ضمير فصل ... وجملة: «الذين آمنوا ... فيدخلهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا كتابنا وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا وجملة: «يدخلهم ربّهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «ذلك ... الفوز» لا محلّ لها اعتراضيّة 31- (الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا) مثل أمّا الذين آمنوا، والخبر مقدّر أي يقول الله لهم (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة، ونائب الفاعل للمبني للمجهول ضمير مستتر يعود على آياتي (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة ومثلها الواو ... وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا وجملة: «لم تكن آياتي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول مقدّرة أي: ألم تأتكم رسلي فلم تكن آياتي تتلى عليكم ... وجملة: «تتلى عليكم ... » في محلّ نصب خبر تكن وجملة: «استكبرتم» في محلّ نصب معطوفة على جملة لم تكن آياتي.. وجملة: «كنتم قوما ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة استكبرتم

32- (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) نافية للجنس (فيها) متعلّق بخبر لا (ما) الأولى نافية والثانية استفهاميّة مبتدأ (الساعة) خبر مرفوع (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (ظنّا) مفعول مطلق منصوب، ومفعولا نظنّ مقدّران أيّ ما نظنّ البعث كائنا (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة ليس (مستيقنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» في محلّ رفع نائب الفاعل- هي مقول القول أصلا- وجملة: «الساعة لا ريب فيها» في محلّ رفع معطوفة على جملة نائب الفاعل وجملة: «لا ريب فيها» في محلّ خبر المبتدأ (الساعة) وجملة: «قلتم» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم وجملة: «ما ندري ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ما الساعة» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ندري المعلّق ب (ما) وجملة: «إن نظن إلّا ظنّا» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «1» وجملة: «ما نحن بمستيقنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نظنّ 33- (الواو) عاطفة في الموضعين (لهم) متعلّق ب (بدا) ، (ما) حرف مصدريّ، والثاني اسم موصول في محلّ رفع فاعل (حاق) ، (بهم) متعلّق ب (حاق) ، (به) متعلّق ب (يستهزئون)

_ (1) قيل إنّ الجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن، وإنّ (إلّا) مؤخّرة أي: إن نحن إلّا نظنّ ظنّا ... وقد أجاز أبو البقاء الإعراب أعلاه على تقدير الظنّ بمعنى العلم والشكّ أي ما لنا اعتقاد إلّا الشكّ

والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «بدا لهم سيّئات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا الذين كفروا ... وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «حاق بهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدا لهم سيّئات وجملة: «كانوا به يستهزئون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا «1» 34- (الواو) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ننساكم) ، (ما) حرف مصدريّ (هذا) اسم إشارة نعت ليومكم في محلّ جرّ (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ناصرين (ناصرين) ، مجرور لفظا مرفوع محلّا وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حاق ... وجملة: «ننساكم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل وجملة: «نسيتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما نسيتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي نسيانا كنسيانكم لقاء وجملة: «مأواكم النار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ننساكم وجملة: «ما لكم من ناصرين ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ننساكم

_ (1) في المصاحف المطبوعة بالشام ينتهي الجزء الخامس والعشرون عند هذه الآية.. أمّا المصاحف المطبوعة بمصر فينتهي الجزء فيها في آخر السورة، وقد آثرنا نحن هذه الطبعة المصريّة [.....]

الصرف:

35- (ذلكم) مبتدأ (هزوا) مفعول به ثان منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّكم اتّخذتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلكم) . (الفاء) استئنافيّة (اليوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخرجون) ، (لا) نافية (منها) متعلّق ب (يخرجون) المنفي (الواو) عاطفة (لا) نافية، والواو في (يخرجون، يستعتبون) نائب الفاعل في كلّ منهما وجملة: «ذلكم بأنّكم اتّخذتم ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «اتّخذتم ... » في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: «غرّتكم الحياة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّخذتم وجملة: «لا يخرجون منها ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا هم يستعتبون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يستعتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الصرف: (28) جاثية: مؤنّث جاث، اسم فاعل من الثلاثي جثا يجثو بمعنى ركع باب نصر، وزنه فاع والمؤنّث فاعلة، وفي جاثية إعلال بالقلب لأن أصله جاثوة، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء. (32) مستيقنين: جمع مستيقن، اسم فاعل من السداسيّ استيقن، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين البلاغة 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ» . حيث شبه الكتاب بشاهد يدلي بشاهدته، ويشهد بالحق. وقد حذف المشبه به واستعار له شيئا من لوازمه، وهو النطق بالشهادة. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ» . الرحمة لا يحل فيها الإنسان

فوائد

لأنها معنى من المعاني وإن ما يحل في مكانها ومكان الرحمة هو الجنّة أي: فيدخلهم في جنته، فاستعمال الرحمة في مكانها مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته محلية. 3- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ» . النسيان هو سبب الترك، وإذا نسي شيئا فقد تركه وأهمله تماما، فعلاقة هذا المجاز سببية. 4- الالتفات: في قوله تعالى «فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها» . فقد التفت من الخطاب إلى الغيبة، للإيذان بإسقاطهم عن رتبة الخطاب، استهانة بهم، أو بنقلهم من مقام الخطاب إلى غيابة النار. فوائد 1- أعمالك مسجلة عليك.. دلت هذه الآية على أن عمل ابن آدم مسجل عليه، وذلك في قوله تعالى إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فما من عمل يعمله الإنسان أو قول يقوله إلا ويسجل عليه، ويدخر في كتاب يلقاه يوم القيامة. وقد تضافرت آيات كثيرة تثبت ذلك، فقال تعالى: ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وقال تعالى وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ. كِراماً كاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ أما ادخارها في كتاب فقال تعالى وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً. وقال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ. وهذه الأعمال ترفع إلى الله الاثنين والخميس، بدليل: أنه سئل عليه الصلاة والسلام عن سبب صيامه الاثنين والخميس، فقال: فيهما يرفع عمل المرء، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. 2- حلّ إشكال.. ورد في هذه الآية قوله تعالى: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا: قال النحاة بأن الاستثناء

[سورة الجاثية (45) : الآيات 36 إلى 37]

المفرغ لا يكون في المفعول المطلق التوكيدي، لعدم الفائدة فيها وأجيب عن ذلك، بأن المصدر في الآية نوعي، على حذف الصفة، أي أن تظن إلا ظنا ضعيفا. لكن جمهور النحاة تأوّلوا الآية بمعنى: إن نحن إلا نظن ظنا، وقيل: هي في موضعها، لأن نظن قد تكون بمعنى العلم والشك، فاستثنى الشك: أي مالنا اعتقاد إلا الشك. وقد أورد الامام النسفي قولا موجزا بهذا الصدد، فكان بليغا شافيا، فقال: (إن نظن إلا ظنا) أصله نظن ظنا، ومعناه إثبات الظن فحسب، فأدخل حرف النفي والاستثناء، ليفاد إثبات الظن، مع نفي ما سواه، وازداد نفى ما سوى الظن توكيدا، بقوله تعالى بعد ذلك: (وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) . وعلى كلّ حال يبقى كلام الله عز وجل أكبر من أن ينحصر في قوالب القواعد النحوية، وأجلّ من أن نخضعه دائما لقوانين النحو، فهو الأصل، وما سواه فرع، وهو الحكم، وما سواه تبع له، وإنه ليعلو وما يعلى. [سورة الجاثية (45) : الآيات 36 الى 37] فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الحمد) (ربّ) بدل من لفظ الجلالة في المواضع الثلاثة- أو نعت له- مجرور ... جملة: «لله الحمد ... » لا محلّ لها استئنافيّة 37- (الواو) عاطفة (له الكبرياء) مثل لله الحمد (في السموات) متعلّق ب (الكبرياء) «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (الحكيم) خبر ثان مرفوع ... وجملة: «له الكبرياء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

_ (1) أو متعلّق بالخبر المحذوف.. أو متعلّق بحال من الكبرياء والعامل فيها الاستقرار.

سورة الأحقاف

الجزء السادس والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم سورة الأحقاف آياتها 35 آية [سورة الأحقاف (46) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) الإعراب: (تنزيل) مبتدأ مرفوع (من الله) متعلّق بخبر المبتدأ. والجملة: «الاسميّة ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. [سورة الأحقاف (46) : آية 3] ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) الإعراب: (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلقنا أو من مفعوله «1» ، (أجل) معطوف على الحقّ بالواو بحذف مضاف أي وتقدير أجل، (عمّا) متعلّق بالخبر (معرضون) ، و (الواو) في (أنذروا) نائب الفاعل ... جملة: «ما خلقنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو بمحذوف مفعول مطلق والباء للملابسة.

[سورة الأحقاف (46) : آية 4]

وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أنذروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفيّ. [سورة الأحقاف (46) : آية 4] قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (4) الإعراب: (أرأيتم) بمعنى أخبرونى والهمزة للاستفهام (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر «1» ، (ماذا) مبتدأ وخبر (من الأرض) متعلّق ب (خلقوا) «2» ، (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شرك (في السموات) متعلّق ب (شرك) بحذف مضاف أي في خلق السموات (بكتاب) متعلّق ب (ائتوني) ، (من قبل) بنعت لكتاب (أو) حرف عطف (أثارة) معطوف على كتاب (من علم) متعلّق بنعت ل (أثارة) (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تدعون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أروني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو تمييز (ما) . (2) أو بحال من العائد المقدّر.

الصرف:

وجملة: «ماذا خلقوا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية الثاني، ومفعول فعل الرؤية الأول محذوف دلّ عليه المذكور. وجملة: «خلقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) . وجملة: «لهم شرك ... » لا محلّ لها استئناف في حيز القول. وجملة: «ائتوني ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الصرف: (أثارة) ، مصدر سماعيّ لفعل أثر الثلاثيّ باب نصر أي ذكر الحديث أو الخبر أو غيره، وزنه فعالة بفتح الفاء كضلالة، أي بقيّة من علم.. [سورة الأحقاف (46) : الآيات 5 الى 6] وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (5) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (6) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (أضلّ) (ممّن) متعلّق ب (أضلّ) (من دون) متعلّق بحال من الموصول: من لا يستجيب (لا) نافية (له) متعلّق ب (يستجيب) ، (إلى يوم) متعلّق ب (يستجيب) (الواو) عاطفة- أو حالية- (عن دعائهم) متعلّق ب (غافلون) .. جملة: «من أضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدعو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

البلاغة

وجملة: «لا يستجيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «هم ... غافلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستجيب «1» . 6- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من (أعداء) خبر كانوا (بعبادتهم) متعلّق بخبر كانوا الثاني (كافرين) . وجملة: «حشر الناس» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة: «كانوا ... (الأولى) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «كانوا ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الأولى) . البلاغة 1- نكتة بلاغية: في قوله تعالى «إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ» . حيث يوجد فيها نكتة حسنة رائعة، وذلك أنّه جعل يوم القيامة غاية لعدم الاستجابة، ومن شأن الغاية انتهاء الشيء عندها. لكن عدم الاستجابة مستمر بعد هذه الغاية، لأنهم في القيامة أيضا لا يستجيبون لهم فالوجه أنها من الغايات المشعرة بأن ما بعدها، وإن وافق ما قبلها، إلا أنّه أزيد منه زيادة بينة تلحقه بالثاني، حتى كأن الحالتين وإن كانتا نوعا واحدا لتفاوت ما بينهما كالشيء وضده، وذلك أن الحالة الأولى التي جعلت غايتها القيامة لا تزيد على عدم الاستجابة، والحالة الثانية التي في القيامة زادت على عدم الاستجابة بالعداوة وبالكفر بعبادتهم إياهم، وذكر ذلك في الآية التي بعدها، فهو من وادي ما تقدم في سورة الزخرف في قوله «بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ» . 2- التغليب: في قوله تعالى «مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يستجيب العائد على (من) الثاني ...

[سورة الأحقاف (46) : الآيات 7 إلى 8]

حيث أسند إلى ما يدعون من دون الله من الأصنام ما يسند إلى أولى العلم من الاستجابة والغفلة، تغليبا. وذلك لأنهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلا وغباوة. [سورة الأحقاف (46) : الآيات 7 الى 8] وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى) ، وضمير الغائب يعود على كفّار مكّة (بيّنات) حال من آياتنا منصوبة (للحقّ) متعلّق ب (قال) و (اللام) للتعليل أي لأجله (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق ب (قال) . جملة: «تتلى عليهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... والشرط وفعله وجوابه استئناف. وجملة: «قال الذين كفروا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جر مضاف إليه. وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. 8- (أم) المنقطعة بمعنى بل وهمزة الإنكار (افتريته) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (لي) متعلّق ب (تملكون)

الصرف:

بتضمينه معنى تقدّمون (من الله) متعلّق ب (حال) من (شيئا) بحذف مضاف أي من عذاب الله (بما) متعلّق بأعلم (فيه) متعلّق ب (تفيضون) ، (الهاء) في (به) محلّها البعيد فاعل كفى، ومحلّها القريب مجرورة بالباء الزائدة (شهيدا) حال منصوبة- أو تمييز- (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا) ، (بينكم) معطوف على بيني ومتعلّق ب (شهيدا) ، (الواو) عاطفة (الرحيم) خبر ثان مرفوع. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افتراه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افتريته ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تملكون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «هو أعلم ... » لا محلّ لها تعليل للنفي السابق. وجملة: «تفيضون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كفى به ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «هو الغفور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفى به. الصرف: (كفى) ، فيه إعلال بالقلب أصله كفى مضارعه يكفي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة الأحقاف (46) : آية 9] قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)

الإعراب:

الإعراب: (ما) نافيّة (من الرسل) متعلّق بنعت ل (بدعا) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى، والثالثة نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به «1» ، (بي) متعلّق ب (يفعل) ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (بكم) متعلّق ب (يفعل) فهو معطوف على الجارّ الأول (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (يوحى) هو العائد (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (إلّا) مثل الأولى ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما كنت بدعا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما أدري ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «يفعل ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) «2» . وجملة: «أتّبع ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يوحى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ما أنا إلّا نذير ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة «3» . الصرف: (بدعا) ، مصدر بدع يبدع باب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون، وهو بمعنى اخترع الشيء وصنعه على مثال فريد ... أو هو من باب كرم ولكنّه صفة مشبّهة أي كان بدعا أي فريدا ...

_ (1) أو اسم موصول في محلّ نصب ... أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يفعل.. وجملة الاستفهام سدت مسدّ مفعولي أدري المعلّق بالاستفهام. (2) أو لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (3) أو في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

[سورة الأحقاف (46) : آية 10]

[سورة الأحقاف (46) : آية 10] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) الإعراب: مفعولا فعل (رأيتم) مقدّران أي: أرأيتم حالكم إن كان كذا ... ألستم ظالمين (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من عند) متعلّق بخبر كان (به) متعلّق ب (كفرتم) ، (من بني) متعلّق بنعت ل (شاهد) (على مثل) متعلّق ب (شهد) ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية ... وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كان من عند الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين الفعل ومفعوليه المقدّرين وجواب الشرط محذوف تقديره خسرتم. وجملة: «كفرتم به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان ... «1» . وجملة: «شهد شاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان. وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شهد. وجملة: «استكبرتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن. وجملة: «إنّ الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الفوائد: صدق النبوة.. دلت هذه الآية على صدق نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) . وقد شهد بها عالم من اليهود

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير قد، وكذلك الجمل التالية بالعطف.

[سورة الأحقاف (46) : آية 11]

فآمن. ولكن الكفار استكبروا فلم يؤمنوا، واختلف العلماء في هذا الشاهد والجمهور على أنّه عبد الله بن سلام. ويدل عليه ما روى عن أنس بن مالك قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة فأتاه وقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وما أوّل طعام يأكله أهل الجنّة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع الولد الى أمه، وفي رواية الى أخواله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أخبرني بهن آنفا جبريل، فقال عبد الله بن سلام ذاك عدوّ اليهود، فقرأ هذه الآية مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أما أوّل أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق الى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه بالولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها. قال: أشهد أنك رسول الله. ثم قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت (كاذبون) إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك فجاءت اليهود، ودخل عبد الله البيت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وخيرنا وابن خيرنا. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أفرأيتم إن أسلم عبد الله، قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرّنا وابن شرّنا، ووقعوا فيه. فقال عبد الله بن سلام: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله. أخرجه البخاري في صحيحة. [سورة الأحقاف (46) : آية 11] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق ب (قال) و (اللام) بمعنى لأجل (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) محذوف يعود على ما جاء به الرسول من الإيمان والقرآن المفهوم من السياق (ما) نافية (إليه) متعلّق

[سورة الأحقاف (46) : آية 12]

ب (سبقونا) ، (الواو) عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمحذوف يقتضيه السياق أي قالوا ما قالوه، أو ظهر عنادهم «1» (به) متعلّق ب (يهتدوا) المنفي (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (السين) حرف استقبال.... جملة: «قال الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني) . وجملة: «كان خيرا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ما سبقونا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لم يهتدوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة المستأنفة. وجملة: «هذا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة الأحقاف (46) : آية 12] وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (12) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من قبله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) (إماما) حال منصوبة من كتاب والعامل فيها الاستقرار (مصدّق) نعت لكتاب- أو خبر ثان- مرفوع (لسانا) حال من الضمير في مصدّق «2» ، (اللام)

_ (1) لا يجوز التعليق ب (يقولون) لاختلاف الزمنين ولوجود الفاء. (2) أو من كتاب، والعامل فيها معنى الإشارة ... وقد جاءت الحال جامدة لأنّها وصفت ... و (لسانا) مفعول به لاسم الفاعل- على رأي أبي البقاء- على أن تكون الإشارة لغير القرآن الكريم.

[سورة الأحقاف (46) : الآيات 13 إلى 14]

للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) عاطفة (بشرى) معطوف على مصدّق مرفوع «1» ، (للمحسنين) متعلّق ب (بشرى) . جملة: «من قبله كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هذا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمصدّق وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) [سورة الأحقاف (46) : الآيات 13 الى 14] إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (14) الإعراب: (الفاء) زائدة في خبر إنّ لمشابهة الموصول- اسم إنّ- للشرط (لا) نافية (خوف) مبتدأ مرفوع- معتمد على نفي- (عليهم) متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي ... جملة: «إن الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «ربّنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «استقاموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا

_ (1) أو معطوف على محلّ (لينذر) وهو النصب لأنه مفعول لأجله قاله الزمخشريّ وتبعه أبو البقاء، أو هو خبر لمبتدأ محذوف ...

[سورة الأحقاف (46) : الآيات 15 إلى 16]

وجملة: «لا خوف عليهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 14- (أصحاب) خبر المبتدأ أولئك (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستتر في أصحاب، والعامل فيها الإشارة (فيها) متعلّق ب (خالدين) (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزون جزاء (ما) حرف مصدريّ ... «1» والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالفعل المقدّر- أو بجزاء إن كان نائبا عن فعله وجملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا [سورة الأحقاف (46) : الآيات 15 الى 16] وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (16)

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جر، والعائد محذوف، والجملة صلة له.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا) ، (إحسانا) مفعول مطلق لفعل محذوف «1» ، (كرها) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي حملا كرها «2» ، في الموضعين، (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (حمله) مبتدأ بحذف مضاف أي مدّة حمله خبره (ثلاثون) ، (حتّى) حرف ابتداء (أربعين) مفعول به منصوب (ربّ) منادى مضاف منصوب، والمضاف إليه- (ياء) المتكلّم- محذوف (التي) موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) ، ومثله (على والديّ) فهو معطوف على الأول ... (الواو) عاطفة (أن أعمل) مثل أن أشكر ... والمصدر المؤوّل (أن أشكر) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني والمصدر المؤوّل (أن أعمل) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول. (صالحا) مفعول به منصوب «3» ، (لي) متعلّق ب (أصلح) وكذلك (في ذرّيّتي) «4» ، (إليك) متعلّق ب (تبت) ، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ..

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا عامله وصينا بتضمينه معنى ألزمنا ... كما يجوز أن يكون مفعولا لأجله. [.....] (2) أو مصدر في موضع الحال. (3) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر فهو صفته، والمفعول مقدّر. (4) كأن الذرّيّة ظرف للصلاح.

جملة: «وصّينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (أحسن) إحسانا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «حملته أمّه ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «وضعته ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: «حمله ... ثلاثون شهرا» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: «بلغ أشدّه» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «بلغ أربعين سنة» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ (الأولى) وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «أعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت ل (صالحا) وجملة: «أصلح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: «إنّي تبت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «تبت ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إنّي من المسلمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي تبت ... 16- (عنهم) متعلّق ب (نتقبّل) بتضمينه معنى نتلقى (ما) حرف مصدريّ (عن سيّئاتهم) متعلّق ب (نتجاوز) ، (في أصحاب) متعلّق بحال من الضمير في (عنهم) بحذف مضاف أي في جملة أصحاب ... والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ مضاف إليه

الصرف:

(وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوعد، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل، والعائد محذوف وجملة: «أولئك الذين» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نتقبّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «نتجاوز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نتقبّل وجملة: « (نعدهم) وعد ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو حال من فاعل نتقبّل- وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «يوعدون» في محلّ نصب خبر كانوا الصرف: (والديه) ، مثنى والد اسم الأب، جاء على وزن فاعل، المؤنّث والدة (ثلاثون) ، من ألفاظ العقود اسم للعدد، ملحق بجمع المذكّر (تبت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله توبت- بواو بين التاء والباء- فلمّا التقى ساكنان حذفت الواو، وزنه فلت بضمّ الفاء دلالة على الواو المحذوفة. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً» . الفصال هو: الفطام، وأريد به هنا مدته التي يعقبها الفطام، فعلاقته المجاورة.

الفوائد

الفوائد 1 الأحوال التي لا يكون فيها الفعل إلّا لازما. ورد في هذه الآية قوله تعالى وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي فجاء الفعل «أصلح» لازما لأنه بمعنى (بارك) . وقد ذكر النحاة الحالات التي يكون فيها الفعل لازما وهي: 1- إذا كان على وزن فعل: مثل شرف- ظرف 2- إذا كان على وزن فعل أو فعل، ووصفهما على فعيل، مثل: ذلّ وقوي. 3- أن يكون على وزن أفعل، بمعنى صار ذا، مثل: أحصد الزرع أي صار ذا حصاد. 4- أن يكون على وزن افعللّ مثل: اقشعرّ- اشمأزّ. 5- أن يكون على وزن افعنلل، بأصالة اللامين، مثل احرنجم (اجتمع) . 6- أن يكون على وزن (افعنلى) ، كاحرنبى الديك، إذا انتفش. 7- أن يكون على وزن انفعل مثل: انطلق وانكسر. 8- أن يضمّن معنى فعل لازم، كقوله تعالى: أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي بمعنى (بارك) كما ورد في هذه الآية التي نحن بصددها. 9- أن يكون رباعيا مزيدا مثل: تدحرج- اطمأنّ. 10- أن يدل على سجيّة، كلؤم وجبن وشجع، أو على عرض (حالة عارضة) كفرح وحزن، أو ما دلّ على طهارة أو دنس مثل طهر ونجس، أو على لون كأحمرّ وأخضر، أو حلية: كدعج- وكحل- وسمن- وهزل. ومعنى: إن البغاث بأرضنا يستنسر. أي إن الطير الضعيف يصبح قويا كالنسر. وهذا مثل يضرب للذليل يصير عزيزا. 2- بر الوالدين.. دعت هذه الآية الى بر الوالدين. وقد ذكر ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم، فقال تعالى: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ

عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً قال العلماء: لو كان هناك كلمة أقل من كلمة (أف) تعبر عن الإساءة للوالدين لذكرها الله تعالى. كما نلاحظ كيف قرن الله عز وجل طاعة الوالدين بطاعته، تنبيها على عظم شأنهما وعلوّ مقامهما، وقد ورد أن رجلا خدم أمه دهرا وأخذها وحج بها وطاف وسعى بها، فظن أنه قد وفّاها حقها، فسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك، فقال له عليه الصلاة والسلام: لم توفّها ولا بعطة في بطنها أثناء الحمل وقد أخبر عليه الصلاة والسلام، بإسلام أويس من اليمن، وكان يوصي أصحابه بأن يلتمسوا منه الدعاء، ولم يتمكن أويس القرني رضى الله عنه من الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه عمر رضى الله عنه في الحج، فقال له أوصانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نلتمس منك الدعاء، لا بد أن لك عملا صالحا، فقال أويس: كنت حريصا على لقاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ولكن شغلني عنه خدمة أمي. فبهذا نرى مقدار ما للوالدين من أهمية واعتبار. 3- مدة الحمل والرضاع.... أفاد الفقهاء من قوله تعالى وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً بأن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، وأكثر مدة للرضاع أربعة وعشرون شهرا. قال ابن عباس: إذا حملت المرأة تسعة أشهر أرضعت أحدا وعشرين شهرا، وإذا حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا. 3- أسباب النزول في قوله تعالى: «أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ..» الأصح أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك أنه صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) ابن عشرين سنة في تجارة الى الشام، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد النبي (صلى الله عليه وسلم) في ظلها، ومضى أبو بكر الى راهب هناك، يسأله عن الدين. فسأله الراهب عن الرجل الذي في ظل السدرة فقال: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال الراهب:

[سورة الأحقاف (46) : الآيات 17 إلى 19]

هذا والله نبي وما استظل تحتها بعد عيسى عليه الصلاة والسلام أحد إلا هذا وهو نبي آخر الزمان، فوقع في قلب أبى بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق النبي (صلى الله عليه وسلم) في سفر ولا حضر. فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعين سنة، أكرمه الله تعالى بنبوته، واختصه برسالته، فآمن به أبو بكر وصدق، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، فلما بلغ أربعين سنة دعا الله عز وجل (قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فاستجاب له ربه، فأسلم والداه وأبناؤه، رضي الله عنهم أجمعين. [سورة الأحقاف (46) : الآيات 17 الى 19] وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الذي) موصول مبتدأ في محلّ رفع، وقصد به الجنس، خبره جملة (أولئك الذين) ... (لوالديه) متعلّق ب (قال) ، (أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجّر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (لكما) متعلّق باسم الفعل (أفّ) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ، ونائب الفاعل للمجهول (أخرج) ضمير مستتر تقديره أنا

والمصدر المؤوّل (أن أخرج) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله تعدانني «1» (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (من قبلي) متعلّق ب (خلت) ، (الواو) الثانية حاليّة أيضا (ويلك) مفعول مطلق لفعل محذوف مهمل (الفاء) عاطفة (ما) نافيّة (إلّا) للحصر ... جملة: «الذي قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «أفّ لكما ... » في محلّ نصب مقول القول «2» وجملة: «أتعدانني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «قد خلت القرون» في محلّ نصب حال من نائب الفاعل وجملة: «هما يستغيثان ... » في محلّ نصب حال من والديه وجملة: «يستغيثان ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هما وجملة: «ويلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية وجملة: «آمن ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر،. وهذا القول المقدّر في محلّ نصب حال من الفاعل في (يستغيثان) ، أي يقولان ويلك آمن وجملة: «إنّ وعد الله حقّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «يقول ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة القول المقدّرة وجملة: «ما هذا إلّا أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول

_ (1) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء، متعلّق ب (تعدانني) . (2) أو لا محلّ لها اعتراضيّة، وجملة تعدانني تصبح هي مقول القول.

18- (عليهم) متعلّق ب (حقّ) ، (في أمم) متعلّق بحال من الضمير في (عليهم) «1» ، (من قبلهم) متعلّق ب (خلت) ، (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل خلت ... وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي قال ... ) وجملة: «حقّ عليهم القول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «قد خلت ... » في محلّ جرّ نعت لأمم وجملة: «إنّهم كانوا خاسرين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كانوا خاسرين» في محلّ رفع خبر إنّ 19- (الواو) استئنافيّة (لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (درجات) ، (ممّا) متعلّق بنعت ل (درجات) (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يوفّيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أعمالهم) مفعول به ثان منصوب (الواو) حاليّة (لا) نافية. وجملة: «لكلّ درجات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يوفّيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يوفّيهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره: جازاهم ... والجملة المقدّرة معطوفة على جملة لكلّ درجات، لا محلّ لها. وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم)

_ (1) أو متعلّق بالقول بمعنى العذاب.

الصرف:

الصرف: أفّ: اسم فعل مضارع مرتجل، وجعله بعضهم مصدرا للثلاثيّ أفّ يؤفّ بمعنى تبّ وقبح وزنه فعل بضم فسكون [سورة الأحقاف (46) : آية 20] وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يقال لهم ... (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (على النار) متعلّق ب (يعرض) ، (في حياتكم) متعلّق ب (أذهبتم) ، (بها) متعلّق ب (استمتعتم) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (اليوم) ظرف متعلّق ب (تجزون) ، (ما) حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (ما كنتم) في محلّ جرّ بالباء السببيّة، متعلّق ب (تجزون) . (في الأرض) متعلّق ب (تستكبرون) ، (بغير) متعلّق بحال من فاعل تستكبرون (الواو) عاطفة و (ما) مصدريّة. والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء الثانية السببيّة. متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول جملة: « (يقال) ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يعرض الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أذهبتم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل للفعل المقدّر وجملة: «استمتعتم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أذهبتم ...

البلاغة

وجملة: «تجزون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول وجملة: «تستكبرون ... » في محلّ نصب خبر كنتم وجملة: «كنتم (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني وجملة: «تفسقون» في محلّ نصب خبر كنتم الثاني البلاغة فن القلب: في قوله تعالى «وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ» . وذلك على حسب قولهم: عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به أما القلب فيجوز أن يراد: عرض النار عليهم، من قولهم: عرضت الناقة على الحوض، يريدون عرض الحوض عليها فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس رضى الله عنه: يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها. [سورة الأحقاف (46) : آية 21] وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل اشتمال من (أخا) ، (بالأحقاف) متعلّق بحال من قومه، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (من بين) متعلّق ب (خلت) ، وكذلك (من خلفه) فهو معطوف على الأول (أن) مفسّرة «1» ، (لا) ناهية جازمة (إلّا) للحصر (عليكم) متعلّق ب (أخاف) ...

_ (1) أو مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف ... أو مصدريّة، وجملة لا تعبدوا مقول القول لقول مقدّر.

الصرف:

جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أنذر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «قد خلت النذر ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها- وجملة: «لا تعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «1» وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ الصرف: (عاد) ، اسم علم لقوم هود بن عبد الله بن رباح وكانوا باليمن بأرض يقال لها شحر أو في موضع يقال له مهرة- والشحر بسكون الحاء- موضع بين عمان وعدن على ساحل البحر ... (الأحقاف) ، اسم علم لموضع في اليمن أو بين عمان وعدن، والأحقاف في الأصل جمع حقف وهو ما استطال من الرمل العظيم وأعوج، وقيل الأحقاف جمع حقاف وهذا جمع حقف ... ووزن أحقاف أفعال [سورة الأحقاف (46) : آية 22] قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (اللام) للتعليل (تأفكنا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عن آلهتنا) متعلّق ب (تأفكنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بما) متعلّق ب (ائتنا) ، والعائد محذوف (كنت) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت ...

_ (1) أو في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أنذر) أي أنذر قومه بأنّه لا تعبدوا إلّا الله ...

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تأفكنا ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (جئتنا) جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أجئتنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ائتنا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت صادقا فأتنا ... وجملة: «تعدنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها مفسّرة للشرط المقدّر- أو استئنافيّة- وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله الصرف: (آلهتنا) ، جمع إله، اسم للمعبود فعله أله يأله باب فتح بمعنى عبد، وزنه فعال بكسر الفاء ووزن آلهة أفعلة، فالمدّة هي همزتان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة «1» [سورة الأحقاف (46) : آية 23] قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (23) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة، (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (به) متعلّق ب (أرسلت) ، (قوما) مفعول به ثان ... جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «إنّما العلم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أبلّغكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول

_ (1) وانظر الآية (74) من سورة الأنعام.

[سورة الأحقاف (46) : الآيات 24 إلى 28]

وجملة: «أرسلت به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «لكنّي أراكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «أراكم ... » في محلّ رفع خبر لكنّ وجملة: «تجهلون ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) [سورة الأحقاف (46) : الآيات 24 الى 28] فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (26) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قالوا (رأوه) ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف

المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (الهاء) الضمير العائد على ما (ما تعدنا) «1» مفعول به (عارضا) حال منصوبة من ضمير الغائب (مستقبل) نعت ل (عارضا) منصوب مثله «2» ، (ممطرنا) خبر ثان مرفوع «3» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (ما) موصول في محلّ رفع خبر (به) متعلّق ب (استعجلتم) ، (ريح) بدل من (ما) مرفوع «4» ، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ... جملة: «رأوه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «هذا عارض ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «هو ما استعجلتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «استعجلتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «فيها عذاب ... » في محلّ رفع نعت لريح 25- (بأمر) متعلّق بحال من فاعل تدمّر (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية (إلّا) للحصر (مساكنهم) نائب الفاعل (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ... وجملة: «تدمّر ... » في محلّ رفع نعت ثان لريح «5»

_ (1) في الآية (22) . (2) هذا النعت في تقدير الانفصال أي مستقبلا أوديتهم.. أو هذه الإضافة لا تفيد تعريفا وعلى هذا يصحّ أن يكون (مستقبل) حالا ثانية. (3) أو نعت ل (عارض) مرفوع ولا تمنع الإضافة من ذلك لأنّها غير محضة مثل (مستقبل) ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف. (4) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي- أو هو-. (5) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها. [.....]

وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فدمّرتهم فأصبحوا وجملة: «لا يرى إلّا مساكنهم» في محلّ نصب خبر أصبحوا وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 26- (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ما) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (مكنّاهم) ، (إن) حرف نفي «1» ، (فيه) متعلّق ب (مكّنّاكم) ، (الواو) عاطفة (لهم) في موضع المفعول الثاني (الفاء) عاطفة (ما) نافية (عنهم) متعلّق ب (أغنى) ، (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (أبصارهم، أفئدتهم) معطوفان على سمعهم مرفوعان مثله (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما، أو شيئا من الإغناء (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (أغنى) ، (بآيات) متعلّق ب (يجحدون) ، (بهم) متعلّق ب (حاق) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل بحذف مضاف أي جزاء ما كانوا ... (به) متعلّق ب (يستهزئون) وجملة: «مكّنّاهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة أصبحوا فلا محلّ لها وجملة: «إن مكنّاكم فيه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكنّاهم وجملة: «ما أغنى عنهم سمعهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يجحدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا

_ (1) الذي يؤكد معنى النفي قوله تعالى: ... مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ (الأنعام/ 6) .. أو هو حرف شرط والجواب محذوف أي طغيتم ... وبعضهم جعلها زائدة وهو مردود بآية الانعام.

وجملة: «حاق بهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنى ... وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا (الثاني) 27- (الواو) عاطفة (لقد أهلكنا ... ) مثل لقد مكنّا، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (حولكم) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (من القرى) تمييز الموصول «1» ... وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم معطوفة على جملة القسم الأولى وجملة: «صرّفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: «لعلّهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يرجعون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ 28- (الفاء) عاطفة (لولا) للتوبيخ (من دون) متعلّق بحال من آلهة (قربانا) مفعول به ثان عامله اتّخذوا «2» ، والمفعول الأول مقدّر أي اتّخذوهم «3» ، (آلهة) بدل من (قربانا) منصوب (بل) للإضراب الانتقاليّ (عنهم) متعلّق ب (ضلّوا) بتضمينه معنى غابوا (الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة، (ما) موصول في محلّ رفع معطوف على (إفكهم) «4» والعائد محذوف

_ (1) أو حال من الضمير العائد في الصلة المقدّرة. (2) يجوز أن يكون حالا من المفعول الأول المقدّر، والمفعول الثاني هو آلهة ... وأجاز أبو البقاء نصبه على أنّه مفعول لأجله أي للتقرّب. (3) وضمير الغائب يعود على الأصنام المعبّر عنه بالموصول (الذين) ، وفاعل اتّخذوهم يعود على الكافرين. (4) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل معطوف على إفكهم.

الصرف:

وجملة: «لولا نصرهم الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف السابقة وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «ضلّوا عنهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ذلك إفكهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كانوا يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يفترون ... » في محلّ نصب خبر كانوا الصرف: (24) عارض: اسم للسحاب الذي يعرض في الأفق كما جاء في المختار، وزنه فاعل (مستقبل) ، اسم فاعل من السداسيّ استقبل، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين (ممطر) ، اسم فاعل من الرباعيّ أمطر، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين (25) كلّ: اسم موضوع لاستغراق أفراد المتعدد، أو لعموم أجزاء الواحد، وزنه فعل بضمّ فسكون الفوائد: - لولا.. تكلمنا عن (لولا) بالتفصيل في غير هذا الموضع. وسنتكلم عن جانب يخص الآية التي نحن بصددها، فقد أفادت- في هذه الآية- معنى التوبيخ والتنديم في قوله تعالى: فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً وإذا كانت لولا للتوبيخ والتنديم فإنها تختص بالماضي، كما مر في الآية الكريمة، وفي قوله تعالى: لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا وهنا الفعل أخّر، والتقدير (لولا قلتم) .

[سورة الأحقاف (46) : الآيات 29 إلى 32]

وأما قول جرير: تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطري لولا الكمّي المقنّعا فالفعل مضمر والتقدير (لولا عددتم الكمي) ومعنى النيب: النوق المسنة. وضوطرى: حمقاء. وقد فصلت من الفعل بإذ وإذا وبجملة شرطية معترضة فبإذ مثل قوله تعالى: فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وبإذا مثل قوله تعالى: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. المعنى: فهلا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين، وحالتكم أنكم تشاهدون ذلك، ونحن أقرب الى المحتضر منكم بعلمنا، أو بالملائكة، ولكنكم لا تشاهدون ذلك، ولولا الثانية تكرار للأولى. ولا يخفى أن أهم استعمالات (لولا) أن تكون أداة شرط غير جازمة، وهي حرف امتناع لوجود، وتختص بالدخول على الاسم مثل «لولا المشقة ساد الناس كلهم» والاسم بعدها مبتدأ والخبر محذوف وجوبا، وقد امتنعت سيادة الناس كلهم لوجود المشقة. [سورة الأحقاف (46) : الآيات 29 الى 32] وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إليك) متعلّق صرفنا، (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (نفرا) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا ... (فلمّا قضي) مثل لمّا حضروا، متعلّق ب (ولّوا) ، وضمير نائب الفاعل يعود على القرآن الكريم (إلى قومهم) متعلّق ب (ولوا) ، (منذرين) حال منصوبة من فاعل ولّوا ... جملة: «صرفنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة اذكر المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يستمعون ... » في محلّ نصب حال من (نفرا) وجملة: «حضروه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «أنصتوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «قضي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «ولّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم 30- (من بعد) متعلّق ب (أنزل) ، (لما) متعلّق ب (مصدّقا) «1» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (إلى الحقّ) متعلّق ب (يهدي) ومثله (إلى طريق) معطوف على الأول.

_ (1) أو اللام زائدة للتقوية و (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل (مصدّقا) .

وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يا قومنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «إنّا سمعنا ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «سمعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «أنزل ... » في محلّ نصب نعت ل (كتابا) وجملة: «يهدي ... » في محلّ نصب حال من (كتابا) - أو نعت- ثان. 31- (به) متعلّق ب (آمنوا) ، (من ذنوبكم) متعلّق ب (يغفر) مثله (لكم) ، و (من) تبعيضيّة (من عذاب) متعلّق بفعل (يجركم) . وجملة: «يا قومنا (الثانية) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «أجيبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء وجملة: «يجركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (الفاء) رابطة لجواب الشرط (معجز) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس (في الأرض) متعلّق ب (معجز) (له) متعلّق بخبر ليس الثاني (من دونه) متعلّق بحال من (أولياء) وهو اسم ليس (في ضلال) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «من لا يجب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: «لا يجب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ وجملة: «ليس بمعجز ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء

الصرف:

وجملة: «ليس له ... أولياء» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: «أولئك في ضلال مبين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ الصرف: (30) طريق: اسم جامد لما يسار عليه في سهل أو جبل، وزنه فعيل البلاغة فن التنكيت: في قوله تعالى «يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ» . أي يغفر لكم بعض ذنوبكم، فمن للتبعيض، وقد عبر بها إشارة إلى أنّه تعالى يغفر ما كان في خالص حق الله تعالى، فإن حقوق العباد لا تغفر بالإيمان. الفوائد: استماع الجن للقرآن وإسلامهم.. أفادت هذه الآية بأن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الجن والإنس، وبأن الجن مكلفون بالأوامر الشرعية. وخلاصة القصة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ارتحل إلى الطائف ليدعوها إلى الإسلام، واجتمع بوجهائها، ودعاهم، فأبوا عليه وأغروا به سفهاءهم فآذوه حتّى أدموا قدميه، فقفل راجعا إلى مكة، حتى إذا كان ببطن نخلة، قام من جوف الليل يصلي، فمرّ به نفر من جن نصيبين، كانوا قاصدين اليمن، فاستمعوا له، فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين، وقد آمنوا به وأجابوا لما سمعوا القرآن، فقص الله خبرهم عليه. وفي حديث آخر، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه: أمرت أن أقرأ على الجن الليلة، فأيكم يتبعني، فتبعه عبد الله بن مسعود. قال: فانطلقنا، حتى إذا كنّا بأعلى مكة، دخل نبي الله (صلى الله عليه وسلم) شعب الحجون، وخط لي خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه، وقال لا تخرج منه حتّى أعود إليك، فانطلق حتّى قام عليهم، فافتتح القرآن، فجعلت أرى مثال النسور تهوي، وسمعت لغطا شديدا، حتى خفت على نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ، وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه، حتى لا أسمع صوته. ثم طفقوا يتقطعون، مثل قطع السحاب، ذاهبين. ففرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم مع الفجر، فانطلق إليّ فقال لي:

[سورة الأحقاف (46) : آية 33]

نمت؟ فقلت: لا والله يا رسول الله، قد هممت مرارا أن أستغيث بالناس، حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول لهم: اجلسوا. فقال: لو خرجت لم آمن عليك أن يتخطفك بعضهم. ثم قال: هل رأيت شيئا، قلت: نعم رأيت رجالا سودا عليهم ثياب بيض، قال: أولئك جن نصيبين، سألوني المتاع، والمتاع الزاد، فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة. أما العظم فطعامهم، وأما الروث والبعر فعلف دوابهم. فقالوا يا رسول الله يقذرها الناس علينا، فنهى النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يستنجى بالعظم والروث. قال: فقلت: يا رسول الله وما يغني ذلك عنهم، فقال: إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت. فقلت: يا رسول الله سمعت لغطا شديدا، فقال: إن الجن تدارءت في قتيل قتل بينهم، فتحاكموا إلي، فقضيت بينهم بالحق. وفي الجن ملل كثيرة مثل الإنس، ففيهم اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام. وأطبق المحققون من العلماء على أن الكل مكلفون. سئل ابن عباس هل للجن ثواب فقال: نعم، لهم ثواب وعليهم عقاب. [سورة الأحقاف (46) : آية 33] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (الواو) عاطفة (بخلقهنّ) متعلّق ب (يعي) ، (قادر) مجرور لفظا مرفوع محلّا خبر أنّ ... «1» والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا

_ (1) زيدت الباء في خبر أنّ، والكلام مثبت، لأنّ المعنى على تقدير أليس الله بقادر، والقاعدة الكلّية في النحو تقول: قد يعطى الشيء حكم ما أشبهه في معناه.

الصرف:

والمصر المؤوّل (أن يحيى ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) (بلى) حرف جواب لإقرار نقيض النفي أي هو قادر على إحياء الموتى (على كلّ) متعلّق ب (قدير) جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلوا ولم يروا.. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «لم يعي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «يحيى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «إنّه ... قدير» لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر الصرف: (يعي) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يعيا،. وزنه يفع البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ» أي لم يتعب ولم ينصب بذلك أصلا، أو لم يعجز عنه. والتعب هو سبب الانقطاع عن العمل أو النقص فيه والتأخر في إنجازه. فعلاقة هذا المجاز هي السببية. [سورة الأحقاف (46) : آية 34] وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يقال ... (على النار) متعلّق ب (يعرض) ، (الهمزة) للاستفهام (الحقّ) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس (بلى) حرف جواب (الواو)

[سورة الأحقاف (46) : آية 35]

واو القسم (ربّنا) مجرور بالواو، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ، و (الباء) للسببيّة ... والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذوقوا) جملة: « (يقال) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يعرض الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أليس هذا بالحقّ ... » في محلّ رفع نائب الفاعل وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... ومقول القول محذوف بعد حرف الجواب أي: بلى هو الحقّ وجملة القسم: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أقررتم بالكفر فذوقوا ... وجملة: «كنتم تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «تكفرون» في محلّ نصب خبر كنتم [سورة الأحقاف (46) : آية 35] فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (35)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ (من الرسل) متعلّق بحال من (أولو العزم) والمصدر المؤوّل (ما صبر ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي صبرا كصبر أولي العزم. (الواو) عاطفة (لا) ناهية (لهم) متعلّق ب (تستعجل) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (من نهار) متعلّق بنعت ل (ساعة) (بلاغ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا- أو هو- والإشارة إلى القرآن أو التشريع ... (الفاء) استئنافيّة (هل) للاستفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر (القوم) نائب الفاعل مرفوع جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أوذيت فاصبر وجملة: «صبر أولو العزم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «لا تستعجل ... » معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: «كأنّهم ... لم يلبثوا» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بياني- وجملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «لم يلبثوا ... » في محلّ رفع خبر كأنّ وجملة: « (هذا) بلاغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يهلك إلّا القوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة

الصرف:

الصرف: (ساعة) ، اسم للوقت المعروف المحدّد، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، وفيه إعلال بالقلب، أصله سوعة بفتح الأحرف الثلاثة، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. الفوائد - أولو العزم من الرسل.. ورد في هذه الآية ذكر أولي العزم من الرسل. وقال ابن عباس: معنى أولي العزم ذوو الحزم. وقال الضحاك: ذوو الجد والصبر، واختلف العلماء في أولى العزم من الرسل. فقال ابن زيد: كل الرسل كانوا أولى عزم، وكل الأنبياء ذوو حزم وصبر ورأي وكمال وعقل. وهذا القول هو اختيار الإمام فخر الدين الرازي، لأن لفظ (من) في قوله من الرسل للتبيين لا للتبعيض، كما تقول ثوب من خز وقال قوم هم نجباء الرسل، المذكورون في سورة الأنعام. وهم ثمانية عشر، لقوله بعد ذكرهم (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) . وقال الكلبي: هم الذين أمروا بالجهاد وأظهروا المكاشرة لأعداء الله. وقيل: هم ستة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى. وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء وقال مقاتل: هم ستة: نوح صبر على أذى قومه، وإبراهيم صبر على النار، ويعقوب صبر على فقد ولده وغشاوة بصره، ويوسف صبر على الجب والسجن، وأيوب صبر على الضر وقال ابن عباس وقتادة: هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، صلى الله عليهم أجمعين، فهم أصحاب الشرائع، وقد ذكرهم الله على التخصيص والتعيين في قوله وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وروى البغوي بسنده عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد يا عائشة، إن الله لم يرض من أولي العزم إلا بالصبر على مكروهها، ولم يرض إلا أن كلفني ما كلفهم، فقال: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) وإنى والله لا بد لي من طاعته، والله لأصبرن كما صبروا، ولأجهدن، ولا قوة إلا بالله. والقول الأخير هو أرجح. هذه الأقوال والله أعلم. انتهت سورة الأحقاف

سورة محمد

بسم الله الرحمن الرحيم سورة محمّد آياتها 38 آية [سورة محمد (47) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (2) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (3) الإعراب: (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) ، وفاعل (أضلّ) ضمير يعود على لفظ الجلالة جملة: «الذين كفروا ... أضلّ» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «أضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) 2- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (بما) متعلّق ب (آمنوا) ، والعائد هو نائب الفاعل (على محمّد) متعلّق ب (نزّل) ، (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- (من

ربّهم) متعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هو «1» ، (عنهم) متعلّق ب (كفّر) ... وجملة: «الذين آمنوا ... كفّر عنهم» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «نزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «هو الحقّ ... » في محلّ نصب حال من نائب الفاعل «2» وجملة: «كفّر عنهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين آمنوا) وجملة: «أصلح ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفّر. 3- (ذلك) اسم إشارة مبتدأ في محلّ رفع ... والمصدر المؤوّل (أنّ الذين كفروا اتّبعوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك والمصدر المؤوّل (أنّ الذين آمنوا اتّبعوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول (من ربّهم) متعلّق بحال من الحقّ (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضرب (للناس) متعلّق ب (يضرب) .. وجملة: «ذلك بأنّ الذين ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنّ) الأول وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني)

_ (1) أو متعلّق بالحقّ. (2) أو لا محلّ لها اعتراضيّة.

الصرف:

وجملة: «اتّبعوا الحقّ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثاني وجملة: «يضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (محمّد) ، اسم علم مشتقّ من الحمد، من (حمّد) الرباعيّ، وهو على وزن اسم المفعول وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين البلاغة الاستعارة المكينة: في قوله تعالى «أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ» . حيث شبه أعمالهم بالضالة من الإبل، التي هي بمضيعة، لا ربّ لها يحفظها ويعتني بأمرها. أو جعلها ضالة في كفرهم ومعاصيهم ومغلوبة بها، كما يضل الماء في اللبن. [سورة محمد (47) : الآيات 4 الى 6] فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (6) الإعراب: (الفاء) لربط ما بعدها بما قبلها برابط السببيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب (ضرب) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ضرب) مفعول مطلق لفعل محذوف، وقد ناب المصدر عن

_ (1) يجوز تعليقه بالفعل المقدّر العامل في (ضرب) .

فعله بالأمر (حتّى) حرف ابتداء (إذا) مثل الأول متعلّق ب (شدّوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (الفاء) عاطفة للتفريع (إمّا) حرف تخيير (منا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي: فإمّا أن تمنّوا منّا ... ومثله (إمّا فداء) ، (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (منّا) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تضع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى والمصدر المؤوّل (أن تضع ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بمضمون الأحداث الأربعة: الضرب، وشدّ الوثاق، والمنّ والفداء (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر ذلك (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) رابطة لجواب لو (منهم) متعلّق ب (انتصر) بتضمينه معنى انتقم (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (اللام) للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ببعض) متعلّق ب (يبلو) والمصدر المؤوّل (أن يبلو ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمركم بذلك (الواو) استئنافيّة، و (الواو) في (قتلوا) نائب الفاعل (في سبيل) متعلّق ب (قتلوا) ، (الفاء) زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط ... جملة: «لقيتم ... » في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها «1» وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: « (اضربوا) الرقاب ضربا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم

_ (1) والشرط وفعله وجوابه مترتّب على الأحكام السابقة أي إذا كان الأمر كما ذكر من ضلال الكافرين وتكفير سيّئات المؤمنين العاملين ... فإذا لقيتم..

وجملة: «أثخنتموهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «1» وجملة: «شدّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: « (تمنّون) منّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: « (تفدون) فداء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (تمنون) وجملة: «تضع الحرب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة- وجملة: «لو يشاء الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف القائم بعد حتّى الابتدائيّة وجملة: «انتصر منهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: « (أمركم) ليبلو» لا محلّ لها معطوفة على جملة لو يشاء وجملة: «يبلو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «الذين قتلوا ... لن يضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قتلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «سيهديهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يصلح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهديهم 6- (الواو) عاطفة (الجنّة) مفعول به على السعة «2» ، (لهم) متعلّق ب (عرّفها) وجملة: «يدخلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهديهم وجملة: «عرّفها ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3»

_ (1) الواو في (أثخنتموهم) زائدة هي إشباع حركة الميم. (2) والأصل: يدخلهم إلى الجنّة. (3) أو في محلّ نصب حال من فاعل يدخل أو مفعوله بتقدير قد. [.....]

الصرف:

الصرف: (4) الوثاق: اسم لما يوثق به الأسرى وهو القيد أو الحبل، وزنه فعال بفتح الفاء جمعه وثق بضمّتين (فداء) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فدى يفدي باب ضرب ... وفي اللفظ إعلال- أو إبدال- بقلب حرف العلّة- الياء- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله فداي ... وثمّة مصادر أخرى للفعل هي فدى بفتح الفاء وكسرها (تضع) ، فيه إعلال بالحذف، فهو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه تعل بفتحتين (بعضكم) ، اسم للجزء أو القسم أو الطائفة وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أبعاض زنة أفعال البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَضَرْبَ الرِّقابِ» . مجاز مرسل عن القتل، وعبّر به عنه إشعارا بأنه ينبغي أن يكون بضرب الرقبة حيث أمكن، وتصويرا له بأشنع صورة، لأن ضرب الرقبة فيه إطارة الرأس الذي هو أشرف أعضاء البدن ومجمع حواسه، وبقاء البدن ملقى على هيئة منكرة والعياذ بالله تعالى. وعلاقة هذا المجاز ذكر الجزء وإرادة الكل، فذكر ضرب الرقبة وأراد القتل. الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها» . حيث استعار الأوزار لآلات الحرب وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع، ويمكن أن تكون استعارة مكنية، بأن شبه الحرب بمطايا ذات أوزار أي أحمال ثقال، وإثبات الأوزار تخييل.

الفوائد:

الفوائد: - أحكام الجهاد والأسرى.. اختلف العلماء في حكم هذه الآية فقال قوم: هي منسوخة بقوله (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) . وبقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) . وهذا قول قتادة والضحاك والسدي وابن جريج. وإليه ذهب الأوزاعي وأصحاب الرأي، قالوا: لا يجوز المنّ على من وقع في الأسر من الكفار ولا الفداء، بل إما القتل وإما الاسترقاق، أيهما رأى الإمام ونقل صاحب الكشاف عن مجاهد قال: ليس اليوم منّ ولا فداء، إنما هو الإسلام أو ضرب العنق. وذهب أكثر العلماء إلى أن الآية محكمة، والإمام بالخيار في الرجال من الكفار إذا أسروا بين أن يقتلهم، أو يسترقهم، أو يمنّ عليهم فيطلقهم بلا عوض، أو يفاديهم بالمال أو بأسارى المسلمين وإليه ذهب ابن عمر، وبه قال الحسن وعطاء وأكثر الصحابة والعلماء. وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. قال ابن عباس: لما كثر المسلمون واشتد سلطانهم أنزل الله عز وجل في الأسارى (فإما منّا بعد وإما فداء) . وهذا القول هو الصحيح، ولأنه عمل النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء بعده. عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة، فربطوه في سارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه النبي (صلى الله عليه وسلم) . وفي الغد قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال مثل مقالته الأولى، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أطلقوا ثمامة فانطلق الى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. والله ما كان على الأرض أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ. والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ. والله ما كان من بلد

[سورة محمد (47) : آية 7]

أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله لا يأتينكم من اليمامة حبة حنطة حتّى يأذن فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . رواه البخاري ومسلم. ويستفاد من قوله تعالى: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها أن يستمر الجهاد إلى آخر الزمان. فجاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتى الدجال. [سورة محمد (47) : آية 7] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (7) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «تنصروا ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «ينصركم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «يثبّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط [سورة محمد (47) : الآيات 8 الى 9] وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (8) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (9) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (تعسا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لهم) متعلّق ب (تعسا) «1» ، (الواو) عاطفة، وفاعل (أضلّ) ضمير مستتر يعود على الله المفهوم من سياق الكلام

_ (1) اللام فيها معنى التعدية. أو الجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره العذاب لهم.

الصرف:

جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: « (تعسوا) تعسا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «أضلّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة (تعسوا) المقدّرة 9- والمصدر المؤوّل (أنّهم كرهوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (الفاء) عاطفة وجملة: «ذلك بأنّهم كرهوا ... » لا محلّ لها تعليل للدعاء السابق «1» وجملة: «كرهوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «أحبط ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كرهوا الصرف: (تعسا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ تعس باب فرح بمعنى سقط، وزنه فعل بفتح فسكون الفوائد. . الجملة المفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه. مثل: زيدا ضربته أو زيدا ضربت أخاه. فجملة ضربت مفسرة للفعل المحذوف المقدّر قبل (زيد) بمعنى (ضربت زيدا ضربته) وقوله تعالى وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ الذين مبتدأ وتعسا مفعول مطلق لفعل محذوف هو الخبر ولا يكون (الذين) منصوبا بمحذوف يفسره (تعسا) كما تقول: زيدا ضربا إياه وكذا لا يجوز أن تقول: زيدا جدعا له، ولا عمرا سقيا له. بل تقول بالرفع: زيد جدعا له، وعمر سقيا له. لأن اللام متعلقة بالفعل المحذوف لا بالمصدر، لأنه لا يتعدى بالحرف

_ (1) أو استئناف بيانيّ.

[سورة محمد (47) : الآيات 10 إلى 11]

وليست لام التقوية، لأنها لازمة، ولام التقوية غير لازمة وقوله تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ إن قدرت (من) زائدة فكم مبتدأ أو مفعول به لآتينا مقدّرا بعده. وإن قدرتها بيانا ل (كم) فهي مفعول به ثان مقدّم لآتينا فقط. مثل: أعشرين درهما أعطيتك. [سورة محمد (47) : الآيات 10 الى 11] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (10) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (11) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين (عليهم) متعلّق ب (دمّر) بتضمينه معنى أطبق أو سخط «1» ، ومفعول دمّر محذوف أي أموالهم وممتلكاتهم (الواو) عاطفة (للكافرين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أمثالها) جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أقعدوا فلم يسيروا وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يسيروا وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام، بتقدير الجارّ وجملة: «دمّر الله ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «للكافرين أمثالها» لا محلّ لها معطوفة على جملة دمّر الله

_ (1) وفي المعجم: دمّره ودمّر عليه أهلكه ... فلا تضمين ولا حذف مفعول.

[سورة محمد (47) : آية 12]

11- (ذلك بأنّ الله ... ) مثل ذلك بأنّهم «1» ، (لا) نافية للجنس (لهم) متعلّق بخبر لا ... والمصدر المؤوّل (أنّ الكافرين ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول إعرابا وتعليقا وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا مولى لهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ [سورة محمد (47) : آية 12] إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (12) الإعراب: (جنّات) مفعول به ثان على السعة «2» ، منصوب وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «3» بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) حرف مصدريّ ... (لهم) متعلّق بنعت ل (مثوى) والمصدر المؤوّل (ما تأكل الأنعام) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يأكلون

_ (1) في الآية (9) من هذه السورة. (2) والأصل يدخل الذين آمنوا إلى جنّات ... (3) أو متعلّق بحال من الأنهار.

البلاغة

جملة: «إنّ الله يدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يدخل ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «يتمتّعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «يأكلون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يتمتّعون وجملة: «تأكل الأنعام» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «النار مثوى لهم» لا محلّ لها استئنافيّة البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ» . حيث شبه الكفار بالأنعام في التمتع بالأكل، فهم يأكلون عن شره ونهم شأن البهائم، ازدراء لهم، وتحقيرا لحالهم، ووصفهم بالدناءة والبطنة مما تذمه العرب وتبغضه. [سورة محمد (47) : آية 13] وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (13)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كأيّن) كناية عن عدد بمعنى كثير مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من قرية) تمييز الكناية (قوّة) تمييز ب (أشدّ) ، (من قريتك) متعلّق بأشدّ (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لقريتك (الفاء) عاطفة (لا) نافية للجنس (لهم) متعلّق بخبر لا. جملة: «كأيّن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هي أشدّ ... » في محلّ جرّ نعت لقرية. وجملة: «أخرجتك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «أهلكناهم ... » في محلّ رفع خبر كأيّن. وجملة: «لا ناصر لهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر «1» . الفوائد: - كأيّن.. هي اسم مركب من كاف التشبيه وأي المنونة، ولذلك جاز الوقف عليها بالنون، لأن التنوين لما دخل في التركيب أشبه النون الأصلية، ولهذا رسم في المصحف نونا. ومن وقف عليها بحذفه اعتبر حكمه في الأصل وهو الحذف في الوقف. وتوافق (كأي) (كم) في أمور.. التصدير، وإفادة التكثير- معظم الأحيان- كقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ أما الاستفهام، فهو نادر جدا، كما في قول أبيّ بن كعب لابن مسعود رضي الله عنهما (كأين تقرأ سورة الأحزاب آية؟ فقال: ثلاثا وسبعين. وتخالفها في خمسة أمور:

_ (1) المعنى: أهلكناهم فلم ينصرهم ناصر فهو إخبار عمّا مضى ...

[سورة محمد (47) : آية 14]

1- هي مركبة وكم غير مركبة.. 2- مميزها مجرور بمن غالبا، وهكذا وردت في القرآن الكريم: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ) و (كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) . 3- لا تقع استفهامية عند الجمهور بل هي خبرية. 4- لا تقع مجروره. 5- خبرها لا يقع مفردا بل جملة. [سورة محمد (47) : آية 14] أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (14) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (على بيّنة) متعلّق بخبر كان (من ربّه) متعلّق بنعت ل (بيّنة) ، (كمن) متعلّق بخبر المبتدأ (من) الأول (له) متعلّق ب (زيّن) . جملة: «من كان على بيّنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان على بيّنة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «زيّن له سوء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الثانية. [سورة محمد (47) : آية 15] مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (15)

الإعراب:

«1» الإعراب: (مثل) مبتدأ مرفوع خبره محذوف أي: في ما يتلى عليكم مثل الجنّة- أو مثل الجنّة ما تقرؤون- (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للجنّة، والعائد محذوف (المتّقون) نائب الفاعل (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أنهار) (من ماء) متعلّق بنعت ل (أنهار) (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (من لبن) متعلّق بنعت ل (أنهار) الثاني (من خمر) نعت ل (أنهار) الثالث (للشاربين) متعلّق ب (لذّة) (من عسل) نعت ل (أنهار) الرابع (لهم) متعلّق بخبر مقدّم، والمبتدأ مقدّر أي: أصناف «2» ، (فيها) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر (من كلّ) متعلّق بنعت للمبتدأ المقدّر (مغفرة) معطوف على المبتدأ المقدّر (من ربّهم) متعلّق بنعت ل (مغفرة) (كمن) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره: أمن هو في هذا النعيم كمن هو خالد «3» ، (في النار) متعلّق ب (خالد) ، و (الواو) في (سقوا) نائب الفاعل (ما) مفعول به منصوب. جملة: «مثل الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «فيها أنهار» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» . وجملة: «لم يتغيّر طعمه» في محلّ جرّ نعت للبن.

_ (1) في إعراب هذه الآية تأويلات كثيرة من قبل المعربين الأوائل، وقد آثرنا أوضح هذه التخريجات وأسهلها وأقلّها تأويلا. (2) أو زوجان، أخذا من الآية الكريمة: فيهما من كلّ فاكهة زوجان. (3) أو مثل هذا الجزاء الموصوف كمثل جزاء من هو خالد ... ولكن في هذا زيادة تأويل. ويجوز أن يكون الجارّ والمجرور (كمن) ... خبرا للمبتدأ مثل الجنّة ... وما بينهما اعتراض. (4) أو هي خبر للمبتدأ مثل الجنّة، ولا يمنع عدم وجود الرابط لأنّ الخبر عين المبتدأ.

الصرف:

وجملة: «لهم فيها (أصناف) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها أنهار. وجملة: « (أمن هو في نعيم) كمن هو خالد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو خالد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «سقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . وجملة: «قطّع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سقوا. الصرف: (آسن) ، اسم فاعل من (أسن) الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد عوّض من الهمزة وألف فاعل بمدّة.. (طعم) ، اسم لما يدركه الذوق من حلاوة أو مرارة، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه طعوم بضمّتين (عسل) ، اسم لمادّة الطعام المعروفة، وهو يذكّر ويؤنّث، وقد جاء في الآية الكريمة مذكرا فوصف بكونه مصفّى، وزنه فعل بفتحتين، ويؤخذ منه فعل فيقال: عسل الطعام- بفتح الميم- أي عمله عسلا وهو من بابي نصر وضرب. (مصفّى) ، اسم مفعول من الرباعيّ صفّى، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. (سقوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف أصله سقيوا- بضمّ الياء- فاستثقلت الضمّة على الياء فسكّنت- إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى القاف.. اجتمعت الياء والواو ساكنتين فحذفت الياء- لام الكلمة- وهو اعلال بالحذف فأصبح سقوا، وزنه فعوا بضمّتين.

_ (1) أو هي حال بتقدير (قد) .

[سورة محمد (47) : آية 16]

(أمعاء) ، جمع معى- بكسر الميم وفتح العين بعدهما ألف- اسم لمصران البطن وزنه فعل، والألف منقلبة عن ياء لأنّ المثنى معيان.. و (الهمزة) في الجمع منقلبة عن ياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.. أو هو جمع معي وزنه فعل بفتح فسكون بعدهما ياء، والمعى والمعي مذكّر وقد يؤنّث. [سورة محمد (47) : آية 16] وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (16) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) ، (إليك) متعلّق ب (يستمع) ، (حتّى) حرف ابتداء (من عندك) متعلّق ب (خرجوا) ، (للذين) متعلّق ب (قالوا) ، (العلم) مفعول به منصوب (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مقدّم «1» ، (آنفا) حال منصوبة أي مبتدئا «2» ، (على قلوبهم) متعلّق ب (طبع) . جملة: «منهم من يستمع» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستمع إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «خرجوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوتوا العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره الموصول (ذا) ، وجملة قال صلة الموصول، ومقول القول محذوف وهو العائد. (2) يجوز أن يكون ظرفا متعلّقا ب (قال) أي ماذا قال الساعة ... [.....]

الصرف:

وجملة: «قال ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل قالوا وجملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «طبع الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الصرف: (آنفا) ، اسم فاعل من (أنف) الثلاثي، وهو فعل غير مستعمل، والمدّة عوض من الهمزة والألف ... [سورة محمد (47) : آية 17] وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (17) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اهتدوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (هدى) مفعول به ثان جملة: «الذين اهتدوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اهتدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «زادهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «آتاهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة زادهم. [سورة محمد (47) : آية 18] فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (18) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، والضمير في (ينظرون) يعود على كفار مكّة (إلّا) للحصر (بغتة) مصدر في

الصرف:

موضع الحال «1» ، (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق.. والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم) في محلّ نصب بدل اشتمال من الساعة أي: ينظرون إتيان الساعة. (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ذكراهم) «2» ، (لهم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط، وفاعل (جاءتهم) ضمير يعود على الساعة. جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «جاء أشراطها» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أنّى لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (أشراطها) ، جمع شرط وزنه فعل بفتحتين أي علامة، ووزن أشراط أفعال كسبب وأسباب. الفوائد: - أشراط الساعة.. أشارت هذه الآية إلى مجيء أشراط الساعة بقوله تعالى:

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى ... تأتيهم بمعنى تباغتهم. (2) يجوز أن يكون (ذكراهم) فاعلا لفعل جاءتهم ... وحينئذ يكون المبتدأ مقدر أي أنى لهم الخلاص ... (3) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة الاستئناف: أولئك الذين طبع الله ... (الآية 16) وما بينهما اعتراض.

[سورة محمد (47) : آية 19]

فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها لما كان أمر الساعة مستبطأ في النفوس ذكر الله عز وجل أنها تأتي بغتة، وأنه قد حصل بعض أماراتها وعلاماتها وقد ذكر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كثير من أحاديثه الصحيحة. وسنورد بعضها للبيان: عن سهل بن سعد قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بإصبعه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: بعثت أنا والساعة كهاتين. قيل معناه بأن ما بين مبعثه (صلى الله عليه وسلم) وقيام الساعة كما بين هذين الإصبعين في فارق الطول، فهو شيء يسير. وقيل: هو إشارة إلى قرب المجاورة. عن أنس، قال عند قرب وفاته: ألا أحدثكم حديثا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يحدثكم به أحد غيري؟ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل (الجهل بالشرع والدين) ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيّم. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن من أشراط الساعة: أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشحّ، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل أعرابي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: متى الساعة؟ فقال (صلى الله عليه وسلم) إذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: وما تضييع الأمانة، قال: أن يوسد الأمر غير أهله. وقال العلماء: من أشراط الساعة انشقاق القمر، بدليل قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [سورة محمد (47) : آية 19] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (19) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (الله) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (لذنبك) متعلّق ب (استغفر) ، وكذلك (للمؤمنين) بحذف مضاف أي لذنب المؤمنين ...

الصرف:

(الواو) للاستئناف والمصدر المؤوّل (أنّه لا اله إلّا الله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم جملة: «اعلم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فخذ العلم بوحدانية الله. وجملة: «لا إله إلّا الله» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «استغفر ... » معطوفة على جملة اعلم. وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . الصرف: (متقلّبكم) ، مصدر ميميّ للخماسيّ تقلّب، وزنه متفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. [سورة محمد (47) : الآيات 20 الى 21] وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (20) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف تخضيض (الفاء) عاطفة وكذلك الواو (فيها) متعلّق ب (ذكر) ، (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ

(مرض) (إليك) متعلّق ب (ينظرون) ، (نظر) مفعول مطلق منصوب (عليه) في موضع نائب الفاعل لاسم المفعول المغشيّ (من الموت) متعلّق ب (المغشيّ) (الفاء) استئنافيّة (أولى) مبتدأ «1» مرفوع خبره (طاعة) «2» ، (لهم) متعلّق ب (أولى) «3» . جملة: «يقول الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لولا نزّلت سورة» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنزلت سورة» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ذكر فيها القتال» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلت. وجملة: «رأيت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من الموصول. وجملة: «أولى لهم» لا محلّ لها استئنافيّة. 21- (الفاء) استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصدق والإيمان المفهومين من السياق (لهم) متعلّق ب (خيرا) .

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الهلاك أو العقاب لهم ... أي أقرب وأدنى.. والأصمعي وحده جعله فعلا ماضيا فاعله ضمير يدلّ عليه السياق أي قاربه ما يهلكه، وتبعه في ذلك المبرّد والزمخشريّ. (2) أو خبره (لهم) ، والمعنى: الهلاك لهم لأنّ أولى من الويل ... وحينئذ يكون (طاعة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أمرنا طاعة.. أو هو مبتدأ خبره محذوف تقديره أمثل بكم أو منا طاعة (3) واللام بمعنى الباء أي: أولى بهم طاعة وقول معروف.

الصرف:

وجملة: «عزم الأمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لو صدقوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) . وجملة: «كان خيرا لهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . الصرف: (20) نظر: مصدر سماعيّ للثلاثيّ نظر باب نصر، وزنه فعل بفتحتين. (المغشيّ) ، اسم مفعول من الثلاثيّ غشي، والأصل في وزنه هو مفعول، ثمّ وقع فيه إعلال بالقلب، أصله مغشوي- بياء في آخره- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى ثمّ كسرت الشين لمناسبة الياء. (أولى) ، انظر الآية (68) من سورة آل عمران ... وفي هذه الحال هو مشتّق من الولي وهو القرب ووزنه أفعل، وقيل هو مشتّق من الويل فوزنه أفلع. الفوائد: - ما يحتمل المبتدأ أو الخبر.. ورد في هذه الآية قوله تعالى: طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ، فإنه يجوز إعراب طاعة خبر لمبتدأ محذوف. والتقدير: أمرنا طاعة. كما يجوز إعرابها مبتدأ، والتقدير طاعة وقول معروف أمثل. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع، سنشير إليها: 1- يكثر ذلك بعد الفاء كقوله تعالى: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) فإن أعربت أخبارا، فالتقدير: الواجب كذا، وإن أعربت مبتدأ، فالتقدير فعليه كذا، أو فعليكم كذا. 2- ويأتي في غيره: كقوله تعالى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ أي أمري أو صبر جميل

[سورة محمد (47) : آية 22]

أمثل. وقوله تعالى: طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ أي أمرنا، أو أمثل. ويدل للأول قوله: فقالت على اسم الله أمرك طاعة ... وإن كنت قد كلفت ما لم أعوّد الشاهد قوله: (أمرك طاعة) مما يرجح الخبر على كونها مبتدأ. لأن الشاعر اعتبر (طاعة) خبرا للمبتدأ (أمرك) وقد جاء مصرحا به لذا فإذا أردنا التقدير نقدر على ضوء ما هو مصرح به. [سورة محمد (47) : آية 22] فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (22) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (هل) حرف استفهام (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (تفسدوا) ، (تقطّعوا) مضارع منصوب معطوف على (تفسدوا) بالواو.. والمصدر المؤوّل (أن تفسدوا) في محلّ نصب خبر عسيتم جملة: «عسيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «تفسدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تقطّعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفسدوا. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ» .

[سورة محمد (47) : آية 23]

فقد نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب، على طريقة الالتفات، ليكون أبلغ في تأكيد التوبيخ وتشديد التقريع. [سورة محمد (47) : آية 23] أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (23) الإعراب: (الفاء) عاطفة ومثلها (الواو) ، وفاعل (أصمّهم، أعمى) ضميران يعودان على لفظ الجلالة.. جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لعنهم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أصمّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أعمى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصمّهم. [سورة محمد (47) : آية 24] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (24) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية (أم) منقطعة بمعنى بل (على قلوب) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أقفالها) . جملة: «لا يتدبّرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا فلا يتدبّرون ... - أو هي استئنافيّة-. وجملة: «على قلوب أقفالها ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أقفال) ، جمع قفل، اسم للأداة المعروفة مستعملا على سبيل المجاز، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي أقفل بفتح الهمزة وضمّ الفاء وقفول بضمّتين.

البلاغة

البلاغة التنكير: في قوله تعالى «أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها» . تنكير القلوب، إما لتهويل حالها وتفظيع شأنها، بإبهام أمرها في القساوة والجهالة كأنه قيل: على قلوب منكرة لا يعرف حالها ولا يقادر قدرها في القساوة، وإما لأن المراد بها قلوب بعض منهم، وهم المنافقون، وإضافة الأقفال للدلالة على أنها أقفال مخصوصة بها مناسبة لها غير مجانسة لسائر الأقفال المعهودة. ففي الكلام استعارة: فقد شبّه قلوبهم بالصناديق، واستعار لها شيئا من لوازمها وهي الأقفال المختصة بها، لاستبعاد فتحها واستمرار انغلاقها. [سورة محمد (47) : الآيات 25 الى 28] إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (25) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (27) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28) الإعراب: (على أدبارهم) متعلّق ب (ارتدّوا) ، (من بعد) متعلّق ب (ارتدّوا) ، (ما) حرف مصدريّ (لهم) متعلّق ب (تبيّن) ... والمصدر المؤوّل (ما تبيّن..) في محلّ جرّ مضاف إليه.

(لهم) الثاني متعلّق ب (سوّل) ، و (لهم) الثالث متعلّق ب (أملى) . جملة: «إنّ الذين ارتدّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ارتدّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تبيّن لهم الهدى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «الشيطان سوّل ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «سوّل لهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشيطان) . وجملة: «أملى لهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة سوّل. 26- والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . (للذين) متعلّق ب (قالوا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (في بعض) متعلّق ب (نطيعكم) ، (الواو) حالية.. وجملة: «ذلك بأنّهم قالوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كرهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «نزّل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «سنطيعكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله يعلم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . 27- (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف

الصرف:

تقديره حالهم «1» ، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بالمبتدأ المقدّر «2» . وجملة: «كيف (حالهم) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «توفّتهم الملائكة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يضربون ... » في محلّ نصب حال من الملائكة أو من المفعول. 28- (ذلك بأنّهم..) مثل الأولى «3» (ما) موصول مفعول به (الله) لفظ الجلالة مفعول به (الفاء) عاطفة. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أسخط ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كرهوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّبعوا. وجملة: «أحبط ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كرهوا. الصرف: (أملى) ، رسمت الألف بياء غير منقوطة لأنها رابعة برغم كونها منقلبة عن واو، فثلاثيّه ملا يملو، والملاوة البرهة من الدهر ... (26) إسرار: مصدر قياسيّ للفعل الرباعيّ أسرّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة. [سورة محمد (47) : الآيات 29 الى 31] أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (31)

_ (1) أو في محلّ نصب حال عاملها فعل مقدّر أي كيف يصنعون. (2) أو متعلّق بالفعل المقدّر. (3) في الآية (26) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف. جملة: «حسب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن يخرج الله ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أن لن يخرج الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب. 30- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو في الموضعين و (الفاء) عاطفة (بسيما) متعلّق ب (عرفتهم) ، (الواو) عاطفة و (اللام) الثالثة لام القسم لقسم مقدّر (تعرفنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (في لحن) متعلّق ب (تعرفنّ) والجارّ للسببيّة، (الواو) استئنافيّة. وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أريناكهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «عرفتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «تعرفنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم أعمالكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (لله) .

الصرف:

31- (الواو) عاطفة (لنبلونّكم) مثل لتعرفنّهم (حتّى) حرف غاية وجرّ (نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى. والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نبلونّكم) . (منكم) متعلّق بحال من المجاهدين (الواو) عاطفة في الموضعين (نبلو) مضارع منصوب معطوف على (نعلم) . وجملة: «نبلونّكم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى. وجملة: «نعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «نبلو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعلم الصرف: (أضغانهم) ، جمع ضغن اسم بمعنى الحقد وزنه فعل بكسر فسكون والجمع أفعال. (أخبار) ، جمع خبر.. اسم للحديث المرويّ، وزنه فعل بفتحتين، ووزن أخبار أفعال. (لحن) ، مصدر الثلاثيّ لحن أي أخطأ في الكلام أو هو اسم بمعنى الفحوى، أو الخطأ في الكلام وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ» . فشبه المرض النفسي بالمرض الجسدي، إذ أن كلا منهما يتلف المرء وينغص عليه حياته. وصرح هنا بالمشبه به دون المشبه، والاستعارة أبلغ، لأن الأمراض الجسدية ظاهرة للعين بادية الأثر.

[سورة محمد (47) : آية 32]

[سورة محمد (47) : آية 32] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (32) الإعراب: (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) بتضمينه معنى أعرضوا (من بعد) متعلّق ب (شاقّوا) ، (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما تبيّن..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (لهم) متعلّق ب (تبيّن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي ضرارا ما (الواو) عاطفة. جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «شاقّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تبيّن لهم الهدى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لن يضرّوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «سيحبط ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر إنّ. [سورة محمد (47) : آية 33] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (33) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة ...

[سورة محمد (47) : آية 34]

جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أطيعوا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أطيعوا الرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا تبطلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. [سورة محمد (47) : آية 34] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) الإعراب: (إنّ الذين ... سبيل الله) مرّ إعرابها «1» ، (ثمّ) . حرف عطف (الواو) حاليّة (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول اسم إنّ للشرط (لهم) متعلّق ب (يغفر) . جملة: «ماتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة كفروا ... وجملة: «هم كفّار ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لن يغفر الله لهم» في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة محمد (47) : آية 35] فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (35) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدّر (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (تدعوا) مضارع مجزوم معطوف على (تهنوا) ، (إلى السلم) متعلّق

_ (1) في الآية (32) مفردات وجملا.

الصرف:

ب (تدعوا) ، (الواو) حالية والثانية استئنافيّة والثالثة عاطفة ... (معكم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر. جملة: «تهنوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا لقيتم الكافرين فلا تهنوا ... أو إذا علمتم وجوب الجهاد فلا تهنوا. وجملة: «تدعوا ... » معطوفة على جملة تهنوا. وجملة: «أنتم الأعلون» في محلّ نصب حال. وجملة: «الله معكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن يتركم ... » معطوفة على جملة الله معكم. الصرف: (يتركم) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يوتركم، فهو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه يعلكم. الفوائد: - مع.. 1- هي اسم، بدليل التنوين في قولك (معا) ، وتسكين عينه لغة غنم وربيعة، وقول النحاس إنها حرف مردود. وتستعمل مضافة فتكون ظرفا، ولها حينئذ ثلاث معان: 1- موضع الاجتماع ولهذا يخبر بها عن الذوات، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها وَاللَّهُ مَعَكُمْ. 2- زمانه: (جئت مع العصر) .. 3- مرادفة (عند) كقراءة بعضهم (هذا ذكر من معي) . 2- وتكون مفردة فتنوّن، وتكون حالا، وقد جاءت ظرفا مخبرا به في نحو قول جندل بن عمرو: أفيقوا بني حرب وأهواؤنا معا ... وأرماحنا موصولة لم تقضب

[سورة محمد (47) : الآيات 36 إلى 38]

وقيل (معا) حال والخبر محذوف.. وهي في الإفراد بمعنى جمعا عند ابن مالك، وهو خلاف قول ثعلب. إذا قلت جاؤوا جمعيا احتمل أن فعلهم في وقت واحد أو في وقتين، وإذا قلت جاؤوا معا فالوقت واحد. وتستعمل معا للجماعة كما تستعمل للاثنين. قال متمم بن نويرة: يذكّرون ذا البث الحزين ببثهّ ... إذا حنت الأولى سجعن لها معا وقالت الخنساء: وأفنى رجالي فبادوا معا ... فأصبح قلبي بهم مستفزّا [سورة محمد (47) : الآيات 36 الى 38] إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (36) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (37) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (38) الإعراب: جملة: «إنّما الحياة ... لعب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على تؤمنوا.

وجملة: «يؤتكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يسألكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. 37- (الواو) في (يسألكموها) زائدة هي إشباع حركة الميم. (الفاء) عاطفة (يحفكم) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط، وفاعل (يخرج) ضمير يعود على البخل المفهوم من قوله (تبخلوا) جواب الشرط. وجملة: «يسألكموها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: «يحفكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألكموها. وجملة: «تبخلوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. 38- (هؤلاء) اسم إشارة في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) «1» ، و (الواو) في (تدعون) نائب الفاعل (اللام) للتعليل (تنفقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في سبيل) متعلّق ب (تنفقوا) . والمصدر المؤوّل (أن تنفقوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تدعون) . (الفاء) عاطفة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) الموصول (الواو) استئنافيّة (من) الثاني اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (عن نفسه) متعلّق ب (يبخل) ، (الواو) اعتراضيّة، وعاطفة في الموضعين التاليين (تتولّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط ... والواو فاعل (غيركم) نعت ل (قوما) منصوب (لا) نافية (يكونوا)

_ (1) أو هو منادى حذف منه أداة النداء، وجملة تدعون خبر المبتدأ أنتم.

مضارع ناقص مجزوم معطوف على (يستبدل) ، (أمثالكم) خبر يكونوا منصوب. وجملة: «أنتم هؤلاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «منكم من يبخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعون. وجملة: «يبخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «من يبخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبخل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «إنّما يبخل عن نفسه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «الله الغنيّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أنتم الفقراء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة. وجملة: «تتولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط من يبخل ... أو على جملة الشرط إن تؤمنوا. وجملة: «يستبدل ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يكونوا أمثالكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يستبدل. انتهت سورة «محمد» ويليها سورة «الفتح»

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

سورة الفتح

بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفتح آياتها 29 آية [سورة الفتح (48) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3) الإعراب: (لك) متعلّق ب (فتحنا) ، (اللام) للتعليل (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لك) متعلّق بفعل (يغفر) (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (من ذنبك) متعلّق بحال من فاعل تقدّم (ما تأخّر) معطوف على ما تقدّم.. والمصدر المؤوّل (أن يغفر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (فتحنا) «1» . (يتمّ) مضارع منصوب معطوف على (يغفر) ، (عليك) متعلّق ب (يتمّ) ، (يهديك، ينصرك) معطوفان على (يغفر) .

_ (1) قال ابن هشام في الشذور: «فإن قلت: ليس فتح مكّة علّة للمغفرة، قلت: هو كما ذكرت ولكنّه لم يجعل علّة لها وإنّما جعل علة لاجتماع الأمور الأربعة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي المغفرة، وإتمام النعمة، والهداية، وحصول النصر العزيز ... ولا شكّ أنّ اجتماعها له عليه السلام حصل حين فتح الله تعالى مكّة عليه» أهـ.

البلاغة

جملة: «إنّا فتحنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «فتحنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يغفر لك الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تقدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «تأخّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «يتمّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «يهديك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «ينصرك الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. البلاغة التعبير بالماضي: في قوله تعالى «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» . حيث جاء الإخبار بالفتح على لفظ الماضي وإن لم يقع بعد، لأن المراد فتح مكة، والآية نزلت حين رجع عليه الصلاة والسلام من الحديبية قبل عام الفتح، وذلك على عادة ربّ العزة سبحانه وتعالى في أخباره، لأنها كانت محققة، نزلت منزلة الكائنة الموجودة، وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر ما لا يخفى. 2- الالتفات: في قوله تعالى «لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ» . حيث التفت في هذه الآية الكريمة من التكلم إلى الغيبة، تفخيما لشأنه عز وجل. وفي إسناد المغفرة إليه تعالى بالاسم الأعظم بعد إسناد الفتح إليه تعالى بنون العظمة إيماء إلى أن المغفرة مما يتولاها سبحانه بذاته، وأن الفتح مما يتولاه جل شأنه بالوسائط.

الفوائد

3- الاسناد المجازي: في قوله تعالى «نَصْراً عَزِيزاً» . حيث أسند العز والمنعة إلى النصر، أي: قويا منيعا على وصف المصدر بوصف صاحبه مجازا للمبالغة. وهذه الصفات في الأصل للمنصور وليست للنصر. الفوائد الفتح المبين.. اختلف العلماء في هذا الفتح، فروى قتادة عن أنس أنّه فتح مكة، وقال مجاهد: إنه فتح خيبر، وقيل: هو فتح فارس والروم، وسائر بلاد الإسلام التي يفتحها الله عز وجل له فإن قيل هذه البلاد لم تكن قد فتحت بعد، فكيف ذكر ذلك بصيغة الماضي. والجواب: ذلك بصيغة الماضي للدلالة على حتمية الوقوع والحدوث، وقال أكثر المفسرين: أن المراد بهذا الفتح «صلح الحديبية» وهو الأصح وهو رواية عن أنس، فكان الصلح مع المشركين يوم الحديبية مستصعبا حتّى فتحه الله عز وجل ويسره. قال الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم فأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، فعز الإسلام في ذلك، وأكرم الله عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم [سورة الفتح (48) : آية 4] هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4) الإعراب: (في قلوب) متعلّق ب (أنزل) ، (اللام) للتعليل (يزدادوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (إيمانا) تمييز منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (ايمانا) ..

[سورة الفتح (48) : الآيات 5 إلى 7]

جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يزدادوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يزدادوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل) . (الواو) عاطفة في الموضعين (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (جنود) ، (الواو) استئنافيّة.. وجملة: «لله جنود ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كان الله عليما ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الفتح (48) : الآيات 5 الى 7] لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7) الإعراب: (اللام) للتعليل (يدخل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «1» .

_ (1) أو بمحذوف حال من الأنهار. [.....]

والمصدر المؤوّل (أن يدخل..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمر الله بالجهاد.. (خالدين) حال منصوبة من مفعول يدخل (فيها) متعلّق ب (خالدين) (يكفّر) مضارع منصوب معطوف على (يدخل) بالواو (عنهم) متعلّق ب (يكفّر) ، (الواو) اعتراضيّة (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من الخبر (فوزا) . جملة: « (أمر الله) ليدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل. وجملة: «كان ذلك ... فوزا» لا محلّ لها اعتراضيّة. 6- (الواو) عاطفة في المواضع السبعة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يدخل) ، (الظانّين) نعت للمنافقين وما عطف عليه (بالله) متعلّق ب (الظانّين) (ظن) مفعول مطلق منصوب عامله اسم الفاعل (الظانّين) ، (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دائرة) ، والثاني متعلّق ب (غضب) ، (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ، (ساءت) ماض لإنشاء الذمّ والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «1» ، (مصيرا) تمييز الضمير فاعل ساءت، والمخصوص بالذمّ محذوف أي جهنّم. وجملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل. وجملة: «عليهم دائرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «غضب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.

_ (1) فعل المدح أو الذمّ المؤنّث يجوز في فاعله أن يكون مذكّرا أو مؤنّثا.

الصرف:

وجملة: «لعنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة. وجملة: «أعدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة. وجملة: «ساءت مصيرا» لا محلّ لها استئنافيّة. (الواو) استئنافيّة (لله جنود..) مرّ إعرابها «1» . الصرف: (6) المنافقين: جمع المنافق، اسم فاعل من الرباعيّ نافق، وزنه مفاعل. (المنافقات) ، جمع المنافقة مؤنّث المنافق ... (الظانين) ، جمع الظانّ، اسم فاعل من الثلاثيّ ظنّ وزنه فاعل، والعين واللام من حرف واحد. (دائرة) ، مصدر بزنة اسم الفاعل المؤنث.. أو هو اسم فاعل من دار سمّي به حادثة الزمان والدائرة اسم للخط المحيط بالمركز وقد يستعمل مجازا للحادثة المحيطة.. والهمزة في (دائرة) منقلبة عن واو، أصله داورة، جاءت الواو بعد ألف فاعل قلبت همزة. [سورة الفتح (48) : الآيات 8 الى 9] إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9) الإعراب: (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالله) متعلّق ب (تؤمنوا) ، جملة: «إنّا أرسلناك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) في الآية (4) مفردات وجملا.

[سورة الفتح (48) : آية 10]

والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلناك) . 9- (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (تعزّروه، توقّروه، تسبّحوه) أفعال مضارعة منصوبة معطوفة على (تؤمنوا) ، (بكرة) ظرف منصوب متعلّق ب (تسبّحوه) .. وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تعزّروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا. وجملة: «توقّروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا. وجملة: «تسبّحوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا. [سورة الفتح (48) : آية 10] إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة في الموضعين (فوق) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (يد) (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على نفسه) متعلّق ب (ينكث) ، (من أوفى) مثل من نكث، الفعل فيهما في محلّ جزم فعل الشرط (بما) متعلّق ب (أوفى) ، عليه) متعلّق ب (عاهد) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (السين) للاستقبال (أجرا) مفعول به ثان منصوب.. جملة: «إنّ الذين يبايعونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يبايعونك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّما يبايعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

البلاغة

وجملة: «يد الله فوق أيديهم» في محلّ نصب حال من فاعل يبايعون «1» . وجملة: «من نكث ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «نكث ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إنّما ينكث ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أوفى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من نكث. وجملة: «من أوفى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «3» . وجملة: «عاهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «سيؤتيه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ» . حيث أطلق سبحانه وتعالى اسم المبايعة على هذه المعاهدة على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية. الفوائد: - بيعة الرضوان.. كانت هذه البيعة بالحديبية، وهي قرية ليست بكبيرة، بينها وبين مكة أقل من مرحلة، سميت ببئر هناك، ويجوز في لفظها تخفيف الياء وهو الأفصح، ويجوز تشديدها، وكان سبب البيعة أنّه أشيع مقتل عثمان رضي الله عنه في مكة، حيث بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمهمة. عن يزيد بن عبيدة قال: قلت لسلمة بن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: على الموت. عن معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة (وكانت البيعة تحتها)

_ (1) أو لا محلّ لها تعليليّة. (2، 3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الفتح (48) : الآيات 11 إلى 14]

والنبي (صلى الله عليه وسلم) يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على ألا نفر. قال العلماء: لا منافاة بين الحديثين، ومعناهما صحيح. بايعه جماعة منهم سلمة بن الأكوع على الموت، وبايعه جماعة منهم معقل بن يسار على ألا يفروا. [سورة الفتح (48) : الآيات 11 الى 14] سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (14) الإعراب: (لك) متعلّق ب (يقول) ، (من الأعراب) حال من (المخلّفون) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لنا) متعلّق ب (استغفر) ، (بألسنتهم) متعلّق بحال من فاعل يقولون (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به «1» (في قلوبهم) متعلّق بخبر ليس (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من)

_ (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب.

اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق ب (يملك) وكذلك (من الله) بحذف مضاف بتضمين يملك معنى يمنع (أراد) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (بكم) متعلّق بحال من (ضرّا) ، والثاني متعلّق بحال من (نفعا) ، (بل) للإضراب (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبيرا) . جملة: «سيقول لك المخلّفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «شغلتنا أموالنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فاستغفر. وجملة: «يقولون» لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ليس في قلوبهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يملك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أراد الله إهلاككم فمن يملك.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يملك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «أراد بكم ضرّا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أراد بكم نفعا ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «كان الله ... خبيرا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) .

12- (بل) للإضراب (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (إلى أهليهم) متعلّق ب (ينقلب) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينقلب) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (في قلوبكم) متعلّق ب (زيّن) (ظنّ) مفعول مطلق منصوب ... وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينقلب الرسول ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. والمصدر المؤوّل (أن لن ينقلب..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظننتم. وجملة: «زيّن ذلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظننتم. وجملة: «ظننتم (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظننتم الأولى. وجملة: «كنتم قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظننتم الأولى. 13- (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لم) للنفي فقط (بالله) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط جازم- أو تعليليّة- (للكافرين) متعلّق بحال من (سعيرا) «1» . وجملة: «من لم يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة» . وجملة: «لم يؤمن ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «إنّا أعتدنا ... » في محلّ جزم جواب الشرط «4» . وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو متعلّق ب (أعتدنا) . (2) أو هي استئنافيّة غير داخلة في الكلام الملقّن الذي نقله الرسول إلى الكافرين. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (4) أو هي تعليل للجواب المقدّر أي من لم يؤمن فإنّا نعذّبه لأنّنا أعتدنا للكافرين سعيرا.

البلاغة

14- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) (لمن) متعلّق ب (يغفر) .. وجملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يؤمن. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لله ملك.. البلاغة فن اللف: في قوله تعالى «فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً» في هذه الآية الكريمة فن اللف. وكان الأصل: فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرّا، ومن يحرمكم النفع إن أراد بكم نفعا لأن مثل هذا النظم يستعمل في الضر، وكذلك ورد في الكتاب العزيز مطردا، كقوله «فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ» . «وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً» وأمثاله كثيرة، وسر اختصاصه بدفع المضرة: أن الملك مضاف في هذه المواضع باللام، ودفع المضرة نفع يضاف للمدفوع عنه، وليس كذلك حرمان المنفعة، فإنه ضرر عائد عليه لا له فإذا ظهر ذلك فإنما انتظمت الآية على هذا الوجه، لأن القسمين يشتركان في أن كل واحد منهما نفي لدفع المقدر من خير وشر، فلما تقاربا أدرجهما في عبارة واحدة، وخص عبارة دفع الضر، لأنه هو المتوقع لهؤلاء، إذ الآية في سياق التهديد أو الوعيد الشديد، وهي نظير قوله تعالى: «قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً» فإن العصمة تكون من السوء لا من الرحمة.

[سورة الفتح (48) : آية 15]

[سورة الفتح (48) : آية 15] سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) الإعراب: (إذا) ظرف مجرّد من الشرط متعلّق ب (سيقول) ، (إلى مغانم) متعلّق ب (انطلقتم) ، (اللام) للتعليل (تأخذوها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (نتبعكم) مضارع مجزوم جواب الأمر ... والمصدر المؤوّل (أن تأخذوها) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (انطلقتم) . والمصدر المؤوّل (أن يبدّلوا..) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة. (كذلكم) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله قال (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بل) للإضراب في الموضعين (لا) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول به منصوب أي قليلا من أمور الدين. جملة: «سيقول المخلّفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انطلقتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تأخذوها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «ذرونا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نتّبعكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تذرونا نتّبعكم

[سورة الفتح (48) : الآيات 16 إلى 17]

وجملة: «يريدون ... » في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في ذرونا «1» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لن تتّبعونا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «سيقولون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن سمعوا ذلك فسيقولون.. ومقول القول محذوف تقديره: ليس ذلك النهي حكما من الله. وجملة: «تحسدوننا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كانوا لا يفقهون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يفقهون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. [سورة الفتح (48) : الآيات 16 الى 17] قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (17)

_ (1) أو من (المخلّفون) ... ويجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (للمخلّفين) متعلّق ب (قل) ، (من الأعراب) متعلّق بحال من المخلّفين، و (الواو) في (تدعون) نائب الفاعل (إلى قوم) متعلّق ب (تدعون) بحذف مضاف أي إلى قتال قوم (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما تولّيتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تتولّوا «1» . (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تولّيتم) ، (عذابا) مفعول مطلق منصوب.. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ستدعون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تقاتلونهم ... » في محلّ نصب حال من نائب الفاعل «2» . وجملة: «يسلمون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تقاتلونهم «3» . وجملة: «إن تطيعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ستدعون. وجملة: «يؤتكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إن تتولّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إن تطيعوا. وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .. وجملة: «يعذّبكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء.

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل تتولّوا. (2) أو في محلّ جرّ نعت لقوم. (3) جاء في حاشية الجمل ما يلي: «وعبارة السمين (يسلمون) على رفعه بإثبات النون عطفا على (تقاتلونهم) أو على الاستئناف أي: أو هم يسلمون» اه ... وهذا يعني أنّ الحرف (أو) يمكن أن يكون حرف استئناف شأنه شأن الواو والفاء وثمّ ... [.....]

البلاغة

17- (على الأعمى) متعلّق بمحذوف خبر ليس، وكذلك (على الأعرج، على المريض) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين و (حرج) الثاني والثالث معطوفان على- الأول (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (يطع) مجزوم فعل الشرط وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «1» (من يتولّ) مثل من يطع، وعلامة جزم الفعل حذف حرف العلّة.. وجملة: «ليس على الأعمى حرج ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «من يطع الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ليس ... وجملة: «يطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «من يتولّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يطع. وجملة: «يتولّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «يعذّبه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. البلاغة التكرير: في قوله تعالى «قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ» . فقد تكرر ذكر القبائل المتخلفة حيث جاء في الآية السابقة قوله تعالى «سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ» وهذا التكرير لذكرهم مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف. الفوائد - امتحان الاعراب ... بينت هذه الآية أن الأعراب في المستقبل، سيدعون لقتال قوم أشداء، فإن

_ (1) أو متعلّق بحال من الأنهار. (2، 3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الفتح (48) : الآيات 18 إلى 21]

أطاعوا آتاهم الله أجرهم، وإن تولّوا عذبهم عذابا أليما. وقد اختلف العلماء من هم القوم أولو البأس الشديد، فقال ابن عباس ومجاهد: هم أهل فارس، وقال كعب: هم الروم، وقال الحسن: هم فارس والروم، وقال سعيد بن جبير: هوازن وثقيف، وقال قتادة: هوازن وثقيف وغطفان يوم حنين، وقال الزهري وجماعة: هم بنو حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة الكذاب، وأقوى هذه الأقوال قول من قال: إنهم هوازن وثقيف، لأن الداعي هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبعدها قول من قال: إنهم بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب. أما الدليل على صحة القول الأول، فهو أن العرب كان قد ظهر أمرهم في آخر الأمر على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يبق إلا مؤمن أو كافر مجاهر، وأما المنافقون فكان قد علم حالهم لامتناع النبي (صلى الله عليه وسلم) من الصلاة عليهم، وكان الداعي هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى حرب من خالفه من الكفار، وكانت هوازن وثقيف من أشد العرب بأسا، وكذلك غطفان، فاستنفر النبي (صلى الله عليه وسلم) العرب لغزو حنين وبني المصطلق. فصحّ بهذا البيان أن الداعي هو النبي (صلى الله عليه وسلم) . [سورة الفتح (48) : الآيات 18 الى 21] لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (20) وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (21)

الإعراب:

الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عن المؤمنين) متعلّق ب (رضي) ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (رضي) ، (تحت) ظرف منصوب متعلّق ب (يبايعونك) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (في قلوبهم) متعلّق بمحذوف صلة ما (عليهم) متعلّق ب (أنزل) ، (فتحا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «رضي الله ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «يبايعونك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «علم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبايعونك «1» . وجملة: «أنزل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة علم. وجملة: «أثابهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزل. 19- (الواو) عاطفة (مغانم) معطوف على (فتحا) منصوب (الواو) استئنافيّة.. وجملة: «يأخذونها ... » في محلّ نصب نعت لمغانم «2» . وجملة: «كان الله عزيزا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 20- (الفاء) عاطفة (لكم) متعلّق ب (عجّل) ، (عنكم) متعلّق ب (كفّ) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام، واسمه ضمير يعود على المغانم (للمؤمنين) متعلّق بنعت ل (آية) . والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (كفّ) ، والجارّ

_ (1) فعل المبايعة ماض في معناه، والعطف على (رضي) لا يستقيم. (2) أو في محلّ نصب حال من مغانم لكونه موصوفا.

البلاغة

والمجرور معطوف على تعليل مقدّر أي: كفّ أيدي الناس عنكم لتشكروه ولتكون آية.. وجملة: «وعدكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تأخذونها ... » في محلّ نصب نعت لمغانم (الثاني) «1» . وجملة: «عجّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعدكم. وجملة: «كفّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عجّل. وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يهديكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون ... 21- (الواو) عاطفة (أخرى) مفعول به لفعل محذوف تقديره وعدكم أو أثابكم- وهو نعت لمنعوت مقدّر أي مغانم أخرى «2» - (عليها) متعلّق ب (تقدروا) المنفيّ (قد) حرف تحقيق (بها) متعلّق ب (أحاط) ، (على كلّ) متعلّق بخبر كان (قديرا) . وجملة: « (عدكم) أخرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفّ- أو وعدكم- وجملة: «لم تقدروا عليها ... » في محلّ نصب نعت لأخرى. وجملة: «قد أحاط الله بها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان الله ... قديرا» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة في قوله تعالى «إِذْ يُبايِعُونَكَ» : تعبير بصيغة المضارع عن الماضي لاستحضار صورة المبايعة.

_ (1) في محلّ نصب حال من مغانم لكونه موصوفا. (2) أو مبتدأ مرفوع، موصوف بالجملة، والخبر جملة أحاط الله بها أو مقدّر.

الفوائد

الفوائد 1- (ال) وأقسامها.. 1- أن تكون حرف تعريف وهي نوعان: عهدية وجنسية وكل منهما ثلاثة أقسام: - فالعهدية: إما أن يكون مصحوبها معهودا ذكريا، كما في قوله تعالى كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ وفِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. أو معهودا ذهنيا كقوله تعالى: إِذْ هُما فِي الْغارِ وإِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. أو معهودا حضوريا، قال ابن عصفور: ولا تقع هذه إلا بعد أسماء الإشارة، نحو: جاءني هذا الرجل، أو أيّ في النداء، نحو (يا أيها الرجل) ، أو إذا الفجائية نحو: (خرجت فإذا الأسد) ، أو في اسم الزمان الحاضر نحو: «الآن» وقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ. - والجنسية: إما لاستغراق الأفراد، وهي التي تخلفها كل حقيقة، كقوله تعالى: وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً وإِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ أي كل الإنسان. أو لاستغراق خصائص الأفراد: نحو (زيد الرجل علما) أي الكامل في هذه الصفة، ومنه قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ. أو لتعريف الماهية: وهي التي لا تخلفها (كلّ) حقيقة ولا مجازا كقوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ وقولك (والله لا أتزوج النساء) أو (لا ألبس الثياب) ولهذا يقع الحنث بالواحد منها.. 2- أسباب بيعة الرضوان.. سميت بيعة الرضوان لأن الله عز وجل قد رضي عن الذين بايعوا النبي (صلى الله عليه وسلم) هذه البيعة. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ليدخلنّ

الجنّة من بايع تحت الشجرة، إلا صاحب الجمل الأحمر. أخرجه الترمذي. وصاحب الجمل الأحمر هو جد بن قيس، اختبأ تحت الجمل ولم يبايع. وسبب البيعة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ، حين نزل بالحديبية، بعث خراش بن أمية الخزاعي، رسولا إلى مكة، فهمّوا به، فمنعه الأحابيش، فلما رجع دعا بعمر ليبعثه، فقال: إني أخافهم على نفسي، لما عرفوا من عداوتي إياهم. فبعث عثمان بن عفان، فخبّرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرا للبيت، فوقروه. واحتبس عندهم، فأرجف بأنهم قتلوه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لا نبرح حتى نناجز القوم. ودعا الناس إلى البيعة، فبايعوه تحت الشجرة، على الموت وعدم الفرار. وكان الحجاج فيما بعد يصلون عند هذه الشجرة، فأمر عمر رضي الله عنه بقطعها، كي لا يفتتن بها الناس. 3- غزوة خيبر.. حدثت بعد الحديبية سنة سبع. وخرج (صلى الله عليه وسلم) صباحا قبل الفجر، فوصل إليهم، ولم يسمع أذانا، فسار إليهم، فلما رأوه ولوا مدبرين، وقالوا: محمد والخميس أي (الجيش) . فقال (صلى الله عليه وسلم) الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فلما قدم المسلمون خيبر، خرج ملكهم مرحب، يخطر بسيفه ويرتجز، فبرز له عامر، فاختلفا بضربتين، وارتد سيف عامر عليه فاستشهد رضي الله عنه، وكان (صلى الله عليه وسلم) قد أخذته الشقيقة، فلم يخرج إلى الناس، فحمل الراية أبو بكر، وقاتل قتالا شديدا، ثمّ رجع، فأخذ الراية عمر، وقاتل قتالا أشد، ثم تراجع، فقال (صلى الله عليه وسلم) : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله رسوله ويحبه الله ورسوله، فدعا بعلي، وكان أرمد، فتفل في عينيه، فبرئ حالا، وحمل الراية، فخرج إليه مرحب على رأسه مغفر من حجر، قد نقبه مثل البيضة، فكاله ضربة قدّت الحجر، وفلقت هامه، حتى أخذ السيف في الأضراس، ثم خرج أخوه ياسر، فقتله الزبير. ثم كان الفتح، وفتحت حصونهم واحدا واحدا، ثم سألت اليهود رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يتركهم في خيبر، يعملون في الأرض، ولهم نصف

[سورة الفتح (48) : الآيات 22 إلى 23]

التمر، فتركهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، على أن يخرجهم المسلمون متى شاؤوا، فأخرجهم عمر رضي الله عنه عند ما طهر الجزيرة منهم، عن عائشة قالت لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع التمر. [سورة الفتح (48) : الآيات 22 الى 23] وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الأدبار) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول محذوف تقديره ولّوكم (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي (نصيرا) معطوف على (وليّا) بالواو. جملة: «قاتلكم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ولّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا يجدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. 23- (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب «1» ، (التي) موصول في محلّ نصب نعت لسنّة (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلت) ، (الواو) عاطفة (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف ...

[سورة الفتح (48) : آية 24]

وجملة: « (سنّ) الله سنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قد خلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «لن تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (سنّ) الله سنّة. [سورة الفتح (48) : آية 24] وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (عنكم) متعلّق ب (كفّ) ، ومثله (عنهم) ، (ببطن) متعلّق بحال من الضميرين في (عنكم وعنهم) «1» ، (من بعد) متعلّق ب (كفّ) ، (عليهم) متعلّق ب (أظفركم) .. (ما) حرف مصدريّ «2» . والمصدر المؤوّل (أن أظفركم) في محلّ جرّ مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر كان (بصيرا) . جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أظفركم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كان الله ... بصيرا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (مكة) اسم علم للمدينة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم وزنه فعلة بفتح فسكون.

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (كفّ) . (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.

[سورة الفتح (48) : الآيات 25 إلى 26]

[سورة الفتح (48) : الآيات 25 الى 26] هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (26) الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة في الآية (عن المسجد) متعلّق ب (صدّوكم) ، (الهدي) معطوف على ضمير المفعول في (صدّوكم) ، (معكوفا) حال من الهدي منصوبة (أن) حرف مصدريّ ونصب.. والمصدر المؤوّل (أن يبلغ..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (صدّوكم) ، أي صدّوكم عن بلوغ الهدي- أو من بلوغ الهدي- محلّه «1» . (لولا) حرف شرط غير جازم (رجال) مبتدأ مرفوع.. والخبر محذوف تقديره موجودون قدّر كذلك للتغليب.

_ (1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل بدل اشتمال من الهدي أي صدّوا بلوغ الهدي ... كما يجوز أن يكون مفعولا لأجله بحذف مضاف أي: صدّوا الهدي كراهة أن يبلغ محلّه.

والمصدر المؤوّل (أن تطؤوهم..) في محلّ رفع بدل من رجال ونساء «1» ، أي: ولولا وطء رجال ونساء ... (الفاء) عاطفة (تصيبكم) مضارع منصوب معطوف على (تطؤوهم) ، (منهم) متعلّق ب (تصيبكم) ، (بغير) حال من الكاف في (تصيبكم) «2» ، (اللام) للتعليل (يدخل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في رحمته) متعلّق ب (يدخل) . والمصدر المؤوّل (أن يدخل..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف أي: لم يأذن الله بالفتح ليدخل.. (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (منهم) متعلّق بحال من فاعل كفروا (عذابا) مفعول مطلق منصوب.. جملة: «هم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «صدّوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يبلغ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لولا رجال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره لأذن لكم في الفتح.. أو لما كفّ أيديكم عنهم. وجملة: «لم تعلموهم ... » في محلّ رفع نعت لرجال ونساء. وجملة: «تطؤوهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو في محلّ نصب بدل من ضمير الغائب المفعول في (تعلموهم) ، أي: لم تعلموا وطأهم. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لمعرة ...

وجملة: «تصيبكم منهم معرّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تطؤوهم. وجملة: «يدخل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «تزيّلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عذّبنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) . وجملة: «كفروا (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. 26- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (عذّبنا) «1» ، (في قلوبهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (حميّة) بدل من الحميّة منصوب (الفاء) عاطفة (على رسوله) متعلّق ب (أنزل) وكذلك (على المؤمنين) فهو معطوف عليه (بها) متعلّق ب (أحقّ) ، والضمير فيه يعود على كلمة التوحيد (أهلها) معطوف على أحقّ، والضمير فيه يعود على التقوى (الواو) استئنافيّة (بكلّ) متعلّق بخبر كان (عليما) . وجملة: «جعل الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فهمّ المسلمون مخالفة رسول الله فأنزل الله سكينته ... وجملة: «ألزمهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل. وجملة: «كان الله ... عليما» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو هو اسم ظرفى مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.

الصرف:

الصرف: (25) معكوفا: اسم مفعول من عكفه بمعنى حبسه، وزنه مفعول. (رجال) ، جمع رجل، اسم للذكر من الإنسان، وزنه فعل بفتح فضمّ، ووزن رجال فعال بكسر الفاء. (معرّة) ، مصدر ميميّ، و (التاء) زائدة للمبالغة.. أو هو اسم فعله عرّ بمعنى ساء باب نصر، والمعرّة الإثم والمساءة، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين، وسكّنت الراء الأولى لمناسبة التضعيف. (26) الحميّة: مصدر حميت من كذا أي أنفت، وزنه فعيلة وقد أدغمت فيها ياء فعيلة مع لام الكلمة. البلاغة قال تعالى: «إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ» . في هذه الآية الكريمة لطيفة معنوية رائعة، وهو أنه تعالى أبان غاية البون بين الكافر والمؤمن، باين بين الفاعلين، إذ فاعل جعل هو الكفار، وفاعل أنزل هو الله تعالى وبين المفعولين، إذ تلك حمية وهذه سكينة وبين الإضافتين أضاف الحمية إلى الجاهلية وأضاف السكينة إلى الله تعالى وبين الفعل جعل وأنزل، فالحمية مجعولة في الحال والسكينة كالمحفوظة في خزانة الرحمة فأنزلها، والحمية قبيحة مذمومة في نفسها، وازدادت قبحا بالإضافة إلى الجاهلية، والسكينة حسنة في نفسها، وازدادت حسنا بإضافتها إلى الله تعالى. والعطف في فأنزل بالفاء لا بالواو يدل على المقابلة، تقول: أكرمني زيد فأكرمته، فدلّت على المجازاة للمقابلة. [سورة الفتح (48) : الآيات 27 الى 28] لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28)

الإعراب:

الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (الرؤيا) مفعول به ثان منصوب (بالحقّ) متعلّق بحال من (الرؤيا) «1» ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تدخلنّ) مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط «2» ، (آمنين) حال من فاعل تدخلنّ، وكذلك (محلّقين) ، (رؤوسكم) مفعول به لاسم الفاعل محلّقين (لا) نافية (الفاء) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف «3» ، (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. جملة: «قد صدق الله ... » لا محلّ لها جواب قسم.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدخلنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني ... وجملة القسم المقدّرة الثانية استئناف مفسّر للرؤيا.

_ (1) أو متعلّق ب (صدق) ... وهو قسم إن وقف على الرؤيا. [.....] (2) قال الكوفيون (إن) غير شرطيّة لأنّ المشيئة محقّقة، و (إن) تقتضي الشكّ ... وعند الجمهور هي شرطيّة للتعليم. (3) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها.

الصرف:

وجملة: «إن شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «لا تخافون» في محلّ نصب حال من الضمير في مقصّرين «1» . وجملة: «علم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدق الله. وجملة: «لم تعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علم. 28- (بالهدى) متعلّق بحال من رسوله (دين) معطوف على الهدى بالواو مجرور (اللام) للتعليل (يظهره) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على الدين) متعلّق ب (يظهره) ، (كلّه) توكيد معنوي للدين مجرور مثله. والمصدر المؤوّل (أن يظهره..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل) . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا بالباء مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) حال منصوبة- أو تمييز-. وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يظهره ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كفى بالله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (محلّقين) جمع محلّق، اسم فاعل من الرباعي حلّق- أي قصّ شعره- وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين المشددة. (مقصّرين) ، جمع مقصّر- أي مقصّر شعره- اسم فاعل من الرباعيّ قصّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.

_ (1) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

[سورة الفتح (48) : آية 29]

[سورة الفتح (48) : آية 29] مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) الإعراب: (رسول) خبر المبتدأ (محمّد) «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (أشدّاء) خبر المبتدأ الذين (على الكفّار) متعلّق ب (أشدّاء) (رحماء) خبر ثان مرفوع (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (رحماء) (ركعا) حال من مفعول تراهم، وكذلك سجّدا (من الله) متعلّق ب (يبتغون) «2» ، (في وجوههم) متعلّق بخبر المبتدأ (سيماهم) ، (من أثر) متعلّق بحال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر «3» ، (ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى الوصف المذكور، (مثلهم) مبتدأ ثان خبره (في التوراة) «4» ،

_ (1) أو هو نعت لمحمّد، (الذين) معطوف على المبتدأ (محمّد) ، وخبر المبتدأ وما عطف عليه هو أشداء. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (فضلا) . (3) أو متعلّق بالخبر. (4) أو خبر المبتدأ ذلك، و (في التوراة) حال من مثلهم ...

(مثلهم في الإنجيل) مثل مثلهم في التوراة (كزرع) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي المثل كزرع «1» ، (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (على سوقه) متعلّق ب (استوى) ، (اللام) للتعليل (يغيظ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بهم) متعلّق ب (يغيظ) ، (منهم) متعلّق بحال من فاعل عملوا (مغفرة) مفعول ثان. جملة: «محمّد رسول الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذين معه أشدّاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تراهم ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ (الذين) «2» . وجملة: «يبتغون ... » في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الذين) «3» . وجملة: «سيماهم في وجوههم ... » في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ (الذين) «4» . وجملة: «ذلك مثلهم في التوراة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مثلهم في التوراة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) . وجملة: «مثلهم في الإنجيل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: « (هو) كزرع ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «أخرج شطأه ... » في محلّ جرّ نعت لزرع. وجملة: «آزره ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخرج. وجملة: «استغلظ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة آزره. وجملة: «استوى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استغلظ.

_ (1) ويجوز أن يكون خبرا ل (مثلهم) الثاني، وفي الإنجيل حالا من الضمير في مثلهم ... ويجوز أن يكون (كزرع) حالا من الضمير في مثلهم. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة. (3، 4) يجوز أن تكون استئنافا بيانيا.

الصرف:

وجملة: «يعجب ... » في محلّ نصب حال من فاعل استوى. وجملة: «يغيظ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يغيظ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره قوّاهم الله، أو شبّهوا بذلك، أو جعلهم بهذه الصفات «1» . وجملة: «وعد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (شطأه) ، اسم بمعنى فراخ النخل أو الزرع أو بمعنى ورقه، وزنه فعل بفتح فسكون. (آزره) ، أصل المدة همزة وألف الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأزره، وزنه فاعل. (الزرّاع) ، جمع الزارع، اسم فاعل من الثلاثي زرع، وزنه فاعل. البلاغة التشبيه التمثيلى: في قوله تعالى «سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ» . شبههم بالزرع الذي يستمر في نمائه حتّى يستوي على سوقه، يعجب الزراع فيغيظ الكافر الحاسر، فوجه الشبه مركب من التدرج في النمو، والتحول من القلة إلى الكثرة إلى الاستحكام والقوة. الفوائد: من (لبيان الجنس) .. تأتي (من) لبيان الجنس، وكثيرا ما تقع بعد (ما) و (مهما) وهما بها أولى،

_ (1) أو متعلّق ب (وعد) الآتي..

لإفراط إبهامها، كقوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ. ومن وقوعها بعد غيرهما قوله تعالى يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ. وفي كتاب المصاحف لابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً في الطعن على بعض الصحابة، لأن منهم- بزعمه- تفيد التبعيض، وهي ليست كذلك، بل هي للتبيين، أي الذين آمنوا هم هؤلاء. ومثله: (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) وكلهم محسن ومتق، وقوله تعالى: وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فالقول فيهم ذلك كلهم كفار. والله أعلم. انتهت سورة «الفتح» ويليها سورة «الحجرات»

سورة الحجرات

بسم الله الرحمن الرحيم سورة الحجرات آياتها 18 آية [سورة الحجرات (49) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- في محلّ نصب (لا) ناهية جازمة (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (تقدّموا) .. جملة: «يأيّها الذين آمنوا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تقدّموا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إنّ الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. البلاغة 1- استعارة تمثيلية: في قوله تعالى «لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» . استعارة تمثيلية، للقطع بالحكم بلا اقتداء ومتابعة لمن يلزم متابعته، تصويرا لهجنته وشناعته بصورة المحسوس فيما نهوا عنه، كتقدم الخادم بين يدي سيده في سيره، حيث لا مصلحة فالمراد: لا تقطعوا أمرا وتجزموا به وتجترئوا على ارتكابه قبل أن يحكم الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) به ويأذنا فيه.

[سورة الحجرات (49) : الآيات 2 إلى 3]

2- الحذف: في قوله تعالى «لا تُقَدِّمُوا» . حيث حذف مفعول تقدّموا، وذلك لأمرين: أحدهما: أن يحذف ليتناول كلّ ما يقع في النفس مما يقدم. والثاني: أن لا يقصد قصد مفعول ولا حذفه، ويتوجه بالنهي إلى نفس التقدمة، كأنه قيل: لا تقدموا على التلبس بهذا الفعل، ولا تجعلوه منكم بسبيل، كقوله تعالى «هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ» . [سورة الحجرات (49) : الآيات 2 الى 3] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (فوق) ظرف منصوب متعلّق ب (ترفعوا) ، (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (له) متعلّق بحال من فاعل تجهروا (بالقول) متعلّق ب (تجهروا) ، (كجهر) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق «1» ، (لبعض) متعلّق ب (جهر) (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) حاليّة (لا) نافية. جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا ترفعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) أو بمحذوف حال.

البلاغة

وجملة: «لا تجهروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «تحبط أعمالكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن تحبط) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تحبط أعمالكم. وجملة: «أنتم لا تشعرون» في محلّ نصب حال. وجملة: «لا تشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) . 3- (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يغضّون) ، (أولئك) مبتدأ خبره (الذين) «1» (للتقوى) متعلّق ب (امتحن) بحذف مضاف أي لظهور التقوى (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مغفرة) .. وجملة: «إنّ الذين يغضّون ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يغضّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «امتحن الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لهم مغفرة ... » لا محلّ لها استئناف بياني «2» . البلاغة التكرير: في قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» . إعادة النداء عليهم: استدعاء منهم لتجديد الاستبصار عند كلّ خطاب وارد، وتطرية الإنصات لكلّ حكم نازل، وتحريك لئلا يفتروا ويغفلوا عن تأملهم وما أخذوا به عند حضور مجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الأدب الذي تعود المحافظة عليه بعظيم الجدوى في دينهم.

_ (1) يجوز أن يكون (الذين) نعتا للإشارة- أو بدلا- وجملة: لهم مغفرة خبر. (2) أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . [.....]

الفوائد:

الفوائد: - الأدب مع الكبير.. أمر الله المؤمنين في هذه الآية ألا يرفعوا صوتهم فوق صوت النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وأن يغضوا من أصواتهم عنده، لأن رفع الصوت مناف للحشمة والوقار والاحترام. وعند ما نزلت هذه الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت فقال: إنه لجاري، وما علمت له شكوى. قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : هو من أهل الجنّة. وزاد في رواية: أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنّة؟ فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبدا، فأنزل الله إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فكنا ننظر إلى رجل من أهل الجنّة يمشي بين أيدينا، فلما كان يوم اليمامة، في حرب مسيلمة، مات شهيدا رضي الله عنه. [سورة الحجرات (49) : الآيات 4 الى 5] إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) الإعراب: (من وراء) متعلّق ب (ينادونك) ، (لا) نافية (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (حتّى) حرف غاية وجر (تخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (إليهم) متعلّق ب (تخرج) ، (اللام) واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصبر المفهوم من السياق (الواو) استئنافيّة..

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أنّهم صبروا..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.. والمصدر المؤوّل (أن تخرج..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (صبروا) . جملة: «إنّ الذين ينادونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينادونك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أكثرهم لا يعقلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا يعقلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) . وجملة: «لو (ثبت) صبرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «صبروا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «كان خيرا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الحجرات) ، جمع حجرة، اسم للبيت الذي يحجر عليه بحائط أو غيره، وزنه فعلة بضمّ فسكون بمعنى مفعولة.. ووزن حجرات فعلات بضمّتين. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ» . ففي ذكر الحجرات كناية عن خلوته عليه الصلاة والسلام بنسائه، لأنها معدة لها. ولم يقل: حجرات نسائك، ولا حجراتك، توقيرا له (صلى الله عليه وسلم) وتحاشيا عما يوحشه عليه الصلاة والسلام. [سورة الحجرات (49) : الآيات 6 الى 8] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)

الإعراب:

الإعراب: (جاءكم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جاءكم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أن) حرف مصدريّ ونصب (بجهالة) متعلّق بحال من فاعل تصيبوا، و (الباء) للملابسة (تصبحوا) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تصيبوا) بالفاء، (على ما) متعلّق بالخبر (نادمين) . والمصدر المؤوّل (أن تصيبوا ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تصيبوا. وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تبيّنوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تصيبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبوا. وجملة: «فعلتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.

7- (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (فيكم) متعلّق بخبر أنّ (لو) حرف شرط غير جازم (في كثير) متعلّق ب (يطيع) ، (اللام) رابطة لجواب لو (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (إليكم) متعلّق ب (حبّب) (في قلوبكم) متعلّق ب (زيّنه) ، (إليكم) الثاني متعلّق ب (كرّه) ، (هم) ضمير فصل «1» .. والمصدر المؤوّل (أنّ فيكم رسول..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.. وجملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «يطيعكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «عنتّم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لكنّ الله حبّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطيعكم. وجملة: «حبّب إليكم ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «زيّنه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حبّب. وجملة: «كرّه إليكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حبّب. وجملة: «أولئك هم الراشدون» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ 8- (فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر أي تفضّل فضلا «2» ، (من الله) متعلّق ب (فضلا) .. وجملة: « (تفضّل) فضلا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة- أو استئنافيّة

_ (1) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره الراشدون، والجملة خبر أولئك ... (2) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله حبّب.. أو عامله اسم الفاعل (الراشدون) .

الصرف:

الصرف: (7) العصيان: الاسم من (عصى، يعصي) باب ضرب، وزنه فعلان بكسر الفاء وسكون العين وهو ترك الطاعة.. أو هو مصدر الفعل. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى «إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ» . ففي تنكير الفاسق والنبأ: شياع في الفساق والأنباء، كأنه قال: أيّ فاسق جاءكم بأيّ نبأ، فتوقفوا فيه، وتطلبوا بيان الأمر وانكشاف الحقيقة، ولا تعتمدوا قول الناس لأنّ من لا يتحامى جنس الفسوق لا يتحامى الكذب الذي هو نوع فيه. وطبعا هذا الشياع والشمول لأن النكرة إذا وقعت في سياق الشرط تعم، كما إذا وقعت في سياق النفي. 2- التقديم: في قوله تعالى «أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ» . حيث قدّم خبر أن على اسمها، وفائدة ذلك هو القصد إلى توبيخ بعض المؤمنين على ما استهجنه الله منهم من استتباع رأي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لآرائهم، فوجب تقديمه لانصباب الغرض إليه. 3- التعبير بالمضارع: في قوله تعالى «لَوْ يُطِيعُكُمْ» . حيث عبّر بالمضارع دون الماضي، فقال: يطيعكم. ولم يقل: أطاعكم. وذلك للدلالة على أنّه كان في إرادتهم استمرار عمله على ما يستصوبونه. وأنّه كلما عنّ لهم رأي في أمر كان معمولا عليه، بدليل قوله «في كثير من الأمر» كقولك: فلان يقري الضيف ويحمي الحريم، تريد: أنه مما اعتاده ووجد منه مستمرّا. 4- الطباق: في قوله تعالى «حبّب» و «كرّه» . هذا ضرب من الطباق، وقد ورد كثير منه في كتاب الله عز وجل.

الفوائد..

الفوائد.. لا تتسرع وكن على بينة من الأمر. تدعونا هذه الآية إلى أن نتثبت من الأخبار، قبل أن نبني عليها أيّ تصرف، لأن التسرع كثيرا ما يؤدي إلى الندامة والخسران. نزلت هذه الآية في الوليد بن عقبة، بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بني المصطلق، بعد غزوهم ليأتي بالصدقات، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع به القوم تلقّوه تعظيما لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله، فهابهم ورجع، وذكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) أن بني المصطلق قد ارتدوا وخرجوا لقتاله، فبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد، فوصل إليهم خالد، وكمن فسمع أذان المغرب والعشاء، ورآهم أهل طاعة وبرّ، فجمع منهم الزكاة، وسألهم عن أمر خروجهم للوليد فقالوا: خرجنا لاستقباله، فأنزل الله عز وجل هذه الآية. [سورة الحجرات (49) : الآيات 9 الى 10] وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (طائفتان) فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي اقتتلت طائفتان.. (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (طائفتان) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بينهما) ظرف منصوب متعلّق ب (أصلحوا) ، (الفاء) عاطفة (بغت) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط (على الأخرى) متعلّق ب (بغت) ، (الفاء)

رابطة لجواب الشرط (التي) موصول في محلّ نصب مفعول به، وهو نعت لمنعوت مقدّر أي الفئة التي.. (حتّى) حرف غاية وجرّ (تفيء) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (إلى أمر) متعلّق ب (تفيء) .. والمصدر المؤوّل (أن تفيء..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوا) . (الفاء) عاطفة (إن فاءت) مثل إن بغت (فأصلحوا بينهما) مثل الأولى (بالعدل) حال من فاعل أصلحوا. جملة: « (اقتتلت) طائفتان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اقتتلوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أصلحوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «بغت إحداهما ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «قاتلوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تبغي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «تفيء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «فاءت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بغت ... وجملة: «أصلحوا (الثانية) ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «أقسطوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أصلحوا. وجملة: «إنّ الله يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 10- (إنّما) كافّة ومكفوفة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أصلحوا بين..) مثل الأولى، و (الواو) في (ترحمون) نائب الفاعل.

الصرف:

وجملة: «المؤمنون إخوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أصلحوا (الثالثة) ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن اقتتلوا فأصلحوا ... وجملة: «اتّقوا ... » معطوفة على جملة أصلحوا الأخيرة. وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (بغت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين لام الكلمة وتاء التأنيث. البلاغة 1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» حيث شبهوا بالأخوة من حيث انتسابهم إلى أصل واحد، وهو الإيمان الموجب للحياة الأبدية، ويجوز أن يكون هناك استعارة وتشبيه المشاركة في الإيمان، بالمشاركة في أصل التوالد، لأن كلا منهما أصل للبقاء، إذ التوالد منشأ الحياة، والإيمان منشأ البقاء الأبدي في الجنان. 2- التخصيص: في قوله تعالى «فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» . حيث خص الاثنان بالذكر دون الجمع، لأن أقل من يقع بينهم الشقاق اثنان، فإذا لزمت المصالحة بين الأقل كانت بين الأكثر ألزم، لأن الفساد في شقاق الجمع أكثر منه في شقاق الاثنين. 3- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» . حيث وضع الظاهر موضع الضمير مضافا للمأمورين، للمبالغة في تأكيد وجوب الإصلاح والتخصيص عليه. الفوائد - حكم قتال البغاة.. قال العلماء: في هاتين الآيتين دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان، لأن الله

[سورة الحجرات (49) : آية 11]

تعالى سماهم إخوة مؤمنين، مع كونهم باغين. ويدل عليه ما روي عن علي رضي الله عنه، وهو القدوة في قتال أهل البغي، وقد سئل عن أهل الجمل، أمشركون هم؟ فقال لا إنهم من الشرك فرّوا. فقيل: أمنافقون هم؟ فقال: لا إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما حالهم؟ قال: إخوتنا بغوا علينا، والباغي في الشرع هو الخارج على الإمام العدل فإذا اجتمعت طائفة لهم قوة ومنعة، فامتنعوا عن طاعة الإمام العدل، ونصبوا لهم إماما، فالحكم فيهم، أن يبعث لهم الإمام، ويدعوهم إلى طاعته، فإن أظهروا مظلمة أزالها عنهم، وإن لم يذكروا مظلمة وأصروا على البغي، قاتلهم الإمام حتّى يفيئوا إلى طاعته. ثم الحكم في قتالهم: أن «لا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا يذفف (أي يجهز) على جريحهم» كما نادى بذلك منادي عليّ يوم الجمل. وما أتلفت إحدى الطائفتين على الأخرى، في حال القتال، من نفس ومال، فلا ضمان عليها. أما من لم تجتمع له هذه الشروط الثلاثة، بأن كانوا جماعة قليلين لا منعة لهم، أو لم يكن لهم تأويل، أو لم ينصبوا إماما، فلا يتعرض لهم إذا لم ينصبوا قتالا ولم يتعرضوا للمسلمين، فإن فعلوا ذلك (أي نصبوا قتالا وتعرضوا للمسلمين) فهم كقطاع الطريق في الحكم. [سورة الحجرات (49) : آية 11] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (من قوم) متعلّق ب (يسخر) ، (عسى) فعل ماض تامّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (منهم) متعلّق ب (خيرا) .

والمصدر المؤوّل (أن يكونوا..) في محلّ رفع فاعل عسى (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (نساء) فاعل لفعل محذوف يفسره ما قبله أي: لا يسخر نساء.. (من نساء) متعلّق بالفعل المقدّر، (عسى أن يكنّ خيرا منهنّ) مثل عسى أن يكونوا خيرا منهم، و (يكنّ) مضارع ناقص مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. والمصدر المؤوّل (أن يكنّ..) في محلّ رفع فاعل عسى الثاني. (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (بالألقاب) متعلّق ب (تنابزوا) ، (الفسوق) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو- وهو المخصوص بالذمّ «1» -، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (الفسوق) ، (من) اسم شرط جازم مبتدأ (لم) للنفي فقط (يتب) مجزوم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «2» . جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا يسخر قوم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «عسى أن يكونوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: « (لا يسخر) نساء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «عسى أن يكنّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو مبتدأ مؤخّر خبره جملة الذمّ المتقدّمة ... وأجاز المحلّي أن يكون بدلا من الاسم، والمخصوص بالذمّ محذوف. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الظالمون، والجملة خبر المبتدأ (أولئك) .

الصرف:

وجملة: «يكنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لا تلمزوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا تنابزوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «بئس الاسم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: « (هو) الفسوق ... » في محلّ نصب حال من الاسم. وجملة: «من لم يتب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لم يتب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «أولئك هم الظالمون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (يكنّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون بدخول نون النسوة، أصله يكونن- بنون ساكنة بعدها نون مفتوحة- اجتمع ساكنان فحذفت الواو فأصبح يكنّ- بعد إدغام النونين- وزنه يفلن. (تنابزوا) ، حذف منه إحدى التاءين أصله تتنابزوا. (الألقاب) ، جمع لقب، اسم لما يسمّى به المرء- غير اسمه الأول- مشعرا برفعة أو ضعة، وزنه فعل بفتحتين ووزن ألقاب أفعال. البلاغة سر الجمع: في قوله تعالى «لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ» حيث لم يقل: رجل من رجل: ولا امرأة من امرأة، على التوحيد، إعلاما بإقدام غير واحد من رجالهم، وغير واحدة من نسائهم، على السخرية، واستفظاعا للشأن الذي كانوا عليه، لأن مشهد الساخر لا يكاد يخلو ممن يتلهي ويستضحك على قوله، ولا يأتي ما عليه من النهي والإنكار، فيكون شريك الساخر وتلوه في تحمل الوزر، وكذلك كلّ من يطرق سمعه

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد:

فيستطيبه ويضحك به، فيؤدي ذلك- وإن أوجده واحد- إلى تكثر السخرة وانقلاب الواحد جماعة وقوما. التنكير: في قوله تعالى «لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ... وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ» . حيث نكّر القوم والنساء، لأن كلّ جماعة منهية، على التفصيل في الجماعات، والتعرض بالنهي لكلّ جماعة على الخصوص، ومع التعريف تحصيل النهي، لكن لا على التفصيل بل على الشمول، والنهي على التفصيل أبلغ وأوقع. الفوائد: - مكارم الأخلاق.. هذه الآية نزلت في ثلاثة أسباب.. 1- قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ قال ابن عباس: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، ذلك أنه كان في أذنه وقر، فكان إذا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد سبقوه بالمجلس، أو سعوا له حتّى يجلس إلى جنبه فيسمع ما يقول، فأقبل ذات يوم، وقد فاتته ركعة من صلاة الفجر، فلما انصرف النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يجد مجلسا، قام قائما كما هو، فلما فرغ ثابت من الصلاة أقبل نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتخطى رقاب الناس، ثم يقول: تفسحوا، فجعلوا يتفسحون له، حتى انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وبينه وبينه رجل، فقال: تفسح فقال له الرجل: أصبت مجلسا فاجلس، فجلس ثابت خلفه مغضبا، فلما انجلت الظلمة غمز ثابت الرجل فقال: من هذا. قال: أنا فلان، قال له ثابت: ابن فلانة، وذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية، فنكس الرجل رأسه واستحيا، فأنزل الله هذه الآية. وقال الضحاك: نزلت في وفد بني تميم، كانوا يستهزئون بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الفقراء. 2- السبب الثاني قوله تعالى: وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ روي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عيرن أم سلمة بالقصر. وعن ابن عباس أنها نزلت في صفية بنت حيي، قال لها بعض نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) : يهودية بنت يهوديين.

[سورة الحجرات (49) : آية 12]

3- والسبب الثالث قوله تعالى وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ عن أبى جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت بن الضحاك الأنصاري قال: فينا نزلت هذه الآية، في بني سلمة، قدم علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يا فلان فيقولون: مه يا رسول الله يغضب من هذا الاسم، فأنزل الله هذه الآية ، وقال بعض العلماء: المراد بهذه الألقاب ما يكرهه المنادي، أو يفيد ذما له، فأما الألقاب التي صارت كالأعلام لأصحابها، كالأعمش والأعرج وما أشبه ذلك، فلا بأس بها إذا لم يكرهها المدعو بها، وأما الألقاب التي تكسب حمدا ومدحا، وتكون حقا وصدقا، فلا تكره. فمدار الأمر ذم المرء والنيل منه، فإن كان اللقب يفيد ذلك فهو حرام، وإلا فلا. [سورة الحجرات (49) : آية 12] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (من الظنّ) متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تجسّسوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (ميتا) حال من أخيه منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، و (الواو) في (كرهتموه) زائدة إشباع حركة الميم..

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة.

البلاغة

جملة: «اجتنبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «إنّ بعض الظنّ إثم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا تجسّسوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «لا يغتب بعضكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «يحبّ أحدكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يأكل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يأكل..) في محلّ نصب مفعول به. وجملة: «كرهتموه ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا.. والجملة الاسميّة جواب شرط مقدّر أي إن لم تحبّوا ذلك فهذا كرهتموه. وجملة: «اتّقوا الله ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فاكرهوا الظنّ والتجسّس والغيبة واتّقوا الله. وجملة: «إنّ الله توّاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى «كَثِيراً» . حيث أن مجيئه نكره يفيد معنى البعضية، وإن في الظنون ما يجب أن يجتنب من تبيين لذلك ولا تعيين، لئلا يجترئ أحد على ظنّ إلا بعد نظر وتأمّل، وتمييز بين حقه وباطله، بأمارة بينة، مع استشعار للتقوى والحذر ولو عرّف لكان الأمر باجتناب الظنّ منوطا بما يكثر منه دون ما يقل. ووجب أن يكون كل ظنّ متصف بالكثرة مجتنبا، وما اتصف منه بالقلة مرخصا في تظننه. 2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ» .

الفوائد:

في هذه الآية الكريمة تمثيل وتصوير لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفظع وجه وأفحشه. وفيه مبالغات شتى، منها الاستفهام الذي معناه التقرير، ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة موصولا بالمحبة، ومنها إسناد الفعل إلى أحدكم والإشعار بأن أحدا من الأحدين لا يحب ذلك، ومنها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان، حتى جعل الإنسان أخا، ومنها أنه لم يقتصر على أكل لحم الأخ حتى جعل ميتا. الفوائد: - تحريم الغيبة.. دلت هذه الآية على تحريم الغيبة، فقد ورد عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أتدرون ما الغيبة. قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قلت: وإن كان في أخي ما أقول. قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) حسبك من صفية كذا وكذا، قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم ولحومهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. وقد نزلت هذه الآية في رجلين اغتابا رفيقهما، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين، يخدمهما ويأكل معهما. فكان سلمان مع رجلين يخدمهما، فغلبته عيناه، فلم يهيئ لهما طعاما، قالا: انطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطلب لنا منه طعاما، فجاء سلمان، فسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر أسامة أن يلتمس له طعاما، فلم يجد، فرجع إليهما، فقالا: بخل أسامة، فبعثاه إلى طائفة من الصحابة، فلم يجد شيئا، فلما رجع قالا: لو بعثناه الى بئر سميحة لغار ماؤها. ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة طعام أم لا، فلما جاء إلى

[سورة الحجرات (49) : آية 13]

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لهما: مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحما، قال: ظللتما تأكلان من لحم سلمان وأسامة، فنزلت هذه الآية. [سورة الحجرات (49) : آية 13] يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الإعراب: (يأيّها الناس) مثل يأيّها الذين.. «1» ، والمتابعة هنا لفظيّة (من ذكر) متعلّق ب (خلقناكم) ، (شعوبا) مفعول به ثان منصوب (اللام) للتعليل- أو لام العاقبة- (تعارفوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وحذف منه إحدى التاءين.. والمصدر المؤوّل (أن تعارفوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلناكم) . (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (أكرمكم) .. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا خلقناكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «خلقناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «جعلناكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقناكم. وجملة: «تعارفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «إنّ أكرمكم ... أتقاكم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (شعوبا) ، جمع شعب، اسم جمع لمجموع الناس، قيل سمّي بذلك لتشعّب القبائل منه، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن شعوب فعول بضمّ الفاء. (قبائل) ، جمع قبيلة زنة فعيلة، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، وهم بنو أب واحد. (أكرمكم) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ كرم، وزنه أفعل. (أتقاكم) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ وقى، وزنه أفعل وفيه إبدال الواو تاء جريا على الإبدال في الخماسيّ.. ثمّ بقي القلب، والأصل أوقى. أو هو من الثلاثيّ تقى يتقي باب ضرب تقى- بضمّ التاء- وتقاء- بكسرها- وتقية.. بمعنى اتّقى، فالإبدال حاصل من الأصل بدءا من الثلاثيّ أو لا إبدال أصلا، انظر مزيد شرح وتفصيل في الآية (13) من سورة مريم في كلمة (تقيّ) . [سورة الحجرات (49) : الآيات 14 الى 15] قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (الواو) حاليّة (يدخل) مضارع مجزوم ب (لمّا) ، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (في قلوبكم) متعلّق ب (يدخل) ، (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية (يلتكم) مضارع مجزوم جواب الشرط (من أعمالكم) متعلّق ب (يلتكم) ، (شيئا) مفعول به ثان منصوب.. جملة: «قالت الأعراب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم تؤمنوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قولوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم تؤمنو «1» . وجملة: «أسلمنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لمّا يدخل الإيمان ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «تطيعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم تؤمنوا «2» . وجملة: «لا يلتكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة. 15- (إنّما) كافّة ومكفوفة (الذين) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (المؤمنون) ، (بالله) متعلّق ب (آمنوا) ، (بأموالهم) متعلّق ب (جاهدوا) ، (في سبيل) متعلّق ب (جاهدوا) ، (هم) ضمير فصل «3» .

_ (1) في الكلام حذف، والأصل: لم تؤمنوا فلا تقولوا آمنا ولكن أسلمتم فقولوا أسلمنا ... وهذا يسمّي في علم البديع الاحتباك. (2) وإذا لم تكن الجملة من الكلام الملقّن للنبيّ عليه السلام فهي استئنافيّة. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الصادقون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) .

الصرف:

وجملة: «المؤمنون الذين ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يرتابوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك ... الصادقون» لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما سبق. الصرف: (يلتكم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، فهو مضارع المعتلّ المثال، ولته بمعنى نقصه، وزنه يعلكم بفتح فكسر فسكون. البلاغة فن الاستدراك: في قوله تعالى «قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا» حيث استغنى بالجملة التي هي لم «تؤمنوا» عن أن يقال: لا تقولوا آمنا، لاستهجان أن يخاطبوا بلفظ مؤدّاه النهي عن القول بالإيمان، ثم وصلت بها الجملة المصدّرة بكلمة الاستدراك محمولة على المعنى، ولم يقل: ولكن أسلمتم، ليكون خارجا مخرج الزعم والدعوى، كما كان قولهم «آمنا» كذلك، ولو قيل: ولكن أسلمتم، لكان خروجه في معرض التسليم لهم والاعتداد بقولهم وهو غير معتدّ به. الفوائد: - (لما) النافية الجازمة.. وهي تختص بالمضارع، فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا، كلم، إلا أنها تفارقها في خمسة أمور: 1- أنها لا تقترن بأداة شرط فلا يقال: إن لما تقم، وفي التنزيل (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا) . 2- إن منفيّها مستمر النفي إلى الحال كقول الممزق العبدي:

[سورة الحجرات (49) : آية 16]

فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزّق ومنفي لم يحتمل الاتصال نحو قوله وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا. ولهذا جاز أن تقول: لم يكن ثم كان، ولم يجز لما يكن ثم كان، بل تقول: لما يكن وقد يكون. 3- أن منفي لما لا يكون إلا قريبا من الحال، ولا يشترط ذلك في منفي لم. تقول: لم يكن زيد في العام الماضي مقيما. 4- أن منفي لما متوقع ثبوته، بخلاف منفي لم، ألا ترى أن معنى (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) أنهم لم يذوقوه إلى الآن، وأن ذوقهم له متوقع قال الزمخشري، في قوله تعالى وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ: لما كان في معنى (لما) التوقع دلّ على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد، ولهذا أجازوا «لم يقض ما لا يكون» ومنعوه في (لما) وهذا الفرق بالنسبة إلى المستقبل، فأما بالنسبة إلى الماضي فهما سيان في نفي المتوقع وغيره، ومثال المتوقع أن تقول: مالي قمت ولم تقم، أو ولما تقم. ومثال غير المتوقع أن تقول ابتداء: لم تقم، أو لما تقم. 5- أن منفي (لما) جائز الحذف كقول ذي الرمة: فجئت قبورهم بدءا ولما ... فناديت القبور فلم يجبنه أي ولما أكن بدءا قبل ذلك، أي سيدا. ولا يجوز «وصلت إلى بغداد ولم تريد ولم أدخلها. وعلة هذه الأحكام كلها أن لم لنفي (فعل) ولما لنفي قد فعل. [سورة الحجرات (49) : آية 16] قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بدينكم) متعلّق

[سورة الحجرات (49) : آية 17]

ب (تعلّمون) «1» ، (الواو) حاليّة (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعلّمون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله يعلم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «الله ... عليم» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال «2» . [سورة الحجرات (49) : آية 17] يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (17) الإعراب: (عليك) متعلّق ب (يمنّون) ، (أن) حرف مصدريّ «3» . والمصدر المؤوّل (أن أسلموا) في محلّ نصب مفعول به عامله يمنّون «4» . (لا) ناهية جازمة (عليّ) متعلّق ب (تمنّوا) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (عليكم) متعلّق ب (يمنّ) ، (أن) مثل الأول، (للإيمان) متعلّق ب (هداكم) ، (كنتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط.. والمصدر المؤوّل (أن هداكم..) في محلّ نصب مفعول به عامله يمنّ «5»

_ (1) بمعنى عرّف أو أشعر. (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها. (3) أو مخفّفة من الثقيلة، واسمه ضمير محذوف، والجملة بعده خبر. (4، 5) يجوز أن يكون في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق بالفعل المتقدّم ... [.....]

[سورة الحجرات (49) : آية 18]

جملة: «يمنّون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أسلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «لا تمنّوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله يمنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمنّ عليكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «هداكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني. وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فالله يمنّ عليكم.. أو فالله المانّ عليكم. [سورة الحجرات (49) : آية 18] إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18) الإعراب: (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) . جملة: «إنّ الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «الله بصير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلته.

سورة ق

بسم الله الرحمن الرحيم سورة ق آياتها 45 آية [سورة ق (50) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) الإعراب: (الواو) واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم. جملة: « (أقسم) بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف مقدّر بحسب سياق الكلام أي: لقد أرسلنا محمّدا، أو ما آمن كفّار مكّة بمحمّد صلى الله عليه وسلم. البلاغة الإسناد المجازي: في قوله تعالى «وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» . حيث وصفه بذلك لأنه كلام المجيد، فهو وصف بصفة قائله. فالإسناد مجازي، كما في القرآن الحكيم، أو لأن من علم معانيه، وعمل بما فيه، مجد عند الله تعالى وعند الناس. [سورة ق (50) : الآيات 2 الى 3] بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) الإعراب: (بل) للإضراب (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت ل (منذر) ..

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن جاءهم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا) . (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المحذوف أي نرجع. جملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هذا شيء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا.. وجواب الشرط محذوف تقديره نرجع أو فهل نرجع؟ وجملة: «ذلك رجع بعيد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز قول الكافرين. الصرف: (رجع) ، مصدر سماعيّ لفعل رجع الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة ق (50) : الآيات 4 الى 5] قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (منهم) متعلّق بحال من العائد المحذوف «1» ، (الواو)

_ (1) أو متعلّق ب (تنقص) .

الصرف:

عاطفة- أو حالية- (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) . جملة: «علمنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تنقص الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «عندنا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . 5- (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق ب (كذّبوا) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (الفاء) عاطفة (في أمر) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لمّا جاءهم الحقّ كذّبوا به. وجملة: «هم في أمر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.. الصرف: (مريج) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ مرج بمعنى اضطرب، وفي المختار: مرج الأمر والدين اختلط بابه طرب، وأمر مريج مختلط، وزنه فعيل. [سورة ق (50) : الآيات 6 الى 11] أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (11)

_ (1) أو في محلّ نصب حال.

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (إلى السماء) متعلّق ب (ينظروا) ، (فوقهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من السماء (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (بنيناها) ، (ما) نافية (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فروج) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. جملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا فلم ينظروا ... وجملة: «بنيناها ... » في محلّ جرّ بدل من السماء. وجملة: «زيّناها ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بنيناها. وجملة: «ما لها من فروج» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بنيناها «1» . 7- 8- (الواو) استئنافيّة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف تقديره مددنا «2» ، (فيها) متعلّق ب (ألقينا) والثاني متعلّق ب (أنبتنا) ، (من كلّ) نعت لمفعول أنبتنا المحذوف أي أنبتنا نباتا من كلّ زوج، أو أنواعا من كلّ زوج (تبصرة) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» ، (لكلّ) متعلّق ب (ذكرى) ..

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (زيّناها) . (2) أجاز العكبريّ عطفه على محلّ (السماء) أي: ألم يروا السماء والأرض. (3) أو مصدر في موضع الحال من مفعول أنبتنا، أو حال بتقدير مضاف أي ذات تبصرة ... أو مفعول لأجله والعامل أنبتنا.

وجملة: « (مددنا) الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «مددناها ... » لا محلّ لها تفسيريّة «1» . وجملة: «ألقينا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة (مددنا) . وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة (مددنا) . 9- (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (نزّلنا) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أنبتنا) و (الباء) سببيّة.. وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مددنا الأرض المقدّرة «2» . وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزّلنا. 10- (الواو) عاطفة (النخل) معطوف على جنّات- أو حبّ- (باسقات) حال من النخل «3» منصوبة وعلامة النصب الكسرة (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (طلع) .. وجملة: «لها طلع ... » في محلّ نصب حال ثانية من النخل. 11- (رزقا) مصدر في موضع الحال أي مرزوقا «4» ، (للعباد) متعلّق ب (رزقا) «5» ، (به) متعلّق ب (أحيينا) و (الباء) سببيّة (ميتا) نعت لبلدة منصوب، وجاء مذكرا مراعى فيه معنى المكان (كذلك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الخروج) .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الأرض إذا كان معطوفا على محلّ السماء. (2) أو استئنافيّة ان لم يكن ثمّة جملة تعطف عليها بحسب التخريج الآخر. (3) وهي حال مقدّرة لم تكن باسقة حال الإنبات. (4) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى لأن الإنبات هو رزق ... أو هو حال بحذف مضاف أي ذا رزق.... وأجاز أبو البقاء كونه مفعولا لأجله. (5) أو متعلّق بنعت ل (رزقا) .

الصرف:

وجملة: «أحيينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنبتنا. وجملة: «كذلك الخروج» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (6) فروج: جمع فرج بمعنى الشقّ، وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع فعول بضمّتين. (9) الحصيد: اسم بمعنى المحصود من الزرع وزنه فعيل. (10) باسقات: جمع باسقة مؤنّث باسق، اسم فاعل من الثلاثي بسق، وزنه فاعل.. (نضيد) ، صفة مشتقّة من الثلاثيّ نضد باب ضرب أي ضمّ بعضه إلى بعض، وزنه فعيل بمعنى مفعول أو هو مبالغة اسم الفاعل. الفوائد: - حذف الموصوف.. ورد في أساليب العرب حذف الموصوف وإبقاء الصفة دليلا عليه، كما في الآية التي نحن بصددها في قوله تعالى فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ. فالحصيد صفة للنبت، وقد نابت عنه، والتقدير: وحب النبت الحصيد. ومنه قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أي حور قاصرات. وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ أي دروعا سابغات. فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً أي ضحكا قليلا وبكاء كثيرا. وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ أي ولدار الحياة الآخرة. وقال سحيم بن وثيل: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني قيل تقديره: أنا ابن رجل جلا الأمور. واختلف في المقدر مع الجملة في نحو «منّا ظعن ومنا أقام» فالبصريون يقدرون موصوفا أي فريق. والكوفيون يقدرون موصولا أي الذي أومن. وما قدره البصريون أنسب مع القياس، لأن اتصال الموصول بصلته أشد من اتصال الموصوف

[سورة ق (50) : الآيات 12 إلى 14]

بصفته لتلازمهما، ومثله «ما منهما مات حتّى لقيته» البصريون يقدرونه بأحد والكوفيون بمن، وقوله تعالى وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ أي إلا إنسان، أو إلا من، وحكى الفراء عن بعض قدمائهم أن الجملة القسمية لا تكون صلة، ورده بقوله تعالى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ [سورة ق (50) : الآيات 12 الى 14] كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) الإعراب: (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» خبره جملة كذّب (الفاء) عاطفة (وعيد) فاعل (حقّ) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، و (الياء) مضاف إليه. جملة: «كذّبت ... قوم نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كلّ كذّب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ كلّ. وجملة: «حقّ وعيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ كذّب «2» . [سورة ق (50) : آية 15] أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (بالخلق) متعلّق

_ (1) دلّ عليه عموم، والتنوين عوض من محذوف أي: كلّ قوم منهم. (2) أو معطوفة على جملة الخبر بتقدير الرابط أي: حقّ وعيدي له.

الصرف:

ب (عيينا) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (في لبس) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (من خلق) متعلّق (بلبس) بتضمينه معنى شكّ.. جملة: «عيينا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أبدأنا الخلق الأول فعيينا به؟ وجملة: «هم في لبس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (عيينا) ، جاء في المصباح: عيي بالأمر وعن حجّته يعيا من باب تعب عيّا عجز عنه وقد يدغم الماضي فيقال عيّ فالرجل عيّ وعييّ على فعل- بكسر الفاء وسكون العين- وفعيل، وعيي بالأمر لم يهتد لوجهه وأعياني بالألف أتعبني فأعييت يستعمل لازما ومتعدّيا، وأعيا في مشيه فهو معيّ منقوص. (لبس) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لبس باب نصع أي اختلط عليه الأمر، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة فن التعريف والتنكير: في قوله تعالى «أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» . فقد عرّف الخلق الأول، ونكّر اللبس والخلق الجديد، والتعريف لا غرض منه إلا تفخيم ما قصد تعريفه وتعظيمه، ومنه تعريف الذكور في قوله «وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ» ولهذا المقصد عرّف الخلق الأول، لأن الغرض جعله دليلا على إمكان الخلق الثاني بطريق الأولى، أي إذا لم يعي تعالى بالخلق الأول على عظمته، فالخلق الآخر أولى أن لا يعبأ به، فهذا سر تعريف الخلق الأول. وأما التنكير فأمر منقسم: فمرة يقصد به تفخيم المنكر، من حيث ما فيه من الإبهام، كأنه أفخم من أن يخاطبه معرفة ومرة يقصد به التقليل من المنكر والوضع منه. وعلى الأول (سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) وقوله «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ» وهو أكثر من أن يحصى. والثاني: هو الأصل في التنكير، فلا يحتاج إلى

[سورة ق (50) : الآيات 16 إلى 18]

تمثيله، فتنكير اللبس من التعظيم والتفخيم، كأنه قال: في لبس أيّ لبس، وتنكير الخلق الجديد للتقليل منه والتهوين لأمره بالنسبة إلى الخلق الأول، ويحتمل أن يكون للتفخيم، كأنه أمر أعظم من أن يرضى الإنسان بكونه متلبسا عليه، مع أنه أول ما تبصر فيه صحته. [سورة ق (50) : الآيات 16 الى 18] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الواو) حاليّة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (به) متعلّق ب (توسوس) ، (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (أقرب) (من حبل) متعلّق ب (أقرب) . جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن.. والجملة الاسميّة في محلّ نصب حال «2» . وجملة: «توسوس» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) والضمير في (به) هو العائد ... ويجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والضمير في (به) يعود على الإنسان أي: وسوسة نفسه إيّاه. [.....] (2) يجوز أن تكون جملة نعلم استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «نحن أقرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة (نحن) نعلم. 17- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (أقرب) «1» ، (عن اليمين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قعيد) .. وقد أفرد لأنه على وزن فعيل حيث يستوي فيه الإفراد والتثنية والجمع (عن الشمال) معطوف على الجارّ الأول. وجملة: «يتلقّى المتلقّيان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «عن اليمين ... قعيد» في محلّ نصب حال من (المتلقّيان) . 18- (ما) نافية (قول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) للحصر (لديه) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (رقيب) .. وجملة: «ما يلفظ ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «لديه رقيب» في محلّ نصب حال من فاعل يلفظ. الصرف: (16) الوريد: اسم لأحد العرقين في صفحتي العنق والذي فيه الدم يجري إلى القلب للتصفية، وهو فعيل بمعنى فاعل. (17) المتلقّيان: مثنّى المتلقّي، اسم فاعل من الخماسي تلقّى، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين وإعادة الألف إلى أصلها اليائيّ. (قعيد) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ قعد، وهو فعيل بمعنى فاعل. (18) عتيد: صفة مشبّهة من الثلاثيّ عتد باب كرم بمعنى حضر، وهو فعيل بمعنى فاعل. [سورة ق (50) : آية 19] وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)

_ (1) أو اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق بحال من سكرة، و (الباء) للملابسة «1» ، (ما) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) ، (منه) متعلّق ب (تحيد) . جملة: «جاءت سكرة الموت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك ما ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر معطوف على الاستئناف. وجملة: «كنت منه تحيد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تحيد» في محلّ نصب خبر كنت. [سورة ق (50) : الآيات 20 الى 23] وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل (يوم) خبر المبتدأ ذلك مرفوع. جملة: «نفخ في الصور ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها تعليليّة. 21- (الواو) عاطفة (معها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (سائق) ..

_ (1) أو الباء للتعدية فهي متعلّقة ب (جاءت) ، أي: أظهرت سكرة الموت الحقّ.

الصرف:

وجملة: «جاءت كلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور. وجملة: «معها سائق» في محلّ رفع نعت لكلّ «1» . 22- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في غفلة) متعلّق بخبر كنت (من هذا) متعلّق ب (غفلة) بتضمينه معنى نجوة أو نجاة (الفاء) عاطفة في الموضعين (عنك) متعلّق ب (كشفنا) ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (حديد) . وجملة: «كنت في غفلة ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وجملة: «كشفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «بصرك اليوم حديد» لا محلّ لها معطوفة على جملة كشفنا. 23- (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ رفع بدل من ذا «2» ، (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما «3» ، (عتيد) خبر المبتدأ هذا «4» . وجملة: «قال قرينه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّرة. وجملة: «هذا ... عتيد» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (21) سائق: اسم فاعل من الثلاثي ساق، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينة همزة أصله ساوق.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من كلّ نفس ... أو في محلّ جرّ نعت لنفس. (2) يجوز أن يكون نكرة موصوفة خبرا للمبتدأ.. ويجوز في الموصول أن يكون مبتدأ خبره عتيد، والاسميّة خبر الاشارة. (3) يجوز أن يكون الظرف متعلّقا بعتيد إذا كان (ما) نكرة موصوفة و (عتيد) نعت لها.. كما يجوز أن يكون الظرف نعتا للنكرة الموصوفة و (عتيد) خبرا. (4) وأجاز الزمخشري أن يكون بدلا من (ما) أو خبرا بعد خبر أو خبرا لمبتدأ محذوف.

البلاغة

(22) حديد: صفة مشبّهة من (حدّت السكين) باب ضرب، وزنه فعيل بمعنى فاعل، واستعمل في الآية على المجاز. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ» . كناية عن الغفلة كأنها غطّت جميعه أو عينيه فهو لا يبصر شيئا، فإذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت الغفلة عنه فيبصر ما لم يبصره من الحقّ. [سورة ق (50) : الآيات 24 الى 26] أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (26) الإعراب: (في جهنّم) متعلّق ب (ألقيا) ، (الخير) مجرور لفظا بلام التقوية منصوب محلّا مفعول به لمنّاع «1» ، (الذي) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة ألقياه «2» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (الفاء) زائدة في خبر الموصول لشبهه بالشرط (في العذاب) متعلّق ب (ألقياه) .. جملة: «ألقيا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذي جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مقررة لمضمون ما سبق. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ألقياه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) «3» .

_ (1) يجوز أن يكون الجارّ أصليّا متعلّقا بمنّاع. (2) يجوز أن يكون بدلا من كلّ أو بدلا من كفّار. (3) وهي جواب شرط مقدّر ان أعرب الموصول بدلا.

الصرف:

الصرف: (منّاع) ، صيغة مبالغة للثلاثيّ منع، وزنه فعّال بفتح الفاء والعين المشدّدة. [سورة ق (50) : آية 27] قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27) الإعراب: (ربّنا) منادى مضاف منصوب (ما) نافية (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (في ضلال) متعلّق بخبر كان جملة: «قال قرينه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «ما أطغيته ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «كان في ضلال ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. [سورة ق (50) : الآيات 28 الى 30] قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (تختصموا) ، (الواو) حالية (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (قدّمت) ، (بالوعيد) متعلّق بمحذوف حال من فاعل قدّمت أو من مفعوله المقدّر «2» . جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تختصموا ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو اعتراضيّة وجملة ما أطغيته مقول القول. (2) (الباء) عند بعضهم زائدة في المفعول.

الصرف:

وجملة: «قدّمت ... » في محلّ نصب حال «1» . 29- (ما) نافية (لديّ) مثل الأول متعلّق ب (يبدّل) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (اللام) زائدة للتقوية (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لظلّام. وجملة: «ما يبدّل القول ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ما أنا بظلّام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يبدل ... 30- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ظلّام) (لجهنّم) متعلّق ب (نقول) ، (هل) حرف استفهام في الموضعين (مزيد) مجرور لفظا بمن مرفوع محلّا مبتدأ خبره محذوف أي هل هناك مزيد «2» . وجملة: «نقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هل امتلأت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نقول. وجملة: «هل من مزيد» في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (مزيد) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ زاد زنة مفعل بفتح الميم وكسر العين- على غير القياس- ثمّ طرأ عليه الإعلال بالتسكين فنقلت حركة عينه إلى فائه وسكنت العين. ويجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثيّ زاد. البلاغة التمثيل: في قوله تعالى «يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ» . سؤال وجواب، جيء بهما على منهاج التمثيل والتخييل، لتهويل أمرها والمعنى أنها- مع اتساعها وتباعد أقطارها- تطرح فيها من الجنّة والناس فوجا بعد فوج

_ (1) المعنى: لا تختصموا وقد صحّ عندكم الآن أنّي قدّمت إليكم بالوعيد. (2) الاستفهام إمّا للتحقيق والإخبار أي لقد اكتفيت وإمّا للطلب أي زيدوني. [.....]

الفوائد:

حتى تمتلئ أو أنها من السعة، بحيث يدخلها من يدخلها، وفيها بعد محلّ فارغ، أو أنها لغيظها على العصاة تطلب زيادتهم. وهذا من جمال وروائع التخييل الحسيّ، والتجسيم لجهنم، المتغيظة والنهمة التي لا تشبع، وقد تهافت عليها أولئك الذين كانوا يصمّون في دنياهم آذانهم عن الدعوة إلى الهدى، ويصرون على غيّهم ولجاجهم. الفوائد: - الجملة الواقعة في محلّ جرّ بالإضافة.. ورد في هذه الآية قوله تعالى يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فجملة (نقول) في محلّ جرّ بالإضافة لوقوعها بعد الظرف، وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بهذه الجملة، فلا يضاف إلى الجملة إلا ثمانية: 1- أسماء الزمان: كقوله تعالى: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وقوله تعالى: لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ ومن أسماء الزمان ثلاثة إضافتها إلى الجملة واجبة: (إذ) باتفاق، و (إذا) عند الجمهور، و (لما) عند من قال باسميتها. 2- حيث: وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان، وإضافتها إلى الجملة واجبة، ولا يشترط لذلك كونها ظرفا، وذلك كقوله تعالى: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ. 3- آية بمعنى علامة: فإنها تضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها، مثبتا أو منفيا بما، كقول الشاعر: بآية يقدمون الخيل شعثا ... كأنّ على سنابكها مداما وقوله: ألكني إلى قومي السلام رسالة ... بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا الاك: أبلغ والبيت لعمرو بن شأس. 4- (ذو) في قولهم: «اذهب بذي تسلم» والباء في ذلك ظرفية، وذي صفة

[سورة ق (50) : الآيات 31 إلى 35]

لزمن محذوف. ثم قال الأكثرون هي بمعنى صاحب، فالموصوف نكرة، أي اذهب في وقت صاحب سلامة «أي في وقت هو مظنة السلامة» . 5- لدن، و6- ريث، فإنهما يضافان جوازا إلى الجملة الفعلية التي فعلها متصرف، ويشترط كونه مثبتا، بخلافه مع آية. فأما لدن، فهي اسم لمبتدأ الغاية، زمانية كانت أو مكانية، ومن شواهدها قول الشاعر: لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم ... فلا يك منكم للخلاف جنوح وأما ريث، فهي مصدر راث إذا أبطأ، وعوملت معاملة أسماء الزمان في الإضافة إلى الجملة، كما عوملت المصادر معاملة أسماء الزمان في التوقيت، كقولك «جئتك صلاة العصر» . قال الشاعر: خليلىّ رفقا ريث أقضى لبانة ... من العرصات المذكرات عهودا 7 و8: (قول) و (قائل) : كقول الشاعر: قول يا للرجال ينهض منا ... مسرعين الكهول والشبانا وقول الشاعر: وأجبت قائل كيف أنت بصالح ... حتى مللت وملّني عوّادي [سورة ق (50) : الآيات 31 الى 35] وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (35) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للمتّقين) متعلّق ب (أزلفت) ، (غير) ظرف مكان قام مقام الظرف المقدّر أي مكانا غير بعيد فهو صفته «1» .

_ (1) أو هو حال من الجنّة مؤكّدة لعاملها ... ولم يؤنّث بعيد امّا لأنه فعيل الذي يستوي فيه التذكير والتأنيث، وامّا بتضمين الجنّة معنى البستان أو قصد مكان الجنّة..

جملة: «أزلفت الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 32- 34- (ما) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) ، والعائد محذوف، و (الواو) في (توعدون) نائب الفاعل (لكلّ) بدل من المتقين بإعادة الجارّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ بدل من (كلّ) «1» ، (بالغيب) حال من الرحمن أي غائبا (بقلب) حال من فاعل جاء (بسلام) حال من فاعل ادخلوها.. (يوم) خبر المبتدأ (ذلك) ، والإشارة إلى زمان الدخول. وجملة: «هذا ما توعدون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «خشي الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خشي. وجملة: «ادخلوها ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر مستأنف. وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ما) والعائد محذوف (فيها) متعلّق ب (يشاءون) «2» (الواو) عاطفة (لدينا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مزيد) . وجملة: «لهم ما يشاءون ... » في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوها وفيها التفات أي لكم ما تشاؤون فيها «3» . وجملة: «يشاءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لدينا مزيد» في محلّ نصب معطوفة على جملة لهم ما يشاءون.

_ (1) أو هو مبتدأ في محلّ رفع خبره محذوف والتقدير: يقال لهم ادخلوها بسلام. (2) أو متعلّق بحال من العائد المحذوف. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

الصرف:

الصرف: (34) الخلود: مصدر سماعيّ لفعل خلد باب نصر بمعنى دام، وزنه فعول بضمّتين. البلاغة الثناء البليغ: في قوله تعالى «مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ» . حيث قرن بالخشية اسمه الدال على سعة الرحمة، وذلك للثناء البليغ على الخاشي، وهو خشيته مع علمه أنه واسع الرحمة، كما أثنى عليه بأنه خاش، مع أن المخشي منه غائب. ونحوه «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ» فوصفهم بالوجل مع كثرة الطاعات. وصف القلب بالإنابة وهي الرجوع إلى الله تعالى، لأن الاعتبار بما ثبت منها في القلب. [سورة ق (50) : آية 36] وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة لفظ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) (من قرن) تمييزكم (منهم) متعلّق ب (أشدّ) (بطشا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة (في البلاد) متعلّق ب (نقّبوا) ، (هل) حرف استفهام (محيص) مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلّا مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لهم. جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم أشدّ ... » في محلّ جرّ نعت لقرن. وجملة: «نقّبوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم أشدّ ... وجملة: «هل من محيص ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .

_ (1) يجوز أن تكون مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل نقّبوا ... أي نقّبوا قائلين هل من محيص.

[سورة ق (50) : آية 37]

[سورة ق (50) : آية 37] إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) الإعراب: (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (ذكرى) اسم إنّ منصوب (لمن) متعلّق ب (ذكرى) ، (له) متعلّق بخبر كان (أو) حرف عطف (الواو) حاليّة. جملة: «إنّ في ذلك لذكرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان له قلب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ألقى السمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «هو شهيد» في محلّ نصب حال. [سورة ق (50) : الآيات 38 الى 42] وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لقد خلقنا ... ) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (في ستّة) متعلّق ب (خلقنا) ، (الواو) حاليّة

_ (1) في الآية (16) من السورة.

(ما) نافية (لغوب) مجرور لفظا بمن زائدة مرفوع محلّا فاعل مسّنا. جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما مسّنا من لغوب» في محلّ نصب حال. 39- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين.. والمصدر المؤوّل (ما يقولون..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (اصبر) . (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّح) في الموضعين. وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت إنكار الكافرين فاصبر. وجملة: «سبّح ... » معطوفة على جملة اصبر. 40- (الواو) عاطفة (من الليل) متعلّق بفعل محذوف تقديره سبّحه أو قم (الفاء) زائدة- أو عاطفة- (أدبار) معطوف على الظرف قبل «2» . وجملة: « (قم أو سبّحه) من الليل» معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «سبّحه ... » لا محلّ لها تفسيرية- أو معطوفة على جملة قم- 41- (الواو) عاطفة، ومفعول (استمع) محذوف تقديره قولي، أو ما أقول (يوم) ظرف منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يخرجون «3» مدلولا عليه بقوله ذلك

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (اصبر) والعائد محذوف. (2) أو معطوف على محلّ (من الليل) وهو النصب. (3) أو يعلمون عاقبة تكذيبهم.

الصرف:

يوم الخروج (يناد) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة مراعاة لقراءة الوصل (المناد) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة اتباعا للرسم أو للوقف (من مكان) متعلّق ب (ينادي) .. وجملة: «استمع ... » معطوفة على جملة اصبر. وجملة: « (يخرجون..) المقدّرة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينادي المنادي» في محلّ جرّ مضاف إليه. 42- (يوم) بدل من الأول منصوب مثله (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل يسمعون «1» ، (ذلك يوم الخروج) مرّ إعراب نظيرها «2» . وجملة: «يسمعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ذلك يوم الخروج» لا محلّ لها استئناف بياني. الصرف: (38) ستة: اسم للعدد المعروف وقد جاء مؤنّثا لأنّ معدوده مذكّر، وزنه فعلة بكسر فسكون. (40) السجود: مصدر سماعي لفعل سجد الثلاثيّ وزنه فعول بضمّتين. (يناد) رسمت الكلمة بحذف الياء مراعاة لقراءة الوصول (المناد) حذفت الياء من آخره اتباعا للرسم أو الوقف. [سورة ق (50) : الآيات 43 الى 44] إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (44)

_ (1) أو بحال من الصيحة ... والمحلّي فسّر (الحقّ) بالبعث وعلى هذا فالجارّ متعلّق ب (يسمعون) والباء للتعدية. (2) في الآية (34) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (إلينا) متعلّق بخبر مقدّم. جملة: «إنّا نحن نحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نحن نحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نميت» في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي. وجملة: «إلينا المصير» في محلّ رفع معطوفة على جملة نميت. 44- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (المصير) «2» ، (تشقّق) مضارع حذف منه إحدى التاءين (عنهم) متعلّق ب (تشقّق) ، (سراعا) حال منصوبة والعامل مقدّر أي يخرجون سراعا، والإشارة في (ذلك) إلى معنى الحشر المخبر به أي الإحياء بعد الموت والجمع للعرض.. (علينا) متعلّق بالنعت (يسير) «3» . وجملة: «تشقّق الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ذلك حشر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (سراعا) ، جمع سريع، صفة مشبّهة من (سرع) باب كرم أو باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سراع فعال بكسر الفاء. (حشر) ، مصدر سماعيّ لفعل حشر الثلاثي، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة ق (50) : آية 45] نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (45)

_ (1) أو ضمير استعمر لمحلّ النصب توكيدا للضمير المتّصل اسم إنّ. (2) أو متعلّق بالخروج في الآية (42) ، وعلى هذا فجملة انّا نحن نحيي.. اعتراضيّة. (3) فصل بين النعت والمنعوت بالجارّ لمعنى الحصر وهو جائز. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليهم) متعلّق ب (جبّار) وهو مجرور لفظا ب (الباء) منصوب محلّا خبر ما (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بالقرآن) متعلّق ب (ذكّر) ، (وعيد) مفعول به لفعل الخوف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. جملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما يقولون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) الذي ليس للتفضيل. وجملة: «ما أنت عليهم بجبّار» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ذكّر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فذكّر. وجملة: «يخاف» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . انتهت سورة «ق» ويليها سورة «الذاريات»

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف

سورة الذاريات

بسم الله الرحمن الرحيم سورة الذّاريات من الآية 1 إلى الآية 30 [سورة الذاريات (51) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (1) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجارِياتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (4) إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (6) لإعراب: (الواو) واو القسم (الذاريات) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ذروا) مفعول مطلق منصوب عامله الذاريات (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (وقرا) مفعول به لاسم الفاعل الحاملات (يسرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» ، (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل المقسّمات (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم انّ «2» ، والعائد محذوف، و (الواو) في (توعدون) نائب الفاعل (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة تفيد التوكيد، في الموضعين. جملة: « (أقسم) بالذاريات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو هو مصدر في موضع الحال أي ميسرة. (2) ويحسن حينئذ الفصل في الرسم بين (انّ) و (ما) ... ويجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا فالمصدر المؤوّل اسم انّ.

الصرف:

وجملة: «إنّ ما توعدون ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «إنّ الدين لواقع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (الذاريات) ، جمع الذارية، مؤنّث الذاري، اسم فاعل من الثلاثيّ ذرا يذرو وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الذارو، قلبت الواو ياء لأنّ ما قبلها مكسور.. ويجوز أن يكون الفعل ذرى يذري باب ضرب فلا إعلال. (ذروا) ، مصدر سماعيّ لفعل ذرا يذرو، وزنه فعل بفتح فسكون. (الحاملات) ، جمع الحاملة مؤنّث الحامل، اسم فاعل من الثلاثيّ حمل وزنه فاعل. (وقرا) ، اسم بمعنى الحمل أي المحمول وزنه فعل بكسر فسكون. (المقسّمات) ، جمع المقسّمة، مؤنّث المقسّم، اسم فاعل من الرباعيّ قسّم، وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين. (الدين) ، اسم بمعنى الجزاء، وزنه فعل بكسر فسكون.. وانظر أيضا الآية (4) من سورة الفاتحة. [سورة الذاريات (51) : الآيات 7 الى 9] وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) الإعراب: (والسماء) مثل والذاريات (ذات) نعت للسماء مجرور (اللام) لام القسم (في قول) متعلّق بخبر إنّ (عنه) متعلّق ب (يؤفك) ، (من) اسم موصول في محلّ رفع نائب الفاعل، ونائب الفاعل لفعل (أفك) ضمير مستتر هو العائد.

الصرف:

جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّكم لفي قول ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «يؤفك عنه من أفك» في محلّ جرّ نعت ثان لقول «1» . وجملة: «أفك» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (7) الحبك: جمع حبيكة وهي الطريقة اسم ذات أو اسم معنى أي الطريقة المحسوسة أو المعقولة. [سورة الذاريات (51) : الآيات 10 الى 14] قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (11) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) الإعراب: (الذين) موصول في محلّ رفع نعت ل (الخرّاصون) ، (في غمرة) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (ساهون) خبر ثان مرفوع (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (يوم) بحذف مضاف أي متى مجيء يوم الدين.. وجملة: «قتل الخرّاصون» لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة. وجملة: «هم في غمرة» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يسألون ... » في محلّ نصب حال من (الخرّاصون) » .

_ (1) هذا إذا كان الضمير في (عنه) يعود على القول ... وقد يعود على النبيّ عليه السلام وحينئذ فالجملة استئنافيّة. (2) أو هي خبر للموصول (الذين) إذا أعرب مبتدأ.. وجملة المبتدأ والخبر استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

الصرف:

وجملة: «أيّان يوم الدين» في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام، والجملة مقيّدة بالجارّ. 13- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يأتي- أو يجيء- (على النار) متعلّق ب (يفتنون) بتضمينه معنى يعرضون، و (الواو) في (يفتنون) نائب الفاعل.. وجملة: « (يجيء) يوم ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «هم على النار يفتنون» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يفتنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) ، 14- (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) (به) متعلّق ب (تستعجلون) . وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «هذا الذي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كنتم به تستعجلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تستعجلون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (الخرّاصون) ، جمع الخرّاص، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ خرص باب نصر وباب ضرب بمعنى كذب وزنه فعّال بفتح الفاء. (ساهون) ، جمع ساه، اسم فاعل من الثلاثيّ سها يسهو، وساه فيه اعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، وزنه فاع، ووزن ساهون فاعون. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ» . حيث شبه العذاب بطعام يؤكل، ثم حذف المشبّه به، وأستعير له شيء من لوازمه وهو الذوق.

[سورة الذاريات (51) : الآيات 15 إلى 19]

[سورة الذاريات (51) : الآيات 15 الى 19] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) الإعراب: (في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (آخذين) حال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر إنّ (ما) اسم موصول مفعول به لاسم الفاعل (آخذين) ، والعائد محذوف أي: آتاهم إيّاه ربّهم (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (محسنين) .. جملة: «إنّ المتّقين في جنّات» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آتاهم ربّهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّهم كانوا» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 17- 18- (قليلا) مفعول فيه منصوب نائب عن الظرف فهو صفته متعلّق ب (يهجعون) «1» ، (من الليل) متعلّق بنعت ل (قليلا) ، (ما) زائدة لتأكيد القلّة «2» .. (بالأسحار) متعلّق ب (يستغفرون) .. وجملة: «كانوا (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بياني «3» .

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي هجوعا قليلا ... ويجوز أن يكون خبرا ل (كان) إذا أعرب (ما) حرفا مصدريا والمصدر المؤوّل حينئذ امّا فاعل ل (قليلا) ، وامّا بدل من اسم كان. (2) أو حرف مصدريّ ... (3) أو بدل من جملة كانوا ... محسنين في محلّ رفع.

الصرف:

وجملة: «يهجعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا (الثاني) . وجملة: «هم يستغفرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الثانية) . وجملة: «يستغفرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 19- (الواو) عاطفة (في أموالهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حقّ) (للسائل) متعلّق بنعت ل (حقّ) - أو ب (حقّ) - وجملة: «في أموالهم حقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الثانية) . الصرف: (19) السائل: اسم فاعل من الثلاثيّ سأل، وزنه فاعل. (المحروم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ حرم، وزنه مفعول. [سورة الذاريات (51) : الآيات 20 الى 23] وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (في الأرض) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (آيات) ، (للموقنين) متعلّق بنعت ل (آيات) .. جملة: «في الأرض آيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 21- (الواو) عاطفة (في أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) «1» ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.

_ (1) أو متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف بدلالة آيات المذكور.

وجملة: «لا تبصرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تبصرون. 22- (الواو) عاطفة في الموضعين (في السّماء) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (رزقكم) ، (ما) موصول في محلّ رفع معطوف على رزقكم، و (الواو) في (توعدون) نائب الفاعل، والعائد محذوف. وجملة: «في السماء رزقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة في الأرض آيات. وجملة: «توعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 23- (الفاء) عاطفة (الواو) واو القسم، (ربّ) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم تفيد التوكيد وهي عوض من المزحلقة (مثل) حال من الضمير في حقّ، منصوبة «1» ، (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ مضاف إليه «2» . والمصدر المؤوّل (أنّكم تنطقون ... ) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي هو نطقكم. وجملة: « (أقسم) بربّ السماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة في السماء رزقكم «3» . وجملة: «انّه لحقّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: « (هو) أنّكم تنطقون» في محلّ جرّ نعت ل (ما) . وجملة: «تنطقون» في محلّ رفع خبر أنّ.

_ (1) وهو عند بعضهم مبنيّ على الفتح في محلّ رفع نعت لحقّ لأنه مضاف الى مبنيّ. (2) أو هي زائدة فيحسن رسمها موصولة مع مثل أي مثلما ... والمصدر المؤوّل هو المضاف اليه. (3) يجوز أن تكون استئنافيّة.

الفوائد:

الفوائد: - الله متكفل بالرزق.. عن الأصمعي أنّه قال: أقبلت من جامع البصرة، فطلع أعرابي على قعود (ولد الجمل) فقال من الرجل؟ فقلت: من بني أصمع، قال: ومن أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الله عز وجل، فقال: اتل عليّ، فتلوت: والذاريات، فلما بلغت (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) قال: حسبك، فقام إلى ناقته، فنحرها ووزّعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووليّ فلما حججت مع الرشيد، وطفقت أطوف، فإذا أنا بمن يهتف بى بصوت رقيق، فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي، قد نحل واصفرّ فسلم عليّ، واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: (فورب السماء والأرض إنه لحق) ، فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتّى حلف، لم يصدقوه حتّى حلف، قالها ثلاثا، وخرجت معها نفسه. [سورة الذاريات (51) : الآيات 24 الى 30] هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)

الإعراب:

الإعراب: (هل) حرف استفهام (المكرمين) نعت لضيف «1» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (حديث) «2» ، (عليه) متعلّق ب (دخلوا) ، (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف (سلام) مبتدأ مرفوع خبره محذوف أي: عليكم سلام (قوم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم أو هؤلاء.. جملة: «آتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا. وجملة: « (نسلّم) سلاما ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانية. وجملة: « (عليكم) سلام» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: « (أنتم) قوم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. 26- (الفاء) عاطفة في الموضعين (إلى أهله) متعلّق ب (راغ) ، (بعجل) متعلّق بحال من فاعل جاء.. وجملة: «راغ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة راغ. 27- (الفاء) عاطفة (إليهم) متعلّق ب (قرّبه) ، (ألا) أداة عرض.. وجملة: «قرّبه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء. وجملة: «قال ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) وجملة: «ألا تأكلون ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) جاء بلفظ المفرد وهو على معنى الجمع لأنه في الأصل مصدر يستوي فيه الإفراد والتثنية والجمع. (2) أو متعلّق بالمكرمين إذا أريد أن إبراهيم أكرمهم بخدمته ... أو هو اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. [.....]

الصرف:

28- (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق بحال من خيفة (خيفة) مفعول به منصوب (لا) ناهية جازمة (الواو) حاليّة (بغلام) متعلّق ب (بشّروه) .. وجملة: «أوجس..» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فلم يتقدّموا فأوجس. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني. وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «بشّروه ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد «1» . 29- (الفاء) عاطفة في الموضعين (في صرّة) حال من امرأته (عجوز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا. وجملة: «أقبلت امرأته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «صكّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقبلت. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صكّت- أو أقبلت- وجملة: « (أنا) عجوز ... » في محلّ نصب مقول القول. 30- (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله قال بعده «2» ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «3» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ربّك ... » في محلّ نصب مقول القول.. ومفعول قال محذوف هو متعلّق كذلك. وجملة: «إنّه هو الحكيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة للتعليل. وجملة: «هو الحكيم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (صرّة) ، اسم بمعنى الصيحة أو الضجّة أو الجماعة.. مأخوذ من (صرّ) الثلاثي، وزنه فعلة بفتح فسكون.

_ (1) أو من غير تقدير قد. (2) أي قال ربّك قولا مثل ذلك القول الذي أخبرناك به، بمعنى قضى وحكم. (3) يجوز أن يكون مستعارا لمحلّ النصب توكيدا للضمير المتّصل اسم إنّ.

البلاغة

البلاغة 1- الاستفهام التقريري: في قوله تعالى «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ» استفهام تقريري، تفخيما لشأن الحديث وتنبيها على أنّه ليس مما علمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بغير طريق الوحي. فهو كما تبدأ المرء إذا أردت أن تحدّثه بعجيب فتقرره هل سمع ذلك أم لا، فكأنك تقضي أن يقول لا، ويطلب منك الحديث. 2- الحذف: في قوله تعالى «قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ» . قيل: أي عليكم سلام، عدل به إلى الرفع بالابتداء، لقصد الثبات، حتى يكون تحيته أحسن من تحيتهم، أخذا بمزيد الأدب والإكرام. وقيل: سلام خبر مبتدأ محذوف، أي أمري «سلام» ، و «قوم» : خبر مبتدأ محذوف، والأكثر على أن التقدير أنتم قوم منكرون وأنّه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته: أنا لا أعرفك، تريد عرّف لي بنفسك وصفها. 3- المجاز المرسل: في قوله تعالى «قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ» . حيث سمى الغلام عليما باعتبار ما يؤول إليه أمره إذا كبر. الفوائد: - الجملة الواقعة مفعولا به.. ورد في هذه الآية قوله تعالى: فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ فجملة: (أَلا تَأْكُلُونَ) في محلّ نصب مقول القول. وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بالجملة الواقعة مفعولا: تقع هذه الجملة في ثلاثة أبواب: 1- باب الحكاية أو مرادفه، كقوله تعالى: قالَ: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ. 2- ما هو محكيّ مقدّر: قوله تعالى فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) فهذه.. الجمل في محلّ نصب اتفاقا، ثم قال البصريون: النصب بقول مقدّر، وقال الكوفيون: بالفعل المذكور. ويشهد للبصريين التصريح بالقول: في (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) و (نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) .

[سورة الذاريات (51) : آية 31]

3- باب التعليق: وهو تعليق الفعل عن طلب المفعول، لفظا لا محلّا، مثل قوله تعالى: فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً والتعليق لا يختص بباب (ظن) بل يختص بكلّ فعل قلبي، وكقوله تعالى: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ، وأحيانا تكون الجملة سدت مسد المفعولين: كقوله تعالى: وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى [سورة الذاريات (51) : آية 31] قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره (خطبكم) (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المرسلون) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا.. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما خطبكم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسلتم لأمر ما فما خطبكم والجملة المقدّرة مقول القول، وجملة: «أيّها المرسلون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول [سورة الذاريات (51) : الآيات 32 الى 34] قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) الإعراب: الضمير (نا) نائب الفاعل لفعل أرسلنا (إلى قوم) متعلّق ب (أرسلنا) .. جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا أرسلنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 33- (اللام) للتعليل (نرسل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام

[سورة الذاريات (51) : الآيات 35 إلى 37]

(عليهم) متعلّق ب (نرسل) ، (من طين) متعلّق بنعت ل (حجارة) . والمصدر المؤوّل (أن نرسل ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) وجملة: «نرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر 34- (مسوّمة) نعت ثان لحجارة «1» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مسوّمة) ، وكذلك (للمسرفين) [سورة الذاريات (51) : الآيات 35 الى 37] فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (37) الإعراب: (الفاء) عاطفة في الموضعين (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (فيها) متعلّق بخبر كان (من المؤمنين) متعلّق بحال من اسم كان العائد (ما) نافية (غير) مفعول به منصوب (من المسلمين) متعلّق بنعت ل (غير) «2» ، (الواو) عاطفة (فيها) الثاني متعلّق ب (تركنا) ، (للذين) متعلّق بنعت ل (آية) .. جملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فباشروا ما أمروا به، فأخرجنا من كان فيها.. وجملة: «كان فيها ... » لا محلّ لها صلة الموصول وجملة: «ما وجدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا. وجملة: «تركنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما وجدنا.. وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . [سورة الذاريات (51) : الآيات 38 الى 40] وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)

_ (1) يجوز أن يكون حالا لحجارة لأنه موصوفة بالجارّ. (2) في الكلام حذف مضاف أي غير أهل بيت من المسلمين

الإعراب:

الإعراب: (في موسى) متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور في الآية السابقة أي تركنا آية «1» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر تركنا «2» ، (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلناه) ، (بسلطان) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أرسلناه) . جملة: « (تركنا) في موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. 39- (الفاء) عاطفة (بركنه) متعلّق بحال من فاعل تولّى «3» ، (ساحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (أو) عاطف وجملة: «تولّى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلناه وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تولّى وجملة: « (هو) ساحر ... » في محلّ نصب مقول القول 40- (الفاء) عاطفة في الموضعين و (الواو) كذلك «4» ، (جنوده) معطوفة على الضمير في (أخذناه) ، (في اليمّ) متعلّق ب (نبذناهم) ، (الواو) حالية ... وجملة: «أخذناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تولّى وجملة: «نبذناهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذناه وجملة: «هو مليم ... » في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أخذناه) أو في (نبذناهم)

_ (1) وذلك بجعل الواو للاستئناف ... ويجوز أن يكون معطوفا على (فيها) في الآية السابقة فيتعلّق الجارّ ب (تركنا) المذكور (2) أو متعلّق بنعت لآية أي: كائنة في وقت إرسالنا ... أو متعلّق بآية (3) أي أعرض مستعينا بجنوده، لأن الجنود للملك كالركن له (4) يجوز أن تكون واو المعيّة وجنوده مفعول معه.

[سورة الذاريات (51) : الآيات 41 إلى 42]

الجزء السابع والعشرون بقية سورة الذّاريات من الآية 41 إلى الآية 60 [سورة الذاريات (51) : الآيات 41 الى 42] وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) الإعراب: (وفي عاد إذ أرسلنا) مثل وفي موسى إذ أرسلناه مفردات وجملا «1» ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (عليه) متعلّق ب (أتت) ، (إلّا) للحصر (كالرميم) في موضع المفعول الثاني. وجملة: «ما تذر ... » في محلّ نصب حال من الريح وجملة: «أتت عليه» في محلّ نصب- على المحلّ- نعت لشيء

_ (1) في الآية (38) من هذه السورة

البلاغة

وجملة: «جعلته ... » في محلّ نصب حال من فاعل تذر «1» البلاغة الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «الرِّيحَ الْعَقِيمَ» . سميت عقيما لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم، فشبه إهلاكهم وقطع دابرهم بعقم النساء وعدم حملهن، لما فيه من إذهاب النسل، ثم أطلق المشبه به على المشبه، واشتق منه العقيم. [سورة الذاريات (51) : الآيات 43 الى 45] وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) الإعراب: «وفي ثمود إذ قيل» مثل وفي موسى إذ أرسلناه مفردات وجملا «2» ، (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (حتّى حين) متعلّق ب (تمتّعوا) ... وجملة: «تمتّعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» 44- (الفاء) عاطفة في الموضعين (عتوا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل (عن أمر) متعلّق ب (عتوا) بتضمينه معنى أعرضوا (الواو) حاليّة. وجملة: «عتوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قيل

_ (1) أو في محلّ نصب مفعول به ثان ل (تذر) بمعنى تترك المتعدى لاثنين (2) في الآية (38) من هذه السورة. (3) لأنها في الأصل جملة مقول القول

[سورة الذاريات (51) : آية 46]

وجملة: «أخذتهم الصاعقة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة عتوا وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب حال وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 45- (الفاء) عاطفة (ما) نافية (قيام) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما) مثل الأولى ... وجملة: «ما استطاعوا....» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذتهم وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذتهم [سورة الذاريات (51) : آية 46] وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (46) الإعراب: (الواو) استئنافية (قوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره أهلكنا «1» ، (قبل) اسم ظرفى مبنىّ على الضمّ في محل جرّ متعلّق بالفعل المقدّر جملة: « (أهلكنا) قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «كانوا قوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ [سورة الذاريات (51) : الآيات 47 الى 51] وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)

_ (1) أو اذكر. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (السماء) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (بأيد) حال من فاعل بنيناها أو من مفعوله «1» ، مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة للتنوين (الواو) حاليّة (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد.. جملة: « (بنينا) السماء ... » لا محلّ لها استئنافية وجملة: «بنيناها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «إنّا لموسعون ... » في محلّ نصب حال ... 48- (الواو) عاطفة (الأرض) مثل السماء (الفاء) عاطفة، والمخصوص بالمدح محذوف أي نحن ... وجملة: « (فرشنا) الأرض» ... ) لا محل لها معطوفة على جملة (بنينا) الاستئنافيّة وجملة: «فرشناها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «نعم الماهدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (فرشنا) المقدّرة 49- (الواو) عاطفة (من كلّ) متعلّق ب (خلقنا) «2» ، (تذكّرون) مضارع حذف منه إحدى التاءين ... وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (فرشنا) المقدّرة وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ

_ (1) أو متعلّق ب (بنيناها) والباء سببيّة (2) أو متعلّق بحال من زوجين- نعت تقدّم على المنعوت-

الصرف:

50- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى الله) متعلّق ب (فرّوا) بحذف مضاف أي إلى ثواب الله (لكم) متعلّق ب (نذير) (منه) متعلّق بحال من نذير. وجملة: «فرّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط ... مقدّر أي: إذا علمتم صفات الله المذكورة ففرّوا إليه وجملة: «انّي لكم منه نذير ... » لا محلّ لها استئناف بياني 51- (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (إنّي لكم ... ) مثل الأولى وجملة: «لا تجعلوا ... » معطوفة على جملة فرّوا وجملة: «إنّي لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة الصرف: (48) الماهدون: جمع الماهد، اسم فاعل من الثلاثي مهد، وزنه فاعل الفوائد: الاشتغال.. ورد في هذه الآية قوله تعالى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ فالسماء: منصوب على الاشتغال وسنبين فيما يلي ما يتعلق بهذا البحث: الاشتغال هو أن يتقدم ما هو مفعول في المعنى، على عامل قد نصب ضمير هذا المفعول، مثل: (دارك رأيتها) ، أو نصب ملابس ضميره، مثل (دارك طرقت بابها) (أخاك مررت به) . ولولا اشتغال العامل بنصب الضمير أو ملابسه لنصب الاسم المتقدم نفسه، فيقدّرون لهذا الاسم المنصوب ناصبا من لفظ المذكور، أو من معناه إن كان لازما، فناصب المثال الثاني (طرقت) محذوفة، وناصب المثال الأخير من معنى المذكور لا من لفظه، لأنه فعل لازم، وتقديره (جاوزت أخاك مررت به) . ويجوز في الأمثلة المتقدمة رفع الاسم المتقدم على الابتداء، وتكون الجملة بعده خبرا

[سورة الذاريات (51) : الآيات 52 إلى 55]

له، فتقول: (دارك رأيتها) (دارك طرقت بابها) (أخوك مررت به) . أ- يجب نصب الاسم المشتغل عنه إذا وقع بعد ما يختص بالأفعال، كأدوات الشرط والتحضيض، وأدوات الاستفهام عدا (الهمزة) ، فتقدر بين هذا الاسم وما قبله فعلا محذوفا وجوبا، لتبقى الأداة داخلة على ما تختص به، مثل: (إن محمدا لقيته فأكرمه) (هلا فقيرا أطعمته) (متى أخاك لقيته) (هل الكتاب قرأته) ويكون العامل المذكور بعده تفسيرا للمحذوف. ب- ويرجح نصبه في ثلاثة مواضع: 1- إذا أتى قبل فعل دال على طلب، مثل (الفقير أكرمه) . 2- بعد همزة الاستفهام لأن الفعل يليها غالبا: مثل (أجارك تؤذيه؟) . 3- إذا تصدر جواب مستفهم عنه منصوب. كأن يسألك سائل ما تأكل؟ فتقول: (رغيفا آكله) . [سورة الذاريات (51) : الآيات 52 الى 55] كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) الإعراب: (كذلك) متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي الأمر- أو الشأن- كذلك (ما) نافية (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أتى (إلّا) للحصر (ساحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (أو) حرف عطف ... جملة: « (الأمر) كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما أتى ... من رسول» لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «قالوا ... » في محلّ نصب حال من الموصول

الصرف:

وجملة: « (هو) ساحر ... » في محلّ نصب مقول القول 53- (الهمزة) للاستفهام الإنكارىّ (تواصوا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين (به) متعلّق ب (تواصوا) ، (بل) للإضراب الانتقالي.. وجملة: «تواصوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة 54- 55- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (الفاء) تعليليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ملوم) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ما ... (الواو) استئنافيّة (الفاء) تعليليّة.. وجملة: «تولّ ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن لم يستجيبوا لك فتولّ عنهم وجملة: «ما أنت بملوم» لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «ذكّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» وجملة: «إن الذكرى تنفع ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «تنفع ... » في محلّ رفع خبر إنّ الصرف: (53) تواصوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفاعوا

_ (1) يقال إنّ هذه الآية ناسخة للآية السابقة: تولّ عنهم ... نزلت بعد فترة من نزول الآية الأولى

الفوائد:

الفوائد: - الجملة الواقعة خبرا.. الجملة الواقعة خبرا من الجمل التي لها محل من الإعراب. وتكون خبرا لثلاثة أشياء: 1- خبرا للمبتدأ، ومحلها الرفع، مثل: (الله يعلم الغيب) أو (العلم كنوزه ثمينة) . 2- خبرا ل (إن) أو إحدى أخواتها، ومحلها الرفع أيضا: كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ أو (إن البحر ركوبه خطير) . 3- خبرا للفعل الناقص (كان وأخواتها) أو (كاد وأخواتها) ، ومحلها النصب، مثل قوله تعالى: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ [سورة الذاريات (51) : الآيات 56 الى 58] وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافيّة (إلّا) للحصر (اللام) للتعليل (يعبدون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... و (النون) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة. جملة: «ما خلقت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يعبدون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلقت)

الصرف:

57- (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (أريد) ، (رزق) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما أريد) مثل الأولى (يطعمون) مثل يعبدون والمصدر المؤوّل (أن يطعمون) في محلّ نصب مفعول به عاملة أريد وجملة: «ما أريد (الأولى) » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «ما أريد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أريد (الأولى) 58- (هو) ضمير فصل «1» ، (الرزاق) خبر إنّ مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع «2» ، (المتين) خبر ثالث «3» وجملة: «إنّ الله ... الرزاق» لا محلّ لها تعليليّة الصرف: (58) الرزّاق: صيغة مبالغة من الثلاثي رزق، وزنه فعّال بفتح الفاء والعين المشددة (58) المتين: صفة مشبهة من (متن) باب كرم بمعنى صلب وقوي، وزنه فعيل. [سورة الذاريات (51) : الآيات 59 الى 60] فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر في الموضعين (للذين) متعلّق بخبر إنّ (مثل) نعت ل (ذنوبا) منصوب (لا) ناهية، و (النون) في (يستعجلون) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. جملة: «إنّ للذين ظلموا ذنوبا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان للأمم المتقدّمة نصيب من العذاب فإنّ للذين ظلموا من كفّار مكّة

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الرزاق.. والجملة الاسميّة خبر إنّ (2) أو نعت للرزاق (3) أو نعت ل (ذو) . أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئنافية مؤكّدة لمضمون ما سبق

الصرف:

نصيبا مثلهم وجملة: «ظلموا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «لا يستعجلون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أخّرت عذابهم فلا يستعجلوني 60- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للذين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ويل (من يومهم) متعلّق بالمصدر (ويل) ، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل. وجملة: «ويل للذين ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت عذابهم- أو يوم عذابهم- فويل لهم وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الصرف: (ذنوب) ، اسم بمعنى الدلو ذات الذنب أو القبر، وزنه فعول بفتح فضمّ البلاغة الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى «فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ» . الذنوب: الدلو العظيمة، وهذا تمثيل، أصله في السقاة يتقسمون الماء، فيكون لهذا ذنوب ولهذا ذنوب. قال: لنا ذنوب ولكم ذنوب ... فإن أبيتم فلنا القليب والمعنى: فإن الذين ظلموا رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب الله، مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون. انتهت بعون الله سورة الذاريات

_ (1) نكرة فيها معنى الذمّ فصّح الابتداء بها

سورة الطور

سورة الطور آياتها 49 آية [سورة الطور (52) : الآيات 1 الى 10] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالطُّورِ (1) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (7) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (9) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (10) الإعراب: (الواو) واو القسم (الطور) مقسم به مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (في رقّ) متعلّق بنعت ل (كتاب) «1» ، (اللام) لام القسم، وهي عوض من المزحلقة (ما) نافية (له) متعلّق بخبر مقدم (دافع) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (دافع) - أو ب (واقع) - (مورا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (سيرا) .

_ (1) أو متعلّق بمسطور

الصرف:

جملة: « (أقسم) بالطور ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «إنّ عذاب ربّك لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما له من دافع ... » في محلّ رفع خبر ثان» وجملة: «تمور السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تسير الجبال ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تمور السماء الصرف: (3) رقّ: اسم للجلد الرقيق الذي يكتب عليه، وزنه فعل بكسر فسكون وعينه ولامه من حرف واحد (4) المعمور: اسم مفعول من الثلاثي عمر، وزنه مفعول (5) المرفوع: اسم مفعول من الثلاثي رفع، وزنه مفعول (6) المسجور: اسم مفعول من الثلاثي سجر، وزنه مفعول وسجر بمعنى ملأ (8) دافع: اسم فاعل من الثلاثي دفع وزنه فاعل (9) مورا: مصدر الثلاثي مار يمور بمعنى تحرّك ودار، وزنه فعل بفتح فسكون البلاغة التنكير: في قوله تعالى «وَكِتابٍ مَسْطُورٍ» . وفائدة التنكير الدلالة على اختصاصه من جنس الكتب بأمر يتميز به عن سائرها، ففي التنكير كمال التعريف، والتنبيه على أن ذلك الكتاب لا يخفي، نكّر أو عرّف، كقوله تعالى «وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها» . الفوائد: - الجملة الواقعة جوابا للقسم.. وهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب، ومثالها هذه الآية

_ (1) أو لا محل لها اعتراضية بين الظرف ومتعلقه

[سورة الطور (52) : الآيات 11 إلى 16]

إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ فهي جواب للقسم المتقدم، لا محل لها من الإعراب. وكذلك قوله تعالى: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ فجملة لينبذن في الحطمة هي جواب لقسم مقدر. تثنيه: من أمثلة جواب القسم ما يخفي، مثل قوله تعالى: أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وذلك لأن أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف، قاله كثيرون، منهم الزجاج، ويوضحه قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وقال الكسائي والفراء: التقدير: بأن لا تعبدوا إلا الله، وبأن لا تسفكوا، ثم حذف الجار، وجوز الفراء أن يكون الأصل النهي، ثم أخرج مخرج الخبر. ويؤيده أن بعده (قولوا) (وأقيموا) (وآتوا) . [سورة الطور (52) : الآيات 11 الى 16] فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (يومئذ) ظرف منصوب «2» ، مضاف إلى ظرف آخر متعلّق ب (ويل) ، والتنوين

_ (1) نكرة دلّت على ذم صحّ الابتداء بها (2) أو مبنيّ في محلّ نصب لأنه أضيف إلى غير متمكّن وهو إذ

فيه عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ يقع العذاب (للمكذّبين) متعلّق بخبر المبتدأ (ويل) . جملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان أمر العذاب كذلك فويل للمكذّبين. وجملة: «هم في خوض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يلعبون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم) «1» 13- (يوم) ظرف منصوب بدل من يومئذ (إلى نار) متعلّق ب (يدّعون) ، (دعّا) مفعول مطلق منصوب.. وجملة: «يدّعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 14- (هذه) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره (النار) «2» ، (التي) موصول في محلّ رفع نعت للنار (بها) متعلّق ب (تكذّبون) ... وجملة: «هذه النار» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر «3» وجملة: «كنتم بها تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم 15- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (سحر) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (هذا) ، (أم) حرف معادل لهمزة الاستفهام «4» ، (لا) نافية.. وجملة: «سحر هذا» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «أنتم لا تبصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة سحر هذا وجملة: «لا تبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم)

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بياني. (2) أو خبره الموصول، و (النار) بدل من الإشارة. (3) أي تقول لهم خزنة جهنّم هذه النار. [.....] (4) صاحب الكشّاف جعلها منقطعة بمعنى (بل)

الصرف:

16- (أو) حرف عطف (لا) ناهية جازمة (سواء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره صبركم «1» ، (عليكم) متعلّق ب (سواء) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدري «2» ... وجملة: «اصلوها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «اصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصلوها وجملة: «لا تصبروا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبروا وجملة: « (صبركم..) سواء» لا محلّ لها اعتراضية وجملة: «تجزون..» لا محلّ لها تعليل للخيار في الصبر وعدمه وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم ... وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم الصرف: (13) دعّا: مصدر سماعي لفعل دعّ يدعّ الثلاثي باب نصر بمعنى دفعه في صدره بعنف، وزنه فعل بفتح فسكون البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ» . وأصل الخوض المشي في الماء، ثم تجوز فيه عن الشروع في كل شيء، وغلب في الخوض في الباطل. فقد شبه الكذب، والاندفاع في الباطل، بلجة يخوضها اللاعب. يقال: خاض الفرات أي اقتحمها، وخاض في الحديث أفاض فيه. ويقال: إنه يخوض المنايا، أي يلقي نفسه في المهالك.

_ (1) الزمخشري جعله مبتدأ والخبر تقديره الصبر والجزع (2) أو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة الموصول

الفوائد:

الفوائد: معاني الهمزة ... الأصل في الهمزة أنها حرف للاستفهام كقولنا: (أأنت فعلت هذا؟) ولكنها قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان: 1- التسوية: وربما توهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة سواء، وليس كذلك، بل كما تقع بعدها تقع بعد: (ما أبالي) و (ما أدري) و (ليت شعري) ونحوهن والضابط أنها الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها. كقوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ونحو (ما أبالي أقمت أم قعدت) والتأويل (سواء عليهم الاستغفار وعدمه) و (ما أبالي بقيامك أو قعودك) . 2- الإنكار الإبطالي: وهذه تقتضي أن ما بعدها غير واقع، وأن مدّعيه كاذب، نحو قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ومن جهة إفادة هذه الهمزة نفي ما بعدها، لزم ثبوته إن كان منفيا، لأن نفي النفي إثبات، ومنه قوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. ومنه قول جرير في عبد الملك بن مروان. ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح وقيل: هو أمدح بيت قالته العرب، ولو كان على الاستفهام الحقيقي، لم يكن مدحا البتة. 3- الإنكار التوبيخي: فيقتضي أن ما بعدها واقع، وأن فاعله ملوم، كقوله تعالى: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ. 4- التقرير: ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه ويجب أن يليها الشيء الذي تقرره به، تقول في التقرير بالفعل:

[سورة الطور (52) : الآيات 17 إلى 28]

أضربت زيدا؟ وبالفاعل: أأنت ضربت زيدا؟ وبالمفعول: أزيدا ضربت؟ كما يجب ذلك في المستفهم عنه. وقوله تعالى: أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا؟ محتمل لإرادة الاستفهام الحقيقي، بأن يكونوا لم يعلموا بأنه الفاعل، ولإرادة التقرير. 5- التهكم، كقوله تعالى: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا. 6- الأمر: كقوله تعالى: أَأَقْرَرْتُمْ؟ أي أقرّوا. 7- التعجب: كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ. 8- الاستبطاء: كقوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ [سورة الطور (52) : الآيات 17 الى 28] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (25) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)

الإعراب:

الإعراب: (في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (فاكهين) حال من ضمير الاستقرار خبر إنّ (بما) متعلّق ب (فاكهين) والعائد محذوف جملة: «إنّ المتقين في جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آتاهم ربّهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «وقاهم ربّهم» في محلّ رفع معطوفة على خبر إنّ «1» 19- (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «2» ... وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «3» وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (هنيئا) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم 20- (متّكئين) حال منصوبة من فاعل كلوا أو اشربوا «4» ، (على سرر) متعلّق ب (متّكئين) (بحور) متعلّق ب (زوّجناهم) وجملة: «زوّجناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وقاهم..

_ (1) يجوز أن تكون حالا بتقدير قد ... أو هي استئنافيّة لا محلّ لها (2) أو اسم موصول في محل جرّ والعائد محذوف (3) أي تقول لهم الملائكة كلوا ... (4) أو من الضمير المستتر في خبر إنّ

21- (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (بإيمان) متعلّق ب (اتّبعتهم) «2» ، (بهم) متعلّق ب (ألحقنا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (من عملهم) متعلّق ب (ألتناهم) ، (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما) حرف مصدريّ «3» ... وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ المتّقين في جنّات وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «اتّبعتهم ذرّيّتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا «4» وجملة: «ألحقنا بهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «ما ألتناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ألحقنا.. وجملة: «كلّ امرئ ... رهين» لا محلّ لها تعليلة وجملة: «كسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كسب ... ) في محلّ جرّ بالباء السببية متعلّق ب (رهين) . 22- (الواو) عاطفة (بفاكهة) متعلّق ب (أمددناهم) ، (ممّا) متعلّق بنعت ل (لحم) ، والعائد محذوف وجملة: «أمددناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ألحقنا.. وجملة: «يشتهون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

_ (1) عطفه الزمخشري على (حور ... ) أي قرناهم بحور عين وجلساء مؤمنين (2) أو متعلّق ب (ألحقنا) ، والباء سببيّة (3) أو اسم موصول في محل جر والعائد محذوف. (4) يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة بين المبتدأ وخبره

23- (فيها) متعلّق ب (يتنازعون) «1» ، (لا) نافية مهملة «2» ، (لغو) مبتدأ مرفوع (فيها) متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لازمة (تأثيم) معطوف على لغو مرفوع. وجملة: «يتنازعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» وجملة: «لا لغو فيها..» في محلّ نصب نعت ل (كأسا) 24- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (لهم) نعت لغلمان ... وجملة: «يطوف عليهم غلمان» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتنازعون وجملة: «كأنّهم لؤلؤ ... » في محلّ رفع نعت لغلمان «4» 25- 26- (الواو) عاطفة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (مشفقين) (في أهلنا) متعلّق بحال من الضمير في مشفقين ... وجملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطوف وجملة: «يتساءلون ... » في محلّ نصب حال من فاعل أقبل وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنّا ... مشفقين» في محلّ رفع خبر إنّ 27- 28- (الفاء) عاطفة وكذلك الواو (علينا) متعلّق ب (منّ) ، (قبل) مثل الأول «5» في محلّ جرّ متعلّق ب (ندعوه) ...

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل يتنازعون (2) أو عاملة عمل ليس، و (لغو) اسم لا (3) أو هي في محلّ رفع خبر ثان للموصول الذين آمنوا ... ويجوز أن تكون حالا من مفعول أمددناهم [.....] (4) أو في محلّ نصب حال من غلمان لكونه موصوفا بالجارّ (5) في الآية (26) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «منّ اللَّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «وقانا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة منّ وجملة: «انّا كنّا ... » لا محل لها تعليليّة وجملة: «كنّا ... ندعوه» في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «ندعوه ... » في محلّ نصب خبر كنّا وجملة: «إنّه هو البرّ ... » لا محلّ لها تعليلية وجملة: «هو البرّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) الصرف: (20) مصفوفة: مؤنّث مصفوف، اسم مفعول من الثلاثيّ صفّ، وزنه مفعول (21) رهين: صفة مشتقة من الثلاثيّ رهن بمعنى مرهون، وزنه فعيل (23) تأثيم: مصدر قياسيّ للرباعيّ أثم وزنه تفعيل.. (28) البرّ: المحسن، صفة مشبهة من الثلاثيّ برّ باب نصر وضرب وفتح، وزنه فعل بفتح فسكون البلاغة التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ» . حيث شبه الغلمان باللؤلؤ المصون في الصدف، من بياضهم وصفائهم، أو المخزون، لأنه لا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة، فوجه الشبه البياض والصفاء. الفوائد: الجملة الواقعة في محل نصب حال.. وتقع بعد معرفة، لأن الجمل بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات، كذلك تقع أحيانا بعد واو الحال، وهي دائما في محل نصب، وذلك كقوله تعالى: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ. ومن وقوعها بعد واو الحال قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى وقوله عليه الصلاة والسلام: (أقرب

[سورة الطور (52) : آية 29]

ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) . ومن الجمل الحالية قوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فجملة استمعوه حال من مفعول يأتيهم، أو من فاعله وجملة (وَهُمْ يَلْعَبُونَ) حال من فاعل (استمعوه) ومنه قوله تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ فجملة حصرت في محل نصب حال، والنجاة يقدرون (قد) محذوفة أي (أو جاؤوكم قد حصرت صدورهم) . [سورة الطور (52) : آية 29] فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية تعليليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (بنعمة) مجرور بالباء متعلّق بحال من الضمير في كاهن- أو مجنون- «1» ، (كاهن) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي ... جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وصفك الكافرون بالكهانة والجنون فذكرهم باللَّه ... أي استمرّ على تذكيرهم وجملة: «ما أنت ... بكاهن» لا محلّ لها تعليليّة الصرف: (كاهن) ، اسم فاعل من الثلاثي (كهن) باب كرم، وزنه فاعل بمعنى مخبر بالأمور الغيبيّة من غير وحي [سورة الطور (52) : آية 30] أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة وهي للاستفهام التوبيخيّ «2» ،

_ (1) أي لست كاهنا حال كونك متلبّسا بنعمة ربّك ... ويجوز أن يكون متعلّقا بمضمون النفي- مقصود الآية- أي: انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة اللَّه عليك (2) سوف يرد ذكر (أم) في السورة خمس عشرة مرّة، وكلّها من نوع الاستفهام الدالّ على التوبيخ والتقبيح، وهي بمعنى بل مرّة وبمعنى بل والهمزة مرّة أخرى

الصرف:

(شاعر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (به) متعلّق ب (نتربّص) جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (هو) شاعر ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نتربّص ... » في محلّ رفع نعت لشاعر الصرف: (المنون) ، اسم للموت. قال الزمخشريّ: هو في الأصل فعول من منّه إذا قطعه لأنّ الموت قطوع للأعمار. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ. حيث أطلق الريب على الحوادث، والريب الشك، وقد شبّهت الحوادث بالريب أي الشك لأنها لا تدوم، ولا تبقى على حال. [سورة الطور (52) : آية 31] قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (معكم) ظرف منصوب متعلّق بالمتربصين (من المتربّصين) خبر إنّ جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تربصوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «إنّي ... من المتربّصين ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تربّصتم فإنّي معكم. [سورة الطور (52) : آية 32] أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (32)

الإعراب:

الإعراب: (أم تأمرهم) مثل أم يقولون «1» ، (بهذا) متعلّق ب (تأمرهم) ، (أم) مثل الأولى جملة: «تأمرهم أحلامهم» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (أحلام) ، جمع حلم اسم بمعنى عقل، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أحلام أفعال البلاغة المجاز: في قوله تعالى أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا. أمر الأحلام بذلك مجاز عن التأدية إليه بعلاقة السببية، ويمكن أن تكون جعلت الأحلام آمرة على الاستعارة المكنية، ويكون قد شبهت الأحلام بسلطان مطاع، تشبيها مضمرا في النفس، وأثبت لها الأمر على التخييل. [سورة الطور (52) : الآيات 33 الى 34] أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (34) الإعراب: (أم يقولون) مرّ إعرابها «2» ، والضمير في (تقوّله) يعود على القرآن الكريم (بل) للإضراب (لا) نافية جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تقوّله ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1، 2) في الآية 30 من هذه السورة.

[سورة الطور (52) : آية 35]

34- (الفاء) رابطة الجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بحديث) متعلّق ب (يأتوا) ، (مثله) نعت لحديث (كانوا) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. وجملة: «يأتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صدقوا بقولهم اختلقه فليأتوا ... وجملة: «كانوا صادقين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله [سورة الطور (52) : آية 35] أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (35) الإعراب: (أم خلقوا) مثل أم يقولون «1» ، و (الواو) في (خلقوا) نائب الفاعل (من غير) متعلّق ب (خلقوا) ، (أم) مثل الأولى جملة: «خلقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم الخالقون» لا محلّ لها استئنافيّة [سورة الطور (52) : آية 36] أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ (36) الإعراب: (أم خلقوا) مثل أم يقولون «2» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية ... جملة: «خلقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا يوقنون» لا محلّ لها استئنافيّة [سورة الطور (52) : آية 37] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37)

_ (1، 2) في الآية (30) من هذه السورة

الإعراب:

الإعراب: (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (خزائن) .. جملة: «عندهم خزائن ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم المصيطرون» لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (المصيطرون) ، جمع المصيطر، اسم فاعل من الرباعيّ سيطر، وزنه مفيعل، ويشاركه في هذا الوزن أربعة ألفاظ هي المهيمن والمبيقر والمبيطر والمجيمر، الثلاثة الأولى أسماء فاعلين، والرابع اسم جبل، وقد رسم في المصحف بالصاد، وقلبت السين صادا لمجيئها قبل الطاء مثل الصراط وأصله السراط، والمسيطر القاهر الغالب أو المتسلّط الجبّار. [سورة الطور (52) : آية 38] أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) الإعراب: (أم لهم سلّم) مثل أم عندهم خزائن «1» ، (فيه) متعلّق ب (يستمعون) ، ومفعول الفعل محذوف أي: يستمعون كلام الملائكة فيه «2» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بسلطان) متعلّق بحال من الفاعل جملة: «لهم سلّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يستمعون ... » في محلّ رفع نعت لسلّم

_ (1) في الآية (37) من السورة (2) أو يضمّن الفعل معنى يصعدون.. ويجوز أن يتعلّق بحال من فاعل يستمعون أي صاعدين فيه

[سورة الطور (52) : آية 39]

وجملة: «يأت مستمعهم» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن ادّعى المستمع بذلك فليأت ... [سورة الطور (52) : آية 39] أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) الإعراب: مثل أم عندهم خزائن «1» جملة: «له البنات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لكم البنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الفوائد: - أم ... غالب أحوالها أن تكون حرف عطف يفيد المعادلة، كقولنا (أزيد في الدار أم عمرو) وقول زهير: وما أدري ولست إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء وتأتي بعدة أوجه، منها: أن تكون منقطعة، وهي ثلاثة أنواع: 1- مسبوقة بالخبر المحض، كقوله تعالى: تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ. 2- ومسبوقة بهمزة لغير استفهام، كقوله تعالى: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها إذا الهمزة في ذلك للإنكار، فهي بمنزلة النفي، والمتصلة لا تقع بعده. 3- ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة، كقوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قال الفراء: يقولون هل لك قبلنا حق أم أنت رجل ظالم، يريدون: بل أنت. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ

_ (1) في الآية (37) من هذه السورة.

[سورة الطور (52) : آية 40]

تقديره: بل أله البنات ولكم البنون. ومعنى أم المنقطعة: أنها لا يفارقها الإضراب، كما مر في الأمثلة المتقدمة. [سورة الطور (52) : آية 40] أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) الإعراب: (أم تسألهم) مثل أم يقولون «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (من مغرم) متعلّق ب (مثقلون) جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «فهم ... مثقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة تسألهم الصرف: (مثقلون) ، جمع مثقل ... اسم مفعول من رباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين [سورة الطور (52) : آية 41] أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) الإعراب: (أم عندهم الغيب) مثل أم عندهم خزائن «2» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب جملة: «عندهم الغيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هم يكتبون» لا محل لها معطوفة على جملة عندهم الغيب وجملة: «يكتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) [سورة الطور (52) : آية 42] أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)

_ (1) في الآية (30) من هذه السورة. (2) في الآية (37) من السورة.

الإعراب:

الإعراب: (أم يريدون) مثل أم يقولون «1» ، (الفاء) استئنافيّة (هم) ضمير فصل» ، (المكيدون) خبر الموصول جملة: «يريدون..» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الصرف: (المكيدون) ، جمع المكيد، اسم مفعول من الثلاثي كاد يكيد، على وزن مبيع: فيه إعلال بالحذف أصله مكيود، استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الكاف قبلها، ثمّ حذفت الواو لأنها زائدة ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة فأصبح مكيد. [سورة الطور (52) : آية 43] أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) الإعراب: (أم لهم إله) مثل أم عندهم خزائن «3» ، (غير) نعت لإله (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عمّا) متعلّق بالفعل المقدّر ... والعائد محذوف. جملة: «لهم إله ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) [سورة الطور (52) : آية 44] وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (44)

_ (1) في الآية (30) من السورة (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المكيدون، والجملة الاسميّة خبر الموصول الذين (3) في الآية (37) من السورة [.....]

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من السماء) متعلّق ب (ساقطا) ، (سحاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: « (هذا) سحاب ... » في محل نصب مقول القول الصرف: (ساقطا) ، اسم فاعل من الثلاثي سقط، وزنه فاعل (مركوم) ، اسم مفعول من الثلاثي ركم، وزنه مفعول [سورة الطور (52) : الآيات 45 الى 46] فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ليومهم، و (الواو) في (يصعقون) نائب الفاعل، والعائد محذوف. جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بلغوا هذا الحدّ من الكفر فذرهم ... وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا ... ) في محلّ جر ب (حتّى) متعلّق ب (ذرهم) وجملة: «يصعقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) 46- (يوم) بدل من يومهم منصوب (لا) نافية (عنهم) متعلّق ب (يغني) ،

[سورة الطور (52) : آية 47]

(شيئا) مفعول به منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (ينصرون) مثل يصعقون (لا) زائدة لتأكيد النفي ... وجملة: «لا يغني عنهم كيدهم ... » في محلّ جرّ مضاف اليه وجملة: «هم ينصرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يغني ... وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع المبتدأ (هم) [سورة الطور (52) : آية 47] وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (47) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بخبر إنّ (عذابا) اسم إنّ منصوب (دون) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (عذابا) «2» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية ... جملة: «إنّ للذين ظلموا عذابا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «لكنّ أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ [سورة الطور (52) : الآيات 48 الى 49] وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لحكم) متعلّق ب (اصبر) ، (الفاء) تعليليّة

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإغناء (2) أي قبل ذلك أو غير ذلك

الصرف:

(بأعيننا) متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمد ربّك (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّح) . جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّك بأعيننا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «تقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 49- (الواو) عاطفة (من الليل) متعلّق بفعل محذوف تقديره قم- أو سبّحه- (الفاء) عاطفة- أو زائدة- (الواو) عاطفة (إدبار) معطوف على حين منصوب «1» ... وجملة: « (قم) من الليل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سبّح. وجملة: «سبّحه (المذكورة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة (قم) «2» . الصرف: (إدبار) ، مصدر قياسي للفعل الرباعيّ أدبر، وزنه إفعال ... من الماضي بكسر أوّله وزيادة ألف قبل الآخر. انتهت سورة «الطور» ويليها سورة «النجوم»

_ (1) أو معطوف على محلّ (من الليل) إذ محلّه النصب بكونه ظرفا ... أو هو ظرف متعلّق بفعل محذوف تقديره سبّحه إدبار النجوم.. والجملة معطوفة على ما قبلها (2) أو لا محل لها تفسيريّة بزيادة الفاء

سورة النجم

سورة النّجم آياتها 62 آية [سورة النجم (53) : الآيات 1 الى 10] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (1) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (2) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (7) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (10) الإعراب: (والنجم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق بفعل القسم المحذوف «1» ، (ما) نافية في المواضع الثلاثة (عن الهوى) متعلّق ب (ينطق) .. جملة: « (أقسم) بالنجم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة

_ (1) في هذا التعليق إشكال وهو أنّ فعل القسم إنشاء، والإنشاء يدلّ على الحال، والظرف (إذا) يدلّ على المستقبل، فثمّة اختلاف بين الزمنين ... ويقدّر الكلام لإزالة الاشكال: أقسم بالنجم وقت هويّه أيّا ما كان هذا الوقت، فالظرف على هذا مستعار للحال ...

وجملة: «هوى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «ما ضلّ صاحبكم ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما غوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: «ما ينطق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم 4- 7- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، وضمير الغائب في (علّمه) يعود على الرسول عليه السلام (شديد) فاعل مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي: ملك شديد القوى (ذو) خبر ثان للمبتدأ (هو) ، (الفاء) عاطفة، وفاعل (استوى) يعود بحسب الظاهر على جبريل عليه السلام «1» ، (الواو) حاليّة (هو) مبتدأ أي جبريل (بالأفق) خبر ... وجملة: «إن هو إلّا وحي ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «يوحى ... » في محلّ رفع نعت لوحي وجملة: «علّمه شديد ... » في محلّ رفع نعت ثان لوحي، والرابط بينهما مقدّر أي: علّمه إيّاه شديد القوى وجملة: «استوى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه وجملة: «هو بالأفق ... » في محلّ نصب حال من فاعل استوى «2» 8- 10- (ثمّ) حرف عطف، وكذلك (الفاء) في الموضعين، وفاعل (دنا، تدلّى) ضمير يعود على جبريل، وكذلك اسم كان، (قاب) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف، وفاعل (أوحى) الأول ضمير يعود على اللَّه عزّ وجلّ وهو مفهوم من سياق الآية في قوله عبده، (إلى عبده) متعلّق

_ (1) ثمّة آراء مختلفة في عودة ضمير الفاعل، فقيل إنّه يعود على القرآن الكريم وقد استوى في صدر جبريل أو في صدر الرسول عليه السلام ... أو يعود على الرسول أي اعتدل في قوّته أو في رسالته.. أو يعود على اللَّه تعالى أي استوى على العرش. (2) على تقدير أنّ الفاعل هو جبريل، وفي التوجيهات الأخرى للفاعل تكون الجملة استئنافيّة

الصرف:

ب (أوحى) ، والعبد هو جبريل عليه السلام «1» ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، وفاعل (أوحى) الثاني ضمير يعود على عبده أي: ما أوحى به جبريل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وجملة: «دنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استوى وجملة: «تدلّى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة دنا وجملة: «كان قاب قوسين ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تدلّى وجملة: «أوحى (الأولى) » لا محلّ لها تعليل لقوله تعالى: علّمه شديد القوى وجملة: «أوحى (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الصرف: (6) مرّة: اسم بمعنى القوّة والشدّة وأصالة العقل والأحكام ... إلخ، وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة (8) دنا: فيه إعلال بالقلب، مضارعه يدنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا (تدلّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تدلّي- لمجيء حرف العلّة خامسا وأصله واو فمنه الدلو- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (9) قاب: اسم بمعنى القدر، ومن القوس ما بين المقبض وطرفه، وفي القوس قابان، وزنه فعل بفتحتين والألف فيه منقلبة عن واو أصله قوب بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. وفي التركيب (قاب قوسين) قلب والأصل قابي قوس ... (قوسين) ، مثنّى قوس، اسم ذات لأداة الحرب المعروفة أو بمعنى الذراع، والقوس يذكّر ويؤنّث، والجمع قسي وزنه فليّ بكسرتين وياء مشدّدة،

_ (1) وقيل هو النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، والفاعل حينئذ للفعلين هو اللَّه عزّ وجلّ

البلاغة

وأقواس زنة أفعال، وقياس زنة فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال أصله قواس، فلمّا كسرت القاف قبل الواو قلبت الواو ياء (10) أوحى: فيه إعلال بالقلب، أصله أوحي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا البلاغة فن الإبهام: في قوله تعالى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى. وهذا تفخيم للوحى الذي أوحى اللَّه إليه، والتفخيم لما فيه من الإبهام، كأنه أعظم من أن يحيط به بيان، وهو كقوله: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) وقوله (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) . الفوائد: - الإسراء والمعراج.. وكان ذلك قبل الهجرة، وكان ذلك بجسمه وروحه معا، أما الإسراء فهو توجهه ليلا إلى بيت المقدس، وأما المعراج فهو صعوده إلى السموات العلى، وقد ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة. عن أنس قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : أتيت بالبراق، وهو دابة فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة، ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن. فقال جبريل: اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء الأولى حتى السابعة، وكان جبريل يستفتح في كل سماء، فيقال له: من أنت، فيقول: جبريل ومعي محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم، فيسأل: وقد بعث إليه؟ فيقول جبريل: نعم وكان (صلّى اللَّه عليه وسلّم) في كل سماء يلتقي بنبي. ففي الأولى التقى بآدم، وفي الثانية بيحيى وعيسى، وفي الثالثة بيوسف، وفي الرابعة بإدريس، وفي الخامسة بهارون، وفي السادسة بموسى، وفي السابعة بإبراهيم، عليهم الصلاة والسلام، ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى، فإذا أوراقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال. فلما غشيها من أمر ربي ما غشيها تغيرت، فما أحد من خلق اللَّه يستطيع أن ينعتها من

[سورة النجم (53) : آية 11]

حسنها، فأوحى اللَّه إليّ ما أوحى، ففرض عليّ وعلى أمتي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى، فقال: ارجع وسل ربك التخفيف، فما زلت أرجع بين موسى وربي حتى قال ربي سبحانه وتعالى: يا محمد إنهن خمس صلوات، لكل صلاة عشر، فتلك خمسون صلاة، فنزلت إلى موسى، فقال: ارجع وسله التخفيف، فقلت: لقد استحييت من ربي، ثم رجع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) من رحلته، فأخبر قريشا، فكذبوه وطلبوا منه أوصاف بيت المقدس، فجلّاه له ربه، فجعل يصفه بدقة. وسألوه عن عير لهم فأخبرهم بها، وقال: تقدم يوم كذا، مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أورق. وفي اليوم الموعود، خرج كفار مكة لملاقاة العير، فقال أحدهم: هذه الشمس قد أشرقت، وقال آخر: هذه العير قد أقبلت يقدمها جمل أورق، فما زادهم ذلك إلا عنادا واستكبارا، وسعى ناس لزعزعة إيمان أبي بكر فقال: واللَّه لأصدقنّة على أكبر من ذلك. [سورة النجم (53) : آية 11] ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (11) الإعراب: (ما) نافية والثانية موصوليّة: وفاعل (رأى) ضمير يعود على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، والعائد محذوف وهو ضمير يدلّ على صورة جبريل عليه السلام «1» ... جملة: «ما كذب الفؤاد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) [سورة النجم (53) : آية 12] أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (12) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (على ما) متعلّق ب (تمارونه) بتضمينه معنى تغلبونه

_ (1) وقيل هو ذات اللَّه تعالى، على خلاف في الآراء حول هذه الأقوال بين الأحاديث المرويّة عن عائشة والمرويّة عن ابن عبّاس

[سورة النجم (53) : الآيات 13 إلى 18]

جملة: «تمارونه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أتنكرون قوله فتمارونه وجملة: «يرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) [سورة النجم (53) : الآيات 13 الى 18] وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (14) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (16) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (17) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (نزلة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوع العدد «1» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (رآه) ، (عندها) ظرف متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) جملة: «رآه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عندها جنّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» 16- 18- (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (رأى) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل (يغشى) الأول، وفاعل (يغشى) الثاني ضمير وهو العائد على ما (ما) نافية في الموضعين (لقد رأى) مثل لقد رآه (من آيات) متعلّق ب (رأى) و (من) تبعيضيّة «3» . وجملة: «يغشى السدرة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه

_ (1) أو هو مصدر في موضع الحال أي رآه نازلا مرّة أخرى (2) أو في محلّ نصب حال من سدرة (3) أو متعلّق بحال من الكبرى وهو مفعول رأى

الصرف:

وجملة: «يغشى (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «ما زاغ البصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» وجملة: «ما طغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما زاغ البصر وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة الصرف: (13) نزلة: مصدر مرّة من (نزل) الثلاثيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون (14) المنتهى: اسم مكان من الخماسيّ انتهى، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وقد يقصد به اسم المفعول أي المنتهى إليه. (16) يغشى: فيه إعلال بالقلب أصله يغشي- بالياء في آخره- ماضيه غشي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا فأصبح يغشى (17) زاغ: فيه إعلال بالقلب، أصله زيغ، مضارعه يزيغ، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا الفوائد: - اسما الزمان والمكان ... هما اسمان يدلان على زمان الفعل أو مكانه ... 1- يصاغان من الثلاثي، إذا كان مفتوح العين أو مضمومها في المضارع، على وزن مفعل، مثل: شرب يشرب: مشرب. كتب يكتب: مكتب، ويلحق بهذا الوزن الثلاثي المعتل الآخر مثل: أوى يأوي: مأوى، كما في الآية التي نحن بصددها. سعى يسعى: مسعى. جرى يجري، مجرى. 2- يصاغان من الثلاثي، إذا كان مكسور العين في المضارع، على وزن (مفعل) مثل نزل ينزل: منزل. غزل يغزل: مغزل. ويلحق بهذا الوزن الثلاثي المعتل الأول الصحيح الآخر، مثل: وعد يعد: موعد. وقف يقف: موقف.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل رآه

[سورة النجم (53) : الآيات 19 إلى 20]

3- يصاغان مما فوق الثلاثي على وزن مضارعه بعد إبدال حرف المضارعة ميما وفتح ما قبل الآخر. ازدحم يزدحم: مزدحم. استعمل يستعمل: مستعمل. 4- يفرق بين الصيغة، هل هي اسم زمان أو مكان، من سياق المعنى. فمثلا إذا قلت: منطلق الطائرة الساعة الخامسة مساء، فتكون منطلق: اسم زمان أما إذا قلت مجتمع المسافرين في المحطة، فتكون مجتمع: اسم مكان. أما صيغة اسمي الزمان والمكان مما فوق الثلاثي، فهي كصيغة اسم المفعول، ويفرق بينهما من سياق المعنى. [سورة النجم (53) : الآيات 19 الى 20] أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (20) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة لترتيب الرؤية على ما ذكر من عظمة اللَّه تعالى (الأخرى) نعت ثان لمناة منصوب جملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أعرفتم عظمة اللَّه وقدرته فرأيتم اللات ... كيف هي حقيرة وليست أهلا للعبادة «1» الصرف: (اللات) ، اسم صنم، و (الألف) و (اللام) فيه زائدة لازمة مثلها في الذي والتي، وأمّا (التاء) فاختلف فيها، فهي أصليّة عند بعضهم من (لات يليت) بمعنى حبس أو نقص ... وهي زائدة عند آخرين، فهو من (لوى يلوى) لأنهم كانوا يلوون أعناقهم إليها أو يلتوون أي يعكفون عليها، وأصل اللفظ لوية فحذفت لأمها، فالألف منقلبة عن واو، وإلى هذا ذهب المعجم.. وقال بعضهم إن اللات مأخوذ من اللَّه

_ (1) ومفعول (رأيتم) الثاني محذوف تقديره: كيف هي عاجزة.. وقدّره بعضهم بقوله تعالى: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى [.....]

[سورة النجم (53) : الآيات 21 إلى 23]

(العزّى) ، اسم صنم وهو فعلى بضمّ فسكون من العزّ أي هي مؤنّث الأعزّ، وقيل هو اسم شجرة كانت تعبد (مناة) ، اسم صخرة كانت تعبد من دون اللَّه، مشتقّة من فعل منى يمني أي صبّ لأنّ دماء الذبائح كانت تصبّ عندها ... فألفها على هذا ياء ... ويقول العكبري: «ألفها من ياء كقولك مني يمني إذا قدر، ويجوز أن تكون من الواو ومنه منوان ... وزنها فعلة بفتح الفاء والعين واللام (الثالثة) ، مؤنث الثالث، اسم لترتيب العدد على وزن فاعل [سورة النجم (53) : الآيات 21 الى 23] أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (23) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الذكر) ، (له الأنثى) مثل لكم الذكر. جملة: «لكم الذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «له الأنثى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 22- الإشارة في (تلك) إلى القسمة المفهومة من الاستفهام (إذا) حرف جواب (ضيزى) نعت لقسمة مرفوع وجملة: «تلك ... قسمة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ 23- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، و (الواو) في (سمّيتموها) زائدة إشباع

الصرف:

حركة الميم و (ها) ضمير مفعول به «1» (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لفاعل سمّيتم (آباؤكم) معطوف على ضمير الفاعل بالواو ومرفوع (ما) نافية (بها) متعلّق ب (أنزل) بحذف مضاف أي بعبادتها (سلطان) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن، إلّا) مثل السابقتين (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على الظنّ ب (الواو) ، والعائد محذوف (الواو) استئنافيّة (لقد جاءهم) مثل لقد رآه «2» ، (من ربّهم) متعلّق ب (جاءهم) «3» . وجملة: «إن هي إلّا أسماء ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «سمّيتموها ... » في محلّ رفع نعت لأسماء وجملة: «ما أنزل اللَّه بها ... » في محلّ رفع نعت ثان لأسماء «4» وجملة: «إن يتّبعون إلّا الظن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «تهوى الأنفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «جاءهم ... الهدى» لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (ضيزى) ، بمعنى جائرة، والكلمة إمّا صفة مشتقّة على وزن فعلى- بضمّ الفاء ثمّ كسرت لمناسبة الياء- وإما مصدر كذكرى استعمل في الوصف، وفعله ضاز يضيز في الحكم بمعنى جار، وضازه فيه يضوزه بمعنى نقصه وبخسه باب ضرب ... وقال العكبري: «ضيزى» أصله ضوزى مثل طوبى كسر أوّله فانقلبت الواو ياء وليس على فعلى في الأصل- بكسر الفاء-» وفي القاموس وتاج العروس هو واوي ويائيّ فلا قلب فيه

_ (1) أي سمّيتم بها الأصنام (2) في الآية (13) من هذه السورة (3) أو متعلّق بمحذوف حال من الهدى (4) أو في محلّ نصب حال من الهاء في (سمّيتموها)

البلاغة

البلاغة فن السجع: في قوله تعالى «قِسْمَةٌ ضِيزى» . فن رائع في كلمة «ضيزى» ، فقد يتساءل الجاهلون عن السر في استعمال كلمة «ضيزى» ، وهي وحشية غير مأنوسة. في الواقع إن لاستعمال الألفاظ أسرارا، وهذه اللفظة التي استعملها القرآن الكريم، في استعمالها سرّ رائع، وهو أنه لا يسد غيرها مسدها، ألا ترى أن السورة كلها، التي هي سورة النجم، مسجوعة على حرف الياء، فقال تعالى: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى» وكذلك إلى آخر السورة، فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد، وما كان يزعمه الكفار، قال ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى. فجاءت هذه اللفظة على الحرف المسجوع، الذي جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدها، ولما كان الغرض تهجين قولهم، وتنفيذ قسمتهم، والتشنيع عليها، اختيرت لها لفظة مناسبة للتهجين والتشنيع، كأنما أشارت خساسة اللفظة إلى خساسة أفهامهم. وهذا من أعجب ما ورد في القرآن الكريم من مطابقة الألفاظ لمقتضى الحال. [سورة النجم (53) : الآيات 24 الى 25] أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (25) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار (للإنسان) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) الموصول، والعائد محذوف (الفاء) تعليليّة (اللَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الآخرة) ... جملة: «للإنسان ما تمنّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تمنّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «للَّه الآخرة ... » لا محلّ لها تعليليّة الصرف: (تمنّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تمنّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.

[سورة النجم (53) : آية 26]

[سورة النجم (53) : آية 26] وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى (26) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة بمعنى كثير في محلّ رفع مبتدأ (من ملك) تمييزكم (في السموات) متعلّق بنعت لملك (لا) نافية (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه من نوع الصفة أي شيئا من الإغناء (إلّا) للاستثناء (من بعد) متعلّق بنعت هو المستثنى المقدّر أي: إلّا شفاعة من بعد أن يأذن (أن) حرف مصدري ونصب ... والمصدر المؤوّل (أن يأذن) في محلّ جرّ مضاف إليه (لمن) متعلّق ب (يأذن) ، وفاعل (يشاء، يرضى) ضمير يعود على لفظ الجلالة جملة: «كم من ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا تغني شفاعتهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كم) وجملة: «يأذن اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «يرضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشاء [سورة النجم (53) : الآيات 27 الى 30] إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (27) وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا (29) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى (30)

الإعراب:

الإعراب: (لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) ، (اللام) للتوكيد (تسمية) مفعول مطلق منصوب «1» . جملة: «إنّ الذين لا يؤمنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يسمّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ 28- (الواو) حاليّة (ما) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (به) متعلّق بحال من علم (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) نافية (إلا) للحصر (لا) نافية (من الحقّ) متعلّق ب (يغني) «2» بتضمينه معنى يفيد (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع الصفة أي إغناء لا قليلا ولا كثيرا ... وجملة: «ما لهم به من علم ... » في محلّ نصب حال وجملة: «إن يتّبعون إلّا الظن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «انّ الظن لا يغني ... » في محلّ نصب حال وجملة: «لا يغني من الحقّ ... » في محلّ رفع خبر إن 29- (الفاء) رابطة الجواب شرط مقدّر (عمّن) متعلّق ب (أعرض) ، (عن ذكرنا) متعلّق ب (تولّى) ، (إلّا) للحصر

_ (1) أو منصوب بنزع الخافض أي: يسمّون الملائكة بتسمية الأنثى (2) أو متعلّق بحال من (شيئا)

الصرف:

وجملة: «أعرض ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا يتّبعون الظن وهو غير الحقّ فأعرض عنهم وجملة: «تولّى ... » لا محل لها صلة الموصول (من) وجملة: «لم يرد إلّا الحياة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة 30- الإشارة في (ذلك) إلى طلب الدنيا (من العلم) متعلّق بالخبر (مبلغهم) (هو) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع خبره (أعلم) ، (بمن) متعلّق ب (أعلم) (عن سبيله) متعلّق ب (ضلّ) ، (هو أعلم بمن اهتدى) مثل هو أعلم بمن ضلّ وجملة: «ذلك مبلغهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها تعليل لأمر الإعراض وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع خبر انّ وجملة: «ضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول وجملة: «هو أعلم (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو أعلم (الأولى) وجملة: «اهتدى» لا محل لها صلة الموصول (من) الثاني الصرف: (27) يسمون: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الفعل الياء- لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة (27) تسمية: مصدر قياسي لفعل سمّى الرباعيّ، والتاء في آخره عوض من ياء تفعيل لوجود الياء لام الكلمة (29) عن من: الرسم في المصحف جاء منفصلا وقياس القاعدة الإملائيّة فيه أن يكون متّصلا (عمّن) (30) مبلغهم: مصدر ميمّي من الثلاثيّ بلغ، وزنه مفعل بفتح الميم

[سورة النجم (53) : آية 31]

والعين ... أو هو اسم مكان إذا قصد به درجة البلوغ من العلم بكون العلم درجات. (اهتدى) ، قياس الإعلال فيه مثل (هدى) ... انظر الآية (82) من سورة طه [سورة النجم (53) : آية 31] وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للَّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما في الأرض) معطوف على ما في السموات (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على لفظ الجلالة (ما) حرف مصدري «1» ، (يجزي) الثاني معطوف على الأول منصوب (بالحسنى) متعلّق ب (يجزي) الثاني والمصدر المؤوّل (أن يجزي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره ملك «2» والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يجزي) جملة: «للَّه ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر وجملة: «أساؤوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة (2) أو متعلّق ب (أعلم بمن ضلّ.. وبمن اهتدى) ، واللام عند الزمخشريّ هي لام العاقبة وليست لام التعليل

[سورة النجم (53) : آية 32]

وجملة: «يجزي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي (الأولى) وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني [سورة النجم (53) : آية 32] الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (32) الإعراب: (الذين) موصول في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف «1» ، (الفواحش) معطوف على كبائر منصوب (إلا) للاستثناء (اللمم) منصوب على الاستثناء المنقطع «2» ، (بكم) متعلّق ب (أعلم) (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (أعلم) (من الأرض) متعلّق ب (أنشأكم) بحذف مضاف أي: أنشأ أباكم (إذ) الثاني معطوف على الأول (في بطون) متعلّق بنعت ل (أجنّة) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (بمن) متعلّق ب (أعلم) ... جملة: « (هم) الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يجتنبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «إنّ ربّك واسع ... » لا محلّ لها تعليل لاستثناء اللمم وجملة: «هو أعلم بكم ... » لا محلّ لها تعليل آخر

_ (1) أو هو في محلّ نصب بدل من الذين أحسنوا- في الآية السابقة- أو عطف بيان عليه.. أو مفعول لفعل أعني مقدّرا (2) بعضهم يجعل اللمم من جملة الكبائر، فالاستثناء متّصل

الصرف:

وجملة: «أنشأكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «أنتم أجنّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لا تزكّوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا أمركم فلا تزكّوا وجملة: «هو أعلم ... » لا محلّ لها تعليل لعدم التزكية وجملة: «اتّقى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الصرف: (اللمم) ، اسم لما صغر من الذنوب، وأصله اسم مصدر من الرباعيّ ألم بالمكان أي قلّ لبثه فيه، وألّم بالشيء إذا قاربه ولم يخالطه، وزنه فعل بفتحتين (أجنّة) ، جمع جنين اسم الطفل في بطن أمّه، وسمّي جنينا لاستتاره في بطن أمّه، وزنه فعيل والجمع أفعلة، وعينه ولامه من حرف واحد [سورة النجم (53) : الآيات 33 الى 35] أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى (35) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافيّة (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (الهمزة) للإنكار (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (علم) ، (الفاء) عاطفة ... جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «أعطى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى وجملة: «أكدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى

الصرف:

وجملة: «عنده علم الغيب ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله رأيت أي أخبرني وجملة: «هو يرى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة عنده علم ... وجملة: «يرى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) الصرف: (أعطى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أعطي بالياء، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وأصل لامه واو فالثلاثيّ منه عطا يعطو عطوا الشيء أي تناوله (أكدى) ، فيه إعلال بالقلب مثل أعطى وعلى قياسه ولكنّ لامه ياء، فالثلاثي منه كديت أصابعه من الحفر أي كلّت ... ثمّ استعمل في كلّ طلب لا يوصل لشيء ... البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى. فقد استعار الإدبار والإعراض، لعدم الدخول في الايمان، ويمكن أن يجري هذا ضابطا لذكر التولي في القرآن، بحيث ورد مطلقا غير مقيد، يكون معناه عدم الايمان. 2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى. حيث شبه من يعطي قليلا، ثم يمسك عن العطاء، بمن يكدي، أي يمسك عن الحفر، بعد أن حيل دونه بصلابة كالصخرة. [سورة النجم (53) : الآيات 36 الى 55] أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (36) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (40) ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (41) وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (50) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (53) فَغَشَّاها ما غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (55)

الإعراب:

الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار، ونائب الفاعل للمجهول ضمير مستتر تقديره هو أي الذي تولى (بما) متعلّق ب (ينبّأ) ، (في صحف) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (ما) ... جملة: «لم ينبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة 37- (الواو) عاطفة (إبراهيم) معطوف على موسى مجرور وعلامة جرّه الفتحة (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لإبراهيم وجملة: «وفّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) 38- (ألّا) مخفّفة من الثقيلة، لا نافية، واسم أنّ ضمير الشأن محذوف (وازرة) فاعل مرفوع وهو نعت ناب عن منعوت محذوف أي نفس وازرة (أخرى) مضاف إليه مجرور، وهو نعت ناب عن منعوت محذوف أي نفس أخرى ...

والمصدر المؤوّل (ألّا تزر وازرة ... ) في محلّ جرّ بدل من الموصول (ما) «1» وجملة: «لا تزر وازرة ... » في محلّ رفع خبر أن المخفّفة 39- (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى (للإنسان) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر (ما) حرف مصدريّ والمصدر المؤوّل (ما سعى) في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر والمصدر المؤوّل (أن ليس للإنسان إلّا ما سعى) في محلّ جرّ معطوف على المصدر ألّا تزر وازرة وجملة: «ليس للإنسان ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة الثانية 40- (الواو) عاطفة (سوف) حرف استقبال، ونائب الفاعل للمجهول (يرى) ضمير مستتر تقديره هو يعود على سعيه والمصدر المؤوّل (أنّ سعيه ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول (ألّا تزر وازرة ... ) وجملة: «سوف يرى ... » في محلّ رفع خبر أنّ 41- (ثمّ) حرف عطف، ونائب الفاعل للمجهول (يجزاه) ضمير مستتر يعود على الإنسان، وضمير الغائب البارز مفعول به، وهو يعود على السعي (الجزاء) مفعول مطلق منصوب ... وجملة: «يجزاه ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر أنّ

_ (1) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره ذلك، أو هو، والجملة إمّا تفسير ل (ما) وإمّا حال

42- 43- (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق بخبر أنّ المقدّم (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ ... «1» والمصدر المؤوّل (أنّ الى ربّك المنتهى) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ألّا تزر وازرة والمصدر المؤوّل (أنّه هو أضحك) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ألّا تزر وازرة وجملة: «هو أضحك ... » في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: «أضحك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) وجملة: «أبكى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أضحك 44- 46- (الواو) عاطفة (أنّه هو أمات وأحيا) مثل (أنه هو أضحك وأبكى) مفردات وجملا (الواو) عاطفة (الذكر) بدل من الزوجين منصوب (من نطفة) متعلّق ب (خلق) ، (إذا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر ... وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر أنّ والمصدر المؤوّل (أنّه خلق ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ألّا تزر وازرة ... وجملة: «تمنى ... » في محلّ جرّ مضاف اليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إذا تمني تخلق زوجين ... 47- 51- (الواو) عاطفة في المواضع التالية (أنّ عليه النشأة) مثل أنّ إلى ربّك المنتهى

_ (1) أو ضمير أستعير لمحلّ النصب توكيدا لضمير اسم أنّ ... أو هو ضمير فصل للتوكيد

والمصدر المؤوّل (أنّ عليه النشأة) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ألّا تزر وازرة.. (أنّه هو أغنى واقنى) مثل أنّه هو أضحك وأبكى مفردات وجملا ... وكذلك (أنّه هو ربّ ... ) و (أنّه أهلك ... ) ، (عادا) مفعول به منصوب وعنى به القبيلة فوصف بالأولى، وكذلك ثمود (الفاء) عاطفة (ما) نافية، ومفعول (أبقى) محذوف أي أحدا منهم ... وجملة: «أبقى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خبر أنّ: (أهلك) 52- 53- (قوم) معطوف على (عادا) منصوب (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أهلك) ، (هم) ضمير فصل للتوكيد (المؤتفكة) مفعول به مقدّم عامله (أهوى) ... وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «كانوا ... أظلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «أهوى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلك 54- (الفاء) عاطفة (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان، والعائد محذوف أي ما غشّاها به وجملة: «غشّاها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أهوى وجملة: «غشّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 55- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأي) متعلّق ب (تتمارى) ، والمجرور اسم استفهام، وضمير الفاعل في (تتمارى) يعود على الإنسان المعاند ... وجملة: «تتمارى ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت قدرة اللَّه متمثّلة بما ذكر فبأيّ آلاء ربّك تتمارى

الصرف:

الصرف: (37) وفّي: فيه إعلال بالقلب أصله وفي- بالياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل (41) الأوفى: اسم تفضيل من الثلاثي وفى، وزنه أفعل بفتح الهمزة والعين، فيه قلب الياء ألفا (43) أبكى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفّي) ... (46) تمنّى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس وفّى انظر الآية (24) من هذه السورة (48) أقنى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفّى) (49) الشعرى: اسم لكوكب في السماء- قيل هما كوكبان- كما جاء في لسان العرب ... أحدهما الشعرى العبور- وهي الشعرى اليمانيّة- وهذه كانت خزاعة تعبدها، والشعرى الغميصاء بضمّ الغين وفتح الميم. ووزن الشعرى الفعلى بكسر الفاء (51) أبقى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفّى) (52) أطغى: فيه إعلال بالقلب قياسه كقياس (وفّى) وهو اسم تفضيل من الثلاثي طغى وزنه أفعل (53) أهوى: اللفظ يحتمل أن يكون فعلا وأن يكون اسم تفضيل، والفعليّة أوضح ... وفيه إعلال بالقلب قياسه ك (وفّى) . (54) غشي: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في (وفّى) (55) تتمارى: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في (وفّى) البلاغة: - المقابلة: في قوله تعالى الذَّكَرَ وَالْأُنْثى. ذكر اللَّه سبحانه «أَضْحَكَ وَأَبْكى» و «أَماتَ وَأَحْيا» و «الذَّكَرَ وَالْأُنْثى» فقد تعدد الطباق، ولهذا دخل في باب المقابلة، وقد زاد هذا الطباق حسنا أنه أتى في معرض التسجيع الفصيح، لمجيء المناسبة التامة في فواصل الآي.

الفوائد:

الفوائد: - الضمير المسمى فصلا وعمادا ... يرد هذا الضمير في مواطن كثيرة من آيات الكتاب الحكيم، وقد ورد في الآية التي نحن بصددها (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) ، فالضمير (هو) في الآية يسمى ضمير (فصل) ، لأنه فصل بين الخبر والتابع، كقوله تعالى: كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ فالضمير أنت فصل بين اسم كنت وخبرها. وباعتبار أن هذا الضمير يقوي الكلام ويؤكده سمّاه بعض الكوفيين (دعامة) لأنه يدعم به الكلام. محله من الإعراب: ذهب البصريون إلى أنه ضمير لتوكيد الكلام، لا محل له من الإعراب، وقال الكوفيون: له محل. ثم قال الكسائي: محله بحسب ما بعده، وقال الفراء: محله بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولى إن بالعكس. ما يحتمل من الأوجه: قوله تعالى: كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ يحتمل الضمير أن يكون للفصل، أو للتوكيد ولا يصح أن يكون مبتدأ، لأن ما بعده منصوب. وفي قوله تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وقولنا: (زيد هو العالم) و (إن زيدا هو الفاضل) يحتمل الضمير الفصل والابتداء، دون التوكيد، لدخول اللام في الأولى، ولكون ما قبله ظاهرا في الثانية والثالثة، لأنه لا يؤكد الظاهر بالمضمر، لأنه ضعيف والظاهر قوي. ويحتمل الأوجه الثلاثة في قولنا: (أنت أنت الفاضل) وقوله تعالى: إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. أما في قوله تعالى: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ فالضمير هي: مبتدأ، لأن ما قبله اسم ظاهر فيمتنع التوكيد، ونكرة فيمتنع الفصل. [سورة النجم (53) : آية 56] هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (56)

الإعراب:

الإعراب: (من النذر) متعلّق بنعت ل (نذير) ، والإشارة إلى القرآن الكريم أو إلى الرسول عليه السلام جملة: «هذا نذير ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (نذير) ، مصدر سماعيّ للرباعيّ أنذر، أو هو اسم مصدر للفعل إذا كانت الإشارة للقرآن الكريم، وهو صفة مشتقة من الفعل إن كانت الإشارة إلى الرسول عليه السلام، وزنه فعيل (النذر) ، جميع نذير ... وزنه فعل بضمّتين [سورة النجم (53) : الآيات 57 الى 58] أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (58) الإعراب: (لها) متعلّق بخبر ليس (من دون) متعلّق بحال من ضمير (كاشفة) وهو اسم ليس مؤخّر. جملة: «أزفت الآزفة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ليس لها ... كاشفة» في محلّ نصب حال من الآزفة «1» الصرف: (كاشفة) ، قد يكون وصفا، اسم فاعل مؤنّث كاشف، وقد يكون مصدرا كالعافية، وزنه فاعلة [سورة النجم (53) : الآيات 59 الى 62] أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من هذا) متعلّق ب (تعجبون) ..

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ

الصرف:

جملة: «تعجبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة 60- 61- (الواو) عاطفة في الموضعين، وفي الثالث حاليّة (لا) نافية ... وجملة: «تضحكون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تعجبون وجملة: «لا تبكون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تعجبون وجملة: «أنتم سامدون ... » في محلّ نصب حال «1» 62- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (للَّه) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الواو) عاطفة وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الخلاص من العذاب فاسجدوا ... وجملة: «اعبدوا ... » معطوفة على جملة جواب الشرط الصرف: (تبكون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف ... أصله تبكيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الكاف- إعلال بالتسكين- التقى ساكنان، الياء والواو، حذفت الياء لام الكلمة فأصبح تبكون وزنه تفعون- إعلال بالحذف- (سامدون) ، جمع سامد، اسم فاعل من (سمد) الثلاثي بمعنى لها من باب نصر، والسمود قيل هو الإعراض وقيل اللهو وقيل الخمود وقيل الاستكبار ... انتهت سورة «النجم» ويليها سورة «القمر»

_ (1) أو استئنافيّة لا محلّ لها [.....]

سورة القمر

سورة القمر آياتها 55 آية [سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5) الإعراب: جملة: «اقتربت الساعة ... » لا محلّ لها ابتدائية. وجملة: «انشقّ القمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة 2- (الواو) عاطفة في الموضعين (يقولوا) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط يعرضوا (سحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة وجملة: «يعرضوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا

الصرف:

وجملة: « (هو) سحر ... » في محلّ نصب مقول القول 3- (الواو) عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الثالث وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا «1» وجملة: «اتبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا «2» وجملة: «كلّ أمر مستقرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة 4- (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من الأنباء) متعلّق بحال من (ما) فاعل (جاءهم) ، (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مزدجر) . وجملة: «جاءهم ... ما فيه مزدجر» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فيه مزدجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 5- (حكمة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعود على ما «3» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية «4» ، (تغن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء وقد حذفت لمناسبة قراءة الوصل. وجملة: « (هي) حكمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما تغني النذر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة الصرف: (مزدجر) ، مصدر الخماسي ازدجر، وفيه إبدال تاء الافتعال دالا بدءا من الفعل

_ (1) أو استئنافيّة (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل كذّبوا ... (3) يجوز أن يكون بدلا من ما ... أو من مزدجر (4) أو اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به وهو للإنكار

الفوائد:

(تغن) ، حذفت الياء من رسم المصحف اتّباعا للقراءة فهي محذوفة لالتقاء للساكنين الفوائد: - معجزة انشقاق القمر. عن أبي عمر رضي عنهما قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فلقتين: فستر الجبل فلقة، وكانت فلقة فوق الجبل، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) اللهم اشهدوا. وعن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فصار فرقتين، فقالت قريش: سحر محمد أعيننا، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا، فما يستطيع أن يسحر الناس كلهم. أخرجه الترمذي. وزاد غيره: فكانوا يتلقون الركبان فيخبرهم الركبان بأنهم قد رأوا انشقاق القمر، فيكذبونهم. قال مقاتل: انشق القمر، ثم التأم بعد ذلك، وروى مسروق عن عبد اللَّه بن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فسألوا السفار فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل اللَّه تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وهكذا يتضافر الحديث الصحيح مع القرآن الكريم على إثبات هذه المعجزة لسيدنا محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا من أقوى الأدلة على نبوته. [سورة القمر (54) : الآيات 6 الى 8] فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) الإعراب: (الفاء) لربط السبب بالمسبّب عاطفة (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخرجون) ، (يدع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (الداع) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إلى شيء) متعلّق ب (يدعو) .

الصرف:

جملة: «تولّ عنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه إلى هذا فتولّ وجملة: «يدعو الداعي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 7- (خشّعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (أبصارهم) فاعل الصفة المشبّهة (خشّعا) ، (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) . وجملة: «يخرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كأنّهم جراد ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون 8- (مهطعين) حال من فاعل يخرجون (إلى الداع) متعلّق ب (مهطعين) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (عسر) نعت للخبر (يوم) مرفوع وجملة: «يقول الكافرون ... » لا محل لها استئناف بيانيّ وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب مقول القول الصرف: (6) : يدع، رسم في المصحف بغير واو اتّباعا لقراءة الوصل بسبب التقاء الساكنين (الداع) : رسم في المصحف بغير ياء للتخفيف (نكر) : صفة مشبّهة بمعنى المنكر أو الأمر الشديد، وزنه فعل بضمتين. (7) منتشر: اسم فاعل من الخماسيّ انتشر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين. (خشّعا) : جمع خاشع، اسم فاعل من الثلاثي خشع وزنه فاعل والجمع فعّل بضم التاء وفتح العين المشددة. (8) عسر: صفة مشبهة من الثلاثي عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بفتح فكسر

البلاغة

البلاغة 1- الكناية: في قوله تعالى خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ. فخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخذال لأن ذلة الذليل، وعزة العزيز، تظهران في عيونهما. 2- التشبيه المرسل المفصل: في قوله تعالى يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ. حيث شبههم بالجراد المنتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالجراد منتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالفراش المبثوث. وقد قيل: يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين. الفوائد: - ما افترق فيه الحال والتمييز وما اجتمعا فيه: 1- يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور، هي: كونهما اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، دافعتان للإبهام. 2- يفترقان في سبعة أمور هي: 1- يكون الحال جملة (كجاء زيد يضحك) ، وظرفا نحو (رأيت الهلال بين السحاب) ، وجارا ومجرورا نحو (أعجبني السمك في الماء) . والتمييز لا يكون إلا اسما. 2- الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى بخلاف التمييز. 3- الحال مبنية للهيئات، والتمييز مبين للذوات. 4- الحال تتعدد، بخلاف التمييز. 5- الحال تتقدم على عاملها، إذا كان فعلا متصرفا، أو وصفا يشبهه، كقوله تعالى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ. ولا يجوز ذلك في التمييز، أما ما ورد في الشعر (أنفسا تطيب) فضرورة.

[سورة القمر (54) : الآيات 9 إلى 17]

6- حق الحال الاشتقاق، وحق التمييز الجمود. وقد يتعاكسان، فيأتي الحال جامدا (هذا مالك ذهبا) ، ويأتي التمييز مشتقا (لله درّه فارسا) . 7- الحال تكون مؤكدة لعاملها، نحو قوله تعالى: وَلَّى مُدْبِراً فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. ولا يقع التمييز كذلك. [سورة القمر (54) : الآيات 9 الى 17] كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) الإعراب: (قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، وضمير الغائب يعود على قريش (الفاء) عاطفة تفصيليّة (مجنون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، ونائب الفاعل للمجهول (ازدجر) ضمير يعود على نوح. جملة: «كذّبت قبلهم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: « (هو) مجنون ... » في محلّ نصب مقول القول

وجملة: «ازدجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا «1» 10- 11- (الفاء) عاطفة والثانية للربط والثالثة عاطفة (بماء) متعلّق بحال من أبواب السماء، و (الباء) للتعدية أي سائلة بماء ... وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا ... والمصدر المؤوّل (أني مغلوب ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (دعا) وجملة: «انتصر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تكرّم فانتصر «2» وجملة: «فتحنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دعا 12- (الواو) عاطفة (عيونا) تمييز محوّل عن مفعول به (الفاء) عاطفة (على أمر) متعلّق ب (التقى) ، ونائب الفاعل ضمير يعود على أمر وجملة: «فجّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتحنا وجملة: «التقى الماء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فجّرنا وجملة: «قد قدر ... » في محلّ جرّ نعت لأمر 13- (الواو) عاطفة في الموضعين (على ذات) متعلّق ب (حملناه) بحذف المنعوت أي: سفينة ذات ألواح وجملة: «حملناه.» لا محلّ لها معطوفة على جملة التقى الماء 14- (بأعيننا) حال بمعنى محفوظة (جزاء) مفعول لأجله والعامل محذوف «3» ،

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول، أي الجملة من كلامهم هم بمعنى تخبّطته الجنّ (2) والاستئناف من تمام الدعاء أو هو اعتراضيّ (3) أو مفعول مطلق لفعل محذوف

(لمن) متعلّق ب (جزاء) ، ونائب الفاعل للمجهول (كفر) ضمير مستتر يعود على نوح بوساطة الموصول (من) وجملة: «تجري ... » في محلّ جرّ نعت لذات ألواح «1» وجملة: «كان كفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «كفر ... » في محلّ نصب خبر كان 15- (الواو) استئنافيّة (لقد تركناها) مثل لقد جاءهم «2» ، (آية) حال من ضمير الغائب في (تركناها) «3» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (مدّكر) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ، خبره محذوف تقديره موجود وجملة: «تركناها.» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانت قصّة السفينة آية فهل من مدّكر منكم 16- (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان الآتي (نذر) معطوف على عذابي بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة وجملة: «كان عذابي ... » لا محلّ لها استئنافيّة 17- (الواو) استئنافيّة (لقد يسّرنا) مثل لقد جاءهم «4» ، (للذكر) متعلّق ب (يسرنا) ، (فهل من مدّكر) مثل الأولى «5»

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ذات ألواح لأنّ النكرة هنا مخصّصة (2، 4) في الآية (4) من هذه السورة (3) أو مفعول به ثان إذا قدّر الفعل بمعنى جعلناها، والضمير يعود على السفينة أو على إغراق الكافرين (5) في الآية (15) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «يسرّنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر أي: إذا كان القرآن ميسّرا فهل من مدّكر. والاستفهام فيه معنى الأمر أي فاحفظوه واتّعظوا به. الصرف: (9) ازدجر: فيه إبدال التاء التي هي تاء الافتعال إلى دال لمجيئها بعد الزاي، أصله ازتجر.. وهذا الإبدال يتمّ في كلّ اشتقاقات الكلمة كما هو المصدر الميميّ- أو اسم المكان- الوارد في الآية (4) من هذه السورة: مزدجر وزنه مفتعل بضمّ وفتح العين. ووزن ازدجر افتعل (10) مغلوب: اسم مفعول من الثلاثيّ غلب، وزنه مفعول (11) منهمر: اسم فاعل من الخماسيّ انهمر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين (13) دسر: جمع دسار ككتاب أو دسر كسقف، وهو الرباط الحديديّ أو الليفيّ الذي يربط أجزاء السفينة إلى بعضها. ووزن دسر فعل بضمّتين (15) مدّكر: اسم فاعل من الخماسيّ ادّكر.. انظر الآية (45) من سورة يوسف. (16) نذر: مصدر سماعيّ للرباعي أنذر وزنه فعل بضمتين.. واللفظ يأتي أيضا جمعا لنذير البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ. فقد شبه تدفق المطر من السحاب، بانصباب أنهار، انفتحت بها أبواب السماء وانشق أديم الخضراء. إنابة الصفات مناب الموصوفات: في قوله تعالى وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ. كناية عن موصوف وهو السفينة، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات

[سورة القمر (54) : الآيات 18 إلى 22]

على سبيل الكناية، كقولهم: حي مستوي القامة عريض الأظفار، في الكناية عن الإنسان، وهو من فصيح الكلام وبديعه، ونظير الآية قول الشاعر: فعرشي صهوة الحصان ولكن ... (قميصي) مسرودة من حديد فإنه أراد ب قميصي درعي. معنى الاستفهام: في قوله تعالى فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ. استفهام تعظيم وتعجيب، أي كانا على كيفية هائلة، لا يحيط بها الوصف. والمعنى حمل المخاطبين على الإقرار بوقوع عذابه تعالى للمكذبين. [سورة القمر (54) : الآيات 18 الى 22] كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) الإعراب: (فكيف كان عذابي ونذر) مرّ إعرابها «1» ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (في يوم) متعلّق ب (أرسلنا) جملة: «كذّبت عاد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كان عذابي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة أي كذّبت عاد فعذّبت فكيف كان عذابي «2» وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة (2) الاستفهام في الجملة للتهويل فصحّ عطفها على الخبر أي كان عذابي عظيما

الصرف:

20- 22- (الفاء) استئنافيّة (كيف ... ونذر) مرّ إعرابها، (ولقد يسّرنا.. مدّكر) مرّ إعرابها «1» وجملة: «تنزع ... » في محلّ نصب نعت ل (ريحا) «2» وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من الناس وجملة: «كان عذابي ... » لا محلّ لها استئناف لتأكيد التهويل وجملة: «يسرنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر «3» الصرف: (أعجاز) ، جمع عجز اسم لمؤخّر كلّ شيء، وعجز النخل أصوله، وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين أو بفتح فكسر أو بضمّ فسكون أو بكسر فسكون (2، 19) مستمرّ: اسم فاعل من السداسيّ استمرّ وهو بمعنى الدائم أو بمعنى القويّ أو بمعنى الذاهب الذي لا يبقى أو بمعنى الشديد المرارة ... وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعين الفعل ولامه من حرف واحد (20) منقعر: اسم فاعل من الخماسيّ انقعر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين البلاغة التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ. شبهوا بأعجاز النخل، وهي أصولها بلا فروع، لأن الريح كانت تقلع رؤوسهم فتبقي أجسادا وجثثا بلا رؤوس، ويزيد هذا التشبيه حسنا، أنهم كانوا ذوي جثث عظام طوال. وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فالمشبه هنا (عاد) قوم هود، والمشبه به أعجاز النخل، وهما حسيان.

_ (1، 3) في الآية (17) من السورة [.....] (2) أو حال من (ريحا) لأنه تخصّص بالوصف

[سورة القمر (54) : الآيات 23 إلى 25]

[سورة القمر (54) : الآيات 23 الى 25] كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) الإعراب: (بالنذر) متعلّق ب (كذّبت) ، (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بشرا) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده (منّا) متعلّق بنعت ل (بشرا) «1» ، (واحدا) نعت ل (بشرا) ثان (إذا) لا محلّ لها أداة جواب (اللام) المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ ... جملة: «كذّبت ثمود ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: « (أنتّبع) بشرا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نتّبعه ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «إنّا ... لفي ضلال» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول 25- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (عليه) متعلّق ب (ألقي) ، (من بيننا) متعلّق بحال من الضمير في (عليه) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (أشر) خبر ثان للمبتدأ (هو) مرفوع.. وجملة: «ألقي الذكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «هو كذّاب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول

_ (1) أو متعلق بحال من (واحدا)

الصرف:

الصرف: (24) سعر: اسم بمعنى جنون وهو مفرد أو جمع سعير بمعنى النار وزنه فعل بضمّتين (25) أشر: صفة مشبّهة من الثلاثيّ أشر باب فرح وزنه فعل بفتح فكسر، والأشر المتكبّر البطر [سورة القمر (54) : الآيات 26 الى 32] سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) الإعراب: (غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلمون) ، (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (الكذاب) .. جملة: «سيعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «من الكذّاب ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلمون المعلّق بالاستفهام (من) 27- (فتنة) مفعول لأجله، والعامل مرسلو، منصوب «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب..

_ (1) أو هو مصدر في موضع الحال أي فاتنين

وجملة: «إنّا مرسلو ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ارتقبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تيقّظ فارتقب وجملة: «اصطبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتقبهم 28- (الواو) عاطفة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف نعت لقسمة.. وجملة: «نبّئهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتقبهم والمصدر المؤوّل (أنّ الماء قسمة) في محلّ نصب سدّ مسدّ المفعولين الثاني والثالث لفعل نبّئهم وجملة: «كلّ شرب محتضر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ 29- (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (نادوا) ماض مبنيّ علي الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وجملة: «نادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فتمادوا في ذلك ... فنادوا وجملة: «تعاطى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا وجملة: «عقر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تعاطى 30- (فكيف.. ونذر) مرّ إعرابها «1» مفردات وجملا ... 31- (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (كهشيم) متعلّق بخبر كانوا.. وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ

_ (1) في الآية (16) من هذه السورة

الصرف:

وجملة: «كانوا كهشيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلنا 32- (ولقد يسّرنا.. من مدّكر) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» الصرف: (28) محتضر: اسم مفعول من الخماسيّ احتضر أي محضّر ومهيّأ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين (29) تعاطى: فيه إعلال بالقلب، أصله تعاطي- بالياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (31) المحتظر: اسم فاعل من الخماسيّ احتظر أي جعل للغنم حظيرة من يابس الشجر وغيره، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين البلاغة 1- فن الإبهام: في قوله تعالى سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ. المراد سيعلمون أنهم هم الكذابون الأشرون. لكن أورد ذلك مورد الإبهام إيماء إلى أنه مما لا يكاد يخفي. ونحوه قول الشاعر: فلئن لقيتك خاليين لتعلمن ... (أيي وأيك) فارس الأحزاب 2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ. حيث شبههم بالشجر اليابس، الذي يتخذه من يعمل الحظيرة لأجلها، أو كالحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء. [سورة القمر (54) : الآيات 33 الى 40] كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)

_ (1) في الآية (17) من هذه السورة

الإعراب:

الإعراب: (بالنذر) متعلّق ب (كذّبت) ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (إلّا) للاستثناء (آل) منصوب على الاستثناء المتصل (بسحر) متعلّق ب (نجّيناهم) ... جملة: «كذّبت قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «نجّيناهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ 35- (نعمة) مفعول مطلق لفعل محذوف «1» ، (من عندنا) متعلّق بنعت ل (نعمة) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «شكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) 36- (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وفاعل (أنذرهم) ضمير يعود على لوط (الفاء) عاطفة (تماروا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (بالنذر) متعلّق ب (تماروا)

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى، فالإنجاء إنعام ... ويجوز أن يكون مفعولا لأجله مبيّن سبب الفعل

الصرف:

وجملة: «أنذرهم ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «تماروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرهم 37- (ولقد راودوه) مثل ولقد أنذرهم «1» (عن ضيفه) متعلّق ب (راودوه) ، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر وجملة: «راودوه ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «طمسنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة راودوه وجملة: «ذوقوا ... » جواب الشرط المقدّر أي: إن أصررتم على الكفر والعناد فذوقوا ... وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول محذوف معطوف على جملة طمسنا 38- (ولقد صبّحهم ... ) مثل ولقد أنذرهم «2» (بكرة) ظرف منصوب متعلّق ب (صبّحهم) ، (فذوقوا ... ) مثل الأولى في الآية السابقة. وجملة: «صبّحهم ... عذاب» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة: «ذوقوا ... » جواب الشرط المقدّر، مثل الأول 39- (ولقد يسّرنا ... من مدّكر) مرّ إعرابها «3» مفردات وجملا ... الصرف: (36) تماروا: فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع الواو الجماعة وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفاعوا. الفوائد: الباء المفردة.. هي حرف جر وترد في أربعة عشر معنى..

_ (1، 2) في الآية (37) من هذه السورة. (3) في الآية (17) من هذه السورة.

1- الإلصاق، قيل: وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه، والإلصاق: حقيقي، مثل: (أمسكت بيد العاجز) ، ومجازي مثل: (مررت بزيد) أي الصقت مروري بمكان يقرب من زيد. 2- التعدية: وتسمى باء النقل أيضا، وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولا، وأكثر ما تعدي الفعل القاصر، تقول في (ذهب زيد) ذهبت بزيد ومنه قوله تعالى: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وقرئ أذهب الله نورهم. 3- الاستعانة: وهي الداخلة على آلة الفعل، نحو: كتبت بالقلم، ومنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 4- السببيّة: كقوله تعالى: إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ. 5- المصاحبة: كقوله تعالى: اهْبِطْ بِسَلامٍ أي معه وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ. 6- الظرفية: كقوله تعالى وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ. 7- البدل: كقول الحماسي: فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ... شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا أي ليت لي (بدلا عنهم) . 8- المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، نحو (اشتريته بألف) و (كافأت إحسانه بضعف) . 9- المجاوزة كعن، فقيل: تختص بالسؤال، كقوله تعالى: فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً. 10- الاستعلاء: كقوله تعالى: مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ بدليل (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ) . 11- التبعيض، كقوله تعالى: عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ.

[سورة القمر (54) : الآيات 41 إلى 42]

12- القسم وهو (أي حرف الباء) أصل أحرفه، ولذلك خصت بجواز ذكر الفعل معها، نحو: «أقسم بالله لتفعلنّ» ، ودخولها على الضمير نحو «بك لأفعلنّ» . 13- الغاية، كقوله تعالى: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي أي إلي. 14- التوكيد، وهي الزائدة كقوله تعالى: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وقد تكلمنا عن الباء الزائدة بالتفصيل، في غير هذا الموضع، مما يغني عن الإعادة، فارجع إليه. [سورة القمر (54) : الآيات 41 الى 42] وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) الإعراب: (ولقد جاء ... النذر) مثل ولقد يسرنا ... «1» مفردات وجملا (بآياتنا) متعلّق ب (كذبوا) ، (كلّها) توكيد لآيات مجرور (الفاء) عاطفة (أخذ) مفعول مطلق منصوب (مقتدر) نعت لعزيز مجرور. جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «أخذناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا [سورة القمر (54) : الآيات 43 الى 46] أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (46) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (من أولئكم) متعلّق ب (خير) (أم) بمعنى بل والهمزة في الموضعين (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (براءة) ،

_ (1) في الآية (17) من هذه السورة

الصرف:

(في الزبر) متعلّق بنعت ل (براءة) ، (جميع) خبر المبتدأ (نحن) ، مرفوع (منتصر) نعت لجميع مرفوع جملة: «كفّركم خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لكم براءة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نحن جميع ... » في محلّ نصب مقول القول. 45- 46- (الدبر) مفعول به منصوب، وقد أفرد لمناسبة فاصلة الآية (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) حاليّة وجملة: «سيهزم الجمع» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يولّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهزم الجمع وجملة: «الساعة موعدهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الساعة أدهى ... » في محلّ نصب حال «1» الصرف: (أدهى) ، اسم تفضيل من الثلاثي دهى، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب- شأن الفعل- أصله أدهي، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا (أمرّ) ، اسم تفضيل من الثلاثي مرّ، وزنه أفعل، جاءت عينه ولامه من حرف واحد [سورة القمر (54) : الآيات 47 الى 48] إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) الإعراب: (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ (يوم) ظرف زمان منصوب

_ (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ

الصرف:

متعلّق بفعل محذوف تقديره تقول لهم خزنة جهنّم، و (الواو) في (يسحبون) نائب الفاعل (في النار) متعلّق ب (يسحبون) ، (على وجوههم) متعلّق بحال من نائب الفاعل أي: منكبّين على وجوههم (سقر) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلمية والتأنيث. جملة: «إنّ المجرمين في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يسحبون ... » في محلّ جرّ مضاف اليه وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر الصرف: (مسّ) ، مصدر سماعيّ لفعل (مسّ) الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون (سقر) ، اسم علم لجهنّم، مشتقّ من سقرته الشمس أو النار أي لوّحته، وقد تبدل السين صادا، وزنه فعل بفتحتين ... [سورة القمر (54) : الآيات 49 الى 50] إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) الإعراب: (كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور (بقدر) حال من كلّ «1» أي مقدّرا (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (واحدة) خبر المبتدأ (أمرنا) مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي أمرة واحدة (كلمح) متعلّق بنعت ل (واحدة) «2» ، (بالبصر) متعلّق بنعت ل (لمح)

_ (1) أو من الهاء في (خلقناه) (2) أو نعت ثان للمنعوت المحذوف

الفوائد:

جملة: «إنّا (خلقنا) كلّ شيء» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «1» وجملة: «ما أمرنا إلّا واحدة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الفوائد: - الإيمان بالقدر.. أفادت هذه الآية، أن الله عز وجل، قد قدّر كل شيء خلقه، لذلك يجب الإيمان بالقدر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: كتب الله مقادير الخلائق كلها، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء. عن أبي هريرة قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يخاصمونه في القدر، فنزلت هذه الآية إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إلى قوله إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله: اعلم أنّ مذهب أهل الحق إثبات القدر. ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها الله تعالى. وأنكرت القدريّة وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها، ولم يتقدم علمه بها، وأنها مستأنفة العلم، أي إنما يعلمها بعد وقوعها. وكذبوا على الله سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علوّا كبيرا. وسميت هذه الفرقة «قدرية» لإنكارهم القدر، وقال أصحاب المقالات من المتكلمين: وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل، وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن تقول الخير من الله والشرّ من غيره، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه سبحانه وتعالى، خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده، فعلا واكتسابا. قال الخطابي: وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله تعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه،

_ (1) جعلها أبو البقاء نعتا ل (كلّ شيء) .. وهو صحيح إذا قدّر عامل (كلّ) فعلا آخر غير مادة الخلق

[سورة القمر (54) : الآيات 51 إلى 53]

وكما يتوهمونه. وإنما معناه عن علم الله تعالى يكون من إكساب العباد، وصدورها عن منه وخلق لها، خيرها وشرها، وقد حصل إجماع أهل العلم من الصحابة والتابعين، وممن يعوّل عليهم، على إثبات القدر، وقد تضافر الكتاب والسنة على ترسيخ هذا المفهوم، والله أعلم. [سورة القمر (54) : الآيات 51 الى 53] وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل من مدّكر) مر إعرابها «1» ، (الواو) عاطفة (كلّ) مبتدأ «2» مرفوع (في الزبر) متعلّق بخبر المبتدأ (كلّ) ، (الواو) عاطفة جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر «3» وجملة: «كلّ شيء ... في الزبر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر

_ (1، 3) انظر الآية (16) من هذه السورة [.....] (2) رفع (كلّ) هنا واجب لأنّ النصب يؤدّي إلى فساد المعنى إذ الواقع خلافه، فلو نصب لكان المعنى: فعلوا كلّ شيء في الزبر، وهو خلاف الواقع، ففي الزبر أشياء كثيرة جدا لم يفعلوها.. ومن جهة الصناعة فإنّ جملة فعلوه صفة، والصفة لا تعمل في الموصوف إن جعلنا (كلّ) معمولا لمفسر الفعل- بفتح السين-. أمّا (كلّ) في الآية المتقدّمة (إنّا كلّ شيء ... ) فهي واجبة النصب لأنّ الرفع يوهم ما لا يجوز في حقّ الله إذ يلزم من هذا أنّ ثمّة شيئا لله ليس مخلوقا بقدر، فالنصب دالّ على عموم الخلق

الصرف:

وجملة: «فعلوه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ «1» وجملة: «كلّ صغير ... مستطر» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ شيء ... الصرف: (53) مستطر: اسم مفعول من السداسيّ استطر زنة افتعل بمعنى مكتوب، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين [سورة القمر (54) : الآيات 54 الى 55] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) الإعراب: (في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (في مقعد) خبر ثان «2» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر ثالث (مقتدر) نعت لمليك مجرور جملة: «إنّ المتّقين في جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (مليك) ، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثي ملك وزنه فعيل. انتهت سورة «القمر» ويليها سورة «الرحمن»

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت لشيء ... ويجوز أن تكون اعتراضيّة لا محلّ لها (2) أو بدل من جنّات بإعادة الجارّ

سورة الرحمن

سورة الرحمن آياتها 78 آية [سورة الرحمن (55) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4) الإعراب: (القرآن) مفعول به ثان، والمفعول الأول محذوف تقديره من شاء «1» ... جملة: «الرحمن علّم القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «علّم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الرحمن) وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر ثان وجملة: «علّمه البيان ... » في محلّ رفع خبر ثالث [سورة الرحمن (55) : الآيات 5 الى 6] الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6)

_ (1) أو جبريل، أو محمّدا عليه السلام، أو الإنسان لدلالة: «خلق الإنسان» عليه

الإعراب:

الإعراب: (بحسبان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: جاريان بحسبان «1» جملة: «الشمس ... بحسبان» لا محلّ لها اعتراضيّة «2» وجملة: «النجم ... يسجدان» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: «يسجدان» في محلّ رفع خبر المبتدأ (النجم ... ) الصرف: (النجم) ، اسم للنبات الذي لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون البلاغة 1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ. المراد بسجودهما انقيادهما له تعالى فيما يريد بهما طبعا، شبه جريهما على مقتضى طبيعتهما بانقياد الساجد لخالقه وتعظيمه له. ثم استعمل اسم المشبه به في المشبه. فهناك استعارة مصرحة تبعية. 2- فن التوهيم: في قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ. وهذا الفن هو عبارة عن إتيان المتكلم بكلمة، يوهم باقي الكلام- قبلها أو بعدها- أن المتكلم أراد اشتراك لغتها بأخرى، أو أراد تصحيفها أو تحريفها، أو اختلاف إعرابها، أو اختلاف معناها، أو وجها من وجوه الاختلاف، والأمر بضد ذلك فإن ذكر الشمس والقمر يوهم السامع أن النجم أحد نجوم السماء، وإنما المراد النبت الذي لا ساق له. [سورة الرحمن (55) : الآيات 7 الى 13] وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)

_ (1) وهو كون خاص، أو متعلّق بكون عام بحذف مضاف في المبتدأ أي: جريان الشمس والقمر.. (2) لأنّ جملة (رفع) السماء المقدّرة معطوفة على جملة علّمه البيان

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة في الموضعين (السماء) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده. جملة: « (رفع) السماء ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه البيان «1» وجملة: «رفعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «وضع ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة (رفع المقدّرة) 8- (أن) : حرف مصدري ونصب (لا) نافية «2» ، (في الميزان) متعلق ب (تطغوا) والمصدر المؤوّل (ألّا تطغوا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (وضع) أي لئلّا تطغوا ... وجملة: «تطغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 9- (الواو) اعتراضيّة (بالقسط) متعلّق بحال من فاعل أقيموا (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة ... وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة

_ (1) في الآية (4) من هذه السورة (2) يجوز أن تكون (أن) مفسّرة و (لا) ناهية ... لأنّ وضع الميزان يستدعي الأمر بالعدل وهو قول

الصرف:

وجملة: «لا تخسروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة 10- 13- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (للأنام) متعلّق ب (وضعها) ، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (فاكهة) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأي) متعلّق ب (تكذّبان) «1» . وجملة: « (وضع) الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وضع الميزان «2» . وجملة: «وضعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «فيها فاكهة ... » في محلّ نصب حال من الأرض وجملة: «بأي ... تكذبان» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما فصّل فبأي آلاء. الصرف: (الميزان) ، الأول بمعنى العدل، والثاني بمعنى مقياس الوزن، والثالث بمعنى الموزون ... وانظر الآية (152) من سورة الأنعام. (12) العصف: اسم جامد لورق كلّ نبات يخرج منه الحبّ، وزنه فعل بفتح فسكون (الريحان) ، هو مصدر في الأصل ثمّ أطلق على نبت معروف ذي رائحة، وهو الرزق أيضا، وعند الفرّاء هو ورق الزرع، ووزنه فعلان بفتح الفاء.

_ (1) ذكرت هذه الآية إحدى وثلاثين مرّة، ثمان منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه، ثم سبعة عقب آيات فيها ذكر النار وشدائدها، ثم ثماني آيات في وصف الجنّتين، وثمان أخرى في وصف الجنّتين دون الأوليين ... والتكرار جاء للتأكيد والتذكير (2) في الآية (7) من السورة

البلاغة

البلاغة التكرير: في قوله تعالى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. فقد تكررت كثيرا في هذه السورة، وهذا التكرار أحلى من السكر إذا تكرر. وإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة، فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها وبّخ على التكذيب بها، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال؟ ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرر به، وهو كثير في كلام العرب. [سورة الرحمن (55) : الآيات 14 الى 16] خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (16) الإعراب: (من صلصال) متعلّق ب (خلق) ، (كالفخّار) متعلّق بنعت ل (صلصال) ، (من مارج) متعلّق ب (خلق) الثاني (من نار) متعلّق بنعت ل (مارج) «1» ، (فبأي ... تكذّبان) مثل الأولى «2» مفردات وجملا جملة: «خلق الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق الجانّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الصرف: (الفخّار) ، اسم لما طبخ من الطين، وزنه فعّال بفتح الفاء (مارج) ، اسم لما اختلط من أحمر وأخضر وأصفر، وقيل بمعنى الخالص، وقيل اللهب المضطرب، وزنه فاعل بكسر العين

_ (1) من بيانيّة أو تبعيضيّة ... وإذا كان المارج بمعنى النار فهو بدل بإعادة الجارّ (2) في الآية (13) من هذه السورة

[سورة الرحمن (55) : الآيات 17 إلى 18]

[سورة الرحمن (55) : الآيات 17 الى 18] رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (18) الإعراب: (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «1» جملة: « (هو) ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة [سورة الرحمن (55) : الآيات 19 الى 23] مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (19) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (20) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (22) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (23) الإعراب: فاعل (مرج) ضمير يعود على الله، (بينهما) منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (برزخ) ، (لا) نافية ... (فبأي ... ) مثل الأولى في الموضعين «2» مفردات وجملا (منهما) متعلّق ب (يخرج) ... جملة: «مرج ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلتقيان ... » في محلّ نصب حال من البحرين وجملة: «بينهما برزخ ... » في محلّ نصب حال من البحرين أو من فاعل يلتقيان وجملة: «لا يبغيان ... » في محلّ نصب حال من البحرين «3» وجملة: «يخرج منهما اللؤلؤ ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1، 2) في الآية (13) من هذه السورة. (3) أو من فاعل يلتقيان أو من الضمير في (بينهما) .. وفيها معنى التعليل أي لئلّا يبغيا [.....]

الصرف:

الصرف: (22) المرجان: اسم جمع لحجر من الأحجار الكريمة، وزنه فعلان بفتح الفاء واحدته مرجانة، وهو عروق حمر كأصابع الكفّ، وقيل هو صغار اللؤلؤ البلاغة فن الاتساع: في قوله تعالى يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ. وقال: يخرج منهما ولم يقل: من أحدهما، لأنهما لما التقيا وصارا كالشيء الواحد: جاز أن يقال: يخرجان منهما، كما يقال يخرجان من البحر، ولا يخرجان من جميع البحر، ولكن من بعضه. وتقول: خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محاله، بل من دار واحدة من دوره. [سورة الرحمن (55) : الآيات 24 الى 25] وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (24) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الجواري) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (في البحر) متعلّق ب (الجواري) (كالأعلام) متعلّق بحال من الضمير في المنشئات (فبأي ... ) مثل الأولى «1» مفردات وجملا ... جملة: «له الجواري ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (المنشآت) ، جمع المنشأة مؤنّث المنشأ، اسم مفعول من (أنشأ) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين البلاغة التشبيه المرسل: في قوله تعالى وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ.

_ (1) في الآية (13) من السورة

[سورة الرحمن (55) : الآيات 26 إلى 28]

حيث شبه سبحانه وتعالى السفن، وهي تمخر عباب البحر، رائحة جائية، بالجبال الشاهقة. [سورة الرحمن (55) : الآيات 26 الى 28] كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (26) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (28) الإعراب: (من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (عليها) متعلّق بمحذوف صلة من (فان) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (ذو) نعت لوجه مرفوع وعلامة الرفع الواو (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «1» جملة: «كلّ من عليها فان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يبقي وجه ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الصرف: (26) فان: اسم فاعل من (فني) الثلاثيّ وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف بسبب التقاء الساكنين سكون الياء والتنوين. (27) الجلال: مصدر سماعيّ لفعل جلّ الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء (الإكرام) ، مصدر قياسيّ لفعل أكرم الرباعيّ، وزنه إفعال ... البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ. أي ذاته عز وجل، والمراد هو سبحانه وتعالى، فالإضافة بيانية، وحقيقة الوجه في الشاهد الجارحة، واستعماله في الذات مجاز مرسل، كاستعمال الأيدي في الأنفس. 2- فن الافتنان: في قوله تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.

_ (1) في الآية (13) من هذه السورة.

[سورة الرحمن (55) : الآيات 29 إلى 30]

وهذا الفن هو أن يفتن المتكلم، فيأتي في كلامه بفنين، إما متضادين، أو مختلفين، أو متفقين، وقد جمع سبحانه بين التعزية والفخر، إذ عزى جميع المخلوقات، وتمدح بالانفراد بالبقاء بعد فناء الموجودات، مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام. [سورة الرحمن (55) : الآيات 29 الى 30] يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (30) الإعراب: (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (كلّ) اسم دالّ على الظرفيّة ناب عن الظرف يوم، منصوب متعلّق بالاستقرار خبر المبتدأ (هو) ، (في شأن) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «1» جملة: «يسأله من في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو في شأن» لا محلّ لها استئنافيّة [سورة الرحمن (55) : الآيات 31 الى 32] سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (31) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (32) الإعراب: (لكم) متعلّق ب (سنفرغ) ، (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ في محلّ نصب (فبأي ... ) مثل الأولى «2» جملة: «سنفرغ لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أيّها الثقلان ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1، 2) في الآية (13) من هذه السورة.

الصرف:

الصرف: (الثقلان) ، مثنّى ثقل بفتحتين وزنه فعل، اسم جمع للإنس أو للجنّ إمّا بمعنى مثقل- بكسر القاف- أي أثقل الأرض أو بمعنى مثقول أي محمّل بالتكاليف ومتعب بها- بفتح العين- الفوائد: حرف الهاء.. ورد في هذه الآية قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فإن (إلها) حرف تنبيه وسنورد حالات هذا الحرف، لنبين ما يتعلق به، فهو يرد على خمسة أوجه: 1- تأتي ضميرا للغائب، وتكون في موضع الجر والنصب، كقوله تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ. فهاء له وصاحبه في محل جر بالإضافة، وهاء يحاوره في محل نصب مفعول به. 2- تأتي حرفا للغيبة: وهي الهاء في (إيّاه) والتحقيق أنها حرف لمجرد معنى الغيبة، وأن الضمير «إيّا» وحدها. 3- هاء السكت: وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، نحو (ماهية) ، ونحو (هاهناه) و (وا زيداه) وقوله تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ. 4- المبدلة من همزة الاستفهام كقوله: وأتى صواحبها فقلن: هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا والتحقيق ألا تعد هذه لأنها ليست بأصلية، على أن بعضهم زعم أن الأصل «هذا» فحذفت الألف. 5- هاء التأنيث، نحو (رحمه) في الوقف. وهذا قول الكوفيين، والتحقيق ألا تعد لأنها جزء كلمة لا كلمة. أما (ها) فترد على ثلاثة أوجه: 1- اسم فعل، بمعنى (خذ) ، ويجوز مدّ ألفها، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يستغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف فيقال: (هاء) للمذكر، (هاء) للمؤنث بكسر الهمزة و (هاؤما) و (هاؤنّ) و (هاؤم) ومنه قوله تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ.

[سورة الرحمن (55) : الآيات 33 إلى 34]

2- أن تكون ضميرا للمؤنث فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبة كقوله تعالى: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ففي الأولى في محل نصب، وفي الأخريين في محل جر. 3- أن تكون للتنبيه، فتدخل على أربعة أشياء: 1- الإشارة غير المختصة بالبعيد، نحو: (هذا) أما (هنا) فالهاء أصلية وليست للتنبيه. 2- ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، كقوله تعالى ها أَنْتُمْ أُولاءِ. 3- نعت (أي) في النداء، نحو: (يا أيها الرجل) ويجوز في لغة بني أسد أن تحذف ألفها، وأن تضم هاؤها اتباعا، وعليه قراءة ابن عامر (أيّه المؤمنون) (أيّه الثقلان) . 4- اسم الله تعالى في القسم عند حذف الحرف، يقال: «ها الله» بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألف (ها) وحذفها. [سورة الرحمن (55) : الآيات 33 الى 34] يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (34) الإعراب: (استطعتم) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (أن) حرف مصدري ونصب (من أقطار) متعلّق ب (تنفذوا) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (إلّا) للحصر (بسلطان) متعلّق بحال من فاعل تنفذون «1» ، (فبأي ... ) مثل الأولى «2»

_ (1) أو متعلّق ب (تنفذون) (2) في الآية (13) من السورة

[سورة الرحمن (55) : الآيات 35 إلى 36]

والمصدر المؤوّل (أن تنفذوا ... ) في محلّ نصب مفعول به جملة النداء: «يا معشر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إن استطعتم ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «تنفذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «انفذوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «لا تنفذون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» [سورة الرحمن (55) : الآيات 35 الى 36] يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (35) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (36) الإعراب: (عليكما) متعلّق ب (يرسل) ، (من نار) متعلّق بنعت ل (شواظ) (الفاء) عاطفة (لا) نافية (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «2» جملة: «يرسل عليكما شواظ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا تنتصران ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل الصرف: (شواظ) اسم اللهب الخالص أو الذي معه دخان، وزنه فعال بضمّ الفاء. (نحاس) اسم للمعدن المعروف، أو بمعنى الدخان الذي لا لهب معه، وزنه فعال بضمّ الفاء [سورة الرحمن (55) : الآيات 37 الى 42] فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (37) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (41) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (42)

_ (1) أو لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا نفذتم لا تنفذون. (2) في الآية (13) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة والثانية عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (كالدهان) متعلّق بنعت ل (وردة) «1» ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا (الفاء) عاطفة «2» ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح- متعلّق ب (يسأل) المنفيّ (لا) نافية (عن ذنبه) متعلّق ب (يسأل) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (فبأي ... ) مثل الأولى «3» مفردات وجملا ... جملة: «انشقّت السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كانت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انشقت ... وجواب الشرط محذوف تقديره رأيت أمرا هائلا وجملة: «لا يسأل ... إنس» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط المقدّر «4» 41- 42- (بسيماهم) متعلّق بحال من (المجرمون) نائب الفاعل (الفاء)

_ (1) يجوز أن يكون خبرا ثانيا (2) أو استئنافيّة، أو رابطة لجواب الشرط المتقدّم وجملة بأي آلاء ... اعتراض (3) في الآية (13) من هذه السورة. (4) أو لا محلّ لها جواب إذا وما بينهما اعتراض

الصرف:

عاطفة (بالنواصي) نائب الفاعل «1» ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا وجملة: «يعرف المجرمون ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق وجملة: «يؤخذ بالنواصي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرف المجرمون الصرف: (الدهان) : اسم بمعنى الجلد الأحمر أو ما يدهن به وزنه فعال بكسر الفاء (وردة) : واحدة الورد وهو اسم جمع جنسيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون البلاغة التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ. حيث أراد بالوردة الغرس، والوردة تكون في الربيع أميل إلى الصفرة، فإذا اشتد البرد كانت وردة حمراء، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة أميل إلى الغبراء، فشبه تلون السماء، حال انشقاقها، بالوردة وشبّهت الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه. والمشبه والمشبه به كلاهما حسي، أي من قبيل تشبيه المحسوس بالمحسوس. [سورة الرحمن (55) : الآيات 43 الى 45] هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (45) الإعراب: (التي) موصول في محلّ رفع نعت لجهنّم (بها) متعلّق ب (يكذّب) ، (بينها) ظرف منصوب متعلّق ب (يطوفون) وكذلك الظرف المعطوف بين (آن) نعت لحميم مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على

_ (1) قال أبو حيّان: يؤخذ متعدّ ومع ذلك تعدّى بالباء لأنه ضمّن معنى يسحب وقال غيره: أخذت الناصية وأخذت بالناصية. وحكي عن العرب: أخذت الخطام وأخذت بالخطام بمعنى.

الصرف:

الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «1» جملة: «هذه جهنّم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: «يكذّب بها المجرمون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: «يطوفون ... » في محلّ نصب حال من جهنّم والعامل فيها الإشارة. الصرف: (آن) ، اسم فاعل من الثلاثي أني باب ضرب بمعني اشتدت حرارته، وزنه فاع فيه إعلال بسبب التقاء الساكنين [سورة الرحمن (55) : الآيات 46 الى 61] وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (47) ذَواتا أَفْنانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (49) فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (50) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (51) فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (52) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (55) فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (58) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (59) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (60) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (61)

_ (1) في الآية (13) من هذه السورة.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لمن) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّتان) (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «1» في الآيات الثماني التالية (ذواتا) نعت ل (جنّتان) مرفوع «2» ، (فيهما) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عينان) و (فيهما) الثاني خبر للمبتدأ (زوجان) ، (من كلّ) متعلّق بحال من (زوجان) .. جملة: «لمن خاف ... جنّتان» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خاف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «فيهما عينان ... » في محلّ رفع نعت ل (جنّتان) «3» وجملة: «تجريان ... » في محلّ رفع نعت ل (عينان) وجملة: «فيهما من كلّ ... » في محلّ رفع نعت ل (جنّتان) «4» 54- 55- (متكئين) حال منصوبة من ضمير الفاعل لفعل محذوف، والضمير يعود على الخائفين في قوله: لمن خاف أي: يتنعّمون متّكئين (على فرش) متعلّق ب (متّكئين) ، (من إستبرق) متعلّق بخبر المبتدأ (بطائنها) ، (الواو) حالية (جني) مبتدأ مرفوع خبره (دان) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص. وجملة: « (يتنعّمون) متّكئين» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «بطائنها من إستبرق ... » في محلّ جرّ نعت لفرش وجملة: «جني الجنّتين دان» في محلّ نصب حال «5» 56- 61- (فيهنّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قاصرات) ، (قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يطمثهنّ) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي

_ (1) في الآية (13) من هذه السورة. [.....] (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما، والجملة نعت ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض (3، 4) أو لا محلّ لها استئنافيّة (5) أو معطوفة على جملة: فيهما من كلّ فاكهة زوجان

الصرف:

(جان) معطوف على أنس مرفوع (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر. وجملة: «فيهنّ قاصرات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «لم يطمثهنّ إنس ... » في محلّ نصب حال من قاصرات الطرف والعامل فيها الاستقرار وجملة: «كأنّهنّ الياقوت ... » في محلّ نصب حال من قاصرات الطرف وجملة: «هل جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ الصرف: (48) ذواتا: مثنّى ذوات- وهو مفرد في الأصل من غير حذف الواو- ولام ذوات ياء، وعينها واو، وفاؤها ذال لأنّ الأصل ذوي- بياء في آخره- فيه إعلال لأن الياء تحرّكت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، ذوا، ثمّ زيدت في آخره التاء (أفنان) ، جمع فنن، اسم للغصن. وزنه فعل بفتحتين، وزن أفنان أفعال (54) جنى: اسم للثمر أو لما يجنى من العسل أو الذهب، وزنه فعل بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب أصله جني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (58) الياقوت: اسم للجوهر النفيس ذي اللون الأحمر، وزنه فاعول البلاغة التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ. فقد شبههن بالياقوت، في حمرة الوجه، وبالمرجان أي صغار الدر، في بياض البشرة وصفائها، وتخصيص الصغار لأنه أنصع بياضا من الكبار. وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور العين يرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم، من تحت سبعين حلة، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.

[سورة الرحمن (55) : الآيات 62 إلى 78]

[سورة الرحمن (55) : الآيات 62 الى 78] وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (63) مُدْهامَّتانِ (64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (65) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (66) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (67) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (69) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (71) حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (72) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (77) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (78) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من دونهما) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّتان) ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «1» في المواضع الثمانية التالية (مدهامّتان) نعت ل (جنّتان) مرفوع، وما بين النعت والمنعوت اعتراض ... جملة: «من دونهما جنّتان ... » لا محلّ لها استئنافيّة 66- 70- (فيهما) متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ (عينان) و (فيهما) الثاني خبر ل (فاكهة) و (فيهنّ) خبر لخيرات ...

_ (1) في الآية (13) من السورة

الصرف:

وجملة: «فيهما عينان ... » في محلّ رفع نعت ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض وجملة: «فيهما فاكهة ... » في محلّ رفع نعت ثالث ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض وجملة: «فيهنّ خيرات ... » في محلّ رفع نعت رابع ل (جنّتان) وما بينهما اعتراض 72- 78- (حور) بدل من خيرات مرفوع (مقصورات) نعت لحور مرفوع (في الخيام) متعلّق ب (مقصورات) (لم يطمثهنّ ... ولا جانّ) مرّ إعرابها «1» ، (متّكئين على رفرف) مثل متكئين على فرش «2» ، (ذي) نعت لربّك مجرور ... وجملة: «لم يطمثهنّ إنس ... » في محلّ رفع نعت لحور وجملة: « (يتنعّمون) متّكئين» لا محلّ لها استئنافيّة «3» وجملة: «تبارك اسم» لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (64) مدهامّتان: مثنّى مدهامة مؤنّث مدهامّ ... هو اسم فاعل من السداسيّ ادهامّ- أو اسم مفعول منه- وكلا المعنيين موافق في الآية الكريمة، وزنه افعالّ. (66) نضّاختان: مثنّى نضّاخة مؤنّث نضّاخ مبالغة اسم الفاعل، من الثلاثي نضخ، وزنه فعّال بفتح الفاء (70) خيرات: جمع خيرة زنة فعلة بفتح فسكون، أو جمع خيرة بفتح فكسر وهو مخفف من خيّرة بالتشديد وكلا اللفظين صفة مشبّهة من الثلاثيّ

_ (1) في الآية (56) من السورة (2) في الآية (54) من السورة (3) الضمير في الفعل يعود على الأزواج المفهوم من سياق الآيات

البلاغة

خار يخير، وهما صفتان لموصوف محذوف قصد به نساء الجنّة الحور العين (حسان) ، جمع تكسير لحسناء، وهو صفة مشبّهة من الثلاثي حسن باب كرم، وزنه فعال بكسر الفاء (72) مقصورات: جمع مقصورة مؤنّث مقصور اسم مفعول من الثلاثيّ قصر بمعني ستر وزنه مفعول، ويقال امرأة قصيرة وقصورة ومقصورة أي مخدّرة (الخيام) ، جمع خيم وهو جمع خيمة أي هو جمع الجمع، ووزن خيمة فعلة بفتح فسكون، ووزن خيم فعل بكسر ففتح، ووزن خيام فعال بكسر الفاء (76) رفرف: اسم جمع واحدته رفرفة، أو اسم جنس جمعيّ، وهو ما تدلّى من الأسرة من غالي الثياب وزنة فعللة، واسم الجمع فعلل بفتح فسكون في كلّ منهما (عبقري) ، اسم جمع واحدته عبقريّة، أو اسم جنس جمعيّ، والعبقري الكامل من كلّ شيء ... وقال الخليل بن أحمد: هو الجليل النفيس من الرجال، وقيل: العبقري منسوب إلى عبقر وتزعم العرب أنّه اسم بلد الجنّ فينسبون إليه كلّ شيء عجيب ... وقال قطرب: ليس منسوبا بل هو بمنزلة الكرسيّ، فالياء المشدّدة ليست ياء النسب البلاغة الاختصاص: في قوله تعالى: فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ. فقد عطف النخل والرمان على الفاكهة، وهما منها، وذلك اختصاصا لهما، وبيانا لفضلهما، كأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران، ومنه قول أبو حنيفة رحمه الله: إذا حلف لا يأكل فاكهة فأكل رمانا أو رطبا، لم يحنث، وخالفه صاحباه. الفوائد: - كتابة الهمزة.. ورد في هذه الآية قوله تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ فكلمة

(متكئين) رسمت فيها الهمزة على نبرة، وسنوضح فيما يلي أهم ما يتعلق بتلك القاعدة: 1- تكتب الهمزة في أول الكلمة على ألف، وتكون فوق الألف إن كانت مفتوحة أو مضمومة مثل (أمن) (أصول) ، وتكون تحت الألف إن كانت مكسورة مثل (إسلام) . 2- الهمزة وسط الكلمة: نقارن بين حركتها وحركة الحرف الذي قبلها ونكتبها على حرف يناسب أقوى الحركتين. وأقوى الحركات الكسر، يليه الضم، يليه الفتح، والكسر تناسبه (النبرة) ، والضم تناسبه الواو، والفتح تناسبه الألف. فكلمة (متكئين) الهمزة مكسورة وما قبلها مكسور فكتبت على نبرة. وكلمة (ينأون) الهمزة مفتوحة وما قبلها ساكن، والفتح أقوى ويناسبه الألف. وهكذا ... - شواذ القاعدة في كتابة الهمزة وسط الكلمة. 1- الهمزة المفتوحة المسبوقة بألف ساكنة تكتب على السطر: عباءة- إضاءة- إساءة. 2- الهمزة المفتوحة أو المضمومة، المسبوقة بواو ساكنة، تكتب على السطر، مثل سموءل- موءودة. 3- الهمزة المفتوحة أو المضمومة أو المكسورة، المسبوقة بياء ساكنة، تكتب على نبرة مثل: ييئس- سرّني مجّيئك- سررت بمجيئك. 3- الهمزة آخر الكلمة: إن سبقت بمتحرك فتكتب على حرف يناسب حركة ما قبلها، مثل: (ناشئ) تباطؤ- ملجأ، وإن سبقت بساكن كتبت على السطر إن كانت مضمومة أو مكسورة مثل: عبء أو عبء، بطء أو بطء، أما إن كانت منونة بالفتح فتكتب على نبرة، إن أمكن وصلها بالحرف الذي قبلها، مثل: عبئا- بطئا، أما إذا لم يمكن وصلها كتبت على السطر، ورسم التنوين بعدها على الألف، مثل: جزءا- ردءا، إلا إذا كانت مسبوقة بألف ساكنة فإن التنوين يرسم فوق الهمزة مثل: رداء- جزاء.

سورة الواقعة

سورة الواقعة آياتها 96 آية [سورة الواقعة (56) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (2) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (3) الإعراب: (إذا) أداة فيها احتمالات أظهرها أنّها ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر «1» ، (لوقعتها) متعلّق بخبر ليس (خافضة، رافعة) خبران لمبتدأ محذوف تقديره هي جملة: «وقعت الواقعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف تقديره خفضت أقواما ورفعت أقواما وجملة: «ليس لوقعتها كاذبة» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: « (هي) خافضة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للجواب-

_ (1) ومن أوجه إعرابها: 1- هي ظرف مجرّد من الشرط متعلّق بالنفي الذي تضمّنه ليس أي ليس تكذيب بوقوعها إذا وقعت، أي ينتفي التكذيب. 2- هي ظرف متعلّق باسم الفاعل رافعة أي هي رافعة خافضة إذا وقعت- قاله أبو البقاء- 3- جوابها رجّت الآتي فهي متعلّقة به، و (إذا) فيه بدل أو توكيد 4- هي اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر- وهو رأي ضعيف-

الصرف:

الصرف: (الواقعة) ، القيامة جاءت على وزن اسم الفاعل، والتاء للمبالغة (وقعة) ، مصدر مرّة من الثلاثيّ وقع، وزنه فعلة بفتح فسكون (خافضة) ، مؤنّث خافض، اسم فاعل من الثلاثي خفض، وزنه فاعل [سورة الواقعة (56) : الآيات 4 الى 7] إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (5) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (7) الإعراب: (إذا) ظرف بدل من الأول ومتعلّق بما تعلّق به (رجّا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (بسّا) ، (الفاء) عاطفة، واسم (كانت) ضمير يعود على الجبال (الواو) عاطفة (ثلاثة) نعت لأزواج منصوب ... جملة: «رجّت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «بسّت الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رجّت وجملة: «كانت هباء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بسّت وجملة: «كنتم أزواجا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رجّت الصرف: (رجّا) ، مصدر سماعي للثلاثيّ رجّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد (بسّا) ، مصدر سماعي للثلاثيّ بسّ أي فتّت وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد (منبثّا) ، اسم مفعول من الخماسيّ انبثّ، وزنه منفعل بضمّ الميم وفتح العين، وعين الفعل ولامه من حرف واحد (ثلاثة) ، اسم للعدد المعروف، جاء مؤنّثا لأن المعدود أزواج مذكّر، وزنه فعالة بفتح الفاء

[سورة الواقعة (56) : الآيات 8 إلى 26]

[سورة الواقعة (56) : الآيات 8 الى 26] فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة للتفريع (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (أصحاب) التي بعدها وذلك في الآيتين ... جملة: «أصحاب الميمنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب وجملة: «أصحاب المشأمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب (الثاني) 10- 16- (الواو) عاطفة (السابقون) مبتدأ خبره جملة أولئك

المقرّبون «1» ، (السابقون) الثاني توكيد للأول مرفوع (المقرّبون) خبر المبتدأ (أولئك) «2» ، (في جنّات) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ (أولئك) «3» ، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم أي السابقون «4» ، (من الأوّلين) متعلّق بنعت لثلّة (من الآخرين) نعت لقليل (على سرر) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ هم (متّكئين) حال منصوبة من ضمير الاستقرار الذي هو خبر في قوله (على سرر) ، (عليها) متعلّق ب (متّكئين) (متقابلين) حال ثانية منصوبة وجملة: «السابقون ... أولئك المقرّبون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أولئك المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون) وجملة: « (هم) ثلّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «5» 17- 18- (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (بأكواب) متعلّق ب (يطوف) «6» ، (من معين) نعت لكأس ... وجملة: «يطوف عليهم ولدان..» في محل نصب حال من الضمير في متقابلين. 19- 23- (لا) نافية، و (الواو) في (يصدّعون) نائب الفاعل (عنها) متعلّق ب (يصدّعون) والجارّ للسببيّة (لا) نافية، و (الواو) في (ينزفون) فاعل، (فاكهة) معطوفة على أكواب بالواو مجرور (ممّا) متعلّق بنعت

_ (1) قيل خبره السابقون الثاني أي: السابقون إلى الخير السابقون إلى الجنّة أو ما في معنى ذلك ... ولكنّ الكلام بذلك يحتاج إلى كثير من التأويل، فالإعراب على هذا مفضول (2) أو بدل من اسم الإشارة، والخبر (في جنّات) (3) أو متعلّق بحال من الضمير في (المقرّبون) ... ويجوز أن يكون خبرا مقدّما للمبتدأ ثلّة (4) أو هو مبتدأ خبره (على سرر ... ) (5) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (السابقون) (6) أو متعلّق بحال من ولدان [.....]

الصرف:

ل (فاكهة) ، وفي الثاني بنعت ل (لحم) ، (الواو) عاطفة (حور) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم تقديره لهم «1» ، (كأمثال) متعلّق بنعت ثان ل (حور) ... وجملة: «لا يصدّعون عنها ... » في محلّ نصب حال من كأس «2» وجملة: «لا ينزفون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصدّعون وجملة: «يتخيّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني 24- (جزاء) مفعول لأجله منصوب «3» ، (ما) حرف مصدري «4» والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا 25- 26- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يسمعون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (تأثيما) معطوف على (لغوا) منصوب (إلّا) للاستثناء (قيلا) منصوب على الاستثناء المنقطع (سلاما) بدل من (قيلا) «5» منصوب (سلاما) الثاني توكيد لفظيّ للأول منصوب مثله. وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (8) الميمنة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثيّ يمن، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين

_ (1) أو معطوف على (ولدان) (2) أو بحال من الضمير في (عليهم) أو لا محلّ لها استئنافيّة (3) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزون جزاء (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة (5) أو مفعول به للمصدر قيل ... أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والجملة مقول القول

البلاغة

(9) المشأمة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثي شأم، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين (13) ثلّة: اسم جمع بمعنى الجماعة أو الكثير، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع ثلل بكسر الثاء (15) موضونة: مؤنّث موضون، اسم مفعول من الثلاثيّ وضن بمعنى ثنى بعضه على بعض وضاعف نسجه، والدرع الموضونة المتقاربة النسج، أو المنسوجة حلقتين حلقتين (17) ولدان: كصبيان، جمع وليد بمعنى مولود، وهم مخلوقون في الجنّة ابتداء على أصحّ الأقوال ... (مخلّدون) ، جمع مخلّد، اسم مفعول من الرباعيّ خلّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (18) أباريق: جمع إبريق، مشتقّ من البريق لصفاء لونه، وزنه إفعيل، إناء له عروة وخرطوم البلاغة التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ. حيث شبههم سبحانه وتعالى باللؤلؤ، أي في الصفاء، وقيد بالمكنون- أي المستور- لأنه أصفي وأبعد من التغير. وفي الحديث صفاؤهن كصفاء الدر الذي لا تمسه الأيدي. [سورة الواقعة (56) : الآيات 27 الى 40] وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (35) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (36) عُرُباً أَتْراباً (37) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما أصحاب اليمين) مثل ما أصحاب الميمنة «1» ، (في سدر) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «2» ، (لا) نافية (مقطوعة) نعت لفاكهة مجرور (لا) الثانية زائدة لازمة (ممنوعة) معطوف على مقطوعة بالواو مجرور.. جملة: «أصحاب اليمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أصحاب) وجملة: « (هم) في سدر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» 35- 40- (إنشاء) مفعول مطلق منصوب (أبكارا) مفعول به ثان منصوب (عربا، أترابا) نعتان ل (أبكارا) منصوبان مثله (لأصحاب) متعلّق ب (أنشأهنّ) «4» ، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (من الأولين) متعلّق بنعت ل (ثلّة) ، (من الآخرين) متعلّق بنعت لثلة الثاني. وجملة: «انّا أنشأناهنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة «5» وجملة: «أنشأناهنّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ

_ (1) في الآية (8) من هذه السورة (2) أو متعلّق بخبر ثان لأصحاب الأول (3) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أصحاب (4) أو متعلّق ب (جعلناهنّ) ... أو متعلّق ب (أترابا) بمعنى مساويات لهم في العمر (5) ضمير الغائب يعود على نساء الجنّة المكنى عنهنّ بالفرش ... ويجوز أن تكون الجملة في محلّ جرّ نعت لفرش

الصرف:

وجملة: «جعلناهنّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأناهنّ وجملة: « (هم) ثلة ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (28) مخضود: اسم مفعول من الثلاثيّ خضد الشجر بمعنى قطع شوكة، وزنه مفعول (29) طلح: اسم لشجر الموز وزنه فعل بفتح فسكون (30) ممدود: اسم مفعول من الثلاثي مدّ، وزنه مفعول (31) مسكوب: اسم مفعول من الثلاثيّ سكب وزنه مفعول (33) ممنوعة: مؤنّث ممنوع، اسم مفعول من الثلاثي منع، وزنه مفعول (35) إنشاء: مصدر قياسيّ للرباعيّ أنشأ، وزنه إفعال (37) عربا: جمع عروب بفتح العين، اسم للمرأة المتحبّبة الى زوجها، ووزن عرب فعل بضمّتين [سورة الواقعة (56) : الآيات 41 الى 48] وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما أصحاب ... ) مثل الأولى «1» ، (في سموم) مثل في سدر «2» ، (من يحموم) متعلّق بنعت ل (ظلّ) ، (لا) نافية (بارد)

_ (1) في الآية (8) من السورة (2) في الآية (28) من السورة

نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية زائدة لازمة (كريم) معطوف على بارد بالواو مجرور. جملة: «أصحاب الشمال ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أصحاب) الأول وجملة: « (هم) في سموم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» 45- 48- (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر (مترفين) ، (على الحنث) متعلّق ب (يصرّون) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاري في المواضع الثلاثة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمحذوف هو الجواب يفسّره خبر إن أي: أإذا متنا ... نبعث «2» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (آباؤنا) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره مبعوثون «3» . وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة للعذاب المتقدّم وجملة: «كانوا ... مترفين» في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «كانوا يصرّون» في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا ... مترفين وجملة: «كانوا يقولون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا.. مترفين وجملة: «يصرّون ... » في محلّ نصب خبر كانوا وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر كانوا الثالث وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول

_ (1) أو في محلّ رفع خبر ثان لأصحاب (2) لا يجوز تعليقه ب (مبعوثون) - وبالتالي الجملة الاسميّة ليست جوابا ل (إذا) - لأن ما بعد (إنّ) لا يعمل بما قبلها [.....] (3) صاحب الكشّاف عطف (آباؤنا) على محلّ (إنّ واسمها) ومحلّه الرفع، فلا حاجة لتقدير الخبر

الصرف:

وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كنّا ترابا ... » في محل جرّ معطوفة على جملة متنا وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» وجملة: «آباؤنا ... (مبعوثون) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لمبعوثون الصرف: (43) يحموم: اسم للدخان الشديد وزنه يفعول، وقال العكبري هو من الحمم أو من الحميم (46) الحنث: اسم للذنب، والتحنّث التعبد لمجانبة الإثم، وزنه فعل بكسر فسكون، والحنث العظيم هو الشرك البلاغة فن الاحتراس: في قوله تعالى لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ. عند ما قال سبحانه وتعالى وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ أوهم أن الظل ربما جلب لهم شيئا من الراحة، بعد التعب، فنفي سبحانه صفتي الظل عنه، يريد: أنه ظل، ولكن لا كسائر الظلال، سماه ظلا ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه لمن يأوي إليه من أذى الحرّ، وذلك ليمحق ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه والمعنى أنه ظل حارّ ضارّ. وفيه تهكم بأصحاب الشأن، وأنهم لا يستأهلون الظل البارد الكريم الذي هو لأضدادهم في الجنة. الفوائد: متى يجب تكرار (لا) . ورد في هذه الآية قوله تعالى وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ فقد تكررت (لا) وسنوضح فيما يلي متى يجب تكرارها: إن كان ما بعدها جملة اسمية، صدرها معرفة أو نكرة، ولم تعمل فيها (أي عمل إن أو كان) ، أو كان ما بعدها جملة صدرها فعل ماض، لفظا وتقديرا، وجب تكرارها

_ (1) أو تفسيريّة لجواب الشرط المقدّر

[سورة الواقعة (56) : الآيات 49 إلى 56]

مثال المعرفة لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. ومثال الفعل الماضي قوله تعالى فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وفي الحديث «فإنّ المنبّت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» . - وإن كان المراد من الكلام الدعاء ترك التكرار، كما في قولنا: لا شلّت يداك، ولا فضّ اللَّه فاك. - وكذلك يجب تكرارها، إذا دخلت على مفرد خبر أو صفة أو حال، نحو: (زيد لا شاعر ولا كاتب) و (جاء زيد لا ضاحكا ولا باكيا) وكقوله تعالى: إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ. أما إن كان ما دخلت عليه فعلا مضارعا، فلا يجب تكرارها، كقوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً [سورة الواقعة (56) : الآيات 49 الى 56] قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى ميقات) متعلّق ب (مجموعون) بتضمينه معنى مساقون

الصرف:

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّ الأولين ... لمجموعون» في محلّ نصب مقول القول 51- 56- (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الضالّون) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا- (لآكلون) مثل لمجموعون (من شجر) متعلّق ب (آكلون) ، (من زقّوم) متعلّق بنعت لشجر (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (منها) متعلّق ب (مالئون) ، (البطون) مفعول به لاسم الفاعل مالئون (عليه) متعلّق ب (شاربون) وكذلك (من الحميم) ، (شرب) مفعول مطلق عامله اسم الفاعل شاربون، منصوب ... (يوم) ظرف منصوب متعلّق بحال من نزلهم) وجملة: «إنّكم ... لآكلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «النداء أيّها الضّالون» لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «هذا نزلهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ الصرف: (51) المكذّبون: جمع المكذّب، اسم فاعل من الرباعيّ كذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين مشدّدة (55) شرب: مصدر سماعيّ للثلاثيّ شرب، وزنه فعل بضمّ فسكون (الهيم) ، جمع أهيم- وهو الجمل المصاب بالعطش- وجمع هيماء ... والأصل في جمعه أن يكون على فعل بضمّ فسكون، ولكنّ الهاء كسرت لمناسبة الياء البلاغة التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ، فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ. فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» .

الفوائد:

شبههم في شرابهم بالإبل العطاش، التي لا يرويها الماء، لداء يصيبها يشبه الاستسقاء، فلا تزال تعب في الشراب حتى تهلك، أو تسقم سقما شديدا. ووجه الشبه أن كلا منهما يشرب ولا يرتوي، مما يحثه على طلب المزيد من الشراب. فن التهكم: في قوله تعالى هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ حيث سمّى أنواع العذاب وضربوا الأهوال نزلا، تهكما بهم، لأن النزل في الحقيقة: الرزق الذي يعدّ للنازل تكريما له، وهذا التهكم كما في قوله تعالى فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وكقول أبي الشعراء الضبي: وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا ... جعلنا القنا والمرهفات له نزولا الفوائد: - الفاء المفردة.. ترد على ثلاثة أوجه.. 1- أن تكون عاطفة وتفيد ثلاثة أمور: 1- الترتيب، وهو نوعان: معنوي كما في (قام زيد فعمرو) وذكري، وهو عطف مفصّل على مجمل، كقوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وفَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً. 2- التعقيب: وهو في كل شيء بحسبه، ألا ترى أنه يقال: (تزوّج فلان فولد له) إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل. وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً. 3- السببيّة: وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة. فالجملة مثل قوله تعالى فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ والصفة: كقوله تعالى: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ. 2- الوجه الثاني للفاء: أن تكون رابطة للجواب، كقوله تعالى وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. ويجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جملة اسمية، أو فعلية، فعلها طلبي

[سورة الواقعة (56) : الآيات 57 إلى 62]

أو جامد، أو مقترن بما أو لن أوقد أو السين أو سوف، كقوله تعالى إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ. 3- الوجه الثالث للفاء: أن تكون زائدة، دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، وضرب مثالا «أخوك فوجد» . وقيّد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمرا أو نهيا كقوله تعالى هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وقولنا (زيد فلا تضربه) . [سورة الواقعة (56) : الآيات 57 الى 62] نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ (62) الإعراب: (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (لولا) حرف تحضيض (الفاء) الثانية استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (الهمزة) الثانية للاستفهام الإنكاري (أم) منقطعة بمعنى بل «1» ... جملة: «نحن خلقناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلقناكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن)

_ (1) يجوز أن تكون عاطفة جملة على جملة بإعراب (أنتم) فاعلا لفعل محذوف يفسّره المذكور لترجيح مجيء الفعلية بعد همزة الاستفهام ... وهذا الإعراب مرجوح

وجملة: «تصدّقون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مسبّب عما قبله أي: تنبّهوا فصدّقوا وجملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لما سبق وجملة: «تمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «أأنتم تخلقونه ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية وجملة: «تخلقونه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: «نحن الخالقون ... » لا محلّ لها استئنافيّة 60- 61- (بينكم) متعلّق ب (قدّرنا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (أن) حرف مصدري ونصب (الواو) عاطفة (ننشئكم) مضارع منصوب معطوف على (نبدّل) ، (ما) موصول في محلّ جرّ. والمصدر المؤوّل (أن نبدّل) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (مسبوقين) «1» وجملة: «نحن قدّرنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «قدّرنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) وجملة: «ما نحن بمسبوقين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «نبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «ننشئكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبدّل وجملة: «لا تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 62- (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق

_ (1) يجوز تعليقة ب (قدّرنا) ، أي قدّرنا بينكم الموت على أن نبدّل. وجملة ما نحن بمسبوقين اعتراضيّة

الصرف:

(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لولا تذكّرون) مثل لولا تصدّقون وجملة: «علمتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تذكّرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مسبّب عما سبق أي تنبهوا فتذكّروا الصرف: (58) تمنون: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الفعل- الياء- لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة (60) مسبوقين: جمع مسبوق، اسم مفعول من الثلاثّي سبق، وزنه مفعول (أمثال) (61) : يحتمل أن يكون جمع مثل بكسر فسكون، اسم للنظير، ويحتمل أن يكون جمع مثل- بفتحتين- اسم بمعنى الصفة [سورة الواقعة (56) : الآيات 63 الى 67] أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أرأيتم ... الزارعون) مثل أرأيتم ... الخالقون «1» ، (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (حطاما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (ظلتم) ماض حذف منه احدى اللامين تخفيفا (اللام) المزحلقة للتوكيد (بل) للإضراب الانتقاليّ ... وجملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة

_ (1) في الآيتين (58، 59) من هذه السورة

الصرف:

وجملة: «تحرثون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «أنتم تزرعونه ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية وجملة: «تزرعونه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: «نحن الزارعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «ظلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناه وجملة: «تفكّهون ... » في محلّ نصب خبر ظلتم «1» وجملة: «إنّا لمغرمون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل تفكّهون وجملة: «نحن محرومون ... » لا محلّ له استئناف في حيّز القول الصرف: (46) الزارعون: جمع الزارع، اسم فاعل من الثلاثيّ زرع، وزنه فاعل (65) ظلتم: فيه حذف إحدى اللامين تخفيفا أصله ظللتم ... وزنه فلتم بفتح الفاء وسكون اللام (تفكّهون) : فيه حذف إحدى التاءين قياسيا (66) مغرمون: جمع مغرم اسم مفعول من الرباعيّ أغرم، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين [سورة الواقعة (56) : الآيات 68 الى 70] أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70)

_ (1) جعل بعضهم فعل (ظلتم) تاما بمعنى أقمتم نهارا- من الظلّ- فجملة تفكّهون هي حال من الفاعل

الإعراب:

الإعراب: (أفرأيتم الماء. نحن المنزلون) ، مثل أفرأيتم ما تمنون ... الخالقون «1» ، (من المزن) متعلّق ب (أنزلتموه) ، و (الواو) في (أنزلتموه) زائدة إشباع حركة الميم (لو ... أجاجا) مثل لو نشاء ... حطاما «2» (فلولا تشكرون) مثل لولا تصدّقون «3» الصرف: (المزن) ، جمع مزنة، اسم بمعنى السحابة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وكذلك المزن فعل [سورة الواقعة (56) : الآيات 71 الى 74] أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (72) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) الإعراب: (أفرأيتم ... المنشئون) مثل أفرأيتم ... الخالقون «4» (تذكرة) مفعول به ثان منصوب (للمقوين) متعلّق ب (متاعا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باسم) متعلّق بحال من فاعل سبّح ... وجملة: «نحن جعلناها ... » لا محلّ لها استئناف بياني

_ (1) في الآيتين (58، 59) من السورة مفردات وجملا (2) في الآية (65) من السورة (3) في الآية (57) ... (4) في الآيتين (58، 59) من السورة مفردات وجملا.

الصرف:

وجملة: «جعلناها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) وجملة: «سبّح ... » جواب شرط مقدّر أي: إن كانت قدرة الله في الخلق والإنشاء والتنظيم كما ذكر فسبّح باسم الصرف: (71) تورون: فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين ... أصله توريون- بياء بعد الراء- ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الراء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تورون- إعلال بالحذف- وزنه تفعون. (72) المنشئون: جمع المنشئ، اسم فاعل من الرباعيّ أنشأ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين (73) المقوين: جمع المقوي بمعنى المسافر الذي ينزل بالقوى أو القواء بكسر القاف في كليهما، وهي الأرض الخالية البعيدة عن العمران، اسم فاعل من الرباعيّ أقوى ... فيه إعلال بالحذف أصله المقويين- بياءين- التقى ساكنان حذفت الياء لام الكلمة فأصبح المقوين، وزنه المفعين ... [سورة الواقعة (56) : الآيات 75 الى 80] فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (80) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة «1» ، (بمواقع) متعلّق ب (أقسم) ، (الواو) اعتراضيّة (اللام) للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم (عظيم) نعت

_ (1) هذا أوضح الأعاريب ... وقيل هي نافية والمنفيّ محذوف أي فلا صحة لقول الكافر، أقسم ... وقيل هي لام الابتداء

الصرف:

لقسم مرفوع (لقرآن) مثل لقسم (في كتاب) متعلّق بنعت ثان ل (قرآن) ، (لا) نافية (إلّا) للحصر (تنزيل) نعت لقرآن مرفوع مثله «1» ، (من ربّ) متعلّق بتنزيل ... جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّه لقسم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين القسم وجوابه وجملة: «لو تعلمون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين النعت والمنعوت ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وجملة: «انّه لقرآن ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «لا يمسّه إلّا المطهّرون» في محلّ رفع نعت لقرآن الصرف: (75) مواقع: جمع موقع، اسم مكان من الثلاثيّ وقع، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنه معتلّ مثال، ووزن مواقع مفاعل ... (76) قسم: اسم مصدر من الرباعيّ أقسم، وزنه فعل بفتحتين (79) المطهّرون: جمع المطهّر ... اسم مفعول من الرباعي طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة الفوائد: - (لا) الزائدة ... وهي تدخل في الكلام لمجرد تقويته وتوكيده، كقوله تعالى ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ويوضحه الآية الأخرى ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ ومن زيادتها قوله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أي ليعلموا ... وقد اختلف علماء النحو في (لا) الواردة في التنزيل في مثل قوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فقيل: هي نافية، واختلف هؤلاء في منفيها على

_ (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئناف بيانيّ

وجهين: أحدهما، هو شيء مقدم، وهو جحودهم وإنكارهم. فقيل لهم: ليس الأمر كذلك، ثم استؤنف القسم. أما الوجه الثاني: أن منفيّها أقسم، وذلك على أن يكون إخبارا لا إنشاء، واختاره الزمخشري، قال: والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له، بدليل فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ فكأنه قيل: إن إعظامه بالإقسام به كلا إعظام، أي إنه يستحق إعظاما فوق ذلك. - وقيل: هي زائدة، واختلف هؤلاء في فائدتها على قولين: 1- أنها زيدت تمهيدا لنفي الجواب، والتقدير: لا أقسم بيوم القيامة لا يتركون سدى، ومثله قوله تعالى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ. 2- أنها زيدت لمجرد التوكيد وتقوية الكلام، كما في قوله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ. الموضع الثاني: قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً قيل: إنّ (لا) نافية. وقيل: ناهية وقيل: زائدة. والجميع محتمل. حكم مس القرآن.. كان ابن عباس ينهى أن يمكّن غير المسلم من مس القرآن وقراءته. قال الفراء لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، وقال قوم: معنى الآية: لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات. وظاهر الآية نفي، ومعناها نهي. قالوا: لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا للمحدث (غير المتوضئ) حمل المصحف ولا مسه. وهذا قول عطاء وطاووس وسالم والقاسم وأكثر أهل العلم. وبه قال مالك والشافعي وأكثر الفقهاء، ويدل عليه ما روى مالك في الموطأ، عن عبد الله بن أبي بكر، أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لعمرو بن حزم: (أن لا تمس القرآن إلا طاهرا) أخرجه مالك مرسلا. وقد جاء هذا الحديث موصولا، عن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن جده، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كتب إلى أهل اليمن بهذا. والصحيح الإرسال، وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وقال الحكم وحماد وأبو

[سورة الواقعة (56) : الآيات 81 إلى 82]

حنيفة: يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه بغلافه، وقد أجاز الفقهاء للمحدث والجنب والحائض حمل تفسير للمصحف إذا كان كلام التفسير أكثر من كلام المصحف. وعلى هذا يجوز لهؤلاء حمل تفسير (الجلالين) أو (تفسير وبيان مفردات القرآن) لأن كلام التفسير أكثر من كلام المصحف. كما أنه لا يجوز للجنب والحائض قراءة القرآن ولو غيبا دون مسه، ويجوز لهما إجراؤه على ذهنهما وفكرهما، دون النطق وتحريك اللسان والأصح عند الحنفية أنه لا بأس للحائض والنفساء بتعلم القرآن، إذا كان كلمة كلمة. أما عند المالكية، فقد أجازوا للحائض والنفساء قراءة القرآن ومسّ المصحف للقراءة، لحاجة التعليم، أو لخوف النسيان أما غير المتوضئ، فيجوز له قراءة القرآن، ما لم يمسّه. [سورة الواقعة (56) : الآيات 81 الى 82] أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) استئنافيّة (بهذا) متعلّق بالخبر (مدهنون) ، (رزقكم) مفعول به أول منصوب بحذف مضاف أي شكر رزقكم ... والمصدر المؤوّل (أنكم تكذّبون) في محلّ نصب مفعول به ثان ... جملة: «أنتم مدهنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تجعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على الخبر (مدهنون) وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ رفع خبر أنّ الصرف: (مدهنون) ، جمع مدهن، اسم فاعل من الرباعيّ أدهن بمعنى داهن وداري ولاين، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. [سورة الواقعة (56) : الآيات 83 الى 87] فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض، وفاعل (بلغت) محذوف دلّ عليه سياق الآية الكريمة أي الروح أو النفس (إذا) ظرف مجرّد من الشرط على الأرجح متعلّق بفعل مقدّر أي ترجعونها (الواو) حاليّة (حينئذ) ظرف مضاف إلى ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (تنظرون) ، (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- (إليه) متعلّق ب (أقرب) وكذلك (منكم) ، (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل لها (لا) نافية (الفاء) استئنافيّة (لولا) مثل الأول (كنتم) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط في الموضعين «1» ... جملة: «بلغت الحلقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «2» وجملة: «أنتم ... تنظرون» في محلّ نصب حال وجملة: «تنظرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: «نحن أقرب ... » في محلّ نصب حال «3» وجملة: «لا تبصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة تنظرون وجملة: «كنتم غير مدينين» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ترجعونها ... » لا محلّ لها تفسيريّة لجواب الشرط المقدّر الأول أي: إن كنتم غير مدينين فأرجعوا الروح المحتضرة «4»

_ (1) ملخص معنى الآية الكريمة: إن صدقتم في نفي البعث فردّوا روح المحتضر إلى جسده لينتفي عنه الموت فينتفي البعث ... (2) يجوز أن يكون (إذا) متضمنا معنى الشرط فيكون الجواب محذوفا دلّ عليه جواب (إن) الآتي [.....] (3) أو اعتراضيّة (4) يجوز أن تكون جملة الشرط وجوابها اعتراضيّة، وجملة ترجعونها جواب الشرط (إذا) إن ضمّن معنى الشرط

الصرف:

وجملة: «كنتم صادقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم صادقين في ما تزعمون من عدم البعث فردّوا روح المحتضر إلى جسده لينتفي عنه الموت. الصرف: (83) الحلقوم: اسم للعضو المعروف، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام بينهما ساكن (86) مدينين: جمع مدين، اسم مفعول من (دان، يدين) فهو على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف، حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين بعد نقل ضمّة الياء إلى الدال، ثمّ كسرت الدال للمناسبة ... البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ. حيث شبه الروح بشيء مجسم يبلغ الحلقوم في حركة محسوسة. [سورة الواقعة (56) : الآيات 88 الى 91] فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط ل (إن) واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الميّت (من المقرّبين) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط «1» ،

_ (1) وهو الشرط الأول (أمّا) ... ذلك لأنه إذا اجتمع شرطان ولم يذكر إلّا جواب واحد فالجواب للأول ... وسبب آخر لجعله جواب (أمّا) هو أن شرطها محذوف فإذا حذف الجواب حصل إجحاف بها. والأمير في حاشيته على المغني يقول: «يمكن أن يكون الجواب للثاني أي (إن) ،

الصرف:

(روح) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم عليه أي له روح «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أمّا إن ... اليمين) مثل نظيرها (الفاء) رابطة لجواب الشرط «2» ، (سلام) مبتدأ مرفوع خبره (لك) ، (من أصحاب) متعلّق بالاستقرار المقدّر. جملة: «كان من المقرّبين....» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «له روح ... » لا محلّ لها جواب الشرط (أمّا) «3» ... وجواب إن محذوف دلّ المذكور عليه وجملة: «كان من أصحاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من المقرّبين. وجملة: «سلام لك ... » لا محلّ لها جواب الشرط أمّا «4» ... وجواب إن محذوف دلّ عليه المذكور الصرف: (89) روح: مصدر بمعنى الاستراحة، وزنه فعل بفتح فسكون، وفي القاموس: الروح بالفتح الراحة والرحمة ونسيم الريح (الريحان) ، اسم بمعنى الرحمة والرزق- كما في المختار- وزنه فعلان بقلب الواو ياء على غير قياس ... أو فيعلان أي ريوحان لأنّ تصغيرها رويحين، فلمّا اجتمعت الياء والواو، والأول ساكن قلبت الواو ياء، ثمّ أدغمت في الياء الثانية فأصبح ريّحان- بتشديد الياء- ثمّ خفّفت الياء لتسهيل اللفظ فأصبح ريحان- وقال بعضهم إن الكلمة لا تشتمل إلا على ياء واحدة وليس هناك قلب أو إدغام بدليل جمعها على رياحين وتصغيرها رييحين

_ هو الثاني وجوابه جواب أمّا والأصل: أمّا فإن كان من المقرّبين فروح ... فلما زحلقت الفاء اجتمع فاءان، فحذفت إحداهما تخلّصا من الاستثقال» أهـ (1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف أي فجزاؤه روح (2، 3، 4) كما في الحاشية الواردة في الصفحة السابقة رقم (1) .

[سورة الواقعة (56) : الآيات 92 إلى 94]

[سورة الواقعة (56) : الآيات 92 الى 94] وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أمّا إن كان ... من حميم) مرّ اعراب نظيرها «1» ، (من حميم) متعلّق بنعت ل (نزل) ، (الواو) عاطفة ... الصرف: (تصلية) ، مصدر قياسيّ من الرباعيّ صلّى بمعنى احترق: و (التاء) فيه عوض من ياء تفعيل المحذوفة للثقل، وزنه تفعلة [سورة الواقعة (56) : الآيات 95 الى 96] إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سبّح ... العظيم) مرّ إعرابها «2» ، (العظيم) نعت لاسم، أو لربّك، مجرور جملة: «إنّ هذا لهو ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو حقّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «سبّح ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان أمر الله في الثواب والعقاب كما ذكر فسبّح باسم ...

_ (1) في الآيتين (88، 89) من هذه السورة (2) في الآية (74) من هذه السورة ... وفعل سبّح يتعدّى بنفسه تارة كقوله تعالى: سبّح اسم ربّك الأعلى (الأعلى- 1) ، وبحرف الجرّ تارة كهذه الآية، فليس من مسوّغ لادّعاء زيادة الباء ... وقد تكون الباء للملابسة.

سورة الحديد

سورة الحديد آياتها 29 آية [سورة الحديد (57) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (6)

الإعراب:

الإعراب: (لله) متعلّق ب (سبّح) «1» ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) حالية (الحكيم) خبر ثان للمبتدأ (هو) . جملة: «سبّح لله ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال «2» 2- 3- (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (على كلّ) متعلّق ب (قدير) (بكلّ) متعلّق ب (عليم) وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحيى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي وجملة: «هو الأول ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو ... عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الأوّل 4- (في ستة) متعلّق ب (خلق) ، (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) متعلّق ب (يلج) ، (ما) الثاني معطوف على الأول في محلّ نصب (منها) متعلّق ب (يخرج) ، (ما) الثالث معطوف على الأول وكذلك (ما) الرابع ... في محلّ نصب (من السماء) متعلّق ب (ينزل) ، (فيها) متعلّق ب (يعرج) بتضمينه معنى يدخل (معكم) ظرف

_ (1) اللام قد تكون للتعليل كما هو أعلاه، وقد تكون زائدة للتوكيد كما يقال شكرت له ونصحت لك، فلفظ الجلالة مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها (3) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في (له) والعامل فيها الاستقرار

منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هو) ، (أين ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمضمون الجواب «1» ، (كنتم) فعل ماض تامّ، في محلّ جزم فعل الشرط (ما) حرف مصدري «2» ... والمصدر المؤول (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» وجملة: «يلج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «ينزل ... » لا محل لها صلة الموصول (ما) الثالث وجملة: «يعرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع وجملة: «هو معكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وجملة: «الله ... بصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو معكم وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) 5- 6- (له ملك) مثل الأولى (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (ترجع) ،

_ (1) أو متعلّق بفعل كنتم التام ... وحقّ (أين ما) أن ترسم متّصلة ولكنّها رسمت في المصحف منفصلة (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة (3) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من فاعل خلق، واستوى [.....]

الصرف:

(في النهار) متعلّق ب (يولج) الأول، (في الليل) متعلّق ب (يولج) الثاني (الواو) عاطفة (بذات) متعلّق ب (عليم) ... وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ترجع الأمور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك ... وجملة: «يولج الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يولج النهار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يولج (الأولي) وجملة: «هو عليم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الصرف: (4) يلج: فيه إعلال بالحذف، هو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، ماضيه ولج، وزنه يعل (6) الصدور: جمع الصدر ... اسم للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون، والصدور فعول بالضم البلاغة الكناية: في قوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ. كناية عن إحاطة الله سبحانه وتعالى بأقوالهم وأعمالهم وجميع أحوالهم، لأن الحاضر مع القوم لا يخفى عليه شيء من ذلك، فعبّر بأنه معهم، وأراد ما يلزم ذلك من وقوفه على أحوالهم كافة، فأطلق اللازم وأراد الملزوم. [سورة الحديد (57) : آية 7] آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) الإعراب: (بالله) متعلّق ب (آمنوا) ، (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، (فيه) متعلّق ب (مستخلفين) ، (الفاء) تعليليّة (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر)

الصرف:

جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «جعلكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «لهم أجر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الصرف: (مستخلفين) ، جمع مستخلف، اسم مفعول من السداسيّ استخلف، وزنه مستفعل بضمّ الميم وفتح العين [سورة الحديد (57) : آية 8] وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (تؤمنون) ، (الواو) حاليّة (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بربّكم) متعلّق ب (تؤمنوا) ، (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعوكم) جملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا تؤمنون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) وجملة: «الرسول يدعوكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم)

[سورة الحديد (57) : الآيات 9 إلى 10]

وجملة: «يدعوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الرسول) وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «أخذ ... » في محلّ نصب حال من ربّكم وجملة: «كنتم مؤمنين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره: فبادروا إلى الإيمان به [سورة الحديد (57) : الآيات 9 الى 10] هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (9) وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الإعراب: (على عبده) متعلّق ب (ينزّل) ، (اللام) للتعليل (من الظلمات) متعلّق ب (يخرجكم) وكذلك (إلى النور) والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ينزّل) (الواو) عاطفة (بكم) متعلّق بالخبر (رؤف) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر

وجملة: «إنّ اللَّه ... لرؤوف» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 10- (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (ما لكم) مرّ إعرابها «1» ، (أن) حرف مصدري (لا) نافية (في سبيل) متعلّق ب (تنفقوا) المنفي.. والمصدر المؤوّل (ألّا تنفقوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بحال من الضمير في (لكم) أي: ما لكم متمادين في عدم الإنفاق (الواو) حاليّة (للَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ميراث) ، (لا) نافية (منكم) متعلّق بحال من الموصول (من) فاعل يستوي (من قبل) متعلّق ب (أنفق) ، (درجة) تمييز منصوب (من الذين) متعلّق ب (أعظم) ، (بعد) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (أنفقوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (كلّا) مفعول به مقدّم (الحسنى) مفعول به ثان منصوب (ما) حرف مصدري «2» ... والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» وجملة: «تنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «للَّه ميراث ... » في محلّ نصب حال وجملة: «لا يستوي منكم من ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «أنفق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «قاتل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفق وجملة: «أولئك أعظم درجة ... » لا محلّ لها استئناف بياني

_ (1) في الآية (8) من هذه السورة (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف (3) أو معطوفة على جملة ما لكم لا تؤمنون- في الآية (8) - وما بينهما اعتراض

البلاغة

وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «قاتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا وجملة: «وعد اللَّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك أعظم ... وجملة: «اللَّه ... خبير» لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد اللَّه وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) البلاغة 1- الحذف: في قوله تعالى وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. حيث حذف مفعول «تنفقوا» لتشديد التوبيخ، أي: وأي شيء لكم في أن لا تنفقوا فيما هو قربة إلى اللَّه تعالى. 2- الحذف: في قوله تعالى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ» . قسيم من أنفق محذوف، لظهوره ودلالة ما بعده عليه، والتقدير: لا يستوي منكم من أنفق من قبل فتح مكة وقوة الإسلام ومن أنفق من بعد الفتح. [سورة الحديد (57) : الآيات 11 الى 14] مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (13) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)

الإعراب:

الإعراب: (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع خبر «1» ، (الذي) موصول في محل رفع بدل من ذا (قرضا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) فاء السببيّة (يضاعفه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل هو أي اللَّه (له) متعلّق ب (يضاعفه) ، (له) الثاني خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (أجر) ... والمصدر المؤوّل (أن يضاعفه ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الاستفهام المتقدّم أى: أثمّة إقراض منكم للَّه فمضاعفه منه لكم في الأداء ... جملة: «من ذا الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «يضاعفه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «له أجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضاعفه 12- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق بالاستقرار الذي تعلّق به (له) «2» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يسعى) «3» (بأيمانهم) متعلّق بما تعلّق به الظرف

_ (1) يجوز أن يكون (من ذا) مبتدأ خبره (الذي) ، فيكتب موصولا (منذا) (2) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره يؤجرون ... ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر ... (3) أو متعلّق بحال من (نورهم)

بين فهو معطوف عليه (بشراكم) مبتدأ مرفوع (اليوم) ظرف منصوب متعلّق بفعل مقدّر أي يقال لهم بشراكم (جنّات) خبر المبتدأ بحذف مضاف أي دخول جنّات (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «1» وفيه حذف مضاف أي من تحت أشجارها.. (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستتر في المضاف المقدّر أي دخولكم جنّات خالدين فيها «2» ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، (هو) ضمير فصل «3» .. وجملة: «ترى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يسعى نورهم ... » في محلّ نصب حال من المؤمنين وجملة: «بشراكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع نعت لجنّات وجملة: «ذلك ... الفوز ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «4» 13- (يوم) ظرف بدل من يوم الأول (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (نقتبس) مضارع مجزوم جواب الأمر (من نوركم) متعلّق ب (نقتبس) ، (وراءكم) ، ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ارجعوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (ضرب) ، (بسور) نائب الفاعل (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (باب) ، وكذلك (فيه) خبر المبتدأ (الرحمة) و (من قبله) خبر المبتدأ (العذاب) . وجملة: «يقول المنافقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه

_ (1) أو متعلّق بحال من الأنهار (2) لا يجوز أن يعمل المصدر بشراكم في الحال لوجود أجنبي- وهو الخبر- بينه وبين معموله (3) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره الفوز، والجملة خبر الإشارة (4) والإشارة في الجملة إلى النور والبشرى بالجنّات ... أو إلى الجنّة.

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «انظرونا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «نقتبس» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء وجملة: «قيل» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ارجعوا» في محلّ رفع نائب الفاعل «1» وجملة: «التمسوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ارجعوا وجملة: «ضرب ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فرجعوا فضرب ... وجملة: «له باب ... » في محلّ جرّ نعت لسور وجملة: «باطنه فيه الرحمة ... » في محلّ رفع نعت لباب وجملة: «فيه الرحمة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (باطنه) وجملة: «ظاهره من قبله العذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة باطنه فيه الرحمة وجملة: «من قبله العذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ظاهره) 14- (الهمزة) للاستفهام التعجبي (معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر نكن (بلى) حرف جواب لإثبات الإيجاب (الواو) عاطفة (حتّى) حرف غاية وجرّ (باللَّه) متعلّق ب (غرّكم) بحذف مضافين أي: بسعة رحمة اللَّه أو مضاف واحد وجملة: «ينادونهم ... » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «ألم نكن معكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2»

_ (1) لأنها في الأصل جملة مقول القول. (2) ومقول القول محذوف بعد حرف الجواب أي: بلى كنتم معنا ولكنّكم ...

الصرف:

وجملة: «لكنّكم فتنتم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر وجملة: «فتنتم ... » في محلّ رفع خبر لكنّ وجملة: «تربّصتم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فتنتم وجملة: «ارتبتم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فتنتم ... وجملة: «غرّتكم الأماني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فتنتم وجملة: «جاء أمر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) لمضمر والمصدر المؤوّل (أن جاء أمر ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (غرّتكم) وجملة: «غرّكم باللَّه الغرور» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ الصرف: (13) سور: اسم للحاجز بين موضعين، وزنه فعل بضمّ فسكون البلاغة 1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً. فقد شبه سبحانه وتعالى الإنفاق في سبيل اللَّه بإقراضه، ثم حذف المشبه، وأبقى المشبه به، والجامع بينهما إعطاء شيء بعوض. 2- الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ. فالنور استعارة عن الهدى والرضوان الذي هم فيه، حيث حذف المشبه وأبقى المشبه به. 3- الالتفات: في قوله تعالى «خالِدِينَ فِيها» .

الفوائد:

التفات من ضمير الخطاب في «بشراكم» إلى ضمير الغائب في (خالدين) ، ولو أجري على الخطاب لكان التركيب خالدا أنتم فيها. 4- التهكم: في قوله تعالى قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً. هذا من الاستهزاء والتهكم بهم كما استهزءوا بالمؤمنين في الدنيا، حين قالوا: آمنا، وليسوا بمؤمنين، وقيل: أي ارجعوا إلى الدنيا، فالتمسوا نورا، بتحصيل سببه، وهو الإيمان، أو ارجعوا خائبين، وتنحوا عنا، فالتمسوا نورا آخر، فلا سبيل لكم إلى هذا النور، وقد علموا أن لا نور وراءهم، وإنما هو إقناط لهم. 5- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ. حيث شبّه بقاء المنافقين في نفاقهم وظلامه، بمن ضرب بينهم وبين النور الهادي سور يحجب كل نور. 6- المقابلة: وفي الآية الكريمة فن ثان هو المقابلة، فقد طابق بين باطنه وظاهره وبين الرحمة والعذاب. الفوائد: - أوصاف الصدقة حتى تكون قرضا حسنا.. القرض الحسن، هو أن يكون صاحبه صادقا محتسبا، طيبة به نفسه، وسمي هذا الإنفاق قرضا لأن اللَّه عز وجل سيجزي صاحبه في الآخرة أضعافا مضاعفة، قال بعض العلماء: القرض لا يكون حسنا حتى تجتمع فيه أوصاف عشرة: هي أن يكون المال من الحلال، وأن يكون من أجود المال، وأن تتصدق به وأنت محتاج إليه، وأن تصرف صدقتك إلى الأحوج إليها، وأن تكتم الصدقة ما أمكنك وأن لا تتبعها بالمن والأذى، وأن تقصد بها وجه اللَّه عز وجل ولا ترائي بها الناس، وأن تستحقر ما تعطي وتتصدق به وإن كان كثيرا، وأن يكون من أحب أموالك إليك، وأن لا ترى عز نفسك وذل الفقير، فهذه عشرة أوصاف إذا اجتمعت في الصدقة كانت قرضا حسنا ورجي لها القبول.

[سورة الحديد (57) : آية 15]

[سورة الحديد (57) : آية 15] فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يؤخذ) المنفيّ (لا) نافية (منكم) متعلّق ب (يؤخذ) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (من الذين) متعلّق بما تعلّق به (منكم) فهو معطوف عليه ... والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار. جملة: «لا يؤخذ ... فدية» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «مأواكم النار ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «هي مولاكم ... » لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف: (مولاكم) ، جاء في حاشية الجمل ما يلي: «يجوز أن يكون مصدرا أي ولايتكم أي ذات ولايتكم، وأن يكون مكانا أي مكان ولايتكم، وأن يكون بمعنى أولى كقولك هو مولاه أي أولى به» أهـ [سورة الحديد (57) : آية 16] أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (16) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى العتاب (للذين) متعلّق ب (يأن) ، (أن) حرف مصدري ونصب (لذكر) متعلّق ب (تخشع) ،

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تخشع قلوبهم ... ) في محلّ رفع فاعل (يأن) (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على ذكر (من الحقّ) متعلّق بحال من فاعل نزل «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية «2» (يكونوا) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تخشع) ، (كالذين) متعلّق بخبر يكونوا (الكتاب) مفعول به منصوب (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أوتوا) ، (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (طال) ، (الفاء) الثانية عاطفة وكذلك الواو، (منهم) متعلّق بنعت ل (كثير) (فاسقون) خبر المبتدأ (كثير) جملة: «يأن ... أن تخشع ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «تخشع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «نزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «لا يكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تخشع وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «طال عليهم الأمد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أوتوا ... وجملة: «قست قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طال عليهم الأمد وجملة: «كثير ... فاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة قست «3» الصرف: (يأن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الحزم، ماضية أنى كرمي بمعنى أتى وقته ... وزنه يفع

_ (1) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور تمييزا للموصول. (2) يجوز أن تكون (لا) ناهية، والفعل بعدها مجزوم، والجملة معطوفة على الاستئنافيّة [.....] (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قلوبهم.

[سورة الحديد (57) : آية 17]

[سورة الحديد (57) : آية 17] اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) الإعراب: (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، (قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق ب (بيّنا) . والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه يحيي ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ المفعولين لفعل اعملوا جملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحيي ... » في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: «قد بيّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ البلاغة الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها. تمثيل لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة، بإحياء الأرض الميتة بالغيث، للترغيب في الخشوع، والتحذير عن القساوة. وقد شبه يبس الأرض بالموت. وشبه ازدهار النبات فيها بالحياة، وصرح بلفظ المشبه به دون المشبه. [سورة الحديد (57) : آية 18] إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (قرضا) مفعول مطلق منصوب (لهم) نائب الفاعل «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) .. جملة: «إنّ المصدّقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أقرضوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين اسم إنّ وخبرها «2» وجملة: «يضاعف لهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «لهم أجر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر الصرف: (المصدّقين) ، جمع المصّدّق، اسم فاعل من اصّدّق زنة افّعّل بتشديد الفاء والعين ... وفيه إبدال، أصله تصدّق، أبدلت التاء صادا للمجانسة ثمّ أدغمت في فاء الكلمة بعد تسكينها، ثمّ زيدت همزة الوصل في أوله للتخلّص من الساكن فأصبح اصّدّق، فوزن اسم الفاعل على هذا متفعّل بضمّ الميم وكسر العين (المصّدّقات) ، جمع الصّدّقة مؤنّث المصّدّق ... وقد ذكر أعلاه [سورة الحديد (57) : آية 19] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (19)

_ (1) يجوز أن يكون نائب الفاعل ضميرا يعود على التصدّق أو ثوابه المفهوم من السياق، فيتعلّق الجار بالفعل. (2) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد بعد واو الحال والعامل هو ما في (إنّ) من معنى التوكيد.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (باللَّه) متعلّق ب (آمنوا) ، (هم) ضمير فصل «1» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من الشهداء والعامل فيه الإشارة» ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجرهم) ، (الواو) عاطفة (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) . جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أولئك ... الصدّيقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «لهم أجرهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) «3» وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا ... وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) [سورة الحديد (57) : الآيات 20 الى 23] اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (20) سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23)

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الصدّيقون، والجملة خبر أولئك. (2) أو هو خبر للمبتدأ الشهداء.. أو هو متعلّق بالشهداء على أنّه مبتدأ والخبر جملة لهم أجرهم. (3) يجوز أن تكون حالا من الضمير في (الصديقون، الشهداء) .

الإعراب:

الإعراب: (أنّما) كافّة ومكفوفة (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (تفاخر) (في الأموال) متعلّق ب (تكاثر) (كمثل) متعلّق بمحذوف خبر ثان للحياة «1» ، (ثمّ) حرف عطف وكذلك الفاء، (مصفرّا) حال منصوبة من ضمير الغائب في تراه، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، واستئنافيّة في الموضع الرابع (في الآخرة) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ، (مغفرة) معطوف على عذاب مرفوع (من اللَّه) متعلّق بنعت ل (مغفرة) ، (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر ...

_ (1) أو هو خبر لمبتدأ تقديره هي، أو مثلها ...

جملة: «اعلموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة والمصدر المؤوّل (أنّما الحياة ... لعب ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا وجملة: «أعجب ... نباته» في محلّ جرّ نعت لغيث وجملة: «يهيج ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أعجب وجملة: «تراه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يهيج وجملة: «يكون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تراه وجملة: «في الآخرة عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر الحياة وجملة: «ما الحياة. إلّا متاع» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لما سبق 21- (إلى مغفرة) متعلّق ب (سابقوا) ، (من ربّكم) متعلّق بنعت ل (مغفرة) (عرض) متعلّق بخبر المبتدأ (عرضها) ، (للذين) متعلّق ب (أعدّت) ، (باللَّه) متعلّق ب (آمنوا) ، والإشارة في ذلك إلى الموعود به من المغفرة والجنّة، (من) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان ... وجملة: «سابقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «عرضها كعرض ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة وجملة: «أعدّت ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «ذلك فضل ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «يؤتيه ... » في محلّ نصب حال عامله الإشارة وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «اللَّه ذو الفضل ... » لا محلّ لها استئنافيّة 22- (ما) نافية، ومفعول (أصاب) محذوف أي أصابكم (مصيبة) مجرور لفظا

مرفوع محلّا فاعل أصاب «1» (في الأرض) متعلّق بنعت ل (مصيبة) «2» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) فهو معطوف عليه (إلّا) للحصر (في كتاب) متعلّق بحال من مصيبة «3» ، (من قبل) متعلّق بما تعلّق به (في كتاب) ، (أن) حرف مصدري ونصب (على اللَّه) متعلّق بالخبر (يسير) والمصدر المؤوّل (أن نبرأها) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «أصاب من مصيبة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نبرأها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «إنّ ذلك على اللَّه يسير» لا محلّ لها استئناف بياني 23- (اللام) للجرّ (لا) نافية في المواضع الثلاثة (على ما) متعلّق ب (تأسوا) ، (بما) متعلّق ب (تفرحوا) والمصدر المؤوّل (كيلا تأسوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أخبر اللَّه بذلك وجملة: «تأسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) وجملة: «فاتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «تفرحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأسوا وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «اللَّه لا يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا يحب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه)

_ (1) جاز تذكير الفعل- والفاعل مؤنّث- لأنّ التأنيث مجازي. (2) أو متعلّق ب (أصاب) ، أو بمصيبة. (3) لتخصّصها بالعمل أو بالوصف أو بالحصر ...

الصرف:

الصرف: (20) تفاخر: مصدر قياسيّ من الخماسيّ تفاخر، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين (تكاثر) ، مصدر قياسيّ من الخماسيّ تكاثر، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين (الكفّار) ، جمع الكافر وهو الزارع، اسم فاعل من (كفر) بمعنى ستر، وزنه فاعل والكفّار فعّال بضمّ الفاء (نباته) ، اسم جمع بمعنى الزرع أو ما ينبت من الأرض، الواحدة نبتة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن نبات فعال بفتح الفاء، ويأتي اللفظ مصدرا للثلاثيّ نبت ... انظر الآية (37) من سورة آل عمران (21) عرضها: اسم لقياس الأطوال يقابل الطول من الشيء ويعارضه، وزنه فعل بفتح فسكون (23) تأسوا: فيه إعلال بالحذف أصله تأساوا، التقى ساكنان- الألف والواو- فحذفت الألف لام الكلمة فأصبح تأسوا، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفعوا البلاغة 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ» . فقد شبه حال الدنيا، وسرعة انقضائها، مع قلة جدواها، بنبات أنبته الغيث، فاستوى واكتهل، وأعجب به الكفار الجاحدون لنعمة الله فيما رزقهم من الغيث والنبات، فبعث عليه العاهة، فهاج واصفر وصار حطاما، عقوبة لهم على جحودهم، كما فعل بأصحاب الجنة وصاحب الجنتين. 2- الطباق: في قوله تعالى وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ. حيث طابق سبحانه وتعالى بين العذاب والمغفرة في هذه الآية الكريمة.

[سورة الحديد (57) : آية 24]

[سورة الحديد (57) : آية 24] الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) الإعراب: (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره معذّبون «1» ، (بالبخل) متعلّق ب (يأمرون) (الواو) عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير فصل «2» . جملة: «الذين يبخلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يبخلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يأمرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «من يتولّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يتولّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» وجملة: «إنّ الله ... الغنيّ» في محلّ جزم جواب الشرط «4» [سورة الحديد (57) : آية 25] لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بياني ... كما يجوز أن يكون بدلا من (كلّ مختال) في الآية السابقة (23) . (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الغنيّ، والجملة خبر إنّ. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (4) يجوز أن تكون الجملة تعليلا للجواب المحذوف أي: من يتولّ فالله غنيّ عنه لأن الله هو الغني. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بالبيّنات) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل (الواو) عاطفة في المواضع الآتية (معهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من الكتاب أي محمولا معهم (اللام) للتعليل (يقوم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالقسط) متعلّق ب (يقوم) بتضمينه معنى يتعاملون ... والمصدر المؤوّل (أن يقوم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا، أرسلنا) (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (بأس) ، (للناس) متعلّق ب (منافع) ، (ليعلم) مثل ليقوم (رسله) معطوف على ضمير الغائب في (ينصره) ، (بالغيب) متعلّق بحال من الضمير في ينصره.. جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «أنزلنا» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم وجملة: «يقوم الناس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: «أنزلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا (الأولى) وجملة: «فيه بأس ... » في محلّ نصب حال من الحديد وجملة: «يعلم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني

[سورة الحديد (57) : الآيات 26 إلى 27]

والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا الحديد) ، وهو معطوف على مصدر مقدّر أي ليستعملوه وليعلم ... وجملة: «ينصره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «إنّ الله قوي ... » لا محلّ لها استئنافيّة [سورة الحديد (57) : الآيات 26 الى 27] وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (27) الإعراب: (ولقد أرسلنا) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (في ذرّيتهما) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان مقدّم (الفاء) للتفريع (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مهتد) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص و (منهم) الثاني نعت ل (كثير) جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة

_ (1) في الآية السابقة (25) .

وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: «منهم مهتد ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كثير منهم فاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم مهتد 27- (على آثارهم) متعلّق ب (قفّينا) ، وكذلك (برسلنا) ، (بعيسى) متعلّق ب (قفّينا) الثاني (في قلوب) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (رهبانية) معطوف على رأفة بالواو «1» ، (ما) نافية (عليهم) متعلّق ب (كتبناها) ، (إلّا) للحصر (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (الفاء) عاطفة في الموضعين (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر (منهم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا، و (منهم) الثاني نعت ل (كثير) . وجملة: «قفّينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا وجملة: «قفّينا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قفّينا (الأولى) وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قفّينا (الثانية) وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه وجملة: «ابتدعوها» في محلّ نصب نعت لرهبانية وجملة: «ما كتبناها ... » في محلّ نصب نعت ثان لرهبانيّة وجملة: «رعوها ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كتبناها وجملة: «آتينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما رعوها وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «كثير ... فاسقون» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل لعدم الرعاية

_ (1) أو هو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور أي: ابتدعوا رهبانيّة.

الصرف:

الصرف: (27) رهبانيّة: اسم منسوب إلى الرهبان فهو من نوع المصدر الصناعيّ، أو هو مصدر أصلا بمعنى الرياضة والانقطاع عن الناس والترهب، وزنة فعلانيّة بفتح فسكون (رعوها) فيه إعلال بالحذف أصله رعاوها، التقي ساكنان فحذفت الألف لام الكلمة فأصبح رعوها وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه فعوها ... (رعايتها) ، مصدر سماعيّ لفعل رعي الثلاثيّ بمعنى حفظ وتدبّر الشؤون، وزنه فعالة بكسر الفاء الفوائد: - الواو المفردة.. وتنقسم إلي الأقسام التالية: 1- العاطفة، ومعناها مطلق الجمع، كقوله تعالى: فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ. 2- أن تكون بمعنى باء الجر كقولهم: (أنت أعلم ومالك) أي بمالك. 3- واو الاستئناف التي يرتفع بعدها الفعل، كقوله تعالى: لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ. 4- واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية، نحو: (جاء زيد والشمس طالعة) . 5- واو المعية: وينتصب الاسم بعدها على أنه مفعول معه، مثل: (سرت والجبل) ، أو ينتصب المضارع بعدها بأن المضمرة كقول الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم 6- واو القسم، ولا تدخل إلا على اسم ظاهر، ولا تتعلق إلا بمحذوف تقديره أقسم، كقوله تعالى وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ. 7- واو (رب) كقول امرئ القيس: وليل كموج البحر أرخي سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي

[سورة الحديد (57) : الآيات 28 إلى 29]

ولا تدخل إلا على نكرة. 8- الواو الزائدة كقوله تعالى حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها. 9- واو ضمير الذكور مثل: (قاموا) وقد تستعمل لغير العقلاء، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ. 10- الواو التي تأتي لإشباع الضم (واو الإشباع) كقول الشاعر: جازيتموني بالوصال قطيعة ... شتّان بين صنيعكم وصنيعي الشاهد الواو في (جازيتموني) . [سورة الحديد (57) : الآيات 28 الى 29] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (برسوله) متعلّق ب (آمنوا) ، (يؤتكم) مضارع مجزوم جواب الأمر (من رحمته) متعلّق بنعت ل (كفلين) ، (يجعل) مضارع مجزوم معطوف على (يؤتكم) ، وكذلك (يغفر) ، (لكم) الأول مفعول به ثان، والثاني متعلّق ب (يغفر) ، (به) متعلّق ب (تمشون) والباء سببية، وضمّن الفعل معنى تهتدون (الواو) استئنافيّة جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء وجملة: «يؤتكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتكم وجملة: «تمشون ... » في محلّ نصب نعت ل (نورا) «1» وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتكم وجملة: «الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة 29- (اللام) للتعليل (أن) حرف مصدري ونصب (لا) زائدة (ألّا) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف «2» و (لا) نافية (على شيء) متعلّق ب (يقدرون) ، (من فضل) متعلّق بنعت ل (شيء) ... (بيد) متعلّق بخبر أنّ والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف أي: أعلمكم بذلك ليعلم ... والمصدر المؤوّل (ألّا يقدرون ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يعلم والمصدر المؤوّل (أنّ الفضل بيد ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل ألّا يقدرون ... وجملة: «يعلم أهل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «يقدرون ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة وجملة: «يؤتيه ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (أنّ) وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) والعامل فيها يجعل. (2) يجوز أن يكون اسمها ضميرا يعود على أهل الكتاب أي أنّهم لا يقدرون على شيء من فضل الله.

وجملة: «الله ذو الفضل ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة انتهت سورة الحديد ويليها سورة المجادلة

سورة المجادلة

الجزء الثّامن والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم سورة المجادلة آياتها 22 آية [سورة المجادلة (58) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (في زوجها) متعلّق ب (تجادلك) بحذف مضاف أي في شأن زوجها (إلى اللَّه) متعلّق ب (تشتكي) .. جملة: «قد سمع اللَّه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تجادلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «تشتكي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تجادلك.. «1» . وجملة: «اللَّه يسمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتدائيّة. وجملة: «يسمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . وجملة: «إنّ اللَّه سميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) يجوز أن تكون خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة الاسميّة حال.

الصرف:

الصرف: (تحاور) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تحاور، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين.. الفوائد - حكم الظهار.. عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وكلمته في جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ. وكان زوجها أوس بن الصامت، قد طلب وقاعها، فأبت عليه، فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي. فجاءت تجادل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في زوجها. أما حكم من ظاهر فتجب عليه الكفارة. والآية تدل على إيجاب الكفارة قبل المماسة، فإن جامع قبل أن يكفّر لم يجب عليه إلا كفارة واحدة، وهو قول أكثر أهل العلم، كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان أما كفارة الظهار فإنها مرتبة، فيجب عليه عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن أفطر يوما متعمدا، أو نسي النية، يجب عليه استئناف الشهرين فإن جامع ليلا أثناء الصوم عصى بذلك، لكن لا يجب عليه استئناف الشهرين فإن عجز عن الصوم، لمرض، أو كبر، أو فرط شهوة لا تمكنه من الصبر على الجماع، يجب عليه إطعام ستين مسكينا، كل مسكين مد من غالب قوت البلد من حنطة أو شعير أو أرز أو ذرة أو تمر. ولو دفع الستين صاعا لمسكين واحد لم يجزئ ذلك عند الشافعي لظاهر الآية، وأجاز ذلك أبو حنيفة رضي الله عنهما، وإذا كان عنده رقبة يحتاج إليها للخدمة، أو معه ثمن الرقبة لكنه محتاج إليه للنفقة عدل إلى الصوم، والله أعلم. [سورة المجادلة (58) : الآيات 2 الى 4] الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)

الإعراب:

الإعراب: (منكم) متعلّق بحال من فاعل يظاهرون (من نسائهم) متعلّق ب (يظاهرون) ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (اللائي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّهاتهم) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد (منكرا) مفعول به منصوب (من القول) متعلّق بنعت ل (منكرا) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد.. جملة: «الذين يظاهرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما هنّ أمّهاتهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «إن أمّهاتهم إلّا اللائي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ولدنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) . وجملة: «إنّهم ليقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّ الله لعفوّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ليقولون. 3- (الواو) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الفاء) زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (تحرير) مبتدأ مؤخّر مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليهم (من قبل) متعلّق ب (تحرير) (أن) حرف مصدريّ ونصب.. والمصدر المؤوّل (ما قالوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعودون) . والمصدر المؤوّل (أن يتماسّا..) في محلّ جرّ مضاف إليه. (ذلكم) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الحكم المذكور، و (الواو) في (توعظون) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (توعظون) بتضمينه معنى تزجرون (ما) حرف مصدريّ «2» .. وجملة: «الذين يظاهرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين يظاهرون الأولى. وجملة: «يظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعودون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: « (عليهم) تحرير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «يتماسّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ذلكم توعظون به» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «توعظون به» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) . وجملة: «الله ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

4- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لم) للنفي فقط «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صيام) مبتدأ مؤخّر، والخبر محذوف تقديره عليه (من قبل أن يتماسّا) مثل الأولى وتعليق الظرف ب (صيام) ، (الفاء) عاطفة (من لم يستطع) مثل من لم يجد (فإطعام) مثل فصيام (مسكينا) تمييز منصوب، والإشارة في (ذلك) إلى البيان والتعليم، وهو مبتدأ «2» خبره محذوف تقديره واقع (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة. والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالخبر المحذوف «3» . (بالله) متعلّق ب (تؤمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام المذكورة (للكافرين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .. وجملة: «من لم يجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يجد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة: « (عليه) صيام ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يتماسّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «من لم يستطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يجد. وجملة: «لم يستطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «5»

_ (1) هو عند أكثر المعربين الجازم للفعل بعده، ولكن آثرنا الإعراب أعلاه لتظلّ دلالة الكلام على الاستقبال. (2) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك. (3) أو متعلّق بالفعل المحذوف. (4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (5) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: « (عليه) إطعام ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ذلك (واقع) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تلك حدود ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. الصرف: (4) متتابعين: مثنّى متتابع، اسم فاعل من الخماسيّ تتابع، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (ستين) ، اسم للعدد، وهو من ألفاظ العقود، وزنه فعلين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد. البلاغة السلب والإيجاب: في قوله تعالى الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ. وهذا الفن هو نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من جهة ثانية. وهنا في هذه الآية الكريمة نفي لصيرورة المرأة أمّا بالظهار، وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد. [سورة المجادلة (58) : الآيات 5 الى 6] إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) في (كبتوا) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين.. والمصدر المؤوّل (ما كبت..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق.. (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (للكافرين عذاب) مرّ إعرابها «1» . جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحادّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كبتوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 6- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مهين) «2» ، (جميعا) حال من الضمير الغائب في (يبعثهم) «3» ، (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «4» ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (شهيد) . والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم) . وجملة: «يبعثهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) في الآية السابقة (4) . (2) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (للكافرين) . [.....] (3) أو توكيد للضمير منصوب. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

[سورة المجادلة (58) : آية 7]

وجملة: «أحصاه الله ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نسوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة «1» . وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. [سورة المجادلة (58) : آية 7] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما وكذلك (في الأرض) . والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم..) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي ترى. (ما) نافية (يكون) مضارع تامّ (نجوى) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يكون (إلّا) للحصر في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة الآتية (خمسة) معطوف على نجوى تبعه في الجرّ لفظا «2» ، وكذلك (أدنى وأكثر) ، (من ذلك) متعلّق ب (أدنى) ، (معهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (هو) (أينما) ظرف مكان مجرّد من الشرط متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به معهم (كانوا) فعل ماض تام وفاعله (ثمّ) حرف عطف (ما) حرف مصدريّ «3» .

_ (1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في أحصاه بتقدير قد. (2) أو معطوف على العدد ثلاثة.. ويجوز في (أدنى) أن يكون مبتدأ خبره جملة هو معهم، والعطف من عطف الجمل.. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

البلاغة

والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم) . (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينبّئهم) ، (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) . جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «ما يكون ... » لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق. وجملة: «هو رابعهم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «هو سادسهم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «هو معهم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ينبّئهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يكون. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة تخصيص الثلاثة والخمسة: في قوله تعالى ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ. الداعي إلى تخصيص الثلاثة والخمسة أنه سبحانه قصد أن يذكر ما جرى عليه العادة من أعداد أهل النجوى والمخولين للشورى والمنتدبون لذلك ليسوا بكل أحد، وإنما هم طائفة مجتباة من أولي النهى والأحلام، ورهط من أهل الرأي والتجارب، وأول عددهم الاثنان فصاعدا إلى خمسة إلى ستة إلى ما اقتضته الحال. ألا ترى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كيف ترك الأمر شورى بين ستة ولم يتجاوز بها إلى سابع، فذكر عز وعلا الثلاثة والخمسة وقال «وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ» فدلّ على الاثنين والأربعة وقال «وَلا أَكْثَرَ» فدلّ على ما يلي هذا العدد ويقاربه.

[سورة المجادلة (58) : آية 8]

[سورة المجادلة (58) : آية 8] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) الإعراب: (إلى الذين) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر، والواو في (نهوا) نائب الفاعل، (عن النجوى) متعلّق ب (نهوا) ، (لما) متعلّق ب (يعودون) ، (عنه) متعلّق ب (نهوا) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (بالإثم) متعلّق ب (يتناجون) ، (حيّوك) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (بما) متعلّق ب (حيّوك) ، (به) متعلّق ب (يحيّك) ، (في أنفسهم) حال من فاعل يقولون أي مسرّين (لولا) حرف تحضيض (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الفاء) استئنافيّة، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم. جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يعودون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «نهوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يتناجون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعودون. وجملة: «جاؤوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حيّوك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لم يحيّك به الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جر، والعائد محذوف.

الصرف:

وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «يعذّبنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما نقول..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعذّبنا) . وجملة: «حسبهم جهنّم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يصلونها ... » في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (نهوا) ، فيه إعلال بالتسكين، وإعلال بالحذف، أصله نهيوا بكسر الهاء وضم الياء، ثمّ سكّنت الياء لثقل الضمّة ونقلت الحركة إلى الهاء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح نهوا، وزنه فعوا. (معصية) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصى يعصي، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وقد رسمت التاء في المصحف مفتوحة، وقد يكون اللفظ مصدرا ميميّا.. (حيّوك) ، فيه إعلال بالحذف، وذلك لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه فعّوك، بفتح الفاء والعين المشدّدة. (يحيّك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعّك.. الفوائد: - مكر اليهود.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فقالوا: السّام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة. قالت: فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : مهلا يا عائشة، إن الله يحبّ الرفق في الأمر كله،

_ (1) أو اعتراضيّة إذا عطفت جملة (بئس المصير) على جملة (حسبهم جهنّم) .

[سورة المجادلة (58) : الآيات 9 إلى 10]

فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قد قلت: عليكم. وللبخاري أن اليهود أتوا النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقالوا: السّام عليك، فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ. ومعنى السام: الموت. قال الخطابي: عامة المحدثين يروون: إذا سلم عليك أهل الكتاب فإنما يقولون: السام عليكم، فقولوا: وعليكم. [سورة المجادلة (58) : الآيات 9 الى 10] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (بالإثم) متعلّق ب (تتناجوا) ، (بالبرّ) متعلّق ب (تناجوا) ، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) و (الواو) فيه نائب الفاعل. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «امنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تتناجوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «تناجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «تحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . 10- (إنّما) كافّة ومكفوفة (من الشيطان) متعلّق بخبر المبتدأ (النجوى) ، (اللام) للتعليل (يحزن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل «1» ، (الواو) حاليّة (ضارّهم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، واسم ليس ضمير يعود على الشيطان (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بنعت للمستثنى المحذوف أي إلّا ضررا حاصلا بإذن الله.. والمصدر المؤوّل (أن يحزن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر ثان للنجوى. (الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر» ، (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين.. وجملة: «النجوى من الشيطان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يحزن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ليس بضارّهم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن اتّكل

_ (1) أو في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر يعود على الشيطان.. وحزنه يحزنه باب نصر وأحزنه جعله حزينا.. (2) انظر إعراب التركيب في الآية (122) والآية (160) من سورة آل عمران، والآية (11) من سورة المائدة.

الصرف:

الناس على غير الله فليتوكّل المؤمنون على الله.. وجملة الشرط والجواب معطوفة على جملة جواب النداء من الشرط إذا وفعله. الصرف: (9) تتناجوا: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الألف الساكنة لام الفعل مع واو الجماعة، وزنه تتفاعوا (تناجوا) ، فيه إعلال بالحذف مثل تتناجوا وعلى قياسه. [سورة المجادلة (58) : آية 11] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (لكم) متعلّق ب (قيل) ، (في المجالس) متعلّق ب (تفسحوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط في الموضعين (يفسح) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (لكم) الثاني متعلّق ب (يفسح) ، (يرفع) مثل يفسح (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (العلم) مفعول به ثان منصوب «2» (درجات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع الصفة له أي رفعا ذا درجات «3» ، (ما) حرف مصدريّ «4» . وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) مفردات وجملا في الآية (9) من السورة. (2) الواو نائب الفاعل هو المفعول الأول. (3) أو حال بحذف مضاف أي ذوي درجات. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.

الصرف:

وجملة: «تفسّحوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «افسحوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يفسح الله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «قيل (الثانية) » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انشزوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» . وجملة: «يرفع الله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني) . وجملة: «الله ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (المجالس) ، جمع المجلس، اسم مكان من (جلس) باب ضرب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين. البلاغة التعميم والتخصيص: في قوله تعالى يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ. في هذه الآية الكريمة تعميم ثم تخصيص، وذلك أن الجزاء برفع الدرجات هاهنا مناسب للعمل، لأن المأمور به تفسيح المجلس كيلا يتنافسوا في القرب من المكان الرفيع حوله (صلّى الله عليه وسلّم) فيتضايقوا، فلما كان الممتثل لذلك يخفض نفسه عما يتنافس فيه من الرفعة، امتثالا وتواضعا، جوزي على تواضعه برفع الدرجات، كقوله «من

_ (1، 2) هي في الأصل مقول القول. [.....]

الفوائد

تواضع لله رفعه الله» ، ثم لما علم أن أهل العلم بحيث يستوجبون عند أنفسهم وعند الناس ارتفاع مجالسهم، خصهم بالذكر عند الجزاء ليسهل عليهم ترك ما لهم من الرفعة في المجلس، تواضعا لله تعالى. الفوائد - فضل العلم.. قال الحسن: قرأ ابن مسعود هذه الآية وقال: أيها الناس افهموا هذه الآية، ولترغبكم في العلم، فإن الله تعالى يقول: يرفع المؤمن العالم فوق المؤمن الذي ليس بعالم درجات. وقيل: إن العالم يحصل له بعلمه، من المنزلة والرفعة، ما لا يحصل لغيره. عن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ قال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما جئت لحاجة غيره. قال: لا. قال: أما قدمت في تجارة؟ قال: لا، قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث. قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما. ورّثوا العلم، من أخذه فقد أخذ بحظ وافر. أخرجه الترمذي. [سورة المجادلة (58) : الآيات 12 الى 13] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (13)

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قدّموا) ، والإشارة في (ذلك) إلى تقديم الصدقة (لكم) متعلّق ب (خير) ، (الفاء) عاطفة (لم) للنفي فقط، (الفاء) تعليليّة- أو رابطة-. وجملة: «ناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قدّموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الشرط وفعله وجوابه. وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليل لجواب إن المحذوف أي إن لم تجدوا فلا بأس عليكم فإنّ الله غفور ... 13- (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (بين) مثل الأول (الفاء) استئنافيّة (إذ) ظرف تضمّن معنى الشرط «2» متعلّق بمضمون الجواب (لم) للنفي والقلب والجزم «3» ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (عليكم) متعلّق ب (تاب) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ما) حرف مصدريّ «4» . والمصدر المؤوّل (أن تقدّموا..) في محلّ جرّ ب (من) محذوفة متعلّق ب (أشفقتم) . (والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .

_ (1) في الآية (9) من السورة. (2) قد يكون للمضيّ، وقد يكون للمستقبل، أو بمعنى إن. (3) أو للنفي والجزم فقط. (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.

البلاغة

وجملة: «أشفقتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: «تقدّموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «لم تفعلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تاب الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين الشرط والجواب «1» . وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. وجملة: «الله خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشفقتم «2» . وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً. أي فتصدقوا قبلها، وأصل التركيب يستعمل فيمن له يدان، ويمكن أن تكون الاستعارة مكنية، بتشبيه النجوى بالإنسان. الفوائد: - صدقة النجوى.. قال ابن عباس: إن الناس سألوا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأكثروا حتى شق عليه، فأراد الله تعالى أن يخفف على نبيّه (صلّى الله عليه وسلّم) ، ويثبطهم عن ذلك، فأمرهم أن يقدموا صدقة على مناجاة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وقال مجاهد: نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، تصدق بدينار وناجاه. ثم نزلت الرخصة، فكان علي يقول: آية في كتاب الله، لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية المناجاة.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل تفعلوا. (2) أو استئنافيّة في حيّز جواب النداء.

[سورة المجادلة (58) : الآيات 14 إلى 19]

[سورة المجادلة (58) : الآيات 14 الى 19] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إلى الذين) متعلّق ب (تر) بمعنى تنظر (تولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (عليهم) متعلّق ب (غضب) ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (منكم) متعلّق بخبر ما «1» ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (منهم) متعلّق بما تعلّق به (منكم) فهو معطوف عليه (على الكذب) متعلّق ب (يحلفون) ، (الواو) حاليّة.. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو هو خبر المبتدأ هم.

وجملة: «غضب الله ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «ما هم منكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (تولّوا) «1» . وجملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّوا.. وجملة: «هم يعلمون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 15- (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل لفعل ساء المتصرّف، والعائد محذوف.. وجملة: «أعدّ الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّهم ساء ما كانوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «ساء ما كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا. 16- (الفاء) عاطفة (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) ، (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (عذاب) . وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا. وجملة: «لهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا مسبّبة عما سبق. 17- (عنهم) متعلّق ب (تغني) ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (من الله) متعلّق ب (تغني) بحذف مضاف أي من عذابه (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما (فيها) متعلّق ب (خالدون) ..

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها..

وجملة: «لن تغني ... أموالهم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أولئك أصحاب النار..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيها الإشارة- أو من النار-. 18- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تغني) «1» ، (جميعا) حال منصوبة من الضمير في (يبعثهم) «2» ، (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (يحلفون) ، (ما) حرف مصدريّ (لكم) متعلّق ب (يحلفون) الثانيّ.. والمصدر المؤوّل (ما يحلفون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي حلفا كحلفهم لكم. (الواو) حاليّة (على شيء) متعلّق بمحذوف خبر أنّ (ألا) للتنبيه (هم) ضمير فصل «3» .. والمصدر المؤوّل (أنّهم على شيء) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون.. وجملة: «يبعثهم الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يحلفون له» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم. وجملة: «يحلفون لكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يحسبون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «إنّهم ... الكاذبون» لا محلّ لها استئنافيّة. 19- (عليهم) متعلّق ب (استحوذ) ، (الفاء) عاطفة (ألا إنّ ... هم الخاسرون) مثل ألا إنّهم هم الكاذبون.

_ (1) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (2) أو توكيد معنوي لضمير الغائب في (يبعثهم) . (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الكاذبون.. والجملة الاسميّة خبر إنّ.

الصرف:

وجملة: «استحوذ عليهم الشيطان» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أنساهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استحوذ. وجملة: «أولئك حزب الشيطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ حزب ... الخاسرون» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (16) جنّة: اسم بمعنى الستر وزنه فعلة بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد. الفوائد - (كما) .. تقع (كما) بعد الجمل كثيرا، صفة في المعنى، فتكون نعتا لمصدر أو حالا، ويحتملها قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وقوله تعالى يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ فإن قدرته نعتا لمصدر، فهو إما معمول لنعيده أي (نعيد أول خلق إعادة) ، أو لنطوي أي نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا الفعل وإن قدرته حالا، فصاحب الحال مفعول نعيده، أي نعيده مماثلا للذي بدأنا. وينطبق هذا الحكم أيضا على كلمة «كذلك» . [سورة المجادلة (58) : آية 20] إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) الإعراب: (في الأذلّين) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك) .. جملة: «إنّ الذين يحادّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحادّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك في الأذلّين» في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (الأذلّين) ، جمع الأذلّ، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل، وقد جاء جمعا لأنه محلّى بأل.

[سورة المجادلة (58) : آية 21]

[سورة المجادلة (58) : آية 21] كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) الإعراب: (اللام) لام القسم (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل أغلبنّ (الواو) عاطفة (رسلي) معطوف على الضمير المستتر فاعل أغلبنّ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه. جملة: «كتب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أغلبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المتمثّل بفعل كتب ... وجملة: «إنّ الله قويّ» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة المجادلة (58) : آية 22] لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) الإعراب: (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أو) حرف عطف في المواضع الثلاثة (في قلوبهم) متعلّق ب (كتب) بتضمينه معنى أثبت (بروح) متعلّق ب (أيّدهم) ، (منه) متعلّق بنعت لروح (الواو) عاطفة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «1» بحذف مضاف أي من

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار.

الصرف:

تحت أشجارها (خالدين) حال من ضمير الغائب في (يدخلهم) «1» ، (عنهم) متعلّق ب (رضي) ، و (عنه) متعلّق ب (رضوا) ، (أولئك حزب ... هم المفلحون) مرّ إعراب نظيرها «2» .. جملة: «لا تجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمنون بالله ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «يوادّون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل تجد «3» . وجملة: «حادّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كانوا آباؤهم ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «أولئك كتب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كتب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) . وجملة: «أيّدهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كتب. وجملة: «يدخلهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كتب. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «رضي الله عنهم» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «4» . وجملة: «رضوا عنه» في محلّ رفع معطوفة على جملة رضي الله. وجملة: «أولئك حزب ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما سبق. وجملة: «إنّ حزب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (روح) ، اسم بمعنى النور أو الهدى أو البرهان أو الرحمة أو النصر أو جبريل عليه السّلام، وزنه فعل بضمّ فسكون.

_ (1) أو حال من جنّات. (2) في الآية (19) من هذه السورة. [.....] (3) إذا كان بمعنى تعلم.. أو في محلّ نصب حال من مفعول تجد إذا كان بمعنى تلقى، كما يصحّ أن يكون نعتا آخر ل (قوما) . (4) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

البلاغة

البلاغة الترتيب الرائع: في قوله تعالى وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ. حيث قدّم الآباء، لأنه يجب على أبنائهم طاعتهم ومصاحبتهم في الدنيا بالمعروف وثنّى بالأبناء، لأنهم أعلق بهم، لكونهم أكبادهم وثلّث بالإخوان، لأنهم الناصرون لهم: أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح وختم بالعشيرة لأن الاعتماد عليهم والتناصر بهم بعد الاخوان غالبا. انتهت سورة المجادلة بعون الله

سورة الحشر

بسم الله الرحمن الرحيم سورة الحشر آياتها 24 آية [سورة الحشر (59) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) الإعراب: (لله) متعلّق بحال من الموصول فاعل سبّح «1» ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (في الأرض) متعلّق بصلة ما الثاني (الواو) حاليّة.. جملة: «سبّح ... ما في السموات» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة. [سورة الحشر (59) : الآيات 2 الى 4] هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (2) وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (3) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (4)

_ (1) قيل: اللام زائدة ولفظ الجلالة مفعول سبّح.

الإعراب:

الإعراب: (من أهل) متعلّق بحال من فاعل كفروا (من ديارهم) متعلّق ب (أخرج) ، (لأوّل) متعلّق ب (أخرج) «1» (ما) نافية (أن) حرف مصدريّ ونصب (حصونهم) فاعل اسم الفاعل مانعتهم (من الله) متعلّق ب (مانعتهم) بحذف مضاف أي من عذاب الله «2» ، (الفاء) عاطفة (حيث) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتاهم) ، (في قلوبهم) متعلّق ب (قذف) ، (بأيديهم) متعلّق ب (يخربون) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أولي) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما ظننتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظننتم.

_ (1) اللام تسمّى لام التوقيت أي عند أوّل الحشر.. قال الزمخشريّ: وهي كاللام في قوله تعالى: يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي وقولك جئت لوقت كذا.. والكلام من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي هو الذي أخرج الذين كفروا في وقت الحشر الأول. (2) يجوز أن يكون (حصونهم) مبتدأ مؤخّرا و (مانعتهم) خبرا مقدّما، والجملة خبر أنّ.

والمصدر المؤوّل (أنّهم مانعتهم..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا. وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظننتم. وجملة: «أتاهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّوا. وجملة: «لم يحتسبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قذف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاهم الله. وجملة: «يخربون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «اعتبروا ... » في محلّ جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا شأن الكافرين فاعتبروا بحالهم. وجملة: «يا أولى الأبصار ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 3- (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (عليهم) متعلّق ب (كتب) ، (اللام) واقعة في جواب لولا (في الدنيا) متعلّق ب (عذّبهم) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ، (في الآخرة) حال من عذاب «2» . والمصدر المؤوّل (أن كتب) في محلّ رفع مبتدأ.. والخبر محذوف تقديره موجود. وجملة: «لولا كتابة الجلاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كتب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «عذّبهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لهم ... عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .

_ (1) يجوز أن تكون حالا من ضمير الغائب في (قلوبهم) . (2) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (لهم) . (3) لم تعطف الجملة على الجواب لأنّ العذاب ممتنع في الدنيا بوجود الجلاء، ولكنّه في الآخرة غير ممتنع، فلو عطفت الجملة على الجواب للزم امتناع العذاب عنهم في الآخرة.

الصرف:

4- الإشارة في قوله (ذلك) إلى الإجلاء في الدنيا والعذاب في الآخرة.. (الواو) استئنافيّة (الفاء) تعليليّة. والمصدر المؤوّل (أنّهم شاقّوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «شاقّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «من يشاقّ ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما سبق. وجملة: «يشاقّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «إنّ الله شديد ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: من يشاقّ الله يعاقبه فإنّ الله شديد العقاب. الصرف: (2) مانعتهم: مؤنّث مانع، اسم فاعل من الثلاثيّ منع، وزنه فاعل. (حصونهم) ، جمع حصن، اسم للمكان المحصّن، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن حصون فعول بضمّتين. (3) الجلاء: مصدر سماعيّ لفعل جلا الثلاثيّ، وفيه إبدال الواو همزة أصله جلاو، تطرّفت الواو بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء. الفوائد: - إجلاء بني النضير.. حين قدم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) المدينة، صالحه بنو النضير، على ألا يكونوا عليه ولا له. فلما هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا ونكثوا، فخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكة، فحالف أبا سفيان عند الكعبة، فأمر صلّى الله عليه وسلّم محمد بن مسلمة الأنصاري

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة الحشر (59) : الآيات 5 إلى 6]

فقتل كعبا غيلة، ثم خرج النبي (صلّى الله عليه وسلّم) مع الجيش إليهم، فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة، وأقر بقطع نخيلهم، فلما قذف الله الرعب في قلوبهم، طلبوا الصلح، فأبى عليهم إلا الجلاء، على أن يحمل كل ثلاثة بيوت على بعير ما شاؤوا من متاعهم، ما عدا السلاح فجلوا إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام. وهذا الجلاء هو أول حشرهم. وأوسط حشرهم إجلاء عمر رضي الله عنه لهم من خيبر إلى الشام وآخر حشرهم يوم القيامة. [سورة الحشر (59) : الآيات 5 الى 6] ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (5) وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) الإعراب: (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به عامله قطعتم (من لينة) متعلّق بحال من ما «1» ، (أو) حرف عطف، والواو في (تركتموها) زائدة إشباع حركة الميم (قائمة) حال منصوبة من ضمير الغائب المفعول «2» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بإذن) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره فعلكم- أو قطعها- (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يخزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو يعود على لفظ الجلالة.. والمصدر المؤوّل (أن يخزي..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف هو والمعطوف عليه أي: أذن الله في قطعها ليسرّ المؤمنين وليخزي الفاسقين.

_ (1) أو هو تمييز ما. (2) لم يعرب مفعولا ثانيا لانعدام معنى التحويل.

الصرف:

جملة: «قطعتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تركتموها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: « (فعلكم) بإذن الله ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يخزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 6- (الواو) عاطفة (ما أفاء) مثل ما قطعتم (على رسوله) متعلّق ب (أفاء) ، وكذلك (منهم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (عليه) متعلّق ب (أوجفتم) ، (خيل) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (لا) زائدة لتأكيد النفي (ركاب) معطوف على خيل بالواو مجرور لفظا (الواو) عاطفة (على من) متعلّق ب (يسلّط) ، وفاعل (يشاء) ضمير يعود على لفظ الجلالة (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) . وجملة: «ما أفاء الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما قطعتم. وجملة: «ما أوجفتم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترن بالفاء. وجملة: «لكنّ الله يسلّط ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أفاء الله. وجملة: «يسلّط ... » في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «الله ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستدراك. الصرف: (5) لينة: اسم للنخلة وزنه فعلة بكسر فسكون، وقيل إنّ أصل عين الكلمة واو لأنها من اللون، وقلبت ياء لانكسار ما قبلها.. وقيل هي ياء من اللين. (6) أفاء: فيه إعلال بالقلب قياسه مثل فاء.. انظر الآية (226) من سورة البقرة. (ركاب) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهو ما يركب من الإبل، واحدة راحلة، وزنه فعال بالكسر.

[سورة الحشر (59) : الآيات 7 إلى 8]

[سورة الحشر (59) : الآيات 7 الى 8] ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (7) لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) الإعراب: (ما أفاء ... من أهل) مثل ما أفاء ... منهم «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الواو) عاطفة في المواضع السبعة، والأخيرة استئنافيّة (اليتامى) معطوف على لفظ الجلالة- أو على ذي- وكذلك (المساكين، ابن) ، (كيلا) حرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي، واسم (يكون) ضمير يعود على الفيء (بين) ظرف منصوب متعلّق بنعت لدولة (منكم) متعلّق بحال من الأغنياء (ما آتاكم) مثل ما قطعتم» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما نهاكم) مثل ما قطعتم» ، (عنه) متعلّق ب (نهاكم) ، (فانتهوا) مثل فخذوه.. جملة: «ما أفاء الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (هو) لله ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يكون دولة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) . والمصدر المؤوّل (كيلا يكون..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو

_ (1) في الآية السابقة (6) و (ما) مفعول ثان. (2، 3) في الآية (5) من السورة وما مبتدأ.

الصرف:

اللام متعلّق بفعل محذوف، أي: جعل الفيء كذلك لكي لا يكون ... وجملة: «آتاكم الرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أفاء الله. وجملة: «خذوه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ما نهاكم عنه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاكم الرسول. وجملة: «نهاكم عنه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) «1» . وجملة: «انتهوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الله شديد ... » لا محلّ لها تعليليّة. 8- (للفقراء) بدل من ذي القربى بإعادة الجارّ «2» ، والواو في (أخرجوا) نائب الفاعل (من ديارهم) متعلّق بفعل أخرجوا (من الله) متعلّق ب (يبتغون) ، (هم) ضمير فصل للتوكيد «3» .. وجملة: «أخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يبتغون ... » في محلّ نصب حال من نائب الفاعل. وجملة: «ينصرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يبتغون. وجملة: «أولئك ... الصادقون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (7) دولة: اسم بمعنى متداول، وزنه فعلة بضمّ فسكون. (نهاكم) ، فيه إعلال بالقلب، أصل الألف ياء، تحرّكت بعد فتح قلبت ألفا، من باب فتح.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....] (2) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره اعجبوا. والكلام مستأنف. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الصادقون.. والجملة الاسميّة خبر أولئك.

البلاغة

(انتهوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله انتهيوا بياء قبل الواو، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الهاء- إعلال بالتسكين- التقى سكونان في الواو والياء فحذفت الياء تخلصا من الساكنين.. وزنه افتعوا. البلاغة الفصل: في قوله تعالى ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ. والفصل: هو ترك عطف جملة على أخرى، وضدّه الوصل، وهو عطف بعض الجمل على بعض. حيث أن بين الآية هذه والآية التي قبلها اتحاد تام، ففصل بين الآيتين. والفصل بحد ذاته بلاغة، فقد قيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال: معرفة الفصل والوصل. الفوائد - حكم الفيء: تقدم الحديث عن حكم الغنيمة في مطلع سورة الأنفال، وأما حكم الفيء فإنه لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) مدة حياته، يضعه حيث يشاء. فكان ينفق على أهله منه نفقة سنتهم، ويجعل ما بقي في الكراع والسلاح، عدة في سبيل الله. واختلف العلماء في الفيء بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . فقال قوم: هو للأئمة من بعده. وللشافعي فيه قولان: أحدهما انه للمقاتلة، والثاني: هو لمصالح المسلمين، يبدأ بالمقاتلة ثم الأهم فالأهم من المصالح، واختلفوا في تخميس مال الفيء، فذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يخمس، بل يصرف جميعه في صالح جميع المسلمين. قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) حتى بلغ (للفقراء المهاجرين) إلى قوله وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ ثم قال: هذه استوعبت المسلمين عامة. قال: وما على وجه الأرض مسلم إلا وله في هذا الفيء حق، إلا ما ملكت أيمانكم.

[سورة الحشر (59) : الآيات 9 إلى 10]

[سورة الحشر (59) : الآيات 9 الى 10] وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (10) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من قبلهم) متعلّق ب (تبوّؤا) «1» ، (إليهم) متعلّق ب (هاجر) ، (لا) نافية (في صدورهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ممّا) متعلّق بنعت لحاجة، والعائد محذوف، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل (على أنفسهم) متعلّق ب (يؤثرون) ، (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (بهم) متعلّق بخبر كان (الواو) اعتراضيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، ونائب الفاعل ل (يوق) ضمير مستتر يعود على من (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولئك هم المفلحون) مثل أولئك هم الصادقون «2» . جملة: «الذين تبوّؤا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبوّؤا الدار ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: « (ألفوا) الإيمان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) أو متعلق بالفعل المقدّر عامل الإيمان: ألفوا الإيمان، والعطف هنا من عطف الجمل. (2) في الآية (8) من هذه السورة.

وجملة: «يحبّون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» . وجملة: «هاجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا يجدون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّون. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يؤثرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّون. وجملة: «كان بهم خصاصة ... » في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فإنّهم يؤثرون على أنفسهم. وجملة: «من يوق ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يوق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «أولئك ... المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 10- (الواو) عاطفة (الذين جاؤوا ... يقولون) مثل الذين تبوّؤا ... يحبّون (من بعدهم) متعلّق ب (جاؤوا) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب (لنا) متعلّق ب (اغفر) وكذلك (لإخواننا) ، (بالإيمان) متعلّق ب (سبقونا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (في قلوبنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (للذين) متعلّق ب (غلّا) «3» .. وجملة: «الذين جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين تبوؤا. وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «4» .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل تبوّؤا إذا أعرب (الذين) معطوفا بالواو على الفقراء عطف مفردات. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (غلّا) . (4) يجوز في هذه الجملة أن تكون في محلّ نصب حالا من فاعل جاؤوا إذا عطف (الذين) على (الذين تبوّؤا) .. أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

الصرف:

وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «1» . وجملة: «اغفر لنا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «سبقونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «لا تجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «2» . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «ربّنا (الثانية) » لا محلّ لها استئناف في حيز القول «3» . وجملة: «إنّك رؤف رحيم» لا محلّ لها جواب النداء الثاني. الصرف: (حاجة) ، انظر الآية (68) من سورة يوسف.. وعنى بالحاجة هنا «الحسد والغيظ والحزازة، وهو من إطلاق الملزوم على اللازم على سبيل الكناية لأنّ هذه المعاني لا تنفكّ عن الحاجة غالبا» من حاشية الجمل. (خصاصة) ، اسم للحاجة والفقر، أصلها خصاص البيت وهي فروجه، ووزن خصاصة فعالة بفتح الفاء. (يوق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم حيث حذفت لام الكلمة، وزنه يفع بضمّ فسكون ففتح.. البلاغة فن الإيجاز: في قوله تعالى وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ. الكلام من باب: علفتها تبنا وماء باردا. أي تبؤوا الدار وأخلصوا الإيمان. وقيل: التبوّؤ مجاز مرسل عن اللزوم، وهو لازم معناه، فكأنه قيل: لزموا الدار والإيمان. وقيل، في توجيه ذلك: إن أل في الدار للعهد، والمراد دار الهجرة، وهي تغني غناء الإضافة. وفي الإيمان حذف مضاف، أي ودار الإيمان، كأنه قيل: تبوؤا

_ (1) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة وجملة اغفر لنا مقول القول. (2) أو في محلّ نصب معطوفة على جملة اغفر لنا. (3) أو استئنافيّة مؤكّدة لجملة النداء الأولى.

[سورة الحشر (59) : الآيات 11 إلى 14]

دار الهجرة ودار الإيمان على أن المراد بالدارين المدينة، والعطف كما في قولك «رأيت الغيث والليث» وأنت تريد زيدا. [سورة الحشر (59) : الآيات 11 الى 14] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (13) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إلى الذين) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر (لإخوانهم) متعلّق ب (يقولون) ، (من أهل) متعلّق بحال من فاعل كفروا (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أخرجتم) ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط، و (التاء) نائب الفاعل (اللام) لام القسم (معكم) ظرف منصوب متعلّق ب (نخرجنّ) «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) نافية (فيكم) متعلّق ب (نطيع) بحذف مضاف أي في إهانتكم- أو خذلانكم- (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نطيع) المنفيّ (قوتلتم) مثل

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل الخروج أي كائنين معكم..

أخرجتم (اللام) لام القسم للقسم الموطّأ باللام المحذوفة من (إن) (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم المفهوم من فعل الشهادة «1» . جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نافقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «إن أخرجتم» في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نخرجنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «لا نطيع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «إن قوتلتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إن أخرجتم. وجملة: «ننصرنّكم ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «اللَّه يشهد ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «يشهد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . وجملة: «إنّهم لكاذبون ... » لا محلّ لها جواب القسم «2» . 12- (لئن أخرجوا) مثل لئن أخرجتم (لا) نافية (معهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخرجون) المنفيّ «3» ، (لئن قوتلوا لا ينصرونهم) مثل لئن أخرجوا لا يخرجون.. (لئن) مثل الأول (نصروهم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط،

_ (1) أو هي اللام المزحلقة وقد كسرت همزة (إنّ) لوجودها والأصل أن تفتح.. والجملة استئناف بيانيّ، أو تفسير لفعل الشهادة. (2) أو استئناف بياني، أو تفسير لفعل الشهادة. [.....] (3) أو متعلق بحال من فاعل الخروج أي كائنين معكم.

و (الواو) فاعل، و (هم) مفعول به (اللام) لام القسم (يولّن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (ثمّ) للعطف (لا) نافية، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل. وجملة: «إن أخرجوا ... » لا محلّ لها تعليل للكذب المتقدّم. وجملة: «لا يخرجون ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «إن قوتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أخرجوا. وجملة: «لا ينصرونهم ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «إن نصروهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أخرجوا. وجملة: «يولّنّ الأدبار ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «لا ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يولّنّ.... 13- (اللام) لام الابتداء (رهبة) تمييز منصوب (في صدورهم) متعلّق بحال من الضمير في أشدّ، أي مسرّين ذلك (من اللَّه) متعلّق ب (أشدّ) ، والإشارة في (ذلك) إلى خوفهم من المخلوق أكثر من الخالق (بأنهم قوم) مصدر مؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) ، (لا) نافية.. وجملة: «أنتم أشدّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع نعت لقوم. 14- (لا) نافية (جميعا) حال من فاعل يقاتلون (إلّا) للحصر (في قرى) متعلّق ب (يقاتلونكم) ، (أو) للعطف (من وراء) متعلّق ب (يقاتلونكم) فهو معطوف على الجارّ الأول (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر (شديد) (جميعا)

الصرف:

مفعول به ثان منصوب، أي مجتمعين (الواو) حاليّة (ذلك ... لا يعقلون) مثل ذلك ... لا يفقهون. وجملة: «لا يقاتلونكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «بأسهم بينهم شديد» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «تحسبهم جميعا» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قلوبهم شتّى» في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لا يعقلون» في محلّ رفع نعت لقوم. الصرف: (13) رهبة: مصدر سماعيّ لفعل رهب- في البناء للمجهول- وزنه فعلة بفتح فسكون. (14) محصّنة: مؤنّث محصّن، اسم مفعول من الرباعيّ حصّن، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشددة. الفوائد - اللام الموطئة.. هي اللام الداخلة على أداء شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها، ومن ثم تسمى اللام المؤذنة، وتسمى الموطئة أيضا، لأنها وطأت الجواب للقسم، أي مهدته له، كقوله تعالى لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ، وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ. وأكثر ما تدخل على (إن) . وقد تحذف هذه اللام مع كون القسم مقدرا قبل الشرط، كقوله تعالى وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فهذا لا يكون إلا جوابا للقسم.

_ (1) أو هي مستأنفة للإخبار.

[سورة الحشر (59) : الآيات 15 إلى 17]

[سورة الحشر (59) : الآيات 15 الى 17] كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (17) الإعراب: (كمثل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (قريبا) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .. جملة: « (مثلهم) كمثل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذاقوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذاقوا. 16- (كمثل) مثل الأول «2» ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «3» (للإنسان) متعلّق ب (قال) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (منك) متعلّق ب (بريء) ، (ربّ) نعت للفظ الجلالة منصوب.. وجملة: « (مثلهم) كمثل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اكفر ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو متعلّق ب (ذاقوا) . (2) الأول عن اليهود والثاني عن المنافقين. (3) والمعنى: المنافقون في إغرائهم اليهود يماثلون الشيطان حين قال للإنسان اكفر.

[سورة الحشر (59) : الآيات 18 إلى 20]

وجملة: «كفر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّي بريء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 17- (الفاء) استئنافيّة (في النار) متعلّق بخبر أنّ (خالدين) حال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّهما في النار..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. (الواو) استئنافيّة، والإشارة في (ذلك) إلى العذاب.. وجملة: «كان عاقبتهما ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ذلك جزاء» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة الحشر (59) : الآيات 18 الى 20] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (19) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (20) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان- (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) لام الأمر (لغد) متعلّق ب (قدّمت) ، (ما) حرف

مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) . جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تنظر نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «قدّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «اتّقوا ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا (الأولى) . وجملة: «إنّ اللَّه خبير» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 19- (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (كالذين) متعلّق بخبر تكونوا (الفاء) عاطفة (هم) ضمير فصل «2» .. وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «نسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنساهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا. وجملة: «أولئك ... الفاسقون» لا محلّ لها تعليليّة. 20- (لا) نافية (الواو) عاطفة (هم الفائزون) مثل هم الفاسقون. وجملة: «لا يستوي أصحاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

الصرف:

وجملة: «أصحاب الجنّة.. الفائزون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- الصرف: (18) غد: اسم لليوم الآتي بعيدا أو قريبا، وقصد به هنا يوم القيامة، فكأنّه لقربه يوم الغد على سبيل الاستعارة، وزنه فع فلامه محذوفة إذ النسبة منه غدويّ وغديّ. البلاغة التنكير: في قوله تعالى وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ. فقد نكّر النفس والغد، أما تنكير النفس فاستقلالا للأنفس النواظر فيما قدّمن للآخرة، كأنه قال: فلتنظر نفس واحدة في ذلك، وأما تنكير الغد، فلتعظيمه وإبهام أمره، كأنه قيل: (الغد) لا يعرف كنهه لغاية عظمة. [سورة الحشر (59) : آية 21] لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (على جبل) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) رابطة للجواب (خاشعا، متصدّعا) حالان منصوبتان من ضمير الغائب في (رأيته) ، (من خشية) متعلّق ب (متصدّعا) و (من) سببيّة (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (للناس) متعلّق ب (نضربها) .. جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «رأيته ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) أو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده.

الصرف:

وجملة: «تلك الأمثال نضربها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «نضربها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) . وجملة: «لعلّهم يتفكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (متصدّعا) ، اسم فاعل من الخماسيّ تصدّع، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. [سورة الحشر (59) : الآيات 22 الى 24] هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) الإعراب: (الذي) موصول في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة «1» ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف (عالم) خبر ثان للمبتدأ (هو) «2» .. جملة: «هو اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) أو خبر ثان للمبتدأ هو. (2) أو نعت للفظ الجلالة.

الصرف:

وجملة: «هو الرحمن ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق أو للبيان. 23- (الملك) نعت للفظ الجلالة «1» ، وكذلك الصفات التالية «2» ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عمّا) متعلّق بالمصدر (سبحان) ، وعائد الموصول محذوف. وجملة: «هو اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة. وجملة: «لا إله إلّا هو» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 24- (الخالق) نعت للفظ الجلالة، وكذلك الصفات التالية «3» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الأسماء) ، (له) الثاني متعلّق ب (يسبّح) «4» ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) حاليّة- أو عاطفة. وجملة: «هو اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة. وجملة: «له الأسماء ... » في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ هو. وجملة: «يسبّح له ما في السموات» في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ هو «5» وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال «6» . الصرف: (23) القدّوس: صفة مشبّهة من (قدس) بمعنى طهر، وزنه

_ (1) أو خبر للضمير هو. (2، 3) أو هي أخبار للمبتدأ هو. (4) أو اللام زائدة والضمير في محلّه الثاني مفعول يسبّح.. أو هو متعلّق بحال من الموصول الفاعل ما. (5) أو هي استئنافيّة لا محل لها. [.....] (6) أو هي معطوفة على جملة يسبّح.

فعّول بضمّ الفاء وتشديد العين المضمومة. (السلام) ، صفة مشبّهة من (سلم) أي ذو السلامة، وزنه فعال بفتح الفاء. (24) المصوّر: اسم فاعل من الرباعيّ (صوّر) ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. «انتهت سورة الحشر بعون اللَّه» .

سورة الممتحنة

سورة الممتحنة آياتها 13 آية [سورة الممتحنة (60) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- (لا) ناهية جازمة (أولياء) مفعول به ثان منصوب (إليهم) متعلّق ب (تلقون) وكذلك (بالمودّة) «1» ،

_ (1) أو متعلّق بحال من فاعل تلقون والباء للملابسة، ومفعول تلقون محذوف أي تلقون إليهم خبر الرسول.. وقيل الباء زائدة في المفعول.

و (الباء) سببيّة (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (بما) متعلّق ب (كفروا) ، (من الحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاءكم (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الرسول بالواو (أن) حرف مصدريّ ونصب (باللَّه) متعلّق ب (تؤمنوا) . والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام متعلّق ب (يخرجون) ... (ربّكم) نعت للفظ الجلالة (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (جهادا) مصدر في موضع الحال» (في سبيلي) متعلّق ب (جهادا) ، (ابتغاء) معطوف على (جهادا) منصوب (إليهم) متعلّق ب (تسرّون) ، (بالمودّة) مثل الأول في نوع التعليق (الواو) حاليّة (أعلم) خبر المبتدأ (أنا) وقصد به الوصف لا التفضيل (بما) متعلّق ب (أعلم) ، والثاني معطوف عليه، والعائدان لكليهما محذوفان (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (منكم) متعلّق بحال من فاعل يفعله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (سواء) مفعول به منصوب «2» . جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائية. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تتخذوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تلقون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «كفروا ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (إليهم) .

_ (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف. (2) وإذا جعل (ضلّ) لازما كان (سواء) ظرفا له. (3) أو في محلّ نصب حال من فاعل تتّخذوا، أو في محلّ نصب نعت لأولياء.

وجملة: «جاءكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يخرجون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «كنتم خرجتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خرجتم ... » في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فلا تتّخذوا عدوى.. أولياء. وجملة: «تسرّون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تتّخذوا جواب الشرط «2» . وجملة: «أنا أعلم ... » في محلّ نصب حال من فاعل تسرّون وتلقون. وجملة: «أخفيتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «أعلنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «من يفعله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفعله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «ضلّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 2- (لكم) متعلّق بحال من أعداء «4» ، (يبسطوا) مضارع مجزوم معطوف على (يكونوا) بالواو (إليكم) متعلّق ب (يبسطوا) ، (بالسوء) متعلّق بحال من فاعل يبسطوا و (الباء) للملابسة (الواو) عاطفة (لو) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (لو تكفرون..) في محلّ نصب مفعول به عامله ودّوا....

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل كفروا. (2) أو هي بدل من جملة تلقون.. ويجوز أن تكون الجملة استئنافيّة. (3) أو الخبر جملتا الشرط والجواب معا. (4) أو متعلّق بأعداء.

الصرف:

وجملة: «يثقفوكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يبسطوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «ودّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) . 3- (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولادكم) معطوف على (أرحامكم) مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنفعكم) «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» .. والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) . وجملة: «لن تنفعكم أرحامكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفصل بينكم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «اللَّه ... بصير» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (3) أرحامكم: جمع رحم اسم لمستودع الجنين وبمعنى القرابة وزنه فعل بفتح فكسر وهو مؤنّث.. ووزن أرحام أفعال. البلاغة العدول عن المضارع إلى الماضي: في قوله تعالى وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ. حيث عبّر بالماضي، وإن كان المعنى على الاستقبال، للاشعار بأن ودادتهم كفرهم قبل كل شيء، وأنها حاصلة وإن لم يثقفوهم فهم يريدون أن يلحقوا بهم مضار

_ (1) أو متعلّق ب (يفصل) ، والوقف تابع للتعليق، أو العكس. (2) أو هو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف. (3) يجوز أن تكون معطوفة على جملة يفصل.

الفوائد:

الدنيا والدين جميعا، من قتل الأنفس، وتمزيق الأعراض، وردهم كفارا أسبق المضارّ عندهم، وأولها، لعلمهم أن الدين أعز عليهم من أرواحهم، والعدو أهم شيء عنده أن يقصد أعز شيء عند صاحبه. الفوائد: - قصة حاطب.. روي أن مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم، يقال لها سارة أتت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) بالمدينة، وهو يتجهز للفتح، فقال لها: أمسلمة جئت؟ قالت: لا. قال: أفمهاجرة جئت؟ قالت: لا. قال: فما جاء بك؟ قالت: احتجت حاجة شديدة. فحث عليها بني عبد المطلب، فكسوها وحملوها وزودوها، فأتاها حاطب بن أبي بلتعة، وأعطاها عشرة دنانير، وكساها بردا، واستحملها كتابا إلى أهل مكة جاء فيه: (من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، اعلموا أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) يريدكم، فخذوا حذركم) . فخرجت سارة ونزل جبريل بالخبر، فبعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) عليا وعمارا وعمر وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد، وكانوا فرسانا، وقال: انطلقوا حتى تأتوا (روضة خاخ) ، فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى أهل مكة، فخذوه منها وخلوها، فإن أبت فاضربوا عنقها، فأدركوها، فجحدت وحلفت، فهمّوا بالرجوع، فقال علي: واللَّه ما كذبنا ولا كذب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) ، وسل سيفه وقال لها: أخرجي الكتاب أو تضعي رأسك. فأخرجته من عقاص شعرها. فاستحضر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) حاطبا وقال: ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول اللَّه ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك، ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكني كنت امرءا ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكل من معك من المهاجرين، لهم قرابات بمكة، يحمون أهاليهم وأموالهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن أتخذ عندهم يدا، وقد علمت أن اللَّه ينزل عليهم بأسه، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا فصدقه، وقبل عذره. فقال عمر رضي اللَّه عنه: دعني يا رسول اللَّه أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : وما يدريك يا عمر

[سورة الممتحنة (60) : الآيات 4 إلى 6]

لعل اللَّه قد اطلع على أهل بدر، فقال لهم اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم، ففاضت عينا عمر رضي اللَّه عنه، فنزل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ [سورة الممتحنة (60) : الآيات 4 الى 6] قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) الإعراب: (لكم) متعلّق بخبر كانت (في إبراهيم) متعلّق ب (أسوة) «1» ، (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (إذ) ظرف للمضيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر كان «2» ، (لقومهم) متعلّق ب (قالوا) ، (منكم) متعلّق ب (برآء) ، وكذلك (ممّا) فهو معطوف على الجارّ الأول (من دون) حال من المفعول المحذوف لفعل العبادة (بكم) متعلّق ب (كفرنا) ، (بيننا) ظرف منصوب متعلّق بحال من العداوة والبغضاء، وكذلك (بينكم) فهو معطوف

_ (1) أو بنعت لأسوة.. أو هو خبر كانت و (لكم) حال من أسوة. (2) أو بدل اشتمال من إبراهيم في محلّ جرّ. [.....]

عليه (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من العداوة والبغضاء (حتّى) حرف غاية وجرّ (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (باللَّه) متعلّق ب (تؤمنوا) ، (وحده) حال من لفظ الجلالة «1» منصوب (إلّا) للاستثناء (قول) مستثنى منصوب من أسوة «2» ، (لأبيه) متعلّق ب (قول) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (لك) متعلّق ب (أستغفرنّ) ، (الواو) حاليّة (ما) نافية (لك) الثاني متعلّق ب (أملك) ، (من اللَّه) متعلّق ب (أملك) بحذف مضاف أي من عذابه (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ربّنا) منادى مضاف منصوب (عليك) متعلّق ب (توكّلنا) ، (إليك) الأول متعلّق ب (أنبنا) ، (إليك) الثاني خبر مقدّم للمبتدأ المؤخر (المصير) . جملة: «كانت لكم أسوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّا برآء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «كفرنا بكم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «بدا ... العداوة» لا محلّ لها معطوفة على جملة كفرنا. وجملة: «تؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (بدا) . وجملة: «أستغفرنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدرة في محلّ نصب مقول القول للمصدر قول إبراهيم. وجملة: «ما أملك ... » في محلّ نصب حال من فاعل أستغفرنّ «3» .

_ (1) هو مصدر بتأويل مشتقّ أي منفردا. (2) أو مستثنى من إبراهيم بحذف مضاف أي في أقوال إبراهيم إلّا قول.. (3) أو معطوفة على جملة جواب القسم.

وجملة: «النداء وجوابه ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول إبراهيم «1» . وجملة: «عليك توكّلنا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّلنا. وجملة: «إليك المصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّلنا. 5- (ربّنا) مثل الأول (لا) ناهية جازمة (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للذين) متعلّق بنعت ل (فتنة) ، (لنا) متعلّق ب (اغفر) ، (أنت) ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب لتأكيد الضمير المتصل اسم إنّ «2» . وجملة: «النداء الثانية» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «لا تجعلنا ... » لا محلّ لها جواب النداء الثاني. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اغفر لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجعلنا. وجملة: «النداء الثالثة» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية. وجملة: «انّك أنت العزيز» لا محلّ لها تعليلة لطلب الغفران. 6- (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (كان لكم فيهم أسوة..) مرّ إعرابها (لمن) بدل من (لكم) بإعادة الجارّ « (من) الثانية» اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير فصل «3» .. وجملة: «كان لكم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: «كان يرجو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) يجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدّر هو أمر من اللَّه أي قولوا ربّنا عليك توكّلنا.. (2) يجوز أن يكون ضمير فصل يفيد التوكيد لا عمل له. (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الغنيّ، والجملة خبر إنّ.

[سورة الممتحنة (60) : آية 7]

وجملة: «يرجو اللَّه ... » في محلّ نصب خبر كان (الثاني) . وجملة: «من يتولّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» . وجملة: «يتولّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «إنّ اللَّه هو الغنيّ ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي من يتولّ فإنّ وبال تولّيه على نفسه لأنّ اللَّه هو الغني. [سورة الممتحنة (60) : آية 7] عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) الإعراب: (أن) حرف مصدريّ ونصب (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (بين) متعلّق مثل الظرف الأول فهو معطوف عليه (منهم) متعلّق بحال من اسم الموصول الذين (الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة. جملة: «عسى اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يجعل..) في محلّ نصب خبر عسى.. وجملة: «عاديتم ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اللَّه قدير ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «اللَّه غفور ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. [سورة الممتحنة (60) : الآيات 8 الى 9] لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)

_ (1) أو استئنافيّة. (2) أو الخبر جملتا الشرط والجواب معا.

الإعراب:

الإعراب: (لا) نافية (عن الذين) متعلّق ب (ينهاكم) ، (في الدين) متعلّق ب (يقاتلوكم) والجارّ للتعليل، (من دياركم) متعلّق ب (يخرجوكم) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقسطوا) مضارع منصوب معطوف على تبرّوهم، (إليهم) متعلّق ب (تقسطوا) .. والمصدر المؤوّل (أن تبرّوهم..) في محلّ جرّ بدل من الموصول الذين أي لا ينهاكم اللَّه عن برّ الذين ... جملة: «لا ينهاكم اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم يقاتلوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يخرجوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تبرّوهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تقسطوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبرّوهم. وجملة: «إنّ اللَّه يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 9- (إنّما) كافّة ومكفوفة (ينهاكم اللَّه عن ... من دياركم) مثل الأولى (على إخراجكم) متعلق ب (ظاهروا) ، (أن تولّوهم) مثل أن تبرّوهم (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة للجواب (هم) للفصل «1» .

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الظالمون، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر أولئك.

الصرف:

وجملة: «ينهاكم اللَّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قاتلوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أخرجوكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «ظاهروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تولّوهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «من يتولّهم ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل. وجملة: «يتولّهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «أولئك ... الظالمون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (9) تولّوهم: فيه حذف إحدى التاءين تخفيفا وأصله تتولّوهم.. وفيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وزنه تفعّوهم. [سورة الممتحنة (60) : الآيات 10 الى 11] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (الفاء) رابطة للجواب (بإيمانهنّ) متعلّق ب (أعلم) ، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة للجواب (علمتموهن) ماض في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الواو) زائدة إشباع حركة الميم (مؤمنات) مفعول به ثان (لا) ناهية جازمة (إلى الكفار) متعلّق ب (ترجعوهنّ) ، (لا) نافية مهملة في الموضعين (الواو) عاطفة في المواضع الستة (لهم) متعلّق ب (حلّ) ، (لهنّ) متعلّق ب (يحلّون) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (لا) نافية للجنس (عليكم) متعلّق بخبر لا (أن) حرف مصدريّ ونصب.. و (الواو) في (آتيتموهنّ) زائدة للإشباع. والمصدر المؤوّل (أن تنكحوهنّ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر أي: في أن تنكحوهنّ. (أجورهنّ) مفعول به ثان منصوب (لا) ناهية جازمة (بعصم) متعلّق ب (تمسكوا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال في الموضعين، والإشارة في (ذلكم) إلى الحكم المذكور في الآيات (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (الواو) استئنافيّة. جملة: «جاءكم المؤمنات ... » في محلّ جرّ مضاف اليه. وجملة: «امتحنوهنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «اللَّه أعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «علمتموهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء: الشرط وفعله وجوابه.

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة.

وجملة: «لا ترجعوهنّ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا هنّ حلّ ... » لا محل لها تعليليّة. وجملة: «لا هم يحلّون ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. وجملة: «يحلّون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «آتوهم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ. وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا جناح عليكم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ. وجملة: «تنكحوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «آتيتموهنّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «لا تمسكوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ. وجملة: «اسألوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ. وجملة: «أنفقتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «يسألوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ترجعوهنّ. وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «ذلك حكم اللَّه» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» . وجملة: «اللَّه عليم» لا محلّ لها استئنافيّة. 11- (الواو) عاطفة (إن فاتكم) مثل إن علمتموهنّ (من أزواجكم) متعلّق ب (فاتكم) بحذف مضاف أي من جهة أزواجكم «2» (إلى الكفّار) متعلّق بحال

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير الرابط أي يحكم بينكم به. (2) أو متعلّق بمحذوف نعت لشيء بحذف مضاف أي: شيء من مهور أزواجكم.

الصرف:

من أزواجكم أي مرتدّات (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (مثل) مفعول به ثان عامله آتوا (ما) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (به) متعلّق بالخبر (مؤمنون) . وجملة: «فاتكم شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علمتموهنّ.. وما بين الجملتين اعتراض. وجملة: «عاقبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فاتكم. وجملة: «آتوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ذهبت أزواجهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «اتّقوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «أنتم به مؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . الصرف: (10) عصم: جمع عصمة اسم بمعنى عقدة النكاح، وزنه فعلة بكسر فسكون، ووزن عصم فعل بكسر ففتح. (الكوافر) ، جمع كافرة مؤنث كافر، اسم فاعل من الثلاثيّ كفر، وزنه فاعل والكوافر فواعل. [سورة الممتحنة (60) : آية 12] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها النبيّ) مثل يأيها الذين «1» (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يشركن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب «2» ، و (النون) فاعل (باللَّه) متعلّق ب (يشركن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإشراك «3» ، (لا) نافية في المواضع الخمسة (ببهتان) متعلّق ب (يأتين) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في (يفترينه) «4» ، (في معروف) متعلّق ب (يعصينك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط، (لهنّ) متعلّق ب (استغفر) .. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «جاءك المؤمنات ... » في محل جرّ مضاف إليه. وجملة: «يبايعنك ... » في محلّ نصب حال من المؤمنات. وجملة: «لا يشركن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (ألّا يشركن) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (يبايعنك) . وجملة: «لا يسرقن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن. وجملة: «لا يزنين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن. وجملة: «لا يقتلن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن. وجملة: «لا يأتين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن. وجملة: «يفترينه ... » في محلّ نصب حال من فاعل يأتين «5» . وجملة: «لا يعصينك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يشركن. وجملة: «بايعهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة. (2) ومثله الأفعال (يسرقن، يزنين، يقتلن، يأتين، يعصينك) فهي في محلّ نصب معطوفة على (يشركن) بحروف العطف. [.....] (3) أو مفعول به، أي شيئا من الأصنام. (4) أي يخلقن وجود الولد اللقيط بين أيديهن أي ينسبه إلى الرجل كالولد الحقيقيّ. (5) أو في محلّ جرّ نعت لبهتان.

الفوائد:

وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «إنّ اللَّه غفور ... » لا محل لها تعليليّة. الفوائد: - حدود اللَّه: اشتملت هذه الآية على عدد من المحرمات التي حرمها اللَّه عز وجل، وقد أخذ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) البيعة من النساء، على ألّا يقربن شيئا منها. وهذه المحرمات هي: الشرك باللَّه، والزنا، وقتل الأولاد (الوأد) . حيث كانت المرأة في الجاهلية إذا جاءها المخاض انطرحت على شفير حفرة، فإن كان المولود صبيا أخذوه، وإن كان بنتا تركوه في الحفرة وردموه، والبهتان المفترى بين أيديهن وأرجلهن يعني ذلك أن تلحق المرأة بزوجها غير ولده، وذلك أن المرأة كانت تلتقط المولود، فتقول لزوجها: هذا ولدي منك، فهذا هو البهتان المفترى، وليس المراد به الزنا، لأن النهي عنه قد تقدم، ومعنى بين أيديهن وأرجلهن، أن الولد إذا وضعته الأم سقط بين يديها ورجليها. وكذلك حرم عليهن العصيان في المعروف، وهو كل أمر فيه طاعة اللَّه، وقيل: هو النهي عن النوح والدعاء بالويل وتمزيق الثياب وحلق الشعر ونتفه وخمش الوجه. وأن لا تحدّث المرأة الرجال الأجانب، ولا تخلوا برجل غير ذي محرم. عن أم عطية قالت: بايعنا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقرأ علينا «أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً» ونهانا عن النياحة. [سورة الممتحنة (60) : آية 13] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (13) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (غضب) ، والضمير المجرور يعود على اليهود (من الآخرة) متعلّق ب (يئسوا) بحذف مضاف أي من ثواب الآخرة (ما) حرف مصدريّ (من

_ (1) في الآية (1) من هذه السورة.

البلاغة

أصحاب) متعلّق ب (يئس) «1» . والمصدر المؤوّل (ما يئس..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يئسوا أي: يئسوا من الآخرة يأسا كيأس الكفّار ... جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تتولّوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «غضب اللَّه ... » في محلّ نصب نعت ل (قوما) . وجملة: «يئسوا ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (قوما) «2» . وجملة: «يئس الكفّار ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . البلاغة فن الاستطراد: في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. فهذه الآية متصلة بخاتمة قصة المشركين، الذين نهي المؤمنون عن اتخاذهم أولياء بقوله تعالى لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ، وقوله سبحانه وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، وقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ إلخ مستطرد، فإنه لما جرى حديث المعاملة مع الذين لا يقاتلون المسلمين، والذين يقاتلونهم وقد أخرجوهم من ديارهم، أتى بحديث المعاملة مع نسائهم، ولما فرغ من ذلك أوصل الخاتمة بالفاتحة، على منوال رد العجز على الصدر، من حيث المعنى.

_ (1) أي كيأس الكفّار من موتاهم بعدم بعثهم.. ويجوز أن يتعلّق بحال من الكفّار، أي الكفّار حالة كونهم من المقبورين. (2) أو لا محلّ لها في حكم التعليل للنهي عن تولية القوم.

سورة الصف

سورة الصّف آياتها 14 آية [سورة الصف (61) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) الإعراب: (للَّه) متعلّق بحال من الموصول» ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، وكذلك (في الأرض) صلة الموصول الثاني (الواو) حاليّة «2» .. جملة: «سبّح للَّه ما في السموات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «3» . [سورة الصف (61) : الآيات 2 الى 3] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (3) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان عليه- (لم) متعلّق

_ (1) أو اللام زائدة في المفعول عند بعضهم. (2، 3) أو استئنافيّة.

البلاغة

ب (تقولون) ، و (ما) استفهاميّة حذفت ألفها، (ما) موصول «1» في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (لا) نافية (مقتا) تمييز منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (كبر) ... جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تقولون ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «لا تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» . وجملة: «كبر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن تقولوا..) في محلّ رفع فاعل كبر. وجملة: «لا تفعلون (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة (ما) «3» . البلاغة المبالغة والتكرير: في قوله تعالى كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ. هذا من أفصح الكلام وأبلغه، ففي معناه قصد إلى التعجب بغير صيغة التعجب، لتعظيم الأمر في قلوب السامعين، لأن التعجب لا يكون، إلا من شيء خارج من نظائره وأشكاله، وأسند إلى «أَنْ تَقُولُوا» ونصب «مقتا» على تفسيره، دلالة على أن قولهم ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه، لفرط تمكن المقت منه، واختير لفظ المقت لأنه أشد البعض وأبلغه، ولم يقتصر على جعل البغض كبيرا، حتى جعل أشده وأفحشه، وعند اللَّه أبلغ من ذلك. وزائد على هذه الوجوه الأربعة وجه خامس: وهو تكراره لقوله «ما لا تَفْعَلُونَ» وهو لفظ واحد في كلام واحد، ومن فوائد التكرار: التهويل والإعظام. وإلا فقد

_ (1) أو نكرة موصوفة بمعنى شيء، والعائد محذوف. (2، 3) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) .

[سورة الصف (61) : آية 4]

كان الكلام مستقلا. [سورة الصف (61) : آية 4] إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (4) الإعراب: (في سبيله) متعلّق ب (يقاتلون) ، (صفّا) حال من الفاعل في (يقاتلون) .. وجملة: «إنّ اللَّه يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يقاتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كأنّهم بنيان ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (صفّا) . الصرف: (مرصوص) ، اسم مفعول من الثلاثيّ (رصّ) ، وزنه مفعول. البلاغة اندراج الخاص بالعام: حيث ورد النهي العام أولا في الآية الثالثة، ثم أتى عقب هذا النهي العام مباشرة قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ. وفي ذكره ذلك، عقب النهي العام مباشرة، دليل على أن المقت قد تعلق بقول الذين وعدوا الثبات في قتال الكفار فلم يفوا، كما تقول للمقترف جرما معينا: لا تفعل ما يلصق العار بك ولا تشاتم زيدا، وفائدة مثل هذا النظم: النهي عن الشيء الواحد مرتين، مندرجا في العموم، ومفردا بالخصوص، وهو أولى من النهي عنه على الخصوص مرتين، فإن ذلك معدود في حين التكرار، وهذا يتكرر مع ما في التعميم من التعظيم والتهويل.

[سورة الصف (61) : آية 5]

[سورة الصف (61) : آية 5] وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (5) الإعراب: (الواو) استئنافية (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف. وهي مضاف إليه (لم) متعلّق ب (تؤذونني) ، و (ما) للاستفهام حذفت ألفها (الواو) حاليّة (قد) للتحقيق «1» ، (إليكم) متعلّق ب (رسول) . والمصدر المؤوّل (أنّي رسول ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلمون. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب أزاغ (الواو) استئنافيّة (لا) نافية. جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تؤذونني ... لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تؤذونني. وجملة: «زاغوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أزاغ اللَّه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) ذلك لتحقّق علمهم برسالته فليست للتقليل ولا للتقريب.

الصرف:

وجملة: «اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . الصرف: (أزاغ) ، فيه إعلال قياسه كقياس الإعلال في زاغ.. انظر الآية (17) من سورة النجم. [سورة الصف (61) : آية 6] وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الإعراب: (وإذ قال عيسى) مثل وإذ قال موسى «1» ، (ابن) بدل من عيسى مرفوع «2» ، (إليكم) متعلّق ب (رسول) (مصدّقا) حال من الضمير في رسول (لما) متعلّق ب (مصدّقا) «3» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (من التوراة) متعلّق بحال من الضمير في الصلة المحذوفة (برسول) متعلّق ب (مبشّرا) ، (من بعدي) متعلّق ب (يأتي) ، (فلما جاءهم) مثل لمّا زاغوا «4» ، وفاعل جاءهم ضمير يعود على أحمد «5» ، (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاءهم. جملة: «قال عيسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي رسول ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1، 4) في الآية (5) من هذه السورة. (2) أو عطف بيان عليه، أو نعت له. (3) أو اللام زائدة للتقوية، وما في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا) . [.....] (5) يجوز أن يعود الضمير على عيسى عليه السلام.

الصرف:

وجملة: «يأتي ... » في محلّ جرّ نعت لرسول. وجملة: «اسمه احمد» في محلّ جرّ نعت ثان لرسول «1» . وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (أحمد) ، اسم علم من أسماء الرسول عليه السلام مأخوذ من الحمد، وهو على صيغة المضارع مبدوءا بهمزة المتكلم، فهو ممنوع من التنوين. [سورة الصف (61) : آية 7] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام بمعنى الإنكار في محلّ رفع مبتدأ، خبره (أظلم) ، (ممّن) متعلّق ب (أظلم) (على اللَّه) متعلّق ب (افترى) ، (الكذب) مفعول به منصوب «2» ، (الواو) حاليّة (إلى الإسلام) متعلّق ب (يدعى) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية. جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو يدعى ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «يدعى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل يأتي- أو من رسول. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى.

[سورة الصف (61) : آية 8]

[سورة الصف (61) : آية 8] يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8) الإعراب: (اللام) زائدة (يطفئوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بأفواههم) متعلّق ب (يطفئوا) و (الباء) للاستعانة (الواو) حاليّة في الموضعين (لو) حرف شرط غير جازم.. والمصدر المؤوّل (أن يطفئوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة. وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يطفئوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «اللَّه متمّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل يريدون- أو يطفئوا- وجملة: «لو كره الكافرون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في متمّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو كره الكافرون نور اللَّه فاللَّه باعث نوره ومظهره. الصرف: (متمّ) ، اسم فاعل من الرباعيّ أتمّ، وزنه مفعل، وعينه ولامه من حرف واحد. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ. تمثيل حالهم، في اجتهادهم في إبطال الحق، بحالة من ينفخ الشمس بفيه ليطفئها، تهكما وسخرية بهم، كما تقول الناس: هو يطفئ عين الشمس. وذهب بعض الأجلة إلى أن المراد بنور اللَّه دينه تعالى الحق، على سبيل الاستعارة التصريحية، وكذا في قوله تعالى وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ.

[سورة الصف (61) : آية 9]

[سورة الصف (61) : آية 9] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الإعراب: (بالهدى) متعلّق بحال من فاعل أرسل أو من مفعوله (اللام) للتعليل (يظهره) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على الدين) متعلّق ب (يظهره) بتضمينه معنى يعليه (الواو) حاليّة (لو كره المشركون) مثل لو كره الكافرون «1» . جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يظهره ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يظهره..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل) ، وفاعل يظهر ضمير يعود على لفظ الجلالة. وجملة: «لو كره المشركون» في محلّ نصب حال من فاعل يظهره. [سورة الصف (61) : الآيات 10 الى 13] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)

_ (1) في الآية السابقة (8) .

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (هل) حرف استفهام (على تجارة) متعلّق ب (أدلّ) ، (من عذاب) متعلّق ب (تنجيكم) . جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هل أدلّكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تنجيكم ... » في محلّ جرّ نعت لتجارة. 11- (باللَّه) متعلّق ب (تؤمنون) ، (في سبيل) متعلّق ب (تجاهدون) وكذلك (بأموالكم) ، والإشارة في (ذلكم) إلى الإيمان والجهاد (لكم) متعلّق ب (خير) (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط. وجملة: «تؤمنون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «تجاهدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنون. وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي فآمنوا وجاهدوا ... 12- (يغفر) مضارع مجزوم جواب شرط مقدّر (لكم) متعلّق ب (يغفر) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «3» (مساكن) معطوف على جنّات، ومنع من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهي الجموع (في جنّات) متعلّق بنعت ثان لمساكن،

_ (1) في الآية (2) من هذه السورة. (2) أو هي تفسير على رأي ابن هشام فسرّت التجارة. (3) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها.. ويجوز أن يكون الجارّ متعلّقا بحال من الأنهار.

الفوائد:

والإشارة في (ذلك) إلى الغفران ودخول الجنّات.. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تفعلوه يغفر. وجملة: «يدخلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 13- (الواو) عاطفة (أخرى) مفعول به لفعل محذوف تقديره يؤتكم نعمة أخرى، مجزوم عطفا على (يغفر) «1» ، (نصر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي النعمة الأخرى (من اللَّه) متعلّق ب (نصر) ، (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- وجملة: « (يؤتكم) أخرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.. وجملة: «تحبّونها ... » في محلّ نصب نعت لأخرى. وجملة: « (هي) نصر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «بشر المؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة الفوائد: - عطف الخبر على الإنشاء، وبالعكس، منع ذلك أكثر العلماء، ومنهم ابن مالك وابن عصفور، وأجاز ذلك الصفّار وجماعة، مستدلين بقوله تعالى: «فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» وقوله تعالى في سورة الصف في الآية التي نحن بصددها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) .

_ (1) أو محذوف على الاشتغال أي تحبون أخرى.. ويجوز أن يكون (أخرى) مبتدأ خبره نصر من الله.. أو معطوفا على تجارة مجرور مثله.

ويؤيد هذا المذهب، وهو جواز عطف الخبر على الإنشاء، قول امرئ القيس: وإن شفائي عبرة مهراقة ... وهل عند رسم دارس من معوّل ورد الزمخشري على آيتي البقرة والصف، نافيا جواز عطف الخبر على الإنشاء بقوله: أما آية البقرة ليس المعتمد بالعطف الأمر حتى يطلب له مشاكل، بل المراد عطف جملة ثواب المؤمنين على جملة عذاب الكافرين، كقولك: (زيد يعاقب بالقيد وبشر فلانا بالإطلاق) ، وجوّز عطفه على اتقوا، وأتم من كلامه في الجواب الأول أن يقال: المعتمد بالعطف جملة الثواب كما ذكر، ويزاد عليه فيقال: والكلام منظور فيه إلى المعنى الحاصل منه، وكأنه قيل: والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات فبشرهم بذلك، وأما الجواب الثاني، ففيه نظر، لأنه لا يصح أن يكون جوابا للشرط، إذ ليس الأمر بالتبشير مشروطا بعجز الكافرين عن الإتيان بمثل القرآن. ويجاب: بأنه قد علم أنهم غير المؤمنين، فكأنه قيل: فإن لم يفعلوا فبشر غيرهم بالجنات، ومعنى هذا فبشر هؤلاء المعاندين بأنه لا حظ لهم في الجنة. وقال في آية الصف: إن العطف على (تؤمنون) لأنه بمعنى آمنوا، ولا يقدح في ذلك أن المخاطب ب (تؤمنون) المؤمنون، وب (بشر) النبي عليه الصلاة والسلام، ولا أن يقال: في (تؤمنون) : إنه تفسير للتجارة لا طلب، وإن (يغفر لكم) جواب الاستفهام تنزيلا للسبب منزلة المسبب، لأن تخالف الفاعلين لا يقدح، كقولنا (قوموا واقعد يا زيد) ولأن (تؤمنون) لا يتعين للتفسير، سلّمنا، ولكن يحتمل أنه تفسير مع كونه أمرا، وذلك بأن يكون معنى الكلام السابق اتجروا تجارة تنجيكم من عذاب أليم كما كان (فهل أنتم منتهون) في معنى انتهوا، أو بأن يكون تفسيرا في المعنى دون الصناعة، لأن الأمر قد يساق لإفادة المعنى الذي يتحصل من المفسرة يقول: «هل أدلك على سبب نجاتك؟ آمن باللَّه» كما تقول: «هو أن تؤمن باللَّه» وحينئذ فيمتنع العطف لعدم دخول التبشير في معنى التفسير.

[سورة الصف (61) : آية 14]

[سورة الصف (61) : آية 14] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (14) الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ، (ما) حرف مصدريّ (للحواريّين) متعلّق ب (قال) .. والمصدر المؤوّل (ما قال..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بفعل محذوف تقديره قلنا ذلك كقول عيسى «2» . (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ، خبره (أنصاري) ، (إلى اللَّه) متعلّق بحال من ضمير المتكلّم أي متوجّها إلى نصرة اللَّه، أي: بحذف مضاف (الفاء) استئنافيّة (من بني) متعلّق بنعت لطائفة (الفاء) الثانية عاطفة (على عدوّهم) متعلّق ب (أيّدنا) بتضمينه معنى قوّينا (الفاء) عاطفة ... جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كونوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: « (قلنا) ذلك كقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قال عيسى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «من أنصاري ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) في الآية (2) من هذه السورة. (2) نحا الزمخشريّ في إعرابه للآية الكريمة منحى غيّر معنى الآية أي: كونوا أنصار اللَّه كما كان الحواريّون أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى اللَّه.

وجملة: «قال الحواريّون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نحن أنصار اللَّه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «آمنت طائفة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «كفرت طائفة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنت طائفة. وجملة: «أيّدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفرت طائفة. وجملة: «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أيّدنا.... انتهت سورة «الصف» ويليها سورة «الجمعة»

_ (1) أو الجملة معطوفة على استئناف مقدّر أي فلمّا رفع عيسى عليه السلام إلى السماء افترق الناس فرقا فآمنت طائفة..

سورة الجمعة

سورة الجمعة آياتها 11 آية [سورة الجمعة (62) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) الإعراب: (يسبّح للَّه ... في الأرض) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، (الملك، القدوس، العزيز، الحكيم) نعوت للفظ الجلالة مجرورة. [سورة الجمعة (62) : الآيات 2 الى 4] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) الإعراب: (في الأمّيّين) متعلّق ب (بعث) بتضمينه معنى أقام (منهم)

_ (1) في الآية (1) من سورة الصفّ السابقة.

متعلّق بنعت ل (رسولا) ، (عليهم) متعلّق ب (يتلو) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، والرابعة حاليّة (إن) مخففة من الثقيلة، واسم إنّ محذوف أي: إنّهم (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من ضلال (في ضلال) متعلّق بخبر كانوا.. جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بعث ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (رسولا) «1» . وجملة: «يزكّيهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «يعلّمهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو. وجملة: «إن كانوا ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إن المخفّفة. 3- (الواو) عاطفة في الموضعين (آخرين) معطوف على الأمّيّين مجرور (منهم) متعلّق بنعت ل (آخرين) «2» ، والضمير فيه يعود على الأمّيّين (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (بهم) متعلّق ب (يلحقوا) .. وجملة: «لمّا يلحقوا ... » في محلّ نصب حال من آخرين. وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي «3» ... 4- والإشارة في (ذلك) إلى تفضيل الرسول وقومه (من) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ذو) خبر المبتدأ (اللَّه) .. وجملة: «ذلك فضل اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو حال من (رسولا) . (2) أو حال من آخرين لدلالته على عموم الأميين. [.....] (3) أو حال من فاعل بعث.

[سورة الجمعة (62) : آية 5]

وجملة: «يؤتيه ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ ذلك «1» . وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اللَّه ذو الفضل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك فضل «2» .. [سورة الجمعة (62) : آية 5] مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (كمثل) متعلّق بخبر المبتدأ (مثل) .. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هذا المثل (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للقوم (بآيات) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية. جملة: «مثل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «حمّلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يحملوها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يحمل ... » في محلّ نصب حال من الحمار «3» . وجملة: «بئس مثل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا يهدي القوم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .

_ (1) أو حال من (فضل اللَّه) والعامل فيها معنى الإشارة. (2) أو حال من فاعل يؤتيه. (3) أو في محلّ جرّ نعت لحمار لأنّ (ال) فيه جنسيّة.

الصرف:

الصرف: (أسفارا) ، جمع سفر، اسم للكتاب الكبير، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أسفار أفعال. البلاغة التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. شبه اليهود- في أنهم حملة التوراة وقرّاؤها وحفاظ ما فيها، ثم إنهم غير عاملين بها ولا منتفعين بآياتها، وذلك أن فيها نعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) والبشارة به ولم يؤمنوا به- بالحمار حمل أسفارا، أي كتبا كبارا من كتب العلم، فهو يمشي بها ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبيه وظهره، من الكد والتعب. وكل من علم ولم يعمل بعلمه فهذا مثله. [سورة الجمعة (62) : الآيات 6 الى 8] قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (6) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان- (زعمتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (للَّه) متعلّق ب (أولياء) «1» ، (من دون) متعلّق

_ (1) أو متعلّق بنعت لأولياء.. والمصدر المؤوّل (أنّكم أولياء..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعمتم.

ب (أولياء) «1» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «هادوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إن زعمتم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تمنّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إن كنتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء «2» وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الأول أي: فتمنّوا الموت. 7- (الواو) استئنافيّة في الموضعين (لا) نافية (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتمنّونه) المنفيّ (ما) حرف مصدريّ «3» ، (بالظالمين) متعلّق ب (عليم) .. والمصدر المؤوّل (ما قدّمت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يتمنّونه) المنفيّ، و (الباء) سببيّة. وجملة: «لا يتمنّونه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قدّمت أيديهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «اللَّه عليم بالظالمين» لا محلّ لها استئنافيّة. 8- (منه) متعلّق ب (تفرّون) ، (الفاء) زائدة في خبر إنّ لأن الاسم وصف

_ (1) أو متعلّق بحال من الضمير في أولياء. (2) الشرط الأول في هذا التركيب قيد في الثاني وهو الأصل أي: إن كنتم صادقين إن زعمتم أنّكم أولياء فتمنّوا الموت. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة له.

[سورة الجمعة (62) : الآيات 9 إلى 11]

بالموصول فأخذ حكم الموصول المشابه للشرط (ثمّ) حرف عطف، والواو في (تردّون) نائب الفاعل، (إلى عالم) متعلّق ب (تردّون) ، (بما كنتم) مثل بما قدّمت.. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الموت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تفرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إنّه ملاقيكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) . وجملة: «تردّون ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر إنّ، والرابط مقدّر أي تردّون بعده. وجملة: «ينبئكم» في محلّ رفع معطوفة على جملة تردّون. وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم. [سورة الجمعة (62) : الآيات 9 الى 11] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)

الإعراب:

الإعراب: (يأيّها الذين آمنوا) مثل يأيّها الذين هادوا «1» ، (للصلاة) نائب الفاعل، (من يوم) متعلّق بحال من الصلاة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى ذكر) متعلّق ب (اسعوا) ، (لكم) متعلّق ب (خير) .. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نودي للصلاة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اسعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ذروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اسعوا. وجملة: «ذلكم خير لكم ... » لا محلّ لها استئناف بياني- أو تعليليّة- وجملة: «كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تعلمون أنّه خير لكم فاسعوا إلى ذكر اللَّه. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم. 10- (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (في الأرض) متعلّق ب (انتشروا) ، (من فضل) متعلّق ب (ابتغوا) ، (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.. وجملة: «قضيت الصلاة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انتشروا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ابتغوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتشروا. وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انتشروا. وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) في الآية (6) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «تفلحون ... » في محلّ رفع خبر لعلّكم. 11- (الواو) استئنافيّة (أو) حرف عطف (إليها) متعلّق ب (انفضّوا) ، (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (قائما) حال منصوبة من ضمير الخطاب في (تركوك) ، (ما) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره (خير) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما المقدّرة (من اللهو) متعلّق ب (خير) ، وكذلك (من التجارة) ، (الواو) استئنافيّة.. وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انفضّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تركوك ... » في محلّ نصب حال من فاعل انفضّوا بتقدير قد «1» . وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما عند اللَّه خير ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اللَّه خير الرازقين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (9) الجمعة: اسم لواحد من أيّام الأسبوع، والأصل فيه أنّه مصدر بمعنى الاجتماع، وزنه فعلة بضمّتين» . (اسعوا) ، فيه إعلال بالحذف شأن المضارع يسعون.. انظر الآية (33) من سورة المائدة. الفوائد: صلاة الجمعة.. أفادت هذه الآية حكما فقهيا، هو وجوب تلبية النداء يوم الجمعة، لذا قال الفقهاء بأن صلاة الجمعة لا تصح إلا في المسجد، فمن فاتته صلاها ظهرا، كما

_ (1) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة انفضّوا. (2) وقرأ بعضهم بتسكين الميم، وقيل هي لغة فيه.

أفادت حرمة التشاغل بعد النداء، والمقصود به الأذان بين يدي الخطيب، أما التشاغل بعد الأذان الأول فهو مكروه. عن ابن سيرين قال: جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم) ، وقبل أن تنزل الجمعة، وهم الذين سمّوا الجمعة. وقالوا: لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد، فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر اسم اللَّه تعالى ونصلي، فجعلوه يوم العروبة. ثم أنزل اللَّه تعالى في ذلك: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ. وأسعد بن زرارة رضي اللَّه عنه هو أول من جمع الناس يوم الجمعة، وكانوا أربعين. أخرجه أبو داود. أما أول جمعة جمعها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) بأصحابه، فذكر أصحاب السّير، أن النبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم) لما دخل المدينة مهاجرا، نزل قباء، على بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين، لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، حين امتد الضحى، فأقام بقباء من الاثنين إلى الخميس، وأسس مسجدهم، وهو أول مسجد في الإسلام، ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف، في بطن واديهم، وقد اتخذوا في ذلك الموضع مسجدا، فجمع فيه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) وخطب. العدد الذي تنعقد به الجمعة: قال عبيد اللَّه بن عبد اللَّه وعمر بن عبد العزيز والشافعي وأحمد وإسحاق: لا تنعقد الجمعة بأقل من أربعين رجلا من أهل الكمال، وذلك بأن يكونوا أحرارا بالغين عاقلين مقيمين في موضع لا يظعنون عنه شتاء ولا صيفا إلا لحاجة وقد اشترط عمر بن عبد العزيز الوالي حتى تصح الجمعة. أما الشافعي فقال: تصح بلا وال، وقال أبو حنيفة: تنعقد الجمعة بأربعة، شريطة وجود الوالي، وقال الأوزاعي وأبو يوسف: تنعقد بثلاثة إذا كان فيهم وال، وقال الحسن: تنعقد باثنين كسائر الصلوات، وقال ربيعة: تنعقد باثني عشر رجلا، ولا يكمل العدد بمن لا تجب عليه الجمعة، كالعبد والمرأة والمسافر والصبي، ولا تنعقد إلا في موضع واحد، أما إذا كثر الناس وضاق الجامع، فجمهور الفقهاء على أنها تنعقد بأكثر من جامع. واللَّه أعلم.

سورة المنافقون

سورة المنافقون آياتها 11 آية [سورة المنافقون (63) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) الإعراب: (اللام) لام القسم المستعاض بها من اللام المزحلقة لما في (نشهد) من معنى القسم، وذلك في الموضعين الأول والثالث، وهي المزحلقة

في الموضع الثاني (الواو) اعتراضيّة، والثانية عاطفة. جملة: «جاءك المنافقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «نشهد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّك لرسول اللَّه ... » لا محلّ لها جواب القسم «1» . وجملة: «اللَّه يعلم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . وجملة: «إنّك لرسوله ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم «2» . وجملة: «اللَّه يشهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «يشهد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . وجملة: «إنّ المنافقين لكاذبون» لا محلّ لها جواب القسم «3» . 2- (جنّة) مفعول به ثان منصوب (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) ، (ساء) ماض لإنشاء الذم (ما) نكرة موصوفة فاعل «4» والمخصوص بالذم محذوف تقديره النفاق- أو عدم الثبات على الإيمان- وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا. وجملة: «إنّهم ساء ما كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ساء ما كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كانوا يعملون» في محلّ رفع نعت ل (ما) «5» . وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا

_ (1، 3) أو هي استئناف بيانيّ إذا لم يقدّر فعل نشهد بمعنى نقسم. (2) كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في الخبر. (4) أو اسم موصول- في محلّ رفع-[.....] (5) أو لا محلّ لها صلة الموصول ما.

3- الإشارة في (ذلك) إلى سوء عملهم (على قلوبهم) نائب الفاعل (الفاء) تعليليّة (لا) نافية. والمصدر المؤوّل (أنّهم آمنوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) . وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليلة. وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «طبع على قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل. وجملة: «هم لا يفقهون» لا محلّ لها تعليلية «1» . وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . 4- (الواو) عاطفة في الموضعين (لقولهم) متعلّق ب (تسمع) ، (عليهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بحال من الواو في (يؤفكون) . وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تعجبك أجسامهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة من الشرط وفعله وجوابه. وجملة: «تسمع ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «كأنّهم خشب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «يحسبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم العدوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) قد تكون الجملة مسبّبة عن طبع قلوبهم فهي معطوفة على جملة طبع على قلوبهم. (2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قولهم.

الصرف:

وجملة: «احذرهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبه لهذا فاحذرهم. وجملة: «قاتلهم اللَّه» لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة. وجملة: «يؤفكون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 5- (الواو) عاطفة في الموضعين وحاليّة في الثالث (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (يستغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر (لوّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تعالوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «يستغفر لكم رسول ... » جواب شرط مقدّر، لا محلّ لها، غير مقترنة بالفاء أي: إن تقبلوا يستغفر. وجملة: «لوّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) . وجملة: «رأيتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لوّوا. وجملة: «يصدّون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) . وجملة: «هم مستكبرون» في محلّ نصب حال من فاعل يصدّون. الصرف: (4) خشب: قيل هو اسم جمع واحدته خشبة بفتحتين أو بفتحة وسكون، وقيل هو جمع خشب بفتحتين كأسد وأسد، وزنه فعل بضمتين. (مسنّدة) ، مؤنث مسنّد، اسم مفعول من (سنّد) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

_ (1) هي في الأصل مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.

البلاغة

(5) لوّوا: فيه إعلال بالحذف حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة وزنه فعّوا. البلاغة التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» . شبهوا في جلوسهم مجالس رسول (صلّى اللَّه عليه وسلّم) ، مستندين فيها، وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان والخير، بخشب منصوبة، مسندة إلى الحائط، في كونهم أشباحا خالية عن الفائدة، لأن الخشب تكون مسندة إذا لم تكن في بناء، أو دعامة بشيء آخر، ويجوز أن يراد بالخشب المسندة الأصنام المنحوتة من الخشب، المسندة إلى الحيطان. شبهوا بها في حسن صورهم وقلة جدواهم. ووجه الشبه كون الجانبين أشباحا خالية عن العلم والنظر. [سورة المنافقون (63) : آية 6] سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (6) الإعراب: (سواء) خبر مقدّم مرفوع (عليهم) متعلّق ب (سواء) و (الهمزة) للتسوية مصدريّة. والمصدر المؤوّل (أستغفرت لهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. (لهم) متعلّق ب (استغفرت) ، (أم) حرف عطف متّصلة (لهم) الثاني متعلّق ب (تستغفر) ، و (لهم) الثالث متعلّق ب (يغفر) ، (لا) نافية.. جملة: سواء عليهم (استغفارك) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استغفرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ. وجملة: «لم تستغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفرت. وجملة: «لن يغفر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة المنافقون (63) : آية 7]

وجملة: «إنّ اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها تعليلية. وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة المنافقون (63) : آية 7] هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (على من) متعلّق ب (تنفقوا) المنهيّ عنه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (حتّى) حرف غاية وجرّ (ينفضّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.. والمصدر المؤوّل (أن ينفضّوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تنفقوا) . (الواو) حاليّة (للَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خزائن (لا) نافية. وجملة: «هم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تنفقوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ينفضّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «للَّه خزائن ... » في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «لكنّ المنافقين لا يفقهون» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «لا يفقهون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.

_ (1) أو استئنافيّة. (2) أو معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة المنافقون (63) : آية 8]

[سورة المنافقون (63) : آية 8] يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) الإعراب: (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (رجعنا) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إلى المدينة) متعلّق ب (رجعنا) ، (اللام) لام القسم (منها) متعلّق ب (يخرجنّ) ، (الواو) حالية (للَّه العزّة) مثل للَّه خزائن «1» (ولكنّ المنافقين لا يعلمون) مثل ولكن المنافقين لا يفقهون مفردات وجملا «2» جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن رجعنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يخرجن الأعزّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. الصرف: (الأذلّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد. البلاغة فن القول بالموجب: في قوله تعالى يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. وهذا الفن، هو أن يخاطب المتكلم شخصا بكلام، فيعمد هذا الشخص المخاطب إلى كل كلمة مفردة من كلام المتكلم، فيبني عليها من كلامه، وما يوجب عكس معنى المتكلم، لأن حقيقة القول بالموجب ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه، فإن موجب قول المنافقين، الآنف الذكر في الآية، إخراج الرسول

_ (1، 2) في الآية (7) من هذه السورة.

الفوائد:

المنافقين من المدينة، وقد كان ذلك، ألا ترى أن اللَّه تعالى قال على إثر ذلك «واللَّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون» . الفوائد: ذلة المنافقين.. كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) في غزوة بني المصطلق، فتدافع رجلان: أنصاري ومهاجر، فنادى كل منهما أصحابه، فاستطلع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) الأمر، وقال: دعوها فإنها خبيثة، فإنها من دعوى الجاهلية، فتناهي الخبر إلى عبد اللَّه بن أبيّ، رأس النفاق، فقال: أو قد فعلوها (يعني المهاجرين) واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ (يعني نفسه) منا الأذلّ (يعني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فوصل الخبر لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : هل يرضيك أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه؟ وفي طريق العودة، رصد عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي مدخل المدينة، ومنع والده من الدخول قائلا له: أنت الذليل، ورسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) هو العزيز، فعلم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) بالخبر، فأرسل إلى عبد اللَّه أن يسمع لوالده بالدخول، فقال الابن: إن أذن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فنعم إذن. [سورة المنافقون (63) : الآيات 9 الى 11] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (11)

الإعراب:

الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- (لا) ناهية جازمة (لا) زائدة لتأكيد النهي (أولادكم) معطوف على أموالكم مرفوع (عن ذكر) متعلّق ب (تلهكم) ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «1» . جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تلهكم أموالكم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «أولئك.. الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 10- (الواو) عاطفة (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، والعائد محذوف (من قبل) متعلّق ب (أنفقوا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (الموت) فاعل (يأتي) بحذف مضاف أي مقدّمات الموت (الفاء) عاطفة (يقول) مضارع منصوب معطوف على يأتي.. والمصدر المؤوّل (أن يأتي ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف (لولا) حرف تحضيض بمعنى الدعاء (إلى أجل)

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الخاسرون.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك. (2) أو الخبر هو جملتا الشروط والجواب معا.

متعلّق ب (أخّرتني) ، (الفاء) فاء السببية (أصدّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (الواو) عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب شرط مقدّر معطوف على جملة الدعاء «1» ، (من الصالحين) متعلّق بخبر أكن. وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يأتي ... الموت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتي.. الموت. وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «أخّرتني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أصّدّق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن أصّدّق.) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الدعاء المتقدّم المتمثّل في أداة التحضيض أي أثمّة تأخير في الأجل فتصدّق بالزكاة. وجملة: «أكن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. 11- (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (ما) حرف مصدريّ «3» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) . وجملة: «لن يؤخّر اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاء أجلها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلن يؤخّره اللَّه «4» .

_ (1) أو معطوف على محلّ (فأصّدّق) بحسب المعنى.. أي إن أخّرتني أتصدّق- بالجزم- وأكن ... (2) أو اعتراضيّة وجملة أخّرتني مقول القول. (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف، والجملة بعده صلته. (4) قد يكون الظرف مجرّدا من الشرط فلا جواب. ويتعلّق الظرف حينئذ بالفعل المذكور يؤخر.

الصرف:

وجملة: «اللَّه خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤخّر اللَّه. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (9) تلهكم: فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه لمناسبة الجزم، وزنه تفعكم انتهت سورة «المنافقين» ويليها سورة «التغابن»

سورة التغابن

بسم الله الرحمن الرحيم سورة التّغابن آياتها 18 آية [سورة التغابن (64) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الإعراب: (يسبّح للَّه ... في الأرض) مرّ إعرابها «1» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك) ، و (له) الثاني خبر للمبتدأ (الحمد) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) . جملة: «له الملك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «له الحمد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك. وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك. البلاغة التقديم: في قوله تعالى «لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ» . حيث قدّم الظرفان، ليدل بتقديمها على معنى اختصاص الملك والحمد باللَّه عز وجل، وذلك لأنّ الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه، والقائم به والمهيمن عليه، وكذلك الحمد، لأن أصول النعم وفروعها منه. وأما ملك غيره

_ (1) في الآية (1) من سورة الصفّ في هذا الجزء، مفردات وجملا. [.....]

[سورة التغابن (64) : آية 2]

فتسليط منه واسترعاء، وحمده اعتداد بأن نعمة اللَّه جرت على يده. [سورة التغابن (64) : آية 2] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) الإعراب: (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كافر) ، و (منكم) الثاني خبر للمبتدأ (مؤمن) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «1» ، والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) . جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «منكم كافر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» . وجملة: «منكم مؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على منكم كافر. وجملة: «اللَّه.. بصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . البلاغة الطباق: في قوله تعالى فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ. حيث طابق بين الكافر والمؤمن وفي الآية التي قبلها حصل طباق بين السموات والأرض.

_ (1) أو اسم موصول والعائد محذوف. (2) أو معطوفة على جملة الصلة ولا يضرّ عدم وجود العائد إذ المعطوف بالفاء يكفيه وجود العائد في إحدى الجملتين.. وكذا في حاشية الجمل. [سورة التغابن (64) : آية 3] خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)

الإعراب:

الإعراب: (بالحقّ) متعلّق بحال من السموات، والباء للملابسة (الفاء) عاطفة (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) . جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صوركم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوركم. وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة التغابن (64) : آية 4] يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (4) الإعراب: (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، (ما) الثاني والثالث حرف مصدري «1» ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) . والمصدر المؤوّل (ما تسرّون) في محلّ نصب مفعول به، (ما تعلنون) في محلّ نصب معطوف على الأول جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تسرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «اللَّه عليم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.

_ (1) أو اسم موصول والعائد محذوف.

[سورة التغابن (64) : الآيات 5 إلى 6]

[سورة التغابن (64) : الآيات 5 الى 6] أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (قبل) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتكم) ، (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) . جملة: «لم يأتكم نبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ذاقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذاقوا. 6- الإشارة في (ذلك) إلى العذاب (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (الفاء) عاطفة في الموضعين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بشر) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الموضع الثالث ... والمصدر المؤوّل (أنّه كانت..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) . وجملة: «ذلك بأنّه ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانت تأتيهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ «2» .

_ (1) أو مبتدأ خبره الجملة المذكورة بعده. (2) اسم أنّ هو ضمير الشأن.

الصرف:

وجملة: «تأتيهم رسلهم ... » في محلّ نصب خبر كانت. وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت ... وجملة: « (يهدينا) بشر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يهدوننا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا. وجملة: «تولّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «استغنى اللَّه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تولّوا. وجملة: «اللَّه غني ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (استغنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استغنى- بياء متحرّكة في آخره- ياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. [سورة التغابن (64) : آية 7] زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) الإعراب: (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي: أنّهم ... و (الواو) في (يبعثوا) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أنّهم لن يبعثوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعم. (بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تبعثنّ) مضارع مرفوع للتجرّد، وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد (ثمّ) للعطف

الفوائد:

(لتنبّؤنّ) مثل لتبعثنّ (ما) حرف مصدريّ- أو موصول- والمصدر المؤوّل (ما عملتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تنبّؤنّ) . (الواو) استئنافيّة، والإشارة في (ذلك) إلى البعث والحساب (على اللَّه) متعلّق بالخبر (يسير) . جملة: «زعم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لن يبعثوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففّة. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الجواب المقدّرة (ستبعثون) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول مؤكّد لمقول القول. وجملة: «تبعثنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر. وجملة: «تنبّؤنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبعثنّ. وجملة: «عملتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. وجملة: «ذلك على اللَّه يسير» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد: - بلى.. هي حرف جواب، وتختص بالنفي، وتفيد إبطاله، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) وقوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قالُوا بَلى أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى. قال ابن عباس وغيره: لو قالوا «نعم» لكفروا. ووجهه: أن نعم تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب.

[سورة التغابن (64) : آية 8]

ولذلك قال جماعة من الفقهاء، لو قال: أليس لي عليك ألف، فقال: بلى لزمته، ولو قال: نعم لم تلزمه، وقال آخرون: تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة، والحاصل: أن الاستفهام المسبوق بنفي، إذا أردت أن تجيب عنه بالإثبات، تقول (بلى) كما سبق في الآيات الكريمة، وإذا أردت أن تجيب عنه بالنفي فتقول: «نعم» فإذا قيل لك: (ألا تحب السباحة؟) فتقول: بلى أحب السباحة، للإثبات، أو نعم، لا أحب السباحة للنفي. [سورة التغابن (64) : آية 8] فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باللَّه) متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، واستئنافيّة في الموضع الثالث (ما) حرف مصدريّ- أو موصول حذف عائده- جملة: «آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الأمر كذلك في البعث والتنبؤ فآمنوا. وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «اللَّه ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) . [سورة التغابن (64) : الآيات 9 الى 10] يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)

الإعراب:

الإعراب: (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ليوم) متعلّق ب (يجمعكم) ، (الواو) استئنافيّة، وعاطفة في الموضعين الثاني والثالث (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط (صالحا) مفعول به منصوب «1» ، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بمعنى يخفّف- أو ينزل- (يدخله) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (يدخله) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، وكذلك الظرف (أبدا) ، والإشارة في (ذلك) إلى تكفير السيئات وإدخال الجنّات ... جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يجمعكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «من يؤمن باللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن. وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته، والمفعول به مقدّر. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها معترضة. 10- (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (خالدين) حال منصوبة من أصحاب (فيها) متعلّق ب (خالدين) (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي النار. وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يؤمن. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا. وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الصرف: (9) التغابن: مصدر قياسيّ للخماسيّ تغابن، مأخوذ من الغبن وهو فوت الحظ، وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة.. وزنه تفاعل بفتح الفاء وضمّ العين. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ. التغابن: مستعار من تغابن القوم في التجارة، وهو أن يغبن بعضهم بعضا، لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كان سينزلها هؤلاء الأشقياء لو كانوا سعداء، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كان سينزلها هؤلاء السعداء لو كانوا أشقياء. فن التهكم: في الآية تهكم بالأشقياء، لأن نزولهم ليس بغبن. وفي حديث

_ (1) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال خالدين.

[سورة التغابن (64) : آية 11]

رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة» . [سورة التغابن (64) : آية 11] ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) الإعراب: (ما) نافية (مصيبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أصاب، ومفعوله محذوف أي: أحدا (إلّا) للحصر (بإذن) متعلّق بحال من مصيبة (الواو) عاطفة (من يؤمن باللَّه) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (بكل) متعلّق بالخبر (عليم) . جملة: «أصاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «يهد قلبه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «اللَّه ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . [سورة التغابن (64) : آية 12] وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12) الإعراب: (الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة، وكذلك (الفاء) ، (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما)

_ (1) في الآية (9) من هذه السورة. (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل يهدي.

[سورة التغابن (64) : آية 13]

كافّة ومكفوفة (على رسولنا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (البلاغ) . وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أطيعوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّما على رسولنا البلاغ ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تولّيتم فلا بأس على رسولنا لأنّ عليه البلاغ. [سورة التغابن (64) : آية 13] اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) الإعراب: (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف (الواو) استئنافيّة (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، والفعل مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين.. جملة: «اللَّه لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن توكّل الناس على غير اللَّه فليتوكّل المؤمنون عليه.. وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة. [سورة التغابن (64) : الآيات 14 الى 18] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)

الإعراب:

الإعراب: (من أزواجكم) متعلّق بخبر إنّ (لكم) متعلّق ب (عدوّا) «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الفاء) رابطة لجواب الشرط. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «إنّ من أزواجكم ... عدوّا» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «احذروهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عما سبق أي: تنّبهوا فاحذروهم. وجملة: «تعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «تصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «تغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «إنّ اللَّه غفور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 15- (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة في الموضعين (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) . وجملة: «أموالكم ... فتنة» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.

_ (1) أو متعلّق بنعت ل (عدوّا) .

وجملة: «اللَّه عنده أجر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أموالكم ... فتنة. وجملة: «عنده أجر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) . 16- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة.. والمصدر المؤوّل (ما استطعتم) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (اتّقوا) ، أي: اتّقوا اللَّه مدة استطاعتكم (خيرا) خبر يكن المقدّر مع اسمه أي: أنفقوا يكن الإنفاق خيرا لأنفسكم «1» ، (لأنفسكم) متعلّق ب (خيرا) (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «2» .. وجملة: «اتّقوا اللَّه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قمتم إلى الطاعة فاتّقوا اللَّه.... وجملة: «استطعتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اسمعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ... وجملة: «أطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ... وجملة: «أنفقوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ... وجملة: « (يكن الإنفاق) خيرا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

_ (1) هذا الإعراب موافق لتفسير الآية في ابن كثير حيث جاء فيه: «أحسنوا كما أحسن اللَّه إليكم يكن خيرا لكم في الدنيا والآخرة ... » أمّا سيبويه فقد جعله مفعولا به لفعل محذوف تقديره ائتوا خيرا لأنفسكم، والكوفيون يجعلونه مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إنفاقا خيرا.. أو هو مفعول به عامله أنفقوا، والخير هو المال. (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

وجملة: «من يوق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة «1» . وجملة: «يوق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «أولئك ... المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 17- 18- (قرضا) مفعول مطلق منصوب «3» ، (لكم) متعلّق ب (يضاعفه) ، و (لكم) الثاني متعلّق ب (يغفر) ، (شكور، حليم، عالم، العزيز، الحكيم) أخبار عن المبتدأ (اللَّه) . وجملة: «تقرضوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: «يضاعفه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «اللَّه شكور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . انتهت سورة «التغابن» ويليها سورة «الطلاق»

_ (1) أو لا محلّ لها استئنافيّة. [.....] (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (3) وهذا بحسب الظاهر.. أو هو مفعول به كما جاء في تفسير ابن كثير: «مهما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيء فعليه جزاؤه ... » (4) أو في محلّ نصب حال من فاعل يضاعفه أو يغفر ...

سورة الطلاق

بسم الله الرحمن الرحيم سورة الطّلاق آياتها 12 آية [سورة الطلاق (65) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب

(النبي) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لعدتهنّ) متعلق بحال من الضمير المفعول في (طلقوهنّ) بحذف مضاف أي: مستقبلات لأول عدّتهنّ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ربّكم) نعت للفظ الجلالة منصوب (لا) ناهية جازمة (من بيوتهنّ) متعلّق ب (تخرجوهنّ) ، (لا) مثل الأولى (يخرجن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (إلّا) للاستثناء (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب (بفاحشة) متعلّق ب (يأتين) .. والمصدر المؤوّل (أن يأتين..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بحال أي إلّا مذنبات بإتيانهنّ الفاحشة «1» . (الواو) استئنافيّة، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام السابقة (الواو) عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (لا) نافية، والفاعل في (تدري) ضمير تقديره أنت، والخطاب للمطلّق (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحدث) .. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها جواب النداء «2» . وجملة: «طلّقتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «طلّقوهنّ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم. وجملة: «أحصوا العدّة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

_ (1) هذه الحال مستثناة من عموم الأحوال أي لا يخرجن في حال من الحالات إلّا في حال كونهنّ مذنبات ... (2) في تفسير النداء للنبيّ آراء كثيرة يرجع إليها في التفاسير.. ويجوز في جملة الشرط وفعله وجوابه أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يأيّها النبيّ قل لأمتك ...

وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «لا تخرجوهنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا يخرجن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ. وجملة: «يأتين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «تلك حدود ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من يتعدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك حدود. وجملة: «يتعدّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «قد ظلم نفسه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لا تدري ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لعلّ اللَّه يحدث ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «يحدث ... » في محلّ رفع خبر لعلّ. 2- (الفاء) استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط (بمعروف) متعلّق بحال من فاعل أمسكوهنّ، والثاني حال من فاعل فارقوهنّ (منكم) متعلّق بحال من (ذوي) - أو بنعت له- (للَّه) متعلّق ب (أقيموا) بحذف مضاف أي لوجه اللَّه، والإشارة في (ذلكم) إلى المذكور من أول السورة إلى هنا من أحكام (به) متعلّق ب (يوعظ) ، (من) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) استئنافيّة (من يتّق اللَّه) مثل من يتعدّ حدود.. (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. وجملة: «بلغن ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أمسكوهنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) ومفعول تدري مقدّر.. أما من يجعل (لعل) معلقة للفعل فإنّ الجملة في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تدري.

الصرف:

وجملة: «فارقوهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ. وجملة: «أشهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهن. وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهن. وجملة: «ذلكم يوعظ به ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوعظ به من كان ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) . وجملة: «كان يؤمن باللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «من يتّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتّق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. 3- (الواو) عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يرزقه) ، (لا) نافية (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «2» . وجملة: «يرزقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل ... وجملة: «لا يحتسب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «من يتوكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يتّق اللَّه ... وجملة: «يتوكّل على اللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «هو حسبه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّ اللَّه بالغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل اللَّه ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (1) يتعدّ: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يتفعّ.

_ (1، 3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو متعلّق بحال من (قدرا) إذا ضمّن جعل معنى خلق.

الفوائد

(2) مخرجا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ خرج، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وقد يكون اسم مكان. الفوائد الالتفات: في قوله تعالى لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً. التفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله تعالى: لا تَدْرِي، فالخطاب في «لا تدري» للمتعدي، بطريق الالتفات، لمزيد الاهتمام بالزجر عن التعدي، لا للنبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم) كما قيل، فالمعني: من يتعدّ حدود اللَّه تعالى، فقد عرّض نفسه للضرر، فإنك لا تدري أيها المتعدي عاقبة الأمر. [سورة الطلاق (65) : الآيات 4 الى 7] وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى (6) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (من المحيض) متعلّق ب (يئسن) ، (من نسائكم) متعلّق بحال من فاعل يئسن (ارتبتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة (اللائي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول «1» ، (يحضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (أجلهنّ) مبتدأ ثان مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يضعن) في محلّ نصب بأن (الواو) استئنافيّة (من يتّق اللَّه يجعل له) مرّ إعرابها «2» ، (من أمره) متعلّق بحال من (يسرا) وهو المفعول الأول.. والمصدر المؤوّل (أن يضعن..) في محلّ رفع خبر المبتدأ الثاني أي: أجلهنّ وضع حملهنّ. جملة: «اللائي يئسن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يئسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) . وجملة: «إن ارتبتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللائي) وجملة: «عدّتهنّ ثلاثة أشهر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «لم يحضن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) الثاني. وجملة: «أولات الأحمال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أجلهن أن يضعن ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولات ... وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «من يتّق اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يتق اللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .

_ (1) يجوز أن يكون الموصول مبتدأ خبره محذوف دلّ عليه الخبر الأول، والعطف حينئذ من عطف الجمل. (2) في الآية (2) من السورة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. 5- والإشارة في (ذلك) إلى الأحكام السابقة (إليكم) متعلّق ب (أنزله) ، (الواو) عاطفة (من يتق اللَّه يكفّر) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل، (يعظم) مضارع مجزوم معطوف على (يكفّر) بالواو (له) متعلّق ب (يعظم) . وجملة: «ذلك أمر اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنزله إليكم ... » في محلّ نصب حال من أمر اللَّه، والعامل فيها الإشارة. وجملة: «من يتّق اللَّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك أمر اللَّه. وجملة: «يتّق اللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يعظم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر. 6- (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أسكنوهنّ) «3» ، (من وجدكم) بدل من حيث بإعادة الجار (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (اللام) لام التعليل (تضيّقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، (عليهنّ) متعلّق ب (تضيّقوا) .. والمصدر المؤوّل (أن تضيّقوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تضارّوهنّ) . (الواو) عاطفة (كنّ) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليهنّ) الثاني متعلّق ب (أنفقوا) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن مضمرة بعد حتّى..

_ (1) في الآية (2) من السورة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب. [.....] (3) (من) للتبعيض- أو لابتداء الغاية-

والمصدر المؤوّل (أن يضعن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أنفقوا) . (الفاء) عاطفة (أرضعن) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق ب (أرضعن) ، ومفعول الإرضاع محذوف أي أولادكم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أجورهنّ) مفعول به ثان منصوب (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (ائتمروا) ، (بمعروف) متعلّق بحال من فاعل ائتمروا (إن تعاسرتم) مثل إن أرضعن (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) حرف استقبال (له) متعلّق ب (سترضع) .. وجملة: «أسكنوهنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «سكنتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا تضارّوهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنوهنّ. وجملة: «تضيّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إن كنّ أولات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنوهنّ «1» . وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «إن أرضعن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كنّ.. وجملة: «آتوهنّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ائتمروا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة آتوهنّ. وجملة: «إن تعاسرتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أرضعن ... وجملة: «سترضع له أخرى» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 7- (اللام) لام الأمر (من سعته) متعلّق ب (ينفق) ، (الواو) عاطفة (من)

_ (1) أو هي استئنافيّة.

الصرف:

اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (عليه) متعلّق ب (قدر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (ممّا) متعلّق ب (ينفق) ، (لا) نافية (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان، والعائد محذوف أي آتاه إيّاه (بعد) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. وجملة: «ينفق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من قدر عليه رزقه» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفق. وجملة: «قدر عليه رزقه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «ينفق ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «آتاه اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «لا يكلّف اللَّه نفسا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «آتاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «سيجعل اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (4) أولات: مؤنّث: أولو- وأولي- وانظر الآية (179) من سورة البقرة. (6) وجدكم: مصدر وجد في المال بمعنى استغنى، وزنه فعل بضمّ فسكون وقد تفتح الفاء وتكسر. الفوائد: عدة المطلقة وأحكامها. المعتدة الرجعية، تستحق على الزوج النفقة والسكنى، ما دامت في العدة، وأما المعتدة البائنة، بالخلع أو بالطلاق الثلاث أو باللعان، فلها السكنى، حاملا كانت أو غير حامل، عند أكثر أهل العلم، وقال ابن عباس، لا سكنى لها إلا ان تكون حاملا، وقال ابن عباس والحسن الشعبي والشافعي لا نفقه لها إلا ان تكون حاملا، وهو ظاهر الآية الكريمة، وأما المعتدة عن وطء، لشبهة، والمفسوخ نكاحها

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب.

بعيب أو خيار عتق، فلا سكنى لها ولا نفقة وإن كانت حاملا، وأما المعتدة عن وفاة الزوج، فلا نفقة لها عند أكثر أهل العلم، وأما السكنى، فهناك قولان: أحدهما: لا سكنى لها، وهو أحد قولي الشافعي وابن عباس وعائشة وعطاء والحسن وأبي حنيفة، والثاني: أن لها سكنى، وهو قول عمر وعثمان وابن مسعود وابن عمر ومالك والثوري وأحمد وإسحاق. واعلم أن الطلاق في حال الحيض والنفاس بدعة، وكذلك في الطهر الذي جامعها فيه. والطلاق السني: أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه. هذا في حال امرأة تلزمها العدة بالأقراء، أما إذا طلّق غير المدخول بها في حال الحيض، أو الصغيرة التي لم تحض، أو الآيسة بعد ما جامعها، أو طلق الحامل بعد ما جامعها، أو طلق التي لم تر الدم، فلا حرج في ذلك، أما الخلع في حال الحيض أو في طهر جامعها فيه فلا حرج في ذلك أيضا. والطلاق آخر إجراء يلجأ إليه الزوج، وبعد إخفاق جميع محاولات الإصلاح. عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : أبغض الحلال إلى اللَّه الطلاق، وعن ثوبان أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) قال: أيّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس حرم عليها رائحة الجنة. - اللام الجازمة (لام الأمر) .. هي اللام الموضوعة للطلب، وحركتها الكسر، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، كقوله تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) وقد تسكن بعد ثم (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ، ولا فرق، في اقتضاء اللام الطلبية للجزم، بين كون الطلب أمرا، كقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ) ، أو دعاء (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ، أو التماسا كقولك لمن يساويك (ليفعل فلان كذا) إذا لم ترد الاستعلاء عليه، وكذا لو أخرجت عن الطلب إلى غيره، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر، كقوله تعالى (مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) أي فيمد، أو التهديد (وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) . وأما قوله تعالى: (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) فيحتمل اللامان منه التعليل، فيكون ما بعدهما منصوبا، والتهديد فيكون مجزوما، ودخول اللام على فعل المتكلم قليل، وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام (قوموا فلأصل لكم) وقوله تعالى وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا

[سورة الطلاق (65) : الآيات 8 إلى 9]

اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ ، وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها كقول الشاعر: محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من شيء تبالا أي لتفد. والتبال: الوبال بمعنى الهلاك. [سورة الطلاق (65) : الآيات 8 الى 9] وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (8) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (9) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية العدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (من قرية) تمييز (عن أمر) متعلّق ب (عتت) ، (الفاء) عاطفة (حسابا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (عذابا) .. جملة: «كأيّن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عتت ... » في محلّ رفع خبر كأيّن. وجملة: «حاسبناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عتت. وجملة: «عذّبناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عتت. 9- (الفاء) عاطفة (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة-.. وجملة: «ذاقت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عذّبناها. وجملة: «كان عاقبة أمرها خسرا» في محلّ نصب حال بتقدير قد. الصرف: (عتت) ، فيه إعلال بالحذف كما في عتوا.. انظر الآية (77) من سورة الأعراف. (خسرا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ خسر، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة

البلاغة

مصادر أخرى للفعل هي خسر بفتح فسكون، وخسر بضمّتين، وخسار بفتح الخاء، وخسارة بفتح الخاء، وخسران بضمّ الخاء وسكون السين.. البلاغة مجاز مرسل: في قوله تعالى وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها. وعلاقة هذا المجاز المحلية، من إطلاق المحل وارادة الحال. [سورة الطلاق (65) : الآيات 10 الى 12] أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (10) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) الإعراب: (لهم) متعلق ب (أعدّ) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء (الذين) موصول في محلّ نصب عطف بيان على أولي- أو بدل منه- (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (أنزل) . جملة: «أعدّ اللَّه ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.

وجملة: «اتّقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أعدّ اللَّه العذاب لمن عتا عن أمره فاتّقوه. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أنزل اللَّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 11- (رسولا) مفعول به لفعل محذوف أي أرسل رسولا «1» ، (عليكم) متعلّق ب (يتلو) ، (اللام) للتعليل (يخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرج) وكذلك (إلى النور) ، (الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن يخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل) ، أو ب (يتلو) . (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط بالواو (صالحا) مفعول به منصوب «2» ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «3» بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال من ضمير الغائب في (يدخله) والمراعى فيه لفظ من (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، وكذلك (أبدا) ظرف الزمان (قد) حرف تحقيق (له) متعلّق بحال من (رزقا) «4» . وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ل (رسولا) . وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «آمنوا ... (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من (ذكرا) ، أو مفعول به للمصدر (ذكرا) ، أو مفعول به لفعل محذوف على الإغراء أي الزموا. (2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والمفعول به مقدر. (3) أو متعلّق بحال من الأنهار. (4) نعت تقدّم على المنعوت.

وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن. وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «قد أحسن اللَّه ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (يدخله) . 12- (الواو) عاطفة (من الأرض) متعلّق بحال من (مثلهنّ) المعطوف على سبع سموات «2» ، (بينهنّ) ظرف منصوب متعلّق ب (يتنزّل) ، (لتعلموا) مثل ليخرج (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) ، (الواو) عاطفة (بكل) متعلّق ب (أحاط) «3» (علما) تمييز محوّل عن الفاعل أي: أحاط علم اللَّه بكلّ شيء. وجملة: «اللَّه الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يتنزّل الأمر ... » في محلّ نصب حال من سبع سموات، أو من السموات والأرض. وجملة: «تعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تعلموا.) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أخبركم بذلك. والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه على كلّ شيء قدير) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلموا.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) ويجوز أن يكون (مثلهنّ) مفعولا به لفعل محذوف أي وخلق مثلهنّ من الأرض، والعطف حينئذ من عطف الجمل. (3) أو متعلّق ب (علما) .

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أنّ الله قد أحاط..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأخير. وجملة: «قد أحاط ... » في محلّ رفع خبر أنّ. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ. حيث شبه سبحانه وتعالى الكفر بالظلمات، ثم حذف المشبه، وأبقى المشبه به. وشبه الإيمان بالنور، وحذف المشبه أيضا، وأبقى المشبّه به. انتهت سورة «الطلاق» ويليها سورة «التحريم»

سورة التحريم

بسم الله الرحمن الرحيم سورة التحريم آياتها 12 آية [سورة التحريم (66) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) الإعراب: (يا أيّها النبيّ) مرّ إعرابها «1» ، (لم) متعلّق ب (تحرّم) ، و (ما) اسم استفهام حذفت منه الألف، (ما) موصول «2» في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق ب (أحلّ) ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة-. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تحرّم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أحلّ اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» . وجملة: «تبتغي ... » في محلّ نصب حال من فاعل تحرّم. وجملة: «اللَّه غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .

_ (1) في الآية (1) من سورة الطلاق. (2) أو نكرة مقصودة. (3) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) . (4) يجوز أن تكون في محلّ نصب حالا. [.....]

الفوائد:

الفوائد: 1- (يا أَيُّهَا) المنادي: اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب استدعاء مسماه أو تنبيهه مثل: (يا خالد اذهب إلى الملعب) . أدوات النداء هي: (يا، أيا، هيا، أي، والهمزة) . اختصاصها: (أي والهمزة) لنداء القريب (وأيا، وهيا) لنداء البعيد و (يا) لكل منادى. أقسام المنادي: الأول: مبني على ما يرفع به في محلّ نصب وهو نوعان آ- إذا كان علما مفردا، أي: لا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف نحو: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) . ب- إذا كان نكرة مقصودة، وهي النكرة المعينة كقولنا لمن هو أمامنا: (يا رجل أقبل) . الثاني: منصوب بالفتحة أو ما ينوب عنها، وهو ثلاثة أنواع: 1- المنادي المضاف، نحو: يا عبد اللَّه 2- المنادي الشّبيه بالمضاف، نحو: يا حافظا وقته أبشر بالفوز. 3- المنادي النكرة غير المقصودة، نحو: يا جنديا احترس. والمنادي في هذه الأنواع الثلاثة (معرب) واجب النصب. 2- اختلفت العلماء في لفظ التحريم، فقيل: هو ليس بيمين، فإن قال لزوجته: أنت علي حرام، أو قال: حرمتك، فإن نوى طلاقا فهو طلاق، وإن نوى ظهارا فظهار، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال ذلك لجاريته، فإن نوى عتقا أعتقها، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال لطعام: حرمته على نفسي، فلا شيء عليه. وهذا قول أبي بكر وعمر وجمع من الصحابة والتابعين والشافعي. [سورة التحريم (66) : آية 2] قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)

الإعراب:

الإعراب: (قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق ب (فرض) بمعنى شرع (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- والثانية عاطفة. جملة: «قد فرض اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اللَّه مولاكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «هو العليم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اللَّه مولاكم. الصرف: (تحلّة) ، مصدر سماعيّ، للرباعيّ حلّل، والقياسيّ تحليل. [سورة التحريم (66) : آية 3] وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه قوله: العليم الخبير أي علم اللَّه.. (إلى بعض) متعلّق ب (أسرّ) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب عرّف (به) متعلّق ب (نبّأت) ، (عليه) متعلّق ب (أظهره) بتضمينه معنى أطلعه (عن بعض) متعلّق ب (أعرض) ، (فلمّا نبّأها به) مثل فلما نبّأت به.. جملة: «أسرّ النبيّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نبّات به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) يجوز أن تكون في محل نصب حالا.

[سورة التحريم (66) : الآيات 4 إلى 5]

وجملة: «أظهره ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبّأت به «1» . وجملة: «عرّف ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «نبّأها به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «من أنبأك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنبأك هذا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «نبّأني العليم ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة التحريم (66) : الآيات 4 الى 5] إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (5) الإعراب: (إلى اللَّه) متعلّق ب (تتوبا) ، (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (الواو) عاطفة (تظاهرا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين (عليه) متعلّق ب (تظاهرا) ، (الفاء) تعليليّة (هو) ضمير فصل «2» ، (جبريل)

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة أو في محلّ نصب حالا بتقدير قد. (2) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره مولاه، والجملة الاسميّة خبر إنّ.

مبتدأ مرفوع خبره (ظهير) «1» ، (صالح) معطوف على جبريل مرفوع وعلامة الرفع الواو وقد حذفت للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل (بعد) ظرف منصوب متعلّق بالخبر ظهير. جملة: «تتوبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف تقديره يقبل منكما أو تقبلا. وجملة: «قد صغت قلوبكما ... » لا محلّ لها تعليل للشرط أي: إن تتوبا إلى اللَّه لأنكما قد ملتما مع نفسيكما يقبل منكما التوبة. وجملة: «تظاهرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تتوبا.. وجواب الشرط محذوف تقديره يجد ناصرا ينصره. وجملة: «إن اللَّه ... مولاه» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط الثاني. وجملة: «جبريل ... ظهير» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة الأخيرة. 5- (طلّقكنّ) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (أن) حرف مصدري ونصب (خيرا) نعت ل (أزواجا) منصوب، (منكنّ) متعلّق ب (خيرا) ، (مسلمات ... ) حال من (أزواجا) «2» منصوبة.. والمصدر المؤوّل (أن يبدله..) في محلّ نصب خبر عسى. وجملة: «عسى ربّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «طلّقكنّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقكنّ فعسى ربّه أن يبدله.. وجملة: «يبدله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو هو معطوف على محلّ إنّ واسمها- ومحلّه الرفع- ف (الملائكة) حينئذ مبتدأ خبره ظهير، والجملة مستقلّة عن الأولى ومعطوفة عليها. (2) تخصّص بالنعت. ويجوز أن يكون نعتا ثانيا ل (أزواجا) مع بقية الصفات الأخرى.

الصرف:

الصرف: (صغت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت منه لام الكلمة، وزنه فعت. (ثيّبات) ، جمع ثيّب، اسم جنس مؤنّث، وسمّيت المرأة كذلك لأنها تثوب إلى بيت أبويها، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله ثيوب- بسكون الياء وكسر الواو- قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى البلاغة سر الجمع: في قوله تعالى «قلوبكما» . الجمع في «قلوبكما» دون التثنية، لكراهة اجتماع تثنيتين، مع ظهور المراد، وهو في مثل ذلك أكثر استعمالا من التثنية والإفراد. [سورة التحريم (66) : آية 6] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6) الإعراب: (يأيّها الذين) مثل يأيّها النبيّ «1» ، (نارا) مفعول به ثان منصوب عامله (قوا) ، (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملائكة) ، (لا) نافية (ما) حرف مصدريّ «2» ، والثاني موصول والعائد محذوف.. والمصدر المؤوّل (ما أمرهم..) في محلّ نصب بدل من لفظ الجلالة أي: لا يعصون أمر اللَّه. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (1) من سورة الطلاق. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف والعائد محذوف أي: بما أمرهم إيّاه.

الصرف:

وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «وقودها الناس» في محلّ نصب نعت ل (نارا) . وجملة: «عليها ملائكة ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا) . وجملة: «لا يعصون ... » في محلّ رفع نعت لملائكة. وجملة: «يفعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يعصون.. وجملة: «أمرهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة: «يؤمرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (قوا) ، فيه إعلال بالحذف من موضعين، الأول فاء الكلمة بدءا من المضارع لأنها وقعت بين ياء وكسرة، ثم امتّد الحذف إلى الأمر- كما في المعتلّ المثال- والثاني لام الكلمة بدءا من المضارع أيضا حيث أسند إلى واو الجماعة، ثمّ امتدّ الحذف إلى الأمر.. الأصل يقيونا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة الى القاف «1» ، فلما التقى ساكنان حذفت الياء، ثمّ انجرّ الحذف إلى الأمر، وحذفت النون للبناء.. وزنه عوا. (يعصون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يعصيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الصاد ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء فأصبح يعصون، وزنه يفعون. البلاغة فن السلب والإيجاب: في قوله تعالى لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ. وهذا الفن هو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو

_ (1) وقال بعضهم: حذفت الياء لثقلها ثمّ ضمّت القاف لتناسب الواو.

[سورة التحريم (66) : آية 7]

أمر بشيء من جهة ونهي عنه من غير تلك الجهة. وفي الآية الكريمة، سلب عز وجل عن هؤلاء الموصوفين العصيان، وأوجب لهم الطاعة. [سورة التحريم (66) : آية 7] يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعتذروا) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم.. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لا تعتذروا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تجزون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف. (2) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول الملائكة ...

[سورة التحريم (66) : آية 8]

[سورة التحريم (66) : آية 8] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) الإعراب: (إلى اللَّه) متعلّق ب (توبوا) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (عنكم) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (يدخلكم) مضارع منصوب معطوف على (يكفّر) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «1» ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلكم) «2» ، (لا) نافية (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على النبيّ «3» ، (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يسعى) «4» ، (بأيمانهم) متعلّق بما تعلّق به بين، فهو معطوف عليه (لنا) متعلّق ب (أتمم) ، والثاني متعلّق ب (اغفر) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) . جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

_ (1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار. (2) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.. (3) أو في محلّ رفع خبره جملة نورهم يسعى ... (4) أو متعلّق بحال من فاعل يسعى. [.....]

الصرف:

وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «عسى ربّكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يكفّر..) في محلّ نصب خبر عسى. وجملة: «يدخلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات. وجملة: «لا يخزي اللَّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «نورهم يسعى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «يسعى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نورهم) . وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم «2» . وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أتمم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اغفر لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «إنّك ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (نصوحا) ، صفة مشبهة من الثلاثيّ نصح ... أو هي من صيغ المبالغة، وزنه فعول بفتح الفاء.

_ (1) أو هي في محلّ نصب حال من النبيّ والذين آمنوا معه. (2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

البلاغة

البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى تَوْبَةً نَصُوحاً. حيث وصفت التوبة بالنصح، على الإسناد المجازي، والنصح صفة التائبين، وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم، فيأتوا بها على طريقها متداركة للفرطات، ماحية للسيئات. [سورة التحريم (66) : آية 9] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، وحالية- أو استئنافيّة- في الموضع الرابع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جاهد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اغلظ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي سنحاسبهم ومأواهم جهنّم ... وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . انتهى المجلد الرابع عشر ويليه المجلد الخامس عشر

_ (1) أو حال من جهنّم، والعامل فيها الابتداء.

الجزء التاسع والعشرون سورة الملك سورة القلم سورة الحاقّة سورة المعارج سورة نوح سورة الجنّ سورة المزّمّل سورة المدّثّر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات

[سورة التحريم (66) : الآيات 10 إلى 12]

بقية سورة التحريم من الآية 10 إلى الآية 12 [سورة التحريم (66) : الآيات 10 الى 12] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12) الإعراب: (مثلا) مفعول به ثان مقدّم (للذين) متعلق بنعت

ل (مثلا) «1» ، (امرأة) مفعول به أوّل مؤخّر «2» منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (تحت) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانتا، والظرفيّة مجازيّة (من عبادنا) متعلّق بنعت ل (عبدين) (الفاء) عاطفة في الموضعين (عنهما) متعلّق ب (يغنيا) بتضمينه معنى يدفعا (من الله) متعلّق ب (يغنيا) بحذف مضاف أي من عذاب الله (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «3» أي شيئا من الإغناء (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (ادخلا) . جملة: «ضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانتا تحت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «خانتاهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانتا ... وجملة: «لم يغنيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خانتاهما. وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يغنيا. وجملة: «ادخلا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «4» . 11- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ضرب الله ... امرأة فرعون) مثل ضرب الله ... امرأة نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (مثلا) ، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لي) متعلّق ب (ابن) ، (عندك) ظرف منصوب متعلّق بحال من الضمير في (لي) «5» (في الجنّة) متعلّق بنعت ل (بيتا) ،

_ (1) أو متعلّق ب (مثلا) . (2) بحذف مضاف أي حال امرأة. (3) أو هو مفعول به منصوب. (4) لأنها مقول القول مع الفعل المعلوم. (5) أو بحال من (بيتا) ، نعت تقدّم على المنعوت ... ويجوز (في الجنّة) أن يكون بدلا- أو عطف بيان- للظرف عندك ...

البلاغة

(من فرعون) متعلّق ب (نجّني) ، (من القوم) متعلّق ب (نجّني) الثاني ... وجملة: «ضرب الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب الله (الأولى) . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «قالت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ابن لي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «نجّني (الأولى) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «نجّني (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّني (الأولى) . 12- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (مريم) معطوف على (امرأة فرعون) منصوب (بنة) بدل من مريم- أو عطف بيان عليه- منصوب (التي) موصول في محلّ نصب نعت لمريم (فيه) متعلّق ب (نفخنا) ، والضمير يعود على فرجها مجازا لأنّ النفخ كان في جيب قميصها (من روحنا) متعلّق ب (نفخنا) ، و (من) تبعيضيّة (بكلمات) متعلّق ب (صدّقت) ، (من القانتين) متعلّق بخبر كانت ... وجملة: «أحصنت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «نفخنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «صدّقت ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فحملت بعيسى وصدّقت بكلمات ... وجملة: «كانت من القانتين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّقت «1» ... البلاغة 1- التمثيل: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ... » الآية. حيث مثّل الله عز وجل حال الكفار- في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد.

الفوائد:

للمؤمنين، معاقبة مثلهم، من غير إبقاء ولا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر، لأن عداوتهم له وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبت الوصل، وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد، وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء الله- بحال امرأة نوح وامرأة لوط، لما نافقتا وخانتا الرسولين، لم يغن الرسولان عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب الله. 2- التعريض: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا» الآية في ضرب هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين، المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله، والتعريض بحفصة أرجح، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . الفوائد: طهارة عرض الأنبياء ... ضرب الله مثلا في هذه الآية بأن الفاسد العاصي الكافر، لا ينفعه صلاح غيره لو كان نبيا، فامرأة نوح واسمها واعلة، وقيل: والعة، وامرأة لوط واسمها واهلة وقيل: والهة، كانتا زوجتين لعبدين صالحين نبيين، وهما نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام (فخانتاهما) . قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، وكانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون، وإذا آمن به أحد أخبرت الجبابرة من قومها. وأما امرأة لوط، فإنها كانت تدل قومها على أضيافه، إذا نزل به ضيف بالليل أوقدت النار، وإذا نزل به ضيف في النهار دخنت لتعلم قومها بذلك. لذا أجمع العلماء على طهارة عرض الأنبياء، وقالوا: بأن زوجة النبي إذا أصرت على الكفر هذا لا يقدح في شرفه وعصمته، أما إذا زنت فهذا لا يتفق مع عصمة الأنبياء وطهارتهم، فعرضهم مصون من الزنا، فلا يقع ذلك في نسائهم أبدا.

سورة الملك

سورة الملك آياتها 30 آية [سورة الملك (67) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الإعراب: (بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (الملك) (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) . جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «بيده الملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

2- (الذي) في محلّ رفع بدل من الموصول الأول فاعل تبارك (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) للتعليل (يبلوكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أيّكم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع، و (كم) مضاف إليه (عملا) تمييز منصوب. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «يبلوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يبلوكم ... ) » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) . وجملة: «أيّكم أحسن ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يبلوكم المعلّق بالاستفهام أيّكم. وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . 3- (الذي) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ هو «2» ، (طباقا) نعت لسبع منصوب «3» ، (ما) نافية (في خلق) متعلّق بحال من تفاوت (تفاوت) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لفعل الرؤية (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (فطور) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ... وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «ما ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» . وجملة: «ارجع البصر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردت المعاينة فارجع ...

_ (1) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل خلق. (2) أو نعت للغفور، أو بدل منه، أو عطف بيان عليه ... (3) أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، بكونه مصدرا، أي طابقت طباقا. (4) أو نعت ثان لسبع بتقدير الرابط أي من تفاوت فيها.

الصرف:

وجملة: «هل ترى من فطور ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل مقدّر معلّق بالاستفهام أي ارجع البصر وانظر هل ترى ... 4- (ثمّ) حرف عطف (كرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (ينقلب) مضارع مجزوم فهو جواب الأمر (إليك) متعلّق ب (ينقلب) ، (خاسئا) حال منصوبة من البصر (الواو) حالية.. وجملة: «ارجع البصر ... » معطوفة على جملة ارجع البصر (الأولى) . وجملة: «ينقلب إليك البصر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «هو حسير ... » في محلّ نصب حال من البصر أو من الضمير في (خاسئا) ، فهي حينئذ متداخلة مع الحال الأولى. الصرف: (طباقا) : جمع طبقة بفتح فسكون، أو جمع طبق بفتحتين وهو اسم في الحالتين.. أو هو مصدر سماعيّ للرباعيّ طابق، والقياسيّ منه مطابقة، ويجوز أن يكون وصفا مبالغة، ووزن طباق فعال بكسر الفاء. (ترى) قياس صرفه كفعل نرى ... انظر الآية (5) من سورة البقرة. (تفاوت) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تفاوت بمعنى تباين، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين. (فطور) ، جمع فطر بكسر فسكون وهو الشقّ والصدع.. وفي المختار: الفطر الشقّ يقال فطره فانفطر وتفطّر الشيء تشقّق، وبابه نصر. (حسير) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ حسر باب ضرب أي كلّ وانقطع نظره، وزنه فعيل. [سورة الملك (67) : آية 5] وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (5)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بمصابيح) متعلّق ب (زيّنا) ، و (الباء) للاستعانة (للشياطين) متعلّق ب (رجوما) «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعتدنا) .. جملة: «زيّنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناها «2» . الصرف: (رجوما) مصدر الثلاثيّ رجم، استعمل صفة بمعنى المفعول أي المرجوم به، ويجوز أن يستعمل كمصدر بعد حذف مضاف أي ذات رجوم، وجمع المصدر باعتبار أنواعه، وزنه فعول بضمّ الفاء، أو هو جمع رجم اسم لما يرجم به زنة فعل بفتح فسكون. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ. حيث شبه الكواكب والنجوم بمصابيح، وحذف المشبه وأبقى المشبه به، على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية وذلك أن الناس يزيّنون مساجدهم ودورهم بأثقاب المصابيح، ولكنها مصابيح لا توازيها، أي مصابيح إضاءة. [سورة الملك (67) : الآيات 6 الى 8] وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)

_ (1) على أنه مصدر ... أو متعلّق بنعت ل (رجوما) . [.....] (2) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) (بربّهم) متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنم. وجملة: «للذين كفروا ... عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . 7- (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (ألقوا) ، (لها) متعلّق بحال من (شهيقا) ، (الواو) حاليّة ... وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «هي تفور ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لها) . 8- (من الغيظ) متعلّق ب (تميّز) «2» ، (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سألهم (فيها) متعلّق ب (ألقي) ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ ... وجملة: «تكاد تميّز ... » في محلّ نصب حال من فاعل تفور.. وجملة: «تميّز ... » في محلّ نصب خبر تكاد. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألقي فيها فوج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سألهم خزنتها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لم يأتكم نذير ... » في محلّ نصب مفعول به- وهو مقيد بالجار- لفعل سأل المعلّق عن العمل بالاستفهام. أي سألوهم عن مجيء النذير إليهم.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من جهنّم، والعامل فيها الابتداء. (2) و (من) سببيّة.. أو هو تمييز أي: تتميّز غيظا.. أو متعلّق بحال من الضمير الفاعل في (تميّز) .

الصرف:

الصرف: (يأتكم) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعكم. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ» . حيث شبه اشتعال النار بهم، في قوة تأثيرها فيهم، وإيصال الضرر إليهم، باغتياظ المغتاظ على غيره، المبالغ في إيصال الضرر إليه، على سبيل الاستعارة التصريحية ويجوز أن تكون هنا تخييلية تابعة للمكنية، بأن تشبه جهنم، في شدة غليانها وقوة تأثيرها في أهلها، بإنسان شديد الغيظ على غيره، مبالغ في إيصال الضرر إليه، فتوهم لها صورة كصورة الحالة المحققة الوجدانية، وهي الغضب الباعث على ذلك، وأستعير لتلك الحالة المتوهمة للغيظ. 9- [سورة الملك (67) : الآيات 9 الى 11] قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (11) الإعراب: (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفّي (قد) حرف تحقيق (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (أنتم) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قد جاءنا نذير ... » في محلّ نصب مقول القول.

الصرف:

وجملة: «كذّبنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «قلنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «ما نزّل الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني. وجملة: «إن أنتم إلّا في ضلال ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول الثاني «1» . 10- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أو) حرف عطف (ما) نافية (في أصحاب) متعلّق بخبر (كنّا) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا (الأولى) . وجملة: «لو كنّا نسمع ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نسمع ... » في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: «نعقل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نسمع وجملة: «ما كنّا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «2» . 11- (الفاء) استئنافيّة في الموضعين (بذنبهم) متعلّق ب (اعترفوا) ، (سحقا) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» (لأصحاب) متعلّق ب (سحقا) ... «4» . وجملة: «اعترفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (أسحقهم الله) سحقا» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (سحقا) ، مصدر الثلاثيّ سحق بمعنى بعد باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بضمّ فسكون.

_ (1) إذا كانت من كلام الكافرين ... وهي اعتراضيّة إذا كانت من كلام الملائكة ... (2) ومعنى الشرط: إذا لم يكونوا من أصحاب السعير فهم من أصحاب الجنّة، وقد امتنع كونهم كذلك لامتناع كونهم سامعين أو عاقلين.. (3) أو مفعول به لفعل محذوف أي: ألزمهم الله سحقا. (4) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الدعاء لأصحاب السعير.

[سورة الملك (67) : آية 12]

12- [سورة الملك (67) : آية 12] إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) الإعراب: (بالغيب) متعلّق بحال من فاعل يخشون (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مغفرة) ... وجملة: «إنّ الذين يخشون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 13- 14 [سورة الملك (67) : الآيات 13 الى 14] وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (أو) حرف عطف (به) متعلّق ب (اجهروا) ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) . وجملة: «أسرّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اجهروا به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرّوا. وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 14- (ألا) استفهام إنكاريّ ونفي (من) موصول في محلّ رفع فاعل (يعلم) «1» ، (الواو) حاليّة ... وجملة: «يعلم من خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو في محلّ نصب مفعول به، والفاعل مستتر يعود على الله والعائد ضمير الغائب محذوف.

[سورة الملك (67) : آية 15]

وجملة: «هو اللطيف ... » في محلّ نصب حال. 15- [سورة الملك (67) : آية 15] هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الإعراب: (لكم) متعلّق ب (ذلولا) المفعول الثاني (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (في مناكبها) متعلّق ب (امشوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (من رزقه) متعلّق ب (كلوا) ، (إليه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور) . وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «امشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبهوا لهذا فامشوا. وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة امشوا. وجملة: «إليه النشور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (امشوا) ، فيه إعلال بالحذف كما في (يمشون) لأنه مأخوذ منه.. انظر الآية (195) من الأعراف. (مناكبها) ، جمع منكب، اسم بمعنى الجانب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين، ووزن مناكب مفاعل. 16- 17 [سورة الملك (67) : الآيات 16 الى 17] أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)

الإعراب:

الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التهديديّ (في السماء) متعلّق بمحذوف صلة من (أن) حرف مصدريّ ونصب (بكم) متعلّق ب (يخسف) ، (الفاء) عاطفة «1» ، (إذا) حرف فجاءة.. والمصدر المؤوّل (أن يخسف ... ) في محلّ نصب بدل اشتمال من الموصول (من) . وجملة: «أمنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يخسف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «هي تمور ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هي تمور» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تمور ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي. 17- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من في السماء أن يرسل ... ) مثل من في السماء أن يخسف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ (نذيري) ... وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية. وجملة: «أمنتم (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يرسل) في محلّ نصب بدل اشتمال من الموصول الثاني (من) . وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون حالة إنذاري به. وجملة: «كيف نذير ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالاستفهام كيف.

_ (1) وهي زائدة لازمة عند بعضهم منهم الفارسيّ والمازنيّ.

[سورة الملك (67) : آية 18]

18- [سورة الملك (67) : آية 18] وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للفاصلة، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه. جملة: «كذّب الذين ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «كان نكير» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فعذّبهم فكيف كان نكير. 19- [سورة الملك (67) : آية 19] أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (إلى الطير) متعلّق ب (يروا) بمعنى ينظروا (فوقهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من الطير «1» ، (صافّات) حال ثانية منصوبة (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (بكلّ) متعلّق بالخبر (بصير) . جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا وجملة: «يقبضن ... » في محلّ نصب معطوفة على الحال المفردة صافّات.

_ (1) أو متعلّق بصافّات.

البلاغة

وجملة: «ما يمسكهنّ إلّا الرحمن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «إنّه ... بصير» لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة عطف الفعل على الاسم: في قوله تعالى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» . حيث قال: ويقبضن، والسياق أن يقول: وقابضات. وذلك لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة، لأنّ الطيران في الهواء كالسباحة في الماء، والأصل في السباحة مدّ الأطراف وبسطها. وأما القبض فطارئ على البسط، للاستظهار به على التحرك، فجيء بما هو طارئ غير أصل بلفظ الفعل، على معنى أنهن صافات، ويكون منهن القبض تارة كما يكون من السابح، فالبسط عبّر عنه بالاسم لأنه الغالب، والقبض عبّر عنه بالفعل لأنه طارئ. 20- [سورة الملك (67) : آية 20] أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) الإعراب: (أم) بمعنى بل (الذي) موصول في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة (لكم) متعلّق بنعت ل (جند) ، (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصركم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في غرور) متعلّق بخبر المبتدأ (الكافرون) . وجملة: «من هذا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو جند ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ينصركم ... » في محلّ رفع نعت لجند.

_ (1) قال العكبريّ: يجوز أن تكون حالا من الضمير في (يقبضن) ، أي: غير ممسكات إلّا من الرحمن.

الفوائد

وجملة: «إن الكافرون إلّا في غرور» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد - إن النافية: وهي تدخل على الجملة الاسمية كقوله تعالى: (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) ، وتدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى: «إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى» «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» وقال بعضهم: لا تأتي (إن) النافية إلا وبعدها (إلا) . فهذا القول مردود، بدليل قوله تعالى: (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا) (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ) . وإذا دخلت على الجملة الاسمية لم تعمل عند سيبويه والفراء، وأجاز الكسائي والمبرد إعمالها عمل ليس، وقرأ سعيد بن جبير (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) وسمع من أهل العالية: «إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية» ولكن أكثر النحاة يعتبرونها نافية مهملة لا عمل لها» . 21- [سورة الملك (67) : آية 21] أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) الإعراب: (أم من هذا الذي) مرّ إعرابها «1» ، (أمسك) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير يعود على الله (بل) للإضراب الانتقاليّ (في عتوّ) متعلّق بحال من فاعل لجّوا ... وجملة: «من هذا الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرزقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «أمسك رزقه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط

_ (1) في الآية السابقة (20) .

[سورة الملك (67) : آية 22]

محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «لجّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 22- [سورة الملك (67) : آية 22] أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريري (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره (أهدى) ، (على وجهه) متعلّق ب (مكبّا) ، (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (على صراط) متعلّق ب (يمشي) ... وجملة: «من يمشي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمشي (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يمشي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني) . الصرف: (مكبّا) ، اسم فاعل من الرباعيّ أكبّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعينه ولامه من حرف واحد. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» . مثل ضرب للمشرك والموحد، توضيحا لحالهما وتحقيقا لشأن مذهبهما، فالمشرك أعمى لا يهتدي إلى الطريق، يمشي متعسفا، فلا يزال يتعثر وينكب على وجهه والموحد صحيح البصر، يمشي في طريق واضحة مستقيمة، سالما من العثور والانكباب على وجهه.

[سورة الملك (67) : آية 23]

23- [سورة الملك (67) : آية 23] قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (23) الإعراب: (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لكم) متعلّق بمحذوف حال من السمع والأبصار والأفئدة «1» ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، عامله تشكرون، منصوب (ما) زائدة لتأكيد التقليل.. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو الذي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنشأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تشكرون» لا محلّ لها استئنافيّة «2» . 24- [سورة الملك (67) : آية 24] قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) الإعراب: (في الأرض) متعلّق ب (ذرأكم) ، (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (تحشرون) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هو الذي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «ذرأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «إليه تحشرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) بتضمين جعل معنى خلق ... ومتعلّق بمفعول ثان إذا كان على بابه. (2) أو هي في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) . [.....]

[سورة الملك (67) : آية 25]

25- [سورة الملك (67) : آية 25] وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (هذا) ، (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط ... جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنتم صادقين ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. 26- [سورة الملك (67) : آية 26] قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة في الموضعين (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (العلم) ، (الواو) عاطفة ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «العلم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أنا نذير ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول. 27- [سورة الملك (67) : آية 27] فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سيئت، و (الهاء) في (رأوه) يعود على العذاب (زلفة) حال من الضمير المفعول في (رأوه) منصوبة (به) متعلّق ب (تدّعون)

الصرف:

بحذف مضاف أي بإنذاره ... وجملة: «رأوه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «سيئت وجوه ... » لا محلّ لها لها لجواب شرط غير جازم. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيئت وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «كنتم به تدّعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «تدّعون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (زلفة) ، اسم مصدر للرباعيّ أزلف، وهذا الاسم بمعنى اسم الفاعل أي مزلف أي قريب، وزنه فعلة بضمّ فسكون. (سيئت) ، فيه إعلال بالقلب، الياء أصلها واو مكسور ما قبلها وكانت حركة السين في الأصل فحركت بالكسر لمناسبة البناء للمجهول، ثم قلبت الواو ياء تخلصا من الثقل الحاصل بالانتقال من الضمّ إلى الكسر لمناسبة البناء للمجهول ... (قيل) ، فيه إعلال مثل سيئت ... 28- [سورة الملك (67) : آية 28] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (28) الإعراب: (أرأيتم) أي أخبروني، والمفعول به محذوف تقديره شأنكم أو حالكم (أهلكني) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في (أهلكني) ، (أو) حرف

_ (1) لأنها في الأصل مقول القول للمبني للمعلوم ... وبعضهم يجعلها تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول.

[سورة الملك (67) : آية 29]

عطف ... (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من عذاب) متعلّق ب (يجير) ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أهلكني الله ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية. وجملة: «رحمنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكني الله. وجملة: «من يجير ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن متّ أو حييت فلا فائدة لكم في ذلك لأنّه لا مجير لكم من عذاب الله ... وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . 29- [سورة الملك (67) : آية 29] قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29) الإعراب: (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (توكّلنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (السين) حرف استقبال (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم «2» . وجملة: «هو الرحمن ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «آمنّا به» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول

_ (1) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره الجارّ والمجرور (في ضلال ... ) ، و (هو) ضمير فصل، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعولي ستعلمون المعلّق بالاستفهام. (2) في الآية السابقة (28) .

[سورة الملك (67) : آية 30]

وجملة: «توكّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنّا به. وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون. وجملة: «هو في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . 30- [سورة الملك (67) : آية 30] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (30) الإعراب: مرّ إعراب نظير هذه الآية «1» ، (بماء) متعلّق ب (يأتيكم) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم «2» . وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أصبح ماؤكم غورا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيتم. وجملة: «من يأتيكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يأتيكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . انتهت سورة «الملك» ويليها سورة «القلم»

_ (1، 2) في الآية السابقة (28) .

سورة القلم

سورة القلم آياتها 52 آية [سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) الإعراب: (والقلم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «1» . والمصدر المؤوّل (ما يسطرون) في محلّ جرّ معطوف على القلم. جملة: « (أقسم) بالقلم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يسطرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 2- (ما) نافية عاملة عمل ليس (بنعمة) متعلّق بمعنى النفي في (ما) ،

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يسطرونه، وضمير الفاعل يعود على الملائكة الكتبة.

البلاغة

و (الباء) سببيّة «1» ، (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ... وجملة: «ما أنت ... بمجنون» لا محلّ لها جواب القسم 3- (الواو) عاطفة (لك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (غير) نعت ل (أجرا) منصوب. وجملة: «إنّ لك لأجرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. 4- (الواو) واو العطف (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوضا من المزحلقة (على خلق) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: «إنّك لعلى خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. البلاغة فن المناسبة اللفظية: في قوله تعالى «ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ» وما بعدها، إلى قوله «غَيْرَ مَمْنُونٍ» . وهذا الفن هو عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات. الاستعارة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» . على في حقيقتها تفيد الاستعلاء، وهو غير مقصود في الآية، إذ الرسول عليه السلام لا يستعلي فوق الخلق العظيم ويمتطيه، كما يمتطي الرجل صهوة الجواد مثلا، وإنما هو على المجاز والاستعارة، أراد به تمكن الرسول عليه السلام من الخلق العظيم والسجايا الشريفة. الفوائد - حسن الخلق: روى جابر أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام

_ (1) أي انتفى كونك مجنونا بسبب نعمة ربّك عليك، ولا يصحّ تعليقه بمجنون كيلا يفيد نفي جنون يكون نعمة من الله، وليس في الوجود جنون هو نعمة.

[سورة القلم (68) : الآيات 5 إلى 6]

محاسن الأفعال، عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن البر والإثم فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. أخرجه أبو داود. وعن أبي الدرداء، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن جابر، رضي الله عنه، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن من أحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا. عن أنس، رضي الله عنه، قال: خدمت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عشر سنين، والله ما قال لي أفّ قط، ولا قال لشيء: لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا. 5- 6 [سورة القلم (68) : الآيات 5 الى 6] فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المفتون) «1» ، و (أيّ) اسم استفهام. جملة: «ستبصر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاء أمر الله فستبصر «2» . وجملة: «يبصرون ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ستبصر. وجملة: «بأيّكم المفتون» في محلّ نصب مفعول به لفعل الإبصار المعلّق بأيّ «3» .

_ (1) بحذف مضاف أي فتن المفتون، أو بغير حذف إن كان المفتون مصدرا. (2) أمر الله هو يوم القيامة في قول، أو نصر المؤمنين في الدنيا في قول آخر. (3) الرؤية البصريّة تعلّق- بفتح اللام- عن العمل على الرأي الصحيح بدليل: أما ترى أيّ برق هاهنا ... وتبصر بمعنى ترى.

الصرف:

الصرف: (المفتون) ، اسم مفعول من (فتن) الثلاثيّ، وزنه مفعول.. ويجوز أن يكون مصدرا كالمعقول والميسور. 7- [سورة القلم (68) : آية 7] إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) الإعراب: (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أعلم) ، (بمن) متعلّق ب (أعلم) ، (عن سبيله) متعلّق ب (ضلّ) (الواو) عاطفة (بالمهتدين) متعلّق ب (أعلم) الثاني. وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل لما قبله. وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو أعلم (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو أعلم (الأولى) . 8- 16 [سورة القلم (68) : الآيات 8 الى 16] فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (14) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين. جملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أيّ: إن ضلّ المكذّبون فلا تطعهم. 9- 13 (لو) حرف مصدريّ (الفاء) عاطفة (الواو) عاطفة (مهين، همّاز، مشّاء، منّاع، معتد، أثيم، عتّل، زنيم) صفات ناعتة ل (حلّاف) مجرورة مثله (بنميم) متعلّق ب (مشّاء) ، (للخير) متعلّق ب (منّاع) «1» ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (زنيم) ، والإشارة في (ذلك) إلى المذكور من الصفات السابقة ... والمصدر المؤوّل (لو تدهن ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل ودّوا ... وجملة: «ودّوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل للنهي- وجملة: «تدهن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) . وجملة: «يدهنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تدهن. وجملة: «لا تطع (الثانية) » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تطع (الأولى) . 14- 16 (أن) حرف مصدريّ (عليه) متعلّق ب (تتلى) ، (آياتنا) نائب الفاعل (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي. والمصدر المؤوّل (أن كان ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام أي لأنّ كان ذا ... متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الشرط الآتي مع فعله وجوابه، أي كذّب بآيات الله لأن كان.. وجملة: «كان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) أو اللام زائدة للتقوية و (الخير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لمنّاع.

الصرف:

وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «سنسمه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (10) حلّاف: مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ حلف، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين المفتوحة. (11) همّاز: مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ همز باب ضرب، الذي يعيب غيره ويغتابه، أو الذي يضرب الناس بيده، وزنه فعّال. (مشّاء) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ مشى، وزنه فعّال. (نميم) ، قيل هو مصدر كالنميمة، وقيل هو جمع النميمة، أو اسم جمع لها من فعل نمّ باب نصر أو باب ضرب ... وفي المصباح: النميمة اسم والنميم أيضا ... وزنه فعيل. (13) عتّل: بمعنى غليظ وجافّ، وقيل الشديد الخصومة، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عتل باب ضرب وزنه فعلّ بضمّتين وتشديد اللام. (زنيم) ، بمعنى دعيّ أو لئيم يعرف بلؤمه، صفة مشبّهة، وزنه فعيل بمعنى فاعل أي عالق بالقوم كزنمة البعير أو الشاة، وهي القطعة من الأذن تقطع منها وتترك معلّقة للاستدلال بها. (16) نسمه: فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المعتلّ المثال وسم، حذفت فاؤه في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، وزنه نعله بفتح النون وكسر العين. (الخرطوم) ، اسم بمعنى الأنف، وزنه فعلول بضمّ فسكون كزنبور. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» . وعبّر بذلك، كناية عن غاية الإذلال، لأن السمة على الوجه شين، حتى إنه (صلّى الله عليه وسلّم)

[سورة القلم (68) : الآيات 17 إلى 33]

نهى عنه في الحيوانات، ولعن فاعله، فكيف على أكرم موضع منه وهو الأنف لتقدمه. وقد قيل: الجمال في الأنف وجعلوه مكان العزة والحمية، واشتقوا منه الأنفة. وفي لفظ الخرطوم استهانة، لأنه لا يستعمل إلا في الفيل والخنزير، ففي التعبير عن الأنف بهذا الاسم ترشيح لما دل عليه الوسم على العضو المخصوص من الاذلال. والمراد سنهينه في الدنيا، ونذله غاية الإذلال. 17- 33 [سورة القلم (68) : الآيات 17 الى 33] إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (31) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (32) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (33)

الإعراب:

الإعراب: (ما) حرف مصدريّ (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (بلونا) ، (اللام) لام القسم (يصرمنّها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وحذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد، و (ها) ضمير مفعول به وهو يعود إلى الجنّة أي ثمرها (مصبحين) حال من فاعل يصر منّ. والمصدر المؤوّل (ما بلونا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله بلوناهم. جملة: «إنّا بلوناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بلوناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «بلونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «أقسموا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يصرمنّها ... » لا محلّ لها جواب القسم. 18- (الواو) اعتراضيّة «1» ، (لا) نافية ... وجملة: «لا يستثنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «2» . 19- (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (طاف) ، (من ربّك) متعلّق بنعت لطائف (الواو) حاليّة ... وجملة: «طاف عليها طائف ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أقسموا. وجملة: «هم نائمون ... » في محلّ نصب حال. 20- (الفاء) عاطفة (كالصريم) متعلّق بمحذوف خبر أصبحت ...

_ (1) أو حاليّة. (2) أو هي في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة الاسميّة حال.

وجملة: «أصبحت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة طاف ... 21- 22 (الفاء) عاطفة (مصبحين) مثل الأول (أن) حرف تفسير «1» ، (على حرثكم) متعلّق ب (اغدوا) بمعنى أقبلوا (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. وجملة: «تنادوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصبحت. وجملة: «اغدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «كنتم صارمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. 23- 24 (الفاء) عاطفة (الواو) حاليّة (أن) مثل الأول في الاحتمالين (لا) ناهية جازمة (يدخلنّها) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلنّها) ، وكذلك (عليكم) ... وجملة: «انطلقوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تنادوا. وجملة: «هم يتخافتون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «لا يدخلنّها ... مسكين» لا محلّ لها تفسيريّة. 25- (الواو) عاطفة (على حرد) متعلّق ب (قادرين) ، وهو خبر الفعل الناقص غدوا «2» ... وجملة: «غدوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هم يتخافتون «3»

_ (1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن اغدوا..) في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (تنادوا) (2) يجوز أن يكون حالا من الضمير الغائب في غدوا إذا كان الفعل تاما بمعنى خرجوا في الغدوة. [.....] (3) أو في محلّ نصب حال من فاعل يتخافتون بعد واو الحال بتقدير قد.

26- 27 (رأوها) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (اللام) المزحلقة للتوكيد (بل) للإضراب ... وجملة: «رأوها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّا لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «نحن محرومون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. 28- (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لكم) متعلّق ب (أقل) ، (لولا) حرف تحضيض.. وجملة: «قال أوسطهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لم أقل ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لولا تسبّحون» لا محلّ استئناف في حيزّ القول الاول «1» . 29- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب.. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافّية. وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ. 30- 32 (الفاء) استئنافيّة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ، (يا) أداة نداء وتحسّر (ويلنا) منادى مضاف متحسّر به منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به ثان (منها) متعلّق ب (خيرا) ، (إلى ربّنا) متعلّق ب (راغبون) بتضمينه معنى راجعون.. وجملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) ومقول القول الثاني محذوف تقديره: ابتعدوا عن المعصية.

الصرف:

وجملة: «يتلاومون ... » في محلّ نصب حال من بعضهم وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «النداء والتحسّر» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا طاغين» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «عسى ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يبدلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يبدلنا) في محلّ نصب خبر عسى. وجملة: «إنّا ... راغبون» لا محلّ لها تعليليّة. 33- (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (العذاب) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم ... وجملة: «كذلك العذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عذاب الآخرة أكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كانوا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما خالفوا أمرنا. وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ... الصرف: (18) يستثنون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستثنيون- بياء قبل الواو مضمومة- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى النون- إعلال بالتسكين- فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يستفعون. (19) طاف: فيه إعلال بالقلب، أصله طوف، مضارعه يطوف،

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.

البلاغة

تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (نائمون) ، جمع نائم، اسم فاعل من الثلاثيّ نام، وزنه فاعل، وقلب حرف العلّة همزة قلبا قياسيا. (20) الصريم: اسم لليل الشديد الظلمة لانصرامه عن النهار، أو اسم للبستان الذي صرمت ثماره، فهو فعيل بمعنى مفعول ... وقد يطلق الصريم على قطعة الرمل الكبيرة. (22) اغدوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع ... أصله في المضارع يغدوون- بواو مضمومة بعد الدال، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الدال قبلها للثقل، فلمّا التقى ساكنان حذفت الواو لام الكلمة ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر اغدوا، وزنه افعوا. (صارمين) ، جمع صارم اسم فاعل من الثلاثيّ صرم وزنه فاعل. (25) غدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقاء الساكنين، وزنه فعوا. (حرد) ، مصدر الثلاثيّ حرد بمعنى قصد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وقيل معناه المنع وقيل الغضب والحنق، وقد يكون من باب فرح، وقيل هو الانفراد من باب نصر. (32) راغبون: جمع راغب، اسم فاعل من الثلاثيّ رغب، وزنه فاعل. البلاغة العدول إلى المضارع: في قوله تعالى «وَلا يَسْتَثْنُونَ» . أي غير مستثنين. وفي العدول إلى المضارع نوع تعبير وتنبيه على مكان خطئهم. التشبيه: في قوله تعالى «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ» . حيث شبهت بالبستان الذي صرمت ثماره بحيث لم يبق فيها شيء وقيل:

الفوائد

الصريم هو الليل، أي أصبحت محترقة تشبه الليل في السواد. وقيل: كالصبح من حيث ابيضت كالزرع المحصود. الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ» . غدا عليه إذا أغار، فيكون قد شبه غدوهم لقطع الثمار بغدو الجيش على شيء، لأن معنى الاستعلاء والاستيلاء موجود فيه، وهو الصرم والقطع، وهذا على طريق الاستعارة التبعية. ويجوز أن تعتبر الاستعارة تمثيلية. الفوائد - أصحاب الجنة: عن ابن عباس قال: الجنة بستان باليمن، يقال له «الضروان» ، دون صنعاء بفرسخين، يطؤه أهل الطريق، وكان غرسه قوم من أهل الصلاة، وكان لرجل فمات فورثه ثلاثة أبناء له، وكان يترك للمسكين- إذا صرموا نخلهم- كل شيء تعداه المنجل، وكان يأخذ منها قوت سنة، ويتصدق بالباقي على الفقراء. فلما مات الأب وورثه الأبناء الثلاثة قالوا: والله إن المال قليل، وإن العيال كثير، وإنما كان هذا الأمر يفعل لما كان المال كثيرا، أو العيال قليلا أما الآن فلا مجال لأن نفعل كما كان يفعل أبونا، وائتمروا بينهم أن يذهبوا باكرا، قيل استيقاظ الناس، حتى لا يعطوا الفقراء شيئا. فانطلقوا وهم يتهامسون بينهم، حتى لا يسمعهم أحد، لكنهم وجدوا ذلك البستان قد استحال سوادا ويبسا، فتلاوموا وندموا على فعلتهم. 34- [سورة القلم (68) : آية 34] إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) الإعراب: (للمتّقين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّات) (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف. جملة: «إنّ للمتّقين ... جنّات» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة القلم (68) : آية 35]

35- [سورة القلم (68) : آية 35] أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ- وللتوبيخ والتقريع- (الفاء) عاطفة (كالمجرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. جملة: «نجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أنحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالمجرمين. البلاغة التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ» . وأصل الكلام: أفنجعل المجرمين كالمسلمين، ولكنه عكس، مسايرة لاعتقادهم أنهم أفضل من المسلمين. أما إذا جعل المعنى ليس المصلحون كالمفسدين والمتقون كالفجار، والمسلمون كالمجرمين، في سوء الحال، فلا عكس في التشبيه. [سورة القلم (68) : آية 36] ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) الإعراب: (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عاملها تحكمون ... جملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تحكمون» لا محلّ لها بدل من جملة ما لكم «1» . [سورة القلم (68) : الآيات 37 الى 38] أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (38)

_ (1) وإذا تمّ الوقف عند (لكم) ، فالجملة استئنافيّة.

الإعراب:

الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل وهمزة الاستفهام المفيدة للتوبيخ والتقريع (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) ، (فيه) متعلّق ب (تدرسون) ، و (لكم) الثاني خبر إنّ، (فيه) الثاني متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (تخيّرون) مضارع محذوف منه إحدى التاءين، وحذف منه ضمير الغائب العائد أي تخيّرونه. جملة: «لكم كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدرسون ... » في محلّ رفع نعت لكتاب «1» . وجملة: «إنّ لكم فيه لما ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الدراسة «2» . وجملة: «تخيّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الفوائد - بعض ما يخفى من الجملة المحكية بالقول: من الجمل المحكية ما قد يخفى، فمن ذلك في المحكية بعد القول: (فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ) . والأصل إنكم لذائقون عذابي، ثم عدل إلى المتكلم، لأنهم تكلموا عن ذلك بأنفسهم، كما قال الفرزدق: ألم تر أني يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ماليا والأصل: مالك. ومنه في المحكية، بعد ما فيه معنى القول، قوله تعالى: (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) أي تدرسون فيه هذا اللفظ، أو تدرسون فيه قولنا هذا الكلام، وذلك إما على أن يكونوا خوطبوا بذلك في الكتاب

_ (1) يجوز أن يكون الضمير في (فيه) يعود على حكمهم المفهوم من السؤال السابق لا على الكتاب، فهو حينئذ متعلّق بالاستقرار المتقدّم الذي تعلّق به (لكم) . وجملة تدرسون على ذلك في محلّ نصب حال من الضمير في (فيه) ... أو هي استئنافيّة. (2) وهي جملة محكيّة أي هي المدروسة في الكتاب، وكان من حقّ همزة (إنّ) الفتح ولكنّ اللام المؤكّدة في حيّزها جعلت الهمزة مكسورة.

[سورة القلم (68) : آية 39]

على زعمهم، أو الأصل إن لهم لما يتخيرون، ثم عدل إلى الخطاب عند مواجهتهم، وقد قيل في قوله تعالى: «يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ» إن يدعو في معنى يقول، مثلها في قول عنترة: يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم فيمن رواه «عنتر» بالضم على النداء، وإن (من) في الآية السابقة مبتدأ، و (لبئس المولى) خبره، وما بينهما جملة اسمية صلة، وجملة (من) خبرها محكية بيدعو، أي أن الكافر يقول ذلك يوم القيامة، وقيل: من مبتدأ حذف خبره: أي إلهه، وإن ذلك حكاية لما يقول في الدنيا، وعلى هذا فالأصل يقول: الوثن إلهه، ثم عبر عن الوثن بمن ضره أقرب من نفعه، تشنيعا على الكافر [سورة القلم (68) : آية 39] أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (39) الإعراب: (أم لكم أيمان) مثل أم لكم كتاب «1» ، (علينا) متعلّق ب (أيمان) «2» ، (إلى يوم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «3» ، (إنّ لكم لما تحكمون) مثل إنّ لكم ... لما تخيّرون «4» ... جملة: «لكم أيمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّ لكم لما تحكمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المفهوم من سياق الآية لكم علينا أيمان ... وجملة: «تحكمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1، 4) في الآية السابقة (37) من السورة. (2) أو متعلّق بنعت لأيمان. (3) أو متعلّق ببالغة.

الصرف:

الصرف: (بالغة) ، مؤنّث بالغ بمعنى ثابت وواثق ... وانظر الآية (95) من سورة المائدة، [سورة القلم (68) : آية 40] سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (40) الإعراب: (أيّهم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع ... و (هم) مضاف إليه، (بذلك) متعلّق ب (زعيم) ، والإشارة إلى الحكم الذي يحكم به الكافرون (زعيم) خبر المبتدأ أيّهم، مرفوع ... جملة: «سلهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أيّهم ... زعيم» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام أيّهم، وذلك بتقدير حرف الجرّ. الصرف: (سلهم) ، حذفت عينه- الهمزة- تخفيفا جوازا، واقتضى حذف الهمزة فيه حذف همزة الوصل في أوّله، وزنه فلهم ... ويجوز أن تبقى الهمزة- في هذا الفعل- وإرجاع همزة الوصل في غير الآية ... [سورة القلم (68) : آية 41] أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (41) الإعراب: (أم لهم شركاء) مثل أم لكم كتاب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بشركاء) متعلّق ب (يأتوا) ، (كانوا) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. جملة: «لهم شركاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) في الآية (37) من السورة.

[سورة القلم (68) : الآيات 42 إلى 43]

وجملة: «ليأتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان لهم شركاء فليأتوا ... «1» . وجملة: «إن كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. [سورة القلم (68) : الآيات 42 الى 43] يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (43) الإعراب: (يوم) ظرف زمان متعلّق ب (يأتوا) «2» ، (عن ساق) نائب الفاعل لفعل يكشف، و (الواو) في (يدعون) نائب الفاعل (إلى السجود) متعلّق ب (يدعون) ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية ... جملة: «يكشف عن ساق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يدعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يكشف عن ساق. وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يدعون. 43- (خاشعة) حال منصوبة من الضمير في (يدعون) ، (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة، مرفوع (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (إلى السجود) متعلّق ب (يدعون) الثاني (الواو) حاليّة ... وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال مؤكّدة من نائب فاعل يدعون.

_ (1) أو إن كانوا صادقين في ما يقولون ... وجملة إن كانوا صادقين المذكورة تفسيريّة. (2) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ...

الصرف:

وجملة: «قد كانوا ... » في محلّ نصب حال «1» . وجملة: «يدعون (الثانية) » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «هم سالمون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (يدعون) الثاني. الصرف: (سالمون) ، جمع سالم، اسم فاعل من الثلاثيّ سلم باب فرح، وزنه فاعل. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» . وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب، لأن من وقع في شيء يحتاج إلى الجدّ شمر عن ساقه. التنكير: في قوله تعالى «ساق» . حيث جاءت ساق منكّرة، للدلالة على أنه أمر مبهم في الشدة، منكر خارج عن المألوف. السرّ في نسبة الخشوع إلى الأبصار: في قوله تعالى «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» . وذلك لظهور أثره فيها، فما في القلب يعرف من العين، فهو مجاز عقلي. [سورة القلم (68) : الآيات 44 الى 45] فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم في (ذرني) ، (بهذا) متعلّق

_ (1) أو استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.

البلاغة

ب (يكذّب) ، (الحديث) بدل من اسم الإشارة مجرور- أو عطف بيان عليه- (السين) للاستقبال (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نستدرجهم) ، (لا) نافية. جملة: «ذرني ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كانت أحوالهم كذلك فذرني ... وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «سنستدرجهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. 45- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أملي) ... وجملة: «أملي لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنستدرجهم. وجملة: «إنّ كيدي متين» . لا محلّ لها تعليليّة ... البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» . حيث سمى إمهاله إياهم، ومرادفة النعم والآلاء عليهم، كيدا لأنه سبب التورط والهلاك، لأن حقيقة الكيد ضرب من الاحتيال، لكونه في صورته، حيث أنه سبحانه يفعل معهم ما هو نفع لهم ظاهرا، ومراده عز وجل به الضرر، لما علم من خبث جبلتهم، وتماديهم في الكفر والكفران. [سورة القلم (68) : آية 46] أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) الإعراب: (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (الفاء) تعليليّة (من مغرم) متعلّق ب (مثقلون) ... جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة القلم (68) : آية 47]

وجملة: «هم ... مثقلون» لا محلّ لها تعليليّة. [سورة القلم (68) : آية 47] أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) الإعراب: (أم) مثل المتقدّمة «1» ، (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الغيب) (الفاء) عاطفة. جملة: «عندهم الغيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم يكتبون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يكتبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . [سورة القلم (68) : الآيات 48 الى 50] فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى اخضع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (كصاحب) متعلّق بخبر تكن، بحذف مضاف «2» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالمضاف المقدّر أي كحال صاحب الحوت وقت ندائه (الواو) حاليّة. جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وقعت في ضيق فاصبر ...

_ (1) في الآية السابقة (46) . [.....] (2) أي لا يكن حالك كحال صاحب الحوت.

الصرف:

وجملة: «لا تكن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هو مكظوم» في محلّ نصب حال. 49- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (تداركه) مضارع منصوب، حذفت منه إحدى التاءين «1» ، و (الهاء) مفعول به (من ربّه) متعلّق بنعت ل (نعمة) ، (اللام) رابطة لجواب لولا (بالعراء) متعلّق ب (نبذ) و (الباء) للظرف (الواو) حاليّة. والمصدر المؤوّل (أن تداركه ... ) في محلّ رفع مبتدأ ... والخبر محذوف. جملة: «لولا (تدارك) نعمة ربّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تداركه نعمة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «نبذ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «هو مذموم ... » في محلّ نصب حال. 50- (الفاء) عاطفة في الموضعين (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. وجملة: «اجتباه ربّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لولا أن ... وجملة: «جعله من الصالحين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه. الصرف: (48) مكظوم: اسم مفعول من الثلاثيّ كظم، وزنه مفعول. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَهُوَ مَذْمُومٌ» . مجاز مرسل، لأن اللوم في الحقيقة سبب للذم، فالعلاقة السببية.

_ (1) أو هو فعل ماض مبنيّ على الفتح، وقد جاء الفعل مذكّرا- وهو جائز- لأن الفاعل مؤنث مجازيّ.

[سورة القلم (68) : الآيات 51 إلى 52]

[سورة القلم (68) : الآيات 51 الى 52] وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (52) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة (بأبصارهم) متعلّق ب (يزلقونك) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوحيد ... جملة: «يكاد الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يزلقونك ... » في محلّ نصب خبر يكاد وجملة: «سمعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي كادوا يزلقونك. وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يزلقونك وجملة: «إنّه لمجنون» في محلّ نصب مقول القول. 52- (الواو) حاليّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (للعالمين) متعلّق ب (ذكر) «1» . وجملة: «ما هو إلّا ذكر ... » في محلّ نصب حال. انتهت سورة «القلم» ويليها سورة «الحاقة»

_ (1) أو متعلّق بنعت لذكر.

سورة الحاقة

سورة الحاقة آياتها 52 آية [سورة الحاقة (69) : الآيات 1 الى 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (6) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8) الإعراب: (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (الحاقّة) الثاني.. جملة: «الحاقّة ما الحاقّة» لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الحاقّة) الأول.

3- (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول خبره جملة أدراك (ما الحاقّة) مثل الأولى كرّرت للتفخيم والتعظيم. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني. وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. 4- (الواو) عاطفة (بالقارعة) متعلّق ب (كذّبت) . وجملة: «كذّبت ثمود ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ لتقرير أحوال الحاقّة. 5- 6 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) الثانية رابطة لجواب أمّا، و (الواو) في (أهلكوا) نائب الفاعل (بالطاغية) متعلّق ب (أهلكوا) و (الباء) سببيّة ... (بريح) متعلّق ب (أهلكوا) الثاني ... وجملة: «ثمود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت ثمود ... وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) «1» . وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا ثمود ... وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عاد) . 7- (عليهم) متعلّق ب (سخّرها) . (سبع) ظرف منصوب متعلّق ب (سخّرها) ، (حسوما) نعت لسبع، وثمانية «2» (الفاء) استئنافيّة (فيها) متعلّق ب (ترى) ، (صرعى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. وجملة: «سخّرها ... » في محلّ جرّ نعت لريح «3» .

_ (1) الأصل في هذه الجملة: مهما يكن من أمر فثمود أهلكوا بالطاغية. (2) يجوز أن يكون حالا من مفعول سخّرها.. وإذا قدّر الحسوم مصدرا- كالشكور بضمّ الشين- كان مفعولا مطلقا. (3) أو في محلّ نصب حال من ريح لأنه تخصّص بالوصف ... كما يجوز أن تكون استئنافيّة.

الصرف:

وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من القوم. 8- (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام- وقد يفيد النفي- (لهم) متعلّق بحال من باقية (باقية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به «1» ... وجملة: «هل ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى القوم. الصرف: (1) الحاقّة: اسم فاعل من الثلاثيّ حقّ أضيفت إليه تاء التأنيث لأنه وصف به مؤنّث أي القيامة الحاقّة أو الساعة الحاقّة أو الحالة التي تجب فيها الأمور وتعرف حقيقتها، وزنه فاعلة. (3) أدراك: فيه إعلال بالقلب، أصله أدري- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (5) الطاغية: اسم فاعل من الثلاثيّ طغى الشيء أي جاوز حدّه، وهو صفة نابت عن الموصوف أي الصيحة الطاغية أو الفعلة الطاغية، وزنه فاعلة ... وقيل هو مصدر و (التاء) للمبالغة كالداهية، وقد يراد به عاقر الناقة وقيل له طاغية كما يقال فلان راوية أو داهية.. (6) عاتية: مؤنّث عات، اسم فاعل من الثلاثيّ عتا يعتو، وزنه فاع، حذفت لامه لأنه منقوص ... (7) سبع: جاء مذكّرا لأنّ المعدود مؤنّث وهو ليال ... وانظر الآية (23) من سورة الكهف. (ثمانية) ، جاء مؤنّثا لأنّ المعدود مذكّر وهو أيام ... اسم للعدد وزنه فعاللة. (حسوما) ، جمع حاسم، اسم فاعل من حسم بمعنى تابع العمل كرّة بعد أخرى وخصوصا تتابع الكليّ، جعله بعضهم مصدرا بمعنى الفصل أو

_ (1) وهو نعت لمنعوت محذوف ... ويجوز أن تكون التاء للمبالغة.

البلاغة

الاستئصال، وزنه فعول بضمّتين. (صرعى) ، جمع صريع صفة مشبّهة من صرع المبنيّ للمجهول، فهو فعيل بمعنى مفعول كقتيل وقتلى، وزن صرعى فعلى بفتح فسكون. البلاغة (1) معنى الاستفهام: في قوله تعالى «مَا الْحَاقَّةُ» . أي: أي شيء أعلمك ما هي تأكيدا لهولها وفظاعتها، ببيان خروجها عن دائرة علوم المخلوقات، على معنى أن أعظم شأنها، ومدى هولها وشدتها، بحيث لا يكاد تبلغه دراية أحد ولا دهمه. وكيفما قدرت حالها فهي وراء ذلك وأعظم وأعظم. وقد وضع الظاهر موضع المضمر، فلم يقل: ما هي. والفائدة منه زيادة التهويل والتفخيم لشأنها. 2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» . حسوما جمع حاسم، كشهود جمع شاهد، من حسمت الدابة إذا تابعت كيها على الداء، كرة بعد أخرى، حتى ينحسم فهي مجاز مرسل، من استعمال المقيد- وهو الحسم الذي هو تتابع الكي- في مطلق التتابع. وقيل: مستعار من الحسم بمعنى الكي، شبه الأيام بالحاسم والريح لملابستها بها وهبوبها فيها. 3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» . حيث شبههم بالجذوع. لطول قاماتهم، فقد كانت الريح تقطع رؤوسهم كما تقطع رؤوس النخل المتطاولة خلال تلك الأيام الثمانية. [سورة الحاقة (69) : الآيات 9 الى 10] وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (10) الإعراب: (الواو) استئنافيّة والأخريان عاطفتان (من) اسم موصول في

الصرف:

محلّ رفع معطوف على فرعون (قبله) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (المؤتفكات) معطوف على فرعون مرفوع «1» ، (بالخاطئة) متعلّق بحال من فاعل جاء ومن عطف عليه. جملة: «جاء فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 10- (الفاء) عاطفة (عصوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (أخذة) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «عصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أخذهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا. الصرف: (الخاطئة) ، صيغة للنسب أي ذات الخطأ كتامر ولابن، وزنه فاعلة. (أخذة) ، مصدر مرّة من الثلاثيّ أخذ، وزنه فعلة بفتح فسكون. [سورة الحاقة (69) : الآيات 11 الى 12] إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12) الإعراب: (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب حملناكم (في الجارية) متعلّق ب (حملناكم) «2» . جملة: «إنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «طغا الماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه

_ (1) هو على المجاز، أو بحذف مضاف أي أهل المؤتفكات. (2) أي حملنا آباءكم ... فالكلام بحذف مضاف.

الصرف:

وجملة: «حملناكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 12- (اللام) للتعليل (نجعلها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. والمصدر المؤوّل (أن نجعلها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملناكم) . وجملة: «نجعلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «تعيها أذن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلها. الصرف: (12) تعيها: فيه إعلال بالحذف، حذفت الفاء في المضارع لأنّه معتلّ لفيف مفروق يعامل معاملة المثال في الإعلال، كما يعامل معاملة الناقص في الأمر، وزنه تعلها. (واعية) ، مؤنّث واع، اسم فاعل من الثلاثيّ وعى، وزنه فاع فيه إعلال بالحذف، حذفت اللام لأنّه منقوص، ووزن واعية فاعلة. البلاغة 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ» . وهذه الاستعارة من باب استعارة المعقول للمحسوس، للاشتراك في أمر معقول، وهي الاستعارة المركبة من الكثيف واللطيف، فالمستعار الطغي وهو الاستعلاء المنكر، والمستعار منه كل مستعل ومتكبر متجبر مضر، والمستعار له الماء، والطغي معقول، والماء محسوس، والمستعار منه محسوس. 2- التنكير: في قوله تعالى «أُذُنٌ واعِيَةٌ» . فقد قال: أذن واعية، على التوحيد والتنكير، للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت

[سورة الحاقة (69) : الآيات 13 إلى 18]

وعقلت عن الله فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يبالي بهم، وإن ملؤوا ما بين الخافقين [سورة الحاقة (69) : الآيات 13 الى 18] فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (في الصور) متعلّق ب (نفخ) ، (نفخة) مصدر قام مقام نائب الفاعل لأنّه موصوف. جملة: «نفخ ... نفخة» في محلّ جرّ مضاف إليه. 14- 15 (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) ، (دكّة) مفعول مطلق منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف أضيف إلى ظرف، مبنيّ على الفتح- لأنه أضيف إلى مبنيّ- أو منصوب بدل من إذا، أي متعلّق ب (وقعت) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور ... وجملة: «حملت الأرض ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نفخ. وجملة: «دكّتا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة حملت الأرض. وجملة: «وقعت الواقعة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 16- (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ، (يومئذ) الثاني متعلّق ب (واهية) .

الصرف:

وجملة: «انشقّت السماء ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «هي ... واهية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقت السماء. 17- 18 (الواو) عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (فوقهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من ثمانية «1» ، (يومئذ) مثل الأول متعلّق ب (يحمل) ، والتالي متعلّق ب (تعرضون) ، والضمير فيه هو نائب الفاعل (لا) نافية (منكم) متعلّق بحال من خافية- نعت تقدّم على المنعوت-. وجملة: «الملك على أرجائها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقّت السماء «2» . وجملة: «يحمل ثمانية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الملك على أرجائها. وجملة: «تعرضون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «لا تخفى منكم خافية» في محلّ نصب حال من الضمير في (تعرضون) . الصرف: (13) نفخة: مصدر مرّة من الثلاثيّ نفخ، وزنه فعلة بفتح فسكون. (14) دكّة: مصدر مرّة من الثلاثيّ دكّ، وزنه فعلة بفتح فسكون. (16) واهية: مؤنّث الواهي، اسم فاعل من الثلاثيّ وهي، وزنه فاعلة بمعنى ضعيفة.

_ (1) نعت تقدّم على المنعوت، واختلف في معدود ثمانية فقيل ثمانية صفوف وقيل ثمانية أملاك وقيل ثمانية آلاف ... أو هو متعلّق بحال من عرش ربّك. (2) أو في محلّ نصب حال من السماء. (3) أو هي بدل من جواب الشرط.

[سورة الحاقة (69) : الآيات 19 إلى 37]

(17) أرجاء: جمع رجا بمعنى طرف وجانب، وفيه قلبت الواو إلى همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله أرجاو ... وزنه أفعال. (18) خافية: مؤنّث الخافي، اسم فاعل من الثلاثيّ خفي، وزنه فاعلة.. أو هو اسم بمعنى الشيء المخفيّ ضدّ المعلن.. أو هو مصدر بمعنى الخفاء ضدّ العلانية كالعافية. [سورة الحاقة (69) : الآيات 19 الى 37] فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22) قُطُوفُها دانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (37)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة والثانية رابطة لجواب أمّا (أمّا) حرف شرط وتفصيل (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) و (الباء) للاستعانة (هاؤم) اسم فعل أمر بمعنى خذوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (كتابيه) مفعول به عامله اقرؤوا «1» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) هاء السكت لا محلّ لها ... جملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «هاؤم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ نصب بدل من جملة هاؤم «2» . 20- (ملاق) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (حسابيه) مفعول به لاسم الفاعل ملاق، وهو مثل كتابيه ... وجملة: «إنّي ظننت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «ظننت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. والمصدر المؤوّل (أنّي ملاق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ. 21- 23 (الفاء) استئنافيّة (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (في جنّة) متعلّق بالخبر المحذوف «3» ... وجملة: «هو في عيشة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «قطوفها دانية ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة.

_ (1) وهو أيضا مفعول (هاؤم) على التنازع، وقد أضمر فيه ضمير الكتاب. (2) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها. [.....] (3) أو متعلّق بعيشة.

24- (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «1» (في الأيام) متعلّق ب (أسلفتم) . وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا. وجملة: «أسلفتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما أسفلتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كلوا واشربوا) . 25- (الواو) عاطفة (أمّا من ... فيقول) مثل الأولى (يا) أداة تنبيه (كتابيه) مثل الأول «2» ... وجملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) . وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «ليتني لم أوت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم أوت ... » في محلّ رفع خبر ليتني. 26- 27 (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (حسابيه) ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) للسكت لا محلّ لها (يا) للتنبيه، والضمير الغائب في (ليتها) يعود على الميتة الأولى. وجملة: «لم أدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم أوت.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. (2) في الآية (19) من هذه السورة.

وجملة: «ما حسابيه» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدر المعلّق بالاستفهام (ما) . وجملة: «ليتها كانت القاضية» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «كانت القاضية» في محلّ رفع خبر ليتها. 28- 29 (ما) نافية «1» ، (عنّي) متعلّق ب (أغنى) ، والثاني متعلّق ب (هلك) بتضمينه معنى غاب ... وجملة: «ما أغنى عنّي ماليه» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «هلك عنّي سلطانية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر- أو تعليل آخر. 30- 31 (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (الجحيم) مفعول به ثان مقدّم ... وجملة: «خذوه ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر. وجملة: «غلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه. وجملة: «صلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه. 32- (ثمّ) عاطفة (في سلسلة) متعلّق ب (أسلكوه) ، (ذراعا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة «2» ... وجملة: «ذرعها سبعون ... » في محلّ جرّ نعت لسلسلة. وجملة: «أسلكوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة بعد ثمّ «3» . 33- 34 (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (يؤمن) المنفيّ (الواو) عاطفة (لا) نافية (على

_ (1) أو استفهام مفعول به مقدّم. (2) لعطف الجمل المقولة في إعراب الجمل. (3) والجملة المقدّرة معطوفة على جملة (صلّوه) ب (ثمّ) . أي ثمّ زيدوا في عذابه فاسلكوه في سلسلة ...

الصرف:

طعام) متعلّق ب (يحضّ) . وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-. وجملة: «كان لا يؤمن ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا يؤمن بالله ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «لا يحضّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمن. 35- 37 (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس «1» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من حميم، وكذلك (هاهنا) «2» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (طعام) معطوف على حميم مرفوع (إلّا) للحصر (من غسلين) متعلّق بنعت لطعام «3» ، (لا) نافية (إلّا) الثانية للحصر أيضا.. وجملة: «ليس له ... حميم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه حاله في الدنيا فليس له ... «4» . وجملة: «لا يأكله إلّا الخاطئون» في محلّ جرّ نعت لغسلين. الصرف: (21) عيشة: مصدر سماعيّ للثلاثيّ عاش باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، فهو على وزن مصدر الهيئة ... ثمّة مصادر أخرى للفعل هي العيش زنة فعل بفتح فسكون، ومعاش زنة مفعل بفتح الميم والعين ومعيشة زنة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وعيشوشة زنة فعلولة بفتح فسكون..

_ (1) أو متعلّق بحال من حميم، والظرف (هاهنا) هو خبر ليس. (2) أو (هاهنا) خبر ليس. (3) وإذا كان الحميم هو ما يشرب أو ما يحمّ البدن من صديد النار فإن (من غسلين) هو خبر ليس بحسب الظاهر. (4) أو الجملة معطوفة على التعليليّة (إنّه كان لا يؤمن ... ) بالفاء وفيها معنى السببيّة.

(راضية) ، مؤنّث الراضي، اسم فاعل من الثلاثيّ رضي، وزنه فاعلة «1» . (23) قطوف: جمع قطف بكسر فسكون وزنه فعل بمعنى مفعول كالذّبح بمعنى المذبوح أي ما يجنى من الثمار، ووزن قطوف فعول بضمّتين. (24) الخالية: مؤنّث الخالي، اسم فاعل من الثلاثيّ خلا يخلو باب نصر وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الخالو، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فأصبح الخالي، ووزن الخالية الفاعلة. (25) أوت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بضمّ فسكون ففتح. (26) أدر: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بفتح فسكون فكسر. (31) صلّوه: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يصلّون- بضمّ الياء وفتح اللام المشدّدة- أصله يصلّيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يصلّون ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر صلّوه، وزنه فعّوه. (32) ذرعها: مصدر ذرع بمعنى قاس، أو اسم بمعنى الطول، وزنه فعل فتح فسكون. (سبعون) ، اسم عدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر السالم، وزنه فعلون بفتح فسكون. (ذراعا) ، اسم للطول أو للعضو المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء.

_ (1) هو مجاز إن كان على بابه. أي إن كان بمعنى مفعول، وعلى الحقيقة إن كان بمعنى النسبة كتامر ولابن.

البلاغة

(34) طعام: قد يكون اسم مصدر لفعل أطعم الرباعيّ، بمعنى الإطعام، وزنه فعال بفتح الفاء ... وانظر الآية (259) من سورة البقرة. (36) غسلين: اسم لما يجري من الجراح إذا غسلت، وفي التفسير هو صديد أهل النار أو شجر يأكلونه، وزنه فعلين بكسر فسكون فكسر. البلاغة التخصيص: في قوله تعالى «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ» . تقديم السلسلة على السلك، كتقديم الجحيم على التصلية للدلالة على الاختصاص والاهتمام، بذكر ألوان ما يعذب به، كأنه قيل لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة، كأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق من الجحيم. الفوائد - القلب: وأكثر وقوعه في الشعر. ومنه قول رؤبة: ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه أي كأن لون سمائه لغبرتها لون أرضه، فعكس التشبيه مبالغة، وحذف المضاف. وقال عروة بن الورد فديت بنفسه نفسي ومالي ... وما آلوك إلا ما أطيق والأصل: فديت بنفسي ومالي نفسه. ومعنى ما آلوك ما أمنعك، ثم ضمن في البيت معنى المنح، أي ما أمنحك إلا ما أقدر عليه. ومن القلب في الكلام «أدخلت القلنسوة في رأسي» و «عرضت الناقة على الحوض» و «عرضتها على الماء» . ومنه قوله تعالى: «وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ» وقال ثعلب في قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) : إن

[سورة الحاقة (69) : الآيات 38 إلى 52]

المعنى اسلكوا فيه سلسلة، ومنه قوله تعالى (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) أصله قابي قوس، فقلبت التثنية بالإفراد، وهو حسن إن فسر القاب بما بين مقبض القوس وسيتها (أي طرفها) ، ولها طرفان، فله قابان ونظير ما مر في الآية الكريمة قول ابن الأعرابي: إذا أحسن ابن العم بعد إساءة ... فلست لشرّي فعله بحمول أي فلست لشر فعليه ومن القلب قوله تعالى: (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ) ، الأصل: فعميتم عنها. ومنه قوله تعالى (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) إن المعنى لتنوء العصبة بها، أي لتنهض بها متثاقلة والحاصل أن هذا الأسلوب وارد عند العرب وفي أساليبهم، وقد جاء به القرآن الكريم، وهو يمنح المعنى قوة وجمالا. [سورة الحاقة (69) : الآيات 38 الى 52] فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة «1» ، (بما) متعلّق ب (أقسم) ، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني في محلّ جرّ معطوف على ما الأوّل (لا) نافية (اللام) في موضع لام القسم (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (قول) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (ما) زائدة لتأكيد القلّة ... جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الأول. وجملة: «لا تبصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم وجملة: «تؤمنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 42- 43 (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (بقول) مثل الأول ومعطوف عليه (قليلا ما) مثل الأول (تذكّرون) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (تنزيل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (من ربّ) متعلّق ب (تنزيل) ... وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها اعتراض ثان. وجملة: « (هو) تنزيل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. 44- 47 (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (علينا) متعلّق ب (تقوّل) ، (بعض) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب لو (منه) متعلّق ب (أخذنا) بتضمينه معنى نلنا (باليمين) متعلّق بحال من فاعل

_ (1) أو هي لا النافية للجنس، والمنفي بها مقدّر أي لا ردّ لإنكارهم البعث. ثمّ يستأنف بالقسم.

أخذنا «1» ، (ثمّ) حرف عطف (لقطعنا) مثل لأخذنا (منه) متعلّق ب (قطعنا) «2» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (منكم) متعلّق بحال من أحد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم ما (عنه) متعلّق ب (حاجزين) خبر ما، وهو بحدف مضاف أي عن عقابه «3» ... وجملة: «تقوّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «4» . وجملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قطعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. وجملة: «ما منكم من أحد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. 48- 51 (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة «5» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد في المواضع الأربعة (للمتّقين) متعلّق ب (تذكرة) (منكم) متعلّق بخبر أنّ (على الكافرين) متعلّق بنعت ل (حسرة) ... والمصدر المؤوّل (أنّ منكم مكذّبين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي نعلم. وجملة: «إنّه لتذكرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «6» . وجملة: «إنّا لنعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة. وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ

_ (1) أي أخذنا منه حالة كوننا أقوياء، فاليمين مستعار للقوة. (2) أو متعلّق بحال من الوتين. [.....] (3) والضمير في (عنه) يعود على النبيّ صلى الله عليه وسلّم. (4) أو هي استئنافيّة. (5) أو الأولى استئنافيّة والثلاثة الأخرى عاطفة. (6) أو هي استئنافيّة، والجمل التالية معطوفة عليها.

الصرف:

وجملة: «إنّه لحسرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة. وجملة: «إنّه لحق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة. 52- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باسم) متعلّق ب (سبّح) «1» ... وجملة: «سبّح ... » في محلّ جواب شرط مقدّر الصرف: (الوتين) ، اسم لعرق في القلب يجري فيه الدم إلى كل الجسم، وزنه فعيل بفتح الفاء. انتهت سورة «الحاقة» ويليها سورة «المعارج»

_ (1) أو الباء زائدة واسم منصوب محلّا مفعول به عامله سبّح.

سورة المعارج

سورة المعارج آياتها 44 آية [سورة المعارج (70) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) الإعراب: (بعذاب) متعلّق ب (سأل) «1» ، (للكافرين) متعلّق ب (واقع) «2» ، (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس (من الله) متعلّق ب (واقع) «3» (إليه) متعلّق ب (تعرج) ، (في يوم) متعلّق ب (تعرج) «4» ، (ألف) تمييز العدد خمسين (سنة) مضاف إليه- تمييز العدد ألف- مجرور.

_ (1) إمّا أن الباء بمعنى عن، أو بتضمين فعل سأل معنى دعا. (2) واللام للعلّة أي لأجل الكافرين أو بمعنى على، ويجوز تعليق الجار ب (سأل) بتضمينه معنى دعا. (3) أو متعلّق بدافع. (4) أو متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه واقع أي: يقع العذاب يوم..

الصرف:

جملة: «سأل سائل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «ليس له دافع» في محلّ جرّ نعت لعذاب وجملة: «تعرج الملائكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان مقداره خمسين ... » في محلّ جرّ نعت ليوم. الصرف: (خمسين) ، اسم للعدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر، وزنه فعلين بفتح فسكون. البلاغة فن التمثيل: في قوله تعالى «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» . إشارة إلى استطالة ذلك اليوم لشدته، لا أنه بهذا المقدار من العدد حقيقة. والعرب تصف أوقات الشدة والحزن بالطول، وأوقات الرخاء والفرج بالقصر. وقيل: الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها، على سبيل التمثيل والتخييل. [سورة المعارج (70) : الآيات 5 الى 10] فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَراهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعيدا) مفعول به ثان منصوب عامله يرونه (قريبا) مفعول به ثان منصوب عامله نراه (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا) «1» ، (المهل) متعلّق بخبر تكون الأول (كالعهن)

_ (1) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره يقع العذاب ... وإذا كان الضمير في (نراه) يعود على يوم القيامة كان الظرف بدلا من الضمير.

الصرف:

متعلّق بخبر تكون الثاني (الواو) عاطفة (حميما) مفعول به منصوب «1» ، والمفعول الثاني مقدّر أي نصره أو عونه. جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سأل سائل فاصبر ... وجملة: «إنّهم يرونه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يرونه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نراه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم يرونه وجملة: «تكون السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء. وجملة: «يسأل حميم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء ... الصرف: (العهن) ، اسم للصوف أو للأحمر منه، وزنه فعل بكسر فسكون. البلاغة التشبيه المرسل: في قوله تعالى «يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ» . هذا من التشبيه المرسل، ووجه الشبه التلوّن، أي كالفضة المذابة في تلوّنها. ثم جاء في الآية التي تليها «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ» ووجه الشبه التطاير والتناثر. والمراد: أنها كالصوف المصبوغ ألوانا، لأنّ الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. فإذا بست وطيرت في الجو: أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.

_ (1) أو منصوب على نزع الخافض أي عن حميم.

[سورة المعارج (70) : الآيات 11 إلى 14]

[سورة المعارج (70) : الآيات 11 الى 14] يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) الإعراب: (الواو) في يبصّرونهم نائب الفاعل، (لو) حرف مصدريّ (من عذاب) متعلّق ب (يفتدي) ... والمصدر المؤوّل (لو يفتدي ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ. (يومئذ) ظرف مضاف إلى ظرف، والأول مضاف إليه مجرور (ببنيه) متعلّق ب (يفتدي) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لفصيلته (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من العائد المقدّر في الصلة (ثمّ) حرف عطف ... جملة: «يبصّرونهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يودّ المجرم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «1» . وجملة: «يفتدي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) . وجملة: «تؤويه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . وجملة: «ينجيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. الصرف: (13) فصيلة: اسم للعشيرة، وزنه فعيلة بمعنى مفعولة، مشتق من الفصل.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من نائب فاعل (يبصّرونهم) أو من مفعوله بتقدير الرابط أي يودّ المجرم منهم.

[سورة المعارج (70) : الآيات 15 إلى 18]

(تؤويه) ، مضارع آوى، فيه حذف الهمزة المزيدة تخفيفا قياسا على (يؤمن) - انظر الآية (3) من سورة البقرة- وزنه تفعله ... وقد أعلّت الياء بالتسكين لثقل الحركة. (14) ينجيه: مضارع أنجى، فيه حذف الهمزة المزيدة، شأنه شأن تؤويه السابق وكذلك الإعلال. [سورة المعارج (70) : الآيات 15 الى 18] كَلاَّ إِنَّها لَظى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعى (18) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر لما يودّ المجرم (نزّاعة) حال منصوبة من الضمير في لظى (للشوى) متعلّق ب (نزّاعة) «1» ، (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) .. جملة: «إنّها لظى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تدعو ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «2» . وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر. وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر. وجملة: «أوعى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع. الصرف: (لظى) ، اسم للهب، ثمّ استعمل علما لجهنّم فمنع من التنوين للعلميّة والتأنيث، وزنه فعل بفتحتين.

_ (1) أو اللام زائدة للتقوية، والشوى مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لنزّاعة. (2) أو حال من الضمير في نزّاعة. [.....]

البلاغة

(نزّاعة) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ المتعدّي نزع، وزنه فعّالة بفتح الفاء وتشديد العين. (الشوى) ، جمع شواة، وهي جلدة الرأس أو الطرف أو العضو الذي ليس بمقتل أو هو جلد الإنسان ووزن شواة فعلة بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله شوي- بياء في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وكذلك في شواة، أصله شوية بثلاثة فتحات. (أوعى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أوعي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل. البلاغة الاستعارة: في قوله تعالى «تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» . حيث شبه لياقتها لهم، أو استحقاقهم لها على ما قيل- بدعانها لهم. فعبّر عن ذلك بالدعاء، على سبيل الاستعارة. وقد قيل: تدعو تهلك، من قول العرب: دعاك الله، أي: أهلكك. ومن ذلك قوله: دعاك الله من رجل بأفعى ... إذا نام العيون سرت عليكا [سورة المعارج (70) : الآيات 19 الى 35] إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)

الإعراب:

الإعراب: (هلوعا) حال منصوبة من نائب الفاعل «1» ، (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط «2» في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (جزوعا) خبر كان- أو صار- مقدّرا (الواو) عاطفة (إذا مسّه الخير منوعا) مثل إذا مسّه الشرّ جزوعا (إلّا) للاستثناء (المصلّين) مستثنى بإلّا من الإنسان الدال على الجنس، منصوب ... وجملة: «إنّ الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق هلوعا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «مسّه الشرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: « (كان) جزوعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «مسّه الخير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: « (كان) منوعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

_ (1) وهي حال مقدّرة لعدم اتصاف الإنسان بها حال خلقه. (2) أو غير متضمّن معنى الشرط فهو متعلّق ب (جزوعا) ، وكذلك يقال في (إذا) الثاني ويتعلّق ب (منوعا) .

23- 28 (الذين) موصول في محلّ نصب نعت للمصلّين (على صلاتهم) متعلّق ب (دائمون) الخبر، (في أموالهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حقّ) ، (للسائل) متعلّق بنعت ثان ل (حقّ) ، (بيوم) متعلّق ب (يصدّقون) ، (من عذاب) متعلّق بالخبر (مشفقون) ... وجملة: «هم ... دائمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «في أموالهم حقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يصدّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «هم ... مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة: «إنّ عذاب ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. 29- 30 (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول السابق في محلّ نصب (لفروجهم) متعلّق ب (حافظون) ، (إلّا) للاستثناء (على أزواجهم) متعلّق بمحذوف وهو المستثنى «1» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم (الفاء) تعليليّة «2» ... وجملة: «هم ... حافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس. وجملة: «ملكت أيمانهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «إنّهم غير ملومين ... » لا محلّ لها تعليليّة «3» . 31- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لمفعول ابتغى المقدّر أي ابتغى أمرا كائنا وراء ذلك (الفاء) رابطة لجواب الشرط المذكور (هم) ضمير فصل «4» .

_ (1) أي إلّا حفظها على أزواجهم. (2) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (3) أو هي جواب شرط مقدّر أي إن لم يحفظوها على أزواجهم فإنّهم ... (4) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره العادون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.

الصرف:

وجملة: «من ابتغى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ابتغى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «أولئك ... العادون» في محلّ جزم جواب الشرط المذكور مقترنة بالفاء. 32- 35 (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصب (لأماناتهم) متعلّق ب (راعون) ، (بشهادتهم) متعلّق ب (قائمون) ، (على صلاتهم) متعلّق ب (يحافظون) ، (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك) «2» (مكرمون) خبر ثان مرفوع للمبتدأ (أولئك) ... وجملة: «هم ... راعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس. وجملة: «هم ... قائمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع. وجملة: «يحافظون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «هم ... يحافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن. وجملة: «أولئك في جنّات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (19) هلوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ هلع باب فرح بمعنى شدّة الجزع وعدم الصبر على المصائب وقد يكون مبالغة اسم الفاعل. (20) جزوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جزع باب فرح بمعنى يفزع من الشيء، وزنه فعول وقد يكون مبالغة اسم الفاعل. (21) منوعا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ منع باب فتح، وزنه فعول بفتح الفاء. (22) المصلّين: جمع المصلّي، اسم فاعل من الرباعيّ صلّى، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة ... وفي المصلّين إعلال بالحذف بسبب التقاء

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو متعلّق ب (مكرمون) .

البلاغة

الساكنين وأصله المصلّيين بياءين. (28) مأمون: اسم مفعول من الثلاثيّ أمن، وزنه مفعول. (31) ملومين: جمع ملوم، اسم مفعول من الثلاثيّ لام، فهو على وزن مقول بحذف واو مفعول، أصله ملووم، سكّنت الواو عين الكلمة ونقلت حركتها إلى الحرف قبلها، ثمّ حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين. (32) ابتغى: فيه إعلال بالقلب، أصله ابتغي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة التكرير: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ» . تكرير الصلاة ووصفهم بها أولا وآخرا باعتبارين: للدلالة على فضلها، وتقديمها على سائر الطاعات، وتكرير الموصولات: لتنزيل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات. وقيل: المراد يراعون شرائطها، ويكملون فرائضها وسننها ومستحباتها، باستعارة الحفظ من الضياع للإتمام والتكميل. الفوائد المحافظة على الصلاة: وصف الله المؤمنين بالدوام على الصلاة والمواظبة- في آية سابقة- ووصفهم- في هذه الآية- بالمحافظة عليها، أي تأديتها كاملة، بأركانها وشروطها. وقد وردت أحاديث وآيات كثيرة بصدد الصلاة: عن جابر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» رواه مسلم. وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن نتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوّع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا. رواه

[سورة المعارج (70) : الآيات 36 إلى 39]

الترمذي وقال: حديث حسن. وعن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «ما من امرئ مسلم، تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» . رواه مسلم. [سورة المعارج (70) : الآيات 36 الى 39] فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ما (قبلك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الموصول (مهطعين) حال ثانية من الموصول منصوبة (عن اليمين) متعلّق ب (عزين) «1» ، وكذلك (عن الشمال) «2» ، (عزين) حال أخرى من الموصول «3» . جملة: «ما للذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . 38- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (أن) حرف مصدريّ ونصب ... والمصدر المؤوّل (أن يدخل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) ، أي في أن يدخل.

_ (1، 2) أو متعلّق بمحذوف حال من الموصول ... ويجوز أن يكون متعلّقا بمهطعين. (3) أو حال من الضمير في (مهطعين) ، فهي حال متداخلة.

الصرف:

وجملة: «يطمع كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . 39- (كلّا) حرف ردع وزجر (ممّا) متعلّق ب (خلقناهم) .. وجملة: «إنّا خلقناهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (36) قبلك: اسم ظرفيّ بمعنى الجهة، وزنه فعل بكسر ففتح ... وقد يأتي بمعنى الطاقة «1» . (37) عزين: جمع عزة بمعنى الجماعة وهو اسم جمع، وقيل محذوف منه الهاء وأصله عزهة ... وقيل لامه واو من عزوته أعزوه أي نسبته. وقيل لامه ياء أي عزيته أعزيه بمعنى عزوته.. وقد ألحق بجمع المذكّر بسبب حذف لامه، وقد يجمع جمع التكسير على عزى زنة فعل بكسر ففتح ... وقال الأصمعيّ: العزون الأصناف. [سورة المعارج (70) : الآيات 40 الى 41] فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا أقسم) مرّ إعرابها «2» ، (بربّ) متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف، (منهم)

_ (1) وانظر الآية (37) من سورة النمل. (2) في الآية (38) من سورة الحاقّة السابقة.

[سورة المعارج (70) : الآيات 42 إلى 44]

متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ... والمصدر المؤوّل (أن نبدّل ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) . جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّا لقادرون» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «نبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما نحن بمسبوقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. [سورة المعارج (70) : الآيات 42 الى 44] فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الأمر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (يومهم) مفعول به منصوب (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ل (يومهم) ، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل.. والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا، ويلعبوا) . جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا تبيّن أنّنا قادرون عليهم فذرهم ...

وجملة: « ... «يخوضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر آخر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعهم يخوضوه. وجملة: «يلعبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا. وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . 43- (يوم) بدل من يومهم منصوب (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) ، (سراعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (إلى نصب) متعلّق ب (يوفضون) .. وجملة: «يخرجون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كأنّهم ... يوفضون» في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون، أو من الضمير في (سراعا) . وجملة: «يوفضون» في محلّ رفع خبر كأنّ. 44- (خاشعة) حال من فاعل يوفضون (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة مرفوع، والإشارة إلى العذاب الذي سألوا عنه في أوّل السورة، (اليوم) خبر المبتدأ «1» ، وهو بحذف مضاف أي عذاب اليوم الذي ... (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لليوم، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل. وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال من فاعل يوفضون «2» . وجملة: «ذلك اليوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.

_ (1) يجوز أن يكون (اليوم) بدلا من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- و (الذي) خبر المبتدأ ... فالإشارة هي إلى اليوم المتقدّم في قوله: (يومهم الذي يوعدون) . (2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....]

الفوائد

الفوائد - حتى الداخلة على المضارع المنصوب، ولها ثلاثة معان: 1- مرادفة (إلى) ، كقوله تعالى: «قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى» . 2- مرادفة (كي) التعليلية، كقوله تعالى: «وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ» (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) . 3- ومرادفة إلا في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم: «والله لا أفعل إلا أن تفعل» المعنى حتى أن تفعل ... ونقله أبو البقاء عن بعضهم في قوله تعالى «وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ» وهذا المعنى ظاهر فيما أنشده ابن مالك للمقنع الكندي: ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب، وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان جائزان، كقوله تعالى «وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ» فقولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا. وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا، ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك «سرت حتى أدخلها» إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط: 1- أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مر. 2- أن يكون مسببا عما قبلها، فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس، لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن المسير. 3- أن يكون فضلة، فلا يصح «سيري حتى أدخلها» لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر. انتهت سورة «المعارج» ويليها سورة «نوح»

سورة نوح

سورة نوح آياتها 28 آية [سورة نوح (71) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1) الإعراب: (إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) ، (أن) حرف تفسير «1» ، (من قبل) متعلّق ب (أنذر) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب. وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يأتيهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.

[سورة نوح (71) : الآيات 2 إلى 4]

[سورة نوح (71) : الآيات 2 الى 4] قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) الإعراب: (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (الياء) المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (لكم) متعلّق بالخبر (نذير) (أن) حرف تفسير «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (أطيعون) هي نون الوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به (يغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر في الأفعال المتقدّمة (لكم) متعلّق ب (يغفر) ، (من ذنوبكم) متعلّق ب (يغفر) و (من) تبعيضيّة، (الواو) عاطفة (يؤخّركم) مضارع مجزوم معطوف على (يغفر) ، (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّركم) ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب لا يؤخّر «2» ، (لو) حرف شرط غير جازم ... جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّي ... نذير» لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «اتّقوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.

_ (1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة. (2) أو ظرف مجرّد من الشرط متعلّق بخبر إنّ (لا يؤخّر) .

الفوائد:

وجملة: «أطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «1» . وجملة: «يؤخّركم ... » لا محلّ لها. معطوفة على جملة يغفر. وجملة: «إنّ أجل الله» لا محلّ لها فيها معنى التعليل ... وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يؤخّر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «2» . وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لآمنتم. وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم. الفوائد: - هل يؤخر الأجل إذا جاء؟ ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» ثم قال تعالى «إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» معنى ذلك أن الله عز وجل يقول: آمنوا قبل الموت تسلموا من العذاب، فإن أجل الله- وهو الموت- إذا جاء لا يؤخر، قال الزمخشري: فإن قلت كيف قال: ويؤخركم مع الإخبار بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض؟! قلت: قضى- مثلا- أن قوم نوح، إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة سنة فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي وقت سماه الله وضربه أمدا تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول، تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل، لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير عنكم وحيث يمكنكم الإيمان.

_ (1) أي إن تعبدوا الله ... يغفر لكم. (2) أو هي خبر (إنّ) في حال كون (إذا) مجردا من الشرط.

[سورة نوح (71) : الآيات 5 إلى 9]

وقيل: إنهم كانوا يخافون على أنفسهم الإهلاك من قومهم بإيمانهم وإجابتهم لنوح عليه الصلاة والسلام، فكأنه عليه الصلاة والسلام أمنهم من ذلك، ووعدهم أنهم بإيمانهم يبقون إلى الأجل الذي ضرب لهم لو لم يؤمنوا، أي أنكم بإسلامكم تبقون آمنين من عدوكم إلى الأجل الذي كتبه الله عز وجل لكم. [سورة نوح (71) : الآيات 5 الى 9] قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً (6) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً (9) الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (دعوت) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) للحصر (فرارا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام. وجملة: «إنّي دعوت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «دعوت ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لم يزدهم دعائي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

7- (الواو) عاطفة (كلّما) ظرف شرطيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب جعلوا «1» ، (اللام) للتعليل (تغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لهم) متعلّق ب (تغفر) ، (في آذانهم) متعلّق ب (جعلوا) أي وضعوا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (استكبارا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «إنّي كلّما ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوت ... وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن تغفر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوتهم) . وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استغشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «أصرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. 8- 9 (ثمّ) حرف عطف (جهارا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «2» ، (لهم) متعلّق ب (أعلنت) ، والثاني متعلّق ب (أسررت) ، (إسرارا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «إنّي دعوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) . وجملة: «إنّي أعلنت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوتهم.

_ (1) يجوز أن يكون (كلّ) ظرفا مضافا إلى المصدر المؤوّل من (ما) والفعل. (2) لأنه نوعه أي دعاء الجهار، أو لأنه صفته أي دعاء جهارا ... أو هو مصدر في موضع الحال أي مجاهرا.

الصرف:

وجملة: «أعلنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الرابع) . وجملة: «أسررت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلنت. الصرف: (6) يزدهم: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين الداعي له الجزم ب (لم) ، وأصله يزيدهم ... وزنه يفهم. (7) استغشوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه استفعوا- بفتح العين- (8) جهارا: مصدر سماعيّ لفعل جهر باب فتح وزنه فعال بكسر الفاء، وهو أيضا مصدر سماعيّ للرباعيّ جاهر لأنّ المصدر القياسي له هو مجاهرة. البلاغة المبالغة: في قوله تعالى «وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ» . أي بالغوا في التغطي بها، كأنهم طلبوا من ثيابهم أن تغشاهم، لئلا يروه، كراهة النظر إليه، من فرط كراهة الدعوة. ففي التعبير بصيغة الاستفعال ما لا يخفى من المبالغة. التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً» . ذكر أنه دعاهم ليلا ونهارا. ثم دعاهم جهارا، ثم دعاهم في السرّ والعلن. وكان يجب أن تكون ثلاث دعوات مختلفات حتى يصح العطف، والسبب في ذلك أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فعل كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: في الابتداء بالأهون، والترقي في الأشد فالأشد فافتتح بالمناصحة في السر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم تؤثر ثلث الجمع بين الإسرار والإعلان.

الفوائد:

الفوائد: - كلّما: كلما: منصوبة على الظرفية باتفاق، متعلقة بالجواب. ففي قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) فهي متعلقة بالفعل (جعلوا) ، وجاءتها الظرفية في جهة (ما) ، ولا يليها إلا الماضي: شرطا وجوابا، كقوله تعالى (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) (كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) . وإذا قلت: (كلما استدعيتك فإن زرتني فعبدي حر) (فكلما) منصوبة أيضا على الظرفية، ولكن ناصبها محذوف مدلول عليه ب (حرّ) المذكور في الجواب وليس العامل المذكور لوقوعه بعد الفاء، وإنّ والجملة الواقعة بعد (كلما) في محل جر بالإضافة، أما جواب الشرط فلا محل له لأنه جواب شرط غير جازم. [سورة نوح (71) : الآيات 10 الى 14] فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (14) الإعراب: (الفاء) عاطفة (يرسل) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (السماء) مفعول به منصوب «1» ، (عليكم) متعلّق ب (يرسل) ، (مدرارا) حال من السماء «2» منصوبة (الواو) عاطفة (يمددكم)

_ (1) بحذف مضاف أي مطر السماء ... أو استعمل السماء مجازا مرسلا، والعلاقة مكانيّة. (2) لم يؤنّث لأنّ الوزن مفعال يستوي فيه التذكير والتأنيث.

الصرف:

مضارع مجزوم معطوف على (يرسل) ، (بأموال) متعلّق ب (يمددكم) ، (يجعل) مجزوم معطوف على (يرسل) ، (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (يجعل لكم أنهارا) مثل يجعل لكم جنّات ... جملة: «قلت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أسررت «1» . وجملة: «استغفروا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان غفّارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يمددكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. وجملة: «يجعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. وجملة: «يجعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل. 13- 14 (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (لا) نافية (لله) متعلّق بحال من (وقارا) ، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أطوارا) حال منصوبة أي متقلّبين ... وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول. وجملة: «لا ترجون ... » في محلّ نصب حال. وجملة: «خلقكم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترجون. الصرف: (13) وقارا: مصدر وقر باب كرم أي أصبح رزينا، وزنه فعال بفتح الفاء ... أو اسم بمعنى الرزانة. (14) أطوارا: جمع طور، اسم بمعنى الحال والشكل والتارة، وزنه فعل بفتح فسكون والجمع أفعال.

_ (1) في الآية السابقة (9) .

البلاغة

البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً» . علاقة هذا المجاز المحلية، فقد أراد بالسماء المطر، لأن المطر ينزل من السماء. [سورة نوح (71) : الآيات 15 الى 20] أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (20) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال (طباقا) حال منصوبة من سبع سموات (الواو) عاطفة في الموضعين (فيهنّ) متعلّق ب (جعل) «1» . جملة: «لم تروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام كيف. وجملة: «جعل (الأولى) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله. وجملة: «جعل (الثاني) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.

_ (1) والضمير المجرور يعود على السموات بحسب الظاهر لا في الحقيقة.

الصرف:

17- 18 (الواو) استئنافيّة (من الأرض) متعلّق ب (أنبتكم) أي أنشأكم (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق (ثم) حرف عطف (فيها) متعلّق ب (يعيدكم) ، (إخراجا) مفعول مطلق منصوب ... وجملة: «الله أنبتكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنبتكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «يعيدكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنبتكم. وجملة: «يخرجكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يعيدكم. 19- 20 (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (جعل) «1» ، (اللام) للتعليل (تسلكوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (منها) متعلّق ب (تسلكوا) بتضمينه معنى تتّخذوا «2» ... (فجاجا) نعت ل (سبلا) - أو بدل منه-. والمصدر المؤوّل (أن تسلكوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) «3» . وجملة: «الله جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أنبتكم. وجملة: «جعل (الثالثة) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «تسلكوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (19) بساطا: اسم لما يبسط في أرض الغرفة، وجاء في الآية على سبيل التشبيه. البلاغة الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» . أي أنشأكم منها، فاستعير الإنبات للإنشاء، لكونه أدل على الحدوث والتكون من

_ (1) أو متعلّق بحال من (بساطا) . (2) أو متعلّق بحال من (سبلا) . (3) أو متعلّق ب (بساطا) لأنه بمعنى مبسوطة. [.....]

[سورة نوح (71) : الآيات 21 إلى 25]

الأرض، لكونه محسوسا. وقد تكرر إحساسه، وهم وإن لم ينكروا الحدوث جعلوا بإنكار البعث كمن أنكره، ففي الكلام استعارة مصرحة تبعية. [سورة نوح (71) : الآيات 21 الى 25] قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً (25) الإعراب: (ربّ) مر إعرابها «1» ، (عصوني) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (الواو) عاطفة في الموضعين (إلّا) للحصر (خسارا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إنّهم عصوني ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «عصوني ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عصوني. وجملة: «لم يزده ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من)

_ (1) في الآية (5) من هذه السورة.

وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» . 23- (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (لا) ناهية جازمة (تذرنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) مثل الأول والثالث والرابع زائدان لتأكيد النهي «2» . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «3» . وجملة: «لا تذرنّ ... (الأولى) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا تذرنّ ... (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. 24- (الواو) عاطفة في الموضعين (قد) حرف تحقيق (لا) ناهية جازمة- دعائيّة- (إلّا) للحصر (ضلالا) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «قد أضلّوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال نوح «4» . وجملة: «لا تزد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قد أضلّوا. 25- (ما) زائدة (من خطيئاتهم) متعلّق ب (أغرقوا) ، و (من) سببيّة، و (الواو) في (أغرقوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أدخلوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (من دون) متعلّق بحال من (أنصارا) ، (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.

_ (1) أي اتّبعوا من مكروا مكرا كبّارا. ويجوز أن تكون معطوفة على جملة عصوني فهي في محلّ رفع. (2) منع (يغوث ويعوق) من التنوين للعلميّة والعجمة، أو للعلميّة ووزن الفعل. (3) أو معطوفة على جملة عصوني في محلّ رفع. (4) وهذا القول المقدّر لا محلّ له معطوف على قوله: قال نوح ربّ إنّهم عصوني.

الصرف:

وجملة: «أغرقوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أدخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقوا. وجملة: «لم يجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدخلوا. الصرف: (22) كبّارا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ كبر، وزنه فعّال بضمّ الفاء وتشديد العين المفتوحة. (23) ودّا: اسم صنم وقيل هو ابن من أبناء آدم صنع له تمثال بعد موته باسمه، وزنه فعل بفتح فسكون- أو بضمّ فسكون على قراءة نافع- (سواعا) اسم صنم من أصنام الجاهلية وزنه فعال بضم الفاء. (يغوث) ، هو مثل ودّ ... وزنه يفعل بضمّ العين، ثمّ أعلّ بتسكين الواو ونقل حركتها إلى الغين. (يعوق) ، مثل يغوث معنى وتصريفا. (نسرا) ، مثل ودّ وزنا ومعنى. الفوائد: - (ما) الزائدة: من المواضيع التي تزاد بها (ما) بعد الخافض (أي الجار) ، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) و (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) و (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) . وقول الشاعر: وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم وتزاد بعد الجار الذي هو اسم، كقوله تعالى (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) . وتزاد بعد الجازم كقوله تعالى: «إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (أيّا ما تدعو) وقول الأعشى: متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقى من فواضله ندى

[سورة نوح (71) : الآيات 26 إلى 28]

وابن هاشم هو الرسول محمد (صلّى الله عليه وسلّم) . وتزاد بعد أداة الشرط، جازمة كانت، كقوله تعالى: (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) ، أو غير جازمة، كقوله تعالى (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) . وتزاد بين المتبوع وتابعه، كقوله تعالى: «مَثَلًا ما بَعُوضَةً» . وزادها الأعشى مرتين في قوله: إما ترينا حفاة لا نعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل [سورة نوح (71) : الآيات 26 الى 28] وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (28) الإعراب: (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على الأرض) متعلّق ب (تذر) ، (من الكافرين) متعلّق بحال من (ديّارا) جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال نوح «1» . وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «2» . وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها جواب النداء. 27- (الواو) عاطفة (لا) نافية (يلدوا) مضارع مجزوم معطوف على (يضلّوا) جواب الشرط (إلّا) للحصر (فاجرا) مفعول به منصوب «3» .

_ (1) في الآية (21) من هذه السورة. (2) أو جملة النداء اعتراضيّة، وجملة لا تذر مقول القول. (3) في الكلام مجاز مرسل على اعتبار ما سيكون، قال نوح ذلك بعد الإيحاء إليه بمصير هؤلاء.

الصرف:

وجملة: «إنّك إن تذرهم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «إن تذرهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يضلّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «لا يلدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّوا. 28- (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لوالديّ، لمن) متعلّقان ب (اغفر) فهما معطوفان على (لي) ، (مؤمنا) حال منصوبة من فاعل دخل (للمؤمنين) متعلّق ب (اغفر) معطوف على (لي) ، (المؤمنات) معطوف على المؤمنين مجرور (لا تزد الظالمين إلّا تبارا) مثل لا تزد الظالمين إلّا ضلالا «1» . وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام. وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «لا تزد الظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر. الصرف: (26) ديّارا: اسم بمعنى أحد، قيل هو مأخوذ من الدار أي نازل دارا، وقيل هو مأخوذ من الدوران وهو التحرّك، فيه إعلال بالقلب أصله ديوار، اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى، وزنه فيعال. (27) يلدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت منه فاء الكلمة في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعلوا. (فاجرا) ، اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر، وزنه فاعل.

_ (1) في الآية (24) من هذه السورة.

البلاغة

(28) تبارا: الاسم من تبر يتبر باب نصر أو باب فرح بمعنى هلك ... أو هو اسم مصدر من الرباعيّ تبرّ وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة مجاز مرسل: في قوله تعالى «وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» . وعلاقة هذا المجاز ما يؤول إليه، لأنهم لم يفجروا وقت الولادة، بل بعدها بزمن طويل على كل حال. أي لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر، فوصفهم بما يصيرون إليه. انتهت سورة «نوح» ويليها سورة «الجن»

سورة الجن

سورة الجنّ آياتها 28 آية [سورة الجن (72) : الآيات 1 الى 19] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)

الإعراب:

الإعراب: (إليّ) متعلّق ب (أوحي) ، و (الهاء) في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (نفر) ... جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أوحي ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «استمع نفر ... » في محلّ رفع خبر أنّ.

والمصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي. وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استمع وجملة: «إنّا سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «سمعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 2- (إلى الرشد) متعلّق ب (يهدي) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (بربّنا) متعلّق ب (نشرك) . وجملة: «يهدى ... » في محلّ نصب نعت ل (قرآنا) «1» وجملة: «آمنّا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سمعنا. وجملة: «لن نشرك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنّا. 3- (الواو) عاطفة (ما) نافية (صاحبة) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول مقدّر أي امرأة ... (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ولدا) معطوفة على صاحبة «2» ... وجملة: «تعالى جدّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «3» . وجملة: «ما اتّخذ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) والمصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) في محلّ جرّ معطوف على محلّ الضمير في (به) أي آمنّا به «4» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من (قرآنا) الموصوف ب (عجبا) . (2) وفي الكلام تقدير أي: ولا أحدا ولدا. (3) يجوز أن تكون الجملة خبرا ل (أنّ) ، والجملة بعدها حالا من ربّنا. (4) في الآيات وردت (أنّ) مفتوحة الهمزة ... فالمصدر المؤوّل فيها معطوف على محلّ الضمير في (به) على الرغم من عدم إعادة الجارّ، ولكنّ الحذف قياسيّ في هذا التعبير المبدوء ب (أنّ) .

4- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل أنّه استمع، واسم (كان) هو الضمير الشأن محذوف «1» ، (على الله) متعلّق بحال من فاعل يقول أي: يقول السفيه كاذبا على الله (شططا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا شططا «2» . والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) وجملة: «كان يقول ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث. وجملة: «يقول سفيهنا ... » في محلّ نصب خبر كان ... 5- (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف (على الله) متعلّق بحال من فاعل تقول (كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا كذبا. والمصدر المؤوّل (أنّا ظنّنا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق أنّه كان ... والمصدر المؤوّل (أن لن تقول) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا. وجملة: «ظننا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع. وجملة: «لن تقول الإنس ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففة. 6- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل السابق (من الإنس) متعلّق بنعت ل (رجال) (برجال) متعلّق ب (يعوذون) ، (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (رجال) الثاني (الفاء) عاطفة (رهقا) مفعول به ثان منصوب.

_ (1) أو ضمير مستتر وجوبا يعود على السفيه الآتي لتنازعه مع فعل يقول عليه. [.....] (2) أو هو مفعول به.

والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «كان رجال ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة: «يعوذون ... » في محلّ نصب خبر كان. وجملة: «زادوهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان رجال. 7- (الواو) عاطفة (أنّهم ظنّوا) مثل أنّا ظنّنا (ما) حرف مصدريّ (أن لن يبعث ... ) مثل أن لن تقول ... والمصدر المؤوّل (أنّهم ظنّوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه كان..) والمصدر المؤوّل (ما ظننتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: ظنّا كظنّكم. والمصدر المؤوّل (أن لن يبعث) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا- أو ظننتم- «1» . وجملة: «ظنّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «لن يبعث الله ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. 8- (الواو) عاطفة (الفاء) كذلك (حرسا) تمييز منصوب «2» . والمصدر المؤوّل (أنّا لمسنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.

_ (1) ومفعولا الظنّ الآخران محذوفان دلّ عليهما المصدر السادّ مسدّهما في الظنّ الآخر. (2) أو هو مفعول به عند من يجعل فعل ملأ متعدّيا لاثنين.

البلاغة

وجملة: «لمسنا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة: «وجدناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لمسنا. وجملة: «ملئت ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (وجدناها) . 9- (الواو) عاطفة (منها) متعلّق بحب من مقاعد «1» ، (مقاعد) مفعول مطلق «2» منصوب أي قعودات للسمع (للسمع) متعلّق ب (نقعد) «3» أي لأجل السمع (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (يستمع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (يستمع) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. والمصدر المؤوّل (أنّا كنّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «كنّا نقعد ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «نقعد ... » في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: «من يستمع ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يستمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» . وجملة: «يجد ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «جد ربنا» استعارة من الجد الذي هو الدولة والبخت، لأن الملوك والأغنياء هم المجدودون

_ (1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل نقعد بتضمينه معنى نتّخذ. (2) فهو جمع للمصدر الميميّ مقعد ... أو هو مفعول به لفعل نقعد بالتضمين السابق ومقاعد جمع لاسم المكان مقعد. (3) أو متعلّق بنعت لمقاعد. (4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الفوائد

والمعنى: وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته. أو لسلطانه وملكوته أو لغناه. المجاز المرسل: في قوله تعالى «وأنا لمسنا السماء» . أي طلبنا بلوغها لاستماع كلام أهلها، أو طلبنا خبرها. واللمس: قيل: مستعار من المس، للطلب، كالجس. يقول: لمسه والتمسه وتلمسه، كطلبه واطلبه وتطلبه. والظاهر أن الاستعارة لغوية، لأنه مجاز مرسل، لاستعماله في لازم معناه. الفوائد - هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجنّ؟ اختلف الرواة هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجن؟ فقد أثبت ذلك ابن مسعود فيما رواه عنه مسلم في صحيحة، وقد تقدم حديثه في سورة الأحقاف، عند قوله تعالى: «وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن» . وأنكر ذلك ابن عباس، فيما رواه عنه البخاري ومسلم، قال ابن عباس: ما قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على الجن ولا رآهم. انطلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقيل: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا: وما ذاك إلا من شيء قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا السبب. فانطلقوا، فمر النفر الذين أخذوا نحو (تهامة) بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بالصحابة صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن واستمعوا له قالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد، فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز وجل على رسوله (صلّى الله عليه وسلّم) الآية. وأما حديث ابن مسعود فقضية أخرى وجن آخرون، والحاصل من الكتاب والسنة العلم القطعي بأن الجن والشياطين موجودون، متعبدون بالأحكام الشرعية، وأنه صلى الله عليه وسلم رسول إلى الإنس والجن.

- كرامات الأنبياء: قال الزمخشري: في هذه الآية دليل على إبطال الكرامات، لأن الذين تضاف إليهم الكرامات، وإن كانوا أولياء مرتضين، فليسوا برسل. وقد خص الله الرسل- من بين المرتضين- بالاطلاع على الغيب. وفيه أيضا إبطال الكهانة والتنجيم، لأن أصحابها أبعد شيء في الارتضاء، وأدخله في السخط. قال الواحدي: وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون، من حياة أو موت، ونحو ذلك، فقد كفر بما في القرآن. فأما الزمخشري، فقد أنكر كرامات الأولياء، جريا على قاعدة مذهبه في الاعتزال، ووافق الواحدي وغيره من المفسرين في إبطال الكهانة والتنجيم. قال الامام فخر الدين: ونسبة الآية إلى الصورتين واحدة، فإن جعل الآية دالة على المنع من أحكام النجوم فينبغي أن يجعلها دالة على المنع من الكرامات. قال: وعندي أن الآية لا دلالة فيها على شيء من ذلك، والذي تدل عليه أن قوله (فلا يظهر على غيبه أحدا) ليس فيه صيغة عموم، فيكفي في العمل بمقتضاه أن لا يظهر الله تعالى خلقه على غيب واحد من غيوبه، فتحمله على وقت وقوع القيامة، فيكون المراد من الآية أنه تعالى لا يظهر هذا الغيب لأحد، فلا يبقى في الآية دلالة على أنه لا يظهر شيئا من الغيوب لأحد. ثم إنه يجوز أن يطلع الله على شيء من المغيبات غير الرسل. والذي ينبغي أن مذهب أهل السنة إثبات كرامات الأولياء، خلافا للمعتزلة، وأنه يجوز أن يلهم الله بعض أوليائه وقوع بعض الوقائع في المستقبل، فيخبر به. ويدل على صحة ذلك ما روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس محدّثون ملهمون. وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : أنّه كان يقول: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن من أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم. ففي هذا إثبات لكرامات الأولياء. وما جاز أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي. والفرق بينهما: أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، ولا يجوز للولي أن يدعي خرق العادة مع التحدي، إذ لو

ادعاه الولي لكفر من ساعته. أما الكهانة، فقد أغلق بابها بمبعثه (صلّى الله عليه وسلّم) ، فمن ادعاها فهو كافر. والله تعالى اعلم. 10- (الواو) عاطفة (لا) نافية (الهمزة) للاستفهام (شرّ) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال تقديره حصل أو تمّ «1» . (بمن) متعلّق ب (أريد) ، (أم) عاطفة «2» ، (بهم) متعلّق ب (أراد) ... و (في الأرض) متعلّق بصلة من ... والمصدر المؤوّل (أنّا لا ندري ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «لا ندري ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: « (أحصل) شرّ ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعول ندري المعلّق بالاستفهام. وجملة: «أريد ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أراد بهم ربّهم ... » في محلّ نصب معطوفة على الجملة المقدّرة حصل. 11- (الواو) عاطفة (منّا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الصالحون) ، وكذلك (منّا) الثاني والمبتدأ مقدّر وصف بالظرف دون أي: منّا قوم دون ذلك «3» ، (طرائق) خبر كنّا بحذف مضاف أي ذوي طرائق «4» .

_ (1) يجوز أن يكون (شرّ) مبتدأ خبره جملة أريد، وحينئذ تعطف الجملة الفعلية أراد على الاسميّة شرّ أريد. (2) الجملة بعدها بتأويل مفرد لذلك صحّ كونها عاطفة أي أشرّ أريد بمن في الأرض أم خير، وجاء التعبير عن (خير) بالجملة ... ويجوز أن تكون منقطعة بمعنى بل، فالجملة بعدها استئنافيّة. (3) على رأي الأخفش (دون) لفظ بمعنى غير مبنيّ لإضافته إلى مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. (4) يجوز أن يكون حذف المضاف في اسم كان أي كانت أحوالنا طرائق ...

والمصدر المؤوّل (أنّا منّا الصالحون) في محلّ جرّ معطوف على المصدر السابق. وجملة: «منّا الصالحون ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) . وجملة: «منّا دون ذلك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «كنّا طرائق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. 12- (الواو) عاطفة (أن لن نعجز..) مثل أن لن تقول.. (في الأرض) متعلّق بحال من فاعل نعجز (هربا) مصدر في موضع الحال أي هاربين.. والمصدر المؤوّل (أنّا ظننّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. والمصدر المؤوّل (أن لن نعجز) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا. وجملة: «ظنّنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «لن نعجز ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «لن نعجزه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نعجز. 13- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب آمنّا (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الفاء) استئنافيّة (من يؤمن) مثل من يستمع (بربّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي (رهقا) معطوف على (بخسا) منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّا لمّا سمعنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر السابق. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «سمعنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «آمنّا به ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: «يؤمن بربّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «لا يخاف ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 14- (الواو) عاطفة (منّا المسلمون) مثل منّا الصالحون، وكذلك (منّا القاسطون) ، (فمن) مثل الأول (أسلم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تحرّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل.. والمصدر المؤوّل (أنّا منّا المسلمون..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «منّا المسلمون» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «منّا القاسطون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «من أسلم» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة «1» . وجملة: «أسلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «أولئك تحرّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تحرّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ. 15- (الواو) عاطفة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لجهنّم) متعلّق بحال من (حطبا) . وجملة: «القاسطون.. كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أسلم..

_ (1) يجوز عطفها على جملة الخبر (منّا المسلمون) بتقدير الربط أي فمن أسلم منّا ... (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

وجملة: «كانوا.. حطبا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (القاسطون) . 16- (الواو) اعتراضيّة- أو استئنافيّة- (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لو) حرف شرط غير جازم (على الطريقة) متعلّق ب (استقاموا) ، (اللام) واقعة في جواب لو (ماء) مفعول به ثان منصوب.. والمصدر المؤوّل (أن لو استقاموا..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل محذوف تقديره أوحي إليّ.. «1» وجملة: « (أوحي إليّ ... » أن لو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر (أن) . وجملة: «أسقيناهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 17- (اللام) لام التعليل (نفتنهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) اعتراضيّة (من) مثل الأول (عن ذكر) متعلّق ب (يعرض) .. (فيه) متعلّق ب (نفتنهم) . (عذابا) مفعول به ثان ب (تضمين) نسلكه معنى ندخله. والمصدر المؤوّل (أن نفتنهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسقيناهم) . وجملة: «نفتنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «من يعرض ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «يعرض ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «يسلكه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. 18- (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر أنّ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر

_ (1) الكلام هنا ليس من كلام الجنّ بل من كلامه تعالى، وعلى هذا يجوز العطف على المصدر المؤوّل (أنّه استمع..) وكلّ ما بينهما اعتراض. [.....] (2) أو اعتراضيّة بين كلام الجنّ الأول وكلامهم اللاحق.. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

(لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من (أحدا) ... والمصدر المؤوّل (أنّ المساجد لله) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل (أن لو استقاموا..) . وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تهيّأتم للعبادة فلا تدعوا.. 19- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب.. (عليه) متعلّق ب (لبدا) بتأويل مشتّق أي جماعات.. والمصدر المؤوّل (أنّه لما قام..) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل السابق أو المصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في الآية (1) من هذه السورة. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «قام عبد الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يدعوه ... » في محلّ نصب حال من فاعل قام وجملة: «كادوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «يكونون ... » في محلّ نصب خبر كادوا. الصرف: (3) تعالى: فيه إعلال بالقلب، أصله تعالي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (جدّ) ، اسم بمعنى العظمة والجلال بفتح الجيم، وزنه فعل بفتح فسكون. (6) رهقا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رهق بمعنى غشي، باب فرح، وهنا بمعنى السفه والطغيان.

(8) حرسا: اسم جمع أو جمع حارس، اسم فاعل من الثلاثيّ حرس وزنه فاعل ووزن حرس فعل بفتحتين. (9) رصدا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رصد باب نصر بمعنى رقبه أو قعد له في طريقه، واستعمل في الآية كصفة للمبالغة بمعنى المفعول أي أرصد له هيّئ.. أو على تقدير مضاف إي ذا إرصاد. (11) قددا: جمع قدّة اسم بمعنى السيرة والطريقة مشتّق من (قدّ السير) أي قطعه، وزن قدّة فعلة بكسر فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد، ووزن قدد فعل بكسر ففتح. (12) هربا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ هرب باب نصر، وزنه فعل بفتحتين. (14) القاسطون: جمع القاسط، اسم فاعل من الثلاثيّ قسط بمعنى جار، وزنه فاعل. (تحرّوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة وواو الجماعة، وزنه تفعّوا بفتح التاء والعين. (15) حطبا: اسم جمع القطعة منه حطبة، وزنه فعلة بفتحتين، والجمع أحطاب زنة أفعال وحطب فعل. (16) غدقا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ غدق باب فرح بمعنى أعطى كثيرا، وزنه فعل بفتحتين. (17) صعدا: مصدر الثلاثيّ صعد باب فرح، واستعمل المصدر وصفا بمعنى اسم الفاعل للمبالغة. (19) لبدا: جمع لبدة زنة سدرة- بكسر اللام- اسم للشعر الذي فوق رقبة الأسد. وكلّ شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبّدته، ووزن لبد فعل بكسر ففتح وقد تضمّ كقوله تعالى: أهلكت مالا لبدا «1» .

_ (1) في الآية (6) من سورة البلد.

البلاغة

البلاغة السر في اختلاف صورة الكلام: في قوله تعالى «وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً» . فإن ما قبل «أم» من الكلام صورة تخالف صورة ما بعدها، لأن الأولى فيها فعل الإرادة مبني للمجهول، والثانية فيها فعل الإرادة مبني للمعلوم. والسبب الداعي إلى ذلك: الأدب مع الله سبحانه وتعالى، حيث لم يصرحوا بنسبة الشر إلى الله عز وجل، كما صرحوا به في الخير وإن كان فاعل الكل هو الله تعالى. ولقد جمعوا بين الأدب وحسن الاعتقاد. فن الإيضاح: في قوله تعالى «وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً» . وهذا الفن هو حلّ للإشكال الوارد في ظاهر الكلام. حيث أنّ الله سبحانه وتعالى وضّح- بعد أن ذكر الإيمان- أن المؤمن لا يخاف جزاء بخس ولا رهق، لأنه لم يبخس أحدا حقا ولا رهق [أي لم يغش] ظلم أحد، فلا يخاف جزاءهما. [سورة الجن (72) : آية 20] قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) الإعراب: (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة (لا) نافية (به) متعلّق ب (أشرك) .. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا أشرك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

[سورة الجن (72) : آية 21]

[سورة الجن (72) : آية 21] قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (21) الإعراب: (لا) نافية (لكم) متعلّق ب (أملك) «1» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي. جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّي لا أملك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا أملك ... » في محلّ نصب خبر إنّ. [سورة الجن (72) : الآيات 22 الى 24] قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (23) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24) الإعراب: (من الله) متعلّق ب (يجيرني) بحذف مضاف (الواو) عاطفة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «إنّي لن يجيرني ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لن يجيرني.. أحد ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لن أجد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يجيرني أحد.

_ (1) أو متعلّق بحال من (ضرّا) .

23- (إلّا) للاستثناء (بلاغا) مستثنى ب (إلّا) منصوب «1» (من الله) متعلّق بنعت ل (بلاغا) ، (الواو) عاطفة (رسالاته) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله «2» ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر إنّ (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (له) مراعى فيه معنى الجمع المأخوذ من الشرط (من) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) وكذلك الظرف أبدا. وجملة: «من يعص ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «إنّ له نار جهنّم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 24- (حتّى) حرف ابتداء (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به. و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) لمجرّد التوكيد «4» ، (من) موصول في محلّ نصب مفعول به «5» ، (أضعف) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ناصرا) تمييز منصوب (أقلّ عددا) مثل أضعف ناصرا فهو معطوف عليه..

_ (1) هذا الاستثناء منقطع إذا كان البلاغ مستثنى من (ملتحدا) لأنّ البلاغ من الله لا يكون داخلا تحت قوله (لن أجد ... ملتحدا) لأنه لا يكون من دون الله.. وعلى هذا فجملة: قل إنّي لن يجيرني ... استئنافيّة. هذا ويمكن أن يكون الاستثناء متّصلا إذا كان المستثنى منه (الضرّ والرشد) أي: لا أملك لكم شيئا إلّا بلاغا من الله، وعلى هذا فجملة: قل إنّي لن يجيرني ... اعتراضيّة. (2) أو معطوف على (بلاغا) منصوب وعلامة النصب الكسرة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (4) لأنّ رؤية العذاب تحصل مع العلم، والسين إذا أفادت الاستقبال تجعل العلم متأخّرا. (5) يجوز أن يكون اسم استفهام مبتدأ خبره أضعف، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعول يعلمون المعلّق بالاستفهام.

الصرف:

وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «سيعلمون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: « (هو) أضعف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (23) أبدا: اسم ظرفي للزمن، ويأتي بمعنى الدهر والأزليّ والقديم والدائم، جمعه آباد وأبود بضمّ الهمزة، والظرف يستعمل في الغالب للمستقبل نفيا وإثباتا، تقول لا أفعله أبدا أو لم أفعله أبدا، وزنه فعل بفتحتين. [سورة الجن (72) : الآيات 25 الى 28] قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28) الإعراب: (إن) حرف نفي (الهمزة) للاستفهام (قريب) خبر مقدّم مرفوع «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» ، (أم) حرف معادل للهمزة عاطف (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ... والمصدر المؤوّل (ما توعدون) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.

_ (1) أو هو مبتدأ معتمد على الاستفهام و (ما) وصلته فاعل سدّ مسدّ الخبر. (2) أو موصول في محلّ رفع والعائد محذوف.

جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قريب ما توعدون ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدري المعلّق بالاستفهام. وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ. وجملة: «يجعل له ربّي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قريب ما توعدون. 26- (عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية (على غيبه) متعلّق ب (يظهر) . وجملة: « (هو) عالم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «لا يظهر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هو) عالم. 27- (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب بدل من (أحدا) «3» ، (من رسول) تمييز للضمير المقدّر مفعول ارتضى أي ارتضاه رسولا «4» ، (الفاء) تعليليّة «5» ، (من بين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسلك) ، وكذلك (من خلفه) ، (رصدا) مفعول به منصوب ... وجملة: «ارتضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) أو بدل من (ربّي) - أو عطف بيان عليه- (2) أو في محلّ نصب حال من ربّي. (3) أو في محلّ نصب مستثنى بإلّا ... وإذا كانت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ خبره جملة (إنّه يسلك) ، كما يجوز أن يكون (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة ارتضى وجوابه فإنّه يسلك. [.....] (4) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من الضمير المقدّر. (5) أو زائدة، أو رابطة لجواب الشرط.

وجملة: «إنّه يسلك ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» . وجملة: «يسلك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 28- (اللام) للتعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «2» ، (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (قد) حرف تحقيق (الواو) حالية- أو عاطفة (بما) متعلّق ب (أحاط) ، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) عاطفة (عددا) تمييز منصوب «3» . والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسلك) . والمصدر المؤوّل (أن قد أبلغوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم. وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «قد أبلغوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «أحاط ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعلم «4» . وجملة: «أحصى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحاط تأخذ إعرابها.

_ (1) أو في محلّ رفع خبر الموصول من.. أو في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. (2) بين المفسّرين خلاف فيما يرجع عليه هذا الضمير، فبعضهم جعله ضمير الجلالة أي ليعلم الله.. وبعضهم جعل عودته على الرسول عليه السّلام أي ليعلم محمّد أنّ الرسول قبله قد أبلغوا الرسالة.. وبعضهم جعل عودته على الرسل أي ليعلم الرسل أنّ الملائكة يبلّغون.. أو ليعلم إبليس والجنّ أنّ الرسل قد أبلغوا رسالات ربّهم.. أو ليعلم من كذّب الرسل أنّ المرسلين قد بلّغوا ... إلخ. (3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه أو نوع عدده أي أحصاه إحصاء. (4) إذا كان ضمير يعلم هو الله. والجملة معطوفة على جملة أبلغوا إذا كان الضمير يعود على غير الله.

الصرف:

الصرف: (28) أحاط: فيه إعلال بالقلب، أصله أحوط زنة أفعل، ثقلت الفتحة على الواو فسكّنت ونقلت الحركة إلى الحاء- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها وتحركها في الأصل- إعلال بالقلب-. (أحصى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أحصي، بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل. (كلّ) ، اسم يدلّ على مجموع الشيء، وزنه فعل بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد. انتهت سورة «الجن» ويليها سورة «المزمّل»

سورة المزمل

سورة المزّمّل آياتها 20 آية [سورة المزمل (73) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المزمّل) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (الليل) ظرف زمان متعلّق ب (قم) ، (إلّا) للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «قم ... » لا محلّ لها جواب النداء. (نصفه) بدل من (قليلا) منصوب (أو) حرف عطف للتخيير (منه) متعلّق ب (انقص) ، (عليه) متعلّق ب (زد) ، (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب.

الصرف:

وجملة: «انقص ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «زد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انقص. وجملة: «رتّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. الصرف: (المّزمّل) ، اسم فاعل من (تزمّل) الخماسيّ بمعنى تلفّف بثوبه- على أغلب الآراء «1» ، وزنه متفعّل.. فيه إبدال، أصله المتزمّل، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت ليتمّ الإدغام مع فاء الكلمة وهي الزاي. (قم) ، فيه إعلال بالحذف، هو أمر الثلاثيّ الأجوف قام، والأصل فيه قوم بضمّ فسكونين، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فل بضمّ فسكون لأنّ فاءه مضمومة في المضارع، (نصفه) ، اسم لأحد جزأي الشيء إذا تساويا، وزنه فعل بكسر فسكون- وقد تفتح الفاء أو تضمّ- جمعه أنصاف زنة أفعال. (زد) الإعلال فيه مثل في (قم) وعلى قياسه، وزنه فل بكسر فسكون لأنّ الفاء مكسورة في المضارع. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا» . أي صل الليل إلا قليلا، والقيام جزء من الصلاة، فعبّر بالجزء وهو القيام وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة المجاز جزئية. الفوائد - جهاد الروح والجسد: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يقومون من الليل، من النصف إلى

_ (1) قيل المتزمّل بالنبوّة أو بالقرآن..

[سورة المزمل (73) : الآيات 5 إلى 6]

الثلثين، وكان الرجل منهم، لا يدري متى ثلث الليل أو متى نصفه أو متى ثلثاه، فكان يقوم الليل كله حتى يصبح، مخافة ألا يحفظ القدر الواجب، واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم، فرحمهم الله، وخفف عنهم، ونسخها بقوله: «فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» . قيل: ليس في القرآن سورة نسخ آخرها أوّلها إلّا هذه السورة. وكان بين نزول أولها ونزول آخرها سنة. وقيل: ستة عشر شهرا. وكان قيام الليل فرضا، ثم نسخ بعد ذلك في حق الأمة بالصلوات الخمس. وثبتت فرضيته على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بقوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) . عن سعد بن هشام قال: انطلقت إلى عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى؟ قالت: فإن خلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) القرآن، قلت: فقيام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قالت: ألست تقرأ المزمل؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة. [سورة المزمل (73) : الآيات 5 الى 6] إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6) الإعراب: (عليك) متعلّق ب (سنلقي) ، (هي) ضمير فصل «1» ، (وطئا) تمييز منصوب (أقوم قيلا) مثل أشدّ وطئا. جملة: «إنّا سنلقي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سنلقي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره أشدّ والجملة خبر إنّ.

الصرف:

وجملة: «إنّ ناشئة.. أشدّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (ناشئة) ، إمّا مؤنّث ناشئ، اسم فاعل من الثلاثيّ نشأ، وزنه فاعل وصف به النفس الناشئة بالليل للعبادة.. أو هو مصدر بمعنى قيام الليل كالعاقبة.. وقيل هو جمع ناشئ وهو جمع غير قياسيّ.. وقيل هو أول ساعات الليل أو ما ينشأ من الطاعات فيه. (وطئا) ، مصدر سماعيّ لفعل وطأ باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة المزمل (73) : آية 7] إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7) الإعراب: (لك) متعلّق بخبر مقدّم (في النهار) متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، (سبحا) اسم إنّ منصوب جملة: «إنّ لك في النهار سبحا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. الصرف: (سبحا) ، مصدر الثلاثيّ سبح بمعنى جرى أو تقلّب في الماء، وقد أستعير للتصرّف بالحوائج وزنه فعل بفتح فسكون. (طويلا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طال، وزنه فعيل. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا» . أي تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليك بها في الليل. وأصل السبح المر السريع في الماء، فاستعير للذهاب مطلقا. وأنشدوا قول الشاعر:

_ (1) أو متعلّق بحال من (سبحا) .

[سورة المزمل (73) : الآيات 8 إلى 14]

أباحوا لكم شرق البلاد وغربها ... ففيها لكم يا صاح سبح من السبح وأما القراءة بالخاء: سبخا فاستعارة من سبخ الصوف: وهو نقشه ونشر أجزائه، لانتشار الهم، وتفرق القلب بالشواغل. [سورة المزمل (73) : الآيات 8 الى 14] وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إليه) متعلّق ب (تبتّل) ، (تبتيلا) مفعول منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق. جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبتّل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 9- (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف، أي لا إله موجود إلّا هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (وكيلا) مفعول به ثان منصوب.

_ (1) أو هو مبتدأ خبره جملة لا إله إلّا هو.

وجملة: « (هو) ربّ ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» . وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) . وجملة: «اتّخذه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت التوفيق في أعمالك فاتّخذه وكيلا. 10- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (هجرا) مفعول مطلق منصوب.. والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (اصبر) . وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر. وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «اهجرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. 11- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة «3» ، (المكذّبين) معطوف على ضمير المتكلّم المفعول في (ذرني) «4» (أولي) نعت للمكذّبين منصوب (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف الزمانيّ أي زمانا قليلا «5» . وجملة: «ذرني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «مهّلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. 12- (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر إنّ (ذا) نعت ل (طعاما) منصوب..

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ربّك. (2) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف والجملة صلته. (3) أو الثانية هي واو المعيّة و (المكذّبين) مفعول معه.. قال ابن هشام: ليس في القرآن الكريم واو المعيّة. (4) أي أنا أكفيكهم. [.....] (5) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تمهيلا قليلا.

الصرف:

وجملة: «إنّ لدينا أنكالا ... » لا محلّ لها تعليليّة. 14- (يوم) ظرف متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لدينا «1» ، (مهيلا) نعت ل (كثيبا) منصوب. وجملة: «ترجف الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «كانت الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ترجف أي تكون.. الصرف: (10) هجرا: مصدر الثلاثيّ هجر، وزنه فعل بفتح فسكون. (11) النعمة: مصدر بمعنى التنّعم والتمتّع وزنه فعلة كمصدر المرّة.. (12) أنكالا: جمع نكل بمعنى القيد الثقيل، وزنه فعل بكسر فسكون، والجمع أفعال. (13) غصّة: اسم للحال الذي يكون عليه المرء حين يغصّ بشيء ما، وزنه فعلة بضمّ فسكون. (14) كثيبا: اسم للرمل المتجمّع، وزنه فعيل. (مهيلا) ، اسم مفعول من (هال) الثلاثيّ باب ضرب على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف والخلاف في موضع الحذف بين سيبويه والكسائيّ بأنّ المحذوف هو الواو أو الياء إذ أصله مهيول. البلاغة الطباق: في قوله تعالى «رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» . حيث طابق سبحانه وتعالى بين المشرق والمغرب في هذه الآية الكريمة.

_ (1) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (عذابا) ، أي عذابا واقعا يوم ترجف..

[سورة المزمل (73) : الآيات 15 إلى 16]

[سورة المزمل (73) : الآيات 15 الى 16] إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) الإعراب: (إليكم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (عليكم) متعلّق ب (شاهدا) ، (ما) حرف مصدريّ (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) الثاني. والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق عامله أرسلنا إليكم. جملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أرسلنا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 16- (الفاء) عاطفة في الموضعين (أخذا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «عصى فرعون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر. وجملة: «أخذناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصى فرعون. الصرف: (وبيلا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وبل باب وعد أي اشتدّ، وزنه فعيل.. وفي المصباح: الوبيل الوخيم وزنا ومعنى. الفوائد: - مسألة وفتوى: كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف، يسأله عن قول القائل: فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم

فأنت طلاق والطلاق عزيمة ... ثلاث، ومن يخرق أعق وأظلم فقال: ماذا يلزمه إذا رفع ال (ثلاث) وإذا نصبها؟ قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمن من الخطأ إن قلت فيها برأي، فأتيت الكسائي، وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رفع ثلاثا طلقت واحدة، لأنه قال: «أنت طلاق» ثم أخبر أن الطلاق التام ثلاث وإن نصبها طلقت ثلاثا، لأن معناه: أنت طالق ثلاثا، وما بينهما جملة معترضة. فكتبت بذلك إلى الرشيد، فأرسل إليّ بجوائز، فوجهت بها إلى الكسائي. وأقول: إن الصواب أن كلا من الرفع والنصب محتمل لوقوع الثلاث ولوقوع الواحدة، أما الرفع فلأن (أل) في الطلاق إما لمجاز الجنس كما تقول: «زيد الرجل» أي هو الرجل المعتد به، وإما للعهد الذكري، مثلها في قوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا) ، أي وهذا الطلاق المذكور عزيمة ثلاث ولا تكون للجنس الحقيقي، لئلا يلزم الإخبار عن العام بالخاص، كما يقال: «الحيوان إنسان» وذلك باطل، إذ ليس كل حيوان إنسانا، ولا كل طلاق عزيمة ولا ثلاثا فعلى العهدية يقع الثلاث، وعلى الجنسية يقع واحدة كما قال الكسائي وأما النصب: فلأنه محتمل لأن يكون على المفعول المطلق، وحينئذ يقتضي وقوع الطلاق الثلاث، إذ المعنى فأنت طالق ثلاثا، ثم اعترض بينهما بقوله: «والطلاق عزيمة» ، ولأن يكون حالا من الضمير المستتر في عزيمة، وحينئذ لا يلزم وقوع الثلاث، لأن المعنى: والطلاق عزيمة إذا وقع ثلاثا، فإنما يقع ما نواه هذا ما يقتضيه معنى اللفظ، مع قطع النظر عن شيء آخر وأما الذي أراده هذا الشاعر المعين فهو الثلاث، لقوله بعد: فبيني بها إن كنت غير رفيقة ... وما لامرئ بعد الثلاث مقدّم

[سورة المزمل (73) : الآيات 17 إلى 18]

[سورة المزمل (73) : الآيات 17 الى 18] فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (17) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من فاعل تتّقون (كفرتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (يوما) مفعول به عامله تتّقون بحذف مضاف أي عذاب يوم «1» ، منصوب وفاعل (يجعل) ضمير مستتر يعود على (يوما) - أو على الله- (شيبا) مفعول به ثان منصوب. جملة: «تتّقون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جحدتم يوم القيامة. فكيف تتّقون عذاب الله. وجملة: «كفرتم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وجملة: «يجعل ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) «2» . 18- (به) متعلّق ب (منفطر) - و (الباء) سببيّة أو ظرفيّة وقد تكون للاستعانة- والضمير في (وعده) يعود على الله. وجملة: «السماء منفطر ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (يوما) . وجملة: «كان وعده مفعولا» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . الصرف: (17) شيبا جمع أشيب، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شاب باب

_ (1) أو عامله كفرتم بمعنى جحدتم.. ويجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض أي كفرتم بيوم. (2) وإذا كان الفاعل في (يجعل) يعود على الله ففي الجملة رابط مقدّر أي يجعل الولدان شيبا فيه. (3) المصدر (وعد) مضاف إلى فاعله وهو الله، وقد يكون الضمير عائدا على اليوم فالمصدر مضاف إلى مفعوله والفاعل محذوف، وحينئذ تصبح الجملة تعليليّة.

البلاغة

ضرب وزنه أفعل، ووزن شيب فعل بضمّ فسكون، وقد كسرت الشين لمناسبة الياء.. ولا يقال في المؤنّث شيباء بل شائبة أو شمطاء. (18) منفطر: اسم فاعل من الخماسيّ انفطر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وجاء اللفظ مذكّرا لأن الصيغة هي صيغة نسب أي ذات انفطار مثل امرأة مرضع.. وقد تكون الصيغة مما يستوي معها المذكّر والمؤنّث، أو لأنّ السماء اسم جنس. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً» . كناية عن الهول والشدة، يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال. والأصل فيه: أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب. [سورة المزمل (73) : آية 19] إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (19) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، ومفعول (شاء) مقدّر أي شاء النجاة أو الايمان (اتّخذ) ماض في محلّ جزم جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة المزمل (73) : آية 20]

[سورة المزمل (73) : آية 20] إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) الإعراب: (من ثلثي) متعلّق ب (أدنى) ، (نصفه) معطوف على أدنى منصوب وكذلك (ثلثه) . والمصدر المؤوّل (أنّك تقوم..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم. (الواو) عاطفة (طائفة) معطوف على الضمير فاعل تقوم «1» ، (من الذين) متعلّق بنعت ل (طائفة) ، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (الواو) عاطفة قبل لفظ الجلالة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمه ضمير الشأن محذوف «2» ، (الفاء) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (تاب) .

_ (1) جاء العطف من غير توكيد بالضمير المنفصل لوجود الفاصل. (2) أو هو ضمير مخاطب الجمع أي: أنّكم لن تحصوه.

والمصدر المؤوّل (أن لن تحصوه ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (من القرآن) تمييز للضمير العائد «1» (علم أن) مثل الأولى (منكم) متعلّق بمحذوف خبر سيكون (آخرون) معطوف على مرضى (في الأرض) متعلّق ب (يضربون) بتضمينه معنى يسعون أو يسافرون (من فضل) متعلّق ب (يبتغون) ، (في سبيل) متعلّق ب (يقاتلون) .. والمصدر المؤوّل (أن سيكون..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم الثاني. (الفاء) عاطفة (ما تيسّر منه) مثل ما تيسّر من القرآن (قرضا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق «2» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (لأنفسكم) متعلّق ب (تقدّموا) (من خير) تمييز ما «3» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في (تجدوه) «4» ، (هو) ضمير فصل «5» (خيرا) مفعول به ثان منصوب (أجرا) تمييز منصوب.. (الواو) عاطفة.. جملة: «إنّ ربّك يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تقوم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.

_ (1) أو متعلّق بحال من الضمير العائد. (2) المفعول الثاني محذوف. ويجوز أن يكون (قرضا) هو المفعول الثاني إذا كان بمعنى المال المقروض. (3) أو متعلّق بحال من (ما) . (4) أو متعلّق ب (تجدوه) . (5) جاز أن يفصل بين معرفة ونكرة لا بين معرفتين لأنّ اسم التفضيل (خيرا) بمنزلة المعرفة إذ جاء بعده المفضّل مجرورا بمن- مقدّرين- أي خيرا ممّا قدّمتموه.

وجملة: «الله يقدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يقدّر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) . وجملة: «علم ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل «1» . وجملة: «لن تحصوه ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علم.. وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبتم في الثواب فاقرؤوا. وجملة: «تيسّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «علم ... (الثانية) ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيكون منكم مرضى ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «يضربون ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) . وجملة: «يبتغون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضربون. وجملة: «يقاتلون ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) الثاني. وجملة: «اقرؤوا ... » جواب شرط مقدّر «2» . وجملة: «تيسّر (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: «أقيموا ... » معطوفة على جملة اقرؤوا. وجملة: «آتوا ... » معطوفة على جملة اقرؤوا. وجملة: «تقدّموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل. وجملة: «تجدوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «استغفروا ... » معطوفة على جملة أقيموا الصلاة. وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة.

_ (1) أو هي في محلّ نصب حال من فاعل يقدّر بتقدير قد. [.....] (2) مثل جملة: اقرؤوا الأولى.

الصرف:

الصرف: (تحصوه) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف أصله تحصيوه- بياء مضمومة بعد الصاد- سكّنت الياء للثقل ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوه.. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ» . أي زمانا أقل منهما، استعمل فيه الأدنى، وهو اسم تفضيل من دنا إذا قرب، لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز، فهو فيه مجاز مرسل، لأن القرب يقتضي قلة الأحياز بين الشيئين، فاستعمل في لازمه، أو في مطلق القلة. ويجوز اعتبار التشبيه بين القرب والقلة، ليكون هناك استعارة، والإرسال أقرب. انتهت سورة «المزمل» ويليها سورة «المدثر»

سورة المدثر

سورة المدّثّر آياتها 56 آية [سورة المدثر (74) : الآيات 1 الى 7] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) الإعراب: (يأيّها المدّثّر) مثل يأيّها المزمّل «1» ، (الفاء) عاطفة ... جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «قم ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قم.

_ (1) في الآية (1) من السورة السابقة.

الصرف:

(الواو) عاطفة في المواضع الخمسة، وكذلك (الفاء) «1» ، (ربّك) مفعول به عامله كبّر و (ثيابك، الرجز) مفعولان ل (طهّر، اهجر) ، (لا) ناهية جازمة (لربّك) متعلّق ب (اصبر) ، وجملة: «كبّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة على جملة جواب النداء قم.. أي: قم فكبّر ربّك. وجملة: «طهّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم. وجملة: «اهجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم. وجملة: «لا تمنن ... » لا محلّ لها معطوفة على إحدى الجمل الطلبيّة. وجملة: «تستكثر ... » في محلّ نصب حال من فاعل تمنن. وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم. الصرف: (1) المدّثّر: اسم فاعل من الخماسيّ تدثّر أي لبس الدثار وهو الثوب.. أي المتلفّف بثيابه، فيه إبدال تاء التفعل دالا للمجانسة، وزنه متفعّل «2» . (5) الرجز: بضمّ الراء وهو مثل الرجز بكسرها.. انظر الآية (59) من سورة البقرة. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ» . قيل: كناية عن أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من

_ (1) هذه الفاء هي زائدة عند الفارسيّ، وهي جواب (أمّا) المقدّرة عند غيره أي: وأمّا ربّك فكبّر.. وقد ردّ ذلك ابن هشام في المغني لأنّ فيه حذفا بعد حذف.. لأن (أمّا) عوض من (مهما يكن من شيء) ، فلمّا حذفت من الكلام لم تعوّض بشيء فلا دليل على حذفها.. فهي إذا عاطفة عطفت الفعل بعدها على مقدّر هو قم، أو تنبّه أو ما شاكل. (2) انظر الآية (1) من سورة المزّمّل.

[سورة المدثر (74) : الآيات 8 إلى 10]

الأحوال. يقال فلان طاهر الذيل والأردان، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق. المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» . فالمعنى الحقيقي للرجز العذاب الشديد، والمراد هنا عبادة الأصنام، فعبّر بالرجز- وهو العذاب الشديد- لأنه مسبب عن عبادة الأصنام، فعلاقة هذا المجاز المسببية. [سورة المدثر (74) : الآيات 8 الى 10] فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (في الناقور) نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنّه أضيف إلى غير متمكّن في محلّ نصب- بدل من إذا «1» ، وإذ اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين عوض (يوم) خبر المبتدأ (ذلك) ، مرفوع (على الكافرين) متعلّق ب (عسير) «2» (غير) نعت ثان. جملة: «نقر في الناقور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ذلك ... يوم عسير» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (الناقور) ، اسم بمعنى الصور- وهو القرن، وزنه فاعول من النقر وهو القرع.

_ (1) أو بدل من المبتدأ (ذلك) فهو في محلّ رفع. (2) أو متعلّق بنعت له أو متعلّق بحال من الضمير في عسير.

[سورة المدثر (74) : الآيات 11 إلى 15]

(عسير) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعيل. [سورة المدثر (74) : الآيات 11 الى 15] ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) الإعراب: (الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على محلّ الياء في (ذرني) ، (وحيدا) حال من العائد المحذوف أي من خلقته منفردا (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلت و (له) الثاني متعلّق ب (مهّدت) ، (تمهيدا) مفعول مطلق منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن أزيد ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) أي في أن أزيده أو بأن أزيده. جملة: «ذرني ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «جعلت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت. وجملة: «مهّدت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت. وجملة: «يطمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مهّدت. وجملة: «أزيد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (11) وحيدا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ وحد باب ضرب.. ويأتي من باب وحد يحد بضمّ عينه في الماضي وكسرها في المضارع شاذّا، وزنه فعيل. (14) تمهيدا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (مهّد) ، وزنه تفعيل بفتح التاء.

الفوائد:

الفوائد: - كفر وعناد: لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد (صلّى الله عليه وسلّم) (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) إلى قوله (المصير) قام النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في المسجد يصلي، والوليد بن المغيرة قريب منه، يسمع قراءته فلما فطن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لاستماعه أعاد قراءة الآية، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم، فقال: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن. والله إن له حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى. ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبأ والله الوليد ولتصبونّ قريش كلهم. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق حتى جلس إلى جنب الوليد حزينا، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينا يا ابن أخي؟ فقال: وما يمنعني ألّا أحزن، وهذه قريش، يجمعون لك نفقة، يعينونك على كبر سنّك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وأنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة، لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا. وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام حتى يكون لهم فضل طعام، ثم قام مع أبي جهل، حتى أتى مجلس قومه، فقال لهم: تزعمون أن محمدا مجنون، فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كاهن، فهل رأيتموه قط تكهن؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه قال الشعر قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كذاب، فهل جربتهم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا: اللهم لا. فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه، ثم قال: ما هو إلا ساحر. أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، فهو ساحر، وما يقوله سحر يؤثر فذلك قوله عز وجل: «إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ» فعند ما قال ذلك، ارتجّ النادي فرحا، وتفرقوا متعجبين منه.

[سورة المدثر (74) : الآيات 16 إلى 25]

[سورة المدثر (74) : الآيات 16 الى 25] كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر (لآياتنا) متعلّق ب (عنيدا) بمعنى (جاحدا) ، (صعودا) تمييز منصوب. جملة: «إنّه كان لآياتنا ... » لا محلّ لها تعليل للردع. وجملة: «كان لآياتنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) . وجملة: «سأرهقه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) و (ثمّ) في المواضع الأربعة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله قدّر. وجملة: «إنّه فكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «فكّر ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) . وجملة: «قدّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فكّر. وجملة: «قتل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه فكّر. وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قتل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قتل (الأولى) . وجملة: «قدّر (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مؤكّد للأول. وجملة: «نظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر الثانية «1» .

_ (1) أو معطوفة على جملة قدّر الأولى، فهي في محلّ رفع، وما بين الجملتين اعتراض.

الصرف:

وجملة: «عبس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر. وجملة: «بسر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس- أو نظر-. جملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس. وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس. (الفاء) عاطفة (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على سحر (إن هذا إلّا قول) مثل إن هذا إلّا سحر.. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر. وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «إن هذا إلّا قول ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يؤثر ... » في محلّ رفع نعت لسحر. الصرف: (صعودا) ، بفتح الصاد اسم بمعنى العقبة الشاقّة، أو مشقّة العذاب، وزنه فعول بفتح فضمّ. [سورة المدثر (74) : الآيات 26 الى 30] سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30) الإعراب: (سقر) مفعول به ثان منصوب «1» ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث. جملة: «سأصليه سقر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .

_ (1) أو هو منصوب على نزع الخافض أي في سقر بتضمين (أصليه) معنى أحرقه. (2) أجاز الزمخشريّ أن تكون بدلا من (سأرهقه صعودا) .

الصرف:

(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (سقر) خبر الثاني. جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما سقر ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ المفعول لفعل أدراك المعلّق بالاستفهام. (لا) نافية (الواو) عاطفة، ومفعول (تبقي) و (تذر) محذوف (لوّاحة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (البشر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة لوّاحة، و (اللام) للتقوية (عليها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (تسعة عشر) جزءان عدديان مبنيان على الفتح في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر. وجملة: «لا تبقي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تبقي. وجملة: « (هي) لوّاحة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «3» . وجملة: «عليها تسعة عشر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «4» . الصرف: (29) (لوّاحة) مؤنّث لوّاح صيغة مبالغة من لاح يلوح بمعنى غيّر الجلد، أو بمعنى ظهر «5» ، واللوح أيضا شدة العطش.. وزنه فعّال بفتح الفاء. (البشر) ، جمع بشرة بمعنى الجلد. اسم جامد، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، ووزن البشر فعل بفتحتين.. وقد يكون البشر اسم جمع للناس.

_ (1) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الحال وعاملها- أو صاحبها-، والاعتراض للتعظيم والتهويل. (2) أو في محلّ نصب حال من سقر الثاني والعامل فيها معنى التعظيم في قوله ما سقر.. أو حال من سقر الأول. (3، 4) أو في محلّ نصب حال من سقر الثاني أو الأول (5) هذا المعنى يجعل (اللام) في قوله للبشر للجرّ متعلّق ب (لوّاحة)

البلاغة

البلاغة فن الإبهام: في قوله تعالى «عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ» وهذا الفن، هو أن يقول المتكلم كلاما، يحتمل معنيين متغايرين، لا يتميز أحدهما عن الآخر. وفي هذه الآية الكريمة عدة معان محتملة، منها: أن حال هذه العدة الناقصة واحدا من عقد العشرين أن يفتتن بها من لا يؤمن بالله وبحكمته، ويعترض ويستهزئ، ولا يذعن إذعان المؤمن، وإن خفي عليه وجه الحكمة، كأنه قيل: ولقد جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يفتتن بها، لأجل استيقان المؤمن وحيرة الكافر، واستيقان أهل الكتاب، لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين، فإذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من الله، وازدياد المؤمنين إيمانا لتصديقهم بذلك، كما صدقوا سائر ما أنزل. الفوائد: - حذف التمييز: يحذف التمييز إذا فهم من سياق الكلام، كما في الآية التي نحن بصددها (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) ، أي تسعة عشر ملكا. وفي قولنا (كم صمت) أي كم يوما صمت. وقوله تعالى: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) . وهو شاذ في باب (نعم) نحو «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت» أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة. [سورة المدثر (74) : آية 31] وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (31)

الإعراب:

الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) نافية في المواضع الأربعة (إلّا) للحصر في المواضع الأربعة (ملائكة) مفعول به ثان منصوب، وكذلك (فتنة) ، (للذين) متعلّق بنعت ل (فتنة) ، (اللام) للتعليل (يستيقن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل في الموضعين (يزداد) مضارع منصوب معطوف على (يستيقن) .. (إيمانا) تمييز. والمصدر المؤوّل (أن يستيقن ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يرتاب) مضارع منصوب معطوف على (يستيقن) ، (ليقول) مثل ليستيقن (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله أراد «1» (بهذا) متعلّق ب (أراد) ، (مثلا) حال منصوب من اسم الإشارة. والمصدر المؤوّل (أن يقول..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) الثاني فهو معطوف على المصدر الأوّل. (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ (من) موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين لفعلي الضلالة والهداية (هو) ضمير منفصل

_ (1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر والجملة في محلّ نصب مقول القول وجملة أراد صلة ذا. [.....]

في محلّ رفع فاعل (يعلم) ، (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (ذكرى) ، (للبشر) متعلّق ب (ذكرى) . جملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما جعلنا (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: «يستيقن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث. وجملة: «يزداد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستيقن. وجملة: «لا يرتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستيقن. وجملة: «أوتوا.. (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس. وجملة: «أراد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يضلّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: «يشاء (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني وجملة: «ما يعلم ... إلّا هو» لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ الله.. وجملة: «ما هي إلّا ذكرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جمل يضلّ الله..

الصرف:

الصرف: (يرتاب) ، فيه إعلال بالقلب أصله يرتيب، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، والقلب منسحب من الماضي ارتاب، وزنه يفتعل. الفوائد الترجيح: أحيانا يرد في الإعراب وجهان صحيحان، لكننا نحكم بترجيح أحد الوجهين، بناء على استعمال آخر يشهد بذلك، في نظير ذلك الموضع. ومن أمثلة ذلك، قول مكي في قوله تعالى: (ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) إن جملة (يضلّ) صفة ل (مثلا) أو مستأنفة، والصواب الوجه الثاني، وهو الاستئناف، لقوله تعالى في سورة المدثر، في الآية التي نحن بصددها: (ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا؟ كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) . [سورة المدثر (74) : الآيات 32 الى 37] كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (34) إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر «1» ، (الواو) واو القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل، الصبح) معطوفان على القمر مجروران (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المحذوف (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المقدّر، والضمير اسم (إنّ) يعود

_ (1) جعلها الجلال المحلّي أداة استفتاح بمعنى ألا، وجعلها الفرّاء وبعض البصريين بمعنى حرف الجواب السابق للقسم (إي) بكسر الهمزة.

الصرف:

على سقر (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوض من المزحلقة (إحدى) خبر إنّ مرفوع.. جملة: « (أقسم) بالقمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أدبر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أسفر ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة: «إنّها لإحدى ... » لا محلّ لها جواب القسم. (نذيرا) حال منصوبة من إحدى والعامل فيها التوكيد «1» ، (للبشر) متعلّق ب (نذيرا) ، (لمن) بدل من البشر بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من الضمير العائد (أن) حرف مصدريّ ونصب (أو) حرف عطف. وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يتقدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يتقدّم) في محلّ نصب مفعول به لفعل شاء. وجملة: «يتأخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتقدّم. الصرف: (35) الكبر: جمع كبري مؤنّث أكبر، وزنه فعل بضمّ ففتح. [سورة المدثر (74) : الآيات 38 الى 42] كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)

_ (1) وجاء اللفظ مذكّرا لتضمين إحدى معنى العذاب.. وقيل هو حال من الضمير في إحدى والعامل فيها معنى التعظيم أي أعظم الكبر منذرة.. وقيل هو حال من الكبر أو من ضميره.. وأجازوا أن يكون تمييزا بجعله مصدرا بمعنى الإنذار كنكير بمعنى الإنكار.. أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف إذا كان مصدرا..

الإعراب:

الإعراب: (ما) حرف مصدريّ «1» ، (إلّا) للاستثناء (أصحاب) مستثنى بإلّا منصوب «2» .. والمصدر المؤوّل (ما كسبت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رهينة) بمعنى مرهونة. (في جنّات) متعلّق بحال من فاعل يتساءلون «3» ، (عن المجرمين) متعلّق ب (يتساءلون) بحذف مضاف أي عن حال المجرمين (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة سلككم (في سقر) متعلّق ب (سلككم) أي أدخلكم. جملة: «كلّ نفس.. رهينة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «يتساءلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ما سلككم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون بعد ذلك: ما سلككم.. وجملة القول المقدّرة استئنافيّة. وجملة: «سلككم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . الصرف: (38) رهينة: مؤنّث رهين- انظر الآية (21) من سورة الطور- صفة مشتقّة، ويحسن أن يبقى بغير تأويل لمعنى مفعول- فعيل بمعنى مفعول لا يؤنّث بالتاء بل يستوي فيه التذكير والتأنيث- وقد يكون مصدرا أطلق وأريد به المفعول كالشتيمة- على رأي الزمخشريّ- قال: لأن الله تعالى جعل تكليف عباده كالدين عليهم ونفوسهم مرهونة.

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. (2) الاستثناء متّصل من كلّ نفس.. وقيل هو منقطع بتأويل معنى كلّ نفس كافرة هي مأخوذة بعملها في النار. (3) أو متعلّق بخبر محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بيانيّ.

[سورة المدثر (74) : الآيات 43 إلى 47]

[سورة المدثر (74) : الآيات 43 الى 47] قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (47) الإعراب: (نك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديمه نحن (من المصلّين) متعلّق بخبر نك (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (نخوض) . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لم نك ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لم نك (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم نك (الأولى) . وجملة: «نطعم ... » في محلّ نصب خبر نك. وجملة: «كنّا نخوض ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم نك (الأولى) . وجملة: «نخوض ... » في محلّ نصب خبر كنّا. (بيوم) متعلّق ب (نكذّب) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن أتانا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بالأعمال الأربعة: عدم الصلاة، عدم الإطعام، الخوض، التكذيب.. وجملة: «كنّا نكذّب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

الصرف:

وجملة: «نكذّب ... » في محلّ نصب خبر كنّا (الثاني) . وجملة: «أتانا اليقين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (الخائضين) ، جمع الخائض، اسم فاعل من الثلاثيّ خاض، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينه المعتلة همزة على القياس، وأصله خاوض، جاءت الواو بعد ألف فاعل الساكنة قلبت همزة.. [سورة المدثر (74) : آية 48] فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) نافية. جملة: «ما تنفعهم شفاعة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم فما تنفعهم شفاعة.. البلاغة: فن نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ» . وهذا الفن، هو أن يثبت المتكلم شيئا في ظاهر كلامه، بشرط أن يكون المثبت مستعارا، ثم ينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي حقيقة في باطن الكلام. ففي هذه الآية الكريمة، ليس المعنى أنهم يشفع لهم فلا تنفعهم شفاعة من يشفع لهم، وإنما المعنى نفي الشفاعة، فانتفى النفع، أي لا شفاعة لهم فتنفعهم. [سورة المدثر (74) : الآيات 49 الى 51] فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) الإعراب: (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لهم) متعلّق بمحذوف

الصرف:

خبر (عن التذكرة) متعلّق ب (معرضين) وهو حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، (من قسورة) متعلّق ب (فرّت) . جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كأنّهم حمر ... » في محلّ نصب حال من الضمير في معرضين فهي حال متداخلة. وجملة: «فرّت ... » في محلّ رفع نعت ثان لحمر «1» . الصرف: (50) مستنفرة: مؤنّث مستنفر، اسم فاعل من السداسيّ استنفر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. (51) قسورة: اسم جامد بمعنى الأسد، أو اسم جمع بمعنى الجماعة الرماة لا واحد له من لفظه.. وعند العرب كلّ ضخم شديد فهو قسورة، وزنه فعللة، بفتح فسكون. البلاغة: التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» . شبههم في إعراضهم عن القرآن، واستماع الذكر والموعظة، بحمر فرّت من حظيرتها، مما أفزعها. وفي تشبيههم بالحمر: مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم بيّن، كما في قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» ، وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل، ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطرادها في العدو إذا رابها رائب.

_ (1) أو محلّ نصب حال من حمر لتخصّصه بالوصف بتقدير قد بحذف مضاف أي وقت مشيئة الله، متعلّق ب (يذكرون) .

[سورة المدثر (74) : الآيات 52 إلى 53]

[سورة المدثر (74) : الآيات 52 الى 53] بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (53) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (منهم) متعلّق بنعت ل (كلّ امرئ) (أن) حرف مصدريّ ونصب، ونائب الفاعل ضمير مستتر. جملة: «يريد كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . والمصدر المؤوّل (أن يؤتى ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد. (كلّا) حرف ردع وزجر (لا) نافية. وجملة: «لا يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (يؤتى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يؤتي- بياء في آخره متحركة قبلها تاء مفتوحة- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (منشّرة) ، مؤنّث منشّر، اسم مفعول من الرباعيّ نشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. [سورة المدثر (74) : الآيات 54 الى 56] كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (55) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) الإعراب: (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (أن) حرف مصدريّ ونصب..

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يذكرون) أي إلّا بمشيئة الله «1» . جملة: «إنّه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يذكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «هو أهل ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (56) التقوى: هو عوض من المصدر المؤوّل في البناء للمجهول أي أهل لأن يتّقى.. انتهت سورة «المدثر» ويليها سورة «القيامة»

_ (1) أو هو في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

سورة القيامة

سورة القيامة آياتها 40 آية [سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4) الإعراب: (لا) زائدة «1» ، (بيوم) متعلّق ب (أقسم) ، ومثلها (لا أقسم بالنفس ... ) ، جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أقسم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.. وجواب القسم لكلا الجملتين محذوف دلّ عليه ما بعده أي: لتبعثنّ.

_ (1) قيل (لا) ليست بزائدة فهي للنفي، وفي تفسير ذلك توجيهان: الأول نفي للقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوّامة والثاني هي ردّ لكلام مقدّر، كأنّهم قالوا أنت مفتر على الله في البعث فقال لا ثمّ ابتدأ بالقسم.. وله نظير في كلام العرب.

الصرف:

3- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ التوبيخيّ (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «2» . وجملة: «يحسب الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «لن نجمع ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. والمصدر المؤوّل (أن لن نجمع ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. 4- (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى نجمعها (قادرين) حال منصوبة من فاعل الفعل المقدّر (أن) حرف مصدريّ ونصب ... والمصدر المؤوّل (أن نسوّي ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرين) . وجملة: « (نجمعها) قادرين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نسوّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (اللوّامة) ، مؤنّث اللوّام، صيغة مبالغة من الثلاثيّ لام، وزنه فعّال والمؤنّث فعّالة بفتح الفاء. البلاغة فن صحة الأقسام أو التناسب بين المعاني: قوله تعالى «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» . فهذه الآية تعدّ من محاسن التقسيم، لتناسب الأمرين المقسم بهما، فقد أقسم بيوم البعث أولا، ثم أقسم بالنفوس المجزية فيه، على حقيقة البعث والجزاء.

_ (2) يجوز أن يكون اسمها ضمير متكلّم الجمع للتعظيم أي: أنّنا لن نجمع ...

[سورة القيامة (75) : الآيات 5 إلى 6]

[سورة القيامة (75) : الآيات 5 الى 6] بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (اللام) زائدة (يفجر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أمامه) ظرف أستعير للزمان- وكان للمكان- منصوب «1» ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (يوم) . جملة: «يريد الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يفجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يفجر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد- وهو المحلّ البعيد- وجملة: «يسأل ... » في محلّ نصب حال من فاعل يفجر «2» . وجملة: «أيّان يوم ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل يسأل المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ. الصرف: (5) أمامه: اسم ظرف للمكان- أستعير في الآية للزمان- وزنه فعال بفتح الفاء. (6) أيّان: اسم استفهام- وقد يكون للشرط- مستعمل للدلالة على الزمان، وزنه فعّال بفتح الفاء.

_ (1) أي يريد الإنسان أن يدوم على فجوره في ما يستقبله من الزمان. (2) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا.. أو بدل من جملة يريد.

[سورة القيامة (75) : الآيات 7 إلى 10]

[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 10] فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (يقول) وإذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المفرّ) . جملة: «برق البصر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «خسف القمر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر. وجملة: «جمع الشمس ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر. وجملة: «يقول الإنسان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أين المفرّ ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (المفرّ) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ فرّ «1» ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، نقلت حركة العين إلى الحرف قبلها لمناسبة التضعيف. [سورة القيامة (75) : الآيات 11 الى 13] كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر عن طلب الفرار (لا) نافية

_ (1) لا يجوز أن يكون اسم مكان لأنه يجب أن يكون على مفعل- بكسر العين- مضارعه يفرّ..

الصرف:

للجنس، والخبر محذوف تقديره موجود (إلى ربّك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المستقرّ) ، (يومئذ) ظرف متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، و (يومئذ) الثاني متعلّق ب (ينبّأ) ، (بما) متعلّق ب (ينبّأ) .. جملة: «لا وزر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إلى ربّك.. المستقرّ.» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «ينبّأ الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «قدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (وزر) ، اسم بمعنى الملجأ أو الحصن، وزنه فعل بفتحتين. [سورة القيامة (75) : الآيات 14 الى 15] بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (15) الإعراب: (بل) للإضراب (على نفسه) متعلّق ب (بصيرة) «2» وهو الخبر و (التاء) للمبالغة «3» ، (الواو) حالية. جملة: «الإنسان.. بصيرة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ألقى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في بصيرة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: ما قبلت منه.

_ (1) لا يجوز تعليقه بالمستقرّ، فإن كان مصدرا ميمّيا فلا يتقدّم عليه المعمول، وإن كان اسم مكان فلا عمل له. [.....] (2) أو هو خبر مقدّم للمبتدأ بصيرة بحذف موصوف أي عين بصيرة أو جوارح بصيرة، والجملة خبر عن المبتدأ الإنسان. (3) كما يقال فلان حجّة أو عبرة.. ويجوز أن يقدّر الإنسان بالجوارح.

الصرف:

الصرف: (ألقى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ألقي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (معاذير) ، جمع معذرة على غير قياس «1» ، وهو اسم جمع على رأي الزمخشريّ.. [سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 19] لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (به) متعلّق ب (تحرّك) ، (اللام) للتعليل (تعجل) مضارع منصوب بأن مضمرة. والمصدر المؤوّل (أن تعجل) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تحرّك) . (به) الثاني متعلّق ب (تعجل) ، (علينا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة للجواب. جملة: «لا تحرّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تعجل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «إنّ علينا جمعه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي. وجملة: «قرأناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 19- (ثمّ) حرف عطف (علينا) متعلّق بخبر إنّ الثاني (بيانه) اسم إنّ منصوب..

_ (1) انظر الآية (165) من الأعراف.

الصرف:

وجملة: «إنّ علينا بيانه» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (قرآنه) ، مصدر الثلاثيّ قرأ، مضاف إلى المفعول أي قراءتك إيّاه، وزنه فعلان بضمّ فسكون. الفوائد: - حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على حفظ القرآن: أشارت هذه الآية إلى حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) الشديد على حفظ آيات الوحي، حتى لا تتفلت منه، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل (لا تحرك به لسانك) ، فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) كما قرأ وفي رواية: كما وعده الله تعالى. هذا لفظ الحميدي. ورواه البغوي من طريق البخاري، وقال فيه: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) إذا نزل عليه جبريل بالوحي، كان مما يحرك لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله وعز وجل الآية: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) . قال: إن علينا أن نجمعه في صدرك ونقرأه (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) فإذا أنزلناه فاستمع (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) علينا أن نبينه بلسانك. فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى. وفي رواية: كان يحرك شفتيه إذا نزل عليه، يخشى أن يتفلت منه، فقيل له: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) أي نجمعه في صدرك، وقرآنه أي تقرأه. [سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 21] كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) الإعراب: (كلّا) للردع (بل) للإضراب (الواو) للعطف. وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة القيامة (75) : الآيات 22 إلى 25]

وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. [سورة القيامة (75) : الآيات 22 الى 25] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25) الإعراب: (وجوه) مبتدأ مرفوع «1» نعت ب (ناضرة) ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت ناضرة (إلى ربّها) متعلّق بالخبر (ناظرة) ، (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ باسرة) مثل الآية الأولى (بها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفعل) ، (فاقرة) نائب الفاعل. والمصدر المؤوّل (أن يفعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ. جملة: «وجوه ... إلى ربّها ناظرة» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «وجوه.. تظنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. وجملة: «تظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) الثاني. وجملة: «يفعل بها فاقرة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (22) ناضرة: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة. (24) باسرة: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل. (25) فاقرة: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة.

_ (1) جاز البدء بالنكرة لأنها وصفت.

الفوائد:

الفوائد: - هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟ قال علماء أهل السنة: رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) . وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك. وأما الأحاديث فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) . هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.

[سورة القيامة (75) : الآيات 26 إلى 30]

[سورة القيامة (75) : الآيات 26 الى 30] كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30) الإعراب: (إذا) متعلّق بالجواب الذي دلّ عليه قوله (إلى ربّك يومئذ المساق) ، وفاعل (بلغت) محذوف دلّ عليه السياق وهو الروح أو النفس (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (راق) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (بالساق) متعلّق ب (التفّت) ، (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المساق) ، (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق بما تعلّق به الظرف إذا فهو بدل منه.. والمصدر المؤوّل (أنّه الفراق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ. جملة: «بلغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت. وجملة: «من راق ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «ظنّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت.. وجملة: «التفّت الساق ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت.. وجملة: «إلى ربّك ... المساق» لا محلّ لها تفسير لجواب إذا المقدّر أي: إذا بلغت التراقي.. تساق إلى حكم ربّها.

_ (1) هي في الأصل مقول القول.

الصرف:

الصرف: (التراقي) جمع ترقوة، اسم للعظم الأعلى الممتدّ من القصّ إلى الكتف، أو هو مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث ترقى فيه النفس، وزنه تفعلة بفتح التاء والعين واللام، ووزن التراقي تفاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التراقو، جاء ما قبل الواو مكسورا قلبت ياء. (راق) ، اسم فاعل من (رقي) أو من (رقى) ، الأول بمعنى صعد باب فرح، والثاني قرأ عليه ليشفيه باب ضرب، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، فهو منقوص. (المساق) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ ساق، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب أصله مسوق بفتح الميم والواو بينهما ساكن.. نقلت فتحة الواو إلى السين وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- تحرّكت السين بالفتح قبل الواو قلبت الواو ألفا- إعلال بالقلب- البلاغة: الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» . في الآية الكريمة استعارة تمثيلية، لشدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه جلّ شأنه. وقد التفّت الشدتان ببعضهما، كما تلتف الساق على الساق. ويقال: شمرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها. [سورة القيامة (75) : الآيات 31 الى 33] فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا) نافية في الموضعين (لكن) حرف استدراك مهمل (إلى أهله) متعلّق ب (ذهب) .

الصرف:

جملة: «لا صدّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب. وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب أو تولّى. وجملة: «يتمطّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهب. الصرف: (صلّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو لأنّ جمع الصلاة صلوات.. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل. (يتمطّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو، فهي مأخوذة من المطا وهو الظهر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه يتفعّل. [سورة القيامة (75) : الآيات 34 الى 35] أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35) الإعراب: (أولى) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو الهلاك «1» ، (لك) متعلّق ب (أولى) ، (الفاء) عاطفة (أولى) الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التهديد أو الشرّ (ثمّ) حرف عطف.. جملة: « (العقاب) أولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أولى لك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة للتوكيد. وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولى لك.

_ (1) حكى المحلّي أنّ (أولى) اسم فعل ماض بمعنى وليك شرّ بعد شرّ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما يفهم من السياق أي شرّ أو ما تكره، اللام في (لك) للتبيين فهي زائدة، وضمير المخاطب مفعول به، وأولى الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي مضمون معنى أولى الأول.

[سورة القيامة (75) : آية 36]

[سورة القيامة (75) : آية 36] أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (سدى) حال منصوبة من ضمير يترك. والمصدر المؤوّل (أن يترك) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يترك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . الصرف: (سدى) ، صفة مشتّقة للواحد والجمع يقال: إبل سدى أي مهملة.. و (الألف) منقلبة عن ياء.. وقال العكبري: الألف منقلبة عن واو.. وجاء في المصباح سديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال مدّ يده نحو الشيء، وسدا البعير سدوا مدّ يده في السير.. وأسديته تركته سدى أي مهملا. [سورة القيامة (75) : الآيات 37 الى 40] أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (يك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف (من منيّ) متعلّق بنعت ل (نطفة) ، والضمير اسم (كان) يعود على المنيّ، وفاعل (خلق) ضمير يعود

الصرف:

على الله وكذلك (سوّى) و (جعل) ، (منه) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (الذكر) بدل من الزوجين منصوب. جملة: «لم يك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يمنى ... » في محلّ جرّ نعت منيّ. وجملة: «كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان. وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان. وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان. 40- (الهمزة) مثل الأولى (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤوّل (أن يحيي..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) . وجملة: «ليس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (منيّ) ، اسم لماء الذكر المقذوف في الرحم، وزنه فعيل. (يمنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يمني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (سوّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله سوّي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (الموتى) جمع ميّت.. انظر الآية (28) من سورة البقرة. انتهت سورة «القيامة» ويليها سورة «الإنسان»

سورة الإنسان

سورة الإنسان آياتها 31 آية [سورة الإنسان (76) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) الإعراب: (هل) حرف استفهام للتقرير «1» ، (على الإنسان) متعلّق ب (أتى) ، (حين) فاعل أتى مرفوع. جملة: «أتى ... حين» لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «لم يكن ... » في محلّ نصب حال من الإنسان «2» . الصرف: (حين) ، اسم بمعنى المدّة غير المحدودة الكثيرة أو القليلة، وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) أو بمعنى قد. (2) أو في محلّ رفع نعت لحين بتقدير الرابط فيه.

[سورة الإنسان (76) : آية 2]

(الدهر) ، اسم للزمان الممتدّ غير المحدود، وزنه فعل بفتح فسكون. (مذكور) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ذكر، وزنه مفعول. [سورة الإنسان (76) : آية 2] إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) الإعراب: (من نطفة) متعلّق ب (خلقنا) ، (أمشاج) نعت ل (نطفة) «1» مجرور (الفاء) عاطفة (سميعا) حال منصوبة من المفعول بتضمين الفعل معنى خلقناه (بصيرا) حال ثانية منصوبة.. جملة: «إنّا خلقنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «نبتليه ... » في محلّ نصب حال من فاعل خلقنا أو من المفعول «2» . وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا.. الصرف: (أمشاج) ، جمع مشج زنة فعل بفتحتين أو بفتح فسكون بمعنى خليط. [سورة الإنسان (76) : آية 3] إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3) الإعراب: (إمّا) حرف لتفصيل الأحوال (شاكرا) حال من مفعول هديناه منصوبة (الواو) عاطفة..

_ (1) جاء النعت جمعا لأن النطفة في معنى الجمع، أو لأنّ كلّ جزء من النطفة نطفة. (2) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها.

البلاغة

جملة: «إنّا هديناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هديناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة في قوله تعالى «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ... » . فعند ما كان الشكر قليلا من يتصف به قال «شاكرا ... » ، فعبّر عنه باسم الفاعل، للدلالة على قلته، وأما إيراد الكفور بصيغة المبالغة، لمراعاة الفواصل، والإشعار بأن الإنسان قلما يخلو من كفران ما، فهو كثير من يتصف به، ويكثر وقوعه من الإنسان. الفوائد: - (إمّا) : وهي حرف شرط وتفصيل، ولها خمسة معان: 1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما. 1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما. 2- الإبهام، كقوله تعالى: «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ... » . 3- التخيير، كقوله تعالى (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) . 4- الإباحة، نحو (جالس إما الحسن وإما ابن سيرين) 5- التفصيل، كقوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) . و (إما) يبنى الكلام معها- من أول الأمر- على ما جيء بها لأجله، من شك وغيره، لذلك وجب تكرارها في غير ندور، و (أو) يفتتح الكلام معها على الجزم، ثم يطرأ الشك أو غيره، ولهذا لم تتكرر. [سورة الإنسان (76) : آية 4] إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)

الإعراب:

الإعراب: (للكافرين) متعلّق ب (أعتدنا) ، ومنع (سلاسل) من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع. جملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. [سورة الإنسان (76) : الآيات 5 الى 10] إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) الإعراب: (من كأس) متعلّق ب (يشربون) ، (عينا) بدل من (كافورا) منصوب «1» ، (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يلتذّ أو يرتوي «2» ، (تفجيرا) مفعول مطلق منصوب.

_ (1) أو مفعول به عامله يشربون المتقدّم بحذف مضاف أي ماء عين.. أو هو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال بحذف مضاف أيضا، والجملة بعده تفسيريّة. (2) أو من غير تضمين إذا كان الضمير يعود على الكأس.. أو هو متعلّق بحال من عينا إذا كانت علما بذاتها.. وبعض المفسّرين جعلوا الباء زائدة أي يشربها، مستدلّين بإحدى القراءات بتعدية الفعل إلى الضمير بنفسه.

جملة: «إنّ الأبرار يشربون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشربون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كان مزاجها كافورا ... » في محلّ جرّ نعت لكأس. وجملة: «يشرب بها ... » في محلّ نصب نعت ل عينا «1» وجملة: «يفجّرونها ... » في محلّ نصب حال من فاعل يشرب. 7- (بالنذر) متعلّق ب (يوفون) ، (يوما) مفعول به منصوب.. وجملة: «يوفون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق- وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون. وجملة: «كان شرّه مستطيرا ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) . 8- (الواو) عاطفة (على حبّه) حال من الفاعل أو المفعول.. وجملة: «يطعمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون. 9- (إنّما) كافّة ومكفوفة (لوجه) متعلّق بحال من فاعل نطعم «2» ، (لا) نافية (منكم) متعلّق ب (نريد) (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (شكورا) معطوف على (جزاء) منصوب مثله. وجملة: «نطعمكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يطعمون أي: يطعمون الطعام قائلين إنّما نطعمكم.. وجملة: «لا نريد ... » في محلّ نصب حال من فاعل نطعمكم. 10- (من ربّنا) متعلّق ب (نخاف) «3» ..

_ (1) وإذا كان الضمير في (بها) يعود على الكأس فالجملة نعت ثان للكأس في محلّ جرّ. (2) أو متعلّق- (نطعمكم) واللام سببيّة. [.....] (3) أو متعلّق بحال من (يوما) - نعت تقدّم على المنعوت-

الصرف:

وجملة: «إنّا نخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ. الصرف: (5) مزاجها: اسم لما يمزج به، وزنه فعال بكسر الفاء. (كافورا) ، اسم للمادّة المعروفة ذات اللون الأبيض والرائحة الطيّبة، وقد يكون علما لعين ماء في الجنّة، وزنه فاعول مشتقّ من الكفر وهو الستر، قيل لأنه يغطّي الأشياء برائحته. (7) يوفون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يوفيون.. استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الفاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو.. وزنه يفعون.. وفيه أيضا حذف الهمزة من أوّله حذفا قياسيّا فهو مضارع أوفى مثل أكرم فحذفت الهمزة من المضارع كما حذفت من (يكرم) . (مستطيرا) ، اسم فاعل من السداسيّ استطار بمعنى انتشر، مشتقّ من الطيران، وقال الفرّاء: المستطير المستطيل، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين أي تسكين الياء. (10) عبوسا: صيغة مبالغة- أو صفة مشبّهة- من الثلاثيّ عبس، وزنه فعول بفتح الفاء. (قمطريرا) ، اسم بمعنى الشديد من الأيام أو الشرّ، وزنه فعلليل. البلاغة المجاز: في قوله تعالى «يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ... » . وصف اليوم بالعبوس، مجاز على طريقين: أن يوصف بصفة أهله من الأشقياء، كقولهم: نهارك صائم- وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو الشجاع الباسل.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 11 إلى 19]

[سورة الإنسان (76) : الآيات 11 الى 19] فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (14) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (15) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (19) الإعراب: (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (شرّ) مفعول به ثان منصوب وكذلك (نضرة) .. جملة: «وقاهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.. «1» . وجملة: «لقّاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله.. 12- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ (جنّة) مفعول به ثان منصوب.. وجملة: «جزاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله. وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) في الآية (7) من السورة.

والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاهم) و (الباء) سببيّة. 13- (متّكئين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (جزاهم) ، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في متّكئين، فهي متداخلة (على الأرائك) متعلّق ب (متّكئين) (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يرون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي. وجملة: «لا يرون ... » في محلّ نصب حال ثانية من ضمير جزاهم. 14- (الواو) عاطفة في الموضعين (دانية) معطوفة على متّكئين (عليهم) متعلّق ب (دانية) بمعنى مائلة (ظلالها) فاعل اسم الفاعل دانية مرفوع (تذليلا) مفعول مطلق منصوب.. وجملة: «ذلّلت قطوفها ... » في محلّ نصب معطوفة على دانية «1» . 15- (الواو) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يطاف) ، (بآنية) نائب الفاعل لفعل يطاف (من فضّة) متعلّق بنعت ل (آنية) ، (قوارير) الثاني بدل من الأول منصوب (من فضّة) متعلّق بنعت ل (قوارير) ، (تقديرا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «يطاف.. بآنية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزاهم.. وجملة: «كانت قواريرا ... » في محلّ جرّ نعت لأكواب. وجملة: «قدّروها ... » في محلّ نصب نعت لقوارير الثاني «2» . 17- (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بحال من ضمير يسقون (عينا) بدل من (زنجبيلا) «3» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (عينا) .

_ (1) أو معطوفة على جملة لا يرون. (2) أو حال من قوارير لتخصّصه بالوصف. (3) أو من (كأسا) منصوب مثله.

الصرف:

وجملة: «يسقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف.. وجملة: «كان مزاجها زنجبيلا ... » في محلّ نصب نعت ل (كأسا) . وجملة: «تسمّى ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) الثاني. 19- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (لؤلؤا) مفعول به ثان منصوب.. وجملة: «يطوف عليهم ولدان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسقون. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لولدان ثان. وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حسبتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (11) وقاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله وقيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (لقّاهم) ، فيه إعلال بالقلب، أصله لقّيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (11) (نضرة) : مصدر الثلاثيّ نضر باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فعلة بفتح فسكون بمعنى الحسن. (سرورا) ، مصدر الثلاثيّ سرّ باب نصر، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي سرّ بضمّ السين، وسرّى بضم السين وفتح الراء المشدّدة، ومسرّة بفتح فكسر، ومسرّة- مصدر ميميّ- بفتحتين. (12) جزاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله جزيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (13) زمهريرا: اسم بمعنى شدّة البرد- قيل هو القمر على لغة طيء- وزنه فعلليل. (14) تذليلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ ذلّل، وزنه تفعيل.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 20 إلى 22]

(15) يطاف: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، جاء ما قبل الواو مفتوحا فقلبت ألفا. (آنية) ، جمع إناء، اسم للوعاء وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة فيه منقلبة عن ياء لتطرّفها بعد ألف ساكنة، وزن آنية فاعلة، والمدّة فيه أصلها همزة وألف (أأنية) . (17) يسقون: فيه إعلال بالحذف أصله يسقاون، التقى ساكنان فحذفت الألف وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الحرف المحذوف، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين. (زنجبيلا) ، اسم للنبات المعروف- وليس كزنجبيل الدنيا- وزنه فعلليل. (18) سلسبيلا: إمّا اسم علم لماء في الجنّة، أو صفة مشبّهة للماء الذي هو في غاية السلاسة، قيل زيدت فيه الباء مبالغة فوزنه فعلبيل، أو بدون زيادته فوزنه فعلليل. [سورة الإنسان (76) : الآيات 20 الى 22] وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (21) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ثمّ) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (رأيت) الأول..

الصرف:

جملة: «رأيت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رأيت (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 21- (عاليهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» للمبتدأ (ثياب) ، (خضر) نعت لثياب مرفوع (إستبرق) معطوف بالواو على ثياب مرفوع، و (الواو) في (حلّوا) نائب الفاعل (من فضّة) متعلّق بنعت ل (أساور) ، (شرابا) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «عاليهم ثياب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «حلّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عاليهم ثياب «2» . وجملة: «سقاهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حلّوا ... 22- (لكم) متعلّق بحال من جزاء (الواو) عاطفة.. وجملة: «إنّ هذا كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان لكم جزاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كان سعيكم مشكورا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان (الأولى) . الصرف: (21) عاليهم: إمّا اسم فاعل من (علا) «3» ، أو هو ظرف على وزن اسم الفاعل كداخل الشيء وخارجه. (حلّوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.. أصله حلّيوا- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو

_ (1) أو هو حال من (نعيما) بتقدير مضاف أي: أهل نعيم وملك كبير و (ثياب) فاعل لاسم الفاعل عاليهم. (2) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال (عاليهم) إذا أعرب حالا. (3) انظر الآية (83) من سورة يونس.

الفوائد:

الجماعة- إعلال بالحذف-، وزنه فعّوا بضمّ الفاء والعين المشدّدة. (سقاهم) ، فيه إعلال بالقلب ... أصله سقيهم- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. الفوائد: ثمّ اسم يشار به إلى المكان البعيد كقوله تعالى: (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) وهو ظرف لا يتصرف، ولذلك غلط من أعربه مفعولا لرأيت في قوله تعالى: (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) ، ولا يتقدمه حرف التنبيه، ولا يتأخر عنه كاف الخطاب. [سورة الإنسان (76) : الآيات 23 الى 26] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) الإعراب: (نحن) ضمير في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير اسم إنّ «1» ، (عليك) متعلّق ب (نزّلنا) ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: «إنّا ... نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 24- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى أذعن (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (منهم) متعلّق بحال من (آثما) ، (أو) حرف عطف للإباحة..

_ (1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة نزّلنا، والجملة الاسميّة خبر إنّ.

[سورة الإنسان (76) : آية 27]

وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء قدر الله فاصبر. وجملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب. 25- (الواو) عاطفة (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اذكر) . وجملة: «اذكر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب. 26- (الواو) عاطفة في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (اسجد) ، (ليلا) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّحه) . وجملة: «اسجد ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي مهما حصل فاسجد والشرط المقدّر معطوف على الشرط المقدّر السابق. وجملة: «سبّحه ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اسجد. [سورة الإنسان (76) : آية 27] إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) الإعراب: (وراءهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من (يوما) «1» . (يوما) مفعول به منصوب. جملة: «إنّ هؤلاء يحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يحبّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يذرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّون. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «يَوْماً ثَقِيلًا ... » : وصف اليوم بالثقيل لتشبيه شدته وهوله بثقل شيء قادح باهظ لحامله، بطريق الاستعارة.

_ (1) وهو بمعنى أمامهم.. أو هو بمعنى وراء أي لا يعبؤون به فيجوز تعليقه ب (يذرون) .

[سورة الإنسان (76) : آية 28]

[سورة الإنسان (76) : آية 28] نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (28) الإعراب: (تبديلا) مفعول مطلق منصوب.. جملة: «نحن خلقناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) . وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقناهم. وجملة: «شئنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بدّلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (أسرهم) ، اسم بمعنى المفاصل والأعضاء، وفي القاموس: الأسر الشدّة والغضب وشدّة الخلق وشددنا أسرهم أي مفاصلهم. وفي المختار: أسره الله أي خلقه، وشددنا أسرهم أي خلقهم، وزنه فعل بالفتح. [سورة الإنسان (76) : الآيات 29 الى 31] إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31) الإعراب: الإشارة في (هذه) إلى السورة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك جواب الشرط (اتّخذ) ، (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذ.

جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء. 30- (الواو) عاطفة (ما) نافية، ومفعول (تشاؤون) محذوف أي الطاعة (إلّا) للحصر «2» ، (أن) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ نصب ظرف زمان بحذف مضاف أي إلا وقت مشيئة الله «3» . وجملة: «تشاؤون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شاء. وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 31- (في رحمته) متعلّق ب (يدخل) ، (الواو) عاطفة (الظالمين) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي أوعد أو عاقب (لهم) متعلّق ب (أعدّ) .. وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: « (أوعد) الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل. وجملة: «أعدّ لهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. (2) أو للاستثناء. (3) أو في محلّ نصب مستثنى من أعمّ الأحوال بحذف مضاف أي ما تشاؤون الطاعة في كلّ حال إلّا في حال مشيئة الله.

سورة المرسلات

سورة المرسلات آياتها 50 آية [سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 7] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (7) الإعراب: (الواو) واو القسم، وما بعده حروف عطف، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم، و (المرسلات) نعت ناب عن منعوته، وكذلك الصفات التالية «1» ، (عرفا) مصدر في موضع الحال أي متتابعة «2» ، (العاصفات) معطوف على المرسلات مجرور مثله (عصفا) مفعول مطلق منصوب (الناشرات، الفارقات، الملقيات) أسماء معطوفة على المرسلات

_ (1) المرسلات أي الرياح المرسلات على الأرجح، وكذلك العاصفات والناشرات، والفارقات آيات القرآن الكريم، والملقيات الملائكة.. [.....] (2) يجوز أن يكون مفعولا لأجله إن كان العرف ضدّ النكر، فالمرسلات يعني الملائكة.

الصرف:

مجرورة مثله (نشرا، فرقا) مفعول مطلق منصوب (ذكرا) مفعول به لاسم الفاعل الملقيات منصوب (عذرا) مفعول لأجله منصوب عامله الملقيات «1» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد. جملة: « (أقسم) بالمرسلات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «إنّ ما توعدون لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (1) المرسلات: جمع المرسل، اسم مفعول من الرباعيّ أرسل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، والمرسلات هي الرياح أو الملائكة أو آيات القرآن الكريم. (عرفا) ، اسم لشعر الفرس فوق الرقبة، وزنه فعل بضمّ فسكون.. أو هو مصدر بمعنى ضدّ النكر أو بمعنى التتابع، يقال: جاء القوم عرفا أي بعضهم وراء بعض، وللكلمة بضمّ الفاء معان كثيرة أخرى.. (2) العاصفات: جمع العاصفة مؤنّث العاصف.. انظر الآية (22) من سورة يونس. (عصفا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصف، وزنه فعل بفتح فسكون. (3) الناشرات: جمع الناشرة مؤنّث الناشر.. اسم فاعل من الثلاثيّ نشر وزنه فاعل. (نشرا) ، مصدر سماعيّ لثلاثيّ نشر، وزنه فعل بفتح فسكون. (4) الفارقات: جمع الفارقة مؤنّث الفارق.. اسم فاعل من الثلاثيّ فرق، وزنه فاعل.

_ (1) أو هو بدل من (ذكرا) منصوب.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 8 إلى 13]

(فرقا) ، مصدر الثلاثيّ فرق، وزنه فعل بفتح فسكون. (5) الملقيات: جمع الملقية مؤنّث الملقي، اسم فاعل من الرباعيّ ألقى، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (6) نذرا: جمع النذير بمعنى الإنذار، أي هو مصدر، أو اسم بمعنى المنذر أي على معنى اسم الفاعل، وزنه فعل بضمّ فسكون. (7) إنّما: رسمت في المصحف متّصلة وحقّها أن تكون منفصلة لأن (ما) اسم موصول وليس حرفا مصدريا ولا كافّة. [سورة المرسلات (77) : الآيات 8 الى 13] فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (النجوم) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل طمست أي غابت أو زالت، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على النجوم (إذا السماء) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تشقّقت أو انشقّت «1» ، (إذا الجبال) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تفتّتت (إذا الرسل) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف اجتمعت في الوقت المحدّد (لأيّ) متعلّق ب (أجّلت) ، (ليوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أجّلت.. جملة: « (غابت) النجوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب إذا

_ (1) كقوله تعالى في سورة الفرقان: «ويوم تشقّق السماء ... » وفي سورة الانشقاق «إذا السماء انشقّت ... » .

الصرف:

وما عطف عليه محذوف تقديره: فصل بين الخلائق أو بان الأمر. وجملة: «طمست ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: « (تشقّقت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «فرجت ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: « (تفتّتت) الجبال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «نسفت ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: « (اجتمعت) الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أقّتت ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أجّلت ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «1» الصرف: (11) أقّتت: قلبت فيه الواو همزة، أصله وقّتت، فلمّا ضمّت الواو قلبت إلى الهمزة لحمل الحركة. [سورة المرسلات (77) : الآيات 14 الى 15] وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع «2» في الموضعين (ويل) مبتدأ مرفوع «3» (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ مبنيّ، والتنوين فيه عوض من جملة مقدّرة أي يوم إذا يفصل بين الخلائق (للمكذّبين) متعلّق بخبر المبتدأ (ويل) .

_ (1) وهذا القول المقدّر حال من ضمير أقّتت.. أو هو جواب الشرط (إذا) الأول أي: إذا النجوم طمست.. يقال. (2) الاستفهام الأول للاستبعاد والثاني للتهويل. (3) سوّغ الابتداء بالنكرة لكون اللفظ دعاء.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 16 إلى 19]

جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدراك. المعلّق بالاستفهام. وجملة: «ويل ... للمكذّبين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة المرسلات (77) : الآيات 16 الى 19] أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ، وحرّك (نهلك) بالكسر لالتقاء الساكنين (ثمّ) حرف عطف «1» .. جملة: «نهلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نتبعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل (بالمجرمين) متعلّق ب (نفعل) ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول «2» . وجملة: «نفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.

_ (1) أو استئناف.. انظر الآية (19) من سورة العنكبوت. (2) والجملة قد تكون للتوكيد أو لتقييد الويل هنا بعذاب الدنيا وهناك بعذاب الآخرة- كذا فسّره البيضاوي-

[سورة المرسلات (77) : الآيات 20 إلى 24]

[سورة المرسلات (77) : الآيات 20 الى 24] أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (21) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ «1» ، (من ماء) متعلّق ب (نخلقكم) ، (في قرار) متعلّق ب (جعلناه) بتضمينه معنى وضعناه (إلى قدر) متعلّق بمحذوف حال من الهاء في (جعلناه) أي مؤخّرا إلى قدر.. جملة: «نخلقكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة. (الفاء) عاطفة في الموضعين، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى. جملة: «قدرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو جعلناه- وجملة: «نعم القادرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدرنا. وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.. [سورة المرسلات (77) : الآيات 25 الى 28] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)

_ (1) أي للتقرير.. أو هو للتوبيخ.

الإعراب:

الإعراب: (كفاتا) مفعول به ثان منصوب (أحياء) مفعول به ل (كفاتا) «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ماء) مفعول به ثان منصوب (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى. جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أسقيناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (كفاتا) ، اسم فاعل جمع كافت، أو هو مصدر الثلاثيّ كفت كحساب، أو اسم للموضع يكفت فيه الشيء أي يضمّ.. وزنه فعال بكسر الفاء. (شامخات) ، جمع شامخة مؤنّث شامخ. اسم فاعل من الثلاثيّ شمخ بمعنى علا وارتفع وزنه فاعل. البلاغة 1- التنكير: في قوله تعالى «أَحْياءً وَأَمْواتاً» . قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعا، وذلك للتفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتا لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات. 2- التنكير: في قوله تعالى «رَواسِيَ شامِخاتٍ» و «ماءً فُراتاً» . فائدة التنكير هو إفادة التبعيض، لأن في السماء جبالا، قال الله تعالى «وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ» وفيها ماء فرات أيضا، بل هي منبعه ومصبه

_ (1) و (كفات) هو مصدر كفت، أو هو اسم فاعل جمع كافت كصائم وصيام.. أو هو مفعول لفعل محذوف تقديره تضمّ إذا كان (كفاتا) اسم مكان أو اسم للوعاء الذي يكفت فيه.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 29 إلى 34]

- ويحتمل أن يكون للتفخيم. [سورة المرسلات (77) : الآيات 29 الى 34] انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) الإعراب: (إلى ما) متعلّق ب (انطلقوا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) ، (إلى ظلّ) متعلّق ب (انطلقوا) الثاني (ذي) نعت لظلّ مجرور وعلامة الجرّ الياء (لا) نافية (ظليل) نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية نافية (من اللهب) متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي لا يدفع شيئا من اللهب، والضمير في (إنّها) يعود على النار (بشرر) متعلّق ب (ترمي) ، (كالقصر) متعلّق بنعت ل (شرر) ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى. جملة: «انطلقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وجملة: «كنتم به تكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «انطلقوا (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة انطلقوا الأولى. وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على النعت ظليل. وجملة: «إنّها ترمي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ترمي ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «كأنّه جمالة ... » في محلّ جرّ نعت ثان لشرر «1» .

_ (1) أو في محلّ نصب حال من الشرر لأنه تخصّص بالوصف.

الصرف:

وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (30) شعب: جمع شعبة، اسم بمعنى الفرقة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح. (31) اللهب: اسم للسان النار وزنه فعل بفتحتين. (32) شرر: اسم جمع لما يتطاير من النار وزنه فعل بفتحتين، والواحدة شرارة زنة فعالة بالفتح. (33) جمالة: إمّا جمع جمل كحجر وحجارة زنة فعالة بكسر الفاء.. أو هو اسم جمع.. البلاغة التشبيه المرسل: في قوله تعالى «إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» . فقد شبه الشرر، حين ينفصل من النار، في عظمته، بالقصر وحين يأخذ في الارتفاع والانبساط، لانشقاقه عن أعداد غير محصورة، بالجمال، لتصور الانشقاق والكثرة والصفرة والحركة المخصوصة. وقد روعي الترتيب في التشبيه، والقصور والجمال يشبّه بعضها ببعض فالتشبيه الثاني بيان للتشبيه الأول، على معنى أن التشبيه بالقصر كان المتبادر منه إلى الفهم العظم فحسب. [سورة المرسلات (77) : الآيات 35 الى 37] هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) الإعراب: (لا) نافية في الموضعين (لهم) نائب الفاعل (الفاء)

الفوائد:

عاطفة «1» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى، جملة: «هذا يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينطقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يؤذن لهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينطقون. وجملة: «يعتذرون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يؤذن لهم. وجملة: «ويل.. للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد: - تفصيل وبيان: في قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) قرأ عيسى بن عمر: (فيموتون) عطفا على يقضى، وأجاز ابن خروف فيه الاستئناف على معنى السببية، وقرأ السبعة (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ، وقد كان النصب ممكنا، مثله في (فيموتوا) ، ولكن عدل عنه لتناسب الفواصل، والمشهور أنه لم يقصد إلى معنى السببية، بل إلى مجرد العطف على الفعل وإدخاله معه في سلك النفي، لأن المراد ب (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ) نفي الإذن في الاعتذار، وقد نهوا عنه في قوله تعالى (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) ، فلا يتأتى العذر منهم بعد ذلك. وذكر ابن مالك بدر الدين أنه مستأنف بتقدير (فهم يعتذرون) ، وهو مشكل على مذهب الجماعة، لاقتضائه ثبوت الاعتذار مع انتفاء الإذن، كما في قولك (ما تؤذينا فنحبك) بالرفع وقد أجاب أبو البقاء عن الوجه الثاني- أي الاستئناف- بقوله: أي (فهم يعتذرون) فيكون المعنى أنهم لا ينطقون نطقا ينفعهم، أي لا ينطقون في بعض المواقف، وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفي، إذ لو كان كذلك لحذف النون.

_ (1) هي عاطفة فقط وليست سببيّة، فالنفي متوجّه إلى الإذن والاعتذار.. ولو كانت سببيّة لنصب الفعل بعدها. هذا ويجوز حمل المعنى على الاستئناف أي هم يعتذرون في بعض حالات نطقهم.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 38 إلى 40]

[سورة المرسلات (77) : الآيات 38 الى 40] هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) الإعراب: (الواو) عاطفة (الأوّلين) معطوف على ضمير الخطاب في (جمعناكم) منصوب (الفاء) عاطفة (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في (كيدون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى. جملة: «هذا يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «جمعناكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «كان لكم كيد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا يوم.. وجملة: «كيدون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة المرسلات (77) : الآيات 41 الى 45] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من يوم الفصل، والرابط مقدّر، والعامل فيها الإشارة أي جمعناكم فيه.

الإعراب:

الإعراب: (في ظلال) متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (فواكه) معطوف على ظلال مجرور، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (ممّا) متعلّق بنعت ل (فواكه) .. جملة: «إنّ المتّقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما كنتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (هنيئا) ، و (الباء) سببيّة. (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي «2» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى. وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله لهم أو الملائكة كلوا.. وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجملة: «إنّا ... نجزي» لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «نجزى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (42) يشتهون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يشتهيون- بياء مضمومة قبل الواو استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة بعده صلة. [.....] (2) لأنّ الإشارة إلى الجزاء أي إنّا نجزي المحسنين جزاء كذلك الجزاء المذكور.

البلاغة

الحركة إلى الهاء- إعلال بالتسكين-، التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يفتعون. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ» . مجاز مرسل علاقته المحلية، وهي الجنة، لأن الظلال تمتد، والعيون تجري، والفواكه تكون فيها ناضجة. [سورة المرسلات (77) : الآيات 46 الى 47] كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) الإعراب: (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف لأنه صفته أي زمنا قليلا «1» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول. جملة: «كلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة، والخطاب للكافرين في الدنيا. وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «إنّكم مجرمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة المرسلات (77) : الآيات 48 الى 49] وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (لا) نافية (ويل..

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي تمتّعا قليلا.

[سورة المرسلات (77) : آية 50]

للمكذّبين) مثل الأولى. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اركعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «لا يركعون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة المرسلات (77) : آية 50] فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّ) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بعده) ، ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (حديث) . جملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إن لم يؤمنوا بالقرآن فبأيّ حديث بعده يؤمنون. الفوائد: - (أيّ) اسم معرب، وتأتي على خمسة أوجه: 1- شرطا: كقوله تعالى: «أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) 2- استفهاما: كقوله تعالى (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) وقوله تعالى في الآية التي نحن

_ (1) هي مقول القول في الأصل.

بصددها (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) . 3- وموصولا: كقوله تعالى ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا أي الذي هو أشد وهي هنا مبنية مع كونها مضافة، ولا ضير في ذلك. 4- أن تدل على معنى الكمال فتقع صفة للنكره نحو (زيد رجل أيّ رجل) أي كامل في صفات الرجال، وحالا للمعرفة ك (مررت بعبد الله أيّ رجل) . 5- أن تكون وصلة الى نداء ما فيه (ال) نحو (يا أيها الرجل) . انتهى الجزء التاسع والعشرون ويليه الجزء الثلاثون

سورة النبأ

الجزء الثلاثون سورة النبأ آياتها 40 آية [سورة النبإ (78) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) الإعراب: (عمّ) متعلّق ب (يتساءلون) ، (عن النبأ) متعلّق بفعل محذوف تقديره يتساءلون (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للنبأ (فيه) متعلّق ب (مختلفون) . جملة: «يتساءلون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: « (يتساءلون) عن النبأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «هم فيه مختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

الفوائد:

الفوائد: - (ما) الاستفهامية: ومعناها: (أيّ شيء) كقوله تعالى (ما هِيَ) (ما لَوْنُها) (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) ، ويجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرّت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، إلام، علام، بم. وقال الكميت بن زيد: فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم ... فحتام حتام العناء المطوّل الشاهد فيه دخول حتى على ما الاستفهامية فحذفت ألفها. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) . وأما قول حسان: على ما قام يشتمني ليئم ... كخنزير تمرغ في رماد فهذا ضرورة شعرية لا يقاس عليها. وإذا ركّبت (ما) الاستفهامية مع (ذا) لم تحذف ألفها نحو (لماذا جئت) لأن ألفها قد صارت حشوا. [سورة النبإ (78) : الآيات 4 الى 5] كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤل (السين) للاستقبال (ثمّ) للعطف جملة: «سيعلمون (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سيعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.

[سورة النبإ (78) : الآيات 6 إلى 16]

[سورة النبإ (78) : الآيات 6 الى 16] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (مهادا) مفعول به ثان منصوب (الجبال أوتادا) مثل الأرض مهادا ومعطوف عليه. جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 8- 11 (الواو) عاطفة (أزواجا) حال منصوبة من ضمير المفعول في (خلقناكم) ، (سباتا) مفعول به ثان منصوب وكذلك (لباسا، معاشا) . وجملة: «خلقناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل. وجملة: «جعلنا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل. وجملة: «جعلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل. وجملة: «جعلنا (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل. 12- (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (بنينا) بتضمينه معنى رفعنا (سبعا) مفعول به منصوب- وهو نعت عن منعوت محذوف أي سموات سبعا- وجملة: «بنينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...

الصرف:

13- (سراجا) مفعول به منصوب عامله جعلنا بتضمينه معنى خلقنا «1» . وجملة: «جعلنا (الرابعة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ... 14- 16 (من المعصرات) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (نخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام. والمصدر المؤول (أن نخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.. وجملة: «نخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (11) معاشا: مصدر ميميّ بمعنى المعيشة، وقصد به ظرف الزمان إذ لم يثبت مجيئه في اللغة اسم زمان فيجب تقدير مضاف محذوف أي وقت معاش، كقولنا آتيك طلوع الفجر أي وقت طلوع الفجر. وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب والأصل معيش- بفتح الياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (13) وهّاجا، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ وهج يوهج باب فتح أو وهج يهج باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، وقد يقصد به المبالغة. (14) المعصرات: جمع المعصرة مؤنّث المعصر، اسم للسحابة التي حان وقت إمطارها، وزنه مفعلات بضمّ الميم وكسر العين. (ثجّاجا) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ ثجّ- المتعدّي أو اللازم- باب ضرب وزنه فعّال بالفتح.

_ (1) يجوز أن يكون (سراجا) مفعولا ثانيا.. والمفعول الأول محذوف أي جعلنا الشمس سراجا.

البلاغة

(15) حبّا، اسم جمع واحدته حبّة، وزنه فعل بفتح فسكون. (16) ألفافا: جمع لفيف زنة فعيل كشريف وأشراف، أو بمعنى ملتفّة لا واحد له، أو جمع لفّ بكسر اللام كسّر وأسرار، ووزن ألفاف أفعال. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً» . شبه الجبال بأوتاد الخيام التي تمنعها من الاضطراب، كما تمنع الجبال الأرض أن تميد بأهلها. التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً» . ووجه الشبه الستر، لأن كلا من اللباس والليل يستر المتلبس به. والمعنى جعلناه ساترا لكم عن العيون، إذا أردتم هربا من عدو، أو بياتا له، أو خفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور. [سورة النبإ (78) : الآيات 17 الى 20] إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20) الإعراب: (يوم) الثاني بدل من (ميقاتا) «1» ، (في الصور) نائب الفاعل (أفواجا) حال منصوبة من الفاعل.. جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كان ميقاتا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو بدل من اسم إنّ.. أو متعلّق ب (تأتون) .

الصرف:

وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تأتون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ «1» . 19- 20 (الواو) عاطفة في الموضعين، وكذلك (الفاء) في الموضعين.. وجملة: «فتحت السماء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «2» . وجملة: «كانت أبوابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فتحت. وجملة: «سيّرت الجبال» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «3» . وجملة: «كانت سرابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سيّرت. الصرف: (19) أبوابا: جمع باب، اسم جامد، والألف منقلبة عن واو كما يرى في الجمع، وزنه فعل بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً» . حيث شبه الجبال بالسراب، وحذف الأداة ووجه الشبه، والجامع أن كلا من الجبال والسراب يرى على شكل شيء وليس هو بذلك الشيء. [سورة النبإ (78) : الآيات 21 الى 30] إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)

_ (1) وإذا تعلّق الظرف (يوم) ب (تأتون) كانت الجملة معطوفة على الاستئنافيّة. (2) أو معطوفة على جملة ينفخ. (3) أو معطوفة على جملة ينفخ.

الإعراب:

الإعراب: (للطاغين) متعلّق ب (مرصادا) ، (مآبا) خبر كانت ثان (لابثين) حال منصوبة من الطاغين (فيها) متعلّق ب (لابثين) ، (أحقابا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لابثين) ، (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يذوقون «1» ، (شرابا) معطوف بالواو على (بردا) منصوب (إلّا) للاستثناء (حميما) بدل من (شرابا) «2» ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» ، (وفاقا) نعت ل (جزاء) منصوب.. جملة: «إنّ جهنّم كانت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانت مرصادا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من ضمير لابثين. 25- 29 (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (كذّابا) مفعول مطلق منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال أي أحصينا كلّ ... (كتابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «4» . وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

_ (1) أو متعلّق ب (يذوقون) . (2) جعله بعضهم منصوبا على الاستثناء المنقطع. (3) أو مفعول لأجله منصوب. (4) إمّا لأن الكتابة إحصاء، أو لأنّ أحصيناه بمعنى كتبناه ... ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بمعنى مكتوبا.

الصرف:

وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا «1» . وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أحصيناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة. 30- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الفاء) تعليليّة (إلّا) للحصر ... (عذابا) مفعول به ثان منصوب. وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبتم في الدنيا فذوقوا العذاب في الآخرة.. وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول مقدّر ... وجملة: «لن نزيدكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (21) مرصادا: اسم بمعنى الطريق جاء على وزن صيغة المبالغة من الثلاثيّ رصد بمعنى رقب، أي هي راصدة الكافرين تترقّبهم، أو هي مرصدة لهم ومعدّة لتعذيبهم. (23) لابثين جمع لابث اسم فاعل من الثلاثيّ لبث، وزنه فاعل، (أحقابا) ، جمع حقب بضمّ فسكون.. انظر الآية (60) من سورة الكهف. (24) بردا: قد يكون اسما بمعنى النوم، وقد سمّي النوم بردا لأنه يبرد صاحبه وهو لغة هذيل.. وانظر الآية (69) من سورة الأنبياء. (26) وفاقا: مصدر سماعيّ للرباعيّ وافق، وزنه فعال بكسر الفاء، واستعمل في موضع الصفة مبالغة. (28) كذّابا: مصدر سماعيّ للرباعيّ كذّب، وزنه فعّال بكسر الفاء

_ (1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.

[سورة النبإ (78) : الآيات 31 إلى 37]

وتشديد العين المفتوحة. (29) كتابا: مصدر بمعنى الكتابة أو بمعنى الإحصاء، وزنه فعال بكسر الفاء. [سورة النبإ (78) : الآيات 31 الى 37] إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32) وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37) الإعراب: (للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (حدائق) بدل من (مفازا) منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع، ومثله (كواعب) المعطوف، (أترابا) نعت لكواعب منصوب ... جملة: «إنّ للمتّقين مفازا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. 35- 37 (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يسمعون «1» ، (جزاء) مرّ إعرابه «2» ، (عطاء) بدل من جزاء منصوب «3» (حسابا) نعت لعطاء «4» ... (ربّ) بدل من ربّك مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف بالواو على السموات (الرحمن) نعت لربّ الثاني (لا) نافية (منه) متعلّق ب (يملكون) بتضمينه معنى ينالون.

_ (1) أو متعلّق ب (يسمعون) . [.....] (2) في الآية (26) من السورة.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجازين. (3) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.. أو مصدر في موضع الحال من فاعل يسمعون. (4) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.

الصرف:

وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب حال من الرحمن. الصرف: (31) مفازا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ فاز، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ففيه إعلال بالقلب، أصله مفوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا ... ويجوز أن يكون اسم مكان. (33) كواعب: جمع كاعب، اسم فاعل من الثلاثيّ كعبت الجارية باب نصر، بدا ثديها للنهود، وزنه فاعل، والجمع فواعل. (34) دهاقا: صفة مشبّهة من دهق الكأس ملأها، باب فتح،- أو أفرغها- من الأضداد، والكأس الدهاق الممتلئة، وزنه فعال بكسر الفاء. [سورة النبإ (78) : آية 38] يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38) الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملكون) «2» المنفيّ (صفّا) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يتكلّمون «4» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (صوابا) مفعول به منصوب، وهو نعت عن منعوت محذوف أي قال كلاما صوابا.

_ (1) أو في محلّ نصب نعت لحدائق. (2) في الآية السابقة (37) . (3) والجملة المقدّرة حال من الروح والملائكة. أو هو مصدر في موضع الحال أي مصطفّين. (4) أو في محلّ نصب على الاستثناء.

الصرف:

جملة: «يقوم الروح ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يتكلّمون ... » في محلّ نصب حال من الروح والملائكة. وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن له الرحمن. الصرف: (صواب) اسم مصدر من الرباعيّ أصاب، وزنه فعال بفتح الفاء. [سورة النبإ (78) : آية 39] ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39) الإعراب: (اليوم) بدل من الإشارة مرفوع- أو عطف بيان عليه- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل يعود على من (اتّخذ) مثل شاء جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بحال من (مآبا) وهو المفعول الثاني منصوب.. والمفعول الأول محذوف أي اتّخذ الإيمان ... جملة: «ذلك اليوم الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من شاء ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم أمر ذلك اليوم فمن شاء ... وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

_ (1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

[سورة النبإ (78) : آية 40]

[سورة النبإ (78) : آية 40] إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40) الإعراب: (عذابا) مفعول به ثان منصوب (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عذابا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بتضمين ينظر معنى يرى (يا) للتنبيه.. جملة: «إنّا أنذرناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أنذرناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «ينظر المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قدّمت يداه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يقول الكافر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينظر المرء. وجملة: «ليتني كنت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنت ترابا ... » في محلّ رفع خبر ليت. الفوائد: - حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة: ورد في هذه الآية قوله تعالىَ وْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) . الملاحظ في كلمة (يداه) أن النون حذفت منها لإضافتها إلى الضمير (الهاء) . وهذه قاعدة مطردة في المثنى وجمع المذكر السالم. وفي جمع المذكر السالم كقولنا (جاء عاملو المحطة) . وكذلك الاسم المفرد يحذف منه التنوين إذا أضيف كقولنا (هذا فتى الفتيان) . ومن هنا جاء قولهم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

سورة النازعات

سورة النازعات آياتها 46 آية [سورة النازعات (79) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (5) الإعراب: (الواو) واو القسم، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (غرقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) في الموضعين (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل على المدبّرات. جملة: « (أقسم) بالنازعات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ... وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ أيّها الكافرون.

_ (1) قال أبو البقاء: «النازع هو المغرق في نزع السهم أو الروح، وهو مصدر محذوف الزيادة أي إغراقا. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بحذف مضاف أي ذوات إغراق.

الصرف:

الصرف: (النازعات) ، جمع النازعة مؤنّث النازع، اسم فاعل من الثلاثيّ نزع، وزنه فاعل، والنازعات الملائكة. (الناشطات) ، جمع الناشطة مؤنّث الناشط، اسم فاعل من الثلاثيّ نشط، وزنه فاعل، والناشطات الملائكة. (السابحات) ، جمع السابحة مؤنّث السابح، اسم فاعل من الثلاثيّ سبح، وزنه فاعل، والسابحات الملائكة. (السابقات) ، جمع السابقة مؤنّث السابق، اسم فاعل من الثلاثيّ سبق، وزنه فاعل، والسابقات الملائكة. (المدبّرات) ، جمع المدبّرة مؤنّث المدبّر، اسم فاعل من الرباعي دبّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. (غرقا) ، مصدر سماعيّ لفعل غرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.. أو هو اسم مصدر من (أغرق) . (نشطا) ، مصدر سماعيّ لفعل نشط باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون.. (سبقا) ، مصدر سماعيّ لفعل سبق باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون.. [سورة النازعات (79) : الآيات 6 الى 11] يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (11) الإعراب: (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالفعل المقدّر لتبعثنّ

الصرف:

(قلوب) مبتدأ مرفوع خبره جملة أبصارها خاشعة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنه أضيف إلى المبنيّ إذ- متعلّق ب (واجفة) «1» ، (واجفة) نعت لقلوب «2» مرفوع (أبصارها) مبتدأ ثان مرفوع بحذف مضاف أي أبصار أصحابها.. خبره (خاشعة) .. جملة: «ترجف الراجفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تتبعها الرادفة ... » في محلّ نصب حال من الراجفة. وجملة: «قلوب ... أبصارها خاشعة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «أبصارها خاشعة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (قلوب) . 10- 11 (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) للتوكيد وهي المزحلقة (في الحافرة) متعلّق ب (مردودون) ، (الهمزة) مثل الأولى (إذا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب.. وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة الاسميّة حال من أصحاب القلوب الواجفة «3» . وجملة: «إنّا لمردودون ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره فهل نبعث من جديد. الصرف: (6) الراجفة: مؤنّث الراجف، اسم فاعل من الثلاثيّ رجف وزنه فاعل. (7) الرادفة: مؤنّث الرادف، اسم فاعل من الثلاثيّ ردف وزنه فاعل.

_ (1) أو هو بدل من يوم ترجف. (2) جاز فصل النعت عن المنعوت بفاصل لأنه ظرف. (3) يجوز أن تكون جملة يقولون استئنافا بيانيّا.

البلاغة

(8) واجفة: مؤنّث واجف، اسم فاعل من الثلاثيّ وجف وزنه فاعل. (10) الحافرة: اسم للطريق التي يرجع الإنسان فيها من حيث جاء ويعبّر به عن الرجوع في الأحوال من آخر الأمر إلى أوّله.. وهو على وزن فاعل بمعنى مفعول، والمراد بها هنا الأرض. (11) نخرة: مؤنّث نخر، صفة مشبّهة من الثلاثيّ نخر العظم باب فرح إذا بلي، وزنه فعل بفتح فكسر. البلاغة الإسناد المجازي: في قوله تعالى «يوم ترجف الراجفة» . الإسناد إليها مجازي، لأنها سبب الرّجف. الفوائد: - حذف جواب القسم: يجب حذفه إذا تقدم عليه، أو اكتنفه، ما يدل على الجواب، نحو (زيد قائم والله) . ومنه (إن جاءني زيد والله أكرمته) . هذه أمثلة تقدم فيها الجواب فحذف، كذلك يحذف الجواب إذا اكتنفه ما يدل على الجواب، مثل: «زيد والله قائم» فإن قلت: (زيد والله إنه قائم) احتمل كون المتأخر عنه خبرا عن المتقدم عليه، واحتمل كونه جوابا، وجملة القسم وجوابه الخبر. ويجوز في غير ذلك، كما في قوله تعالى في السورة التي نحن بصددها (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) وجواب القسم محذوف تقديره (لتبعثن) بدليل ما بعده، وهذا المقدر هو العامل في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أو عامله (اذكر) المحذوف. ومثله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) والجواب تقديره (ليهلكن) بدليل (كَمْ أَهْلَكْنا) . ومثله (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أي (إنه لمعجز) .

[سورة النازعات (79) : آية 12]

[سورة النازعات (79) : آية 12] قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12) الإعراب: (إذا) بالتنوين- حرف جواب لا محلّ له «1» . جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لجملة يقولون السابقة. وجملة: «تلك ... كرّة ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (خاسرة) ، مؤنّث خاسر، اسم فاعل من الثلاثيّ خسر باب فرح، وزنه فاعل. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى «تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» . فقد أسند الخسارة للكرة، والمراد أصحابها. والمعنى إن كان رجوعنا إلى القيامة حقا فتلك الرجعة رجعة خاسرة. [سورة النازعات (79) : الآيات 13 الى 14] فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (إذا) فجائيّة (بالساهرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) جملة: «هي زجرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «هم بالساهرة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا نفخ في الصور فإذا هم ...

_ (1) إذا- بالتنوين- تعبّر عن شرط مقدّر أيّ: إن رددنا إلى الحافرة وصحّ ذلك فهي كرّة خاسرة. (2) أو هي تعليل لمقدّر مقول لقول مقدّر أي قال تعالى: ليس ذلك صعبا لأنها زجرة واحدة. [.....]

الصرف:

الصرف: (13) زجرة: مصدر مرّة من الثلاثيّ زجر، وزنه فعلة بفتح فسكون. (واحدة) ، مؤنّث واحد، اسم للعدد الأول من الأرقام الحسابيّة، وزنه فاعل. (14) الساهرة: مؤنّث الساهر، وهو صفة للأرض أو الفلاة لأنّ سالكها لا ينام من الخوف، وزنه فاعل. [سورة النازعات (79) : الآيات 15 الى 26] هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (15) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (16) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (19) فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) فَكَذَّبَ وَعَصى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (22) فَحَشَرَ فَنادى (23) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (26) الإعراب: (هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (حديث) ، (بالواد) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ناداه) «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل لالتقاء الساكنين (طوى) عطف بيان على الوادي- أو بدل منه- مجرور..

_ (1) أو متعلّق ب (ناداه) .

جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ناداه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 18- 19 (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (لك) خبر مقدّم لمبتدأ مقدّر أي رغبة أو سبيل (أن) حرف مصدريّ ونصب. والمصدر المؤول (أن تزكّى) في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق بالمبتدأ المقدّر أي ميل إلى أن تتزكّى. (الواو) عاطفة (أهديك) مضارع منصوب معطوف على (تزكّى) ، (إلى ربّك) متعلّق ب (أهديك) بحذف مضاف أي إلى معرفة ربّك (الفاء) تعليليّة (تخشى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب. وجملة: «هل لك (ميل ... ) » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «أهديك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تزكّى. وجملة: «تخشى ... » لا محلّ لها تعليل للمعرفة. 20- 26 (الفاء) عاطفة في المواضع الخمسة (الآية) مفعول به ثان منصوب (الواو، ثمّ) عاطفان (نكال) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف «1» ،

_ (1) فهو اسم مصدر أي نكّل به نكال.. وقد يكون نائبا عن المصدر لملاقاة فعله بالمعنى فأخذ الله هو نكال.. ويجوز أن يكون مفعولا لأجله.

الصرف:

(الآخرة) مضاف إليه مجرور- وهو نعت عن منعوت محذوف أي الكلمة الآخرة- وكذلك الأولى (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (لمن) متعلّق بنعت ل (عبرة) .. وجملة: «أراه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فذهب إلى فرعون فأراه. وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراه. وجملة: «عصى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب. وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب. وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل أدبر. وجملة: «حشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر. وجملة: «نادى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى. وجملة: «أنا ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أخذه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال. وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة ... » لا محلّ لها تعليل للأخذ «1» . وجملة: «يخشى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (16) الواد: رسم في المصحف بغير ياء مراعاة لحذفها من القراءة بسبب التقاء الساكنين. (18) تزكّى: مضارع حذفت منه إحدى التاءين.. والمذكور في سورة طه ماض، وفيه قلب الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها. (20) أراه: الهمزة الأولى من أحرف الزيادة في الفعل فهي همزة أفعل، والألف قبل الهاء هي لام الفعل، أمّا عينه- وهي الهمزة، مجرّده رأى- فقد

_ (1) جعل بعض المفسّرين هذه الجملة جوابا للقسم الذي بدأت به السورة..

[سورة النازعات (79) : الآيات 27 إلى 29]

حذفت للتخفيف بعد نقل حركتها إلى الراء، والأصل أرآه (أرأاه) - بهمزة ثمّ ألف بعدها- وزنه أفله «1» . (24) الأعلى: على وزن اسم التفضيل ولم يقصد به التفضيل بل الوصف وزنه أفعل، ولام الكلمة منقلبة عن ياء- هي رابعة- وأصلها واو من العلوّ.. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة النازعات (79) : الآيات 27 الى 29] أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (27) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (29) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (خلقا) تمييز منصوب (السماء) معطوف على الضمير المبتدأ (أنتم) بحرف العطف، وفاعل (بناها) ضمير يعود على الله وقد فهم من السياق ... جملة: «أنتم أشدّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «رفع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع. وجملة: «أغطش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع. الصرف: (أشدّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ شدّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد. (خلقا) ، مصدر خلق الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.

_ (1) وانظر أيضا الآية (55) من سورة البقرة.

[سورة النازعات (79) : الآيات 30 إلى 33]

(سمكها) ، مصدر سمك أي أغلظ وثخن.. وزنه فعل بفتح فسكون. (سوّاها) ، فيه إعلال بالقلب قياسه مثل (بناها) ، تحرّكت الياء- لام الكلمة- بعد فتح قلبت ألفا. (ضحاها) ، اسم للوقت بين الشمس والظهر، وزنه فعل بضمّ ففتح.. وانظر الآية (98) من الأعراف. [سورة النازعات (79) : الآيات 30 الى 33] وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (31) وَالْجِبالَ أَرْساها (32) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (33) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي دحى.. (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (دحى) المقدّر (منها) متعلّق ب (أخرج) ، (الجبال) مثل الأرض أي أرسى الجبال (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «1» فهو نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (لكم) متعلّق ب (متاعا) ومثله لأنعامكم فهو معطوف عليه. جملة: « (دحى) الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «دحاها» لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: « (أرسى) الجبال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دحى) الأرض «2» . وجملة: «أرساها ... » لا محلّ لها تفسيريّة.

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله محذوف أي فعل ذلك متاعا ... (2) يجوز أن تكون اعتراضيّة إذا كان عامل (متاعا) فعل أخرج.

الصرف:

الصرف: (30) دحاها: فيه إعلال بالقلب مثل سوّاها «1» ، والألف أصلها واو أو ياء. (31) مرعاها: هو في الأصل اسم مكان، ثمّ استعمل مجازا مرسلا للشجر والعشب وما يأكله الإنسان.. فيه إعلال بالقلب، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. وزنه مفعل بفتح الميم والعين. (32) أرساها: فيه إعلال بالقلب، والألف أصلها ياء في المزيد، وواو في المجرّد، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها» . حيث استعمل المرعى في مطلق المأكول للإنسان وغيره، ويجوز أن يكون استعارة تصريحية، لأن الكلام مع منكري الحشر بشهادة «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً» . كأنه قيل: أيها المعاندون المقرونون مع البهائم في التمتع بالدنيا والذهول عن الآخرة. [سورة النازعات (79) : الآيات 34 الى 36] فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يحاسب «2» ، (ما) حرف مصدري (لمن) متعلّق ب (برّزت) . والمصدر المؤوّل (ما سعى) في محلّ نصب مفعول به.

_ (1) في الآية (27) من السورة. (2) يجوز أن يكون بدلا من (إذا) فيتعلّق بالجواب.

الصرف:

جملة: «جاءت الطامّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والجواب مقدّر أي يبعث الناس. وجملة: «يتذكّر الإنسان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة: «سعى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . وجملة: «برّزت الجحيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتذكّر. وجملة: «يرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الصرف: (34) الطامّة: اسم للداهية، جاء على وزن اسم الفاعل من الثلاثيّ طمّ أي علا وغلب والتاء زائدة للمبالغة كتاء الداهية، وزنه فاعلة، وعينه ولامه من حرف واحد. [سورة النازعات (79) : الآيات 37 الى 41] فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (41) الإعراب: (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط غير جازم (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره عذّب (الفاء) الثانية تعليليّة (هي) ضمير فصل.. جملة: «من طغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف «1» . وجملة: «طغى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) في الآية (34) من السورة، وهي مكوّنة من الشرط وفعله وجوابه.

الصرف:

وجملة: «آثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طغى. وجملة: «إنّ الجحيم ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف.. وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه الخبر. 40- 41 (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا من خاف ... ) مثل أمّا من طغى «1» (عن الهوى) متعلّق ب (نهى) ، (الفاء) تعليليّة (إنّ الجنّة هي المأوى) مثل إنّ الجحيم هي المأوى «2» . وجملة: «من خاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من طغى. وجملة: «نهى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خاف صلة من. وجملة: «إنّ الجنّة ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف.. والجواب مقدّر دلّ عليه الخبر وهو: دخل الجنّة. الصرف: (37) طغى: فيه إعلال بالقلب، أصله طغي مصدره طغيان، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (آثر) : المدّة مكوّنة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة (أأثر) ، وزنه أفعل مضارعه يؤثر كأكرم يكرم. (39) المأوى: اسم مكان من الثلاثيّ أوى، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو لفيف مقرون. البلاغة فن المقابلة: في هذه الآيات الكريمات، حيث تعدد الطباق، وتعدد الطباق كما هو معروف في علم البلاغة يطلق عليه المقابلة.

_ (1) في الآية (37) من هذه السورة. (2) في الآية (39) السابقة.

[سورة النازعات (79) : الآيات 42 إلى 46]

[سورة النازعات (79) : الآيات 42 الى 46] يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (44) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (46) الإعراب: (عن الساعة) متعلّق ب (يسألونك) ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ (مرساها) ، (فيم) حرف جرّ واسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ أنت (من ذكراها) متعلّق بالخبر المقدّر (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منتهاها) .. جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أيّان مرساها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «فيم أنت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «إلى ربّك منتهاها ... » لا محلّ لها تعليل للاستفهام المتضمّن معنى الإنكار. 45- 46 (إنّما) كافّة ومكفوفة (من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من فاعل (يلبثوا) المنفيّ (إلّا) للحصر (عشيّة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (أو) حرف عطف.. (ضحاها) معطوف على عشيّة «1» . وجملة: «أنت منذر ... » لا محلّ لها تعليل آخر.

_ (1) إضافة الضحا لضمير العشيّة لكونهما من يوم واحد، فالملابسة بينهما تسمح بإضافة أحدهما إلى الآخر.

الصرف:

وجملة: «يخشاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كأنّهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يرونها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لم يلبثوا ... » في محلّ رفع خبر كأنّ. الصرف: (عشيّة) ، اسم بمعنى الأمسية وزنه فعيلة، وياء فعيلة ولام الكلمة من حرف واحد. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «أَيَّانَ مُرْساها» . في الكلام استعارة تصريحية، حيث استعار الإرساء، وهو لا يستعمل إلا فيما له ثقل. انتهت سورة «النازعات» ويليها سورة «عبس»

سورة عبس

سورة عبس آياتها 42 آية [سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4) الإعراب: (أن) حرف مصدريّ (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يدريك.. والمصدر المؤول (أن جاءه الأعمى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو (اللام) متعلّق ب (عبس وتولّى) أي لأن جاءه. جملة: «عبس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «جاءه الأعمى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

الصرف:

وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة «1» . وجملة: «يدريك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «لعلّه يزّكّى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يدريك. وجملة: «يزّكّى ... » في محلّ رفع خبر لعنّ. 4- (أو) حرف عطف (الفاء) فاء السببيّة (تنفعه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء. والمصدر المؤوّل (أن تنفعه..) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الترجّي المتقدّم أي عسى لديك تزكية أو تذكير فنفع من ذكرى.. وجملة: «يذّكّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزّكّى. وجملة: «تنفعه الذكرى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (1) تولّى: فيه إعلال بالقلب أصله تولّي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (3) يزّكّى: فيه إبدال تاء التفعّل زايا للمجانسة، أصله يتزكّى، ثم أدغمت مع فاء الكلمة بعد تسكينها وزنه يتفعّل.. وفيه إعلال بالقلب أصله يتزكّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (4) يذّكّر: فيه إبدال تاء التفعّل ذالا للمجانسة قياسه كقياس يزّكّى. الفوائد: - توجيه وعتاب: سبب نزول الآيات هو أن عبد الله بن أم مكتوم، واسمه عمرو، وقيل: عبد الله ابن شريح بن مالك بن ربيعة. وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أهرة بن رواحة القرشي الفهري، من بني عامر بن لؤي، واسم أمه عاتكة بنت عبد الله

_ (1) في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب.

[سورة عبس (80) : الآيات 5 إلى 10]

المخزومية، وهو ابن خالة خديجة بنت خويلد أسلم قديما بمكة، وذلك أنه أتى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل وعمه العباس وأبي بن خلف وأخاه أمية، ويدعوهم إلى الإسلام، يرجو إيمانهم، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكرر النداء، وهو لا يدري أنه مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد: إنما اتبعه الصبيان والعبيد، فعبس وجهه، وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم فأنزل الله هذه الآيات، معاتبة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد ذلك يكرمه إذا رآه ويقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة. واستخلفه على المدينة مرتين. وكان من المهاجرين الأولين، وقيل: قتل شهيدا بالقادسية. - (لعلّ) : هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ولها معان: 1- التوقع: وهو ترجّي المحبوب والإشفاق من المكروه، نحو: (لعل الحبيب واصل) و (لعل الرقيب حاصل) وتختص بالممكن. 2- التعليل: كقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) . 3- الاستفهام: أثبته الكوفيون، ولهذا علق بها الفعل في نحو قوله تعالى (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) . ويقترن خبرها (بأن) كثيرا، حملا على (عسى) ، كقول متمم بن نويرة: لعلك يوما أن تلمّ ملمة ... عليك من اللائي يدعنك أجدعا [سورة عبس (80) : الآيات 5 الى 10] أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)

الإعراب:

الإعراب: (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أمّا (له) متعلّق ب (تصدّى) (الواو) حاليّة (ما) نافية «1» ، (عليك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ألّا) حرف مصدريّ ونصب وحرف نفي.. والمصدر المؤوّل (ألّا يزّكّى..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «2» . جملة: «من استغنى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «استغنى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «أنت له تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) . وجملة: «ما عليك ألّا يزّكّى» في محلّ نصب حال من فاعل تصدّى. وجملة: «يزّكّى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . 8- 10 (الواو) عاطفة (أمّا من جاءك) مثل أمّا من استغنى (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة للجواب (عنه) متعلّق ب (تلهّى) . وجملة: «من جاءك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «جاءك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاءك. وجملة: «هو يخشى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يسعى. وجملة: «يخشى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) . وجملة: «أنت عنه تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .

_ (1) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (عليك) . [.....] (2) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بخبر ما الاستفهاميّة أي: ما عليك في عدم التزكّي؟

الصرف:

الصرف: (5) استغنى: فيه إعلال بالقلب أصله استغني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه استفعل. (6) تصدّى: حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفيه إعلال بالقلب قياسه كقياس استغنى. (8) يسعى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى. (9) يخشى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى. (10) تلهّى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى، وفيه حذف إحدى التاءين تخفيفا. [سورة عبس (80) : الآيات 11 الى 16] كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرامٍ بَرَرَةٍ (16) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، ومثله جواب الشرط (ذكره) ، (في صحف) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ذكره) «1» ، (بأيدي) متعلّق ب (مرفوعة) .. جملة: «إنّها تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .

_ (1) أو متعلّق بنعت لتذكرة ... أو متعلّق بخبر إنّ ثان وما بينهما اعتراض. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الصرف:

وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. الصرف: (11) تذكرة: مصدر سماعيّ للرباعيّ ذكّر، وزنه تفعلة بفتح التاء وكسر العين. (13) مكرّمة: مؤنّث مكرّم، اسم مفعول من الرباعيّ كرّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. (15) سفرة: جمع سافر بمعنى كاتب، اسم فاعل من الثلاثيّ سفر باب ضرب، ووزن سفرة فعلة بثلاث فتحات. (16) بررة: جمع بارّ بمعنى مطيع، اسم فاعل من الثلاثيّ برّ باب ضرب وباب فتح وزنه فعلة كسفرة. [سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 22] قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22) الإعراب: (ما) تعجبيّة نكرة تامة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (من أيّ) متعلّق ب (خلقه) ، (من نطفة) متعلّق ب (خلقه) الثاني (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) في المواضع الثلاثة (السبيل) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده.. جملة: «قتل الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أكفره ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو هي استفهاميّة مبتدأ خبره جملة أكفره ...

الصرف:

وجملة: «أكفره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) التعجّبيّة. وجملة: «خلقه (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلقه (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة خلق الأولى. وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه الثانية. وجملة: « (يسّره) السبيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّره. وجملة: «يسّره ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أماته ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة. وجملة: «أقبره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته. وجملة: «شاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «أنشره» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (21) أماته: فيه إعلال بالقلب بعد الإعلال بالتسكين، أصله أموته، سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الميم.. ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه أفعله بفتح الهمزة والعين بينهما فاء ساكنة. [سورة عبس (80) : آية 23] كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23) الإعراب: (كلّا) ردع وزجر عمّا في الإنسان من تكبّر وإصرار على إنكار التوحيد (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي: ما أمره به. جملة: «يقض ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل. وجملة: «أمره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (يقض) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.

[سورة عبس (80) : الآيات 24 إلى 32]

[سورة عبس (80) : الآيات 24 الى 32] فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدائِقَ غُلْباً (30) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (32) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة «1» ، (اللام) لام الأمر (إلى طعامه) متعلّق ب (ينظر) ، (صبّا) مفعول مطلق منصوب. والمصدر المؤوّل (أنّا صببنا..) في محلّ جرّ بدل اشتمال من طعامه. جملة: «لينظر الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «صببنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ. 26- 32 (ثمّ) حرف عطف وكذلك (الفاء) و (الواو) في المواضع الأربعة (شقّا) مفعول مطلق منصوب (فيها) متعلّق ب (أنبتنا) ، ومنع (حدائق) من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «3» ، (لكم) متعلّق ب (متاعا) وكذلك (لأنعامكم) .. وجملة: «شققنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة صببنا. وجملة: «أنبتنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة شققنا.

_ (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر. (2) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتهم معرفة قدرة الله وتدبيره فلينظر الإنسان ... (3) انظر (33) من سورة النازعات.

الصرف:

الصرف: (25) صبّا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ صبّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد. (26) شقّا: مصدر سماعيّ للثلاثي شقّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد. (28) قضبا: اسم للعشب الطريّ، وزنه فعل بفتح فسكون. (30) غلبا: اسم للشجر الغليظ الملتفّ، وزنه فعل بضمّ فسكون. (31) أبّا: اسم للعشب اليابس وقيل هو التبن، وزنه فعل بفتح فسكون. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى «ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا» . إسناده إلى ضميره تعالى مجاز من باب الإسناد إلى السبب، وإن كان الله عز وجل هو الموجد حقيقة، ويكون إسناد الفعل حقيقة لمن قام به، لا من صدر عنه إيجادا. [سورة عبس (80) : الآيات 33 الى 37] فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة، وجواب إذا مقدّر (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (إذا) ، (من أخيه) متعلّق ب (يفرّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شأن) ، (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبني- مضاف إلى ظرف مبنيّ

الصرف:

متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لكلّ.. جملة: «جاءت الصاخّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط مقدّر أي يشغل كلّ بنفسه. وجملة: «يفرّ المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لكلّ امرئ منهم شأنه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يغنيه ... » في محلّ رفع نعت لشأن. الصرف: (33) الصاخّة: اسم بمعنى الداهية التي تصخّ الخلائق لها أي يستمعون إليها وهي النفخة الثانية، وفي المختار: الصاخّة الصيحة تصمّ بشدّتها، وهي على وزن اسم الفاعل، والتاء للمبالغة. (36) صاحبته: مؤنّث صاحب، اسم فاعل من الثلاثيّ صحب، وزنه فاعل. [سورة عبس (80) : الآيات 38 الى 42] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) الإعراب: (وجوه) مبتدأ مرفوع «1» ، (يومئذ) مرّ إعرابه «2» متعلّق بالخبر (ضاحكة) ، (مسفرة) نعت لوجوه مرفوع. جملة: «وجوه ... ضاحكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) وصفت النكرة فجاز إعرابها مبتدأ.. (2) في الآية السابقة (37) .

الصرف:

40- 42 (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ..) مثل الأولى (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (غبرة) (هم) ضمير فصل.. وجملة: «وجوه ... عليها غبرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «عليها غبرة» في محلّ رفع نعت لوجوه. وجملة: «ترهقها قترة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) . وجملة: «أولئك ... الكفرة» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (38) مسفرة: مؤنّث مسفر، اسم فاعل من الرباعيّ أسفر بمعنى أضاء، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (39) مستبشرة: مؤنّث مستبشر، اسم فاعل من السداسيّ استبشر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين. (40) غبرة: اسم للتراب أو ما دقّ منه، وزنه فعلة بثلاث فتحات. (41) قترة: اسم للظلمة والسواد، أو لما ارتفع من الغبار إلى السماء وزنه فعلة بثلاث فتحات. (42) الفجرة: جمع فاجر اسم فاعل من الثلاثي فجر وزنه فاعل والجمع فعلة بثلاث فتحات. انتهت سورة «عبس» ويليها سورة «التكوير»

سورة التكوير

سورة التّكوير آياتها 29 آية [سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 14] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14) الإعراب: (إذا) ظرف للمستقبل في محلّ نصب متعلّق بالجواب علمت، وكذا بقية الظروف المعطوفة (الشمس) فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده

الصرف:

تقديره انطوت، وكذلك تعرب الأسماء بعد الظروف التالية (الجبال) فاعل لفعل محذوف تقديره انتثرت (العشار) فاعل لفعل محذوف تقديره سرحت وحدها (الوحوش) فاعل لفعل محذوف تقديره اجتمعت (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره اختلطت أو امتلأت (النفوس) فاعل لفعل محذوف تقديره اقترنت (الموؤدة) فاعل لفعل محذوف تقديره تظلّمت (بأيّ) متعلّق ب (قتلت) و (الباء) سببيّة (الصحف) فاعل لفعل محذوف تقديره ظهرت (السماء) فاعل لفعل محذوف تقديره زالت (الجحيم) فاعل لفعل محذوف تقديره اشتعلت (الجنّة) فاعل لفعل محذوف تقديره قربت «1» ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.. جملة: « (انطوت) الشمس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «كوّرت ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجمل: «الشرط وفعله وجوابه الإحدى عشرة التالية ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. والجمل: «المقدّرة بعد (إذا) ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. والجمل: «المذكورة بالبناء للمجهول ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «قتلت ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ عن. وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أحضرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . الصرف: (4) العشار: جمع عشراء، اسم للناقة الحامل وزنه فعلاء

_ (1) هذا، وأجاز بعض المفسّرين إعراب الأسماء المذكورة كلّ منها نائب فاعل لفعل محذوف من جنس الفعل المبني للمجهول الوارد بعدها ...

البلاغة

بضمّ ففتح، والجمع فعال بكسر الفاء. (5) الوحوش: جمع وحش، اسم لدابة الأرض وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع فعول بضمّ الفاء. (8) الموؤدة: اسم للجارية تدفن حيّة، وهو اسم مفعول من الثلاثيّ وأد، وزنه مفعول. البلاغة التنكير: في قوله تعالى «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ» . تنكير النفس المفيد لثبوت العلم المذكور لفرد من النفوس، أو لبعض منها، للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها قاطبة، من الظهور والوضوح، بحيث لا يكاد يحوم حوله شائبة اشتباه قطعا، يعرفه كل أحد، إذا هذا التنكير يفيد العموم. [سورة التكوير (81) : الآيات 15 الى 22] فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالخنّس) متعلّق ب (أقسم) ، (الجوار) بدل من الخنّس مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لقراءة الوصل (الكنّس) نعت للجواري مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل) معطوف على الخنّس مجرور (إذا) ظرف في محلّ نصب جرّد من الشرط

الصرف:

متعلّق ب (أقسم) ، (الصبح إذا تنفّس) مثل الليل إذا عسعس (اللام) في موضع لام القسم للتوكيد عوض من المزحلقة (ذي) نعت لرسول مجرور (عند) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) «1» وهو نعت لرسول مجرور (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (مطاع) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «عسعس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تنفّس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «ما صاحبكم بمجنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. الصرف: (15) الخنّس: جمع خانس، اسم فاعل من الثلاثيّ خنس باب نصر بمعنى تأخّر وتنحّى، وهو اسم للكوكب السيار ما عدا القمر، وزنه فاعل، والجمع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة. (16) الكنّس: اشتقاقه كاشتقاق الخنّس وبمعناه من الثلاثيّ كنس باب ضرب بمعنى غاب في موضعه. (21) مطاع: اسم مفعول من الرباعيّ أطاع، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إعلال بالقلب أصله مطوع، تحرّكت الطاء بالفتح بنقل حركة الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» . لما كان النفس ريحا خاصا، يفرج عن القلب، انبساطا وانقباضا، شبه ذلك النسيم

_ (1) أو بحال من مكين.

[سورة التكوير (81) : الآيات 23 إلى 26]

بالنفس، وأطلق عليه اسم الاستعارة. وجعل الصبح متنفسا لمقارنته له. ويجوز أن يكون بعد الاستعارة كناية عن الإضاءة. ويجوز أن يكون هناك مكنية وتخييلية، بأن يشبه الصبح بماش وآت من مسافة بعيدة، ويثبت له التنفس المراد به هبوب نسيمه، مجازا على طريق التخييل. [سورة التكوير (81) : الآيات 23 الى 26] وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (بالأفق) متعلّق بحال من الهاء في (رآه) «1» . وجملة: «قد رآه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما صاحبكم بمجنون «2» . 24- (الواو) عاطفة- أو حالية- (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) أي الرسول عليه السلام (على الغيب) متعلّق ب (ضنين) ، (ضنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: «ما هو ... بضنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة رآه «3» . 25- (الواو) عاطفة (ما هو بقول) مثل ما هو بضنين، وضمير الغائب يعود على القرآن الكريم. وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما هو بضنين.

_ (1) أو متعلّق ب (رآه) والباء للظرف. (2) في الآية (22) السابقة. (3) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من فاعل رآه. [.....]

الصرف:

26- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تذهبون) بتقدير حرف جرّ إلى. وجملة: «تذهبون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تبيّن لكم أمر محمد والقرآن فأين تذهبون ... الصرف: (24) ضنين: صفة مشبهة من الثلاثي ضنّ باب ضرب بمعنى بخل بالشيء وزنه فعيل. الفوائد: - إعراب أسماء الشرط والاستفهام ونحوها، وجميعها مبنية، ما عدا (أي) فهي معربة. ومحلها من الإعراب: إن دخل عليها جار أو مضاف فمحلها الجر كقوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وقولنا (صبيحة أيّ يوم سفرك؟) و (غلام من جاءك؟) . وإن وقعت على زمان فهي ظرف زمان كقوله تعالى (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ، أو مكان فهي في محل نصب على الظرفية المكانية كقوله تعالى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ، أو حدث فهي نائب مفعول مطلق كقوله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، فإن وقع بعدها اسم نكرة نحو (من أب لك؟) فهي مبتدأ، أو اسم معرفة نحو (من أبوك) فهي خبر أو مبتدأ، ولا يقع هذان النوعان في أسماء الشرط لاختصاصها بالأفعال، وإلا فإن وقع بعدها فعل لازم فهي مبتدأ نحو (من قام) ونحو (من يقم أقم معه) ، والأصح كما يقول ابن هشام أن الخبر فعل الشرط لا فعل الجواب، وبعضهم يرى أن فعلي الشرط والجواب معا هما الخبر، وإن وقع بعدها فعل متعد، فإن كان واقعا عليها فهي مفعول به كقوله تعالىَ أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ) و (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ) ، وإن كان واقعا على ضميرها نحو (من رأيته) أو متعلقها نحو (من رأيت أخاه؟) فهي مبتدأ أو منصوبة بمحذوف مقدر بعدها يفسره المذكور.

[سورة التكوير (81) : الآيات 27 إلى 29]

- تنبيه: إذا وقع اسم الشرط مبتدأ، فهل خبره فعل الشرط وحده لأنه اسم تام وفعل الشرط مشتمل على ضميره، فقولك (من يقم) لو لم يكن فيه معنى الشرط لكان بمنزلة قولك (كل من الناس يقوم) ؟ أو فعل الجواب لأن الفائدة به تمت، ولالتزامهم عود ضمير منه إليه على الأصح، ولأن نظيره هو الخبر في قولك (الذي يأتيني فله درهم) ، أو مجموعهما لأن قولك (من يقم أقم معه) بمنزلة قولك «كل من الناس إن يقم أقم معه» . والصحيح الأول، وإنما توقفت الفائدة على الجواب من حيث التعلق فقط، لا من حيث الخبرية. هذا ما أورده ابن هشام في المغني. [سورة التكوير (81) : الآيات 27 الى 29] إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29) الإعراب: (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (لمن) بدل من العالمين بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من فاعل شاء (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (ربّ) نعت للفظ الجلالة. والمصدر المؤوّل (أن يستقيم) في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن يشاء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف وهو الباء متعلّق ب (تشاؤون) «1» .

_ (1) يجوز أن يكون المصدر في محلّ نصب على الظرفيّة بحذف مضاف أي: إلّا وقت مشيئة الله.. ومفعول (تشاؤون) ، و (يشاء الله) محذوف تقديره الاستقامة على الحقّ.

جملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها تعليلية لمضمون النفي المتقدّم. وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يستقيم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «ما تشاؤون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . انتهت سورة «التكوير» ويليها سورة «الإنفطار»

سورة الانفطار

سورة الانفطار آياتها 19 آية [سورة الانفطار (82) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) الإعراب: (السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، ومثله (الكواكب) ، (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره ثارت (القبور) فاعل لفعل محذوف تقديره تبعثرت (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف. جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.

[سورة الانفطار (82) : الآيات 6 إلى 8]

وجملة: « (انفطرت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «1» . وجملة: «انفطرت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة «2» . وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «قدّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «أخّرت» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّمت. [سورة الانفطار (82) : الآيات 6 الى 8] يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8) الإعراب: (أيها) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة غرّك (بربّك) متعلّق ب (غرّك) ، (الذي) موصول في محلّ نعت ثان لربّك (الفاء) عاطفة في الموضعين (في أيّ) متعلّق ب (ركّبك) «3» ، و (أيّ) اسم شرط جازم «4» ، معرب (ما) زائدة «5» ، (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك الجواب ركّبك.. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما غرّك ... » لا محلّ لها جواب النداء.

_ (1) وكذلك الجمل المقدّرة الباقية. (2) وكذلك الجمل المذكورة بعد إذا. (3) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في ركّبك. (4) أو هي الكمالية، وجملة شاء استئناف بيانيّ، أو اسم استفهام فيه معنى التأنيب والعتاب بعدم التبصّر، وجملة شاء نعت لصورة بتقدير الرابط وجملة ركّبك بيان. (5) أو اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدم.

[سورة الانفطار (82) : الآيات 9 إلى 12]

وجملة: «غرّك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «خلقك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «سوّاك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «عدلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاك. وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «ركّبك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. [سورة الانفطار (82) : الآيات 9 الى 12] كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (12) الإعراب: (كلّا) للردع والزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالدين) متعلّق ب (تكذّبون) ، (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (عليكم) متعلّق بخبر مقدّم (اللام) للتوكيد (حافظين) اسم إنّ منصوب (ما) حرف مصدريّ «1» .. والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ نصب مفعول به. جملة: «تكذّبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ عليكم لحافظين ... » في محلّ نصب حال من ضمير تكذّبون «2» . وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب نعت آخر لحافظين «3» . وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف. (2) أو استئنافيّة لا محلّ لها. (3) أو حال من الضمير في كاتبين والعامل فيها معنى التوكيد.

الفوائد:

الفوائد: - أعمالك مسجلة عليك: أفادت هذه الآيات أن الإنسان موكل به رقباء من الملائكة، يسجلون عليه أعماله الحسنة أو السيئة، وهم مطلعون عليه في جميع أحواله. وقد ورد ذلك في سورة (ق) في قوله تعالى: (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي ما يتكلم من كلام يخرج من فيه إلا اطلع عليه ملك حافظ وملك حاضر أينما كان، فهما لا يفارقانه إلا وقت الغائط، وعند جماعه، وعند انكشاف عورته المغلّظة، فإنّهما يتأخران عنه، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في هاتين الحالتين حتى لا يؤذي الملائكة بدنوهما منه ليكتبا ما يقول. قيل: إنهما يكتبان عليه كل شيء يتكلم به حتى أنينه في مرضه، وقيل: لا يكتبان إلا ما له أجر أو ثواب أو عقاب. روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه سبع ساعات، لعله يسبح أو يستغفر. وجدير بالذكر، أن الله عز وجل غني عن توكيل ملائكة بالعباد، فهو مطلع على كل شيء، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ، ولكن كتابة أعمال الإنسان وأقواله تكون حجة عليه يوم القيامة، كما أن شعوره بملازمة الملائكة له تزيده رهبة وخشية وقربا من الله عز وجل. [سورة الانفطار (82) : الآيات 13 الى 16] إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (15) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (16)

الإعراب:

الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ، ومثله لفي جحيم.. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يصلونها) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عنها) متعلّق ب (غائبين) ، (غائبين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.. جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ الفجّار لفي جحيم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يصلونها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «ما هم عنها بغائبين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلونها. البلاغة الوصل: في قوله تعالى «إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم» . في الكلام- من مقتضيات الوصل- اتفاق الجملتين في الخبرية والإنشائية مع الاتصال، أي الجامع بينهما هنا التضاد. [سورة الانفطار (82) : الآيات 17 الى 19] وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الإعراب: (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الأربعة (يوم) خبر المبتدأ ما الثاني والرابع (يوم) الثالث متعلّق بفعل

_ (1) أو في محلّ جرّ نعت لجحيم.

محذوف تقديره يجازون «1» ، (لا) نافية (لنفس) متعلّق ب (تملك) بتضمينه معنى تقدّم (الواو) حاليّة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- بدل من يوم الأخير (لله) خبر المبتدأ (الأمر) . جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أدراك (الثانية) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثالث. وجملة: «ما يوم الدين.. (الثانية) » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك (الثاني) . وجملة: «لا تملك نفس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «الأمر ... لله» في محلّ نصب حال من فاعل تملك والرابط مقدّر «2» . انتهت سورة «الإنفطار» ويليها سورة «المطففين»

_ (1) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أعني. (2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

سورة المطففين

سورة المطفّفين آياتها 36 آية [سورة المطففين (83) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) الإعراب: (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للمطفّفين) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمطففين «2» ، (على الناس) متعلّق ب (اكتالوا) «3» ، (أو) للعطف.. جملة: «ويل للمطفّفين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.

_ (1) الذي سوّغ الابتداء به دلالته على الدعاء. (2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ. [.....] (3) قال الزمخشريّ: لمّا كان اكتيالهم اكتيالا يتحامل فيه عليهم أبدل (على) مكان (من) للدلالة على ذلك، ويجوز أن يتعلّق ب (يستوفون) .

الصرف:

وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «اكتالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يستوفون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأولى. وجملة: «كالوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «وزنوهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كالوهم. وجملة: «يخسرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (المطفّفون) ، جمع المطفّف، اسم فاعل من الرباعيّ طفّف، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين. (2) اكتالوا: فيه إعلال بالقلب، قلب عين الفعل ألفا، تحرّكت بعد فتح، وزنه افتعلوا. (يستوفون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستوفيون- بياء بعد الفاء- نقلت حركة الياء إلى الفاء للثقل، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يستفعون. (3) كالوهم: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في اكتالوا.. البلاغة: المقابلة: في قوله تعالى «الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» . وذلك أن المعنى: إذا أخذوا من الناس استوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا. الفوائد: ولا تنقصوا الناس أشياءهم: أفادت هذه الآيات الوعيد

[سورة المطففين (83) : الآيات 4 إلى 6]

الشديد، والعذاب الأليم في الآخرة للذين، ينقصون الكيل والميزان، ويبخسون الناس حقوقهم، وإن كان لهم حق استوفوه كاملا. ويتناول هذا الوعيد القليل والكثير من بخس الحق، وهذا الذنب كبيرة من الكبائر، فمن لم يتب منه خشي عليه من سوء الخاتمة، أما إن تاب ورد الحقوق إلى أهلها قبلت توبته، ومن أصر على ذلك كان مصرّا على كبيرة من الكبائر، وذلك لأن عامة الخلق يحتاجون إلى المعاملات، وهي مبنية على أمر الكيل والوزن والذرع، فلهذا السبب عظم الله عز وجل أمر الكيل والوزن. قال نافع: كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول له: اتق الله، أوف الكيل والوزن، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى يلجمهم العرق. وقال قتادة: أوف يا ابن آدم كما تحب أن يوفى لك، واعدل كما تحب أن يعدل لك، وقال الفضيل: بخس الميزان سواد يوم القيامة. [سورة المطففين (83) : الآيات 4 الى 6] أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (6) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (لا) نافية (ليوم) متعلّق ب (مبعوثون) .. والمصدر المؤوّل (أنّهم مبعوثون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يبعثون (لربّ) متعلّق ب (يقوم) . جملة: «يظنّ أولئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يقوم الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

[سورة المطففين (83) : الآيات 7 إلى 9]

[سورة المطففين (83) : الآيات 7 الى 9] كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (8) كِتابٌ مَرْقُومٌ (9) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر عمّا كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث (اللام) المزحلقة للتوكيد (في سجين) متعلّق بخبر إنّ (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أدراك (ما) مثل الأول خبره (سجّين) ، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. جملة: «إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما سجّين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (هو) كتاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (سجّين) ، اسم علم إمّا لكتاب جمعت فيه أعمال الشياطين والكفرة والفسقة.. أو اسم علم لمكان بعينه، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة، مأخوذ من السجن، وقيل النون عوض من اللام والأصل سجّيل وهو مشتّق من السجلّ وهو الكتاب. (مرقوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ رقم، وزنه مفعول. [سورة المطففين (83) : الآيات 10 الى 13] وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)

_ (1) أو اعتراضية بين كتاب الاول والجملة البيانية المبينة له

الإعراب:

الإعراب: (ويل ... للمكذّبين) مثل ويل للمطفّفين «1» ، (يومئذ) بدل من (يوم يقوم) «2» ، (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمكذّبين «3» ، (بيوم) متعلّق ب (يكذّبون) ، (الواو) حالية- أو استئنافيّة- (ما) نافية (به) متعلّق ب (يكذّب) ، (إلّا) للحصر (كلّ) فاعل (يكذّب) مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى) ... جملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «ما يكذب به إلّا كلّ ... » في محلّ نصب حال من يوم الدين «4» . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ معتد. وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول. [سورة المطففين (83) : آية 14] كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (14) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (على قلوبهم) متعلّق ب (ران) ،

_ (1) في الآية (1) من السورة. (2) في الآية (6) من هذه السورة. (3) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ. (4) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

الصرف:

(ما) موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف. جملة: «ران على قلوبهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كانوا يكسبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (ران) ، فيه إعلال بالقلب، أصله رين- مضارعه يرين- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة المطففين (83) : الآيات 15 الى 17] كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) الإعراب: (عن ربّهم) جار ومجرور متعلّق ب (محجوبون) وهو بحذف مضاف أي عن رؤية ربّهم، وكذلك الظرف (يومئذ) ، والتنوين عوض من جملة أي يوم إذ يقوم الناس (اللام) المزحلقة للتوكيد في الموضعين (ثمّ) للعطف في الموضعين (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) . جملة: «إنّهم ... لمحجوبون» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّهم لصالوا الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «يقال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» . وجملة: «كنتم به تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) هي في الأصل جملة مقول القول.

الصرف:

وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: (محجوبون) ، جمع محجوب، اسم مفعول من الثلاثيّ حجب، وزنه مفعول. البلاغة التمثيل: في قوله تعالى «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ» . من أنكر رؤيته تعالى كالمعتزلة قال: إن الكلام تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم، لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم، ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون عندهم. [سورة المطففين (83) : الآيات 18 الى 21] كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (19) كِتابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) الإعراب: (كلّها إنّ ... كتاب مرقوم) مثل الآية كلّا إنّ ... كتاب مرقوم «1» ... مفردات وجملا. وجملة: «يشهده المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) . الصرف: (علّيّون) ، جمع علّيّ، صفة مشتّقة وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشددة، أو هو مفرد على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه معناه الكتاب الجامع لأعمال الخير. الفوائد: - كلّا: وهي حرف معناه الردع والزّجر، وأجاز النحاة الوقف عليها والابتداء بما

_ (1) في الآية (7) من هذه السورة وما يليها.

[سورة المطففين (83) : الآيات 22 إلى 28]

بعدها. وقال جماعة: متى سمعت (كلّا) في سورة فاحكم بأنها مكيّة، لأن فيها معنى التهديد والوعيد، وأكثر ما نزل ذلك بمكة، لأن أكثر العتوّ كان بها، وهذا كلام فيه نظر، لأن كلا أحيانا لا تحمل معنى الزجر كقوله تعالى (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. كلا إن كتاب الفجار لفي سجّين) . ورأى الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها، فزاد فيها معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها، ثم اختلفوا من تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال: 1- قال الكسائي ومتابعوه: تكون معنى حقا. 2- قال أبو حاتم ومتابعوه: تكون بمعنى (ألا) الاستفتاحية. 3- قال النضر بن شميل والفراء ومن وافقهما: تكون حرف جواب بمنزلة (إي) و (نعم) وحملوا عليه قوله تعالى: (كلا والقمر) فقالوا معناه: إي والقمر. وقول أبي حاتم أولى من قولهما، لأنه أكثر اطرادا، لأن أنّ تكسر بعد (ألا) الاستفتاحية ولا تكسر بعد حقا، ولأن تفسير حرف بحرف أولى من تفسير حرف باسم. وقد تحمل (كلا) أحيانا معنى الردع ومعنى الاستفتاح، كقوله تعالى: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) لأنها لو كانت بمعنى حقا لما كسرت همزة إن بعدها، ولو كانت بمعنى نعم لكانت للوعد بالرجوع، لأنها بعد الطلب، كما يقال (أكرم فلانا) فتقول: (نعم) . [سورة المطففين (83) : الآيات 22 الى 28] إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)

الإعراب:

الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون (في وجوههم) متعلّق ب (تعرف) ، (من رحيق) متعلّق ب (يسقون) ، (الواو) اعتراضيّة (في ذلك) متعلّق بفعل (يتنافس) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (الواو) عاطفة (من تسنيم) متعلّق بخبر المبتدأ (مزاج) ، (عينا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، أو أمدح، أو يسقون (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يرتوي أو يلتذّ. جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان «1» . وجملة: «تعرف ... » في محلّ رفع خبر ثالث «2» . وجملة: «يسقون ... » في محلّ رفع خبر رابع «3» . وجملة: «ختامه مسك ... » في محلّ جرّ نعت ثان لرحيق. وجملة: «ليتنافس المتنافسون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تمّ التنافس في الأشياء فليتنافس المتنافسون في ذلك.. وجملة الشرط المقدّرة اعتراضيّة لا محلّ لها. وجملة: «مزاجه من تسنيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ختامه مسك. وجملة: «يشرب بها المقرّبون ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) . الصرف: (25) رحيق: اسم للخمرة الخالصة، وزنه فعيل.

_ (1، 2، 3) أو في محلّ نصب حال من ضمير خبر إنّ، والعامل فيها التوكيد.. ويجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها.

[سورة المطففين (83) : الآيات 29 إلى 32]

(مختوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ختم، وزنه مفعول. (26) ختامه: إمّا اسم للشيء الذي يختم به، أو هو مصدر بمعنى الخلط والمزج أو بمعنى الختم بفتح الخاء وزنه فعال بكسر الفاء. (مسك) ، اسم للرائحة الطيّبة وهو جامد، وزنه فعل بكسر فسكون. (المتنافسون) ، جمع المتنافس، اسم فاعل من الخماسيّ تنافس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين. (27) تسنيم: قيل هو علم لعين بعينها في الجنّة. وهو في الأصل مصدر قياسيّ للرباعيّ سنّم، بمعنى رفع، أو مستعمل على أنه مصدر مفسّر ب (عينا) ، وزنه تفعيل. [سورة المطففين (83) : الآيات 29 الى 32] إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32) الإعراب: (من الذين) متعلّق ب (يضحكون) ، (بهم) متعلّق ب (مرّوا) ، (إلى أهلهم) متعلّق ب (انقلبوا) ، (فكهين) حال منصوبة من فاعل انقلبوا (اللام) المزحلقة للتوكيد.. جملة: «إنّ الذين أجرموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أجرموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

الصرف:

وجملة: «يضحكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «1» . وجملة: «مرّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يتغامزون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «2» . وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انقلبوا (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إذا رأوهم قالوا ... » في محلّ نصب- أو رفع- معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه السابقة. وجملة: «رأوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «إنّ هؤلاء لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (31) فكهين: جمع فكه.. صفة مشبّهة من الثلاثيّ فكه باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر. [سورة المطففين (83) : آية 33] وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33) الإعراب: (الواو) حاليّة (ما) نافيّة (عليهم) متعلّق ب (حافظين) «3» ، (حافظين) حال منصوبة من الواو في (أرسلوا) .

_ (1) أو على جملة خبر انّ: (كانوا ... ) (2) أو في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا.. أو معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه الأولى. (3) الضمير في (عليهم) يعود على المؤمنين.

[سورة المطففين (83) : الآيات 34 إلى 36]

جملة: «ما أرسلوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل قالوا. [سورة المطففين (83) : الآيات 34 الى 36] فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اليوم) ظرف زمان متعلّق ب (يضحكون) الآتي، (من الكفار) متعلّق ب (يضحكون) بعده، (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون «1» ، (هل) حرف استفهام (ما) حرف مصدريّ «2» .. والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ نصب بنزع الخافض أي: ممّا كانوا ... جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الذين آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الذين أجرموا يضحكون من الذين آمنوا في الدنيا فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكافرين. وجملة: «يضحكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضحكون. وجملة: «ثوّب الكفّار ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .

_ (1) وانظر الآية (23) من هذه السورة. (2) أو اسم موصول في محلّ نصب بنزع الخافض.. والعائد محذوف. [.....] (3) أو هي في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.. وقيل هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقول المؤمنون لبعضهم: هل ثوّب الكفّار ...

سورة الإنشقاق

سورة الإنشقاق آياتها 25 آية [سورة الانشقاق (84) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (5) الإعراب: الظرف (إذا) متعلّق بالجواب المقدّر أي علمت النفوس أعمالها «1» ، (السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (لربّها) متعلّق ب (أذنت) «2» ، ونائب الفاعل للمجهول (حقّت) ضمير يعود على السماء وذلك

_ (1) أو ما في معناه، وقيل: الجواب هو فملاقيه أي فأنت ملاقيه، في الآية (6) من هذه السورة. (2) أذنت لربّها: استمعت وأطاعت.

الصرف:

بحذف مضاف أي حقّ سمعها وطاعتها «1» ، (الأرض) فاعل لفعل محذوف تقديره انبسطت (فيها) متعلّق بمحذوف صلة ما، والضمير في (حقّت) الثاني يعود على الأرض. جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: « (انشقّت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انشقّت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط. وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط. وجملة: «الشرط وفعله وجوابه (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتداء. وجملة: « (انبسطت) الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «مدّت ... » لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: «ألقت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انبسطت. وجملة: «تخلّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألقت. وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تخلّت. وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أذنت. الصرف: (ألقت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه أفعت. (تخلّت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه تفعّت.

_ (1) أو أن السماء جعلت حقيقة بالاستماع والانقياد فلا حاجة لتقدير مضاف.

البلاغة

البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ... » . حيث شبه حال الأرض بحال المرأة الحامل، تلقي ما في بطنها عند الشدة والهول، ثم حذف المشبه به، واستعار لفظ الإلقاء. الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ... » . حيث شبّهت حال السماء في انقيادها لتأثير قدرة الله تعالى حيث أراد، بانقياد المستمع المطيع للأمر، ثم حذف المشبه به، وأستعير لفظ الإذن والاستماع المستعمل في غايته. [سورة الانشقاق (84) : الآيات 6 الى 15] يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (11) وَيَصْلى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (15) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (كادح) بحذف مضاف أي إلى لقاء ربّك (كدحا) مفعول مطلق

منصوب (الفاء) عاطفة (ملاقيه) معطوف على كادح مرفوع «1» . جملة: «النداء: أيّها الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّك كادح ... » لا محلّ لها جواب النداء. 7- 9 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كتابه) مفعول به منصوب (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (حسابا) مفعول مطلق منصوب (إلى أهله) متعلّق ب (ينقلب) ، (مسرورا) حال منصوبة من فاعل ينقلب وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» . وجملة: «يحاسب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «ينقلب ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يحاسب. 10- 15 (الواو) عاطفة (من أوتي كتابه) مثل الأولى (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أوتي) ، (ثبورا) مفعول به منصوب ومثله (سعيرا) ، (في أهله) متعلّق ب (مسرورا) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنّه. والمصدر المؤوّل (أن لن يحور..) معطوفة على سدّ مسدّ مفعولي ظنّ. (بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (به) متعلّق ب (بصيرا) . وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنت، والجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء إنّك كادح. (2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.. ويجوز أن تكون الجملة صلة (من) إذا أعرب موصولا، وجملة سوف يحاسب هي الخبر بزيادة الفاء لمشابهة المبتدأ للشرط.

الصرف:

وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . وجملة: «سوف يدعو ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «يصلى ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يدعو. وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان في أهله ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «إنّه ظنّ ... » لا محلّ لها تعليل آخر ... وجملة: «ظنّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) . وجملة: «لن يحور ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. وجملة: «إنّ ربّه كان ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر بعد بلى، أي بلى يرجع إلى الله لأن ربّه كان به بصيرا. وجملة: «كان به بصيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) . الصرف: (6) كادح: اسم فاعل من الثلاثيّ كدح، وزنه فاعل. (كدحا) ، مصدر سماعيّ لفعل كدح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون. (8) مسرورا: اسم مفعول من الثلاثيّ سرّ، وزنه مفعول. (11) يصلى: فهي إعلال بالقلب، أصله يصلي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة الانشقاق (84) : الآيات 16 الى 19] فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالشفق) متعلّق ب (أقسم) ،

_ (1) راجع الصفحة السابقة حاشية رقم (2) .

الصرف:

(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، (ما) مصدرية «1» ، (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) لام القسم (تركبنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (عن طبق) متعلّق بنعت ل (طبقا) .. والمصدر المؤوّل (ما وسق) في محلّ جرّ معطوف على الشفق. جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «وسق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «2» . وجملة: «اتسق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تركبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. الصرف: (16) الشفق: اسم لاختلاط ضوء النهار بسواد الليل بعد الغروب، أو اسم للحمرة التي ترى في الأفق بعيد المغرب. (18) اتّسق: فيه إبدال الواو- فاء الكلمة- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، والأصل اوتسق، وزنه افتعل. (19) طبقا: اسم بمعنى الحال وزنه فعل بفتحتين. الفوائد: - عن: وترد على ثلاثة أوجه: 1- أحدها: أن تكون حرفا جارا، وجميع ما ذكر لها عشرة معان: 1- المجاوزة: مثل: (سافرت عن البلد) و (رميت السهم عن القوس)

_ (1) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي وسقه.. (2) أو صلة الموصول الاسميّ، أو في محلّ جرّ نعت للنكرة الموصوفة (ما) .

[سورة الانشقاق (84) : الآيات 20 إلى 21]

2- البدل: كقوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ، وفي الحديث (صومي عن أمك) . 3- الاستعلاء: كقوله تعالى (فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) . 4- التعليل: كقوله تعالى (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ) . 5- مرادفة (بعد) نحو قوله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) . 6- الظرفية: كقول الأعشى ميمون بن قيس: وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا الرباعة: نجوم الحمالة، قيل إن ونى لا يتعدى إلا (بفي) بدليل قوله تعالى (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) . 7- مرادفة (من) كقوله تعالى (هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) 8- الاستعانة: مثل (رميت عن القوس) لأنه يقال (رميت القوس) . 9- أن تكون زائدة للتعويض عن أخرى محذوفة، كقول الشاعر: أتجزع أن نفس أتاها حمامها ... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع قال ابن جني: أراد فهلا تدفع عن التي بين جنبيك، فحذفت عن من أول الموصول وزيدت بعده. 10- أن تكون بمعنى الباء، نحو قوله تعالى: (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) أي: بالهوى 2- الوجه الثاني: أن تكون حرفا مصدريا، وذلك أن بني تميم يقولون في نحو أعجبني أن تفعل: (عن تفعل) 3- الوجه الثالث: أن تكون أسماء بمعنى جانب، كقول قطري بن الفجاءة: فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي [سورة الانشقاق (84) : الآيات 20 الى 21] فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لهم) متعلّق بخبر ما (لا) نافية (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرئ) ، (لا) مثل الأولى.. جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم يوم القيام فما لهم لا يؤمنون.. وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (لهم) . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمنون. وجملة: «قرئ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «لا يسجدون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. [سورة الانشقاق (84) : الآيات 22 الى 25] بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّرهم) ، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع..

_ (1) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يوعونه.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما يوعون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) بمعنى عالم. جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «يكذّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» . وجملة: «يوعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «2» . وجملة: «بشّرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن استمرّوا في كذبهم فبشّرهم ... وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . الصرف: (23) يوعون: ماضيه أوعى الشيء أي وضعه في الوعاء وهنا بمعنى يضمرون، وفي الفعل إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف أصله يوعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى العين قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- وزنه يفعون بضمّ الياء والعين. انتهت سورة «الانشقاق» ويليها سورة «البروج»

_ (1) أو في محلّ نصب حال. (2) أو صلة الموصول الاسميّ.. أو في محلّ جرّ نعت للنكرة، والعائد فيهما محذوف أي يوعونه. (3) إذا أعربت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ وجملة لهم أجر خبره.

سورة البروج

سورة البروج آياتها 22 آية [سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 7] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) الإعراب: (الواو) واو القسم (السماء) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (النار) بدل اشتمال من الأخدود «1» ، (إذ) ظرف في محلّ

_ (1) والضمير العائد على المبدل منه محذوف أي: النار فيه. [.....]

الصرف:

نصب متعلّق ب (قتل) ، (ما) حرف مصدريّ «1» ، (بالمؤمنين) متعلّق ب (يفعلون) . والمصدر المؤوّل (ما يفعلون..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (شهود) . جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف تقديره: إنّ الجزاء لحقّ أو لواقع على الكافرين ... وجملة: «قتل أصحاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . وجملة: «هم عليها قعود» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «هم ... شهود» في محلّ جرّ معطوفة على جملة «هم عليها قعود» . وجملة: «يفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . الصرف: (2) الموعود: اسم مفعول من الثلاثيّ وعد، وزنه مفعول وهو يوم القيامة. (4) الأخدود: اسم للشقّ في الأرض، وزنه أفعول بضمّ الهمزة وسكون الفاء والجمع أفاعيل. الفوائد: - أصحاب الأخدود: روي عن صهيب، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: ابعث لي غلاما أعلمه السحر. وكان في طريق الغلام راهب، فقعد إليه فأعجبه كلامه. وكان يتأخر في الذهاب عن الساحر وفي الإياب عن أهله، فشكا ذلك للراهب، فقال له: قل للساحر: حبسني أهلي، وقل لأهلك: حبسني الساحر، فبينما الغلام كذلك، إذ عرضت دابة قطعت الطريق، فأخذ الغلام

_ (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. (2) إذا كانت الجملة خبريّة- لا إنشائيّة دعائيّة- كانت هي جواب القسم بتقدير اللام وقد.

حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فماتت الدابة. فقص ذلك على الراهب، فبشره بخير، وقال له: لقد أصبحت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فلا تدلّ علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، ويداوي أمراض الناس، وكان جليس للملك أعمى، فجاءه بهدايا وقال له: هذه جميعها لك إن شفيتني فقال الغلام إنما يشفيك الله، فآمن به، فآمن جليس الملك، فدعا له فبرئ، فسأله الملك كيف شفي من مرضه، فقص عليه وقال له: شفاني الله. قال الملك: وهل لك رب غيري، قال الجليس: ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه الملك حتى دله على الغلام، ولم يزل يعذب الملك الغلام حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فطلب منه الرجوع عن دينه فأبى، فنشره من مفرقه حتى وقع شقّاه، ثم فعل بالجليس كذلك. ثم دفع الملك الغلام إلى نفر، ووكلهم بطرحه من شاهق جبل فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له: ما فعل أصحابك، فقال: كفانيهم الله فدفعه إلى نفر فقال: اجعلوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فألقوه في اليم. فقال: اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت، فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء الغلام يمشي، فسأله الملك عن أصحابه، فقال: كفانيهم الله عز وجل. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال: ما هو؟ قال: تجعل الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع نخل، ثم خذ سهما من كنانتي وقل باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فعند ذلك تقتلني، ففعل الملك ذلك وضربه بالسهم قائلا: باسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده مكان وقوع السهم، ثم مات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك، فأمر الملك بشق أخدود أضرمت فيه النيران، فمن لم يرجع عن دينه ألقي في النار، فأتي بامرأة معها صبي لها، فتقاعست، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق. هذا الحديث صحيح أخرجه مسلم. قال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير، يقال له يوسف ذو نواس

[سورة البروج (85) : الآيات 8 إلى 9]

ابن شرحبيل بن شراحيل، في الفترة قبل مولد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد الله بن تامر، وكان أبوه يسلمه إلى معلم يعلمه السحر، وساق نفس الحديث السابق الذي رواه صهيب. - حذف قد: ذكر البصريون أن الفعل الماضي الواقع حالا لا بد معه من (قد) ظاهرة، كقوله تعالى (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ) أو مضمرة كقوله تعالى (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) أي (وقد اتبعك) (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) أي قد حصرت. وقال الجميع: حقّ الماضي المثبت المجاب به القسم أن يقرن باللام وقد، كقوله تعالى (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا) . وقيل في قوله تعالى: (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) في الآية التي نحن بصددها، إنه جواب القسم على إضمار اللام وقد جميعا أي (لقد قتل) . [سورة البروج (85) : الآيات 8 الى 9] وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (نقموا) بتضمينه معنى عابوا (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (بالله) متعلّق ب (يؤمنوا) ، (الحميد) نعت ثان للفظ الجلالة. جملة: «ما نقموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم.. شهود «1» . وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

_ (1) في الآية السابقة (7) .

البلاغة

والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل نقموا «1» . 9- (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثالث للفظ الجلالة «2» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) .. وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة فن تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى «وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» . استثناء مفصح عن براءتهم عما يعاب وينكر بالكلية، على منهاج قوله: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب فقد استثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، وهذا ما يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم. [سورة البروج (85) : آية 10] إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (10) الإعراب: (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) في الموضعين. جملة: «إنّ الذين فتنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) يجوز أن يكون بدلا من المفعول المقدّر و (إلّا) للاستثناء أي ما نقموا شيئا إلّا إيمانهم، أو هو منصوب على الاستثناء. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئناف بيانيّ.

الصرف:

وجملة: «فتنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «لم يتوبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتنوا. وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «لهم عذاب (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. الصرف: (الحريق) ، اسم لحالة شبوب النار واشتعالها، واستعمل في الآية بمعنى الإحراق- أي إحراق الكافرين للمؤمنين «1» - فهو اسم مصدر وزنه فعيل. [سورة البروج (85) : آية 11] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) الإعراب: (لهم) خبر المبتدأ (جنّات) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها، والإشارة في (ذلك) إلى حيازة المؤمنين للجنّات (الفوز) خبر المبتدأ مرفوع. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «لهم جنّات ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أي لهم العذاب بسبب الحريق.

[سورة البروج (85) : الآيات 12 إلى 16]

[سورة البروج (85) : الآيات 12 الى 16] إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يبدئ «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) زائدة للتقوية «2» ، (ما) موصول محلّه البعيد مفعول به للمبالغة فعّال.. جملة: «إنّ بطش ربّك لشديد» لا محلّ لها استئنافيّة «3» . وجملة: «إنّه هو يبدئ ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «هو يبدئ ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يبدئ ... » في محلّ رفع خبر (هو) . وجملة: «يعيد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدئ. وجملة: «هو الغفور ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو يبدئ «4» . وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . [سورة البروج (85) : الآيات 17 الى 18] هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)

_ (1) أو ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيدا للضمير اسم إنّ.. وجملة هو الغفور معطوفة حينئذ على جملة إنّه هو. (2) أو غير زائدة متعلّقة بفعّال. (3) جعلها بعضهم جواب القسم الوارد في أول السورة: والسماء ذات ... (4) يجوز أن تكون معطوفة على جملة الاستئناف فلا محلّ لها.

الإعراب:

الإعراب: (هل) حرف استفهام للتقرير «1» ، (فرعون) بدل من الجنود مجرور، وفيه حذف مضاف أي جنود فرعون. جملة: «هل أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة البروج (85) : الآيات 19 الى 20] بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (20) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (في تكذيب) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) ، (الواو) عاطفة (من ورائهم) متعلّق ب (محيط) «2» . جملة: «الذين كفروا في تكذيب» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «الله ... محيط» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (تكذيب) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ كذّب، وزنه تفعيل. البلاغة التمثيل: في قوله تعالى «مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ» . تمثيل لعدم نجاتهم من بأس الله تعالى بعدم فوت المحاط المحيط والمعنى أنه عز وجل عالم بهم، وقادر عليهم، وهم لا يعجزونه ولا يفوتونه سبحانه وتعالى. المجاز المرسل: في قوله تعالى «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ» . علاقة هذا المجاز الحالية، لأن التكذيب معنى من المعاني، ولا يحلّ الإنسان فيه،

_ (1) أو الاستفهام للتعجّب ... ويجوز أن تكون بمعنى قد. (2) أو هو خبر أوّل و (محيط) خبر ثان.

[سورة البروج (85) : الآيات 21 إلى 22]

وإنما يحلّ في مكانه، فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز، أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته الحالية. [سورة البروج (85) : الآيات 21 الى 22] بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) الإعراب: (في لوح) متعلّق بنعت ثان لقرآن. جملة: «هو قرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة. انتهت سورة «البروج» ويليها سورة «الطارق»

سورة الطارق

سورة الطارق آياتها 17 آية [سورة الطارق (86) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4) الإعراب: (والسماء) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) الثالثة اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (النجم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (إن) حرف نفي (لمّا) حرف للحصر بمعنى إلّا (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حافظ) .. جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الأول.

الصرف:

وجملة: «ما الطارق ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (هو) النجم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «إنّ كلّ نفس لمّا ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «عليها حافظ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) . الصرف: (الطارق) ، في الأصل هو اسم فاعل من الثلاثيّ طرق أي سار في الليل وزنه فاعل، ثمّ أطلق ليكون اسم جنس أو كوكب معهود. الفوائد: - (لمّا) الاستثنائيّة: من أوجه (لمّا) أنها ترد حرف استثناء، فتدخل على الجملة الاسمية، كما في هذه الآية (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) كما تدخل على الماضي لفظا لا معنى، نحو: «أنشدك الله لمّا فعلت) أي ما أسألك إلا فعلك. [سورة الطارق (86) : الآيات 5 الى 7] فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (ممّ) متعلّق ب (خلق) ، و (ما) للاستفهام حذفت الألف لتقدّم حرف الجر (من ماء) متعلّق ب (خلق) الثاني (من بين) متعلّق ب (يخرج) .. جملة: «لينظر الإنسان» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «خلق (الأولى) » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق

الصرف:

بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ. وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يخرج ... » في محلّ جرّ نعت لماء «1» . الصرف: (6) دافق: اسم فاعل من الثلاثيّ دفق، وزنه فاعل «2» . (7) الصلب: اسم للظهر وزنه فعل بضمّ فسكون جمعه أصلاب زنة أفعال. (الترائب) ، جمع تريبة اسم للصدر أو أضلاعه أو لحمه ودمه، وزنه فعلية كصحيفة والجمع فعائل، وفيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة والأصل ترايب. البلاغة الطباق: في قوله تعالى «مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ» . فقد طابق بين عظم الظهر وعظم الصدر، وأفرد الأول، وجمع الآخر، لأن صدر المرأة هي تريبتها فيقال للمرأة: ترائب يعني بها التريبة وما حواليها وما أحاط بها. أو يقال إنه تعالى أراد: يخرج من بين الأصلاب والترائب، فاكتفى بالواحد عن الجماعة، كما قال تعالى «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» ولم يقل والأرضين. [سورة الطارق (86) : الآيات 8 الى 10] إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10)

_ (1) أو في محلّ نصب حال من ماء لتخصّصه بالوصف. (2) وهو في الآية مجاز عقليّ بمعنى مدفوق، أو استعمل للنسبة أي ذا اندفاق. [.....]

الإعراب:

الإعراب: (على رجعه) متعلّق ب (قادر) ، والضمير فيه يعود على الماء الدافق أو على الإنسان (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (رجعه) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قوّة) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ناصر) معطوف على قوّة مجرور لفظا مثله. جملة: «إنّه ... لقادر» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تبلى السرائر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما له من قوّة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بعث يوم القيامة فما له ... الصرف: (9) السرائر: جمع سريرة زنة فعيلة، أي ما يكتم في النفس، والجمع فعائل فيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة، أصله السرائر. [سورة الطارق (86) : الآيات 11 الى 14] وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14) الإعراب: (والسماء) مثل السابق «2» ، (ذات) نعت للسماء مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور، (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.

_ (1) هذا إن أعيد الضمير في (رجعه) للإنسان.. وإن أعيد إلى الماء فالظرف متعلّق بمحذوف تقديره يرجعه (أي الإنسان) ، أو تقديره اذكر. (2) في الآية (1) من السورة.

الصرف:

جملة: « (أقسم) بالسماء» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «ما هو بالهزل» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (الصدع) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ صدع بمعنى شقّ، أو اسم للشقّ في الأرض حيث يخرج النبات.. وزنه فعل بفتح فسكون. (الهزل) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ هزل بمعنى لم يجدّ، وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الطارق (86) : الآيات 15 الى 17] إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17) الإعراب: (كيدا) مفعول مطلق منصوب «1» في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (رويدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه. جملة: «إنهم يكيدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يكيدون ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أكيد ... » في محلّ نصب حال «2» . وجملة: «مهّل ... » جواب شرط مقدّر أي إن كادوا لك فمهّلهم.. وجملة: «أمهلهم رويدا» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للجملة السابقة. الصرف: (رويدا) ، قيل هو تصغير ترخيم بحذف الزوائد، وتكبيره

_ (1) وهذا بحسب الظاهر.. ويجوز أن يكون مفعولا به أي يعملون المكايد للنبيّ عليه السلام، و (كيدا) الثاني بمعنى أردّ الكيد. (2) أو لا محلّ لها استئنافيّة.

الفوائد:

إرواد- بكسر الهمزة- وزنه فعيل بضمّ الفاء وفتح العين.. أو هو تصغير رود بضمّ الراء زنة عود أي مهل. وجاء في المختار: تقول: رويدك عمرا أي أمهله وهو تصغير ترخيم من إرواد مصدر أرود يرود- بكسر الواو-. ورويدا يستعمل مصدرا بدلا من اللفظ بفعله فيقال رويد زيد أو رويدا زيدا أي أمهله، ويقع حالا مثل ساروا رويدا أي متمهّلين، كما يقع مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه نعتا له أي ساروا سيرا رويدا. الفوائد: - (بله) و (رويد) . (بله) : مصدر أهمل فعله، و (رويد) مصدر مرخم لفعل (أرود بمعنى مهل) ، فإذا وردتا دون تنوين فهما اسما فعل أمر، مثل: (بله العاجز) اتركه (رويد لمفلس) أمهله أما إذا نوّنتا: (بلها أخاك) (رويدا المفلس) كانتا مصدرين منصوبين على أنهما مفعولان مطلقان لفعليهما المحذوفين لا اسمي فعل. وكذلك أن جررت ما بعدهما بإضافتهما إليه (بله أخيك) (رويد المفلس) فهما هنا مفعولان مطلقان أيضا انتهت سورة «الطارق» ويليها سورة «الأعلى»

سورة الأعلى

سورة الأعلى آياتها 19 آية [سورة الأعلى (87) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (5) الإعراب: (اسم) مفعول به منصوب «1» ، (الأعلى) نعت لربّك مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان لربّك، والموصولان الآتيان معطوفان على الأول في محلّ جرّ (غثاء) مفعول به ثان منصوب (أحوى) نعت لغثاء منصوب «2» ..

_ (1) جعل بعض المفسّرين لفظ (اسم) زائدا ولا ضرورة لذلك، فتنزيه الاسم هو تنزيه لصاحب الاسم. (2) يجوز أن يكون اللفظ حالا من المرعى- على رأي أبي البقاء- أي: أخرج العشب أسود فجعله هشيما.

الصرف:

جملة: «سبّح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق. وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «هدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر. وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث. وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرج. الصرف: (5) أحوى: صفة مشبّهة من حوي يحوى باب فرح بمعنى اسودّ مع اخضرار.. وفي القاموس: الحوّة بالضم سواد إلى خضرة أو حمرة إلى سواد، وحوي حوى كرضي، ووزن أحوى أفعل مؤنّثه حوّاء والجمع حوّ بضمّ الحاء وتشديد الواو. [سورة الأعلى (87) : الآيات 6 الى 7] سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (7) الإعراب: (السين) للاستقبال (الفاء) عاطفة (لا) نافية «1» ، ومفعول (تنسى) محذوف أي لا تنسى ما تقرؤه (إلّا) للاستثناء (ما) موصول في محلّ نصب على الاستثناء و (ما) الثاني في محلّ نصب معطوف على الجهر.. جملة: «سنقرئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تنسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنقرئك.

_ (1) أو هي ناهية عند بعضهم، والألف زائدة هي إشباع حركة السين لمناسبة الفاصلة.

الصرف:

وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: «إنّه يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «يخفى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. الصرف: (تنسى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تنسي بياء متحرّكة في آخره. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (يخفى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يخفي بياء متحرّكة في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة الأعلى (87) : الآيات 8 الى 13] وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (13) الإعراب: (الواو) عاطفة (لليسرى) متعلّق ب (نيسرك) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (نفعت) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وحرّكت التاء بالكسر لالتقاء الساكنين (السين) للاستقبال (من) موصول في محلّ رفع فاعل (الذي) في محلّ رفع نعت للأشقى (ثمّ) للعطف (لا) نافية في الموضعين.. جملة: «نيسرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرئك «1» . وجملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نفعت الذكرى من يتذكّر فذكّر ... وجملة: «نفعت الذكرى ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر..

_ (1) في الآية (6) من السورة.

الصرف:

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.. وجملة: «سيذّكر من يخشى ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «يخشى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «يتجنّبها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيذّكر.. وجملة: «يصلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «لا يموت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلى. وجملة: «لا يحيا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يموت. الصرف: (8) اليسرى: مؤنّث الأيسر بمعنى الأسهل، وهو اسم تفضيل من اليسر، وزن اليسرى فعلى بالضمّ. (10) الأشقى: اسم تفضيل من الشقاء، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الأشقي، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. (13) يحيا: الألف رسمت طويلة لأنها ليست علما وسبقت بياء، وقد رسمت في المصحف بياء غير منقوطة. [سورة الأعلى (87) : الآيات 14 الى 15] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) الإعراب: (قد) حرف تحقيق (من) موصول في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) . جملة: «أفلح من تزكّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «ذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذكر.

[سورة الأعلى (87) : الآيات 16 إلى 17]

[سورة الأعلى (87) : الآيات 16 الى 17] بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17) الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ عن مقدّر أي أنتم لا تفعلون ذلك بل تؤثرون.. (الواو) حاليّة.. جملة: «تؤثرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الآخرة خير ... » في محلّ نصب حال «1» . [سورة الأعلى (87) : الآيات 18 الى 19] إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (19) الإعراب: (اللام) المزحلقة للتوكيد (في الصحف) متعلّق بخبر إنّ (صحف) بدل من الصحف مجرور. جملة: «إنّ هذا لفي الصحف» لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد: - بعض ما في صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام: عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن للمسجد تحية، فقلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما، قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئا مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر، اقرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى.

_ (1) يجوز أن تكون استئنافية فلا محل لها.

إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها: (عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك! عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها في أهلها كيف يطمئن! عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب! عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل!) . أخرج هذا الحديث رزين في كتابه، وذكره ابن الأثير في كتابه جامع الأصول. وأورد النسفي قوله: وفي صحف إبراهيم: (ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه، عارفا بزمانه، مقبلا على شانه) . انتهت سورة «الأعلى» ويليها سورة «الغاشية»

سورة الغاشية

سورة الغاشية آياتها 26 آية [سورة الغاشية (88) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1) الإعراب: (هل) حرف استفهام للتشويق «1» ، والجملة لا محلّ لها ابتدائيّة. [سورة الغاشية (88) : الآيات 2 الى 7] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) الإعراب: (وجوه) مبتدأ مرفوع خبره جملة تصلى «2» ، (يومئذ) ظرف

_ (1) أو بمعنى قد للإخبار. (2) جاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت.

الصرف:

مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (خاشعة) ، (خاشعة، عاملة، ناصبة) نعوت لوجوه مرفوعة (من عين) متعلّق ب (تسقى) .. جملة: «وجوه ... تصلى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تصلى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) . وجملة: «تسقى ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (وجوه) . 6- 7 (لهم) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر «1» ، (من ضريع) متعلّق بنعت ل (طعام) ، (لا) نافية في الموضعين (جوع) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به بتضمين الفعل معنى يدفع. جملة: «ليس لهم طعام ... » في محلّ رفع خبر ثالث..، والضمير في (لهم) لأصحاب الوجوه. وجملة: «لا يسمن ... » في محلّ جرّ نعت لضريع. وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يسمن. الصرف: (3) ناصبة: جمع ناصب.. اسم فاعل من الثلاثيّ نصب بمعنى تعب، وزنه فاعل. (4) حامية: مؤنّث الحامي، اسم فاعل من الثلاثيّ حمي، وزنه فاعل. (6) ضريع: اسم لنوع من الشوك يقال هو الشبرق حال اخضراره فإذا يبس كان ضريعا لا تأكله دابّة.. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» . ففي الكلام مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه للإبل وغيرها من الحيوانات التي

_ (1) أو للاستثناء، و (من ضريع) نعت للمستثنى المقدّر أو للبدل المقدّر أي إلّا طعاما- أو طعام بالرفع- من ضريع.

[سورة الغاشية (88) : الآيات 8 إلى 16]

تلتذ رعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا. وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى «وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» . فن التتميم: في قوله تعالى «لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» . فقوله «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال «لا يُسْمِنُ» ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا طعام، الذي ليس من جنس طعام البشر، انتفت عنه صفة الاسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» تتميما للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته. [سورة الغاشية (88) : الآيات 8 الى 16] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) الإعراب: (وجوه يومئذ ناعمة) مثل وجوه يومئذ خاشعة «1» ، (لسعيها) متعلّق ب (راضية) خبر المبتدأ (وجوه) ، (في جنة) متعلّق بمحذوف خبر ثان لوجوه «2» ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (تسمع) «3» ، (فيها) الثاني متعلّق بخبر

_ (1) في الآية (2) من هذه السورة. (2) أو هو الخبر و (راضية) نعت ثان. [.....] (3) أو متعلّق بحال من لاغية أي جماعة لاغية فيها.

الصرف:

مقدّم للمبتدأ (عين) ، و (فيها) الثالث خبر للمبتدأ (سرر) عطف عليه (أكواب، نمارق، زرابيّ) مرفوعة مثله. جملة: «وجوه ... راضية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة. وجملة: «فيها عين جارية ... » في محلّ جرّ نعت ثالث لجنّة. وجملة: «فيها سرر ... » في محلّ جرّ نعت رابع. الصرف: (8) ناعمة: مؤنّث ناعم، اسم فاعل من الثلاثيّ نعم، وزنه فاعل. (11) لاغية: مؤنّث لاغ، اسم فاعل من (لغا يلغو) ، ولاغية فيه إعلال بالقلب أصله لاغوة، قلبت الواو ياء لتحرّكها بعد كسر، وزنه فاعلة، ووزن لاغ فاع.. وقيل إنّ (لاغية) مصدر مثل العافية. (14) موضوعة: مؤنّث موضوع، اسم مفعول من الثلاثيّ وضع، وزنه مفعول. (15) نمارق: جمع نمرقة، اسم بمعنى وسادة، وزنه فعللة بضمّ الفاء واللام الأولى، وقد يكسران لغة، ووزن نمارق فعالل بفتح الفاء وكسر اللام الأولى. (16) زرابيّ: جمع زربيّة، اسم جامد لنوع من البسط والطنافس، وقيل جمع زربيّ بضمّ الزاي وكسرها- كما في القاموس- وتشديد الياء، وقيل بتثليث الزاي فيهما.. وزنه فعليل أو فعليلة، وزن زرابيّ فعاليل بفتح الفاء. (مبثوثة) ، مؤنّث مبثوث، اسم مفعول من الثلاثيّ بثّ، وزنه مفعول.

[سورة الغاشية (88) : الآيات 17 إلى 20]

[سورة الغاشية (88) : الآيات 17 الى 20] أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إلى الإبل) متعلّق ب (ينظرون) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله الفعل الذي يتلوه (إلى السماء) متعلّق ب (ينظرون) ، وكذلك (إلى الجبال، إلى الأرض) ، (كيف) مثل الأول في الموضعين. جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أينكرون فلا ينظرون.. وجملة: «خلقت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الإبل أي ينظرون إلى خلق الإبل «1» أو إلى كيفية خلقها. وجملة: «رفعت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء. وجملة: «نصبت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الجبال. وجملة: «سطحت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال الأرض.

_ (1) وفي حاشية الجمل: «ينظرون تعدّى إلى الإبل ب (إلى) وتعدّى إلى (كيف خلقت..) على سبيل التعليق، وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم قبلها وإن لم يكن فيه استفهام.. وإذا علق العامل عمّا فيه استفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته ... » اه.

الفوائد:

الفوائد: - وقوع الجملة بدلا من مفرد: ورد في هذه الآية (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وقوع جملة (كَيْفَ خُلِقَتْ) بدلا من الإبل، وبناء على ذلك قرر النحاة قاعدة مفادها (الجملة تقع بدلا من المفرد) . وإليك ما أورده ابن هشام في المغني بهذا الصدد: قوله تعالى (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لا يصح أن تكون (كيف) بدلا من الإبل، لأن دخول الجار على كيف شاذ، على أنه لم يسمع في إلى، بل في على ولأن إلى متعلقة بما قبلها، فيلزم أن يعمل في الاستفهام فعل متقدم عليه ولأن الجملة التي بعدها تصير حينئذ غير مرتبطة، وإنما هي منصوبة بما بعدها على الحال، وفعل النظر معلق، وهي وما بعدها بدل من الإبل بدل اشتمال، والمعنى إلى الإبل كيفية خلقها ومثله قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) ومثلهما من إبدال جملة فيها كيف من اسم مفرد قول الفرزدق: إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان أي أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما. [سورة الغاشية (88) : الآيات 21 الى 26] فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليهم) متعلّق بمسيطر (مسيطر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (إلّا)

الصرف:

للاستثناء «1» ، (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء «2» ، (الفاء) عاطفة (العذاب) مفعول مطلق منصوب (إلينا) متعلّق بخبر إنّ وكذلك (علينا) خبر إنّ الثاني. جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يتّعظ الكفّار بدلائل قدرة الله فذكّرهم بها. وجملة: «إنّما أنت مذكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لست عليهم بمسيطر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى. وجملة: «يعذّبه الله» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يحبسه فيعذّبه. وجملة: «إنّ إلينا إيابهم ... » لا محلّ لها تعليل للمحاسبة. وجملة: «إنّ علينا حسابهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (21) مذكّر: اسم فاعل من الرباعيّ ذكّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. (25) إيابهم: مصدر سماعيّ للثلاثيّ آب يئوب باب نصر، وله مصدر آخر هو أوبة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن إياب فعال بكسر الفاء.. وفيه إبدال بالقلب أصله إواب، كسر ما قبل الواو قلبت ياء ...

_ (1) المنقطع من الضمير في (عليهم) ، أو المتّصل من مفعول ذكّر المقدّر أي ذكر عبادي. (2) أو بمعنى لكن، ف (من) مبتدأ خبره جملة يعذّبه على زيادة الفاء، والجملة مستأنفة أو في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع على رأي ابن خروف.

البلاغة

البلاغة السرّ في تقديم الظرف: في قوله تعالى «إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ» . معناه التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وأن حسابهم ليس بواجب إلا عليه، وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير. الفوائد الجملة المستثناة: يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها. أما المستثناة: كقوله تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) قال ابن خروف: من مبتدأ، و (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم (فشربوا منه إلا قليل منهم) إن (قليل) مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في (إلا امرأتك) بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا: (ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به. انتهت سورة «الغاشية» ويليها سورة «الفجر»

سورة الفجر

سورة الفجر آياتها 30 آية [سورة الفجر (89) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4) الإعراب: (والفجر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب، مجرّد من الشرط، متعلّق بفعل القسم المحذوف (يسر) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. جملة: « (أقسم) بالفجر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يسري ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب القسم محذوف تقديره لنجازينّ كلّ امرئ بما عمل «1» .

_ (1) جعل بعض المعربين جواب القسم قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ.

الصرف:

الصرف: (3) الشفع: اسم بمعنى الزوج، ويجوز أن يكون مستعارا بمعنى الخلق، وزنه فعل «1» بفتح فسكون. (الوتر) ، اسم بمعنى المفرد.. وزنه فعل بفتح فسكون. (4) يسر: حذفت الياء تخفيفا لتناسب الفاصلة في الآيات، ولتناسب القراءات المشهورة. [سورة الفجر (89) : آية 5] هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) الإعراب: (هل) حرف استفهام للتحقيق والتقرير (في ذلك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قسم) ، (لذي) متعلّق بنعت ل (قسم) وعلامة الجرّ الياء. جملة: «في ذلك قسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الفجر (89) : الآيات 6 الى 14] أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (6) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب

_ (1) وللشفع معان منها الصلوات، ودرجات الجنّة، والتضاد في أوصاف المخلوقين، ويوم النحر، وعشر ذي الحجّة.. وقيل آدم لأنه شفع بزوجته حواء.

حال عامله (فعل) «1» ، (بعاد) متعلّق ب (فعل) (إرم) عطف بيان على عاد- أو بدل منه- مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (ذات) نعت لإرم مجرور (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لإرم «2» ، (في البلاد) متعلّق ب (يخلق) .. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فعل ربّك ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي الرؤية القلبية وقد علّق الفعل بالاستفهام كيف. وجملة: «لم يخلق مثلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . (الواو) عاطفة (ثمود) معطوف على عاد مجرور، ومنع من الصرف للعلميّة والتأنيث (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لثمود- وقد جمع الموصول تبعا لمعنى ثمود- (بالواد) متعلّق ب (جابوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. وجملة: «جابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . 10- 14 (الواو) عاطفة (فرعون) مثل ثمود (ذي) نعت لفرعون مجرور (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لفرعون بحذف مضاف أي قوم فرعون «3» ، (طغوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (في البلاد) متعلّق ب (طغوا) ، (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (أكثروا) «4» ، (الفاء) عاطفة

_ (1) أو في محلّ نصب مفعول مطلق عامله فعل أي ألم تر أنّ ربّك فعل فعلا عظيما بعاد.. (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة استئناف بيانيّ.. ويجوز أن يكون مفعولا به بفعل محذوف للمدح. (3) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم مقطوع عن الوصف للذمّ.. ويجوز أن يكون نعتا لعاد وثمود وفرعون ... (4) أو متعلّق بحال من فاعل أكثروا.

الصرف:

(عليهم) متعلّق ب (صبّ) وجملة: «طغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أكثروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة طغوا. وجملة: «صبّ عليهم ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكثروا. وجملة: «إنّ ربّك لبالمرصاد» لا محلّ لها تعليل لما تقدّم. الصرف: (7) إرم: اسم قبيلة، وكان قبلا اسما لجدّ عاد فهو علم، وزنه فعل بكسر ففتح. (العماد) ، اسم جمع بمعنى الأبنية الرفيعة يذكّر ويؤنّث واحدته عمادة، وفلان طويل العماد إذا كان منزله معلوما لزائره كما جاء في الصحاح.. وفي المصباح: العماد ما يسند به- وهو مفرد- والجمع عمد بفتحتين، والعماد الأبنية الرفيعة الواحدة عمادة.. ووزن العماد فعال بكسر الفاء. (9) جابوا: فيه إعلال بالقلب أصله جوبوا نقلا عن جاب يجوب، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (11) طغوا: فيه إعلال بالحذف قياسه كفعل (تطغوا) - انظر الآية (113) من سورة هود-. (13) سوط: اسم جامد بمعنى سير الجلد المتّخذ للجلد، واستعمل في الآية على سبيل المجاز المرسل بقرينة الغائيّة أو السببيّة. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ» . حيث شبه العذاب، في سرعة نزوله، بالشيء المصبوب، واستعمل الصب وهو خاص بالماء. وتسمية ما أنزل سوطا، للإيذان بأنه، على عظمه، بالنسبة إلى ما أعد لهم من الآخرة، كالسوط بالنسبة إلى سائر ما يعذب به. الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» .

الفوائد

حيث شبه، كونه تعالى حافظا لأعمال العصاة، مترقبا لها، ومجازيا على نقيرها وقطميرها، بحيث لا ينجو منه سبحانه أحد- بحال من قعد على الطريق، مترصدا لمن يسلكها، ليأخذه فيوقع به ما يريد. الفوائد - (ثمود) الممنوع من الصرف، هو: الاسم الذي لا ينوّن، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة إلا إذا أضيف أو دخلته (أل) فإنه يجر بالكسرة. والأسماء التي تمنع من الصرف يمكن ترتيبها على النحو التالي: أولا: ما منع الصرف لعلة واحدة وهو نوعان: آ- ما ختم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة، مثل: (ليلى- سلمى- صحراء) . ب- ما جاء على صيغة منتهى الجموع أي ما جاء على وزن (مفاعل أو مفاعيل) وهي كل جمع ثالثة ألف زائدة بعدها حرفان أو ثلاثة وسطها ساكن، مثل: (مررت بمساجد دمشق) . ثانيا: ما منع الصرف لعلتين اثنتين وهو نوعان: علم وصفة: آ- أما العلم فيمنع من الصرف في المواضع الستة الآتية: 1- إذا كان علما مؤنثا. 2- إذا كان علما أعجميّا زائدا على ثلاث أحرف، مثل إدريس- إبراهيم- سقراط 3- أن يكون علما على وزن الفعل، مثل: (يثرب) 4- أن يكون مركبا تركيبا مزجيا غير مختوما ب (ويه) 5- أن يكون علما على وزن فعل، نحو: (عمر) 6- أن يكون علما مزيدا في آخره ألف ونون، مثل: (عثمان) ب- وأما الصفة فتمنع من الصرف في المواضع الثلاثة الآتية: 1- أن تأتي الصفة على وزن (أفعل) والمؤنث فعلاء، نحو (أفضل) . 2- أن تأتي الصفة على وزن (فعلان) والمؤنث (فعلى) ك (عطشان، عطشى)

[سورة الفجر (89) : الآيات 15 إلى 16]

3- أن تكون صفة من الألفاظ الآتية: مثل: لفظ (أخر) ك (فعدة من أيام أخر) ومثل لفظ (مثنى وثلاث) [سورة الفجر (89) : الآيات 15 الى 16] فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل لحالات الإنسان (الإنسان) مبتدأ مرفوع (ما) زائدة (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب أمّا، و (النون) في (أكرمن) للوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم التي حذفت لمناسبة الفاصلة. جملة: «أمّا الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط إذا وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة على نيّة التأخير. وجملة: «ابتلاه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب أمّا- وهو خبر المبتدأ-. وجملة: «أكرمه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلاه ربّه. وجملة: «نعّمه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلاه ربّه. وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الإنسان) «1» . وجملة: «ربّي أكرمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أكرمن ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّي) .

_ (1) وأصل التركيب: مهما يكن فالإنسان يقول ...

[سورة الفجر (89) : الآيات 17 إلى 20]

16- (الواو) عاطفة (أمّا إذا ... أهانن) تعرب كالأولى مفردات وجملا «2» ، (عليه) متعلّق ب (قدر) . [سورة الفجر (89) : الآيات 17 الى 20] كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (20) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر عن المفهوم السابق (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية في الموضعين، وحذفت إحدى التاءين من (تحاضّون) ، (على طعام) متعلّق ب (تحاضّون) ، (أكلا) مفعول مطلق منصوب، ومثله (حبّا) وهو نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر.. جملة: «لا تكرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحاضّون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تأكلون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (18) تحاضّون: فيه حذف إحدى التاءين، أصله تتحاضّون. (طعام) ، اسم مصدر بمعنى إطعام من الرباعيّ أطعم، وإذا كان بمعنى ما يؤكل فهو جامد بحذف مضاف أي بذل طعام المسكين. (19) التراث: اسم لما يتركه الميّت من الميراث.. وفيه إبدال الواو تاء، أصله الوراث تخفيفا للفظ مثل تجاه وتخمة.. وزنه فعال بضمّ الفاء.

_ (2) ويلاحظ أن جملة: يقول.. هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الإنسان ...

[سورة الفجر (89) : الآيات 21 إلى 24]

(أكلا) مصدر سماعيّ للثلاثيّ أكل، وزنه فعل بفتح فسكون. (لمّا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لمّ بمعنى جمع، استعمل في الآية استعمال الصفة مبالغة أي الجمع الكثير. (20) جمّا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جمّ الشيء- بالرفع- أي كثر باب ضرب، وهو أيضا مصدر سماعيّ للفعل وصف به مبالغة.. وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الفجر (89) : الآيات 21 الى 24] كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (23) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (24) الإعراب: (كلّا) لردع الكافرين عن جمع المال والبخل به (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب يتذكّر (دكّا) مفعول مطلق منصوب، والثاني توكيد للأول منصوب ومثله (صفّا) ، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- بدل من إذا (بجهنّم) نائب الفاعل لفعل (جيء) ، (يومئذ) توكيد للأول (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الذكرى) ، (له) متعلّق بالخبر المقدّم (يا) للتنبيه (لحياتي) متعلّق ب (قدّمت) .. جملة: «دكّت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جاء ربّك- أي أمره-» في محلّ جرّ معطوفة على جملة دكّت. وجملة: «جيء ... بجهنّم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة دكّت. وجملة: «يتذكّر الإنسان» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أنّى له الذكرى ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها-.

البلاغة

وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «ليتني قدّمت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قدّمت ... » في محلّ رفع خبر ليت. البلاغة فن الإفراط في الصفة: في قوله تعالى «وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» وهذا الفن هو أن يذكر المتكلم حالا، لو وقف عندها، لأجزأت فلا يقف عندها حتى يزيد في كلامه ما يكون أبلغ في معنى قصده. وفي الآية الكريمة، لو أنه قال: صفا ووقف لأجزأه ذلك، ولكن لم يقف عنده، بل تعداه ليكون الكلام أبلغ. الفوائد: - حذف الاسم المضاف: وورد ذلك في الآية التي نحن بصددها (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربك. وكذلك قوله تعالى (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) أي (أتى أمر الله) . ومن حذف المضاف ما نسب فيه حكم شرعي إلى ذات، لأن الطلب لا يتعلّق إلا بالأفعال، كقوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) أي استمتاعهن، (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) أي أكلها، (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ) أي تناولها. ومن ذلك ما علق فيه الطلب بما قد وقع، كقوله تعالى: (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) أي بمضمونها، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ) أي بمقتضاه، ومنه (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) أي أهل القرية وأهل العير، (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) أي أهل مدين، (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي أهل قرية ومن ذلك نيابة المصدر عن الزمان، كقولنا: جئتك طلوع الشمس، أي وقت طلوعها وقولك: أفطرت غروب الشمس، أي

_ (1) أو هي بدل اشتمال من جملة يتذكّر.

[سورة الفجر (89) : الآيات 25 إلى 26]

وقت غروبها، أما لو قلت (جئتك مقدم الحاج) فهنا لم ينب المصدر عن الزمان لأن (مقدم) اسم لزمن القدوم. [سورة الفجر (89) : الآيات 25 الى 26] فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (26) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (يومئذ) متعلّق ب (يعذّب) المنفيّ، (عذابه) مفعول مطلق نائب عن المصدر- هو اسم مصدر- والضمير يعود على الله المفهوم من سياق الآية (وثاقه) مثل عذابه» .. جملة: «لا يعذّب ... أحد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوثق ... أحد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (وثاقه) ، إمّا اسم مصدر من الرباعيّ أوثق بمعنى الإيثاق، أو هو اسم جامد بمعنى القيد أو الحبل، وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (4) من سورة القتال أي (محمّد) . [سورة الفجر (89) : الآيات 27 الى 30] يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الإعراب: (أيّتها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (ها) للتنبيه (النفس) بدل من أيّتها- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (ارجعي) ، (راضية) حال منصوبة من فاعل ارجعي،

_ (1) أو هو مفعول به إذا كان الوثاق بمعنى القيد أو الحبل ونحوه. [.....]

الصرف:

وكذلك (مرضيّة) ، (الفاء) عاطفة (في عبادي) متعلّق ب (ادخلي) بحذف مضاف أي في زمرة عبادي.. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «ارجعي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ادخلي (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «ادخلي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. الصرف: (28) مرضيّة: مؤنّث مرضيّ، اسم مفعول من الثلاثيّ رضي، وزنه مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله مرضوي- بياء في آخره- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة. انتهت سورة «الفجر» ويليها سورة «البلد»

_ (1) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله تبارك وتعالى للنفس المؤمنة: يأيّتها النفس ...

سورة البلد

سورة البلد آياتها 20 آية [سورة البلد (90) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4) الإعراب: (لا) زائدة «1» ، (بهذا) متعلّق ب (أقسم) (الواو) اعتراضيّة (بهذا) متعلّق ب (حلّ) ، (والد) معطوف على (هذا) الأول مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على (والد) ، (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في كبد) متعلّق بحال من المفعول.. جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنت حلّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ولد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) قيل هي نافية و (الواو) بعدها حاليّة، والجملة حال أي: لا أقسم بهذا البلد وأنت مقيم فيه لعظم قدرك- أو مستحلّ فيه..- بل أقسم بك.

الصرف:

وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم. الصرف: (4) كبد: اسم بمعنى المشقّة، أو مصدر الثلاثيّ كبد الرجل إذا وجعه كبده، باب فرح، ثم استعمل في كلّ تعب، وزنه فعل بفتحتين. [سورة البلد (90) : آية 5] أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التهديديّ (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف يعود على الإنسان أي أنه.. (عليه) متعلّق ب (يقدر) والمصدر المؤوّل (أن لن يقدر..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن يقدر عليه أحد ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. [سورة البلد (90) : آية 6] يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6) الإعراب: الضمير الفاعل في (يقول) يعود على شخص بعينه «1» . جملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكت ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (لبدا) ، جمع لبدة، اسم بمعنى الكثرة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح «2» .

_ (1) هو أبو الأشدّ بن كلدة- بضمّ الشين- أو أسيد بن كلدة. (2) وانظر الآية (19) من سورة الجنّ.

[سورة البلد (90) : آية 7]

[سورة البلد (90) : آية 7] أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) الإعراب: مرّ إعراب نظيرها «1» مفردات وجملا، والاستفهام فيها إنكاريّ. [سورة البلد (90) : الآيات 8 الى 17] أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «2» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة. جملة: «نجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هديناه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 10- 11 (الفاء) عاطفة (لا) نافية «3» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في

_ (1) في الآية (5) من هذه السورة. (2) أو متعلّق ب (نجعل) بتضمينه معنى نخلق. (3) جاءت الآيات غير مكرّر فيها (لا) لدلالة آخر الكلام على تكرارها أي: فلا اقتحم العقبة ولا آمن.. وهي عند أبي زيد بمعنى هلا للتحضيض.

الصرف:

محلّ رفع مبتدأ في الموضعين، خبر الأول جملة أدراك، وخبر الثاني (العقبة) بحذف مضاف أي: اقتحام العقبة.. وجملة: «لا اقتحم العقبة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هديناه. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما العقبة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (أدراك) . 11- 17 (فكّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (أو) حرف عطف في الموضعين (إطعام) معطوف على فكّ مرفوع «1» (في يوم) متعلّق بالمصدر إطعام (يتيما) مفعول به للمصدر إطعام (مسكينا) معطوف على (يتيما) منصوب (ثمّ) حرف عطف (من الذين) متعلّق بخبر كان (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الأول (بالرحمة) متعلّق ب (تواصوا) الثاني. وجملة: « (هي) فكّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان من الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا اقتحم «2» . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تواصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «تواصوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تواصوا (الأولى) . الصرف: (9) شفتين: مثنّى شفة، اسم ذات للعضو المعروف في الوجه، وفي (شفة) حذف اللام، والأصل شفهة بدليل تصغيرها على شفيهة، وجمعها على شفاه.. ولا تجمع جمعا سالما فوزن شفة فعة بفتحتين.

_ (1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف والجملة معطوفة على جملة (هي) فكّ بالعاطف أو. (2) داخلة تحت معنى النفي أو هي مثبتة إن لم يكن ثمّة نفي في الجملة الأولى.

البلاغة

(10) النجدين: مثنّى نجد، اسم بمعنى الطريق المرتفع وقصد به هنا طريق الخير والشرّ، وقيل هما الثديان.. ووزن نجد فعل بفتح فسكون. (11) العقبة: اسم للطريق الصعب في الجبل، وأستعير هنا لمجاهدة النفس في فعل الطاعات وترك المحرّمات، أو هو ترشيح لاستعارة النجدين للخير والشر، وزنه فعلة بثلاث فتحات. (13) فكّ: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فكّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (14) مسغبة: مصدر ميميّ من الثلاثيّ سغب باب فرح بزيادة التاء للمبالغة أو باب نصر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين. (15) مقربة: مثل مسغبة من باب كرم. (16) متربة: مثل مسغبة من باب فرح أي أصابه التراب بمعنى افتقر. (17) المرحمة: مثل مسغبة من باب فرح. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» . أي طريقي الخير والشر، حيث استعار النجدين للخير والشر، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وقد وصف سبيل الخير بالرفعة والنجدية، بخلاف سبيل الشر، فإن فيه هبوطا من ذروة الفطرة إلى حضيض الشقاوة، فهو على التغليب أو على توهم المتخيلة. 2- الاستعارة: في قوله تعالى «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» . العقبة الطريق الوهر في الجبل وفي البحر، هي ما صعب منه وكان صعودا. وهي هنا استعارة لما فسرت به من الأعمال الشاقة المرتفعة القدر عند الله تعالى، والقرينة ظاهرة، وإثبات الاقتحام المراد به الفعل، والكسب ترشيح.

الفوائد:

الفوائد: - عمل المصدر عمل فعله: في هاتين الآيتين عمل المصدر عمل فعله، في قوله تعالى (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) فالمصدر إطعام عمل عمل فعله فنصب مفعولا وهو (يتيما) . وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بعمل المصدر عمل فعله. يعمل المصدر الصريح عمل فعله في موضعين اثنين: 1- إذ صح أن يحل محله (أن والفعل) كما في الآية الكريمة، بتأويل (أو أن تطعم يتيما) أو (ما والفعل) كقوله تعالى (تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) والتقدير: (كما تخافون أنفسكم) . ويعمل المصدر بهذه الحال، سواء أكان مضافا كقوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) أم منونا، كما في الآية الكريمة أم محلّى ب (آل) وهذا قليل جدا في اللغة، وذلك كقول الشاعر: ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل الشاهد فيه المصدر (النكاية) نصب أعداءه على المفعولية. 2- إذا كان نائبا عن الفعل: مثل (أداء الواجب) (حفظا الحقّ) فهذان مصدران نابا عن فعلهما. والتقدير أدّ الواجب، احفظ الحق. والمصدر يعرب في هذه الحال مفعولا مطلقا لفعل محذوف. وهذا المصدر النائب عن الفعل يكون منصوبا دائما ويلزم حالة واحدة أينما وقع. [سورة البلد (90) : الآيات 18 الى 20] أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) الإعراب: (الواو) عاطفة (بآياتنا) متعلّق ب (كفروا) ، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أصحاب) ، (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم

الصرف:

للمبتدأ المؤخّر (نار) . جملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «عليهم نار ... » في محلّ رفع خبر ثان «1» . الصرف: (20) مؤصدة: اسم مفعول من الرباعيّ آصد بمعنى أطبق وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين. انتهت سورة «البلد» ويليها سورة «الشمس»

_ (1) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

سورة الشمس

سورة الشمس آياتها 15 آية [سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4) وَالسَّماءِ وَما بَناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8) الإعراب: (والشمس) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل أقسم المقدّر، وكذلك في الموضعين التاليين (ما) حرف مصدريّ «1» في المواضع الثلاثة (الفاء) عاطفة ...

_ (1) إذا جاز استعمال (ما) لمن يعقل أو لآحاد أولي العلم فهو اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السماء، وكذلك في الموضعين التاليين.

الصرف:

والمصدر المؤوّل (ما بناها..) في محلّ جرّ معطوف على السماء. والمصدر المؤوّل (ما طحاها..) في محلّ جرّ معطوف على الأرض. والمصدر المؤوّل (ما سوّاها) في محلّ جرّ معطوف على نفس. جملة: « (أقسم) بالشمس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تلاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جلّاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يغشاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول. وجملة: «طحاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثالث. وجملة: «ألهمها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاها.. وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ «1» . الصرف: (2) تلاها: فيه إعلال بالقلب أصله تلوها- مضارعه يتلو- بفتح الواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (3) جلّاها: فيه إعلال بالقلب، أصله جلّيها- بتحريك الياء بالفتح- قلبت الياء ألفا لأنها تحرّكت بعد فتح. (6) طحاها: أي بسطها.. فيه إعلال بالقلب قيل أصله طحوها وقيل طحيها.. جاء في القاموس طحا كسعى بمعنى بسط، وطحا يطحو بعد وهلك وألقى إنسانا على وجهه، والطحا المنبسط من الأرض. (8) فجور: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فجر، وزنه فعول بضمّ الفاء والعين.

_ (1) أو ليدمدمنّ الله على كفّار مكّة- كما جاء في الكشّاف- ويجوز أن يكون جواب القسم جملة قد أفلح ... - في الآية (9) من هذه السورة- بحذف اللام لطول الكلام.

[سورة الشمس (91) : الآيات 9 إلى 10]

[سورة الشمس (91) : الآيات 9 الى 10] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) الإعراب: (قد) حرف تحقيق في الموضعين (من) موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين.. جملة: «قد أفلح من ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» . وجملة: «زكّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «قد خاب من ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «دسّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانيّ. الصرف: (9) زكّاها: فيه إعلال بالقلب، عين الفعل في المجرد واو تحرّكت بعد فتح قلبت ألفا. (10) خاب: فيه إعلال بالقلب، أصله خيب- مضارعه يخيب- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (دسّاها) قيل الألف منقلبة عن سين والأصل دسّسها- بثلاث سينات- فلمّا توالت الأمثال قلبت السين ياء، ثمّ جرى فيه إعلال بالقلب.. قال أهل اللغة: والأصل دسّسها من التدسيس وهو إخفاء الشيء في الشيء فأبدلت سينه ياء. [سورة الشمس (91) : الآيات 11 الى 14] كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14)

_ (1) أو هي جواب القسم، واللام فيها محذوفة لطول الكلام.

الإعراب:

الإعراب: (بطغواها) متعلّق ب (كذّبت) ، و (الباء) للسببيّة، أو للاستعانة المجازيّة (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (كذّبت) ، (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قال) ، (ناقة) مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: ذروا ناقة الله، أي: احذروا عقرها (سقياها) معطوف على ناقة منصوب.. جملة: «كذّبت ثمود» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انبعث أشقاها» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال لهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: « (ذروا) ناقة الله ... » في محلّ نصب مقول القول. 14- (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (عليهم) متعلّق ب (دمدم) بمعنى أطبق (بذنبهم) متعلّق ب (دمدم) و (الباء) للسببيّة. وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم. وجملة: «عقروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه. وجملة: «دمدم عليهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها. وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمدم. الصرف: (11) طغواها: مصدر سماعيّ للثلاثيّ طغا يطغو باب نصر، وطغى يطغى باب فتح، وزنه فعلى. (13) سقياها: الاسم من السقي أو ما يسقى به، وزنه فعلى بضمّ فسكون، والألف في (السقيا) ترسم طويلة لمجيء الياء قبلها.. الفوائد: - الإغراء والتحذير: 1- التحذير أسلوب في الكلام يراد منه تنبيه المخاطب إلى أمر مكروه ليجتنبه.

[سورة الشمس (91) : آية 15]

2- الإغراء: أسلوب في الكلام يراد منه ترغيب المخاطب بأمر محمود ليقوم به. 3- يشترك أسلوبا التحذير والإغراء بالصور الآتية: أ- أن يذكر المحذر منه والمغرى به مفردا منصوبا بفعل محذوف جوازا، مثل: (الكذب فإنه طريق الشر) أي احذر الكذب، (الصدق فإنه طريق البرّ) أي الزم الصدق. وهنا حذف الفعل جائز، أي أن ذكره غير خطأ. ب- أن يرد كل منهما مكررا، مثل (الكذب الكذب فإنه طريق الفجور) ، (الصدق الصدق فإنه طريق البر) . ج- أن يرد كل منهما معطوفا عليه، مثل (الأمانة والإحسان فإنهما من خلق المؤمن) (الكذب والغشّ فإنهما طريق الهلاك) وفي الحالتين الأخيرتين: (ب، ج) يجب حذف الفعل. ونعرب الاسم: منصوبا على الإغراء والتحذير، فإن تكرر نعرب المكرر توكيدا لفظيا لا محلّ له من الإعراب، أما المعطوف فهو اسم معطوف على المغرى به أو المحذر منه. وينفرد التحذير بصورة، وهي تصديره بضمير النصب (إيّاك) وفروعه: إياكما- إياكم- إياكن- ... إلخ) ويأتي بعده المحذر منه معطوفا عليه، أو مجرورا بمن، مثل: (إياك والكذب) أو (إياك من الكذب) . ونعرب إياك: في محلّ نصب على التحذير، والكذب: الواو حرف عطف. الكذب مفعول به لفعل محذوف تقديره اجتنب أي (احذر إياك واجتنب الكذب) . [سورة الشمس (91) : آية 15] وَلا يَخافُ عُقْباها (15) الإعراب: (الواو) حالية- أو استئنافيّة- (لا) نافية، وفاعل (يخاف) ضمير يعود على فاعل سوّاها أي الله «1» .

_ (1) يجوز أن يكون عائدا على الرسول المنذر.. أو يعود على عاقر الناقة. [.....]

الصرف:

جملة: «لا يخاف ... » في محلّ نصب حال من فاعل سوّاها «1» . الصرف: (يخاف) ، فيه إعلال بالقلب أصله يخوف- بفتح الواو- مصدره الخوف، نقلت حركة الواو إلى الخاء ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها.. (عقباها) ، اسم بمعنى جزاء الأمر أو عاقبته، وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَلا يَخافُ عُقْباها» . أي عاقبتها وتبعتها كما يخاف المعاقبون من الملوك عاقبة ما يفعلونه وتبعته، فهو استعارة تمثيلية، لإهانتهم وأنهم أذلاء عند الله جل جلاله. انتهت سورة «الشمس» ويليها سورة «الليل»

_ (1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

سورة الليل

سورة الليل آياتها 21 آية [سورة الليل (92) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (1) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (2) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) الإعراب: (والليل) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أقسم) في الموضعين (ما) حرف مصدريّ «1» ، وفاعل (خلق) ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة.

_ (1) أو هو موصول استعمل للعاقل بمعنى من أي الله في محلّ جرّ معطوف على الليل.

الفوائد

جملة: « (أقسم) بالليل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يغشى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تجلّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما خلق ... ) في محلّ جرّ معطوف على المقسم به الليل. وجملة: «إنّ سعيكم لشتّى» لا محلّ لها جواب القسم. الفوائد تناسق وانسجام: من بديع ما في كتاب الله عز وجل تناسقه وانسجامه بصورة رائعة متناهية في الروعة والجمال، ومن أمثلة ذلك ما ورد في هذه السورة الكريمة، حيث تناسق إطار السورة مع مضمونها، فجاء الإطار متناسقا متوافقا مع معاني السورة وأفكارها، فالسورة تفتتح بقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) فهما صورتان متعاكستان: صورة الليل عند ما يستر بظلامه، وصورة النهار عند ما يتجلى وينكشف لذي عينين لذا فقد جاء موضوع السورة متناسقا منسجما مع هذا المطلع الرائع، فقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) فإنها توافق صورة النهار بضيائه وإشراقه وجماله، وأما قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) فتوافق صورة الليل بظلامه وسواده، ومن هنا نلاحظ أسرار كتاب الله عز وجل التي لا تنفد أبدا، كما نلاحظ الروابط التي تمسك بآياته بحالة من التآلف البديع والانسجام الرائع.

[سورة الليل (92) : الآيات 5 إلى 11]

[سورة الليل (92) : الآيات 5 الى 11] فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الواو) عاطفة في الموضعين (بالحسنى) متعلّق ب (صدّق) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (السين) للاستقبال (لليسرى) متعلّق ب (نيسّر) . جملة: «من أعطى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعطى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اتّقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «صدّق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سنيسّره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» . 8- 11 (الواو) عاطفة (أمّا من بخل ... للعسرى) مثل السابقة (ما) نافية «2» ، (عنه) متعلّق ب (يغني) ، (إذا) ظرف في محلّ نصب متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر.. وجملة: «يغني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنيسّره للعسرى. وجملة: «تردّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره ما يغني عنه ماله.

_ (1) أصل التركيب: مهما يكن الأمر فمن أعطى.. فسنيسّره، وحذفت الفاء الثانية تخفيفا. (2) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة يغني.

الصرف:

الصرف: (10) العسرى: اسم بمعنى الضيق والشدّة، أو اسم تفضيل مؤنّث الأعسر ضد اليسرى وزنه فعلى بضمّ فسكون. (11) تردّى: فيه إعلال بالقلب، أصله تردّى- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة الليل (92) : الآيات 12 الى 18] إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (18) الإعراب: (علينا) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (الهدى) اسم إنّ منصوب (إنّ لنا للآخرة) مثل إنّ علينا للهدى (الفاء) عاطفة (نارا) مفعول به ثان منصوب (تلظّى) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (لا) نافية (إلّا) للحصر. جملة: «إنّ علينا للهدى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ لنا للآخرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أنذرتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تلظّى ... » في محلّ نصب نعت ل (نارا) . وجملة: «لا يصلاها إلّا الأشقى» في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا) «1» . 16- 18 (الذي) في محلّ رفع نعت للأشقى «2» ، والثاني نعت للأتقى «3» ، (ماله) مفعول أول أو ثان منصوب والآخر مقدّر.

_ (1) أو في محلّ نصب حال من (نارا) لتخصّصه بالوصف. (2، 3) أو خبر لمبتدأ محذوف.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني.

الصرف:

وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول. وجملة: «تولّى» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سيجنّبها الأتقى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصلاها ... وجملة: «يؤتي ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «يتزكّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يؤتي «1» . الصرف: (14) تلظّى، فيه حذف إحدى التاءين أصله تتلظّى.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الياء- لام الكلمة- ألفا لأنها متحرّكة بعد فتح. (17) الأتقى: فيه إعلال بالقلب قياسه كفعل تلظّى. [سورة الليل (92) : الآيات 19 الى 21] وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (19) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضى (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (ما) نافية (لأحد) متعلّق بخبر مقدّم (عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من نعمة «2» ، (نعمة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إلّا) للاستثناء «3» ، (ابتغاء) منصوب على الاستثناء المنقطع «4» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (سوف) للاستقبال، وفاعل (يرضى) ضمير يعود على الأتقى «5» ..

_ (1) أو هي بدل من جملة يؤتي لا محلّ لها. (2) أو متعلّق ب (تجزى) . (3) أو بمعنى لكن.. (4) أو مفعول لأجله، والعامل مقدّر وإلّا بمعنى لكن، أي: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه ... (5) وكذلك الضمائر في (ماله، عنده، ربّه) ، وقيل نزلت هذه الآيات في حقّ أبي بكر رضي الله عنه لمّا أعتق بلالا.

جملة: «ما لأحد ... من نعمة» لا محلّ لها استئنافيّة «1» . وجملة: «تجزى ... » في محلّ رفع نعت لنعمة. وجملة: «سوف يرضى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. انتهت سورة «الليل» ويليها سورة «الضحى»

_ (1) أو في محلّ نصب حال.

سورة الضحى

سورة الضحى آياتها 11 آية [سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3) الإعراب: (والضحى) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بفعل أقسم (ما) نافية في الموضعين.. جملة: « (أقسم) بالضحى ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «سجي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما ودّعك ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «ما قلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (2) سجي: فيه إعلال بالقلب، أصله سجو- مضارعه

البلاغة

يسجو- بمعنى سكن باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة (سجا) ولكنّ رسم المصحف جاء بالياء غير المنقوطة (سجي) ليناسب قراءة الإمالة.. (3) قلى: فيه إعلال بالقلب، أصله قلو- مضارعه يقلو- باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وعلّة رسمه بالألف القصيرة كعلّة سجي.. وجاء في المصباح: قليت الرجل أقليه باب ضرب إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، فالألف واويّة وائيّة بآن معا. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» . أي سكن أهله، على أنه من السجو وهو السكون مطلقا، والاسناد مجازي حيث أسند السكون إلى الليل وهو لأهله. الفوائد: - سبب نزول السورة: اختلف العلماء في سبب نزول هذه السورة على ثلاثة أقوال: 1- عن جندب بن سفيان البجلي قال: اشتكى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجي) . وأخرجه الترمذي عن جندب قال كنت مع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في غار، فدميت أصبعه، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت قال: فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد ودّع محمد، فأنزل الله عز وجل (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) . وقيل: إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه، هي أم جميل، امرأة أبي لهب. 2- قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن الروح، وعن ذي القرنين وأصحاب الكهف، فقال: سأخبركم غدا، ولم يقل: إن شاء الله، فاحتبس الوحي عليه ثم نزل.

[سورة الضحى (93) : الآيات 4 إلى 5]

3- قال زيد بن أسلم: كان سبب احتباس الوحي، أن جروا كان في بيته، فلما نزل عليه عاتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على إبطائه، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة. واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقيل: اثنا عشر يوما. وواضح أن الرواية الأولى أقوى في سبب النزول، وتتفق مع الواقع أكثر. [سورة الضحى (93) : الآيات 4 الى 5] وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم في الموضعين (لك) متعلّق ب (خير) ، (من الأولى) متعلّق ب (خير) .. جملة: «للآخرة خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم «1» . وجملة: «سوف يعطيك ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعطيك. [سورة الضحى (93) : الآيات 6 الى 8] أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (يتيما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة، ومفعول (آوى) مقدّر، وكذلك مفعولا (هدى، أغنى) ...

_ (1) في الآية (3) من السورة وأتي باللام لأنّ الكلام مثبت بعد منفيّ.

الصرف:

جملة: «لم يجدك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «وجدك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك. وجملة: «وجدك (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أغنى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك (الثانية) . الصرف: (8) عائلا: اسم فاعل من عال يعيل باب ضرب وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل، أصله عايل أي فقير.. البلاغة: الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى» . حيث شبه الشريعة بالهدي، وعدم وجودها بالضلال، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وهو الضلال. [سورة الضحى (93) : الآيات 9 الى 11] فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أمّا) حرف شرط وتفصيل (اليتيم) مفعول به مقدّم عامله (تقهر) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا السائل فلا تنهر) مثل أمّا اليتيم فلا تقهر، (بنعمة) متعلّق ب (حدّث) ولا تمنع الفاء ذلك «1» .. جملة: «جملة الشرط أمّا وجوابه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا

_ (1) لأن الفاء في حكم الزائدة، أو لأنها متأخرة من تقدّم. [.....]

الفوائد:

كان حالك كذلك يتما وضلالا وفقرا فمهما يكن الأمر فلا تقهر اليتيم ... وجملتا الشرط وجواباهما التاليتان معطوفتان على الجملة الأولى. وجملة: «تقهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تنهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «حدّث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الفوائد: الإحسان إلى اليتيم والسائل: في هاتين الآيتين توجيه رفيع، وخلق كريم، فهما تحضان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى ملاطفة اليتيم، وعدم زجر السائل. وهذا الخطاب ليس لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فحسب، وإنما هو لكل مؤمن. روى البغوي بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، ويشير بأصبعيه. وعن سهل ابن سعد قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة الوسطى وفرج بينهما. وأما عدم زجر السائل، فتتحقق فيه أعلى معاني الإنسانية، قال إبراهيم النخعي: السائل يريدنا إلى الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول: هو توجهون إلى أهليكم بشيء؟ وقيل: السائل هو طالب العلم، فيجب إكرامه وإسعافه بمطلوبه، ولا يعبس في وجهه، ولا ينهر ولا يلقى بمكروه وعلى كل حال، فالسائل مهما كان نوع سؤاله، سواء سأل المال أم أي حاجة، أو سأل أن تدله على مكان، فإما أن تحقق له سؤاله إن أمكن، وإلا فقول معروف واعتذار. انتهت سورة «الضحى» ويليها سورة «الإنشراح»

سورة الانشراح

سورة الانشراح آياتها 8 آيات [سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لك) متعلّق ب (نشرح) ، (عنك) متعلّق ب (وضعنا) ، (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوزرك (لك) متعلّق ب (رفعنا) . جملة: «ألم نشرح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «وضعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «أنقض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «رفعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.

البلاغة:

البلاغة: الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» . حيث شبه حاله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو ينوء تحت ما يتخيله وزرا- وليس بوزر- بحال من أتعبه الحمل الثقيل، وبرح به الجهد والحر اللافح، فهو يمشي مجهودا مكدورا، يكاد يسقط من ثقل ما ينوء بحمله. ووضع الوزر كناية عن عصمته (صلّى الله عليه وسلّم) عن الذنوب وتطهيره من الأدناس. عبّر عن ذلك بالوضع على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك، كما يقول القائل: رفعت عنك مشقة الزيارة، لمن لم يصدر منه زيارة، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه. [سورة الشرح (94) : الآيات 5 الى 6] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ في الموضعين.. جملة: «إنّ مع العسر يسرا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ مع العسر يسرا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة «1» . الفوائد: - لن يغلب عسر يسرين: تكرر اليسر لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء، قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أبشروا فقد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين وقال ابن

_ (1) إنّ خلوّ (يسرا) الثاني من الضمير أو (ال) يجعله مغايرا ل (يسرا) الأول، ومن هنا جاء مفهوم الاستئناف.

[سورة الشرح (94) : الآيات 7 إلى 8]

مسعود: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه ويخرجه. إنه لن يغلب عسر يسرين. قال المفسرون، في معنى قوله: لن يغلب عسر يسرين: إن الله تعالى كرر لفظ العسر، وذكره بلفظ المعرفة، وكرر اليسر بلفظ النكرة. ومن عادة العرب، إذا ذكرت اسما معرفا، ثم أعادته، كان الثاني هو الأول وإذا ذكرت اسما نكرة، ثم أعادته، كان الثاني غير الأول. وقال بعضهم، إن مع العسر الذي في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة. وربما اجتمع اليسران: يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى، ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية. فقوله: لن يغلب عسر يسرين، أي إن عسر الدنيا لن يغلب اليسر الذي وعده الله المؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة، وإنما يغلب أحدهما، وهو يسر الدنيا. فأما يسر الآخرة، فدائم أبدا غير زائل. قال القشيري كنت يوما في البادية، بحالة من الغم، فألقي في روعي بيت شعر فقلت: أرى الموت لمن أصب---- ... ح مغموما له أروح فلما جنّ الليل سمعت هاتفا يهتف في الهواء: ألا يا أيها المرء ... الذي الهمّ به برّح وقد أنشد بيتا لم يزل في فكره يسنح إذا اشتد بك العسر ... ففكر في ألم نشرح فعسر بين يسرين إذا أبصرته فافرح قال: فحفظت الأبيات ففرج الله عني. [سورة الشرح (94) : الآيات 7 الى 8] فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) الإعراب: (الفاء) عاطفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ارغب) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.

جملة: «فرغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انصب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ارغب ... » جواب شرط مقدّر أي: إن دعتك الحاجة إلى مسألة فارغب إلى ربّك فيها. انتهت سورة «الضحى» ويليها سورة «التين»

سورة التين

سورة التّين آياتها 8 آيات [سورة التين (95) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5) الإعراب: (والتين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (هذا) اسم إشارة في محلّ جرّ معطوف على التين، (البلد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مجرور (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في أحسن) متعلّق بحال من الإنسان (ثم) للعطف (أسفل) حال منصوبة من ضمير الغائب (في رددناه) «1» ..

_ (1) أو هو ظرف منصوب متعلّق ب (رددناه) بحذف موصوف أي مكانا أسفل.

الصرف:

جملة: « (أقسم) بالتين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «رددناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (1) التين: اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعل بكسر فسكون. (الزيتون) ، اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعلون بفتح فسكون. (2) سينين: اسم علم لجبل بعينه في مصر، قيل معناه المبارك، وزنه فعليل بكسر الفاء وسكون العين. (4) تقويم: مصدر قياسيّ للرباعيّ قوّم، وزنه تفعيل، معناه التعديل والاستقامة. [سورة التين (95) : آية 6] إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) الإعراب: (إلّا) للاستثناء «1» ، (الذين) موصول في محلّ نصب مستثنى» ، (الفاء) زائدة (لهم) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع. جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

_ (1) أو بمعنى لكن. (2) والنصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب الآراء المختلفة في تفسير الآية الكريمة.. وهو مبتدأ إن كان (إلّا) بمعنى لكن خبره جملة لهم أجر بزيادة الفاء.

[سورة التين (95) : آية 7]

[سورة التين (95) : آية 7] فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للإنكار في محلّ رفع مبتدأ (بعد) ظرف مبني على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكذّبك) «1» ، (بالدين) متعلّق ب (يكذّبك) . جملة: «ما يكذّبك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ» . خطاب للإنسان على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، لتشديد التوبيخ والتبكيت، أي فما يجعلك كاذبا بسبب الجزاء وإنكاره بعد هذا الدليل. [سورة التين (95) : آية 8] أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أحكم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس. جملة: «أليس الله بأحكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أحكم) ، اسم التفضيل من الثلاثيّ حكم بمعنى قضى، وزنه أفعل.

_ (1) انقطع الظرف عن الإضافة لفظا لا معنى فبني على الضمّ، وأصل الكلام: ما يكذّبك بعد ذكر خلق الإنسان وردّه ...

الفوائد:

الفوائد: - ذكر ما لا يتعلق من حروف الجر: يستثني من قولنا: «لا بد لحرف الجر من متعلق» الحرف الزائد كالباء ومن في قوله تعالى (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ، وذلك لأن معنى التعلق الارتباط المعنوي، والأصل أن أفعالا قصرت عن الوصول إلى الأسماء فأعينت على ذلك بحروف الجر. والزائد إنما دخل في الكلام تقوية له وتوكيدا، ولم يدخل للربط. وقول الحوفي إن الباء في قوله تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) متعلقة وهم، نعم يصح في اللام المقوية أن يقال إنها متعلقة بالعامل المقوّي، كقوله تعالى (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) و (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) و (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) لأن التحقيق أنها ليست زائدة محضة، لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة القاصر، ولا معدية محضة لاطراد صحة إسقاطها، فلها منزلة بين المنزلتين. انتهت سورة «التين» ويليها سورة «العلق»

سورة العلق

سورة العلق «1» آياتها 19 آية [سورة العلق (96) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) الإعراب: (باسم) متعلّق بحال من فاعل اقرأ أي متلبسا باسم، أو مبتدئا باسم.. (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لربّك (من علق) متعلّق ب (خلق) الثاني. جملة: «اقرأ ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «خلق (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .

_ (1) أو سورة القلم، أو سورة اقرأ. (2) أو بدل من جملة الصلة إذا قدّر مفعول الخلق ب (كلّ شيء) ثمّ خصّص بخلق الإنسان.

الفوائد:

الفوائد: - بداية الوحي: قال أكثر المفسرين: هذه السورة أول سورة نزلت من القرآن الكريم، وأول ما نزل خمس آيات من أولها، إلى قوله (ما لَمْ يَعْلَمْ) . عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) من الوحي الرؤيا الصالحة: (وفي مسلم) الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الوحي. وفي رواية: فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) . فرجع بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: أي خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر، قال: خشيت على نفسي. قالت له خديجة: كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خبره، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا إذ

[سورة العلق (96) : الآيات 3 إلى 5]

يخرجك قومك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي. زاد البخاري، قال: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) - فيما بلغنا- حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق، فكلما أوفى بذروة جبل تبدي له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول الله، فيسكن لذلك جأشه، وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فقال له جبريل مثل ذلك. [سورة العلق (96) : الآيات 3 الى 5] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5) الإعراب: (الواو) حاليّة (الذي) في محلّ رفع نعت للأكرم «1» ، (بالقلم) متعلّق ب (علّم) و (الباء) للاستعانة «2» . جملة: «اقرأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد. وجملة: «ربّك الأكرم» في محلّ نصب حال من فاعل اقرأ. وجملة: «علّم بالقلم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «علّم الإنسان» لا محلّ لها بدل من (علّم بالقلم) . وجملة: «لم يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» .

_ (1) يجوز أن يكون خبرا ثانيا للمبتدأ ربّك.. أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئناف بيانيّ. (2) يجوز تعليق الجارّ بالمفعول الثاني المقدّر أي علّم الإنسان الكتابة بالقلم. (3) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.

الصرف:

الصرف: (3) الأكرم: هو بصيغة اسم التفضيل وزنه أفعل ولكنّه في المعنى مبالغة الكرم أي كرمه يزيد على كل كرم. [سورة العلق (96) : الآيات 6 الى 7] كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر «1» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد، (أن) حرف مصدريّ، والضمير في (رآه) يعود على الإنسان أي رأى نفسه. والمصدر المؤوّل (أن رآه..) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (يطغى) أي لرؤية نفسه مستغنيا. جملة: «إنّ الإنسان ليطغى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يطغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «رآه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «استغنى» في محلّ نصب مفعول به ثان للرؤية القلبيّة. الصرف: (7) رآه: المدّة فيه من همزة وألف ساكنة وهما عين الكلمة ولأمها، ولمّا جاء ضمير الغائب أدغمت الألفان ووضعت المدّة فوقها لتوسّطها العارض، والأصل رأى. [سورة العلق (96) : آية 8] إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (8) الإعراب: (إلى ربّك) متعلّق بخبر إنّ (الرجعى) اسم إنّ منصوب،

_ (1) وهي للتنبيه عند بعضهم، وبمعنى حقا عند بعضهم الآخر.

الصرف:

وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. جملة: «إنّ إلى ربّك الرجعى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الرجعى) مصدر سماعيّ للثلاثي رجع، وزنه فعلى بضم فسكون.. وهناك الرجوع والمرجع بكسر الجيم. [سورة العلق (96) : الآيات 9 الى 10] أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى (10) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ «1» ، (عبدا) مفعول به منصوب عامله ينهى (إذا) ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (ينهى) .. جملة: «أرأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينهى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «صلّى» في محلّ جرّ مضاف إليه. [سورة العلق (96) : الآيات 11 الى 12] أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (12) الإعراب: (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (على الهدى) متعلّق بخبر كان (أو) للعطف (بالتقوى) متعلّق ب (أمر) جملة: «أرأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كان على الهدى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أمر» لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.. وجواب الشرط

_ (1) وذلك في المواضع الثلاثة الآتية، و (أرأيت) بمعنى أخبرني، والمفعول الثاني محذوف دلّ عليه جملة: ألم يعلم.. الآتية، وقد تكون الرؤية بصريّة فلا تأويل.

[سورة العلق (96) : الآيات 13 إلى 14]

محذوف دلّ عليه معنى التعجّب المتقدّم، أو معنى الاستفهام في قوله: ألم يعلم بأنّ الله يرى ... [سورة العلق (96) : الآيات 13 الى 14] أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14) الإعراب: مفعول (رأيت) محذوف دلّ عليه (الذي ينهى..) «1» ، (كذّب) في محلّ جزم فعل الشرط ومثله (تولّى) ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ.. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يرى) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلم) . جملة: «أرأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» . وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب. وجملة: «ألم يعلم ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية. وجملة: «يرى ... » في محلّ رفع خبر أنّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه المفعول الثاني، أي: إن كذّب وتولّى فهل يعلم هذا الناهي أنّ الله يراه.

_ (1) في الآية (9) من السورة. (2) وقد أعرب الزمخشريّ الآيات الآنفة إعرابا آخر نلخّصه في ما يلي نقلا عن الجمل: «أرأيت الأول مفعوله الأول الموصول، و (رأيت) الثاني زائد للتوكيد، وجملة الشرط وجوابه في حيّز الثاني هي المفعول الثاني ل (رأيت) الأول، والمفعول الأول ل (رأيت) الثالث محذوف تقديره أرأيته، وجملة الشرط الثاني وجوابه- وهو جملة الاستفهام ألم يعلم..- هي المفعول الثاني ل (رأيت) الثالث.. وصحّ ذلك كما صحّ في قولك: إن أكرمتك أتكرمني؟» اه. [.....]

[سورة العلق (96) : الآيات 15 إلى 18]

[سورة العلق (96) : الآيات 15 الى 18] كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر (اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اللام) لام القسم (نسفعن) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد الخفيفة (بالناصية) متعلّق ب (نسفعن) ، و (الباء) للاستعانة (ناصية) بدل من الناصية المعرفة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (السين) للاستقبال (ندع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة رسما لمناسبة قراءة الوصل، والفاعل نحن للتعظيم. جملة: «إن لم ينته ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نسفعن ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «ليدع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان قادرا على دفع العذاب فليدع ناديه. وجملة: «سندع الزبانية ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (15) ينته: إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله ينتهي، وزنه يفتع. (17) ناديه: اسم للمجلس الذي يجتمع فيه القوم، وزنه فاعل. (18) سندع: حذف منه حرف العلّة- لام الفعل- من رسم المصحف بسبب قراءة الوصل.

البلاغة

(الزبانية) ، جمع زبنية، بكسر أوّله وسكون ثانيه وكسر ثالثة وتخفيف الياء، وهو من الزبن أي الدفع أو هو جمع زبنيّ على النسب وأصله زبانيّ بتشديد الياء ثمّ جاءت التاء عوضا من الياء.. وجاء في القاموس: الزبنية كهبرية، متمرّد الجنّ والإنس والشديد والشرطيّ، جمعه زبانية أو واحدها زبنيّ. البلاغة الإسناد المجازي: في قوله تعالى «ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ» . حيث وصف الناصية بما ذكر، مع أنه صفة صاحبها للمبالغة، حيث يدل على وصفه بالكذب والخطأ بطريق الأولى، ويفيد أنه لشدة كذبه وخطئه، كأن كل جزء من أجزائه يكذب ويخطئ، وهو كقوله تعالى: «تَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ» وقولهم: وجهها يصف الجمال. فالإسناد مجازي، من إسناد ما للكل إلى الجزء. المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ» . أي فليدع أهل النادي، فالنادي لا يدعى، وإنما يدعى أهله، فأطلق المحل وأريد الحال، فالمجاز مرسل علاقته المحلية، والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم، أي يجتمعون للحديث. [سورة العلق (96) : آية 19] كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة في الموضعين.. جملة: «لا تطعه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اسجد ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اقترب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

الصرف:

الصرف: (تطعه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله تطيعه مرفوعا، فلمّا جزم سكّنت العين فالتقى ساكنان، التقى ساكنان الياء والعين، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه تفله. انتهت سورة «العلق» ويليها سورة «القدر»

سورة القدر

سورة القدر آياتها 5 آيات [سورة القدر (97) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) الإعراب: (الضمير) في (أنزلناه) يعود على القرآن الكريم وإن لم يتقدّم له ذكر أخذا من إسناد إنزاله إليه تعالى (في ليلة) متعلّق ب (أنزلناه) .. جملة: «إنّا أنزلناه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

الصرف:

2- 5 (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين.. خبر الأول جملة أدراك، وخبر الثاني (ليلة) «1» ، (ليلة) الثاني مبتدأ مرفوع خبره (خير) (من ألف) متعلّق ب (خير) ، (تنزّل) مضارع مرفوع حذفت منه إحدى التاءين (فيها) متعلّق ب (تنزّل) ، (بإذن) متعلّق ب (تنزّل) «2» ، (من كلّ) متعلّق ب (تنزّل) «3» و (من) للسببيّة (سلام) خبر مقدم مرفوع للمبتدأ المؤخّر (هي) «4» ، (حتّى مطلع) جارّ ومجرور متعلّق ب (سلام) «5» . وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما ليلة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: «ليلة القدر خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تنزّل الملائكة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «سلام هي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (1) القدر: اسم علم لليلة بعينها من العشر الأواخر من رمضان، والأصل هو مصدر بمعنى التقدير أو بمعنى الشرف أو بمعنى الحكم، وزنه فعل بفتح فسكون.. وانظر الآية (91) من سورة الأنعام. (5) مطلع: مصدر ميميّ من الثلاثيّ طلع، وزنه مفعل بفتح الميم والعين.

_ (1) يجوز أن يكون (ما) الثاني خبرا مقدّما و (ليلة) مبتدأ مؤخّر. (2) أو متعلّق بحال من فاعل تنزّل أي متلبّسين. (3) أي لأجل كلّ أمر.. أو متعلّق بحال من فاعل تنزّل أي مهيّئين من أجل كلّ أمر. (4) قد يكون ضمير الليلة، وقد يكون ضمير الملائكة، وتفسّر الآية بحسب كلّ من (5) أو متعلّق ب (تنزّل) .

الفوائد:

الفوائد: - فضل ليلة القدر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه) . وهي في كل رمضان إلى يوم القيامة، كما أجمع العلماء. وقيل: إنها في العشر الأواخر، ولا سيما الوتر منها. وبعض العلماء قال بأنها تقع في ليلة ثابتة لا تتعداها وقال آخرون: هي متنقلة، فتقع في كل سنة موقعا يختلف عن السنة السابقة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو فاعف عني أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وأمارتها أن تطلع الشمس، من صبيحة يومها، بيضاء لا شعاع لها، لأن الملائكة تسد الفضاء بأجنحتها في تلك الليلة، فلا تسمح لنور الشمس أن يسطع كعادته. وهي ليلة، العبادة فيها ترجح عبادة ألف شهر. قال ابن عباس: ذكر لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) رجل من بني إسرائيل، حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لذلك، وتمنى ذلك لأمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا فأعطاه الله تبارك وتعالى ليلة القدر، فقال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) . قال البغوي: وبالجملة، أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة، ليجتهدوا في العبادة ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في القرآن في أسمائه، ورضاه في الطاعات، ليرغبوا في جميعها، وسخطه في المعاصي، لينتهوا عن جميعها. انتهت سورة «القدر» ويليها سورة «البينة»

سورة البينة

سورة البيّنة آياتها 8 آيات [سورة البينة (98) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) الإعراب: (يكن) مضارع ناقص مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الذين) موصول اسم يكن في محلّ رفع (من أهل) متعلّق بحال من فاعل كفروا (حتّى) حرف غاية وجرّ (تأتيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى..

الصرف:

والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (منفكّين) «1» . جملة: «لم يكن الذين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 2- 3 (رسول) بدل اشتمال من البيّنة «2» ، (من الله) متعلّق بنعت ل (رسول) «3» ، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتب) . وجملة: «يتلو ... » في محلّ رفع نعت لرسول «4» . وجملة: «فيها كتب ... » في محلّ نصب نعت ل (صحفا) . الصرف: (منفكّين) ، اسم فاعل من الخماسيّ انفكّ، جمع منفكّ، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد. [سورة البينة (98) : الآيات 4 الى 5] وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)

_ (1) إذا كان (منفكّين) اسم فاعل للفعل الناقص (ما انفكّ) ، فالتعليق يكون في خبر مقدّر أي: لا يزالون مقيمين على كفرهم حتّى تأتيهم البيّنة. (2) أو بدل مطابق على سبيل المبالغة.. أو هو خبر لمبتدأ محذوف. (3) أو متعلّق برسول على أنه مشتقّ. (4) أو في محلّ نصب حال من رسول لتخصّصه بالوصف.

الإعراب:

الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من بعد) متعلّق ب (تفرّق) ، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما جاءتهم البيّنة) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «ما تفرّق الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءتهم البيّنة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 5- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، واستئنافيّة في الموضع الرابع (ما) نافية، و (الواو) في (أمروا) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (اللام) للتعليل (يعبدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (مخلصين) حال منصوبة من فاعل يعبدوا (له) متعلّق ب (مخلصين) (الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين (حنفاء) حال ثانية منصوبة.. والمصدر المؤوّل (أن يعبدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمروا) «1» . (يقيموا) مضارع منصوب معطوف على (يعبدوا) ، وكذلك (يؤتوا) .. وجملة: «ما أمروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تفرّق الذين «2» .. وجملة: «يعبدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدوا. وجملة: «يؤتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيموا. وجملة: «ذلك دين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أي ما أمروا بما أمروا به إلّا لأجل العبادة. (2) يجوز أن تكون الجملة حاليّة مفيدة لقبح ما فعلوا أي: تفرّقوا بعد مجيء البيّنة حالة كونهم أمروا بعبادة الله.

[سورة البينة (98) : آية 6]

[سورة البينة (98) : آية 6] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) الإعراب: (من أهل) متعلّق بحال من فاعل كفروا (في نار) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في خبر إنّ (فيها) متعلّق ب (خالدين) (هم) ضمير فصل «1» .. جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك ... شر البريّة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة «2» الصرف: (البريّة) ، اسم جمع بمعنى الخلق، مشتقّ من البري وهو التراب، ووزن البريّة فعيلة بمعنى مفعولة ويجوز أن يكون البريّة مخفّفا من المهموز وأصله البريئة من برأ الله الخلق أي ابتدأه.. [سورة البينة (98) : الآيات 7 الى 8] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) الإعراب: (هم) ضمير فصل «3» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال

_ (1، 3) أو ضمير مبتدأ خبره شرّ- أو خير- والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) . (2) أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .

من جنّات «1» (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «2» ، بحذف مضاف أي: من تحت أشجارها.. أو قصورها (خالدين) حال منصوبة «3» ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خالدين) ، (عنهم) متعلّق ب (رضي) ، (عنه) متعلّق ب (رضوا) ، والإشارة في (ذلك) إلى الاستقرار في الجنّة (لمن) متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك ... خير البريّة» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «جزاؤهم ... جنّات» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال من جنّات «4» . وجملة: «رضي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة للدعاء «5» . وجملة: «رضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رضي الله. وجملة: «ذلك لمن خشي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «خشي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

_ (1) يجوز أن يتعلّق ب (جزاؤهم) أو بحال منه. [.....] (2) أو متعلّق بحال من الأنهار. (3) عامل الحال محذوف أي دخولها، ولا يصحّ أن يكون العامل (جزاؤهم) كيلا يفصل بين المصدر ومعموله بأجنبيّ.. (4) أضيف (جنّات) إلى عدن- اسم علم- فاكتسب التعريف، أو- اسم جنس- فاكتسب التخصّص بالإضافة. (5) يجوز أن تكون خبرا ثانيا ل (إنّ) ، وجملة جزاؤهم ... جنّات هي اعتراضيّة.

الفوائد:

الفوائد: - رضا الرب ورضا العبد: قال العلماء: الرضا ينقسم إلى قسمين: رضا به، ورضا عنه. فالرضا به أن يكون ربّا ومدبّرا. والرضا عنه فيما يقضي ويدبر. قال السري: إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تسأله الرضا عنك، وقيل: رضي أعمالهم ورضوا عنه بما أعطاهم من الخير والكرامة. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لأبيّ بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن) . قال: وسماني؟ قال: نعم، فبكى. وفي رواية البخاري، أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال لأبي بن كعب: إن الله أمرني أن أقرئك القرآن. قال: الله سماني لك؟ قال: نعم قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: نعم قال: فذرفت عيناه، أما بكاء أبيّ فإنه بكى سرورا أو استصغارا لنفسه، أما تخصيص هذه السورة بالقراءة فإنها مع وجازتها جامعة لأصول وقواعد ومهمات عظيمة، وأما الحكمة في أمر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بالقراءة على أبيّ، فهي أن يتعلم أبيّ القراءة من ألفاظه صلى الله عليه وسلم، وضبط أسلوب الوزن المشروع وقدره، فكانت قراءته على أبيّ ليتعلم أبيّ منه لا ليتعلم هو من أبيّ، وقيل: إنما قرأ على أبيّ ليتعلم غيره التواضع والأدب، وأن لا يستنكف الشريف صاحب الرتبة العالية أن يتعلم القرآن ممن هو دونه، وفيه تنبيه على فضيلة أبيّ والحث على الأخذ عنه وتقديمه في ذلك، فكان كذلك بعد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) رأسا وإماما في القراءة وغيرها، وكان أحد علماء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

سورة الزلزلة

سورة الزلزلة آياتها 8 آيات [سورة الزلزلة (99) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) الإعراب: (إذا) ظرف للشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب تحدّث «1» ، (زلزالها) مفعول مطلق منصوب. جملة: «زلزلت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

_ (1) أو ب (يصدر) الناس.

البلاغة

2- 5 (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لها) متعلّق بمحذوف خبر ما، (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ متعلّق بجواب إذا فهو بدل منه، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ زلزلت الأرض ... تحدّث (لها) متعلّق ب (أوحى) «1» . والمصدر المؤوّل (أنّ ربّك أوحى..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تحدّث) . وجملة: «أخرجت الأرض ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زلزلت. وجملة: «قال الإنسان ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زلزلت. وجملة: «ما لها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تحدّث أخبارها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوحى لها ... » في محلّ رفع خبر أنّ. 6- (يومئذ) توكيد للأول «2» ، (أشتاتا) حال منصوبة من الناس (اللام) للتعليل (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والواو في (يروا) نائب الفاعل، وفي (أعمالهم) حذف مضاف أي جزاء أعمالهم.. والمصدر المؤوّل (أن يروا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يصدر) . وجملة: «يصدر الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . البلاغة الإسناد المجازي: في قوله تعالى «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها» .

_ (1) فعل أوحى يتعدى ب (إلى) : قل أوحي إلي أنه استمع نفر ... والظاهر أن الموحى إليه محذوف وهم الملائكة، أي: أوحى ربك إلى الملائكة لأجل الأرض أي لأجل ما يفعل فيها سكانها، ويجوز تضمين (أوحى) معنى سمح أي: سمح لها بالتحديث. (2) أو متعلق ب (يصدر) .

[سورة الزلزلة (99) : الآيات 7 إلى 8]

أسند الإخراج إلى الأرض مجازا، لأن المخرج الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، والأرض مكان للإخراج. [سورة الزلزلة (99) : الآيات 7 الى 8] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الإعراب: (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (خيرا) تمييز منصوب «1» .. جملة: «من يعمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصدر الناس «2» . وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» . وجملة: «يره» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. 8- (الواو) عاطفة (من يعمل ... يره) مثل الأولى مفردات وجملا. الفوائد: - الجامعة الفاذّة: قيل نزلت هذه الآية في رجلين، وذلك أنه لما نزلت، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يطعمه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك، ويقول: هذا ليس بشيء

_ (1) أو بدل من مثقال منصوب. (2) في الآية (6) من السورة. (3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

يؤجر عليه، إنما نؤجر على ما يعطى ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب الصغير مثل الكذبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول: إنما وعد الله النار على الكبائر، وليس في هذا إثم فأنزل الله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فإنه سبحانه وتعالى يرغبهم في القليل من الخير أن يفعلوه فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم من الذنب الصغير فإنه يوشك أن يكبر، قال ابن مسعود: أحكم آية في القرآن هذه الآية، وسمّى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هذه الآية: (الجامعة الفاذّة) حين سئل عن زكاة الحمير فقال: ما أنزل الله فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة. وتصدق عمر بن الخطاب وعائشة رضي الله عنهما كل واحد منهما بحبة عنب، وقالا: كم فيها من مثاقيل الذر. والغرض من ذلك تعليم الغير، وإلا فهما من كرماء الصحابة. وقال الربيع بن خيثم: مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة، فلما بلغ آخرها قال: حسبي الله قد انتهت الموعظة. - بعض أحكام التمييز: التمييز نوعان: آ- تمييز مفرد: وهو ما كان مميزه ملفوظا ودالا على: 1- عدد: مثل: (فتم ميقات ربه أربعين ليلة) . 2- وزن: مثل: (اشتريت رطلا عسلا) . 3- كيل: مثل: (بعتك صاعا تمرا) . 4- مساحة: مثل: (زرعت هكتارا أرضا) . 5- مقياس: مثل: (سرت عشرين مترا) . ويجوز في هذا النوع أن يكون التمييز منصوبا، كما مر في الأمثلة السابقة، أو مجرورا بمن، مثل: (اشتريت صاعا من تمر) ، أو مجرورا بالإضافة مثل: (اشتريت صاع تمر) . أما تمييز العدد فيأتي مفردا منصوبا مع الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، مثل قوله تعالى:

(إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) و (هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) . ويأتي جمعا مجرورا، مع الأعداد من ثلاثة إلى عشرة، كقوله تعالى: (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) . ويأتي مفردا مجرورا مع المائة والألف والمليون، كقوله تعالى: (بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) . ب- تمييز جملة: وهو ما كان مميزه ملحوظا مفهوما من معنى الجملة، وهذا النوع يأتي منصوبا دائما، كقوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً) . انتهت سورة «الزلزلة» ويليها سورة «العاديات»

سورة العاديات

سورة العاديات آياتها 11 آية [سورة العاديات (100) : الآيات 1 الى 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) الإعراب: (والعاديات) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ضبحا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تضبح «1» ، (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (قدحا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح «2» ، (صبحا) ظرف

_ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لملاقاته في المعنى لأنّ العاديات ضابحة، أو مصدر في موضع الحال، ضابحات. (2) يجوز فيه الوجهان الواردان في (ضبحا) .

الصرف:

زمان منصوب متعلّق ب (المغيرات) ، (به) متعلّق ب (أثرن) «1» ، والثاني ب (وسطن) «2» ، (جمعا) مفعول به منصوب (لربّه) متعلّق ب (كنود) ، (اللام) المزحلقة- أو لام القسم- (الواو) عاطفة في الموضعين (على ذلك) متعلّق ب (شهيد) (اللام) مثل الأولى في الموضعين (لحبّ) متعلّق ب (شديد) «3» .. جملة: « (أقسم) بالعاديات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أثرن ... » لا محلّ لها معطوفة على (مغيرات) لأنها بمنزلة الصلة للموصول (ال) أي: فاللائي أغرن ... فأثرن. وجملة: «وسطن» لا محلّ لها معطوفة على جملة أثرن. وجملة: «إنّ الإنسان ... لكنود» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «إنّه ... لشهيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «إنّه ... لشديد» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (1) العاديات: جمع العادية مؤنّث العادي، اسم فاعل من عدا بمعنى ركض وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب، أصله العادو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء.. (ضبحا) ، مصدر الثلاثيّ ضبحت الخيل تضبح باب فتح أي أسمعت صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة، وزنه فعل بفتح فسكون. (2) الموريات: جمع المورية مؤنّث الموري، اسم فاعل من أورى النار إذا أقدح الحجارة لإخراج النار منها، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (قدحا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ قدح الحجارة ببعضها باب فتح إذا

_ (1) بمكان عدوهنّ أو بذلك الوقت. (2) الضمير في (به) يعود على الصبح أو على النقع، ويجوز في الجارّ أن يتعلّق بحال من فاعل وسطن: متلبّسات بالنقع. [.....] (3) واللام للتقوية أو للتعليل.

البلاغة

صكّها لإخراج النار، وزنه فعل بفتح فسكون. (3) المغيرات: جمع المغيرة مؤنّث المغير، اسم فاعل من (أغار) الرباعيّ، وزنه مفعل بملاحظة الإعلال بالتسكين- تسكين الياء ونقل حركتها إلى الغين قبلها- (4) نقعا: اسم بمعنى الغبار، وزنه فعل بفتح فسكون. (6) كنود: صيغة مبالغة من (كند) النعمة أي كفر بها باب نصر، وزنه فعول للمذكّر والمؤنّث. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» . استعارة في الخيل توري نار الحرب وتوقدها، فقد شبه الحرب بالنار المشتعلة، وحذف المشبه وأبقى المشبه به. المخالفة بين المعطوف والمعطوف عليه: في قوله تعالى «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» . حيث عطف الفعل على الاسم الذي هو العاديات وما بعده، وفي الحقيقة العطف على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه، لأن المعنى: واللاتي عدون فأورين فأغرن، فأثرن. الجناس اللاحق: في قوله تعالى «وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» . وهذا الجناس هو ما أبدل أحد ركنيه حرف واحد بغيره من غير مخرجه، سواء كان الإبدال في الأول أو الوسط أو الآخر. والآية التي نحن بصددها مثال الإبدال من الوسط. [سورة العاديات (100) : الآيات 9 الى 11] أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) عاطفة، والاستفهام للإنكار (لا) نافية (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط «1» ، متعلّق بمحذوف يفسّره قوله تعالى: إنّ ربّهم ... خبير أي يعلمهم الله «2» ، (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة ما الأول (في الصدور) صلة ما الثاني (بهم) متعلّق ب (خبير) وكذلك (يومئذ) الظرف المنصوب- أو المبنيّ- (اللام) المزحلقة للتوكيد.. جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيفعل القبائح فلا يعلم أنّا نجازيه يوم القيامة. وجملة: «بعثر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حصّل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثر. وجملة: «إنّ ربّهم بهم ... لخبير» لا محلّ لها تعليل للمفعول المقدّر «3» . البلاغة تجنيس التحريف: في قوله تعالى «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» . وهذا الفن، هو الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما، وهو أيضا ما اتفق ركناه في أعداد الحروف، واختلفا في الحركات، سواء كانا من اسمين أو فعلين، أو اسم وفعل، أو من غير ذلك. الفوائد: - التصوير في القرآن الكريم: من أسرار الإعجاز في كتاب الله عز وجل أنه يصور المعاني والأفكار تصويرا

_ (1) أو متضمّن معنى الشرط. (2) أو متعلّق بمفعول يعلم المقدّر، وجملة إنّ ربّهم.. تعليل للمفعول أي: ألا يعلم الإنسان أنّا نجازيه وقت بعثرة القبور لأن ربّهم بهم خبير.. وإذا تضمّن الظرف معنى الشرط كان متعلّقا بالجواب المقدّر المعلّل بقوله: إنّ ربّهم.. أي إذا بعثر ما في القبور يتمّ جزاؤهم بحسب أعمالهم لأنّ ربّهم خبير بهم. (3) أو هي مفعول يعلم، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في الخبر، وحقّها الفتح.

رائعا، ويجسدها كأنها حياة متحركة تمر أمامنا، ويتملّاها حسّنا وفكرنا وتصوّرنا، وعلاوة على ذلك فإن الألفاظ بجرسها وإيقاعها تساعد على رسم الصورة وإعطائها أبعادها وقد جاءت هذه السورة من هذا القبيل، ففي مطلعها رسمت لنا صورة الخيل المغيرة الماضية إلى الجهاد، فجاء التعبير مصورا مبرزا لتلك الصورة، فلنتصور هذين المصدرين بإيقاعهما وجرسهما (ضبحا، قدحا) فإنهما يصوران عنف الخيل الماضية إلى الجهاد، واستعمال الصفات التالية: (العاديات- الموريات- المغيرات) فإنها تكمل الصورة وتمنحها بعدها المعنوي والنفسي وفي قوله تعالى: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً. فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) تكتمل الصورة، ونحس بالحركة والحياة تسري من خلال هذا التعبير الرائع، ومن تناسق التعبير في هذه السورة، فإننا لاحظنا كيف كان مطلعها يتسم بقصر الفواصل، وشدة التعبير التي تناسب صورة الخيل والمعمعة والعجاج أما في قسمها الثاني، عند ما لجأت إلى التعبير عن جحود الإنسان وحبه للمال، فإن التعبير هدأ وطال، ليناسب المقام (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ، ثم رجع ليلائم مشهد القيامة والحساب. كما نلاحظ أن الأفعال بجرسها، ترسم مشهد القيامة وعنفوانه: (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) فالفعلان: (بعثر) يعبر عن عنف القيامة وشدة الأمر، و (حصّل) يعبر عن التحصيل بشدة ومن هنا نلاحظ الدقة في استخدام الفعل ليعبر عن المعنى المطلوب بدقة متناهية، كما نلاحظ الحركة والحياة التي تسري في كلمات القرآن الكريم، وهذا سر من أسرار الإعجاز في كتاب الله عز وجل. انتهت سورة «العاديات» ويليها سورة «القارعة»

سورة القارعة

سورة القارعة آياتها 11 آية [سورة القارعة (101) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) الإعراب: (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الثلاثة، خبر الأول والثالث (القارعة) ، وخبر الثاني جملة أدراك، (والواو) قبله اعتراضيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره تقرع «1» ، (كالفراش) متعلّق بخبر يكون «2» ، ومثله (كالعهن) ..

_ (1) أو تأتي.. أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (2) أو بحال من الناس إن كان الفعل (يكون) تامّا أي يوجدون في المحشر حالة كونهم كالفراش

الصرف:

جملة: «القارعة ما القارعة ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «ما القارعة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (القارعة) . وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني. وجملة: «ما القارعة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (تقرع) يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يكون الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يكون الناس. الصرف: (4) الفراش: اسم جمع، واحدته فراشة، وزنه فعال بفتح الفاء. (5) المنفوش: اسم مفعول من الثلاثيّ نفش، وزنه مفعول. البلاغة التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى «يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ» . تشبيه رائع، حيث شبهوا في الكثرة والانتشار، والضعف والذلة، والمجيء والذهاب على غير نظام، والتطاير إلى الداعي من كل جهة، حين يدعوهم إلى المحشر، بالفراش المتفرق المتطاير. التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ» . حيث شبه الجبال بالصوف الملون بالألوان المختلفة المندوف، في تفرق أجزائها وتطايرها في الجو، حسبما نطق به قوله تعالى «وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ» .

[سورة القارعة (101) : الآيات 6 إلى 11]

[سورة القارعة (101) : الآيات 6 الى 11] فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ (11) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أما (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ هو.. جملة: «من ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو في عيشة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . 8- 11 (الواو) عاطفة (أمّا من ... هاوية) مثل أمّا من ... في عيشة (الواو) اعتراضيّة (ما أدراك ما هيه) مثل ما أدراك ما القارعة «1» ، و (الهاء) في (هيه) للسكت لا محلّ لها (نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي. وجملة: «من خفّت موازينه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت ... وجملة: «خفّت موازينه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: أمّه هاوية ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .

_ (1) في الآية (3) من هذه السورة.

الصرف:

وجملة: «ما هيه» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (هي) نار ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (9) هاوية: مؤنّث الهاوي، اسم فاعل من هوى يهوي باب ضرب، وزنه فاعل، أو هو اسم علم للنار على وزن فاعل. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» . وهذا المجاز علاقته المحلية، لأن الذي يرضى بها الذي يعيش فيها، وقيل: راضية بمعنى مرضية. 2- التشبيه: في قوله تعالى «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» . حيث عبّر عن المأوى بالأم، على التشبيه بها، فالأم مفزع الولد ومأواه، وفيه تهكم به، وقيل: شبه النار بالأم في أنها تحيط به إحاطة رحم الأم بولدها. الفوائد: - هاء السكت: وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، كقوله تعالى (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) ، وقولنا (هاهناه) (وا زيداه) . وأصلها أن يوقف عليها. وربما وصلت بنية الوقف. وقد وردت هاء السكت في قوله تعالى (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) . انتهت سورة «القارعة» ويليها سورة «التكاثر»

سورة التكاثر

سورة التكاثر آياتها 8 آيات [سورة التكاثر (102) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2) الإعراب: (حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن زرتم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ألهاكم) . جملة: «ألهاكم التكاثر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «زرتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (ألهاكم) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تلهّى.. انظر الآية (10) من سورة عبس، ورسمت الألف طويلة لأنها توسّطت الكلمة. (زرتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وضمّت الزاي للدلالة على أصل الألف الواوي وزنه فلتم.

[سورة التكاثر (102) : الآيات 3 إلى 4]

(المقابر) ، جمع المقبرة، اسم مكان من الثلاثيّ قبر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة، والتاء للمبالغة. [سورة التكاثر (102) : الآيات 3 الى 4] كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) الإعراب: (كلّا) للردع والزجر (سوف) حرف استقبال (ثمّ) للعطف، ومفعول (تعلمون) محذوف تقديره: سوء عاقبة التفاخر. جملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سوف تعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. البلاغة التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» . وقد كرر لتأكيد الردع، وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ، كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. قيل: ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة. [سورة التكاثر (102) : الآيات 5 الى 8] كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (علم) مفعول مطلق منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ترونّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) فاعل «1» ، و (النون) نون التوكيد الثقيلة..

_ (1) لم تحذف الواو بسبب حذف عين الفعل.

الصرف:

جملة: «لو تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب لو محذوف تقديره: ما اشتغلتم بالتفاخر أو لرجعتم عن الكفر. وجملة: «ترونّ الجحيم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ استئنافيّة. 7- 8 (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (لترونّها) مثل الأول (عين) مفعول مطلق نائب عن المصدر «1» ، (لتسألنّ) مثل لترونّ بحذف ضمير الفاعل لالتقاء الساكنين (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (تسألنّ) ، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ ترونها (عن النعيم) متعلّق ب (تسألنّ) . وجملة: «ترونّها ... » جواب قسم مقدّر آخر «2» ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم السابقة. وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترونّها. الصرف: (6) ترونّ: في الفعل إعلال بالحذف، حذفت منه لام الكلمة- وهي الياء- كما حذفت عين الكلمة وهي الهمزة.. أصله: لترأيون، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ثمّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح لترأونها- بفتح الهمزة وسكون الواو- ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، ثمّ حذفت الهمزة لثقلها ولالتقاء الساكنين، ثمّ حذفت النون علامة لرفع لدخول نون التوكيد الثقيلة واجتماع ثلاث نونات، ثمّ حرّكت الواو لضمّ لالتقاء الساكنين.. وزنه تفونّ بفتح التاء والفاء وضمّ الواو.

_ (1) إمّا لأنه نعت للمصدر أي لترونّها رؤية هي عين اليقين، أو لأنه ملاقيه في المعنى فالرؤية والمعاينة شيء واحد، وكون (عين) مصدرا فيه تجاوز. (2) أو معطوفة على جملة جواب القسم السابقة.

البلاغة

البلاغة 1- الحذف: في قوله تعالى «لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ» . جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره. 2- إيضاح الشيء بعد إبهامه: في قوله تعالى «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ» . حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب. 3- التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» . حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل. الفوائد: - لتسألن عن النعيم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له: ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال (صلّى الله عليه وسلّم) : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله. قال: وأنا- والذي نفسي بيده- لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت: أهلا وسهلا، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. أخرجه الترمذي.

سورة العصر

سورة العصر آياتها 3 آيات [سورة العصر (103) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3) الإعراب: (والعصر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (بالحقّ) متعلّق ب (تواصوا) ، (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الثاني جملة: « (أقسم) بالعصر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «إنّ الإنسان لفي خسر ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تواصوا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تواصوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

الصرف:

الصرف: (العصر) ، اسم بمعنى الدهر أو بمعنى الوقت الذي بعد الزوال إلى الغروب، أو بمعنى صلاة العصر، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد: - (ال) (الجنسية) و (ال) (العهدية) : (ال) (الجنسية) : إما لاستغراق الأفراد، كقوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر) أي جميع جنس الإنسان. أو لاستغراق خصائص الأفراد، مثل: (زيد الرجل كرما) أي الكامل في صفة الكرم. و (ال) العهدية: إما أن يكون معهودها مصحوبا ذكريا، كقوله تعالى (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) ، أو معهودا ذهنيا: كقوله تعالى (إذ هما في الغار) . انتهت سورة «العصر» ويليها سورة «الهمزة»

سورة الهمزة

سورة الهمزة آياتها 9 آيات [سورة الهمزة (104) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) الإعراب: (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (لكلّ) متعلّق بخبر المبتدأ، (لمزة) نعت لهمزة مجرور مثله «2» .. جملة: «ويل لكلّ ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. 2- 3 (الذي) موصول بدل من (كلّ) «3» في محلّ جرّ.. وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «عدّده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

_ (1) اللفظ دال على دعاء فصحّ الابتداء بالنكرة. (2) قيل هو توكيد لفظيّ بالترادف كقولهم عفريت نفريت. (3) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئناف بيانيّ.

الصرف:

وجملة: «يحسب ... » في محلّ نصب حال ممن فاعل عدّد «1» .. والمصدر المؤوّل (أنّ ماله أخلده..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. وجملة: «أخلده» في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (1) همزة: صيغة مبالغة أي المكثر من الهمز، والتاء فيه للمبالغة، وزنه فعلة بضمّ وفتحتين «2» . (لمزة) ، مثل همزة صيغة ومعنى.. وفي المختار: الهمز كاللمز وزنا ومعنى وبابه ضرب، وفيه أيضا اللمز العيب وأصله الإشارة بالعين وبابه ضرب ونصر. الفوائد: - العبرة بعموم المعنى، لا بخصوص السبب: اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه السورة، فقيل: نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب، كان يقع في الناس ويغتابهم وقال محمد بن إسحاق: ما زلنا نسمع سورة الهمزة، نزلت في أمية بن خلف الجمحي وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يغتاب النبي (صلّى الله عليه وسلّم) من ورائه ويطعن عليه في وجهه وقيل نزلت في العاص بن وائل السهمي. وقيل: هي عامة في كل شخص هذه صفته، كائنا من كان، وذلك لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والحكم.

_ (1) أو استئناف بيانيّ لا محلّ لها. [.....] (2) اطّرد بناء فعلة- بضمّ وفتح- على مبالغة الفاعل، وفعلة- بضمّ فسكون- على مبالغة المفعول. يقال: رجل لعنة- بضمّ ففتح لمن يكثر لعن غيره، ورجل لعنة- بضمّ فسكون- لمن يلعنه الناس ويكثرون.

[سورة الهمزة (104) : الآيات 4 إلى 9]

[سورة الهمزة (104) : الآيات 4 الى 9] كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الإعراب: (كلّا) للردع والزجر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ينبذنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الهمزة اللمزة (في الحطمة) متعلّق ب (ينبذنّ) . جملة: «ينبذنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. 5- 7 (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (الموقدة) نعت لنار (التي) موصول في محلّ رفع نعت ثان لنار (على الأفئدة) متعلّق ب (تطّلع) .. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما الحطمة» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (هي) نار الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تطّلع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . 8- 9 (عليهم) متعلّق ب (مؤصدة) ، (في عمد) متعلّق بمحذوف خبر ثان ل (إنّ) ..

الصرف:

وجملة: «إنّها ... مؤصدة» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (4) الحطمة: صيغة مبالغة وزنه فعلة بضمّ وفتحتين من الثلاثيّ حطم باب ضرب بمعنى كسر، واستعمل في الآية الكريمة اسما للنار لأنها تحطم ما تلتقمه. (6) الموقدة: مؤنّث الموقد، اسم مفعول من الرباعيّ أوقد، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (9) ممدّدة: مؤنّث الممدّد، اسم مفعول من الرباعيّ مدّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. البلاغة: المقابلة: في قوله تعالى «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» . بعد قوله تعالى «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» . مقابلة لفظية رائعة البلاغة، فإنه لما وسمه بهذه السمة، بصيغة دلت على أنها راسخة فيه، ومتمكنة منه، أتبع المبالغة المتكررة في الهمزة واللمزة بوعيده بالنار التي سمّاها الحطمة، لما يكابد فيها من هول، ويلقى فيها من عذاب. واختار في تعيينها صيغة مبالغة على وزن الصيغة التي ضمنها الذنب المقترف حتى يحصل التعادل بين الذنب والجزاء. انتهت سورة «الهمزة» ويليها سورة «الفيل»

سورة الفيل

سورة الفيل آياتها 5 آيات [سورة الفيل (105) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ «1» ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي فعل فعلا عظيما «2» ، (بأصحاب) متعلّق ب (فعل) .. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «فعل ربّك ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تر المعلّق بالاستفهام كيف. الصرف: (الفيل) اسم للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون.

_ (1) أو التعجبيّ. (2) أو في محلّ نصب حال عامله فعل.

الفوائد:

الفوائد: - أصحاب الفيل: ذكر المؤرخون وأصحاب السير، أن أبرهة بن الصباح، ملك اليمن، بنى كنيسة بصنعاء وسماها (القلّيس) ، وأراد أن يصرف إليها الحاج، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فخرقها، فأغضبه بذلك وقيل: أججت رفقة من العرب نارا، فحملتها الريح فأحرقتها، فحلف ليهدمن الكعبة، فخرج بالحبشة، ومعه فيل اسمه (محمود) ، وكان قويا عظيما، واثنا عشر فيلا غيره. فلما جاء الجيش، خرج إليه عبد المطلب، وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع فأبى، وتوجه لهدم الكعبة. وكلما وجهوا الفيل إلى الحرم برك ولم يتزحزح، وإذا وجهوه إلى اليمن والشام هرول، فأرسل الله عز وجل طيرا مع كل طائر حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أصغر من الحمصة. فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره، ففروا وهلكوا، ومات أبرهة حتى انصدع صدره عن قلبه. ونجا وزيره، وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي، فقص عليه القصة، فلما أتمها وقع عليه الحجر، فخرّ ميتا بين يديه. والذي عليه الأكثرون من علماء السير والتواريخ وأهل التفسير، أن حادث الفيل، كان في العام الذي ولد فيه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، ليكون تاريخا بارزا، وكرامة باقية للنبي صلى الله عليه وسلم. [سورة الفيل (105) : الآيات 2 الى 5] أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) الإعراب: (الهمزة) مثل الأولى (في تضليل) متعلّق بمحذوف مفعول به

الصرف:

ثان (عليهم) متعلّق ب (أرسل) ، (أبابيل) نعت ل (طيرا) منصوب، ومنع من التنوين لصيغة منتهى الجموع (بحجارة) متعلّق ب (ترميهم) ، (من سجّيل) متعلّق بنعت ل (حجارة) ، (كعصف) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. جملة: «لم يجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل. وجملة: «ترميهم ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (طيرا) . وجملة: «جعلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسل. الصرف: (2) تضليل: مصدر قياسيّ للرباعيّ ضلّل، وزنه تفعيل. (3) أبابيل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل واحده إبّول زنة سنّور أو أبّول زنة عصفور أو إبّيل زنة سكّين أو إبّال زنة مفتاح. (5) عصف: اسم لورق الزرع أو حطامه على وزن المصدر فعل بفتح فسكون. (5) مأكول: اسم مفعول من الثلاثيّ أكل، وزنه مفعول. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ» . حيث شبههم بالعصف المأكول- وهو قش البر- لخلوه من ثمره وتطايره، أو شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث الذي أكلته الدواب وراثته، فهو من تشبيه المحسوس بالمحسوس. انتهت سورة «الفيل» ويليها سورة «قريش»

سورة قريش

سورة قريش آياتها 4 آيات [سورة قريش (106) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) الإعراب: (لإيلاف) متعلّق ب (يعبدوا) الآتي «1» ، (إيلافهم) بدل من الأول مجرور (رحلة) مفعول به للمصدر إيلافهم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لربّ (من جوع) متعلّق ب (أطعمهم) و (من) سببيّة «2» (من خوف) متعلّق ب (آمنهم) .. جملة: «يعبدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يعبدوه لأيّة نعمة فليعبدوه لإيلافهم فإنّها أظهر نعمة. وجملة: «أطعمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

_ (1) أي من أجل إيلاف قريش.. ليعبد القرشيون ربّ هذا البيت- وهذا قول الخليل والزمخشريّ من بعده- ويجعل الطبريّ اللام للتعجّب فتتعلّق بفعل محذوف تقديره اعجبوا لإيلاف قريش وتركهم عبادة ربّ البيت.. ويجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف تقديره فعل ذلك أي إهلاك أصحاب الفيل. (2) أو بتضمين أطعمهم بمعنى أشبعهم و (من) لابتداء الغاية.

الصرف:

وجملة: «آمنهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (1) إيلاف: مصدر قياسيّ للرباعيّ آلف، أصله أألف زنة أفعل، أو مصدر أولف زنة أفعل، فعلى الأول خفّفت الهمزة فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وعلى الثاني جرى إعلال بالقلب، أصله أولاف، تحرّك ما قبل الواو بالكسر فقلبت ياء.. ووزن إيلاف إفعال. (قريش) ، اسم علم للقبيلة العربيّة المشهورة، قيل هو تصغير ترخيم من قويرش تصغير قارش، جمعه قرش بضمّتين. (2) رحلة: قيل هو اسم جنس، ولهذا أفرده، أو اسم مصدر بمعنى الارتحال وقد أفرد لأمن اللبس، وزنه فعلة بكسر فسكون. (الشتا) ، اسم للفصل المعروف مشتقّ من شتا يشتو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة لتطرّفها بعد ألف ساكنة، أصله شتاو، وزنه فعال بكسر الفاء. (الصيف) ، اسم للفصل المعروف مشتّق من صاف يصيف باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد: - رحلة الشتاء والصيف: قال ابن عباس: كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف، فأمرهم الله تعالى أن يقيموا بالحرم، ويعبدوا رب هذا البيت وقال الأكثرون: كانت لهم رحلتان في كل عام للتجارة: رحلة في الشتاء إلى اليمن لأنها أدفأ، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكان الحرم واديا مجدبا لا زرع فيه ولا ضرع، وكانت قريش تعيش بتجارتها ورحلتها، ولا يتعرض أحد لهم بسوء، وكانوا يقولون: قريش مكان حرم الله وولاة بيته، وكانت العرب تقرهم وتكرمهم، لذلك فلولا الرحلتان لم يكن لهم مقام بمكة، ولولا الأمن بجوار البيت لم يقدروا على التصرف.

سورة الماعون

سورة الماعون آياتها 7 آيات [سورة الماعون (107) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (بالدين) متعلّق ب (يكذّب) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) ، (لا) نافية (على طعام) متعلّق ب (يحضّ) .. جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ذلك الذي ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك الذي ... وجملة: «يدعّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «لا يحضّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدعّ. [سورة الماعون (107) : الآيات 4 الى 7] فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)

الإعراب:

الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع (للمصلين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ويل (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمصلين- أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم- (عن صلاتهم) متعلّق ب (ساهون) ، (الذين) الثاني مثل الأول- أو هو تابع للأول بالبدليّة-.. جملة: «ويل للمصلّين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم ... ساهون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم يراءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يراءون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «يمنعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يراءون. الصرف: (7) الماعون: اسم للحاجة ممّا ينتفع به في البيت حقيرا كان أو ذا قيمة، قيل وزنه فاعول من المعن وهو الشيء القليل- قاله قطرب- أو هو على وزن مفعول- على القلب- والأصل اسم مفعول من عان يعون وحقّه أن يكون معون والأصل معوون ثمّ قدّمت عين الكلمة على فائها فقيل موعون ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها ماعون. الفوائد: - الحضّ على الماعون: اختلف العلماء في الماعون، فروي عن علي أنه الزكاة. وقال ابن مسعود: الماعون: الفأس والدلو والقدر وقال مجاهد: الماعون العارية، وقال عكرمة: الماعون أعلاه الزكاة المفروضة، وأدناه عارية المتاع وقال محمد بن كعب القرظي: الماعون المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم. ومعنى الآية: منع البخل والزجر عنه. قال العلماء: يستحبّ أن يستكثر الرجل في بيته مما يحتاج إليه الجيران، فيعيرهم، ويتفضل عليهم، ويجوز الثواب.

سورة الكوثر

سورة الكوثر آياتها 3 آيات [سورة الكوثر (108) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) الإعراب: (الفاء) عاطفة للربط السببيّ (لربّك) متعلّق ب (صلّ) ، (هو) ضمير فصل «1» . جملة: «إنّا أعطيناك ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أعطيناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «صلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ «2» . وجملة: «انحر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّ. وجملة: «إنّ شانئك هو الأبتر» لا محلّ لها استئنافيّة.

_ (1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الأبتر، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (2) يجوز أن تكون الجملة جوابا لشرط مقدّر.

الصرف:

الصرف: (الكوثر) ، اسم علم لنهر في الجنّة، وزنه فوعل من الكثرة، والعرب تسمّي كلّ شيء كثير العدد أو كثير القدر والخطر كوثر، أو هو وصف لموصوف محذوف أي الخير الكوثر.. وفي التفسير لمعنى الكوثر ستة عشر قولا.. كالحوض والنبوّة والقرآن ... إلخ. (شانئك) ، اسم فاعل من شنأ بمعنى أبغض، وزنه فاعل. (الأبتر) ، صفة مشبهة من بتر بمعنى قطع باب نصر متعدّ، ومن باب فرح بمعى انقطع لازم، وزنه أفعل أي منقطع العقب. البلاغة: 1- فن المذهب الكلامي: في قوله تعالى «إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ» . والمذهب الكلامي أنواع، منه نوع منطقي تستنتج فيه النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة. فإن هاتين الآيتين تضمنتا نتيجة من مقدمتين صادقتين، وبيان ذلك أنّا نقول: إن عطية الكوثر تعدل جميع العطيات، وإنما قلنا ذلك لأن الشكر على مقادير النعم، وقد أمر الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) بأن يقابل هذه النعمة بجميع العبادات البدنية والمالية شكرا عليها، والصلاة جامعة لكثير من العبادات، ثم أمر عليه الصلاة والسلام مع الصلاة بالنحر، ولا يخلو من أن يراد به الحج الجامع لبعض العبادات، فما تضمنته هاتان الآيتان، على قصرهما، من الإشارة التي دلّت بألفاظها القليلة على معان، لو عبّر عنها بألفاظها الموضوعة لها بطريق البسط لملأت الصحائف والأجلاد. 2- الالتفات: في قوله تعالى «فَصَلِّ لِرَبِّكَ» . في هذا الالتفات عن ضمير العظمة، إلى خصوص الرب، مضافا إلى ضميره عليه الصلاة والسلام، تأكيد لترغيبه (صلّى الله عليه وسلّم) في أداء ما أمر به على الوجه الأكمل.

الفوائد:

3- الاستعارة: في قوله تعالى «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» . قيل لمن لا عقب له أبتر، على الاستعارة، حيث شبه الولد والأثر الباقي بالذنب، لكونه خلفه، فكأنه بعده، وعدمه بعدمه. الفوائد: قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هذه السورة، ثم قال لأصحابه: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك. هذا لفظ مسلم. والبخاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : لما عرج بي إلى السماء، أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينة مسك أذفر. عن أنس رضي الله عنه قال: سئل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما الكوثر؟ قال: ذلك نهر أعطانيه الله- يعني في الجنة- أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. فيه طير أعناقها كأعناق الجزور. قال عمران: هذه لناعمة، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أكلتها أنعم منها. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. انتهت سورة «الكوثر» ويليها سورة «الكافرون»

سورة الكافرون

سورة الكافرون آياتها 6 آيات [سورة الكافرون (109) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الكافرون) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (لا) نافية (ما) موصول «1» في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.

_ (1) أو نكرة موصوفة.. أو حرف مصدريّ والعائد محذوف، أي: لا أعبد عبادتكم المبنيّة على الشك.

البلاغة

وجملة: «لا أعبد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 3- (الواو) عاطفة (لا) الثانية نافية مهملة (ما) موصول «1» في محلّ نصب مفعول به.. وجملة: «لا أنتم عابدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. 4- 6 (لا أنا ... عبدتم) مثل لا أنتم ... أعبد، وقد تكرّرت مرة ثانية (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دينكم) ، (لي) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دين) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف. وجملة: «لا أنا عابد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «عبدتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «لا أنتم عابدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وجملة: «لكم دينكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لي دين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. البلاغة التكرار: في الآيات الكريمات، للتأكيد. فقوله تعالى «وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ» تأكيد

_ (1) وذلك عند من يجيز وقوع (ما) على أولي العلم.. أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مفعول به.

الفوائد:

لقوله «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» وقوله «وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» تأكيد لقوله «وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» - وإن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتهم تكرار الكلام للتأكيد والإفهام، فيقول المجيب: بلى بلى، والممتنع لا لا. وعليه قوله تعالى «كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» . الفوائد: - لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ: نزلت هذه السورة في رهط من قريش، منهم الحرث بن قيس السهميّ، والعاص بن وائل السهميّ، والوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، قالوا: يا محمد، هلّم اتبع ديننا ونتبع دينك ونشركك في ديننا كله، تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرا كنا قد شركناك فيه، وأخذنا حظنا منه وإن كان الذي بأيدينا خيرا كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت بحظك منه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : معاذ الله أن أشرك به غيره، قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك، قال: حتى أنظر ما يأتي من ربي، فأنزل الله هذه السورة، فمضى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى الحرم، وفيه هؤلاء النفر، فقرأ السورة فوق رؤوسهم، فعند ذلك أيسوا منه وآذوه مع أصحابه. انتهت سورة «الكافرون» ويليها سورة «النصر»

سورة النصر

سورة النصر آياتها 3 آيات [سورة النصر (110) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (3) الإعراب: (في دين) متعلّق ب (يدخلون) ، (أفواجا) حال منصوبة من فاعل يدخلون (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبسا بحمد.. جملة: «جاء نصر الله» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رأيت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء نصر ... وجملة: «يدخلون ... » في محلّ نصب حال من الناس «1» .

_ (1) أو مفعول به ثان إذا كانت الرؤية قلبيّة.

البلاغة

وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استغفره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سبّح. وجملة: «إنّه كان توابا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان توّابا» في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» . حيث شبّه المقدور وهو النصر والفتح، بكائن حيّ، يمشي متوجها من الأزل إلى وقته المحتوم، فشبّه الحصول بالمجيء، وحذف المشبه به، وأخذ شيئا من خصائصه وهو المجيء. الفوائد: - العلم يرفع صاحبه: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم يدخل هذا الفتى معنا؟ فقال: إنه ممن علمتم، قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، ثم قال: ما تقولون في قول الله تعالى (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) إلى ختام السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا، قال: فما هو؟ قلت: هو أجل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أعلمه (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فذلك علامة أجلك (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) قال عمر: وما أعلم منها إلا ما تعلم. قال ابن عباس: لما نزلت هذه السورة علم النبي (صلّى الله عليه وسلّم) أنه نعيت إليه نفسه.

سورة اللهب

سورة اللهب آياتها 5 آيات [سورة المسد (111) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) الإعراب: (ما) نافية «1» ، (عنه) متعلّق ب (أغنى) ، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما كسب..) في محلّ رفع معطوف على ماله. جملة: «تبّت يدا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تبّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «ما أغنى عنه ماله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .

_ (1) أو اسم استفهام مفعول به مقدّم.

الصرف:

3- 5 (السين) للاستقبال (ذات) نعت ل (نارا) منصوب (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (امرأته) معطوف على الضمير الفاعل في (يصلى) «1» ، (حمّالة) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذّم «2» ، (في جيدها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حبل) (من مسد) متعلّق بنعت ل (حبل) .. وجملة: «سيصلى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «في جيدها حبل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. الصرف: (أبو لهب) ، كنية عبد العزّى عمّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، كنّي بذلك لتلهّب وجهه بالحمرة. (حمّالة) ، مؤنّث حمّال صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ حمل، وزنه فعّالة. (جيد) ، اسم جامد لمعنى العنق، وزنه فعل بكسر فسكون. (مسد) ، اسم جامد لمعنى ليف، وزنه فعل بفتحتين، وفي القاموس: المسد بفتح السين المحور من الحديد أو حبل من ليف أو كلّ حبل محكم الفتل، والجمع مساد وأمساد. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» . يقال لمن يمشي بالنميمية: يحمل الحطب بين الناس، أي يوقد بينهم التباعد، ويورث الشر، فالحطب مستعار للنميمة، وهي استعارة مشهورة. ومن ذلك قوله: إن بني الادرم حمالو الحطب ... هم الوشاة في الرضاء والغضب

_ (1) الذي سوّغ العطف من غير ذكر الضمير المنفصل وجود المفعول به.. ويجوز أن يكون (امرأته) مبتدأ خبره جملة في جيدها حبل. (2) أو حال من امرأته- أجازه العكبريّ-

الفوائد:

2- فن التهكم: في قوله تعالى «فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ» . حيث صوّرها تصويرا في منتهى الخسّة، والمراد: أنها تحمل تلك الحزمة من الشوك، وتربطها في جيدها، كما يفعل الحطابون، تخسيسا بحالها، وتصويرا لها بصورة بعض الحطابات من المواهن، لتمتعض من ذلك، ويمتعض بعلها، وهما في بيت العز والشرف. الفوائد: 1- أسلوب الاختصاص هو أسلوب يذكر فيه اسم ظاهر (أي ليس ضميرا) بعد ضمير المتكلم، ليتبين المقصود منه. ويسمى هذا الاسم «المختص» . 2- يكون الاسم المختص معرفا (بال) ، مثل: (نحن- العرب- نكرم الضيف) . أو بالإضافة مثل: (نحن- معاشر الأنبياء- لا نورث) 3- ينصب المختص بفعل محذوف تقديره أخص أو أعني، وجملة الاختصاص اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب. 4- قد يأتي أسلوب الاختصاص مع (أيّها أو أيتها) متلوتين باسم معرف بال مثل: (أنا- أيها العبد- فقير إلى الله) (إنني- أيتها العجوز- أشكو ضعفي إلى الله) ونعرب (أيها أو أيتها) : اسم مبني على الضم، في محلّ نصب على الاختصاص، و (ها) حرف تنبيه، والاسم بعدها يعرب بدلا إن كان جامدا كما في المثال الأول، ويعرب صفة إن كان مشتقا كما في مثال (أيتها) المثال الثاني. 2- إعجاز القرآن: قال العلماء: في هذه السورة معجزة، وهي: أن الله عز وجل قد حسم وبت بأن مصير أبي لهب وامرأته إلى النار، وكان من الممكن والمحتمل أن يدخل أبو لهب وامرأته في الإسلام، كما دخل عمر رضي الله عنه وغيره من الكفار أما إصرار أبي لهب وامرأته وموتهما على الكفر، فدليل على أن القرآن ليس قول بشر، وإنما هو من عند

علام الغيوب. الذي يعلم ما عليه الإنسان وماذا سيصير إليه. 3- سبب نزول السورة: عن ابن عباس قال: لما نزلت (وانذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على الصفا ونادى: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون من قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أرسل رسولا، فجاء أبو لهب وقريش فقال (صلّى الله عليه وسلّم) : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي، تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: نعم، ما جرّ بنا عليك كذبا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك سائر النهار، ألهذا جمعتنا. فنزلت هذه السورة. انتهت سورة «تبت» ويليها سورة «الإخلاص»

سورة الإخلاص

سورة الإخلاص آياتها 4 آيات [سورة الإخلاص (112) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ ثان «1» ، (أحد) خبر للمبتدأ (الله) «2» ، (له) متعلّق بخبر يكن: (كفوا) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «هو الله أحد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله أحد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هو. وجملة: «الله الصمد ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو «3» . وجملة: «لم يلد ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ هو «4» . وجملة: «لم يولد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يلد. وجملة: «لم يكن له كفوا أحد» في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يلد. الصرف: (الصمد) ، صفة مشبّهة وزنه فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي

_ (1) إذا كان الضمير (هو) ضمير الشأن.. أو خبر للمبتدأ (هو) إذا كان الضمير يعود على الإله المعبود الذي سئل عنه الرسول عليه السّلام. [.....] (2) أو خبر ثان للمبتدأ هو. (3، 4) أو استئنافيّة في حيّز القول.

البلاغة

المقصود في الحوائج. (كفوا) ، اسم بمعنى المماثل، وزنه فعل بضمّتين، والواو مخفّفة من الهمزة. البلاغة 1- الإيجاز: في قوله تعالى «هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ» : اشتملت هذه الآية على اسمين من أسماء الله تعالى، يتضمنان جميع أوصاف الكمال، وهما الأحد والصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة، الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. وبيان ذلك، أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال، لأنه انتهى إليه سؤدده، فكان مرجع الطلب منه وإليه. ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع صفات الكمال، وذلك لا يصلح إلا لله تعالى. 2- التقديم: في قوله تعالى «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» . حيث قدّم الظرف، والكلام العربي الفصيح أن يؤخر ولا يقدم. فما باله مقدّما في أفصح الكلام وأعربه والسبب في ذلك أن الكلام إنما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه، وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف، فكان لذلك أهم شيء وأعناه، وأحقه بالتقدم وأحراه. الفوائد: - فضل سورة الإخلاص: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجلا سمع رجلا يقرأ: (قل هو الله أحد) فلما أصبح، جاء إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقالّها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن وفي رواية قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم فقالوا: أيّنا يطيق ذلك؟ فقال: (قل هو الله أحد) ثلث القرآن. عن أبي الدرداء أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) . قال: إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل (قل هو الله أحد) جزءا من القرآن.

سورة الفلق

سورة الفلق آياتها 5 آيات [سورة الفلق (113) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5) الإعراب: (بربّ) متعلّق ب (أعوذ) ، (من شرّ) متعلّق ب (أعوذ) في المواضع الأربعة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه «1» ، والعائد محذوف (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر (شرّ غاسق) ، (في العقد) متعلّق ب (النفّاثات) ، (إذا) مثل الأول متعلّق بالمصدر (شر حاسد) .. جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

_ (1) أو حرف مصدريّ، والخلق بمعنى المخلوق، أو بمعنى الإبداع ... قاله العكبريّ.

الصرف:

وجملة: «وقب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حسد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (1) الفلق: اسم بمعنى الصبح «1» ، وزنه فعل بفتحتين. (3) غاسق: اسم فاعل من الثلاثيّ غسق أي أظلم، وزنه فاعل وهو الليل «2» . (4) النفّاثات: جمع النفّاثة مؤنّث النفّاث، مبالغة اسم الفاعل أي النافخات في العقد للسحر، مأخوذ من الثلاثيّ نفث باب نصر وباب ضرب، وزنه فعّال. (5) حاسد: اسم فاعل من الثلاثيّ حسد، وزنه فاعل. الفوائد: - الحسد والغبطة: الحسد: هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهذا شيء مذموم. وكان اليهود لعنهم الله يحسدون النبي لما أنزل عليه من القرآن ونعمة الإسلام أما الحسد، إن كان معناه التنافس والتسابق بالخيرات، فهذا شيء محمود، للحديث الشريف القائل (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله ما لا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله علما يعلمه الناس) أما الغبطة، فهي أن تتمنى أن تصير مثل صاحب النعمة، دون تمني زوالها عنه، وهذا غير مذموم.

_ (1) جاء في التفاسير معان كثيرة للفلق منها: سجن في جهنّم أو واد فيها أو ما اطمأنّ من الأرض أو الرحم ... إلخ. (2) أو هو القمر إذا أظلم أو خسف، أو الشمس إذا غربت، أو الحيّة إذا لدغت، أو كلّ هاجم يضرّ ... إلخ.

سورة الناس

سورة النّاس آياتها 6 آيات [سورة الناس (114) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الإعراب: (بربّ) متعلّق ب (أعوذ) ، (ملك) بدل من ربّ- أو نعت، أو عطف بيان عليه- مجرور (إله) بدل من ملك مجرور (من شرّ) متعلّق ب (أعوذ) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للوسواس (في صدور) متعلّق ب (يوسوس) ، (من الجنّة) متعلّق بحال من فاعل يوسوس.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يوسوس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .

الصرف:

الصرف: (الوسواس) اسم لمن يوسوس، وزنه فعلال بفتح الفاء. (الخنّاس) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ خنس أي توارى واختفى. الفوائد 1- تناسق الجرس والمعنى: كان موضوع هذه السورة التعوذ بالله عز وجل من وسوسة الشيطان، والوسوسة هي موضوع هذه السورة، لذا فقد تكرر حرف السين في كل آية من آياتها، وتوالى في كلماتها، حتى صرنا نسمع- عند تلاوتها- نغما يترجم لنا الوسوسة، وها نحن نحسن- عند سماعها- بجوّ من الوسوسة، حتى ولو لم نكن نعرف لموضوعها، وهكذا يتآلف المعنى والنغم في كتاب الله عز وجل ويتعاضدان. انتهى إعراب القرآن وصرفه وبيانه ويليه في المجلد السادس عشر فهارس الأبحاث الصرفية والبلاغية والفوائد

فهارس الجدول

[الجزء الحادي والثلاثون] فهارس الجدول مقدّمة بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.. نحمد المولى سبحانه الذي أعاننا على تكملة هذا الكتاب الضخم (الجدول في إعراب القرآن وتفسيره) ، بعد وفاة مؤلفه، عليه من الله سابغ الرحمات، إذ وجدنا أن الحاجة تدعو إلى إجراء دراسة بيانية، وتقديم فوائد نحوية وما شابه ذلك، مما تتطلبه هذه الدراسة المستفيضة. فعمدنا- تحقيقا للهدف المنشود- إلى إدماج هذه الزيادات مع الأصل، وذلك لتكون هذه الدراسة المكمّلة، في المكان المناسب، عقب الآية موطن البحث. وبعد أن انتهينا من هذا العمل المجهد، الذي وفقنا الله إليه بفضل منه، وجدنا أن الفائدة المتوخاة لن تتم إلا بعمل فهارس لهذه الدراسات والفوائد، بحيث يستطيع الباحث أن يعثر عليها بسهولة، إذا ما بدا له أن يطلبها. فعمدنا- من أجل ذلك- إلى صنع هذه الفهارس، وجعلناها في جزء خاص، تسهيلا على الباحث الذي يريد الوصول الى بغيته من أقرب السبل. وقد قسمنا هذا الجزء إلى ثلاثة أقسام: أولها: خاص بالفوائد. وثانيها: خاص بالدراسات البلاغية التطبيقية. وثالثها: خاص بالدراسات الصرفية. أولا: قسم الفوائد: قمنا فيه- تسهيلا على الباحث- بتقسيم هذه الفوائد، حسب موضوعاتها، الى الفوائد التالية:

ثانيا: قسم الدراسة البلاغية:

1- نحوية 2- صرفية 3- بلاغية 4- ما يتعلق منها بأسباب النزول 5- فقهية 6- تفسيرية 7- ما يتعلق منها بإعجاز القرآن 8- ما يتعلق بفقه اللغة 9- ما يتعلق بالسيرة النبوية 10- الفوائد التاريخية وفي كل نوع من هذه الأنواع، رتبنا الفوائد حسب التسلسل الهجائي لعناوينها، وذكرنا أمام كل عنوان منها: رقم الآية التي يشملها هذا العنوان، ثم اسم السورة، فرقم الصفحة ورقم المجلد الذي وجد فيه. ثانيا: قسم الدراسة البلاغية: ذكرنا فيه كل ما يتعلق بالأبحاث البلاغية التي وردت تعليقا على الآيات. فبدأنا الأبحاث المتعلقة بعلم البديع، بجميع فنونه، فنا فنا. ثم أتينا على أبحاث علم البيان، وما يتضمن من تشبيه، واستعارة، ومجاز، وكناية. ثم انتقلنا الى أبحاث علم المعاني، وما يتضمننه من فنون مختلفة. وقد قمنا بترتيب الآيات موضع الدراسة، تحت كل فن من تلك الفنون، حسب تسلسل ورودها في القرآن الكريم. وذكرنا الى جانب كل آية منها رقمها واسم السورة ثم رقم الصفحة ورقم المجلد الذي وردت فيه. ثالثا: قسم الدراسة الصرفية: رتبت فيه الأبحاث الصرفية الواردة، وفقا للتسلسل الهجائي للكلمات القرآنية، التي ورد المبحث الصرفي تعليقا عليها. وإلى جانب كل كلمة منها، ما يساعد على استخراجها من مكانها: رقم المجلد الذي وجدت فيه، ثم الصفحة، ثم اسم السورة ورقم الآية التي وردت فيها غير أنه لا بد من الإشارة هنا، إلى أن الترتيب المتبع، هو ترتيب المعجمات التي تعتمد أوائل الكلمات ... أي أنه، ينبغي على من يبحث عن الكلمة، أن

يعيدها أولا إلى الماضي المفرد الغائب، ثم يجرّده من جميع حروف الزيادة، ويفك الإدغام إن وجد، ويعيد الحرف المحذوف، ويرجع الألف إلى أصلها (الواو أو الياء) ، ثم يبحث بعد ذلك عن الكلمة المطلوبة، بعد هذا الأصل المذكور. أي أن كلمة (آدم) توجد في فعل (أدم) ، وكلمة (إصلاح) في فعل (صلح) ، وكلمة (مستمسكون) في فعل (مسك) ، وكلمة (صلّوه) في فعل (صلي) . هذا، وقد تم، ترتيب الكلمات، ذات الاشتقاق الواحد، كما يلي: أولا: الأفعال ... ماضيها ومضارعها وأمرها، مجرّدة ومسندة الى الضمائر، مبنية للمعلوم ثم مبنية للمجهول. ثانيا: المصادر.. سماعيّها وقياسيّها ثالثا: المشتقات. رابعا: الأسماء الجامدة غير المشتقة خامسا: الأنواع الأخرى من الكلمات. وختمنا تلك الفهارس، بفهرس السور، ذكرنا فيه اسم السورة ورقم الجزء ورقم المجلد الذي وردت فيه، ورقم الصفحة التي بدأت فيها. ومهما يكن من أمر، فإننا نأمل أن يجد الباحث بغيته في هذه الفهارس، فيسهل عليه الاستفادة مما حواه هذا السفر الضخم من فوائد جليلة. راجين من المولى سبحانه أن يتقبل منا عملنا هذا، وأن ينفع به ... إنه سميع مجيب. والله ولي التوفيق. دمشق 21/ شوال/ 1412 الموافق/ 23/ 4/ 1992 د. محمد حسن الحمصي

أولا: قسم الفوائد

أولا: قسم الفوائد الفوائد النحوية أسباب وضع علم النحو 3- التوبة- 281/ 5 الكلمة وأقسامها 100- المؤمنون- 210/ 9 الاعراب المقدر تقدير الحركات على آخر الاسم أو الفعل 21- المائدة- 315/ 3 إعراب الاسم المقصور والاسم المنقوص 59- القصص- 278/ 10 شروط تنوين الاسم المقصور 57 - يونس- 150/ 6 ألف تترى المقصورة فيها ثلاثة أقوال 41- المؤمنون- 185/ 9 حذف الياء من آخر الاسم المنقوص لالتقاء الساكنين 34- الرعد- 139/ 7 الاعراب بالحروف شروط إعراب الأسماء الخمسة 6- الرعد- 95/ 7 إعراب ذو من الأسماء الخمسة 105- البقرة- 226/ 1 أنواع الجمع تعريف جمع المذكر السالم 79- النحل- 364/ 7 شروط جمع المذكر السالم 203- الشعراء- 125/ 10 حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الاضافة 40 - النبأ- 224/ 15 الملحقات بجمع المذكر السالم 131 - البقرة- 269/ 1 إعراب الملحق بجمع المذكر 91- الحجر- 273/ 7 الملحقات بجمع المؤنث السالم 198- البقرة- 414/ 1 حالات وجوب تأنيث الفعل 81- النساء- 110/ 3 التذكير والتأنيث 56- الأعراف- 434/ 4 بناء الفعل للمجهول 19- الزخرف- 76/ 13 (قد) دخولها على الأفعال ومعانيها واعرابها 167- النساء- 247/ 3 فوائد الحرف (قد) 31- الأنفال- 209/ 5 بناء فعل الأمر 110- البقرة- 234/ 1 حالات بناء فعل الأمر 51- العنكبوت- 6/ 11 نواصب الفعل المضارع أن الناصبة واختصاصها 176- آل عمران- 381/ 2 جواز حذف أن وينزل الفعل بعدها منزلة المصدر 20- الروم- 39/ 11 كي الناصبة واختلاف النحاة حولها 153 - آل عمران- 338/ 2 كي الناصبة وأقسامها 33- طه- 364/ 8 أوجه إعراب حتى وكي 152- آل عمران- 338/ 2 إذن حرف ناصب (أعمالها وإهمالها) 53- النساء- 64/ 3 إذن الناصبة أصلها وحقيقتها 107 المائدة- 51/ 4 شروط الفعل المضارع المنصوب بأن المضمرة بعد حتى 179- آل عمران- 387/ 2 مواضع عمل أن المضمرة في نصب الفعل المضارع 128- آل عمران- 306/ 2 فاء السببية بعد أن المضمرة 31- المائدة- 331/ 3 شروط عمل فاء السببية 90- النساء- 127/ 3 نصب الفعل المضارع بأن المضمرة بعد لام التعليل 188- البقرة- 385/ 1 لام التعليل وفوائدها 70- النحل- 356/ 7 لام التعليل واختصاصها 113- الأنعام- 258/ الفرق بين لام التعليل ولام الجحود 23- آل عمران- 142/ 2

الضمائر

عوامل جزم الفعل المضارع 93- يوسف- 61/ 7 علامات جزم الفعل المضارع 106- البقرة- 228/ 1 لا الناهية الجازمة 233- البقرة- 494/ 1 (لم) إعرابها ومعانيها 45- النساء- 50/ 3 لما النافية الجازمة اختصاصها وفوائدها 14- الحجرات- 295/ 13 دخول لام الأمر ولا الناهية على المتكلم المفرد 12 - العنكبوت- 317/ 10 لام الأمر التي تجزم الفعل المضارع 4 - الطلاق- 285/ 14 لام الأمر 104 - آل عمران- 267/ 2 حذف التاء من الفعل المضارع للتخفيف 32- آل عمران- 157/ 2 نون الوقاية 64- الزمر- 206/ 12 نون الوقاية المتصلة بالمضارع 94 - يوسف- 62/ 7 توالي النونات 186- آل عمران- 404/ 2 الضمائر أقسام الضمير 133- الصافات- 83/ 12 إعراب الضمائر المنفصلة التي تقع في محل رفع 157 - البقرة- 315/ 1 الضمائر المنفصلة التي تقع في محل نصب 41- البقرة- 115/ 1 الضمائر المنفصلة إعرابها ومعانيها 17- المائدة- 309/ 3 إعراب الضمائر المتصلة بالأسماء 5- البقرة- 41/ 1 إعراب واو الجماعة المتصلة بالفعل 131- آل عمران- 310/ 2 التاء ضمير متصل ولها ستة أنواع 56- النحل- 340/ 7 الكاف المفردة ومعانيها 18- السجدة- 115/ 11 مواضع ورود حرف الهاء على خمسة أوجه 31 - الرحمن- 96/ 14 الضمير المسمى فصلا وعمادا (فوائده وإعرابه) 43- النجم- 60/ 14 إعراب ضمير الفصل واختصاصه 82 - آل عمران- 235/ 2 أوجه إعراب ضمير الفصل 164- الصافات- 94/ 12 الضمائر التي تلحق أسماء الاشارة 43 - الأعراف- 416/ 4 أسماء الاشارة 2- الحج- 83/ 9 أوجه إعراب الاسم بعد اسم الاشارة 140- آل عمران- 319/ 2 اعراب أسماء الاشارة عند الكوفيين 119- آل عمران- 293/ 2 اسم الاشارة للمفرد المذكر 13- النساء- 459/ 2 اسم الاشارة لجمع المذكر والمؤنث 17- النساء- 467/ 2 اسم الاشارة ذا إضافته واعرابه 14- الأنفال- 186/ 5 إعراب الاسم بعد اسم الاشارة 83- القصص- 302/ 10 الأسماء الموصولة التي تكتب بلام واحدة 16 - النساء- 465/ 2 أسماء الأفعال أقسامها ومعانيها 28- يونس- 116/ 6 أسماء الأفعال المضارعة 23- الإسراء- 35/ 8 الفروق بين أسماء الأصوات وأسماء الأفعال 121- طه- 437/ 8 اسم الفعل المرتجل والمنقول 67- الأنبياء- 49/ 9 أسماء الاستفهام وأدواته 147- الأعراف- 77/ 5 أقسام أدوات الاستفهام من جهة التصور والتصديق 119- الأنعام- 266/ 4 هل- اختصاصها وإعرابها ومعانيها 91- المائدة- 17/ 4 هل حرف استفهام فوائدها ومعانيها 66- الزخرف- 103/ 13

معاني الهمزة الاستفهامية 243- البقرة- 517/ 1 عمل همزة الاستفهام الاستنكاري 124- آل عمران- 300/ 2 الهمزة أصل أدوات الاستفهام أقسامها ومعانيها 104- المائدة- 41/ 4 خصائص همزة الاستفهام 60- النمل- 197/ 10 دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل 149 - الصافات- 91/ 12 [معاني الهمزة] واعرابها 15- الطور- 20/ 14 همزة التسوية 64 - آل عمران- 208/ 2 خصائص أي الاستفهامية 1- النساء- 430/ 2 أنّى الاستفهامية ومعانيها الأربعة 20- مريم- 284/ 8 إعراب من الاستفهامية حسب موقعها من الجملة 17- هود- 238/ 6 أوجه إعراب من 40- النور- 271/ 9 من تأتي على أربعة أوجه 52- يس- 21/ 12 أيان اسم استفهام (أصلها واعرابها) 187- الأعراف- 142/ 5 أوجه إعراب كيف الاستفهامية 28- البقرة- 89/ 1 كيف الاستفهامية إعرابها وأنواع استفهامها 86- آل عمران- 240/ 2 كيف الاستفهامية إعمالها وإهمالها 24- الأنعام- 111/ 4 كيف اسم مبهم أنواعه وإعرابه 129- الأعراف- 48/ 5 أوجه استعمال كيف 48- الروم- 59/ 11 أوجه إعراب كيف حسب موقعها من الاعراب 25 - الزخرف- 78/ 13 أي الاستفهامية وفوائدها 81 - الأنعام- 407/ 4 أي اسم استفهام معرب 26- التكوير- 258/ 15 شروط حذف ألف ما الاستفهامية 1 - النبأ- 214/ 15 كم الاستفهامية والخبرية 6 - الزخرف- 66/ 13 إعراب الاسم الذي يأتي بعد كم الخبرية 4 - الأعراف- 359/ 4 كم الاستفهامية وكم الخبرية 98- مريم- 344/ 8 مواضع الاتفاق والاختلاف بين كم وكأي 60- العنكبوت- 13/ 11 كأي إعرابها ومعانيها 146 - آل عمران- 329/ 2 «كأين» إعرابها واختصاصها 13- محمد- 217/ 13 أسماء الشرط إعراب أدوات الشرط 215 - البقرة- 444/ 1 أدوات الشرط غير الجازمة 56- النساء- 66/ 3 اختصاص أدوات الشرط بالدخول على الأفعال 128- النساء- 191/ 3 فعل الشرط وجوابه 194- البقرة- 397/ 1 متى يعرب فعل الشرط وجوابه في محل خبر 30- النساء- 21/ 3 اعتراض شرط على آخر 34- هود- 262/ 6 الشرط لا يتعلق إلا بالأفعال 100- الإسراء- 123/ 8 الجواب وشبه الجواب 69- غافر- 275/ 12 جواز حذف جواب الشرط 57 - هود- 296/ 6 الجزم بجواب الطلب 86- التوبة- 413/ 5 مواضع ربط جواب الشرط بالفاء 121- البقرة- 253/ 1 الفاء التي تفصح عن الشرط 148- البقرة- 303/ 1 الفاء التي تدل على الشرط 166 آل عمران- 365/ 2 متى تدخل الفاء على جواب الشرط 6- النساء 443/ 2 حالات وجوب اقتران جواب الشرط بالفاء 54- المائدة- 385/ 3 الفاء الزائدة الداخلة على الخبر المتضمن معنى الشرط 20- الأنعام- 106/ 4 اختصاص إذا الفجائية 33- الشعراء- 68/ 10

- الجملة الاسمية -.

عدم اقتضاء لزوم ارتباط جواب القسم بالفاء 37- الرعد- 143/ 7 إعراب الجملة بعد إذا الفجائية 77- النساء- 101/ 3 أقسام لو الشرطية 9- النساء- 447/ 2 لو: أقسامهما ومعانيها وجواب لو الشرطية 168 آل عمران- 369/ 2 متى يقترن جواب لو باللام 109- الكهف- 264/ 8 (لو) أحكامها واختصاصها 27- لقمان- 93/ 11 مواضع وقوع لو في الكلام 20 - الأحزاب- 145/ 11 أنواع لو 13 - فاطر- 262/ 11 فوائد اللام الواقعة في جواب لو ولولا 110 - آل عمران- 275/ 2 لولا معانيها وإعرابها 63- المائدة- 398/ 3 استعمالات لولا ولو ما 8- الأنعام- 90/ 4 الفرق بين لولا التي للتحضيض ولولا التي للتنديم 37- الأنعام- 136/ 4 لولا تأتي نافية 98- يونس- 199/ 6 لولا ولو ما اختصاصهما واعرابهما 40- الحج- 121/ 9 دخول لولا على الفعل الماضي 28- الأحقاف- 195/ 13 أمّا (معانيها وفوائدها) 26- البقرة- 87/ 1 أمّا المتضمنة معنى الشرط والتفصيل 57- آل عمران- 199/ 2 أما اختصاصها وإعرابها 3- الإنسان- 183/ 15 الفاصل بين أما والفاء 13 - فصلت- 297/ 12 أوجه إعراب من 52 - يس- 21/ 12 أوجه إعراب من للعاقل 56 - الحجر- 253/ 7 حالات ورود (من) نكرة موصوفة 23- الأحزاب- 149/ 11 شروط زيادة من 74 - التوبة- 396/ 5 إي إعرابها وموقعها في الكلام 53- يونس- 146/ 6 أوجه إعراب أيان 21- النحل- 299/ 7 إعراب أيّ حسب موقعها من الجملة 124- التوبة- 65/ 6 أيّ: أنواعها وأوجه إعرابها 57- الإسراء- 71/ 8 أيّهم: أوجه إعرابها 70- مريم- 326/ 8 أوجه إعراب أي 50- المرسلات- 210/ 15 أوجه إعراب إذا 77 - النساء- 101/ 3 إذا الفجائية اختصاصها وفوائدها 58- التوبة- 368/ 5 خروج إذا عن معنى الاستقبال 92- التوبة- 11/ 6 أقسام إذا وإعرابها 48- النور- 281/ 9 .- الجملة الاسمية-. مواضع حذف المبتدأ 49- فصلت- 13/ 13 ما يحتمل المبتدأ أو الخبر 21 - محمد- 227/ 13 جواز حذف المبتدأ بعد فاء الجواب 15 - الجاثية- 148/ 13 متى تعرب الجملة مبتدأ وخبرا 64 - الأنفال- 259/ 5 أنواع الخبر 116- التوبة- 49/ 6 شروط تعدد الخبر 4- إبراهيم- 156/ 7 عطف الخبر على الإنشاء 10- الصف- 239/ 14 حالات تقديم الخبر على المبتدأ 41 - الأنفال- 230/ 5 مسوغات الابتداء بالنكرة 69- هود- 312/ 6 حالات الابتداء بالنكرة 29- الرعد- 127/ 7 .- النواسخ-. خصائص كان وزيادتها 43- يوسف- 439/ 6 الفعل التام الناقص 121- آل عمران- 296/ 2 كان التامة وكان الناقصة 71- المائدة- 416/ 3 شروط حذف النون من الفعل المضارع الناقص يكن 53- الأنفال- 246/ 5

- الحروف الناسخة -.

اسم كان وخبرها 147- آل عمران- 331/ 2 جواز تقدم خبر كان على اسمها 51- النور- 284/ 9 مواضع حذف كان مع اسمها 135- النساء- 202/ 3 معاني أخوات كان 97- آل عمران- 255/ 2 أقسام الأفعال التي تعمل عمل كان 22- الأعراف- 379/ 4 أصبح، أمسى، أضحى من أخوات كان معانيها واختصاصها 17- الروم- 33/ 11 الفرق بين ما دام وما زال 75 - آل عمران- 222/ 2 الأفعال المعتلة الناقصة واتصالها بالضمائر 72- الأنفال- 271/ 5 ما النافية العاملة عمل ليس 35- الشورى- 47/ 13 شروط عمل ما الحجازية عمل ليس 99 - آل عمران- 257/ 2 (ما) عند الحجازيين والتميميين 8- البقرة- 47/ 1 لا المشبهة بليس المهملة 48- الأنعام- 151/ 4 لا الحجازية العاملة عمل ليس عند الحجازيين 94- الأنبياء- 68/ 9 حالات تكرار «لا» 44- الواقعة- 118/ 14 شروط عمل إن عمل ليس 110 - المائدة- 57- 4 (لات) إعرابها واختصاصها 3- ص- 103/ 12 عمل أفعال المقاربة والشروع 51 - الإسراء- 65/ 8 شروط عمل أفعال المقاربة والشروع عمل كان وأخواتها 97- النساء- 147/ 3 أفعال المقاربة والرجاء والشروع 99- النساء- 147/ 3 أوجه إعراب عسى بمنزلة كان 216- البقرة- 447/ 1 .- الحروف الناسخة-. معاني الأحرف المشبهة بالفعل 18- الفرقان- 316/ 9 إنّ وأخواتها 57- غافر- 263/ 12 عمل ما المتصلة ب إن وإحدى أخواتها واعرابها 185 - آل عمران- 402/ 2 مواضع كتابة ما منفصلة عن أن وأخواتها وإعرابها وأنواعها 155- آل عمران- 347/ 2 ما المتصلة ب إن وأخواتها 10- النساء- 449/ 2 فائدة دخول ما على الحرف المشبه بالفعل إنّ 40- النحل- 322/ 7 إن المخففة أعمالها وإهمالها 35- الزخرف- 84/ 13 وجوه إعراب أن 25 - هود- 251/ 6 مواضع كسر همزة إن 29- الأنفال- 204/ 5 مواضع فتح همزة إن 29- الصافات- 52/ 12 شروط إهمال أن 164 - آل عمران- 362/ 2 فوائد تصدير الجملتين بإنّ 16- الحج- 99/ 9 ليت المتصلة بالحرف ما يجوز إعمالها وإهمالها 33- المائدة- 337/ 3 لعلّ إعرابها ومعانيها 44- طه- 372/ 8 أحرف الترجي والتمني 26- فصلت- 303/ 12 لكن من أخوات إن (إهمالها وإعمالها) 79- الأعراف- 464/ 4 لكن حرف مشبه بالفعل فوائده ومعانيه 17- الأنفال- 191/ 5 أوجه إعراب لكن المخففة 162- النساء- 239/ 3 لكن المخففة من الثقيلة اختلاف النحاة في إعرابها واستعمالها 40- الأحزاب- 169/ 11 كأن المخففة إعرابها واختصاصها 73 - النساء- 91/ 3 كأن المخففة إهمالها وإعمالها 80- الجاثية- 143/ 13 اللام الفارقة الداخلة على خبر إن المخففة من الثقيلة 102 - الأعراف- 25/ 5

- الجملة الفعلية -.

عمل اللام الفارقة 143- البقرة- 193/ 1 اللام المزحلقة 76- الحجر- 264/ 7 فوائد اللام المزحلقة 45- البقرة- 121/ 1 شروط دخول اللام المزحلقة على اسم إن 49- المائدة- 375/ 3 مواضع دخول لام الابتداء 13- يوسف- 391/ 6 لا النافية للجنس 163- الأنعام- 349/ 4 شروط إعمال لا النافية للجنس 47- الشورى- 57/ 13 أوجه مخالفة لا النافية للجنس ل (إنّ) المشبهة بالفعل 51- سبأ- 245/ 11 أقسام اسم لا النافية للجنس 50 - الشعراء- 75/ 10 أوجه إعراب اسم لا النافية للجنس 24 - النساء- 8/ 3 .- الجملة الفعلية-. الفاعل إعرابه إذا تقدم على فعله 124- البقرة- 257/ 1 ما ينوب عنه أربعة أمور 28- العنكبوت- 331/ 10 المفاعيل المنصوبات المتشابهة 82 - التوبة- 407/ 5 تقديم المفعول به على الفعل 124- البقرة- 256/ 1 حذف المفعول به 77- يونس- 174/ 6 الأفعال التي تنصب مفعولين أفعال القلوب أقسام أفعال القلوب 1- العنكبوت- 309/ 10 جواز حذف أحد مفعولي أفعال القلوب بشروط 180 - آل عمران- 389/ 2 التعليق والإلغاء في أفعال القلوب 42- يوسف- 436/ 6 حسب من أفعال القلوب- معانيه وفوائده 43- الفرقان- 25/ 10 شرائط الأفعال التي تنصب مفعولين 47 - الفرقان- 29/ 10 الحروف التي تبطل عمل الأفعال التي تنصب مفعولين 112 - الأنبياء- 80/ 9 جواز حذف المفعولين إذا عرفا من سياق الكلام 61- القصص- 282/ 10 الفعل المتعدي لمفعولين 30 - آل عمران- 155/ 2 تعدي الفعل بالحرف (عن) فينصب مفعولين 1- الأنفال- 168/ 5 الفعل (جعل) ينصب مفعولا واحدا إذا كان بمعنى أنشأ 1- الأنعام- 79/ 4 جعل فعل متعد ينصب مفعولين 58- طه- 382/ 8 جعل بمعنى صير ينصب مفعولين 86- النمل- 213/ 10 أفعال تنصب ثلاثة مفاعيل 78 - الكهف- 237/ 8 شروط الأفعال المتحولة 106- البقرة- 227/ 1 أفعال التحويل وعملها 99- الكهف- 258/ 8 تعليق الفعل عن العمل بشروط 11- هود- 228/ 6 الأفعال التي تقبل معنى التضاد 1- الأنعام- 79/ 4 قاعدة الاشتغال 15- الإسراء- 25/ 8 نصب الاسم على الاشتغال 47- الذاريات- 9/ 14 أسلوب الاختصاص 1 - اللهب- 423/ 15 شروط العامل في المفعول المطلق 64 - الإسراء- 83/ 8 إعراب (حقا) مفعول مطلق لكونها مصدرا 151- النساء- 225/ 2 شروط المفعول لأجله 1- الكهف- 141/ 8 الظروف نوعان متصرفة وغير متصرفة 93- الكهف- 50/ 8 إعراب الظروف غير المتصرفة 58- النور- 294/ 9 (قبل وبعد) إعرابهما وبناؤهما 30- التوبة- 323/ 5 ثم ظرف مكان 20- الإنسان- 192/ 15

- الحال -.

أوجه إعراب إذ 30- البقرة- 97/ 1 إعراب إذ حسب موقعها 45- آل عمران- 181/ 2 اختلاف النحاة حول إذ 108- النساء- 162/ 3 حذف الجملة بعد إذ ويعوض عنها بتنوين العوض 27- الأنعام- 117/ 4 عند الظرفية و [أحوالها] 99- التوبة- 21/ 6 إذ التعليلية 161- الأعراف- 108/ 5 لزوم عند الاضافة 60- القصص- 280/ 10 خصائص لدن الظرفية 1 - يونس- 214/ 6 الفرق بين عند ولدن 99- طه- 421/ 8 (دون) إعرابه ومعناه 165- البقرة- 331/ 1 (دون) اسم فعل أمر 168- الأعراف- 118/ 5 إعراب كلما 100- البقرة- 212/ 1 كلما منصوبة على الظرفية 7- نوح- 99/ 15 إعراب حيث وإضافتها 191 - البقرة- 390 و391 / تلازم حيث الاضافة إلى الجملة 56- يوسف- 14/ 7 أوجه إعراب حيث 74- الزمر- 216/ 12 لمّا الحينية 52 - آل عمران- 193/ 2 أوجه إعراب لمّا 165- آل عمران- 363/ 2 لمّا الشرطية 126- الأعراف- 43/ 5 لمّا اختصاصها وإعرابها 48- الأنفال- 239/ 5 (لما) اختصاصها وإعرابها 12- الأنبياء- 11/ 9 لما الاستثنائية 4- الطارق- 300/ 15 .- الحال-. شروط صاحب الحال 22- البقرة- 74/ 1 ورود الحال جامدة 2- يوسف- 377/ 6 أنواع الحال 42- إبراهيم- 206/ 7 مواضع مجيء الحال 120- النحل- 412/ 7 مسوغات النكرة لتكون صاحبا للحال 98- طه- 417/ 8 الواو الحالية 18- الكهف- 158/ 8 تقدم الحال وتأخرها 28- سبأ- 224/ 11 اختلاف النحاة حول إعراب كلمة (ملعونين) بأنها حال 60- الأحزاب- 192/ 11 أقسام الحال 27 - الزمر- 176/ 12 تعدد الخبر والحال والصفة 19 - الشورى- 32/ 13 مواضع ورود الجملة في محل نصب حال 25 - الطور- 25/ 14 مواضع الاتفاق والاختلاف بين التمييز والحال 7 - القمر- 67/ 14 أنواع التمييز 7 - الزلزلة- 384/ 15 حذف التمييز 30 - المدثر- 155/ 15 .- المنادي-. إعراب المنادي وبناؤه 35- إبراهيم- 201/ 7 أقسام المنادي 56- العنكبوت- 11/ 11 المنادي وأدواته 1 - التحريم- 293/ 14 إعراب المنادي المفرد العلم المتبوع ب (ابن) 112- المائدة- 62/ 4 المنادي المضاف 126- البقرة- 262/ 1 أحوال المنادي المضاف لياء المتكلم 14- الزمر- 163/ 12 أوجه المنادي المندوب 84 - يوسف- 50/ 7 يختص المنادي (لفظ الجلالة) بعدة أمور 114- المائدة- 64/ 4 أحوال المندوب المضاف لياء المتكلم 27- الفرقان- 12/ 10 حذف ياء النداء والتعويض عنها بميم مشددة في لفظ الجلالة فقط 26 - آل عمران- 147/ 2

- المستثنى -.

أوجه إعراب تابع المنادي 10- سبأ- 207/ 11 التوصل بأي الى نداء المعرف بأل والأسماء الموصولة 118 - آل عمران- 290/ 2 .- المستثنى-. المستثنى بإلا 23- الغاشية- 318/ 15 المستثنى بإلا وحكمه 23 - الشورى- 37/ 13 إعراب المستثنى بإلا حسب العوامل 23 - الأنعام- 110/ 4 أقسام الاستثناء 18- التوبة- 301/ 5 إلا الاستثنائية واختصاصها 233- البقرة- 493/ 1 الاستثناء المفرغ 174- البقرة- 348/ 1 متى تكون إلا أداة حصر 99- البقرة- 211/ 1 أسلوب الحصر وأدواته 50- الأنعام- 155/ 4 أوجه إعراب إلا 84- النساء- 116/ 3 أوجه إعراب حاشا 31- يوسف- 419/ 6 شروط تعدّي الفعل اللازم 22- يونس- 106/ 6 الحالات التي يكون فيها الفعل لازما 15- الأحقاف- 182/ 13 تعداد الأفعال الجامدة 1 - الفرقان- 304/ 9 (هات) فعل أمر جامد «اختصاصه وبناؤه» 74- القصص- 291/ 10 أفعال المدح والذم 98 - هود- 347/ 6 تمييز أفعال المدح والذم 187- آل عمران- 407/ 2 أنواع الجمل بعد أفعال المدح والذم 73- الشعراء- 117/ 10 .- القسم وحروفه-. أحرف القسم 57- الأنبياء- 43/ 9 اتصال اللام الموطئة بالقسم بالحرف قد 59- الأعراف- 445/ 4 اجتماع القسم والشرط 116- الشعراء- 101/ 10 الجملة الواقعة جوابا للقسم 2 - الطور- 16/ 14 اللام الموطئة للقسم 11 - الحشر- 205/ 14 حذف جواب القسم 6 - النازعات- 228/ 15 .- الجمل التي لها محل من الاعراب-. مواضع ورود الجمل الواقعة خبرا 52- الذاريات- 12/ 14 مواضع ورود الجملة الواقعة في محل جر بالاضافة 149 - البقرة- 304/ 1 مواضع ورود الجملة الواقعة مفعولا به 27- الذاريات- 333/ 13 شروط الجملة التي في محل جر بالاضافة 28 - ق- 314/ 13 الجملة المحكية بعد القول 37 - القلم- 47/ 15 مواضع ورود الجملة المحكية بعد القول 116 - النحل- 408/ 7 .- الجمل التي لا محل لها من الاعراب-. (الجملة التفسيرية) 8- محمد- 213/ 13 مواضع ورود الجملة المعترضة 14 - لقمان- 82/ 11 الجملة الاعتراضية 116 - البقرة- 245/ 1 حالات وقوع الجملة فاعلا أو نائب فاعل 35- يوسف- 425/ 6 وقوع الجملة بدلا من مفرد 17- الغاشية- 316/ 15 .- حروف الجر-. ما لا يتعلق من حروف الجر 8- التين- 363/ 15 أحرف الجر التي لا تحتاج الى تعليق 43 - النور- 276/ 9 تعليق الجار والمجرور 36- النور- 268/ 9 أقسام أحرف الجر 30- الأنعام- 122/ 4 حروف الجر الزائدة وفوائدها 22- آل عمران- 139/ 2

- النعت -.

زيادة أحرف الجر 31- الفرقان- 14/ 10 حذف الجار والمجرور 146 - الأنعام- 317/ 4 حرف الجر الشبيه بالزائد 182- آل عمران- 394/ 2 مواضع حذف حرف الجر 37- يس- 13/ 12 المواضع التي يجر فيها الاسم 97 - الشعراء- 96/ 10 من لبيان الجنس 29 - الفتح- 272/ 13 أحوال من الجارة 74 - مريم- 330/ 8 شروط زيادة من الجارة وفوائدها 79- هود- 325/ 6 زيادة من بعد حرف الاستفهام هل 211- البقرة- 433/ 1 فوائد ومعاني من والى الجارّتين 1- الإسراء- 8/ 8 ورود من بمعنى عن 22- الزمر- 170/ 12 أقسام اللام غير العاملة 221 - البقرة- 461/ 1 معاني اللام الجارة 12- طه- 355/ 8 ورود اللام الموطئة للقسم 157- آل عمران- 352/ 2 لام الصيرورة 156- آل عمران- 351/ 2 شروط لام الجحود 143- البقرة- 293/ 1 الباء حرف جر: معانيها وفوائدها 213- البقرة- 439/ 1 مواضع زيادة الباء 39- مريم- 301/ 8 مواضع زيادة الباء وفوائدها 53- هود- 291/ 6 معاني حرف الجر «عن» وفوائده 19- الانشقاق- 284/ 15 مواضع الاتفاق والاختلاف بين حتى الجارة والى 174 - الصافات- 97/ 12 أقسام اللام وفوائدها ومعانيها 33 - الأنعام- 133/ 4 الباء حرف جر زائد وتوكيد 8- البقرة- 47/ 1 معاني حرف الباء 16- الأعراف- 373/ 4 الأصل في الباء للإلصاق 13- الرعد- 105/ 7 اعراب حرف الباء المسبوقة بنفي 20- إبراهيم- 176/ 7 الباء السببية 39- إبراهيم- 243/ 7 الباء المفردة (إعرابها ومعانيها) 33- القمر- 79/ 14 «أنواع حتى» 37- الأعراف- 403/ 4 مواضع ورود حتى في الكلام 48- التوبة- 354/ 5 حتى أنواعها واختصاصها 64- المؤمنون- 192/ 9 حالات إعراب الفعل بعد حتى 42 المعارج- 91/ 15 أحرف الجواب 125 - آل عمران- 302/ 2 إذن حرف جواب إهماله وإعرابه 140- النساء- 210/ 3 سبب إهمال عمل إذن التي ترد حرف جواب وجزاء 140- النساء- 210/ 3 «بلى» إعرابها واختصاصها 76- آل عمران- 223/ 2 الفرق بين بلى ونعم 28- النحل- 308/ 7 بلى حرف جواب وإثبات 7- التغابن- 268/ 14 .- النعت-. الفرق بين النعت السببي والنعت الحقيقي 75- النساء- 96/ 3 حذف الصفة 48- الزخرف- 93/ 13 حذف الموصوف 10 - ق- 304/ 13 ألفاظ التوكيد 149 - الأنعام- 321/ 4 أدوات التوكيد 18- المؤمنون- 167/ 9 توالي التوكيدات 20- الفرقان- 319/ 9 حالات توكيد الفعل المضارع 46- يونس- 139/ 6 نونا التوكيد واتصالهما بالأفعال 36- النمل- 167/ 10 أحكام نون التوكيد المتصلة بالفعل المضارع 169 - آل عمران- 371/ 2 دخول نون التوكيد الثقيلة على الفعل المضارع 89- يونس- 187/ 6 أقسام البدل 65- الفرقان- 47/ 10 العطف 200 - البقرة- 418 و419 / 1 الفوارق بين حروف العطف 16- المؤمنون- 163/ 9

- متفرقات -.

ثم اختصاصها وإعرابها 154- الأنعام- 336/ 4 (مع) إعرابها ومعانيها 35- محمد- 237/ 13 حرف العطف (أو) ومعانيه 13- إبراهيم- 173/ 7 واو العطف التي تسبق الشرط 91- آل عمران- 244/ 2 اجتماع واو العطف ولو الشرطية 88- الإسراء- 109/ 8 الواو المفردة أقسامها وإعرابها 26- الحديد- 161/ 14 عطف المفرد على مفرد بواسطة الواو 72 - يونس- 173/ 6 الواو الاستئنافية 29- آل عمران- 153/ 2 الفاء العاطفة ومعانيها 160- الأعراف- 372/ 4 الفاء العاطفة 11- الأعراف- 372/ 4 الفاء العاطفة للترتيب والتعقيب 61- النحل- 343/ 7 الفاء الزائدة 57- ص- 136/ 12 الفاء المفردة إعرابها وأنواعها 54 - الواقعة- 121/ 14 أم المنقطعة 173 - النساء- 259/ 3 أم العاطفة نوعان 55- الأنبياء- 41/ 9 مواضع ورود أم العاطفة في الكلام 39- الطور- 31/ 14 بل أداة عطف 170 - البقرة- 339/ 1 أحكام (بل) 81- الأعراف- 468/ 4 «بل اختصاصها وإعرابها» 9- الدخان- 119/ 13 عطف النسق وأقسامه 195 - الأعراف- 153/ 5 الفروق بين البدل وعطف البيان 20- فاطر- 303/ 11 عطف الجمل 87 - هود- 334/ 6 عطف المضارع على الماضي 76- المؤمنون- 198/ 9 .- متفرقات-. الأسماء المركبة تركيب الأعداد 150- الأعراف- 84/ 5 تذكير العدد وتأنيثه 160- الأنعام- 346/ 4 أوجه إعراب الاسم بعد العدد 12- المائدة- 298/ 3 اعراب الاسم بعد العدد 12- المائدة- 299/ 3 أنواع العدد 17- ص- 114/ 12 إعراب الأعداد المركبة 36 - التوبة- 335/ 5 العدد المركب 160- الأعراف- 103/ 5 تمييز العدد من حيث الإفراد والجمع 103- الكهف- 260/ 8 تمييز العدد وتذكيره وتأنيثه 48- النمل- 180/ 10 آراء النحاة حول إعراب (لا الأولى) في الآية فلا وربك 65- النساء- 82/ 3 (لا) أنواعها وإعرابها 179- الأعراف- 133/ 5 لا النافية ودخولها على الأفعال 102- الأنبياء- 75/ 9 مواضع زيادة لا 75- الواقعة- 128/ 14 إعراب كل حسب موقعها من الجملة 129 - النساء- 194/ 3 إعراب كل حسب موقعها في الكلام 5- التوبة- 284/ 5 أوجه إعراب كل 111- النحل- 400/ 7 إعراب كل واضافتها 39- الفرقان- 20/ 10 مواضع ورود كل على ثلاثة أوجه 35 - غافر- 246/ 12 اختلاف النحاة في إعراب كل 48 - غافر- 256/ 12 اختلاف النحاة في كل وبعض انهما من ألفاظ المعرفة 32 - الأنبياء- 25/ 9 أوجه إعراب كلا 81- مريم- 336/ 8 معاني كلا 15- الشعراء- 59/ 10 كلا حرف معناه الردع والزجر 18 - المطففين- 273/ 15 «ألا» فوائدها واختصاصها 80- الأنعام- 204/ 4 ألا «إعرابها ومعانيها» 13- التوبة- 295/ 5 سقوط الجار قبل أن المصدرية وأن المؤكدة ذات الهمزة المفتوحة 25- البقرة- 83/ 1

مواضع ورود أن الزائدة 96- يوسف- 64/ 7 شروط أن التفسيرية 131- النساء- 196/ 3 أن المصدرية 68- النحل- 351/ 7 معاني أنّى 223- البقرة- 466/ 1 إن النافية إهمالها وإعمالها 20- الملك- 25/ 15 مواضع دخول إن النافية 66 - يونس- 160/ 6 إن المؤكدة بما 38- البقرة- 110/ 1 إعراب أن الواقعة بعد جملة القول دون حروفه 27- المؤمنون- 172/ 9 أن الزائدة 19- القصص- 239/ 10 مواضع ورود كما في الكلام 18 - المجادلة- 186/ 14 الأحرف المصدرية 17 - التوبة- 299/ 5 اختلاف النحاة في إعراب كلمة «خيرا» 170- النساء- 251/ 3 أوجه إعراب كلمة (رسلا) 165- النساء- 245/ 3 أوجه إعراب (وأخى) بالنصب 25- المائدة- 322/ 3 أوجه اختلاف النحاة في إعراب (الذين ظلموا) 1- الأنبياء- 5/ 9 اختلاف النحاة حول اعراب كلمة أسباطا بين البدل والتمييز 160- الأعراف- 103/ 5 اختلاف النحاة في إعراب كلمة حافظا منصوبا على التمييز 64- يوسف- 22/ 7 اعراب الاسم الذي يقع بعد أفعل التفضيل على أنه تمييز 165- البقرة- 330/ 1 عمل المصدر 181- آل عمران- 392/ 2 إعراب المصادر التي لا أفعال لها 10- يونس- 85/ 6 المصدر المضاف 75- النحل- 360/ 7 أوجه إعراب المصدر 36- الأنبياء- 28/ 9 شروط عمل المصدر عمل فعله 14- البلد- 336/ 15 الاسم الصريح 25 - القصص- 246/ 10 اتصال ما بالحروف واعرابها 37 - آل عمران- 168/ 2 أنواع (ما) واختصاصها 99- المائدة- 33/ 4 أقسام (ما) المتصلة بأفعال المدح والذم 12- آل عمران- 120/ 2 (ما) المتصلة بنعم وإعرابها 58- النساء- 70/ 3 ما الزائدة فوائدها ومعانيها 159- آل عمران- 355/ 2 مواضع زيادة ما 25- نوح- 105/ 15 مواضع ورود (ما) الزائدة 58- الأنفال- 251/ 5 اختلاف النحاة حول إعراب (ما) في الآية (ومن قبل ما فرطتم) أنها زائدة 80- يوسف- 47/ 7 الفرق بين ما الكافة والمصدرية 55- المؤمنون- 187/ 9 أوجه إعراب ما حسب موقعها في الجملة 25- العنكبوت- 329/ 10 (ما) المصدرية نوعان 24- ص- 118/ 12 جواز استعمال (ما) للعاقل 3- النساء- 436/ 2 حالات ورود ما في محل رفع 147- النساء- 220/ 3 حالات ورود ما في الجملة 6- الأنعام- 87/ 4 حالات ورود ما بعد نعم وبئس وساء 136- الأنعام- 296/ 4 ما المصدرية الظرفية 22- الحج- 103/ 9 (ما) نكرة موصوفة 33- الدخان- 129/ 13 أقوال النحاة حول اتصال ما ب ذا واعرابها 109 - المائدة- 53/ 4 أوجه إعراب (ماذا) 33- النمل- 163/ 10 بله ورويد اعرابهما واختصاصهما 17 - الطارق- 15304 (هلمّ) استعمالها واختصاصها 150- الأنعام- 324/ 4

الفوائد الصرفية

الترجيح 31- المدثر- 158/ 15 الاضافة والتعريف 95 - المائدة- 28/ 4 المضاف 34- آل عمران- 159/ 2 اضافة الجزأين لصاحبيهما 78- المائدة- 426/ 3 «حذف الاسم المضاف» 21- الفجر- 327/ 15 المضاف الى ياء المتكلم 36 - آل عمران- 164/ 2 فوائد إضافة ألف التفريق 20- آل عمران- 137/ 2 (غير) اسم ملازم للاضافة 36- فاطر- 280/ 11 أوجه إعراب (غير) 95- النساء- 141/ 3 التحضيض وأدواته 31- الأنعام- 126/ 4 أقوال النحاة حول تعليق الجار والمجرور (في بيوت) 36- النور- 268/ 9 آراء النحاة حول إعراب جملة (لا يسمعون) 6- الصافات- 44/ 12 الفوائد الصرفية وزن الفعل الثلاثي- خطب يخطب 235- البقرة- 502/ 1 الفعل المعتل الأول 16- آل عمران- 129/ 2 الفعل المضعف 120- آل عمران- 295/ 2 الفرق بين الثلاثي مطر والرباعي أمطر 84- الأعراف- 468/ 4 الرباعي المضعف 51- يوسف- 7/ 7 المجرد والمزيد من الأفعال 11- السجدة- 111/ 11 أقسام ال التعريف 183 - آل عمران- 397/ 2 أنواع التنوين 134- الأنعام- 291/ 4 تنوين العوض 16- الأنعام- 100/ 4 تنوين التمكين 82- غافر- 283/ 12 صوغ اسم المرة والهيئة 46 - الأنبياء- 36/ 9 اسم الفاعل 18- الكهف- 158/ 8 عمل اسم الفاعل 145- البقرة- 299/ 1 اسم الفاعل المنقطع عن الاضافة 47- إبراهيم- 212/ 7 عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل 27- فاطر- 272/ 11 الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل 14 - غافر- 232/ 12 شروط عمل اسم المفعول 75 - النساء- 96/ 3 أفعولة من صيغ المبالغة 111- البقرة- 236/ 1 أوزان صيغ المبالغة واتصالها بتاء التأنيث 3- المائدة- 277/ 3 وزن اسم المكان 114- البقرة- 242/ 1 صوغ اسم الزمان واسم المكان 80- الإسراء- 100/ 8 اسم الزمان 90- الكهف- 248/ 8

اسما الزمان والمكان وصوغهما من الثلاثي وغير الثلاثي 13- النجم- 43/ 14 اسم الزمان المبهم المضاف 119 - المائدة- 75/ 4 التعجب والتفضيل، صيغة التعجب 175- البقرة- 349/ 1 جواز استعمال فعل التعجب على وزن فعل بضم العين 177- الأعراف- 130/ 5 صوغ اسم التفضيل 60- المائدة- 394/ 3 ورود التفضيل على طريقة المشاكلة 76- مريم- 332/ 8 اسم التفضيل 12- الكهف- 148/ 8 (من) بعد اسم التفضيل 58- الكهف- 216/ 8 خصائص اسم التفضيل 27- الفرقان- 270/ 10 الاسم المنقوص 41 - الأعراف- 411/ 4 أحرف النسبة 79- آل عمران- 230/ 2 رسم الكتابة في القرآن 38- الأعراف- 392/ 4 كتابة الهمزة في القرآن 102- النحل- 389/ 7 أحوال كتابة الهمزة 17- النحل- 296/ 7 مواضع كتابة الهمزة 76- الرحمن- 107/ 14 همزة فعل الأمر 23 - الدخان- 126/ 13 رسم القرآن في كتابة الهمزة خاص به 70 - طه- 391/ 8 جواز تسهيل الهمزة 10- الأعراف- 372/ 4 قاعدة إثبات همزة (ابن) وحذفها 34- مريم- 296/ 8 مواضع حذف همزة ابن 171- النساء- 255/ 3 اختلاف الصيغة بسبب همزة التعدية 30- النساء- 21/ 3 الإعلال والإبدال: جواز قلب التاء طاء لتسهيل النطق 7- النمل- 142/ 10 اضافة حرف التاء للتفرقة بين المذكر والمؤنث 23 - النساء- 479/ 2 كيفية رسم التاء في القرآن 137- الأعراف- 61/ 5 أقسام التاء المربوطة التي تلحق الأسماء 73- النمل- 206/ 10 أصل حرف الهاء 66 - آل عمران- 210/ 2 هاء السكت 10- القارعة- 395/ 15 الواو في أولئك ترسم ولا تلفظ 69 - النساء- 86/ 3 الحرف المدغم 125- النساء- 184/ 3 حروف الحلق 80- النحل- 367/ 7 أوجه القراءة في قوله تعالى وعبد الطاغوت 60- المائدة- 394/ 3 المتعدي الى ثلاثة مفاعيل 15- آل عمران- 128/ 2 استعمال الكناية في القرآن 21- النساء- 474/ 2 قوة اللفظ تدل على قوة المعنى 214- البقرة- 442/ 1 اللين والميل والدلالة عليهما من حروف اللغة 135- البقرة- 276/ 1 شروط كتابة الهمزة على السطر 118- النحل- 410/ 7 صوغ الأوزان مفعل وفعال 1- فاطر- 248/ 11 أسماء الأفعال المنقولة 105 - المائدة- 43/ 4 أنواع أل العهدية 183- آل عمران- 398/ 2 (ال) الجنسية و (أل) العهدية 1- العصر- 401/ 15 شروط وجوب معرفة أصل حرف العلة 2 - البقرة- 35/ 1 أصل المد 71- طه- 393/ 8 كيف تكتب (إذا) العاملة والمهملة 61- الأنعام- 166/ 4 تعريف لفظ الدنيا وتنكيرها لأنها على وزن فعلى 28- الكهف- 179/ 8 الأسماء الممنوعة من الصرف 101- المائدة- 37/ 4

الفوائد البلاغية

الأسماء التي تمنع من الصرف 9- الفجر- 323/ 15 الصفة الواردة على وزن أفعل 86 - النساء- 119/ 3 صيغ منتهى الجموع الممنوعة من الصرف 25- التوبة- 314/ 5 شروط الاسم الممنوع من الصرف 104- الأعراف- 26/ 5 الاسم الممنوع من الصرف للعلمية والأعجمية 163- النساء- 242/ 3 الفوائد البلاغية الإيجاز بأسلوب الحوار 154- آل عمران- 346/ 2 التعبير عن المستقبل بصيغة الماضي 1- النحل- 280/ 7 التشبيه التمثيلي 17- البقرة- 62/ 1 التشبيه البليغ في القرآن 28- التوبة- 318/ 5 الاستعارة التبعية 5- البقرة- 41/ 1 الاستعارة المكنية 77- الكهف- 236/ 8 استعارة التمثيلية 41- العنكبوت- 342/ 10 الأمثال المأخوذة من القرآن 191 - البقرة- 390/ 1 المثل في القرآن 92- النحل- 379/ 7 دور المثل في القرآن 73- الحج- 149/ 9 المقابلة 216- البقرة- 447/ 1 المعاني المتقابلة 26- آل عمران- 147/ 2 الطباق المركب 107- آل عمران- 271/ 2 مراعاة النظير 14- آل عمران- 126/ 2 المشاكلة 30- آل عمران- 155/ 2 فن المشاكلة 51- الأعراف- 427/ 4 تعريف المشاكلة 50- النمل- 185/ 10 الجناس الناقص 26 - الأنعام- 115/ 4 الجناس التام 55- الروم- 66/ 11 فن المراجعة في القرآن 124 - البقرة- 257/ 1 فن الإيماء 41- آل عمران- 176/ 2 فن التجريد 164- آل عمران- 362/ 2 فن الاعتراض في القرآن 103- يوسف- 75/ 7 التهكم من فنون البلاغة 31- الكهف- 182/ 8 القلب في الكلام 19- الحاقة- 71/ 15 الإغراء والتحذير واستعمالها في اللغة 11 - الشمس- 342/ 15

فوائد أسباب النزول

فوائد أسباب النزول القتال في الشهر الحرام 217- البقرة- 452/ 1 إصلاح ذات البين 1- الأنفال- 169/ 5 مقتل أبيّ بن خلف 17- الأنفال- 191/ 5 فداء أسرى بدر 67- الأنفال- 264/ 5 أقوال العلماء في عدم ذكر التسمية في أول سورة براءة 1- التوبة- 277/ 5 عبث المنافقين 65- التوبة- 381/ 5 قصة ثعلبة في القرآن 76- التوبة- 398/ 5 البراءة من المنافقين 84- التوبة- 412/ 5 أسباب رفع الحرج 61- النور- 297/ 9 بين أبي بكر (ر) وأمية بن خلف 1- الروم- 23/ 11 هل يكون للرجل قلبان؟ 4- الأحزاب- 129/ 11 ذم البخيل 47 - يس- 18/ 12 العفو عند المقدرة 14 - الجاثية- 147/ 13 الجامعة الفاذّة 7 - الزلزلة- 384/ 15 الفوائد الفقهية أقوال العلماء في كون البسملة آية من كتاب الله أم لا 1- الفاتحة- 22/ 1 فرائض الوضوء 6- المائدة- 287/ 3 دعاء الاستفتاح في الصلاة 163- الأنعام- 349/ 4 مصارف الزكاة 60- التوبة- 372/ 5 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 56- الأحزاب- 187/ 11 سجود التلاوة 37 - فصلت- 313/ 12 صلاة الجمعة 9 - الجمعة- 250/ 14 المحافظة على الصلاة 34 - المعارج- 86/ 15 حكمة السعي بين الصفا والمروة 158 - البقرة- 318/ 1 حكم أداء العمرة أثناء الحج 196- البقرة- 407/ 1 آداب الحج 197- البقرة- 411/ 1 إباحة البيع والشراء أثناء الحج 198- البقرة- 415/ 1 كفارة قاتل الصيد أثناء الإحرام- 95- المائدة 27/ 4 طواف العرب حول البيت قبل الإسلام 35- الأنفال- 214/ 5 حكم ما أهلّ به لغير الله 173- البقرة- 345/ 1 حكم الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها 121- الأنعام- 270/ 4 الأطعمة المحرمة في الإسلام 145- الأنعام- 313/ 4 المحرمات من الأفعال 151- الأنعام- 329/ 4 الضرورات تبيح المحظورات 173- البقرة- 345/ 1 الضرورة تقدر بقدرها 115- النحل- 405/ 7 آداب الجهاد 194- البقرة- 398/ 1 حكم الجهاد في الإسلام 216- البقرة- 446/ 1 أحكام الجهاد والأسرى 4- محمد- 211/ 13 بيان تقسيم الغنائم 41 - الأنفال- 229/ 5

حكم الفيء 7- الحشر- 198/ 14 عقوبة المفسدين في الأرض 33 - المائدة- 337/ 3 حكم قتال البغاة 9- الحجرات- 284/ 13 تحريم القتل 93 - النساء- 136/ 3 القصاص والعفو 45- المائدة- 365/ 3 القضاء والحكم بما أنزل الله 59- النساء- 73/ 3 اجتهاد الرسول عليه الصلاة والسلام 105- النساء- 158/ 3 نزول تحريم الخمر على مراحل 219- البقرة- 455/ 1 حكمة التشريع في تحريم الخمر 43- النساء- 48/ 3 حكم شارب الخمر وآكل الميسر قبل التحريم 93- المائدة- 21/ 4 تحريم الربا 130- آل عمران- 308/ 2 تحريم أكل مال اليتيم 127- النساء- 188/ 3 أحكام السرقة 38- المائدة- 346/ 3- إبطال عادة التبني- 37- الأحزاب- 165/ 11 الآيات المنسوخة في القرآن 16 - النساء- 465/ 2 الناسخ والمنسوخ 102- النحل- 389/ 7 النسخ في القرآن 130- طه- 445/ 8 علم الفرائض 11- النساء- 454/ 2 خيار المتبايعين 29- النساء- 19/ 3 هل شرع من قبلنا شرع لنا 44- المائدة- 364/ 3 حكم يمين اللغو 89- المائدة- 15/ 4 لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان 49- الرعد- 146/ 7 البرّ بالقسم 43- ص- 129/ 12 ستر المرأة وصيانتها 59 - الأحزاب- 190/ 11 الحض على النكاح 32 - النور- 261/ 9 التعريض بالنكاح 235- البقرة- 502/ 1 حكم الدخول على النساء والخلوة بالمرأة 30- النور- 257/ 9 أقوال الفقهاء حول زواج الهبة 50- الأحزاب- 178/ 11 حكم عقد النكاح المعقود بشرط التحليل 230 - البقرة- 481/ 1 هل يصح تزويج المؤمنة للكافر 78- هود- 322/ 6 حكم الظهار 1- المجادلة- 166/ 14 ما يخص نساء النبي من أحكام 53 - الأحزاب- 186/ 11 معالجة الشقاق بين الزوجين 35 - النساء- 33/ 3 آراء الفقهاء حول وقوع الطلاق قبل النكاح 49- الأحزاب- 175/ 11 عدة المطلقة وأحكامها 4 - الطلاق- 285/ 14 حد القذف وحد الزنى 4 - النور- 231/ 9 الجماعة التي تشهد على الحد 2- النور- 226/ 9 حديث الإفك 11- النور- 235/ 9

الفوائد التفسيرية

الفوائد التفسيرية فضل سورة الفاتحة وفوائدها 2- الفاتحة- 24/ 1 مقومات الايمان 1- البقرة- 32/ 1 الايمان بالغيب 3- البقرة- 37/ 1 الصلة بين الله والمؤمنين 9- البقرة- 49/ 1 بقاء تحدي القرآن للمشركين بأن يحاكوه الى يوم القيامة 24- البقرة- 79/ 1 فضل الإصلاح بين الناس 114- النساء- 170/ 1 عدم تمني اليهود الموت مخافة الحساب على ما اقترفت أيديهم من الذنوب 95- البقرة- 205/ 1 معنى اسم الملك جبريل 97- البقرة- 209/ 1 استعمال اليهود كلمة راعنا بقصد السخرية 104- البقرة- 224/ 1 الإسلام دين الأنبياء 131- البقرة- 268/ 1 الأسباط 136- البقرة- 278/ 1 الأمة الوسط 143- البقرة- 293/ 1 تحول القبلة 144- البقرة- 297/ 1 كتمان اليهود معرفتهم بشريعة الإسلام 146- البقرة- 300/ 1 وحدة العقيدة ووحدة القبلة 145- البقرة- 301/ 1 الذكر الخفي 152- البقرة- 309/ 1 الشهداء في سبيل الله أحياء 154- البقرة- 312/ 1 جزاء الصبر على البلاء 157- البقرة- 315/ 1 التعقيبات الهادفة في القرآن 189- البقرة- 389/ 1 يقظة الحس الديني وتفتح الفكر لدى الصحابة 189- البقرة- 389/ 1 أقوال المفسرين في معنى الآية ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة 195- البقرة- 400/ 1 الحض على تحرير العقل 197- البقرة- 411/ 1 الانشغال بذكر الله عن التفاخر بالآباء والأجداد 200- البقرة- 419/ 1 فضل الرسل بعضهم على بعض 253- البقرة- 19/ 2 رفض اليهود الاحتكام الى التوراة 23- آل عمران- 141/ 2 تحذير المسلمين من اتخاذ الكافرين أولياء 28- آل عمران- 151/ 2 حب الله مغاير لحب العباد 32- آل عمران- 158/ 2 معنى اسم مريم 36- آل عمران- 164/ 2 معجزات الأنبياء 50- آل عمران- 190/ 2 نكران اليهود وجحودهم للرسول والمسلمين 74- آل عمران- 218/ 2 مفهوم المال لدى اليهود 75- آل عمران- 222/ 2 آراء المفسرين حول قوله تعالى ولن تقبل توبتهم 90- آل عمران- 244/ 2 تعنت اليهود وجدالهم 93- آل عمران- 250/ 2 أنواع الطعام الذي حرمه يعقوب على نفسه 93- آل عمران- 250/ 2 من تاريخ اليهود 101- آل عمران- 260/ 2 وعد الله للمؤمنين بالنصر 151- آل عمران- 335/ 2 أجل الإنسان لازم وحتمي 156- آل عمران- 351/ 2 حديث اللسان وحديث القلب 167- آل عمران- 365/ 2 الايمان بين الفلسفة والقرآن 190- آل عمران- 413/ 2 الذكورة والأنوثة 1- النساء- 430/ 2 رفع الحيف عن اليتيمة 3- النساء- 436/ 2 الحفاظ على أموال اليتامى 6- النساء- 443/ 2 الأحرار والعبيد بعضهم من بعض 25- النساء 13/ 3

مشروعية الكسب الحلال 29- النساء- 19/ 3 الكبائر السبع 31- النساء- 22/ 3 التفاضل بين الناس 32- النساء- 25/ 3 قوامة الرجل على الأسرة 34- النساء- 30/ 3 توزيع مهام الأسرة 34- النساء- 31/ 3 حق الله على عباده 36- النساء- 35/ 3 المراءاة 38- النساء- 38/ 3 اليهود وتحريف الكلم عن مواضعه 46- النساء- 54/ 3 الأمانة العامة 58- النساء- 70/ 3 النصيحة في السر 63- النساء- 79/ 3 الإسلام دين اليسر 66- النساء- 84/ 3 مكانة السنة في التشريع الاسلامي 69- النساء- 86/ 3 القتال الحق 74- النساء- 93/ 3 القتال في سبيل الله 76- النساء- 97/ 3 الأسباب المانعة من الجهاد في مكة 77- النساء- 100/ 3 الموت حق 78- النساء- 104/ 3 لا يريد الله بعباده إلا الخير 79- النساء- 106/ 3 معنى كلمة الشيطان 83- النساء- 114/ 3 فضل الروية 83- النساء- 114/ 3 التحية في الإسلام 86- النساء- 119/ 3 تحريم القتل بغير حق 93- النساء- 136/ 3 العمل هو المقياس 123- النساء- 181/ 3 العدل في المعاملة 129- النساء- 193/ 3 هل الجن يعلمون الغيب 14- سبأ- 211/ 11 من صفات المنافقين التأرجح وعدم الاستقرار 143 - النساء- 216/ 3 الشهر الحرام 2- المائدة- 272/ 3 إقامة العدل 8- المائدة- 292/ 3 النفس الطيبة والنفس البغضية 27- المائدة- 325/ 3 أحكام التوبة 34- المائدة- 339/ 3 وجوب الحكم بما أنزل الله 44- المائدة- 364/ 3 الدين والشريعة 48- المائدة- 372/ 3 المنافقون واليهود 53- المائدة- 382/ 3 الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل 55- المائدة- 386/ 3 أوجه القراءة في قوله تعالى وعبد الطاغوت 60- المائدة- 394/ 3 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 63- المائدة- 399/ 3 لؤم اليهود وعنادهم 64- المائدة- 403/ 3 كيد اليهود في تضليل 64- المائدة- 404/ 3 غرور اليهود وعنادهم 68- المائدة- 410/ 3 آداب الخطاب 73- المائدة- 420/ 3 الابتلاء والاختبار 94- المائدة- 23/ 4 المعتقدات الجاهلية الزائفة 103- المائدة- 39/ 4 من صور المساواة في الإسلام 52- الأنعام- 159/ 4 ورود الشعر في القرآن 60- الأنعام- 174/ 4 أوجه القراءات في كلمة (درست) 105- الأنعام- 244/ 4 من أدب القرآن 108- الأنعام- 248/ 4 حال المفسدين في الأرض 123- الأنعام- 274/ 4 الفرق الاسلامية 148- الأنعام- 320/ 4 أقوال الفقهاء في حروف أوائل السور 1- الأعراف- 354/ 4 القرآن وعلم الطب 32- الأعراف- 395/ 4 التطير 131- الأعراف- 51/ 5 رؤية الله في الدنيا والآخرة 143- الأعراف- 71/ 5

بشارة التوراة والإنجيل برسالة محمد عليه الصلاة والسلام 156- الأعراف- 97/ 5 العرف أحد مصادر التشريع 199- الأعراف- 158/ 5 آراء المفسرين حول معنى الفرقان 29- الأنفال- 204/ 5 متى ينقض العهد مع الكافرين 58- الأنفال- 251/ 5 ذكاء واصل بن عطاء وفطنته 6- التوبة- 286/ 5 عمارة المساجد 18- التوبة- 302/ 5 القول الباطل 32- التوبة- 327/ 5 شدة الوعيد لمن يترك الزكاة 35- التوبة- 332/ 5 السابقون الأولون 100- التوبة- 23/ 6 استغفار الرسول لعمه أبي طالب 113- التوبة- 45/ 6 حديث الثلاثة الذين خلفوا 118- التوبة- 56/ 6 المحكم من الآيات القرآنية 120- التوبة- 58/ 6 خلجات النفوس وأوضاع الناس 12- يونس- 89/ 6 نعيم الدنيا زائل 24- يونس- 110/ 6 حلّ لإشكال 35- يونس- 125/ 6 آراء العلماء حول مفهوم (الأولياء الصالحين) 62- يونس- 158/ 6 سؤال واعتراض 94- يونس- 194/ 6 آراء المفسرين حول قوله تعالى ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم 104- يونس- 207/ 6 هل يكتم الرسول بعض ما أنزل عليه 12- هود- 230/ 6 آراء المفسرين حول (ابن نوح) 45- هود- 280/ 6 عصمة الأنبياء 46- هود- 282/ 6 آراء المفسرين حول الاستثناء الوارد في الآية 107- هود- 358/ 6 شروط التوبة 114- هود- 367/ 6 الرؤيا حق 4- يوسف- 380/ 6 عصمة الأنبياء 24- يوسف- 413/ 6 القرآن كلام الله عز وجل 47- يوسف- 446/ 6 الزوجية في عالم الإنسان والنبات 3- الرعد- 91/ 7 كما تدين تدان 11- الرعد- 101/ 7 كل شيء في الوجود خاضع لله 16- الرعد- 111/ 7 آراء المفسرين في قوله تعالى فردوا أيديهم في أفواههم 9- إبراهيم- 163/ 7 الكلمة الطيبة 26- إبراهيم- 187/ 7 آراء المفسرين حول السبع المثاني 87- الحجر- 270/ 7 تفسير القرآن الكريم 43- النحل- 326/ 7 المفتونون عن دينهم 106- النحل- 398/ 7 التوسط في الأمور 29- الإسراء- 48/ 8 تعنت اليهود وتعجيزهم للرسل 85- الإسراء- 106/ 8 حجاج قريش 90- الإسراء- 113/ 8 آراء المفسرين في آيات موسى عليه السلام التسع 101- الإسراء- 128/ 8 أسماء الله الحسنى 110- الإسراء- 135/ 8 مثل وحوار 44- الكهف- 195/ 8 المال والبنون 51- الكهف- 206/ 8 الرسول يحدث عن الخضر 7- الكهف- 227/ 8 خداع البصر 86- الكهف- 245/ 8 منطق إبراهيم في الحجاج 41- مريم- 306/ 8 إبطاء الوحي (جبريل) بالنزول على الرسول (عليه الصلاة والسلام) 64- مريم- 322/ 8 عصا موسى 18- طه- 357/ 8 المنن التي منّ الله بها على موسى 37- طه- 370/ 8 إيصاء الرسول بحمل أعباء الدعوة بصبر وروية 114- طه- 429/ 8 افتراءات قريش 5- الأنبياء- 7/ 9

الأرض التي باركنا فيها 71- الأنبياء- 52/ 9 الكبر والغرور والجزع 11- الحج- 95/ 9 البيت العتيق 29- الحج- 109/ 9 تقوى القلوب 158- الشعراء- 112/ 9 آراء المفسرين حول البئر والقصر المذكورين في الآية 45- الحج- 124/ 9 رواية الغرانيق 52- الحج- 131/ 9 آثار قدرة الله تعالى 63- الحج- 140/ 9 أقوال الفقهاء حول الجدل 68- الحج- 144/ 9 الإسلام دين اليسر 78- الحج- 154/ 9 إصابة أهل مكة بالمجاعة والقحط لكفرهم 75- المؤمنون- 196/ 9 جواز دخول الأماكن العامة بلا استئذان 27- النور- 251/ 9 الله نور السموات والأرض 35- النور- 266/ 9 إنجاز وعد الله لرسوله بالنصر 55- النور- 288/ 9 من آداب المجلس 63- النور- 301/ 9 رأي أهل السنة والجماعة في مشاهد يوم القيامة 11- الفرقان- 313/ 9 جهل المشركين بين الخير والشر 15- الفرقان- 315/ 9 الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم 124- البقرة- 257/ 10 إنك لا تهدي من أحببت 56 - القصص- 275/ 10 سعد بن أبي وقاص وأمه 8 - العنكبوت- 313/ 10 دابة الأرض 82 - النمل- 210/ 10 الاستواء على العرش 59 - الفرقان- 35/ 10 أقوال اللغويين والمفسرين حول أحرف فواتح السور 1 - الشعراء- 52/ 10 الأنبياء من أوساط الناس 24 - الشعراء- 105/ 10 حكم الشعر في الإسلام 224 - الشعراء- 134/ 10 منطق الطير 16 - النمل- 156/ 10 الطيرة 47 - النمل- 179/ 10 النماذج الانسانية في القرآن 65 - العنكبوت- 18/ 11 الغناء في الجنة 15 - الروم- 32/ 11 فطرة الله 30 - الروم- 43/ 11 المسؤولية والجزاء 44 - الروم- 55/ 11 ضعفاء الايمان من الناس 33 - الروم- 47/ 11 قصة النضر بن الحارث 6 - لقمان- 72/ 11 لا أمان للكافرين 1 - الأحزاب- 127/ 11 تخيير الرسول نساءه بين الطلاق أو الإمساك 28 - الأحزاب- 155/ 11 آراء العلماء حول زمن تسمية الجاهلية الأولى 33 - الأحزاب- 161/ 11 تحريم الزواج على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بعد نسائه التسع 52- الأحزاب- 181/ 11 أدب الاستئذان 53 - الأحزاب- 186/ 11 أصناف المسلمين 31 - فاطر- 277/ 11 حكم الشعر في الإسلام 69 - يس- 31/ 12 إحياء الموتى 77 - يس- 36/ 12 حكمة نظر إبراهيم الى النجوم 88 - الصافات- 71/ 12 أقوال المفسرين في (من هو الذبيح) 99- الصافات- 78/ 12 اختصام الملأ الأعلى 67 - ص- 140/ 12 القصاص يوم القيامة 30 - الزمر- 179/ 12 الروح والجسد 42 - الزمر- 190/ 12 رحمة الله واسعة 53 - الزمر- 198/ 12 نفخة الصور 68 - الزمر- 211/ 12 الجدال في آيات القرآن 4 - غافر- 222/ 12

حملة العرش 7- غافر- 225/ 12 الاستقامة 30 - فصلت- 308/ 12 لا يعلم الغيب إلا الله 47 - فصلت- 10/ 13 آراء المفسرين حول (حم- عسق) 1- الشورى- 17/ 13 آراء المفسرين حول آية (ليس كمثله شيء) 11- الشورى- 25/ 13 شروط التوبة وحكمها 25 - الشورى- 40/ 13 الجزاء من جنس العمل 30 - الشورى- 44/ 13 الناس على درجات 32 - الزخرف- 82/ 13 نعيم الجنة 70 - الزخرف- 108/ 13 جدال المكذبين وعنادهم 57 - الزخرف- 100/ 13 من صفات الله عز وجل الوحدانية 81 - الزخرف- 112/ 13 أشراط الساعة 10 - الدخان- 121/ 13 الدهريون 24 - الجاثية- 155/ 13 أعمال الإنسان مسجّلة عليه 29 - الجاثية- 164/ 13 صدق النبوة 10 - الأحقاف- 174/ 13 استماع الجن للقرآن وإسلامهم 29 - الأحقاف- 199/ 13 أولو العزم من الرسل 35 - الأحقاف- 204/ 13 علامات قيام الساعة 18 - محمد- 223/ 13 آراء المفسرين حول الفتح المبين 1 - الفتح- 243/ 13 أقوال المفسرين حول القوم أولي البأس الشديد 16 - الفتح- 256/ 13 الأدب مع الكبير 2 - الحجرات- 277/ 13 التثبت من الأخبار 6 - الحجرات- 282/ 13 مكارم الأخلاق 11 - الحجرات- 288/ 13 تحريم الغيبة 12 - الحجرات- 291/ 13 الله متكفل بأرزاق العباد 22 - الذاريات- 330/ 13 الإسراء والمعراج 10 - النجم- 40/ 14 معجزة انشقاق القمر 1 - القمر- 65/ 14 الايمان بالقدر 49 - القمر- 84/ 14 القرض الحسن 11 - الحديد- 147/ 14 مكر اليهود 8 - المجادلة- 175/ 14 فضل العلم 11 - المجادلة- 180/ 14 صدقة النجوى 12 - المجادلة- 182/ 14 حدود الله 12 - الممتحنة- 228/ 14 ذلة المنافقين 8 - المنافقين- 259/ 14 طهارة عرض الأنبياء 1 - التحريم- 11/ 15 حسن الخلق 4 - القلم- 34/ 15 أصحاب الجنة 17 - القلم- 45/ 15 هل يؤخر الأجل إذا جاء 4 - نوح- 95/ 15 هل رأى رسول الله الجن؟ 1- الجن- 115/ 15 جهاد الروح والجسد 1 - المزمل- 132/ 15 عناد المشركين وكفرهم 11 - المدثر- 151/ 15 حرص النبي على حفظ القرآن 16 - القيامة- 173/ 15 آراء المفسرين حول رؤية الله في الآخرة 22 - القيامة- 175/ 15 تفصيل وبيان 35 - المرسلات- 206/ 15 توجيه وعتاب 1 - عبس- 242/ 15 أعمال الإنسان مسجلة عليه 10 - الانفطار- 264/ 15 التحذير من إنقاص الكيل 15 - المطففين- 268/ 15 صحف إبراهيم وموسى 18 - الأعلى- 309/ 15 احتباس الوحي عن الرسول مدة من الزمن 1 - الضحى- 352/ 15 الإحسان الى اليتيم والسائل 9 - الضحى- 355/ 15- لن يغلب عسر يسرين- 5- الانشراح- 357/ 15 بداية الوحي 1 - العلق- 365/ 15 فضل ليلة القدر 1 - القدر- 375/ 15

فوائد إعجاز القرآن

رضا الرب ورضا العبد 8- البينة- 381/ 15 لتسألن عن النعيم 8 - التكاثر- 399/ 15 من أخلاق المشركين الهمز واللمز 1 - الهمزة 403/ 15 رحلة الشتاء والصيف 1 - قريش- 410/ 15 الحض على الماعون 7 - الماعون- 412/ 15 نهر الكوثر 1 - الكوثر- 415/ 15 تحريم الانحراف عن الدين السليم إرضاء للناس 6 - الكافرون- 418/ 15 مكانة العلم والعلماء 1 - النصر- 420/ 15 مصير أبي لهب وامرأته الى النار 1 - اللهب- 423/ 15 وجوب دعوة المؤمن أهله الى الدخول في الايمان 1 - اللهب- 424/ 15 فضل سورة الإخلاص 1 - الإخلاص- 426/ 15 الحسد والغبطة 1 - الفلق- 428/ 15 فوائد إعجاز القرآن القرآن يتحدى الفلاسفة 1- المائدة- 268/ 3 القرآن والعلم 125- الأنعام- 281/ 4 القرآن وعلم الفلك 5- يونس- 79/ 6 اعجاز القرآن 98- يونس- 198/ 6 أسرار القرآن الكريم 111- هود- 362/ 6 الأدلة العقلية على وجود الله 42- الإسراء- 54/ 8 الإيجاز في القرآن الكريم 1- طه- 346/ 8 الأدلة الكلامية على وجود الله 22- الأنبياء- 18/ 9 أنواع الأدلة على وجود الله عز وجل 5- الحج- 89/ 9 الكون مخلوق محدث 35- المؤمنون- 176/ 9 فوائد (فقه اللغة) معاني الفعل (رغب) 130- البقرة- 267/ 1 معنى الفعل ألوى في اللغة 78- آل عمران- 227/ 2 من خصائص اللغة العربية دلالة بعض الحروف على معان معينة ملازمة لها 103- 264/ 2 الإدغام من خصائص اللغة 13- الأنفال- 184/ 5 دخول همزة التعدية على الأفعال 43- الأنفال- 232/ 5 سبب وضع علم النحو 3- التوبة- 281/ 5 معاني الحروف المقطعة 1- يونس- 71/ 6 معنى كلمة الويل في اللغة 2- إبراهيم- 154/ 7 أوزان أبحر الشعر 49- الحجر- 250/ 7 دور الشيب في الأدب العربي 4- مريم- 272/ 8 تدوين القرآن 47- العنكبوت- 348/ 10

فوائد السيرة النبوية

فوائد السيرة النبوية بناء الكعبة 39- إبراهيم- 203/ 7 معركة بدر 9- الأنفال- 178/ 5 غزوة حمراء الأسد 172- آل عمران- 376/ 2 إجلاء بني النضير 2- الحشر- 193/ 14 غزوة الخندق 9 - الأحزاب- 138/ 11 غزوة بني قريظة 25 - الأحزاب- 152/ 11 قصة حاطب 1 - الممتحنة- 217/ 14 بيعة الرضوان 10 - الفتح- 248/ 13 أسباب بيعة الرضوان 18 - الفتح- 260/ 13 غزوة خيبر 20 - الفتح- 260/ 13 يوم حنين 25 - التوبة- 313/ 5 موقف الرسول من ثقيف 73- الإسراء- 94/ 8 حادثة مسجد الضرار 107- التوبة- 32/ 6 عام الوفود 59- آل عمران- 201/ 2 عمرو بن العاص يصف مصر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب 63- الشعراء- 82/ 10 الفوائد التاريخية آل عمران 30- مريم- 295/ 8 خروج بني إسرائيل من مصر 82- طه- 403/ 8 أصحاب الأخدود 4- البروج- 290/ 15 أصحاب الفيل 1 - الفيل- 407/ 15 أصحاب القرية 13 - يس- 296/ 11 قصة إلياس عليه السلام 123 - الصافات- 82/ 12 قصة أيوب عليه السلام 83 - الأنبياء- 60/ 9 تبّع ملك اليمن 37- الدخان- 132/ 13 السامري والعجل 148 - الأعراف- 79/ 5 قصة السامري 96- طه- 414/ 8 سبأ وسيل العرم 15- سبأ- 215/ 11 صرح سليمان عليه السلام 44 - النمل- 177/ 10 حكم سليمان وداود في الحرث 78 - الأنبياء- 58/ 9 فتنة سليمان عليه السلام 30- ص- 124/ 12 ناقة صالح عليه السلام 64 - هود- 305/ 6 قصة عاد في القرآن 65- الأعراف- 455/ 4 قصة قارون 78- القصص- 299/ 10 لقمان الحكيم 13 - الروم- 78/ 11 قصة النبي لوط عليه السلام 54 - النمل- 186/ 10 المعجزات التي خص بها المسيح 50 - آل عمران- 190/ 2 ولادة موسى عليه السلام 8- إبراهيم- 161/ 7 مواعدة موسى 86- طه- 407/ 8 قصة موسى وفرعون 13- القصص- 232/ 10 قصة نوح عليه السلام 28 - المؤمنون- 173/ 9 قصة يوسف مع امرأة العزيز 52- يوسف- 9/ 7 قصة قوم يونس 96- يونس- 198/ 6 قصة يونس عليه السلام 139- الصافات- 88/ 12

التشخيص الحي في القرآن المبني على الحركة 117- آل عمران- 286/ 2 التصوير الحي في القرآن 122- الأنعام- 273/ 4 التصوير الفني في القرآن 61- الأنفال- 257/ 5 التصوير الفني في القرآن 6- الزمر- 154/ 12 أسلوب التصوير الحي في القرآن الكريم 1 - العاديات- 390/ 15 قوة الصور البيانية في القرآن لأداء الغرض المقصود 22 - الأنفال- 197/ 5 أسرار البيان في القرآن 62- المائدة- 397/ 3 فن القصة في القرآن 117- الأعراف- 39/ 5 الحوار في القرآن الكريم 27- الأعراف- 387/ 4 الحوار في القرآن الكريم 22- إبراهيم- 182/ 7 طريقة القرآن في توجيه السؤال والجواب 215- البقرة- 444/ 1 أسلوب ختام السور القرآنية 200- آل عمران- 426/ 2 الثبات والتناسق 82- النساء- 111/ 3 من أسرار البلاغة القرآنية 125- النساء- 184/ 3 مدلولات حروف المعاني 6- المائدة- 287/ 3 الترجي في القرآن 35- المائدة- 340/ 3 قول في اليد 64- المائدة- 404/ 3 معنى الحصر في البلاغة العربية 91- المائدة- 17/ 4 المعاني المتشابهة 54- الأعراف- 433/ 4 دقة التعبير القرآني 38- التوبة- 339/ 5 تجسيد المعاني 109- التوبة- 37/ 6 الاعجاز البلاغي في القرآن 44- هود- 278/ 6 من اعجاز القرآن 107- يوسف- 77/ 7 اعجاز الأحرف في أوائل السور 1- مريم- 269/ 8 اختلاف اللفظ بما يناسب المقام 39- فصلت- 315/ 12 مطابقة اللفظ للمعنى 49 - النحل- 331/ 7 لفتة في الأسلوب 36- الزخرف- 88/ 13 الالتفات من الغائب الى المخاطب 1 - الطلاق- 281/ 14 التناسق والانسجام في القرآن بين الألفاظ والمعاني 1 - الليل- 346/ 15 تناسق الجرس والمعنى في آيات القرآن 1 - الناس- 430/ 15 دقة التعبير 6 - المائدة- 288/ 3 النظم القرآني 34- النحل- 314/ 7 الفاء الفصيحة 235- البقرة- 502/ 1 مراعاة الفواصل 50- آل عمران- 190/ 2 مراعاة الفواصل 78- الشعراء- 89/ 10 الجمع والإفراد 13 - النساء- 462/ 2 تكرار الحروف في الفعل الواحد 20- الأعراف- 379/ 4 موافقة المبنى للمعنى 71- يونس- 173/ 6 استخدام القرآن الألفاظ المعنوية للدلالة على الأمور المادية 107- طه- 424/ 8 حذف الأحرف من الكلمات 97- الكهف- 255/ 8 دلالة حرف الخاء والسين على الذلة والمهانة 108- المؤمنون- 216/ 9 دلالة الحرفين العين والضاد في القرآن 33- القصص- 256/ 10 انتقاء الألفاظ 44 - القصص- 268/ 10

ثانيا: قسم الدراسة البلاغية

ثانيا: قسم الدراسة البلاغية علم البديع التورية: «ننجيك ببدنك» 92- يونس- 191/ 6 «قال لا تؤاخذني بما نسيت» 73- الكهف- 231/ 8 فن الاستخدام «لكل أجل كتاب» 38- الرعد- 145/ 7 التكرير: الرحمن الرحيم الفاتحة- 22/ 1 إياك 5- الفاتحة- 26/ 1 الصراط 6- الفاتحة- 28/ 1 يؤمنون بالغيب 3- البقرة- 37/ 1 قالوا 70- البقرة- 161/ 1 في ذكر اللعن 159- البقرة- 320/ 1 «واتقوا الله» 282- البقرة- 92/ 2 «يا مريم» 43- آل عمران- 178/ 2 «ربّنا» 192- آل عمران- 415/ 2 «جلودهم» 23- الزمر- 172/ 12 «يا قوم» 38- غافر- 253/ 12 «قل للمخلّفين من الأعراب» 16- الفتح- 256/ 13 «يا أيها الذين آمنوا» 2- الحجرات- 276/ 13 «فبأي آلاء ربكما تكذبان» 13- الرحمن- 91/ 14 «والذين هم على صلاتهم يحافظون» 34- المعارج- 86/ 15 «ثم إني أعلنت لهم» 9- نوح- 98/ 15 «ثم كلا سوف تعلمون» 4- التكاثر- 397/ 15 «ثم لترونها عين اليقين» 7- التكاثر- 399/ 15 «ولا أنا عابد ما عبدتم» 4- الكافرون- 417/ 15 «انظر- ثم انظر» 75- المائدة- 422/ 3 «لما بين يديه من التوراة» 46- المائدة- 367/ 3 «على ألّا تعدلوا اعدلوا» 8- المائدة- 291/ 3 «إذا ما اتقوا» 93- المائدة- 21/ 4 «إلا يعلمها» 59- الأنعام- 173/ 4 «وسوس» 20- الأعراف- 379/ 4

فن الاستطراد:

«الذين كذبوا شعيبا» 92- الأعراف- 14/ 5 «يسألونك» 187- الأعراف- 142/ 5 «وعند رسوله» 7- التوبة- 288/ 5 «استمتع» 69- التوبة- 387/ 5 «أوفوا المكيال والميزان» 85- هود- 332/ 6 «ولم يجعل له عوجا» 1- الكهف- 140/ 8 «فاتقوا الله وأطيعون» 108- الشعراء- 98/ 10 «وهم بالآخرة هم يوقنون» 3- النمل- 138/ 10 «اسلك يدك- واضمم إليك جناحك» 32- القصص- 254/ 10 «وصدق الله ورسوله» 22- الأحزاب- 147/ 11 «وقال الذين كفروا» 43- سبأ- 238/ 11 فن الاستطراد: «ولكن البر من اتقى» 189- البقرة- 388/ 1 «وبالحق أنزلناه» 105- الإسراء- 130/ 8 «يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا» 13- الممتحنة- 229/ 14 فن الاستدراك والرجوع: «ولكن الله قتلهم» 17- الأنفال- 191/ 5 «ولكن ليقضي الله» 42- الأنفال- 228/ 5 «إلا الذين عاهدتم» 7- التوبة- 288/ 5 فن الاستدراك: «ولكن قولوا أسلمنا» 14- الحجرات- 295/ 13 المشاكلة: يخادعون «1» 9- البقرة- 48/ 1 «يستهزئ» 15- البقرة- 57/ 1 «ومكر الله» 54- آل عمران- 194/ 2 «وهو خادعهم» 142- النساء- 214/ 3 «غلت أيديهم» 64- المائدة- 403/ 3 «ولا أعلم ما في نفسك» 116- المائدة- 72/ 4 «ويمكرون ويمكر الله» 30- الأنفال- 207/ 5 «فنسيهم» 67- التوبة- 384/ 5 «جنتين» 16- سبأ- 214/ 11 «ولعذاب الآخرة أخزى» 16- فصلت- 297/ 12 فن الجمع: «المال والبنون» 46- الكهف- 203/ 8

الطباق:

«لا يسخر قوم من قوم» 11- الحجرات- 287/ 13 «قلوبكما» 4- التحريم- 297/ 14 الطباق: «أموات- وأحياء» 154- البقرة- 312/ 1 الأبيض والأسود: 187- البقرة- 383/ 1 «الحب والكره- الخير والشر» 216- البقرة- 446/ 1 «الإماتة والإحياء» 243- البقرة- 516/ 1 «يقبض ويبسط» 245- البقرة- 521/ 1 «لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت» 286- البقرة- 103/ 2 «الأرض والسماء» 3- آل عمران- 107/ 2 «أعداء واخوان» 103- آل عمران- 264/ 2 «بدت- تخفي» 118- آل عمران- 290/ 2 «يحيي ويميت» 156- آل عمران- 351/ 2 «أمواتا بل أحياء» 169- آل عمران- 371/ 2 «فقير- أغنياء» 181- آل عمران- 392/ 2 «قياما وقعودا» 191- آل عمران- 412/ 2 «الخبيث بالطيب» 2- النساء- 433/ 2 الطباق: «أذلة- أعزة» 54- المائدة- 385/ 3 «أوقدوا- أطفأها» 64- المائدة- 403/ 3 «تبدون» و «تكتمون» 99- المائدة- 33/ 4 «السموات والأرض» 1- الأنعام- 78/ 4 «الأعمى والبصير» 50- الأنعام- 155/ 4 «سبيل الرشد- سبيل الغي» 146- الأعراف- 76/ 5 «فليضحكوا- وليبكوا» 82- التوبة- 406/ 5 «النعماء- الضراء» 11- هود- 228/ 6 «تغيض- تزداد» 8- الرعد- 97/ 7 «ما نخفي وما نعلن» 38- إبراهيم- 200/ 7 «من اهتدى- ومن ضلّ» 15- الإسراء- 24/ 8 «الغداة.. العشي» 28- الكهف- 178/ 8 «أيقاظا ... رقود» 18- الكهف- 157/ 8 «خاشعون- معرضون» 2- المؤمنون- 161/ 9 «لا شرقية ولا غربية» 35- النور- 265/ 9 «وترى الجبال تحسبها جامدة» 88- النمل- 217/ 10

ائتلاف الطباق والتكافؤ:

ائتلاف الطباق والتكافؤ: «فإذا أنزلنا الماء» 5- الحج- 88/ 9 الطباق: «ظاهرة وباطنة» 20- لقمان- 88/ 11 «مثنى وفرادى» 46- سبأ- 240/ 11 «بالعشي والإشراق» 18- ص- 113/ 12 «حبب» و «كرّه» 7- الحجرات- 281/ 13 «عذاب شديد ومغفرة» 20- الحديد- 156/ 14 «فمنكم كافر ومنكم مؤمن» 2- التغابن- 264/ 14 «رب المشرق والمغرب» 9- المزمل- 137/ 15 «من بين الصلب والترائب» 7- الطارق- 301/ 15 المقابلة: «يضل- يهدي» 27- البقرة- 89/ 1 «السموات- الأرض» 33- البقرة- 101/ 1 «الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة» 175- البقرة- 349/ 1 «الليل والنهار» 274- البقرة- 70/ 2 «تؤتي وتنزع» 26- آل عمران- 146/ 2 «الأمر والنهي- المعروف والمنكر» 104- آل عمران- 267/ 2 «تأمرون- تنهون» 110- آل عمران- 275/ 2 «خيرا- شرّ» 180- آل عمران- 389/ 2 «البر والبحر» 59- الأنعام- 173/ 4 «أدخلني- أخرجني..» 80- الإسراء- 100/ 8 «خلقناكم- نعيدكم» 55- طه- 380/ 8 «الذكر والأنثى» 45- النجم- 59/ 14 «باطنه- وظاهره- الرحمة- العذاب» 13- الحديد- 147/ 14 «فأما من طغى» 37- النازعات- 237/ 15 «يستوفون- يخسرون» 2- المطففين- 268/ 15 «لينبذنّ في الحطمة» 4- الهمزة- 405/ 15 مراعاة النظير: ضاءت 17- البقرة- 62/ 1 «زين للناس حبّ الشهوات» 14- آل عمران- 125/ 2 «فرحين- ويستبشرون» 170- آل عمران- 374/ 2 «فجزاؤه جهنم» 93- النساء- 136/ 3 «ماء- السيل- زبدا» 17- الرعد- 114/ 7

الإدماج:

الإدماج: «له الحمد في الأولى والآخرة» 70- القصص- 288/ 10 المذهب الكلامي: «حتى يلج الجمل في سم الخياط» 40- الأعراف- 410/ 4 «إنا أعطيناك الكوثر» 1- الكوثر- 414/ 15 الكلام المتناسب: «القمّل» 133- الأعراف- 55/ 5 فن المناسبة اللفظية: «حميم- أليم» 4- يونس- 77/ 6 «وردّ الله الذين كفروا بغيظهم» 25- الأحزاب- 152/ 11 «أو لم يهد لهم» 26- السجدة- 122/ 11 «سبحان الذي خلق الأزواج كلها» 36- يس- 10/ 12 «والكتاب المبين» 2- الزخرف- 64/ 13 «ن والقلم وما يسطرون» 1- القلم- 34/ 15 التفنن وأسلوب الكلام: «وما يستوي الأعمى والبصير» 58- غافر- 263/ 12 حسن النسق: «يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء» 90- النحل- 375/ 7 البيان: «تلك أمانيهم» 111- البقرة- 236/ 1 «إن الله يأمر بالعدل» 90- النحل- 375/ 7 «وضرب لنا مثلا» 78- يس- 36/ 12 الجمع مع التفريق: «لا تكلم نفس إلا بإذنه» 105- هود- 358/ 6 فن جمع المختلف والمؤتلف: «وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث» 78- الأنبياء- 58/ 9 الإفراد والجمع: المخالفة في الإفراد والجمع «خالدين فيها» و «خالدا فيها» 13- النساء- 462/ 2 «وجعل الظلمات والنور» 1- الأنعام- 78/ 4 وصف الواحد بالجمع: «مثاني» 23- الزمر- 172/ 12 الأدب في الألفاظ- «هي راودتني» 26- يوسف- 412/ 6 «فأردت أن أعيبها» 79- الكهف- 242/ 8 «فمن عفا وأصلح فأجره على الله» 40- الشورى- 52/ 13

الألفاظ التي يعذب جمعها:

الألفاظ التي يعذب جمعها: «الألباب» 197- البقرة- 411/ 1 التصوير الرائع: «ينظرون من طرف خفي» 45- الشورى- 55/ 13 الترتيب الرائع: «الم ذلك الكتاب» 1 البقرة- 40/ 1 «ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم» 22- المجادلة- 189/ 14 الكلام الجامع المانع: «إنما يتقبل الله من المتقين» 27- المائدة- 325/ 3 «إن خير من استأجرت» 26- القصص- 247/ 10 «إلا هي أكبر من أختها» 48- الزخرف- 93/ 13 تلوين الخطاب: «الذين يتربصون بكم» 141- النساء- 212/ 3 «دعوتكما» 89- يونس- 187/ 6 التعبير البلاغي: «فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون» 132- البقرة- 271/ 1 «خاشعة أبصارهم» 43 القلم- 51/ 15 السر البلاغي: «الى السور» 257- البقرة- 30/ 2 التعبير بالضد: «ربما يود الذين كفروا» 2- الحجر- 218/ 7 التعبير بالأنفس عن الآخرين: «بأنفسهم» 12- النور- 235/ 9 التقسيم: «دعانا لجنبه..» 12- يونس- 89/ 6 «فأما الذين شقوا» 106- هود- 358/ 6 «يريكم البرق خوفا وطمعا» 12- الرعد- 104/ 7 «بالعدل والإحسان» 90- النحل- 375/ 7 فن صحة الأقسام أو التناسب بين المعاني: «يهب لمن يشاء إناثا» 49- الشورى- 59/ 13 «لا أقسم بيوم القيامة» 1- القيامة- 168/ 15 المبالغة: «الحمد لله» 2- الفاتحة- 24/ 1 «ولا هم ينصرون» 48- البقرة- 123/ 1

فن التغاير:

«وأن تقولوا» 169- البقرة- 337/ 1 «وما اختلف الذين أوتوا الكتاب» 19- ال عمران- 133/ 2 «وما كان لنبيّ أن يغلّ» 161- آل عمران- 358/ 2 «يأكلون في بطونهم» 10- النساء- 449/ 2 «إلا ما قد سلف» 22- النساء- 476/ 2 «خوانا أثيما» 106- النساء- 160/ 3 «ترى أعينهم تفيض من الدمع» 83- المائدة- 7/ 4 «يحملون أوزارهم على ظهورهم» 31- الأنعام- 125/ 4 «قلء الذكرين حرّم أم الأنثيين» 143- الأنعام- 311/ 4 «بدم كذب» 18- يوسف- 397/ 6 «أضغاث أحلام» 44- يوسف- 442/ 6 «ومن هو مستخف» 10- الرعد- 99/ 7 «ولا يكاد» 17- إبراهيم- 172/ 7 «وإن كادوا ليفتنوك» 73- الإسراء- 93/ 8 «أو يصبح ماؤها غورا» 41- الكهف- 192/ 8 «مستهم نفحة» 46- الأنبياء- 36/ 9 «لا يسمعون حسيسها» 102- الأنبياء- 75/ 9 «وتقولون بأفواهكم» 15- النور- 240/ 9 «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها» 31- النور- 257/ 9 «إن هؤلاء لشرذمة قليلون» 54- الشعراء- 78/ 10 «ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة» 76- القصص- 294/ 10 «أنتم الفقراء إلى الله» 15- فاطر- 265/ 11 «والذين اجتنبوا الطاغوت» 17- الزمر- 165/ 12 «الغفور» 53- الزمر- 198/ 12 «إنه هو الغفور الرحيم» 53- الزمر- 198/ 12 «كبر مقتا عند الله» 3- الصف- 231/ 14 «واستغشوا ثيابهم» 7- نوح- 98/ 15 فن التغاير: «لا يشعرون- لا يعلمون» 13- البقرة- 54/ 1 «الصابرين والصادقين» 17- آل عمران- 130/ 2 «ولا تقتلوا أولادكم من إملاق» 151- الأنعام- 328/ 4 «قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا» 31- الأنفال- 209/ 5 توكيد المدح بما يشبه الذم: «هل تنقمون منّا إلّا أن آمنّا» 59- المائدة- 392/ 3

فن التوهم:

«وما تنقم منّا إلا أن آمنّا» 125- الأعراف- 43/ 5 «وما نقموا إلا أن أغناهم» 74- التوبة- 395/ 5 «إلا سلاما» 62- مريم- 319/ 8 «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله» 8- البروج- 293/ 15 فن التوهم: «أن لا تشركوا به شيئا» 151- الأنعام- 328/ 4 «أن لا تسجد» 12- الأعراف- 371/ 4 «ذلك قولهم بأفواههم» 30- التوبة- 323/ 5 «والنجم والشجر يسجدان» 6- الرحمن- 88/ 14 فن نفي الشيء بإيجابه: «لا يسألون الناس إلحافا» 273- البقرة- 69/ 2 «ألهم أرجل يمشون بها- أفلا تنظرون» 195- الأعراف- 153/ 5 «قالوا أضغاث أحلام» 44- يوسف- 442/ 6 «بغير عمد ترونها» 2- الرعد- 91/ 7 «قالوا اتخذ الله ولدا» 4- الكهف- 141/ 8 «ما ليس لك به علم» 15- لقمان- 82/ 11 «فما تنفعهم شفاعة» 48- المدثر- 162/ 15 فن القول بالموجب: «ليخرجن الأعزّ منها الأذل» 8- المنافقين- 258/ 14 ائتلاف اللفظ مع المعنى: «فليستعفف» 6- النساء- 442/ 2 «ولا تركنوا الى الذين ظلموا» 113- هود- 365/ 6 «تالله تفتأ تذكر يوسف» 85- يوسف 51/ 7 «فكبكبوا فيها» 94- الشعراء- 93/ 10 «وأقسموا بالله» 42- فاطر- 287/ 11 تشابه الأطراف: «الله نور السموات» 35- النور- 265/ 9 تجاهل العارف: «أأنت فعلت هذا» 62- الأنبياء- 45/ 9 الالتفات: «إياك نعبد» 5- الفاتحة- 27/ 1 «فتاب عليكم» 54- البقرة- 131/ 1 «ثم توليتم» 83- البقرة- 181/ 1 «لا تعبدون» 83- البقرة- 182/ 1

«إلّا أن تتقوا» 28- آل عمران- 151/ 2 «وما الله يريد ظلما» 108- آل عمران- 273/ 2 «واستغفر لهم الرسول» 64- النساء- 80/ 3 «وكفى بالله شهيدا» 79- النساء- 106/ 3 «ها أنتم هؤلاء» 109- النساء- 163/ 3 «وقد نزّل عليكم» 140- النساء- 210/ 3 «فريقا كذبوا وفريقا يقتلون» 70- المائدة- 414/ 3 «ما لم نمكّن لكم» 6- الأنعام- 86/ 4 «إن ربك حكيم» 83- الأنعام- 209/ 4 «فأخرجنا به نبات» 99- الأنعام- 235/ 4 «وأنّ للكافرين» 14- الأنفال- 186/ 5 «أو لم يروا أنا نأتي الأرض» 41- الرعد- 148/ 7 «وبالنجم هم يهتدون» 16- النحل- 294/ 7 «وإياي فارهبون» 51- النحل- 334/ 7 «فتمتعوا» 55- النحل- 336/ 7 «يخرج من بطونها» 69- النحل- 351/ 7 «الذي باركنا حوله» 1- الإسراء- 7/ 8 «وما يعدهم الشيطان» 64- الإسراء- 83/ 8 «ونحشرهم يوم القيامة» 97- الإسراء- 121/ 8 «وإن منكم إلا واردها» 71- مريم- 328/ 8 «لقد جئتم شيئا إدّا» 79- مريم- 340/ 8 «وتقطعوا أمرهم بينهم» 93- الأنبياء- 66/ 9 «ولولا فضل الله عليكم» 10- النور- 231/ 9 «ظن المؤمنون» 12- النور- 235/ 9 «فأنبتنا به حدائق» 60- النمل- 197/ 10 «فليعلمن الله الذين صدقوا» 3- العنكبوت- 308/ 10 «أم أنزلنا عليهم» 35- الروم- 46/ 11 «فأولئك هم المضعفون» 39- الروم- 50/ 11 «إن أراد» 50- الأحزاب- 177/ 11 «وما أموالكم» 37- سبأ- 233/ 11 «فتثير سحابا» 9- فاطر- 255/ 11 «فأخرجنا به» 27- فاطر- 270/ 11 «إنكم لذائقو العذاب» 38- الصافات- 55/ 12 «من رحمة الله» 53- الزمر- 198/ 12

الالتفات إلى الغيبة:

«قليلا ما تتذكرون» 58- غافر- 263/ 12 «وزينا السماء» 12- فصلت- 292/ 12 «فإن أعرضوا» 13- فصلت- 296/ 12 «فأنشرنا» 11- الزخرف- 70/ 13 «فاليوم لا يخرجون منها» 35- الجاثية- 164/ 13 «فهل عسيتم إن توليتم» 22- محمد- 229/ 13 «ليغفر لك الله» 2- الفتح- 242/ 13 «خالدين فيها» 12- الحديد- 146/ 14 «لا تدري لعل الله» 1- الطلاق- 281/ 14 «فما يكذبك بعد بالدين» 7- التين- 362/ 15 «فصل لربك» 2- الكوثر- 414/ 15 الالتفات إلى الغيبة: «يلعنهم الله» 159- البقرة- 320/ 1 «وإذا قيل لهم» 170- البقرة- 339/ 1 «واشكروا الله» 172- البقرة- 342/ 1 «إلا أن يأتيهم الله» 210- البقرة- 431/ 1 «والله أعلم» 36 آل عمران- 164/ 2 «وجرين بهم» 22- يونس- 105/ 6 الالتفات من الغيبة إلى الخطاب: «سنلقي» 151- آل عمران- 334/ 2 «تعملون» 180- آل عمران- 389/ 2 «لتبيننه» 187- آل عمران- 407/ 2 «أني لا أضيع» 195- آل عمران- 421/ 2 «ما لكم» 75- النساء- 95/ 3 «وبعثنا» 12- المائدة- 298/ 3 «كالذين من قبلكم» 69- التوبة- 387/ 5 «فاستبشروا» 111- التوبة- 41/ 6 «حتى أتاهم نصرنا» 34- الأنعام- 133/ 4 «سأريكم» 145- الأعراف- 73/ 5 فن التزييل: «والفتنة أشد من القتل» 191- البقرة- 393/ 1 «ويعلم ما جرحتم بالنهار» 60- الأنعام- 174/ 4 «وعدا عليه حقا» 111- التوبة- 42/ 6 «إن الباطل كان زهوقا» 81- الإسراء- 100/ 8

فن التهكم:

«ذلك جزيناهم» 17- سبأ- 215/ 11 فن التهكم: «بشّر» 138- النساء- 206/ 3 «مثوبة» 60- المائدة- 393/ 3 «لا يستجيبون» 14- الرعد- 108/ 7 «أم جعلوا لله شركاء» 16- الرعد- 110/ 7 «إنّ جهنّم لموعدهم» 43- الحجر- 246/ 7 «إنك لن تخرق الأرض» 37- الإسراء- 48/ 8 «يغاثون بماء كالمهل» 29- الكهف- 178/ 8 «ما هدى» 79- طه- 400/ 8 «وارجعوا الى ما أترفتم فيه» 13- الأنبياء- 11/ 9 «فرحوا بما عندهم» 83- غافر- 283/ 12 «ذق إنك أنت العزيز الكريم» 49- الدخان- 135/ 13 «هذا نزلهم يوم الدين» 56- الواقعة- 121/ 14 «قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا» 13- الحديد- 147/ 14 «ذلك يوم التغابن» 9- التغابن- 271/ 14 «في جيدها حبل من مسد» 5- اللهب- 423/ 15 فن اللف والنشر: «إذ تبرأ- ورأوا العذاب» 167- البقرة- 334/ 1 «يريد الله بكم اليسر» 185- البقرة- 374/ 1 «نعمة من الله وفضل» 174- آل عمران- 379/ 2 «وهو اللطيف الخبير» 103- الأنعام- 240/ 4 «يوم يأتي بعض آيات ربك» 158- الأنعام- 342/ 4 «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات» 21- التوبة- 306/ 5 «فأما الزبد فيذهب جفاء» 17- الرعد- 114/ 7 «ما ننزل الملائكة إلا بالحق» 8- الحجر- 222/ 7 «إنا نحن نزلنا الذكر» 9- الحجر- 224/ 7 «كلا نمدّ هؤلاء وهؤلاء» 20- الإسراء- 29/ 8 «فتقعد ملوما محسورا» 29- الإسراء- 47/ 8 «شرّ مكانا» 75- مريم- 331/ 8 «ويوم يناديهم» 74- القصص- 291/ 10 «ومن آياته منامكم» 23- الروم- 39/ 11 «فمن يملك لكم من الله شيئا» 11- الفتح- 252/ 13

فن الإيضاح:

فن الإيضاح: «وإن يقاتلوكم» 111- آل عمران- 276/ 2 «ولا صديق حميم» 101- الشعراء- 95/ 60 «وأنيبوا الى ربكم» 54- الزمر- 203/ 12 «فمن يؤمن بربه فلا يخاف» 13- الجن- 123/ 15 «لترون الجحيم» 6- التكاثر- 399/ 15 فن التغليب: «ما طاب» 3- النساء- 435/ 2 «أفمن- كمن» 17- النحل- 295/ 7 «ما في السموات وما في» 49- النحل- 330/ 7 «ومنهم من يمشي على أربع» 45- النور- 278/ 9 «لما خلقت بيدي» 75- ص- 144/ 12 «بعد المشرقين» 38- الزخرف- 87/ 13 «وهم عن دعائهم غافلون» 5- الأحقاف- 170/ 13 فن الاحتراس: «واقتلوهم» 191- البقرة- 393/ 1 «ابتغاء وجه ربهم» 22- الرعد- 123/ 7 «السقف من فوقهم» 26- النحل- 308/ 7 «إنما هو إله واحد» 51- النحل- 333/ 7 «نداء خفيا» 3- مريم- 269/ 8 «تخرج بيضاء من غير سوء» 22- طه- 360/ 8 «إن أردن تحصنا» 33- النور- 261/ 9 «وله كل شيء» 91- النمل- 219/ 10 «لا بارد ولا كريم» 44- الواقعة- 118/ 14 فن التنكيت: «عرضها السموات والأرض» 133- آل عمران- 310/ 2 «يحملون أوزارهم على ظهورهم» 31- الأنعام- 125/ 4 «ولو يعجّل» 11- يونس- 87/ 6 «أن اتخذي من الجبال بيوتا» 68- النحل- 350/ 7 «ولكن لا تفقهون تسبيحهم» 44- الإسراء- 56/ 8 «فلا أنساب بينهم» 101- المؤمنون- 213/ 9 «وإذا مرضت فهو يشفين» 80- الشعراء- 88/ 10 «يغفر لكم من ذنوبكم» 31- الأحقاف- 199/ 13 «أنتم تتلون الكتاب» 44- البقرة- 119/ 1

فن التتميم:

فن التتميم: «له فيها من كل الثمرات» 266- البقرة- 56/ 2 «فيها صرّ» 117- آل عمران- 286/ 2 «مع القاعدين» 46- التوبة- 351/ 5 «يتجرعه ولا يكاد» 17- إبراهيم- 172/ 7 «لتأكلوا منه لحما طريا» 14- النحل- 294/ 7 «من عمل صالحا» 97- النحل- 385/ 7 «واضرب لهم مثلا» 32- الكهف- 184/ 8 «إذا ولوا مدبرين» 80- النمل- 209/ 10 «ولا تنس نصيبك من الدنيا» 77- القصص- 294/ 10 «إنها إن تك مثقال حبة» 16- لقمان- 86/ 11 «لا يسمن ولا يغني» 7- الغاشية- 313/ 15 فن الإبهام: «اسمع غير مسمع» 46- النساء- 53/ 3 «وجوها» 47- النساء- 56/ 3 «فبظلم» 160- النساء- 237/ 3 «ببعض ذنوبهم» 49- المائدة- 375/ 3 «ما يوحى» 38- طه- 369/ 8 «وألق ما في يمينك» 69- طه- 390/ 8 «وفعلت فعلتك التي فعلت» 9- الشعراء- 61/ 10 «ما خلق لكم» 166- الشعراء- 115/ 10 «فأوحى الى عبده ما أوحى» 10- النجم- 40/ 14 «سيعلمون غدا من الكذاب» 26- القمر- 77/ 14 «عليها تسعة عشر» 30- المدثر- 155/ 15 فن الإيغال: «ومن أحسن من الله حكما» 50- المائدة- 377/ 3 «فلا تذهب نفسك» 8- فاطر- 254/ 11 الذكر أو التصريح: «أسرى بعبده ليلا» 1- الإسراء- 6/ 8 «وبالحقّ أنزلناه» 105- الإسراء- 130/ 8 التهييج: «فلا تكن من الممترين» 60- آل عمران- 202/ 2 النهي والشرط للتهييج: «ولا تأخذكم بها رأفة» 2- النور- 226/ 9

فن الإلجاء:

فن الإلجاء: «لخلق السموات والأرض أكبر» 57- غافر- 262/ 12 «بأهدى مما وجدتم» 24- الزخرف- 78/ 13 فن الانفصال: «من أفواههم» 118- آل عمران- 290/ 2 «وما من دابة في الأرض» 38- الأنعام- 138/ 4 الجناس المغاير: «فتقبلها ربها بقبول حسن» 37- آل عمران- 168/ 2 «وهم ينهون عنه وينأون عنه» 26- الأنعام- 115/ 4 الجناس الناقص: «وهم يحسبون أنهم يحسنون» 104- الكهف- 260/ 8 جناس التصريف: «من سبأ بنبإ» 22- النمل- 155/ 10 جناس التحريف: «ولكنا كنا مرسلين» 45- القصص- 268/ 10 جناس الاشتقاق: «ولا تزر وازرة» 18- فاطر- 266/ 11 جناس المزاوجة: «وجزاء سيئة سيئة» 40- الشورى- 52/ 13 الجناس اللاحق: «وإنه على ذلك لشهيد..» 7- العاديات- 389/ 15 التجنيس: «وأسلمت مع سليمان» 44- النمل- 177/ 10 «إن ربهم بهم يومئذ لخبير» 11- العاديات- 390/ 15 فن التعريض: «ولا يكلمهم الله» 174- البقرة- 347/ 1 «فلما رأى كوكبا قال هذا ربي» 77- الأنعام- 202/ 4 «لقوم يفقهون» 98- الأنعام- 235/ 4 «ومن يولهم يومئذ دبره» 16- الأنفال- 189/ 5 «ما نراك إلا بشرا» 27- هود- 250/ 6 «إني عامل» 93- هود- 343/ 6 «قال بل فعله كبيرهم» 63- الأنبياء- 46/ 9 «فإنّهم عدوّ لي» 76- الشعراء- 87/ 10 «ضرب الله مثلا» 10- التحريم- 11/ 15

فن التعريف والتنكير:

فن التعريف والتنكير: «بالخلق- خلق» 15- ق- 306/ 13 رد العجز على الصدر: «لا إله إلا هو» 18- آل عمران- 131/ 2 «استهزئ- يستهزئون» 10- الأنعام- 92/ 4 «وما من حسابك عليهم من شيء» 52- الأنعام- 158/ 4 التصريح: «ثم أنزل عليكم» 154- آل عمران- 345/ 2 التصريح بالضمير: «هم ينشرون» 21- الأنبياء- 17/ 9 الاختصاص: لله- 2- الفاتحة- 24/ 1 «فيهما فاكهة ونخل ورمان» 68- الرحمن- 106/ 14 التهويل: «فغشيهم من اليم ما غشيهم» 78- طه- 399/ 8 «ألا ذلك هو الخسران» 15- الزمر- 163/ 12 الكلام الموجه: «قد كان لكم آية» 13- آل عمران- 123/ 2 «اسمع غير مسمع» 46- النساء- 53/ 3 «وترغبون أن تنكحوهن» 127- النساء- 188/ 3 فن الإسجال: «ما وعدتنا» 194- آل عمران- 418/ 2 «ربنا وأدخلهم جنات عدن» 8- غافر- 325/ 12 الاعراض: «ولن تفعلوا» 24- البقرة- 79/ 1 «أنعم الله» 23- المائدة- 319/ 3 فن صحة التفسير: «صراط الذين» 7- الفاتحة- 30/ 1 «وهو الذي ينزل الغيث» 28- الشورى- 42/ 13 فن الإفراط في الصفة: «وجاء ربك والملك» 22- الفجر- 327/ 15 فن العنوان: «ألم تر أنّ الله يزجي» 43- النور- 275/ 9

المفارقة في الجمل:

المفارقة في الجمل: «زين للذين كفروا» 212- البقرة- 435/ 1 فن القسم: «فو ربك لنحشرنهم» 68- مريم- 326/ 8 قطع التابع عن المتبوع: «ولكن البر من آمن» 177- البقرة- 356/ 1 التشويق والحث على الإصغاء: «وهل أتاك حديث» 9- طه- 351/ 8 فن القلب: «فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق» 213- البقرة- 439/ 1 «ويوم يعرض الذين كفروا على النار» 20- الأحقاف- 188/ 13 فن المراجعة: «وإذ ابتلى» 124- البقرة- 256/ 1 تقرير الغرض المسوق له الكلام: «وراودته» 23- يوسف- 412/ 6 سر الحال: «وإنا إلى ربنا لمنقلبون» 14- الزخرف- 71/ 13 الثناء البليغ: «من خشي الرحمن بالغيب» 33- ق- 317/ 13 فن التعليل: «لولا كتاب سبق» 68- الأنفال- 265/ 5 فن الانسجام: «خذ العفو» 200- الأعراف- 158/ 5 فن الافتنان: «كل من عليها فان» 26- الرحمن- 94/ 14 فن التمكين والتعجيز: «قل كونوا حجارة أو حديدا» 50- الإسراء- 64/ 8 «قل سمّوهم» 33- الرعد- 137/ 7 الغلو: «كاد» 17- إبراهيم- 172/ 7 فن التخيير: «إن تعذبهم فإنهم عبادك» 118- المائدة- 72/ 4 افراد الضمير: «ينفقونها» 34- التوبة- 330/ 5 بلاغة الضمير: «ولا مولود هو» 33- لقمان- 101/ 11

سلامة الاختراع:

سلامة الاختراع: «وإن نشأ نغرقهم» 43- يس- 15/ 12 الوصف: «فكيف آسى على قوم» 93- الأعراف- 14/ 5 استعمال حرف الجر: «إذا أتوا على واد» 18- النمل- 155/ 10 الاستدراج: «وإنا وإياكم» 24- سبأ- 221/ 11 «أم بظاهر من القول» 33- الرعد- 137/ 7 الكلام المتسامح فيه: «وما يعمّر» 12- فاطر- 260/ 11 الكلام المستأنف: «رأيتهم لي ساجدين» 4- يوسف- 380/ 6 التدبيج: «ومن الجبال جدد» 27- فاطر- 270/ 11 التفخيم والإنكار: «هذا صراط مستقيم» 61- يس- 27/ 12 خرم الإطلاق: «إن يشأ يسكن الريح» 33- الشورى- 47/ 13 الالتزام: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» 16- الإسراء- 25/ 8 التباين: «إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم» 26- الفتح- 267/ 13 فن الترويد: «أحق أن تقوم فيه» 108- التوبة- 34/ 6 الاستثناء المذهل: «خالدين فيها إلا ما شاء الله» 128- الأنعام- 283/ 4 قطع النظير عن النظير: «إن لك أن لا تجوع» 119- طه- 433/ 8 ثبوت الديمومة: «الحمد لله» 1- الأنعام- 78/ 4 التعريف: «جذع النخلة» 23- مريم- 290/ 8 التضاد: «من ورائهم جهنم» 10- الجاثية- 143/ 13 المكابرة: وما كادوا 71- البقرة- 161/ 1

الاستئناف البياني:

الاستئناف البياني: «سوف تعلمون» 93- هود- 342/ 6 فن الاحتجاج النظري: «وما كنت لديهم» 102- يوسف- 74/ 7 الإخبار في معنى النهي: لا تعبدون إلا الله 83- البقرة- 181/ 1 الاحتباك: «فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة» 13- آل عمران- 123/ 2 فن التلميع أو التلميح: «ما على المحسنين من سبيل» 91- التوبة- 8/ 6 فن الاعتراض: «ولو حرصت بمؤمنين» 103- يوسف- 74/ 7 الجزالة والفخامة: «يستهزئ» 15- البقرة- 58/ 1 التفخيم والتعظيم: «والله أعلم بما وضعت» 36- آل عمران- 163/ 2 «وليس الذكر كالأنثى» 36- آل عمران- 164/ 2 الاهتمام: «وإني أعيدها بك» 36- آل عمران- 164/ 2 فن الرمز والإيماء والتعريض: «فقال إني سقيم» 89- الصافات- 71/ 12 التوشيح: «اصطفى» 33- آل عمران- 159/ 2 الاسترشاد: «هل لنا من الأمر من شيء» 154- آل عمران- 345/ 2 التصغير والتحقير: «لستم على شيء» 68- المائدة- 410/ 3 اتحاد الشرط والجواب: «وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» 67- المائدة- 408/ 3 فن الإعراب والطرفة: «حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين» 53- المائدة- 382/ 3 فن التجريد: «النار لهم فيها دار الخلد» 28- فصلت- 305/ 12 «من أنفسهم» 164- آل عمران- 362/ 2

إنكار الوقوع:

إنكار الوقوع: «أيود أحدكم» 266- البقرة- 56/ 2 فن التلفيف: «وما كان محمد أبا أحد» 40- الأحزاب- 168/ 11 فن التعليق: «ثم بعثناهم لنعلم» 12- الكهف- 148/ 8 «ثم لا ينصرون» 111- آل عمران- 277/ 2 الاكتفاء بأحد الضدين: «بيدك الخير» 26- آل عمران- 146/ 2 «ما سكن في الليل والنهار» 13- الأنعام- 96/ 4 التسجيع: الرحيم، المستقيم 6- الفاتحة- 30/ 1 فن السجع: «قسمة ضيزى» 22- النجم- 47/ 14 فن التندير: «رأيتهم ينظرون إليك» 19- الأحزاب- 145/ 11 توحيد المعنى: وعلى سمعهم 7- البقرة- 45/ 1 معنى الزيادة: «يزيد في الخلق ما يشاء» 1- فاطر- 248/ 11 النكرة الواقعة في سياق الشرط: «نقيض له شيطانا» 36- الزخرف- 87/ 13 إنابة الصفات مناب الموصوفات: «وحملناه على ذات ألواح» 13- القمر- 71/ 14 النفي والإثبات: «لم يخروا عليها صما وعميانا» 73- الفرقان- 47/ 10 صيغة المشاركة: «تقاسموا» 49- النمل- 182/ 10 التجسيد الحي: «تقشعر منه جلود» 23- الزمر- 172/ 12 الكلام المنصف: «أن يقول ربي الله» 28- غافر- 243/ 12 نكتة بلاغية: «إلى يوم القيامة» 5- الأحقاف- 170/ 13 «ألف سنة إلا خمسين عاما» 14- العنكبوت- 319/ 10

السلب والإيجاب:

السلب والإيجاب: «الذين يظاهرون منكم» 2- المجادلة- 170/ 14 «لا يعصون الله ما أمرهم» 6- التحريم- 298/ 14 فن الاتساع: «إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك» 29- المائدة- 328/ 3 «يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان» 22- الرحمن- 93/ 14 التعجب والتقرير: «ألم تر» 243- البقرة- 516/ 1 «سبحانك» 16- النور- 241/ 9 الاسم الآنف الذكر: «لأولي الألباب» 111- يوسف- 83/ 7 تخليص المشترك ودفع الإبهام: «بدين» 282- البقرة- 92/ 2 براعة التخلص: «الر تلك آيات» 1- يوسف- 375/ 6 براعة الاستهلال: «الذي خلقكم» 1- النساء- 430/ 2 الاستهلال: الفاتحة 1- الفاتحة- 30/ 1 حسن الختام: «واعف عنّا واغفر لنا» 286- البقرة- 103/ 2 «لا يغرنك تقلب» 197- آل عمران- 422/ 2 الفصاحة المطابقة المعنوية: «ثم لا ينصرون» آل عمران- 277/ 2 فن المطابقة: «لا تدركه الأبصار» 103 الأنعام 240 / 4 المطابقة: «عوجا- قيما» 1- الكهف- 140/ 8

علم البيان

علم البيان تشبيه المعقول بالمحسوس: «حبة أنبتت» 261- البقرة- 44/ 2 تشبيه المحسوس بالمحسوس: «يعملون له ما يشاء» 13- سبأ- 211/ 11 التشبيه الصناعي: «وعمارة المسجد الحرام كمن آمن» 19- التوبة- 304/ 5 التشبيه التخييلي: «وليأخذوا حذرهم» 102- النساء- 154/ 3 «طلعها كأنه رؤوس» 65- الصافات- 63/ 12 التشبيه المركب: «كماء أنزلناه» 24- يونس- 109/ 6 «فكأنما خرّ من السماء» 31- الحج- 111/ 9 «كمثل العنكبوت» 41- العنكبوت- 341/ 10 التشبيه التمثيلي المركب: «إلا كباسط كفيه» 14- الرعد- 107/ 7 «استمسك بالعروة الوثقى» 22- لقمان- 91/ 11 التشبيه التمثيلي: «مثلهم كمثل» 17- البقرة- 62/ 1 «أو كصيب» 19- البقرة- 67/ 1 «ومثل الذين كفروا» 171- البقرة- 341/ 1 «كمثل صفوان» 264- البقرة- 50/ 2 «كمثل جنة» 265- البقرة- 52/ 2 «يتخبطه الشيطان» 275- البقرة- 74/ 2 «كدأب آل فرعون» 11- آل عمران- 119/ 2 «لتحسبوه» 78- آل عمران- 227/ 2 «كمثل ريح فيها صرّ» 117- آل عمران- 286/ 2 «فكأنما قتل الناس جميعا» 32- المائدة- 334/ 3 «كالذي استهوته» 71- الأنعام- 191/ 4 «كمن مثله في الظلمات» 122- الأنعام- 272/ 4 «كأنما يصعد في السماء» 125- الأنعام- 279/ 4 «حتى إذا أقلت سحابا» 57- الأعراف- 437/ 4 «فمثله كمثل» 176- الأعراف- 128/ 5 «أولئك كالأنعام» 179- الأعراف- 132/ 5

التشبيه المرسل:

«كما أخرجك ربك» 5- الأنفال- 173/ 5 «كأنما يساقون الى الموت» 6- الأنفال- 174/ 5 «كذلك حقا علينا» 103- يونس- 204/ 6 «كرماد» 18- إبراهيم- 174/ 7 «كشجرة» 24- إبراهيم- 185/ 7 «كشجرة خبيثة» 26- إبراهيم- 186/ 7 «كذلك نسلكه» 12- الحجر- 226/ 7 «واضرب لهم مثل» 45- الكهف- 197/ 8 «ولأصلبنكم في جذوع النخل» 71- طه- 393/ 8 «أعمالهم كسراب» 39- النور- 271/ 9 «إن ذلك لحق تخاصم أهل النار» 64- ص- 139/ 12 «كزرع أخرج» 29- الفتح- 272/ 13 «فإذا انشقت السماء» 37- الرحمن- 100/ 14 «ثم إنكم أيها الضالون» 51- الواقعة- 120/ 14 «كمثل الحمار يحمل أسفارا» 5- الجمعة- 246/ 14 التشبيه المرسل: «كالحجارة» 74- البقرة- 167/ 1 «يسألونك كأنك حفيّ» 187- الأعراف- 142/ 5 «كما بدأكم تعودون» 29- الأعراف- 391/ 4 «كذلك نخرج الموتى» 57- الأعراف- 437/ 4 «نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة» 171- الأعراف- 121/ 5 «كدأب آل فرعون» 52- الأنفال- 244/ 5 «كالأعمى والأصم» 24- هود- 246/ 6 «بماء كالمهل يشوي الوجوه» 29- الكهف- 178/ 8 «كما بدأنا أول خلق نعيده» 104- الأنبياء- 75/ 9 «مثل نوره كمشكاة» 35- النور- 264/ 9 «كأنه هو» 42- النمل- 174/ 10 «كذلك النشور» 9- فاطر- 256/ 11 «حتى عاد كالعرجون القديم» 39- يس- 13/ 12 «كأنهن بيض مكنون» 49- الصافات- 58/ 12 «كأنهن بيض مكنون» 49- الصافات- 58/ 12 «كالمهل يغلي في البطون» 45- الدخان- 135/ 13 «كما تأكل الأنعام» 12- محمد- 216/ 13 «كأنهم لؤلؤ مكنون» 24- الطور- 25/ 14 «كأمثال اللؤلؤ» 23- الواقعة- 114/ 14

التشبيه المرسل المجمل:

«كأنهم جراد» 7- القمر- 67/ 14 «كأنهم أعجاز نخل» 20- القمر- 73/ 14 «فكانوا كهشيم المحتظر» 31- القمر- 77/ 14 «كالأعلام» 24- الرحمن- 93/ 14 «كعصف مأكول» 5- الفيل- 408/ 15 «فأصبحت كالصريم» 20- القلم- 44/ 15 «كأنهم أعجاز نخل» 7- الحاقة- 60/ 15 «كالمهل» 8- المعارج- 78/ 15 «كأنهم حمر مستنفرة» 50- المدثر- 163/ 15 «كالقصر كأنه جمالة» 32- المرسلات- 205/ 15 «كأنهم خشب مسندة» تمثيلي 4- المنافقين- 256/ 14 التشبيه المرسل المجمل: «كالفراش المبثوث» 4- القارعة- 393/ 15 «كالعهن المنفوش» 5- القارعة- 393/ 15 «كأنهن الياقوت» 56- الرحمن- 103/ 14 التشبيه البليغ: «صم بكم» 18- البقرة- 64/ 1 «هذا الذي رزقنا» 25- البقرة- 83/ 1 «وأشربوا في قلوبهم» 93- البقرة- 202/ 1 «الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر» 187- البقرة- 382/ 1 «فإن خير الزاد التقوى» 197- البقرة- 410/ 1 «نساؤكم حرث لكم» 223- البقرة- 466/ 1 «لا تتخذوا بطانة» 118- آل عمران- 289/ 2 «هم درجات» 163- آل عمران- 360/ 2 «إلا متاع الغرور» 185- آل عمران- 401/ 2 «إنكم إذن مثلهم» 140- النساء- 210/ 3 «فيه هدى ونور» 46- المائدة- 367/ 3 «شرعة» 48- المائدة- 372/ 3 «وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو» 32- الأنعام- 127/ 4 «صم وبكم» 39- الأنعام- 140/ 4 «وجعل الليل سكنا» 96- الأنعام- 235/ 4 «إن هذا إلا سحر مبين» 8- هود- 227/ 6 «إن هذا إلا ملك كريم» 31- يوسف- 418/ 6 «وأرسلنا الرياح لواقح» 22- الحجر- 235/ 7

التشبيه المقلوب:

«وتحسبهم أيقاظا» 18- الكهف- 157/ 8 «وما كنت متخذ المضلين» 51- الكهف- 206/ 8 «حصيدا خامدين» 15- الأنبياء- 13/ 9 «وترى الناس سكارى» 2- الحج- 82/ 9 «من جبال» 43- النور- 275/ 9 «وجعل لكم الليل لباسا» 47- الفرقان- 29/ 10 «وأزواجه أمّهاتهم» 6- الأحزاب- 131/ 11 «وهي دخان» 11- فصلت- 291/ 12 «قل هو للذين آمنوا هدى» 44- فصلت- 320/ 12 «إنما المؤمنون إخوة» 10- الحجرات- 284/ 13 «وجعلنا الليل لباسا» 10- النبأ- 217/ 15 «ألم نجعل الأرض مهادا» 6- النبأ- 217/ 15 «وسيرت الجبال فكانت سرابا» 20- النبأ- 218/ 15 «فأمه هاوية» 9- القارعة- 395/ 15 التشبيه المقلوب: «إنما البيع مثل الربا» 275- البقرة- 74/ 2 «أفمن يخلق كمن لا يخلق» 17- النحل- 295/ 7 «لستن كأحد من النساء» 32- الأحزاب- 161/ 11 «من اتخذ إلهه هواه» 23- الجاثية- 153/ 13 «أفنجعل المسلمين كالمجرمين» 35- القلم- 46/ 15 المجاز: «ألم» 1- البقرة- 31/ 1 «فمن خاف» 182- البقرة- 366/ 1 «فإن زللتم» 209- البقرة- 430/ 1 «فبلغن أجلهن» 232- البقرة- 487/ 1 «لما بين يديه» 3- آل عمران- 107/ 2 «في الأرض ولا في السماء» 5- آل عمران- 109/ 2 «محيطا» 108- النساء- 162/ 3 «خليلا» 125- النساء- 184/ 3 «يا ويلتا» 31- المائدة- 331/ 3 «ليقولوا» الأنعام 105- الأنعام- 244/ 4 «يحول بين المرء وقلبه» 24- الأنفال- 200/ 5 «وقلبوا لك الأمور» 48- التوبة- 354/ 5 «نسوا الله» 67- التوبة- 384/ 5

المجاز والاعتراض التذييلي:

«فينبئكم بما كنتم تعملون» 105- التوبة- 29/ 6 «وضاقت عليهم أنفسهم» 118- التوبة- 53/ 6 «ما أنزل الله لكم» 59- يونس- 153/ 6 «آخذ بناصيتها» 56- هود- 294/ 6 «يجادلنا» 74- هود- 317/ 6 «وأعتدت لهن متكأ» 31- يوسف- 419/ 6 «بالحياة الدنيا» 26- الرعد- 124/ 7 «في ضلال» 3- إبراهيم- 154/ 7 «ويأتيه الموت» 17- إبراهيم- 172/ 7 «من كل شيء موزون» 19- الحجر- 230/ 7 «وجعلنا آية النهار مبصرة» 12- الإسراء- 21/ 8 «أمرنا مترفيها» 16- الإسراء- 25/ 8 «نجيناه من القرية» 74- الأنبياء- 53/ 9 «في قرار مكين» 13- المؤمنون- 163/ 9 «فمنهم من يمشي على بطنه» 45- النور- 278/ 9 «بل كانوا لا يرجون نشورا» 40- الفرقان- 21/ 10 «حجرا محجورا» 53- الفرقان- 32/ 10 «إنا معكم مستمعون» 15- الشعراء- 59/ 10 «واجعل لي لسان» 84- الشعراء- 91/ 10 «ولا تطيعوا أمر المسرفين» 151- الشعراء- 109/ 10 «ليكفروا بما آتيناهم» 66- العنكبوت- 18/ 11 «فهو يتكلم» 35- الروم- 46/ 11 «الكتاب الحكيم» 1- لقمان- 72/ 11 «مقداره ألف سنة» 5- السجدة- 107/ 11 «أروني» 27- سبأ- 223/ 11 «وقال ربكم ادعوني استجب لكم» 60- غافر- 265/ 12 «من رسلنا» 45- الزخرف- 91/ 13 «أم تأمرهم أحلامهم» 32- الطور- 28/ 14 «يوما عبوسا قمطريرا» 10- الإنسان- 186/ 15 المجاز والاعتراض التذييلي: «لعال في الأرض» 79- يونس- 182/ 6 المجاز العقلي: «الذين يبايعونك» 9- البقرة- 49/ 1 «لما يهبط» 74- البقرة- 167/ 1

المجاز المرسل:

«أو أشد ذكرا» 200- البقرة- 418/ 1 «فإنه آثم قلبه» 283- البقرة- 95/ 2 «ولهم عذاب مقيم» 68- التوبة- 385/ 5 «والنهار مبصرا» 67- يونس- 162/ 6 «في ضلال بعيد» 3- إبراهيم- 154/ 7 «في يوم عاصف» 18- إبراهيم- 175/ 7 «تؤتي أكلها» 25- إبراهيم- 187/ 7 «اضللن كثيرا من الناس» 36- إبراهيم- 200/ 7 «الناقة مبصرة» 59- الإسراء- 74/ 8 «سنكتب ما يقول» 79- مريم- 335/ 8 «فاضرب لهم طريقا» 77- طه- 399/ 8 «وواعدناكم» 80- طه- 402/ 8 «وأنبتت من كل زوج بهيج» 5- الحج- 89/ 9 «أعناقهم لها خاضعين» 5- الشعراء- 54/ 10 المجاز المرسل: «أصابعهم في آذانهم» 19- البقرة- 68/ 1 «تجري من تحتها الأنهار» 25- البقرة- 83/ 1 «واركعوا مع الراكعين» 43- البقرة- 117/ 1 «ويذبحون أبناءكم» 49- البقرة- 125/ 1 «فاقتلوا أنفسكم» 54- البقرة- 131/ 1 «قتلتم» 72- البقرة- 162/ 1 «وتقطعت بهم الأسباب» 166- البقرة- 332/ 1 «وفي الرقاب» 177- البقرة- 356/ 1 «فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» 194- البقرة- 397/ 1 «ولا تلقوا بأيديكم» 195- البقرة- 400/ 1 «في ظلل من الغمام» 210- البقرة- 431/ 1 «والمغفرة بإذنه» 221- البقرة- 461/ 1 «أن ينكحن أزواجهن» 232- البقرة- 487/ 1 «ويذرون أزواجا» 240- البقرة- 513/ 1 «حذر الموت» 243- البقرة- 516/ 1 «فقل أسلمت وجهي» 20- آل عمران- 136/ 2 «وأنبتها» 37- آل عمران- 168/ 2 «ففي رحمة الله» 107- آل عمران- 271/ 2 «وهم يسجدون» 113- آل عمران- 281/ 2

«لا تأكلوا الربا» 130- آل عمران- 308/ 2 «فانظروا» 137- آل عمران- 316/ 2 «يقولون بأفواههم» 167- آل عمران- 368/ 2 «قدمت أيديكم» 182- آل عمران- 394/ 2 «السموات والأرض» 191- آل عمران- 412/ 2 «وآتوا اليتامى» 2- النساء- 432/ 2 «إنما يأكلون في بطونهم نارا» 10- النساء- 449/ 2 «لا تأكلوا أموالكم» 29- النساء- 19/ 3 «وما أصابك من سيئة فمن نفسك» 79- النساء- 106/ 3 «فإن لكم فتح» 141- النساء- 213/ 3 «فسيدخلهم في رحمة» 175- النساء- 261/ 3 «فاقطعوا أيديهما» 38- المائدة- 346/ 3 «وأرسلنا السماء» 6- الأنعام- 87/ 4 «وتمت كلمة ربك» 115- الأنعام- 262/ 4 «فتخرجوه لنا» 148- الأنعام- 320/ 4 «فلا تشهد معهم» 150- الأنعام- 324/ 4 «وكم من قرية» 4- الأعراف- 359/ 4 «خذوا زينتكم» 31- الأعراف- 393/ 4 «بين يدي رحمته» 57- الأعراف- 437/ 4 «إنا لنراك في ضلال مبين» 60- الأعراف- 445/ 4 «فعقروا الناقة» 77- الأعراف- 464/ 4 «فلما نسوا ما ذكروا به» 166- الأعراف- 113/ 5 «واضربوا منهم كل بنان» 13- الأنفال- 184/ 5 «بما قدمت أيديكم» 51- الأنفال- 243/ 5 «وأعدو لهم» 60- الأنفال- 257/ 5 «وإن نكثوا أيمانهم» 12- التوبة- 293/ 5 «ليأكلون أموال الناس» 34- التوبة- 329/ 5 «ألا في الفتنة سقطوا» 49- التوبة- 356/ 5 «وهو أذن» 61- التوبة- 373/ 5 «أن لهم قدم صدق» 5- يونس- 74/ 6 «إنما بغيكم» 23- يونس- 105/ 6 «وتكون لكما الكبرياء» 78- يونس- 177/ 6 «يا أرض ابلعي» 44- هود- 275/ 6 «إنا إذا لخاسرون» 14- يوسف- 392/ 6

«إني أراني أعصر خمرا» 36- يوسف- 427/ 6 «أيتها العير» 70- يوسف- 32/ 7 «واسأل القرية» 82- يوسف- 46/ 7 «ادخلوا مصر» 99- يوسف- 70/ 7 «يريكم البرق» 12- الرعد- 104/ 7 «إلا بلسان قومه» 4- إبراهيم- 156/ 7 «بغلام عليم» 53- الحجر- 251/ 7 «وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين» 78- الحجر- 268/ 7 «ضرب الله مثلا قرية» 112- النحل- 402/ 7 «أرأيتك هذا» 62- الإسراء- 82/ 8 «وقرآن الفجر» 78- الإسراء- 99/ 8 «في ضلال مبين» 38- مريم- 301/ 8 «وجعلنا لهم لسان صدق» 50- مريم- 312/ 8 «طريقا في البحر يبسا» 77- طه- 399/ 8 «خالدين فيه» 101- طه- 421/ 8 «كل شيء هالك إلا وجهه» 88- القصص- 306/ 10 «وليذيقكم من رحمته» 46- الروم- 57/ 11 «إذا نكحتم المؤمنات» 49- الأحزاب- 174/ 11 «إليه يصعد الكلم» 10- فاطر- 257/ 11 «فساء صباح المنذرين» 177- الصافات- 97/ 12 «أولي الأيدي والأبصار» 45- 131/ 12 «ربنا أمتنا اثنتين» 11- غافر- 228/ 12 «وينزل لكم من السماء رزقا» 13- غافر- 231/ 12 «إلا المودة في القربى» 23- الشورى- 37/ 13 «ونادى فرعون» 51- الزخرف- 97/ 13 «فيدخلهم ربهم في رحمته» 30- الجاثية- 163/ 13 «اليوم ننساكم» 34- الجاثية- 164/ 13 «وحمله وفصاله ثلاثون شهرا» 15 الأحقاف- 181/ 13 «ولم يعي بخلقهن» 33- الأحقاف- 201/ 13 «فضرب الرقاب» 4- محمد- 210/ 13 «بغلام عليم» 28- الذاريات- 333/ 13 «ويبقى وجه ربك» 27- الرحمن- 94/ 14 «وكأين من قرية عتت» 8- الطلاق- 288/ 14 «وأملي لهم إن كيدي متين» 45- القلم- 52/ 15

المجاز المرشح:

«وهو مذموم» 49- القلم- 54/ 15 «وثمانية أيام حسوما» 7- الحاقة- 60/ 15 «يرسل السماء عليكم مدرارا» 11- نوح- 101/ 15 «ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا» 27- نوح- 108/ 15 «وأنا لمسنا السماء» 8- الجن- 115/ 15 «قم الليل إلا قليلا» 2- المزمل- 132/ 15 «أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل» 20- المزمل- 145/ 15 «والرجز فاهجر» 5- المدثر- 149/ 15 «إن المتقين في ظلال وعيون» 41- المرسلات- 209/ 15 «أخرج منها ماءها ومرعاها» 31- النازعات- 235/ 15 «في تكذيب» 19- البروج- 296/ 15 «فليدع ناديه» 17- العلق- 371/ 15 «فهو في عيشة راضية» 7- القارعة- 395/ 15 المجاز المرشح: «اشتروا» 16- البقرة- 60/ 1 الإسناد المجازي: «رزقناهم» 3- البقرة- 37/ 1 «ختم» 7- البقرة- 45/ 1 «ربحت تجارتهم» 16- البقرة- 59/ 1 «تلك آيات الله نتلوها» 108- آل عمران- 272/ 2 «وتلك عاد» 59- هود- 298/ 6 «وما منعنا أن نرسل بالآيات» 59- الإسراء- 74/ 8 «أنعمنا على الإنسان.. وإذا مسه الشر» 83- الإسراء- 103/ 8 «أولئك شرّ مكانا» 34- الفرقان- 17/ 10 «يذبّح أبناءهم» 4- القصص- 229/ 10 «ردءا يصدقني» 34- القصص- 256/ 10 «أولم نمكّن لهم حرما آمنا» 57- القصص- 276/ 10 «والضلال البعيد» 8- سبأ- 204/ 11 «وما زادهم إلا نفورا» 42- فاطر- 288/ 11 «مبصرا» 61- غافر- 267/ 12 «ولعذاب الآخرة أخزى» 16- فصلت- 297/ 12 «نصرا عزيزا» 3- الفتح- 243/ 13 «والقرآن المجيد» 1- ق- 399/ 13 «توبة نصوحا» 8- التحريم- 302/ 14

الاستعارة:

«تلك إذا كرة خاسرة» 12- النازعات- 229/ 15 «يوم ترجف الراجفة» 6- النازعات- 228/ 15 «ثم شققنا الأرض شقا» 26- عبس- 249/ 15 «والليل إذا سجي» 2- الضحى- 352/ 15 «ناصية كاذبة خاطئة» 16- العلق- 371/ 15 «إذا زلزلت الأرض» 1- الزلزلة- 383/ 15 الاستعارة: «اهدنا الصراط المستقيم» 6- الفاتحة- 28/ 1 «وعلى أبصارهم غشاوة» 7- البقرة- 44/ 1 «في قلوبهم مرض» 10- البقرة- 51/ 1 «اشتروا الضلالة» 16- البقرة- 59/ 1 «ينقضون عهد الله» 21- البقرة- 89/ 1 «قست قلوبكم» 74- البقرة- 166/ 1 «وأحاطت به خطيئته» 81- البقرة- 176/ 1 «اشتروا الحياة» 86- البقرة- 189/ 1 «نبذ فريق» 101- البقرة- 214/ 1 «كن فيكون» 117- البقرة- 246/ 1 «صبغة الله» 138- البقرة- 281/ 1 «ممن ينقلب على عقبيه» 143- البقرة- 293/ 1 «أمة وسطا» 143- البقرة- 293/ 1 «يأمركم بالسوء» 169- البقرة- 337/ 1 «صمّ بكم» 171- البقرة- 341/ 1 «ما يأكلون في بطونهم إلا النار» 174- البقرة- 347/ 1 «الذين اشتروا» 175- البقرة- 349/ 1 «فأتوا حرثكم» 223- البقرة- 466/ 1 «يقرض الله» 245- البقرة- 520/ 1 «العروة» 256- البقرة- 28/ 2 «الظلمات والنور» 257- البقرة- 30/ 2 «ثم لا يتبعون» 262- البقرة- 46/ 2 «إلا أن تغمضوا فيه» 267- البقرة- 59/ 2 «وإن كنتم على سفر» 283- البقرة- 95/ 2 «فبشرهم بعذاب» 21- آل عمران- 138/ 2 «وتخرج الحيّ من الميت» 27- آل عمران- 148/ 2 «يحببكم الله» 31- آل عمران- 156/ 2

«فلما أحسّ عيسى» 52- آل عمران- 193/ 2 «الذين يشترون» 77- آل عمران- 225/ 2 «وكنتم على شفا حفرة» 103- آل عمران- 264/ 2 «فذوقوا العذاب» 106- آل عمران- 270/ 2 «إلا بحبل من الله» 112- آل عمران- 279/ 2 «وضربت عليهم المسكنة» 112- آل عمران- 279/ 2 «تمسسكم حسنة» 120- آل عمران- 295/ 2 «ليقطع طرفا» 127- آل عمران- 305/ 2 «سنلقي.. الرعب» 151- آل عمران- 334/ 2 «الى مضاجعهم» 154- آل عمران- 346/ 2 «اشتروا» 177- آل عمران- 382/ 2 «أنما نملي هم» 178- آل عمران- 384/ 2 «ذوقوا عذاب الحريق» 181- آل عمران- 392/ 2 «فنبذوه وراء ظهورهم» 187- آل عمران- 406/ 2 «واشتروا به» 187- آل عمران- 407/ 2 «ولا تأكلوا أموالهم» 2- النساء- 432/ 2 «فآتوهن أجورهن» 24- النساء- 8/ 3 «غير مسافحين» 24- النساء- 8/ 3 «ليذوقوا العذاب» 56- النساء- 66/ 3 «يشرون الحياة» 74- النساء- 93/ 3 «وأقرضتم الله» 12- المائدة- 298/ 3 «قد جاءكم من الله نور» 15- المائدة- 306/ 3 «ويخرجهم من الظلمات الى النور» 16- المائدة- 306/ 3 «ترى أعينهم تفيض من الدمع» 83- المائدة- 6/ 4 «ليذوق وبال أمره» 95- المائدة- 27/ 4 «قل لا يستوي الخبيث والطيب» 100- المائدة- 35/ 4 «على قلوبهم أكنة» 25- الأنعام- 114/ 4 «فذوقوا العذاب» 30- الأنعام- 122/ 4 «قد خسر الذين كذّبوا بلقاء الله» 31- الأنعام- 125/ 4 «يحملون أوزارهم على ظهورهم» 31- الأنعام- 125/ 4 «يمسهم العذاب» 49- الأنعام- 153/ 4 «وعنده مفاتح الغيب» 59- الأنعام- 173/ 4 «يتوفاكم بالليل» 60- الأنعام- 174/ 4

«الذين يخوضون في آياتنا» 68- الأنعام- 182/ 4 «في غمرات الموت» 93- الأنعام- 224/ 4 «فالق الإصباح» 96- الأنعام- 235/ 4 «ثم لآتينهم من بين أيديهم» 17- الأعراف- 371/ 4 «ولباس التقوى» 26- الأعراف- 384/ 4 «ربنا أفرغ علينا» 126- الأعراف- 43/ 5 «إذا هم ينكثون» 136- الأعراف- 59/ 5 «ولما سكت عن موسى الغضب» 154- الأعراف- 89/ 5 «خذ العفو» 200- الأعراف- 158/ 5 «وتخونوا أماناتكم» 27- الأنفال- 204/ 5 «فأمطر علينا حجارة» 32- الأنفال- 210/ 5 «ليهلك من هلك عن بينة» 42- الأنفال- 228/ 5 «فتفشلوا وتذهب ريحكم» 46- الأنفال- 237/ 5 «نكص على عقيبه» 48- الأنفال- 239/ 5 «وإما تخافن» 58- الأنفال- 250/ 5 «حتى يثخن في الأرض» 67- الأنفال- 263/ 5 «أن يطفئوا نور الله» 32- التوبة- 326/ 5 «ولأوضعوا خلالكم» 47- التوبة- 352/ 5 «وخضتم» 69- التوبة- 387/ 5 «ويأخذ الصدقات» 104- التوبة- 28/ 6 «أفمن أسس بنيانه» 109- التوبة- 37/ 6 «على شفاجرف هار» 109- التوبة- 37/ 6 «إن الله اشترى» 111- التوبة- 41/ 6 «أحيط بهم» 22- يونس- 105/ 6 «أخذت الأرض زخرفها» 24- يونس- 109/ 6 «فجعلناها حصيدا» 24- يونس- 110/ 6 «ومنهم من يستمعون إليك» 42- يونس- 134/ 6 «ذوقوا عذاب الخلد» 52- يونس- 145/ 6 «تم اقضوا إليّ» 73- يونس- 172/ 6 «رأيتهم لي ساجدين» 4- يونس- 380/ 6 «ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة» 9- هود- 228/ 6 «وما كانوا يستطيعون السمع» 20- هود- 243/ 6 «فعميت عليكم» 28- هود- 256/ 6 «يا أرض ابلعي» 44- هود- 275/ 6

«وعد غير مكذوب» 65- هود- 308/ 6 «الى ركن شديد» 80- هود- 325/ 6 «لهم فيها زفير وشهيق» 106- هود- 358/ 6 «فهو كظيم» 84- يوسف- 49/ 7 «ولا تأسوا من روح الله» 87- يوسف- 54/ 7 «قال لا تثريب» 92- يوسف- 60/ 7 «رفع السموات» 2- الرعد- 91/ 7 «ولله يسجد» 15- الرعد- 108/ 7 «الأعمى والبصير» 16- الرعد- 110/ 7 «من الظلمات الى النور» 1- إبراهيم- 152/ 7 «إني كفرت بما أشركتموني» 22- إبراهيم- 182/ 7 «ليضلوا عن سبيله» 30- إبراهيم- 190/ 7 «يوم يقوم الحساب» 41- إبراهيم- 203/ 7 «لتزول منه الجبال» 46- إبراهيم- 512/ 7 «إنما سكّرت أبصارنا» 15- الحجر- 227/ 7 «إلا عندنا خزائنه» 21- الحجر- 231/ 7 «وإنهما لبإمام مبين» 85- الحجر- 268/ 7 «فاصدع بما تؤمر» 95- الحجر- 276/ 7 «فأتى الله بنيانهم» 26- النحل- 307/ 7 «كن فيكون» 40- النحل- 321/ 7 «فتزل قدم بعد ثبوتها» 94- النحل- 384/ 7 «يلحدون أعجمي» 103- النحل- 392/ 7 «فأذاقها الله لباس» 112- النحل- 402/ 7 «لما تصف ألسنتكم الكذب» 116- النحل- 408/ 7 «ألزمناه طائره في عنقه» 13- الإسراء- 22/ 8 «واخفض لهما جناح الذل» 24- الإسراء- 34/ 8 «ولا تجعل يدك مغلولة» 29- الإسراء- 47/ 8 «إن العهد كان مسئولا» 340- الإسراء- 48/ 8 «وأجلب عليهم يخيلك» 64- الإسراء- 83/ 8 «فلعلك باخع نفسك» 6- الكهف- 144/ 8 «فضربنا على آذانهم» .. 11- الكهف- 148/ 8 «وربطنا على قلوبهم» 14- الكهف- 151/ 8 «يتنازعون بينهم أمرهم» 21- الكهف- 164/ 8 «رجما بالغيب» 22- الكهف- 169/ 8

«يا ويلتنا» 49- الكهف- 203/ 8 «يريد أن ينقضّ» 77- الكهف- 236/ 8 «يموج في بعض» 99- الكهف- 258/ 8 «واشتعل الرأس شيبا» 4- مريم- 272/ 8 «ورفعناه مكانا عليا» 57- مريم- 315/ 8 «تلك الجنة التي نورث» 63- مريم- 321/ 8 «واضمم يدك الى جناحك» 22- مريم- 360/ 8 «واصطنعتك لنفسي» 41- طه- 370/ 8 «ولتصنع على عيني» 39- طه- 370/ 8 «فقد هوى» 81- طه- 402/ 8 «يحمل يوم القيامة وزرا» 100- طه- 420/ 8 «بل نقذف بالحق على الباطل» 18- الأنبياء- 15/ 9 «ذائقة الموت» 35- الأنبياء- 27/ 9 «وحرام على قرية» 95- الأنبياء- 69/ 9 «فقل آذنتكم على سواء» 109- الأنبياء- 79/ 9 «ذلك هو الضلال البعيد» 12- الحج- 95/ 9 «قطعت لهم ثياب من نار» 19- الحج- 103/ 9 «أو يأتيهم عذاب يوم عقيم» 55- الحج- 134/ 9 «وصبغ للآكلين» 20- المؤمنون- 167/ 9 «والذين يرمون المحصنات» 4- النور- 230/ 9 «جهد أيمانهم» 53- النور- 284/ 9 «إذ رأتهم» 12- الفرقان- 312/ 9 «وقدمنا إلى ما عملوا» 23- الفرقان- 8/ 10 «وأحسن مقيلا» 24- الفرقان- 9/ 10 «ولا يأتونك بمثل» 32- الفرقان- 17/ 10 «فألقي السحرة ساجدين» 46- الشعراء- 73/ 10 «جاءتهم آياتنا مبصرة» 13- النمل- 146/ 10 «قالت نملة» 18- النمل- 155/ 10 «ومكرنا مكرا» 50- النمل- 184/ 10 «قال سنشد عضدك» 35- القصص- 258/ 10 «فعميت عليهم» 66- القصص- 285/ 10 «أولئك هم الخاسرون» 52- العنكبوت- 8/ 11 «وليذيقكم من رحمته» 46- الروم- 57/ 11 «لصوت الحمير» 19- لقمان- 86/ 11

«ثم نضطرهم الى عذاب» 24- لقمان- 91/ 11 «ميثاقا غليظا» 8- الأحزاب- 133/ 11 «سلقوكم بألسنة» 19- الأحزاب- 145/ 11 «يصلي عليكم» 43- الأحزاب- 171/ 11 «ثم أورثنا الكتاب» 32- فاطر- 277/ 11 «ما ترك على ظهرها» 45- فاطر- 289/ 11 «في أعناقهم أغلالا» 8- يس- 293/ 11 «وجعلنا من بين أيديهم سدا» 9- يس- 294/ 11 «فإذا هم خامدون» 29- يس- 6/ 12 «يا حسرة على العباد» 30- يس- 7/ 12 «نسلخ منه النهار» 37- يس- 13/ 12 «من بعثنا من مرقدنا» 52- يس- 21/ 12 «طلعها» 65- الصافات- 63/ 12 «فإذا نزل بساحتهم» 177- الصافات- 97/ 12 «وفرعون ذو الأوتاد» 12- ص- 109/ 12 «وأنزل لكم» 6- الزمر- 154/ 12 «أفأنت تنقذ» 19- الزمر- 166/ 12 «عوج» 28- الزمر- 176/ 12 «اعملوا على مكانتكم» 39- الزمر- 188/ 12 «وأشرقت الأرض بنور ربها» 69- الزمر- 211/ 12 «يعلم خائنة الأعين» 19- غافر- 234/ 12 «قلوبنا في أكنة» 5 فصلت- 287/ 12 «فاستحبوا العمى» 17- فصلت- 297/ 12 «فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت» 39- فصلت- 315/ 12 «ينادون من مكان بعيد» 44- فصلت- 320/ 12 «دعاء عريض» 51- فصلت: 12/ 13 «من كان يريد حرث الآخرة 20- الشورى- 34/ 13 «وإنه في أم الكتاب» 4- الشورى- 64/ 13 «أفنضرب عنكم الذكر» 5- الزخرف- 64/ 13 «الجنة أورثتموها» 72- الزخرف- 107/ 13 «فما بكت عليهم السماء» 29- الدخان- 128/ 13 «ثم صبوا فوق رأسه» 48- الدخان- 135/ 13 «مقام أمين» 51- الدخان- 137/ 13 «هذا كتابنا ينطق عليكم» 29- الجاثية- 163/ 13

«أضل أعمالهم» 1- محمد- 207/ 13 «تضع الحرب أوزارها» 4- محمد- 210/ 13 «الذين في قلوبهم مرض» 29- محمد- 234/ 13 «الذين يبايعونك» 10- الفتح- 248/ 13 «لا تقدموا بين يدي الله ورسوله» 1- الحجرات- 274/ 13 «أيحب أحدكم أن يأكل» 12- الحجرات- 290/ 13 «ذوقوا فتنتكم» 14- الذاريات- 326/ 13 «الريح العقيم» 41- الذاريات- 6/ 14 «فإن للذين ظلموا ذنوبا» 59- الذاريات- 14/ 14 «الذين هم في خوض» 12- الطور- 19/ 14 «نتربص به ريب» 30- الطور- 27/ 14 «أفرأيت الذي تولى» 33- النجم- 54/ 14 «وأعطى قليلا وأكدى» 34- النجم- 54/ 14 «ففتحنا أبواب السماء» 11- القمر- 71/ 14 «والنجم والشجر يسجدان» 6- الرحمن- 88/ 14 «فلولا إذا بلغت الحلقوم» 83- الواقعة- 132/ 14 «من ذا الذي يقرض الله» 11- الحديد- 146/ 14 «يسعى نورهم» 12- الحديد- 146/ 14 «فضرب بينهم بسور» 13- الحديد- 147/ 14 «اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها» 17- الحديد- 150/ 14 «كمثل غيث أعجب الكفار» 20- الحديد- 156/ 14 «بين يدي نجواكم صدقة» 12- المجادلة- 182/ 14 «يريدون ليطفئوا نور الله» 8- الصف- 236/ 14 «ذلك يوم التغابن» 9- التغابن- 271/ 14 «من الظلمات الى النور» 11- الطلاق- 291/ 14 «ولقد زينا السماء الدنيا» 5- الملك- 16/ 15 «تكاد تميز من الغيظ» 8- الملك- 18/ 15 «أفمن يمشي مكبا على وجهه» 22- الملك- 26/ 15 «وإنك لعلى خلق» 4- القلم- 34/ 15 «يوم يكشف عن ساق» 42- القلم- 51/ 15 «إنا لما طغى الماء» 11- الحاقة- 62/ 15 «تدعو من أدبر وتولى» 17- المعارج- 82/ 15 «والله أنبتكم من الأرض» 17- نوح- 102/ 15 «حدّ ربنا» 3- الجن- 114/ 15

إرسال المثل:

«إن لك في النهار سبحا» 7- المزمل- 134/ 15 «والتفت السّاق بالسّاق» 29- القيامة- 177/ 15 «يوما ثقيلا» 27- الإنسان- 193/ 15 «أيان مرساها» 42- النازعات- 239/ 15 «والصبح إذا تنفس» 18- التكوير- 256/ 15 «وألقت ما فيها وتخلت» 4- الانشقاق- 281/ 15 «وأذنت لربها وحقّت» 5- الانشقاق- 281/ 15 «فصب عليهم ربك» 13- الفجر- 322/ 15 «إن ربك لبالمرصاد» 14- الفجر- 322/ 15 «وهديناه النجدين» 10- البلد- 335/ 15 «فلا اقتحم العقبة» 11- البلد- 335/ 15 «ولا يخاف عقباها» 15- الشمس- 344/ 15 «ووجدك ضالا فهدى» 7- الضحى- 354/ 15 «ووضعنا عنك وزرك» 2- الانشراح- 357/ 15 «فالموريات قدحا» 2- العاديات- 389/ 15 «إنّ شانئك هو الأبتر» 3- الكوثر- 415/ 15 «إذا جاء نصر الله» 1- النصر- 420/ 15 «وامرأته حمالة الحطب» 4- اللهب- 422/ 15 إرسال المثل: «ما على الرسول إلا البلاغ» 99- المائدة- 33/ 4 «أليس الصبح بقريب» 82- هود- 329/ 6 «فأما الزبد فيذهب جفاء» 17- الرعد- 114/ 7 «ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله» 43- فاطر- 288/ 11 «ضرب الله مثلا» 29- الزمر- 178/ 12 فن التمثيل: «مثلا مّا» 26- البقرة- 87/ 1 «كمثل حبة» 261- البقرة- 44/ 2 «ولو ترى إذ وقفوا على ربهم» 30- الأنعام- 122/ 4 «وإن جهنم لمحيطة بالكافرين» 49- التوبة- 356/ 5 «إنّ ربي على صراط مستقيم» 56- هود- 295/ 6 «إلا كلمح البصر» 77- النحل- 362/ 7 «إن هم إلا كالأنعام» 44- الفرقان- 25/ 10 «ألم تر انّهم في كل واد يهيمون» 225- الشعراء- 134/ 10 «إنا عرضنا الأمانة» 72- الأحزاب- 198/ 11

الكناية:

«التناوش من مكان بعيد» 52- سبأ- 245/ 11 «ما يستوي البحران» 12- فاطر- 260/ 11 «الأعمى والبصير» 19- فاطر- 267/ 11 «فقال لها وللأرض ائتيا» 11- فصلت- 291/ 12 «نقول لجهنم هل امتلأت» 30- ق- 313/ 13 «ضرب الله مثلا» 10- التحريم- 10/ 15 «تعرج الملائكة والروح إليه» 4- المعارج- 78/ 15 «إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون» 15- المطففين- 273/ 15 «من ورائهم محيط» 20- البروج- 296/ 15 الكناية: «أنؤمن كما آمن السفهاء» 13- البقرة- 54/ 1 «فاتقوا النار» 24- البقرة- 78/ 1 «فضربت عليهم الذلة» 61- البقرة- 147/ 1 «ألف سنة» 96- البقرة- 207/ 1 «ما يود» 105- البقرة- 226/ 1 «هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن» 187- البقرة- 382/ 1 «الرفث» 187- البقرة- 383/ 1 «فيما عرّضتم به» 235- البقرة- 501/ 1 «إذ يلقون أقلامهم» 44- آل عمران- 179/ 2 «متوفيك» 55- آل عمران- 197/ 2 «يوم تبيض وجوه» 106- آل عمران- 270/ 2 «عضوا عليكم الأنامل» 119- آل عمران- 292/ 2 «وأنتم أذلة» 123- آل عمران- 299/ 2 «الى مضاجعهم» 154- آل عمران- 346/ 2 «وقد أفضى بعضكم» 21- النساء- 474/ 2 «دخلتم بهن» 23- النساء- 479/ 2 «واهجروهن في المضاجع» 34- النساء- 30/ 3 «أو لامستم النساء» 43- النساء- 47/ 3 «أو جاء أحد منكم من الغائط» 43- النساء- 47/ 3 «خذوا حذركم» 71- النساء- 88/ 3 «لا يحب» 148- النساء- 222/ 3 «أو جاء أحد من الغائط» 6- المائدة- 287/ 3 «أن يبسطوا إليكم أيديهم» 11- المائدة- 295/ 3 «ليفتدوا به» 36- المائدة- 342/ 3

«أولئك شرّ مكانا» 60- المائدة- 394/ 3 «كلما أوقدوا نارا للحرب» 64- المائدة- 403/ 3 «كانا يأكلان الطعام» 75- المائدة- 422/ 3 «فحاق بهم» 10- الأنعام- 92/ 4 «أكنة أن يفقهوه» 25- الأنعام- 114/ 4 «ولا حبة في ظلمات الأرض» 59- الأنعام- 173/ 4 «ورفع بعضكم فوق بعض درجات» 165- الأنعام- 353/ 4 «ولقد خلقناكم» 11- الأعراف- 371/ 4 «يا قوم ليس بي سفاهة» 67- الأعراف- 454/ 4 «وقطعنا دابر الذين كذبوا» 72- الأعراف- 454/ 4 «ولما سقط في أيديهم» 149- الأعراف- 81/ 5 «خذوا ما آتيناكم بقوة» 171- الأعراف- 121/ 5 «فلما تغشاها» 189- الأعراف- 147/ 5 «عن يد» 29- التوبة- 320/ 5 «ويقبضون أيديهم» 67- التوبة- 384/ 5 «فليضحكوا» 82 التوبة- 407/ 5 «إلا لأجل معدود» 101- هود- 357/ 6 «فلما رأى أيديهم لا تصل إليه» 70- هود- 312/ 6 «فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» 49- يونس- 140/ 6 «يخل لكم وجه أبيكم» 9- يوسف- 387/ 6 «أم تنبؤونه بما لا يعلم» 33- الرعد- 137/ 7 «فردوا أيديهم في أفواههم» 9- إبراهيم- 163/ 7 «عذاب غليظ» 17- إبراهيم- 172/ 7 «فإنّك رجيم» 34- الحجر- 240/ 7 «ولا يلتفت منكم أحد» 65- الحجر- 258/ 7 «واخفض جناحك للمؤمنين» 88- الحجر- 272/ 7 «لكي لا يعلم» 70- النحل- 356/ 7 «يقلّب كفيه» 42- الكهف- 193/ 8 «وجعلنا لهم لسان صدق» 50- مريم- 312/ 8 «حتى تستأنسوا» 27- النور- 251/ 9 «يأكل الطعام» 7- الفرقان- 309/ 9 «ويوم يعض الظالم على يديه» 27- الفرقان- 11/ 10 «قبل أن يرتد إليك طرفك» 40- النمل- 172/ 10 «وأبونا شيخ كبير» 23- القصص 245/ 10

الكناية الإيمائية:

«واضمم إليك جناحك» 32- القصص- 254/ 10 «تمسوهن» 49- الأحزاب- 174/ 11 «وما يبدئ الباطل وما يعيد» 49- سبأ- 242/ 11 «اليوم نختم على أفواههم» 65- يس- 29/ 12 «أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب» 24- الزمر- 174/ 12 «على ما فرطت» 56- الزمر- 203/ 12 «لدى الحناجر كاظمين» 18- غافر- 234/ 12 «شهد عليهم سمعهم» 20- فصلت- 302/ 12 «من وراء الحجرات» 4- الحجرات- 278/ 13 «فكشفنا عنك غطاءك» 22- ق- 311/ 13 «خشعا أبصارهم» 7- القمر- 67/ 14 «وهو معكم أينما كنتم» 4- الحديد- 138/ 14 «سنسمه على الخرطوم» 16- القلم- 38/ 15 «يوما يجعل الولدان شيبا» 17- المزمل- 141/ 15 «وثيابك فطهر» 4- المدثر- 148/ 15 «ليس لهم طعام إلّا من ضريع» 6- الغاشية- 312/ 15 الكناية الإيمائية: «وآمنتم برسلي» 12- المائدة- 298/ 3 «كبر عليكم مقامي» 71- يونس- 172/ 6 علم المعاني التعبير بالجملة الاسمية والجملة الفعلية «الذين يقيمون الصلاة» 3- النمل- 138/ 10 التعبير بالصيغة الفعلية والصيغة الاسمية: «فليعلمن الله الذين صدقوا» 3- العنكبوت- 309/ 10 التعبير بالماضي: «إنا فتحنا لك فتحا مبينا» 1- الفتح- 242/ 13 التعبير بصيغة المضارع عن الماضي «إذ يبايعونك» 18 الفتح- 259/ 13 التعبير بالمضارع «لو يطيعكم» 7 الحجرات- 281/ 13 التعبير باسم الفاعل ومراعاة الفواصل «إما شاكرا وإما كفورا» 3 الإنسان 101/ 15

الإنشاء:

الإنشاء: «الحمد لله» 2- الفاتحة- 24/ 1 خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: «فكيف إذا جمعناهم» 25 آل عمران- 144/ 2 «ألم تعلم» 40- المائدة- 349/ 3 «أفحكم الجاهلية» 50- المائدة- 376/ 3 «أإنكم لتشهدون» 19- الأنعام- 105/ 4 «أغير الله تدعون» 40- الأنعام- 142/ 4 «قل هل يستوي» 50- الأنعام- 155/ 4 «قال هذا ربي» 78- الأنعام- 201/ 4 «فمن أظلم ممن» 37- الأعراف- 403/ 4 «قال أغير الله أبغيكم» 140- الأعراف- 65/ 5 «فمن أظلم» 17- يونس- 96/ 6 الاستفهام الإنكاري: «أنؤمن كما آمن السفهاء» 13- البقرة- 55/ 1 «أفمن هو قائم» 33- الرعد- 137/ 7 «أءذا كنا عظاما» 50- الإسراء- 64/ 8 الاستفهام التقريري: «هل أتاك حديث» 24 الذاريات- 333/ 13 معنى الاستفهام: «أتجعل» 30 البقرة- 96/ 1 «أأسلمتم» 20- آل عمران- 136/ 2 «ما الحاقة» .. 2 الحاقة- 60/ 15 التعجب الوارد بصيغة الاستفهام: «ألم تر الى الذين» 28- إبراهيم 190/ 7 فن الإشارة: «هو من عند الله» 37 آل عمران- 168/ 2 «إلا رمزا» 41 آل عمران- 175/ 2 «وإما تخافن من قوم» 58 الأنفال- 250/ 5 «أسرع مكرا» 21- يونس- 101/ 6 «على استحياء» 25- القصص- 245/ 10 «إن فيها لوطا» 32- العنكبوت- 333/ 10 التنكير: «على هدى» 5- البقرة- 40/ 1

«غشاوة» 7- البقرة- 45/ 1 «عظيم» 7- البقرة- 45/ 1 «رزقا» 37- آل عمران- 168/ 2 «شيئا» 176- آل عمران- 381/ 2 «أذى» 102- النساء- 154/ 3 «ليبلونكم بشيء» 94- المائدة- 23/ 4 «وأجلّ» 2- الأنعام- 81/ 4 «وإن تصبهم سيئة» 131- الأعراف- 51/ 5 «فسالت أودية» 17- الرعد- 114/ 7 «فيه شفاء» 69- النحل- 351/ 7 «فتزل قدم» 94- النحل- 384/ 7 «ليلا» 1- الإسراء- 7/ 8 «واحلل عقدة من لساني» 27- طه- 364/ 8 «محبة» 39- طه- 369/ 8 «وهم في غفلة» 1- الأنبياء- 5/ 9 «نور على نور» 35- النور- 265/ 9 «من ماء» 45- النور- 278/ 9 «قرة أعين» 74- الفرقان 47/ 10 «وكتاب مبين» 2- النمل- 138/ 10 «آتينا داود وسليمان علما» 15- النمل- 154/ 10 «الى معاد» 85- القصص 304/ 10 «لا يملكون لكم رزقا» 17- العنكبوت- 321/ 10 «ظاهرا» 7- الروم 26/ 11 «ليالي وأياما» 18- سبأ- 215/ 11 «في شغل فاكهون» 55- يس- 25/ 12 «صراط» 61- يس- 27/ 12 «أن تقول نفس» 56- الزمر- 203/ 12 «ليجزي قوما» 14- الجاثية- 147/ 13 «أم على قلوب أقفالها» 24- محمد- 230/ 13 «إن جاءكم فاسق بنبإ» 6- الحجرات- 281/ 13 «قوم من قوم.. ولا نساء من نساء» 11- الحجرات- 288/ 13 «كثيرا من الظن» 12- الحجرات- 290/ 13 «وكتاب مسطور» 2- الطور- 16/ 14 «ولتنظر نفس ما قدّمت لغد» 18- الحشر- 209/ 14

التقديم والتأخير

«ساق» 42- القلم- 51/ 15 «أذن واعية» 12- الحاقة- 61/ 15 «أحياء وأمواتا» 26- المرسلات- 203/ 15 «رواسي شامخات» 27- المرسلات- 203/ 15 «علمت نفس ما أحضرت» 14- التكوير- 255/ 15 التقديم والتأخير «شهداء على الناس» 143- البقرة- 293/ 1 التقديم: «الرحمن الرحيم» 1- الفاتحة- 22/ 1 «الريب» 2- البقرة- 34/ 1 «إياه» 172- البقرة- 343/ 1 «واسجدي واركعي» 43- آل عمران- 178/ 2 «ولئن متم أو قتلتم» 158- آل عمران- 353/ 2 «من تحتها» 12- المائدة- 298/ 3 «كما بدأكم تعودون» 29- الأعراف- 392/ 4 «في الأرض ولا في السماء» 61- يونس- 156/ 6 «حين تريحون وحين تسرحون» 6- النحل- 287/ 7 «فأردت أن أعيبها» 79- الكهف- 242/ 8 «ولولا إذ سمعتموه قلتم» 16- النور- 241/ 9 «يغضوا من أبصارهم ويحفظوا» 30- النور 256/ 9 «أرأيت من اتخذ إلهه هواه» 43- الفرقان- 24/ 10 «لنحيي به بلدة ميتا» 49- الفرقان- 29/ 10 «رب هب لي حكما وألحقني» 83- الشعراء- 91/ 10 «إنما يخشى الله» 28- فاطر- 271/ 11 «وأن اعبدوني» 61- يس- 27/ 12 «أن فيكم رسول الله» 7- الحجرات- 281/ 13 «له الملك وله الحمد» 1- التغابن- 263/ 14 «إن إلينا إيابهم» 25- الغاشية- 318/ 15 «ولم يكن له كفوا أحدا» 4- الإخلاص- 426/ 15 العموم والخصوص: «وقال لهم الناس إن الناس» 173- آل عمران- 378/ 2 «ليحق الحق ويبطل الباطل» 8- الأنفال- 176/ 5 «إن الذين يرمون المحصنات» 25- النور- 247/ 9 «قال ربكم وربّ آبائكم» 26- الشعراء- 65/ 10

البدء بالعام في النفي وبالخاص في الإثبات:

البدء بالعام في النفي وبالخاص في الإثبات: «ما لهذا الكتاب» 49- الكهف- 203/ 8 التخصيص: «فتكوى بها جباههم» 35- التوبة- 332/ 5 «من فوقهم ومن تحت أرجلهم» 55- العنكبوت- 9/ 11 «بكرة وأصيلا» 42- الأحزاب- 171/ 11 «وجوههم» 66- الأحزاب- 195/ 11 «فأصلحوا بين أخويكم» 10- الحجرات- 284/ 13 «ما يكون من نجوى ثلاثة» 7- المجادلة- 173/ 14 «يرفع الله الذين آمنوا» 11- المجادلة- 179/ 14 «إن الله يحب الذين يقاتلون» 4- الصف- 232/ 14 «ثم في سلسلة ذرعها سبعون» 32- الحاقة- 71/ 15 نسبة الشيء إلى الكل والمراد لبعض: «وما بث فيهما من دابة» 29- الشورى 42/ 13 التأكيد: «تلك عشرة كاملة» 196- البقرة- 407/ 1 «إنهم مغرقون» 37- هود- 265/ 6 «إن الإنسان لظلوم كفار» 34- إبراهيم 196/ 7 «إنك أنت الأعلى» 68- طه- 390/ 8 «إنا إليكم لمرسلون» 16- يس- 298/ 11 عطف الخاص على العام: «ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» 104- آل عمران- 261/ 2 فن التعطف أو المشاركة: «قل هل تربصون بنا» 52- التوبة- 360/ 5 عطف المضارع المستقبل على الماضي: «فتصبح الأرض مخضرة» 63- الحج- 139/ 9 العطف على محذوف: «ووجد الله عنده» 39- النور 271/ 9 المخالفة في العطف: «فظلّت أعناقهم» 4- الشعراء- 54/ 10 التعطف: «وهم بالآخرة هم غافلون» 7- الروم 26/ 11 عطف الخاص على العام: «ومنك ومن نوح» 7- الأحزاب- 133/ 11

أسرار حروف العطف:

أسرار حروف العطف: «والذي- وإذا- ثم» 79- الشعراء- 88/ 10 «ثم أعرض عنها» 22- السجدة- 118/ 11 العطف بثم: «ثم أنتم تمترون» 2- الأنعام- 81/ 4 «ثم إن لهم عليها» 67- الصافات- 64/ 12 «ثم جعل منها» 6- الزمر- 154/ 12 عطف الفعل على الاسم: «ويقبضن» 19- الملك- 24/ 15 القصر: «وما محمد إلا رسول» 144- آل عمران- 324/ 2 «وما أرسلناك إلا مبشرا» 105- الإسراء- 130/ 8 «قل إنما يوحى إليّ» 108- الأنبياء- 77/ 9 الوصل: «إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم» 13- الانفطار- 265/ 15 الفصل: «ما أفاء الله على رسوله» 7- الحشر- 198/ 14 الإيجاز: «هدى للمتقين» 2- البقرة- 34/ 1 «أحرص الناس على حياة» 96- البقرة- 207/ 1 «بل أحياء» 154- البقرة- 311/ 1 «ولكن البر من آمن» 177- البقرة- 356/ 1 «ولكم في القصاص حياة» 179- البقرة- 361/ 1 «والله يعلم» 216- البقرة- 446/ 1 «فقال لهم الله موتوا» 243- البقرة- 516/ 1 «الله لا إله إلا هو ... » 255- البقرة- 25/ 2 «وإذ قال إبراهيم» 260- البقرة- 42/ 2 «كيف يشاء» 6 آل عمران- 110/ 2 «ويتفكرون في خلق السموات والأرض» 191- آل عمران- 413/ 2 «فاستقم كما أمرت» 112- هود- 364/ 6 «ولو أن قرآنا سيرت به الجبال» 31- الرعد- 133/ 7 «قال هذا صراط عليّ مستقيم» 41- الحجر- 245/ 7 «إن الله يأمر» 90- النحل- 375/ 7 «أنى يكون لي غلام» 8- مريم- 276/ 8

الإيجاز بالحذف:

«فبشرناه بغلام حليم» 101- الصافات- 77/ 12 «وفيها ما تشتهيه الأنفس» 71- الزخرف- 107/ 13 «والذين تبوّؤوا الدار والإيمان» 9- الحشر- 201/ 14 «هو الله أحد الله الصمد» 1- الإخلاص- 426/ 15 «أهذا الذي يذكر آلهتكم» 36- الأنبياء- 28/ 9 «قالوا نحن أولو قوة» 33- النمل- 162/ 10 الإيجاز بالحذف: «والذين جاهدوا فينا» 69- العنكبوت- 21/ 11 «ولو ترى» 27- الأنعام- 117/ 4 «كلوا من طيبات» 172- البقرة- 343/ 1 «ولا الملائكة المقربون» 172- المائدة- 257/ 3 «أقاموا التوراة» 66- المائدة- 407/ 3 «لأكلوا من فوقهم» 66- المائدة- 407/ 3 الإيجاز بحذف جواب «لو» : 165- البقرة- 330/ 1 الحذف: «يعدلون» 1- الأنعام- 79/ 4 «لمتنني فيه» 32- يوسف- 422/ 6 «قل لعبادي الذين آمنوا» 31- إبراهيم 192/ 7 «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» 16- الإسراء- 25/ 8 «لأذقناك» 75- الإسراء- 93/ 8 «فعززنا بثالث» 14- يس- 296/ 11 «قال سلام قوم منكرون» 25- الذاريات- 333/ 13 «خلقهن العزيز العليم» 9- الزخرف- 70/ 13 «وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله» 10- الحديد- 142/ 14 «لا يستوي منكم من أنفق» 10- الحديد- 142/ 14 «لو تعلمون علم اليقين» 5- التكاثر- 399/ 15 الإطناب: «يكتبون الكتاب بأيديهم» 79- البقرة- 174/ 1 «واتقون يا أولي الألباب» 197- البقرة- 410/ 1 «وما للظالمين من أنصار» 192- آل عمران- 414/ 2 «وإني سميتها مريم» 36- آل عمران- 164/ 2 «الذين أسلموا» 44- المائدة- 363/ 3 «فلمسوه بأيديهم» 7- الأنعام- 88/ 4 «ومن قتل مظلوما» 33- الإسراء- 48/ 8

العدول:

«قال هي عصاي» 18- طه- 358/ 8 «قالوا نعبد أصناما» 71- الشعراء- 84/ 10 «ولا تخافي ولا تحزني» 7- القصص 229/ 10 «فأوقد لي يا هامان على الطين» 38- القصص- 262/ 10 «ولا تخطه بيمينك» 48- العنكبوت- 348/ 10 العدول: «ليس بظلام» 51- الأنفال- 243/ 5 «قال إني أشهد الله واشهدوا» 54- هود- 394/ 6 «غير المغضوب» 7- الفاتحة- 30/ 1 «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم» 28- الرعد- 126/ 7 «وهم من الساعة مشفقون» 49- الأنبياء- 38/ 9 «يسبّحن» 18- ص- 113/ 12 «وأنا لكم ناصح أمين» 68- الأعراف- 454/ 4 «هي أحسن السيئة» 96- المؤمنون- 207/ 9 «ومن الناس» 28- فاطر- 271/ 11 العدول الى المضارع: «ولا يسنتثون» 18- القلم- 44/ 15 العدول عن المضارع المستقبل الى الماضي: «فقل أنذرتكم» 13- فصلت- 296/ 12 «وودّوا لو تكفرون» 2- الممتحنة- 216/ 14 وضع المصدر موضع المشتق: «فيه هدى» 2- البقرة- 34/ 1 وضع الظاهر موضع المضمر: «فأنزلنا على الذين ظلموا» 59- البقرة- 138/ 1 «ولو يرى الذين ظلموا» 165- البقرة- 330/ 1 «في الحج» 197- البقرة- 410/ 1 «فإن الله» 19- آل عمران- 133/ 2 «والى الله المصير» 28- آل عمران- 151/ 2 «من الكتاب» 78- آل عمران- 227/ 2 «والى الله ترجع الأمور» 109- آل عمران- 273/ 2 «والله بما تعملون» 156- آل عمران- 351/ 2 «والله بما تعملون خبير» 180- آل عمران- 389/ 2 «من تدخل النار» 192- آل عمران- 414/ 2

عكس الظاهر:

«وما للظالمين من أنصار» 192- آل عمران- 415/ 2 «واعتدنا للكافرين» 37- النساء- 36/ 3 «وتوكل على الله» 81- النساء- 110/ 3 «وأعتدنا للكافرين» 151- النساء- 225/ 3 «إن الله» 39- المائدة- 346/ 3 «من لعنه الله» 60- المائدة- 393/ 3 «فكفّ أيديهم» 11- المائدة- 295/ 3 «أخذ الله» 12- المائدة- 298/ 3 «كفروا بربهم» 1- الأنعام- 79/ 4 «ولكن الظالمين» 33- الأنعام- 133/ 4 «دابر القوم» 45- الأنعام- 148/ 4 «مع القوم الظالمين» 68- الأنعام- 182/ 4 «افتراء على الله» 140- الأنعام- 304/ 4 «أهواء الذين كذبوا» 150- الأنعام- 324/ 4 «ممن كذب» 157- الأنعام- 340/ 4 «على قلوب الكافرين» 101- الأعراف- 25/ 5 «وأن الله» 2- التوبة- 279/ 5 «وعلى الله» 51- التوبة- 358/ 5 «وجعلوا لله» 33- الرعد- 137/ 7 «إن قرآن» 78- الإسراء- 100/ 8 «ولا يسمع الصم» 45- الأنبياء- 35/ 9 «وقال الظالمون» 8- الفرقان- 309/ 9 «ثم الله ينشئ» 20- العنكبوت- 323/ 10 «إن الله» 53- الزمر- 198/ 12 «لخزنة جهنم» 49- غافر- 257/ 12 «ولكن أكثر الناس» 61- غافر- 268/ 12 «بين أخويكم» 10- الحجرات- 284/ 13 عكس الظاهر: «غير متبرجات بزينة» 60- النور- 293/ 1 المخالفة في الحروف: «إنما الصدقات للفقراء» 60- التوبة- 371/ 5 «من- الى» 35- يونس- 124/ 6 «لعلى- في» 24- سبا- 221/ 11 «مستهزءون- يستهزئ» 15- البقرة- 58/ 1

مخالفة الظاهر:

مخالفة الظاهر: «إني متوفيك ورافعك» 55- آل عمران- 197/ 2 «وسخر الشمس والقمر» 29- لقمان- 97/ 11 «ولا تعجبك أموالهم» 85- التوبة- 411/ 5 «يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي» 95- الأنعام- 228/ 4 المخالفة بين المعطوف والمعطوف عليه: «فأثرن به نفعا» 4- العاديات- 389/ 15 السر في اختلاف صورة الكلام: «وأنا لا ندري أشرّ أريد بمن في الأرض» 10 الجن- 123/ 5 خروج الأمر عن معناه الأصلي: «فتمنوا الموت» 94- البقرة- 204/ 1 «قل موتوا» 119- آل عمران- 293/ 2 خروج الأمر والنهي عن معناهما الأصلي: «استغفر لهم» 80- التوبة- 403/ 5 إخراج الخبر في صورة الأمر: «فليضحكوا» 82- التوبة- 406/ 5 إيثار «ما» على «من» : «ما يشاء» 133- الأنعام- 290/ 4 استعمال «أو» بدل الواو: «أو آتيكم» 7- النمل- 142/ 10 استعمال اسم المفعول مكان فعله: «ذلك يوم مجموع له الناس» 103- هود- 358/ 6 وضع الموصول في موضع الضمير: «فإنما إثمه على الذين يبدلونه» 181- البقرة- 368/ 1 الإخبار عن الماضي بالمستقبل: «وعلى ربهم يتوكلون» 42- النحل- 324/ 7 إيثار الصيغة على الأخرى: «إياك نعبد» 5- الفاتحة- 27/ 1

ثالثا: قسم الدراسة الصرفية

ثالثا: قسم الدراسة الصرفية حرف الألف الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أبّا 15 249 عبس 31 أبابيل 15 408 الفيل 3 أبدا 15 126 الجن 23 أباريق 14 114 الواقعة 18 إبل 4 310 الأنعام 144 أبو لهب 15 422 المسد 1 أبت 6 380 يوسف 4 آباء 1 273 البقرة 133 أبى 1 103 البقرة 34 أبوا 8 236 الكهف 77 يأب 3 91 البقرة 282 أتاهم 4 132 الانعام 34 يأتكم 1 441 البقرة 214 نأت 1 228 البقرة 106 تأتوا 1 387 البقرة 189 يؤت 1 527 البقرة 247 تؤتوها 2 64 البقرة 271 ائتوا 1 76 البقرة 23 وأتوا 1 388 البقرة 189 فأتوهنّ 1 464 البقرة 222 يؤتي 15 164 المدثر 52 أوت 15 70 الحاقة 25 أتوا 1 82 البقرة 25 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية آتى 1 354 البقرة 177 آتيكم 13 125 الدخان 19 آتينا 1 128 البقرة 53 آتوا 1 117 البقرة 43 آت 4 291 الأنعام 134 أوتوا 1 214 البقرة 101 إيتاء 7 375 النحل 90 مأتيا 8 319 مريم 61 أثاثا 7 367 النحل 80 آثرك 7 59 يوسف 91 أثارة 13 169 الأحقاف 4 أثري 8 405 طه 84 آثار 3 367 المائدة 46 أثل 10 214 سبأ 16 الإثم 1 187 البقرة 85 أثاما 10 46 الفرقان 68 تأثيم 14 25 الطور 23 آثم 2 95 البقرة 283 أثيم 2 75 البقرة 276 أجاج 10 32 الفرقان 53 أجر 1 149 البقرة 62 أجلهنّ 1 484 البقرة 231 مؤجّل 2 326 آل عمران 145

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أحد 1 220 البقرة 102 أحد عشر 6 380 يوسف 4 إحداهما 2 91 البقرة 282 خذوا 1 150 البقرة 63 يتخذ 1 329 البقرة 165 أخذ 6 351 هود 102 أخذة 15 61 الحاقة 10 أخذية 2 59 البقرة 267 الآخرة 1 39 البقرة 4 الأخرى 2 91 البقرة 282 آخران 4 50 المائدة 106 أخر 1 370 البقرة 184 المستأخرين 7 234 الحجر 24 إخوة 6 384 يوسف 5 إخوانكم 1 457 البقرة 220 أخوات 2 479 النساء 23 آدم 1 98 البقرة 31 إدّا 8 340 مريم 89 أدّوا 13 125 الدخان 18 يؤد 2 95 البقرة 283 أداء 1 359 البقرة 178 إذ 1 95 البقرة 30 فأذنوا 2 79 البقرة 279 آذن 5 41 الأعراف 123 إذن 1 209 البقرة 97 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مؤذّن 4 418 الأعراف 44 آذان 1 67 البقرة 19 أوذوا 2 421 آل عمران 195 أذى 1 405 البقرة 196 الإربة 9 256 النور 31 مآرب 8 357 طه 18 الأرض 1 52 البقرة 11 أرائك 8 182 الكهف 31 إرم 13 322 الفجر 7 أزري 8 364 طه 31 آزر 4 195 الأنعام 74 أزّا 8 338 مريم 83 الآزفة 12 234 غافر 18 إستبرق 8 181 الكهف 31 إسحاق 6 314 هود 71 إسرائيل 1 113 البقرة 40 أسرهم 15 194 الدهر 28 أسارى 1 187 البقرة 85 آسفونا 11 97 الزخرف 55 أسفا 5 84 الأعراف 150 أسفي 7 49 يوسف 84 إسماعيل 1 273 البقرة 133 أساور 8 181 الكهف 31 آسن 13 220 محمد 15 أسوة 11 146 الأحزاب 21

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية آسى 5 14 الأعراف 93 تأس 3 323 المائدة 26 تأسوا 14 156 الحديد 23 أشر 14 75 القمر 25 مؤصدة 15 337 البلد 20 إصرا 2 103 البقرة 286 أصل 12 63 الصافّات 64 الآصال 5 165 الأعراف 205 أفّ 13 187 الأحقاف 17 آفاق 13 15 فصّلت 53 الإفك 9 234 النور 11 الآفلين 4 201 الأنعام 76 كلّا 1 105 البقرة 35 كلوا 1 134 البقرة 57 أكل 2 52 البقرة 265 أكلا 15 326 الفجر 19 آكلين 9 167 المؤمنون 20 أكّالون 3 355 المائدة 42 مأكول 15 408 الفيل 5 إلياس 12 81 الصافّات 123 إلياسين 12 81 الصافّات 130 ألف 1 207 البقرة 96 إيلاف 15 410 قريش 1 ملائكة 1 95 البقرة 30 أليم 1 50 البقرة 10 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الله 1 21 الفاتحة 1 آلهة 4 196 الأنعام 74 يؤلون 1 470 البقرة 226 يأتل 9 245 النور 22 آلاء 4 453 الأعراف 69 أمتا 8 424 طه 107 أمدا 2 155 آل عمران 30 وأمر 5 73 الأعراف 145 أمره 1 233 البقرة 109 إمرا 8 231 الكهف 71 الآمرون 6 43 التوبة 112 أمّارة 7 11 يوسف 53 الأمس 6 109 يونس 24 الأمل 7 219 الحجر 3 أمّ 2 454 النساء 11 أمّ القرى 4 220 الأنعام 92 أمّيّون 1 172 البقرة 78 أمّة 1 265 البقرة 128 إماما 1 256 البقرة 124 أمامه 13 169 القيامة 5 يؤمنون 1 36 البقرة 3 إيمان 1 202 البقرة 93 أمنا 1 259 البقرة 125 أمنة 2 345 آل عمران 154 آمنّا 1 46 البقرة 8

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مؤمنين 1 47 البقرة 8 أمين 4 453 الأعراف 67 مأمون 15 86 المعارج 28 أمة 1 460 البقرة 221 الأنثى 1 359 البقرة 178 إناثا 3 174 النساء 117 مستأنسين 11 185 الأحزاب 53 الإنسان 7 285 النحل 4 إنسيا 8 290 مريم 26 أناسيّ 10 28 الفرقان 49 أناس 1 141 البقرة 60 الناس 1 46 البقرة 8 الأنف 3 363 المائدة 45 آنفا 13 222 محمد 16 إنّما 15 199 المرسلات 7 يأن 14 149 الحديد 16 إناه 11 185 الأحزاب 53 الآن 1 161 البقرة 71 آلآن 6 143 يونس 51 آناء 2 281 آل عمران 113 آن 14 101 الرحمن 44 آنية 15 190 الدهر 15 أهل 1 225 البقرة 105 إيابهم 15 317 الغاشية 25 المآب 2 125 آل عمران 14 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الأوّابون 8 36 الإسراء 25 آل 1 124 البقرة 49 تأويل 2 113 آل عمران 7 أوّل 1 115 البقرة 41 الأولى 8 377 طه 51 الأوليان 4 50 المائدة 106 الأولين 4 113 الأنعام 25 أولو 9 245 النور 22 أولي 1 410 البقرة 197 أولات 14 285 الطلاق 4 أولئك 1 40 البقرة 5 أوّاه 6 47 التوبة 114 فأووا 1 470 البقرة 226 أوى 7 31 يوسف 69 آووا 5 271 الأنفال 72 مأوى 2 334 آل عمران 151 الأيكة 7 265 الحجر 78 أيّان 15 169 القيامة 6 آيات 1 11 البقرة 39

حرف الباء

حرف الباء الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية بئر 9 124 الحج 45 البأس 1 355 البقرة 177 البأساء 1 355 البقرة 177 البائس 9 109 الحج 28 بئيس 5 112 الأعراف 165 بابل 1 220 البقرة 102 الأبتر 15 414 الكوثر 3 بثّي 7 52 يوسف 86 مبثوثة 15 314 الغاشية 16 منبثا 14 110 الواقعة 5 للبحر 1 126 البقرة 50 بحيرة 4 39 المائدة 103 بخس 6 400 يوسف 20 باخع 8 143 الكهف 6 البخل 3 36 النساء 37 بدارا 2 442 النساء 6 بدعا 13 173 الأحقاف 9 بديع 1 246 البقرة 117 تبدل 11 181 الأحزاب 52 بدلا 8 205 الكهف 50 تبديل 6 158 يونس 64 استبدال 2 473 النساء 20 مبدّل 4 132 الأنعام 34 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية البدن 9 116 الحج 36 بدا 4 120 الأنعام 29 تبدن 1 101 البقرة 33 تبد 4 37 المائدة 101 البدو 7 70 يوسف 100 بادي الرأي 6 250 هود 27 البادي 9 106 الحج 25 مبديه 11 165 الأحزاب 37 تبذيرا 8 37 الإسراء 26 المبذّرون 8 37 الإسراء 27 براء 13 80 الزخرف 26 بارئ 1 130 البقرة 54 بريئا 3 166 النساء 112 مبرؤون 9 248 النور 26 البريّة 15 379 البيّنة 6 تبرّجن 11 161 الأحزاب 33 تبرّج 11 161 الأحزاب 33 متبرّجات 9 293 النور 60 بروج 3 103 النساء 78 بردا 9 50 الأنبياء 69 بارد 12 128 ص 42 برد 9 275 النور 43 برّا 8 281 مريم 11

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية البرّ 1 118 البقرة 44 البرّ 4 172 الأنعام 59 الأبرار 2 417 آل عمران 193 بررة 15 246 عبس 16 بارزة 8 202 الكهف 47 برزخ 9 210 المؤمنون 100 الأبرص 2 188 آل عمران 49 برق 1 66 البقرة 19 أباريق 14 114 الواقعة 18 إستبرق 8 181 الكهف 31 بورك 10 142 النمل 8 بركات 5 17 الأعراف 96 مباركا 2 253 آل عمران 96 مبرمون 13 111 الزخرف 79 برهان 1 236 البقرة 111 بازغا 4 201 الأنعام 77 باسرة 15 174 القيامة 24 بسّا 14 110 الواقعة 4 البسط 8 46 الإسراء 29 بسطة 1 527 البقرة 247 باسط 3 328 المائدة 28 مبسوطتان 3 403 المائدة 64 بساطا 15 102 نوح 19 باسقات 13 304 ق 10 بشرى 1 209 البقرة 97 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مبشرين 1 439 البقرة 213 مبشرات 11 57 الروم 46 بشيرا 1 249 البقرة 119 مستبشرة 15 251 عبس 39 بشر 2 184 آل عمران 47 مبصرون 5 162 الأعراف 201 بصير 1 207 البقرة 96 مستبصرين 10 338 العنكبوت 38 بصائر 4 242 الأنعام 104 بصل 1 146 البقرة 61 بضع 6 436 يوسف 42 بضاعة 6 399 يوسف 19 بطرا 5 236 الأنفال 47 بطشا 13 65 الزخرف 8 البطشة 13 123 الدخان 16 الباطل 1 116 البقرة 42 المبطلون 5 124 الأعراف 173 باطن 4 269 الأنعام 120 بطانة 2 289 آل عمران 118 بطون 1 347 البقرة 174 البعث 9 88 الحج 5 مبعوث 4 120 الأنعام 29 بعدا 6 275 هود 44 مبعدون 9 74 الأنبياء 101 بعيد 1 351 البقرة 176

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية بعد 1 89 البقرة 27 بعير 7 24 يوسف 65 بعض 1 106 البقرة 36 بعوضة 1 86 البقرة 26 بعولتهن 1 474 البقرة 228 بعلا 12 81 الصافات 125 بغتة 4 125 الأنعام 31 البغضاء 2 289 آل عمران 118 البغال 7 286 النحل 8 بغت 13 284 الحجرات 9 بغوا 13 41 الشورى 27 يبغون 2 236 آل عمران 83 ابتغى 15 86 المعارج 32 ابتغوا 1 381 البقرة 187 يبتغ 2 239 آل عمران 85 يبتغون 8 71 الإسراء 57 ابتغ 8 135 الإسراء 110 بغيا 1 196 البقرة 90 ابتغاء 1 427 البقرة 207 باغ 1 345 البقرة 173 البغاء 9 261 النور 33 بقرة 1 155 البقرة 67 البقعة 10 254 القصص 30 بقل 1 145 البقرة 61 باق 1 384 النحل 96 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الباقين 10 103 الشعراء 120 أبقى 8 393 طه 71 بقيّة 2 7 البقرة 248 بكر 1 157 البقرة 68 بكرة 8 279 مريم 11 الإبكار 2 175 آل عمران 41 بكّة 2 253 آل عمران 96 بكم 1 64 البقرة 18 بكت 13 128 الدخان 29 أبكى 14 59 النجم 43 تبكون 14 62 النجم 60 بكيا 8 317 مريم 58 بلد 7 286 النحل 7 بلدة 10 28 الفرقان 49 إبليس 1 103 البقرة 34 مبلسون 4 146 الأنعام 44 البلاغ 2 136 آل عمران 20 بالغ 4 27 المائدة 95 بليغا 3 78 النساء 63 مبلغهم 14 50 النجم 30 ابتلى 1 256 البقرة 124 يبلى 8 434 طه 120 تبلون 2 404 آل عمران 186 بلاء 1 125 البقرة 49 بال 6 448 يوسف 50

حرف التاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مبتليكم 2 11 البقرة 249 بنان 5 184 الأنفال 12 بنوا 6 38 التوبة 110 تبنون 10 105 الشعراء 128 بناء 1 74 البقرة 22 تبيانا 7 373 النحل 89 بناء 12 127 ص 37 مبنيّة 12 167 الزمر 20 بنيّ 6 272 هود 42 بني 1 113 البقرة 40 البنين 2 124 آل عمران 14 البنيان 6 36 التوبة 109 بهت 2 33 البقرة 258 بهتان 2 473 النساء 20 بهجة 10 197 النمل 60 بهيج 9 88 الحج 5 بهيمة 3 268 المائدة 1 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مبوّأ 6 193 يونس 93 أبوابا 15 218 النبأ 19 البوار 7 190 إبراهيم 28 بورا 9 316 الفرقان 18 البيوت 1 387 البقرة 189 الأبيض 1 382 البقرة 187 بيضاء 5 30 الأعراف 108 بيض 11 270 فاطر 27 بيض 12 58 الصافات 49 بيع 2 21 البقرة 254 بيع 9 121 الحج 40 بيان 2 316 آل عمران 138 مبين 1 336 البقرة 168 مبيّنة 2 472 النساء 19 المستبين 12 80 الصافات 117 البيّنات 1 192 البقرة 87 بين 1 153 البقرة 66 حرف التاء تباب 12 248 غافر 37 تتبيب 6 351 هود 101 التابوت 2 7 البقرة 248 تبارا 15 108 نوح 28 تتبيرا 8 15 الإسراء 7 متبر 5 64 الأعراف 139 يتبعون 2 45 البقرة 262 اتّبعن 2 136 آل عمران 20 تبعا 7 178 إبراهيم 21 أتباع 1 359 البقرة 178 متتابعين 14 170 المجادلة 4 متّبعون 10 76 الشعراء 52

حرف الثاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية تبيعا 8 87 الإسراء 69 تبّع 13 132 الدخان 37 تترى 9 185 المؤمنون 44 تجارتهم 1 59 البقرة 16 اتّخذوا 8 212 الكهف 56 اتخاذكم 1 130 البقرة 54 متّخذي 3 284 المائدة 5 متخذات 3 13 النساء 25 متربة 15 335 البلد 16 أتراب 12 133 ص 52 الترائب 15 301 الطارق 7 مترفيها 8 24 الإسراء 16 تارك 6 230 هود 12 تسعا 8 170 الكهف 25 تعسا 13 213 محمد 8 تعالوا 2 204 آل عمران 61 تفثهم 9 109 الحج 29 تلاها 15 340 الشمس 2 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية تتلون 1 119 البقرة 44 يتلى 3 188 النساء 127 اتل 3 325 المائدة 27 تلاوته 1 253 البقرة 121 التاليات 12 42 الصافّات 3 تماما 4 335 الأنعام 154 متمّ 14 236 الصفّ 8 التنّور 6 268 هود 40 تاب 1 108 البقرة 37 تبتم 2 79 البقرة 279 التوب 12 220 غافر 3 توبة 2 244 آل عمران 90 متاب 7 130 الرعد 30 التائبون 6 43 التوبة 112 التواب 1 108 البقرة 37 تارة 8 380 طه 55 التوراة 2 107 آل عمران 3 التين 15 361 التين 1 حرف الثاء ثبات 3 88 النساء 71 تثبيتا 2 52 البقرة 265 ثابت 7 185 إبراهيم 24 ثبورا 9 312 الفرقان 13 مثبورا 8 127 الإسراء 102 ثجاجا 15 216 النبأ 14 تثريب 7 60 يوسف 92 يثرب 11 137 الأحزاب 13 الثرى 8 348 طه 6 ثعبان 5 30 الأعراف 107

حرف الجيم

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ثاقب 12 44 الصافات 10 اثاقلتم 5 339 التوبة 38 مثقلة 11 265 فاطر 18 مثقلون 14 32 الطور 40 أثقال 7 286 النحل 7 ثقالا 4 437 الأعراف 57 مثقال 3 41 النساء 40 الثقلان 14 96 الرحمن 31 ثلاث 2 435 النساء 3 ثلاثة 14 110 الواقعة 7 ثلاثون 13 181 الأحقاف 15 الثالثة 14 45 النجم 20 ثلّة 14 114 الواقعة 13 ثمود 6 301 هود 61 ثم 1 344 البقرة 115 ثمنا 1 174 البقرة 79 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ثمانية 15 59 الحاقة 7 ثامنهم 8 168 الكهف 22 يثنون 6 219 هود 5 يستثنون 15 43 القلم 18 اثنتان 1 140 البقرة 60 ثاني 9 92 الحج 8 مثنى 2 435 النساء 3 المثاني 7 270 الحجر 87 ثواب 2 327 آل عمران 145 مثوبة 1 222 البقرة 103 مثابة 1 258 البقرة 125 مثوى 2 334 آل عمران 151 ثاويا 10 268 القصص 45 ثياب 6 219 هود 5 ثيبات 14 297 التحريم 5 حرف الجيم الجبّ 6 388 يوسف 10 الجبت 3 63 النساء 55 جبّارين 3 317 المائدة 22 جبريل 1 209 البقرة 97 الجبلّة 10 119 الشعراء 184 جبلّا 12 27 يس 62 الجبين 12 77 الصافات 103 اجتباه 8 437 طه 122 جباههم 5 332 التوبة 35 جاثمين 4 464 الأعراف 78 جثيّا 8 325 مريم 68 جاثية 13 163 الجاثية 28 الجحيم 1 249 البقرة 119 الأجداث 12 20 يس 51

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية جدّ 15 121 الجن 30 جديد 7 93 الرعد 5 جدد 11 270 فاطر 27 جدلا 8 210 الكهف 54 جدال 1 410 البقرة 197 محذوذ 6 357 هود 108 جذاذا 9 43 الأنبياء 58 جذع 8 289 مريم 23 جذوة 10 251 القصص 29 الجروح 3 363 المائدة 45 الجوارح 3 280 المائدة 4 الجراد 5 54 الأعراف 133 جرزا 8 143 الكهف 8 جرف 6 36 التوبة 109 جرم 6 244 هود 22 المجرمين 4 163 الأنعام 55 مجرى 6 270 هود 41 الجوار 13 46 الشورى 32 جزء 7 245 الحجر 44 جزوعا 15 85 المعارج 20 جزاهم 15 189 الدهر 12 يجزى 4 345 الأنعام 160 يجز 3 181 النساء 123 يجزون 5 77 الأعراف 147 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية جزاء 1 188 البقرة 85 الحزبة 5 320 التوبة 29 جسدا 5 79 الأعراف 148 الجسم 1 528 البقرة 247 جاعل 1 96 البقرة 30 جفاء (جفأ) 7 114 الرعد 17 جفان 11 210 سبأ 13 تتجافي 11 115 السجدة 16 جلابيبهن 11 190 الأحزاب 59 جالوت 2 11 البقرة 249 جلود 7 367 النحل 80 جلدة 9 225 النور 2 المجالس 14 179 المجادلة 11 الجلال 14 94 الرحمن 27 جلّاها 15 340 الشمس 3 تجلّى 5 71 الأعراف 143 الجلاء 14 193 الحشر 3 جامدة 10 216 النمل 88 الجمعان 2 347 آل عمران 155 جامع 2 116 آل عمران 9 مجموع 6 356 هود 103 جميعا 1 92 البقرة 29 أجمعين 1 322 البقرة 161 مجمع 8 219 الكهف 60

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مجتمعون 10 70 الشعراء 39 الجمعة 14 205 الجمعة 9 جمال 7 286 النحل 6 الجميل 7 267 الحجر 85 الجمل 4 410 الأعراف 40 جمالة 15 205 المرسلات 33 جمّا 15 326 الفجر 20 جانب 8 86 الإسراء 68 جنبا 3 47 النساء 43 الجنب 3 35 النساء 36 جنوب 2 412 آل عمران 191 جناح 1 318 البقرة 158 جناح 8 34 الإسراء 24 جنود 2 11 البقرة 249 جندا 8 331 مريم 75 جنفا 1 365 البقرة 182 متجانف 3 277 المائدة 3 جنّة 14 186 المجادلة 16 مجنون 7 221 الحجر 6 جنات 1 82 البقرة 25 الجان 7 236 الحجر 27 جنّة 5 138 الأعراف 184 أجنة 14 53 النجم 32 جنى 14 103 الرحمن 54 جهد 3 382 المائدة 53 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية جهاد 9 154 الحج 78 المجاهدون 3 140 النساء 95 الجهر 3 222 النساء 148 جهرة 1 132 البقرة 55 جهارا 15 98 نوح 8 جهازهم 7 17 يوسف 59 جهالة 2 467 النساء 17 الجاهلية 3 376 المائدة 50 الجاهلين 1 155 البقرة 67 جهنم 1 427 البقرة 206 أجبتم 4 53 المائدة 109 استجاب 5 178 الأنفال 9 جابوا 15 322 الفجر 9 جواب 4 467 الأعراف 83 مجيب 6 301 هود 61 الجودي 6 275 هود 44 الجياد 12 123 ص 31 يجار 9 203 المؤمنون 88 جائر 7 288 النحل 9 متجاورات 7 90 الرعد 4 الجار 3 35 النساء 36 الجوع 1 313 البقرة 155 جوف 11 129 الأحزاب 4 جو 7 364 النحل 79 جاءكم 1 200 البقرة 92

حرف الحاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية جئت 1 161 البقرة 71 جئنا 3 42 النساء 41 جيء 12 211 الزمر 69 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية جيوبهن 9 256 النور 31 جيدها 15 422 المسد 5 حرف الحاء حبّ 1 330 البقرة 165 محبّة 8 369 طه 39 أحبّاء 3 311 المائدة 18 أحب 6 385 يوسف 8 حبة 2 44 البقرة 261 الحبّ 4 228 الأنعام 95 الأحبار 3 363 المائدة 44 الحبك 13 325 الذاريات 7 حتما 8 328 مريم 71 حثيثا 4 432 الأعراف 54 حجاب 4 420 الأعراف 46 محجوبون 15 273 المطففين 15 الحج 1 387 البقرة 189 حجة 1 307 البقرة 150 الحاج 5 304 التوبة 19 حجج 10 249 القصص 28 حجر 4 302 الأنعام 138 محجورا 10 7 الفرقان 22 حجور 2 479 النساء 23 الحجر 1 140 البقرة 60 الحجرات 12 278 الحجرات 4 حاجزا 10 197 النمل 61 حدب 9 70 الأنبياء 96 حديثا 3 104 النساء 78 محدث 9 5 الأنبياء 2 حدود 1 382 البقرة 187 حداد 11 144 الأحزاب 19 الحديد 8 254 الكهف 96 حدائق 10 197 النمل 60 حذر 1 67 البقرة 19 حذركم 3 88 النساء 71 حاذرون 10 77 الشعراء 56 محذورا 8 71 الإسراء 57 حرب 2 79 البقرة 279 المحراب 2 167 آل عمران 37 الحرث 1 160 البقرة 71 حرث لكم 1 465 البقرة 223 حرجا 3 81 النساء 65

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حرد 15 44 القلم 25 تحرّوا 15 122 الجن 14 تحرير 3 134 النساء 92 محررا 2 161 آل عمران 35 الحرّ 1 359 البقرة 178 الحرّ 5 406 التوبة 81 الحرور 11 267 فاطر 21 حرير 9 105 الحج 23 حرسا 15 122 الجن 8 حريص 6 69 التوبة 128 أحرص 1 207 البقرة 96 حرضا 7 51 يوسف 85 متحرّفا 5 189 الأنفال 16 حرف 9 95 الحج 11 الحريق 2 391 آل عمران 181 الحرام 1 297 البقرة 144 حرم 3 268 المائدة 1 الحرمات 1 397 البقرة 194 حرما 10 276 القصص 57 محرّم 13 328 الذاريات 19 حزب 3 388 المائدة 56 الحزن 7 49 يوسف 84 حزنا 10 229 القصص 8 حسبه 2 378 آل عمران 173 الحساب 1 421 البقرة 202 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حسبانا 4 233 الأنعام 96 الحاسبين 4 173 الأنعام 62 حسيبا 2 442 النساء 6 حسدا 1 233 البقرة 109 حاسد 15 428 الفلق 5 حسرة 4 125 الأنعام 31 محسورا 8 46 الإسراء 29 حسير 15 15 الملك 4 حسيسها 9 74 الأنبياء 102 حسوما 15 59 الحاقة 7 حسنا 1 181 البقرة 83 الحسنى 3 140 النساء 95 إحسانا 1 181 البقرة 83 حسنة 1 420 البقرة 201 المحسنين 1 137 البقرة 58 حسنا 1 520 البقرة 245 حسان 12 106 الرحمن 70 أحسن 1 280 البقرة 138 حشر 13 321 ق 44 حاشرين 5 32 الأعراف 111 محشورة 12 113 ص 19 حصب 9 71 الأنبياء 98 حاصبا 8 86 الإسراء 68 حصاد 4 305 الأنعام 141 الحصيد 13 304 ق 9

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حصورا 2 172 آل عمران 39 حصيرا 8 16 الإسراء 8 تحصنا 9 261 النور 33 محصنين 3 8 النساء 24 المحصنات 3 8 النساء 24 حصونهم 14 193 الحشر 2 أحصى 8 147 الكهف 12 تحصوه 15 145 المزمل 20 حاضري 1 406 البقرة 196 حاضرة 2 92 البقرة 282 محضرا 2 155 آل عمران 30 محتضر 14 77 القمر 28 تحاضّون 15 325 الفجر 18 حطبا 15 122 الجنّ 15 حطة 1 136 البقرة 58 حطاما 12 169 الزمر 21 الحطمة 15 405 الهمزة 4 محظورا 8 29 الإسراء 20 المحتظر 14 77 القمر 31 حظ 2 381 آل عمران 176 حفدة 7 356 النحل 72 الحافرة 15 228 النازعات 10 حفرة 2 264 آل عمران 103 حفظ 2 25 البقرة 255 الحافظون 6 43 التوبة 112 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حافظات 3 29 النساء 34 حفظة 4 173 الأنعام 61 حفيظا 3 108 النساء 80 محفوظا 9 25 الأنبياء 32 حافين 12 217 الزمر 75 حفيّ 5 141 الأعراف 187 حقبا 8 219 الكهف 60 أحقابا 15 220 النبأ 23 الأحقاف 13 189 الأحقاف 21 الحق 1 86 البقرة 26 حقا 3 179 النساء 122 الحاقّة 15 59 الحاقة 1 حقيق 5 28 الأعراف 105 أحقّ 1 474 البقرة 228 الحكم 2 229 آل عمران 79 الحكمة 1 266 البقرة 129 الحاكمين 6 211 يونس 109 الحكام 1 385 البقرة 188 محكمات 2 113 آل عمران 7 الحكيم 1 99 البقرة 32 أحكم 15 362 التين 8 حكما 3 32 النساء 35 حلّاف 15 38 القلم 10 محلقين 13 269 الفتح 27 الحلقوم 14 132 الواقعة 83

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حلّا 2 249 آل عمران 93 حلالا 1 336 البقرة 168 تحلّة 14 294 التحريم 2 محلّي 3 268 المائدة 1 محلّه 1 405 البقرة 196 حلائل 2 479 النساء 23 الحلم 9 293 النور 58 حليم 1 468 البقرة 225 أحلام 6 441 يوسف 44 حلّوا 15 191 الدهر 21 يحلّون 8 181 الكهف 31 حليهم 5 79 الأعراف 148 حلية 7 113 الرعد 17 حمأ 7 236 الحجر 26 حمئة 8 245 الكهف 86 الحمد 1 23 الفاتحة 2 الحامدون 6 43 التوبة 112 محمودا 8 99 الإسراء 79 محمد 13 207 محمد 2 حميد 2 59 البقرة 267 أحمد 14 235 الصف 6 حمر 11 270 فاطر 27 الحمير 7 287 النحل 8 حملا 5 147 الأعراف 189 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حمولة 4 310 الأنعام 142 حاملين 11 317 العنكبوت 12 حمالة 15 422 المسد 4 حملها 11 265 فاطر 18 حميم 4 187 الأنعام 70 يحموم 14 118 الواقعة 43 الحميّة 13 267 الفتح 26 حام 4 39 المائدة 103 حامية 15 312 الغاشية 4 الحنث 14 118 الواقعة 46 الحناجر 11 137 الأحزاب 10 حنيذ 6 312 هود 69 حنيفا 1 276 البقرة 135 حنفاء 9 111 الحج 31 حنانا 8 281 مريم 13 حوبا 2 432 النساء 2 حيتانهم 5 107 الأعراف 163 حاجة 7 29 يوسف 68 تحاور 14 166 المجادلة 1 الحواريون 2 192 آل عمران 52 حور 13 137 الدخان 54 حاشا 6 418 يوسف 31 أحاط 15 129 الجن 28 يحاط 7 26 يوسف 66

حرف الخاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية محيط 1 67 البقرة 19 حيل 10 245 سبأ 54 حيلة 3 147 النساء 98 تحويلا 8 71 الإسراء 56 حولا 8 263 الكهف 108 حولين 1 492 البقرة 233 أحوى 15 306 الأعلى 5 الحوايا 4 316 الأنعام 146 حيث 1 105 البقرة 35 حيران 4 191 الأنعام 71 متحيزا 5 189 الأنفال 16 محيصا 3 178 النساء 121 المحيض 1 463 البقرة 222 حاق 4 92 الأنعام 10 حين 1 107 البقرة 36 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أحياكم 1 90 البقرة 28 يحيا 8 397 طه 74 تحيون 4 382 الأعراف 25 يحيك 14 175 المجادلة 8 حيوا 3 119 النساء 86 استحيوا 12 237 غافر 25 الحياة 1 188 البقرة 85 تحيّة 3 119 النساء 86 محياي 4 349 الأنعام 162 الحيوان 11 17 العنكبوت 64 استحياء 11 245 القصص 25 محيي 11 61 الروم 50 أحياء 1 311 البقرة 154 يحيى 2 172 آل عمران 39 حيّة 8 359 طه 20 حرف الخاء الخبء 10 154 النمل 25 المخبتين 9 114 الحج 34 الخبيث 2 58 البقرة 267 الخبائث 5 96 الأعراف 157 خبر 11 251 القصص 29 خبرا 8 226 الكهف 68 خبير 1 497 البقرة 234 خبزا 6 427 يوسف 36 خبالا 2 289 آل عمران 118 خبت 8 120 الإسراء 97 ختّار 11 99 لقمان 32 مختالا 3 35 النساء 36 ختامه 15 276 المطففين 26 خاتم 11 168 الأحزاب 40 مختوم 15 276 المطففين 25 الأحدود 15 290 البروج 4

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية خادعهم 3 214 النساء 142 أخدان 3 13 النساء 25 مخذولا 8 31 الإسراء 22 خذولا 10 11 الفرقان 29 خرابها 1 242 البقرة 114 خروج 5 350 التوبة 46 مخرج 8 99 الإسراء 80 إخراج 1 187 البقرة 85 خارجين 1 334 البقرة 167 مخرج 1 162 البقرة 72 مخرجين 7 248 الحجر 48 مخرجا 14 281 الطلاق 2 خرجا 8 252 الكهف 94 خراج 9 195 المؤمنون 72 خردل 9 38 الأنبياء 47 الخرّاصون 13 326 الذاريات 10 الخرطوم 15 38 القلم 16 خازنين 7 234 الحجر 22 خزنة 12 213 الزمر 71 خزائن 4 154 الأنعام 50 نخزى 8 448 طه 134 تخزون 7 261 الحجر 69 يخزهم 5 297 التوبة 14 خزي 1 188 البقرة 85 مخزي 5 279 التوبة 2 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أخزى 12 296 فصلت 16 خاسئين 1 153 البقرة 65 خسرا 14 287 الطلاق 9 خسارا 8 103 الإسراء 82 خسرانا 3 176 النساء 119 تخسير 6 305 هود 63 الخاسرون 1 89 البقرة 27 خاسرة 15 229 النازعات 12 المخسرين 10 119 الشعراء 181 الأخسرين 8 260 الكهف 103 خشب 14 255 المنافقون 4 خشوعا 8 133 الإسراء 109 الخاشعين 1 120 البقرة 45 خاشعة 12 314 فصّلت 39 خشعا 14 66 القمر 7 يخشى 8 346 طه 3 يخش 2 447 النساء 9 تخشوهم 1 307 البقرة 150 اخشوني 1 307 البقرة 150 خشية 1 166 البقرة 74 خصاصة 14 201 الحشر 9 خاصة 5 200 الأنفال 25 يخصمون 12 19 يس 49 الخصام 1 423 البقرة 204 تخاصم 12 139 ص 64

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية خصيما 3 158 النساء 105 خصمون 13 100 الزخرف 58 خصمان 9 103 الحج 19 مخضود 14 116 الواقعة 28 مخضرة 9 139 الحج 63 خضر 6 438 يوسف 43 خضرا 4 234 الأنعام 99 خاضعين 11 54 الشعراء 4 خطأ 3 134 النساء 92 خطئا 8 46 الإسراء 31 الخاطئين 6 412 يوسف 29 الخاطئة 15 61 الحاقة 9 خطايا 1 136 البقرة 58 خطيئة 1 176 البقرة 81 خطبة 1 501 البقرة 335 خطبكم 7 254 الحجر 57 خطاب 12 113 ص 20 خطفة 12 44 الصافّات 10 خطوات 1 336 البقرة 168 خافضة 14 110 الواقعة 3 تخفيف 1 360 البقرة 178 خفيفا 5 147 الأعراف 189 يخفى 15 307 الأعلى 7 يخفون 12 317 فصلت 40 تخفوها 2 64 البقرة 271 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية يستخفون 3 161 النساء 108 يستخفوا 6 219 هود 5 خفية 4 178 الأنعام 63 خافية 15 65 الحافة 18 مستخف 7 99 الرعد 10 خفيا 8 268 مريم 3 أخفى 8 349 طه 7 الخلد 11 110 السجدة 14 الخلود 13 317 ق 34 خالدون 1 83 البقرة 25 مخلدون 14 114 الواقعة 17 خالصا 7 348 النحل 66 مخلصون 1 282 البقرة 139 المخلصين 6 411 يوسف 24 الخلطاء 12 118 ص 24 خلاف 3 336 المائدة 33 اختلاف 1 326 البقرة 164 خلفة 11 38 الفرقان 62 الخالفين 5 409 التوبة 83 الخوالف 5 415 التوبة 87 مخلف 7 212 إبراهيم 47 مختلفا 4 305 الأنعام 141 مختلفين 6 372 هود 118 مستخلفين 14 139 الحديد 7 المخلّفون 5 405 التوبة 81

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية خليفة 1 96 البقرة 30 خلائف 4 353 الانعام 165 خلف 5 118 الأعراف 169 خلفهم 4 370 الأعراف 17 خلق 1 326 البقرة 164 اختلاق 12 106 ص 7 خالق 4 240 الأنعام 102 الخلاق 7 270 الحجر 86 مخلقة 9 88 الحج 5 خلاق 1 220 البقرة 102 خلق 10 107 الشعراء 137 الخلق 4 432 الأعراف 54 خلّة 2 21 البقرة 254 خلال 7 192 إبراهيم 31 خليلا 8 93 الإسراء 73 خلا 1 170 البقرة 76 حلت 1 275 البقرة 134 خلوا 1 56 البقرة 14 تخلّت 15 280 الانشقاق 4 يخل 6 386 يوسف 9 الخالية 15 70 الحاقة 24 خامدين 9 3 الأنبياء 15 الخمر 1 455 البقرة 219 خمرهن 9 256 النور 31 خمسة 8 168 الكهف 22 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الخامسة 9 23 النور 7 خمسة 5 228 الأنفال 41 خمسين 15 78 المعارج 4 مخمصة 3 277 المائدة 3 خمط 10 14 سبأ 16 الخنزير 1 345 البقرة 173 الخنّس 15 256 التكوير 15 الخنّاس 15 430 الناس 4 المنخنقة 3 276 المائدة 3 خوار 4 79 الأعراف 148 خضتم 5 387 التوبة 69 خوضهم 4 218 الأنعام 91 الخائضين 15 162 المدّثّر 45 خاف 1 365 البقرة 182 خفت 10 228 القصص 7 خفتم 1 478 البقرة 229 يخاف 15 344 الشمس 15 تخف 6 312 هود 70 يخافوا 4 51 المائدة 108 خوف 1 110 البقرة 38 خيفة 5 164 الأعراف 25 تخويفا 8 74 الإسراء 59 خائفين 1 242 البقرة 114 خالات 2 479 النساء 23 أخوال 9 297 النور 61

حرف الدال

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أخنه 6 9 يوسف 52 تختانون 1 381 البقرة 187 خيانة 5 250 الأنفال 58 الخائنين 3 158 النساء 105 خوّانا 3 160 النساء 107 خاوية 2 38 البقرة 259 خاب 15 341 الشمس 10 خائبين 2 305 آل عمران 127 اختار 5 96 الأعراف 155 اخترتك 8 355 طه 13 خير 1 130 البقرة 54 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية خير 1 222 البقرة 103 خيرا 1 363 البقرة 180 خيرا 5 268 الأنفال 70 الخطاب 12 113 ص 22 خيرات 14 105 الرحمن 70 الخيرة 10 287 القصص 68 الأخيار 12 131 ص 47 الخيط 1 381 البقرة 187 الخياط 4 410 الأعراف 40 مختالا 3 35 النساء 36 الخيل 2 125 آل عمران 14 الخيام 14 106 الرحمن 72 حرف الدال دأب 2 119 آل عمران 11 دأبا 6 446 يوسف 47 دائبين 7 195 إبراهيم 33 دابة 1 327 البقرة 164 يدبروا 9 193 المؤمنون 68 إدبار 14 36 الطور 49 دابر 4 147 الأنعام 45 مدبرين 5 313 التوبة 25 المدبرات 13 226 النازعات 5 الأدبار 2 276 آل عمران 111 المدثر 15 148 المدثر 1 دحورا 12 44 الصافات 9 مدحورا 4 371 الأعراف 18 داحضة 13 30 الشورى 16 المدحضين 12 87 الصافات 141 دحاها 15 235 النازعات 30 تدّخرون 2 188 آل عمران 49 داخرون 7 329 النحل 48 دخلا 7 379 النحل 92 داخلون 3 317 المائدة 22 مدخلا 3 22 النساء 31 مدخلا 5 366 التوبة 57

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية دخان 12 291 فصّلت 11 ادّارأتم 1 162 البقرة 72 درجة 1 474 البقرة 228 درّي 9 264 النور 35 دراسة 4 340 الأنعام 156 إدريس 8 315 مريم 56 اداركوا 4 406 الأعراف 38 الدرك 3 219 النساء 145 دركا 8 398 طه 77 مدركون 10 79 الشعراء 61 دراهم 6 400 يوسف 20 أدراكم 6 94 يونس 16 أدر 15 70 الحاقّة 26 دسر 14 71 القمر 13 دسّاها 15 341 الشمس 10 دعا 2 170 آل عمران 38 دعوهم 8 208 الكهف 52 دعوا 2 91 البقرة 282 يدعون 1 460 البقرة 221 ندع 2 204 آل عمران 61 يدّعون 12 25 يس 57 ادعوا 1 77 البقرة 23 ادع 1 145 البقرة 61 دعاء 1 341 البقرة 171 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية دعوة 1 376 البقرة 186 دعّا 14 19 الطور 13 دعوى 4 359 الأعراف 5 الداع 1 376 البقرة 186 أدعياء 11 129 الأحزاب 4 دفء 7 286 النحل 5 دفع 2 15 البقرة 251 دافع 12 16 الطور 8 دافق 15 301 الطارق 6 دكّا 5 71 الأعراف 143 دكاء 8 256 الكهف 98 دكّه 15 64 الحاقة 14 دلوك 8 99 الإسراء 78 دليلا 10 26 الفرقان 45 دلّى 4 378 الأعراف 22 أدلى 6 399 يوسف 19 تدلّى 14 39 النجم 8 تدلوا 1 384 البقرة 188 دلو 6 399 يوسف 19 تدميرا 8 24 الإسراء 16 الدم 1 344 البقرة 173 الدماء 1 96 البقرة 30 دينار 2 222 آل عمران 75 دنا 14 39 النجم 8 دانية 4 234 الأنعام 99

حرف الذال

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أدنى 1 146 البقرة 61 الدنيا 1 188 البقرة 85 الدهر 15 182 الدهر 1 دهاقا 15 222 النبأ 34 مدهامّتان 14 105 الرحمن 64 مدهنون 14 130 الواقعة 81 أدهى 14 82 القمر 46 الدهن 9 167 المؤمنون 20 الدهان 14 100 الرحمن 37 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية داود 2 15 البقرة 251 دياركم 1 183 البقرة 84 دائرة 3 380 المائدة 52 ديارا 15 107 نوح 26 دولة 14 197 الحشر 7 دائم 7 140 الرعد 35 دين 2 90 البقرة 282 مدينين 14 132 الواقعة 86 الدين 1 26 الفاتحة 4 حرف الذال الذئب 6 391 يوسف 13 مذءوما 4 371 الأعراف 18 مذبذبين 3 215 النساء 143 ذبابا 9 149 الحج 73 ذبح 11 77 الصافات 107 تدّخرون 2 188 آل عمران 49 ذرّية 1 256 البقرة 124 ذرة 3 41 النساء 40 ذرعا 6 322 هود 77 ذرعها 15 70 الحاقة 32 ذراعيه 8 157 الكهف 18 ذروا 13 324 الذاريات 1 الذاريات 13 324 الذاريات 1 مذعنين 9 280 النور 49 الأذقان 8 133 الإسراء 109 ادّكر (ذكر) 6 441 يوسف 45 يذّكر 2 113 آل عمران 7 تذكّرون 4 334 الأنعام 152 ذكر 1 418 البقرة 200 الذكرى 4 182 الأنعام 68 تذكير 6 172 يونس 71 تذكرة 8 346 طه 3 الذاكرين 6 366 هود 114 مذكر 15 317 الغاشية 21 مدّكر (ذكر) 14 71 القمر 15 مذكورا 15 182 الدهر 1 الذكر 2 163 آل عمران 36 الذل 8 34 الإسراء 24 الذلة 1 146 البقرة 61

حرف الراء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية تدليلا 15 189 الدهر 14 أذلة 2 299 آل عمران 123 ذلول 1 160 البقرة 71 الأذلين 14 186 المجادلة 20 ذمّة 5 289 التوبة 8 مذموما 8 29 الإسراء 18 ذنوب 2 119 آل عمران 11 ذنوب 14 14 الذاريات 59 ذهاب 9 167 المؤمنون 18 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ذاهب 12 77 الصافات 99 ذا 1 33 البقرة 2 ذان 10 254 القصص 32 ذواتي 11 214 سبأ 16 أذاعوا 3 113 النساء 83 ذاقوا 4 320 الأنعام 148 أذقناك 8 93 الإسراء 75 ذق 13 135 الدخان 49 ذائقة 2 401 آل عمران 185 حرف الراء رؤوس 1 405 البقرة 196 رأفة 9 225 النور 2 رؤف 1 292 البقرة 143 رأى 4 201 الأنعام 76 رأوا 1 332 البقرة 166 رآه 15 367 العلق 7 أراه 15 232 النازعات 20 تراءى 10 79 الشعراء 61 نرى 1 132 البقرة 55 يرون 1 330 البقرة 165 تر 1 516 البقرة 243 نري 4 200 الأنعام 75 يراءون 3 214 النساء 142 ترون 15 398 التكاثر 6 ترينّ 8 290 مريم 26 أرنا 1 265 البقرة 128 رأي 2 122 آل عمران 13 رؤياك 6 384 يوسف 5 رئاء 2 49 البقرة 264 رئيا 8 329 مريم 74 ربّ 1 23 الفاتحة 2 ربانيين 2 229 آل عمران 79 ربّيّون 2 329 آل عمران 146 ربائبكم 2 479 النساء 23 تربص 1 470 البقرة 226 متربصون 5 360 التوبة 52 رباط 5 257 الأنفال 60 رابعهم 8 168 الكهف 22

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية رباع 2 435 النساء 3 أربعين 1 127 البقرة 51 ربت 12 315 فصّلت 39 نربّك 10 61 الشعراء 18 رابيا 7 113 الرعد 17 أربى 7 379 النحل 92 الربا 2 73 البقرة 275 ربوة 2 52 البقرة 265 رتقا 9 25 الأنبياء 30 ترتيلا 10 17 الفرقان 32 رجّا 14 110 الواقعة 4 رجزا 1 138 البقرة 59 الرّجز 15 148 المدّثر 5 الرجس 4 16 المائدة 90 رجع 13 300 ق 3 الرجعى 15 368 العلق 8 مرجعكم 2 197 آل عمران 55 راجعون 1 121 البقرة 46 الرجفة 4 463 الأعراف 78 الراجفة 15 227 النازعات 6 المرجفون 11 192 الأحزاب 60 رجالا 1 511 البقرة 239 رجلك 8 82 الإسراء 64 رجال 13 267 الفتح 25 الرجول 3 157 النساء 104 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية رجما 8 168 الكهف 22 رجوما 15 16 الملك 5 المرجومين 10 100 الشعراء 116 الرجيم 2 163 آل عمران 36 يرجون 1 453 البقرة 218 ترجي 11 180 الأحزاب 51 مرجوا 6 303 هود 62 مرجون 6 30 التوبة 106 أرجائها 15 65 الحاقة 17 مرحبا 12 135 ص 59 رحيق 15 275 المطففين 25 رحلة 15 410 قريش 2 رحالهم 7 20 يوسف 62 رحمة 2 115 آل عمران 8 رحما 8 242 الكهف 81 المرحمة 15 335 البلد 17 الراحمين 7 22 يوسف 64 الرحيم 1 22 الفاتحة 1 الرحمن 1 22 الفاتحة 1 أرحم 7 22 يوسف 64 الأرحام 11 131 الأحزاب 6 أرحام 1 474 البقرة 228 رخاء 12 126 ص 36 ردءا 10 256 القصص 34 مرد 7 101 الرعد 11

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية راد 6 209 يونس 107 مردود 6 319 هود 76 الرادفة 15 227 النازعات 7 مردفين 5 178 الأنفال 9 ردما 8 254 الكهف 95 أرداكم 12 302 فصلت 23 تردى 8 355 طه 16 تردّى 15 348 الليل 11 المتردية 3 276 المائدة 3 أراذل 6 250 هود 27 أرذل 7 356 النحل 70 رزقا 1 74 البقرة 22 الرازقين 4 64 المائدة 114 الرزّاق 14 13 الذاريات 58 الراسخون 2 113 آل عمران 7 الرسّ 10 19 الفرقان 38 مرسلة 10 165 النمل 35 المرسلين 4 132 الأنعام 34 الرسل 1 191 البقرة 87 رسالات 4 444 الأعراف 62 أرساها 15 235 الناعات 32 راسيات 11 210 سبأ 13 رواسي 7 90 الرعد 3 مرساها 5 141 الأعراف 187 مرساها 6 270 هود 41 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الرشد 2 27 البقرة 256 الرشاد 12 243 غافر 29 رشدا 8 147 الكهف 10 مرشدا 8 156 الكهف 17 رشيد 6 322 هود 78 رصيدا 15 122 الجن 9 إرصادا 6 32 التوبة 21 مرصادا 15 220 النبأ 21 مرصد 5 284 التوبة 5 مرصوص 14 232 الصف 4 الرضاعة 1 492 البقرة 233 مرضعة 9 82 الحج 2 المراضع 10 229 القصص 12 رضوا 4 75 المائدة 119 ارتضى 9 23 الأنبياء 28 تراضوا 1 487 البقرة 232 ترضى 1 251 البقرة 120 ترضون 2 91 البقرة 282 رضوان 2 127 آل عمران 15 تراض 1 493 البقرة 233 مرضاة 1 428 البقرة 207 راضية 15 69 الحاقة 21 مرضيا 8 314 مريم 55 رضيا 8 272 مريم 6 رطب 4 172 الأنعام 59

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية رطبا 8 290 مريم 25 الرعب 2 334 آل عمران 151 رعد 1 66 البقرة 19 رعوها 14 161 الحديد 27 ارعوا 8 379 طه 54 راعنا 1 224 البقرة 104 رعايتها 14 161 الحديد 27 راعون 9 161 المؤمنون 8 الرعاء 10 245 القصص 23 مرعاها 15 235 النازعات 31 رغبا 9 64 الأنبياء 90 راغبون 15 44 القلم 32 رغدا 1 105 البقرة 35 مراغما 3 147 النساء 100 رفاتا 8 64 الإسراء 49 الرفث 1 381 البقرة 187 الرّفد 6 348 هود 99 المرفود 6 348 هود 99 رفرف 14 106 الرحمن 76 رافع 2 196 آل عمران 55 المرفوع 14 16 الطور 3 رفيع 12 131 غافر 15 مرتفقا 8 177 الكهف 29 رفيقا 3 86 النساء 69 مرفقا 8 153 الكهف 16 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية المرافق 3 286 المائدة 6 مرتقبون 13 138 الدخان 59 رقيبا 2 430 النساء 1 الرقاب 1 355 البقرة 177 رقود 8 157 الكهف 18 مرقدنا 11 21 يس 52 رقّ 14 16 الطور 3 مرقوم 15 270 المطففين 9 الرقيم 8 147 الكهف 9 ترقى 8 113 الإسراء 93 راق 15 177 القيامة 27 التراقي 15 177 القيامة 26 ركوبهم 12 33 يس 72 متراكبا 4 234 الأنعام 99 الراكب 5 228 الأنفال 42 ركبان 1 511 البقرة 239 ركاب 14 195 الحشر 6 رواكد 13 47 الشورى 33 ركزا 8 344 مريم 98 الراكعين 1 117 البقرة 43 الركّع 1 259 البقرة 125 مركوم 14 34 الطور 44 ركاما 9 275 النور 43 ركن 6 325 هود 80 رماح 4 23 المائدة 94

حرف الزاي

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية رماد 7 174 إبراهيم 18 رمزا 2 175 آل عمران 41 رمضان 1 373 البقرة 185 رميم 12 36 يس 78 الرمّان 4 234 الأنعام 99 يرمون 9 230 النور 4 يرم 3 166 النساء 112 رهبا 9 65 الأنبياء 90 رهبة 14 205 الحشر 13 رهبانا 4 5 المائدة 82 رهبانيّة 14 161 الحديد 27 رهط 6 340 هود 91 رهقا 15 121 الجن 6 رهين 14 25 الطور 21 رهان 2 95 البقرة 283 رهوا 13 126 الدخان 24 روح القدس 1 192 البقرة 87 روح 14 133 الواقعة 89 روح (الله) 7 54 يوسف 87 الرّوح 8 105 الإسراء 85 رواحها 11 210 سبأ 12 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الرياح 1 327 البقرة 164 الريحان 14 133 الواقعة 89 أراد 1 86 البقرة 26 أردتم 1 493 البقرة 233 يرد 2 327 آل عمران 145 تريدون 1 230 البقرة 108 يراد 12 106 ص 6 رويدا 15 303 الطارق 17 روضة 11 32 الروم 15 الروع 6 317 هود 74 مريم 1 191 البقرة 87 الروم 11 24 الروم 2 يرتاب 15 158 المدثر 31 ريب 1 33 البقرة 2 ريبة 6 39 التوبة 110 مريب 6 303 هود 62 مرتاب 12 245 غافر 34 ريشا 4 384 الأعراف 26 ريع 10 105 الشعراء 128 راغ 12 70 الصافات 91 ران 15 272 المطففين 14 حرف الزاي زبدا 7 113 الرعد 17 الزبر 2 399 آل عمران 184 زبر 8 254 الكهف 96 زبورا 3 242 النساء 163 الزبانية 15 371 العلق 18 زجاجة 9 264 النور 35

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ازدجر 14 71 القمر 9 زجرا 12 42 الصافات 2 زجرة 12 48 الصافات 19 الزاجرات 12 42 الصافات 2 مزدجر 14 64 القمر 4 مزجاة 7 55 يوسف 88 مزحزح 1 207 البقرة 96 زحفا 5 188 الأنفال 15 زخرف 4 258 الأنعام 112 زرابي 15 314 الغاشية 16 زرع 7 90 الرعد 4 الزارعون 14 125 الواقعة 64 الزراع 13 272 الفتح 29 زرقا 8 420 طه 102 تزدري 6 256 هود 30 زعم 4 295 الأنعام 136 زعيم 7 34 يوسف 72 زفير 6 357 هود 106 الزقّوم 12 63 الصافات 62 زكريا 2 167 آل عمران 37 زكى 9 244 النور 21 زكاها 15 341 الشمس 9 تزكى 8 398 طه 76 يزكى 15 242 عبس 3 يزكون 3 59 النساء 49 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الزكاة 1 117 البقرة 43 زكية 8 232 الكهف 74 أزكى 1 487 البقرة 232 زلزلة 9 82 الحج 1 زلزالا 11 137 الأحزاب 11 زلفا 6 366 هود 114 زلفى 11 233 سبأ 37 زلفة 15 29 الملك 27 زلقا 8 191 الكهف 40 الأزلام 3 276 المائدة 3 زمرا 12 212 الزمر 71 المزّمل 15 132 المزمل 1 زمهريرا 15 189 الدهر 13 زنجبيلا 15 190 الدهر 17 زنيم 15 38 القلم 13 يزنون 9 44 الفرقان 68 الزنى 8 46 الإسراء 32 الزانية 9 225 النور 2 زان 9 225 النور 3 الزاهدين 6 400 يوسف 20 زهرة 8 444 طه 131 زاهق 9 15 الأنبياء 18 زهوقا 8 99 الإسراء 81 أزواج 1 82 البقرة 25 الزاد 1 410 البقرة 197

حرف السين

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية زيد 11 165 الأحزاب 37 زرتم 15 396 التكاثر 2 الزور 9 111 الحج 30 زوال 7 209 إبراهيم 44 زيتها 9 264 النور 35 الزيتون 4 234 الأنعام 99 زاد 1 50 البقرة 10 ازدادوا 8 170 الكهف 25 يزدهم 15 98 نوح 6 زد 15 132 المزمل 4 زيادة 5 337 التوبة 37 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مزيد 13 313 ق 30 تزاور 8 156 الكهف 17 زاغ 14 43 النجم 17 أزاغ 14 234 الصف 5 تزغ 2 114 آل عمران 8 زيغ 2 113 آل عمران 7 زالت 9 13 الأنبياء 15 زلتم 12 245 غافر 34 زيلنا 6 116 يونس 28 ازينت 6 109 يونس 24 زنوا 8 46 الإسراء 35 زينة 4 393 الأعراف 31 حرف السين تساءلون 2 430 النساء 1 سل 1 433 البقرة 211 سؤلك 8 369 طه 36 سؤال 12 118 ص 24 السائلين 1 355 البقرة 177 مسئولا 8 46 الإسراء 34 سبأ 9 154 النمل 22 الأسباب 1 332 البقرة 166 السبت 1 152 البقرة 65 سباتا 9 28 الفرقان 47 سبحانك 1 99 البقرة 32 سبحا 15 134 المزمل 7 تسبيح 8 56 الإسراء 44 المسبحين 12 87 الصافات 143 الأسباط 2 238 آل عمران 84 السبع 3 276 المائدة 3 سبعة 8 168 الكهف 22 سبعون 15 70 الحاقة 32 سابغات 11 206 سبأ 11 سبقا 15 226 النازعات 4 السابقات 15 226 النازعات 4 مسبوقين 14 124 الواقعة 60 السبيل 1 231 البقرة 108 ستة 13 320 ق 38

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ستين 14 170 المجادلة 4 سترا 8 248 الكهف 90 مستورا 8 58 الإسراء 45 السجود 1 259 البقرة 125 سجدا 1 136 البقرة 58 مساجد 1 242 البقرة 114 المسجور 14 16 الطور 6 السجل 9 74 الأنبياء 104 سجيل 6 329 هود 82 المسجونين 10 66 الشعراء 29 سجين 15 270 المطففين 7 السجن 6 425 يوسف 33 سجي 15 351 الضحى 2 السحاب 1 327 البقرة 164 السحت 3 356 المائدة 42 السحر 1 220 البقرة 102 الأسحار 2 130 آل عمران 17 الساحرون 6 174 يونس 77 السحرة 5 34 الأعراف 13 مسحورون 7 227 الحجر 15 المسّحرين 10 111 الشعراء 53 سحقا 15 19 الملك 11 سحيق 9 111 الحج 31 إسحاق 1 273 البقرة 33 الساحل 8 369 طه 39 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية سخريا 9 216 المؤمنون 110 الساخرين 12 202 الزمر 56 المسخر 1 327 البقرة 164 السخط 2 359 آل عمران 162 سديدا 2 447 النساء 9 السدّين 8 250 الكهف 93 سدر 11 214 سبأ 16 السدس 2 454 النساء 11 سادسهم 8 168 الكهف 22 سدى 15 179 القيامة 36 إسرائيل 1 113 البقرة 40 سارب 7 99 الرعد 10 سراب 9 271 النور 39 سرابيل 7 367 النحل 81 سراجا 10 38 الفرقان 61 سراحا 11 154 الأحزاب 28 تسريح 1 478 البقرة 229 السرد 11 207 سبأ 11 سرادق 8 177 الكهف 29 يسرّون 1 171 البقرة 77 سرا 1 501 البقرة 235 سرورا 15 189 الدهر 11 السرّاء 2 312 آل عمران 134 إسرارهم 13 232 محمد 26

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مسرورا 15 283 الانشقاق 8 السرائر 15 302 الطارق 9 سرر 7 248 الحجر 47 الصراط (سراط) 1 28 الفاتحة 6 سريع 1 421 البقرة 202 سراعا 13 321 ق 44 أسرع 4 173 الأنعام 62 إسراف 2 330 آل عمران 147 مسرفون 3 334 المائدة 32 السارق 3 346 المائدة 39 سرمدا 10 289 القصص 71 أسرى 8 6 الإسراء 1 أسر 6 329 هود 81 سريا 8 289 مريم 24 المسيطرون 14 30 الطور 37 مسطورا 8 74 الإسراء 58 مستطر 14 86 القمر 53 أساطير 4 113 الأنعام 25 يسطون 9 147 الحج 72 سعيد 6 357 هود 105 سعر 14 75 القمر 24 سعيرا 2 449 النساء 10 سعى 1 425 البقرة 205 سعوا 9 128 الحج 51 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية اسعوا 14 250 الجمعة 9 يسعى 15 245 عبس 8 يسعون 3 336 المائدة 33 سعيا 2 42 البقرة 260 السعي 12 77 الصافات 102 مسغبة 15 335 البلد 14 مسافحين 3 8 النساء 24 مسفوحا 4 313 الأنعام 145 سفر 1 369 البقرة 184 مسفرة 15 251 عبس 38 سفرة 15 246 عبس 15 أسفارا 14 246 الجمعة 5 سافل 6 329 هود 82 الأسفل 3 219 النساء 145 السفلي 5 344 التوبة 40 السفينة 8 230 الكهف 71 سفها 4 303 الأنعام 140 سفاهة 4 453 الأعراف 66 السفهاء 1 54 البقرة 13 سقر 14 83 القمر 48 ساقطا 14 34 الطور 44 السقف 7 307 النحل 26 سقيم 12 71 الصافات 89 سقاهم 15 192 الدهر 21 سقوا 13 220 محمد 15

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية استسقى 1 140 البقرة 60 يسقون 10 244 القصص 23 سقياها 15 342 الشمس 13 سقاية 5 304 التوبة 19 السقاية 7 32 يوسف 70 مسكوب 14 116 الواقعة 31 سكرة 7 262 الحجر 72 سكرا 7 348 النحل 67 سكارى 3 46 النساء 43 سكنا 4 233 الأنعام 96 المسكنة 1 146 البقرة 61 ساكنا 10 26 الفرقان 45 مسكونة 9 252 النور 29 سكينة 2 7 البقرة 248 المساكين 1 181 البقرة 83 مساكن 5 311 التوبة 24 سكينا 6 418 يوسف 31 أسلحة 3 153 النساء 102 السلاسل 12 275 غافر 71 سلسبيلا 15 190 الدهر 18 سلطان 2 334 آل عمران 151 سلفا 13 97 الزخرف 56 سلالة 9 163 المؤمنون 12 السلم 1 429 البقرة 208 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية السلم 3 127 النساء 90 السلام 3 306 المائدة 16 سلام 4 162 الأنعام 54 الإسلام 2 133 آل عمران 19 تسليما 3 82 النساء 65 سالمون 15 51 القلم 43 مسلمين 1 264 البقرة 128 مستسلمون 12 50 الصافات 26 مسلّمة 1 160 البقرة 71 مسلمة 3 134 النساء 92 سليم 10 91 الشعراء 89 سلما 4 132 الأنعام 35 سليمان 1 219 البقرة 102 السلوى 1 134 البقرة 57 سامدون 14 62 النجم 61 سامرا 9 192 المؤمنون 67 السامري 8 405 طه 85 سمعهم 1 44 البقرة 7 مستمعون 10 59 الشعراء 15 سماعون 3 355 المائدة 41 مسمع 3 53 النساء 46 السميع 1 263 البقرة 127 إسماعيل 1 263 البقرة 127 سمكها 15 234 النازعات 28 سمّ 4 410 الأعراف 40

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية السموم 7 236 الحجر 27 سمان 6 438 يوسف 43 سمّاكم 9 154 الحج 78 سموهم 7 137 الرعد 33 يسمون 7 137 الرعد 33 يسمون 14 50 النجم 27 تسمية 14 50 النجم 27 مسمى 2 91 البقرة 282 سميا 8 474 مريم 7 اسم 1 21 الفاتحة 1 السماء 1 66 البقرة 19 سنابل 2 44 البقرة 261 مسندة 14 255 المنافقون 4 سندس 8 181 الكهف 31 تسنيم 15 276 المطففين 27 سنّة 5 221 الأنفال 38 مسنون 7 236 الحجر 26 سنين 2 315 آل عمران 137 السن 3 363 المائدة 45 يتسنه 2 38 البقرة 259 سنة 1 207 البقرة 96 سنا 9 275 النور 43 الساهرة 15 230 النازعات 14 سهول 4 463 الأعراف 74 ساهون 13 326 الذاريات 11 ساء 2 476 النساء 22 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية سيء 10 335 العنكبوت 33 تسؤكم 4 37 المائدة 101 سوء 1 124 البقرة 49 السّوء 6 19 التوبة 98 السوءى 11 29 الروم 10 المسيء 11 262 غافر 58 سيئة 1 176 البقرة 81 أسوأ 12 184 الزمر 35 سوءة 3 331 المائدة 31 سائبة 4 39 المائدة 103 ساحتهم 11 97 الصافات 177 سيدا 2 172 آل عمران 39 سود 11 270 فاطر 27 مسودا 7 339 النحل 58 سور 14 146 الحديد 13 سورة 1 76 البقرة 23 أساور 8 181 الكهف 31 سوط 15 322 الفجر 13 ساعة 13 204 الأحقاف 35 الساعة 4 124 الأنعام 31 سواعا 15 105 نوح 23 سائغا 7 348 النحل 66 المساق 15 177 القيامة 30 سائق 13 310 ق 21 الأسواق 9 309 الفرقان 7

حرف الشين

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ساقيها 10 176 النمل 44 سالت 7 113 الرعد 17 سيماهم 2 68 البقرة 273 مسومين 2 302 آل عمران 25 المسوّمة 2 125 آل عمران 14 سوّاهن 1 94 البقرة 29 ساوى 8 254 الكهف 96 استوى 1 94 البقرة 29 استوت 6 275 هود 44 يستوّون 5 304 التوبة 19 تسوّى 3 43 النساء 42 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية سوى 8 382 طه 58 سواء 1 43 البقرة 6 سويا 8 279 مريم 10 السائحون 6 43 التوبة 112 السير 11 214 سبأ 18 سيرتها 8 361 طه 21 السيّارة 4 30 المائدة 96 أسلنا 11 210 سبأ 12 السيل 7 113 الرعد 17 سيناء 9 167 المؤمنون 20 سينين 15 361 التين 2 حرف الشين المشأمة 14 114 الواقعة 9 شأن 6 155 يونس 61 مشتبها 4 234 الأنعام 99 متشابه 1 82 البقرة 25 شتى 8 378 طه 53 أشتات 9 297 النور 61 الشتاء 15 410 قريش 2 شجر 7 289 النحل 10 الشح 3 191 النساء 128 أشحة 11 144 الأحزاب 19 شحوم 4 316 الأنعام 146 المشحون 10 103 الشعراء 119 شاخصة 9 70 الأنبياء 97 شديد 1 330 البقرة 165 أشد 1 166 البقرة 74 أشدّه 4 333 الأنعام 152 شرب 14 120 الواقعة 55 شرب 10 111 الشعراء 155 الشاربين 7 348 النحل 66 مشربهم 1 141 البقرة 60 شراب 2 38 البقرة 259 شرذمة 10 77 الشعراء 54 شر 1 446 البقرة 216 شرّ 5 197 الأنفال 22

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الأشرار 12 138 ص 62 شرر 15 205 المرسلات 32 أشراطها 13 223 محمد 18 شرعة 3 371 المائدة 48 شريعة 13 151 الجاثية 18 شرّعا 5 108 الأعراف 163 مشرقين 7 263 الحجر 73 المشرق 1 243 البقرة 115 شرقيا 8 282 مريم 16 الشرك 11 77 لقمان 13 المشركين 1 225 البقرة 105 مشتركون 12 54 الصافات 33 شركاء 2 459 النساء 12 شروا 1 220 البقرة 102 اشتروا 1 59 البقرة 16 يشترون 1 347 البقرة 174 يشرون 3 93 النساء 74 شطأه 13 272 الفتح 29 شاطئ 10 253 القصص 30 شطر 1 296 البقرة 144 شططا 8 151 الكهف 14 شياطين 1 56 البقرة 14 شعوبا 13 293 الحجرات 13 شعيب 6 334 هود 87 الشعر 12 31 يس 69 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الشعراء 10 134 الشعراء 224 شعائر 1 318 البقرة 158 المشعر 1 414 البقرة 198 أشعارها 7 367 النحل 80 الشعرى 14 59 النجم 49 شغل 12 24 يس 55 شفاعة 1 123 البقرة 48 شافعين 10 95 الشعراء 100 شفيع 4 156 الأنعام 51 الشفع 15 320 الفجر 3 مشفقين 8 202 الكهف 49 الشفق 15 284 الانشقاق 16 شفتين 15 334 البلد 9 يشف 5 297 التوبة 14 شفاء 6 149 يونس 57 شفا 2 264 آل عمران 103 يشقق 1 166 البقرة 74 شقا 15 249 عبس 26 شقاق 1 280 البقرة 137 شق 7 286 النحل 7 أشق 7 138 الرعد 34 الشقة 5 347 التوبة 42 شقوا 6 357 هود 106 تشقى 8 346 طه 2 شقوتنا 9 214 المؤمنون 106

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية شقي 6 356 هود 105 الأشقى 15 308 الأعلى 10 شكرا 11 210 سبأ 13 شكورا 10 38 الفرقان 62 شاكر 1 318 البقرة 158 مشكورا 8 29 الإسراء 19 شكور 7 157 إبراهيم 5 متشاكسون 12 178 الزمر 29 شك 3 234 النساء 157 شكله 12 135 ص 58 شاكلة 8 104 الإسراء 84 مشكاة 9 264 النور 35 شامخات 15 203 المرسلات 27 الشمس 6 79 يونس 5 شمائل 4 371 الأعراف 17 شنآن 3 272 المائدة 2 شانئك 15 414 الكوثر 3 شهاب 7 230 الحجر 18 الشهادة 4 194 الأنعام 73 شهادة 1 284 البقرة 140 الشاهدين 2 194 آل عمران 53 شهود 6 155 يونس 61 الأشهاد 6 241 هود 18 مشهود 6 356 هود 103 شهيدا 10 291 القصص 75 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية شهداء 1 77 البقرة 23 الشهر 1 374 البقرة 185 شهيق 6 357 هود 106 اشتهت 9 74 الأنبياء 102 يشتهون 15 208 المرسلات 42 الشهوات 2 124 آل عمران 14 شوبا 12 63 الصافات 67 شورى 13 50 الشورى 38 تشاور 1 493 البقرة 233 شواظ 14 98 الرحمن 35 الشوكة 5 176 الأنفال 7 الشوى 15 82 المعارج 16 شاء 1 70 البقرة 20 شئتما 1 105 البقرة 35 يشاء 1 528 البقرة 247 شيء 1 70 البقرة 20 أشياء 4 37 المائدة 101 شيبا 8 272 مريم 4 شيبا 15 140 المزمل 17 شيبة 11 64 الروم 54 شيخا 6 315 هود 72 مشيدة 3 103 النساء 78 مشيد 9 124 الحج 45 شيعا 4 179 الأنعام 65 أشياعهم 11 245 سبأ 54

حرف الصاد

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حرف الصاد الصابئين 1 149 البقرة 62 صبّا 15 249 عبس 25 الصبح 6 329 هود 81 الإصباح 4 233 الأنعام 96 مصبحين 7 259 الحجر 66 مصباح 9 264 النور 35 اصطبر 8 322 مريم 65 الصبر 1 119 البقرة 45 الصابرين 1 310 البقرة 153 صبّار 7 157 إبراهيم 5 أصابعهم 1 66 البقرة 19 صبغ 9 167 المؤمنون 20 صبغة 1 280 البقرة 138 صبيا 8 280 مريم 12 صاحبة 4 238 الأنعام 101 أصحاب 1 111 البقرة 39 الصحف 8 446 طه 133 صحاف 13 107 الزخرف 71 الصاخة 15 250 عبس 33 صخرة 11 86 لقمان 16 صدّ 1 451 البقرة 217 صدودا 3 78 النساء 61 صديد 7 172 إبراهيم 16 صدور 2 289 آل عمران 118 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية يصّدعون 11 53 الروم 43 الصدع 15 303 الطارق 12 متصدعا 14 210 الحشر 21 الصدفين 8 254 الكهف 96 تصدّقوا 2 81 البقرة 280 يصدّقوا 3 134 النساء 92 صدقهم 4 75 المائدة 119 تصديق 6 128 يونس 37 مصدّقا 1 115 البقرة 41 المصدّقين 14 151 الحديد 18 المصدقات 14 151 الحديد 18 الصدّيقين 3 86 النساء 69 صديقة 3 422 المائدة 75 صديق 9 297 النور 61 أصدق 3 179 النساء 122 صدقة 1 406 البقرة 196 صدقاتهن 2 437 النساء 4 تصدّى 15 245 عبس 6 تصدية 5 214 الأنفال 35 الصرح 10 176 النمل 44 يصطرخون 11 280 فاطر 37 صريخ 12 15 يس 43 مصرخ 7 181 إبراهيم 22 صر 2 286 آل عمران 117

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية صرة 13 332 الذاريات 29 صرصرا 12 296 فصّلت 16 صرعى 15 60 الحاقة 7 صرفا 9 318 الفرقان 19 تصريف 1 327 البقرة 164 مصروفا 6 227 هود 8 مصرفا 8 209 الكهف 53 صارمين 15 44 القلم 22 الصريم 15 44 القلم 20 يصعّد 4 279 الأنعام 125 صعدا 15 122 الجن 17 صعودا 15 153 المدثّر 17 صعيدا 3 47 النساء 43 صعقا 5 71 الأعراف 143 الصواعق 1 67 البقرة 19 صغار 4 277 الأنعام 124 الصاغرين 4 370 الأعراف 13 صغيرا 2 91 البقرة 282 أصغر 6 156 يونس 61 صغت 14 297 التحريم 4 تصغي 4 258 الأنعام 113 الصفح 7 الحجر 85 الأصفاد 7 214 إبراهيم 49 مصفرا 11 63 الروم 51 صفراء 1 158 البقرة 69 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية صفصفا 8 423 طه 106 صفا 8 202 الكهف 48 الصافات 12 41 الصافات 1 صواف 9 116 الحج 36 مصفوفة 14 25 الطور 20 الصافنات 12 123 ص 31 أصفاكم 8 52 الإسراء 40 اصطفى 1 271 البقرة 132 يصطفي 9 151 الحج 75 مصفى 13 220 محمد 15 المصطفين 12 131 ص 47 الصفا 1 317 البقرة 158 صفوان 2 49 البقرة 264 الصلب 15 301 الطارق 7 أصلاب 2 479 النساء 23 صلحا 3 191 النساء 128 إصلاح 1 457 البقرة 220 صالحا 1 149 البقرة 62 مصلحون 1 52 البقرة 11 صلدا 2 49 البقرة 264 صلصال 7 236 الحجر 26 صلّى 15 178 القيامة 31 صلوا 11 187 الأحزاب 56 تصل 5 411 التوبة 84 نصله 3 172 النساء 115

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية يصلى 15 283 الانشقاق 11 سيصلون 2 449 النساء 10 تصطلون 10 142 النمل 7 صلى 6 27 النمل 7 صلوه 15 70 الحاقة 31 اصلوها 12 27 يس 64 تصلية 14 134 الواقعة 94 صال 12 93 الصافات 163 صالو 12 135 ص 59 المصلين 15 85 المعارج 22 صليا 8 325 مريم 70 مصلى 1 259 البقرة 125 الصلاة 1 37 البقرة 3 صامتون 5 150 الأعراف 193 الصمد 15 425 الإخلاص 2 صوامع 9 120 الحج 40 صم 1 64 صم 18 اصطنعتك 8 369 طه 41 صنعا 8 260 الكهف 104 صنعة 9 56 الأنبياء 80 مصانع 10 105 الشعراء 129 أصناما 4 196 الأنعام 74 صنوان 7 91 الرعد 4 صهرا 10 32 الفرقان 54 أصاب 1 314 البقرة 156 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية تصبهم 3 103 النساء 78 صوابا 15 223 النبأ 38 مصيبها 6 329 هود 82 مصيبة 1 314 البقرة 156 صيب 1 66 البقرة 19 صوتك 11 86 لقمان 19 صرهن 2 42 البقرة 260 المصور 14 212 الحشر 24 صوركم 12 269 غافر 64 الصور 4 194 الأنعام 73 أصواف 7 367 النحل 80 يصمه 1 374 البقرة 185 صوما 8 290 مريم 26 الصيام 1 367 البقرة 183 الصائمين 11 163 الأحزاب 35 الصيحة 6 309 هود 67 اصطادوا 3 272 المائدة 2 الصيد 3 228 المائدة 1 المصير 1 262 البقرة 126 صياصيهم 11 151 الأحزاب 26 الصيف 15 410 قريش 2

حرف الضاد

حرف الضاد الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الضأن 4 310 الأنعام 143 ضبحا 15 388 العاديات 1 مضاجع 2 345 آل عمران 154 تضحى 8 433 طه 119 الضحى 5 21 الأعراف 98 ضاحكا 10 154 النمل 19 ضدّا 8 336 مريم 82 ضربا 2 68 البقرة 273 أضطرّه 1 262 البقرة 126 ضرّا 3 424 المائدة 76 ضرّ 4 101 الأنعام 17 الضرر 3 140 النساء 95 ضرارا 1 484 البقرة 231 ضارّين 1 220 البقرة 102 المضطرّ 10 197 النمل 62 مضار 2 459 النساء 12 الضرّاء 1 355 البقرة 177 يضرّعّون 5 17 الأعراف 94 تضرّعا 4 178 الأنعام 63 ضريع 15 312 الغاشية 6 ضعفا 5 262 الأنفال 66 أضعاف 1 520 البقرة 245 المضعفون 11 50 الروم 39 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مضاعفة 2 308 آل عمران 130 المستضعفين 3 95 النساء 75 ضعفاء 2 55 البقرة 266 أضعف 8 331 مريم 75 أضغاث 6 441 يوسف 44 (أحلام) ضغثا 12 129 ص 44 أضغانهم 13 234 محمّد 29 الضفادع 5 55 الأعراف 133 يضل 1 86 البقرة 26 الضلالة 1 59 البقرة 16 ضلال 2 361 آل عمران 164 تضليل 15 408 الفيل 2 الضالّين 1 29 الفاتحة 1 المضلّين 8 206 الكهف 51 أضلّ 3 293 المائدة 60 ضامر 9 109 الحج 27 ضنكا 8 437 طه 124 ضنين 15 258 التكوير 24 أضاءت 1 61 البقرة 17 ضياء 6 79 يونس 5 ضير 10 75 الشعراء 50 ضيزى 14 46 النجم 22 ضيف 6 322 هود 78

حرف الطاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ضاق 6 322 هود 77 ضيق 10 204 النمل 70 ضائق 6 230 هود 12 ضيّقا 4 279 الأنعام 125 حرف الطاء طباقا 15 15 الملك 3 طبقا 15 284 الانشقاق 19 طحاها 15 340 الشمس 6 طارد 6 256 هود 29 طرفا 2 304 آل عمران 127 طرفهم 7 206 إبراهيم 43 الطارق 15 300 الطارق 1 طريق 13 199 الأحقاف 30 طريقة 8 386 طه 63 طرائق 9 166 المؤمنون 17 طريّا 7 294 النحل 14 طعم 13 220 محمّد 15 إطعام 4 14 المائدة 89 طاعم 4 313 الأنعام 145 طعام 1 145 البقرة 61 طعنا 3 53 النساء 46 طغواها 15 342 الشمس 11 الطاغوت 2 27 البقرة 256 طغى 8 361 طه 24 طغوا 15 322 الفجر 11 تطغوا 6 364 هود 112 طغيان 1 57 البقرة 15 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الطاغية 15 59 الحاقّة 5 طاغين 12 52 الصافّات 31 أطغى 14 59 النجم 52 المطفّفين 15 268 المطفّفين 1 طفلا 9 88 الحج 5 طلبا 8 192 الكهف 41 الطالب 9 149 الحج 73 المطلوب 9 149 الحج 73 طلح 14 116 الواقعة 29 اطّلعت 8 157 الكهف 18 تطّلع 3 301 المائدة 13 طلوع 8 444 طه 130 طلعها 4 234 الأنعام 99 مطلع 8 248 الكهف 90 الطلاق 1 471 البقرة 227 المطلّقات 1 473 البقرة 228 طلّ 2 52 البقرة 265 طمعا 4 434 الأعراف 56 الطامّة 15 236 النازعات 34 اطمأننتم 3 155 النساء 103 مطمئنّ 7 398 النحل 106 اطّهّروا 3 286 المائدة 6

حرف الظاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية طهورا 10 28 الفرقان 48 تطهيرا 11 161 الأحزاب 33 مطهّرك 2 197 آل عمران 55 المتطهّرين 1 464 البقرة 222 المطّهّرين 6 34 التوبة 108 مطهّرة 1 83 البقرة 25 المطهّرون 14 128 الواقعة 79 أطهر 1 487 البقرة 232 الطود 10 82 الشعراء 63 الطور 1 150 البقرة 63 أطوارا 15 100 نوح 14 أطاع 3 108 النساء 80 أطعنا 2 101 البقرة 285 استطعت 6 338 هود 88 يطع 3 107 النساء 80 تسطع 8 242 الكهف 82 طاعة 3 109 النساء 81 طائعين 12 291 فصّلت 11 المطّوّعين 5 402 التوبة 79 مطاع 15 256 التكوير 21 طاف 15 43 القلم 19 يطاف 15 190 الدهر 15 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية يطّوّف 1 318 البقرة 158 الطائفين 1 259 البقرة 125 طائفة 2 213 آل عمران 69 طوّافون 9 293 النور 58 الطوفان 5 54 الأعراف 133 طاقة 2 103 البقرة 286 طال 9 34 الأنبياء 44 طولا 3 12 النساء 25 طويلا 15 134 المزمّل 7 طالوت 1 527 البقرة 247 طيّ 9 74 الأنبياء 104 طوى 8 354 طه 12 مطويّات 12 209 الزمر 67 طاب 2 435 النساء 3 طبن 2 438 النساء 4 طوبى 7 127 الرعد 29 طيّبات 1 134 البقرة 57 يطّيّروا 5 51 الأعراف 131 طائر 4 137 الأنعام 38 مستطيرا 15 186 الدهر 7 الطير 2 42 البقرة 260 الطين 2 188 آل عمران 49 حرف الظاء ظعنكم 7 367 النحل 80 ظفر 4 316 الأنعام 146 ظلتم 14 125 الواقعة 65 ظلّا 3 68 النساء 57

حرف العين

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ظلل 1 431 البقرة 210 ظليلا 3 68 النساء 57 ظلما 2 272 آل عمران 108 الظالمين 1 105 البقرة 35 مظلمون 12 13 يس 37 مظلوما 8 46 الإسراء 33 ظلّام 2 394 آل عمران 182 ظلوم 7 195 إبراهيم 34 أظلم 1 242 البقرة 114 ظمأ 6 58 التوبة 120 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الظمآن 9 271 النور 39 الظنّ 4 264 الأنعام 116 ظلمات 1 62 البقرة 17 الظانين 13 246 الفتح 6 تظاهرون 1 187 البقرة 85 ظهور 1 214 البقرة 101 ظاهر 4 269 الأنعام 120 ظهيرا 8 109 الإسراء 88 الظهيرة 9 293 النور 58 ظهريّا 6 341 هود 92 حرف العين عبثا 9 219 المؤمنون 115 عبادة 3 257 النساء 172 عابدون 1 280 البقرة 138 عباد 1 197 البقرة 90 عبرة 2 123 آل عمران 13 عابري 3 47 النساء 43 عبوسا 15 186 الدهر 10 عبقريّ 14 106 الرحمن 76 المعتبين 12 302 فصّلت 24 أعتدنا 2 469 النساء 18 عتيد 13 308 ق 18 العتيق 9 109 الحج 29 عتلّ 15 38 القلم 13 عتوا 4 463 الأعراف 76 عتوا 10 6 الفرقان 21 عاتية 15 59 الحاقّة 6 عتيّا 8 276 مريم 8 تعثوا 1 141 البقرة 60 عجبا 6 73 يونس 2 عجيب 6 315 هود 72 عجاب 12 103 ص 5 معجزين 4 291 الأنعام 34 معاجزين 9 128 الحج 51 عجوز 6 315 هود 72 أعجاز 14 73 القمر 20 عجاف 6 438 يوسف 43

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية استعجال 6 87 يونس 11 عجل 9 29 الأنبياء 37 العاجلة 8 29 الإسراء 18 عجولا 8 18 الإسراء 11 العجل 1 127 البقرة 51 الأعجمين 10 124 الشعراء 198 تعتدّونها 1 478 البقرة 229 عدّا 8 338 مريم 84 عدّة 1 369 البقرة 184 العادّين 9 218 المؤمنون 113 عدد 6 79 يونس 5 عدس 1 146 البقرة 61 عدل 1 123 البقرة 48 العدل 2 91 البقرة 282 عدن 5 392 التوبة 71 اعتدى 1 360 البقرة 178 اعتدوا 1 152 البقرة 65 يعتدوا 1 147 البقرة 61 يعدون 5 107 الأعراف 163 يتعدّ 1 478 البقرة 229 العداوة 3 403 المائدة 64 العدوان 1 187 البقرة 85 عدوا 4 248 الأنعام 108 عاد 1 345 البقرة 173 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية العاديات 15 388 العاديات 1 عادون 10 114 الشعراء 166 المعتدين 1 390 البقرة 190 عدوّ 1 107 البقرة 36 العدوة 5 228 الأنفال 42 عذب 10 32 الفرقان 53 عذاب 1 44 البقرة 7 معذّبهم 5 112 الأعراف 164 عذرا 8 235 الكهف 76 معاذيره 15 172 القيامة 15 معذرة 5 112 الأعراف 165 المعذّرون 6 6 التوبة 90 عربيّ 10 124 الشعراء 195 عربا 14 116 الواقعة 37 الأعراب 6 7 التوبة 90 الأعرج 9 296 النور 61 معارج 13 84 الزخرف 33 معرّة 13 267 الفتح 25 المعترّ 9 116 الحج 36 العرجون 12 13 يس 39 العرش 4 432 الأعراف 54 عروشها 2 38 البقرة 259 معروشات 4 305 الأنعام 141 عرضا 8 257 الكهف 100 عرضة 1 467 البقرة 224

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية إعراضا 3 191 النساء 128 عارض 13 195 الأحقاف 24 معرضون 1 181 البقرة 83 عرض 3 139 النساء 94 عريض 13 12 فصّلت 51 عرضها 14 156 الحديد 21 العرف 5 157 الأعراف 199 معروفة 9 284 النور 53 المعروف 1 360 البقرة 178 الأعراف 4 420 الأعراف 46 عرفات 1 414 البقرة 198 عرفا 15 198 المرسلات 1 العرم 11 214 سبأ 16 اعتراك 6 294 هود 54 العروة 2 27 البقرة 256 تعرى 8 433 طه 118 العراء 12 87 الصافّات 145 عزير 5 322 التوبة 30 العزّة 1 426 البقرة 206 عزّا 8 336 مريم 81 العزيز 1 266 البقرة 129 أعزّة 10 165 النمل 34 أعزّ 8 187 الكهف 34 العزّى 14 45 النجم 19 معزولون 10 129 الشعراء 212 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية معزل 6 272 هود 42 عزم 2 404 آل عمران 186 عزين 15 88 المعارج 37 العسر 1 374 البقرة 185 عسرة 2 80 البقرة 280 عسير 15 150 المدّثّر 9 عسر 14 66 القمر 8 العسرى 15 348 الليل 10 عسل 13 220 محمّد 15 عسى 1 446 البقرة 216 عشرا 1 497 البقرة 234 عشرة 1 140 البقرة 60 عشرون 5 261 الأنفال 65 معشار 11 239 سبأ 45 العشير 9 95 الحج 13 عشيرة 5 311 التوبة 24 معشر 4 283 الأنعام 128 العشار 15 254 التكوير 4 يعش 13 87 الزخرف 36 عشاء 6 394 يوسف 16 عشيّة 15 239 النازعات 46 العشي 2 175 آل عمران 41 عصيب 6 322 هود 77 عصبة 6 385 يوسف 8 المعصرات 15 216 النبأ 14

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية العصر 15 401 العصر 1 إعصار 2 56 البقرة 266 عصفا 15 198 المرسلات 2 عاصف 6 105 يونس 22 عاصفة 9 58 الأنبياء 81 العصف 14 90 الرحمن 12 عاصم 6 114 يونس 27 عصم 14 226 الممتحنة 10 عصى 8 437 طه 121 عصوا 1 147 البقرة 61 يعصون 14 298 التحريم 6 يعص 2 461 النساء 14 العصيان 13 281 الحجرات 7 معصية 14 175 المجادلة 8 عصيّا 8 281 مريم 14 عصا 1 140 البقرة 60 عصيّ 8 388 طه 66 عضدا 8 206 الكهف 51 عضين 7 273 الحجر 91 عطفه 9 92 الحج 9 معطلة 9 124 الحج 45 أعطى 14 54 النجم 34 أعطوا 5 367 التوبة 58 تعاطى 14 77 القمر 29 عطاء 6 357 هود 108 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية عظيم 1 44 البقرة 7 أعظم 5 305 التوبة 20 العظام 2 39 البقرة 259 عفريت 10 170 النمل 39 التعفّف 2 68 البقرة 273 عفا 1 381 البقرة 187 عفونا 1 127 البقرة 52 يعفون 1 508 البقرة 237 تعفوا 1 508 البقرة 237 يعف 13 47 الشورى 34 اعفوا 1 233 البقرة 109 اعف 2 103 البقرة 286 العفو 1 455 البقرة 219 العافين 2 312 آل عمران 134 عفوّا 3 47 النساء 43 عقبا 8 195 الكهف 44 العقاب 1 406 البقرة 196 عقبى 7 123 الرعد 21 العقبة 15 335 البلد 11 عاقبة 2 315 آل عمران 137 معقبات 7 101 الرعد 11 عقبية 1 292 البقرة 143 يعقوب 1 273 البقرة 133 العقود 3 268 المائدة 1 عقدة 1 501 البقرة 235

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية عاقر 2 174 آل عمران 40 عقيم 9 133 الحج 55 العاكفين 1 259 البقرة 125 معكوفا 13 267 الفتح 25 المعلّقة 3 193 النساء 129 علقة 9 88 الحج 5 علم 1 99 البقرة 32 عالمين 6 441 يوسف 44 علّام 4 53 المائدة 109 معلومات 1 409 البقرة 197 معلّم 13 122 الدخان 14 عليم 1 92 البقرة 29 أعلم 1 284 البقرة 140 العالمين 1 23 الفاتحة 2 علامات 7 294 النحل 16 الأعلام 13 47 الشورى 32 يعلنون 1 171 البقرة 77 علانية 2 70 البقرة 274 علا 9 205 المؤمنون 91 علوا 8 15 الإسراء 7 تعالى 15 121 الجنّ 3 استعلى 8 386 طه 64 تعلوا 13 125 الدخان 19 تعلن 8 12 الإسراء 4 تعالوا 2 204 آل عمران 61 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية علّوا 8 13 الإسراء 4 عال 6 182 يونس 83 عاليهم 15 191 الدهر 21 المتعال 7 98 الرعد 9 العلي 2 25 البقرة 255 علّيّون 15 273 المطفّفين 18 الأعلى 15 233 النازعات 24 الأعلون 2 317 آل عمران 139 العليا 5 344 التوبة 40 العلا 8 346 طه 4 متعمّدا 3 135 النساء 93 العماد 15 322 الفجر 7 عمد 7 90 الرعد 2 عمارة 5 304 التوبة 19 عمران 2 159 آل عمران 33 المعمور 14 16 الطور 4 معمّر 11 259 فاطر 11 العمرة 1 405 البقرة 196 عمرا 6 95 يونس 16 عمرك 7 262 الحجر 72 عميق 9 109 الحج 27 أعمالنا 1 282 البقرة 139 العاملين 2 314 آل عمران 136 أعمام 9 296 النور 61 عموا 3 415 المائدة 71

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية العمى 12 296 فصّلت 17 الأعمى 4 154 الأنعام 50 عمي 1 64 البقرة 18 عمين 4 444 الأعراف 64 أعناب 2 55 البقرة 266 عتت 14 287 الطلاق 8 العنت 3 13 النساء 25 عنيد 6 299 هود 59 عند 1 130 البقرة 54 الأعناق 5 184 الأنفال 12 العنكبوت 10 341 العنكبوت 41 عن من 14 50 النجم 29 عنت 8 427 طه 111 عهد 1 88 البقرة 27 العهن 15 79 المعارج 9 عوجا 2 257 آل عمران 99 عاد 2 74 البقرة 275 عدتم 8 16 الإسراء 8 معاد 10 304 القصص 85 عائدون 13 123 الدخان 15 عاد 13 189 الأحقاف 21 عذت 12 239 غافر 27 استعذ 5 157 الأعراف 200 معاد 6 411 يوسف 23 عورات 9 256 النور 31 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية المعوّقين 11 144 الأحزاب 18 يعوق 15 105 نوح 23 تعولوا 2 435 النساء 3 عام 2 38 البقرة 259 أعانه 9 307 الفرقان 4 نستعين 1 26 الفاتحة 5 تعاونوا 3 272 المائدة 2 المستعان 6 397 يوسف 18 عوان 1 157 البقرة 68 عيدا 4 64 المائدة 114 العير 7 32 يوسف 70 عيسى 1 191 البقرة 87 عيشة 15 69 الحاقّة 21 معاشا 15 216 النبأ 11 معيشة 8 437 طه 124 معايش 4 370 الأعراف 10 عيلة 5 318 التوبة 8 عائلا 15 354 الضحى 8 عينا 1 141 البقرة 60 عين 12 57 الصافّات 48 معين 9 185 المؤمنون 50 عيينا 13 306 ق 15 بعي 13 201 الأحقاف 33

حرف الغين

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حرف الغين الغابرين 4 468 الأعراف 83 غبرة 15 251 عبس 40 التغابن 14 271 التغابن 9 غثاء 9 184 المؤمنون 41 غدقا 15 122 الجنّ 16 غدوا 15 44 القلم 25 اغدوا 15 44 القلم 22 الغدوّ 5 164 الأعراف 205 الغداة 4 158 الأنعام 52 الغداء 8 219 الكهف 62 غد 14 209 الحشر 18 غروب 8 444 طه 130 المغرب 1 243 البقرة 115 غربية 9 264 النور 35 غرابيب 11 270 فاطر 27 الغراب 3 331 المائدة 31 غرورا 3 177 النساء 120 الغرور 11 101 لقمان 33 غرفة 2 11 البقرة 249 الغرفة 10 47 الفرقان 75 الغرق 6 191 يونس 90 غرقا 15 226 النازعات 1 مغرقون 6 265 هود 37 غراما 10 42 الفرقان 65 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية حرف الغين مغرما 6 19 التوبة 98 الغارمين 5 371 التوبة 60 مغرمون 14 125 الواقعة 66 غزلها 7 379 النحل 92 غزّى 2 350 آل عمران 156 غسق 8 99 الإسراء 78 غاسق 15 428 الفلق 3 غسّاق 12 135 ص 57 مغتسل 12 128 ص 42 غسلين 15 71 الحاقّة 36 غشّى 14 59 النجم 54 استغشوا 15 98 نوح 7 يغشى 14 43 النجم 16 يستغشون 6 219 هود 5 غاشية 7 77 يوسف 107 غواش 4 410 الأعراف 41 المغشي 13 227 محمد 20 غشاوة 1 44 البقرة 7 غصبا 8 242 الكهف 79 غصّة 15 137 المزمل 13 غضب 1 146 البقرة 61 مغاضبا 9 63 الأنبياء 87 المغضوب 1 29 الفاتحة 7 غضبان 5 84 الأعراف 150

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية غطاء 8 257 الكهف 101 غفران 2 101 البقرة 285 المغفرة 1 349 البقرة 175 استغفار 6 46 التوبة 114 الغافرين 5 96 الأعراف 155 المستغفرين 2 130 آل عمران 17 غفور 1 345 البقرة 173 الغفار 12 139 ص 66 غفلة 8 301 مريم 39 غافل 1 166 البقرة 74 الغافلات 9 247 النور 23 غلبهم 11 24 الروم 3 غلبا 15 249 عبس 30 غالب 2 357 آل عمران 160 مغلوب 14 71 القمر 10 غلظة 6 63 التوبة 123 غليظ 2 355 آل عمران 159 غلف 1 193 البقرة 88 مغلولة 3 403 المائدة 64 غلّ 4 415 الأعراف 43 الأغلال 5 96 الأعراف 157 غلام 2 174 آل عمران 40 غلى 13 135 الدخان 46 غمرات 4 223 الأنعام 93 تغمضوا 2 58 البقرة 267 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية غمّا 2 340 آل عمران 153 غمة 6 172 يونس 71 الغمام 1 431 البقرة 210 الغنم 4 316 الأنعام 146 مغانم 3 139 النساء 94 أغنى 4 424 الأعراف 48 أغنت 6 351 هود 101 استغنى 14 267 التغابن 6 يغنوا 5 13 الأعراف 92 يغن 3 195 النساء 130 تغن 6 109 يونس 24 مغنون 7 178 إبراهيم 21 غني 2 47 البقرة 263 يغوث 15 105 نوح 23 غورا 8 192 الكهف 41 الغار 5 343 التوبة 40 مغارات 5 366 التوبة 57 غوّاص 12 127 ص 37 الغائط 3 47 النساء 43 غول 12 57 الصافات 47 غوي 8 437 طه 121 الغيّ 2 27 البقرة 256 الغاوين 5 128 الأعراف 175 غويّ 10 239 القصص 18 الغيب 1 36 البقرة 3

حرف الفاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية غيابة 6 388 يوسف 10 غائبين 4 362 الأعراف 7 يغاث 6 446 يوسف 49 استغاثة 10 234 القصص 15 الغيث 11 101 لقمان 34 مغيرا 5 246 الأنفال 253 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية المغيرات 15 389 العاديات 3 غير 1 29 الفاتحة 7 غيض 6 274 هود 44 الغيظ 2 292 آل عمران 119 تغيظا 9 312 الفرقان 12 غائطون 10 77 الشعراء 55 حرف الفاء أفئدتهم 4 252 الأنعام 110 فئة 2 11 البقرة 249 فتح 3 212 النساء 141 الفاتحين 5 10 الأعراف 89 مفتّحه 12 133 ص 50 الفتاح 11 222 سبأ 26 مفاتح 4 172 الأنعام 59 فترة 3 312 المائدة 19 فتيلا 3 59 النساء 49 فتونا 8 369 طه 40 فتنة 1 220 البقرة 102 فاتنين 12 93 الصافات 162 المفتون 15 36 القلم 6 تستفت 8 169 الكهف 22 يستفتونك 3 265 النساء 176 أفتوني 6 438 يوسف 43 ستفتهم 12 45 الصافات 11 أفتنا 6 443 يوسف 46 فتياتكم 3 12 النساء 25 فجاجا 9 25 الأنبياء 31 فجورها 15 340 الشمس 8 تفجيرا 8 113 الإسراء 91 فاجرا 15 107 نوح 27 الفجار 12 120 ص 28 الفجرة 15 251 عبس 42 الفجر 1 382 البقرة 187 فجوة 8 156 الكهف 17 فاحشة 2 313 آل عمران 135 الفحشاء 1 337 البقرة 169 تفاخر 14 156 الحديد 20 فخور 3 35 النساء 36 الفخار 14 91 الرحمن 14 افتدى 2 246 آل عمران 91 افتدت 1 478 البقرة 229 يفتدوا 3 342 المائدة 36

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية تفادوهم 1 187 البقرة 85 فداء 13 210 محمد 4 فدية 1 370 البقرة 184 فرات 10 32 الفرقان 53 فرث 7 348 النحل 66 فروج 13 304 ق 6 فرجها 9 65 الأنبياء 91 فرحين 2 374 آل عمران 170 فردا 8 334 مريم 80 فرادى 4 226 الأنعام 94 الفردوس 8 263 الكهف 107 فرارا 8 157 الكهف 18 المفرّ 15 170 القيامة 10 فرشا 4 310 الأنعام 142 فراشا 1 74 البقرة 22 الفراش 15 393 القارعة 4 فارض 1 157 البقرة 68 مفروضا 2 445 النساء 7 فريضة 1 504 البقرة 236 فرطا 8 177 الكهف 28 مفرطون 7 343 النحل 62 فرعها 7 185 إبراهيم 24 فرعون 1 124 البقرة 49 فارغا 10 229 القصص 10 تفرقوا 2 264 آل عمران 103 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية فرقا 15 199 المرسلات 4 فراق 8 237 الكهف 78 تفريقا 6 32 التوبة 107 متفرقون 6 431 يوسف 39 الفارقات 15 198 المرسلات 4 فرق 10 82 الشعراء 63 فريق 1 168 البقرة 75 الفرقان 1 128 البقرة 53 فارهين 10 109 الشعراء 149 افترى 2 251 آل عمران 94 يفتري 6 128 يونس 37 يفترون 2 143 آل عمران 24 افتراء 4 302 الأنعام 138 المفترين 5 87 الأعراف 152 مفتريات 6 232 هود 13 فريا 8 292 مريم 27 الفزع 9 74 الأنبياء 103 يفسدون 1 89 البقرة 27 تفسدوا 1 52 البقرة 11 الفساد 1 425 البقرة 205 المفسدون 1 53 البقرة 12 تفسيرا 10 17 الفرقان 33 فسق 3 277 المائدة 3 فسوق 1 409 البقرة 197

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الفاسقين 1 87 البقرة 26 أفصح 10 256 القصص 34 الفصل 12 48 الصافات 21 فصالا 1 493 البقرة 233 تفصيلا 4 335 الأنعام 154 الفاصلين 4 166 الأنعام 57 مفصلا 4 261 الأنعام 114 مفصلات 5 55 الأعراف 133 فصيلة 15 80 المعارج 13 انفصام 2 28 البقرة 256 فصة 13 84 الزخرف 33 فضل 1 151 البقرة 64 تفضيلا 8 30 الإسراء 21 أفضى 2 474 النساء 21 فطرة 11 43 الروم 30 فطور 15 15 الملك 3 فاطر 4 99 الأنعام 14 منفطر 15 141 المزمل 18 فظا 2 355 آل عمران 159 فعل 9 52 الأنبياء 73 فعلتك 10 61 الشعراء 19 فاعلين 6 388 يوسف 10 فعال 6 357 هود 107 مفعولا 3 56 النساء 47 الفقر 2 60 البقرة 268 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية فاقرة 15 174 القيامة 25 الفقراء 2 64 البقرة 271 فاقع 1 158 البقرة 69 فك 15 335 البلد 13 منفكين 15 377 البيّنة 1 تفكّهون 14 125 الواقعة 65 فاكهون 12 24 يس 55 فكهين 15 277 المطففين 31 فاكهة 12 25 يس 57 المفلحون 1 40 البقرة 5 الفلق 15 428 الفلق 1 فالق 4 228 الأنعام 95 الفلك 1 326 البقرة 164 فلك 9 26 الأنبياء 33 فلانا 10 11 الفرقان 28 أفنان 14 103 الرحمن 48 فان 14 94 الرحمن 26 فاتكم 2 340 آل عمران 153 فوت 11 245 سبأ 51 تفاوت 15 15 الملك 3 فوجا 10 211 النمل 83 فار 6 268 هود 40 فورهم 2 302 آل عمران 125 فاز 2 401 آل عمران 185 الفوز 2 460 النساء 13

حرف القاف

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الفائزون 5 305 التوبة 20 مفازة 2 409 آل عمران 188 مفازا 15 222 النبأ 31 أفاق 5 71 الأعراف 142 فواق 12 109 ص 15 فوق 1 86 البقرة 26 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية فوم 1 145 البقرة 61 أفواه 2 289 آل عمران 118 أفاء 14 195 الحشر 6 أفاض 1 416 البقرة 199 أفضتم 1 413 البقرة 198 الفيل 15 406 الفيل 1 حرف القاف المقبوحين 10 262 القصص 42 المقابر 15 397 التكاثر 2 قبس 8 350 طه 10 قبضا 10 26 الفرقان 46 قبضة 8 414 طه 96 مقبوضة 2 95 البقرة 283 قبول 2 167 آل عمران 37 قابل 12 220 غافر 3 متقابلين 7 248 الحجر 47 مستقبل 13 195 الأحقاف 24 قبيل 4 386 الأعراف 27 قبائل 13 293 الحجرات 13 قبلا 4 255 الأنعام 111 قبل 1 354 البقرة 177 قبلة 1 289 البقرة 142 قبلك 1 39 البقرة 4 قتر 6 114 يونس 26 قترة 15 251 عبس 41 المقتر 1 505 البقرة 236 قتورا 8 123 الإسراء 100 القتل 1 393 البقرة 191 القتال 1 446 البقرة 216 تقتيلا 11 192 الأحزاب 61 القتلى 1 359 البقرة 178 قثاء 1 145 البقرة 61 مقتحم 12 135 ص 59 قدحا 15 388 العاديات 2 قددا 15 122 الجن 11 قدره 4 218 الأنعام 91 القدر 15 374 القدر 1 قدر 7 231 الحجر 21 تقدير 4 233 الأنعام 96 قادر 4 136 الأنعام 37 مقتدرا 8 197 الكهف 45

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مقدورا 11 168 الأحزاب 38 قدير 1 70 البقرة 20 مقدار 7 97 الرعد 8 قدور 11 210 سبأ 13 القدس 1 192 البقرة 87 المقدسة 3 315 المائدة 21 القدّوس 14 211 الحشر 23 المستقدمين 7 234 الحجر 25 القديم 7 63 يوسف 95 قدم 6 73 يونس 2 مقتدون 11 75 الزخرف 23 القرآن 1 373 البقرة 85 قروء 1 473 البقرة 228 قربات 6 20 التوبة 99 القربى 1 181 البقرة 83 المقربون 3 256 النساء 72 قريب 1 376 البقرة 86 مقربة 15 335 البلد 15 الأقربين 1 363 البقرة 80 قربان 2 397 آل عمران 183 قرح 2 319 آل عمران 40 قردة 1 153 البقرة 65 قرار 7 186 إبراهيم 26 قرّة 10 46 الفرقان 74 مستقر 10 172 النمل 40 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مستقر 1 107 البقرة 36 قريش 15 410 قريش 1 قرضا 1 520 البقرة 245 قرطاس 4 88 الأنعام 7 قارعة 7 133 الرعد 31 مقترفون 4 258 الأنعام 113 مقرنين 13 70 الزخرف 13 مقترنين 13 97 الزخرف 53 مقرنين 7 214 إبراهيم 49 قرينا 3 38 النساء 38 قرن 4 86 الأنعام 6 ذي القرنين 8 244 الكهف 83 قارون 10 294 القصص 76 القرية 1 136 البقرة 58 قسورة 15 163 المدّثر 51 قسيسين 4 5 المائدة 82 القسط 2 131 آل عمران 18 القاسطون 15 122 الجن 14 المقسطين 3 356 المائدة 42 أقسط 2 91 البقرة 282 القسطاس 8 46 الإسراء 35 قسم 14 128 الواقعة 76 القسمة 2 446 النساء 8 المقتسمين 7 273 الحجر 90 المقسمات 13 324 الذاريات 4

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مقسوم 7 245 الحجر 44 قست 1 166 البقرة 74 قسوة 1 166 البقرة 74 قاسية 3 301 المائدة 13 قصد 7 288 النحل 9 قاصدا 5 346 التوبة 42 مقتصدة 3 407 المائدة 66 قاصرات 12 57 الصافات 48 مقصرين 13 269 الفتح 27 مقصورات 14 16 الرحمن 72 قصورا 4 463 الأعراف 74 القصص 2 205 آل عمران 62 القصاص 1 359 البقرة 178 قصصا 8 222 الكهف 64 قاصفا 8 87 الإسراء 69 قصيا 8 289 مريم 22 الأقصى 8 6 الإسراء 1 أقصى 10 141 القصص 20 القصوى 5 228 الأنفال 42 قضبا 15 249 عبس 28 قضى 1 246 البقرة 117 قضي 1 431 البقرة 10 يقضون 12 234 غافر 20 ليقض 130 110 الزخرف 77 يقضى 4 173 الأنعام 60 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية قاض 8 396 طه 72 مقضيا 8 285 مريم 21 قطرا 8 254 الكهف 96 قطران 7 214 إبراهيم 50 أقطارها 11 137 الأحزاب 14 قطعا 12 109 ص 16 قاطعة 10 161 النمل 32 مقطوع 7 259 الحجر 66 قطع 6 329 هود 81 قطعا 6 114 يونس 27 قطوف 15 70 الحاقة 23 قطمير 11 262 فاطر 13 قعودا 2 412 آل عمران 191 القاعدون 3 140 النساء 95 القواعد 1 263 البقرة 127 قعيد 13 308 ق 17 مقاعد 2 296 آل عمران 121 منقعر 14 73 القمر 20 أقفالها 13 229 محمد 24 قفينا 1 191 البقرة 87 تقف 8 47 الإسراء 36 تقلب 1 296 البقرة 144 منقلبا 8 187 الكهف 36 منقلبون 5 43 الأعراف 125 متقلبكم 13 225 محمد 19

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية قلوبهم 1 44 البقرة 7 القلائد 3 271 المائدة 2 مقاليد 12 205 الزمر 63 قليلا 1 115 البقرة 41 أقل 8 191 الكهف 39 أقلامهم 2 179 آل عمران 44 قلى 15 352 الضحى 3 القالين 10 116 الشعراء 168 مقمحون 11 293 يس 8 القمر 6 79 يونس 5 قميص 6 397 يوسف 18 قمطريرا 15 186 الدهر 10 مقامع 9 103 الحج 21 القمل 5 55 الأعراف 133 قانتون 1 245 البقرة 116 القانطين 7 253 الحجر 55 قنوط 13 12 فصّلت 49 المقنطرة 2 125 آل عمران 14 القناطير 2 125 آل عمران 14 القانع 9 116 الحج 36 مقنعي 7 206 إبراهيم 43 قنوان 4 234 الأنعام 99 أقنى 14 59 النجم 48 القاهر 4 102 الأنعام 18 القهّار 6 431 يوسف 39 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية قاب 14 39 النجم 9 مقيتا 3 118 النساء 85 أقواتها 12 291 فصلت 10 اقتده 4 215 الأنعام 90 قوسين 14 39 النجم 9 قاعا 8 423 طه 106 قيعة 9 271 النور 39 قالوا 1 56 البقرة 14 قلنا 1 103 البقرة 34 قلتم 1 132 البقرة 55 قيل 1 52 البقرة 11 أقل 1 101 البقرة 33 يقول 1 46 البقرة 8 قولا 1 138 البقرة 59 قيلا 3 179 النساء 122 قيله 13 116 الزخرف 88 قائل 6 388 يوسف 10 قائلون 4 359 الأعراف 4 قاموا 1 70 البقرة 20 أقام 1 355 البقرة 177 أقوم 2 91 البقرة 282 يقيمون 1 36 البقرة 3 قم 15 132 المزمل 2 أقم 10 345 العنكبوت 45 استقم 6 364 هود 112

حرف الكاف

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية قواما 10 44 الفرقان 67 تقويم 15 361 التين 4 إقامتكم 7 367 النحل 80 قائما 2 131 آل عمران 18 مقيم 3 343 المائدة 37 المستقيم 1 28 الفاتحة 6 قوامون 3 29 النساء 34 قيما 4 347 الأنعام 161 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية القيّوم 2 24 البقرة 255 مقام 1 259 البقرة 125 المقامة 11 277 فاطر 35 قوم 1 130 البقرة 54 قوّة 1 150 البقرة 63 القويّ 6 308 هود 66 المقوين 14 127 الواقعة 73 مقيلا 10 8 الفرقان 24 حرف الكاف كأس 12 57 الصافات 45 كأيّ 2 329 آل عمران 146 مكبّا 15 26 الملك 22 كبد 15 332 البلد 4 الكبر 2 55 البقرة 266 كبره 9 235 النور 11 تكبيرا 8 135 الإسراء 111 استكبارا 11 287 فاطر 43 المتكبرين 7 307 النحل 29 مستكبرون 7 300 النحل 22 كبيرة 1 120 البقرة 45 الكبر 15 159 المدّثر 35 كبارا 15 105 نوح 22 أكبر 1 451 البقرة 217 الكبرى 8 361 طه 23 كبائر 3 22 النساء 31 الكبرياء 6 176 يونس 78 كاتب 2 91 البقرة 282 مكتوبا 5 96 الأعراف 157 الكتاب 1 33 البقرة 2 كتاب 3 8 النساء 24 كتابا 2 326 آل عمران 145 كثيبا 15 137 المزمل 14 كثرة 4 34 المائدة 100 تكاثر 14 156 الحديد 20 كثيرا 1 87 البقرة 26 أكثر 1 212 البقرة 100 الكوثر 15 414 الكوثر 1

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية كدحا 15 283 الانشقاق 6 كادح 15 283 الانشقاق 6 أكدى 14 54 النجم 34 الكذب 2 222 آل عمران 75 كذابا 15 320 النبأ 28 تكذيب 15 296 البروج 19 الكاذبين 2 204 آل عمران 61 المكذّبون 14 120 الواقعة 51 مكذوب 6 308 هود 65 كذّاب 12 237 غافر 24 كرب 4 179 الأنعام 64 كرّة 1 334 البقرة 167 كرسيّ 2 25 البقرة 255 الإكرام 14 94 الرحمن 27 مكرم 9 101 الحج 18 مكرمون 9 23 الأنبياء 26 مكرّمة 15 246 عبس 13 كريما 3 22 النساء 31 كراما 10 46 الفرقان 72 أكرمكم 13 293 الحجرات 13 كره 1 446 البقرة 216 إكراه 2 27 البقرة 256 كارهين 5 10 الأعراف 88 مكروها 8 47 الإسراء 38 كساد 5 311 التوبة 24 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية كسفا 8 113 الإسراء 92 كسالى 3 214 النساء 142 اكسوهم 2 439 النساء 5 كسوتهن 1 492 البقرة 233 كشف 8 71 الإسراء 56 كاشف 4 101 الأنعام 17 الكاظمين 2 312 آل عمران 134 مكظوم 15 54 القلم 48 كظيم 7 49 يوسف 84 كواعب 15 222 النبأ 33 الكعبة 4 27 المائدة 95 الكعبين 3 286 المائدة 6 كفوا 15 426 الإخلاص 4 كفاتا 15 203 المرسلات 25 كفرهم 1 193 البقرة 88 كفران 9 68 الأنبياء 94 الكافرين 1 67 البقرة 19 الكوافر 14 226 الممتحنة 10 الكفّار 14 156 الحديد 20 كفّار 2 75 البقرة 276 كفور 6 227 هود 9 كفّارة 2 363 المائدة 45 كافورا 15 186 البقرة 5 كافة 1 429 البقرة 208 كفيه 7 107 الرعد 14

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية كفيلا 7 379 النحل 91 كفل 3 117 النساء 85 ذو الكفل 9 61 الأنبياء 85 كفى 13 172 الأحقاف 8 يكف 13 16 فصّلت 53 كاف 12 185 الزمر 36 مكلّبين 3 280 المائدة 4 كلبهم 8 157 الكهف 18 كالحون 9 212 المؤمنون 104 المتكلّفين 12 148 ص 86 كلالة 2 459 النساء 12 كل 7 360 النحل 76 كل 1 299 البقرة 145 كلا 8 34 الإسراء 23 كلتا 8 184 الكهف 33 كلام 1 168 البقرة 75 تكليما 3 245 النساء 164 كلمات 1 108 البقرة 37 الكلم 3 53 النساء 46 كاملة 1 406 البقرة 196 الأكمه 2 188 آل عمران 49 أكمام 13 9 فصّلت 47 كنود 15 389 العاديات 6 كنز 6 230 هود 12 الكنس 15 256 التكوير 16 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مكنون 12 58 الصافات 49 أكنة 4 113 الأنعام 25 أكنان 7 367 النحل 81 الكهف 8 147 الكهف 9 كاهن 14 26 الطور 29 أكواب 13 107 الزخرف 71 كدت 12 61 الصافات 56 كادوا 1 161 البقرة 71 يكاد 1 69 البقرة 20 كوكبا 4 201 الأنعام 76 كانوا 1 50 البقرة 10 كنتم 1 76 البقرة 23 يكنّ 13 287 الحجرات 11 يك 5 246 الأنفال 53 كن 1 246 البقرة 117 مكان 2 473 النساء 20 مكانة 4 293 الأنعام 135 تكوى 5 332 التوبة 35 كدنا 7 39 يوسف 76 كبد 2 295 آل عمران 120 مكيدون 14 33 الطور 42 كيف 1 90 البقرة 28 كالوهم 15 268 المطففين 3 كلتم 8 46 الإسراء 35

حرف اللام

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية اكتالوا 15 268 المطففين 2 نكتل 7 20 يوسف 63 الكيل 4 333 الأنعام 152 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية المكيال 6 332 هود 84 استكانوا 2 329 آل عمران 146 حرف اللام الملائكة 1 95 البقرة 30 لؤلؤا 9 105 الحج 23 الألباب 1 361 البقرة 179 لابثين 15 220 النبأ 23 لبدا 15 332 البلد 6 لبدا 15 122 الجن 19 لبس 13 306 ق 15 لباس 1 381 البقرة 187 لبوس 9 57 الأنبياء 80 لبنا 7 348 النحل 66 ملجأ 5 366 التوبة 57 لجّة 10 176 النمل 44 لجي 9 271 النور 40 إلحاد 9 106 الحج 25 ملتحدا 8 177 الكهف 27 إلحافا 2 68 البقرة 273 لحما 2 39 البقرة 259 لحوم 9 117 الحج 37 لحن 13 234 محمد 30 لحية 8 413 طه 94 لدا 8 343 مريم 97 ألدّ 1 424 البقرة 204 لدن 2 115 آل عمران 8 لدى 6 411 يوسف 25 لذّة 12 57 الصافات 46 لازب 12 46 الصافات 11 لزاما 8 444 طه 129 ألسنتهم 2 227 آل عمران 78 اللطيف 4 240 الأنعام 103 تلظى 15 349 الليل 14 لظى 15 81 المعارج 15 لعب 4 127 الأنعام 32 لاعبين 9 13 الأنبياء 16 لعنا 11 195 الأحزاب 68 لعنة 1 194 البقرة 89 اللاعنون 1 320 البقرة 159 الملعونة 8 76 الإسراء 60 لغوب 11 277 فاطر 35 اللغو 1 468 البقرة 225 لاغية 15 314 الغاشية 11

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية لفيفا 8 128 الإسراء 104 ألفاقا 15 217 النبأ 16 ألفوا 12 65 الصافات 69 الألقاب 13 287 الحجرات 11 لواقح 7 234 الحجر 22 لقمان 11 77 لقمان 12 لقوا 1 56 البقرة 14 لقاهم 15 189 الدهر 11 ألقوا 3 127 النساء 90 ألقت 15 280 الانشقاق 4 ألقوا 9 312 الفرقان 13 التقتا 2 122 آل عمران 13 تلقى 1 108 البقرة 37 يلاقوا 13 113 الزخرف 83 يلقون 2 179 آل عمران 44 يلق 10 46 الفرقان 68 يلقى 12 317 فصّلت 40 تلقى 10 140 النمل 6 ألقوا 6 388 يوسف 10 ألق 5 38 الأعراف 117 ألقيه 10 229 القصص 7 لقاء 4 124 الأنعام 31 التلاق 12 231 غافر 15 لاقيه 10 281 القصص 61 ملاقو 1 120 البقرة 46 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الملقين 5 36 الأعراف 115 المتلقيان 13 308 ق 17 الملقيات 15 199 المرسلات 5 تلقاء 4 421 الأعراف 47 لمح 7 361 النحل 77 لمزة 15 403 الهمزة 1 لمّا 15 326 الفجر 19 اللمم 14 53 النجم 32 اللهب 15 205 المرسلات 31 ألهاكم 15 396 التكاثر 1 تلهكم 14 262 المنافقون 9 تلهى 15 245 عبس 10 لهو 4 127 الأنعام 32 لاهية 9 5 الأنبياء 3 لات 12 103 ص 3 اللات 14 44 النجم 19 الألواح 5 73 الأعراف 145 لواحة 15 154 المدثر 29 لواذا 9 301 النور 63 لوط 6 312 هود 70 لمتن 6 421 يوسف 32 لومة 3 385 المائدة 54 لائم 3 385 المائدة 54 ملوما 8 46 الإسراء 29 اللوامة 15 168 القيامة 2

حرف الميم

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مليم 12 87 الصافات 142 لون 1 158 البقرة 69 لووا 14 256 المنافقون 5 يلوون 2 227 آل عمران 78 ليّا 3 53 النساء 46 لستم 2 58 البقرة 267 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية لستن 11 160 الأحزاب 32 ليلة 1 127 البقرة 51 الليل 1 326 البقرة 164 ليال 8 278 مريم 10 لنت 2 354 آل عمران 159 لينا 8 372 طه 44 لينة 14 195 الحشر 5 حرف الميم مائة 2 38 البقرة 259 متاع 1 107 البقرة 36 المتين 14 13 الذاريات 58 أمثلهم 8 422 طه 104 المثلى 8 386 طه 63 المثلات 7 95 الرعد 6 مثلهم 1 61 البقرة 17 مثله 1 76 البقرة 23 التماثيل 9 40 الأنبياء 52 مأجوج 8 251 الكهف 94 مجيد 6 426 هود 73 المجوس 9 99 الحج 17 المحال 7 104 الرعد 6 مواخر 7 294 النحل 14 مخاض 8 289 مريم 23 مدّا 8 331 مريم 75 ممدّكم 5 178 الأنفال 9 ممدود 14 116 الواقعة 30 ممددة 15 405 الهمزة 9 مدادا 8 264 الكهف 109 المدينة 5 41 الأعراف 123 المدائن 5 32 الأعراف 111 مدين 4 473 الأعراف 85 مريئا 2 438 النساء 4 المرء 1 220 البقرة 102 امرئ 9 426 النور 11 امرأة 2 161 آل عمران 35 ماروت 1 220 البقرة 102 مارج 14 91 الرحمن 15 مريج 13 301 ق 5 المرجان 14 93 الرحمن 22 مرحا 8 47 الإسراء 37

7 منشورا 8 21 الإسراء 13 منشرين 13 131 الدخان 35 منشرة 15 164 المدثر 52 نشوزا 3 30 النساء 34 نشطا 15 226 النازعات 2 الناشطات 15 226 النازعات 2 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية نصب 12 127 ص 41 ناصبة 15 312 الغاشية 3 نصيب 1 420 البقرة 202 النصب 3 276 المائدة 3 نصح 6 261 هود 34 الناصحين 4 378 الأعراف 21 نصوحا 14 301 التحريم 8 نصر 1 442 البقرة 214 ناصرين 2 139 آل عمران 22 منتصرا 8 194 الكهف 43 منصورا 8 46 الإسراء 33 نصير 1 229 البقرة 107 أنصاري 2 192 آل عمران 52 النصارى 1 149 البقرة 62 نصفه 15 132 المزمل 3 ناصية 6 294 هود 56 نضاحتان 14 105 الرحمن 66 منضود 6 329 هود 82 نضيد 13 304 ق 10 ناضرة 15 174 القيامة 22 نضرة 15 189 الدهر 11 النطيحة 3 276 المائدة 3 نطفة 7 286 النحل 4 منطق 10 154 النمل 16

حرف النون

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية متم 2 352 آل عمران 157 يمت 1 452 البقرة 217 تموتن 1 271 البقرة 132 الموت 1 67 البقرة 19 موتتنا 12 61 الصافات 59 مماتي 4 349 الأنعام 163 ميتا 4 272 الأنعام 122 الميتة 1 344 البقرة 173 أمواتا 1 91 البقرة 28 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الموتى 4 135 الأنعام 36 الموج 6 105 يونس 22 مورا 14 16 الطور 9 موسى 1 126 البقرة 51 الأموال 1 313 البقرة 155 ماء 1 74 البقرة 22 مائدة 4 61 المائدة 112 ميلا 3 17 النساء 27 ميلة 3 154 النساء 102 حرف النون نأى 8 103 الإسراء 83 ينأون 4 115 الأنعام 26 أنباء 2 179 آل عمران 44 النبوة 2 229 آل عمران 79 النبيين 1 146 البقرة 61 نباتا 2 167 آل عمران 37 تنابزوا 13 287 الحجرات 11 ينبوعا 8 113 الإسراء 90 منثورا 10 8 الفرقان 23 النجدين 15 335 البلد 10 نجس 5 318 التوبة 28 الإنجيل 2 107 آل عمران 3 النجوم 4 233 الأنعام 97 النجم 14 88 الرحمن 6 نجا 6 441 يوسف 45 نجانا 5 10 الأعراف 89 أنجانا 4 179 الأنعام 63 تتناجوا 14 178 المجادلة 9 تناجوا 14 178 المجادلة 9 ينجيه 15 81 المعارج 14 نجني 10 102 الشعراء 118 النجاة 12 253 غافر 41 نجوى 3 169 النساء 114 ناج 6 435 يوسف 42 منجوهم 7 255 الحجر 59 نجيا 7 46 يوسف 80 نحبه 11 149 الأحزاب 23 نحسات 12 296 فصلت 16

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية نحاس 14 98 الرحمن 35 نحلة 2 438 النساء 4 النحل 7 350 النحل 68 نخرة 15 228 النازعات 11 لنخل 4 234 الأنعام 99 نخيل 2 55 البقرة 266 أندادا 1 74 البقرة 22 الندامة 11 230 سبأ 33 النادمين 3 331 المائدة 31 نادى 4 418 الأعراف 44 نادوا 4 420 الأعراف 46 نادته 2 171 آل عمران 39 نودي 8 354 طه 11 نودوا 4 416 الأعراف 43 يناد 13 320 ق 41 ينادون 12 226 غافر 10 نداء 1 341 البقرة 171 التناد 12 243 غافر 32 مناديا 2 417 آل عمران 193 المناد 13 320 ق 41 نديا 8 329 مريم 73 ناديه 15 370 العلق 17 نذر 2 62 البقرة 270 نذرا 15 199 المرسلات 6 منذرين 1 439 البقرة 213 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية منذرين 6 172 يونس 73 نذيرا 1 249 البقرة 119 نذر 14 71 القمر 16 تنازعوا 5 236 الأنفال 47 نزع 5 157 الأعراف 200 النازعات 15 226 النازعات 1 نزاعة 15 82 المعارج 16 ينزفون 12 57 الصافات 47 نزلا 2 424 آل عمران 198 نزلة 14 43 النجم 13 تنزيلا 8 130 الإسراء 106 منزلين 7 17 يوسف 59 منزّلها 4 66 المائدة 115 منزلين 2 300 آل عمران 124 منزّل 4 261 الأنعام 114 منازل 6 79 يونس 5 النسيء 5 337 التوبة 37 منسأته 11 211 سبأ 14 أنساب 9 212 المؤمنون 101 نسختها 5 89 الأعراف 154 نسرا 15 105 نوح 23 نسفا 8 416 طه 97 نسك 1 406 البقرة 196 ناسكوه 9 144 الحج 67 مناسك 1 265 البقرة 128

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية النسل 1 425 البقرة 205 نسوا 3 301 المائدة 13 تنسون 1 118 البقرة 44 ننسها 1 227 البقرة 106 تنسى 15 307 الأعلى 6 نسيا 8 289 مريم 23 منسيا 8 289 مريم 23 نسيا 8 322 مريم 64 نساء 1 124 البقرة 49 نسوة 6 417 يوسف 30 النشأة 10 323 العنكبوت 20 إنشاء 14 116 الواقعة 35 ناشئة 15 134 المزمل 6 المنشئون 14 127 الواقعة 72 المنشآت 14 93 الرحمن 24 نشرا 15 198 المرسلات 3 نشورا 9 305 الفرقان 3 الناشرات 15 198 المرسلات 3 منتشر 14 66 القمر 7 منشورا 8 21 الإسراء 13 منشرين 13 131 الدخان 35 منشرة 15 164 المدثر 52 نشوزا 3 30 النساء 34 نشطا 15 226 النازعات 2 الناشطات 15 226 النازعات 2 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية نصب 12 127 ص 41 ناصبة 15 312 الغاشية 3 نصيب 1 420 البقرة 202 النصب 3 276 المائدة 3 نصح 6 261 هود 34 الناصحين 4 378 الأعراف 21 نصوحا 14 301 التحريم 8 نصر 1 442 البقرة 214 ناصرين 2 139 آل عمران 22 منتصرا 8 194 الكهف 43 منصورا 8 46 الإسراء 33 نصير 1 229 البقرة 107 أنصاري 2 192 آل عمران 52 النصارى 1 149 البقرة 62 نصفه 15 132 المزمل 3 ناصية 6 294 هود 56 نضاحتان 14 105 الرحمن 66 منضود 6 329 هود 82 نضيد 13 304 ق 10 ناضرة 15 174 القيامة 22 نضرة 15 189 الدهر 11 النطيحة 3 276 المائدة 3 نطفة 7 286 النحل 4 منطق 10 154 النمل 16

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية نظر (المغشي) 13 227 محمد 20 نظرة 12 71 الصافات 88 نظرة 2 80 البقرة 280 ناظرة 10 165 النمل 35 الناظرين 1 158 البقرة 69 منتظرون 4 342 الأنعام 158 المنظرين 4 370 الأعراف 15 نعجة 12 113 ص 23 نعاسا 2 345 آل عمران 154 نعليك 8 354 طه 12 النعمة 15 137 المزمل 11 ناعمة 15 314 الغاشية 8 نعمة 1 113 البقرة 40 النعيم 3 407 المائدة 65 نعماء 6 227 هود 10 الأنعام 2 125 آل عمران 14 نعما 2 64 البقرة 271 النفاثات 15 428 الفلق 4 نفحة 9 36 الأنبياء 46 نفخة 15 64 الحاقة 13 نفاد 12 133 ص 54 نفورا 8 53 الإسراء 41 نفيرا 8 13 الإسراء 6 مستنفرة 15 163 المدّثر 50 نفرا 8 187 الكهف 34 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية المتنافسون 15 276 المطففين 26 أنفسهم 1 48 البقرة 9 المنفوش 15 393 القارعة 5 نفعهما 1 455 البقرة 219 منافع 1 455 البقرة 219 ينفقون 1 37 البقرة 3 نفقة 2 62 البقرة 270 نفاقا 5 400 التوبة 77 منفقين 2 130 آل عمران 17 المنافقين 13 246 الفتح 6 المنافقات 13 246 الفتح 6 نفقا 4 132 الأنعام 35 نافلة 8 99 الإسراء 79 الأنفال 5 168 الأنفال 1 ينفوا 3 336 المائدة 33 نقبا 8 254 الكهف 97 نقيبا 3 298 المائدة 12 نفيرا 3 63 النساء 55 الناقور 15 149 المدثر 8 نقص 1 313 البقرة 155 منقوص 6 357 هود 109 نقضهم 3 234 النساء 155 نقعا 15 389 العاديات 4 انتقام 2 108 آل عمران 4 منتقمون 11 118 السجدة 22

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ناكبون 9 196 المؤمنون 74 مناكبها 15 21 الملك 15 أنكاثا 7 379 النحل 92 النكاح 1 501 البقرة 235 نكدا 4 439 الأعراف 58 نكرا 8 232 الكهف 74 نكر 14 66 القمر 6 منكرون 7 17 يوسف 58 منكر 2 266 آل عمران 104 منكرون 7 256 الحجر 62 نكير 9 123 الحج 44 أنكر 11 86 لقمان 19 ناكسو 11 110 السجدة 12 نكالا 1 153 البقرة 66 أنكالا 15 137 المزمل 12 تنكيلا 3 116 النساء 84 نمارق 15 314 الغاشية 15 الأنامل 2 292 آل عمران 119 النمل 10 154 النمل 18 نميم 15 38 القلم 11 منهاجا 3 371 المائدة 48 نهر 2 11 البقرة 249 الأنهار 1 82 البقرة 25 النهار 1 326 البقرة 164 نهاكم 14 197 الحشر 7 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية نهوا 5 112 الأعراف 166 نهوا 9 121 الحج 40 انتهوا 1 394 البقرة 192 تنهى 6 303 هود 62 ينهون 4 115 الأنعام 26 لم تنته 10 100 الشعراء 116 يتناهون 3 429 المائدة 80 انتهوا 14 198 الحشر 7 الناهون 6 43 التوبة 112 المنتهى 14 43 النجم 14 منتهون 4 17 المائدة 91 منيب 6 318 هود 75 نوحا 2 359 آل عمران 33 نورهم 1 62 البقرة 17 المنير 2 399 آل عمران 184 نارا 1 61 البقرة 17 الناس 1 46 البقرة 8 التناوش 11 245 سبأ 52 مناص 12 103 ص 3 ناقة 4 463 الأعراف 73 نوم 2 25 البقرة 225 منام 5 231 الأنفال 43 نائمون 15 44 القلم 19 ذو النون 9 63 الأنبياء 87 النوى 4 228 الأنعام 95

حرف الهاء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ينال 1 256 البقرة 124 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية نيلا 6 58 التوبة 120 حرف الهاء هباء 10 8 الفرقان 23 هجرا 15 137 المزمّل 10 مهاجرا 3 147 النساء 100 مهجورا 10 13 الفرقان 30 هدّا 8 340 مريم 90 الهدهد 10 154 النمل 20 هدى 1 438 البقرة 213 هدان 4 204 الأنعام 80 اهتدى 14 51 النجم 30 اهتدوا 1 279 البقرة 137 يهدون 5 100 الأعراف 159 يهدني 4 201 الأنعام 77 أهدكم 12 253 غافر 38 يهدي 6 124 يونس 35 يهدى 6 124 يونس 35 تهتدون 1 128 البقرة 53 اهدنا 1 28 الفاتحة 6 هدى 1 33 البقرة 2 هاد 7 95 الرعد 7 مهتدين 1 59 البقرة 16 أهدى 3 63 النساء 55 الهدي 1 405 البقرة 196 هدية 10 165 النمل 35 هربا 15 122 الجن 12 هاروت 1 220 البقرة 102 هارون 2 7 البقرة 248 هزوا 1 155 البقرة 67 مستهزءون 1 56 البقرة 14 الهزل 15 303 الطارق 14 مهزوم 12 107 ص 11 هشيما 8 197 الكهف 45 هضما 8 428 طه 112 هضيم 10 109 الشعراء 148 مهطعين 7 206 إبراهيم 43 هلوعا 15 85 المعارج 19 التهلكة 1 399 البقرة 195 الهالكين 7 51 يوسف 85 مهلك 4 290 الأنعام 131 المهلكين 9 185 المؤمنون 48 مهلك 8 216 الكهف 59 الأهلة 1 387 البقرة 189 هلم 4 313 الأنعام 15 هامدة 9 86 الحج 5 منهمر 14 71 القمر 11

حرف الواو

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية همزات 9 209 المؤمنون 97 هماز 15 38 القلم 11 همزة 15 403 الهمزة 1 همسا 8 426 طه 108 هامان 10 262 القصص 38 هنيئا 2 438 النساء 4 هادوا 1 149 البقرة 62 هدنا 5 96 الأعراف 156 هودا 1 236 البقرة 111 هود 6 299 هود 60 هار 6 36 التوبة 109 يهن 9 101 الحج 18 الهون 4 224 الأنعام 93 هونا 10 42 الفرقان 63 مهين 1 197 البقرة 90 مهانا 10 46 الفرقان 69 هين 8 277 مريم 9 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية هود 11 39 الروم 27 هوى 8 402 طه 81 استهوت 4 191 الأنعام 71 الهوى 3 202 النساء 135 أهواء 1 251 البقرة 120 هواء 7 206 إبراهيم 43 هاوية 15 395 القارعة 9 أهوى 14 59 النجم 53 هيئة 2 188 آل عمران 49 هيت 6 411 يوسف 23 هاتوا 9 20 الأنبياء 24 مهيلا 15 137 المزمل 14 الهيم 14 120 الواقعة 55 مهيمنا 3 371 المائدة 48 مهين 11 107 السجدة 8 هيهات 9 179 المؤمنون 36 حرف الواو المؤودة 15 255 التكوير 8 موئلا 8 216 الكهف 58 أوبار 7 367 النحل 80 موبقا 8 208 الكهف 52 وبال 4 27 المائدة 95 وابل 2 49 البقرة 264 وبيلا 15 138 الزمل 16 الأوتاد 12 109 ص 12 يتركم 13 237 محمد 35 تترى 9 185 المؤمنون 44 الوتر 15 320 الفجر 3 الوتين 15 75 الحاقة 46 موتقا 7 26 يوسف 66 الوثقى 2 27 البقرة 256

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية ميثاق 1 89 البقرة 27 الوثاق 13 210 محمد 4 الأوثان 9 111 الحج 30 أجد 4 313 الأنعام 145 يجد 1 406 البقرة 196 وجدكم 14 285 الطلاق 6 واجفة 15 228 النازعات 8 وجلون 7 250 الحجر 52 وجيها 2 181 آل عمران 45 وجهه 1 238 البقرة 112 وجه 1 244 البقرة 115 وحده 4 453 الأعراف 69 واحد 1 145 البقرة 61 وحيدا 15 150 المدثر 11 الوحوش 15 255 التكوير 5 أوحى 14 40 النجم 10 يوحون 4 269 الأنعام 121 يوحى 4 155 الأنعام 50 يوح 4 223 الأنعام 93 وحينا 6 265 هود 37 ودا 8 342 مريم 96 مودة 3 91 النساء 73 ودود 6 338 هود 90 ودا 15 105 نوح 23 دع 11 173 للأحزاب 48 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية مستودع 4 233 الأنعام 98 الودق 9 275 النور 43 واديا 6 59 التوبة 121 الواد 10 254 القصص 30 دية 3 134 النساء 92 يذرون 1 496 البقرة 234 ذروا 2 77 البقرة 278 يرثون 5 21 الأعراف 100 تورث 8 320 مريم 63 الوارث 1 492 البقرة 233 ورثة 10 91 الشعراء 85 ميراث 2 389 آل عمران 180 التراث 15 325 الفجر 19 وردا 8 338 مريم 86 الورد 6 346 هود 98 واردهم 6 399 يوسف 19 المورود 6 346 هود 98 وردة 14 100 الرحمن 37 الوريد 13 308 ق 16 ورقة 4 172 الأنعام 59 ووري 4 378 الأعراف 20 تورون 14 127 الواقعة 71 الموريات 15 388 العاديات 2 وراء 1 199 البقرة 91

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية يزرون 4 125 الأنعام 31 وزر 15 171 القيامة 11 وزيرا 8 364 طه 29 وازرة 4 351 الأنعام 164 أوزار 4 125 الأنعام 31 زنوا 8 46 الإسراء 35 الوزن 4 362 الأعراف 8 موزون 7 230 الحجر 19 الميزان 4 333 الأنعام 152 الميزان 14 90 الرحمن 7 ، 8، 9 وسطا 1 292 البقرة 143 أوسط 4 15 المائدة 89 الوسطى 1 509 البقرة 238 سعة 1 527 البقرة 247 وسعها 1 492 البقرة 233 واسع 1 244 البقرة 115 الموسع 1 504 البقرة 236 اليسع 12 132 ص 48 يوسف 6 380 يوسف 4 اتسق 15 435 الانشقاق 18 الوسيلة 3 340 المائدة 35 سنسمه 15 38 القلم 16 اسم 6 270 هود 41 المتوسمين 7 264 الحجر 75 سنة 2 25 البقرة 255 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الوسواس 15 430 الناس 4 شية 1 161 البقرة 71 واصبا 7 333 النحل 52 الوصيد 8 157 الكهف 18 يصفون 4 237 الأنعام 100 وصفهم 4 302 الأنعام 139 يصلون 3 127 النساء 90 وصيلة 4 39 المائدة 103 وصى 1 270 البقرة 132 أوصاني 8 295 مريم 31 تواصوا 14 11 الذاريات 53 توصون 2 458 النساء 12 يوصين 2 458 النساء 12 توصية 12 19 يس 50 الوصية 1 363 البقرة 180 موص 1 365 البقرة 182 تضع 13 210 محمد 4 موضوعة 15 314 الغاشية 14 مواضع 3 53 النساء 46 موضونة 14 114 الواقعة 15 وطئا 15 134 المزمّل 6 موطئا 6 58 التوبة 120 وطرا 11 165 الأحزاب 37 مواطن 5 312 التوبة 25 يعدكم 2 60 البقرة 268

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية عدهم 8 82 الإسراء 64 وعده 2 338 آل عمران 152 موعدة 6 46 التوبة 114 الميعاد 8 116 آل عمران 9 موعدا 8 382 طه 58 وعيد 7 172 إبراهيم 14 الموعود 15 29 البروج 2 يعظكم 1 484 البقرة 231 عظوهن 3 30 النساء 34 موعظة 1 154 البقرة 66 الواعظين 10 107 الشعراء 136 أوعى 15 82 المعارج 18 يوعون 15 287 الانشقاق 23 تعيها 15 62 الحاقة 12 واعية 15 62 الحاقة 12 وعاء 7 38 يوسف 76 وفدا 8 338 مريم 85 موفورا 8 82 الإسراء 63 وفاقا 15 220 النبأ 26 توفيقا 3 78 النساء 62 أوفى 2 223 آل عمران 76 وفىّ 14 59 النجم 37 توفته 4 173 الأنعام 61 توفّى 7 400 النحل 111 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية يوفّ 2 66 البقرة 272 يوفون 15 186 الدهر 7 يتوفاكم 4 172 الأنعام 60 يتوفّونهم 4 403 الأعراف 37 يستوفون 15 268 المطففين 2 أوف 1 113 البقرة 40 توفّون 2 401 آل عمران 185 يتوفّون 1 496 البقرة 234 أوفوا 1 113 البقرة 40 توفّنا 2 417 آل عمران 193 الموفون 1 355 البقرة 177 موفوهم 6 357 هود 109 متوفيك 2 196 آل عمران 55 أقتت 15 200 المرسلات 11 موقوتا 3 155 النساء 103 وقت 5 141 الأعراف 187 مواقيت 1 387 البقرة 189 الموقدة 15 405 الهمزة 6 وقود 1 78 البقرة 24 الموقوذة 3 276 المائدة 3 قرن 11 160 الأحزاب 33 وقارا 15 100 نوح 13 وقرا 4 113 الأنعام 25 تقع 9 142 الحج 65 قعوا 12 143 ص 72

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية وقعة 14 110 الواقعة 2 واقع 5 121 الأعراف 171 مواقعوها 8 209 الكهف 53 مواقع 14 128 الواقعة 75 قفوهم 12 50 الصافات 24 موقوفون 11 227 سبأ 31 وقاهم 15 189 الدهر 11 اتقى 1 388 البقرة 189 اتقوا 1 222 البقرة 103 تتقون 1 71 البقرة 21 من تق 12 225 غافر 9 يوق 14 201 الحشر 9 قوا 14 298 التحريم 6 قنا 1 420 البقرة 201 اتقوا 1 78 البقرة 24 اتق 11 126 الأحزاب 1 التقوى 1 410 البقرة 197 تقاة 2 151 آل عمران 28 واق 7 138 الرعد 34 المتقين 1 33 البقرة 2 تقيا 8 281 مريم 13 أتقاكم 13 293 الحجرات 13 متكئين 8 182 الكهف 31 متكأ 6 418 يوسف 31 توكيدها 7 379 النحل 91 المتوكلين 2 355 آل عمران 159 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية الوكيل 2 377 آل عمران 173 يلتكم 13 295 الحجرات 14 تولج 2 148 آل عمران 27 يلج 14 138 الحديد 4 وليجة 5 298 التوبة 16 يلدوا 15 107 نوح 27 الوالدان 3 95 النساء 75 الوالدات 1 492 البقرة 233 المولود 1 492 البقرة 233 ولدا 1 245 البقرة 116 وليدا 10 61 الشعراء 18 ولدان 14 114 الواقعة 17 ولّى 1 288 البقرة 142 تولّى 1 425 البقرة 205 تولوا 1 344 البقرة 115 تولّوا 1 279 البقرة 137 يتولّون 3 358 المائدة 43 من يتولهم 3 378 المائدة 51 نوله 3 172 النساء 115 تول 10 159 النمل 28 يلونكم 6 62 التوبة 123 ولّ 1 296 البقرة 144 ولاية 5 271 الأنفال 72 وال 7 101 الرعد 11 مولّي 1 303 البقرة 148 وليّ 1 229 البقرة 107

حرف الياء

الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية أولى 2 212 آل عمران 68 مولى 2 103 البقرة 286 لا تنيا 8 372 طه 42 يونس 6 198 يونس 98 أهب 8 283 مريم 18 هب 2 115 آل عمران 8 الوهّاب 2 115 آل عمران 8 وهاجا 15 216 النبأ 13 الكلمة المجلد الصفحة السورة الآية تهنوا 2 317 آل عمران 139 وهنا 11 82 لقمان 14 موهن 5 192 الأنفال 18 أوهن 10 341 العنكبوت 41 واهية 15 64 الحاقة 16 ويكأن 10 299 القصص 82 ويل 1 174 البقرة 79 ويلتا 6 315 هود 72 حرف الياء استيئسوا 7 46 يوسف 80 تيئسوا 7 54 يوسف 87 يئوس 6 227 هود 9 يبسا 8 398 طه 77 يابس 4 172 الأنعام 59 اليتامى 1 181 البقرة 83 يأجوج 8 251 الكهف 94 أيديهم 1 174 البقرة 79 أيد 5 153 الأعراف 195 يسر 15 320 الفجر 4 اليسر 1 374 البقرة 185 ميسرة 2 81 البقرة 280 ميسورا 8 38 الإسراء 28 يسيرا 3 20 النساء 30 يسرى 15 308 الأعلى 8 الميسر 1 455 البقرة 219 اليسع 12 132 ص 48 إلياسين 12 81 الصافات 130 يعقوب 1 273 البقرة 133 الياقوت 14 103 الرحمن 58 يقطين 12 87 الصافات 146 أيقاظا 8 157 الكهف 18 يوقنون 1 39 البقرة 4 يقينا 3 234 النساء 157 الموقنين 4 201 الأنعام 75 مستيقنين 13 163 الجائية 32 تيمموا 2 58 البقرة 267 اليمّ 5 59 الأعراف 136 أيمانكم 1 467 البقرة 224 الأيمن 10 254 القصص 30 الميمنة 14 113 الواقعة 8 اليمين 7 329 النحل 48 ينعه 4 235 الأنعام 99 يوم 1 25 الفاتحة 4

§1/1